You are on page 1of 28

‫تأصيل هذه األمور الثالثة ‪ :‬غرامة التأخير ‪ ،‬والشرط‬

‫الجزائي ‪ ،‬والتعويض عن الضرر‬


‫‪http://www.qaradaghi.com/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=641:2009 -07-‬‬
‫‪15-11-54-54&catid=111:2009-07-15-09-32-31&Itemid=13‬‬

‫األربعاء‪ 15 ,‬تموز ‪13:52 2009‬‬

‫ونحن هنا نحاول تأصيل هذه األمور الثالثة ‪ :‬غرامة التأخير ‪ ،‬والشرط الجزائي ‪ ،‬والتعويض عن الضرر ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬غرامة التأخير ‪:‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫وقبل أن أخوض في غمار غرامة التأخير وتأصيلها نوضح موقف البنوك اإلسالمية في التعامل مع غرامات التأخير ‪.‬‬

‫وقد قام أحد البنوك اإلسالمية التي كنت العضو التنفيذي لهيئته الشرعية بعمل استبيان وجرد لمواقف البنوك اإلسالمية حول‬

‫موضوع غرامات التأخير ‪ ،‬فأرسل إلى أربعين بنكاً إسالمياً فكانت النتيجة أن البنوك ٍ‬
‫اإلسالمية ومن ورائها هيئاتها الشرعية أما هذا‬
‫اإلجراء على قسمين ‪ ،‬قسم ال يقبل بفرض هذه الغرامات ‪ ،‬وقسم آخر غير قليل يقبل بل يفرض هذه الغرامات ‪ ،‬وقد بلغ عدد‬
‫اإلسالمية التي تستعملها ‪ 12‬بنكاً من بين ‪ 27‬بنكاً [‪ .]1‬هذا في عام ‪1999‬م أما اآلن فعدد البنوك اإلسالمية التي تستعمل‬
‫البنوك ٍ‬
‫غرامات التأخير تزيد بكثير ‪ ،‬يكفي أن المصرفين اإلسالميين في قطر اللذين لم يكونا يستعمالنها عام ‪ 1999‬أصبحا اليوم‬
‫يستعمالنها بناء على فتوى هيئتها الشرعية ‪.‬‬

‫اإلسالمية في فرضها غرامات التأخير ليست على سنن واحد ‪ ،‬فتسعة بنوك إسالمية من ضمن (‪ )12‬بنكاً تنص في‬
‫والبنوك ٍ‬
‫عقودها على غرامات التأخير في حين أن ثالثة منها ال تنص في عقودها ‪ ،‬وإنما في مالحق مستقلة ‪ ،‬وأن خمسة منها تفرض‬
‫نفس أسلوب احتساب الربح األصلي ‪ ،‬وسبعة منها تستعمل أساليب أخرى ‪.‬‬

‫ثم إن معظم هذه البنوك التي تستعمل االساليب ال تضيف هذه األموال المأخوذة إلى أرباحها بل تصرفها في وجوه الخير ‪ ،‬حيث‬
‫وصل عددها إلى ثمانية بنوك من بين (‪ )12‬بنكاً ‪ ،‬بينما تضيف األربعة األخرى هذه األموال المأخوذة بسبب التأخير إلى أرباحها ‪.‬‬

‫وقد رأينا البحث السابق قد توصل إلى نتيجة مهمة جداً وهي أن فرض غرامة التأخير لم يقض على المشكلة بل زاد حرجاً للبنوك‬
‫اإلسالمية وكالماً وقيل وقال وأنه يجب البحث عن آلية معينة لتقليل ظاهرة المتأخرات ‪ ،‬أو القضاء عليها ‪.‬‬

‫كما توصل البحث إلى أن اختالف هيئات الرقابة الشرعية في حكم غرامة التأخير أحدث نوعاً من البلبلة‪.‬‬

‫التأصيل الفقهي لغرامة التأخير على الديون المتأخرة ‪:‬‬

‫ُ‬
‫غرم ـ بكسر الراء ـ غرماً وغرامة أي لزمه ما ال يجب عليه ‪ ،‬ويقال ‪:‬أغرمه أي جعله غارماً ‪ ،‬وأغرم بالشيء أي أولع‬
‫الغرامة لغة من ِ‬
‫به ‪ ،‬وغرّمه أي ألزمه تأدية الغرامة ‪ ،‬والغرامة ‪ :‬الخسارة ‪ ،‬وفي المال ‪ :‬ما يلزم أداؤه تأديباً أو تعويضاً ‪ ،‬يقال ‪ :‬حكم القاضي على‬
‫فالن بالغرامة (محدثة) [‪].2‬‬

‫والغـرامة في الشـريعة والقانـون عقوبة جنائية تفرضها الدولة أو المحاكم لصـــالح الخزانة العامة‪.‬‬

‫ففي القانون تعتبر الغرامة عقوبة جنائية دون شك وال خالف في صفتها الجنائية في مرحلتي التهديد بها وتوقيعها ‪ ،‬ولكن معظم‬
‫القانونيين في فرنسا ذهبوا إلى تكييف الغرامة بعد الحكم بها حكماً نهائياً على أساس الدين المدني للدولة أو الدين العام لصالح‬
‫الدولة في مواجهة المحكوم عليه كدين الضريبة ‪ ،‬وذلك حتى تتمكن الدولة من تحصيلها من الورثة بعد وفاة المحكوم عليه في‬
‫حدود تركته ‪،‬ولكن هذا االتجاه لم يقبل به اآلخرون ‪ ،‬وذلك ألن الغرامة عقوبة جنائية خالصة تستهدف أغراضاً معينة كالزجر والتخويف‬
‫ال يتحقق إال ّ بتوقيعها على من ارتكب الفعل المعاقب عليه ‪ ،‬كما أنه ال توجد مصلحة للمجتمع في توقيع العقوبة على أفراد أبرياء ال‬
‫عالقة لهم بالجريمة وهم ورثة المحكوم عليه ‪ ،‬فالغرامة باعتبارها عقوبة تتحقق بحرمان المحكوم عليه من جزء من ذمته المالية ‪،‬‬
‫وإحداث ألم له بهذا الحرمان ‪ ،‬وأما إثراء الخزينة العامة فهو نتيجة تبعية ليست مقصودة لذاتها ‪ ،‬فال يجوز جعلها األصل ومن هنا‬
‫فالغرامة عقوبة جنائية في جميع مراحلها ‪ ،‬وجزاء جنائي تتوافر فيها جميع أركان العقوبة ‪ ،‬وعناصر الجزاء الجنائي ‪ ،‬فهي جزاء توقعه‬
‫الدولة بمالها من سلطة العقاب على األفراد دون غيرها ‪ ،‬وأن الدولة وحدها هي التي تتولى إقامة الدعوى بتطبيق الغرامة ـ ما عدا‬
‫بعض استثناءات ـ وأن حصيلة الغرامات تذهب إلى خزينة الدولة ‪ ،‬وال تكون من نصيب الطرف المضرور ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه معظم‬
‫القوانين في العالم ‪ ،‬وأن الغرامة جزاء لفعل غير مشروع جنائياً وبالتالي تخضع لمبدأ ‪ :‬ال عقوبة إال ّ بنا ًء على نص ‪ ،‬وأنه ال يجوز‬
‫استخدام القياس فيها ‪ ،‬وال تطبيقها بأثر رجعي ‪ ،‬كما أن الغرامة تهدف إلى تحقيق أغراض عقابية ‪ ،‬وال تهدف إلى تعويض الطرف‬
‫المضرور[‪ ،] 3‬ويقول الدكتور سعيد الجنزوري ‪ ( :‬والواقع أن إثبات أن الغرامة هي عقوبة جنائية أمر ال يحتاج إلى دليل أو مناقشة…‬
‫)[‪] . 4‬‬

‫وأما الغرامة فقد استعملها البعض بمعنى الضمان الذي يترتب على التزام دين ‪ ،‬أو إحضار عين ‪ ،‬أو بدن ‪ ،‬باعتبار المال حيث أن‬
‫( الزعيم ـ أي الكفيل ـ غارم )[‪ ]5‬وقد استعملت‬ ‫الضامن الكفيل يتحمل آثار التزامه بناء على الحديث الوارد القائل ‪:‬‬
‫الغرامة عندهم أيضاً فيما يترتب على التعدي أو التقصير من تعويضات للشخص المضرور [‪]. 6‬‬

‫عدم الخلط بين الغرامة والتعويض ‪:‬‬

‫والتحقيق أي الغرامة كمصطلح معروف اآلن بين القانونيين هي ما تفرضه الدولة بسبب وقوع مخالفة قانونية تستوجب فرض عقوبة‬
‫مالية ـ كما سبق ـ ‪.‬‬

‫وحينئذ يجب أن تميز عن التعويض المالي والمدني الذي يستفيد منه المضرور تعويضاً ع ّ‬
‫ما أصابه من ضرر ‪ ،‬وهذا ما أكده الفقيه‬
‫القانوني الشهيد عبدالقادر عوده رحمه هللا حيث قال ‪ ( :‬من المسلم به أن الشريعة عاقبت على بعض الجرائم التعزيرية بعقوبة‬
‫الغرامة ‪ ،‬من ذلك أنها تعاقب على سرقة التمر المعلق بغرامة تساوي ثمن ما سرق مرتين فوق العقوبة التي تالئم السرقة ) [‪]. 7‬‬

‫وقد ورد في ذلك بعض األحاديث الثابتة منها حديث عبدهللا بن عمرو بن العاص أنه صلى هللا عليه وسلم في شأن التمر المعلق‬
‫قال ‪..(:‬فمن خرج بشيء منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة )[‪ ، ]8‬وحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال ‪ :‬سمعت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقول بخصوص الزكاة ‪..( :‬من أعطاها مؤتجراً فله أجرها ‪ ،‬ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله غرمة من غرمات‬
‫ربنا تبارك وتعالى‪]. 9[)..‬‬

‫قال الشوكاني ‪ ( :‬وقد استدل به ـ أي الحديث ـ على أنه يجوز لإلمام أن يعاقب بأخذ المال ‪ ،‬وإلى ذلك ذهب الشافعي في القديم‬
‫…‪ ،‬ثم رجع عنه وقال ‪ :‬أنه منسوخ … وزعم الشافعي أن الناسخ حديث ناقة البراء ‪ ،‬ألنه صلى هللا عليه وسلم حكم عليه بضمان‬
‫ما أفسدت ‪ ،‬ولم ينقل عنه صلى هللا عليه وسلم أنه أضعف الغرامة ‪ ،‬وال يخفى أن تركه صلى هللا عليه وسلم للمعاقبة بأخذ المال‬
‫في هذه القضية ال يستلزم الترك مطلقاً ‪ ،‬وال يصلح للتمسك به على عدم الجواز وجعله ناسخاً البينة‪….‬‬

‫وقد ذهب إلى جواز المعاقبة بالمال اإلمام يحيى من الهادوية ‪ ،‬وقال في الغيث ( ‪ :‬ال أعلم في جواز ذلك خالفاً بين أهل البيت )‬
‫وقد ذكر الشوكاني مجموعة كبيرة من األحاديث الدالة على ذلك مع المناقشـة [‪]. 10‬‬

‫وبسبب ذلك اختلف الفقهاء فذهب جمهورهم إلى منع الغرامة المالية ‪ ،‬وذهب بعضـهم إلى جواز ذلك [‪]. 11‬‬

‫يقول األستاذ عودة ‪ ( :‬ولكن الفقهاء اختلفوا في جعل الغرامة عقوبة عامة يمكن الحكم بها في كل جريمة … والذين يعترضون على‬
‫الغرامة المالية يحتجون بأنها كانت مقررة في عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم ونسخت …‪ .‬؛ وأنه يخشى أن يكون في إباحة‬
‫الغرامة المالية ما يغري الحكام الظلمة بمصادرة أموال الناس بالباطل …‪]. 12[ )..‬‬

‫ثم قال ‪ ( :‬وفي عصرنا الحاضر حيث نظمت شؤون الدولة ‪ ،‬وروقبت أموالها ‪ ،‬وحيث تقرر الهيئة التشريعية الحد األدنى والحد األعلى‬
‫للغرامة ‪ ،‬وحيث ترك توقيع العقوبات للمحاكم …لم يعد هناك محل للخوف من مصادرة أموال الناس بالباطل ‪ ،‬وبذلك يسقط أحد‬
‫االعتراضات التي اعترض بها على الغرامة)[‪].13‬‬

‫ومن المعلوم أن م ْ‬
‫َن قال بالغرامة المالية يعتبرها عقوبة جنائية (تعزيرية )تأخذها الدولة ‪ ،‬ويؤول إلى خزائنها وبيت مالها ‪ ،‬وليست‬
‫للتعويض عما أصاب المضرور ‪.‬‬

‫خطأ استعمال لفظ الغرامة في موضوعنا هذا ‪:‬‬

‫وبما ذكرناه أن اطالق لفظ الغرامة على ما يريد البنك اإلسالمي أخذه لصالحه غير دقيق ن بل غير صحيح ‪ ،‬فالغرامة عقوبة جنائية‬
‫تصرف للدولة فقط ‪ ،‬في حين أن ما يريد البنك اإلسالمي أخذه هو بمثابة تعويض عما فاته من أرباح متوقعة أو مظنون بها ‪.‬‬

‫ولذلك ال ينبغي استعمال هذه الكلمة في هذا المجال وإنما الذي ينبغي بحثه في هذا المجال هو التعويض المالي عما أصاب البنك‬
‫من ضرر (إن صح هذا) ‪ ،‬وموضوع الشرط الجزائي ومدى مشروعيته في هذا المجال ‪.‬وهذان الموضوعان اللذان نبحثهما اآلن ومدى‬
‫عالقتهما بالموضوع ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الشرط الجزائي ‪:‬‬

‫الشرط ـ بسكون الراء ـ لغة ‪ :‬ما يوضع ليلتزم في بيع ‪ ،‬أو نحوه ‪ ،‬ـ وبفتح الراء ـ العالمة ‪ ،‬وجمعه أشراط ‪ ،‬ومنه الشرطة [‪ ،]14‬قال‬
‫الفيروزآبادي هو ‪ :‬الزام الشيء والتزامه في البيع ونحوه كالشريطة ) ‪ ،‬وجمع الشرط الشروط ‪ ،‬وجمع الشريطة ‪ :‬الشرائط [‪].15‬‬

‫والشرط يستعمل في الفقه اإلسالمي[‪ ]16‬بمعنيين ‪:‬‬

‫المعنى األول ‪ :‬هو ما أوجبه الشرع لصحة ‪ ،‬أو لزومه مثل شرط صحة العبادات ‪ ،‬أو العقود ‪ ،‬وشروط لزوم العقد ‪ ،‬وهذا ما يعبر عنه‬
‫الفقهاء بما يلزم من عدمه عدم المشروط ‪ ،‬وال يلزم من وجوده وجود المشروط أو عدمه ‪،‬وليس هذا محل بحثنا ‪.‬‬

‫المعنى الثاني ‪ :‬ما ألزمه العاقدان على نفسيهما في العقد ‪،‬وبعبارة دقيقة هو إحداث التزام في العقد لم يكن يدل عليه لواله ‪ ،‬أو‬
‫كما قال العالمة الحموي ( ‪ :‬الشرط هو التزام أمر لم يوجد في أمر قد وجد بصيغة مخصوصة )[‪ ]17‬والمقصود بالشروط هنا هي‬
‫الشروط المقترنة بالعقد إما كبند من بنوده ‪ ،‬أو كملحق من ملحقاته المرتبطة بالعقد ‪.‬‬

‫والمراد بـ (الجزائي) هو في اللغة نسبة إلى الجزاء وهو المكافأة على الشيء ‪ ،‬والجزية بالكسر ‪ :‬ما يؤخذ من الذمي ‪ ،‬وخراج‬
‫األرض [‪].18‬‬

‫والشرط الجزائي[‪ ]19‬عرفه القانون المدني الفرنسي بتعريفين ‪ ،‬أولهما في مادته ‪ 1226‬بأنه ‪ " :‬هو الذي بموجبه ولضمان اتفاق ما‬
‫يتعهد الشخص بشيء ما في حالة عدم التنفيذ " ‪ ،‬وأما التعريف الثاني ففي المادة ‪ 1229‬حيث نصت على أن " ‪ :‬الشرط الجزائي‬
‫هو التعويض عن األضرار التي يتحملها الدائن بسبب عدم تنفيذ االلتزام األصلي ‪" .‬‬

