You are on page 1of 16

‫الدعوة إلى ا‬

‫ماحضرة ألقاحهاح فضيلة الشيخ‪ /‬ممحد حسي يعقوب‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫إن الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا ‪ ،‬ومن‬
‫سيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده ال فل مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله‬
‫إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪.‬‬
‫اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‬
‫إنك حميد مجيد ‪ ،‬اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ‪ ،‬كما باركت على آل إبراهيم‬
‫إنك حميد مجيد ‪.‬‬
‫ـ أما بعد ـ‬
‫إخوتاه‬
‫إن الدعوة قضية لها بداية ولها غاية ‪ ،‬وبينهما مراحل ينبغي أن تقطع بأناة وروية حتى‬
‫يتحقق الهدف المنشود ‪ ،‬من عمارة الرض بدين ال الرب المعبود ‪.‬‬
‫إنها الدعوة إلى التوحيد في شمول وتكامل ‪ ،‬ثم الثبات في مواقع الحراسة لدين ال عز‬
‫وجل ‪ ،‬ثم التأني في جميع مراحل الدعوة إوان طال الدرب ‪ ،‬حتى تزول غربة السلم ‪،‬‬
‫وتكبر القاعدة ‪ ،‬ويتسع نطاق العاملين للسلم على الوجه الصحيح ‪ ،‬ليصبحوا جبهة‬
‫قوية في وجه الذين ل يؤمنون ثم الجهاد والقتال وحينئذذ يميلون على الذين كفروا ميلة‬
‫واحدة بإذن ال تعالى ‪.‬‬
‫حقائق على طريق الدعوة‬
‫ول ريب أنن ثمة أمور كثيرة تخص قضية الدعوة يحدث حولها جدل واسع ‪ ،‬وتخضع‬
‫لمؤثرات مختلفة ‪ ،‬مما دعا البعض إلى التخبط وضبابية الرؤية إزاء حقائق تمثل‬
‫الرض الصلبة التي ننطلق منها ‪ ،‬والصول التي ينبغي أن تتحد الرايات حولها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فمن ذلك ‪:‬‬
‫أولل ‪ :‬المأة كلها يقع عليها عبء الدعوة إلى ال ‪.‬‬
‫فل ينبغي أن يتخلف أحد من المسلمين عن هذا الميدان ‪ ،‬ول ينبغي أن يزدري المرء‬
‫نفسه ويظن أنه أقل من أن يدعو ويعمل ‪.‬‬
‫قال ال تعالي ‪ " :‬قل هذه سبيلي أدعو إلى ال على بصيرة أنا ومأن اتبعني ‪. "..‬‬
‫فهذه هي السبيل ‪ ،‬ولكن كم هم الفارون !! ‪.‬‬
‫يقول شيخ السلما ابن تيمأية في مأجمأوع الفتاوى )‪: (20/5‬‬
‫" والدعوة إلى ال واجبة على من اتبع الرسول صلى ال عليه وسلم وهم أمته وقد‬
‫نذ‬ ‫نذ‬
‫وصفهم ال بذلك ‪ :‬كقوله تعالى ‪" :‬الذينن نيتنبذععونن النرعسونل النبذني العممني الذي نيذجعدوننهع‬
‫ف نونيكننهاعهكم نعذن اكلعمننكذر نوعيذحلل لنهععم‬ ‫مككعتوبا ذعنندهم ذفي التنو ارذة واذلكنذجيذل يكأمرهم ذباكلمعرو ذ‬
‫ن عع ع ن كع‬ ‫كن ن‬ ‫عك‬ ‫ن ب‬
‫ت نعلنكيذهكم نفالنذذينن‬
‫صنرعهكم نوالنكغلننل النذتي نكانن ك‬ ‫ضعع نعكنهعكم إذ ك‬ ‫الطنمينباذت نوعينحمرعم نعلنكيذهعم اكلنخنبآَئذ ن‬
‫ث نوني ن‬
‫ك عهعم اكلعمكفلذعحونن " فهذه في‬ ‫ي عأنذزنل نمنعهع أعكولنـئذ ن‬ ‫نذ‬
‫صعروهع نواتننبععوكا اللنونر الذ ن‬
‫ذ‬
‫آنمعنوكا بذه نونعنزعروهع نونن ن‬
‫حقه صلى ال عليه وسلم وفي حقهم قوله ‪ } :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس { الية‬
‫وقوله ‪ } :‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن‬
‫المنكر { الية ‪ .‬وهذا الواجب واجب على مجموع المة ‪ ،‬وهو فرض كفاية يسقط عن‬
‫البعض بالبعض كقوله ‪ } :‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير { الية فجميع المة تقوم‬
‫مقامه في الدعوة ‪ :‬فبهذا إجماعهم حجة إواذا تنازعوا في شيء ردوه إلى ال ورسوله أهـ‬
‫إن مــن واجباتنــا أن نؤصــل فــي أذهــان جميــع المســلمين هــذه الصــل الصــيل ‪ ،‬أل وهــو‬
‫حتمية الدعوة ‪ ،‬فيتعاهد الجميع أمام ال تعالى بأل يمر يوم إل وقد تقرب إلى ال بدعوة‬
‫رجل واحد على أقل تقدير ‪.‬‬
‫إن من المفارقات العجيبة أنن أحد الخوة أعند متوالية حسابية على اعتبــار أنن فــربدا واحـبدا‬
‫ســيدعو صــديبقا لــه ‪ ،‬ثــم انطلــق الــرجلن فــي الــدعوة بعــد ذلــك ليصــيروا أربعــة فــي الســنة‬
‫التالية وهكذا دواليك ‪.‬‬
‫هــل تصــدقون أن خلل ثلثيــن ســنة بهــذه المعادلــة الحســابية تكــون الــدعوة وصــلت إلــى‬
‫ألف مليون مسلم ‪.‬‬
‫ثانليا ‪ :‬كل يدعو إلى ال على حسب الطاقة والقدرة‬

‫‪2‬‬
‫مــن المــور الــتي تختلــط فــي أذهــان الكــثيرين أنــه قــد يتصــور أنن الــدعوة إلــى ال ـ هــي أن‬
‫يعتلــي المنــابر ويلقــي الــدروس والمحاض ـرات ‪ ،‬أو أن يتصــور أنن وضــعه الجتمــاعي ل‬
