Professional Documents
Culture Documents
الدعوة إلى الله
الدعوة إلى الله
1
فمن ذلك :
أولل :المأة كلها يقع عليها عبء الدعوة إلى ال .
فل ينبغي أن يتخلف أحد من المسلمين عن هذا الميدان ،ول ينبغي أن يزدري المرء
نفسه ويظن أنه أقل من أن يدعو ويعمل .
قال ال تعالي " :قل هذه سبيلي أدعو إلى ال على بصيرة أنا ومأن اتبعني . "..
فهذه هي السبيل ،ولكن كم هم الفارون !! .
يقول شيخ السلما ابن تيمأية في مأجمأوع الفتاوى ): (20/5
" والدعوة إلى ال واجبة على من اتبع الرسول صلى ال عليه وسلم وهم أمته وقد
نذ نذ
وصفهم ال بذلك :كقوله تعالى " :الذينن نيتنبذععونن النرعسونل النبذني العممني الذي نيذجعدوننهع
ف نونيكننهاعهكم نعذن اكلعمننكذر نوعيذحلل لنهععم مككعتوبا ذعنندهم ذفي التنو ارذة واذلكنذجيذل يكأمرهم ذباكلمعرو ذ
ن عع ع ن كع كن ن عك ن ب
ت نعلنكيذهكم نفالنذذينن
صنرعهكم نوالنكغلننل النذتي نكانن ك ضعع نعكنهعكم إذ ك الطنمينباذت نوعينحمرعم نعلنكيذهعم اكلنخنبآَئذ ن
ث نوني ن
ك عهعم اكلعمكفلذعحونن " فهذه في ي عأنذزنل نمنعهع أعكولنـئذ ن نذ
صعروهع نواتننبععوكا اللنونر الذ ن
ذ
آنمعنوكا بذه نونعنزعروهع نونن ن
حقه صلى ال عليه وسلم وفي حقهم قوله } :كنتم خير أمة أخرجت للناس { الية
وقوله } :والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر { الية .وهذا الواجب واجب على مجموع المة ،وهو فرض كفاية يسقط عن
البعض بالبعض كقوله } :ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير { الية فجميع المة تقوم
مقامه في الدعوة :فبهذا إجماعهم حجة إواذا تنازعوا في شيء ردوه إلى ال ورسوله أهـ
إن مــن واجباتنــا أن نؤصــل فــي أذهــان جميــع المســلمين هــذه الصــل الصــيل ،أل وهــو
حتمية الدعوة ،فيتعاهد الجميع أمام ال تعالى بأل يمر يوم إل وقد تقرب إلى ال بدعوة
رجل واحد على أقل تقدير .
إن من المفارقات العجيبة أنن أحد الخوة أعند متوالية حسابية على اعتبــار أنن فــربدا واحـبدا
ســيدعو صــديبقا لــه ،ثــم انطلــق الــرجلن فــي الــدعوة بعــد ذلــك ليصــيروا أربعــة فــي الســنة
التالية وهكذا دواليك .
هــل تصــدقون أن خلل ثلثيــن ســنة بهــذه المعادلــة الحســابية تكــون الــدعوة وصــلت إلــى
ألف مليون مسلم .
ثانليا :كل يدعو إلى ال على حسب الطاقة والقدرة
2
مــن المــور الــتي تختلــط فــي أذهــان الكــثيرين أنــه قــد يتصــور أنن الــدعوة إلــى ال ـ هــي أن
يعتلــي المنــابر ويلقــي الــدروس والمحاض ـرات ،أو أن يتصــور أنن وضــعه الجتمــاعي ل
يؤهله للقيام بهذا الواجب .
والمر أيسر مما يتوهمه هؤلء ،إنن أبا بكر صديق هذه المة ـ رضي ال عنه ـ لم يكن
خطيببا مفوبها ،ومع هذا كان من أئمة الدعاة إلى ال بل شك ،إنك لن تعدم الوسيلة إذا
تأملت بعين الشوق والرغبة
المأثبطون
ومن الشبهات التي عمت بها البلوى قول بعضهم :إنك كمن يحرث في ماء ،ولسان
ص علينـا القـرآن خـبرهم " وقـالت أمـة منهـم لـم تعظـون قوبمـا الـ مهلكهــم أو
حالهم كمـن قـ ن
معذبهم عذاببا شــديبدا " ،يقولــون :إنـك لــن تغيــر الكــون بكلمــك ،لــن تســتطيع أن تصـنع
شيبئا ،أين صدى هذه الدعوة في الناس والفساد يعم أنحاء المعمورة من كل جهة .
فلهؤلء وأمثالهم من معاشر المثبطين القاعدين الذين يصدق فيهم قوله تعالى " فثبطهم
وقيل اقعدوا مع القاعدين " نقول لهم :
(1إنــه قــد مضــت القاعــدة الشــرعية الشــهيرة بــأنن الـ ل يكلــف بالمحــال ول يكلــف بمــا ل
يطاق ،فمعنى أن ال أوجب علينا الــدعوة إلــى ســبيله أنن ذلـك فيمـا يطيقــه ويســتطيعه
كل أحد .
