You are on page 1of 71

‫كل شيء يحدث هناك‬

‫عبير الفقي‬
‫عبير الفقي‪ :‬كل شيء يحدث هناك‬

‫الدار للنشر والتوزيع‬

‫المدير العام‪ :‬محمد صالح مراد‬

‫تليفون‪01125800467 :‬‬

‫البريد اإللكتروني‪eddar_press@yahoo.com :‬‬

‫الموقع اإللكتروني‪www.geocities.com/eddar_press :‬‬

‫َك َت َب للنشر‬

‫المحرر العام‪ :‬مصطفى الجارحي‬

‫البريد اإللكتروني‪kataba2010@yahoo.com :‬‬

‫الطبعة األولى ‪2015‬‬

‫رقم اإليداع‪:‬‬

‫الترقيم الدولي‪:‬‬
‫بروتوكول تعاون ثقافي‬

‫استكماًل ألهداف (الدار للنشر والتوزيع) ورؤيتها إلثراء المجتمع المصري والعربي‪ ،‬ورسالتها في إنارة الطريق أمام المبدعين‬
‫ا‬
‫(ك َت َب) للنشر في إصدار بعض األعمال‬
‫والكتاب المبشرين والمتميزين‪ ،‬تم عقد بروتوكول تعاون بين دار (الدار) للنشر ودار َ‬
‫المشتركة كدعم فني للموهوبين من مبدعي مصر والوطن العربي‪.‬‬
‫اإلهداء‬

