You are on page 1of 14

‫محاضرة‬

‫ن‬
‫فتتــ ف‬
‫ه ال ف‬
‫قــ ه‬
‫فف قِ‬

‫لفضيلة الشيخ‬
‫سليمان بن سليم الله الرحيلي‬
‫حفظه ال تعالىى‬

‫]شريط مفررغّ[ ‪‬‬


‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪2‬‬

‫بسم ال الرحــنٰ الرحيم‬

‫المد ل اللك القـدوس السـلم‪ ،‬أكرمنـا بـدينٰ السـلم‪ ،‬وأكمـل لنـا الـدينٰ وأتتـ علينـا النإعـام‪ ،‬وأشـهد‬
‫أن ل إله إل ال وحده العبود القح على الدوام‪ ،‬وعـد الوحـدينٰ بالنـة دار السـلم‪ ،‬وتوتعـد العصـاة بهنـم‬
‫دار النإتقــام‪ ،‬وأشــهد أ رن ممــدا عبــده ورسـ ـوله البعــوث رحــة للنإــام‪ ،‬ختــم الـ ـ بــه النإبيــاء فكــان مســك‬
‫التــام‪ ،‬مــنٰ الــتزم ســنته اهتــدى واســتقام‪ ،‬ومــنٰ أحــدث فـ أمــره مــا ليــس منــه فهــو ررد مــع الثآــام‪ .‬صــلى الـ‬
‫عليه وسلم أكمل صلة وأت سلم‪ ،‬ورضي ال عنٰ آله الطييبي العلم وصحابته اليار الكرام‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فأيها الخوة الفضلء‪ ..‬أحييكم بتحية السلم‪ :‬فالسلم عليكم ورحة ال وبركاته‪.‬‬
‫ورأودهـم ف ال باللء‬ ‫أهل وسهل بالذينٰ أأحبدـهم‬
‫غأير الأوجُوه رزيءنٰ أكيل رملءء‬ ‫أهل بقوم صالي ذوي تقى‬
‫أيها الخوة أيهـا الحبـة‪ ..‬إرن الـ –سـبحانإه وتعــال‪-‬ى حكيــم عليـم خــبي خلقنــا وأوجُـدنإا وجُعـل الـدنإيا‬
‫سكرنا لنا ول يعلها مستقررا لنا‪ ،‬وإنا هي دار مرر إل الدار العظمى؛ إل الدار الخرة‪.‬‬
‫وق ــد ش ــاء الـ ـ بكمت ــه أن يع ــل الـ ـدنإيا دار ابتلء واختب ــار‪ ،‬وجُع ــل فيه ــا أنإوارع ــا م ــنٰ الفتـ ـ يتميتــز ب ــا‬
‫ء‬
‫ب‬ ‫الصــادقون مــنٰ الكــاذبي والثــابتون مــنٰ الناكصــي‪ ،‬كمــا قــال ربنــا –ســبحانإه وتعــال‪-‬ى‪} :‬الـ )‪ (١‬أررحسـ ر‬
‫ء‬ ‫ء ء ء‬
‫صردقأوا‬ ‫س أرفن يأفـتـررأكوا أرفن يرـأقولأوا آررمتنا روأهفم رل يـأففترـأنورن )‪ (٢‬رولررقفد فرـترـتنا التذيرنٰ مفنٰ قرـفبلءهفم فرـرليرـفعلررمتنٰ اللتهأ التذيرنٰ ر‬
‫التنا أ‬
‫ء‬
‫ي{]العنكبوت‪-1:‬ى‪. [3‬‬ ‫رورليرـفعلررمتنٰ الفركاذبء ر‬
‫والفت أنإواع متنوعة‪ ،‬فمنها‪ :‬فتنة الال والولد‪ ،‬يقول ال –عز وجُل‪-‬ى‪} :‬روافعلرأموا أرترنا أرفمـروالأأكفم روأرفورلأدأكـفم‬
‫ءففتـنرةم روأرتن اللتهر ءعفنردهأ أرفجُمر رعءظيمم{]النإفال‪ .[28:‬يقول العلماء‪ :‬إن العبد ف الدنإيا قد يفرت باله وقــد يفتـ‬
‫ف ماله‪ ،‬وإن العبد ف الدنإيا قد يفت بولده وقد يفت ف ولده وقد يفت منٰ ولده‪.‬‬
‫ومنٰ الفت أيضا فت الي والشر والطاعة والعصية‪ ،‬والغالب أرن الطاعة والي تتاج إل صب فهي ف‬
‫جُانإب الكروهات والكاره ف جُهة ما يلحقح النإسان منٰ تعب فيها‪.‬‬
‫وفتنة الشر والعصية والغالب أرن العاصي تكون منٰ جُهة الشهوات الت قـد يبهــا النإســان وتزيـتـنٰ لــه‪،‬‬
‫ت رونإرفـبـلـأـوأكفم ءبالتشـير روافلرفءيـ ءففتـنرـةر روإءرفليـنرــا تأـفررجُعأــورن{]النإبيــاء‪:‬‬
‫س رذائءرقـةأ الفمـو ء‬
‫رف‬ ‫يقــول الـ –عــز وجُــل‪-‬ى‪}:‬أكـدل نإرـفـ س‬
‫‪.[35‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪3‬‬