(2أننا نمتثل قول تلك الفرقة الناجية " قالوا :معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " فإننا
نعتذر إلى ال أن عيعصى فل عيطاع وأن عيكفر فل عيشكر ،وهذا وحده يكفي للغيرة ل
وحسبنا ال ونعم الوكيل .
(3إنن النبي صلى ال عليه وسلم لم يع ذ
ف أحبدا من إنكار المنكر ،ففرض المستطيع
باليد أن ينكر به وكذا المستطيع بلسانه ،أما الضعفاء الذين ل حيلة لهم ففرضهم
النكار بالقلب فإن لم يكن كان هذا دليبل على فساد القلب وضعف اليمان .
في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله
قب بإليِ ،إ إل ل ة ق أ
م ةفيِ أ ل ه الله إ عث ق أ يِ ب ق ق ن ن قب إ ق م ب ماَ إ عليه وسلم قال " :ق
ب ق أ
ه
سن لت إ إن بإ أ ذوُ قخ أ ب ي قأ أ حاَ ب ص ق وُأ ب ن ق رليوّ ق وّا إ
ح ق ه ق مت إ إنأ ل م ب ه إن لق أ كاَ ق ق
خألوّ ب خل أ أ ق وُي ق ب
ف، هم إ أ د إ ع إ ن بق بم بف إ هاَ ت ق بم إ إن ل قه ِ.ث أ ل ر إ م إ ن ب إأ بدوُ ق قت ق أ ق
ن
م ب
ف ق ن ِ.ق مأروُ ق ؤ ق ق
ماَ ل ي أ ب ن ق علوّ ق أ ف ق وُي ق ب
ن ،ق علوّ قأ ف ق ق
ماَ ل ي ق ب ن ق أ
قوّلوّ ق يق أ
3
وّ
ه ق ه ق
ف أ ساَن إ إ
م ب إل إ ق
ه بهدق أجاَ ق
ن قم ب وُ ق
ن ،ق م بؤ إم ب وّ أه قف أ ه قد إم ب إي ق إ
ه بهدق أجاَ قق
وُقراءق
س ق ق
وُلي ب ق ن ِ.ق م ب م ب
ؤ إ وّ أ
ه ق ه ق
ف أ ب
قلب إ إ م بإ ق ه بهدق أ جاَ ق
ن ق م ب وُ ق
ن ،ق م ب
ؤ إ م ب أ
ل".خبردق ة ة ق حب ل أن ق ماَ إلي قنا إ م ق ق
ذقل إك إ
إن التوفيق استأثر ال به نفسه جل وعل ،وما حالنا إل كما قال شعيب عليه وعلى نبينا
الصلة والسلم " :إن أريد إل الصلحا مأا استطعت ومأا توفيقي إل بال " .
أصل الداء
أصل الداء عادةب ينبع من عدم وضوح الهدف ،أو اعتبار الغايات مبررات لكثير من
الوسائل مطلبقا دون ضابط ،أو تعجل الحصاد ،والتاريخ شاهد على فشل هذه الفرق .
ولذلك يدب الوهن في قلوب المسلمين ويصابون بإحباطات وهزائم نفسية تجعلهم فريسة
سائغة لعداء السلم .
وهذا حديث ذو شجون ،ولذلك تعالوا نعيد ترتيب منظومتنا الدعوية ،تعالوا نقلب في
دفاترنا ونقارن واقعنا الدعوي بالشروط التي ل محيص عنها إذا رمنا نجابحا
4
ويستمتع العبد بعد هذا براحة الضمير وطمأنينة النفس وصلح البال في جميع
الحوال سواء راى ثمرة عمله أم لم يرها .
والخلص عزيز ،ولذلك يحتاج القلب إلى تمحيص النوايا ،فعلى كل منا أن يتهم
نفسه ،وأن يلقي باللئمة عليها ففي الخلص الخلص
ولــذلك ينبغــي أن يكــون هنــاك تمحيــص مســتمر للمســيرة الدعويــة ،ومحاولــة الكشــف عــن
العي ــوب ،م ــن اله ــوى والش ــهرة وح ــب الظه ــور وحـ ــب النفـ ــس والعم ــل لهـ ــا وطل ــب الج ــاه
والرياسة .
ولهذا يحتاج من الداعية دوام اللجأ إلى ال والستعانة به على آفات نفسه " ،نعوذ بال
مأن شرور أنفسنا ومأن سيئات أعمأالنا "
الشرط الثاني :وضوحا الهدف
بعض الناس قد يمارس العمل الدعوي ،لكن بدون منهج ،فالغاية قد ل تكون في ذهنه
أكـ ــثر مـ ــن هتـ ــاف بشـ ــعارات ل يـ ــدري معناهـ ــا ،أو هـ ــو ل يقـ ــوم بواجباتهـ ــا ،وقـ ــد تكـ ــون
الهداف مجرد عبارات إنشائية يتشدق بها .
