You are on page 1of 9

‫الفصل األول‪ :‬األسلوب الخبري‬

‫األسلوب الخبري هو القول الذي يوصف بالصدق إن طابق الواقع‪،‬‬


‫ويوصف بالكذب إن خالف‪ .‬ويقصد هو قول يراد إفادة السامع فائدة ما‪ .‬وهو كل ما‬
‫يحتمل الصدق والكذب لذاته‪( .‬عبد الغني‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪ )329 .‬وأن الخبر ما احتمل‬
‫الصدق والكذب وال يتوقف تحققه ووجوده على قول المتكلم‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪)100.‬‬

‫ذهب مذهب الجمهور من العلماء إلى أن الخبر يكون صادقا إذا طابق الواقع‪.‬‬
‫ويكون كاذبا إذا لم يكن كذلك‪ .‬فإذا قال القائل { جاء أخوك من السفر }‪ .‬وكان هذا‬
‫الخبر يؤيده الواقع ويقصد أن أخاك قد جاء بالفعل من سفره‪ .‬فذلك هو الصدق‬
‫ويسمى الخبر صادقا‪ .‬اما إذا لم يكن كذلك‪ ،‬فلم يقدم أخوك من سفره‪ ،‬فهنا يكون‬
‫الخبر كاذبا‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪)102.‬‬

‫أما النظام فقد خالف الجمهور‪ .‬وذهب إلى أن الصدق ما وافق االعتقاد‪.‬‬
‫االعتقاد يشير إلى اعتقاد المتكلم‪ .‬والكذب ما خالف االعتقاد‪ .‬وإن تنافيا مع الواقع‪.‬‬
‫فالمعول في الصدق والكذب ليس على الواقع كما ذهب الجمهور وإنما على اعتقاد‬
‫المتكلم‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪ )102.‬إذا قال القائل { جاء أخوك من السفر }‪ .‬وهو‬
‫يعتقده ألنه رأى شخصا يشبه أخاك أو سمع صوتا يشبه صوته‪.‬‬

‫فالخبر عند الجمهور وعند النظام واحد من اثنين يعني إما صدق أو كذب‪ .‬إال‬
‫أنه طابق الواقع فهو صدق‪ .‬وإن خالفه فهو كذب‪ .‬أما الجاحظ ينقسم الخبر إلى ثالثة‬
‫أقسام‪ .‬فهناك خبر صادق وهناك خبر كاذب وثالث ال يوصف بالصدق وال الكذب‪.‬‬
‫(عبّاس‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪)104.‬‬

‫‪ -‬الصادق‪ :‬ما طابق الواقع واالعتقاد معا‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬الكاذب‪ :‬ما خالف الواقع واالعتقاد معا‬
‫‪ -‬ال صدقا وال كذبا‪ :‬ما طبق الواقع وخالف االعتقاد أو طابق االعتقاد‬
‫وخالف الواقع‬

‫المبحث األول‪ :‬تقسيم الخبر إلى جملة فعلية وجملة اسمية‪.‬‬

‫وأن الخبر ينقسم إلى قسمين وهما الخبر الجملة االسمية والخبر الجملة الفعلية‪.‬‬
‫وكل جملة من جمل الخبر لها ركنان وهما محكوم عليه ويسمى بالمسند إليه ومحكوم‬
‫به ويسمى بالمسند‪ .‬وما زاد على ذلك في الجملة غير المضاف إليه وصلة الموصول‬
‫فهو قيد‪ .‬على سبيل المثال‪ { ،‬سافر الصديق } و { الناجح مسرور }‪( .‬عتيق‪،‬‬
‫‪2009‬م‪ ،‬ص‪)48 .‬‬