‫وقد انتقد هذان التعريفان انتقادات شديدة [‪ ،]20‬ولذلك عرفه الدكتور البدراوي بأنه ‪ " :‬اتفاق سابق على تقدير التعويض الذي‬
‫يستحقه الدائن في حالة عدم التنفيذ ‪ ،‬أو التأخير فيه " [‪ ]21‬وبذلك يدخل فيه اشتراط حلول جميع األقساط إذا تأخر المدين في‬
‫دفع قسط منها ‪ ،‬ألنه تعويض وإن كان غير مالي في الظاهر ‪.‬‬

‫وهناك مصطلحات أخرى استعملت بدالً من الشرط الجزائي مثل الجزاء االتفاقي ‪ ،‬والجزاء التعاقدي ‪ ،‬والتعويض االتفاقي ‪ ،‬وتعويض‬
‫النكوص ‪ ،‬والبند الجزائي ]‪ ،[22‬وفي نظرنا أن مصطلح "الشرط الجزائي" أدق المصطلحات ألن لفظ " الشرط "يشير إلى أن هذا‬
‫الجزاء ‪ ،‬أو التعويض جاء بسبب شرط وضع ضمن شروط العقد ‪ ،‬أو في اتفاق الحق بهذا العقد ‪ ،‬و" الجزائي " يشير إلى أن ذلك‬
‫التعويض جاء جزا ًء لمخالفة ذلك الشرط ‪.‬‬

‫التكييف القانوني للشرط الجزائي ‪:‬‬

‫حتى تتضح الصــــورة نذكر التكـييف القانـوني للشـــرط الجزائـي ثم التكــييف الفقهـي‪.‬‬

‫فقد أثيرت حول الشرط الجزائي عدة نظريات ‪ ،‬منها نظرية العقوبة الخاصة التي تعود جذورها إلى القانون الروماني الذي كان يجير‬
‫الشرط الجزائي كعقوبة حيث كان يفرض على المدين في حالة عدم التنفيذ الجزئي دفع الجزاء بالكامل [‪].23‬‬

‫ولكن هذه النظرية قد نالها قسط كبير من االنتقادات ‪ ،‬وذلك ‪ ،‬ألن الشرط الجزائي مبني على حرية اإلرادة ‪ ،‬وال يمكن أن يضفى‬
‫على هذه الحرية اإلرادية صفة العقوبة ‪ ،‬ولذلك رأى البعض أن هذا االضفاء العقابي تشويه للطبيعة الحقيقية للشرط الجزائي ‪ ،‬ومن‬
‫هنا فقد هبت على هذه النظرية رياح النقد الشديدة فاقتلعتها من جذورها [‪]. 24‬‬

‫وهناك نظرية التعويض االحتمالي التي أخذ بها القضاء الفرنسي القديم ‪ ،‬وهي تعني أن الشرط الجزائي ليس إال ّ التقدير المسبق‬
‫للتعويض المحتمل نتيجة عدم تنفيذ العقد أو التأخير فيه ‪ ،‬ولذلك يحق للقاضي أن يعدل المبلغ المحدد مسبقاً تبعاً للضرر الحقيقي‬
‫‪ ،‬وقد انتقدت هذه النظرية أيضاً انتقاداً شديداً بسبب أنها تـلغى الحكمة التي من أجلهـا وضع الشـرط الجزائي في العقد ‪ ،‬وتهـدم‬
‫احترام اإلرادة التعاقـديـة ‪.‬‬

‫وتذهب نظرية أخرى إلى أن الشرط الجزائي اتفاق وبالتالي فال يجوز السماح للقضاء بزيادته ‪ ،‬أو تخصيصه [‪].25‬‬

‫وإضافة إلى ذلك فإن االلتزام بالشرط الجزائي تابع لاللتزام األصلي بحيث إذا سقط األصل أو بطل سقط التابع وبطل دون العكس ‪،‬‬
‫وأن الشرط الجزائي ال يعتبر التزاماً تخييرياً وال التزاماً بدلياً ألن الدائن ال يستطيع إال ّ أن يطلب تنفيذ االلتزام األصلي ما دام ذلك‬
‫ممكناً [‪]. 26‬‬

‫والقوانين المدنية الغربية والعربية قد نظمت الشرط الجزائي في باب المقاولة ‪ ،‬فقد نصّت المادة ‪ 223‬م م إلى أنه ‪ ( :‬يجوز‬
‫للمتعاقدين أن يحددا مقدماً قيمة التعويض بالنص عليها في العقد ‪ ،‬أو في اتفاق الحق ‪ ،‬ويراعى في هذه الحالة أحكام المواد من‬
‫‪ 215‬إلى ‪ ، 220‬ومثل ذلك ما ورد في القانون المدني العراقي م‪ 170‬والسوري م‪ 424‬والليبي م‪ 226‬واللبناني م‪].27[ 226‬‬

‫فشروط استحقاق الشرط الجزائي هي نفس شروط استحقاق التعويض من وجود خطأ من المدين ‪ ،‬وضرر يصيب الدائن ‪ ،‬وعالقة‬
‫بالتنفيذ [‪]. 28‬‬ ‫سببية ما بين الخطأ والضرر ‪ ،‬واعذار المدين أي إنذاره ومطالبته‬

‫ويترتب على الشرط الجزائي أنه يجب على المدين الوفاء بما تم االتفاق عليه في العقد ‪ ،‬وإذا لم يحقق ذلك فإن مضمون الشرط‬
‫الجزائي يكون واجب التنفيذ بشروطه ‪ ،‬وأن القاضي يحكم به دون تخفيض وال زيادة اعماالً إلرادة العاقدين من حيث المبدأ ‪ ،‬ولكن‬
‫نصّت المادة ‪ 224‬على أمرين مهمين جعلتها النصوص التي ال يجوز مخالفتها حيث نصّت على ما يأتي ‪:‬‬

‫((‬

‫ال يكون التعويض االتفاقي مستحقاً إذا أثبت المدين أن الدائن لم يلحقه أي ضرر ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يجوز للقاضي أن يخفض هذا التعويض إذا أثبت المدين أن التقدير كان مبالغاً فيه إلى درجة كبيرة ‪ ،‬أو أن االلتزام األصلي‬ ‫‪.2‬‬
‫قد نفذ جزء منه ‪.‬‬

‫ويقع باطالً كل اتفاق يخالف أحكام الفقرتين السابقتين‪.)) .‬‬ ‫‪.3‬‬

‫وتنص المادة ‪ 225‬على ما يأتي ‪ ( :‬إذا جاوز الضرر قيمة التعويض االتفاقي ‪ ،‬فال يجوز للدائن أن يطالب بأكثر من هذه القيمة إال ّ ثبت‬
‫أن المدين قد ارتكب غشاً ‪ ،‬أو خطأ جسيما )[‪] .29‬‬

‫التكييف الفقهي ( أو الشرعي ) للشرط الجزائي ‪:‬‬

‫من المعلوم أن جمهور الفقهاء على أن األصل في الشروط هو اإلباحة ‪ ،‬وبالتالي فكل شرط لم يخالف نصاً من كتاب هللا وسنة‬
‫رسوله ‪ ،‬أو اإلجماع فهو شرط مقبول عندهم [‪]. 30‬‬

‫ومن هنا فالشرط الجزائي مقبول من حيث المبدأ ‪ ،‬ولكن الشرط الجزائي نوعان ‪ :‬نوع على التأخير في العمل والتنفيذ ‪ ،‬ونوع آخر‬
‫على الديون ‪.‬‬

‫‪:‬الشرط الجزائي المتضمن تعويضاً محدداً على التأخير في تنفيذ األعمال ‪ ،‬أو عدم تنفيذه مطلقاً ‪ ،‬وله صور من‬ ‫النوع األول‬
‫أهمها ‪:‬‬

‫الشرط الجزائي المقترن بعقد المقاولة ‪ ،‬أو االستصناع المتضمن دفع مبلغ محدد عن كل يوم ‪ ،‬أو شهر من التأخير عن‬ ‫‪.1‬‬
‫الموعد المحدد للتنفيذ والتسليم ‪.‬‬

‫الشرط الجزائي المقترن بعقد اإلجارة على العمل سواء كان األجير أجيراً خاصاً برب العمل ‪ ،‬أو مشتركاً ‪ ،‬وذلك بأن يشترط‬ ‫‪.2‬‬
‫عليه مبلغاً محدداً إذا تأخر في تنفيذ العمل ‪ ،‬أو يخصم منه مبلغاً محدداً من األجرة ‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه في القانون‬
‫عقود العمل ‪.‬‬
‫وكذلك الحكم في اإلجارة األعيان مثل اشتراط خصم مبلغ معين إذا تأخر المؤجر في تسليم العين المؤجرة[‪]. 31‬‬

‫والشرط الجزائي في هذا المجال جائز يجب الوفاء به لألدلة الكثيرة الدالة على الوفاء بالعقود والعهود والشروط ‪ ،‬وقد صدر بذلك قرار‬
‫من مجمع الفقه اإلسالمي في دورة مؤتمره السابع بجدة في ‪7‬ـ‪1412/11/12‬هـ الموافق ‪9‬ـ‪ 14‬مايو ‪1992‬حيث نص على أنه ‪( :‬‬
‫يجوز في عقد االستصناع أن يتضمن شرطاً جزائياً بمقتضى ما اتفق عليه العاقدان ما لم تكن هناك ظروف قاهرة ‪ .‬وهللا أعلم ‪) .‬‬

‫‪:‬الشرط الجزائي على تأخير في سداد الديون ‪ ،‬ومن المعلوم أن معظم ذلك في المرابحات والبيع اآلجل ‪ ،‬فما‬ ‫النوع الثاني‬
‫حكم الفقه اإلسالمي في هذا إلجراء ؟ لإلجابة عن ذلك نقول ‪ :‬أن المدين الذي يتأخر في السداد نوعان ‪:‬‬

‫‪:‬المدين المعسر الذي ال يقدر على الوفاء بديونه فقد اتفق الفقهاء [‪]32‬على وجوب إنظاره لقواه تعالى ‪ ( :‬وإن كان ذو‬ ‫*األول‬
‫عسرة فنظرة إلى ميسرة )[‪ ، ]33‬قال القاضي ابن العربي ‪ ( :‬إن لم يكن المديان غنياً فمطله عدل ‪ ،‬وينقلب الحال على الغريم‬
‫فتكون مطالبته ظلماً )[‪] .34‬‬

‫وقد وضع مجمع الفقه اإلسالمي معياراً لإلعسار حيث نص على أن ضابط اإلعسار الذي يوجب اإلنظار هو أن ال يكون له مال زائد‬
‫عن حوائجه األصلية يفي بدينه نقداً أو عيناً [‪].35‬‬

‫‪:‬المـديـن المـوسـر الممـاطـل ‪ ،‬وهـذا هـو الـذي ينـصـب البحـث عليـه ‪.‬‬ ‫*الثـانــي‬

‫ومن المتفق عليه بين الفقهاء ان مطل الغني ظلم وإثم وعدوان بل جعله الجمهور كبيرة من الكبائر ‪ ،‬وذلك لما ورد في ذلك الحديث‬
‫الصحيح ال ذي رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ( :‬مطل الغني ظلم )[‪] .36‬‬

‫ولكن الذي يثور حول هذا الموضوع هو أن هل تترتب على هذا الظلم عقوبات دنيوية ؟ وما نوعية هذه العقوبات ؟ ومن الذي له‬
‫الحق في فرض هذه العقوبات وتنفيذها ؟ هل األفراد أم السلطة القضائية ؟‬

‫وقد أقر الفقهاء جواز فرض العقوبات التعزيرية من ضرب أو حبس ‪ ،‬أو نحو ذلك على مطل الغني بناء على الحديث السابق ‪،‬والحديث‬
‫الذي رواه أحمد واصحاب السنن والحاكم وصححه وابن حبان والبيهقي بسندهم أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل ُّ‬
‫ي‬
‫الواجد ظلم يحل عرضه وعقوبته ) قال الحاكم صحيح اإلسناد ووافقه الذهبي ‪ ،‬ورواه البخاري تعليقاً ‪ ،‬وقال الحافظ ابن حجر ‪:‬‬
‫إسناده حسن [‪]. 37‬‬

‫وإذا كان فرض عقوبات تعزيرية على مطل الغني جائزاً ‪ ،‬فإن الفقهاء حصروها في أن هذه السلطة التي تستطيع فرض العقوبات‬
‫التعزيرية هي السلطة القضائية ‪ ،‬وليست من حق األفراد ‪ ،‬والشركات ‪ ،‬قال المناوي في شرح هذا الحديث ‪ ( :‬يحل عرضه بأن‬
‫يقول له الدائن ‪ :‬أنت ظالم ‪ ،‬أنت مماطل ونحوه مما ليس بقذف وال فحش ‪ ،‬وعقوبته بأن يعزره القاضي على األداء بنحو ضرب أو‬
‫حبس حتى يؤدي )[‪] .38‬‬

‫وبعد هذا العرض السريع ننتقل إلى اختالف الفقهاء المعاصرين في هذه المسألة حيث اختلفوا فيها على ثالثة آراء ‪:‬‬

‫‪:‬عدم جواز فرض غرامة التأخير مطلقاً ‪.‬‬ ‫الرأي األول‬

‫‪:‬جواز فرض غرامة التأخير على المدين الموسر المماطل ولكن ال يجوز للدائن أن يأخذها ‪ ،‬بل يجب عليه أن‬ ‫الرأي الثاني‬
‫يصرفها على الفقراء ‪ ،‬والجهات الخيرية ‪.‬‬

‫‪:‬جواز فرض غرامة التأخير وعدم وجود الحرج في أن يقوم الدائن باالستفادة منه ‪ ،‬وبعض هؤالء حددها بمقدار‬ ‫الرأي الثالث‬
‫الضرر الفعلي ‪ ،‬وبعضهم أجازه مطلقاً ‪.‬‬

‫*ويمكن حصر هذه اآلراء في اتجاهين ‪:‬‬

‫‪:‬اتجاه المانعين الذين يمنعون غرامة التأخير مطلقاً ‪.‬‬ ‫االتجاه األول‬

‫‪:‬اتجاه المجيزين الذين أجازوا فرض غرامة التأخير على المدين الموسر المماطل ‪.‬‬ ‫االتجاه الثاني‬

‫وقد استدل المجيزون بعدة أدلة نذكرها مع ما يمكن من مناقشتها مناقشة علمية متجردة ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪:‬استدلوا بثالثة أحاديث وهي ‪:‬‬ ‫أوال ً‬

‫أ ـ قول النبي صلى اله عليه وسلم ‪( :‬مطل الغني يظلم ) وهو حديث صحيح سبق تخريجه ‪.‬‬

‫ب ـ قوله صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬ل ُّ‬


‫ي الواجد بحل عرضه وعقوبته ) وهو حديث حكم بعض الرواة عليه بالصحة ‪ ،‬والبعض اآلخر‬
‫بالحسن ‪ ،‬أي فال تقل درجته عن الحسن وهو حجة في إثبات الحكم الشرعي ‪.‬‬

‫ج ـ قوله صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬ال ضرر وال ضرار )[‪ ]39‬وهو حديث حكم عليه الرواة بالصحة ‪ ،‬بل هو أصل من أصول المعامالت ‪،‬‬
‫وقاعدة أساسية من القواعد األربع التي يرجع إليها الفقه اإلسالمي كله ‪.‬‬

‫فالحديث األوالن يدالن على أن مطل الغني ظلم يحل عرضه وعقوبته وإن كانت في الغالب هي الحبس ‪ ،‬والضرب ونحو ذلك ‪،‬‬
‫فليس هناك مانع من العقاب بالغرامة المالية ‪ ،‬وقد ثبت في السيرة والسنة ‪ ،‬وسنة الخلفاء الراشدين العقوبة بأخذ المال ‪ ،‬منها‬
‫حديث بهز بن حكيم حيث قال الرسول صلى هللا عليه وسلم بخوص المانع عن أداء زكاته ‪ ( :‬فإنا آخذوها وشطر ماله غرمة من‬
‫غرمات ربنا …)[‪] . 40‬‬

