Professional Documents
Culture Documents
مقدمة عامــــة.
مقــدمة عـــامة:
تلعب األسواق المالية دورا هاما في اقتصاديات الدول النامية والمتقدمة على حد
سواء ،كونها إحدى أدوات السياسة المالية المستخدمة في تعبئة المدخرات المحلية
وأداة جاذبة لالستثمارات األجنبية ،إضافة إلى دورها الفاعل في تمويل خطط التنمية
االقتصادية .ومع تنامي عجز الموازنات العامة لبعض الدول فقد أخذت – هذه الدول
– في البحث عن موارد مالية غير سيادية لتمويل خططها التنموية ،فغدت األسواق
المالية واحدة من األدوات الهامة التي تستخدم لمثل هذه الغايات التنموية.
وقد شهدت األسواق المالية الدولية تطورات هائلة خالل السنوات األخيرة سواء من
حيث األدوات المالية الجديدة أو من حيث التغيرات الهيكلية في تقسيمات األسواق
واستحداث أسواق جديدة وتطوير األنظمة المتعلقة بالتداول والتسوية والتقاص،
األمر الذي استدعى دول العالم المختلفة لبذل جهود مكثفة لمواكبة هذه التغيرات لما
لذلك من آثار إيجابية على سيولة األسواق المالية وعمقها.
إشكالية البحث:
لمعالجة هذا البحث يتم طرح اإلشكالية التالية:
-ما أهمية وآلية عمل األسواق المالية الدولية في إستقطاب وإستثماروتوظيف
الموارد المالية على الصعيد الدولي؟
هيكلة البحث:
تم تقسيم البحث إلى ثالث مباحث ،تتقدمها مقدمة عامة.
في المبحث األول،تطرقنا إلى نشاة األسواق المالية الدولية ،وظائفها ومقوماتها.
و في المبحث الثاني تناولنا آلية التعامل في األسواق المالية الدولية ومدى مساهمة
الشركات الكبرى عبر الوطنية في عمليات السوق المالي الدولي.
اما في البحث الثالث تعرضنا إلى أهم الالعبين األساسيين في األسواق المالية الدولية
.إضافة إلى خاتمة عامة التي تعبر على حوصلة للموضوع والنتائج المتوصل إليها.
المبحث األول :مدخل إلى األسواق المالية الدولية.
و مع تطور الفكر اإلقتصادي الرأسمالي الذي يدعو إلى التخصص و تقسيم العمل ،و
مع انبثاق الثورة الصناعية ،زادت أهمية االستثمارات الفردية التي تتطلب موارد
مالية كبيرة تفوق قدرات و إمكانيات األفراد .و على إثر ذلك ظهرت الشركات
المساهمة التي فتحت المجال واسعا أمام مشاركة عدد أكبر من المساهمين في ملكية
الشركات و بذلك ضمان التمويل الالزم لها .و من جهة أخرى ،تطور عدد البنوك و
ازدادت أهميتها في مختلف الدول.
كل هذه العوامل و الظروف ،فضال عن توسع المشاريع اإلستثمارية و المعامالت
التجارية ،ساهمت بشكل كبير في نشأة األسواق المالية كأداة فعالة لتعبئة الموارد و
المدخرات الالزمة للتمويل التجاري و اإلستثماري.
و أول األسواق المالية ظهوراً ،كانت في القرن السابع عشر (ق )17في أمستردام،
ثم في القرن الثامن عشر (ق )18في البندقية ،و شهد القرنين التاسع عشر و
العشرين (ق 19و ق )20على التوالي ،نشأة المركزين الماليين الدوليين
البريطاني و األمريكي.
