You are on page 1of 6

‫أحاديث اليمان‬

‫خطبة جمعة بتاريخ ‪ 1424-6-17 /‬هـ‬

‫إن المحد ل نمحده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمحالنا ‪ ،‬مممن يهممده‬
‫ال م فل مضممل لممه ‪ ،‬ومممن يضمملل فل هممادي لممه ‪ ،‬وأشممهد أن ل إلممه إل ال م وحممده ل ش مريك لممه ‪ ،‬وأشممهد أن‬
‫ممحدا عبده ورسوله ؛ صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه أجعي وسللمَّ تسليمحا كثيا ‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫أيها الؤممنون عباد ال ‪ :‬اتقوا ال تعال ؛ فإن من اتقى ال وقاه وأرشده إل خي أمور دينه ودنياه ‪.‬‬
‫دوا‬ ‫ن ت وعع د‬ ‫ثم م اعلمحم موا ‪ -‬رحكم مممَّ الم م ‪ -‬أن ننعع مممَّ الم م جممل وعل ك ممثيةر ل تصح ممى ‪ ،‬عدي ممدةر ل تتستقصح ممى‪﴿ :‬ووإ إ ن‬
‫صوُوهاَ﴾ ]إبراهيمَّ‪ ، [٣٤:‬وإن أجلل ننعمَّ ال جل وعل علمى عبمماده وأفضمل نمنعنمه وأكمرم عطايماه‬ ‫ح ع‬ ‫ة الل لهإ ول ت ع ن‬
‫م و‬
‫ن إعن و‬
‫نعمحة اليإان ؛ فهي النعمحة العظمحى والنة الكمبيةر من ال تبارك وتعال على من يشاء من عباده ‪ ،‬قال الم جممل‬
‫فككور‬‫م ال نك ع ن‬‫م ووك وككلره و إ إل وي نك عكك ع‬
‫ه فإككيِ قعل عككوُب إك ع ن‬
‫ن وووزيِإْ لن وكك ع‬ ‫م انل إيِإْ و‬
‫مككاَ و‬ ‫ب إ إل وي نك عكك ع‬
‫حب ل و‬ ‫ن الل ل و‬
‫ه و‬ ‫وعل‪ ﴿ :‬وول وك إ ل‬
‫م‬ ‫ة ووالل ل ع‬
‫ه ع ول إيكك م‬ ‫ن الل لهإ وون إعن و‬
‫م ل‬ ‫ضلل إ‬
‫م و‬ ‫ن )‪(7‬كك فو ن‬
‫دو و‬
‫ش ع‬
‫م اللرا إ‬ ‫ن عأول وئ إ و‬
‫ك هع ع‬ ‫سوُقو ووال نعإ ن‬
‫صوياَ و‬ ‫ف ع‬‫ووال ن ع‬
‫م﴾ ]الجحرات‪. [٨ – ٧:‬‬ ‫كي م‬‫ح إ‬ ‫و‬
‫وباليإممانن – عبمماد ال م ‪ -‬تنممال سممعادةر الممدنيا والخ مرةر ‪ ،‬باليإممان تنممال الطمحأنينممة والراحممة وق مرار القلممب وطمحممأنينته‬
‫و‬
‫ن ذ وك ورر أون‬‫م ن‬
‫حاَ إ‬‫صاَل إ ل‬
‫ل و‬ ‫م و‬‫ن عو إ‬ ‫م ن‬ ‫وسكمون النفس وسعادةر النسممان ‪ ،‬وينممال بممذلك لممذةر الممدنيا والخ مرةر ﴿ و‬
‫و‬ ‫ة ول ونجزيِإْنه و‬ ‫ع‬
‫معلوُ و‬
‫ن‬ ‫ماَ و‬
‫كاَعنوُا يِإْ وعن و‬ ‫ن و‬
‫س إ‬
‫ح و‬
‫م ب إأ ن‬
‫جورهع ن‬
‫مأ ن‬‫حوياَة ل ط وي يب و ل و و ن إ و ل ع ن‬
‫ه و‬ ‫ن فول ون ع ن‬
‫حي إي ون ل ع‬ ‫م م‬ ‫أن نوثىَ ووهعوُو ع‬
‫مؤ ن إ‬
‫﴾ ]النحل‪. [٩٧ :‬‬
‫باليإان م عباد ال م تتناتل النة وما فيها نمعن الننعمَّ العظيمحة والعطايا السيمحة واللء الكمثيةر ‪.‬‬
‫وباليإان ‪ -‬عباد ال ‪ -‬تصحل النجحاةر من النار وما فيها من العذاب الشديد والنكمال الليمَّ ‪.‬‬