‫والحديث الثالث يدل بوضوح على منع الضرر والضرار ‪ ،‬ومن المعلوم أن مطل الغني يضرّ بالبنك الدائن ضرراً كبيراً حيث يحبس ماله‬
‫عن االتجار فيه ‪ ،‬لذلك يمكن أن تتخذ الغرامة المالية لمنع هذا الضرر ‪ ،‬ألن الضرر يزال ‪ ،‬وإزالة هذا الضرر إنما يتحقق بالتعويض عنه‬
‫وذلك يتم عن طريق الغرامة المالية ‪.‬‬

‫ويمكن أن يناقش االستدالل بهذه األحاديث حيث إن الحديثين األولين لم يحددا العقوبة ‪ ،‬وتفسيرها بالغرامة المالية على التأخير‬
‫يحتاج إلى دليل ‪ ،‬ثم إن سلطة فرض العقوبات وتنفيذها ليست لألفراد والشركات ‪ ،‬وإال ّ كان بإمكان البنك أن يقوم بجلد المدين‬
‫وضربه وحبسه ‪ ،‬وحينئ ٍذ كان يحتاج إلى بناء السجون والجالدين ‪ ،‬ولم يقل أحد من العلماء السابقين بذلك ‪.‬‬

‫والحديث الثالث يدل على رفع الضرر وليس فيه داللة على فرض العقوبات من قبل األفراد ‪ ،‬أو الشركات لتحقيق مصالحها ‪ ،‬بل إن‬
‫الضرر ال يزال بضرر مثله ‪.‬‬

‫ثم إن الدين له ميزانه الخاص الحساس القائم على عدم الزيادة فيه ألي سبب كان ‪ ،‬وإال ّ كانت هذه الزيادة ربا ‪ ،‬بل جعل الفقهاء‬
‫بعض العقود التابعة له في نفس الدائرة ولذلك لم يجيزوا كفالة‬

‫وربما اشترط المجيزون أيضاً على جواز اشتراط غرامة التأخير ‪ ،‬أو الشرط الجزائي في الديون بما ذهب إليه جمهور الفقهاء ما عدا‬
‫الحنفية من أن منافع األعيان المغصوبة مضمونة [‪].41‬‬

‫والجواب عن ذلك أنه مع التسليم بذلك أن هناك فروقاً جوهرية بين النقود (وباألخص النقود الورقية) وبين األعيان من العقارات‬
‫والحيوانات ونحوهما من عدة أوجه من أهمها أن األعيان يمكن االستفادة من منافعها كالسكنى في العقارات والركوب في‬
‫الحيوانات ولذلك يجوز تأجيرها بمال ‪ ،‬ولكن النقود ليست لها منافع بذاتها ‪ ،‬ولذلك ال يجوز تأجيرها ‪ ،‬ثم إن النقود لها خصوصية حيث‬
‫اشترط الرسول صلى هللا عليه وسلم في بيعها المساواة الكاملة مع القبض الفوري (يداً بيد) إذا كان النقدان من جنس واحد ‪،‬‬
‫والقبض الفوري فقط إذا كانا مختلفي الجنس ‪ ،‬وهذان الشرطان غير محتاج إليهما في غير النقود [‪]. 42‬‬

‫‪:‬استدلوا بالمصالح المرسلة حيث انها تقتضي منع المماطل من استغالل أموال المسلمين ظلماً وعدواناً ‪ ،‬حيث إن هذا‬ ‫ثانياً‬
‫الظلم يقع على البنوك اإلسالمية فقط دون البنوك الربوية التي تسري فيها الفائدة حسب الزمن ‪ ،‬ومن هنا تضرر البنوك اإلسالمية‬
‫مرتين ‪ :‬مرة ألنها تحرم من أموالها ‪ ،‬ومن استثمارها واالستفادة من فوائد استثمارها ‪ ،‬ومرة تضعف في سوق المنافسة ‪ ،‬وهل من‬
‫المعقول أن تقف البنوك اإلسالمية مكتوفة األيدي أمام استغالل هؤالء المماطلين األغنياء الذين يستفيدون من هذه الثغرة أية فائدة‬
‫‪ ،‬ولذلك أجيز التعويض عما أصاب البنك من الضرر الفعلي ‪.‬‬

‫ويمكن أن يناقش هذا الدليل بأن من شروط المصالح المرسلة أن ال تصطدم مع نص شرعي ‪ ،‬وهذه المصلحة تصطدم مع النصوص‬
‫الخاصة بمنع الزيادة في الديون ال في البدء وال في االنتهاء ‪.‬‬

‫وجود الفروق بين غرامة التأخير والفائدة الربوية ‪:‬‬

‫وقد أجاب هؤالء المجيزون عن هذا وبينوا بأن هناك فروقاً بين غرامة التأخير ‪ ،‬والفائدة الربوية تكمن في أن الفوائد الربوية مثبتة في‬
‫البداية في حين أن غرامة التأخير محتملة حيث إن المدين لو لم يتأخر لم يدفع شيئاً ‪ ،‬وأن الفوائد الربوية توضع على الدين منذ‬
‫البداية في حين أن غرامة التأخير تأتي في األخير وعند التأخير ‪ ،‬وأن الفوائد الربوية تلزم المدين مطلقاً سواء كان عسراً أو موسراً‬
‫أما غرامة التأخير فال تلزم إال ّ عند المماطلة ‪ ،‬وأن الفوائد الربوية تلزم المدين فور تأخير في األداء ‪ ،‬أما غرامة التأخير فال تلزمه إال ّ‬

‫عند المماطلة ‪.‬‬

‫والجواب عن ذلك هو أن هذه الفروق ليست جوهرية وال مؤثرة في الحكم الشرعي ‪ ،‬وذلك ألن وجود الشرط الفاسد في العقد‬
‫يجعل العقد فاسداً عند جماعة من الفقهاء والعقد الفاسد محرم ‪ ،‬وحتى لو لم يجعله فاسداً فإن القبول بالشرط الفاسد وباألخص‬
‫القبول بأخذ الفائدة أو دفع الفائدة حرام ال يجوز اإلقدام عليه ‪.‬‬

‫وأما كون الفائدة مثبتة في البداية وغرامة التأخير محتملة فال يؤثر في النتيجة إذا أدت إلى تحصيل غرامة التأخير ‪ ،‬حيث إن القرض‬
‫جرّ منفعة مادية مالية بسبب التأخير عن السداد ‪،‬وهذا هو ما يتفق مع ربا الجاهلية القائم على( ‪ :‬إما أن تقضي في وقته أو تربى )‬
‫‪.‬‬

‫ثم إنه من الناحية العلمية أن بعض البنوك اإلسالمية التي أجازت غرامة التأخير على ضوء بعض ضوابط شكلية ‪ ،‬بحيث إذا توافرت‬
‫بدأ الكومبيوتر في احتساب غرامة التأخير ‪،‬وذلك ألن إثبات كون المدين معسراً ليس من السهل إثباته ‪ ،‬ولذلك تتجه هذه البنوك‬
‫إلى اعتبار المدين مماطالً بمجرد تأخره عن السداد إلى أن يثبت المدين أنه معسر ‪.‬‬

‫ومن جانب آخر ال شك في أن هذا الدين قد جرّ منفعة مادية للدائن ‪،‬وبالتالي يتعارض مع القاعدة الثانية في الفقه اإلسالمي‬
‫القاضية بأن كل قرض جرّ نفعاً مشروطاً فهو ربا ‪ ،‬وأصلها حديث ضعيف أخرجه البغوي في حديث العالء بن مسلم عن عمارة عن‬
‫علي رضي هللا عنه بلفظ ‪( :‬كل قرض جرّ منفعة فهو ربا )‪ ،‬قال ابن عبدالهادي ‪( :‬هذا إسناد ساقط ‪ ،‬سوار متروك الحديث ‪ ،‬ورواه‬
‫الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن علي أيضاً ‪ ،‬وله شاهد ضعيف عند البيهقي بلفظ (‪:‬كل قرض جرّ منفعة فهو وجه من وجوه‬
‫الربا) وروى البيهقي وان ماجه بسندهما عن ال ُهنائي قال ‪ ( :‬سألت أنس بن مالك الرجل منا يقرض أخاه المال فيهدى له؟ قال‬
‫أنس ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬إذا أقرض أحدكم قرضاً فأهدى له ‪ ،‬أو حمله على الدابة ‪ ،‬فال يركبها ‪ ،‬وال يقبلها إال ّ أن‬
‫يكون جري بينه وبينه قبل ذلك ) وهذاالحديث فيه ضعف بسبب أن إسناده عتبة بن حميد الضبي المختلف فيه ‪ :‬ضعفه أحمد وأبو‬
‫حاتم ‪ ،‬ووثقه ابن حبان [‪]. 43‬‬

‫وأما اآلثار عن الصحابة بهذا المعنى فثابتة فقد روى البيهقي بسند صحيح عن سالم بن أبي الجعد قال ‪ ( :‬كان لنا جار س ّ‬
‫ماك ‪،‬‬
‫عليه لرجل خمسين درهماً ‪ ،‬فكان يهدي إليه السمك ‪ ،‬فأتى ابن عباس ‪ ،‬فسأله عن ذلك ؟ فقال ‪ :‬قاصّه بما أهدى إليك )[‪]44‬‬
‫وروى كذلك بسند صحيح عن أبي صالح عن ابن عباس قال‪( :‬في رجل كان له على رجل عشرون درهماً ‪ ،‬فجعل يهدي إليه ‪،‬‬
‫وجعل كلما أهدى إليه هدية باعها حتى بلغ ثمنها ثالثة عشر درهماً ؟ فقال ابن عباس ‪ :‬ال تأخذ منه إال ّ سبعة دراهم )[‪] . 45‬‬

‫بأرض ‪،‬الربا فيها كثير‬ ‫ي ‪(:‬إني أريد الجهاد فأتي العراق فأقرض ‪ ،‬قال‪ :‬إنك‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫وروي مثل ذلك عن أبي كعب حيث قال زرين حبيش ألب ّ‬
‫فاشٍ‪،‬فإذا أقرضت رجالً فأهدى إليك هدية‪،‬فخذ قرضك ‪،‬واردد هديته )[‪] .46‬‬

‫وروى البيهقي بسنده عن فضالة بن عبيد صاحب النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال ‪ ( :‬كل قرض جرّ منفعة فهو وجه ومن وجوه‬
‫الربا )[‪] . 47‬‬

‫وروى البخاري بسنده عن أبي بردة قال ‪ ( :‬أتيت المدينة فلقيت عبدهللا بن سالم رضي هللا عنه فقال ‪ :‬أال تجيء فأطعمك سويقاً‬

‫وتمراً ‪ ،‬وتدخل في بيت ( أي دخل فيه الرسول صلى هللا عليه وسلم ) ؟ ثم قال ‪ :‬إنك في أرض الربا فيها فاش ‪ ،‬إذا كان لك على‬
‫رجل حق فأهدى إليك حمل تبن أو حمل شعير ‪ ،‬أو حمل قت ‪ ،‬فإنه ربا )[‪ ]48‬ورواه الطبراني عنه بلفظ " وإن من الربا أن يسلم‬
‫الرجل السلم ‪ ،‬فيهدى له فيقبلها‪)[49] .‬‬

‫ولذلك أجمع السلف الصالح أن كل قرض شرط فيه الزيادة (أي زيادة) فهو حرام ‪ ،‬قال ابن المنذر‪( :‬أجمعوا على أن المسلف إذا‬
‫شرط على المتسسلف زيادة أو هدية فأسلف على ذلك ‪ :‬أن أخذ الزيادة على ذلك ربا)[‪ ]50‬يقول ابن القيم ‪ ( :‬وكل قرض شرط‬
‫فيه أن يزيده فهو حرام بغير خالف … وقد روي عن أبي كعب ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬وابن مسعود ‪ :‬أنهم نهوا عن قرض جرّ منفعة [‪،]51‬‬
‫وألنه عقد إرفاق وقربة فإذا شرط فيه الزيادة أخرجه عن موضوعه ‪ ،‬وال فرق بين الزيادة في القدر أو في الصفة …‪] . 52[).‬‬

‫فهذه النصوص واآلثار تدل على أن مشكلة تأخر الديون ليست وليدة عصرنا ‪ ،‬بل كانت موجودة ‪ ،‬ومع ذلك لم ينقل إلينا أن أحداً أجاز‬
‫اشتراط الزيادة على الديون بل أجمعوا على جواز ذلك ـ كمـا سـبق ـ‪.‬‬

‫وكل ما ذكره المجيزون من الفروق والنصوص ال يدل على جواز اشـتراط الزيادة الدين كمـا ســبق‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫الخالصة‬

‫والخالصة أن اشتراط شرط في عقود المرابحات وااللتزامات الدينية االجلة ينص على إلزام المدين بدفع مبلغ محدد ‪ ،‬أو نسبة من‬
‫الدين ‪ ،‬أو نسبة حسب أرباح ودائع البنك ‪..‬شرط فاسد ال يجوز ارتكابه ‪ ،‬وال يجوز للبنوك اإلسالمية أن تقدم عليه ‪ ،‬ألنه بهذا العمل‬
‫تقترب تماماً من البنوك الربوية فالربا الجاهلي المجمع على حرمته فسره العلماء بقريب مما ذكر ‪ ،‬بل يمثله ‪ ،‬فقد قال قتادة وغيره‬
‫في تفسير قوله تعالى (‪..‬وحرم الربا …)[‪( : ]53‬إن ربا الجاهلية أن يبيع الرجل البيع إلى أجل مسمى فإذا ح ّ‬
‫ل األجل ولم يكن عند‬
‫صاحبه قضاء زاد وأخر )[‪ ]54‬وذكر الجصاص أن العرب لم يكونوا يعرفون البيع بالنقد …فأخبر هللا تعالى أن تلك الزيادة المشروطة إنما‬
‫كانت ربا في المال المعين ‪ ،‬ألنه ال عوض لها من جهة المقرض )[‪] .55‬‬
‫وال خالف بين الفقهاء في أن اشتراط الزيادة على الدين غير الربوي يجعل الدين ربوياً يقول الجصاص ‪ ( :‬وال خالف أنه لو كان عليه‬
‫ألف درهم فقال له ‪ :‬أجلني وأزيدك فيها مائة درهم ال يجوز ‪ ،‬ألن المائة عوض عن األجل )[‪ ]56‬وقد نقل اإلجماع على ذلك غير‬
‫واحد [‪ ،] 57‬ونقل ابن عبدالبر عن مالك عن زيد أسلم أنه قال ‪( :‬كان الربا في الجاهلية ‪ :‬أن يكون للرجل الحق إلى أجل ‪ ،‬فإذا حل‬
‫األجل ‪ ،‬قال ‪ :‬أتقضي أم تربي ؟ فإن قضى أخذ ‪ ،‬وإال ّ زاده في حقه ‪،‬وأخر عنه في األجل )[‪ ]58‬ثم ذكر ابن عبدالبر أن المعنى‬
‫الجامع الذي حرم ألجله الربا هو أن يكون بازاء األمد الزائد بدل وعوض يزداده الذي يزيد في األجل‪] . 59[).....‬‬

‫فالخالصة أنه ال خالف (يعتد به) بين المعاصرين في عدم جواز اشتراط الشرط الجزائي في الديون ‪ ،‬كما ال خالف بين فقهاء السلف‬
‫في ذلك ‪ ،‬يقول الحطاب ‪( :‬إذا التزم المدعى عليه للمدعى أنه إذا لم يوفه في كذا فله عليه كذا وكذا ‪ ،‬فهذا ال يختلف في بطالنه ‪،‬‬
‫ألنه صريح الربا ‪ ،‬وساء كان الشيء الملتزم به من جنس الدين أو غيره ‪ ،‬وسواء كان شيئاً معيناً أو منفعة ‪ ،‬وحكم به بعض قضاة‬
‫المالكية الفضالء بموجب االلتزام ‪ ،‬وما أظن ذلك إال ّ غفلة منه )[‪].60‬‬

