You are on page 1of 24

‫المانع من أعداد الدليل الكتابي‬

‫وأثره في النظام القانوني للإثبات‬

‫دراسة لقانون االثبات العراقي والقوانين العربية‬


‫معززة بآراء الفقه وأحكام القضاء‬
‫في العراق ومصر وسوريا‬

‫إعداد‪ :‬د‪ .‬عماد حسن سلمان‬


‫المانع من تقديم الدليل الكتابي‬
‫أو‬
)‫(فقدان السند بسبب ال دخل إلرادة صاحبه فيه‬
‫ (اي‬,‫ ثم يطرأ عليه ما يفقده هذا الدليل بسبب اليد له فيه‬, ‫قد يحصل المتعاقد على دليل كتابي‬
‫اذ ليس من العدل ان تسد امام وجهه‬, ‫دون تقصير منه) فال يصح ان يضيع عليه حقه بسبب ذلك‬
‫بل يسمح له اإلثبات بالشهادة او‬, ‫بعد ان استحال عليه تقديم الدليل الكتابي‬, ‫سبل االثبات االخرى‬
.‫القرينة القضائية‬
‫اذا فقد السند الذي يثبت‬, ‫وانما ينطبق على المدين أيضا‬,‫وهذا الحكم الينطبق على الدائن فحسب‬
.‫قيامه بالوفاء‬
The obstacle from presenting
a written document
In some Leqal act ,the contractor may obtain a weitten document and then
some external Force lead, without his own Fault, to lose his written
document
In order to prevont the losing of the contractor s Leqal riqht enshrined in
the document, some Leqal shcools ,including the lraqi leqal system ,
permit to such contractor to proof the leqal act by testimony or judicial
presumption .
This rule dose not apply to the creditor but the debtor as wall.
‫المقدمة‬
‫أذا حرر المتعاقدان دليال كتابيا ‪,‬وهما بصدد تصرف اشترط القانون إلثباته الكتابة‪ ,‬فقد قاما‬
‫بالواجب الملقى عليها ‪,‬فإذا ضاع ذلك الدليل بسبب قوة قاهرة ‪,‬كان ذلك بال شك عذرا يبيح‬
‫اإلثبات بغير الكتابة‪.‬‬
‫فقاعدة وجوب اإلثبات بالكتابة التي تبنتها التقنيات الوضعية يتم النزول عنها لصالح اإلثبات‬
‫باألدلة المقيدة (الشهادة والقرنية القضائية)والتي لن يتسنى اللجوء اليها لوال فقدان السند بالقوة‬
‫القاهرة‪.‬وقد نص على هذا االستثناء‪,‬المشرع العراقي في المادة ‪/18‬اوال منه(يجوز أن يثبت‬
‫بجميع طرق اإلثبات ما يجب إثباته بالكتاب في حالتين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إذا فقد السند الكتابي بسبب ال دخل إلرادة صاحبه فيه)‬
‫وتناولته نصوص القوانين العربية ‪,‬فقانون البينات السوري نص عليه في المادة ‪\57‬ب‪,‬وقانون‬
‫اصول المحاكمات اللبناني في المادة‪,257‬والقانون المدني الليبي في المادة‪,391‬وقانون االثبات‬
‫المصري في المادة‪\63‬ب‪.‬‬
‫ونصوص جميع هذه القوانين متظافرة على انه يجوز لمن ضاع دليله الكتابي بسبب خارج عن‬
‫إرادته اإلثبات بالشهادة ‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‬
‫لقد فضلت التشريعات المدنية المعاصرة ‪,‬الدليل الكتابي على الشهادة ‪,‬وجعلت االثبات به‬
‫واجبا متى زادت قيمة التصرف القانوني على مبلغ معين تحدده‪ ,‬وكان الباعث لها على ذلك‪ ,‬آن‬
‫الكتابة توفر من الضمانات أكثر مما توفره الشهادة ‪,‬التي هي عرضة لألخطاء اإلنسانية كضعف‬
‫الذاكرة وما يشوبها من محاباة وتقادم وفساد ذمة ‪,‬ولكن هذه التشريعات‪ ,‬رأت في الوقت ذاته ‪,‬إن‬
‫التشدد في اقتضاء الدليل الكتابي والمبالغة في التشكيك في شهادة الشهود قد ال يوجد ما يبرره في‬
‫حاالت كثيرة وقد يلحق بالخصوم ظلما واضحا ‪,‬فيتم التحول من الدليل الكتابي صعب التحقق إلى‬
‫الشهادة األكثر يسرا بواسطة فكرة المانع من تقديم الدليل الكتابي‬
‫فموضوعنا من شأنه أن يخفف من غلو هذه القاعدة ‪ ,‬أذ انه يمثل استثناء عليها ‪ ,‬فبتحققه يمكن‬
‫للخصم أن يثبت تصرفه القانون بالشهادة بدال من دليله الكتابي الذي فقده ‪,‬وبذلك فهو يساهم في‬
‫إيجاد دليل لشخص استجاب لحكم القانون واعد دليله الكتابي ‪,‬ولكن فقده لسبب خارج عن ارادته‬
‫‪,‬فيخلصه من المبدأ القاضي بان الحق الذي لم يقم عليه دليل يصبح عند المنازعة هو والعدم سواء‬
‫‪.‬‬
‫كذلك فان عزوف المحاكم عن تطبيقه في كثير من القضايا التي يعد فيها الخصم دليله الكتابي‬
‫ويوجد مانع يمنعه من تقديمه كان حافزا قويا للكتابة فيه ‪,‬فرغبتنا‪,‬في تفعيل تطبيق هذا االستثناء‬
‫في ارض الواقع ‪ ,‬وقلة األحكام الصادرة استنادا له مع أهميته دفعتنا إلى دراسة وبحثه‬
‫وأخيرا‪,‬فان جهل اكثرافراد المجتمع بهذا االستثناء ‪,‬على الرغم من مساسه بحياتهم ‪,‬كان حافزا‬
‫قويا للتوجه لدراسته بدقة ‪,‬خاصة وان طبيعة تطبيقه تتوقف على مطالبة الخصم به فالقاضي يبقى‬
‫متمسكا باألصل اذالم يسع الخصم التدليل على وجود حال يمكن بموجبها االثبات بالشهادة بدال‬
‫من الدليل الكتابي ‪,‬الذي اعده ولم يقدمه لظروف ال يد له فيها ‪,‬فاألعم االغلب من الحاالت‬
‫‪,‬اليشير القاضي فيها –من تلقاء نفسه‪-‬الى وجود مانع يحول دون تقديم الدليل الكتابي ‪,‬ليجيز‬
‫للخصم اثبات ما يدعيه بالشهادة ‪,‬وانما يقتضي االمر ان يطلب الخصم االثبات بالشهادة لوجود‬
‫المانع ‪,‬وبالتالي يكون الخصم اذا ما كان يجهل هذا االستثناء معرضا لفقد ما يدعيه‪.‬‬

‫مبررات المانع من تقديم الدليل الكتابي‬


‫‪-1‬لقد جازت القوانين االثبات بالشهادة في حال قيام المانع من اعداد الدليل الكتابي (المانع المادي‬
‫واالدبي )(‪)1‬اما هنا فقد حصل الخصم على الدليل الكتابي الذي يقتضي به القانون فهو قد استجاب‬
‫لقاعدة وجوب االثبات بالكتابة ‪,‬وبالتالي لحكم القانون واعد الدليل الكتابي ‪,‬ولكنه بعد حصوله‬
‫على هذا الدليل فقده‪(-‬بسبب اجنبي ‪,‬قوة قاهرة ‪,‬قضاء وقدر‪ ,‬بالحادث الفجائي)‪-‬وكان فقدانه بسبب‬
‫ال يد له فيه فمكان الضرورة في هذا الحال اكثر وضوحا ‪,‬الن الدليل الكتابي قد جاء فعال ولكنه‬
‫(‪)2‬‬
‫ضاع بغير تقصير من الخصم لذلك يجوز ان تحل الشهادة محل الدليل الكتابي‬
‫‪ -2‬ان المنطق والعقل يقضيان به‪ ,‬فليس من العدل ان يحرم الشخص من حقوقه بسبب فقدان‬
‫الدليل الكتابي الذي أعده ‪,‬فقاعدة وجوب اإلثبات بالكتابة ‪,‬وان كانت لمصلحة المتقاضين‪ ,‬فإنها‬
‫ذات قيد عظيم على كاهل المتخاصمين وينبغي التخلص من هذا القيد كلما تحققت ضمانات‬
‫‪,‬وفقدان السند بعد أعداد لسب ال يد لصاحبه فيه يمكن ان يكون ضمانة أذ ان سماع الشهادة لم‬
‫يأت بصورة اعتباطية وإنما جاء بعد تحقق دليل كتابي مكتمل بكافة شروطه القانونية‪.‬‬
‫‪-3‬ان العمل بهذا االستثناء هو تطبيق للقاعدة العامة ( ال يكلف المرء بالمستحيل )‪.‬‬
‫وقد قال تعالى(ال يكلف هللا نفسا اال وسعها) (‪.)3‬‬
‫ذلك إن المتعاقدين بعد ان حررا سندا كتابيا بتعاقدهما فيما اشترط القانون وجود الدليل‬
‫الكتابي إلثباته‪ ,‬فقد اديا الواجب المترتب عليهما قانونا ‪ ,‬فإذا ما ضاع السند لسبب أجنبي كان ذلك‬
‫– من غير شك –عذرا مما يسمح معه اإلثبات بالشهادة ‪.‬‬

‫تقسيم الموضوع ‪-:‬‬


‫وعلى العموم فان االثبات بالشهادة في حالة فقدان السند على هذا الوجه يتحقق بتوافر‬
‫شرطين هما اثبات وجود الدليل كتابي والثاني اثبات فقدان هذا الدليل الكتابي ‪ ,‬وسنفرد لكل منهما‬
‫مبحثا خاصا به وسننهي بحثا بمجموعة من االستنتاجات والمقترحات ‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫اثبات وجود دليل كتابي‬