‫يؤهله للقيام بهذا الواجب ‪.‬‬
‫والمر أيسر مما يتوهمه هؤلء ‪ ،‬إنن أبا بكر صديق هذه المة ـ رضي ال عنه ـ لم يكن‬
‫خطيببا مفوبها ‪ ،‬ومع هذا كان من أئمة الدعاة إلى ال بل شك ‪ ،‬إنك لن تعدم الوسيلة إذا‬
‫تأملت بعين الشوق والرغبة‬
‫المأثبطون‬
‫ومن الشبهات التي عمت بها البلوى قول بعضهم ‪ :‬إنك كمن يحرث في ماء ‪ ،‬ولسان‬
‫ص علينـا القـرآن خـبرهم " وقـالت أمـة منهـم لـم تعظـون قوبمـا الـ مهلكهــم أو‬
‫حالهم كمـن قـ ن‬
‫معذبهم عذاببا شــديبدا " ‪ ،‬يقولــون ‪ :‬إنـك لــن تغيــر الكــون بكلمــك ‪ ،‬لــن تســتطيع أن تصـنع‬
‫شيبئا ‪ ،‬أين صدى هذه الدعوة في الناس والفساد يعم أنحاء المعمورة من كل جهة ‪.‬‬
‫فلهؤلء وأمثالهم من معاشر المثبطين القاعدين الذين يصدق فيهم قوله تعالى " فثبطهم‬
‫وقيل اقعدوا مع القاعدين " نقول لهم ‪:‬‬
‫‪ (1‬إنــه قــد مضــت القاعــدة الشــرعية الشــهيرة بــأنن الـ ل يكلــف بالمحــال ول يكلــف بمــا ل‬
‫يطاق ‪ ،‬فمعنى أن ال أوجب علينا الــدعوة إلــى ســبيله أنن ذلـك فيمـا يطيقــه ويســتطيعه‬
‫كل أحد ‪.‬‬
‫‪ (2‬أننا نمتثل قول تلك الفرقة الناجية " قالوا ‪ :‬معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " فإننا‬
‫نعتذر إلى ال أن عيعصى فل عيطاع وأن عيكفر فل عيشكر ‪ ،‬وهذا وحده يكفي للغيرة ل‬
‫وحسبنا ال ونعم الوكيل ‪.‬‬
‫‪ (3‬إنن النبي صلى ال عليه وسلم لم يع ذ‬
‫ف أحبدا من إنكار المنكر ‪ ،‬ففرض المستطيع‬
‫باليد أن ينكر به وكذا المستطيع بلسانه ‪ ،‬أما الضعفاء الذين ل حيلة لهم ففرضهم‬
‫النكار بالقلب فإن لم يكن كان هذا دليبل على فساد القلب وضعف اليمان ‪.‬‬
‫في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله‬
‫قب بإليِ‪ ،‬إ إل ل‬ ‫ة ق‬ ‫أ‬
‫م ة‬‫فيِ أ ل‬ ‫ه الله إ‬ ‫عث ق أ‬ ‫يِ ب ق ق‬ ‫ن ن قب إ ق‬ ‫م ب‬ ‫ماَ إ‬ ‫عليه وسلم قال ‪ " :‬ق‬
‫ب‬ ‫ق‬ ‫أ‬
‫ه‬
‫سن لت إ إ‬‫ن بإ أ‬ ‫ذوُ ق‬‫خ أ‬ ‫ب ي قأ أ‬ ‫حاَ ب‬ ‫ص ق‬ ‫وُأ ب‬ ‫ن ق‬ ‫رليوّ ق‬ ‫وّا إ‬
‫ح ق‬ ‫ه ق‬ ‫مت إ إ‬‫نأ ل‬ ‫م ب‬ ‫ه إ‬‫ن لق أ‬ ‫كاَ ق‬ ‫ق‬
‫خألوّ ب‬ ‫خل أ أ‬ ‫ق‬ ‫وُي ق ب‬
‫ف‪،‬‬ ‫هم إ أ‬ ‫د إ‬ ‫ع إ‬ ‫ن بق ب‬‫م ب‬‫ف إ‬ ‫هاَ ت ق ب‬‫م إ إن ل ق‬‫ه‪ ِ.‬ث أ ل‬ ‫ر إ‬ ‫م إ‬ ‫ن ب إأ ب‬‫دوُ ق‬ ‫قت ق أ‬ ‫ق‬
‫ن‬
‫م ب‬
‫ف ق‬ ‫ن‪ ِ.‬ق‬ ‫مأروُ ق‬ ‫ؤ ق‬ ‫ق‬
‫ماَ ل ي أ ب‬ ‫ن ق‬ ‫علوّ ق‬ ‫أ‬ ‫ف ق‬ ‫وُي ق ب‬
‫ن‪ ،‬ق‬ ‫علوّ ق‬‫أ‬ ‫ف ق‬ ‫ق‬
‫ماَ ل ي ق ب‬ ‫ن ق‬ ‫أ‬
‫قوّلوّ ق‬ ‫يق أ‬

‫‪3‬‬
‫وّ‬
‫ه ق‬ ‫ه ق‬
‫ف أ‬ ‫ساَن إ إ‬
‫م ب إل إ ق‬
‫ه ب‬‫هدق أ‬‫جاَ ق‬
‫ن ق‬‫م ب‬ ‫وُ ق‬
‫ن‪ ،‬ق‬ ‫م ب‬‫ؤ إ‬‫م ب‬ ‫وّ أ‬‫ه ق‬‫ف أ‬ ‫ه ق‬‫د إ‬‫م ب إي ق إ‬
‫ه ب‬‫هدق أ‬‫جاَ ق‬‫ق‬
‫وُقراءق‬
‫س ق‬ ‫ق‬
‫وُلي ب ق‬ ‫ن‪ ِ.‬ق‬ ‫م ب‬ ‫م ب‬
‫ؤ إ‬ ‫وّ أ‬
‫ه ق‬ ‫ه ق‬
‫ف أ‬ ‫ب‬
‫قلب إ إ‬ ‫م بإ ق‬ ‫ه ب‬‫هدق أ‬ ‫جاَ ق‬
‫ن ق‬ ‫م ب‬ ‫وُ ق‬
‫ن‪ ،‬ق‬ ‫م ب‬
‫ؤ إ‬ ‫م ب‬ ‫أ‬
‫ل"‪.‬‬‫خبردق ة‬ ‫ة ق‬ ‫حب ل أ‬‫ن ق‬ ‫ماَ إ‬‫لي ق‬‫نا إ‬ ‫م ق‬ ‫ق‬
‫ذقل إك إ‬
‫إن التوفيق استأثر ال به نفسه جل وعل ‪ ،‬وما حالنا إل كما قال شعيب عليه وعلى نبينا‬
‫الصلة والسلم ‪ " :‬إن أريد إل الصلحا مأا استطعت ومأا توفيقي إل بال " ‪.‬‬
‫أصل الداء‬
‫أصل الداء عادةب ينبع من عدم وضوح الهدف ‪ ،‬أو اعتبار الغايات مبررات لكثير من‬
‫الوسائل مطلبقا دون ضابط ‪ ،‬أو تعجل الحصاد ‪ ،‬والتاريخ شاهد على فشل هذه الفرق ‪.‬‬
‫ولذلك يدب الوهن في قلوب المسلمين ويصابون بإحباطات وهزائم نفسية تجعلهم فريسة‬
‫سائغة لعداء السلم ‪.‬‬
‫وهذا حديث ذو شجون ‪ ،‬ولذلك تعالوا نعيد ترتيب منظومتنا الدعوية ‪ ،‬تعالوا نقلب في‬
‫دفاترنا ونقارن واقعنا الدعوي بالشروط التي ل محيص عنها إذا رمنا نجابحا‬

‫شروط الدعوة إلى ال‬


‫الشرط الول ‪ :‬الخإلصا‬
‫قــال ال ـ تعــالى ‪ " :‬ومــا أمــروا إل ليعبــدوا ال ـ مخلصــين لــه الــدين حنفــاء ويقيم ـوا الصــلة‬
‫ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة "‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إنما العمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ‪" ..‬‬
‫فالدعوة إلى ال عبادة ‪ ،‬فيتدبر المرء هذا المشهد جلبيا ‪ ،‬ويعلم من هذا أنن قيامه بهذا‬
‫الواجب هو ما أمر به أما النتائج فليست داخلة في واجبه ‪ ،‬وليست من شأنه بل هي‬
‫قدر ال تعالى ومشيئته ‪ ،‬وهو ونيته وجهده وعمله جانب من هذا القدر ‪ ،‬ومن هنا‬