‫ومنها‪ :‬فتنة الناس بالناس باختلفا أحوالم منٰ فقر وغن وصحة ومـرض وغيـ ذلـك‪ ،‬يقـول الـ –عـز‬
‫ء‬ ‫وجُل‪-‬ى‪} :‬وما أررسفلرنا قرـبـلر ر ء‬
‫ضـأكفم‬ ‫ي إءتل إءنإـتأهفم لريرـأفأكألورن الطترعـارم روريفأشـورن ءف افلرفسـرواءق رورجُرعفلنرـا برـفع ر‬
‫ك مرنٰ الفأمفررسل ر‬ ‫رر ف ر ف‬
‫صريا{]الفرقان‪.[20:‬‬ ‫كبء‬ ‫ض ءففتـنرةر أرتر ف ء‬ ‫ءلبرـفع س‬
‫ص أبورن روركارن رربد ر ر‬
‫ومنها‪ :‬فتنة النإسان بالنإسان منٰ جُهة أخرى؛ وهــي مـنٰ جُهــة الـدح والــذم والتســلط‪ ،‬يقـول الـ –عــز‬
‫وجُل‪-‬ى‪}:‬وءمنٰ التناءس منٰ يـأقوأل آرمتنا ءباللتءه فرءإرذا أأوءذي ءف اللتءه جُعل ءففتـنرةر التناءس ركعـرذا ء ء ء‬
‫صـمر‬‫ب اللتـه رولرئـفنٰ رجُاءر نإر ف‬ ‫ر‬ ‫رر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫رف ر‬ ‫ر ر‬
‫ء‬ ‫ء‬ ‫ء‬
‫ي{]العنكبــوت‪ ..[10:‬إلـ غيـ‬ ‫س اللتـهأ بءـأرفعلررم بـرـا ءفـ أ‬
‫صـأدوءر الفرعــالرم ر‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ي‬
‫ف‬‫ر‬‫ل‬‫و‬‫ر‬‫ر‬‫أ‬ ‫م‬
‫ف‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫أ‬ ‫ع‬
‫ر‬ ‫م‬
‫ر‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬
‫ت‬
‫ن‬ ‫ك‬
‫أ‬ ‫ـا‬‫إت‬
‫ـ‬‫نإ‬‫ك رليـأقــولأتنٰ ء‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ـ‬
‫ي‬ ‫ب‬
‫ر‬‫ر‬ ‫نٰ‬
‫ف‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫ذلك منٰ الصور الكثية للفت الت يفت با العبد فـ الـدنإيا‪ ،‬إل أرن رأس الفتـ وأعظمهــا الفتـ العامـة الــت‬
‫تقع لعموم المة وتقع ف كثيينٰ منها؛ كفتنة الروج على ول المر‪ ،‬وفتنة الفساد الـذي تفنـتـنٰ فيـه النــاس‬
‫سي ف هذا الزمان بالرهاب‪ ،‬وفتنــة التكفيـ والتبــديع والتفســيقح والتنابــذ باللقــاب مــنٰ غيـ‬ ‫اليوم‪ ،‬ومنه ما أي‬
‫ت دققح القتضى الشـرعي للوصـف‪ ،‬وكـذا فتنـة التبـاغض والتـدابر والتهـاجُر مـنٰ غيـ تقـقح السـبب الشـرعي‪..‬‬
‫إل غي ذلك منٰ الفت العام الت كثرت ف هذا الزمان والت تقود إل الغلـو أوالتفريــط والــت مــا سـقط فيهـا‬
‫أحد أبدا إل فسد عيشه وتكدرت نإعمته وأظلم قلبه ضاقت نإفسه بالناس‪.‬‬
‫هــذه الفتـ العامــة مــنٰ أخطــأ فيهــا الطريــقح ولـ يلــزم الصــول الشــرعية وانإغمــس فيهــا لبــد أن يصــل لــه‬
‫ضيقح الصـدر بالنـاس حـت يبلـغ بـه الـال أن ينفـر مـنٰ والـديه وأهلـه وأقـاربه وأن ينفـر مـنٰ النـاس‪ ،‬ولبـد أن‬
‫تتكدر نإعمته‪ ،‬وصدق معاوية –رضي ال عنه‪-‬ى حيث قال‪) :‬إياكم والفتنة‪ ،‬فل تتهمموُّا بها‪ ،‬فإنها تفسسسد‬
‫المعيشة‪ ،‬وتكدر النعمة‪ ،‬وتوُّرث الساتئصال( ذكره الذهب ف اليسري‪.‬‬
‫وص ــدق حذيف ــة –رض ــي الـ ـ عنــه‪-‬ى حيــث قــال‪) :‬إيسساكم والفتسسن‪ ،‬ل يتش ستخصَ لهسسا أحسسد‪ ،‬وال س مسسا‬
‫صَ فيها أحد إل نسفته كما ينسف السيل الدم( رواه عبد الرزاق الاكم‪.‬‬
‫تشتخ ت‬
‫ونإبينا –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى الشفيقح بالمة أخبنإا عنٰ كثرة وقوع الفت ف هذه المة‪ ،‬ومنٰ ذلك مــا‬
‫جُاء عنٰ أسامة –رضي ال عنه‪-‬ى قال‪ :‬أشرفا النب –صلى ال عليــه وســلم‪-‬ى علــى أطأـسم مــنٰ آطــام الدينــة‬
‫فقال‪)) :‬هل تررون ما أرى؟ هل تررون ما أرى؟ إن لرى مواقع الفت خلل بيوتكم كمواقع الرقطر(( متفقح‬
‫عليه‪.‬‬
‫وعنٰ أب هريرة ‪-‬ىرضي ال عنه‪-‬ى أرن رسول الـ –صلى الـ عليـه وسـلم‪-‬ى قـال‪)) :‬بـادروا بالعمـال فتنرـا‬
‫كقطــع الليــل الظلــم‪ ،‬يصــبح الرجُــل مؤمنــا ويصــبح كــافرا يــبيع دينــه برع ـررض مــنٰ ال ـدنإيا (( رواه البخــاري ف ـ‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪4‬‬

‫وعنٰ حذيفة –رضي ال عنه‪-‬ى قال‪) :‬كنا عند عمر فقال‪ :‬أيكم سامع رساوُّل الس –صسسلى الس عليسسه‬
‫وساسلم‪ -‬يسذكر الفتسسن ( وهــذا يــا إخــوة أصــل عنــد أهــل العــم فـ تــذاكر الســلمي للفتـ ليحــذروها وليعرفـوا‬
‫الطريقح الستقيم الذي تقع به النجاة منهــا‪ ،‬عمــر –رضــي الـ عنــه‪-‬ى يقــول للســائه وفيهــم حذيفــة‪) :‬أيكم‬
‫سامع رساوُّل ال –صلى ال عليه وسالم‪ -‬يذكر الفتن؟ فقال قوُّم‪ :‬نحن سامعناه‪ ،‬فقسسال عمسسر –رضسسي‬
‫ال س عنسسه‪ :-‬لعلكسسم تتعنسسوُّن فتنسسة الرجسسل فسسي أهلسسه وجسساره؟ قسسالوُّا‪ :‬أجسسل‪ ،‬قسسال‪ :‬تلسسك تكفرهسسا الصسسلةا‬
‫والصسسيام والصسسدقة ولكسسن أيكسسم ساسسمع النسسبي –صسسلى الس عليسسه وساسسلم‪ -‬يسسذكر الفتسسن السستي تمسسوُّج مسسوُّج‬
‫البحسسر؟ ‪ ،‬هــذه الفتـ العامــة العظيمــة‪ ،‬فقسسال حذيفسسة –رضسسي الس عنسسه‪ :-‬فأساسسكت القسسوُّم‪ ،‬فقلسست‪ :‬أنسسا‪،‬‬
‫ت رساسوُّل الس –صسسلى الس عليسسه وساسسلم‪ -‬يقسوُّل ‪)) :‬تأعـررض‬ ‫فقسال‪ :‬أنسست بسسال أبسسوُّك‪ ،‬قسال حذيفسسة‪ :‬ساسسمع ت‬
‫ء‬
‫الفت ـ علــى القلــوب كالصــي عــودا عــودا‪ ،‬فــأي قلــب أش ـءربا نإأك ـ ر‬
‫ت فيــه نإكتــة ســوداء‪ ،‬وأي قلــب أنإكرهــا‬
‫نإكت فيه نإكتة بيضاء حت يصي على قلبي‪ :‬على أبيض مثل الصفا فل تضــره فتنـة مـا دامــت الســماوات‬
‫والرض‪ ،‬والخــر أســود ءمفربـرـادا كــالكوز أمرءخيرــا ل يعــرفا معروفــا ول ينكــر منركـرا إل مــا أشـءرب مــنٰ هـواه((‬
‫والديث رواه مسلم ف الصحيح‪.‬‬
‫وقد ب ري النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى مع بيانإه كثرة الفت‪ :‬الطريقح الواضح والسرلك الأمون الذي مــنٰ‬
‫سار فيه سار على السلمة وكان على خي حال‪.‬‬
‫وقد اهتم السلف بتقرير هذا الطريقح وتبيينه وبرينوا أنإه ل سلمة للمة ول ســلمة للمــؤمنٰ ول مــرج مــنٰ‬
‫الفت إل بسلوكه بفضل ال –سبحانإه وتعال‪-‬ى‪ ،‬وهذا ما عنيناه بـ )فقه الفتن(‪.‬‬
‫وهذا الفقه يسلم منٰ حله وعمل به وتعلتمـه –إن شـاء الــ‪-‬ى ءمـنٰ أن يكـون ســببا فـ فتنــة أو فـ إيقـاع‬
‫عباد ال فيها‪ ،‬كما يسلم ءمنٰ أن يكون ءمنٰ أهل الفتـ الـواقعي فيهـا‪ ،‬ويسـلم ءمـنٰ أن أيظلءـم قلبـه بـالفت –‬
‫والعيــاذ بــال‪-‬ى وف ـ الفت ـ فل يعــرفا الص ـواب فيهــا بــل يكــون موقنــا موفتقــا لعرفــة الص ـواب مســتني القلــب‬
‫مستقيم الدرب؛ لنإه سلك طريقا برينه النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى ‪.‬‬
‫ولــذا يــا إخــوة يقــول العلمــاء‪ :‬إرن ءمــنٰ أشــرفا العلــوم‪ :‬أن يعلــم النإســان فقــه الفتــ‪ ،‬كيــف يتعامــل مــع‬
‫الفت‪.‬‬
‫والعلـوم أيهــا الخــوة أنإـا نإعيـش زمنــا كـثرت فيـه الفتـ واشــتد فيـه جُهــل كــثي مــنٰ النـاس بفقـه الفتــ‪ ،‬مـا‬
‫جُعل كثيا منٰ شبابنا وإخوانإنا يتســاقطون فـ الفتـ ويكونإــون وقـودا لـا‪ ،‬وقــاد بعـض الشـباب الــذينٰ أيرجُـى‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪5‬‬