و قد ظهرت البورصات في القرن التاسع عشر (ق )19من أجل تداول السلع و
المنتجات و األوراق المالية و إبرام الصفقات ،و كان ظهور البورصات نتاج عوامل
اقتصادية عديدة أهمها:
-زيادة النشاط المالي للمؤسسات الكبرى و التي تستعمل أموال ضخمة،
كالمصارف و شركات التأمين و شركات النقل و االتصاالت؛
-زيادة المبادالت التجارية الدولية ،التي شهدت انتقال السلع و المواد األولية من
البلدان ال ُمستع َمرة إلى البلدان ال ُمستعمرة.
إن األسواق المالية في الدول المتقدمة تطورت بصفة مصاحبة للتغيرات و َّ -
التطورات الحاصلة على المستوى التكنولوجي ،و تنامي حجم اإلنتاج و وحدات
األعمال الكبيرة بصورة أسرع من الوسائل المتاحة للتمويل.
وزاد نشاط األسواق المالية زيادة هائلة ،فقد بلغ عدد األسواق المالية في الواليات
المتحدة األمريكية أربع عشر بورصة في الوقت الحاضر ،و أهمها و أكبرها
بورصة نيويورك .في بريطانيا أيضاً ،اندمجت كل األسواق المالية منذ عام
1913م في نظام واحد و هو بورصة لندن.
و في اليابان تعمل في الوقت الحاضر ثماني بورصات على رأسها بورصة طوكيو.
و هو الحال بالنسبة أللمانيا ،حيث يوجد أيضا ً ثماني بورصات أهمها بورصة
فرانكفورت .و بالنسبة لفرنسا ،هناك سبع بورصات تترأسها بورصة باريس.
تعتبر نيويورك حاليا أهم سوق أو مركز مالي دولي ،و يرجع ذلك إلى الحجم الكبير
لرؤوس األموال المتداولة فيها ،و أهمية الضغط و التأثير الذي تمارسه بورصة وول
ستريت على بقية المراكز المالية الدولية في العالم ،و مما زاد من أهمية السوق
المالي األمريكي أيضا ،الوضع المتميز للدوالر في النظام النقدي الدولي...،
لقد ظهرت نيويورك كمركز مالي دولي بعد الحرب العالمية الثانية ،حيث تم في عام
1954م إصدار قرضين بالدوالر استفادت منهما بلجيكا و استراليا ،بمبلغ 55
مليون دوالر.1
و تطورت بورصة نيويورك في هذه الفترة ،حيث وصلت في منتصف الستينات
االستثمارات الطويلة األجل في السندات األجنبية مبلغ 5.7مليار دوالر و كانت
موجهة في ألغلبها إلى البنوك األجنبية األوروبية.
في عام 1962م ،بلغ إجمالي السندات المصدرة من قبل السوق المالي األمريكي
رقما قياسيا ب 1146مليون دوالر ،و يتجاوز هذا المبلغ مجموع القروض
األجنبية المصدرة في إنجلترا ،سويسرا ،ألمانيا ،هولندا و النمسا ،كلها مجتمعة.
في 1972م ،بلغ حجم التداول في سوق األوراق المالية لنيويورك حوالي 71.2
مليار إسترليني ،و هذا يفوق مجموع التداول في (لندن ،طوكيو ،زيوريخ)مجتمعة.
وخالل الفترة ( )1981-1987بلغت رؤوس األموال األجنبية الموظفة في
األسواق المالية األمريكية حوالي 920مليار دوالر ،...القسم األعظم منها استثمر
في السندات الحكومية األمريكية -ليساهم و بشكل فعال في تغطية عجز الموازنة
العامة المستمر.
و قد أصبحت البورصات األمريكية أهم األسواق في العالم ،حيث تمثل قيمة مجموع
أدوات اإلستثمار المالية المسجلة في السوق المالي األمريكي من %30إلى %60
من قيمة الرسملة في البورصات العالمية ،سواء بالنسبة لألسهم أو بالنسبة للسندات.