‫والجملتان السابقتان أن الخبر يكون جملة اسمية وجملة فعلية‪ .‬والجملة‬


‫االسمية تفيد بأصل وضعها ثبوت شيء لشيء ليس غير‪ .‬فجملة { الناجح مسرور }‬
‫ال يفهم منها سوى ثبوت شيء لشيء للناجح من غير نظر إلى حدوث أو استمرار‪.‬‬
‫والجملة االسمية ال تفيد الثبوت بأصل وضعها وال الدوام واالستمرار بالقرائن إال‬
‫إذا كان خبرها مفردا أو جملة إسمية‪ .‬أما إذا كان خبرها جملة فعلية فإنها تفيد التجدد‪.‬‬
‫وأن الجملة الفعلية تفيد االستمرار والتجددي بالقرائن‪( .‬عتيق‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪)49 .‬‬

‫األسلوب اإلنشائي‬
‫الفصل الثاني‪2 :‬‬
‫األسلوب األنشائي هو الكالم الذي ال يحتمل الصدق أو الكذب أو ال يمكن أن‬
‫يوصف صاحبه بالصدق أو الكذب‪ .‬أن الكالم العربي مقسم إلى خبر وإنشاء‪ .‬فالخبر‬
‫نسبة كالمية وكان لها معنى ومدلولها‪ .‬فهي نسبة واقعية‪ .‬أما اإلنشاء فهو مقابل‬
‫ف }‪ .‬فهذا‬
‫الخبر‪ .‬يعني قول ال يوصف بصدق وال بكذب‪ .‬كأن تقول اإلنسان { قِ ْ‬
‫األمر ال يقال لقائله صادقا وال كاذبا‪( .‬عبد الغني‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪)320 .‬‬

‫اإلنشاء لغة اإليجاد واصطالحا ما ال يحتمل الصدق والكذب لذاته نحو اغفر‬
‫وارحم‪ .‬فال ينسب إلى قائله صدق أو كذب‪ .‬وإن شيت فقل في تعريف اإلنشاء ما ال‬
‫يحصل مضمونه وال يتحقق إال إذا تلفظت به‪ .‬فطلب الفعل األمر وطلب الكف في‬
‫النفي وطلب المحبوب في التمني وطلب الفهم في اإلستفهام وطلب اإلقبال في النداء‪.‬‬
‫وكل ذلك ما حصل إال بنفس الصيغ المتلفظ بها‪( .‬الهاشمي‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪)69.‬‬
‫واألسلوب اإلنشائي ينقسم إلى قسمين وهما طلبي وغير طلبي‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلنشاء الطلبي وأنواعه‪3‬‬

‫اإلنشاء الطلبي إن استدعى الكالم الذي يقوله شيئا غير حاصل عند النطق‪.‬‬
‫على سبيل المثال { أكتب الدرس }‪ .‬فإن هذا القول يستدعي شيئا غير حاصل عند‬
‫تلفظك به ألن الذي تخاطبه لم يكن قد كتب الدرس‪ .‬ولو كان قد كتبه لكان كالمك‬
‫تحصيل حاصل‪ ،‬ال فائدة منه‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪ )147 .‬واإلنشاء الطلبي هو‬
‫الذي يستدعي مطلوبا وغير حاصل في اعتقاد المتكلم وقت الطلب‪ .‬ويكون اإلنشاء‬
‫الطلبي بخمسة أشياء وهي األمر والنهي واإلستفهام والتمني والنداء‪( .‬الهاشمي‪،‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ص‪)70 .‬‬