‫فيهــم اليـ ـ إلـ ـ الوقــوع فـ ـ الفتـ ـ وإلـ ـ دللــة النــاس علــى الفتــ‪ ،‬فأصــبح كــثي مــنٰ شــبابنا ل يــدري أيــنٰ‬
‫السلمة ول يدري ف أري اتاه يسي حت يكون منٰ الغرقى ف الفت‪ ،‬وإن نا منها فمخدوش‪.‬‬
‫ولذا يا إخوة العلم بالفت وبفقه الفت علم شريف؛ لنإه يبري للمسلم طريقح السلمة قبل الوقوع‪.‬‬
‫ولذلك يقول السلف‪" :‬الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء وانغمس فيها الدهماء‪ ،‬وإذا أدبرت عرفها‬
‫الدهماء"‪ ،‬لاذا؟ لرن الفتنة إذا أقبلت تتزرينٰ‪ ،‬تتزينٰ بالغية على الدينٰ‪ ،‬تتزينٰ بقــول العــروفا‪ ،‬تــتزينٰ ويظــنٰ‬
‫ت تكرشــفت وهنــاك يعرفهــا‬ ‫بعــض النــاس أ رن هــذا ل يــافا فـ ـ الـ ـ لومــة لئــم‪ ،‬فتــتزينٰ فتغــر‪ ،‬فــإذا أفســد ف‬
‫ت وإذا أدبـرت تـبتينت"‪،‬‬ ‫ت تشـتبه ف‬‫الدهاء‪ ،‬وهذا ما فرسره مطيرفا بنٰ عبد ال حيث قال‪ :‬إرن الفتنة إذا أقبلـ ف‬
‫ت عرفها كل عال‪ ،‬وإذا أدبرت عرفها كل جُاهل"‪.‬‬ ‫ويقول السنٰ البصري‪" :‬إرن هذه الفتنة إذا أقبل ف‬
‫ولذلك منٰ العبارات الميلة لهل العلم ف مسألة الفتنة جلة يسرة ما أجلها ومــا أعظــم مــا حلتــه مــنٰ‬
‫معن يقولون فيها‪" :‬إرن الفتن أولها تيغرر وقد تيسرر وآخرها تحنظل تمر"‪ ،‬الفتنة ف أولـا تغــر مـنٰ لـ يعــرفا‬
‫فقه الفت وقد تســره ولكــنٰ عاقبتهــا عليـه وعلــى متمعـه وعلـى أمتـه‪ ،‬لبــد أن تكــون حنظل أمـررا‪ ،‬ول يكــنٰ‬
‫أن تنتج خيا أبدا‪.‬‬
‫وأخطــر المــر ف ـ هــذا يــا إخــوة أن يشــتبه المــر ف ـ الفت ـ علــى طلب العلــم الــذينٰ يعليمــون ويطبــون‬
‫الذينٰ يراد منهم أن يكونإوا مشعل نإور للمة أن يكونإوا منٰ الذينٰ يدرلون المة على الي‪.‬‬
‫بعــض طلب العلــم قــد تشــتبه عليــه الفتــ؛ لعــدم رســوخ أقــدامهم ف ـ العلــم‪ ،‬فيتكلمــون ف ـ الفت ـ فل‬
‫يأص ـءلحون‪ ،‬بــل يفســدون ول يلــتزمون فقــه الفت ـ ول يرجُعــون لهــل العلــم؛ مــا يوقءــع كــثيا مــنٰ النــاس ومــنٰ‬
‫العوام ف الية إن ل يكردسهم ف الفتنة ويكبهم ف جُحيمها‪.‬‬
‫والمعلوُّم أيها الخوُّةا أرن الفتنة إنما يهريجّها في العامة صنفان‪:‬‬
‫‪-‬ىالول‪ :‬منٰ قصده حسنٰ لكنه غي فقيــه وغيـ راســخ فـ العلــم‪ ،‬فهـو عنــده قصـد حسـنٰ وعنـده قلــب‬
‫طيب لكنه ليس عنده رسوخ ف العلم‪.‬‬
‫‪-‬ى والثاني‪ :‬منٰ قصده سيئ‪ ،‬يريد الشر بالسلمي‪.‬‬
‫وقد يستعمل الثان الورل ف تقيقح مراده‪ .‬ولذلك بعض شباب المة يستعملهم أعداء المــة للفســاد‬
‫على المة بجة الدينٰ وبجة التددينٰ‪.‬‬
‫وكم رأينـا مـنٰ شـبابنا الـذينٰ وقعـوا فـ الفتـ مـنٰ صـادهم أهـل الشـر‪ ،‬أنإـا وجُـدت بعـض الشـباب عنـدما‬
‫ت أنــم اســتندوا فـ أول انإزلقهــم فـ الفتنــة علــى تقــارير مشــبوهة‬
‫نإاصــحناهم وعنــدهم فكــر منحــرفا وجُــد أ‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪6‬‬

‫منٰ دول ليست مسـلمة ف دول مسلمة‪ ،‬قـالوا‪ :‬إرن الدولـة الفلنإيــة ذرركـرر تقريـر الدولـة الفلنإيـة أنـا أعـانإت‬
‫على السلمي ف كذا وأعانإت على السلمي ف كذا‪ ،‬وهـذه لشـك أنـا أمـور تأـردس علـى هـؤلء الشـباب‬
‫ف إيقاعهم ف الفتنة‪.‬‬
‫ت أن رأذكر شيئا يسيا منٰ فقه الفت وأذكر الرسوخ ف هذا‪.‬‬ ‫ولذا يا إخوة أحبب أ‬
‫وأعظم أصول الفت جعهـا النـب –صـلى الـ عليـه وسـلم‪-‬ى فـ وصـية‪ ،‬ومـا أعظـم الوصـية عنـدما تكـون‬
‫مــنٰ تــب‪ ،‬فكيــف إذا كـانإت الوصــية مــنٰ أعظــم مــنٰ تــب مــنٰ البشــر؟ كيــف إذا كـانإت الوصــية مــنٰ تبــه‬
‫أعظم منٰ مبتك لنفسك والناس أجعي؟ كيف إذا كانإت الوصية منٰ تعلم أنإــه بــك رؤوفا رحيــم –صــلى‬
‫الـ عليــه وســلم‪-‬ى؟ النــب –صــلى الـ عليــه وســلم‪-‬ى لــا رورعـرظ الصــحابة موعظــة بليغــة وجُلــت منهــا القلــوب‬
‫ر‬
‫وذرفت منها العيون فقالوا‪ :‬يا رسول ال!هل كأنا موعظة موردع فأوصنا‪ ،‬قــال مــاذا؟ قــال‪)) :‬أوصـيكم بتقــوى‬
‫الـ والســمع والطاعــة وإن تــأرمر عليكــم عبــد فــإرن مــنٰ يعــش منكــم بعــدي فســيى اختلفــا كــثيا‪ ،‬فعليكــم‬
‫بسنت وسنة اللفاء الراشدينٰ الهديي تسكوا با وعضـوا عليهـا بالنواجُـذ‪ ،‬وإيـاكم ومـدثآات المـور فـإرن‬
‫كل مدثآة بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار((‪ .‬هذه الصول الثلثآة أعظم أصول فقه الفت‪.‬‬
‫‪-‬ىالصل الول‪ :‬تقوى ال‪.‬‬
‫‪-‬ىوالصل الثاني ‪ :‬السمع والطاعة لنٰ وله ال أمرنإا ولزوم جاعة السلمي وإمامهم‪.‬‬
‫‪-‬ىوالصل الثالث‪ :‬لزوم السنة والذر منٰ البدعة‪.‬‬
‫أمسسا الصسسل الول وهسسوُّ تقسسوُّى الس فل إلــه إل الـ مــا أعظــم هــذه الكلمــة‪ ،‬قليلــة البنـ لكنهــا عظيمــة‬
‫العن‪ ،‬ما مـنٰ خيـ فـ الـدنإيا والخـرة إل وهـو تـت رايـة التقـوى‪ ،‬لكـرنٰ مـرادي هنـا أيهـا الخـوة أن أتكلـم‬
‫عنٰ علقة التقوى بالسلمة منٰ الفت‪.‬‬
‫الـ –عــز وجُــل‪-‬ى يقــول‪} :‬رورمـفنٰ يرـتـءقح اللتـهر رفيرعـفل لرـهأ رمفرررجُــا{]الطلق‪ [2:‬يقــول ابــنٰ عبــاس –رضــي الـ‬
‫عنهما‪-‬ى‪ :‬يعل له مرجُا منٰ كل ضيقح ف الـدنإيا والخــرة‪ .‬فالــذي يتــقح الـ علـى وجُــه القيقـة يعــل الـ لــه‬
‫مرجُا منٰ الضايقح‪ ،‬ومنٰ تلك الضايقح مضايقح الفت‪.‬‬
‫وتقوى ال‪ :‬أن تعمل بطاعة ال على نإور منٰ ال ترجُو ثآـواب الــ‪ ،‬وأن تـتك معصــية الـ علــى نإــور مــنٰ‬
‫ال تافا عقاب ال‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪7‬‬