‫ان الدليل الكتابي اما ان يكون سندا رسميا اوعاديا فاذا كان سندا رسميا‪,‬ففقده‪-‬عادة –فقد نسخة‬
‫منه ‪,‬ويمكن اخذ نسخة اخرى بالرجوع الى اصل السند المحفوظ لدى الجهة الرسمية التي‬
‫حررته‪,‬ولكن قد يفقد االصل ايضا نتيجة حرب او حريق او اضطرابات ادت الى اتالف الوثائق‬
‫الرسمية ‪,‬فهنا فقط ‪,‬يمكن الحديث عن المانع من تقديم دليل كتابي بالنسبة للسند الرسمي‪.‬‬
‫اما السند العادي ‪,‬فاذا كان مشتركا بين طرفين اواكثر‪ ,‬فعادة ما تخول القوانين صاحبه الذي‬
‫فقده‪,‬ان يطالب الطرف الذي بيده نسخة من هذا السند تقديمه في حاالت معينة (‪.)4‬ولكن اذا لم‬
‫تسمح القوانين للخصم الذي فقد نسخته الخاصة من هذا السند‪,‬او اذا كان السند ‪,‬من نسخة واحدة‬
‫(كما هو الحال في سند الدين فيوقع من قبل المدين)‪,‬وفقدت فهنا تبرز اهمية هذا االستثناء بالنسب‬
‫الى السند العادي ‪.‬‬
‫عموما ‪,‬يجب على المدعي التمسك بالدليل الكتابي المفقود ان يثبت بالشهادة انه كان يوجد سند‬
‫مكتوب ‪,‬له اثر قانوني معين قد اعد إلثبات االلتزام او انقضاءه (‪)5‬وقد جاء في المذكرة اإليضاحية‬
‫لقانون البيانات السوري (يجب على ان يثبت أوال وجود الدليل الكتابي)(‪.)6‬‬
‫وال نكتفي بهذا المقدارالبل يطلب من المدعي أن يثبت أيضا ان هذا السند كان مستوفيا لجميع‬
‫الشروط التي يتطلبها القانون ‪,‬كما لو اوجب القانون بعض الشروط الشكلية لصحة‬
‫العقد(كالتسجيل في دائرة التسجيل العقاري بالنسبة لعقد بيع العقار)(‪)7‬فيجب عليه ان يقيم الدليل‬
‫عليها الن انعقاد مثل هذا التصرف معقود باستيفاء الشكل وال عبرة للسند إذا كان التصرف لم‬
‫ينعقد ويجوز للخصم إثبات سبق وجود السند واستيفاءه جميع الشروط بكافة الطرق بما في ذلك‬
‫الشهادة ‪,‬كذلك يطلب من المدعي أن يقيم الدليل بجميع الطرق على ان السند المفقود كان يحمل‬
‫توقيع الخصم ولكن ما الحكم لو أنكر الخصم التوقيع –توقيعه في السند المفقود‪ -‬اعتمادا منه على‬
‫استحالة تحقيق التوقيع بطريق المضاهاة طبقا للمادة‪39‬منقانون االثبات العراقي ؟‬
‫لقد قيل ان انكار التوقيع من قبل الخصم يجعل هذا الشرط منتفيا وبالتالي ال يمكن العمل بهذا‬
‫االستثناء واالثبات بالشهادة(‪,)8‬غير ان جانب من الفقه يرى ان هذا الرأي غير مقبول الن انكار‬
‫التوقيع يجب ان اليخل بتطبيق هذه القاعدة ‪,‬اذ العبرة في ذلك الى ما يتكون في عقيدة القاضي بما‬
‫يدعيه المدعي ‪,‬فاذا ثبت وجود السند وضياعه (بسبب اجنبي)وما ورد من التزام فيه ‪,‬فال عبرة‬
‫العتراض المدعى عليه هذا اذ ان االثبات في حالة ضياع السند يتناول سماع شهادة من شهد‬
‫العقد وحضر التوقيع عليه وقي مزج وتوحيد هاتين الشهادتين ‪,‬مايكفي لتكوين عقيدة القاضي‬
‫( ‪)9‬‬
‫ورفع ما غمض في الدعوى‬
‫وبدورنا نرى وجاهة الرأي االخير ‪,‬اذ ان المضاهاة اليمكن ان تتم بدون وجود السند الذي انكر‬
‫‪,‬لذلك فاألخذ بهذا المفهوم معناه تعطيل العمل بهذا االستثناء‪,‬الذي يبيح االثبات بالشهادة عند فقدان‬
‫السند بسبب الدخل إلرادة صاحبه فيه ‪,‬وليس من المعقول ان ينص المشروع على حق ال يمكن‬
‫تطبيقه بمجرد نكران الخصم –المتكرر غالبا‪ -‬لذلك فأننا نقف مع الرأي الذي يجيز لمدعي الفقدان‬
‫اثبات توقيع المدعي عليه بالشهادة أيضا ‪.‬‬
‫ونشير بأن اثبات سبق وجود الدليل الكتابي ‪,‬يكون أخف نسبيا على عاتق مدعي الفقدان‪,‬اذاما عمد‬
‫خصمه الذي يراد التمسك بالسند ضده الى اتالفه ويسمح للمدعي ان يثبت بالشهادة وطرق‬
‫االثبات االخرى ‪,‬اذ يستخلص من ثبوت هذه الواقعة –بال جدال قرينة مفادها(ان السند كان‬
‫موجودا‪,‬وانه كان مستوفيا لشروطه القانونية واال لما اقدم على ذلك)‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫ويفترض ان السند قد استوفى الشكل الذي تطلبه القانون اذا كان المدين هو الذي اتلفه‬
‫ولكنه أي (عبءاالثبات)قد يكون شديدا ومركبا على مدعي الفقدان فيقتضي اثبات تصرف‬
‫سابق على فقدان السند‪,‬فيجب عليه اثبات عقد الوديعة أو الوكالة بالطرق المعتادة ‪,‬اي يجب‬
‫االثبات بالكتابة‪,‬مادام الحق واجب اثباته بالكتابة‪,‬فعقد الوديعة أوعقد الوكالة سابق على واقعة‬
‫تبديد السند ومنفصل عنها‪,‬االاذا كان االيداع أو التوكيل ‪,‬قد حصال بطرق احتيالية ‪,‬ففي هذه الحالة‬
‫(‪)11‬‬
‫يجوز االثبات بالشهادة‬
‫واذا كان فقدان الدليل الكتابي الكامل يمثل نطاقا رحبا لالثبات بالشهادة استثناء‪,‬فان الدليل الناقص‬
‫يثير الشكوك ‪,‬بعبارة أخرى اذا ما فقد مبدأ الثبوت بالكتابة ‪,‬فهل يجوز للمدعي ان يطالب بتطبيق‬
‫المادة ‪/18‬أوالمن قانون االثبات الخاصة باإلثبات بالشهادة استثناء لفقدان السند؟ ان مبدأ الثبوت‬
‫بالكتابة هو كل كتابة تصدر عن الخصم ‪,‬والكتابة يجب ان تجعل التصرف المدعى به قريب‬
‫االحتمال(‪, )12‬وهي محل بنظر القاضي ‪,‬فاألخير يتحقق من وجود كتابة أوال وصدورها من‬
‫الخصم ثانيا ‪,‬تلجئه الى المضاهاة في حالة انكاره –وان تجعل هذه الكتابة التصرف المدعى به‬
‫قريب االحتمال بنظر القاضي ثالثا‪,‬هذا كله اذا ما طالب الخصم –الذي اليملك دليال كتابيا الثبات‬
‫تصرفاته القانونية –بوجود مبدأثبوت الكتابة ‪,‬واذا ما سلمنا بتحقق كل هذه االمور فأن هذا الدليل‬
‫يعد دليال ناقصا يجب استكماله بالشهادة ‪,‬واالخيرة قد تكون متحققة او غير متحققة لدى الخصم‬
‫‪,‬وقد يسمعها القاضي اوال يسمعها ‪,‬واذا سمعها قد يقتنع أواليقتنع بها ‪.‬اذا ما تحققت كل هذه‬
‫االمور اصبح مبدأالثبوت بالكتابة دليال من ادلة االثبات ‪.‬‬
‫يتضح مما تقدم ان الكتابة الصادرة من الخصم والتي تجعل المدعى به قريب االحتمال ‪,‬التعد‬
‫مبدأثبوت بالكتابة ‪,‬اال اذا تعامل القاضي معها ووصفها بهذا الوصف ‪,‬لذلك فليس من المنطق ان‬
‫نقول بإمكانية تطبيق استثناء فقدان الدليل الكتابي بقوة قاهرة (المانع من تقديم الدليل الكتابي) على‬
‫مبدأ الثبوت بالكتابة ‪,‬مادام القاضي لم يصف هذه الكتابة بهذا الوصف‪.‬‬
‫فاألمرغير منطقي لسبب واحد‪ ,‬الن الكتابة المعول عليها‪ ,‬غير موجودة لذلك فال يوجد لدينا‬
‫حتى هذه اللحظة ذلك الدليل الناقص ‪.‬‬
‫ولكن اذا سلمنا بوجود مبدأ ثبوت بالكتابة بحكم القاضي ‪,‬وفقد لسبب كحريق مثال شب في‬
‫المحكمة ‪,‬فهل ينطبق عليه هذا االستثناء المتعلق بفقدان الدليل الكتابي ؟‬
‫الشك في ان المانع من تقديم الدليل الكتابي ال ينطبق اال على الدليل الكتابي الكامل اما الدليل‬
‫الناقص (مبدأ الثبوت بالكتابة )فال ينطبق عليه الن من فقد دليله الكتابي كان قد استجاب لحكم‬
‫القانون وسلح نفسه بإعداد دليل كتابي ‪,‬ولكن ألسباب ال دخل له فيها فقد دليله‪,‬لذلك انطبق عليه‬
‫حكم القانون ‪,‬أما من فقد دليله الناقص (مبدأ الثبوت بالكتابة )فأنه اخطأ لعدم االستجابة لحكم‬
‫القانون القاضي بإعداد دليل كتابي خاصة وان مبدأ الثبوت بالكتابة ان لم يتعرض للفقدان قد ال‬
‫يكتمل ويصبح دليال كامال ‪,‬لذلك فهو ال يستفيد من التسهيل في اثبات تصرفه القانوني‪.‬‬
‫ومع ذلك يرى جانب من الفقه انه قد يكون مبدا الثبوت بالكتابة قريبا جدا من السند الكامل او‬
‫واضحا وموجزا بحيث ال يتشكك الشهود في مضمونه كورقة شطب رهن او حق امتياز تعذر‬
‫الحصول على صورة رسمية منه أو ايصال بقسط متأخر من دين ‪,‬ففي هذه االحوال يرى انصار‬
‫هذا االتجاه انه يصح اثبات ضياعه بقوة قاهرة بواسطة هذا االستثناء(‪.)13‬‬
‫الشك في اننا نبقى مصرين على ان فقدان الدليل الناقص ال ينطبق على فقدان الدليل الكامل الن‬
‫غاية النص وهدفه جاء للثاني دون االول ‪,‬كذلك مع فرض قبول هذا الرأي فإننا النجد له قيمة‬
‫عملية عندنا‪,‬الن مبدأ الثبوت بالكتابة موجود في اوراق الدعوى ومع وجود الشهادة في ذات‬
‫الدعوى والقاضي اليسعى إلعمال نص المادة ‪78‬من قانون االثبات والعمل بمبدأ الثبوت بالكتابة‬
‫وعدهدليل كامل في عشرات القضايا التي اطلعنا عليها (‪)14‬فكيف الحال‪,‬اذا ما فقد مبدا الثبوت‬
‫بالكتابة ويقتضي ذلك ان يثبت القاضي فقدان مبدا الثبوت بالكتابة اوال‪,‬ومن ثم يعمل على‬
‫استكماله بالشهادة وهذا ماال يمكن تقبله من قضائنا اطالقا ‪,‬فضال عن عدم موافقته لروح تشريع‬
‫االثبات في العراق ‪.‬‬
‫الواقع من االمر ان يطالب به مدعي الفقدان ال يقتصر على اثبات انه كان لديه سندا‪ ,‬وفقده وانما‬
‫يجب عليه ان يثبت مضمون السند أيضا‪.‬اذ اليكفي ان تشهد الشهود بقيام التصرف القانوني‬
‫المدعى به ‪,‬الن االمر يتعلق بإجازة االثبات بالشهادة لتحقق دليل كتابي وفقده ‪,‬فقيام التصرف قد‬
‫يكون واقعا فعال‪ ,‬ولكن اعداد دليل كتابي قد ال يصدق تحققه ‪,‬لذلك يجب ان ترد الشهادة على‬
‫اثبات دليل كتابي أوال‪ ,‬ومن ثم يتم البحث عن مضمون ذلك الدليل الكتابي المثبت للتصرف‬
‫القانوني‪.‬‬
‫ولكن اذا ما تعذر وجود شهود على التعاقد ذاته‪ ,‬فهل تقبل الشهادة على رؤية السند؟ واذا قبلت‬
‫فهل تكفي الشهادة بحصول العلم بوجوده او رؤيته دون االطالع على جميع محتوياته‪ ,‬وما دون‬
‫فيه؟ أم تجب الشهادة على رؤية السند واالطلع على جميع محتوياته وما دون فيه؟‬
‫لقد اختلف الفقه في ذلك فيرى جانب منه على انه يكفي اثبات ما تضمنه السند‪ ,‬سواء وردت‬
‫الشهادة على رؤيته أو جاءت على حصول العلم به نتيجة االخبار المتواترة (‪)15‬فيما يرى اتجاه‬
‫اخر في الفقه انه البد من شهود الرؤية على محتوى السند ومضامينه(‪,)16‬غير ان الرأي الراجح‬
‫هو ان صاحب السند ال يكلف اال بإثبات ما اشتملت عليه الورقة من اشتغال ذمة المدين بالدين أو‬
‫البراءة منه اذ العبرة بالشهادة هو ما يكفي لتكوين اعتقاد القاضي بصحة الطلبات سواء كانت‬
‫الشهادة الواردة على رؤية او سماع أو تواتر(‪.)17‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫إثبات فقدان الدليل الكتابي بسبب ال دخل لصاحبه فيه‬