-خصائص السوق المالي األمريكي:
تتطلب قواعد التعامل في سوق نيويورك المالي و سوق األسهم األمريكي أن تتم
جميع عمليات البيع و الشراء بالمزاد العلني و بصوت عال و مسموع ،من هنا جاء
منع المبادالت السرية منعا باتاً ،باإلضافة إلى أنه ال يجوز للسمسار أن يتمم طلبات
البيع أو الشراء الواردة إليه من زبائنه دون عرضها في القاعة بطريقة المزاد
العلني.
و تتميز األسواق المالية األمريكية بمجموعة من الخصائص ،أهمها:
-وجود نظام معلومات متطور و كفؤ؛
-القدرة الفائقة على االتصال المستمر بجميع األسواق المالية في العالم ،وهذا من
خالل ربطها بنظام إلكتروني متعدد األطراف؛
-السماح ببيع األوراق المالية لألجانب سوا ًء من خالل السوق الثانوي ،أو عبر
إبرام صفقات خارج السوق المالي الرسمي؛
-التطوير و التحديث المستمر على مستوى أسواق المال األمريكية بهدف تحقيق
الكفاءة العالية.
تعتبر لندن أهم مركز مالي أوروبي,كما تحتل المركز الثاني بعد نيويورك في العالم.
و يعود نشاط بورصة لندن إلى القرن السابع عشر(ق ،)17حيث بدأت الحكومة
البريطانية و بعض الشركات التجارية الكبرى بتجميع رؤوس األموال من خالل بيع
األسهم و السندات .و مع تزايد حجم االستثمارات المالية ،ظهر نوع من المتعاملين
يؤدي دور الوساطة بين بائعي و مشتري األوراق المالية.
و انتقل تجار األوراق المالية -بعد أن كانوا يجتمعون في مقاهي لندن -إلى مبنى
خاص من أجل ممارسة نشاطهم.
و بدأت لندن تكتسب أهميتها كمركز مالي دولي خالل القرن التاسع
عشر(ق ،)119حيث وصلت االستثمارات الخارجية البريطانية إلى حدودها
القصوى .و بعد الحرب العالمية األولى تأثرت شهرة السوق المالي البريطاني بسبب
المنافسة الكبيرة من طرف بورصة نيويورك ،إضافة إلى األثر السلبي لألزمة
اإلقتصادية لعام 1929م على دور لندن.
بعد الحرب العالمية الثانية ،تمكنت لندن من العودة إلى الساحة المالية الدولية من
خالل تقديمها للقروض باألورو -دوالر..
وتؤدي بورصة لندن دورين رئيسيين ،فهي تمثل مصدرا ً لرؤوس األموال بالنسبة
للبريطانيين واألجانب ،كما أنها تعتبر مركزا ً عالميا للتعامل باألوراق المالية.
وقد شهدت اإليرادات البريطانية الصافية من الخدمات المالية خالل النصف الثاني
من القرن العشرين ،ويمثل الجدول التالي تطور هذا التطور خالل الفترة 1970م-
1980م.
أن عدد األوراق المالية المسجلة في بورصة لندن وتشير اإلحصائيات والدراسات َّ
يزيد عن 6000سهم ،تقدر بنسبة %50من إجمالي األوراق المالية المسجلة في
األسواق المالية األوروبية ،منها 2000سهم لشركات دولية وأوروبية ،وبالنسبة
للسندات فسوق لندن المالي يعتبر من أول األسواق األوروبية ،وأكبرها في هذا
المجال ،ذلك ألن معظم السندات الصادرة في السوق المالي الدولي مسجلة في سوق
لندن.
يتميز سوق لندن المالي بنظام خاص متعلق بوسائل وطرق تنفيذ العمليات ،فهو ليس
سوق للمزاد العلني كبقية األسواق المالية الدولية ،وإنَّما يتعامل بالتفاوض
والمساومة .والسمسار في بورصة لندن يقتصر دوره على الوساطة بين العميل
والجوبرز الذي يشبه تاجر الجملة في األسواق السلعية ،إذ َّ
أن الجوبر ال يتعامل مع
الجمهور ولكنه يقوم ببيع وشراء األوراق المالية لحسابه ،وإن كان يعمل باسم وتحت
مسؤولية أحد سماسرة األوراق المالية.