‫تكتسب العمال قيمتها في النفس من بواعثها ل من نتائجها ‪ ،‬وجزاء المرء في العبادة‬
‫التي أداها ل في النتائج التي أحرزها ‪.‬‬
‫ومتى استقر هذا المعنى في القلب تباعدت عنه الطماع الدنيوية ‪ ،‬لنه حينئذذ يرتفع‬
‫إلى أفق العبودية فتأنف نفسه وسيلة خسيسة لتحقيق غاية كريمة ولو كانت هذه الغاية‬
‫هي نصرة دين ال وجعل كلمة ال هي العليا ‪ ،‬لنن الوسيلة الخسيسة تحطم معنى‬
‫العبادة الشريف ‪ ،‬فل نممني النفس بلوغ الغايات بل هي حريصة على أداء الواجبات ‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫ويستمتع العبد بعد هذا براحة الضمير وطمأنينة النفس وصلح البال في جميع‬
‫الحوال سواء راى ثمرة عمله أم لم يرها ‪.‬‬
‫والخلص عزيز ‪ ،‬ولذلك يحتاج القلب إلى تمحيص النوايا ‪ ،‬فعلى كل منا أن يتهم‬
‫نفسه ‪ ،‬وأن يلقي باللئمة عليها ففي الخلص الخلص‬
‫ولــذلك ينبغــي أن يكــون هنــاك تمحيــص مســتمر للمســيرة الدعويــة ‪ ،‬ومحاولــة الكشــف عــن‬
‫العي ــوب ‪ ،‬م ــن اله ــوى والش ــهرة وح ــب الظه ــور وحـ ــب النفـ ــس والعم ــل لهـ ــا وطل ــب الج ــاه‬
‫والرياسة ‪.‬‬
‫ولهذا يحتاج من الداعية دوام اللجأ إلى ال والستعانة به على آفات نفسه ‪ " ،‬نعوذ بال‬
‫مأن شرور أنفسنا ومأن سيئات أعمأالنا "‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬وضوحا الهدف‬
‫بعض الناس قد يمارس العمل الدعوي ‪ ،‬لكن بدون منهج ‪ ،‬فالغاية قد ل تكون في ذهنه‬
‫أكـ ــثر مـ ــن هتـ ــاف بشـ ــعارات ل يـ ــدري معناهـ ــا ‪ ،‬أو هـ ــو ل يقـ ــوم بواجباتهـ ــا ‪ ،‬وقـ ــد تكـ ــون‬
‫الهداف مجرد عبارات إنشائية يتشدق بها ‪.‬‬
‫وقد تتعلق القلوب بأهداف كبرى تحتاج إلى وقت ليس بالقصير ‪ ،‬ومع الوقت يتسلل إلــى‬
‫النفــوس الشــعور بالفشــل والحبــاط ‪ ،‬فهــو يحلــم بالدولــة الســلمية ســنوات ط ـوال ‪ ،‬ومــر‬
‫وقت طويل ولم ير حلمه يتحقق في الواقع ‪.‬‬
‫والطريقة الصحيحة هنا أكن نحدد الهداف الكبرى لتكون نصب العين ‪ ،‬ثم نحدد أهدابفا‬
‫جزئية يسعى كل مننا لتحقيقها ‪.‬‬
‫هذا الهدف الجزئي قد يكون دعوة الزوجة أو الـزوج ‪ ،‬دعـوة الب أو الم ‪ ،‬دعـوة الخأ أو‬
‫الخت ‪ ،‬دعوة الصديق أو الجار ‪ ،‬دعوة زملء العمل أو رفقاء السفر ‪.‬‬
‫لكن يتبقى سؤال مهم في هذا الصدد أل وهو ‪:‬‬
‫إلما ندعو ؟ مأا الهدف ؟‬
‫ل ريب أنن أطروحات عديدة تحدثت عن هذه القضية ‪ ،‬وتباينت وجهات النظر إزاء‬
‫تلك المأسألة الخإطيرة ‪ ،‬ول أجدني في هذا المأقاما ‪ ،‬وبعد تجارب واقعية كثيرة إل مأؤكلدا‬
‫على تلك الهداف الكبرى التي أظنكما ل تخإتلفون مأعي حولها ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إواذا كان الصوليون يقولون ‪ :‬إن المأقاصد العامأة للشريعة السلمأية خإمأسة ‪ :‬هي‬
‫حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ العقل وحفظ المأال ‪.‬‬
‫ويقول الشاطبي أن ثمأة مأقاصد جزئية يتحقق بها المأقصد الكلي ‪ ،‬فنحن نستعير مأنه‬
‫هذه الوجهة في إيضاحا الهداف والمأقاصد للدعوة ‪ ،‬فإذا كان الهدف الما هو نشر‬
‫دين ال تعالى في شتى بقاع الرض ‪ ،‬وأن تمأحق مأن الرض رايات الكفر واللحاد ‪.‬‬
‫وهذا ل يتحقق إل بثلثة أمأور ‪ :‬التوحيد واتباع النبي مأحمأد وأصحابه وتزكية النفوس‬
‫‪ ،‬وقد تؤول جمأيلعا إلى التوحيد إن أمأعنا في فهمأه وتدبره ‪.‬‬

‫‪ (1‬التوحيد أول‬
‫يقول شيخ السلم ابن تيمية ) في مفتتح الجزء الثاني من مجموع الفتاوى ( ‪ :‬وكان‬
‫المقصود بالدعوة ‪ :‬وصول العباد إلى ما خلقوا له من عبادة ربهم وحده ل شريك له ‪،‬‬
‫والعبادة أصلها عبادة القلب المستتبع للجوارح فإن القلب هو الملك والعضاء جنوده ‪.‬‬
‫وهو المضغة الذي إذا صلحت صلح لها سائر الجسد إواذا فسدت فسد لها سائر الجسد‬
‫‪ .‬إوانما ذلك بعلمه وحاله كان هذا الصل الذي هو عبادة ال ‪ :‬بمعرفته ومحبته ‪ :‬هو‬
‫أصل الدعوة في القرآن ‪ .‬فقال تعالى ‪ } :‬وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون { ‪.‬‬
‫ومن باب النقد الذاتي والنصاف ينبغي هنا أن نعيد النظر طويبل في طرق تعليمنا‬
‫للتوحيد والعقيدة ‪ ،‬فقد صار المر متوقبفا عند كثير منا في حدود الدرس الكاديمي الذي‬
‫لبد منه لتأصيل المسائل في العقول ‪ ،‬ولكن دون أن تصبح العقيدة من جملة العلوم‬
‫والصنائع فحسب ‪ ،‬فل ترتبط القلوب بعلم الغيوب ‪ ،‬فيمسي الطالب وقد درس العقيدة‬