‫وأضرب لكم مثال واحدا أأبري فيه كيف أرن تقوى ال –عـز وجُـل‪-‬ى مـرج مـنٰ الفتـ‪ .‬لنأخـذ مثـال فتنـة‬
‫التكفيـ ـ وإطلق اللس ــان فـ ـ تكفيـ ـ الس ــلمي فـ ـ خاص ــتهم م ــنٰ المـ ـراء والك ــام والعلم ــاء أو فـ ـ عم ــوم‬
‫السلمي‪.‬‬
‫السلم إذا اتقى ال ف إخوانإه واتقى ال ف لسانإه يكون ذلك عونإا لــه –بــإذن الــ‪-‬ى علــى الســلمة مــنٰ‬
‫هذه الفتنة العظيمة‪ .‬فالسلم إذا سع إرن أخاه السلم ‪-‬ىسواء كان حاكما أو فردا منٰ الناس‪-‬ى قال كفرا أو‬
‫فعل كفرا؛ ل يفرح بذا الكلم وينشره وأيظءهره بل يتقح ال ف أخيه‪ ،‬فيتثتبت أول هل صدر هذا الفعل منٰ‬
‫هذا الرجُل؟ وهل صدر هذا القول منٰ هذا الرجُل؟ ول يلو المر منٰ ثآلث أحوال‪:‬‬
‫‪-‬ىإما أن يثبت أنإه ل يصدر منه‪.‬‬
‫‪-‬ىوإما أن يكون مل شك‪.‬‬
‫‪-‬ىوإما أن يثبت أنإه صدر منه‪.‬‬
‫فإن ثآبت أنإه ل يصدر منه قال‪ :‬المد ل الذي رنا أخي منٰ هذا المر العظيم‪ ،‬وفرح بذا‪.‬‬
‫وإن شــك‪ ،‬فالصــل فـ الســلم الســلم وعنــد الشــك يعــاد إلـ الصــل فيقــال‪ :‬الصــل أنإــه لـ يقــل ولـ‬
‫يفعل‪.‬‬
‫طيب إن ثآبت أنإه قال هذا القول أو هذا الفعل هل يبادر بتكفيه؟ الـواب‪ :‬ل‪ ،‬بــل يتــقح الـ فـ أخيــه‬
‫وف دينه هنا‪ ،‬فينظر هل هذا القول عنـد العلمـاء مكيفـر؟ وهـل هـذا الفعـل عنـد العلمـاء مكيفـر؟ لنإـه ليـس‬
‫كل ما قال الناس أنإه مكفر يكون مكفرا‪ ،‬بل لبد منٰ الرجُـوع إلـ كلم أهـل العلـم ف السـألة‪ ،‬فإن قـال‬
‫العلماء إنإه ليس مكفرا فإنإه ف هذه الال يقول‪ :‬المد ل الذي ل يعل أخي يقــع فـ الكفــر‪ ،‬وإن ثآبــت‬
‫أنإه مكفر هل يسارع بتكفي أخيه؟ ل‪ ،‬بل يتمسك بتقوى ال فـ أخيــه وفـ ديـانإته فينظــر هــل هــذا الفعـل‬
‫الكفــر أو القــول الكفــر الــذي صــدر منــه تتمــع فـ ـ حقــه الشــروط وتنتفــي الوانإــع أو ل؟ فــإذا وجُــد أرن‬
‫ل؟ لرن العلماء يا الخوة يقولون‪ :‬فــرمق‬ ‫ء‬
‫الشروط ل تنطبقح عليه وأرن فيه موانإع فإنإه يتقح ال فيه ول يكفره‪ ،‬ر‬
‫صف الفاعل بالكفر؛‬ ‫صف الفعل بالكفر لكنٰ ل يو ر‬ ‫صف الفاعل بالكفر‪ ،‬قد يو ر‬ ‫صف الكفر وبي رو ف‬ ‫بي رو ف‬
‫لوجُود مانإع‪.‬‬
‫ولذا صور كثية‪ ،‬ومنٰ ذلك نإذكر شـيئا واحـدا أو اثآنيـ‪ ،‬مـنٰ ذلـك مثل‪ :‬قصـة الرجُـل الـذي كـان مـنٰ‬
‫المــم الــت كـانإت قبلنــا‪ ،‬فظلــم نإفســه وأســرفا علــى نإفســه بالـذنإوب‪ ،‬ثـ لــا حضـرته الوفــاة مــاذا قــال؟ قــال‬
‫ر‬
‫لبنـائه‪ :‬إن أنإـا مـت فحيرقـون ثـ دقـون ثـ ذأررونـ ف الـواء‪ ،‬لـاذا؟ يقـول‪ :‬فـوال لئـنٰ قدر الـ علـري ليعـرذبن‬
‫عذابا ما عـذبه أحدا مـنٰ العـالي‪ ،‬يقـول‪ :‬أنإـا أسـرفت علـى نإفسـي بالـذنإوب فـأحرقون فـإذا بقـي منـ شـيئا‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪8‬‬