و الجوبرز هم مجموعة من األعضاء في سوق لندن المالي ،حيث يقومون بوظيفة
"صانعي األسواق" ،ويبلغ عددهم ثالثة عشر( )13تاجرا ً يتعاملون مع سماسرة
األوراق المالية.
و يتميز أيضا ً سوق لندن المالي بعدد من الخصائص ،هي:
-الخبرة في مجال المعامالت المالية؛
-استقرار سوق العمالت األجنبية؛
-الضرائب المنخفضة على أرباح األوراق المالية.
كما ينقسم سوق لندن المالي إلى سوق األسهم ،سوق السندات ،سوق العقود
المستقبلية وسوق العمالت األجنبية.
3.بورصة باريس وبورصة طوكيو:
1-بورصة باريس:
قبل الحرب العالمية األولى لعبت فرنسا دورا ً هاما في السوق المالي الدوليَّ ،
ألن
األحجام الكبيرة لتراكم رأس المال ومحدودية استعماله في المجاالت اإلنتاجية داخل
فرنسا ساعدت البنوك الفرنسية على تبوء مركزها في تمويل عمليات التجارة الدولية
وتقديم قروض للدول األخرى.
و بدأ السوق المالي الفرنسي يكتسب أكثر أهمية خالل النصف الثاني من القرن
العشرين ،ويعود ذلك إلى ارتفاع معدالت النمو اإلقتصادي وتراكم رأس المال داخل
فرنسا.1
أن بورصة باريس واجهت بعض العراقيل حدَّت من توسع نشاطها وهذا رغم َّ
المالي ،مثل القيود المفروضة على االستثمارات األجنبية المباشرة في فرنسا
والرقابة على إصدار األوراق المالية األجنبية والقروض التي تحصل عليها
الشركات الفرنسية من الخارج.
أن بورصة باريس واجهت بعض العراقيل حدَّت من توسع نشاطها وهذا رغم َّ
المالي ،مثل القيود المفروضة على االستثمارات األجنبية المباشرة في فرنسا
والرقابة على إصدار األوراق المالية األجنبية والقروض التي تحصل عليها
الشركات الفرنسية من الخارج.
و في السوق المالي الفرنسي يتم أغلب التعامل بالسندات ،وتقوم الحكومة بوضع
شروط ومعايير تسجيل األوراق المالية األجنبية وطريقة تداولها في السوق .ولهذا
تعرف األسواق المالية الفرنسية بأنها حكومية اإلدارة والقرار.
2-بورصة طوكيو:
يحتل السوق المالي الياباني المركز الثالث بعد سوق المالي ألمريكا والسوق المالي
لبريطانيا ،وتم إنشاء أول األسواق المالية في اليابان عام 1878م ،وهما سوق
"طوكيو" وسوق " أوساكا " .و قد لعب السوق المالي الياباني دورا هاما في عملية
تمويل الصناعة الناتجة عن موجة التطور االقتصادي في اليابان خالل القرنين
التاسع عشر والعشرين ،مما جعل الحكومة اليابانية تهتم بتطوير وتحديث األسواق
المالية اليابانية مستفيدة من الخبرة األمريكية في هذا المجال ،إلى أن أصبحت
بورصة طوكيو من أكبر منافسي بورصة نيويورك في النصف الثاني من القرن
العشرين.
و من أهم خصائص السوق المالي اليابان:
-تنوع أدوات اإلستثمار المتداولة فيه وانخفاض المخاطر؛
-االنفتاح الكبير على تسجيل وتداول األوراق المالية للشركات األجنبية؛
-تطور نظم المعلومات والقدرة على االتصال المستمر باألسواق المالية الدولية؛
-االتسام بالسيولة العالية.