‫إلى القط اُنُس‪..‬‬

‫ربما سألحق بك يوما هناك‬

‫إذا كنت طيب ًة كفاية‪،‬‬

‫معا في جنتك‪ ،‬جنة القطط الطيبة!‬


‫لنحيا ً‬
‫حبك أصلح أعمالي‬

‫عندما تنتهي رحلتي الجسدية هنا‬

‫سأذهب في رحلتي األبدية‬

‫نحو العالم اآلخر‬

‫بحقيبة مجهزة مليئة بأعمالي‬

‫الصالحة‪،‬‬

‫ألتفاخر بها أمام اإلله‪.‬‬

‫حين يسألني عن صالحات قلبي‪،‬‬

‫سأخبره‪:‬‬

‫أن قلبي كان أرضا‬

‫لم تبذر بها إًل بذور محبة‬

‫رويت بمياه حابي العظيم‬

‫عيني كانتا تفران من‬


‫َّ‬ ‫أن‬

‫رؤية الشرور‬

‫وًل تنظران إًل إلى الخير‪.‬‬


‫أن لساني لم ينطق إًل صدقاا‬

‫عدوا في رياء‬
‫أن يدي لم تصافح أبدا ا‬

‫قدمي لم تسي ار يوما في‬


‫َّ‬ ‫أن‬

‫ظلمة‬

‫أن وجهتهما كانت دائما نحو آتون‪.‬‬

‫وأن جسدي أبدا لم يلوث النهر!‬

‫سأخبره‪:‬‬

‫أني ضاعفت الخبز لوالدتي‬

‫وأني كنت أحملها في كبرها‬

‫كما حملتني في صغري‪،‬‬

‫وأنها أبدا لم ترفع أكف ضراعتها‬

‫إًل لتسأله أن يحفظني من أعمال “ست” وأعوانه‬

‫وأني كنت ِّ‬


‫أقرب الماء ألبي قبل أن أمر به على عطش شفتي!‬

‫أني لم آكل خبز ليلي قبل أن أعطي منه جاري‬

‫الذي منعه الحياء من أن‬

‫يطرق بابي سائال‪.‬‬


‫وأني لم أحقر الناس ولم أصعر‬

‫خدي لهم!‬

‫رغم ذلك‪ ،‬سيخبرني اإلله‬

‫أن أعمالي لم ترجح كفة‬

‫الميزان!‬

‫حينها سأرتجف خوفا‬

‫سائلة مغفرته‪ ،‬رحمته‬

‫حينها سينظر اإلله إلي‬

‫ويجيبني‪:‬‬

‫“في هذا العالم يسود‬

‫العدل”!‬

‫متلهفة‪ ،‬سأبحث في ذاكرتي عن شيء‬

‫أستحق به عدل اإلله‬

‫فال أتذكر شيئ ا‪ ..‬إًل أنت‪ ،‬محبتي لك‬

‫في ٍ‬
‫يأس مغلف باألمل‪،‬‬

‫في حياء مترٍج سأسأله‬


‫أن يزن حبي لك أيضا‪،‬‬

‫سيرتضي قائال‪:‬‬

‫إن “الحب” زاد الرحلة‬

‫األبدية‪،‬‬

‫وان من يملك الزاد قد يصل!‬

‫ستوضع “محبتي” في‬

‫الميزان‪،‬‬

‫وسأقف مترقبة فأرى كفته تتجه‬

‫ألسفل؛‬

‫ستحلق روحي ألعلى‪.‬‬

‫حينها سيخبرني اإلله أني نجوت‬

‫ألن حبك كان أصلح‬

‫أعمالي!‬
‫قصيدة للجدار الصامد‬

‫هذه القصيدة ليست عن الحياة أو الموت‬

‫وليست عن الحب والكراهية‬

‫فكلها أشياء نسبية‬

‫وليست عن أشجار عقيمة‬

‫وًل عن زهور تُقطف كل يوم‬

‫لتزين موائد طعام األثرياء‬

‫ثم تُلقى بصناديق القمامة حين تذبل‬

‫هذه القصيدة ليست أيضا عني؛‬

‫أنا التي تفضل الحديث إلى الوسائد‬

‫حتى ًل تفهم الكلمات خطأ‪،‬‬

‫أو إلى جدران ًل تئن من اآللم‬

‫كلما واجهت لطمة إليها من يد‬

‫طالما توكأت عليها!‬


‫متحضر‬
‫ًا‬ ‫كيف تصبح‬

‫يمكنني أن أخبرك اآلن‬

‫جدا‬
‫متحضر ا‬
‫اا‬ ‫كيف تصبح‬

‫جدا‬
‫اقيا ا‬
‫ور ا‬

‫ليس عليك إًل أن تظهر تعاطفك أللم قطة‬

‫تقفز بثالثة أرجل‪،‬‬

‫أيضا‬
‫ربما تجمع التبرعات ا‬

‫لتركيب قدم رابعة لها‪،‬‬

‫لتمارس القطة حياتها الطبيعية!‬

‫أيضا أن تُظهر أساك على كلب مشرد‪،‬‬


‫عليك ا‬

‫تركه صاحبه معدوم الضمير‬

‫في الشارع دون مأوى!‬

‫أما لتكون في أعلى مراتب التحضر‬

‫فعليك أن تحتفل مثلهم‪،‬‬

‫بحقوق المثليين في ممارسة الحب‬


‫وًل تهتم لكل هؤًلء األغبياء‬

‫الذين فقدوا أحباءهم تحت وابل القنابل‪،‬‬

‫ـ من أخبرهم أن يذهبوا هناك ـ‬

‫واياك أن تُظهر تعاطفا‬

‫لهؤًلء الذين فقدوا آدميتهم‪،‬‬

‫تحت مياه األمطار وهم يتضرعون للسماء‬

‫أن تمأل زجاجاتهم الفارغة بقطرة واحدة‬

‫تروي عطشهم قبل الذبح!‬

‫ولتصل سريعا لرقي المالئكة‪،‬‬

‫عليك أًل تلتفت إلينا نحن البشر‬

