Professional Documents
Culture Documents
اإلسالمي
والنظم االقتصادية الوضعية
إعداد
لذلك رأينا في هذه الصفحات التالية أن نورد أهم الفروق الجوهرية بين النظام
االقتصادي اإلسالمي والنظم االقتصادي الوضعية ،حتى ال يظن البعض أن االقتصاد هو
االقتصاد وأنه ال فرق بين النظم االقتصادية المختلفة .
2
أما مقاصد النظم االقتصادية الوضعية هي تحقيق أقصى إشباع مادي ممكن وتكوين
الثروات ،بدون أي اعتبار إلي اإلشباع الروحي .
3
وطبقا لهذا المفهوم نجد تشابها بين بعض األساليب والوسائل االقتصادية التي
تستخدم في النظم االقتصادية اإلسالمية والرأسمالية واالشتراكية ،ألن ذلك من
األمور التجريدية .
والفارق األساسي في هذا األمر هو أن اإلسالم يركز على مشروعية الغاية
ومشروعية األساليب والوسائل ،بينما ال يعتقد بذلك في النظم االقتصادية الوضعية.
4
سابعا ً -:الفروق من حيث الملكية
األصل في النظام االقتصادي اإلسالمي الملكية الخاصة ،وتكون مسئولية
الدولة حمايتها وتهيئة المناخ للنماء والتطوير ،ويلتزم األفراد بسداد ما عليهم من
حقوق على هذه الملكية مثل الزكاة والصدقات والجزية والخراج ...وكذلك من حق
الدولة أن توظف أموال األغنياء في حالة الضرورة إذا لم تكف اإليرادات ،كما توجد
الملكية العامة بضوابط ولتحقيق مقاصد معينة ال يمكن للقطاع الخاص الوفاء بها،
مثل المنافع العامة كما ال يجوز للدولة أن تأخذ ملك إنسان لمنفعة عامة عند
الضرورة بال عوض .
أما في ظل النظام الرأسمالي االقتصادي فإن األصل الملكية الخاصة وتكون
الملكية العامة في أضيق الحدود ،وتتمثل حقوق الدولة على أساس الملكية الخاصة
في الضرائب والرسوم المختلفة والتي عادة ما تكون مرتفعة والمفهوم السائد هو:
دعه يعمل ،دعه يسير ،وفي ظل النظام االقتصادي االشتراكي فإن األصل هو
الملكية العامة لعوامل اإلنتاج في ظل إطار مخطط تخطيطا مركزيا ،وعادة ما تكون
الضرائب قليلة ومنخفضة ،ويؤدي إلغاء الملكية الفردية أو تحديدها إلي الفتور في
العمل واإلنتاج وقتل الحافز الذاتي لذلك تبين مما سبق أن الملكية في النظام
االقتصادي اإلسالمي في وضع وسط ومعتدل ومنضبط بين النظامين اآلخرين .
يتضح من التحليل السابق أن هناك فروقا ً جوهرية أساسية بين النظام
االقتصادي اإلسالمي وبين النظم االقتصادية الوضعية سواء أكانت رأسمالية أو
اشتراكية ،وأنه خطأ ما يقال أن االقتصاد هو االقتصاد ،وأنه ال فرق بين االقتصاد
اإلسالمي وبين االقتصاد الوضعي ،أو نعت االقتصاد اإلسالمي بالرأسمالية أو
االشتراكية .
وعندما تطبق أسس االقتصاد اإلسالمي في مجتمع إسالمي سوف يتحقق
الحياة الرغدة الكريمة للناس ،وتكون مسئولية الدولة هي توفير حد الكفاية لكل فرد
بصرف النظر عن دينه وفكره .
5