وقد تتعلق القلوب بأهداف كبرى تحتاج إلى وقت ليس بالقصير ،ومع الوقت يتسلل إلــى
النفــوس الشــعور بالفشــل والحبــاط ،فهــو يحلــم بالدولــة الســلمية ســنوات ط ـوال ،ومــر
وقت طويل ولم ير حلمه يتحقق في الواقع .
والطريقة الصحيحة هنا أكن نحدد الهداف الكبرى لتكون نصب العين ،ثم نحدد أهدابفا
جزئية يسعى كل مننا لتحقيقها .
هذا الهدف الجزئي قد يكون دعوة الزوجة أو الـزوج ،دعـوة الب أو الم ،دعـوة الخأ أو
الخت ،دعوة الصديق أو الجار ،دعوة زملء العمل أو رفقاء السفر .
لكن يتبقى سؤال مهم في هذا الصدد أل وهو :
إلما ندعو ؟ مأا الهدف ؟
ل ريب أنن أطروحات عديدة تحدثت عن هذه القضية ،وتباينت وجهات النظر إزاء
تلك المأسألة الخإطيرة ،ول أجدني في هذا المأقاما ،وبعد تجارب واقعية كثيرة إل مأؤكلدا
على تلك الهداف الكبرى التي أظنكما ل تخإتلفون مأعي حولها .
5
إواذا كان الصوليون يقولون :إن المأقاصد العامأة للشريعة السلمأية خإمأسة :هي
حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ العقل وحفظ المأال .
ويقول الشاطبي أن ثمأة مأقاصد جزئية يتحقق بها المأقصد الكلي ،فنحن نستعير مأنه
هذه الوجهة في إيضاحا الهداف والمأقاصد للدعوة ،فإذا كان الهدف الما هو نشر
دين ال تعالى في شتى بقاع الرض ،وأن تمأحق مأن الرض رايات الكفر واللحاد .
وهذا ل يتحقق إل بثلثة أمأور :التوحيد واتباع النبي مأحمأد وأصحابه وتزكية النفوس
،وقد تؤول جمأيلعا إلى التوحيد إن أمأعنا في فهمأه وتدبره .
(1التوحيد أول
يقول شيخ السلم ابن تيمية ) في مفتتح الجزء الثاني من مجموع الفتاوى ( :وكان
المقصود بالدعوة :وصول العباد إلى ما خلقوا له من عبادة ربهم وحده ل شريك له ،
والعبادة أصلها عبادة القلب المستتبع للجوارح فإن القلب هو الملك والعضاء جنوده .
وهو المضغة الذي إذا صلحت صلح لها سائر الجسد إواذا فسدت فسد لها سائر الجسد
.إوانما ذلك بعلمه وحاله كان هذا الصل الذي هو عبادة ال :بمعرفته ومحبته :هو
أصل الدعوة في القرآن .فقال تعالى } :وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون { .
ومن باب النقد الذاتي والنصاف ينبغي هنا أن نعيد النظر طويبل في طرق تعليمنا
للتوحيد والعقيدة ،فقد صار المر متوقبفا عند كثير منا في حدود الدرس الكاديمي الذي
لبد منه لتأصيل المسائل في العقول ،ولكن دون أن تصبح العقيدة من جملة العلوم
والصنائع فحسب ،فل ترتبط القلوب بعلم الغيوب ،فيمسي الطالب وقد درس العقيدة
وألنم بكتبها ،ول يجد لها صدى في قلبه .
ومن هنا عندما يصطدم هؤلء بواقع الناس قد تبوء محاولته بالفشل وهو يريد أن يدعو
الناس لليمان باليوم الخر أو بالقدر مثبل .
نحن نحتاج أن تتشرب القلوب معنى توحيد الربوبية واللوهية والسماء والصفات بعد
تفهمها جيبدا لها على المستوى النظرى .
6
اتباع النبي مأحمأد صلى ال عليه وسلما وصحبه
وهنا تأتي قضية اللتزام بسنة النبي محمد صلى ال عليه وسلم ،ومحاربة البدع ،
ومحاربة التيارات اللحادية التي تسعى من حين لخر للنيل من السنة ،وينبغي أن
تشهد الساحة الدعوية مزيبدا من التكثيف لنشر السنة ،والتزام هدي السلف الصالح لنها
بمثابة التطبيق العملي الذي يشكل النموذج القدوة الذي يضعه الناس في كل زمان
أمامهم لترشد مسيرتهم وتهتدي خطاهم .
قال ال تعالى " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا "
وقال تعالى " لقد كان لكم في رسول ال أسوة حسنة لمن كان يرجو ال واليوم الخر
وذكر ال كثي اعر "
تزكية النفوس
مــن الهــداف الــتي تحتــاج إلــى مزيــد عنايــة مــن الــدعاة ،قضــية " تزكيــة النفــوس " لننــا
عانينا المريـن عنـدما اتجهنــا نحـو تركيــز المــادة العلميــة الشـرعية ،وابتعـدنا عــن الجــانب
الخلقي ،اللهم إل بعض المواعظ التي ل تسمن ول تغني من جوع فخرج علينــا جيــل
من المتعالمين ،ومن أنصاف طلبة العلم ،وأحدثوا ما أحدثوا .