‫الذين ًل وجود لنا‪،‬‬

‫إًل كخبر في صفحة من جريدة‬

‫تفترش أوراقها دون اهتمام‬

‫فوق جثة ملقاة بشارع جنبي‬

‫يعبرها المارة وًل يلحظها أحد!‬


‫شرخ في جدار الغرفة‬

‫البيوت المهدمة ًل تئن‪،‬‬

‫تسكن مالئكة غرفها المتربة في‬

‫صمت‪.‬‬

‫تملؤها صور للراحلين‬

‫تبتسم‪.‬‬

‫ربما كل األشياء العتيقة بها‬

‫تنام باسترخاء على منضدة‪.‬‬

‫يتصادق الجميع مع الفراغ‪،‬‬

‫أحدا!‬
‫وًل أحد ينتظر ا‬

‫وأنا وأنت لم نغادر أماكننا‪،‬‬

‫وًل شيء يثبت َّأنا هنا‪،‬‬

‫الصناديق كلها مغلقة‪،‬‬


‫ركنا ما في الغرفة منسية‪.‬‬
‫تسكن ا‬

‫كما نحن نفضل أن ننسى اآلن‬

‫كل شىء حتى األتربة‪..‬‬

‫األتربة التي تطبق على صدرينا؛‬

‫نحن صورتان معلقتان فوق فراش مغبر‪،‬‬

‫يفصل بيننا شرخ عميق جدا في الجدار!‬


‫ال يمكن رشوته‬

‫أن يقضم الحزن قلبك‪،‬‬

‫كوحش جائع ًل يشبع‪،‬‬

‫أن تتوضأ عيناك بالدمع صباح مساء‬

‫دون صالة تقام على روحك‬

‫أن تختنق في براح مالبسك‬

‫وتختنق رئتاك الممتلئتان بالهواء‬

‫أن تحصي الساعات المتبقية في عمرك‬

‫فتصير كهال ويطول العد‪.‬‬

‫أن ًل تنام‪ ،‬وًل تقف‪ ،‬وًل تجلس‪،‬‬

‫إًل وتشعر باأللم يوخز جسدك‪،‬‬

‫أن يوخزك األلم فال تشعر بشيء!‬

‫هكذ ستكون ميتا على قيد الحياة‪،‬‬

‫جثة تمشي دون رائحة؛‬

‫حين يخطف الموت أحبتك‪،‬‬

‫هذا البغيض سيخجلك بنزاهته‪،‬‬


‫فال يمكنك رشوته أو المفاوضة‪،‬‬

‫أن ًل تملك شيئا‬

‫يمكنك المقايضة به‪،‬‬

‫حتى روحك!‬
‫المشهد نافذة‬
‫َ‬ ‫حين تقرر‬

‫ليس أوفى من النوافذ‪،‬‬

‫تخبرنا بكل شىء‪،‬‬

‫الطقس‪،‬‬

‫تيارات الهواء المتقلبة‪،‬‬

‫تلصصهم اليومي!‬

‫لذلك أتأكد جيدا من إغالقها‬

‫بإحكام‪،‬‬

‫قبل أن أخلع مالبسي؛‬

‫أفسد عليهم رؤية مشهد ًل أخالقي‪،‬‬

‫يتناولونه س ار بمخيلتهم كأقراص‬

‫الفياجرا‪،‬‬

‫يتحدثون عنه باجتماعاتهم‪،‬‬

‫يضحكون علي بخبث؛‬

‫أنا التي تخلع مالبسها بحذر‪،‬‬

‫تغلق الباب دون أن تفطن لثقبه!‬


‫لذا حين أخبرتني‬

‫صديقتي النافذة بكل شىء‪،‬‬

‫أصبحت أقف داخل غرفتي‪،‬‬

‫أختلس نظرة إليها وأبتسم‪،‬‬

‫مقررة أي مشهد سترونه اليوم!‬


‫خائنان بورقة رسمية‬

‫واآلن يا عزيزي‪..‬‬

‫أغمض عينيك وضمني‪،‬‬

‫تخيل امرأة أخرى تضاجعها‬

‫وأنا سأفعل مثلك أيضا!‬

‫فلن يحاسبنا أحد اآلن على فسقنا‪،‬‬

‫نحن شريكان في الخيانة‬

‫بورقة رسمية!‬

‫كم هي رائعة تلك الورقة؛‬

‫يكفي أن تحمل ِّاسمينا‪،‬‬

‫توقيعنا‪ ،‬وتواريخ ميالدنا‪،‬‬

‫لتمنح أجسادنا حق اًلجتماع‪،‬‬

‫وهم يهللون فرحا في الخارج‪.‬‬

‫ننجب أطفال سفاح‬

‫يحملون صفاتنا الوراثية!‬

‫تلك الورقة كم هي رائعة؛‬


‫لم ينقصها شيء مطلقا‬

‫غير بعض محبة لتصبح شرعية!‬


‫سر البيت‬
‫يطالعني وجهه كلما مررت به‪،‬‬
‫واقف ا هناك باهت المالمح‪ ،‬كالح اللون‬
‫حين أري كآبته يتردد قولهم بعقلي‪،‬‬
‫كصدى صوت يزعج نوم الكون‬
‫"البيوت تحفظ أسرار أهلها‪ ،‬للبيوت مالمحهم والروح!"‬
‫ٍ‬
‫كعشب بري‬ ‫برأسي‪ ،‬تنبت التساؤًلت‬
‫أحاول اقتالعها منه فتعاودني مرة أخرى‪،‬‬
‫إذا كانت "البيوت تحفظ السر"‪...‬‬
‫لماذا يتسرب صوت نحيبي في الليل لغرفة جارتي‪،‬‬
‫يصلني صوت غنائها كل صباح!‬
‫واذا كانت "البيوت مرآة الروح"‪...‬‬
‫فلماذا بيتي مبتهج اللون‪ ،‬تسكنه روح‬
‫فاقدة للحياة!‬
‫ولماذا البيت الباهت الذي يجاورني‬
‫يسكنه أُناس سعدء !‬
‫قلبا حطمت الرواية؟‬
‫كم ً‬
‫هكذا هي الروايات السخيفة‪،‬‬