‫وألنم بكتبها ‪ ،‬ول يجد لها صدى في قلبه ‪.‬‬
‫ومن هنا عندما يصطدم هؤلء بواقع الناس قد تبوء محاولته بالفشل وهو يريد أن يدعو‬
‫الناس لليمان باليوم الخر أو بالقدر مثبل ‪.‬‬
‫نحن نحتاج أن تتشرب القلوب معنى توحيد الربوبية واللوهية والسماء والصفات بعد‬
‫تفهمها جيبدا لها على المستوى النظرى ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اتباع النبي مأحمأد صلى ال عليه وسلما وصحبه‬
‫وهنا تأتي قضية اللتزام بسنة النبي محمد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومحاربة البدع ‪،‬‬
‫ومحاربة التيارات اللحادية التي تسعى من حين لخر للنيل من السنة ‪ ،‬وينبغي أن‬
‫تشهد الساحة الدعوية مزيبدا من التكثيف لنشر السنة ‪ ،‬والتزام هدي السلف الصالح لنها‬
‫بمثابة التطبيق العملي الذي يشكل النموذج القدوة الذي يضعه الناس في كل زمان‬
‫أمامهم لترشد مسيرتهم وتهتدي خطاهم ‪.‬‬
‫قال ال تعالى " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا "‬
‫وقال تعالى " لقد كان لكم في رسول ال أسوة حسنة لمن كان يرجو ال واليوم الخر‬
‫وذكر ال كثي اعر "‬
‫تزكية النفوس‬
‫مــن الهــداف الــتي تحتــاج إلــى مزيــد عنايــة مــن الــدعاة ‪ ،‬قضــية " تزكيــة النفــوس " لننــا‬
‫عانينا المريـن عنـدما اتجهنــا نحـو تركيــز المــادة العلميــة الشـرعية ‪ ،‬وابتعـدنا عــن الجــانب‬
‫الخلقي ‪ ،‬اللهم إل بعض المواعظ التي ل تسمن ول تغني من جوع فخرج علينــا جيــل‬
‫من المتعالمين ‪ ،‬ومن أنصاف طلبة العلم ‪ ،‬وأحدثوا ما أحدثوا ‪.‬‬
‫والتزكية علم شريف ‪ ،‬والمة قد نجد بها العلماء والدعاة ‪ ،‬ولكن أين المربون ؟‬
‫إنهم أعز من الكبريت الحمر ‪.‬‬
‫وهذه هي المور التي جاءت دعوة النبي محمد صلى ال عليه وسلم بها " هو الذي‬
‫بعث في الميين رسول منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة إوان‬
‫كانوا من قبل لفي ضلل مبين "‬
‫فكل مقصد من هذه المقاصد له وسائله ‪ ،‬وينبغي أن نسعى في إيجاد هذه الوسائل‬
‫لتتحقق الهداف ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬عمأق الوعي بالسلما والواقع‬
‫وهــي بعبــارة الصــوليين والفقهــاء مــا يســمى ب ـ ) فقــه الحــال ( أو )فقــه الوقــائع ( ‪ ،‬فالعــالم‬
‫الن يمر بثورة هائلة فــي مجــالت التصــالت جعلــت الغــزو الثقــافي يطــل علينــا مــن كــل‬
‫بــاب ‪ ،‬وبمــا أنن قــانون الغــاب هــو الحــاكم ‪ ،‬فقــد أصــبحت ثقافــة المســتعمر القــوى تفــرض‬
‫كيانها وتعمل بأساليبها الخبيثة الماكرة في طمــس الهويــة الســلمية ‪ ،‬والمســلم المعاصــر‬

‫‪7‬‬
‫يواجه تحديات خطيرة على كافة المسـتويات ‪ ،‬ولـم تعـد التشـكيل الـتربوي يخضـع لمعـايير‬
‫محددة كالبيت والمدرسة والمسجد ‪ ،‬فإن التلفاز والدش والنترنت صار هو المربي الول‬
‫ل الب والم ‪ ،‬والمناهج الدراسية ل تعطي درس الدين حقه ناهيك عما فيها من أباطيــل‬
‫‪ ،‬والمساجد ل تقوم بدورها في أغلب الحيان ‪.‬‬
‫والسرة المسلمة صارت تواجه مشكلت لم نعهدها قبل ذلك ‪ ،‬لنن الدين عندنا لم يعد‬
‫هو الفيصل في المور ‪ ،‬فالسرة المسلمة على حافة الهاوية ‪.‬‬
‫في ظل تلك الجواء نحتاج إلى الداعية الرباني الذي يفقه الواقع الذي يعيشه ‪ ،‬فهو يعلم‬
‫أنن أغلب المسلمين مغيبون عن الحقيقة وأنن تبصيرهم إزالة الغيام من أمامهم كفيل بإذن‬
‫ال بإعادة المور إلى نصابها ‪ ،‬لكن كيف ؟ تلك مسألة سنتعرض لها لحبقا ‪.‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬جدية الخإذ بالكتاب والسنة‬
‫ل شك في أننا نتفق حول هذا الشرط أعني المرجعية إلى الكتاب والسنة ‪ ،‬تلك المرجعية‬
‫المنضبطة بفهم سلف المة ‪ ،‬حتى ل نقع في درك الشطحات والقوال الشاذة ‪ ،‬التي لم‬
‫تخرج في المة إل بسبب عدم التقيد بهذا القيد اللزم ‪.‬‬
‫لكني هنا أثير مسألة " الجدية " في اتباع هذا المسلك ‪ ،‬ل سيما والحرب العلمانية‬
‫الضروس تشن لدك هذا الصل من أساسه ‪ ،‬فلم يعد الخلف عندهم في التقيد بفهم‬
‫السلف ‪ ،‬والنضباط بأصولهم ‪ ،‬بل تعدى المر لنكار السنة ‪ ،‬ثم التطاول على القرآن‬
‫‪ ،‬ثم إظهار الوجه الحقيقي حين نالوا من ال ورسوله ‪ ،‬إوالى ال المشتكى ‪.‬‬
‫الشرط الخإامأس ‪ :‬صدق الجهاد في سبيل ال‬
‫ن‬
‫ذي ق‬ ‫ه ال ل إ‬
‫عل قم إ الل ل أ‬ ‫ماَ ي ق ب‬ ‫وُل ق ل‬
‫كوّا ب ق‬ ‫م قأن ت أت بقر أ‬ ‫سب بت أ ب‬ ‫ح إ‬ ‫قال تعالى ‪" :‬قأم ق‬