‫إن إثبات وجود دليل كتابي ال يفي وال يضمن جواز اإلثبات بالشهادة استثناء ‪,‬ال بل على من‬
‫يدعي الفقدان ‪,‬ان يثبت ان فقدان الدليل الكتابي كان بسبب ال يد له فيه ‪,‬والمالحظ هنا‪,‬ان‬
‫التشريعات المختلفة عبرت عن سبب فقدان السند بتعابير مختلفة ‪,‬فقانون اصول المرافعات‬
‫الحقوقية الملغى اصطلح عليه‪ ,‬فقدان السند قضاء وقدرا (المادة‪ 82‬ثالثا)‪,‬وقانون االثبات العراقي‬
‫عبر عنه بفقدان السند بسبب ال دخل إلرادة صاحبه فيه (المادة‪\18‬اوال)‪,‬وقانون البيانات السوري‬
‫(اذا فقد الدائن سنده المكتوب لسبب ال يد له فيه)(المادة‪\57‬ب)‪,‬وقانون اصول المحاكمات المدنية‬
‫اللبناني (السبب االجنبي)(المادة‪,)257‬اما القانون الفرنسي فقد استند الى مصطلح (حادث فجائي‬
‫وقوة قاهرة في ان واحد)(المادة‪.)4\348‬‬
‫ولعل هذا االختالف في استخدام المصطلحات يدفعنا الن نبحث على اكثرها دقة واقربها‬
‫لمضمون الموضوع الذي نحن بصدد معالجته ‪,‬وبدورنا نرى ان تعبير المشرع العراقي في قانون‬
‫االثبات (‪,)18‬افضل من مصطلحات القوانين االخرى لألسباب االتية‪:‬‬
‫‪.1‬وجود خالفات بين الفقهاء ‪ ,‬حول معانى السبب االجنبي والقوة القاهرة والحادث‬
‫الفجائي(‪,)19‬فهناك اراء فقهية ترى وجوب التفرقة بين الحادث الفجائي والقوة القاهرة ‪,‬وعدو‬
‫الحوادث الخارجية عن الشيء خروجا ماديا قوة قاهرة ‪,‬والحوادث التي ترجع الى امر داخلي‬
‫كامن في الشيء ذاته كانفجار الة في مصنع وخروج قطار عن السكة حوادث فجائية ‪,‬ورتبوا‬
‫على ذلك قصر دفع المسؤولية على القوة القاهرة دون الحادث الفجائي‪.‬‬
‫وهناااااك ماااان ياااارى ان الحااااادث الجبااااري هااااو كاااال واقعااااة تحصاااال بساااابب عماااال االنسااااان‬
‫ساااااواء أكاااااان ذلاااااك بإرادتاااااه او بغيااااار إرادتاااااه ‪,‬أماااااا القاااااوة القااااااهرة ‪,‬فهاااااي الوقاااااائع التاااااي‬
‫تحصاااااال بفعاااااال الطبيعااااااة ‪,‬والساااااابب األجنبااااااي أعاااااام ماااااان ذلااااااك ‪,‬فهااااااو يشاااااامل القضاااااااء‬
‫والقدر والحادث الجبري والقوة القاهرة (‪.)20‬‬
‫‪.2‬ان المصاااااطلحات المذكورة(السااااابب األجنب ي‪,‬القاااااوة القااااااهرة‪ ,‬الحاااااادث الفجاااااائي) تساااااتخدم‬
‫عناااد الحاااديث عااان دفاااع المساااؤولية أو الاااتخلص منهاااا ‪,‬لاااذلك فاااان القاضاااي يتشااادد حتاااى يقضاااي‬
‫بتحقاااق مثااال هاااذا االمااار ‪,‬الن أثاااره عظااايم ‪,‬وهاااو الاااتخلص مااان االلتااازام ‪,‬بخاااالف موضاااوعنا‬
‫فااااألمر ال يتعلاااق اال باااالتخلص مااان مساااؤولية تقاااديم دليااال كتاااابي وأساااتبدالها بالشاااهادة ‪,‬وهاااو‬
‫أماار ال يقتضااي التشاادد الااذي يتطلبااه فااي الحالااة األولااى ‪,‬لااذلك فااان الاانص علااى المصااطلحات‬
‫المااذكورة ‪,‬واألخاااذ باااالمفهوم المتقااادم يمثاال‪ -‬باااال شاااك—مبالغاااة كبياارة وعباااا اكبااار علاااى عااااتق‬
‫مدعي الفقدان دون مبرر‪.‬‬
‫أماااا بالنسااابة لمصاااطلح فقااادان الساااند قضااااء وقااادرا فهاااو علاااى النقااايض مماااا تقااادم فمفهوماااه‬
‫يبااادو فياااه اليسااار والساااهولة فاااي مساااألة إثباااات فقااادان الساااند ليشااامل حااااالت لااام يكااان يساااتوعبها‬
‫أي مصطلح من المصطلحات المتقدمة‪.‬‬
‫لااذلك كاناات محكماااة التميااز فااي العاااراق صااريحة فاااي اتجاههااا ورفضااها للتسااااهل فااي مساااألة‬
‫اإلثباااات اذ قاااررت (إن محكماااة الموضاااوع قاااررت باااان ساااند الكمبياااال الاااذي أعطااااه الممياااز‬
‫علياااه للمياااز فقاااد مناااه قضااااء وقااادرا دون ان تالحاااظ ان الماااادة الماااار ذكرهاااا ال تنطباااق علاااى‬
‫حادثاااة الضاااياع هاااذه وإنماااا وضاااعت لمقاصاااد أخااارى كااااحتراق دار صااااحب الساااند وبضااامنها‬
‫السااند او حاادثت ساارقة فااي داره وساارق المسااتند ماان قباال السااارق مااع بعااض امتعااة االخاارى‬
‫(‪)21‬‬
‫فيجوز اذ ذاك استماع البينة الشخصية)‬
‫‪. 3‬الواقاااع العملاااي ال يشاااير إلاااى األخاااذ بمفهاااوم السااابب األجنباااي أو القاااوة القااااهرة أو الحاااادث‬
‫الفجاااائي ‪,‬فقضااااء الااادول التاااي تأخاااذ بهاااذه المصاااطلحات ‪,‬يتسااااهل فاااي امااار تحقاااق السااابب أوال‬
‫‪,‬ويأخاااااذ باااااالظروف الشخصاااااية التاااااي تحااااايط باااااالملتزم ثانياااااا‪ ,‬فاااااي حاااااين إن المصاااااطلحات‬
‫المااااذكورة تقضااااي أن يؤخااااذ بااااالظروف الموضااااوعية ‪,‬أي ان تقااااديرها ال يكااااون وفااااق مقاااادرة‬
‫الشااخص ذاتااه باال بحسااب مقاادرة المتوسااط ماان الناااي ‪,‬عنااد مااا يوجااد فااي مثاال الظااروف التااي‬
‫وجااااد فيهااااا ذلااااك الشااااخص عنااااد وقااااوع الفعاااال الضااااار (‪)22‬وهااااذا دون شااااك مغالطااااة ‪,‬فااااالنص‬
‫يقتضااي مفهااوم معااين والتطبيااق يكااون بمفهااوم أخاار ‪,‬فهناااك هااوة بااين الاانص وتطبيقااه فااي تلااك‬
‫القوانين‪.‬‬
‫لااااذلك فااااان مصااااطلح المشاااارع العراقااااي ومصااااطلح المشاااارع السااااوري فااااي قااااانون البيانااااات‬
‫‪,‬نراهما االقرب الى الصحة في اطار هذا االستثناء‪.‬‬
‫وعلاااى الااارغم مماااا تقااادم ‪,‬فقاااد ساااارت اقضاااية المحااااكم علاااى اساااتخدام المصاااطلحات الماااذكورة‬
‫وعااادها مترادفاااة فاااي المعناااى ‪,‬ويكفاااي ان ناااذكر ان محكماااة الااانقض المصااارية ‪,‬اساااتخدمت فاااي‬
‫قااارار واحاااد لهاااا ثاااالث مصاااطلحات ‪,‬حياااث قضااات (ويشاااترط فاااي هاااذه الحالاااة ان يكاااون الفقاااد‬
‫راجعاااا الاااى سااابب الياااد للمااادعي فياااه ‪,‬وماااؤدى هاااذا ان يكاااون الفقاااد قاااد نشاااأ مااان جاااراء حاااادث‬
‫جبري او قوة قاهرة )(‪.)23‬‬
‫وينبنااي علااى مااا تقاادم فااان ك ال حااادث يقااع رغاام ارادة االنسااان وعلااى حااين غاارة ممااا لاام يكاان‬
‫دائااارا بخلاااده‪ ,‬أوهاااو ماااا يساااتحيل علاااى المااارء مقاومتاااه ولااام يكااان ليخطااار لاااه علاااى باااال قواماااه‬
‫الصاادفة وبعيااد كاال البعااد عاان كاال خطااأ شخصااي او اهمااال (‪)24‬فانااه يحقااق المفهااوم الااذي جاااء‬
‫باااه المشااارعان الساااوري والعراقاااي فاااي قاااانوني االثباااات والبياناااات ‪.‬فاااالمفهوم الاااذي جااااء باااه‬
‫القانونااااان المااااذكوران بساااايط ال يشااااترط سااااوى ان ال يكااااون لماااادعي الفقاااادان خطااااأ او اهمااااال‬
‫ولااو وقااع ماان الغياار ‪,‬فالحااادث الااذي يقااع بإهمااال ولااو ماان الغياار ويساابب ضااياع سااند الماادعي‬
‫يعاااااد ساااااببا ال دخااااال إلرادة صااااااحبه فياااااه وعليه‪,‬فاذاضااااااع الساااااند أو سااااارق بإهماااااال كاتاااااب‬
‫المحكمة أو من وكيل المدعي عد سبب ال دخل إلرادة صاحبه فيه (‪.)25‬‬
‫وقااد سااار القضاااء علااى ذلااك ‪,‬فقااد قضاااي (ان الحااادث القهااري يفتاارض ظرفااا قوامااه الصااادفة‬
