Professional Documents
Culture Documents
Converted File A2053239
Converted File A2053239
واذا رجأعنا الى لسان العرب وجأدنا لجذر النفاق معنيين متناقضين ظاهريًا:
أولهما الموت الذي ل يستحق الكاتراث أبداً ،ولذلك سمي موت البهائم بالنفوق ولم يسمى بذلك موت النسان.
ثاانيهما رواج السلعة أو الشيء ،أي تزايد اهتمام الناس به ،ولذلك قالت العرب :نفق البيع :راج..ونفقت السلعة:
غلت ورغب فيها.
الوجأهان على ما يبدوان عليه من تناقض يصلحان أساسًا لفهم النفاق ،بل لعلمنا لن نستطيع ولوج عمق الدللة
الحقيقية للنفاق من دون الوقوف على هذا الجذر اللغوي بوجأهيه ،ولكن ابن منظور يقرر ان اصطلحا النفاق لم
يشتق من أي منهما وانما اشتق من سلوك اليربوع الذي يدخل الجحر من مدخل واذا هوجأم هرب من »النافقاء«
وهو موضع يرققه اليربوع في مكان حجره حتى اذا هوجأم نقره وهرب منه ،ومن ذلك قال بعض اللغويين
القدامى»:سمي المنافق منافقًا لنه نافق كااليربوع...المنافق يدخل في السلم ثام يخرج منه من غير الوجأه الذي
دخل فيه«.
هذا الصطلحا ظهر في اللغة العربية مع ظهور السلم ،وعنى استناداً الى جأذره اللغوي»:ان يستر المرء
كافره ويظهر ايمانه« والنفاق هنا إذن يشبه الرياء فكلهما اظهار خلف ما في الباطن..ولكن السؤال الذي
يفرض ذاته الن هل كال اظهار المرء خلف ما يضمر أو يبطن هو نفاق؟
نحن في حقيقة المر أمام أكاثر من نوع من أنواع اظهار خلف المضمر او ضده ،ولكنه وان تساوت في
المطلق في القيمة الجهوية الدللية فإنها تفترق عن بعضها في النية بغض النظر عن صورة السلوك..الذي يجعل
هذا السلوك نفاقًا هو قيامه سوء النية أيًا كاانت طبيعة هذه النية من طبائع السوء وجأهاته ،أما أنواع اظهار خلف
المضمر أو ضده للخرين فهي ما سنتحدث عنه تحت عنوان مستويات النفاق وأنواعه.
ل :اذا كانت تحتقر أحداً ،أو ل تحترمه ،أو تعرف أنه سيىء...وأظهرت له أنك تحترمه أنك تراه حسنًا...وكاان أو ً
هذا الشخص أقوى منك أو أكابر أو أعظم..وكاان دافع قلب الحقيقة او اظهار ما يخالف البطان هو الخوف أو
ً
أبعاضا كاان هذا السلوك هو النفاق عينه ،وكاان النفاق هو هذا السلوك. الطمع او التسلق او الوصولية...كا ً
ل أو
ثاانيًا :اذا كانت تحتقر أحداً ،او ل تحترمه ،أو تعرف أنه سيىء...وأظهرت له أنك تحترمه أنك تراه حسنًا...وكاان
هذا الشخص أصغر منك أو أضعف أو أقل شأنًا...ولم يكن الدافع لقلب الحقيقة أو اظهار ما يخالف البطان آتيًا
من ضغط خارجأي أو غاية خارجأية اخرى غير السلوك المباشر بين الطرفين صعب ان نسمي هذا السلوك نفاقًا،
قد يكون خداعًا ولكنه قد يكون انعدام ثاقة في الذات ،وقد يكون أيضًا ضربًا من التوجأيه او التأنيب لصلحا
الخر ،وربما يكون غيره ذلك ،ولكنه لن يكون كال ذلك معًا ،بل لن يجمع احتمالين منها معًا.
ثاالثًا :أما اذا كانت تحترم أحداً وتكن له التقدير الحسن وأظهرت له عكس ذلك أو خلفه كاالزادراء مث ً
ل أو
نفاقا مباشراً ،أي التقليل من
نفاقا لغيره فهو ليس نفاقا ،ومن ثام فإن السلوك ذاته ليس ً
التأنيب..فإنه ان لم يكن ً
المضمر في الظهار ذاته ليس هو النفاق وإنما النفاق هو ما كاان تجاه شخص آخر بما أضمر لهذا الخر ذاته
وليس للشخص موضوع فعل تقليل الحسن المضمر له.
ً
رابعا :أما اذا قام التقليل من شأن من تكن له التقدير الحسن على نية سيئة تسعى من خللها الى تقزيمه او
تحقيره او إفقاده الثقة في نفسه او غير ذلك مما يشبهه فإنه سيكون لؤمًا أو حقداًأو غيرة أو حسداً أو غير ذلك
مما يشبهه وليس هذا من باب النفاق في شيء.
