Professional Documents
Culture Documents
اثر دراسة المحتوي الاكاديمي لتكتل دول البريكس علي زيادة الوعي السياسي و الكفاءة الاكاديمية للطلاب
اثر دراسة المحتوي الاكاديمي لتكتل دول البريكس علي زيادة الوعي السياسي و الكفاءة الاكاديمية للطلاب
المقدمة :
كثيرا ما يرتبط الوعى السياسى للطالب بعدة محددات تناوبها االحداث و المعايير الدولية القائمة و التى تساعد
كثيرا على اثراء المحتوى االكاديمى للطالب و بالتالى يأتى الوعى السياسى كنتاج لهذا التراكم المعرفى الضخم
,و كعادة األنشطة الطالبية بداخل الجامعة فهى كثيرا ما تقدم نماذج يحتذى بها فى تنشيط هذا التراكم المعرفى
و اثراءه ,ولكن من خالل المالحظات السديدة في هذا الشأن ,فيظهر جليا جانب التقصير الواقع على تلك
األنشطة لصعوبة محاكاتها بالواقع الفعلى لظروف سياسية اقليمية قد فرضت عليها شكل و منهجية صورية ال
تتطابق مع الواقع السياسى الفعلى .ومن جانبنا قد قمنا بتقديم مقترح لنموذج محاكاة لتكتل اقتصادى ضخم
سيكون له تأثيره المستقبلى على مجرى األحداث العالمية و أيضا موازين القوى العالمية ,و تطرقنا كثيرا من
خالل المقترح للعديد من التساؤالت المحيطة بالجانب المعرفى للطالب وكان أغلب التساؤالت تدور حينا بين
مدى تأثير نموذج كهذا فى تشكيل الوعى السياسى للطالب و ما هى األدوات التى ستمكن هذا النموذج من اثبات
فاعليته الحقيقة فى تعزيز المحتوى االكاديمى و ربطه أكثر بالواقع .
هل يمكن لنشاط طالبى مثل دول البريكس أن يحدث تأثير سياسى يقودنا لوعى شامل و تراكم معرفى ضخم
لدى الطالب؟
-1تعريف بأهمية االنشطة الطالبية بداخل الجامعة و دورها فى تنشيط قدرات الطالب اكاديميا و عمليا .
-3أهمية وجود نموذج محاكاة دول تكتل البريكس بكلية الدراسات االقتصادية و العلوم السياسية ؟
-4االسهامات المتوقع تقديمها من جانب النموذج حيال الوعى السياسى للطلبة و محددات الوعى السياسى للطلبة .
هو اختصار للحروف األولى األجنبية من أسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم وهي البرازيل وروسيا والهند
والصين وجنوب أفريقيا(بدأت المجموعة بالدول االربع االولى ثم انضمت اليها جنوب افريقيا )،وعقدت أول قمة بين
رؤساء الدول األربع في “بيكاتير ينبرج” بروسيا عام 2009وانضمت دولة جنوب أفريقيا إلي المجموعة عام
2010فأصبحت تسمي بريكس بدال من (بريك) سابقا ويعيش علي أرض دول البريكس نحو 43%من سكان العالم،
وتشكل اقتصاديات الدول الخمس نحو %20من إجمالي الناتج المحلي العالمي وخالل عام 2012بلغت استثمارات دول
بريكس نسبة %11من إجمالي حركة االستثمارات األجنبية المباشرة علي مستوي العالم 465مليار دوالر أمريكي
ومثلت تجارتها البينية نسبة 17%من حجم التبادل التجاري العالمي خالل عام . 2012
إن ما قامت مجموعة البريكس بتأسيسه ليس مبنيا ال على التناحر مع العالم الغربي ،كما يعلق العديد من المحللين
المتهكمين ،وال على فكر جديد على العالم الغربي .إن تحركات دول البريكس هي بالدرجة األساس محاولة للهروب من
محاولة االنتحار الجماعية التي تقودها الواليات المتحدة واالتحاد األوربي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا .إن سياسات الواليات
المتحدة واالتحاد األوربي في العقدين األخيرين على األقل أثبتت إن همها الوحيد ،خاصة بعد اندالع األزمة المالية وأزمة
المصارف عام ،2008هو إنقاذ النظام المصرفي عبر األطلنطي المفلس المتخم بالمضاربات المالية الفاشلة والطفيلية
على حساب االستثمار في البنى التحتية والصحة والتعليم والصناعة مخلفة بذلك ارتفاعا رهيبا في مستويات البطلة والفقر
في هذه الدول الصناعية سابقا .كما أنها استخدمت سياسات عسكرية توسعية باتجاه الشرق وشنت انقالبا عسكريا على
حكومة أوكرانيا التي رفضت االنضمام إلى منظومة التعاون مع االتحاد االوربي وفضلت روسيا واالتحاد االوراسيوي.