‫وباليإان ‪ -‬عباد ال‪ -‬ينال الؤممنون رؤية وجه الرب الكمري سبحانه وتعال وهذه أجلل نعمحة ينالا أهل اليإان‬
‫ضورةم )‪ (22‬إ إولىَ ورب يوهاَ وناَظ إورةم﴾ ]القيامة‪ [٢٣ –٢٢ :‬يقول صلى ال عليه وسلمَّ ماطبا‬ ‫مئ إذ ر وناَ إ‬ ‫﴿و ع ع‬
‫جوُه م يِإْ ووُن و‬
‫ضاتموعن نف ترمؤيعتننه (( ‪.‬‬‫أهل اليإان ‪)) :‬إننلتكمممَّ عستعمعرموعن عربلتكمممَّ عكعمحا تعمعرموعن عهعذا المعقعمحعر عل تت ع‬
‫وننععمَّ اليإان وفوائده وآثماره علمى أهلمه ل تعمدد ول تصحمى ؛ بمل إن كملل نعمحمة وكمل خيم يتنمال ف المدنيا والخمرةر‬
‫ف عمن النماس فم المدنيا والخمرةر فهمو نتيجحمة‬ ‫فهو ثرةرة من ثار اليإان ونتيجحة ممن نتمائجحه ‪ ،‬وكمدل شمر وبلءء يتصحمعر ت‬
‫من نتائج اليإان وثرةرة من ثاره ‪ .‬فعلى الؤممن ‪ -‬عبماد الم ‪ -‬الممذي مملن الم عليممه باليإمان وهممداه لمذا الممدين أن‬
‫يكممون أشملد مما يكممون استمحسماكا بمه ومافظمةا عليمه ورعايمةا لمه وسمؤمالا للمرب الكمريم جل وعل أن يثبنتمه عليمه إلم‬
‫خككورةإ‬‫حي وككاَةإ الككد دن نوياَ ووفإككيِ انل و إ‬
‫ت فإككيِ ال ن و‬ ‫ل الث لككاَب إ إ‬ ‫معنوُا إباَل ن و‬ ‫المحم م ممات ﴿يِإْ عث وب يت الل له ال لذإيِإْ و‬
‫قوُن إ‬ ‫نآ و‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫شاَعء﴾]إبراهيمَّ‪. [٢٧:‬‬ ‫ماَ يِإْ و و‬
‫ه و‬ ‫ل الل ل ع‬‫فع و ع‬ ‫ن وويِإْ و ن‬
‫مي و‬ ‫ه ال ل‬
‫ظاَل إ إ‬ ‫ل الل ل ع‬ ‫ض د‬‫وويِإْ ع إ‬

‫‪1‬‬
‫عباد ال ‪ :‬ث إلن هذا اليإاعن الذي هو أجدل العطايا وأعظمحها قد جاء بيانه ف كتاب ال وسممنة نممبيه صملى الم‬
‫عليه وسلمَّ ؛ فمحن أراد تعدلمَّ اليإان فليقنبل على كتاب ال العزيز وعلى أحاديث الرسول الكمري صلى الم عليممه‬
‫وسمملمَّ فمحممن خلل الكمتمماب والسممنة وعلممى ضمموء ممما جمماء فيهمحمما تيتعلمتمَّ اليإممان ‪ ،‬وقممد قممال الم جممل وعل لرسموله‬
‫ك روحاَ م و‬ ‫الكمريم م م عليم م ممه الصحم م مملةر والسم م مملم ﴿ وك وذ ول إ و و‬
‫مككاَ‬ ‫ماَ ك عن نكك و‬
‫ت ت وككد نإريِ و‬ ‫مرإوناَ و‬
‫نأ ن‬‫حي نوناَ إ إل وي ن و ع ل إ ن‬
‫ك أون و‬ ‫و‬
‫ك ل وت ونهكك إ‬
‫ديِ‬ ‫عوباَد إوناَ ووإ إن ل و‬
‫ن إ‬
‫م ن‬ ‫ن نو و‬
‫شاَعء إ‬ ‫م ن‬ ‫جعول نوناَه ع عنوُلرا ن وهن إ‬
‫ديِ ب إهإ و‬ ‫ن وول وك إ ن‬
‫ن و‬ ‫ب ووول انل إيِإْ و‬
‫ماَ ع‬ ‫ال نك إوتاَ ع‬
‫ست وإقيم ر ﴾ ]الشورى‪. [٥٢:‬‬ ‫م ن‬ ‫ط ع‬‫صورا ر‬‫إ إولىَ إ‬
‫بالكمتاب والسنة وعلى ضوئهمحا يتعللمَّ الؤممن اليإان ؛ فمحا أشد حاجتنا ‪ -‬عباد ال ‪ -‬إل دراسممة اليإممان وتلقممي‬