‫المحضاااة بعيااادا عااان كااال خطاااأ او اهماااال أوعلاااى حاااادث ال يمكااان دفعاااه أو التنبأباااه)(‪(,)26‬وان‬
‫كاااان القاااانون لااام يشااار اال الاااى حالاااة ضاااياع الساااند بسااابب قهاااري كحصاااول حرياااق أو اتاااالف‬
‫‪,‬اال اناااااااه مماااااااا يجاااااااب ان يعتبااااااار بحكااااااام السااااااابب القهاااااااري حصاااااااول سااااااارقة الساااااااند أو‬
‫تبديااده)(‪(. )27‬وكالااة المحااامي وان كاناات تسااتلزم منااه المحافظااة علااى مااا يعهااد بااه اليااه موكلاااه‬
‫مااان مساااتندات اال ان اهمالاااه فاااي المحافظاااة عليهاااا ال يمكااان ان تنصااارف اثارهاااا الاااى الموكااال‬
‫الن الفقاادان فااي هااذه الصااورة لاام يكاان ماان فعاال الموكاال أو نتيجااة إهمالااه وماان ثاام يتحقااق بااه‬
‫السبب األجنبي )(‪.)28‬‬
‫بنااااء علاااى ماااا تقااادم فاااأن إهماااال المااادعي ذاتاااه ال يحقاااق مفهاااوم فقااادان الساااند بسااابب ال ياااد‬
‫لصااااحبه فياااه ومااان بااااب أولاااى فاناااه ال يحقاااق مفهاااوم السااابب األجنباااي أو الحاااادث الفجاااائي أو‬
‫القااوة القاااهرة كمااا لااو ماازق السااند أو ألقاااه فااي النااار خطااأ‪ ,‬أو أهماال فااي المحافظااة عليااه حتااى‬
‫ضاااع منااه‪ ,‬وكمااا لااو فقااد منااه أثناااء نقاال أمتعتااه ‪,‬أو قصاار ولاام يحااتط فااي حفظااه حتااى ساارق‬
‫مناااه ‪,‬كماااا لاااو تركاااه فاااي محااال معااارض للسااارقة‪ ,‬فاااال يعاااد معاااذورا وال يسااامح لاااه أن يثبااات‬
‫دعاااواه بالشاااهادة ‪,‬وقاااد جااااء فاااي حكااام قضاااائي (فاااي حالاااة االدعااااء بضاااياع الساااند الكتاااابي ال‬
‫يمكااان قباااول الشاااهادة فاااي إثباااات ماااا جااااء باااه اال اذا اثبااات ان الضاااياع بسااابب قهاااري ال بإهماااال‬
‫صااااحب الساااند )(‪,)29‬وحكااام أيضاااا (ان مغاااادرة شاااخص داره فاااي حراساااة خاااادم صاااغير بعاااد‬
‫ان تااارك مفتااااح دوالباااه فياااه حياااث كانااات الساااندات المساااروقة مودوعاااة فياااه يعتبااار خطاااأ مااان‬
‫(‪)30‬‬
‫جانبه او على االقل يكون فيه اهمال يبعد فكرة الحادث القهري )‬
‫وجااااء فاااي البناااد ‪ 114‬مااان الماااذكرة االيضااااحية لقاااانون البياناااات الساااوري (يشاااترط فاااي اثباااات‬
‫االلتااازام بالشاااهادة فاااي حالاااة فقااادان الساااند المكتاااوب أال يكاااون لصااااحب الساااند ياااد فاااي فقداناااه‬
‫‪,‬أي أن يكون نتيجة حادث جبري أو قوة قاهرة ) (‪.)31‬‬
‫وتعاااد السااارقة والنصاااب واالحتياااال ساااببا ال ياااد لصااااحبه فياااه ‪,‬بالنسااابة لمااادعي الفقااادان ‪,‬ساااواء‬
‫وقعاات الجريمااة عليااه ماان قباال خصاامه أو ماان الغياار ‪,‬لااذلك فاااذا ادعااى الماادعي ان سااند الاادين‬
‫الااذي رفاااع الااادعوى باااه‪ ,‬قاااد ضااااع فاااي حاااادث سااارقة أو انتااازع مناااه باااالقوة أو الحيلاااة جااااز لاااه‬
‫االثبات بالشهادة ‪,‬اذا ما ثبتت واقعة السرقة أو انتزاع السند بالقوة أوالحيلة ‪.‬‬
‫وبهااااذا المعنااااى سااااارت محكمااااة الاااانقض المصاااارية (متااااى كااااان الواقااااع فااااي الاااادعوى هااااو ان‬
‫الماادين قااد احتااال علااى االمااين علااى السااند المثباات لحااق الاادائن بحجااة تقديمااه ألحاادى الجهااات‬
‫الحكوميااة اال انااه لاام ياارده وادع فقااده ‪,‬فااان ضاااياع السااند علااى هااذه الصااورة لساابب اجنباااي ال‬
‫(‪)32‬‬
‫دخل للدائن فيه يجيز االثبات بغير الكتابة)‬
‫ومااادعي الفقااادان يجاااب أن يعاااين سااابب ضاااياع الساااند لكاااي يقبااال مناااه األثباااات بالشااااهادة‬
‫وعلياااه فاااإذا أدعاااى أحاااد ضاااياع الساااند بسااابب ال ياااد لاااه فياااه ولااام يباااين ذلاااك السااابب فاااال‬
‫يجاااوز للمحكماااة أن تقبااال األثباااات بالشاااهادة وقاااد أكااادت محكماااة الااانقض المصااارية باااأن (ال‬
‫يجاااوز للمحكماااة أن تقبااال األثباااات بالشاااهادة ماااادام المااادعي لااام يباااين سااابب الفقااادان )(‪ )33‬فاااال‬
‫يجاااوز للمحكماااة أن تكتفاااي بقاااول المااادعي هاااذا بااال يجاااب أن تتحقاااق فاااي األمااار وتبحاااث عااان‬
‫كيفيااااة ضااااياعه أو فقدا نااااه بإدلاااااه مقنعااااة وإال فااااال يجااااوز للمااااادعي أن يثباااات مااااا أدعااااااه‬
‫بالشهادة‪.‬‬
‫وينبغاااي التنوياااه إلاااى أناااه ال يشاااترط فاااي السااابب أن يكاااون قاااد أقتصااار علاااى الساااند المفقاااود‬
‫وحااده وإنمااا يجااوز ان يتناااول اشااياء اخاارى معااه ‪ .‬وهااذا مااا يحاادث معااه فااي الغالااب كمااا‬
‫لوحااادثت سااارقة فاااي دار او اشاااتعلت فياااه الناااار فتناولااات الساااند وغياااره ال بااال ان القاضاااي قاااد‬
‫يعااد حصااول الحريااق فااي المكااان المحتماال وجااود السااند فيااه قرينااة علااى ضااياعه والحااال ذاتااه‬
‫بالنسااابة للسااارقة فالغالاااب مااان األماااور أن توجاااد اثاااار مادياااة تااادل عليهاااا فالسااارقة ماااثال إذا ماااا‬
‫تمسااااك بهااااا ماااادعي الفقاااادان يمكاااان ان تاااادل اوراق التحقيااااق الرساااامي عنااااد الشاااارطة عليهااااا‬
‫والحريق من الممكن ان يثبت بذات الطريقة وسجالت الدفاع المدني ايضا‪.‬‬
‫وعلااااى القاضااااي ان يتخااااذ الحيطااااة والحااااذر وهااااو بصاااادد إثبااااات الساااابب وإال كااااان ماااان‬
‫السااهل علااى ماان ياادعي بااذلك ان يااأتي بشااهود علااى حصااول التعاقااد ثاام فقدانااه بساابب ال يااد‬
‫له فيه وتكون النتيجة حينئذ إثبات التعاقد ذاته بالشهادة ‪.‬‬
‫واألماار ال ينتهااي عنااد هااذا الحااد ال باال إن الماادعي يجااب عليااه ان يثباات ان فقاادان السااند‬
‫كاااان حاصاااال وقااات وقاااوع سااابب الفقااادان بعباااارة اخااارى يجاااب ان يكاااون باااين السااابب الاااذي‬
‫يدعيااه وواقعااة فقاادان السااند ماان الصاالة ماااا بااين الساابب والمساابب أي ان يثباات بكافااة طااارق‬
‫األثبااات ان هناااك رابطااة سااببية مااا بااين الااواقعتين ممااا يعااد بجانبااه معااذورا لساابب ال يااد لااه‬
‫فيه واال كان وقوع السبب ال صلة له بضياع السند(‪.)34‬‬
‫فقاااد قضااات محكماااة الااانقض المصااارية باناااه (لماااا كانااات القااارائن التاااي سااااقها الحكااام وان‬
‫صاااحت دلااايال علاااى سااابق وجاااود المحاااارر الماااذكور ومضااامونه اال انهاااا ال تاااؤدي الااااى ان‬
‫فقده كان بسبب اجنبي) (‪.)35‬‬
‫وهناااا يصاااح التسااااؤل هااال يشاااترط ان يثبااات أوال سااابق وجاااود الااادليل الكتاااابي ام إثباااات‬
‫السبب الذي ال دخل إلرادة صاحبه فيه ام يمكن اثبات االمرين معا؟‬
‫ياااارى الاااابعض ان اثبااااات الساااابب الااااذي ال دخاااال إلرادة صاااااحبه فيااااه (القااااوة القاااااهرة )‬