والتزكية علم شريف ،والمة قد نجد بها العلماء والدعاة ،ولكن أين المربون ؟
إنهم أعز من الكبريت الحمر .
وهذه هي المور التي جاءت دعوة النبي محمد صلى ال عليه وسلم بها " هو الذي
بعث في الميين رسول منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة إوان
كانوا من قبل لفي ضلل مبين "
فكل مقصد من هذه المقاصد له وسائله ،وينبغي أن نسعى في إيجاد هذه الوسائل
لتتحقق الهداف .
الشرط الثالث :عمأق الوعي بالسلما والواقع
وهــي بعبــارة الصــوليين والفقهــاء مــا يســمى ب ـ ) فقــه الحــال ( أو )فقــه الوقــائع ( ،فالعــالم
الن يمر بثورة هائلة فــي مجــالت التصــالت جعلــت الغــزو الثقــافي يطــل علينــا مــن كــل
بــاب ،وبمــا أنن قــانون الغــاب هــو الحــاكم ،فقــد أصــبحت ثقافــة المســتعمر القــوى تفــرض
كيانها وتعمل بأساليبها الخبيثة الماكرة في طمــس الهويــة الســلمية ،والمســلم المعاصــر
7
يواجه تحديات خطيرة على كافة المسـتويات ،ولـم تعـد التشـكيل الـتربوي يخضـع لمعـايير
محددة كالبيت والمدرسة والمسجد ،فإن التلفاز والدش والنترنت صار هو المربي الول
ل الب والم ،والمناهج الدراسية ل تعطي درس الدين حقه ناهيك عما فيها من أباطيــل
،والمساجد ل تقوم بدورها في أغلب الحيان .
والسرة المسلمة صارت تواجه مشكلت لم نعهدها قبل ذلك ،لنن الدين عندنا لم يعد
هو الفيصل في المور ،فالسرة المسلمة على حافة الهاوية .
في ظل تلك الجواء نحتاج إلى الداعية الرباني الذي يفقه الواقع الذي يعيشه ،فهو يعلم
أنن أغلب المسلمين مغيبون عن الحقيقة وأنن تبصيرهم إزالة الغيام من أمامهم كفيل بإذن
ال بإعادة المور إلى نصابها ،لكن كيف ؟ تلك مسألة سنتعرض لها لحبقا .
الشرط الرابع :جدية الخإذ بالكتاب والسنة
ل شك في أننا نتفق حول هذا الشرط أعني المرجعية إلى الكتاب والسنة ،تلك المرجعية
المنضبطة بفهم سلف المة ،حتى ل نقع في درك الشطحات والقوال الشاذة ،التي لم
تخرج في المة إل بسبب عدم التقيد بهذا القيد اللزم .
لكني هنا أثير مسألة " الجدية " في اتباع هذا المسلك ،ل سيما والحرب العلمانية
الضروس تشن لدك هذا الصل من أساسه ،فلم يعد الخلف عندهم في التقيد بفهم
السلف ،والنضباط بأصولهم ،بل تعدى المر لنكار السنة ،ثم التطاول على القرآن
،ثم إظهار الوجه الحقيقي حين نالوا من ال ورسوله ،إوالى ال المشتكى .
الشرط الخإامأس :صدق الجهاد في سبيل ال
ن
ذي ق ه ال ل إ
عل قم إ الل ل أ ماَ ي ق ب وُل ق ل
كوّا ب ق م قأن ت أت بقر أ سب بت أ ب ح إ قال تعالى " :قأم ق
وُل ق
ه ق سوّل إ إ وُل ق قر أ ه ق ن الل ل إ دوُ إ من أ ذوُا ب إ خ أ م ي قت ل إ وُل ق ب م ق منك أ بدوُا ب إه أجاَ ق ق
ن " ِ. ملوّ ق أ ع قماَ ت ق ب خإبيبر ب إ ق ه ق ل
وُالل أ ة ق ج ة وُإلي ق ن ق مإني قؤ إم ب ب
ال أ
ل ل
ما ي لععل لم م الل ل ه
ه ة ولل ل م خهلوا ع ال ع ل
جن م ل م أن ت لد ع ه سب عت ه ع ح م م ل وُقاَل تعاَلى " :أ ع
ن". ري ل صاب م م م ال م ل
م ولي لععل ل منك ه ع دوا ع مجاهل هن ل ذي ل ال م م
وقال تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
وهنا يأتي البتلءا والتمحيص ،وامتحان النوايا بين الصدق والكذب
،فيبدو من يريد الدنيا ومن يريد الخرة .
ول يكون جهاد دون عداد العدة للنزال ،فل يكون الداعية مصيببا
في توجهه دون أن يستكمل أدواته التي سيخوض بها المعركة
من أجل إعلءا كلمة الله .