‫أموره وشؤمونه على ضوء ما جاء ف أحاديث الرسول الكمري عليه الصحلةر والسلم وعلى ضوء ممما جماء فم كلم‬
‫ال تبارك وتعال ‪ .‬وأقف بكممَّ أيها الخوةرت وقفةا مهمحة ينبغي أن نتنبملمه لمما مممع بعممض الحمماديث عممن النممب صملى‬
‫ال عليه وسلمَّ البنينة لليإان والشارحنة له ‪:‬‬
‫فمحممن أحمماديث اليإممان ‪ -‬عبمماد الم ‪ : -‬ممما جمماء فم الصحممحيحي عممن عمحممر بممن الطمماب رضممي الم عنممه فم قصحممة‬
‫ميممء جبيممل عليممه السمملم إلم النممب صمملى الم عليممه وسمملمَّ ‪ ،‬وفم الممديث أن جبيممل قممال للنممب صمملى الم عليممه‬
‫وسمملمَّ ‪)) :‬أعخنبنن م ع من ا منليإمعمانن ؟ قمعماعل أعمن تت مؤمنمن بمنماللنه ومعلئنعكمتنمنه وتكتبنمنه ورس ملننه واملي مونم املنخ منر وتت مؤمنمن نبالمعقمعدنر خ نيهن‬
‫عم‬ ‫ع م ع‬ ‫ع ت عت ت ع ع م‬ ‫عع‬ ‫م ع‬ ‫مم عم‬
‫عوعشمنرنه(( فممدل هممذا الممديث العظيمممَّ علممى أن لليإممان أصممولا عظيمحممة وأساسمما متينممة وهممي أصممول سممتة ‪ :‬إيإممان بممال‬
‫تبارك وتعال ‪ ،‬وبلئكمته ‪ ،‬وبكمتبه ‪ ،‬ورسله ‪ ،‬وباليوم الخر ‪ ،‬وبالقدر خيه وشره ‪ .‬وبيان هممذه الصممول يممدها‬
‫الؤممن مبسوطةا ف كتب العتقاد‪.‬‬
‫ومن أحاديث اليإان ‪ -‬عباد ال ‪ : -‬حديث وفد عبد القيس وهو ف الصححيحي عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنهمحا أن وفدا من بن عبد القيس أتوا النب صلى ال عليه وسلمَّ وقالوا ‪ )) :‬عيا عرتسوعل اللنه إنلنا عل نعمستعنطيتع أعمن‬
‫صحءل تنمن مب بننه عممن عوعراءععنا عونعمدتخمل‬ ‫ضعر فعتمحمرعنا بنأعممءر فع م‬
‫ن‬
‫ك عهعذا املعدي ممن تكلفانر تم ع‬ ‫ك إنلل نف اللشمهنر املععرانم عوبعمميمنعمعنا عوبعمميمنع ع‬ ‫نعأمنتي ع‬
‫بننه املعنلةع ؟ فعأععمعرتهممَّ بنأعمربعءع عونعمعهاتهممَّ ععمن أعمربعءع ‪ ،‬أععمعرتهممَّ نبا منلعيإانن نباللنه عومحعدهت عقاعل أعتعمدتروعن عما ا منلعيإاتن نباللنه عومحعدهت ؟‬
‫صحعلةرن عونإيعتاءت اللزعكاةرن عونصعياتم‬
‫عقالتوا اللهت عوعرتسولتهت أعمعلعتمَّ ‪ ،‬عقاعل عشعهاعدةرت أعمن عل إنلعهع إنلل اللهت عوأعلن تمعلمحادا عرتسوتل اللنه عوإنعقاتم ال ل‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫س (( ‪ .‬وف هذا الديث فسر النب صلى ال عليه وسلمَّ اليإان بالعمحال‬ ‫ضاعن عوأعمن تتممعطتوا ممن المعمحمغنعمَّ املتتمح ع‬ ‫عرعم ع‬
‫الظاهرةر ‪ ،‬ف حديث جبيل فسر اليإان بالعتقادات الباطنة ‪ ،‬فدل ممحوع الديثي على أن اليإان ينتظمَّ ما‬