‫فل تتكوه بل دقوه ث ذدروه حت يتفرق‪ ،‬قال‪ :‬فوال لئنٰ قدر ال علري‪-‬ى كأنإه ظنٰ أرن ال لنٰ يقدر عليه إذا‬
‫فأءعل به هذا‪-‬ى فوال لئـنٰ قـدر الـ علـري ليعـ رذبن عـذابا مـا عـذبه أحدا مـنٰ العـالي‪ ،‬فبعثـه الـ –عـز وجُـل‪-‬ى‬
‫فسأله عما حله على هذا؟ فقـال‪ :‬خوفـك يـا ربـ‪ ،‬ذأءهـل‪ ،‬فـأدخله الـ النـة‪ .‬ولـو كـان كـافرا مـا رأى النـة‬
‫قط ولكنه ف هذه الال قال العلماء‪ :‬غلب الوفا على عقله فلم يدرك حقيقة ما يقول‪.‬‬
‫ولذلك أذكر لكم الصورة الثانإية‪ :‬قبـل تريـ المـر كـان حـزة –رضـي الـ عنـه‪-‬ى مـع بعـض أصحابه فـ‬
‫بيت وشربوا المر‪ ،‬وكانإت هنـاك راحلتـان لعلـي –رضـي الـ عنـه‪-‬ى‪ ،‬ولـ يكـنٰ فـ الـبيت سـوى التمـر ونـو‬
‫هــذا ولـ ـ يكــنٰ هنالــك لــم‪ ،‬فقــال بعــض القــوم لمــزة‪ :‬أنإأكــل مــنٰ هــذا الطعــام ورواحلكــم عنــد البــاب؟‬
‫فذهب حزة ونر الراحلة وأطعم القوم‪ ،‬فذهب علي –رضي ال عنه‪-‬ى إل النب –صلى الـ عليــه وســلم‪-‬ى‬
‫واشتكى‪ ،‬فجاء النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى فدخل على حزة –رضي ال عنه‪-‬ى ومعه أصحابه وقد رثـءـل‬
‫وكلمه ف المر فماذا قال حـزة –رضـي الـ عنـه‪-‬ى؟ قـال‪ :‬وهـل أنإتـم إل أرفعبأـمد لبـ؟ يـاطب النـب –صلى‬
‫ال عليه وسلم‪-‬ى يقول‪ :‬منٰ أنإت حت تكلمن؟ هـل أنإـت إل عبـد عنـد أبـ؟ هـذا سـب للنـب –صلى الـ‬
‫عليه وسلم‪-‬ى‪ ،‬قال الراوي‪ :‬فعلم أنإه رءثل فتكه وخرج‪ ،‬ول يريتب عليه شيئا –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى‪.‬‬
‫هب أرن السلم ثآبت عنده أرن هذا السلم قال أو فعل وأرن هذا مكيفر وظهر له بعينـه هـو أرن الشــروط‬
‫متمعة والوانإــع منتفيــة هــل يبـادر بتكفيه؟ نإقــول‪ :‬ل‪ ،‬تجـزه تقـوى الـ عـنٰ هــذا‪ ،‬فيحيـل المــر إلـ أهلــه‪،‬‬
‫ييل المر إل العلماء ويصدر عنٰ رأي العلماء‪ ،‬ول يسخر منٰ العلمــاء ول يطعــنٰ فـ العلمــاء ول يســتهزأ‬
‫بالعلماء بل ييل المر إل أهله؛ لرن هذا المر العظيم إنا يعاد إل أهل العلم‪.‬‬
‫فهذا مثال لسلوب تقوى ال –عز وجُل‪-‬ى ف السـلمة مـنٰ الفتـ‪ .‬فـالؤمنٰ إذا اتقـى الـ –عـز وجُـل‪-‬ى‬
‫ل يصدر عنٰ هواه ول يصدر عنٰ عواطفه وإنا يصدر عنٰ ماذا؟ عنٰ مقتضى الكم الشرعي‪.‬‬
‫وأما الصل الثاني‪ :‬فهوُّ السمع والطاعة لوُّلي المر ولزوم جماعسسة المسسلمين وإمسامهم؛ لرن النــب‬
‫–صــلى الـ ـ عليــه وســلم‪-‬ى قــال‪ )) :‬أوصــيكم بتقــوى الـ ـ والســمع والطاعــة‪ ،‬فــإرن مــنٰ يعــش منكــم بعــدي‬
‫فسـ ــيى اختلفـ ــا كـ ــثيا‪ ،‬فعليكـ ــم بسـ ــنت وسـ ــنة اللفـ ــاء الراشـ ــدينٰ الهـ ــديي‪ ،‬تسـ ــكوا بـ ــا ورعض ـ ـوا عليهـ ــا‬
‫بالنواجُذ((‪.‬‬
‫ولذلك يقول العلماء‪ :‬منٰ أصول السلمة منٰ الفت‪ :‬أن يطيع العبد رمنٰ ورله ال أمـرره فـ غيـ معصـية‬
‫ل؟ لرن النـب –صلى الـ عليـه وسـلم‪-‬ى قـال‪ :‬علـى الـرء‬ ‫ء‬
‫ال مهما كان حاله"‪ ،‬مادام ل يأمر بعصـية الـ‪ ،‬ر‬
‫السلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما ل يؤرمر بعصية فإن أءمر بعصية فل سع ول طاعة‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪9‬‬

‫يا إخوة‪ ..‬ثآبت ف الصحيح أرن رجُل قام للنب –صلى ال عليه وســلم‪-‬ى فقــال‪) :‬يــا رســول الـ!هل أرأيــت‬
‫إن قــامت علينــا أمـ ـراء يســألونإنا حقهــم وينعونإنــا حقنــا‪ ،‬فمــا تأمرنإــا؟ ( انإظــروا كيــف السـ ـؤال‪) :‬أرأيــت إن‬
‫قــامت علينــا أمـراء يســألونإنا حقهــم( الســمع والطاعــة )وينعونإنــا حقنــا‪ ،‬فمــا تأمرنإــا؟( فــأعرض عنــه النــب –‬
‫صلى ال عليه وسلم‪-‬ى‪ ،‬فسأل الرجُأل ثآانإية فأعرض عنه النب –صلى ال عليه وســلم‪-‬ى‪ ،‬فســأل ثآالثــة فقــال‬
‫النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى‪)) :‬اتقوا ال واسـعوا وأطيعـوا ((‪ ،‬ثـ جُاءت القاعـدة الـت يستصـحبها السـلم‬
‫حلتـم((‪ ،‬كـل إنإسـان يشـتغل با حرلـه الـ‬ ‫فيسلم منٰ الوقوع ف الفت‪)) :‬فـإرن عليهـم مـا حيلـوا وعليكـم مـا ي‬
‫إياه‪.‬‬
‫بعض الناس الذي يقوده للوقوع ف الفت‪ :‬أنإه يشتغل با ل أيتمل‪ ،‬يشتغل بسياسة الدولة‪ ،‬يشتغل با‬
‫كلف ال به ولـ المـر‪ ،‬أنإـت لـ يكلفـك الـ بـذا‪ ،‬ولـذلك يقـول النـب –صلى الـ عليـه وسـلم‪-‬ى‪)) :‬فـإرن‬
‫حلتم((‪.‬‬‫حلوا وعليكم ما ي‬ ‫عليهم ما ي‬
‫بــل اســع‪ ،‬ثآبــت فـ الصــحيح أرن النــب –صــلى الـ عليــه وســلم يقــول‪)) :‬يكــون فيكــم أمـراء ل يهتــدون‬
‫بداي ول يسترنون بسنت‪ ،‬يقوم فيهم أنإاس قلوبم قلوب الشياطي ف جُثمان إنإس ((‪ ،‬رأيتم الوصف هذا‬
‫يــا إخــوة؟ هــذا الوصــف رمــنٰ يصــفه؟ الرســول –صــلى ال ـ عليــه وســلم‪-‬ى‪ )) ،‬أم ـراء ل يهتــدون بــداي ول‬
‫يســترنون بســنت(( مــا بطـ ـانإتهم؟ ))يقــوم فيهــم أنإــاس قلــوبم قلــوب الشــياطي فـ ـ جُثمــان إنإــس((‪ ،‬فيقــول‬
‫ت هـذا؟ فمـاذا يقـول النـب –صلى الـ عليـه‬ ‫حذيفـة –رضـي الـ عنـه‪-‬ى‪ :‬فمـا تـأمرن يـا رسـول الـ إن أدركـ أ‬
‫ء‬
‫ي أمي ـ هــذا يــا إخــوة؟ الــذي وصــفه‬ ‫ضـءرب ظهــرك وأخــذ مالــك(( أ ر‬ ‫وســلم‪-‬ى؟ ))تســمع وتطيــع للمي ـ وإن أ‬
‫النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى أنإه ل يهتدي بداه ول يست بسـنته وبطـانإته بطانإـة سـوء‪ .‬طبعـا وهـذا مقيرـد‬
‫با ذكرنإاه سابقا ف الديث وهو‪ :‬ما ل يأمر بعصـية‪ ،‬فـإن أمـر بعصـية فـإنإه ل سع لـه ول طاعـة فـ هـذه‬
‫العصية‪.‬‬
‫ولزوم جاعة السلمي وإمامهم رأس الي للنإسان‪ ،‬فل جاعة إل بإمام والأفرقة رأس الشر‪.‬‬
‫جُــاء عــنٰ حذيفــة بــنٰ اليمــان –رضــي ال ـ عنــه‪-‬ى قــال‪) :‬كــان النــاس يســألون الرســول –صــلى الـ عليــه‬
‫ت‪ :‬يــا رســول!هل إنإــا كنــا فـ جُاهليــة وشــر‬
‫ت أســأله عــنٰ الشــر؛ مافــة أن يــدركن‪ ،‬فقلـ أ‬
‫وســلم‪-‬ى عــنٰ اليـ وكنـ أ‬
‫ت‪ :‬هـل بعـد ذلـك الشـر مـنٰ خي؟‬ ‫فجاءنإا ال بذا الي فهل بعد هذا الي منٰ شر؟ قال‪)) :‬نإعم((‪ ،‬فقلـ أ‬
‫قال‪)) :‬نإعم وفيه ردرخنٰ((‪ ،‬قلت‪ :‬وما دخنه؟ قال‪)) :‬قوم يسترنون بغيـ سـنت ويهتــدون بغيـ هـديي‪ ،‬تعــرفا‬
‫منهــم وتنكــر (( فقلــت‪ :‬هــل بعــد ذلــك اليـ مــنٰ شــر؟ قــال‪)) :‬نإعــم‪ ،‬دعــاة علــى أبـواب جُهنــم مــنٰ أجُــابم‬
‫إليها قذفوه فيها((‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال!هل صفهم لنا‪ ،‬قال‪)) :‬نإعم‪ ،‬قــوم مــنٰ جُلـدتنا ويتكلمــون بألســنتنا((‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪10‬‬