8
الشممرط السمماَدس :اللممتزام بممآداب العمممل الجممماَعيِ
وُشروُطه
فمن ذلك وحدة الصف وعدم التنازع فيما ل يستوجب النزاع ،وهنا ينبغي أن تنأى
الهواء والخلفات الشخصية لتشق عصا الجماعة تحت مزاعم جوفاء ل تنظر إلى
الثار الوخيمة التي تترتب على هذه الخلفات ،فيترتب على إنكار منكر منكرات أشدد
ل سيما فساد ذات البين بين أصحاب التوجهات الواحدة .
أخرج المام أحمد والترمذي في جامعه وقال :حديث صحيح ،وأبو داود وصححه
اللباني قوله صلى ال عليه وسلم " :فإنن فساد ذات البين هي الحالقة "
أي أنها تحلق دين المرء فعيابذا بال أن نقع في هذا .
ومــن هــذه الداب أنن الســاحة طالمــا كــانت مشــتركة فل يجــوز بحكــم الش ـراكة أن يحــدث
طرف ما يسبب الضرر على الخر ،فل ضرر ول ضرار .
الشرط السابع :وضوحا مأفهوما الولء والبعد عن خإط الحتواء
أحيابنا بسبب عـدم وضــوح الهــداف والوسـائل يحــدث كـثير مـن خلـط الوراق ،ويظــن أن
الــدعوة إلــى المنهــج الســلفي يعــد نوبعــا مــن التعصــب أو الحزبيــة ،والمــر خلف ذلــك ،
فالدعوة هنا إلى منهج ل إلى أشــخاص ،والمنهــج فــي حـد ذاتــه معصــوم لنــه ل يتقيـد إل
يالكتاب والسنة والجماع ،فالولء هنا ل ولرسوله ل لفلن وفلن من الشيوخأ
يقــول شــيخ الســلم ابــن تيميــة ) " : (20/5فـالواجب علــى كــل مــؤمن أن يحــب مــا أحــب
ال ورسوله ،وأن يبغض ما أبغضه الـ ورسـوله ممـا دل عليــه فــي كتـابه فل يجــوز لحــد
أن يجعل الصل في الدين لشخص إل لرسـول الـ صـلى الـ عليـه وسـلم ،ول بقــول إل
لكتاب ال عز وجل ،ومن نصب شخصا كائنا مـن كـان فـوالى وعـادى علـى مـوافقته فـي
القــول والفعــل فهــو } مــن الــذين فرقـوا دينهــم وكــانوا شــيعا { اليــة إواذا تفقــه الرجــل وتــأدب
بطريقــة قــوم مــن المــؤمنين مثــل :اتبــاع :الئمــة والمشــايخ ; فليــس لــه أن يجعــل قــدوته
وأصــحابه هــم العيــار في ـوالي مــن وافقهــم ويعــادي مــن خــالفهم فينبغــي للنســان أن يعــود
نفسه التفقه الباطن في قلبه والعمل به فهـذا ازجــر .وكمـائن القلــوب تظهــر عنــد المحــن .
وليــس لحــد أن يــدعو إلــى مقالــة أو يعتقــدها لكونهــا قــول أصــحابه ول ينــاجز عليهــا بــل
لجــل أنهــا ممــا أمــر ال ـ بــه ورســوله ; أو أخــبر ال ـ بــه ورســوله ; لكــون ذلــك طاعــة ل ـ
9
ورســوله .وينبغــي للــداعي أن يقــدم فيمــا اســتدلوا بــه مــن القـ ـرآن ; فــإنه نــور وهــدى ; ثــم
يجعــل إمــام الئمــة رســول الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وســلم ; ثــم كلم الئمــة .ول يخلــو أمــر
الداعي من أمرين :
الول :أن يكون مجتهــدا أو مقلــدا فالمجتهـد ينظـر فـي تصــانيف المتقــدمين مـن القـرون
الثلثة ; ثم يرجح ما ينبغي ترجيحه .
الثاني :المقلد يقلد السلف ; إذ القرون المتقدمة أفضل مما بعدها .فإذا تبين هــذا فنقــول
كمــا أمرنــا ربنــا } :قولـوا آمنــا بــال ومــا أنــزل إلينــا { إلــى قــوله } :مســلمون { ونــأمر بمــا
أمرنا به .وننهى عمـا نهانـا عنـه فـي نـص كتـابه وعلـى لسـان نـبيه صـلى الـ عليـه وسـلم
كمــا قــال تعــالى ":ومــا آتــاكم الرســول فخــذوه " اليــة فمبنــى أحكــام هــذا الــدين علــى ثلثــة
أقسام :الكتاب ; والسنة ; والجماع أهـ
وهنا تأتي مسألة التميــز والسـتقللية ،فنحـن نحتـاج إلــى دعــاة متمـايزين ،لنن مـن شـأن
هــذا التميــز أن يغطــي أكــبر قــدر مــن احتياجــات النــاس ،وبهــذا يخــدم كــل داعيــة شـريحة
معينــة مــن المجتمــع ،ولــذلك يتكــرر التنــبيه علــى نبــذ التقليــد بكافــة صــوره ،ول يتــأتى لنــا
ذلك إل بوضوح المنهج والبعــد عــن الحزبيــات والتعصــب المقيــت ،فل يكــون لـواء الــولء
والبراء إل ل ورسوله .