‫يجاااب ان يكاااون مقااادما علاااى اثباااات وجاااود دليااال كتاااابي اذ ال فائااادة مااان اثباااات سااابق وجاااود‬
‫السند اذا لم يكن هناك السبب الذي ال دخل إلرادة صاحبه فيه (‪.)36‬‬
‫ويااارى اتجااااه اخااار بوجاااوب اثباااات سااابق وجاااود الساااند او ال اذ ال فائااادة ايضاااا مااان إثباااات‬
‫السبب الذي ال دخل ألراده صاحبه فيه اذا لم يكن هناك سند (‪.)37‬‬
‫فيمااااا ياااارى اتجاااااه ثالااااث بانااااه ماااان الممكاااان اثبااااات األماااارين معااااا ألن األماااارين الزم‬
‫إثباتهمااااا معااااا وال يمكاااان فصاااالهما اذ ال فائاااادة ماااان إثبااااات أحاااادهما وهمااااا ركنااااا األثبااااات فااااي‬
‫الموضوع فيجب ان يتوافرا معا(‪.)38‬‬
‫الشااااك فااااي ان المبااااررات التااااي ساااااقها االتجاااااه األخياااار منطقيااااة وعمليااااة اذ ان إثبااااات‬
‫وجااود السااند او أثبااات الساابب قااد ال يمكاان فصاال أحاادهما عاان األخاار فااي كثياار ماان الحاااالت‬
‫اذ عااادة مااا يتحااد الساابب (الساابب الااذي ال يااد لصاااحبه فيااه) بواقعااة فقاادان السااند بصااورة ال‬
‫يمكاان التفريااق بينهمااا فحينئااذ يناادما الساابب بواقعااة فقاادان السااند ويكفااي اقامااة الشااهادة علااى‬
‫هااااتين الاااواقعتين لتثبااات الواقعاااة األخااارى كماااا اذا طلاااب مااادين مااان دائناااة ساااند الااادين ومزقاااه‬
‫ولاام يكاان هناااك غياار شااهود التمزيااق الااذين رأوا السااند الااذي لاام يكاان احااد يعلاام بساابق وجااوده‬
‫ماااان قباااال وكساااارقة السااااند بااااإكراه او بالحيلااااة وقااااد قااااررت محكمااااة الاااانقض المصاااارية (إذا‬
‫كااان الفعاال الجنااائي فااي جريمااة إتااالف سااند يجااوز إثباتااه بجميااع الطاارق القانونيااة بمااا فيهااا‬
‫شااااهادة الشااااهود يترتااااب علااااى ذلااااك حتمااااا جااااواز اإلثبااااات وجااااود السااااند وكاااال مااااا احتااااواه‬
‫بااااالطرق عينهااااا الن واقعااااة االتااااالف و واقعااااة وجااااود السااااند واقعتااااان غياااار منفصاااالتين‬
‫فإثبات االتالف إثبات لذات السند في الوقت نفسه ) (‪.)39‬‬
‫ويثاااار تسااااؤل حاااول حكااام الحالاااة التاااي يتفاااق فيهاااا المتعاقااادان علاااى ان يكاااون االثباااات بينهماااا‬
‫بالكتابااة ثاام يفقااد السااند المثباات للتصاارف القااانوني ماان الخصاام بساابب ال دخاال ألرادتااه فيااه‬
‫فهل يستفيد ذلك الشخص من منطوق المادة الثامنة عشر؟‬
‫الواقاااع ان الفقاااه يااارى يااارى اناااه ال يجاااوز ان يثبااات صااااحب الساااند المفقاااود بالشاااهادة واقعاااة‬
‫ساابق وجاااود الساااند وفقاااده بساابب اجنباااي الن معناااى ذلاااك إثبااات التصااارف القاااانوني بالشاااهادة‬
‫وهاااذا مخاااالف لالتفااااق المعقاااود باااين الطااارفين الماااوقعين علياااه مااان عااادم جاااواز االثباااات إال‬
‫بالكتابااة وهااو اتفاااق جااائز وغياار مخااالف للنظااام العااام وال يغياار ماان ذلااك ان كااان السااند قااد‬
‫فقاااد مااان صااااحبه بسااابب اجنباااي ألن ذلاااك امااار محتمااال الوقاااوع ولااايس بالمساااتحيل فكاااان‬
‫بإمكااان المتعاقااد اذا كااان ياارى ان شاارط الكتابااة قااد يلحااق بااه ضاارر فااي المسااتقبل ان يشااترط‬
‫اسااااتثناء حالااااة فقاااادان السااااند بساااابب اجنبااااي او ان يمتنااااع عاااان التعاقااااد اذا اصاااار خصاااامه ‪-‬‬
‫الطرف االخر‪ -‬على إبقاء هذا الشرط بدون تحفظ (‪.)40‬‬
‫إال إنناااا نااارى إن االتفااااق بهاااذه الصاااورة ال يمناااع إطالقاااا مااان اإلثباااات بالشاااهادة فاااي حالاااة‬
‫فقدان السند بسبب ال دخل ال رادة صاحبه فيه وذلك لألسباب أألتيه ‪:‬‬
‫‪ . 1‬إن الماااادة الثامنااااة عشاااار أجاااازت اإلثبااااات بجميااااع طااارق اإلثبااااات لمااااا كاااان يجااااب إثباتااااه‬
‫بالكتابااااة فااااي حالااااة فقاااادان السااااند بساااابب ال دخاااال ال رادة صاااااحبه فيااااه ومعنااااى ذلااااك ان‬
‫المشاااروع أنااازل هاااذا االساااتثناء منزلاااة الااادليل الكتاااابي فالعباااارة واضاااحة (ماااا كاااان يجاااب‬
‫إثباتاااه بالكتاباااة ) وقاااد حااادد االتفااااق الااادليل الكتاااابي لاااذلك تااانهض الشاااهادة إلثباااات التصااارف‬
‫فاااااي حالاااااة فقااااادان الساااااند من االثباااااات ال يتعااااادى مضااااامون الشاااااطر االخيااااار مااااان الماااااادة‬
‫المذكورة اي ان التصرف كان يجب إثباته بالكتابة ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن محكماااة التميياااز فاااي العاااراق تؤكاااد دائماااا علاااى إن اإلثباااات اذا كاااان بصااادد تصااارف‬
‫واجاااب اإلثباااات بالكتاباااة يكاااون بالكتاباااة او ماااا يقاااوم مقامهاااا اذا قضااات (العقاااد المكتاااوب ال‬
‫يمكااان إثباااات صاااوريته إال بالكتاباااة او ماااا يقاااوم مقامهاااا)(‪ .)41‬واإلثباااات بالشاااهادة فاااي حالاااة‬
‫فقااادان الساااند إنماااا يقاااوم مقاااام الااادليل الكتاااابي فااااذا ماااا اتفقاااا علاااى ان االثباااات يكاااون بالنسااابة‬
‫لتصااارف معاااين بالااادليل الكتاااابي فاااال شاااك فاااي ان االتفااااق ال يخااارج ماااا يقاااوم مقاااام الااادليل‬
‫الكتابي ‪.‬‬
‫‪. 3‬لقااد اتفاااق الفقاااه علااى ان االثباااات بالشاااهادة فااي حالاااة فقااادان السااند يكاااون بمنزلاااة او بمثاباااة‬
‫او بحكااام الااادليل الكتاااابي اي ان احااادهما يقاااوم مقاااام االخااار لاااذلك فاااال يخااارج االتفااااق علاااى‬
‫ان يكون االثبات بأحدهم الدليل االخر(‪.)42‬‬
‫واخيااارا لااام يباااق اال ان نشاااير الاااى ان محكمااااة الموضاااوع غيااار مجبااارة دائماااا علااااى‬
‫االحالاااة علااااى التحقيااااق ألثباااات فقاااادان السااااند بالسااابب الااااذي ال يااااد لصااااحبه فيااااه فاااااذا كنااااا‬
‫نطالااب الخصاام الااذي يريااد ان يسااتفيد ماان االثبااات بهااذا االسااتثناء التمسااك بوجااود مااانع حااال‬
‫د ون تقااااديم الاااادليل الكتااااابي فااااإن للمحكمااااة أن تاااارفض طلبااااه اذا رأت إن االدعاااااء كاااااذب‬
‫غير جدي بشرط أن تقيم حكمها على اسباب يكون من شأنها تبرير هذا الرفض(‪.)43‬‬
‫حياااث قضااات محكماااة الااانقض المصااارية بأناااه ( اذا رفضااات المحكماااة طلاااب اإلحالاااة الاااى‬
‫التحقيااق إلثبااات وجااود سااند كتااابي ضاااع بساابب قهااري مقيمااة قضاااءها بااذلك علااى عاادم جديااة‬
‫هاااذا االدعااااء لماااا اوردتاااه مااان اساااباب مباااررة لوجهاااة نظرهاااا فاااال مخالفاااة لاااذلك فاااي حكااام‬
‫القانون )(‪.)44‬‬
‫وقضااات محكماااة التميياااز فاااي العاااراق( ان الجاااواز القاااانوني فاااي االثباااات بالشاااهادة لااايس‬
‫للمحكماااة تركاااه او عااادم االخاااذ باااه ماااا لااام تساااتند علاااى اساااباب قانونياااة اخااارى وكاااان علاااى‬
‫المحكمة ان تستمع الى البينة )(‪.)45‬‬