‫تتكرر‪،‬‬

‫ونحن ًل نمل من اإلعادة‪،‬‬

‫تغير األبطال واألحداث كما هي‪،‬‬

‫أشياء عبثية تحدث لهم أو لنا؛‬

‫كأن تحب بطلةٌ أحدهم‪،‬‬

‫تتركه وتموت‪،‬‬

‫أو يرحل للسفر ويموت‪.‬‬

‫أو تصدمه سيارة عابرة ويموت‪،‬‬

‫أو حتى يخونها مع صديقة‬

‫فيموتان معا!‬

‫كلها أشياء تافهة تُكتب آًلف‬

‫المرات‪،‬‬

‫لكن مؤلفاا ًل يخبرنا أبدا‪،‬‬

‫كم قلبا حطمه في الرواية لتكتمل‪،‬‬


‫لتخرج ربما إلى النور!‬

‫وًل عن عبثية أحداث درامية جدا‪،‬‬

‫وًل عن أبواب أغلقت طويال‪،‬‬

‫دون أن يمنح األبطال فرصة‬

‫ربما مرة واحدة لفتحها!‬


‫نيران هادئة‬

‫أحب الطبخ كثي ار‬

‫لكني لست امرأة ماهرة‪،‬‬

‫ًل أعرف حتى اآلن‬

‫كيف أصنع وجبة واحدة‪.‬‬

‫علمتني أمي القليل‬

‫كل ما قالته‪ :‬دعي النيران هادئة‬

‫ثم رحلت‪.‬‬

‫تركتني أتعلم من حاجتي!‬

‫كل تعليمات الكتب مارستها‬

‫لكني ما نجحت؛‬

‫أن أفرق بين ملح الطعام وسكره!‬

‫ما زالت أشياء كثيرة‬

‫تسقط من مقاديري‪،‬‬

‫أقلل أحيانا البهارات أو أزيدها‪.‬‬

‫ذلك ًل يزعجني في المطلق‪،‬‬


‫كل ما يؤلمني هو‬

‫رغبة إعداد وجبة واحدة‬

‫دون سكب الزيت على النيران‪،‬‬

‫إحراق مطبخي كله‬

‫رغم أن النيران كانت هادئة!‬


‫حتى تفرقنا المعارك‬

‫صديقي الشجاع‬

‫الذي ًل يهاب الحروب؛‬

‫كان يحتضنني دائما قبل معاركه الحاسمة‬

‫نصبح جسدا واحدا‬

‫ثم نقفز معا مرددين القسم‪:‬‬

‫“ًل يفرقنا حتى الموت”‬

‫صديقي كان ماه ار جدا‪،‬‬

‫في إقناعي دائما أن أبقى معه‬

‫أحمي ظهره من األعداء‬

‫أصير دراعا يتلقى الطعنات عنه‬

‫الطعنات التي صنعت في روحي‬

‫حفر‬
‫اا‬

‫تتسع وتتسع‬

‫ليشاهد من خاللها مصير معركته‬

‫المقبلة‬
‫وحيدا دون درع‬
‫حين يدخلها ا‬

‫بظهر منكشف!‬
‫ال حياد في المحبة‬

‫أيها البعيد‬

‫ترى ماذا أكتب عنك‬

‫وأنا لم تعد تطاوعني القصيد‬

‫تهرب كل الحروف إليك‬

‫تبتعد مسافرة هناك‬

‫كل األشياء من أجلك تتركني وحيدة‬

‫تهفو لقلبك قصيدتي‬

‫كطفلة تملؤها البهجة‬

‫تركض لتقبيلك ثم تفر إلي عائدة‬

‫بوجه عبوس!‬

‫ًل حياد في المحبة يا بعيد‬

‫ترنو القصائد لمن تريد‬

‫تهديه وهج الكلمة‬

‫نبضها والفرح‬

‫وتترك كل اًلنكسارات‬
‫وحزنها لمن يكتبها!‬
‫حافظو السر!‬

‫ًل تأمن لها‪،‬‬


‫خائنةٌ هي النوافذ ًل تحفظ س ار؛‬
‫كثي ار ما ضبطتها متلبسةا‬
‫بفتح ذراعيها للمتلصصين!‬

‫ًل تستهن بها؛‬


‫تحمل كثي ار من الهموم بين أضلعها‪،‬‬
‫تطبق الفم على ماتراه‪ ،‬تدفنه بالقلب‪،‬‬
‫تبقى الحوائط بالبيت صامتةا مثلي!‬

‫ًلتلعنها‪ً ،‬ل تركلها‪ً ،‬ل تصفعها‬


‫ًل تخرج غضبك عليها‪ً ،‬ل ًل ًل‪....‬‬
‫ٍ‬
‫صمت لتبقي‬ ‫األبواب تعاني في‬
‫السر داخل منزلك‪،‬‬
‫ليس إثمها إن خرج متسلالا‬
‫حين فتحتها ولم تغلقها!‬
‫كل شيء يحدث هناك‬