‫وهذا ما عليه المجامع الفقهية والندوات والحلقات الفقهية واالقتصادية حيث صدرت منها قرارات وفتاوى وتوصيات منها قرار المجمع‬
‫الفقهي التابع لرابطة العالم اإلسالمي في دورته الحادية عشرة القاضي بأن ذلك الشرط باطل ‪ ،‬ألن هذا هو بعينه ربا الجاهلية‬
‫الذي نزل القرآن بتحريمه ‪ ،‬ومنها قرار رقم ‪ )6/2(53‬من مجمع الفقه اإلسالمي الدولي في دورة مؤتمره السادس ‪ ،‬كما سبق ‪،‬‬
‫ومنها فتوى من الندوة الرابعة لبيت التمويل الكويتي في ‪ 8-6‬جمادى اآلخرة ‪1416‬هـ الموافق ‪1995/10/21-20‬م التي نصت على‬
‫أن ‪( :‬الشرط الجزائي… إذا كان محل االلتزام ديناً في الذمة ال يجوز االتفاق على أداء زيادة عنه بسبب التأخير ‪ ،‬ألن ذلك صورة من‬
‫صور ربا النسيئة " زدني أنظرك‪" ) .‬‬

‫غرامة التأخير وصرفها في وجوه الخير ‪:‬‬

‫تبين لنا أنه ال خالف بين الفقهاء المعاصرين الذين يعتد بآرائهم حسب إطالعي على آرائهم في عدم جواز اشتراط تعويض محدد‬
‫(كمبلغ من المال أو نسبة منه) على تأخير السداد في العقود االجلة أي أثمانها أجلة سواء كانت هذه األثمان ناتجة عن المرابحة ‪،‬‬
‫أو البيع األجل أو المقسط ن أو االستصناع أو نحو ذلك فهذا عين ربا النسيئة الذي حرمه القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة ‪،‬‬
‫وقد أكدت ذلك القرارات والفتاوى التي ذكرناها في السابق ‪.‬‬

‫وإنما الخالف في اشتراط غرامة التأخير وصرفها في وجوه البر ‪ ،‬فقد ذهب بعض العلماء إلى جواز اشتراط غرامة التأخير سواء كانت‬
‫غرامة مقطوعة أو بنسبة محددة على المبلغ والفترة في حال التأخير عن السداد ‪ ،‬وصرفها في وجوه الخير ‪ ،‬وصدرت بجواز ذلك‬
‫فتوى باألغلبية عن ندوة البركة لالقتصاد اإلسالمي الثانية عشرة (‪ )8/12‬نصت على أنه ‪ (( :‬يجوز اشتراط غرامة مقطوعة أو بنسبة‬
‫محددة على المبلغ والفترة في حال تأخر حامل البطاقة عن السداد دون عذر مشروع ‪ ،‬وذلك على أساس صرف هذه الغرامة في‬
‫وجوه البر و ال يمتلكها مستحق المبلغ ‪.‬‬

‫ويستأنس لذلك بالقول بالتعزي بالمال عند بعض الفقهاء ‪ ،‬وبما ذهب إليه بعض المالكية من صحة إلزام المقترض بالتصدق إن تأخر‬
‫عن السداد ‪ ،‬وتكون المطالبة بذلك ـ عند االمتناع ـ على أساس دعوى الحسبة عما لصالح جهة البر الملتزم بالتصدق عليها ‪.‬‬

‫ويرى واحد من الفقهاء المشاركين جواز اشتراط الغرامة على أن يستحقها الدائن ويتم تحديد مقدارها عن طريق القضاء أو التحكيم‬
‫‪ ،‬ويرى واحد آخر من الفقهاء منع االشتراط ولكن يستحق الدائن التعويض عن الضرر ويتم تحديد مقداره عن طريق التحكيم‬
‫باالستئناس بمستوى الربح في المؤسسات اإلسالمية ‪)) .‬‬

‫وقد اختلف المعاصرون في جواز هذا االشتراط في العقد ‪ ،‬فذهب جماعة منهم (ومعهم هيئات الرقابة الشرعية) إلى منع ذلك بنا ًء‬
‫على أن هذا اشتراط ربوي بدفع زيادة بسبب التأخير[‪ ، ]61‬وهذا االشتراط في العقد باطل يجعل العقد باطالً أو فاسداً ‪ ،‬وحتى لو‬
‫لم يجعله باطالً أو فاسداً فإن هذا االشتراط الربوي محرم ـ كما سبق ـ وهذا ما عليه جمهور العلماء السابقين ‪ ( ،‬وهو مقتضى قول‬
‫الحنفية والشافعية في قول والمشهور الصحيح عند المالكية )[‪ ، ]62‬كما انه من الناحية العملية فإن المدين في األخير يدفع زيادة‬
‫مشروطة في العقد بسبب التأخير وال يؤثر في ذلك كونها تصرف في وجوه الخير أم ال ‪ ،‬فالمهم قد ح ّ‬
‫مل المدين بأعباء إضافية مع‬
‫أن اإلسالم يدعو إلى تخفيف كاهله ‪.‬‬

‫وذهب آخرون إلى جواز ذلك بنا ًء على األدلة التي ذكرناها للمجيزين في غرامة التأخير ‪ ،‬إضافة إلى وجود أقوال لبعض المذاهب‬
‫المعتبرة تجيز مذل ذلك ‪ ،‬حيث نقل الحطاب جواز ذلك عن بعض علماء المالكية (منهم أبوعبدهللا بن نافع ت ‪186‬هـ ومحمد بين‬
‫إبراهيم بن دينار ت ‪ 182‬هـ ) فقال ‪ ( :‬إذا التزم أنه إذا لم يوفه حقه في قوت كذا ‪ ،‬فعليه كذا وكذا لفالن أو صدقة للمساكين فهذا‬
‫محل الخالف المعقود له هذا الباب ‪،‬فالمشهور أنه ال يقضي به … وقال ابن دينار يقضى به) ثم نقل عن ابن نافع قريباً من ذلك[‪] 63‬‬
‫‪.‬‬

‫وقد اسند بعض المعاصرين هذا القول إلى الشافعية والحنابلة في قول حيث قال ( ‪ :‬وما ذهب إليه ابن نافع وابن دينار هو مقتضى‬
‫قول الحنابلة والشافعية ) [‪]. 64‬‬

‫ويالحظ عليه أن الزم المذهب ليس بمذهب ‪ ،‬وأنه ال يمكن قياس موضوعنا هذا على موضوع اشتراط العتق في البيع لعدة أسباب ‪،‬‬
‫أن الشارع يتسوف كثيراً إلى العتق ولذلك يتساهل فيه ‪ ،‬كما أنه ال يمكن قياس اشتراط الزيادة في الديون والقروض على االشتراط‬
‫في البيع ‪ ،‬فمبنى البيع على التوسع في الشروط في حين أن مبنى الديون والسلف على التضييق في الشروط خوفاً من الربا ‪.‬‬

‫التعويض عن الضرر الذي أصاب البنك الدائن ‪:‬‬

‫إذا كان هناك اتفاق على أن يكون تعويض الدائن عن تأخر دينه‬

‫اشتراط التعويض دون تحديد مبلغه ‪:‬‬

‫ومما يثار في هذا الصدد اشتراط التعويض عن تأخير السداد في العقد نفسه ‪ ،‬ثم تفويض التقدير إلى القضاء أو إلى التحكيم ‪ ،‬أو‬
‫إلى معيار محدد ‪ ،‬فهل يجوز للبنك اإلسالمي إدخال هذا الشرط في العقد نفسه ‪ ،‬أو في ملحق به ؟‬

‫هذا ما اختلف فيه المعاصرون على رأيين ‪:‬‬

‫الرأي األول ‪ :‬الجواز ‪:‬‬

‫ذهب جماعة منهم الشيخ مصطفى الزرقا [‪ ،]65‬والشيخ محمد الصديق الضرير[‪ ،]66‬والشيخ عبدهللا بن منيع[‪ ]67‬وعليه بعض‬
‫هيئات الفتوى لبعض البنوك اإلسالمية ]‪[68‬وفتاوى ندوة البركة الثالثة لالقتصاد اإلسالمي (فتوى رقم ‪ )2/3‬نصت على أنه(( ‪:‬‬

‫أ ـ يجوز شرعاً إلزام المدين المماطل في األداء وهو قادر على الوفاء بتعويض الدائن عن ضرره الناشئ عن تأخر المدين في الوفاء‬
‫دون عذر مشروع ‪ ،‬ألن مثل هذا المدين ظالم ‪ ،‬قال فيه الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬مطل الغني ظلم " فيكون حاله كحال‬
‫الغصب التي قرر الفقهاء فيها تضمين الغاصب منافع األعيان المغصوبة عالوة على رد األصل ‪ ،‬هذا رأي األغلبية ‪.‬‬

‫وهناك من يرى أن يكون اإللزام بهذا المال على سبيل الغرامة الجزائية استناداً لمبدأ المصالح المرسلة ‪ ،‬على أن تصرف الحصيلة‬
‫في وجوه البر المشروعة ‪.‬‬

‫ب ـ يقدر هذا التعويض بمقدار ما فات على الدائن من ربح معتاد كان يمكن أن ينتجه مبلغ دينه لو استثمر بالطرق المشروعة خالل‬
‫مدة التأخير ‪.‬‬

‫وتقدر المحكمة التعويض بمعرفة أهل الخبرة تبعاً لطرق االستثمار المقبولة في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وفي حالة وجود مؤسسة‬
‫مالية غير ربوية في بلد الدائن (كالبنوك اإلسالمية مثالً) يسترشد بمتوسط ما قد حققته فعالً تلك المؤسسات من ربح عن مثل‬
‫هذا المبلغ للمستثمرين فيها خالل مدة التأخير ‪.‬‬

‫ج ـ ال يجوز االتفاق بين الدائن والمدين مسبقاً على تقدير هذا التعويض ‪ ،‬لكي ال يتخذ ذلك ذريعة بينهما إلى المراباة بسعر الفائدة‬
‫‪)) .‬‬

‫ي الواجد يحل لعرضه وعقوبته) وحديث ‪( :‬ال ضرر وال ضرار)[‪ ]69‬كما‬ ‫وقد استدل المجيزون بحديث ‪( :‬مطل الغني ظلم) وحديث ‪( :‬ل ّ‬
‫استندوا إلى النصوص الواردة في أن المسلمين على شروطهم ‪ ،‬ولكن االستثناء (إال ّ شرطاً أحل حراماً أو حرم حالالً) رد عليهم‬
‫[‪ ،]70‬كما استندوا على أن األصل في الشروط اإلباحية كما سبق ‪.‬‬

‫ويقول األستاذ الزرقا ‪( :‬إن مبدأ تعويض الدائن عن ضرره نتيجة لتأخر المدين عن وفاء الدين في موعده مبدأ مقبول فقهاً ‪ ،‬وال يوجد‬
‫في نصوص الشريعة وأصولها ومقاصدها العامة ما يتنافى معه ‪ ،‬بل بالعكس يوجد ما يؤيده ويوجبه ‪ ،‬واستحقاق هذا التعويض على‬
‫المدين مشروط بأال يكون له معذرة شرعية في هذا التأخير ‪ ،‬بل يكون مليئاً مماطالً يستحق الوصف بأنه ظالم كالغاصب)[‪ ]71‬ثم‬
‫استند على أربع مقدمات تمهد الوصول إلى هذه النتيجة وهي ‪:‬‬

‫أن تأخير الدين مطالً يلحق ضرراً بالدائن بحرمانه من منافع ماله مدة التأخير ‪ ،‬ويعد ظلماً مما يوجب مسؤولية المدين عنه‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.‬‬

‫إن تأخير أداء الدين عن موعده بال عذر شرعي أكل لمنفعة المال بال إذن صاحبه مدة التأخير ‪ ،‬مما يوجب مسؤولية األكل‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.‬‬

‫أن معاقبة المدين المماطل ال تزيل الضرر الذي لحق الدائن ‪ ،‬ولذلك يبقى له الحق في التعويض المالي وفقاً لقاعدة "‬ ‫‪.3‬‬
‫الضرر يزال ‪" .‬‬

‫إن المدين المماطل إذا لم يلزم شرعاً بالتعويض المالي يؤدي ذلك إلى المساواة في النتيجة بينه وبين المدين العادل‬ ‫‪.4‬‬
‫المؤدي ‪ ،‬فكيف يستوي الظالم والعادل ؟‬

‫وال يقال ‪ :‬إن المماطل ينال عقابه يوم القيامة ‪ ،‬كما أن الثواب يناله العادل ؛ وذلك ألن الشريعة اإلسالمية لم تكتف بالجزاء األخروي‬
‫في حقوق العباد ‪ ،‬بل جعلت لها حماية وضوامن قضائية ‪ .‬ثم قاس المدين المماطل على الغاصب لعين مالية من حيث إن منافع‬
‫العين المغصوبة مضمونة عليه [‪].72‬‬

‫وأفاض الشيخ عبدهللا بن منيع في استعراض األدلة والنصوص الدالة على هذا الرأي يمكن تلخيصها فيما يأتي ‪:‬‬

‫‪:‬أن مطل المدين الغني القادر على األداء ظلم باعتباره عدواناً وتجاوزاً على حقوق اآلخرين ‪ ،‬ثم أورد النصوص الدالة على‬ ‫أوال ً‬
‫حرمة مال المسلم ‪ ،‬وعلىأن مطل الغني ظلم موجب للعقوبة البدنية من الحبس واإليذاء ‪ .‬كما استعرض نقوالً من الفقهاء وشراح‬
‫الحديث حول الموضوع نفسه ‪.‬‬

‫‪ :‬جواز العقوبة المالية ‪ ،‬أو العقوبة بالمال ‪ ،‬أو التعزير بالمال ‪ ،‬وذكر في ذلك اختالف الفقهاء بين المانعين وهم الجمهور‬ ‫ثانياً‬
‫والمجيزين وهم األقلية من بينهم ابن تيمية ‪ ،‬وابن القيم ‪.‬‬

‫جواب وتوضيح ‪:‬‬

‫من الجدير بالذكر أن األمر األول محل اتفاق ولكنه ال يلزم منه أبداً جواز اشتراط التعويض المالي لصالح الدائن بسبب المطل ‪ ،‬وأما‬
‫األمر الثاني فعلى الرغم من أنه مختلف فيه ‪،‬ومع ذلك ال يلزم منه جواز اشتراط التعويض المالي لصالح الدائن ‪ ،‬ألن العقوبات (ومنها‬
‫التعزير) تعود صالحية فرضها وتقديرها إلى الدولة ومؤسساتها القضائية ‪ ،‬وأن الغرامة المالية الناتجة منها ال تكون لصالح األفراد بل‬
‫لصالح خزينة الدولة ـ كما سبق ـ ‪.‬‬

‫‪:‬التعويض عن المنافع الفائتة أو المنافع المتوقع فواتها جائز ‪ ،‬وذكر هنا نقالً عن شيخ اإلسالم ابن تيمية قوله في االختيارات‬ ‫ثالثاً‬
‫‪( :‬ومن مطل صاحب الحق حقه حتى أحوجه إلى الشكاية فما غرمه بسبب ذلك فهو على الظالم المماطل إذا كان غرمه على‬
‫الوجه المعتاد) وقوله ‪( :‬لو غرم بسبب كذب عليه عند لي األمر رجع به على الكاذب) ثم نقل عن صاحب االنصاف نحوه ‪ ،‬كما نقل‬
‫فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم بصدد ما غرمه الدائن بسبب الشكاية على المدين ‪.‬‬

‫وعند التدبر في هذه النقول نجد انها ال تدل على المقصود ‪ ،‬فهذه من المصاريف التي تكبدها الدائن فعالً ‪ ،‬وكالمنا في اشتراط‬
‫التعويض عن األرباح المتوقعة التي فاتت على الدائن بسبب المماطلة ‪ ،‬وشتان الفرق بين الحالتين ‪.‬‬

‫كما ذكر الشيخ فتوى هيئة كبار العلماء في الشرط الجزائي ‪ ،‬ولكن هذه الفتوى في الشرط الجزائي على العمل والتنفيذ ‪ ،‬حيث‬
‫جاء فيها ‪( :‬وبتطبيق الشرط الجزائي عليها ت الحالة المذكورة ـ وظهور انه من الشروط التي تعتبر من مصلحة العقد ‪ ،‬إذ هو حافز‬
‫الكمال العقد في وقته المحدد له …‪.‬وفضالً عن ذلك فهو في مقابلة اإلخالل بااللتزام ‪ ،‬حيث إن االخالل به مظنة الضرر وتفويت‬
‫المنافع‪ .)..….‬ولذلك ال أرى أن هذه الفتوى تشمل الحالة التي نحن بصددها ‪.‬‬