إن السياسات األمريكية واألوربية هذه ،كما حذر السياسي وعالم االقتصاد األمريكي ليندون الروش ،ستقود حتما إلى
الحرب ،حرب عالمية ساخنة وليست باردة هذه المرة.
من ناحية أخرى ،يكمن سر نجاح المفاهيم االقتصادية لمجموعة البريكس ،في أن تقييمها للقيمة االقتصادية والثروة ليس
مبنيا على القيمة المالية للنقود واألوراق المالية وال حتى على الموارد الطبيعية بل على زيادة القدرات اإلنتاجية لليد
العاملة بشكل تدريجي ومستمر عن طريق استخدام وتطوير تقنيات مستمدة من البحث العلمي ،وهذا هو في الواقع تعريف
الروش للقيمة االقتصادية .في هذه المنظومة االقتصادية الصحية تقع القيمة االقتصادية في “الرؤية المستقبلية” لما
سيتحقق ،وليس الموارد المتاحة في اللحظة الراهنة ،وهذه هي التي تعطي إمكانية وشرعية خلق ائتمانات (قروض)
حكومية لتمويل تلك الرؤية المستقبلية المخطط لها علميا .أما النظام األطلنطي السائد منذ بداية السبعينيات الذي شمل نفوذه
العديد من دول العالم حتى النامية منها فمبني على أساس ما هو متوفر من موارد ،فإذا لم يكن لديك مال ،لن يمكنك بناء
مدارس أو مستشفيات أو طرق أو مصانع .
تشكل كتلة بريكس 43في المائة من إجمالي سكان العالم ،وما يكاد يصل إلى ربع االقتصاد العالمي .وتحتل ثالثة
اقتصادات من دول كتلة بريكس قائمة الدول العشر األولى من حيث الناتج المحلي اإلجمالي ،وهي الصين (المرتبة
الثانية) ،والهند (المرتبة السابعة) ،والبرازيل (المرتبة التاسعة)
وتوفر كتلة بريكس عددا من الفوائد للمستثمرين األجانب متمثلة في القوى العاملة الشابة ،والرخيصة ،إلى جانب الموارد
الطبيعية واألسواق الكبيرة .ويبدو أن لالستثمار األجنبي المباشر أثره اإليجابي بالمساهمة في تنمية اقتصادات هذه الدول
الناشئة.
وباعتبارها من أكثر االقتصادات نموا من بين االقتصادات الناشئة ،تمثل كتلة بريكس نحو 29في المائة من الناتج المحلي
اإلجمالي في سنة ،2016كما أنها تمارس إثر ذلك نفوذا إقليميا وعالميا كبيرا .وعند تأسيسها أول األمر ،كانت كتلة
بريكس تضم 40شركة على مؤشر فورتشن غلوبال 500العالمي ،وارتفع ذلك الرقم اآلن إلى 160شركة.
ويمكن تقسيم كتلة بريكس إلى مجموعتين؛ المجموعة التي استفادت من مسيرة العولمة لدمج ذاتها ضمن سالسل التوريد
العالمية ،وهي باألساس الصين والهند ،والمجموعة التي استفادت من العولمة في مبيعات مواردها الطبيعية الوفيرة وعلى
رأسها البرازيل ،وروسيا ،وجنوب أفريقيا.