‫‪ .1‬األمر‬
‫‪4‬‬
‫األمر هو طلب الفعل على جهة االستعالء‪ .‬واألمر له أربعة صيغ اال‬
‫وهي فعل األمر والمصدر النائب الفاعل والمضارع المقترن بالم األمر واسم‬
‫فعل األمر‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪)149 .‬‬
‫صل ٰوة وءاتُواْ َّ‬
‫ٱلزك ٰوة‬ ‫‪ -‬فعل األمر ‪ :‬مثل قوله تعالى ۞ ‪..‬وأقِي ُمواْ ٱل َّ‬
‫ضا حس ٗنا‪٢٠ ..‬‬
‫ٱّلل ق ۡر ً‬ ‫وأ ۡق ِر ُ‬
‫ضواْ َّ‬
‫‪ -‬المصدر النائب الفاعل ‪ { :‬صبرا آل ياسر }‬
‫‪ -‬المضارع المقترن بالم األمر ‪ِ :‬ليُن ِف ۡق ذُو سع ٖة ِ ّمن سعتِ ِهۦ ‪٧...‬‬
‫‪ -‬اسم فعل األمر ‪ { :‬صه ! } ال تتكلم إال بخير‬
‫واألصل في األمر أن يدل على الوجوب‪ .‬وإنما يدل على غيره بالقرائن‪.‬‬
‫ومن هنا ال بد أن يكون على جهة العلو أي من األعلى لمن هو أدنى منه‪ .‬فإن‬
‫كان من األدنى إلى األعلى فهو الدعاء‪ .‬وإن كان إلى من يساويك فهو التماس‬
‫ومثل قولنا لصاحبنا‪ .‬وقد يخرج عن معنى األمر إلى معان أخرى‪ ،‬وهي‬
‫اإلرشاد واالعتبار والتخيير واإلباحة والدوام والـتأديب والتعجب والتهديد‬
‫والتمني واإلهانة والتحقير والتعجيز والتسوية واالمتنان‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪)152 .‬‬

‫‪ .2‬النهي‬
‫النهي هو طلب الكف عن الفعل على وجه االستعالء وله صيغة واحدة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وهي المضارع مع ال الناهية‪ .‬مثل قوله تعالى { وال ت ۡقربُواْ ِ ّ‬
‫ٱلزن ٰى إِنَّهۥُ كان‬
‫ٰف ِحش ٗة وساء س ِب ٗيال ‪ .} ٣٢‬وقد تخرج صيغة النهي عن مدلولها الرئيس وهو‬
‫طلب الكف إلى معان تعرف بالقرائن‪ .‬وتستفاد من السياق ومنها اإلرشاد‬
‫والتهديد والتوبيخ والتسلية والتبصر والتحقير والتمني‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪)154‬‬
‫‪ -‬اإلرشاد ‪ :‬عندما يكون النهي يحمل بين ثناياه معنى من معاني النصح‬
‫واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ -‬التهديد ‪ :‬عنما يقصد المتكلم أن يخويف من هو دونه قدرا ومنزلة عاقبة‬
‫ال يرضى عنه المتكلم‪ .‬كما تقول للمهمل في دراسته‪ ،‬ال‬ ‫القيام بفعل‬
‫تدرس‪.‬‬
‫‪ -‬التحقير ‪ :‬عندما يكون الغرض من النهي اإلزراء بالمخاطب والتقليل‬
‫من شأنه وقدراته‪.‬‬
‫‪ -‬التمني ‪ :‬عندما يكون النهي موجها إلى ما ال يفعل ‪.‬‬
‫‪ -‬التيئيس ‪ :‬يكون في حال المخاطب الذي ال يهم بفعل أمر ال يقوي عليه‬
‫فيه من وجهة نظر المتكلم‪.‬‬ ‫أو ال نفع له‬