‫فقلت‪ :‬يا رسول ال!هل فمـا تـرى إن أدركنـ هـذا؟ ‪-‬ىمـا هـي النجـاة؟‪-‬ى قـال النـب –صـلى الـ عليـه وسـلم‪-‬ى‪:‬‬
‫))تلزم جاعة الؤمني وإمامهم (( ‪-‬ىمـا دام أن هنـاك جاعـة قائمـة ولـو ف قطر مـنٰ القطـار ولـم إمـام تلـزم‬
‫جاعة السلمي وإمامهم‪-‬ى فقلت‪ :‬فإن ل تكنٰ لم جاعة ول إمام؟ ‪-‬ىيعن ل توجُد لم جاعة مطلقا ول‬
‫إمام‪ ،‬ما العمل؟‪-‬ى فقال رسول الـ –صـلى الـ عليــه وســلم‪-‬ى‪)) :‬فـاعتزل تلــك الفـرق كلهـا ولــو أن ترـرعـض‬
‫على أصل شجرة حت يدركك الوت وأنإت على ذلك((‪.‬‬
‫وهذا ما عمل به السلف الصال –رضوان ال عليهم‪-‬ى‪ ،‬وسأذكر لكم مثال واحدا لذا لضــيقح الــوقت‪:‬‬
‫يقول ابنٰ عمر –رضي ال عنهما‪-‬ى‪) :‬خطب معاوية –رضي ال عنه‪-‬ى قال‪" :‬رمنٰ كــان يريــد أن يتكلــم فـ‬
‫هــذا المــر فلأيطءلــع لنــا قرنإــه ‪-‬ىيعن ـ مــنٰ كــان يريــد أن يتكلــم ف ـ أمــر اللفــة فلأيطلءــع لنــا قرنإــه؛ فليتكلــم‪-‬ى‬
‫فلنحنٰ أحقح به منه ومنٰ أبيه"‪ ،‬هذا قول معاوية –رضي ال عنه‪-‬ى‪ ،‬قال حبيب بنٰ رمسـرلمة لبــنٰ عمــر –‬
‫ت أن أقـول‪ :‬أحـقح بذا المـر‬ ‫حب ـروتَ وهمـ أ‬
‫ت أف‬ ‫رضـي الـ عنـه وعنهمـا‪-‬ى‪ :‬فهرل أجُبتـه؟ قـال عبـد الـ‪ :‬فرحللـ أ‬
‫ت‬‫منك رمنٰ قاتلك وأباك على السلم ‪-‬ىيعن الواب يكنٰ أن ييب لكنٰ ما الذي منعه؟‪-‬ى قال‪ :‬فخشي أ‬
‫ت مــا أعـرد الـ فـ النــان‪ ،‬فقــال‬ ‫أن أقول كلمة تفيرق بي المع وتسفك الدم وأيرمل عن غيـ ذلــك فــذكر أ‬
‫ت وعأءصــمت‪ .‬مــا الــذي رد ابــنٰ عمــر –رضــي ال ـ عنــه – أن يــرد علــى معاويــة؟ خشــية‬ ‫ء‬
‫لــه حــبيب‪ :‬أحفظ ـ ر‬
‫تفريقح الكلمة‪ ،‬فصب ول يب؛ جعا للكلمة على إمام السلمي‪ ،‬وجعا للكلمــة علــى أميـ الــؤمني‪ .‬وهــذا‬
‫فيه كلم طويل للسلف‪.‬‬
‫ولذا يا إخوة منٰ أصول الفت‪ :‬أرن الفتنة إذا وقعت يلزم النإسان إمام السلمي وجاعة السلمي‪.‬‬
‫الصل الثالث الذي برينه النبي –صلى ال عليه وسالم‪ :-‬لزوم السنة والحذر من البدعة‪.‬‬
‫فإذا جُاءنإا أمر أيها الخوة فلننظر هل هو عتيقح؟ هل هو قدي؟ هـل كـان عليـه النـب –صلى الـ عليـه‬
‫وسلم‪-‬ى وأصحابه وتناقله الخيار بسلسلة منٰ نإور؟ أو هو حادث مــاءلف للقــدي؟ فــإن وجُــدرته قــديا كــان‬
‫عليه النب –صلى ال عليه وسلم – وأصحابه وسلف المة‪ :‬فـالزمه؛ فـإرن اليـ هنـاك‪ ،‬وإن وجُـدته حادثآـا‬
‫مبتدعا مالفا لا كان عليه أصحاب النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى وسلف المة‪ :‬فاحذره؛ فإرن الشر فيه‪،‬‬
‫يقول النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى كما سعنا ف الوصية‪)) :‬فإرن مــنٰ يعــش منكــم بعــدي فســيى اختلفــا‬
‫لـ‪ ،‬اليـوم نإـرى أنإاسـا متفرقيـ وكـلد‬ ‫كثيا((‪ ،‬وكدل يقول‪ :‬القح عندي والي عندي والسلمة عندي هل رم إ ر‬
‫يــدعو إل ـ شــيء يقــول الــقح عنــدي‪ ،‬مــا هــي الســلمة؟ برينهــا النــب –صــلى ال ـ عليــه وســلم‪-‬ى‪)) :‬عليكــم‬
‫بسنت وسنة اللفاء الراشدينٰ الهديي تسكوا با(( ث قال الرسول –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى كلمة عجيبة‬
‫قــال‪)) :‬ورعضـ ـوا عليه ــا بالنواجُ ــذ(( النواجُ ــذ‪ :‬داخل ــة الس ــنان‪ ،‬ءلـر ـ ق ــال الن ــب –ص ــلى الـ ـ عليــه وســلم‪-‬ى‪:‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪11‬‬