‫يكمون ف القلوب من إيإان واعتقاد صحيح‪ ،‬وينتظمَّ أعمحال الوارح من العمحال الزاكية والطاعات القنربة إل‬
‫ال ‪ ،‬ويأت على رأسها وف مقندمتها الشهادتان وإقاتم الصحلةر وإيتاء الزكاةر وصوم رمضان وحج بيت ال الرام‬
‫‪ ،‬فالصحلةر ‪ -‬عباد ال ‪ -‬إيإان ‪ ،‬والصحيام إيإان ‪ ،‬وإيتاء الزكاةر إيإان ‪ ،‬والج إيإان ‪ ،‬بل إن هذه المور من‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫مبان السلم المحسة كمحا ف حديث ابن عمحر رضي ال عنهمحا أن النب صلى ال عليه وسلمَّ قال‪)) :‬بت ع‬
‫‪2‬‬
‫صحعلةرن ونإيعتانء اللزعكاةرن وحنج املبمي ن‬ ‫ن نن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬
‫ت‬ ‫ع ع عم‬ ‫س ‪ :‬عشعهاعدةر أعمن عل إلعهع إلل اللهت عوأعلن تمعلمحادا عرتسوتل الله عوإعقام ال ل ع‬ ‫ا منلمسعلتم عععلى عخم ء‬
‫ضاعن (( ‪.‬‬ ‫و ن‬
‫صموم عرعم ع‬‫عع‬
‫ومن اليإان الواجب ‪ -‬عباد ال ‪ : -‬مبة الرسول الكمري صلى ال عليه وسلمَّ وتقدي مبته على النفس‬
‫والنفيس وعلى الوالد والولد وعلى الناس أجعي كمحا ف الصححيحي من حديث أنس رضي ال عنه أن النب‬
‫ن‬ ‫صلى ال عليه وسلمَّ قال ‪)) :‬عل يمؤمنمن أعحتدتكمَّ حلت أعتكوعن أعح ل ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ي (( ‪ ،‬وف‬ ‫ب إنلعميه ممن عوالده عوعولعده عواللنانس أعمجعع ع‬ ‫ع‬ ‫تم ت ع م ع‬
‫ل نممن تكنل عشميءء إنلل‬ ‫ب إن عل‬‫ت أععح د‬ ‫ن‬
‫صحيح البخاري أن عمحر بن الطاب رضي ال عنه قال ))عيا عرتسوعل الله علعنم ع‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك نممن نعممفنس ع‬ ‫ب إنلعمي ع‬ ‫ب صلى ال عليه وسلمَّ ‪ :‬عل عوالنذي نعممفنسي بنيعندهن عحلت أعتكوعن أععح ل‬ ‫ن‬
‫ممن نعممفسي ‪ ،‬فعمعقاعل النلن د‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ب إن عل ن‬ ‫ن‬
‫ب صلى ال عليه وسلمَّ املعن عيا عتعمحتر (( ‪.‬‬ ‫ل ممن نعممفسي فعمعقاعل النلن د‬ ‫ت أععح د‬ ‫فعمعقاعل لعهت عتعمحتر فعنإنلهت املعن عوالله علعنم ع‬
‫وليست مبةت النب صلى ال عليه وسلمَّ كلمحةا يلدعيها الرءت بلسانه ؛ بل إنا طاعة لرسول ال صلى ال عليه‬
‫ب الكمري ف قوله تبارك‬ ‫وسلمَّ فيمحا أمر ‪ ،‬وتصحديق له فيمحا أخب ‪ ،‬وانتهاء عمحا نى عنه وزجر كمحا بلي الر د‬
‫م ووالل ل ع‬
‫ه‬ ‫م ذ ععنوُب وك ع ن‬‫فنر ل وك ع ن‬ ‫ه وويِإْ وغن إ‬ ‫م الل ل ع‬‫حب إب نك ع ع‬
‫ه وفاَت لب إععوُإنيِ يِإْ ع ن‬‫ن الل ل و‬ ‫حدبوُ و‬‫م تع إ‬ ‫ن ك عن نت ع ن‬ ‫ل إإ ن‬ ‫وتعال ‪ ﴿ :‬قع ن‬