‫‪ .3‬االستفهام‬
‫‪6‬‬
‫االستفهام من أنواع اإلنشاء الطلبي‪ .‬وهو طلب العلم بشيء لم يكن‬
‫معلوما من قبل بأداة خاصة‪ .‬وأدوات االستفهام كثيرة‪ .‬وعرفنا أن االستفهام‬
‫لفي األصل هو طلب بشيء لم يكن معلوما من قبل بأداة خاصة‪ .‬ولكن‬
‫أدوات االستفهام قد تخرج عن معانيها األصلية إلى معان أخرى على سبيل‬
‫المجاز تفهم من سياق الكالم وقرائن الحال‪ .‬ومن هذه المعاني األخرى‬
‫الزائدة التي تحتملها ألفاظ االستفهام وتستفاد من سياق الكالم وهي النفي‬
‫والتعجب والتمني والتقرير والتعظيم والتحقير واالستبطاء واالستبعاد‬
‫واإلنكار والتهكم والتسوية والوعيد والتهويل والتشويق‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪)106.‬‬
‫‪ -‬التشويق ‪ :‬وفيه ال يطلب السائل العلم بشيء لم يكن معلوما له من‬
‫قبل‪ .‬وإنما يريد أن يوجه المخاطب ويشوقه إلى أمر من األمور‪.‬‬
‫‪ -‬التهويل ‪ :‬هو التفظيع والتفخيم لشأن المستفهم عنه لغرض من‬
‫األعراض‪.‬‬
‫‪ -‬التسوية ‪ :‬تأتي الهمزة للتسوية المصرح بها‪.‬‬
‫‪ -‬التحقير ‪ :‬عندما يخرج االستفهام عن معناه األصلي للداللة على‬
‫ضآلة المسؤول عنه وصغر شأنه مع معرفة المتكلم أو السائل به‪.‬‬
‫‪ -‬التمني ‪ :‬عندما يكون السؤال موجها إلى من ال يعقل‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪ .4‬النداء‬
‫النداء هو طلب إقبال المخاطب ويسمى بدعوة مخاطب بحرف نائب‬
‫مناب فعل كـ { أدعو } أو{ أنادي }‪ .‬وحروف النداء ثمانية وهي يا والهمزة‬
‫وأي وآيا وأيا وهيا ووا وآ‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪ )162 .‬وأن النداء هو طلب‬
‫إقبال المدعو على الداعي بأحد حروف مخصوصة ينوب كل حرف منها‬
‫مناب الفعل { أدعو }‪( .‬عتيق‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪)115 .‬‬
‫‪ .5‬التمني‬
‫التمني هو طلب حصول الشيء المحبوب دون أن يكون لك طمع‬
‫وترقب في حصوله‪ .‬وذلك ألن الشيء الذي تحبه إن كان قريب الحصول‬
‫مترقب الوقوع كان ترجيا وال يسمى تمنيا‪ .‬ولهذا أن التمنى طلب الكستحيل‬
‫والترجي طلب الممكن‪( .‬عبّاس‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪ )156 .‬فاألدوات المستعملة‬
‫لتتحقق الفائدة البالغية للتمني هي { هل – لو – لعل – عسى}‪( .‬عبد الغني‪،‬‬
‫‪2011‬م‪ ،‬ص‪)353.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلنشاء غير الطلبي وأنواعه‬
‫‪8‬‬
‫اإلنشاء غير الطلبي هو إذا كان اإلنشاء ال يستدعي أمرا حاصال عند الطلب‪.‬‬
‫على سبيل المثال { ما أجمل السماء }‪ .‬فإن هذا القول ال يحتمل الصدق والكذب‪.‬‬
‫فهو إنشاء ال يستدعي شيئا غير حاصال ألن هذا القول ال يطلب شيئا‪( .‬عبّاس‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص‪ )147 .‬أن اإلنشاء غير الطلبي ما ال يستدعي مطلوبا غير حاصل‬
‫وقت الطلب كصيغ المدخ والذم والقسم والتعجب‪( .‬الهاشمي‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪)69 .‬‬

‫‪ .1‬المدح‬
‫‪ -‬هناك ألفاظ تدل على المدح وهي { نِ ْعم – حبَّذا }‪( .‬محمد احمد قاسم‬
‫ومحيي الدين ديب‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪ )310 .‬على سبيل المثال‪ { ،‬نعم‬
‫المعرفة ببالد الغربة وحبذا العيش حين قومي جميع }‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ .2‬الذم‬
‫‪ -‬هناك ألفاظ تدل على الذم وهي { بئس – ساء – ال حبذا }‪( .‬محمد‬
‫احمد قاسم ومحيي الدين ديب‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪ )310 .‬على سبيل‬
‫المثال‪ { ،‬بئس العوض من التوبة اإلصرار }‪.‬‬
‫‪ .3‬القسم‬
‫‪ -‬ويكون بالواو { وهللا أو بالباء أو بالتاء تاهلل }‪ .‬على سبيل المثال‬
‫{ وهللا إن اإلسالم حق }‪.‬‬
‫‪ .4‬التعجب‬
‫‪ -‬هو انفعال أو دهشة داخل النفس بسبب وجود صفة بارزة حسنا أو قبحا‪.‬‬
‫على سبيل المثال { ما أجمل السماء } (عبد الغني‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪)365.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like