وينبغي أن ندرك أنن مـن صـور التميـز اللـتزام المطلـق بشـرائع السـلم فإنهـا شـهادة حـق
أمــا التقصــير فــإنه مرفــوض ول مســوغ لــه إوان تعــددت الــذرائع فــإنن التفريــط ولــو فــي القليــل
شهادة باطل توصم بها الدعوة ككل .
الشرط الثامأن :النصيحة للصلحا
قـ ــال تعـ ــالى " :والعصـ ــر إن النسـ ــان لفـ ــي خسـ ــر إل الـ ــذين آمن ـ ـوا وعمل ـ ـوا الصـ ــالحات
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "
وفي صحيح مسلم قال صلى ال عليه وسلم " :الدين النصيحة "
وفـي الصــحيحين قـال جـابر بـن عبـد الـ :بـايعت رسـول الـ صـلى الـ عليـه وسـلم علــى
إقام الصلة إوايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم .
10
ويقول شيخ السلم ابن تيمية ) : (28/603أعظم ما عبد ال به نصيحة خلقه
ضا إلى
فالنصيحة عماد الدين وقوامه ،وحقيقتها قبول الحق إوان خالف الهوى وكان بغي ب
النفس ،ورد الباطل على قائله ولو كان حبيببا
وفرق بين النصيحة والفضيحة ،فكلما كان النصح في السر دون العلن كان أفضل ،
وكلما الخلفات تحل بالنصح المتبادل داخل الحجرات المغلقة كان أولى ،
ول أرى أنن ثمرات هذا التناصح ستبدو في الفق دون أن تتآَلف القلوب وتنبذ العداوات ،
وتهمش الذاتيات .هذا بين أهل الدعوة .
أما بذل النصيحة لكل مسلم ،فإنه يقتضي أكن تكون رفيبقا بهم إوان أجرموا وتعدوا فلن
تعدم فيهم الخير .
الشرط التاسع :الخإتصاصا
من الشروط اللزمة للدعوة إلى ال في هذا العصر التخصص ،فتكثيف الجهد في
تخصص معين نبغ فيه الداعية ،ومع التمايز والستقللية ،من شأنه أن بتباعد عن
السطحيات ،ولكن هذا الشرط مقيد بأن يوجد في الساحة من يسد جميع الثغرات ،هذا
في ميدان الفقه وآخر في العقيدة وآخر في السنة وآخر في علوم القرآن ،وهذا في الطب
وآخر في القتصاد وآخر في الهندسة وهكذا نجد نوعيات مختلفة بثقافات مختلفة
يجمعها منهج واحد أهدافهم واضحة أدواتهم راسخة أصحاب رؤية واقعية ،صادقين في
جهادهم ،ملتزمين بضوابط المنهج ،لهم شخصيات متميزة مستقلة ،ل توالي إل في
ال ول تعادي إل في ال ،يبذلهم جهدهم في نصيحة عباد ال بأفضل وسيلة .
وهذا يجعلنا نتساءل :
كيف ندعو إلى ال ؟
أولل :أن نعرف مأن ندعو
فالناس أصناف عدة فمنهم :
(1المريض الذي يحتاج إلى الدواء الناجع .
(2والجاهل المي الجافي .
(3والمكابر المغرور المجادل .
11
وكبل صنف من هذه الصناف الثلثة يحتاج إلى فقه عاذل في التعامل معه ،ولهذا كان
من شرط المر بالمعروف الناهي عن المنكر أن يكون حكيماب فيما يأمر حكيماب فيما
ينهى ،والحكمة وضع المور في نصابها
مضر كوضع السيف في موضع الندى ووضع الندى في موضع السيف بالعل
ويرتبط بهذا الشأن ما سبق الحديث عنه في شأن فقه الحال والبصر بواقع المور.