‫وُل ق‬
‫ه ق‬ ‫سوّل إ إ‬ ‫وُل ق قر أ‬ ‫ه ق‬ ‫ن الل ل إ‬ ‫دوُ إ‬ ‫من أ‬ ‫ذوُا ب إ‬ ‫خ أ‬ ‫م ي قت ل إ‬ ‫وُل ق ب‬ ‫م ق‬ ‫منك أ ب‬‫دوُا ب إ‬‫ه أ‬‫جاَ ق‬ ‫ق‬
‫ن " ‪ِ.‬‬ ‫ملوّ ق‬ ‫أ‬ ‫ع ق‬‫ماَ ت ق ب‬ ‫خإبيبر ب إ ق‬ ‫ه ق‬ ‫ل‬
‫وُالل أ‬ ‫ة ق‬ ‫ج ة‬ ‫وُإلي ق‬ ‫ن ق‬ ‫مإني ق‬‫ؤ إ‬‫م ب‬ ‫ب‬
‫ال أ‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫ما ي لععل لم م الل ل ه‬
‫ه‬ ‫ة ولل ل م‬ ‫خهلوا ع ال ع ل‬
‫جن م ل‬ ‫م أن ت لد ع ه‬ ‫سب عت ه ع‬ ‫ح م‬ ‫م ل‬ ‫وُقاَل تعاَلى ‪" :‬أ ع‬
‫ن"‪.‬‬ ‫ري ل‬ ‫صاب م م‬ ‫م ال م‬ ‫ل‬
‫م ولي لععل ل‬ ‫منك ه ع‬ ‫دوا ع م‬‫جاهل ه‬‫ن ل‬ ‫ذي ل‬ ‫ال م م‬
‫وقال تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "‬
‫وهنا يأتي البتلءا والتمحيص ‪ ،‬وامتحان النوايا بين الصدق والكذب‬
‫‪ ،‬فيبدو من يريد الدنيا ومن يريد الخرة ‪.‬‬
‫ول يكون جهاد دون عداد العدة للنزال ‪ ،‬فل يكون الداعية مصيببا‬
‫في توجهه دون أن يستكمل أدواته التي سيخوض بها المعركة‬
‫من أجل إعلءا كلمة الله ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الشممرط السمماَدس ‪ :‬اللممتزام بممآداب العمممل الجممماَعيِ‬
‫وُشروُطه‬
‫فمن ذلك وحدة الصف وعدم التنازع فيما ل يستوجب النزاع ‪ ،‬وهنا ينبغي أن تنأى‬
‫الهواء والخلفات الشخصية لتشق عصا الجماعة تحت مزاعم جوفاء ل تنظر إلى‬
‫الثار الوخيمة التي تترتب على هذه الخلفات ‪ ،‬فيترتب على إنكار منكر منكرات أشدد‬
‫ل سيما فساد ذات البين بين أصحاب التوجهات الواحدة ‪.‬‬
‫أخرج المام أحمد والترمذي في جامعه وقال ‪ :‬حديث صحيح ‪ ،‬وأبو داود وصححه‬
‫اللباني قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬فإنن فساد ذات البين هي الحالقة "‬
‫أي أنها تحلق دين المرء فعيابذا بال أن نقع في هذا ‪.‬‬
‫ومــن هــذه الداب أنن الســاحة طالمــا كــانت مشــتركة فل يجــوز بحكــم الش ـراكة أن يحــدث‬
‫طرف ما يسبب الضرر على الخر ‪ ،‬فل ضرر ول ضرار ‪.‬‬
‫الشرط السابع ‪ :‬وضوحا مأفهوما الولء والبعد عن خإط الحتواء‬
‫أحيابنا بسبب عـدم وضــوح الهــداف والوسـائل يحــدث كـثير مـن خلـط الوراق ‪ ،‬ويظــن أن‬
‫الــدعوة إلــى المنهــج الســلفي يعــد نوبعــا مــن التعصــب أو الحزبيــة ‪ ،‬والمــر خلف ذلــك ‪،‬‬
‫فالدعوة هنا إلى منهج ل إلى أشــخاص ‪ ،‬والمنهــج فــي حـد ذاتــه معصــوم لنــه ل يتقيـد إل‬
‫يالكتاب والسنة والجماع ‪ ،‬فالولء هنا ل ولرسوله ل لفلن وفلن من الشيوخأ‬
‫يقــول شــيخ الســلم ابــن تيميــة )‪ " : (20/5‬فـالواجب علــى كــل مــؤمن أن يحــب مــا أحــب‬
‫ال ورسوله ‪ ،‬وأن يبغض ما أبغضه الـ ورسـوله ممـا دل عليــه فــي كتـابه فل يجــوز لحــد‬
‫أن يجعل الصل في الدين لشخص إل لرسـول الـ صـلى الـ عليـه وسـلم ‪ ،‬ول بقــول إل‬
‫لكتاب ال عز وجل ‪ ،‬ومن نصب شخصا كائنا مـن كـان فـوالى وعـادى علـى مـوافقته فـي‬
‫القــول والفعــل فهــو } مــن الــذين فرقـوا دينهــم وكــانوا شــيعا { اليــة إواذا تفقــه الرجــل وتــأدب‬
‫بطريقــة قــوم مــن المــؤمنين مثــل ‪ :‬اتبــاع ‪ :‬الئمــة والمشــايخ ; فليــس لــه أن يجعــل قــدوته‬
‫وأصــحابه هــم العيــار في ـوالي مــن وافقهــم ويعــادي مــن خــالفهم فينبغــي للنســان أن يعــود‬
‫نفسه التفقه الباطن في قلبه والعمل به فهـذا ازجــر ‪ .‬وكمـائن القلــوب تظهــر عنــد المحــن ‪.‬‬
‫وليــس لحــد أن يــدعو إلــى مقالــة أو يعتقــدها لكونهــا قــول أصــحابه ول ينــاجز عليهــا بــل‬
‫لجــل أنهــا ممــا أمــر ال ـ بــه ورســوله ; أو أخــبر ال ـ بــه ورســوله ; لكــون ذلــك طاعــة ل ـ‬

‫‪9‬‬
‫ورســوله ‪ .‬وينبغــي للــداعي أن يقــدم فيمــا اســتدلوا بــه مــن القـ ـرآن ; فــإنه نــور وهــدى ; ثــم‬
‫يجعــل إمــام الئمــة رســول الـ ـ صــلى الـ ـ عليــه وســلم ; ثــم كلم الئمــة ‪ .‬ول يخلــو أمــر‬
‫الداعي من أمرين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن يكون مجتهــدا أو مقلــدا فالمجتهـد ينظـر فـي تصــانيف المتقــدمين مـن القـرون‬
‫الثلثة ; ثم يرجح ما ينبغي ترجيحه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬المقلد يقلد السلف ; إذ القرون المتقدمة أفضل مما بعدها ‪ .‬فإذا تبين هــذا فنقــول‬