‫م ﴾ ]آل عمحران‪. [٣١:‬‬ ‫حي م‬‫فوُمر ور إ‬ ‫غو ع‬
‫ومن اليإان الواجب ‪ -‬عباد ال ‪ : -‬أن تب لخيك الؤممن ما تب لنفسك من الي ‪ ،‬فالنغل والسد‬
‫والضغينة كل ذلك من نقص اليإان ‪ ،‬بل الواجب أن تعممعتمحر قلبك مبةا للخي لخوانك الؤممني ‪ ،‬يقول صلى‬
‫ال عليه وسلمحكممحا ف الصححيحي وغيهرا عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلمَّ‬
‫ب نلنعممفنسنه (( وقد جاء ف رواية زيادةر ))نممن املعمني(( ‪.‬‬ ‫ب نلعنخينه عما تني د‬ ‫قال‪)) :‬عل يمتمؤمنمتن أععحتدتكممَّ عحلت تني ل‬
‫ظ المانة ‪ ،‬وقد ثبت عن النب صلى ال عليه وسلمَّ أنه قممال‪)) :‬عل إنيإمعماعن لنعمحممن‬ ‫ومن اليإان ‪ -‬عباد ال ‪ : -‬حف ت‬
‫عل أععمانمعمةع لمع مته(( ‪ ،‬والمانممة ‪ -‬عبمماد الم م ‪ -‬تعمشمممحل حفممظ الممدين بطاعممة رب العممالي وامتثممال أوامممره تبممارك وتعممال‬
‫والبعممد عممن ن مواهيه ‪ ،‬وتشمممحل المانممة بيم عبمماد الم بفممظ القمموق وأداء الودائممع والبعممد عممن اليانممة وتممرك الغنممشِ‬
‫وغي ذلك من أنواع العاملت الفاسدةر ‪.‬‬
‫ومن اليإان ‪ -‬عباعد ال ‪ : -‬ترتك الرمات والبعد عن الفواحشِ والنكمرات ولذا قال صلى ال عليه وسلمَّ ‪:‬‬
‫ي يعمشعربمتعها عوتهعو تممؤمنمةن ‪ ،‬عوعل يعمسنرتق اللسانرتق‬ ‫ن‬
‫ب املعممحعر عشانربمتعها ح ع‬
‫ن‬
‫ي يعممزنن عوتهعو تممؤممةن ‪ ،‬عوعل يعمشعر ت‬
‫ن‬
‫))عل يعممزنن اللزانن ح ع‬
‫ي يعممنتعنهبتمعها عوتهعو تممؤمنمةن (( فدل هذا‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫صحاعرتهممَّ ح ع‬‫س إنلعميه فيعها أعبم ع‬ ‫ب نمتمهبعةا يعممرفعتع اللنا ت‬
‫ن‬
‫ي يعمسنرتق عوتهعو تممؤممةن ‪ ،‬عوعل يعممنتعه ت‬ ‫حع‬
‫ص ف كمحال اليإان الواجب ؛ فتك الزنا‬ ‫الديث على أن الوقوع ف هذا العاصي واقتاف هذه الكمبائر نق ة‬
‫وترك شرب المحر وترك النتهاب وترك السرقة كل ذلك من اليإان الذي أوجبه ال تبارك وتعال على عباده ‪،‬‬
‫فمحن اقتف من ذلك شيائا فقد نقص من إيإانه الواجب بسب ما اقتف من هذه الذنوب وبسب ما وقع‬
‫فيه من هذه العاصي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ومن اليإان بال ‪ -‬عباد ال ‪ : -‬التوبة إل ال والنابة إلم الم والرجموع إلم الم بمل إن همذا أممةر يبمه الم جل‬
‫عوباَد إيِو ال لذإيِإْ و‬
‫ن‬ ‫وعل مم ممن عبم مماده وقم ممد فتم ممح لم مممَّ بم مماب التوبم ممة والنابم ممة وهم ممو القائم ممل جم ممل وعل‪ ﴿ :‬قع ن‬
‫ل ويِإْاَ إ‬
‫ه‬
‫ميعلككاَ إ إن لكك ع‬
‫ج إ‬ ‫فعر الذ دعنوُ و‬
‫ب و‬ ‫ن الل ل و‬