‫الخاتمة‬
‫ان الحقيقااااة القضااااائية التااااي تثباااات بواسااااطة القضاااااء ال يمكاااان القطااااع بأنهااااا انعكاسااااا تااااام‬
‫للحقيقااة المنشاااودة وانماااا قاااد تكااون مخالفاااة للحقيقاااة الواقعياااة ذلااك ان قواعاااد االثباااات تتمياااز‬
‫بخاصاااية التحاااول او نظرياااة الرجحاااان التاااي تجعااال مااان تلاااك القواعاااد قاصااارة عااان التواصااال‬
‫لليقااين المطلااق وانمااا تبنااى قناعااة القاضااي فااي االساااي علااى احتمااال قااوي بقاادر االمكااان‬
‫يكفااي لرقاارار بوجااود الحااق الماادعى بااه لااذلك فااان المشاارع عنااد تنظيمااه لقواعااد االثبااات‬
‫يسعى دائما ان تكون الحقيقة القضائية اقرب ما يمكن من الحقيقة القضائية‪.‬‬
‫واالساااتثناءات التاااي تااارد علاااى قاعااادة وجاااوب االثباااات بالكتاباااة عموماااا ‪ -‬وفاااي طليعتهاااا‬
‫موضااااوع البحااااث تعااااد بمثابااااة معاااادل اومصااااحح ضااااروري لقواعااااد االثبااااات تجعاااال ماااان‬
‫الحقيقاااة القضاااائية التاااي تتمياااز بوجاااود فساااحة للشاااك واالحتماااال فيهاااا مطابقاااة للحقيقاااة الواقعياااة‬
‫فتعطاااي للقاضاااي دورا إيجابياااا إلجاااازة االثباااات باألدلاااة المقيااادة التاااي لااام يكااان مااان الممكااان‬
‫اللجاااوء اليهاااا لاااوال وجاااود هاااذا االساااتثناء لاااذلك يصااابح حكااام القاضاااي اكثااار صاااالبة وتماساااكا‬
‫واقرب الى الحقيقة‪.‬‬
‫لااذلك اخااذت بالمااانع مااان تقااديم الاادليل الكتاااابي او فقاادان السااند بسااابب ال يااد لصاااحبه فياااه‬
‫معظااام التشااااريعات المعاصاااارة ومنهااااا التشااااريع العراقااااي الااااذي احساااان واباااادع فااااي صااااياغة‬
‫مضمون هذا االستثناء في المادة الثامنة عشر من قانون االثبات العراقي ‪.‬‬
‫وعموما ‪ ،‬فأننا سننهي بحثنا بمجموعة من المالحظات االتية ‪:‬‬
‫‪ .1‬لقااااد ثبتاااات اهميااااة هااااذا االسااااتث ناء وكونااااه وساااايلة لتخفيااااف التشاااادد واالفااااراط بالمطالبااااة‬
‫بالااادليل الكتاااابي فااااألخير وان كانااات ظاااروف معيناااة اقتضااات فرضاااه كأصااال عاااام اال ان‬
‫دليااال الشاااهادة كاااان سااايد االدلاااة فاااي اوقاااات مضااات فاااال يساااتحق الجفااااء حياااث ال ياااتم‬
‫االثباااات باااه فاااي التصااارفات القانونياااة اال اذا كانااات قيمتهاااا دون حاااد بسااايط تحااادده القاااوانين‬
‫ففقااادان الساااند بسااابب ال ياااد لصااااحبه فياااه يمثااال باااال شاااك عاااودة للشاااهادة التاااي ذكرهاااا هللا فاااي‬
‫محكااام كتاباااه العزياااز فاااي اكثااار مااان مائاااة وساااتين آياااة وتحاااوال مااان الااادليل االصااالي الااادليل‬
‫الكتابي الى الدليل الثانوي في نطاق االثبات الشهادة والقرينة القضائية ‪.‬‬
‫‪ .2‬لقااد اجاااد المشاارع العراقااي فااي صااياغة مضاامون المااانع ماان تقااديم الاادليل الكتااابي وتخياار‬
‫افضااال واقصااار وادق االلفااااظ لمعالجاااة الموضاااوع فقاااي الوقااات الاااذي ذهبااات فياااه القاااوانين‬
‫العربيااة (ومنهااا المااادة ‪ 491‬مااان القااانون الماادني العراقااي الملغااااة )اا خلااف القااانون المااادني‬
‫الفرنساااي الاااذي اساااتعمل مصاااطلح الااادائن (اذا فقاااد الااادائن) فاااي حاااين ان االساااتثناء الماااذكور‬
‫يشاامل الااادائن والماادين فكماااا يباااح للااادائن ان يثبااات حقااه بالشاااهادة او بااالقرائن القضاااائية عناااد‬
‫فقاااد سااانده فكاااذلك يقبااال مااان المااادين االثباااات بااانفس هاااذه الطااارق عناااد فقاااد ورقاااة الباااراء او‬
‫المخالصااة ولااذا يصااح توجيااه النقااد الااى هااذه القااوانين التااي تقصاار نطاااق االثبااات لمصاالحة‬
‫الطرف االيجابي فقط (الدائن )‪.‬‬
‫‪ .3‬اجااااز قاااانون االثباااات العراقاااي االثباااات بكافاااة طااارق االثباااات فاااي حالاااة فقااادان الساااند بسااابب‬
‫ال دخاال لصاااحبه فيااه والمقصااود بهااذه االدلااة المقياادة الشااهادة والقرينااة القضااائية اما ادلااة‬
‫االث بااات االخااارى فهاااي غياار مقصاااودة باااالنص امااا الن االثباااات بهاااا جااائز بصاااورة اصااالية‬
‫ووجودهاااا يغناااي عااان اللجاااوء لهاااذا االساااتثناء كااااإلقرار او ان طبيعتهاااا ال تسااامح باإلثباااات‬
‫في مثل هذه الحالة كدليل الخبرة ‪.‬‬
‫‪ .4‬ان االثباااات بالشاااهادة فاااي حالاااة فقااادان الساااند ال ينطباااق اال علاااى الااادليل الكتاااابي الكامااال (‬
‫السند الرسمي والعادي )‪.‬‬
‫‪ .5‬للقاضااااي أن يقضااااي ماااان تلقاااااء نفسااااه االثبااااات بالشااااهادة الن نصااااوص قااااانون االثبااااات‬
‫العراقااااي ال تتعااااارض اطالقااااو مااااع هااااذا الاااادور ال باااال ان قيااااام القاضااااي بممارسااااة دوره‬
‫االيجااااابي يمثاااال مسااااألة الاااازام فااااي قااااانون االثبااااات العراقااااي واالتجاااااه الحااااديث فااااي القضاااااء‬
‫العراقي‪.‬‬
‫‪ .6‬اتجاااه القضاااء لألثبااات بالشااهادة فااي حالااة فقاادان السااند بساابب ال يااد لصاااحبه فيااه دون‬
‫القرائن القضائية في اكثر القرارات التي لمسناها‪.‬‬
‫‪.7‬الشهادة في حالة فقدان الدليل الكتابي بسبب ال يد لصاحبه فيه تكون حجة ألثبات ‪:‬‬
‫أـ التصرفات التي تزيد قيمتها عن خمسة آالف دينار ‪.‬‬
‫ب ـ ما يخالف الدليل الكتابي وما يجاوزه‪.‬‬
‫ج‪ -‬اي عقاااد يشاااترط القاااانون ان يكاااون اثباتاااه بالكتاباااة ولاااو لااام تتجااااوز قيمتاااه خمساااة آالف‬
‫دينار‪.‬‬
‫د‪ -‬اي عقد شكلي‪.‬‬
‫‪ -8‬نطاااق االثبااات بالشااهادة فااي حالااة فقاادان السااند ‪ ,‬يكااون اوسااع ماان نطاااق االثبااات فااي حالااة‬
‫االستثناءات االخرى التي ترد على قاعدة وجوب االثبات بالكتابة ‪.‬‬
‫فالعقاااد الشاااكلي ال يجاااوز اثباتاااه بالشاااهادة والقااارائن القضاااائية حتاااى عناااد قياااام ماااانع حاااال دون‬
‫الحصااااول علااااى الاااادليل الكتااااابي المااااانع المااااادي او االدبااااي وحتااااى مااااع وجااااود مباااادأ الثبااااوت‬
‫بالكتابة‪.‬‬
‫امااااا هنااااا ‪ ,‬فيجااااوز اثبااااات العقااااد الشااااكلي بالشااااهادة والقاااارائن فعااااال ‪ ,‬فقااااد اسااااتكمل التصاااارف‬
‫اركانه وقام صحيحا ‪ ,‬ثم فقد السند بعد ذلك ‪ ,‬وليس من شأنه ان يؤثر في قيام التصرف‪.‬‬
‫ونشاااير باااأن االثباااات بالااادليل المقياااد فاااي حالاااة فقااادان الساااند يكاااون باااديال للااادليل الكتاااابي ‪ ,‬وال‬
‫يكون مكمال له كما في حال وجود مبدأ الثبوت بالكتابة ‪.‬‬
‫‪ -9‬وجاادنا ان االثبااات بالاادليل المقياااد فااي حااال فقااادان السااند ال يعااد مااان النظااام العااام ‪ ,‬فيجاااوز‬
‫أن يشاااترط االثباااات بالااادليل الكتاااابي حصااارا ‪ ,‬ألثباااات تصااارفات معيناااه دون اللجاااوء الاااى ماااا‬
‫يقاااوم مقاماااه ‪ ,‬ولكااان تبقاااى الشاااهادة فاااي حالاااة فقااادان الساااند بمثاباااة او بحكااام او بمنزلاااة الااادليل‬
‫الكتابي في حالة عدم وجود اتفاق بخالف ذلك‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫‪-1‬انظاااار المااااادة ‪ /18‬ثانيااااا ماااان قااااانون االثبااااات العراقااااي ‪ ,‬والمااااادة ‪ 57‬ماااان قااااانون‬
‫البينات السوري ‪ ,‬والمادة ‪ 63‬من قانون االثبات المصري‪.‬‬
‫والجاادير باإلشااارة اليااه ان المااانع ماان تقاااديم دلياال كتااابي تكااون فيااه االسااتحالة الحقاااة‬
‫علااى انعقااااد التصااارف و وجاااود الااادليل الكتااابي المثبااات لهاااذا التصااارف أماااا االساااتحالة‬
‫فااي المااانع ماان اعااداد دلياال كتااابي فهااي اسااتحالة معاصاارة النعقاااد التصاارف ‪ ,‬وعلااى‬
‫الاارغم ماان هااذا االخاااتالف فااي وقاات االسااتحالة ال إن األثااار المترتااب علااى االساااتحالة‬
‫المعاصاااارة للتصاااارف ينااااتا ذات االثاااار ‪ ,‬بالنساااابة لألسااااتحالة الالحقااااة علااااى انعقاااااد‬
‫التصااارف ولعااال هاااذا التقابااال باااين الحاااالتين هاااو الاااذي حااادا بالمشااارع الاااى أن يجماااع‬