‫منذ الوهلة األولى ستعرف؛‬

‫كل شىء يحدث هناك‬

‫براءة القلب تُفقد‪،‬‬

‫حين تعود اليد الممدودة فارغة‬

‫أجساد تباع بثمن بخس؛‬

‫حفنة أرز أو رغيف خبز!‬

‫سعادة لم يحصلوا يوما عليها‬

‫تُشترى بورقة خضراء مرقمة!‬

‫بائع ورد ألحبة أحياء‬

‫أو سكنوا القبور!‬

‫كل شىء يبدأ أو ينتهي هناك؛‬

‫في إشارات المرور!‬


‫بهدو ٍء ُ‬
‫كدمية‬

‫هكذا لم أصادق غير نبالء؛‬

‫يؤمنون باألفعال فقط‬

‫ًل يثرثرون كثي ار‬

‫لذا أحبوني أنا الصامتة‬

‫ألني ًل أزعج ضمائرهم الرقيقة‬

‫أنكسر بهدوء دون آه واحدة‬

‫تفقدهم التركيز حين يلعبون‬

‫البولينج!‬

‫هكذا أقف ساكنة بمنتصف المجرى‬

‫كدمية خزفية مغلفة بالهشاشة‬

‫دفقة واحدة تكفي لتنكسر‬

‫أمنحهم البهجة كلما أصابتني‬

‫كراتهم‬

‫أنا الهدف المنثورة أجزائي‬

‫منذ وقت بعيد جدا‬


‫الوقت الذي لم ينفع دمية صغيرة لتكبر‬

‫ولم يعد يجدي كغراء‬

‫يعيد تماسك أجزاء روحها‬

‫المكسورة!‬
‫اكتمال المجرة‬

‫كان لدي شمسان‬

‫ابتلعتهما ظلمة يوما؛‬

‫قلت ًل بأس‪،‬‬

‫سأنجب بدًل منهما قم ار‬

‫تذوب في بياضه الليالي‪،‬‬

‫لكن السماء عاندتني‪،‬‬

‫أخفته عني أيضا‪،‬‬

‫تركتني وحدي‪،‬‬

‫أبت إًل أن تكتمل لديها المجرة!‬


‫ال تترك القصيدة وحيدة‬

‫الشعراء الوحيدون‬

‫ًل مكان لهم هنا‬

‫ًل أحد ينصت لما يقولون‬

‫فال تقل شيئا‬

‫اكتم صوت قصائدك ونم‬

‫وحيد‬
‫ًل تخبرهم أنك ٌ‬

‫امأل وحدتك بوحدتك‬

‫ألقمها ضيقك وسأمك‬

‫من الحياة والناس‬

‫ًل تنتظر أن يرفه عنك أحد‬

‫أو يصفق لبراعتك في مراقصة‬

‫القصيدة‬

‫كلهم مثلك منشغلون‬

‫يطعمون وحدتهم الجائعة!‬


‫فقير أيضا‬
‫ًل تكن اا‬

‫لن يرحم حاجتك أحد‬

‫ليال‬
‫ولن يطرق بابك ا‬

‫جار بصحن مملوء بالطعام‬


‫ٌ‬

‫سيسحقك الجوع ويفر منك أقرباؤك‬

‫معلنين كراهيتهم لك‬

‫ألنك لست من األثرياء‬

‫ستنام كل ليلة بمعدة خاوية‬

‫دون عشاء‬

‫ًل شيء يشبع غير القصيدة!‬

‫يضا‬
‫ًل تكن مر ا‬

‫لن يعتني بك أحد‬

‫سيمزق الداء جسدك الهزيل‬

‫سينزف قلبك دماء من األلم‬

‫سيسمعون نداءاتك من الغرف‬


‫المجاورة‬

‫سيتجاهلونك ولن يأتي أحد‬

‫ًل تنتظرهم‬

‫قلوبهم أصابها المرض‬

‫لن يداويك سوى القصيدة!‬

‫حنونا‬
‫ًل تكن ا‬

‫سيرهقون وجدانك بعبء محبتهم‬

‫مستنزفين مودتك‬

‫قطرةا‪ ..‬قطرة‬

‫لن يتبقى لك شئ‬

‫غير كراهية نفسك الساذجة‬

‫ولن يحبك إًل القصيدة!‬

‫ًل تكن ضعيفاا‬

‫سيستقوون عليك ويسحقونك باألقدام‬


‫لن يرى وجهك غير التراب‬

‫ولن يشتم أنفك سوى رائحة الطريق‬

‫الطريق الذي نسير به‬

‫نحن الشعراء لنستريح‬

‫عدما‬
‫نصير ا‬

‫ًل نترك وراءنا شيئا‬

‫ًل مال‪ً ،‬ل طفل وًل تمثال‬

‫ًل نترك شيئا غير قصيدة‬

‫تصبح حين نرحل أكثر حزنا‬

‫ألنها صارت وحيدة!‬


‫لم يعانق شجرة‬

‫الشجرة التي تحمل أسماءنا‪،‬‬

‫يوما للسماء؛‬
‫لم تصل ا‬

‫أصابها الوهن واًلصفرار‪،‬‬

‫كبرت دون أن يأتيها‬

‫موسم واحد للحصاد‪.‬‬

‫وأنت الغائب والبعيد‪،‬‬

‫وأنا وحيدة هنا‪،‬‬

‫لم أعد أطير إليك رسائل‪،‬‬

‫سقطت أعشاش عصافيرها‬

‫احدا تلو اآلخر؛‬


‫و ا‬

‫شيئا‬
‫لن تخبرك اآلن ا‬

‫عن الريح أو عن الشجرة‪.‬‬

‫كل شىء هنا أصبح صامتاا‪،‬‬

‫ًل أحد يرغب في الحكي‪،‬‬

‫يوما ما حين تعود‬


‫ربما ا‬
‫يخبرك جذع جاف‪،‬‬

‫صنع منه مقعد‪،‬‬


‫ُ‬

‫تريح عليه الجسد المتعب‪،‬‬

‫المنهك من الرحيل‪،‬‬

‫من زمن‪،‬‬

‫يوما لمعانقة شجرة‪،‬‬


‫لم يمنحه الفرصة ا‬

‫أن تعلق بها رائحته‪..‬‬

‫لمرة واحدة!‬
‫المسكوت عنها‬

‫شقراء خمسينية جالسة بجانبي‪،‬‬

‫تشعل من قلبها سيجارة تلو‬

‫األخرى‪،‬‬

‫واضعة ساقاا في وجه الحياة‪،‬‬

‫ترتدي أزهى ثوب لديها‪،‬‬

‫لتخفي كآبة روحها‪،‬‬

‫ملونة وجهها بألوان تجهد العين‪،‬‬

‫تداري بها صفعات الزمن‪.‬‬

‫أخبرتني بصوت مجهد‪،‬‬

