Professional Documents
Culture Documents
دور الاعلام واثره في انتشار الاسلاموفوبيا161-176 PDF
دور الاعلام واثره في انتشار الاسلاموفوبيا161-176 PDF
*
�إعداد :عبير الفقي
مقدمة
ُيع ّد م�صطلح «الإ�سالموفوبيا» من امل�صطلحات اجلديدة ن�سبي ًا ،وهو ي�شري
�إىل ظاهرة اخلوف ا َمل َر�ضي من الإ�سالم املوجود يف الغرب .وقد مت ا�ستعارة
اجلزء الأخري «فوبيا» الذي معناه «ال ُّرهاب» من م�صطلحات علم النف�س لي�صري
معنى كلمة �إ�سالموفوبيا« :ال ُّرهاب من الإ�سالم» �أو «اخلوف من الإ�سالم» .ومع
�أن بع�ض الباحثني يعتقدون �أن امل�صطلح يفيد يف و�صف احلالة ا َمل َر�ض ّية التي
يوجهون �إليه النقد ،فريون يعاين منها الغرب جتاه الإ�سالم� ،إال �أن هناك من ِّ
عاد للم�سلمني ذاتهم �أكرث من معاداته للدين الإ�سالمي �أن امل�صطلح ُم�ض ِّلل و ُم ٍ
)(1
نف�سه.
مبتابعة و�سائل الإعالم الغربية� ،سنجد �أن ا�ستخدامها مل�صطلح
«الإ�سالموفوبيا» يف العادة ارتبط بظواهر ع ّدة ،مثل وقوع �أو �إحباط �أحداث
�إرهابية ت�ستهدف املجتمعات الغربية ،مما يثري ت�سا�ؤل الغربيني �أنف�سهم عن
((( �أبرز الأمثلة احلالية على ذلك هو مر�شح الرئا�سة الأمريكي «دونالد ترامب» الذي جعل من مهاجمة
املهاجري ��ن وخا�صة امل�سلمني واملناداة بعودتهم �إىل دولهم �أ�سا�س� � ًا حلملته االنتخابية .والأكرث غرابة هو
وج ��ود العديد من امل�ؤيدين له يف تلك املطالب ،وهو م ��ا يعطي االنطباع ب�أن ظاهرة الإ�سالموفوبيا لي�ست
فق ��ط خطاب ًا عدائي� � ًا �ضد امل�سلمني ،ففي املا�ضي كان ��ت م�س�ألة عفوية غري منظمة� ،أم ��ا الآن فهي تبدو
وخمططة تدعمها م�ؤ�س�سات و�أموال طائلة ،ويتق َّدمها �شخ�صيات �سيا�سية بارزة َّ حرك ��ة ممن َهجة ومم َّولة
وبخا�صة يف �أو�ساط احلزب اجلمهوري. ّ مبن فيهم مر�شحو الرئا�سة،
(3) SBS News, “Vatican defends Pope Benedict”,15 SEP 2006 ,At,
http://www.sbs.com.au/news/article/2006/09/15/vatican-defends-pope-benedict
(4) The Runnymede Trust, Islamophobia a challenge a challenge for us all report, (London: The
Runnymede Trust, 1991).