‫بينهما في مادة واحدة‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬عبد الحي حجازي – االثبات في المواد المدنية – القاهرة – ص ‪. 111‬‬
‫‪ -2‬انظاااار د‪ .‬عبااااد الاااارزاق احمااااد الساااانهوري – الوساااايط فااااي شاااارح القااااانون الماااادني‬
‫الجدياااااد – ج ‪ – 2‬نظرياااااة االلتااااازام بوجاااااه عاااااام – االثباااااات – اثاااااار االلتااااازام – دار‬
‫النشر للجامعات المصرية ‪ -‬القاهرة – ‪ – 1965‬ص ‪.466‬‬
‫‪-3‬سورة البقرة – امية ‪.285‬‬
‫‪ -4‬انظر المادة (‪ ) 53‬من قانون االثبات العراقي ‪.‬‬
‫‪ -5‬انظار – ‪josserand – cours de droit civi positif – t2 – 1933‬‬
‫‪p(370).‬‬
‫‪ -6‬انظااار‪ :‬ممااادوح العطاااري واحماااد الكاااوراني – قاااانون البيناااات فاااي الفقاااه واالجتهااااد‬
‫– الكتااااب الخاااامس – القسااام االول – المطبعاااة الحديثاااة – حمااااة – دون سااانة طباااع –‬
‫ص ‪.372‬‬
‫‪ -7‬انظااار‪ :‬جاااالل علاااي العااادوي ‪ -‬اصاااول احكاااام االلتااازام واالثباااات – االساااكندرية –‬
‫منشااااأة المعااااارف ‪ – 1996-‬ص ‪ 375‬موسااااوعة القضاااااء والفقااااه للاااادول العربيااااة –‬
‫الجاااازء الثالااااث واالربعااااون – الاااادار العربيااااة للموسااااوعات – بيااااروت – ص ‪, 781‬‬
‫عصاااامت عبااااد المجيااااد بكاااار – الااااوجيز فااااي شاااارح قااااانون االثبااااات – بغااااداد مطبعااااة‬
‫الزمان – ‪ – 1977‬ص ‪.223‬‬
‫‪ -8‬انظاااار حسااااين المااااؤمن – ج‪ – 2‬نظريااااة االثبااااات – الشااااهادة ‪ -‬بغاااااداد – ‪-1951‬‬
‫ص‪.579‬‬
‫‪ -9‬انظار‪dalloz – gode civil – edition – 100 – Paris – 2001 – :‬‬
‫‪p(450).‬‬
‫‪ -10‬انظاااار‪ :‬قاااايس عبااااد السااااتار عثمااااان – القاااارائن القضااااائية ودورهااااا فااااي االثبااااات‬
‫المااااااادني – رساااااااالة ماجساااااااتير – بغاااااااداد ‪ -‬مطبعاااااااة شااااااافيق – ‪ – 1975‬ص ‪, 384‬‬
‫وانظاااار‪ :‬محمااااد حساااان منصااااور – مباااااد االثبااااات وطرقااااة – االسااااكندرية – منشااااأة‬
‫المعارف – ‪ -1998‬ص ‪.643‬‬
‫وإذا ماااا كاااان المفقاااود ساااندا رساااميا (ولااام توجاااد نساااخه مناااه لااادى الجهاااة الرسااامية)‪,‬فأن‬
‫الصاااورة الرسااامية قاااد تقاااوم مقاماااة ‪ ,‬أو تكاااون مبااادأ ثباااوت بالكتاباااة ‪ ,‬وفاااي هاااذه الحالاااة‬
‫ال تكااون فااي حاجااة الااى القاعاادة التااي نحاان بصااددها‪ ,‬فااأن قبااول الشااهادة جااائز باادونها‬
‫اماااا اذا لااام توجاااد صاااورة رسااامية اصاااال او وجااادت ولكنهاااا ال تصااالح ان تكاااون علاااى‬
‫االقاال مباادأ ثبااوت بالكتابااة ‪ ,‬فعندئااذ يكااون للخصاام فائاادة ماان التمسااك بقاعاادة فقااد الساان‬
‫المكتوب‪ ,‬بسبب ال دخل لصاحبه فيه ‪ ,‬ليتمكن من اثبات التصرف بالشهادة‪.‬‬
‫‪ -11‬انظر‪ :‬احمد نشأت – مصدر سابق – ص‪.716‬‬
‫‪ -12‬انظر المادة ‪ 78‬من قانون االثبات العراقي النافذ‪.‬‬
‫‪ -13‬انظاااار‪ :‬احمااااد نشااااأت – رسااااالة االثبااااات – ج‪ – 1‬ط ‪ – 7‬دار الفكاااار العربااااي –‬
‫القاهرة – ‪ – 1972‬ص‪.708‬‬
‫‪ -14‬لمزياااد مااان التفاصااايل حاااول هاااذا الموضاااوع انظااار ‪ :‬عمااااد حسااان سااالمان – مبااادأ‬
‫الثبااااوت بالكتابااااة وأثااااره فااااي النظااااام القااااانوني لألثبااااات – رسااااالة ماجسااااتير – كليااااة‬
‫الحقوق – جامعة النهرين – ص ‪.220‬‬
‫‪ – 15‬انظااار‪ :‬توفياااق حسااان فااارج – قواعاااد االثباااات فاااي الماااواد المدنياااة والتجارياااة –‬
‫مؤسسة الثقافة الجامعية – االسكندرية – ‪ -1982‬ص‪.118‬‬
‫‪ -16‬انظر‪ :‬حسين المؤمن – مصدر سابق – ص ‪.582‬‬
‫‪ -17‬رأي فاااي الفقاااه اشاااار الياااه حساااين الماااؤمن ‪ .‬حساااين الماااؤمن – مصااادر ساااابق ص‬
‫‪.583‬‬
‫‪ -18‬وقاااد اختااااار المصاااطلح المااااذكور جنااااب مااان الفقااااه ‪ ,‬انظااار‪ :‬عباااااي العبااااودي ‪-‬‬
‫أحكام قانون االثبات المدني العراقي – ‪ -1991‬ص‪.309‬‬
‫فاااي ماااا فضااال الااادكتور أدمااام وهياااب الناااداوي السااابب االجنباااي ‪ .‬انظااار‪ :‬ادم وهياااب‬
‫النداوي – الموجز في قانون االثبات – بغداد – ‪ -1990‬ص ‪.147‬‬
‫‪ -19‬انظااار ‪ :‬د‪ .‬ساااليمان مااارقس – المساااؤولية المدنياااة فاااي تقنياااات الااابالد العربياااة –‬
‫القساااام االول – االحكااااام العامااااة – معهااااد البحااااوث والدراسااااات العربيااااة – ‪– 1971‬‬
‫ص ‪.492‬‬
‫‪ -20‬انظااار‪ :‬عاااب الساااالم ذهناااي – الماااداينات او التعهااادات وااللتزاماااات – ج‪ – 1‬فاااي‬
‫االدلة او نظرية االثبات – ط ‪ – 7‬دار الفكر العربي ‪ .1972‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -21‬تمياااز العاااراق قااارار رقااام ‪ / 234‬حقوقياااة ثالثاااة ‪ 1967 /‬فاااي ‪-1969/12/ 25‬‬
‫قضااااء محكماااة التميياااز فاااي العاااراق – يصااادرها المكتاااب الفناااي بمحكماااة التميياااز فاااي‬
‫العراق – المجلد االول – بغداد – ‪ -1969‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -22‬انظااااار‪ :‬د‪ .‬ساااااليمان مااااارقس – المساااااؤولية – مصااااادر ساااااابق – ص ‪ 465‬وماااااا‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫‪ -23‬نقااااض مصااااري ‪:‬قاااارار رقاااام ‪ 502‬فااااي ‪ – 1976/6/28‬الموسااااوعة الذهبيااااة –‬
‫د‪.‬حسااان الفكهااااني وعباااد المااانعم حساااني –الموساااوعة الذهبياااة للقواعاااد القانونياااة التاااي‬
‫قررتهااااا محكمااااة الاااانقض المصاااارية منااااذ نشااااأتها عااااام ‪– 1931‬اإلصاااادار الماااادني –‬
‫ج‪-1‬الدار العربية للموسوعات –القاهرة ‪– 1982-‬ص ‪. 1447‬‬
‫‪ -24‬أنظااار‪ :‬محماااد عباااد اللطياااف – قاااانون األثباااات فاااي الماااواد المدنياااة والتجارياااة –ج‬
‫‪ – 2‬القاهرة ‪ – 1949‬ص‪. 68‬‬
‫‪ -25‬انظاااار‪ :‬د‪ .‬جمياااال الشاااارقاوي ‪ -‬األثبااااات فااااي المااااواد المدنيااااة – القاااااهرة – دار‬
‫النهضاااااة العربياااااة ‪– 1976-‬ص‪ 96‬وأنظااااار‪ :‬عباااااد الاااااودود يحياااااى – دروي فاااااي‬
‫قانون اإلثبات – القاهرة ‪– 1970-‬ص‪. 112‬‬
‫‪ -26‬نقااااض مصااااري ‪ :‬قاااارار رقاااام ‪ – 197‬ي‪ 19‬ق فااااي ‪ 1951/11/22‬الموسااااوعة‬
‫الذهبية – مصدر سابق –ص‪. 1444‬‬
‫‪ -27‬نقاااااض مصاااااري ‪ :‬قااااارار رقااااام ‪ 34‬فاااااي ‪ – 1960/11/3‬الموساااااوعة الذهبياااااة –‬
‫مصدر سابق ص‪. 270‬‬
‫‪ -28‬نقااااض مصااااري ‪ :‬قاااارار رقاااام ‪ 899‬فااااي ‪ – 1981/12/10‬الموسااااوعة الذهبيااااة –‬
‫مصدر سابق – ص‪. 1444‬‬
‫‪ -29‬نقاااااض ساااااوري‪ :‬قااااارار رقااااام ‪ 1235‬فاااااي ‪ – 1965/3/23‬ممااااادوح العطاااااري –‬
‫مصدر سابق –ص‪. 383‬‬
‫‪ -30‬نقاااااض ساااااوري‪ :‬قااااارار رقااااام ‪ – 780‬أناااااس الكيالناااااي – الموساااااوعة القانونياااااة‬
‫السااااااورية – المجلااااااد األول –ج‪ – 4‬مؤسسااااااة العالقااااااات االقتصااااااادية والقانونيااااااة –‬
‫دمشق – ‪ 1976‬ص‪. 220‬‬
‫‪ -31‬انظر ممدوح العطري – مصدر سابق –ص‪. 372‬‬
‫‪ -32‬نقااااض مصااااري ‪ :‬قاااارار رقاااام ‪ 450‬فااااي ‪ – 1955/4/14‬الموسااااوعة الذهبيااااة –‬
‫مصدر سابق – ص‪. 447‬‬
‫‪ -33‬نقااااض مصااااري ‪ :‬قاااارار رقاااام ‪ 234‬فااااي ‪ – 1966/6/16‬الموسااااوعة الذهبيااااة –‬
‫مصدر سابق – ص‪. 1447‬‬
‫‪ -34‬انظااار‪ :‬سااامير عباااد السااايد تنااااغو – النظرياااة العاماااة فاااي األثباااات – القااااهرة –‬
‫‪ – 1999‬ص‪ 116‬محماااد حساااان قاسااام ‪ -‬األثبااااات فاااي المااااواد المدنياااة والتجاريااااة –‬
‫الااادار الجامعياااة – بياااروت – ‪– 2000‬ص‪ 119‬ساااليمان مااارقس – أصاااول األثباااات‬
‫في المواد المدنية – ط‪ – 1952 – 2‬ص ‪. 586‬‬
‫‪ -35‬نقاااااض مصاااااري ‪ :‬قااااارار رقااااام ‪ 52‬فاااااي ‪ 1976/6/28‬الموساااااوعة الذهبياااااة –‬
‫مصر سابق‪ -‬ص‪. 1444‬‬
‫‪ -36‬انظر ‪Baudry-lacantinereie et Bard – traite theorigue et pratique des‬‬
‫‪obligations‬‬ ‫‪3d‬‬ ‫–‬ ‫‪paris‬‬ ‫–‬ ‫‪p(720).‬‬