‫كمــا أمرنــا ربنــا ‪ } :‬قولـوا آمنــا بــال ومــا أنــزل إلينــا { إلــى قــوله ‪ } :‬مســلمون { ونــأمر بمــا‬
‫أمرنا به ‪ .‬وننهى عمـا نهانـا عنـه فـي نـص كتـابه وعلـى لسـان نـبيه صـلى الـ عليـه وسـلم‬
‫كمــا قــال تعــالى ‪ ":‬ومــا آتــاكم الرســول فخــذوه " اليــة فمبنــى أحكــام هــذا الــدين علــى ثلثــة‬
‫أقسام ‪ :‬الكتاب ; والسنة ; والجماع أهـ‬
‫وهنا تأتي مسألة التميــز والسـتقللية ‪ ،‬فنحـن نحتـاج إلــى دعــاة متمـايزين ‪ ،‬لنن مـن شـأن‬
‫هــذا التميــز أن يغطــي أكــبر قــدر مــن احتياجــات النــاس ‪ ،‬وبهــذا يخــدم كــل داعيــة شـريحة‬
‫معينــة مــن المجتمــع ‪ ،‬ولــذلك يتكــرر التنــبيه علــى نبــذ التقليــد بكافــة صــوره ‪ ،‬ول يتــأتى لنــا‬
‫ذلك إل بوضوح المنهج والبعــد عــن الحزبيــات والتعصــب المقيــت ‪ ،‬فل يكــون لـواء الــولء‬
‫والبراء إل ل ورسوله ‪.‬‬
‫وينبغي أن ندرك أنن مـن صـور التميـز اللـتزام المطلـق بشـرائع السـلم فإنهـا شـهادة حـق‬
‫أمــا التقصــير فــإنه مرفــوض ول مســوغ لــه إوان تعــددت الــذرائع فــإنن التفريــط ولــو فــي القليــل‬
‫شهادة باطل توصم بها الدعوة ككل ‪.‬‬
‫الشرط الثامأن ‪ :‬النصيحة للصلحا‬
‫قـ ــال تعـ ــالى ‪ " :‬والعصـ ــر إن النسـ ــان لفـ ــي خسـ ــر إل الـ ــذين آمن ـ ـوا وعمل ـ ـوا الصـ ــالحات‬
‫وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "‬
‫وفي صحيح مسلم قال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الدين النصيحة "‬
‫وفـي الصــحيحين قـال جـابر بـن عبـد الـ ‪ :‬بـايعت رسـول الـ صـلى الـ عليـه وسـلم علــى‬
‫إقام الصلة إوايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ويقول شيخ السلم ابن تيمية )‪ : (28/603‬أعظم ما عبد ال به نصيحة خلقه‬
‫ضا إلى‬
‫فالنصيحة عماد الدين وقوامه ‪ ،‬وحقيقتها قبول الحق إوان خالف الهوى وكان بغي ب‬
‫النفس ‪ ،‬ورد الباطل على قائله ولو كان حبيببا‬
‫وفرق بين النصيحة والفضيحة ‪ ،‬فكلما كان النصح في السر دون العلن كان أفضل ‪،‬‬
‫وكلما الخلفات تحل بالنصح المتبادل داخل الحجرات المغلقة كان أولى ‪،‬‬
‫ول أرى أنن ثمرات هذا التناصح ستبدو في الفق دون أن تتآَلف القلوب وتنبذ العداوات ‪،‬‬
‫وتهمش الذاتيات ‪ .‬هذا بين أهل الدعوة ‪.‬‬
‫أما بذل النصيحة لكل مسلم ‪ ،‬فإنه يقتضي أكن تكون رفيبقا بهم إوان أجرموا وتعدوا فلن‬
‫تعدم فيهم الخير ‪.‬‬
‫الشرط التاسع ‪ :‬الخإتصاصا‬
‫من الشروط اللزمة للدعوة إلى ال في هذا العصر التخصص ‪ ،‬فتكثيف الجهد في‬
‫تخصص معين نبغ فيه الداعية ‪ ،‬ومع التمايز والستقللية ‪ ،‬من شأنه أن بتباعد عن‬
‫السطحيات ‪ ،‬ولكن هذا الشرط مقيد بأن يوجد في الساحة من يسد جميع الثغرات ‪ ،‬هذا‬
‫في ميدان الفقه وآخر في العقيدة وآخر في السنة وآخر في علوم القرآن ‪ ،‬وهذا في الطب‬
‫وآخر في القتصاد وآخر في الهندسة وهكذا نجد نوعيات مختلفة بثقافات مختلفة‬
‫يجمعها منهج واحد أهدافهم واضحة أدواتهم راسخة أصحاب رؤية واقعية ‪ ،‬صادقين في‬
‫جهادهم ‪ ،‬ملتزمين بضوابط المنهج‪ ،‬لهم شخصيات متميزة مستقلة ‪ ،‬ل توالي إل في‬
‫ال ول تعادي إل في ال ‪ ،‬يبذلهم جهدهم في نصيحة عباد ال بأفضل وسيلة ‪.‬‬
‫وهذا يجعلنا نتساءل ‪:‬‬
‫كيف ندعو إلى ال ؟‬
‫أولل ‪ :‬أن نعرف مأن ندعو‬
‫فالناس أصناف عدة فمنهم ‪:‬‬
‫‪ (1‬المريض الذي يحتاج إلى الدواء الناجع ‪.‬‬
‫‪ (2‬والجاهل المي الجافي ‪.‬‬
‫‪ (3‬والمكابر المغرور المجادل ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وكبل صنف من هذه الصناف الثلثة يحتاج إلى فقه عاذل في التعامل معه ‪ ،‬ولهذا كان‬
‫من شرط المر بالمعروف الناهي عن المنكر أن يكون حكيماب فيما يأمر حكيماب فيما‬
‫ينهى ‪ ،‬والحكمة وضع المور في نصابها‬
‫مضر كوضع السيف في موضع الندى‬ ‫ووضع الندى في موضع السيف بالعل‬
‫ويرتبط بهذا الشأن ما سبق الحديث عنه في شأن فقه الحال والبصر بواقع المور‪.‬‬
‫ثانليا ‪ :‬التدرج‬
‫صـنلى اللنـهع نعلنكيـذه‬ ‫نذ‬
‫في الصحيحين عن ابن عباس رضي الـ عنهمــا قـال ‪ :‬قنــانل نرعســوعل اللـه ن‬
‫نونسلننم لذعمنعاذذ كبذن نجنبذل ذحينن نبنعثنهع إذنلى اكلنينمذن‬
‫ك نستنكأذتي قنكوبما أنكهنل ذكنتاذب فنذإنذا ذجكئتنهعكم نفاكدععهعكم ذإنلى أنكن نيكشهنعدوا أنكن نل ذإلنهن ذإنل اللنهع نوأننن‬ ‫" ذإن ن‬