ثانليا :التدرج
صـنلى اللنـهع نعلنكيـذه نذ
في الصحيحين عن ابن عباس رضي الـ عنهمــا قـال :قنــانل نرعســوعل اللـه ن
نونسلننم لذعمنعاذذ كبذن نجنبذل ذحينن نبنعثنهع إذنلى اكلنينمذن
ك نستنكأذتي قنكوبما أنكهنل ذكنتاذب فنذإنذا ذجكئتنهعكم نفاكدععهعكم ذإنلى أنكن نيكشهنعدوا أنكن نل ذإلنهن ذإنل اللنهع نوأننن " ذإن ن
ض نعلنكيذهكم نخكمنس ن ك بذنذلذ ن عمنحنمبدا نرعسوعل اللنذه ،فنذإكن عهكم أن ن
ك فنأنكخبذكرعهكم أننن اللهن قنكد فننر ن طاععوا لن ن
ض نعلنكيذهكم ن ك بذنذلذ ن صلننواذت ذفي عكمل نيكوذم نولنكيلنذة ،فنذإكن عهكم أن ن
ك فنأنكخبذكرعهكم أننن اللهن قنكد فننر ن طاععوا لن ن ن
ك نونك نارئذنم
ك فنذإنيا نك بذنذلذ ن صندقنةب تعكؤنخعذ ذمكن أنكغنذنيائذذهكم فنتعنرلد نعنلى فعقن نارئذذهكم ،فنذإكن عهكم أن ن
طاععوا لن ن ن
ب. ظعلوذم فنذإنهع لنكينس نبكيننهع نونبكينن اللنذه ذحنجا ب ق ندكعنوةن اكلنم كأنكموالذذهكم ،واتن ذ
ن ن
فالننبي صلى ال عليه وسلم يعلم معابذا رسوله وداعيته إلى اليمن أن يتدرج معهم وهذا
ما يسمى بفقه الولويات ،بأن نقدم الواجبات الولى فالولى ،ونراعي أن نقدم الفرض
على المندوب ،والنهي عن المحرمات قبل المكروهات .
والتدرج ل يعني بحال تقسيم الدين إلى قشور ولباب كما قد يفهم البعض ،بل دين ال
تعالى كبل واحد .
ولكي يصل الداعية إلى هذا ينبغي أن يكون فقيبها فيما يأمر وفيما ينهى ،يعرف كيف
يبدأ بما يناسب الناس ،فيراعي أخلقياتهم وأعمارهم وأوقاتهم وأعمارهم .
قالوا :كونوا ربانيين حلماء فقهاء ،والرباني هو الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل
كباره .
ثاللثا :تطوير طرق الدعوة .
لبــد مــن م ارعــاة الطــرق المعروفــة مــع أهــل الزمــان حــتى تكــون أكــثر وقبعــا وتــأثي بار فــي
النفوس والقلوب ،لكن يتحاشى ما قد يؤدي إلى الفساد .
12
فل مانع من استخدام الدعابة المهذبة الجميلة لكن دون إفراط يذهب بوقار العلم ،ول
مانع من استخدام السلوب القصصي في عصر أدمن فيه الناس مشاهدة الفلم
والتمثليات ،فلماذا ل نقدم لهؤلء القصص القرآني والنبوي بأسلوب شيق ونستخرج منها
الفوائد ليتعلم الناس أمر رشد ل ضلل فيه .
وينبغي أن نستخدم كل وسيلة شرعية ممكنة ،من الكتب والرسائل مروبار بأشرطة
الكاسيت والفيديو وأسطوانات الليزر ،نستخدم وسائل اليضاح المعهودة من لفتات
ونحوها .
لكن ل يجوز بحال أن نستخدم وسائل غير شرعية كالغناء والموسيقى والختلط
فليس المقصود هو التجميع فحسب ،فنتنازل عن أمور شرعية من أجل أهواء الناس
إوارضابء لهم .
رابلعا :الدعوة بالشفقة والرفق
قال ال تعالى في وصف المؤمنين " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "
ضا " :أشداء على الكفار رحماء بينهم "
وقال عنهم أي ب
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى ال عليه وسلم قال " :إنن ال رفيق يحب الرفق ،
ويعطي على الرفق ما ل يعطي على العنف "
وما كان الرفق في شي ء إل زانه ،ومن بواعث الدعوة إلى ال تعالى الرحمة بعباده أن
يضلوا الطريق والشفقة عليهم أن يقعوا في أسباب الشقاء .
:في السيرة لبن هشام
لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف أكثر من
عشرين يوبما فلما استعصيت أمر أصحابه بالرحيل فقال له رجل
من أصحابه :يا رسول الله ادع عليهم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :اللهم اهد ثقيفا وأت بهم .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال :قدم الطفيل وأصحابه
فقالوا يا رسول الله إن دوسا قد كفرت وأبت فادع الله عليها
فقيل هلكت دوس فقال اللهم اهد دوسا وائت بهم .
فينبغي أن نبغض في الله أن نغار أن تنتهك حرمات الله تبارك
وتعالى ،لكن علينا أن نكره المعصية ل أن ننتصر لنفسنا وأهوائنا
.
13
فعندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ،نجد أنن هناك خي بار كثي بار قد ل تراه
العيون أول وهلة ،ومع شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم ،شيء من الود
الحقيقي لهم شيء من العناية ) غير المتصنعة ( باهتماماتهم وهمومهم ،ثم ينكشف
لك النبع الخير في نفوسهم ،حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم في مقابل القليل الذي
أعطيتهم إياه من نفسك ،متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء إواخلص ،هذه الثمرة
الحلوة ،إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالمن من جانبه ،بالثقة في مودته
،بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلمهم وعلى أخطائهم وعلى حماقاتهم كذلك ..