‫ه يِإْ وغن إ‬ ‫مةإ الل لهإ إ إ ل‬
‫ح و‬
‫ن ور ن‬
‫م ن‬ ‫قن و ع‬
‫طوُا إ‬ ‫م ول ت و ن‬‫سه إ ن‬
‫ف إ‬‫سورعفوُا ع وولىَ أ ون ن ع‬ ‫أ ن‬
‫و‬
‫م ﴾ ]الزمر‪. [٥٣ :‬‬ ‫حي ع‬ ‫فوُعر اللر إ‬ ‫هعوُو ال نغو ع‬
‫ب علينا ‪ -‬عباد ال ‪ -‬أن نافظ على هذا اليإان أشلد ما تكمون الافظة وأن نرعاه أشد ما تكمون‬ ‫والواج ت‬
‫الرعاية ؛ فهو الزينة القيقية والمحال القيقي ‪ ،‬وقد كان من دعاء النب صلى ال عليه وسلمَّ ))اللتهلمَّ عزيمنلنا‬
‫بننزينعنة ا منلعيإانن عوامجععملعنا تهعدااةر تممهتعنديعن (( ‪ .‬أقول ما تسمحعون وأستغفر ال ل ولكممَّ ولسائر السلمحي من كل ذنب‬
‫فاستغفروه يغفر لكممَّ إنه هو الغفور الرحيمَّ‪.‬‬

‫الخطبة الثانية ‪:‬‬


‫المحممد لم عظيمممَّ الحسممان ‪ ،‬واسممع الفضممل والممود والمتنممان ‪ ،‬وأشممهد أن ل إلممه إل الم وحممده ل شمريك لممه ‪،‬‬
‫وأشهد أن ممحادا عبده ورسوله ؛ صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه أجعي وسللمَّ تسليمح ا كثيا‪ .‬أما بعد‪ :‬عبمماد‬
‫ال اتقوا ال تعال ‪.‬‬
‫ثم إن مممن الحمماديث العظيمحممة البيننممة لليإممان حممديث شممعب اليإممان ‪ ،‬وهممو حممديث عظيمممَّ الشممأن جليمتل القممدر‬
‫ثبممت فم الصحممحيحي وغيهرمما عممن أبم هريمرةر رضممي الم عنممه عممن النممب صملى الم عليممه وسمملمَّ أنممه قممال‪ )) :‬انليإمعماتن‬
‫ضمةع عوعس ممبمتعوعن تشممعبعاة‪ ،‬أعمعلعهما عشمعهاعدةرت أعمن ل إنلعمهع نإل اللمته‪ ،‬عوأعمدعناعهما إنعماطعمةت الععذى ععمنن الطلنريمنق ‪ ،‬عواملعيعماءت تشممعبع ة نممعن‬
‫بن م‬
‫انلعيإانن (( وقد دل هذا الديث العظيمَّ ‪-‬عباد ال ‪ -‬على أن اليإان منه ما يكمون ف القلب ‪ ،‬ومنممه ممما يكمممون‬
‫ف اللسان ‪ ،‬ومنه ما يكمون ف الوارح ‪:‬‬
‫وأعلممى اليإممان قممول ل إلممه إل الم م ؛ قولمما بممالقلب اعتقممادا ‪ ،‬وباللسممان نطقم م ا وتلفظامما مممع العلمممَّ بعناهمما وفهمممَّ‬
‫دللتها وتقيق مقصحودها وغايتها ‪ ،‬فهذا أرفع اليإان شأن ا وأعله مقاما‪.‬‬
‫ب إل ال جل وعل تيثيب فاعله أعظمَّ الثواب ولسيمحا‬ ‫ومن اليإان إماطة الذى عن الطريق وهو عمحل حبي ة‬
‫إذا قام ف قلب فاعله مبة الي لخوانه الؤممني ‪ ،‬ثبت ف الصححيح عن النب صلى ال عليه وسلمَّ أنه قال ‪:‬‬
‫ي عل يمتمؤمنذينهممَّ فعأتمدنخعل املعنلعة(( ‪.‬‬ ‫نن‬ ‫صحنن عشعجحعرةرء عععلى ظعمهنر طعنريءق فعمعقاعل عواللنه علتعنن ع ل‬
‫ي عهعذا ععمن المتمحمسلمح ع‬ ‫)) عملر عرتجةل بنغت م‬