‫ض نعلنكيذهكم نخكمنس‬ ‫ن‬ ‫ك بذنذلذ ن‬ ‫عمنحنمبدا نرعسوعل اللنذه ‪ ،‬فنذإكن عهكم أن ن‬
‫ك فنأنكخبذكرعهكم أننن اللهن قنكد فننر ن‬ ‫طاععوا لن ن‬
‫ض نعلنكيذهكم‬ ‫ن‬ ‫ك بذنذلذ ن‬ ‫صلننواذت ذفي عكمل نيكوذم نولنكيلنذة ‪ ،‬فنذإكن عهكم أن ن‬
‫ك فنأنكخبذكرعهكم أننن اللهن قنكد فننر ن‬ ‫طاععوا لن ن‬ ‫ن‬
‫ك نونك نارئذنم‬
‫ك فنذإنيا ن‬‫ك بذنذلذ ن‬ ‫صندقنةب تعكؤنخعذ ذمكن أنكغنذنيائذذهكم فنتعنرلد نعنلى فعقن نارئذذهكم ‪ ،‬فنذإكن عهكم أن ن‬
‫طاععوا لن ن‬ ‫ن‬
‫ب‪.‬‬ ‫ظعلوذم فنذإنهع لنكينس نبكيننهع نونبكينن اللنذه ذحنجا ب‬ ‫ق ندكعنوةن اكلنم ك‬‫أنكموالذذهكم ‪ ،‬واتن ذ‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫فالننبي صلى ال عليه وسلم يعلم معابذا رسوله وداعيته إلى اليمن أن يتدرج معهم وهذا‬
‫ما يسمى بفقه الولويات ‪ ،‬بأن نقدم الواجبات الولى فالولى ‪ ،‬ونراعي أن نقدم الفرض‬
‫على المندوب ‪ ،‬والنهي عن المحرمات قبل المكروهات ‪.‬‬
‫والتدرج ل يعني بحال تقسيم الدين إلى قشور ولباب كما قد يفهم البعض ‪ ،‬بل دين ال‬
‫تعالى كبل واحد ‪.‬‬
‫ولكي يصل الداعية إلى هذا ينبغي أن يكون فقيبها فيما يأمر وفيما ينهى ‪ ،‬يعرف كيف‬
‫يبدأ بما يناسب الناس ‪ ،‬فيراعي أخلقياتهم وأعمارهم وأوقاتهم وأعمارهم ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬كونوا ربانيين حلماء فقهاء ‪ ،‬والرباني هو الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل‬
‫كباره ‪.‬‬
‫ثاللثا ‪ :‬تطوير طرق الدعوة ‪.‬‬
‫لبــد مــن م ارعــاة الطــرق المعروفــة مــع أهــل الزمــان حــتى تكــون أكــثر وقبعــا وتــأثي بار فــي‬
‫النفوس والقلوب ‪ ،‬لكن يتحاشى ما قد يؤدي إلى الفساد ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫فل مانع من استخدام الدعابة المهذبة الجميلة لكن دون إفراط يذهب بوقار العلم ‪ ،‬ول‬
‫مانع من استخدام السلوب القصصي في عصر أدمن فيه الناس مشاهدة الفلم‬
‫والتمثليات ‪ ،‬فلماذا ل نقدم لهؤلء القصص القرآني والنبوي بأسلوب شيق ونستخرج منها‬
‫الفوائد ليتعلم الناس أمر رشد ل ضلل فيه ‪.‬‬
‫وينبغي أن نستخدم كل وسيلة شرعية ممكنة ‪ ،‬من الكتب والرسائل مروبار بأشرطة‬
‫الكاسيت والفيديو وأسطوانات الليزر ‪ ،‬نستخدم وسائل اليضاح المعهودة من لفتات‬
‫ونحوها ‪.‬‬
‫لكن ل يجوز بحال أن نستخدم وسائل غير شرعية كالغناء والموسيقى والختلط‬
‫فليس المقصود هو التجميع فحسب ‪ ،‬فنتنازل عن أمور شرعية من أجل أهواء الناس‬
‫إوارضابء لهم ‪.‬‬
‫رابلعا ‪ :‬الدعوة بالشفقة والرفق‬
‫قال ال تعالى في وصف المؤمنين " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "‬
‫ضا ‪ " :‬أشداء على الكفار رحماء بينهم "‬
‫وقال عنهم أي ب‬
‫وفي صحيح مسلم أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪" :‬إنن ال رفيق يحب الرفق ‪،‬‬
‫ويعطي على الرفق ما ل يعطي على العنف "‬
‫وما كان الرفق في شي ء إل زانه ‪ ،‬ومن بواعث الدعوة إلى ال تعالى الرحمة بعباده أن‬
‫يضلوا الطريق والشفقة عليهم أن يقعوا في أسباب الشقاء ‪.‬‬
‫‪ :‬في السيرة لبن هشام‬
‫لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف أكثر من‬
‫عشرين يوبما فلما استعصيت أمر أصحابه بالرحيل فقال له رجل‬
‫من أصحابه ‪ :‬يا رسول الله ادع عليهم فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬اللهم اهد ثقيفا وأت بهم ‪.‬‬
‫وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال ‪ :‬قدم الطفيل وأصحابه‬
‫فقالوا يا رسول الله إن دوسا قد كفرت وأبت فادع الله عليها‬
‫فقيل هلكت دوس فقال اللهم اهد دوسا وائت بهم ‪.‬‬
‫فينبغي أن نبغض في الله أن نغار أن تنتهك حرمات الله تبارك‬
‫وتعالى ‪ ،‬لكن علينا أن نكره المعصية ل أن ننتصر لنفسنا وأهوائنا‬
‫‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫فعندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ‪ ،‬نجد أنن هناك خي بار كثي بار قد ل تراه‬
‫العيون أول وهلة ‪ ،‬ومع شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم ‪ ،‬شيء من الود‬
‫الحقيقي لهم شيء من العناية ) غير المتصنعة ( باهتماماتهم وهمومهم ‪ ،‬ثم ينكشف‬
‫لك النبع الخير في نفوسهم ‪ ،‬حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم في مقابل القليل الذي‬
‫أعطيتهم إياه من نفسك ‪ ،‬متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء إواخلص ‪ ،‬هذه الثمرة‬