4. -بورصة القاهرة :تحتل المـرتية األولى عـربيا ً ,بما لديها من تجارب في هذا
الميدان بإعتبارها أقدم بورصة عربية وتعتبر إلى جانب البورصة الفلسطينية أهم
وأنشط البورصات العربية.
*أهم المؤشرات المستخدمة في المراكز المالية الدولية
يتم قياس حركة واتجاه أسعار األسهم في أسواق األوراق المالية من خالل جملة من
المؤشرات ،ويضم كل مؤشر مجموعة من الشركات التي تعكس حركة السوق
ودرجة كفاءته ومعدل زيادة أو انخفاض أسعار األسهم.
و أهم المؤشرات التي تميز المراكز المالية الدولية ،مؤشر داو جونز ومؤشر
ستاندارد أند بورز ،500في السوق المالي األمريكي ،ومؤشر فايننشل تايمز في
السوق المالي البريطاني ،ومؤشر نيكاي في السوق المالي الياباني ،إضافة إلى
مؤشر كاك 40في السوق المالي الفرنسي... ،
الواليات المتحدة األمريكية
في عام 1887طور تشارلز داو إثنين من اوسع المؤشرات إستخداما هما مؤشر
للشركات الصناعية ,و مؤشر صناعات السكك الحديدية والذي يتضمن 20من اكبر
هذه المؤسسات في الواليات المتحدة األمريكية.والذان يعرفان اآلن بمؤشر داو جونز
الصناعي ومؤشر داو جونز للنقل.
يعتبر مؤشر داو جونز من أقدم وأشهر المؤشرات المستخدمة في األسواق المالية،إذ
نشر ألول مرة في صحيفة وول ستريت في 3يوليو . 1884ويشمل هذا
المؤشر ثالثة مؤشرات فرعية ومؤشر رئيسي يمثل السوق المالي كليا ً.
•ستاندرد أند بور (S&P 500): 500يحتوي على خمسمائة ورقة مالية
تمثل %80من القيمة السوقية لألسهم المتداولة في بورصة نيويورك ()400
شركة صناعية 40 ،شركة منافع عامة 20 ،شركة نقل 40 ،شركة في مجال
المال والبنوك والتأمين.3
•وهناكS&P 400. ، S&P 100
انجلترا
• FT-30:يجمع هذا المؤشر ثالثين من األوراق المالية األكثر أهمية في
بورصة لندن.
• FTSE-100:المؤشر األكثر شهرة ،ويحتوي على 100ورقة مالية تمثل
%70من إجمالي رسملة البورصة.
فرنسا مؤشر CAC40:يتكون من 40ورقة مالية للشركات األكثر أهمية في
بورصة
باريس.
ألمانيا مؤشر DAX:يحتوي على 30ورقة مالية تمثل 70%من رسملة
البورصة
اليابان مؤشر Nikkei:يحتوي على 225ورقة مالية تمثل حوالي 70%من
رسملة بورصة طوكيو.
المطلب الثاني :سوق الدوالرات األوروبية.
تعود أسباب ظهور هذه الدوالرات األوروبية إلى فترة الخمسينيات ،حيث عمدت
بعض الدول نتيجة للظروف التي خلفتها الحرب الباردة بين المعسكرين إلى إيداع
موجوداتها من الدوالرات في بنوك أوروبا الغربية لتجنب قيام الو.م.أ بتجميدها فيما
لو كانت موظفة في داخلها.
مفهوم الدوالر األوروبي :الدوالر األوروبي هو نفسه الدوالر األمريكي المتواجد
بشكل ودائع في بنوك خارج الواليات المتحدة األمريكية.
البد من معرفة تعبير اصطالحي آخر هو " "Eurodollarو يعني في األصل
الودائع بالدوالر في بنوك أوروبا بضمها فروع لبنوك أمريكية في أوروبا أيضا ،و
مؤخرا يطلق على الدوالرات األوروبية ودائع بالدوالرات في العالم خارج الواليات
المتحدة بتعميم أكبر.