‫ومن اليإان ما يكمون ف القلب ومن أعظمَّ ذلك الياء ))عواملععياءت تشمعبعة نمعن انلعيإانن (( وأعظمَّ الياء شأنا ‪:‬‬
‫الياء من رب العالي وخالق اللق أجعي الذي يراك حي تقوم ‪ ،‬الذي ل تفى عليه خافية ف الرض ول‬
‫ف السمحاء‪ ،‬الياء من ال جل وعل بفظ الرأس وما وعى ‪ ،‬وبفظ البطن وما حوى ‪ ،‬وبذكر الوت والنبلى ‪،‬‬
‫حياءا يعلك تافظ على طاعة ال وتبتعد عمحا ناك ال تبارك وتعال عنه ‪ .‬ومن الياء ‪ -‬عباد ال ‪ -‬أن‬
‫تستحي من عباد ال تبارك وتعال وقد قال عليه الصحلةر و السلم‪)) :‬إنلن ن لما أعدرعك اللناس نمن عكعلنم الدنبملوةرن‬
‫ت‬ ‫ت م‬ ‫مع‬
‫‪4‬‬
‫ن‬
‫ت(( ‪ ،‬فإذا وجد الياء وجد الي ‪ ،‬وإذا نتنزع الياء نزع الي عياذا بال من‬ ‫لوعل إنعذا علم تعمستعنح عفافممععمل عما شمئ ع‬ ‫ام ت‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فتأملوا عباد ال أحاديث اليإمان الثابتمة عمن الرسمول الكمريم عليمه الصحملةر والسملم واجتهمدوا ف فهمحهما وتطبيقهما‬
‫والعمحل بما ‪ ،‬وإنم لسمأل الم جمل وعل بأسمائه السمن وصمفاته العلمى أن يقمق لم ولكمممَّ اليإمان ‪ ،‬وأن يزيننما‬
‫وإياكمَّ بزينة اليإان ‪ ،‬وأن يعلنا جيعا من عباده التقي ‪ ،‬وأن يصحلح لنا جيعا ديننا الممذي هممو عصحمممحة أمرنمما ‪،‬‬
‫وأن يصحلح لنا دنيانا الت فيها معاشنا ‪ ،‬وأن يصحلح لنا آخرتنا الممت فيهمما معادنمما ‪ ،‬وأن يعممل اليمماةر زيممادةر لنمما فم‬
‫كممل خيم والمموت راحممة لنمما مممن كممل شممر ‪ ،‬وأسممأله جممل وعل أن ييينمما وإيمماكمَّ علممى السمملم وأن يتوفانمما علممى‬
‫اليإان ‪ ،‬وأسأله جل وعل أن يثبتنا وإياكمَّ بممالقول الثممابت فم اليمماةر الممدنيا وفم الخمرةر ‪ ،‬ونسممأله جمل وعل أن‬
‫يثبتنا على اليإان ‪ ،‬اللهممَّ لمك أسملمحنا وبمك آمنما وعليمك توكلنما وإليمك أنبنما وبمك خاصممحنا نعموذ بعزتمك ل إلمه‬
‫إل أنت أن تضلنا فأنت الي الذي ل يإوت والن والنس يإوتون ‪.‬‬
‫وصلوا ‪ -‬رعاكمَّ ال ‪ -‬على إمام اللق والداعي إل اليإان ممحد بن عبد ال كمحا أمركمَّ ال بذلك ف كتابه‬
‫و‬
‫صدلوُا ع ول وي نهإ‬
‫معنوُا و‬ ‫نآ و‬‫يِ ويِإْاَ أيِإْ دوهاَ ال لذإيِإْ و‬
‫ن ع وولىَ الن لب إ ي‬
‫صدلوُ و‬ ‫مولئ إك وت و ع‬
‫ه يِإْ ع و‬ ‫ن الل ل و‬
‫ه وو و‬ ‫فقال‪ ﴿ :‬إ إ ل‬
‫صللى اللهت ععلعمينه‬ ‫صلاةر ع‬‫صللى ععلعلي ع‬
‫سإليماًَ ﴾ ]الحزاب‪ ، [٥٦:‬وقال صلى ال عليه وسلمَّ ‪ )) :‬عممن ع‬ ‫سل ي ع‬
‫موُا ت و ن‬ ‫وو و‬
‫نعبا ععمشارا(( ‪ .‬اللهمَّ صنل على ممحد وعلى آل ممحد كمحا صليت على إبراهيمَّ وعلى آل إبراهيمَّ إنك حيد ميد‬