‫ونظ ارت زائغة عن‪،‬‬

‫تحرش سائقي التاكسي‪،‬‬

‫صفاقة صغار اليوم؛‬

‫يصيحون خلفها في الشارع‪،‬‬

‫لؤم حارس المنزل؛‬

‫يدعي دائما تعطل المصعد‪.‬‬


‫تلك الشقراء التي ًل تعرفني‪،‬‬

‫أخبرتني عن كل شىء‪،‬‬

‫كل شىء‪،‬‬

‫غير أنها وحيدة!‬


‫ال أملك ثمن عبور النفق‬

‫أفضل البقاء وحدي يا أمي‬

‫أوصد باب حجرتي‪،‬‬

‫أنعزل بإرادتي عن العالم‪.‬‬

‫العالم المليء بالجرحى‪،‬‬

‫ضعاف القلوب والنفوس!‬

‫العالم الذي تضاءلت به األحالم‪،‬‬

‫أحالم المهمشين؛‬

‫لم يعد يتسع لها‪،‬‬

‫صندوق الهدايا الصغير‪،‬‬

‫الهدايا التي ًل أريدها؛‬

‫ملوثة كالقمامة بالرياء‪،‬‬

‫يأتي كل حين في شكل تحية!‬

‫أنا ًل أرغب في ذلك العالم‪،‬‬

‫كما هو ًل يرغبني‪،‬‬

‫يوما صندواقا مثلهم؛‬


‫ألني لم أكن ُ‬
‫أفتح فاهي مبتسمة‪،‬‬

‫ليلقي فيه كل عابر قمامته؛‬

‫كثمن لعبوري نفق؛‬

‫يوشك اآلن أن يفقد شعاعا أخيرا‪،‬‬

‫معتما!‬
‫يصبح ا‬
‫الالئي‬

‫الحبيبات الالئي وقفن‪،‬‬

‫طويال على أرصفة المرافئ‬


‫ا‬

‫يلوحن بمناديل بيضاء‬

‫لراكبي السفن المغادرة‪،‬‬

‫أحدا؛‬
‫أصابهن األسى ولم ُيعلمن ا‬

‫أن السفن التي تغيب خلف األفق‪،‬‬

‫محملة باألماني‪،‬‬

‫نادر ما تعود للمرافئ مرة أخرى‪،‬‬


‫اا‬

‫أن الدمع الذي يترك العين‪،‬‬

‫أبدا ًل يعود لمنبعه!‬


‫ا‬

‫الصغيرات الالئي لعبن بالطين‪،‬‬

‫لطخن مالبسهن الملونة‪،‬‬

‫جديدا إليها؛‬
‫ا‬ ‫لونا‬
‫أضفن ا‬

‫كثيرا؛‬
‫حين كبرن بكين ا‬
‫لم يدركن أن األلوان الغامقة‬

‫تتسرب في النسيج‪،‬‬

‫يعا من الذاكرة!‬
‫ًل ترحل سر ا‬

‫النساء الالئي قبرن وجعهن‪،‬‬

‫داخل القلب‪،‬‬

‫تجرعن ألمهن دون آه واحدة‬

‫تفر من بين الشفاة‪،‬‬

‫أحدا بخيباتهن؛‬
‫لم يخبرن ا‬

‫طويال بال فائدة‬


‫ا‬ ‫حين انتظرن‬

‫نمو شجرة‪،‬‬

‫كانت ثمارها كجروحهن‬

‫مريرة!‬
‫القصائد التي كتبنها‪،‬‬

‫بمداد من القلب‬

‫بحروف من األلم‪،‬‬

‫نحيبا أنيقاا؛‬
‫كانت ا‬

‫أحدا؛‬
‫ما عاد يريح ا‬

‫ما كانت تدرك حين أطلق سراحها‪،‬‬

‫أنها ستبقى لألبد؛‬

‫سجينة بمعاناة كاتبها!‬


‫لم يعرفه أحد‬

‫قاعدا‬
‫في المقهى تراه ا‬

‫يرتشف قهوته ببطء متعمد‪،‬‬

‫اضعا نظارة مقعرة ًل يرى بها‬


‫و ا‬

‫شيئا‪،‬‬
‫ا‬

‫وًل يهتم أن يرى!‬

‫مصفر اللون؛‬
‫ُّ‬ ‫كتاب‬
‫ٌ‬ ‫بين يديه‬

‫ليمنحه مظهر األصالة!‬

‫ٍ‬
‫بتؤدة ليبدو منهمكا‬ ‫يقلب صفحاته‬

‫بالقراءة‪،‬‬

‫ليوحي لك بالعظمة والثقافة‪.‬‬

‫جدا؛‬
‫طبيعيا ا‬
‫ا‬ ‫يبدو األمر‬

‫لكن ًل تدع الغالف يخدعك‬

‫كل ما في األمر‪،‬‬

‫انتظار‬
‫اا‬ ‫أنه يمرر الوقت‬

‫لصيد جديد يبهره؛‬


‫فيهتف له‪:‬‬

‫مثقف ٍ‬
‫عتيد!”‬ ‫ٍ‬ ‫“ياله من‬

‫بمكتبه‪ ،‬مرصوصةٌ في كل ٍ‬
‫مكان‬

‫على المنضدة‪،‬‬

‫أرفف الحوائط‪،‬‬

‫معلقةٌ بالعشرات!‬

‫كلها تنتظر إطالق سراحها لتبوح‬

‫بالسر‪،‬‬

‫لكنه أبدا لم يمنحها فرصة البوح !‬

‫فقط يحب مشاهدتها أمامه‪،‬‬

‫يتباهي بها حين يأتون إليه‪،‬‬

‫يرى في أعينهم نظرةا منبهرةا‪،‬‬

‫تكاد تقول‪:‬‬

‫ٍ‬
‫مثقف عتيد!”‬ ‫“ياله من‬

‫ليواكب العصر غير مالمح بيته‪،‬‬


‫صار يشبه دا ار كبيرة للكتب‪،‬‬

‫معتقدا‪،‬‬
‫ا‬ ‫زينها بأكبرها‬

‫دليل على كثرة‬


‫أن ضخامتها ٌ‬

‫المعرفة؛‬

‫ليدهش الزائرين‪،‬‬

‫يهتفون في انبهار‪:‬‬

‫ٍ‬
‫مثقف عتيد!”‬ ‫“ياله من‬

‫هكذا كان للكتب لديه‬

‫استخدامات عدة غير زينة البيت‪،‬‬

‫أحد عنه؛‬
‫لكنه لم يرغب أن يعرفها ٌ‬

‫كأن يقذف طفله بأكبرها حين‬

‫يغضبه‪،‬‬

‫ٍ‬
‫منضدة كسر‬ ‫أو يضع بعضها أسفل‬

‫رجلها‬

‫في مشاجرٍة مع زوجته!‬

‫أو ُيحكم بها إغالق نافذة البيت!‬


‫هكذا استحق لقبا آخر‪،‬‬

‫لم يعرفه أحد عنه‪،‬‬

‫تهتف به أفكاري اآلن قائلة‪:‬‬

‫“ياله من…‪!”..‬‬
‫التي لم ترني ورأيتها‬

‫ساعات اًلنتظار تمر مريرة‪،‬‬