‫‪:‬قياساً على بيع العربون وهو كما قال أن يشتري السلعة فيدفع فيها البائع درهماً أو عدة دراهم على أنه إن أخذ السلعة‬ ‫رابعاً‬
‫احتسب من الثمن وإن لم يأخذها فذلك للبائع…‪ .‬قال أحمد ال بأس به ‪ ،‬وفعله عمر رضي هللا عنه وأجازه ابن عمر ‪] .73[..‬‬

‫وبما أن العربون صدر بجوازه قرار رقم ‪ )8/3(72‬من مجمع الفقه اإلسالمي الدولي فإنني ال أناقش جوازه ‪ ،‬ولكن أناقشه في القياس‬
‫حيث قال الشيخ اشتراط التعويض عن الضرر بسبب المطل في الدين على بيع العربون بجامع تفويت المنفعة ‪ ،‬حيث قال ‪( :‬ومثل‬
‫ذلك مسألة بيع العربون ‪ ،‬فإن المشتري يبذل مبلغاً من مقدماً بعد تمام عقد الشراء على أن يكون له الخيار مدة معلومة‪ ،‬فإن قرر‬
‫إمضاء الشراء صار العربون جزءاً من الثمن ‪ ،‬وإن قرر العدول عن الشراء صار العربون مستحقاً للبائع في مقابلة عدم تمكنه من عرض‬
‫بضاعته للبيع بعد ارتباطه مع المشتري بعقد البيع المعلق إمضاؤه على الخيار للمشتري مدة معلومة ‪ ،‬ووجه استحقاق البائع‬
‫للعربون ‪ :‬أنه في مقابلة تفويت فرص بيع هذه السلعة بثمن فيه غبطة ومصلحة للبائع ‪…) .‬‬

‫وهذا القياس مع الفارق لعدة وجوه من أهمها ‪:‬‬

‫أن المشتري في بيع العربون قد تنازل عن حقه وماله برضائه التام ‪ ،‬وهو يملك هذا الحق بدءاً ونهاية ‪ ،‬أما العوض الذي‬ ‫‪.1‬‬
‫يفرض عند تأخير الدين فليس من باب التنازل عن حق ثابت ‪ ،‬وإنما هو فرض لتعويض مستقبلي عن منفعة موهومة أو‬
‫غير متحققة يقبله المدين دون رضاه التام ‪ ،‬ألنه لو وجد بدون هذا الشرط لما أقدم عليه ‪.‬‬
‫إن أحكام الدين تختلف عن أحكام البيع ‪ ،‬فما جاز في البيع قد ال يجوز في الدين ‪ ،‬حيث احتاط اإلسالم احتياطاً شديداً‬ ‫‪.2‬‬
‫في الدين حتى ال يترتب عليه الربا المحرم ‪ ،‬وقد ذكرنا في المبحث السابق أقوال السلف في أن أية زيادة على أصل‬
‫الدين ناتجة عن الشرط حرام ال يجوز اإلقدام عليها ‪.‬‬

‫أن مبلغ العربون محدد واضح معلوم في حين أن التعويض عن الضرر الناتج عن التأخير في السداد مجهول غرر وجهالة من‬ ‫‪.3‬‬
‫حيث الوجود ‪ ،‬والتحصيل والمقدار والزمن ‪ ،‬فجميع أنواع الغرر الفاحش متحقق فيه فكيف يجوز أن يكون مضمناً في العقد‬
‫؟!‬

‫‪:‬القياس على فوات منافع األعيان في الغصب من حيث أن المدين المماطل قد اصبح غاصباً بمماطلته فيجوز له التعويض‬ ‫خامساً‬
‫عن المنافع التي فاتته بسبب التأخير عن السداد ‪.‬‬

‫ويالحظ على هذا بما يأتي ‪:‬‬

‫إن مسألة تعويض منافع األعيان المغصوبة مسألة خالفية وليست مجمعاً عليها ‪ ،‬حيث ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن‬ ‫‪.1‬‬
‫الغاصب يضمن منفعة العين المغصوبة بأجر المثل سواء استوفى المنافع أم تركها [‪ ،]74‬وذهب متقدموا الحنفية إلى أن‬
‫الغاصب ال يضمن منافع المغصوب مطلقاً [‪ ،]75‬وذهب المالكية إلى أنه يضمن إذا كان الغاصب قد استعمله أو أ ّ‬
‫جره[‪] . 76‬‬

‫إن القياس هنا مع الفارق ‪ ،‬فاألعيان (كالعقار والسيارات ونحوهما) لها منافع متقومة محققة ولذلك يجوز تأجيرها ‪ ،‬أما‬ ‫‪.2‬‬
‫الديون فليست كذلك ‪ ،‬بل النقود كلها كذلك ‪ ،‬ولذلك ال يجوز تأجيرها ‪ ،‬فالفرق واضح بين الدين الموجود في الذمة ‪،‬‬
‫والعين الموجودة التي لها منفعة معلومة وذلك ألن الدين ليس له منفعة متقومة شرعاً فال يمكن قياسه عليها إضافة إلى‬
‫خصوصية الدين بشأن الربا ـ كما سبق ـ‬

‫‪:‬القياس على ذهاب منفعة أعضاء اإلنسان حيث يجب فيها الدية ‪ ،‬أو التعويض المقدر بحكم القضاء ‪.‬‬ ‫سادساً‬

‫فهذا القياس أيضاً مع الفارق ‪ ،‬ألن منفعة العضو متحققة وقد قام المعتدي بإزالتها ‪ ،‬فيجب أن يعوض عنها المجنى عليه ‪ ،‬أما منفعة‬
‫الدين للدائن فليست متحققة ـ كما سبق ـ فال يجوز تعويضها ‪ ،‬إضافة إلى حساسية الدين بخصوص الخوف من الوقوع في الربا ـ‬
‫كما سبق ـ‬

‫ومن جانب آخر فإن تعويض منافع عضو اإلنسان جاء بتحديد من الشرع في الدية ‪ ،‬وبنصوص دالة عليه في غيرها ‪ ،‬أما تعويض‬
‫الدائن بسبب تأخر دينه فجاء بسبب شرط في العقد ‪.‬‬

‫وبهذا الغرض تبين لنا أن أدلة الشـــيخ لم تســـلم من نـقـد ‪ ،‬ولم تصــمد أمام المناقشـــة‪.‬‬

‫طريقة االحتساب للتعويض ‪:‬‬

‫اختلف القائلون باشتراط التعوي ض عن الضرر بسبب التأخر في السداد في طريقة احتسابه ‪ ،‬فذهب بعضهم إلى أن ذلك يتم عن‬
‫طريق القضاء ‪ ،‬أو التحكيم ‪ ،‬في حين ذهب بعضهم اآلخر إلى أن (خير وسيلة لتقدير التعويض هو أن يحسب على أساس الربح‬
‫الفعلي الذي حققه البنك في المدة التي تأخر فيها المدين عن الوفاء ‪ ،‬فإذا أخر المدين ثالثة أشهر مثالً ينظر البنك ما حققه من‬
‫ربح خالل األشهر الثالثة ‪ ،‬ويطالب المدين بتعويض يعادل نسبة الربح الذي حققه ‪ ،‬وإن لم يحقق البنك ربحاً خالل تلك المدة فال‬
‫يطالب بشيء)[‪]. 77‬‬

‫عدم جدوى شرط التعويض على األساس السابق ‪:‬‬

‫بناء على المرجعية للتعويض التي ذكرها الفريقان فال يمكن أن يحقق اشتراط التعويض شيئاً فعاالً لمنع التأخير أو المماطلة ‪ ،‬وذلك‬
‫ألنه إذا كان المرجع القضاء فإن القضاء في بعض الدول اإلسالمية ال يحكم بالتعويض عن التأخير ‪ ،‬وبعضها ال يحكم إال ّ في حاالت‬
‫معينة ‪،‬وعلى فرض حكمه بالتعويض يكون التقدير بنسبة الفوائد الربوية الرسمية وهي ‪ %1,75‬وقتنا الحاضر ‪ ،‬فهل يدفع قرض هذه‬
‫النسبة المدين المماطل إلى اإلسراع برد دينه ‪ ،‬بل يرتاح من هذا الحكم (إال ّ إذا كان ملتزماً) حيث يدفع فوائد مخفضة جداً أما فوائد‬
‫البنوك األخرى ‪.‬‬

‫وإذا كان الم رجع إلى ربحية البنوك اإلسالمية للمودعين فهي قليلة ال تدفع المدين المماطل إلى األداء ‪ ،‬بل يظل هكذا يحسب‬
‫عليه هذه الفوائد المخفضة وهو يستفيد من الدين والسيولة في أمور أخرى ‪،‬ولذلك كان رأي معظم المدراء التنفيذيين للبنوك‬
‫اإلسالمية أن غرامة التأخير ال تحقق الغرض المنشود ـ كما سبق ـ‬

‫وبهذه الردود على الشيخ ابن منيع يتضح لنا الجواب عما ذكره شيخنا الزر رحمه هللا حيث بنى رأيه على قياس المدين المماطل‬
‫على الغاصب للعين ‪ ،‬وقد أوضحنا الفرق بينهما ‪ ،‬فمنافع األعيان المعدة لالستغالل المحققة مال عند جماهير الفقهاء ‪ ،‬وأما قابلية‬
‫الديون أو النقود المحتملة للزيادة فليست ماالً ‪ ،‬ولذلك ال يجوز أخذ التعويض عنها ‪ ،‬وال اشتراط شرط في العقد بأخذ التعويض عنها ‪،‬‬
‫فبدأ الضمان المالي في الشريعة قائم على أساس المماثلة بين الفائت وعوضه ‪ ،‬فالفائت ليس ماالً ‪ ،‬وإنما مجرد احتمال في حين‬
‫أن العوض مال ‪ ،‬ولذلك قالوا ‪ :‬التعويضات جوابر ‪.‬‬

‫يقو الدكتور نزيه حماد ‪( :‬لما كان ظلم المدين المماطل غير قابل لالستدراك بطريق التعويضات الجوابر فقد سعت الشريعة الحكيمة‬
‫ي الواجد ظلم يحل عرضه وعقوبته) حيث فسر الفقهاء العقوبة‬
‫لدرئه بواسطة العقوبات الزواجر ‪ ،‬وهذا ما عناه الحديث الشريف ‪ ( :‬ل ّ‬
‫بالحبس )[‪ ]78‬أو بنحوه من الحكم عليه بالحجر أو نحو ذلك ‪.‬‬

‫ومن جانب آخر فلم ينقل إلينا حكم بالتعويض المالي بسبب تأخر المدين منذ عصر الخالفة الراشدة إلى نهاية الحكم العثماني ‪،‬‬
‫حيث لم تذكر كتب الفقه والقضاء مثل هذا الحكم حسب علمنا على الرغم من كثرة حاالت المماطلة والتأخير ‪ ،‬وكثرة األحكام‬
‫الصادرة بالتعزير ‪ ،‬وبالحبس والحجر ‪ ،‬وبيع أموال المدين[‪ ]79‬ونحو ذلك [‪]. 80‬‬

‫‪:‬القول بعدم جواز اشتراط التعويض في العقد ‪:‬‬ ‫الرأي الثاني‬

‫وهذا رأي الدكتور زكي الدين شعبان ‪،‬والدكتور نزيه حماد ‪ ،‬والدكتور عبدالناصر العطار والدكتور شبير واالقتصادي الدكتور رفيق‬
‫المصري [‪ ،]81‬ويمكن تلخيص أدلتهم فيما يلي ‪:‬‬

‫إن اشتراط التعويض عن تأخير الدين إن هو إال ّ اشتراط لربا النسيئة ‪،‬وهو غير جائز ‪ ،‬وأن حصيلته هي الربا النسيء بعينه‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.‬‬

‫إن ذلك تحايل للوصول إلى الربا يقو الدكتور رفيق المصري بخصوص رأي الشيخ الزرقا ‪ ( :‬إن هذه االقتراحات أخشى أن‬ ‫‪.2‬‬
‫تتخذ ذريعة في التطبيق العملي إلى الربا فتصبح الفائدة الممنوعة نظرياً تمارس عملياً باسم العقوبة (جزاء التأخير)‬
‫وينتهي الفرق إلى فرق في الصور والتخريجات فحسب … وهي اقتراحات تحوم حول الحمى ‪،‬وربما تؤول إلى الدخول من‬
‫النوافذ بعد أن أقفل الباب حتى إذا كثرت النوافذ المشروعة رجاء بعضنا على األقل إلى الدخول من الباب الرسمي )[‪] . 82‬‬

‫وهذا الذي خيف منه قد تحقق فعالً فقد استطاع أحد البنوك ـ بعد تركي مراقباً شرعياً له ـ تحصيل الموافقة من الهيئة‬
‫الشرعية على اشتراط التعويض عن التأخير ‪ ،‬وعلى غرامة التأخير ‪ ،‬فوافقت الهيئة على أن تصرف في وجوه الخير ‪ ،‬ولكن‬
‫اإلدارة كانت ذكية فأخذت موافقة أخرى من الهيئة على اقتطاع جزء من هذه الغرامة في مقابل اإلجراءات اإلدارية ‪،‬‬
‫وحينئذ كلفت اإلدارة أحد موظفيها باحتساب مقدار التكلفة اإلدارية حيث بلغت قريباً من الغرامة المحصلة ‪ ،‬وبالتالي‬
‫دخلت في جيب البنك ‪.‬‬

‫إن التعويض المالي عن التأخير في السداد مخالف لما جرى عليه العمل منذ عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم وعهد‬ ‫‪.3‬‬
‫الخلفاء الراشدين إلى عهد الدولة اإلسالمية التي التزم قضاؤها باإلسالم ‪ ،‬حيث كان القضاء يحكم على المدين الموسر‬
‫المماطل الدين مع التعزير بالحبس ‪ ،‬أو نحوه واإلفالس ‪ ،‬ولم يسجل لنا الفقه اإلسالمي أو القضاء اإلسالمي حالة واحدة‬
‫حاكم فيها القضاء اإلسالمي بالتعويض عن التأخير في سداد الدين مع كثرة هذه الحاالت المعروضة على القضاء كما لم‬
‫ن ًر فتوى بهذا الصدد على الرغم من كثرة النوازل والوقائع التي تخص مماطلة الديون ‪.‬‬

‫وقد ناقشو أدلة المجيزين ‪ ،‬بأن األحاديث المذكورة من اعتبار مطل الغني ظلماً يحل عرضه وعقوبته ‪ ،‬ال تدل أبدأً على جواز التعويض‬
‫عن تأخير الدين ‪ ،‬ولم يفسر أحد من علماء الحديث أو الفقه هذه األحاديث بالتعويض عن تأخير الدين ـ كما سبق ـ وكذلك‬
‫االستدالل بحديث ‪( :‬ال ضرر وال ضرار) في غير موقعه يدل على نفي الضرورة وإقراره ‪ ،‬وأنه يجب أن يزال ال بضرر بمثله ‪ ،‬ولكنه ال‬
‫يدل على على أن كل ضرر يوجب الضمان والتعويض[‪] . 83‬‬

‫يقول الشيخ علي الخفيف ‪( :‬إن التعويض في الفقه اإلسالمي ال يكون إال ّ عن ضرر مالي واقع فعالً ‪ ،‬ألنه السبب في التعويض ‪،‬‬
‫والمسبب ال يتقدم سببه ‪ ،‬وإال ّ لم يكن سبباً له ‪ ،‬ولكن إذا وقع الضرر فعالً وجب التعويض ـ أي شروطه ـ وال يكون الضرر المالي‬
‫الموجب لتعويض إال ّ في متقوم ) [‪]. 84‬‬

‫ثم ذكر الشيخ شمولية الضرر لبعض األعمال مع أنها ال تستوجب التعويض مثل االمتناع عن تنفيذ التزام كالوديع يمتنع عن تسليم‬
‫الوديعة إلى مالكها حيث ليس فيه تعويض مالي على ما تقضي به قواعد الفقه اإلسالمي ‪،‬وذلك محل اتفاق بين المذاهب [‪]. 85‬‬

‫وقد ناقش المجيزون أدلة المانعين بما يأتي ‪:‬‬

‫‪ :‬أننا ال نسلم أن اشتراط التعويض عن تأخير الدين اشتراط لربا النسيئة ‪ ،‬وأن حصيلته هي عين الربا لوجود الفروق الجوهرية‬ ‫أوال ً‬
‫بينها ‪ ،‬وهي [‪]: 86‬‬