خصائص سوق األورو -دوالر:
إن عمليات اإليداع لدى البنوك باألورو -دوالر قد أدت إلى ظهور سوق مالي دولي
جديد يختلف تماما عن األسواق الوطنية وتتم عملياته بالدوالرات من خالل وساطة
البنوك المنتشرة خارج الو.م.أ وأهم خصائص هذا السوق:2
1-إن سوق األورو دوالر كجزء من السوق المالي الدولي ليس له حدود وطنية
معينة ولذلك فإنه ال يخضع لرقابة أية دولة أو نظام ،فسلطات الرقابة في دولة ما
عاجزة على التأثير على نشاط هذا السوق بشكل فعال وإمكانياتها محدودة في هذا
المجال بما لديها من العمالت األجنبية.
2-يقوم هذا السوق على أسا س عمليات اإليداع واإلقراض ،ولذلك يعتبر سوقا
لألموال المقرضة.
3-إن الحجم الكبير جدا والمتزايد لعمليات سوق األورو دوالر يؤثر بشكل كبير
على األوضاع النقدية واإلئتمانية للنظام الرأسمالي بكامله.
4-إنتماء الدائنين والمدينين في هذا السوق إلى دول مختلفة.
5-يتمتع هذا السوق بإستقاللية نسبية وسياسة خاصة ألسعار الفائدة تختلف تماما
عن المعدالت المعمول بها دوليا.
6-يتألف سوق األورو دوالر من قسمين من العمليات:
-عمليات ما بين البنوك :تتخذ شكل الودائع الجارية واآلجلة بمعدالت فائدة معينة.
-عمليات ما بين البنوك والمتعاملين اآلخرين :عندما تقدم البنوك قروضا
لمتعامليها.
أسباب تطور سوق األورو دوالر:
يعود ظهور وتطور سوق األورو دوالر لعدة أسباب أهمها:
-التحديد الصارم لمعدالت الفائدة الدائنة التي تدفعها بنوك الو.م.أ لمودعيها من قبل
البنوك المركزية أو ما يسمى بقاعدة "ك" أو "،"Qمما أدى إلى قيام عدد كبير من
أصحاب الودائع بالدوالرات من غير المقيمين وبعض المقيمين بتوظيف أموالهم
خارج الو.م.أ للتهرب من أحكام القاعدة المشار إليها سابقا،وبالتالي الحصول على
معدالت فائدة أعلى في أوروبا.
-العجز المزمن في ميزان المدفوعات األمريكي وأيضا طريقة تمويل هذا العجز.
-الحذر المفروض على البنوك البريطانية منذ سنة 1957بإستعمال الجنيه
اإلسترليني كعملة أجنبية لعمليات التحويل ،وإجراء المعامالت النقدية بين الدول
خارج منطقة اإلسترليني قد أجبر البنوك في لندن على إحالل الدوالر مكان
اإلسترليني وبالتالي الحصول على كل الدوالرات الالزمة من خارج إنجلترا.
-ضريبة مساوات الفائدة في الو.م.أ أدت إلى إنخفاض الطلب على القروض من قبل
غير المقيمين األمريكيين ( بسبب إرتفاع تكلفة هذه القروض) مما أرغم هؤالء إلى
اللجوء خارج الو.م.أ للحصول على التمويل الالزم.
-شركات التأمين األوروبية والتي تعمل لصالح الو.م.أ وجدت أنه من صالحها
اإلبقاء على إحتياطاتها من الدوالر في سوق الدوالر األوروبي الذي يحقق لهم
ربحية وعوائد مالية كبيرة.
تجدر اإلشارة إلى أن سوق األورو دوالر قد نشأ في سوق العمالت األجنبية
األوروبية حيث يضم هذا األخير عدة أسواق للعمالت