‫‪Dalloz – Godo civil – paris – 1993 -1994 p(990).‬‬ ‫‪ -37‬انظر‪:‬‬


‫‪ - 38‬انظر‪Aubrey et ray – de droit civil francais après lamethod de :‬‬
‫‪zachriae‬‬ ‫‪–paris‬‬ ‫–‬ ‫‪1958‬‬ ‫‪–p(410).‬‬

‫وانظر ‪ :‬أحمد نشأة – مصدر سابق – ص‪. 707‬‬


‫‪ -39‬نقض مصري ‪ :‬قرار رقم ‪ 512‬مجلة المحاماة المصرية – العدد الثاني – السنة الثالثة عشر‬
‫– ص‪.42‬‬
‫‪ -40‬انظر‪ :‬محمد علي الصوري – التعليق المقارن على مواد قانون األثبات – بغداد – مطبعة‬
‫شفيق – ‪ – 1983‬ص‪. 156‬‬
‫‪ -41‬تمييز العراق – قرار رقم ‪/ 585‬حقوقية ثالثة ‪ 1970 /‬في ‪ – 1970/5/31‬النشرة القضائية‬
‫– المكتب الفني – العدد الثاني – السنة األولى – ‪ – 1971‬ص‪. 88-87‬‬
‫‪ -42‬انظر‪ :‬عبد الحميد الشواربي – األثبات بشهادة الشهود –اإلسكندرية– منشأة المعارف –‬
‫‪ – 1996‬ص‪ 332‬د‪.‬محمد يحيى مطر – مسائل األثبات في القضايا المدنية والتجارية – بيروت‬
‫– ‪ – 1989‬ص‪ 254‬عباي العبودي – أحكام قانون األثبات المدني العراقي – الموصل – دار‬
‫للطباعة والنشر – ‪ – 1991‬ص‪. 310‬‬
‫‪ -43‬أنظر‪ :‬أنور سلطان – قواعد األثبات في المواد المدنية والتجارية – الدار الجامعية للطباعة –‬
‫‪ – 1984‬ص‪ 129‬وأنظر‪ :‬أحمد أبو الوفا – األثبات في المواد المدنية والتجارية – الدار‬
‫الجامعية للطباعة – بيروت – ‪ – 1983‬ص‪. 156‬‬
‫‪ -44‬نقض مصري ‪ :‬قرار رقم ‪ – 535‬في ‪– 1976/5/15‬الموسوعة الذهبية – مصدر سابق –‬
‫ص‪. 1449‬‬
‫‪ -45‬تمييز العراق‪ :‬قرار رقم ‪ / 58‬م ‪ 1985 – 84/2‬في ‪ 1984/8/5‬مجموعة األحكام العدلية‬
‫– يصدره قسم األعالم القانوني في وزارة العدل – األعداد (‪ – )1-4‬ص‪. 90‬‬
‫المصادر‬
‫اوال"‪ :‬المصادر باللغة العربية‬
‫أ‪ -:‬الكتب القانونية‬
‫د‪ .‬أحمد أبو الوفا ‪ -‬األثبات في المواد المدنية والتجارية – الدار الجامعية للطباعة – بيروت –‬
‫‪. 1983‬‬
‫د‪ .‬أحمد نشأة – رسالة األثبات – ج‪ – 1‬ط‪ – 7‬دار الفكر العربي – القاهرة – ‪. 1972‬‬
‫د‪ .‬ادم وهيب النداوي– الموجز في قانون األثبات – بغداد – ‪. 1990‬‬
‫د‪ .‬أنور سلطان – قواعد األثبات في المواد المدنية والتجارية – الدار الجامعية للطباعة – ‪.1984‬‬
‫د‪ .‬توفيق حسن فرج – قواعد األثبات في المواد المدنية والتجارية – مؤسسة الثقافة الجامعية –‬
‫اإلسكندرية – ‪. 1982‬‬
‫د‪ .‬جالل علي العدوي – أصول أحكام األلتزام واألثبات –اإلسكندرية– منشأة المعارف – ‪1996‬‬
‫‪.‬‬
‫د‪ .‬جميل الشرقاوي – األثبات في المواد المدنية – القاهرة – دار النهضة العربية – ‪.1976‬‬
‫د‪ .‬حسين المؤمن – ج‪ – 2‬نظرية األثبات – الشهادة – بغداد – ‪. 1951‬‬
‫د‪ .‬سليمان مرقس – أصول األثبات في المواد المدنية – ط‪.1952 – 2‬‬
‫د‪ .‬سليمان مرقس –المسؤولية المدنية في تقنيات البالد العربية – القسم األول – األحكام العامة –‬
‫معهد البحوث والدراسات العربية – ‪. 1971‬‬
‫د‪ .‬سمير عبد السيد تناغو – النظرية العامة في األثبات – القاهرة – ‪. 1999‬‬
‫د‪ .‬عبد الحميد الشواربي – األثبات بشهادة الشهود –اإلسكندرية– منشأة المعارف – ‪.1966‬‬
‫د‪ .‬عبد الحي حجازي – األثبات في المواد المدنية – القاهرة – دون سنة طبع ‪.‬‬
‫د‪ .‬عبد الرزاق أحمد السنهوري – الوسيط في شرح القانون المدني الجديد – ج‪ –2‬نظرية األلتزام‬
‫بوجه عام – األثبات – اثار األلتزام – دار النشر للجامعات المصرية – القاهرة – ‪.1956‬‬
‫د‪ .‬عبد الودود يحيى – دروي في قانون األثبات – القاهرة – ‪. 1970‬‬
‫د‪ .‬عصمت عبد المجيد بكر – الوجيز في شرح قانون األثبات – بغداد مطبعة الزمان – ‪. 1977‬‬
‫د‪ .‬محمد حسن قاسم – األثبات في المواد المدنية والتجارية – الدار الجامعية – بيروت – ‪.2000‬‬
‫د‪ .‬محمد حسن منصور – مباد األثبات وطرقه –اإلسكندرية– منشأة المعارف – ‪.1988‬‬
‫د‪ .‬محمد عبد اللطيف قانون اإلثبات في المواد المدنية والتجارية – ج‪ -2‬القاهرة – ‪.1949‬‬
‫سلمان بيات – دروي في قانون األثبات – بغداد – ‪. 1970‬‬
‫عباي العبودي – أحكام قانون األثبات المدني العراقي – الموصل – دار للطباعة والنشر –‬
‫‪.1991‬‬
‫عبد السالم ذهني – المداينات أو التعهدات وااللتزامات– ج‪ – 1‬في األدلة أو نظرية األثبات –‬
‫ط‪ – 7‬دار الفكر العربي – ‪.1972‬‬
‫عماد حسن سلمان – مبدأ الثبوت بالكتابة وأثره في النظام القانوني لرثبات – رسالة ماجستير‪-‬‬
‫كلية الحقوق – جامعة النهرين – ‪.2002‬‬
‫قيس عبد الستار عثمان – القرائن القضائية ودورها في األثبات المدني – رسالة ماجستير –‬
‫بغداد – مطبعة – شفيق – ‪.1975‬‬
‫د‪ .‬محمد يحيى مطر – مسائل األثبات في القضايا المدنية والتجارية – بيروت – ‪.1989‬‬
‫د‪ .‬محمد علي الصوري – التعليق المقارن على مواد قانون األثبات – بغداد – مطبعة شفيق –‬
‫‪.1983‬‬

‫ب‪ -:‬مجموعة اإلحكام القضائية‬


‫أنس الكيالني – الموسوعة القانونية السورية – المجلد األول – ج‪ -4‬مؤسسة العالقات‬
‫االقتصادية والقانونية – دمشق ‪.‬‬
‫النشرة القضائية – المكتب الفني بمحكمة التمييز – المجلد السادي –بغداد– ‪.1969‬‬
‫د‪ .‬حسن الفكهاني وعبد المنعم – الموسوعة الذهبية للقواعد القانونية التي قررتها محمة النقض‬
‫المصرية منذ نشأتها عام ‪– 1931‬اإلصدار المدني – ج‪ – 1‬الدار العربية للموسوعات – القاهرة‬
‫‪.‬‬
‫قضاء محكمة التمييز في العراق – يصدرها المكتب الفني بمحكمة التمييز – المجلد السادي –‬
‫بغداد – ‪.1969‬‬
‫مجموعة األحكام العدلية – يصدرها قسم األعالم القانوني في وزارة العدل – األعداد(‪.)1-4‬‬
‫ممدوح العطري وأحمد الكوراني – قانون البينات في الفقه واالجتهاد– الكتاب الخامس – القسم‬
‫األول – المطبعة الحديثة – حماة – دون ذكر سنة الطبع‪.‬‬
‫مجلة المحاماة المصرية ‪.‬‬
‫ثانيا"‪ -:‬المصادر االجنبية‬

‫‪Aubrey et ray – De droit civil francais après lamethod de zachriae – paris‬‬


‫‪-1958.‬‬
‫‪Baudry – lacantinereie et Bard- traite theorique et Pratique des‬‬
‫‪obligations – 3d – paris.‬‬
Dalloz – Code civil – edition – 100 - paris – 2001
Dalloz -Code civil – paris – 1993 – 1994 .
Josserand – cours de droid civil positif t2 – 1933.

You might also like