‫إن الزيادة في مقابل األجل فقط دون مقابلة عوض عنها أما لزيادة الحاصلة عن شرط التعويض فهي في مقابل تفويت‬ ‫‪.1‬‬
‫منفعة على الدائن عمداً وعدواناً ‪ ،‬فهي عقوبة مالية سببها الظلم والعدوان ‪ ،‬مثل مضاعفة الغرم على السارق مما ال‬
‫قطع فيه ‪.‬‬

‫والجواب عن ذلك أن هذا الفرق غير جوهري ‪ ،‬وذلك ألن تفويت المنفعة ليس ماالً متقوماً حتى يعوض عنه ‪ ،‬كما أنه من‬
‫حيث النتيجة فاألمر واحد حي ترتب على الدين زيادة بسبب التأخير وهذا هو الربا بعينه ‪ ،‬ومن جانب آخر فإن حصيلة‬
‫العقوبة تعود إلى خزينة الدولة ‪.‬‬
‫إن الزيادة الحاصلة في اشتراط التعويض في مقابل الظلم والمماطلة على عكس الربا الذي هو اتفاق على الزيادة في‬ ‫‪.2‬‬
‫مقابل الزمن ‪.‬‬

‫والجواب عن ذلك أن المماطلة وإن كانت ظلماً وضرراً ولكنه ليس كل ظلم موجباً للتعويض ـ كما سبق ـ‬

‫ثم إن اعتبار ذلك يعود إلى الدولة وسلطاته وليس إلى الدائن نفسه ـ كما سبق ـ كما أن حصيلته المالية ال ترجع إليه بل‬
‫إلى خزينة الدولة ‪.‬‬

‫الربا الجاهلي ال يفرق بين مدين غني ومدين معسر ‪ ،‬كما انه ال يفرق بين المدين الذي له ضمانات ‪ ،‬ومن ليس له‬ ‫‪.3‬‬
‫ضمانات ‪ ،‬في حين أن التعويض عن التأخير خاص بالمدين المماطل ‪.‬‬

‫والجواب عن ذلك أ ن الربا حرام فرضه الموسر الغني كما هو حرام على المعسر ‪ ،‬كما أنه ال فرق بين لديه ضمانات ومن ليست‬
‫عنده ‪.‬‬

‫وخالصة الرد على هذه الفروق أن الربا في حقيقته الزيادة بال عوض في مقابل األجل وهي متحققة في التعويض المذكور ‪ ،‬ألن‬
‫الربا في اللغة هي الزيادة [‪ ،]87‬وفي الشرع قال الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬فمن زاد أو استزاد فقد أربى ‪ ،‬اآلخذ والمعطي‬
‫فيه سواء) وفي رواية صحيحة أخرى ‪ :‬فمن زاد أو ازداد فقد أربى وإال ّ ما اختلفت ألوانه) أي أجناسه ‪ ،‬وفي رواية ثالثة ‪( :‬فمن زاد أو‬
‫استزاد فهو ربا)[‪] . 88‬‬

‫ثانياً‪:‬أن الربا في حقيقته ظلم واستغالل من الدائن المرابي للمدين‪،‬في حين أن التعويض عدل ألنه يزيل ظلم المدين للدائن ‪.‬‬

‫والجواب أن هذا هو بيان الحكمة ‪ ،‬وأما العلة والسبب الشرعي فهي الزيادة ـ كما سبق ـ ولذلك أصبح المعطي المظلوم آثماً ـ كما‬
‫في الحديث السابق الصحيح ـ ‪.‬‬

‫الرأي الراجح ‪:‬‬

‫أرى أن الرأي الراجح هو عدم جواز اشتراط التعويض عن تأخير السداد في العقود اآلجلة (الديون) وهذا هو قرار المجمع الفقهي‬
‫لرابطة العالم اإلسالمي ـ كما سبق ـ وقرار مجمع الفقه الدولي رقم ‪ ، )6/2(53‬وذلك ألن أدلة المجيزين لم تنهض حجة على‬
‫دعواهم ‪ ،‬ولم تسلم من المناقشة ‪ ،‬وأن مباني رأيهم لم تكن سليمة قائمة على أصول شرعية ‪،‬وقد ذكرنا إجماع العلماء على أن‬
‫كل قرض شرط فيه الزيادة فهو حرام ‪.‬‬

‫ومن جانب آخر فإن البنوك اإلسالمية بما أن معظمها ال تتعامل في التجارة ‪ ،‬بل في المرابحات والبيوع اآلجلة والبدائل عن القروض‬
‫الربوية ‪ ،‬فإنها إذا أ ضيف في عقودها شرط التعويض عن التأخير بقرض مبل من المال بمقدار نسبة الربح المتحقق في البنك فال‬
‫يبقى حينئذ فروق جوهرية بينها وبين البنوك الربوية ‪ ،‬فالمرابحات بل كل العقود اآلجلة ينظر في هامش ربحها إلى نسبة الفوائد‬
‫الربوية السائدة (اليبور) هذا في البداية ‪ ،‬ثم في النهاية عند التأخيرتؤخذ عليها فوائد محددة وهي ‪ %3‬مثالً حسب نسبة أرباح‬
‫البنك المتحققة (حيث هذا االحتساب هو السائد في البنوك التي تجيز التعويض والغرامة المالية‪) .‬‬
‫الكنيسة من غرامة التأخير إلى الربا الصريح ‪:‬‬

‫وأخشى ما أخشاه هو ما كان عليه الدين النصراني الذي كان يحرم الربا بين النصارى بعضهم وبعض وبينهم وبين غيرهم في حين‬
‫أن اليهودية تحرم الربا بين اليهودي واليهودي ‪ ،‬فقد كان إجماع رجال الكنائس منعقداً على حرمة الربا ‪ ،‬وأن تعاليم المسيح عليه‬
‫السالم تعتبر صارمة في التحريم [‪]. 89‬‬

‫غير أن هذه الفكرة بدأت تضعف و تضمحل في القرنين (السادس عشر والثامن عشر) على إثر االنتقادات واالعتراضات التي وجهها‬
‫كثيرون إلى الكنيسة ‪ ،‬فأخذ يجرؤن على تركها فنرى لويس الرابع عشر يقترض بالربا عام ‪ ، 1662‬بل إن البابا (بي التاسع) تعامل‬
‫بالربا عام ‪ 1860‬بنا ًء على فتوى مجمع انتشار اإليمان المقدس في روما التي أجازت أخذ الربح في مقابلة الخطر من فقد أصل‬
‫المال ‪ ،‬ثم أثرت العوامل االقتصادية على التعاليم المسيحية حتى ضاقت دائرة الربا‪،‬وأبيحت الفائدة في البداية استثنا ًء في الحاالت‬
‫التالية ‪:‬‬

‫إباحة التعويض للمقرض عن أي خسارة أصابته بسبب القرض ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫إباحة التعويض عما فاته من ربح ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إباحة الشرط الجزائي يلتزم بموجبه المقترض إذا لم يسدد القرض في الميعاد بأن يدفع مبلغاً إضافياً إذا تأخر عن الوفاء ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وقد ترددت الكنيسة في إباحة هذا الشرط بادئ األمر ‪ ،‬ثم أجازته [‪].90‬‬

‫ومن الجانب الواقعي فإن معظم البنوك اإلسالمية ال تريد أن تلجأ إلى المحاكم نظراً لطول االنتظار والوقت إلصدار الحكم ‪ ،‬وال إلى‬
‫التحكيم لنفس األسباب ‪ ،‬وإنما تريد فرض غرامة لصالحا تأخذها ‪ ،‬فتكون هي الحكم والخصم ‪ ،‬ولذلك يدخل مثل هذا الشرط في‬
‫عقودها ‪ ،‬كما أنها جاهزة حيث أدخلت نسبة الربح المحقق في الكومبيوتر ‪ ،‬فإذا تأخر أي شخص فتحسب عليه النسبة المطلوبة ‪،‬‬
‫بنا ًء على أن عدم الدفع في وقته يعتبر مماطلة ‪ ،‬إلى أن يثبت المدين أنه معسر ‪ ،‬وما أدري كيف يمكنه ذلك ؟ لذلك تبقى النسبة‬
‫محسوبة عليه دون النظر إلى الظروف والمالبسات التي تحيط بالقضية ‪.‬‬

‫هذا هو الواقع الذي تنصب عليه الفتوى وينزل عليه الحكم الشرعي بالجواز أو المنع ‪ ،‬وهذا الواقع إذا أجيز لما بقيت مصداقية للبنوك‬
‫اإلسالمية التي من المفروض أن تدخل في عالم التجارة واالستثمار والتنمية الحقيقية ‪ ،‬وأن تكون لديها الخبرات والتقنيات لحماية‬
‫حقوقها وإذا وجد التأخير فتحسب له الحساب ‪.‬‬

‫أما اشتراط التعويض عن الضرر الفعلي في سمعته وفي ماله الذي أصاب البنك اإلسالمي ‪ ،‬فهذا جائز بشرط أن يكون التقدير إلى‬
‫القضاء أو إلى التحكيم ال إلى البنك نفسه ‪ ،‬ألن الضرر يزال ولجميع األدلة الدالة على رفع الضرر وعلى تضمين المعتدي عما أصاب‬
‫المضرور من أضرار مادية فعلية من مصاريف ‪ ،‬أو نحو ذلك ‪.‬وسنتحدث عن ضوابط ذلك في الفصل اآلتي ‪.‬‬

‫‪:‬التعويض عن طريق القضاء أو التحكيم‬ ‫ثالثاً‬

‫وهذا إنما يتحقق إذا خال االتفاق بين الدائن (البنك) والمدين عن أي شرط جزائي ثم تأخر المدين في السداد مماطلة ‪ ،‬وتضرر البنك‬
‫فعالً بسبب تأخر ديونه ‪ ،‬والتجأ إلى القضاء أو إلى التحكيم ‪ ،‬وحكم له بتعويض مالي ‪ ،‬فهل يجوز للبنك أن يسلك هذا الطريق وأن‬
‫يأخذ التعويض الذي حكم له ؟‬

‫هذا ما سنـتـناوله في هذا المبحث‪،‬وقبل أن نجيب عليه نمـهد له بتعريفه وحكمه في الشريعة والقانون ‪.‬‬
‫التمهيد في التعريف بالتعويض وأحكامه في الشريعة والقانون بإيجاز ‪:‬‬

‫التعويض لغة من العوض ‪ ،‬وهو البدل وأصله ‪ :‬عاض فيقال ‪ :‬عاضه بكذا ‪ ،‬وعنه ‪ ،‬ومنه عوضاً ‪ ،‬أي أعطاه إياه بدل ما ذهب منه فهو‬
‫عائض ‪ ،‬وعوّضه ‪ ،‬وأعاضه ‪ ،‬وعاوضه بمعنى واحد ‪ ،‬واعتاض منه ‪ :‬أخذ العوض ‪ ،‬واعتاض فالناً ‪ :‬سأله العوض ‪ ،‬واستعاضه ‪ ،‬ومنه أي‬
‫سأله العوض [‪]. 91‬‬

‫وفي اصطالح الفقهاء هو ‪ :‬دفع ما وجب من بدل مالي بسبب إلحاق ضرر بالغير ‪ ،‬وعلى ضوء ذلك فهو أخص من الضمان الذي يترتب‬
‫على إلزام الشارع كالديات ‪ ،‬وااللتزام (والعقود) والفعل الضار ‪ ،‬يد الضمان [‪].92‬‬

‫والتعويض لدى الفقهاء ال يكون إال ّ في مقابل ضرر ‪ ،‬ومن ثم فهو واجب األداء ‪ ،‬ولكن ليس كل ضرر يترتب عليه التعويض ‪ ،‬وإنما الضرر‬
‫المعوض عنه لدى الفقهاء بشمل الضرر الواقع على المال بما فيه المنفعة سواء كان عن طريق الغصب أم االتالف ‪ ،‬ام االعتداء‬
‫على النفس وما دونها وهي الدية واالرش ‪ ،‬أم عن طريق التفريط في األمانة ونحو ذلك ‪ ،‬ويكون التعويض بدفع مال مقدر أو مصالح‬
‫عليه يدفع لمن وقع عليه الضرر ‪ ،‬أو لورثته بدال لما فقد وقطعاً للخصومة والنزاع بين الناس [‪].93‬‬

‫والتعويض عن الضرر بإتالف العين أو المنفعة ‪ ،‬أو النفس ‪ ،‬أو ما دونها ‪ ،‬ولكن ليس هناك تالزم بين التعويض واإلتالف ‪ ،‬حيث يكون‬
‫التعويض عن تفويت العين بالمثل إن كانت مثلية ‪ ،‬وبالقيمة إن كانت قيمية ‪.‬‬

‫وأما التعويض عن تفويت المنفعة لألعيان المغصوبة سواء كانت مستعملة أم ال فيمون بأجرة المثل عند جمهور الفقهاء الشافعية ‪،‬‬
‫والحنابلة ‪ ،‬والظاهرية ‪ ،‬والزيدية ‪،‬واالمامية ‪ ،‬واالباضية[‪ ،]94‬في حين ذهب جمهور الحنفية إلى عدم تعويض منافع المغصوب إال ّ إذا‬
‫كان المغصوب مال يتيم ‪ ،‬أو وقف ‪ ،‬أو كان مالكه قد أعده لالستغالل[‪ ، ]95‬وأما المالكية فذهبوا إلى التعويض في حالة استعمالها‬
‫[‪]. 96‬‬

‫وقد ذكر أستاذنا الشيخ علي الخفيف أنواع الضرر ومدى وجود التعويض فيما نذكرها بإيجاز ‪:‬‬

‫الضرر الذي يتمثل في أذى يصيب اإلنسان في جسمه ‪ ،‬ففيه الدية ‪ ،‬أو حكومة عدل ‪ ،‬وبعبارة أخرى فيه الجزاء المالي‬ ‫‪.1‬‬
‫من الشارع الذي يشبه التعويض من ناحية ‪ ،‬ويشبه العقوبة من ناحية أخرى ‪.‬‬

‫الضرر الذي يتمثل في األذى الذي يصيب اإلنسان في شرفه وعرضه من فعل أو قول بع إهانة له كما في القذف والسب‬ ‫‪.2‬‬
‫واالهانة بالضرب ‪،‬والتحضير واالمتهان في معاملته ‪.‬‬

‫الضرر الذي يتمثل في تفويت مصلحة غير مالية ملتزم بها كما في التزام امتنع فيه الملتزم من تنفيذ التزامه كالوديع‬ ‫‪.3‬‬
‫يمتنع عن تسليم الوديعة إلى مالكها ‪….. .‬‬

‫( فهذان النوعان الثاني والثالث ليس فيهما تعويض مالي على تقضي به قواعد الفقه اإلسالمي ‪،‬وذلك محل اتفاق بين‬
‫ال مذاهب ‪ ،‬وأساس ذلك فيها أن التعويض بالمال يقوم على الجبر بالتعويض ‪،‬وذلك باحالل مال محل مال مكافئ له ليقوم‬
‫مقامه ويسد مسده وكأنه لم يضع على صاحب المال الفاقد شيء وليس ذلك بمتحقق فيهما‪) .‬‬

‫الضرر الذي يتمثل في تفويت مال علة مالكه كلياً أو جزئياً أو بتعييبه ‪ ،‬وهذا فيه تعويض ‪ ،‬ثم يقول ‪( :‬ومما فرع على ما‬ ‫‪.4‬‬
‫تقدم عدم وجوب الضمان بسبب تفويت فرصة من الفرص كان من المحتمل أن يكون من ورائها كسب مالي…‪]. 97[)..‬‬

‫التعويض في القانون ‪:‬‬

‫يقسم التعويض في القانون إلى تعويض عن عدم التنفيذ‪،‬وتعويض عن التأخر في التنفيذ‪،‬كما يقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫النوع األول ‪ :‬التعويض القضائي الذي يقدره القاضي بمبلغ نقدي يمثل الضرر الذي يلحق الدائن نتيجة عدم تنفيذ المدين اللتزامه ‪،‬‬
‫أو لتأخره في تنفيذه ‪ ،‬ويشمل ‪ :‬ما لحق الدائن من خسارة ‪ ،‬وما فاته من كسب ويقتصر في جميع األحوال على الضرر المباشر‬
‫ويقتصر في االلتزامات العقدية ‪.‬‬