‫وأنا لم أعرف بعد بماذا تفكر‪،‬‬

‫صديقتي التي فقدت عقلها‪،‬‬

‫أو ربما وجدته!‬

‫ترشف قهوتها‪،‬‬

‫وتحدث الالمرئي‪،‬‬

‫تناطح نسمة ساكنة‬

‫لم ترتق لمرتبة ريح‪،‬‬

‫يوما وبنا‪،‬‬
‫الريح التي عصفت بها ا‬

‫فلم نعد نراها‪،‬‬

‫ولم تعد ترانا‪..‬‬

‫نحن الذين ًل قلب لهم‪..‬‬

‫نحن العقالء!‬
‫الخريطة‬

‫مالبسك األنيقة المهندمة دائما‬

‫مالبسك باهظة الثمن؛‬

‫يمكنك إطعام مئات الجوعى بها‬

‫مالبسك المعطرة؛‬

‫يثير عطرها حساسية أنفي‬

‫أكثر من حساسية الربيع‬

‫تلك المالبس التي تحيرك في‬

‫اختيارها كل يوم؛‬

‫اخلعها كلها وقف أمام مرآة مثقلة‬

‫جيدا‬
‫ا‬

‫لترى بوضوح ثنيات الجسد المترهل‬

‫ـ جسدك الذي يشبه اآلن خارطة‬

‫ممتلئة بالحفر ـ‬

‫تخبرك عن طرق سلكتها في حياتك‬

‫الماضية والحاضرة‬
‫انظر إلى ـ الخريطة ـ جسدك‬

‫العجوز‬

‫جديدا‬
‫ُ‬ ‫حاول أن تجد فيه مخرجا‬

‫لروح لم تختبر الحياة بعد‬

‫ربما تشبه مالبسك!‬


‫الحكاية‬

‫سأحكي لك القصة كلها‬

‫وأنا أسعل مرة واحدة‪،‬‬

‫أرشف بعض الماء راسمةا الجدية‪،‬‬

‫أعدل نظارتي الجديدة‪،‬‬

‫ألبدو بوقار شيخ هرسته الحياة‪.‬‬

‫ثم أخبرك عن الشجرة‪،‬‬

‫الشجرة التي رغبوا جميعا ثمرها‬

‫رجما باألحجار‪،‬‬
‫فانهالوا عليها ا‬

‫بعيدا ولم يعد‪،‬‬


‫عن العصفور الذي غادر ا‬

‫عن الغيمة التي ترغب كل ليلة في البكاء‪،‬‬

‫لمصير جنية طيبة تسكن غابة‬

‫األشرار!‬

‫عن حديث البحر األخير‬

‫إذ رأى خوف الغريبة‪:‬‬

‫وحدهم من يواجهون الموج يخشاهم الموت‪،‬‬


‫وحدهم الجبناء؛‬

‫عبيدا جيدين للحياة!‬


‫يمثلون ا‬
‫مصباح مكسور‬

‫األوغاد الذين أنرت لهم طويال؛‬

‫كسروا المصباح!‬

‫اآلن قلبي معتم كثقب فضائي‪،‬‬

‫ًل محبة فيه أو كراهية‪،‬‬

‫ًل ضوء يصحبني في رحلتي‬

‫البعيدة‪،‬‬

‫نحو نجمة وحيدة ًل ظل لها‪،‬‬

‫كانت تنتظر مصباحي ليريها‬

‫الطريق!‬
‫الوصايا العشر‬

‫ثم كانت كلماته األخيرة‬

‫قبل أن يلقي عصاه؛‬

‫ًل تنتظري مجئ الربيع‪،‬‬

‫ًل شئ سينبت في الحقل‬

‫أطلق المهر ساقيه للريح‪،‬‬

‫والمساء ممتد على طول الطريق‬

‫ينزف القمر أرقا‪،‬‬

‫وًل عاشق يضمد جرحه‬

‫ِّارفعي رأسك اآليل للسقوط‪،‬‬

‫ًل وسادة هنا ستحمل أفكاره عنك‬

‫قلبك األخضر مفعم بالتجاعيد‬

‫اآلن‪،‬‬

‫جف النبع األسطوري الذي كان‬

‫يسبح فيه‬
‫ًل شئ أكثر حزنا من موجة وحيدة؛‬

‫تباهت بقوتها فأطاحت بقارب‬

‫كثير ليطفو‬
‫دفعته اا‬

‫يمكن لقدمك تقبيل البحر‪،‬‬

‫لكن ًل تجعليها تطأ قلبه فيغرقك!‬

‫ًل تغضبي من الشمس‪،‬‬

‫لم تقصد مطلقا صفع الجسد‬

‫العاري‪،‬‬

‫أغرتها لمعة انعكاس أشعتها عليه‬

‫ًل تحني جذعك للريح لتمر‪،‬‬

‫كوني للريح ريحا!‬

‫لست إًل ماء عاريا‪،‬‬

‫ًل شىء يستر عنه وجهك؛‬

‫ًل تجعلي من الصخر ثوبا يحجبه!‬

‫يمكنك دائما بدء الرحلة برفقتهم‪،‬‬

‫لكن وحدك أنت من سينهيها!‬


‫هنا مقعد ينتظر‬

‫مفسد للحظة‬
‫ٌ‬ ‫ًل شىء‬

‫ًل أشجار يائسة أو حديقة تنتحب‬

‫لعصفور لم يأت البارحة‪،‬‬

‫وتر ٍ‬
‫نافر‬ ‫وأنا لست سوى ٍ‬

‫لعنق ممتد نحو الغيب‬

‫أو قطعة رخام ثلجية‪،‬‬

‫لم يمسسها حزن بعد!‬

‫وحيدا‬
‫مقعدا ا‬
‫وحدي أزين ا‬

‫معا؛‬
‫منذ زمن ننتظر ا‬

‫أجنحة يسكن رفيفها القلب‬


‫كيف نوقف بكاء لو ار‬

‫لو ار تبكي من الظالم‬

‫وأنا ًل أعرف كيف أهدئها‪.‬‬

‫كلما أشعلت لها شمعة‬

‫تحترق قليال ثم تذوب!‬

‫ماليين الشمعات أشعلتها‬

‫لكن ما توقف البكاء‪،‬‬

‫والليل لم ينصت لها‪،‬‬

‫الناس نيام‪،‬‬

‫ًل أحد يتألم لبكائها غيري‬

‫والشمع ما زال يحترق!‬

‫ماذا علي أن أفعل اآلن‪،‬‬

‫بكل بقايا الشمع الذائبة؟‬

‫قمر أبيض‪،‬‬
‫هل أصنع منها اا‬

‫أخفي به رداءة الليل المحيط‪،‬‬

‫أم أصنع منها شمعة أخرى‪،‬‬


‫تحملها مطفأة وتلعن الظالم؟‬

‫أم أصبح لها شمعة تضئ ليلها‬