‫))عضوا عليها بالنواجُذ ((؟ قال العلماء‪ :‬لتعلم يـا عبـد أنإـك إن تسـكت بالسـنة فهنـاك مـنٰ يذبك عنهـا‬
‫ويريــد أن تــتك الســنة؛ فل تطعــه بــل تســك بــا‪ ،‬فالنإســان إذا كــان هنــاك شــيء يأسـرحب منــه يعــض عليــه‬
‫ء‬
‫ت ومهما حاول الزخءرفــون‬ ‫ت يا عبد ال على السنة مهما ادتم ف‬ ‫بأسنانإه حت ل يؤرخذ منه‪ ،‬ومعن هذا‪ :‬أثآبأ ف‬
‫أن يصرفوك عنٰ السنة‪ ،‬هذا ما برينه النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى ث قال‪)) :‬وإياكم ومردثآات المور فإرن‬
‫كل مدثآة بدعة وكل بدعة ضللة((‪.‬‬
‫ف هذا الباب روى أبو داود أرن معاذ بــنٰ جُبـل كــان ل يلــس ملســا للــذكر حيـ يلــس إل قـال‪) :‬ال‬
‫حكم قسط‪ ،‬هلك المرتسسابوُّن‪ ،‬هلسسك المرتسسابوُّن (‪ ،‬ثـ قــال معــاذ بــنٰ جُبــل يومــا‪) :‬إرن وراءكسم فتننسا يكسثر‬
‫فيها الباد‪ ،‬وتيفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأةا والصغير والكبير والعبسسد‬
‫والحسسر‪ ،‬فيوُّشسسك قائسسل أن يقسسوُّل‪ :‬مسسالل النسساس ل يتبعسسوُّني؟( ءلـرـ ل أكــون إمامــا بيـ ـ النــاس وأنإــا حــافظ‬
‫للقــرآن؟ ءلرـ ل أصــبح إمامــا والنــاس تتبعنــ؟ هــذا معن ـ قــول معــاذ –رضــي ال ـ عنــه‪-‬ى )فيوُّشسسك قائسسل أن‬
‫ت القرآن‪ ،‬ما هم متبعيي حستى أبتسدع لهسسم غيسره( يعنـ لــنٰ أكــون‬ ‫يقوُّل‪ :‬مالل الناس ل يتبعوُّني وقد قرأ ت‬
‫ت لم شيئا‪ ،‬قال‪) :‬فإياكم وما ابتتلدع‪ ،‬فإرن ما ابتتلدع ضللة‪ ،‬وتأحذذركم تزيغة الحكيسسم‬ ‫إماما إل إذا ابتدع أ‬
‫فإرن الشيطان قد يقوُّل كلمة الضللة على لسان الحكيم(‪.‬‬
‫ولذا يا إخوة‪ ..‬يتواصى السلف بلزوم السنة والذر منٰ البدعة‪.‬‬
‫هذه الصوُّل الثلثاة يا إخوُّةا أعظم أصوُّل فقه الفتن على الطإلقا‪:‬‬
‫‪-1‬ىتقوى ال‪.‬‬
‫‪-2‬ىلزوم جاعة السلمي وإمامهم‪ ،‬والسمع والطاعة للمام ف غي معصية ال‪.‬‬
‫‪-3‬ى ولزوم السنة والذر منٰ البدعة‪.‬‬
‫صـ ـردرر ع ــنٰ كلم أه ــل العل ــم الثآب ــات‪ ،‬ف ــإرن العل ــم‬
‫وه ــذا إن ــا يك ــون إذا ل ــزم النإس ــان العل ــم والعلم ــاء و ر‬
‫الصحيح البن على كتاب ال وعلى سنة النب –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى فيه الي كله‪.‬‬

‫ولذا المام السعدي –رحه ال‪-‬ى يقول‪:‬‬


‫علمم يأزيل الشك عنك والتدررفن‬ ‫ت أرن رأفضل الءنرفنٰ‬ ‫ء‬
‫اعلم أهدي ر‬
‫اعلــم أيهــا الــؤمنٰ أ رن أعظــم نإعــم الـ عليــك بعــد الســلم‪ :‬علــم‪ ،‬مــا فائــدة العلــم؟ يزيــل الشــك عنــك‪،‬‬
‫فيزيل عنك الشبهات‪ ،‬والدرن‪ :‬يعن وسخ العاصي والذنإوب‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪12‬‬

‫فينبغي أيها الخوة أن نإلزم هذه الصول وأن نإتفقه فيها‪.‬‬


‫والبــاب ف ـ القيقــة واســع وهنــاك أصــول كــثية قــد أخــذتا وأعــددتا مــنٰ لســان أهــل العلــم لكــنٰ هــذه‬
‫الصول الت ذكرتا هي أصول الصول‪ ،‬والوقت كفى ليرادها‪ ،‬فلعلي أكتفي با ذكرته منها‪.‬‬
‫وأوصي نإفسي وإخوان بتقوى ال –عز وجُل‪-‬ى وأل نإصدر عنٰ العواطف العواصف؛ فإرن الـ مــا كرلفنــا‬
‫بذه العواطف؛ وإنا كرلفنا با جُاء به ممد –صلى ال عليه وسلم‪-‬ى‪ ،‬فنلزم مــا جُـاء بــه ممــد –صـلى الـ‬
‫عليه وسلم‪-‬ى وإن زخرفت لنا أنإفسنا الرمارة بالسوء غي هذا‪ ،‬وإن زخرفا لنا البءطلـون غيـ هـذا‪ ،‬وإن قيـل‬
‫لنا إ رن الي والقح والنصرة والعزة ف غي هذا‪ ،‬فوال الـذي ل إلـه إل هـو إنإـه ل خيـ ول نإصـرة ول عـزة ول‬
‫فخــر ول قــوة إل بالتمســك بــا جُــاء بــه ممــد –صــلى ال ـ عليــه وســلم‪-‬ى كمــا فهمــه خي ـ المــة‪ ،‬وصــدق‬
‫المام مالك –رحه ال‪-‬ى حيث يقول‪" :‬إنه لن يصلح آخر هذه المة إل ما تأصلح أولها"‪.‬‬
‫أسـأل الـ –عـز وجُـل‪-‬ى بأسـائه السـن وصـفاته العل أن يمـع قلـوب السـلمي علـى الـدى والسـنة‪،‬‬
‫وأن يكفيهم شر الفرقة والفتنة‪ ،‬وأن يبارك ف هذا الكلم وف قـائله وفـ سـامعه وفـ الكـان الـذي قيـل فيـه‬
‫وف البلد الذي قيل فيه‪.‬‬
‫وال أعلم‪ ،‬وصلى ال على ممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫***‬
‫السائلة‪:‬‬
‫ساس س ‪ : 1‬مسسا حكسسم السسذي يفعلسسه الشسسباب فسسي تقليسسد الجسسانب فسسي اللبسسس والشسسعر حيسسث تكسسوُّن‬
‫ملبسهم غريبة؟‬
‫جُ ــ‪ :‬م ــنٰ الص ــول العلوم ــة أيه ــا الخ ــوة‪ :‬أرن التش ــبه بالكف ــار ل ي ــوز؛ لق ــول الن ــب –صــلى الـ ـ عليــه‬
‫وسلم‪-‬ى‪)) :‬رمنٰ تشتبه بقوم فهو منهم ((‪ ،‬والقصــود بيـان حرمـة هــذا المــر‪ ،‬لكــنٰ مـا هــو التشــبه؟ التشــبه –‬
‫مادام السؤال عنٰ اللباس‪-‬ى أن يلبس السلم اللباس الذي هـو مـنٰ خـواص الكفـار‪ ،‬ليــس مـا يلبســه الكفــار‬
‫وإنا اللباس الذي يلبسه خواص الكفار‪ ،‬يعن ل أيعررفا إل للكفــار‪ ،‬إمــا علــى العمـوم أو الصـوص‪ ،‬علــى‬
‫سبيل التمثيل مثل‪ :‬طاقية اليهود‪ ،‬طاقية اليهــود ل يلبسـها إل اليهـود يعرفهــا‪ ،‬هــذه الطاقيــة العروفــة بيئتهــا‬
‫العروفــة‪ ،‬والعلمــاء يقولــون وزنإــار النصــارى‪ ،‬أو علــى ســبيل الصــوص‪ :‬يكــون هــذا اللبــاس منســوبا لكــافر‪،‬‬
‫يقال مثل‪ :‬هذا بنطال فلن ءمنٰ الكفار‪ ،‬هذا ل يوز‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪13‬‬