‫ومن شرائط استحقاق التعويض هي شرائط قيام المسؤولية ‪ :‬الخطأ ‪ ،‬والضرر ‪ ،‬وعالقة السببية بين الضرر والخطأ[‪ ]98‬حيث نصت‬
‫المادة (‪2/5‬م م ) على أنه ‪( :‬إذا استحال على المدين أن ينفذ االلتزام عيناً حكم عليه بالتعويض لعدم الوفاء بالتزامه ما لم يثبت أن‬
‫استحالة التنفيذ قد نشأت عن سبب أجنبي ال يد له فيه ‪ ،‬ويكون الحكم كذلك إذا تأخر المدين في تنفيذ التزامه)[‪ ]99‬كما نصت‬
‫المادة ‪ 218‬من القانون المدني المصري على أنه ‪ ( :‬ال يستحق التعويض إال ّ بعد إعذار المدين ‪ ،‬ما لم ينص على غير ذلك) مثل ذلك‬
‫ورد في معظم القوانين العربية [‪]. 100‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 221‬على أنه ‪( :‬إذا لم يكن التعويض مقدراً في العقد أو ينص وفي القانون فالقاضي هو الذي يقدره ‪ ،‬ويشمل‬
‫التعويض ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب يشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام ‪ ،‬وللتأخر في الوفاء‬
‫به ‪ ،‬ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوفاه ببذل جهد معقول)‬

‫وترى من هذا النص أن للتعويض عنصرين ‪ :‬ما أصاب الدائن من الخسارة ‪ ،‬وما ضاع عليه من الكسب ‪ ،‬فالقاضي إذن في تقديره‬
‫للتعويض يدخل في حسابه هذين العنصرين ‪ ،‬فيقدرا أوالً ما أصاب الدائن من ضرر بسبب عدم تنفيذ المدين اللتزامه ‪ ،‬أو بسب‬
‫تأخره في هذا التنفيذ ‪ ،‬ثم يقدر بعد ذلك ما فات الدائن من كسب ‪ ،‬ومجموع هذين هو التعويض ‪.‬‬

‫ومن المعلوم أنه ليس هناك محل للتعويض إذا لم يصب الدائن ضرر ولم يفته كسب من جراء عدم قيام المدين بالتزامه ‪ ،‬أو من جراء‬
‫تأخره في ذلك ‪ ،‬كما أن الضرر غير المباشر ال يعوض عنه أصالً ال في المسؤولية العقدية ‪ ،‬وال في المسؤولية التقصيرية ‪ ،‬والضرر‬
‫المباشر حسبما بينته المادة ‪ 221‬م م ‪( :‬ما يكون نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو للتأخر في الوفاء به ‪،‬ويعتبر الضرر نتيجة‬
‫طبيعية إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول )[‪] .101‬‬

‫‪:‬التعويض االتفاقي وهو الشرط الجزائي الذي ذكرناه في السابق ‪.‬‬ ‫النوع الثاني‬

‫وبعد هذا العرض فإن الذين ذهبوا إلى جواز اشتراط التعويض عن التأخير في سداد الدين يذهبون بطريق أولى إلى أن جواز التعويض‬
‫الذي يحكم به القضاء ‪ ،‬أو التحكيم ‪ ،‬والذين منعوا ذلك يظهر لي أنهم يمنعون ذلك أيضاً لنفس األدلة السابقة وأن قرار مجمع الفقه‬
‫اإلسالمي الدولي في دورة مؤتمره السادس بجدة يدل على هذا المنع المطلق ‪ ،‬حيث ينص على أنه ‪( :‬إذا تأخر المشتري المدين‬
‫في دفع األقساط عن الموعد المحدد فال يجوز إلزامه أي زيادة على الدين بشرط شابق ‪ ،‬أو بدون شرط ‪ ،‬ألن ذلك ربا محرم) وذقد‬
‫اكدت ذلك الندوة العلمية التي انعقدت بالتعاون بين مجمع الفقه اإلسالمي الدولي والمعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب التابع‬
‫للبنك اإلسالمي للتنمية بجدة يومي ‪ 16 – 15‬يناير ‪2002‬وهذا هو الراجح الذي تقتضيه األدلة الشرعية مع تفصيل أراه ضروريا وهو‬
‫‪:‬‬

‫أن أخذ أي زيادة من المدين بسبب التأخير عن السداد المجرد فهو حرام ما دام ذلك يشرط ‪ ،‬أو عن طريق القضاء أو‬ ‫‪.1‬‬
‫التحكيم ‪ ،‬خالفاً للزيادة التي يتبرع بها الشخص عن طيب نفسه ‪ ،‬كما ورد بذلك الحديث الصحيح حيث اقترض الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم بعيراً فلما جاء المقرض قال ‪ :‬أعطوه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ال نجد إال ّ سناً أفضل منه ‪ ،‬فقال الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪( :‬أعطوه فإن خياركم أحسنكم قضا ًء)[‪] .102‬‬

‫يجوز للبنك الدائن أن يأخذ عن طريق القضاء ‪ ،‬أو التحكيم أو غيرهما جميع المصروفات الفعلية التي تكبدها ألي سبب له‬ ‫‪.2‬‬
‫عالقة بتحصيل دينه ‪.‬‬

‫لو أصاب البنك الدائن بسبب التأخير أضرار فعلية أخرى مثل أنه حكم عليه غرامة بسبب تأخير الدين فإن البنك الدائن له‬ ‫‪.3‬‬
‫الحق في الرجوع على المدين ‪ ،‬فمثالً تأخر البنك الصانع في تسليم المصنوع إلى المستصنع ـ بكسر النون ـ بسبب عدم‬
‫السيولة الناتجة عن تأخر الدين ‪ ،‬وترتب على ذلك دفع البنك مبلغاً للمستصنع ‪ ،‬أو غرم بغرامة مالية ‪ ،‬فإن البنك الدائن له‬
‫الحق في الرجوع على المداين ‪.‬‬

‫وقد نص بعض العلماء القدامى على ما سبق ‪ ،‬قال المرادي ‪( :‬ما غرم رب دين بسببه أي بسبب مطل دين أحوج رب الدين إلى‬
‫شكواه فعلى مماطل لتسببه في غرمه ‪ ،‬اشبه ما لو تعدى على مال لحمله أجرة ‪ ،‬وحمله لبلد آخر ‪،‬وغاب ‪ ،‬ثم غرم مالكه أجرة‬
‫حمله لعوده إلى محله األول فإنه يرجع به على من تعدى بنقله)[‪ ]103‬وعلى مثل هذا فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم [‪].104‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)]‪([1‬يراجع بحث األخ إسماعيل خفاجي حيث قام بالتشاور معنا باستبيان حول هذا اإلجراء ‪ ،‬وأجابته ‪ 27‬بنكاً من بين ‪ 40‬بنكاً ‪،‬‬
‫بحث مقدم إلى اجتماع مدراء االستثمار بدبي في ‪30‬يناير إلى فبراير ‪1999‬م ونذكر هنا بعض النتائج المهمة وهي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن المرابحات في معظم هذه البنوك تمثل ‪ %77,5‬وأن المشاركات ال توجد إال ّ في ‪ 3‬بنوك أي بنسبة ‪ %11,5‬واالستصناع يمثل‬
‫‪ %3‬وكذلك بيع السلم ‪.‬‬

‫‪2‬ـ السبب الرئيسي لظهور المتأخرات ‪:‬‬

‫حجم المتأخرات منسوب إلى حجم االستثمارات ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عدد البنوك‬ ‫النسبة المئوية‬

‫المماطلة‬ ‫‪13‬‬ ‫‪48 %‬‬

‫اإلعسار‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22,5 %‬‬

‫أخرى‬ ‫‪8‬‬ ‫‪29,5 %‬‬

‫أكثر من ‪%5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪44,5 %‬‬

‫من ‪% 5-3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪29,5%‬‬

‫أقل من ذلك‬ ‫‪7‬‬ ‫‪- ,26 %‬‬


‫استخدام أسلوب غرامات التأخير ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عدد البنوك‬ ‫النسبة المئوية‬

‫بنوك تستخدم أسلوب غرامات التأخير‬ ‫‪12‬‬ ‫‪44,5%‬‬

‫بنوك ال تستخدم أسلوب غرامات التأخير‬ ‫‪15‬‬ ‫‪55,5 %‬‬

‫استخدام غرامات التأخير بفتوى هيئة الرقابة الشرعية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫النسبة‬ ‫عدد‬
‫المئوية‬ ‫البنوك‬

‫بنوك تستخدم غرامات التأخير بفتوى هيئة الرقابة‬


‫‪% 75‬‬ ‫‪9‬‬
‫الشرعية للبنك‬

‫بنوك تستخدم غرامات التأخير بفتوى هيئات بنوك‬


‫‪% 25‬‬ ‫‪3‬‬
‫أخرى‬

‫النص على غرامات التأخير في العقود ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عدد البنوك‬ ‫النسبة المئوية‬

‫بنوك تنص على غرامات التأخير في العقود‬ ‫‪9‬‬ ‫‪75 %‬‬

‫بنوك ال تنص على غرامات التأخير في العقود‬ ‫‪3‬‬ ‫‪25 %‬‬

‫أسلوب إحتساب غرامات التأخير ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عدد البنوك‬ ‫النسبة المئوية‬

‫نفس أسلوب إحتساب الربح األصلي‬ ‫‪5‬‬ ‫‪41,5 %‬‬

‫أساليب أخرى‬ ‫‪7‬‬ ‫‪58,5 %‬‬

‫أسلوب التصرف في غرامات التأخير‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫عدد البنوك‬ ‫النسبة المئوية‬

‫تضاف ألرباح البنك‬ ‫‪4‬‬ ‫‪33,5 %‬‬

‫تصرف لما فيه مصلحة المسلمين ووجوه الخير‬ ‫‪8‬‬ ‫‪66,5 %‬‬

‫)]‪([2‬المعجم الوسيط ‪،‬ط‪.‬قطر (‪ )651/1‬ويراجع ‪ :‬لسان العرب ‪،‬والقاموس المحيط ‪/‬مادة "غرم "‬

‫)]‪([3‬انظر لمزيد من التفصيل‪:‬أستاذنا الدكتور سعيد الجنزوري‪:‬الغرامة الجنائية ‪،‬دراسة مقارنة ‪،‬ط‪.‬القاهرة ‪ 1967‬ص ‪97-86‬‬

‫)]‪([4‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪95‬‬

‫)]‪([5‬رواه أبو داود في سننه ‪ ،‬الحديث رقم ‪ ، 3565‬وأحمد في مسنده (‪ )267/5‬والبيهقي في السنن (‪ )88/6‬والترمذي (‪)239/1‬‬
‫وابن ماجه ‪ ،‬الحديث رقم ‪ ، 2405‬وقال األلباني في االرواء (‪ )245/5‬صحيح‬

‫)]‪([6‬يراجع ‪ :‬الموسوعة الفقهية الكويتية (‪ )147/31‬حيث تحدثت عن الغرامات في صفحتين فقط في هذا اإلطار ‪.‬‬

‫)]‪([7‬الشهيد عيدالقادر عوده ‪ :‬التشريع الجنائي ‪ ،‬ط‪.‬دار التراث بالقاهرة (‪) 705/1‬‬

‫)]‪([8‬رواه أبو داود في سننه مطوالً (‪ )551/3‬والترمذي مختصراً (‪ )575/3‬وقال ‪ :‬حديث حسن‬

‫)]‪([9‬الحديث رواه أبو داود (‪ )10/5‬والنسائي (‪ )339 ، 336 ، 335/1‬والدارمي (‪) 396/1‬والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (‪)398/1‬‬
‫والبيهقي (‪ )105/4‬وأحمد (‪) 4-2/4‬ويراجع ‪ :‬نيل األوطار ‪ ،‬ط‪.‬األزهرية (‪ )179/4‬وحسنه األلباني في االرواء )‪(3/263‬‬

‫)]‪([10‬نيل األوطار (‪) 182-180/4‬‬

‫)]‪([11‬حاشية ابن عابدين (‪ )246/3‬وتبصرة الحكام (‪ )261/2‬وشرح الزرقاني (‪ )125/8‬ونهاية المحتاج (‪ )20/8‬والمغني البن قدامة‬
‫مع الشرح الكبير (‪ )348/10‬ونيل األوطار )‪(4/180‬‬

‫)]‪([12‬الشهيد عبدالقادر عودة ‪ :‬المرجع السابق (‬

‫)]‪([13‬الشهيد عبدالقادر عودة ‪ :‬المرجع السابق (‪) 706/1‬‬

‫)]‪([14‬لسان العرب ‪ ،‬والقاموس المحيط ‪ ،‬والمعجم الوسيط مادة "شرط"‬

‫)]‪([15‬القاموس المحيط ‪ ،‬ط‪ .‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ص ‪869‬‬

‫)]‪ ([16‬يراجع لمزيد من التفصيل ‪ :‬د‪.‬علي القره داغي ‪ ،‬مبدأ الرضا في العقود ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬ط‪.‬دار البشائر اإلسالمية بيروت عام‬
‫‪) 1164/1( 1985‬‬

‫)]‪([17‬غمز عيون البصائر شرح األشباه والنظائر(‪) 225/2‬‬

‫)]‪([18‬القاموس المحيط ‪ ،‬ص ‪ ، 1640‬ولسان العرب ‪ ،‬والمعجم الوسيط ‪ ،‬مادة "جزئ "‬

‫)]‪([19‬يراجع ‪ :‬د‪.‬السنهوري ‪ :‬الوسيط في شرح القانون المدني المصري ‪ ،‬ط‪.‬دار إحياء التراث العربي ببيروت (‪ )851/2‬ود‪.‬محمود‬
‫جمال الدين زكي ‪ :‬الوجيز في االلتزامات ‪ ،‬ط‪.‬جامعة القاهرة ‪ ،‬ص ‪ ، 757‬ود‪.‬عبدالمحسن سعد الرويشد ‪ :‬الشرط الجزائي في‬
‫العقود ‪ ،‬رسالة دكتوراه في حقوق القاهرة عام ‪1404‬هـ ـ ‪1983‬م ‪ ،‬ص ‪48-47‬‬

‫)]‪([20‬المراجع السابقة ‪.‬‬

‫)]‪([21‬د‪.‬عبدالمنعم البدراوي ‪ :‬النظرية العامة لاللتزامات ‪ ،‬األحكام ‪ ،‬ط‪ ، 1971.‬ص ‪80‬‬

‫)]‪([22‬د‪.‬عبدالمحسن ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪54 – 52‬‬

‫)]‪([23‬د‪.‬عبدالمحسن ‪:‬المرجع السابق ‪،‬ومصادره المعتمدة ‪ ،‬ص ‪ ، 93‬ود‪.‬محمود جمال الدين زكي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪759‬‬

‫)]‪([24‬د‪.‬عبدالمحسن ‪:‬المرجع السابق ‪،‬ومصادره المعتمدة ‪ ،‬ص ‪ ، 93‬ود‪.‬محمود جمال الدين زكي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪759‬‬
‫)]‪([25‬د‪.‬عبدالمحسن ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 99-96‬ود‪.‬جمال الدين زكي ‪ :‬المرجع السابق ‪761‬‬

‫)]‪([26‬د‪.‬السنهوري ‪ :‬المرجع السابق (‪) 867-860/2‬‬

‫)]‪([27‬د‪ .‬السنهوري ‪ :‬المرجع السابق (‪ ، )853-854/2‬ود‪.‬جمال الدين زكي ‪ :‬المرجع السابق ص ‪760‬‬

‫)]‪([28‬‬

‫)]‪([29‬ويوجد مثل هذه المواد في القوانين العربية ‪ ،‬يراجع ‪ :‬د‪ .‬السنهوري ‪ :‬المرجع السابق (‪ )867/2‬والمصادر السابقة‬

‫)]‪([30‬هذا ما أثبتناه في رسالتنا الدكتوراه ‪ :‬مبدأ الرضا في العقود (‪ )1186/2‬ومصادرها المعتمدة ‪.‬‬

‫)]‪([31‬المراجع السابقة‬

‫)]‪([32‬يراجع لمزيد من التفصيل ‪ :‬المبسوط للسرخسي (‪ ، )164/24‬والمنتقى للباجي (‪ ،) 66/5‬وشرح النووي على صحيح‬
‫مسلم (‪ ، )218/10‬والمغني البن قدامة (‪) 499/4‬‬