(8) Cecily Hilleary, “Analysis: US Fear of Islam Stronger Than Ever, Root Causes
Deep and Numerous”, Middle East Voices, JANUARY 9, 2012 at: http://
middleeastvoices.voanews.com/2012/01/with-al-qaida-weakened-and-bin-laden-
dead-us-islamophobia-stronger-than-ever/
(9) Ibrahim Kalin, “Islam and the West: Deciphering a Contested History”, Oxford
Islamic Studies Online, Oxford, at: http://www.oxfordislamicstudies.com/Public/
focus/essay0409_west.html
( ((1بنظ ��رة �سريع ��ة على الوطن العربي �سنج ��د �أغلب الدول العربية الآن �إم ��ا �أ�صابها التفكك(ليبيا-
الع ��راق) �أو تعاين م ��ن عدم اال�ستق ��رار ال�سيا�سي واالقت�ص ��ادي (�سوريا ،تون� ��س ،م�صر) خا�صة
بع ��د ثورات الربي ��ع العربي ،مما �أدى �إىل هروب العديد من العرب واللج ��وء �إىل الهجرة ال�شرعية
وغ�ي�ر ال�شرعي ��ة �إىل الدول الأوروبي ��ة .لقد �أعلنت منظمة الهجرة الدولي ��ة يف تقريرها عام 2013
ع ��ن حال ��ة املهاجرين الع ��رب و�شم ��ال �إفريقيا لل ��دول الأوروبية ،وقد ق ��ال ويليام ال�س ��ي �سوينغ،
املدي ��ر الع ��ام للمنظمة الدولي ��ة للهجرة ،ب�أنه ��م مل يعرفوا العد الإجمايل ،حي ��ث تويف العديد من
املهاجري ��ن جمهويل الهوية يف ال�صح ��اري واملحيطات وكذلك يف حوادث �أخ ��رى .غري �أنه �أ�ضاف
�أن التقدي ��رات ت�شري �إىل �أنَّ 236مهاجر ًا عل ��ى الأقل قد توفوا خالل هذه ال�سنة �أثناء �سعيهم وراء
حلمهم باحل�صول على حياة جديدة ،و�أن ه�ؤالء الأ�شخا�ص بائ�سون �إىل درجة �أنه حتى خطر املوت
املحتم ��ل جد ًا مل يردعهم عن القيام به ��ذه الرحلة� ،سعي ًا وراء تلك احلياة اجلديدة .انظر التقرير
ال�سنوي ملنظمة الهجرة الدولية لعام � 2013ص .28
( ((1د .رفع ��ت �سي ��د �أحم ��د ،الإ�سالموفوبي ��ا وال�ص ��ورة النمطية عن الإ�س�ل�ام ،القاه ��رة :مركز يافا
للدرا�سات والأبحاث14،مار�س .2012
(12) Mark Briskey," The importance of recognizing negative stereotypes in a post September
11 world Islam and its misrepresentation», Platypus Magazine, (Sydney: Australian Federal
Police, No. 77 - December 2002) p44.
(16) “Egypt›s Al Azhar Grand Imam visits Germany, set to give speech before Bundestag” ,Alahram
Online ,Tuesday 15 Mar.2016,at: http://english.ahram.org.eg/NewsContentP/1/191050/
Egypt/Egypts-Al-Azhar-Grand-Imam-visits-Germany,-set-to-.aspx
خامتة
نتجت ظاهرة الإ�سالموفوبيا عن العديد من الأ�سباب امل�شرتكة بني الغرب
وال�شرق ،التي كانت ب�سبب من عدم وجود حوار حقيقي بني الطرفني ،وعدم
تقدمي الوجه احلقيقي ال�سمح للإ�سالم ،واتخاذ الدولة امل�ؤ�س�سات الإعالمية
�أدوات لتحقيق �أهدافها ال�سيا�سية بت�شويه الإ�سالم ،ون�شر اخلوف بني مواطنيها
من الإ�سالم وامل�سلمني ،لك�سب ت�أييدهم يف ما يتَّخذه قادتهم من قرارات غري
�صائبة.
بالإ�ضافة �إىل ذلك ،ف�إن الدور املتخاذل من الدول العربية والإ�سالمية يف
ن�شر الإ�سالم ال�صحيح ،والرتويج له عن طريق تكري�س جهودها من �أجل ذلك،
والتو�سع يف انت�شارها يف
ُّ كان عام ًال م�ساعد ًا يف ا�ستمرار ظاهرة الإ�سالموفوبيا،
الدول الغربية ،ومعاناة امل�سلمني هناك من �سوء املعاملة والتمييز.