‫أمــا إذا كــان اللبــاس يشــتك فيــه الكفــار وغيهــم فهــذا ليــس مــنٰ التشــبه الــرم‪ ،‬ومــنٰ ذلــك مثل ‪-‬ىفيمــا‬
‫يظهر ل وال أعلم‪-‬ى لبس البنطال‪ ،‬لبس البنطال ل يظهر ل ‪-‬ىوال أعلم‪-‬ى أنإه منٰ باب التشــبه بالكفــار؛‬
‫ل رن البنطال يشتك فيه عموم الناس وبعضهم يعلـونإه سـروال وبعضــهم يعلـونإه بنطــال‪ ،‬ولكـنٰ البنطــال –‬
‫وننٰ نإتكلم عنٰ الرجُل‪-‬ى إذا كان واسعا ول يصــف مــا تتـه فـإنإه يــوز لبسـه للرجُـل‪ ،‬أمــا إذا كـان ضـيقا أو‬
‫ي يجــم مــا تتــه ف ـإنإه ل يــوز‪ ،‬ليــس لنإــه مــنٰ بــاب التشــبه وإنــا مــنٰ بــاب أنإــه ل يصــل بــه الســت الشــروع‬
‫الطلوب شرعا‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪-‬ىمادمنا نإتكلم ف السؤال‪-‬ى أشي إل مســألة مهمــة يفقـدها كـثي مـنٰ النــاس اليــوم‪ :‬العلمــاء‬
‫يقولــون‪" :‬الشــروع للمســلم أن يلبــس مــا وافــقح العــادة ف ـ بلــده مــا ل ـ تكــنٰ مترمــة"‪ ،‬يعن ـ أعطيكــم مثــال‪:‬‬
‫عندنإا ف السعودية العادة أرن طلب العلم ل يلبسون العقال‪ ،‬هذه عـادة ليســت سـنة وليسـت ديانإــة لكـنٰ‬
‫هكــذا العــادة‪ ،‬نإقــول‪ :‬الشــروع لطــالب العلــم فـ ـ الســعودية مثل أن ل يلبــس العقــال موافقــة لــذه العــادة‬
‫الاري ــة‪ ،‬الع ــادة هن ــا فـ ـ الم ــارات مثل طلب العل ــم يلبس ــون العق ــال‪ ،‬فم ــا نإ ــأتَ نإق ــول طلب العل ــم فـ ـ‬
‫المــارات الشــروع أل يلبسـوا العقــال لرن العــادة هنــا هــي لبــس العقــال مثل‪ ،‬نإقــول هنــا فـ هــذه الــال ل‬
‫حرج ف موافقة العادة بل يفعل طالب العلم وبفعل ما جُرت به العادة‪.‬‬
‫كذلك عموم الناس ينبغي للنإسان إذا أراد أن يلبس أن ينظر إل عــادة البلــد الوجُــودة مــا لـ تــالف‬
‫الشــرع‪ ،‬يعن ـ مثل إذا ك ـانإت العــادة أرن النــاس يلبســون الثيــاب يكنســون بــا الش ـوارع –جُزاهــم ال ـ خيا‪-‬ى‬
‫يساعدون البلدية‪ :‬يسبلون‪ ،‬ما نإقول هنا يلبس ما وافقح العادة بل نإقول‪ :‬البس الثوب اجُعله على الكعب‬
‫ل تعله مسبل؛ لرن السبال حرام‪.‬‬

‫ساس ‪ :2‬أحسن ال إليكم نرجوُّ توُّجيه نصيحة للبنات وولةا أموُّرهن بشأن العباءات العصسرية‪ ،‬ومسسا‬
‫معنسسى حسسديث ‪ )) :‬نسسساء كاساسسيات عاريسسات مسسائلت رؤوساسسهن كأساسسنمة البخسست المائلسسة((؟ أليسسس هسسذا‬
‫الصنف موُّجوُّد في زماننا ونسائنا خصوُّصا في هذا الجّيل رؤوساهن كسنام الجّمل؟‬
‫جُ ــ‪ :‬أمــا بالنســبة للعبــاءة‪ ،‬فمــا القصــود مــنٰ العبــاءة؟ القصــود مــنٰ العبــاءة أن تســت ال ـرأة زينــة لبســها‪،‬‬
‫ولذلك يش رتط ف العباءة شرعا‪ :‬أل تكون زينة ف ذاتا‪ ،‬لنا ست للزينة‪ ،‬فإذا كانإت زينـة فإنـا تتـاج إلـ‬
‫عباءة‪ ،‬ولذلك بعض العباءات الوجُودة ف السوق اليوم ليست عباءة شرعية؛ لنا أشد زينــة مــنٰ اللبــاس‪،‬‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬سليمان الرحيلي‬ ‫‪14‬‬

‫صــل علــى هيئــة جُســم الـ ـرأة‪ ،‬وبعضــها مزيتــنٰ ومزخــرفا‪ ،‬هــذا ل يــوز للمـ ـرأة أن تــرج بــه إلـ ـ‬ ‫بعضــها مف ت‬
‫الشارع‪.‬‬
‫ول ــذلك ي ــب ي ــا إخ ــوة عل ــى ولـ ـ الم ــر إذا رأى ابنت ــه إذا رأى أخت ــه إذا رأى زوجُت ــه تش ــتي عب ــاءة‬
‫لتلبســها أن ينظــر فـ القصــود الشــرعي وهــو الســت لــذه الزينــة الــت تتهــا‪ ،‬فــإن كــان يتحقــقح منهــا القصــود‬
‫الشرعي فل بأس‪ ،‬وإن كان ل يتحققح منها القصود الشرعي فحرام عليه وعلى مــنٰ تــت وليتــه أن تلبــس‬
‫هذه العباءة الت هي زينة‪.‬‬
‫وأمــا مــا ورد فـ الــديث مــنٰ النســاء الكاســيات العاريــات رؤوســهنٰ كأســنمة البخــت الائلــة‪ ،‬أصــح مــا‬
‫فريسـر بـه الــديث بالنسـبة للـرؤوس‪ :‬أن أيرمـع الشــعر فـوق الـرأس حـت يصــبح كالســنام الائــل‪ ،‬فيكــون شـعر‬
‫الـرأة مرتفعــا فــوق رأســها‪ ،‬ليــس مســاويا لرأســها ولكنــه مرتفعــا فــوق رأســها ييــل إلـ اللــف‪ ،‬وهــذا ل يــوز‬
‫للمرأة أن تصنعه بشعرها‪ ،‬وهو منٰ الرمات العظيمة‪ ،‬وقد وقع فعل منٰ كثي منٰ النساء أننٰ يفعلنٰ هذا‪،‬‬
‫فبعـض فـأخواتَ الفاضـلت تـرج متشـمة بعبـاءة طيبـة ومتحرجبـة لكنهـا ترفـع شـعرها فـوق رأسـها ييـل إلـ‬
‫اللف وأيرى هذا منٰ وراء غطائهـا‪ ،‬وهـذا ل يــوز‪ .‬فينبغــي لخواتنــا الفاضــلت أن يتنبهــنٰ لـذا المــر وأل‬
‫تعل الرأة شعرها مموعا خلف رأسها مرتفعا عنٰ رأسها ولو شيئا يسيا‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪%%%%‬‬

You might also like