‫)]‪([33‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪) 280‬‬

‫)]‪([34‬عارضة األحوذي شرح سنن الترمذي (‪) 47/6‬‬

‫)]‪([35‬قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي في دورته السابعة ‪7‬ـ‪ 12‬ذو القعدة ‪1412‬هـ‬

‫)]‪([36‬صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب االستقراض ‪ ،‬مع فتح الباري (‪) 61/5‬‬

‫)]‪([37‬انظر ‪:‬مسند أحمد (‪ ، )389,388,222/4‬وابن ماجه رقم الحديث ‪ ، 3627‬والمستدرك للحاكم (‪، )102/4‬وصحيح ابن حبان‬
‫الحديث رقم ‪ ، 1164‬والبيهقي (‪،) 51/6‬ويراجع إرواء الغليل لأللباني الحديث رقم ‪1434‬‬

‫)]‪([38‬فيض القدير (‪) 400/5‬‬

‫)]‪([39‬رواه أحمد‬

‫)]‪([40‬سبق تخريجه‬

‫)]‪([41‬انظر األحاديث الصحيحة الواردة بهذا الصدد في صحيح البخاري ـ مع فتح الباري ـ )‪( 4/379‬ومسلم (‪ )1208/3‬ومسند‬
‫الشافعي ص ‪ ، 48‬وأحمد (‪ )4/3‬والسنن الكبرى )‪(5/276‬‬

‫)]‪([42‬‬

‫)]‪([43‬سنن ابن ماجه (‪ )813/2‬الحديث رقم ‪ ، 2432‬ويراجع ‪ :‬التنقيح البن عبدالهادي(‪ ، )92/3‬وكشف الخفا للعجلوني (‪، )125/2‬‬
‫وكنز العمال (‪) 123/6‬الحديث رقم ‪، 937‬وفيض القدير (‪ )28/5‬وإرواء الغليل لأللباني (‪) 235/5‬الحديث رقم ‪ ، 1389‬وضعفه ‪،‬ولكن‬
‫اإلمام السيوطي حسنه ووثقه المناوي في فيض القدير (‪)292/1‬‬

‫)]‪([44‬السنن الكبرى للبيهقي (‪ )350/5‬وقال في اإلرواء ‪ :‬إسناده صحيح (‪) 234/5‬‬


‫)]‪([45‬السنن الكبرى (‪ )549/5‬ورواه ابن الجوزي في التحقيق (‪ )1/27/3‬وقال في اإلرواء (‪ : )234/5‬إسناده صحيح‬

‫)]‪([46‬رواه البيهقي في سننه (‪ )39/6 ،350،351/5‬وقال ‪ :‬هذا منقطع بين ابن سيرين وعبدهللا‬

‫)]‪([47‬المصدر السابق ‪ ،‬ويراجع اإلرواء (‪) 235-234/5‬‬

‫)]‪([48‬صحيح البخاري ـ مع الفتح ـ كتاب مناقب األنصار (‪ )129/7‬وقال الحافظ في الفتح" ‪ :‬يحتمل أن يكون ذلك رأي عبدهللا بن‬
‫سالم ‪ ،‬وإال ّ فالفقهاء على أنه إنما يكون الربا إذا شرطه ‪ ،‬نعم الورع كله "‬

‫)]‪([49‬المعجم الكبير (‪)222/4‬‬

‫)]‪([50‬المغني البن قدامة (‪) 354/4‬‬

‫)]‪([51‬سبق تخريج آثارهم‬

‫)]‪([52‬المغني البن قدامة (‪ )354/4‬ويراجع ‪ :‬أ‪.‬دعلي السالوس ‪ :‬فقه المعامالت المالية المعاصرة ‪ ،‬ط‪ .‬فالح الكويت ص ‪63‬‬

‫)]‪([53‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪) 275‬‬

‫)]‪([54‬تفسير القرطبي (‪) 67/3‬‬

‫)]‪([55‬أحكام القرآن للجصاص ‪،‬ط‪.‬دار الفكر ببيروت (‪ ، )465/1‬ويراجع ‪ :‬فتح القدير للشوكاني ‪ ،‬ط‪.‬عالم الكتب (‪ ، )294/1‬وأحكام‬
‫القرآن البن العربي ‪ ،‬ط‪ .‬دار المعرفة (‪) 240/1‬‬

‫)]‪([56‬أحكام القرآن للجصاص (‪)467/1‬‬

‫)]‪([57‬المغني البن قدامة (‪)354/4‬‬

‫)]‪([58‬الموطأ ص ‪ ، 672‬واالستذكار ط‪.‬مؤسسة الرسالة (‪)259/20‬‬

‫)]‪([59‬االستذكار (‪) 260-259/20‬‬

‫)]‪([60‬تحرير الكالم في مسائل االلتزام ‪،‬ط‪.‬دارالغرب اإلسالمي بيروت ‪ 1984‬ص ‪176‬‬

‫)]‪([61‬الشيخ عبدهللا بن منيع ‪ :‬بحثه في مطل الغني ‪ ،‬المقدم إلى الندوة الفقهية الرابعة لبيت التمويل الكويتي ‪ ،‬ص ‪32‬‬

‫)]‪([62‬بدايع الصنايع (‪ )170/5‬تحرير الكالم في مسائل االلتزام للحطاب ص ‪ ، 170‬والمجموع للنووي (‪ )258/9‬ود‪.‬محمد شبير ‪:‬‬
‫بحثه المقدم إلىالندوة الفقهية الرابعة لبيت التمويل الكويتي بعنوان ‪ :‬الشرط الجزائي ص ‪39‬‬

‫)]‪([63‬تحرير الكالم في مسائل االلتزام ‪ ،‬ص ‪172-170‬‬

‫)]‪([64‬د‪ .‬محمد شبير ‪ :‬بحثه السابق ‪ ،‬ص ‪40‬‬

‫)]‪ ([65‬بحثه المنشور في مجلة أبحاث االقتصاد اإلسالمي التي تصدر عن مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي التابع لجامعة الملك‬
‫عبدالعزيز بجدة ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬المجلد الثاني ‪1405 ،‬هـ ‪1985/‬م‬

‫)]‪([66‬الفتوى بدار المال اإلسالمي في ‪1405/6/3‬هـ الموافق ‪1985/2/23‬م ‪ ،‬المذكورة بالنص في بحث فضيلة الشيخ عبدهللا بن‬
‫منيع المقدم إلى الندوة الفقهية الرابعة لبيت التمويل الكويتي ‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫)]‪([67‬البحث المشار إليه آنفا ‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫)]‪([68‬الفتوى رقم ‪ 1289‬لهيئة فتوى المصرف اإلسالمي الدولي بمصر ‪ ،‬والفتوى رقم ‪ 993‬لهيئة فتوى البنك اإلسالمي األردني ‪،‬‬
‫ويراجع د‪.‬عبدالعزيز القصار ‪ :‬مطل الغني ظلم ‪ ،‬المنشور في مجلة كلية الشريعة والقانون باألزهر ‪ ،‬ص ‪71‬‬

‫)]‪([69‬سبق تخريج هذه األحاديث‬

‫)]‪([70‬رواه الترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬تحفة األحوذي (‪) 584/4‬‬

‫)]‪([71‬بحثه السابق المشار إليه‬

‫)]‪([72‬الشيخ الزرقا‪:‬بحثه السابق ‪ ،‬ود‪.‬نزيه حماد‪:‬دراسات في أصول المداينات ‪ ،‬ط‪.‬دار الفاروق بالطائف ‪ ،‬ص ‪287 – 286‬‬

‫)]‪([73‬الشيخ ابن منيع ‪ :‬بحثه السابق ‪ ،‬ص ‪18‬‬

‫)]‪([74‬المهذب (‪ )367/1‬والمغني البن قدامة (‪ ، )270/5‬والقواعد ال بن رجب ‪ ،‬ص‪212‬‬

‫)]‪([75‬حاشية ابن عابدين (‪ )144/5‬حيث ذكر خالف المتأخرينوأن الفتوى على رأيهم ‪.‬‬

‫)]‪([76‬الشرح الصغير (‪) 595/3‬‬

‫)]‪([77‬فتوى الشيخ الضرير المذكورة في بحث الشيخ ابن منيع ‪ ،‬ص ‪26-25‬‬

‫)]‪([78‬يراجع كتابه المشار إليه سابقاً ‪ ،‬ص ‪ 291‬حيث افاض في الردود القوية على األستاذ الزرقا‬

‫)]‪([79‬يراجع ‪ :‬مبدأ الرضا في العقود ‪ ،‬دراسة مقارنة (‪) 000546/1‬‬

‫)]‪([80‬يقول د‪ .‬نزيه حماد ‪ ( :‬ونظراً لبطالن هذا الرأي شرعاً لضعف األساس الذي ارتكز عليه ‪،‬وفساد االجتهاد الذي نحى إليه فقد‬
‫عنيت في هذه العجالة بتنفيذ مقولته ‪..) .‬‬

‫ثم انتهى إلى القول بأن ‪ ( :‬هذا هو النهج الذي رسمه الفقه اإلسالمي الحقاق الحق ورفع الظلم والضرر عن الدائن إذا كان مدينه‬
‫موسراً مماطالً …‪ ).‬ثم قال ‪ ( :‬ولست أدري ـ بعد كل ما تقدم ـ كيف استساغ أستاذنا الجليل القول والحكم بأن استيعاد فكرة‬
‫الزيادة المالية على الدين مقابل التأخير ـ مع تقرير الشريعة العقوبات الزاجرة الحاملة على الوفاء دون تأخير ـ هو تشجيع لك لمدين‬
‫على تأخير الحقوق ومطلها دون أن يخشى طائلة …‪..‬وهل الضرب والحبس والتعزير مشجعات …‪ ).‬أم زواجر ‪.‬‬

‫)]‪([81‬د ‪.‬زكي الدين شعبان ‪ :‬بحثه عن الشرط الجزائي ‪ ،‬المنشور في مجلة الحقوق والشريعة بالقاهرة ‪ ،‬ص ‪ ، 137‬ود‪ .‬نزيه‬
‫حماد ‪ :‬دراسات في أصول المداينات المشار إليه سابقاً ‪ ،‬ص ‪ ،285‬ود‪ .‬محمد عثمان شبير ‪ :‬بحثه السابق االشارة ‪ ،‬ص ‪ ، 28‬ود‪.‬‬
‫عبدالناصر العطار ‪ :‬نظرية االلتزام ‪ ،‬ص ‪232 ، 231‬‬
‫)]‪([82‬تعقيبه على مقال الشيخ مصطفى الزرقا ‪ ،‬مجلة أبحاث االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬المجلد ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 2‬ص ‪154‬‬

‫)]‪([83‬د‪ .‬شبير ‪ :‬بحثه السابق ‪ ،‬ص ‪31‬‬

‫)]‪([84‬الشيخ علي الخفيف ‪ :‬الضمان في الفقه اإلسالمي‪،‬القسم األول ‪،‬ط‪.‬معهد البحوث والدراسات العربية ‪، 1973‬ص‪55-46‬‬

‫)]‪([85‬المصدر السابق نفسه‬

‫)]‪([86‬الشيخ المنيع ‪ :‬بحثه السابق ‪ ،‬ص ‪21‬‬

‫)]‪([87‬القاموس المحيط ‪ ،‬ولسان العرب ‪ /‬مادة " ربا ‪ ،‬يربو "‬

‫)]‪([88‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب المسافاة ‪ ،‬باب الربا (‪ ) 1212 – 1210/3‬األحاديث رقم ‪1588 ، 1584 ، 1587 :‬‬

‫)]‪([89‬انظر ‪:‬انجيل لوقا اإلصحاح السادس عدد ‪ ، 35, 34‬ص ‪ ، 70‬ود‪.‬دراز ‪ :‬الربا في نظر القانون ‪ ،‬مجلة األزهر ‪ ،‬ص ‪ ، 13‬المجلد‬
‫‪ ، 23‬ود‪.‬زكي عبدالمتعال ‪ :‬تأريخ النظم السياسية والقانونية واالقتصادية ‪ ،‬ص ‪. 377‬‬

‫)]‪([90‬يراجع ‪ :‬د‪ .‬عالء الدين خروفه ‪ :‬عقد القرض في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي ‪ ،‬ط‪.‬مؤسسة نوفل ببيروت ‪ ،‬ص ‪201‬‬

‫)]‪([91‬القاموس المحيط ‪ ،‬ولسان العرب ‪ ،‬مادة " عوض "‬

‫)]‪([92‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ،‬ط‪ .‬وزارة األوقاف الكويتية (‪ ، )36/13‬ويراجع ‪ :‬بدايع الصنايع (‪، )168/7‬والقوانين الفقهية ‪ ،‬ص‬
‫‪ ، 338‬واألشباه والنظائر للسيوطي ‪ ،‬ص ‪ ، 222‬ويراجع ‪ :‬الشيخ علي الخفيف ‪ :‬الضمان فيالفقه افسالمي ‪ ،‬ط‪ .‬معهد البحوث‬
‫اإلسالمية بالقاهرة‬

‫)]‪([93‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ،‬ط‪ .‬وزارة األوقاف الكويتية (‪ ، )36/13‬ويراجع ‪ :‬بدايع الصنايع (‪، )168/7‬والقوانين الفقهية ‪ ،‬ص‬
‫‪ ، 338‬واألشباه والنظائر للسيوطي ‪ ،‬ص ‪ ، 222‬ويراجع ‪ :‬الشيخ علي الخفيف ‪ :‬الضمان فيالفقه افسالمي ‪ ،‬ط‪ .‬معهد البحوث‬
‫اإلسالمية بالقاهرة‬

‫)]‪([94‬األم للشافعي (‪ ، )222/3‬والروضة (‪ )14/5‬والمغني (‪ )195/5‬واالتصاف (‪) 170/6‬والمحلى (‪ )135/8‬والبحر الزخار (‪)177/5‬‬
‫والمختصر النافع ص ‪ 257‬وشرح النيل )‪ ،(12/306‬ويراجع ‪ :‬د‪ .‬فاضل الدبو ‪ :‬ضمان المنافع ‪،‬ط‪.‬دار عمار‪/‬عمان ‪ ،‬ص ‪267‬‬

‫)]‪([95‬بدايع الصنايع (‪) 4429/9‬‬

‫)]‪([96‬الشرح الكبير مع الدسوقي (‪) 442/3‬‬

‫)]‪([97‬الشيخ علي الخفيف ‪ :‬الضمان في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬ص ‪ 54‬ـ ‪57‬‬

‫)]‪([98‬‬

‫)]‪([99‬د ‪.‬جمال الدين زكي ‪ :‬الوجيز في النظرية العامة لاللتزامات ‪ ،‬ط‪ .‬جامعة القاهرة ‪ ، 1978‬ص ‪ ، 756‬ود‪ .‬عبدالرزاق السنهوري ‪:‬‬
‫الوسيط في شرح القانون المدني المصري ‪ ،‬ط‪ .‬دار إحياء التراث العربي ببيروت ‪) 826/2( 1972‬‬

‫)]‪([100‬د‪ .‬السنهوري ‪ :‬المرجع السابق (‪) 841 – 828/2‬‬


‫)]‪([101‬د‪ .‬السنهوري ‪ :‬الوسيط (‪ 842/2‬ـ ‪ ، )844‬ود‪ .‬جمال الدين زكي ‪ :‬المرجع السابق ‪756‬‬

‫)]‪([102‬صحيح البخاري ـ مع فتح الباري (‪ )56-59/5‬ومسلم (‪ )1224/3‬والترمذي ـ مع تحفة األحوذي (‪ )544/4‬والنسائي (‪)256/7‬‬
‫وأبو داود ـ مع عون المعبود (‪) 196/9‬والموطأ ‪،‬ص ‪ 422‬ويراجع تلخيص التحبير _‪) 33/3‬‬

‫)]‪([103‬شرح منتهى االرادات ‪ ،‬ط‪.‬عالم الكتب ببيروت (‪) 157/2‬‬

‫)]‪([104‬يراجع بحث الشيخ ابن منيع ‪ ،‬ص ‪ 12‬وقد نقل نصوصاً عن شيخ اإلسالم ابن تيمية‬

You might also like