وشيء من سعة الصدر في أول المر كفيل بتحقيق ذلك كله أقرب مما يتوقع الكثيرون
.
وهذه المراحل التي يجتازها الداعية لكي يصل إلى مستوى
الرفق بالنسان لهي كالبذور عندما تغرس في التربة ثم تظهر
علمات النمو عليها بانشقاقها وخروج خط أخضر مائل إلى
إصفرار ،ما يلبث حتى يكون وريقات ثم ساق لينة ثم تنمو
كشجرة ذات أغصان وثمار
يقول سيد قطب رحمه الله " :عندما تنمو في نفوسنا بذور
الحب والعطف والخير نعفي أنفسنا من أعباءا ومشقات كثيرة !!
ن نتملق الخرين لننا سنكون يومئذ ه إننا لن نكون في حاجة إلى أ ع
صادقين مخلصين ،إذ تزجي إليهم الثناءا ،إننا سنكشف في
نفوسهم عن كنوز من الخير ،وسنجد لهم مزايا طيبة نثني عليها
حين نثني ونحن صادقون .
ولن يعدم إنسان ناحية خير أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة
ولكننا ل نطلع عليها ول نراها إل حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب
ن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق ،كذلك لن نكون في حاجة ل ع
منهم ،ول حتى مؤونة الصبر على أخطائهم وحماقاتهم ،لننا
سنعطف على مواقع الضعف والنقص ،ولن نفتش عليها لنراها
يوم تنمو في نفوسنا بذرة العطف !!
ب الحذر وبطبيعة الحال لن نجسم أنفسنا عناءا الحقد عليهم أو ع ع
م فين بذرة الخير لم تن ه
منهم ،فإنما نحقد على الخرين ل م
وا كافبيا ،ونتخوف منهم لن عنصر الثقة في الخير نفوسنا نم ب
ينقصنا "
14
سمماَ :معرفممة قممدر النفممس وُملحظممة الفممرق بيممن خاَم ة
وُظيفة الداعية وُوُظيفة المفتيِ
فالعوام ل يفرقون بين الداعية والمفتي ،ومن هنا قد تحدث
بعض التجوزات ،وفي ظل شيوع الجهل ،وقلة العلماءا تبدو
المسألة في غاية الصعوبة .
فإذا ما تأملنا القصور في الجانب الدعوي مما ألزمنا بضرورة
التصدر فهذا كله يدفعنا لتجيش المة للعلم بالكتاب والسنة
لتحمل هذا العبءا الذي أصيبوا من خلله ولهذا ينبغي أن يدرك
الداعية قدر نفسه ول يتجاوزها ،وهذا مبني على سلمة القصد
وصحته ،وتزكية النفس من أدرانها قبل التصدر للعمل الدعوي .
ساَ :تشجيع المدعوّ الذي استجاَب وُربطه باَلدعوّة ساَد ة
من أسباب علو الهمة التشجيع المستمر وشد الزر وتقوية العزم
،حتى ل يتسلل الفتور إلى النفوس .
ولبد من إعداد مناهج متكملة يتدرج فيها المدعو ،لبد من ربطه
بأهداف إيمانية يسعى لها .
بداية من المحافظة على الصلة في الجماعة وتعليمه آداب
الصلة من خشوع وخضوع ،ثم المحافظة على النوافل .
ضرورة أن يلتزم بوظيفة يومية من تلوة القرآن ،والمحافظة
على أذكار طرفي النهار .
م إيجاد البيئة من الخوة الذين يتعلق قلبه بهم ليهجر أصدقاءا ث م
السوءا ،وتصير له رفقة من أهل اليمان يساعدونه في بداية
الطريق .
على الداعية أن يتفطن للوسائل التي يحقق بها تلك الهداف ،
وليحذر من قواطع الطريق .
همساَت فيِ أذن كل داعية
(1أوُل ماَ ينبغيِ التوّاصيِ به ،وُنحن فيماَ نحمن فيمه أن
نتوّاصى باَلصبر وُالناَة وُعدم التعجل وُعممدم الملممل ،
وُمفتاَح ذلك م كماَ تقدم م صحة وُسلمة القصد ِ.
(2عدم التكلف قال تعالى " :قل ما أسألكم عليه من أجر وما
أنا من المتكلفين "
(3إثبات الكفاءاة ،وإيجاد النموذج القدوة من بيننا ،ول يتحقق
هذا في واقع الناس إل بعلو الهمة .
كان أبو مسلم الخولني يقول :أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا
ما حتى يعلموا أنهم قد به دوننا ،كل والله لنزاحمنهم عليه زحا ب
خلفوا وراءاهم رجابل .
(4عدم الدعة والراحة فالحمل ثقيل ،والجنة تحتاج منا بذل
الغالي والنفيس " ،لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " .
15
(5عدم استكثار العمال " ول تمنن تستكثر ولربك فاصبر " .
(6رفع مستوى العلم بالسلم لدرجة تؤهل للتمييز .
(7سلفية المنهج والمواجهة .
ـ والله من وراءا القصد ـ
16