‫الحلوة ‪ ،‬إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالمن من جانبه ‪ ،‬بالثقة في مودته‬
‫‪ ،‬بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلمهم وعلى أخطائهم وعلى حماقاتهم كذلك ‪..‬‬
‫وشيء من سعة الصدر في أول المر كفيل بتحقيق ذلك كله أقرب مما يتوقع الكثيرون‬
‫‪.‬‬
‫وهذه المراحل التي يجتازها الداعية لكي يصل إلى مستوى‬
‫الرفق بالنسان لهي كالبذور عندما تغرس في التربة ثم تظهر‬
‫علمات النمو عليها بانشقاقها وخروج خط أخضر مائل إلى‬
‫إصفرار ‪ ،‬ما يلبث حتى يكون وريقات ثم ساق لينة ثم تنمو‬
‫كشجرة ذات أغصان وثمار‬
‫يقول سيد قطب رحمه الله ‪ " :‬عندما تنمو في نفوسنا بذور‬
‫الحب والعطف والخير نعفي أنفسنا من أعباءا ومشقات كثيرة !!‬
‫ن نتملق الخرين لننا سنكون يومئذ ه‬ ‫إننا لن نكون في حاجة إلى أ ع‬
‫صادقين مخلصين ‪ ،‬إذ تزجي إليهم الثناءا ‪ ،‬إننا سنكشف في‬
‫نفوسهم عن كنوز من الخير ‪ ،‬وسنجد لهم مزايا طيبة نثني عليها‬
‫حين نثني ونحن صادقون ‪.‬‬
‫ولن يعدم إنسان ناحية خير أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة‬
‫ولكننا ل نطلع عليها ول نراها إل حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب‬
‫ن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق‬ ‫‪ ،‬كذلك لن نكون في حاجة ل ع‬
‫منهم ‪ ،‬ول حتى مؤونة الصبر على أخطائهم وحماقاتهم ‪ ،‬لننا‬
‫سنعطف على مواقع الضعف والنقص ‪ ،‬ولن نفتش عليها لنراها‬
‫يوم تنمو في نفوسنا بذرة العطف !!‬
‫ب الحذر‬ ‫وبطبيعة الحال لن نجسم أنفسنا عناءا الحقد عليهم أو ع ع‬
‫م في‬‫ن بذرة الخير لم تن ه‬
‫منهم ‪ ،‬فإنما نحقد على الخرين ل م‬
‫وا كافبيا ‪ ،‬ونتخوف منهم لن عنصر الثقة في الخير‬ ‫نفوسنا نم ب‬
‫ينقصنا "‬

‫‪14‬‬
‫سمماَ ‪:‬معرفممة قممدر النفممس وُملحظممة الفممرق بيممن‬ ‫خاَم ة‬
‫وُظيفة الداعية وُوُظيفة المفتيِ‬
‫فالعوام ل يفرقون بين الداعية والمفتي ‪ ،‬ومن هنا قد تحدث‬
‫بعض التجوزات ‪ ،‬وفي ظل شيوع الجهل ‪ ،‬وقلة العلماءا تبدو‬
‫المسألة في غاية الصعوبة ‪.‬‬
‫فإذا ما تأملنا القصور في الجانب الدعوي مما ألزمنا بضرورة‬
‫التصدر فهذا كله يدفعنا لتجيش المة للعلم بالكتاب والسنة‬
‫لتحمل هذا العبءا الذي أصيبوا من خلله ولهذا ينبغي أن يدرك‬
‫الداعية قدر نفسه ول يتجاوزها ‪ ،‬وهذا مبني على سلمة القصد‬
‫وصحته ‪ ،‬وتزكية النفس من أدرانها قبل التصدر للعمل الدعوي ‪.‬‬
‫ساَ ‪ :‬تشجيع المدعوّ الذي استجاَب وُربطه باَلدعوّة‬ ‫ساَد ة‬
‫من أسباب علو الهمة التشجيع المستمر وشد الزر وتقوية العزم‬
‫‪ ،‬حتى ل يتسلل الفتور إلى النفوس ‪.‬‬
‫ولبد من إعداد مناهج متكملة يتدرج فيها المدعو ‪ ،‬لبد من ربطه‬
‫بأهداف إيمانية يسعى لها ‪.‬‬
‫بداية من المحافظة على الصلة في الجماعة وتعليمه آداب‬
‫الصلة من خشوع وخضوع ‪ ،‬ثم المحافظة على النوافل ‪.‬‬
‫ضرورة أن يلتزم بوظيفة يومية من تلوة القرآن ‪ ،‬والمحافظة‬
‫على أذكار طرفي النهار ‪.‬‬
‫م إيجاد البيئة من الخوة الذين يتعلق قلبه بهم ليهجر أصدقاءا‬ ‫ث م‬
‫السوءا ‪ ،‬وتصير له رفقة من أهل اليمان يساعدونه في بداية‬
‫الطريق ‪.‬‬
‫على الداعية أن يتفطن للوسائل التي يحقق بها تلك الهداف ‪،‬‬
‫وليحذر من قواطع الطريق ‪.‬‬
‫همساَت فيِ أذن كل داعية‬
‫‪ (1‬أوُل ماَ ينبغيِ التوّاصيِ به ‪ ،‬وُنحن فيماَ نحمن فيمه أن‬
‫نتوّاصى باَلصبر وُالناَة وُعدم التعجل وُعممدم الملممل ‪،‬‬
‫وُمفتاَح ذلك م كماَ تقدم م صحة وُسلمة القصد ‪ِ.‬‬
‫‪ (2‬عدم التكلف قال تعالى ‪ " :‬قل ما أسألكم عليه من أجر وما‬
‫أنا من المتكلفين "‬
‫‪ (3‬إثبات الكفاءاة ‪ ،‬وإيجاد النموذج القدوة من بيننا ‪ ،‬ول يتحقق‬
‫هذا في واقع الناس إل بعلو الهمة ‪.‬‬
‫كان أبو مسلم الخولني يقول ‪ :‬أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا‬
‫ما حتى يعلموا أنهم قد‬ ‫به دوننا ‪ ،‬كل والله لنزاحمنهم عليه زحا ب‬
‫خلفوا وراءاهم رجابل ‪.‬‬
‫‪ (4‬عدم الدعة والراحة فالحمل ثقيل ‪ ،‬والجنة تحتاج منا بذل‬
‫الغالي والنفيس ‪ " ،‬لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ (5‬عدم استكثار العمال " ول تمنن تستكثر ولربك فاصبر " ‪.‬‬
‫‪ (6‬رفع مستوى العلم بالسلم لدرجة تؤهل للتمييز ‪.‬‬
‫‪ (7‬سلفية المنهج والمواجهة ‪.‬‬
‫ـ والله من وراءا القصد ـ‬

‫‪16‬‬

You might also like