‫ثم تذوب؛‬

‫أخلص من البكاء والظالم معا!‬


‫ذاكرة الشجر‬

‫أعرف أنك متعب جدا‬

‫وأنا أيضا مثلك‪،‬‬

‫ًل تدع األمر يزعجك‬

‫فهي أمور تحدث دائما‬

‫لألشجار!‬

‫لتكن ذاكرتك مثلي‬

‫مباركة‪،‬‬

‫بنسيان كل ما هو ليس؛‬

‫لن يكلفك األمر سوى‬

‫ضغطة واحدة‪،‬‬

‫ربما دفعة واحدة‪،‬‬

‫أو حتى لكمة واحدة‪،‬‬

‫تسدد إلى الصدر؛‬

‫لتنزلق الذكرى بيسر ماء‬

‫حجر راكدا‪،‬‬
‫يعانق اا‬
‫لن تصاب بشىء‪،‬‬

‫ربما فقط بعض وجع‬

‫إثر لكم الشجرة!‬


‫لم يصل هنا‬

‫لم يصل هنا‪ ،‬أو يعود‪.‬‬

‫هكذا‪،‬‬

‫حائر في اللغة بيننا‬


‫كان اا‬

‫أبدا مطلقاا‪،‬‬
‫لم يكن ا‬

‫أو مقيدا‬

‫لذا‪ ،‬حين أخبرك‬

‫عن انتحار عصفور هنا؛‬

‫قد يساوي ذلك‪:‬‬

‫أن قهوتك لم تعد تدفئني‪ ،‬هناك!‬

‫أو ربما كان ذلك‬

‫جديدا للشتاء!‬
‫ا‬ ‫تعريفاا‬

‫وأنت‪ ،‬لست أنت‬

‫وأنا‪ ،‬لست أنا‬

‫لذا؛‬

‫ربما تكون أنت محض عابر؛‬


‫ضل الطريق للجبل‬

‫أو أنا الطائر الذي‬

‫ضل الطريق للسماء!‬


‫ال شيء‬

‫متداع هنا ‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫ًل شيء‬

‫ًل شىء مدخر هنا‬

‫ًل ماء آسن‪،‬‬

‫أو طعام ًل ملح فيه‪،‬‬

‫ًل صنبور عاطب‬

‫منذ سنوات ِّ‬


‫يسرب المياه‬

‫فوق أواني اتسخت وتراكمت!‬

‫ًل ادعاء هنا‪،‬‬

‫وًل شكوى‬

‫فلم أ ِّ‬
‫ُجيدها يوما‪.‬‬

‫غير أني حائط‪،‬‬

‫تتدلى منه خيوط مهترئة‬

‫لعنكبوت‬

‫أو‪ ،‬إطار قديم‬

‫يحتضن بيأس صورته الباهتة!‬


‫سباق‬

‫كعجوز مخمور‪،‬‬

‫يتحرك بندول الساعة‬

‫تمر دقائقه ببطء سلحفاة عرجاء‬

‫عمرا‪،‬‬
‫تنافس ا‬

‫في سباق الفرصة األخيرة!‬

‫وأنا في مقعد المتفرجين مقيدة‬

‫ًل أعادلهم سرعة المنافسة‬

‫شيئا سوى قلب أنهكته المشاهدة‬


‫وًل أملك ا‬

‫يوشك أن يعلن اًلنسحاب‬

‫من سباق لم يبدؤه!‬


‫المحتويات‬

‫إهداء‪5....................................‬‬

‫حبك أصلح أعمالي‪7.......................‬‬

‫قصيدة للجدار الصامد‪15....................‬‬

‫متحضرا‪19......................‬‬
‫ً‬ ‫كيف تصبح‬

‫شرخ في جدار الغرفة‪25.....................‬‬

‫ال يمكن رشوته‪29...........................‬‬

‫المشهد نافذةٌ‪35..................‬‬
‫َ‬ ‫حين تقرر‬

‫خائنان بورقة رسمية‪39.....................‬‬

‫سر البيت‪43................................‬‬

‫قلبا حطمت الرواية؟‪47...................‬‬


‫كم ً‬

‫نيران هادئة‪51..............................‬‬

‫حتى تفرقنا المعارك‪55......................‬‬

‫ال حياد في المحبة‪59.......................‬‬

‫حافظو السر!‪63............................‬‬

‫كل شيء يحدث هناك‪67....................‬‬

‫بهدوٍء ُ‬
‫كدمية‪71.............................‬‬

‫اكتمال المجرة‪75............................‬‬

‫ال تترك القصيدة وحيدة‪79...................‬‬

‫لم يعانق شجرة‪87...........................‬‬


‫المسكوت عنها‪93..........................‬‬

‫ال أملك ثمن عبور النفق‪97................‬‬

‫الالئي‪101................................‬‬

‫لم يعرفه أحد‪107..........................‬‬

‫التي لم ترني ورأيتها‪115..................‬‬

‫الخريطة‪119..............................‬‬

‫الحكاية‪123.................................‬‬

‫مصباح مكسور‪127.........................‬‬

‫الوصايا العشر‪131..........................‬‬

‫هنا مقعد ينتظر‪137.........................‬‬

‫كيف نوقف بكاء لورا‪141....................‬‬

‫ذاكرة الشجر‪145............................‬‬

‫لم يصل هنا‪149............................‬‬

‫ال شيء‪153................................‬‬

‫سباق‪157..................................‬‬

You might also like