خامسًا :فان لم يقم التقليل من شأن من تكن له التقدير الحسن على نية سيئة مخططة ،ولعلى النفاق لثالث ،ول
على نية حسنة مقصودة ،فإنه سيكون كاذبًا صريحًا لسبب أو لخر ،ضرورة ،ظرف طارىء ،مرض
نفسي...وغير ذلك مما يدور في اطاره ،ول يدخل هذا أيضًا في باب النفاق وان كاان من التباس في صورة
الفعل.
تستوي هذه النواع كالها في صورة الفعل ولكنها تختلف في طبيعة المضمون وغايته ،ولذلك كاان لكل منها اسمه
الخاص ،وكاان النفاق اسمًا لول هذه النواع بالجأماع ،أما النواع الخرى فلكل منها اسمه الخاص،والذي يحدد
هذا السم أو الصطلحا هو طبيعة السلوك وغايته وما قد يحيط به مما يحدده..والنفاق بهذا التحديد قيمة أخلقية
سلبية موجأودة في حياة النسان منذ تكون المجتمعات البشرية لن ما يقود اليها هو مكانة النسان في المجتمع
وبنيته النفسية أو خصائص شخصيته ،هذا يعني أننا أمام أساسين للنفاق هما الساس النفسي والساس
الجأتماعي ،وكالهما على درجأة من التوازاي لتكافؤ يجعل من الصعوبة بمكان تقديم أحدهما على الخر.
مفهوم النفاق الجأتماعي ,اسبابه وطرق علجأة
وف َو َي ْق ِب ُض َ
ون ض َيْأ ُم ُر َ
ون ِبا ْل ُمن َك ِر َو َي ْن َه ْو َن َع ِن ا ْل َم ْع ُر ِ ات َب ْع ُض ُهم ّمن َب ْع ٍ ون َوا ْل ُم َنا ِف َق ُ
قال ال تعالى} :ا ْل ُم َنا ِف ُق َ
ون{ ]الّتوبة.[67: اس ُق َ
ِين ُه ُم ا ْل َف ِ أَ ْيِد َي ُه ْم َن ُسوْا َّ
ال َف َن ِس َي ُه ْم إِ ّن ا ْل ُم َنا ِفق َ
ُتسمى هذه الفعال وأمثالها بــ "الّنفاق الجأتماعي" ،والّنفاق من جأنس الخداع والمكر ،وإظهار الخير وإبطان
السياسة أو
الخاصة ،أو في مجال ّ
ّ خاص ًة في مجال العمل والوظيفة العا ّمة أو
خلفه ،وهو أمر شائع في مجتمعنا ّ
في السواق الّتجارية أو في الّتعامل مع أهل العلم ،..وبعض الّناس يمارسه عن جأهل في حين يتع ّمده آخرون.
كالمة "نفاق" في اللّغة مأخوذة من الّن لفق ،والّن لفق هو حفرة تحفرها الحيوانات وتجعل له فتحتين أو أكاثر ،فإن ت ّمت
مهاجأمتها من فوهة خرجأت من الخرى .فالمنافق في الّتعريف البسيط :هو شخص حربائي متلون حسب
والظروف والمصالح. المعطيات ّ
(3الّنظر إلى من يمارس الّنفاق الجأتماعي نظرة ريبة وانتقاص تأديبًا اجأتماعيًا له.
(4الّت ّ
درب على إسداء الّنصح لجميع الّناس.
ً
موافقا لحقيقتنا. (5الحرص على أن يكون مظهرنا
(6عدم المبالغة في المدحا أو ّ
الذم.
(8ل بّد من مراقبة النسان لحركااته وسكناته ،وأن يجعل أعماله وأقواله منسجمة ومتوافقة ،ويعمل على
نفسه إلى شي ٍء من ذلك ،فليُخالف
كال مظاهر الخداع .وإذا مالت ُ ال ُمطابقة بين القلب واللسان والوجأه ،ويبتعد عن ّ
كال ذلك أن ل ننسى ّ
أن التوفيق والنجاحا دائما بيد ال تعالى ولذا فل ّبد من رغباتها ويعمل بعكسها ،وعلينا مع ّ
الطلب من ال عبر الدعاء أن يو ّفقنا في معالجة أنفسنا ،موقنين بأّنه تعالى برحمته اللمتناهيّة ّ
يمد لنا ليد العون
لنقاذنا ومعاونتنا في خطواتنا العلجأيّة.
الخاتمة
المصادر
https://www.almaaref.org/books/contentsimages/books/zad_ashouraa/zad_ashuraa_1436/
page/lesson3.htm
http://www.dr-shaal.com/multimedia/1881.html
http://alrai.com/article/618633.html