‫‪ ،‬وبارك على ممحد على آل ممحد كمحا باركت على إبراهيمَّ وعلى آل إبراهيمَّ إنك حيد ميد ‪ .‬وارض اللهمَّ‬
‫عن اللفاء الراشدين الئمحة الهديي ؛ أب بكمر الصحديق وعمحر الفاروق وعثمحان ذي النورين وأب السبطي علي‬
‫‪ ،‬وارض اللهمَّ عن الصححابة أجعي وعن التابعي ومن تبعهمَّ بإحسان إل يوم الدين ‪ ،‬وعنا معهمَّ بلنك‬
‫وكرمك وإحسانك يا أكرم الكرمي‪.‬‬
‫اللهمممَّ أعممز السمملم والسمملمحي ‪ ،‬اللهمممَّ أعممز السمملم والسمملمحي ‪ ،‬اللهمممَّ أعممز السمملم والسمملمحي ‪ ،‬وأذل الشممرك‬
‫والشركي ‪ ،‬ودمر أعداء الدين ‪ ،‬واحمَّ حوزةر الدين يا رب العالي ‪ .‬اللهممَّ آمنما فم أوطاننمما وأصمملح أئمحتنمما وولةر‬
‫أمورنمما واجعممل وليتنمما فيمحمما خافممك واتقمماك واتبممع رضمماك يمما رب العممالي ‪ .‬اللهمممَّ وفممق ول م أمرنمما لمما تبممه وترضمماه‬
‫وأنعنه على الب والتقوى ‪ ،‬وسدده ف أقواله وأعمحاله يا ذا اللل والكمرام ‪ .‬اللهممَّ وفمق جيمع ولةر أممر السملمحي‬
‫للعمحل بكمتابك واتباع سنة نبيك ممحد صلى ال عليه وسلمَّ ‪.‬‬
‫اللهمممَّ آت نفوسممنا تقواهمما ‪ ،‬زكهمما أنممت خي م مممن زكاهمما أنممت وليهمما ومولهمما ‪ .‬اللهمممَّ إنمما نسممألك الممدى والتقممى‬
‫والعفممة والغنم م ‪ .‬اللهمممَّ اغفممر لنمما ذنبنمما كممل دقممه وجلممه ‪ ،‬أولممه وآخممره ‪ ،‬سممره وعلنممه ‪ .‬اللهمممَّ اغفممر لنمما ولوالممدينا‬
‫وللمحسمملمحي والسمملمحات والممؤممني والؤممنممات الحيمماء منهمممَّ والمموات ‪ .‬اللهمممَّ اغفممر ذنمموب الممذنبي مممن السمملمحي‬
‫وتب على التائبي واكتب الصححة والعافية والسلمة لعمحوم السلمحي ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ف مرضممانا ومرضممى‬ ‫اللهمَّ فنرجِّ هلمَّ الهمحومي من السلمحي وننفس كرب الكمروبي واقض الملدين عممن الممديني واشم ن‬
‫ع‬
‫السلمحي وارحمَّ موتانا وموتى السلمحي ‪ .‬اللهمَّ أصلح ذات بيننا وأنلف بيم قلوبنما واهمدنا سمبل السملم وأخرجنما‬
‫من الظلمحات إل النور وبارك لنا ف أساعنا وأبصحارنا وقواتنا وأموالنا وأزواجنا وذرياتنما واجعلنما مبماركي أينمحما كنما‬
‫‪ .‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرةر حسنة وقنا عذاب النار ‪.‬‬
‫و‬
‫ن‬
‫صن وععوُ و‬
‫ماَ ت و ن‬ ‫ه يِإْ وعنل و ع‬
‫م و‬ ‫عباد ال أذكروا ال يذكركمَّ واشكمروه على نعمحه يزدكمَّ ‪ ‬وول وذ إك نعر الل لهإ أك نب وعر ووالل ل ع‬
‫‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like