You are on page 1of 4

‫عرض و تعليق د‪ .

‬سلمى مبارك‬ ‫كتاب " تقنيات مونتاج السينما و الفيديو ‪ -‬التاريخ و النظرية و الممارسة"‬

‫كتاب "تقنيات مونتاج السينما و الفيديو ‪ -‬التاريخ و النظرية و الممارسة"‬


‫‪The technique of film and video editing - History, Theory, and Practice‬‬
‫تؤليف ‪Ken Dancyger‬‬
‫ترجمة أحمد يوسف – المجلس القومى للترجمة ‪ -‬القاهرة – ‪3122‬‬

‫* لسِد ٘ذٖ اٌ‪ٛ‬رلح ف‪ٔ ٝ‬س‪ٚ‬ج تاٌّدٍض األػٍ‪ٌٍ ٝ‬ثمافح ف‪2102 ٝ‬‬

‫‪ِ Ken Dancyger‬ؤرخ طيّٕائ‪ِ ٚ ٝ‬ررظض ف‪ٔ ٝ‬ظزياخ وراتح اٌظيٕاري‪ .ٛ‬يسرص اٌظيّٕا في خاِؼاخ‬
‫اٌ‪ٛ‬الياخ اٌّرحسج ‪ٚ‬وٕسا ِٕذ ػاَ ‪ .0691‬أ‪ٚ‬ي اطساراذٗ وأد ػاَ ‪ِ ،0660‬غ خيف راع‪ " ،‬اٌظيٕاري‪ ٛ‬اٌثسيً‪:‬‬
‫اٌىراتح تؼيسا ػٓ اٌم‪ٛ‬اػس" ‪ ٚ .‬آذز٘ا ذٍه االطساراخ فىزج االذزاج اٌظيّٕائي ‪ ٚ 2119‬لس ذّد ذزخّرٗ ف‪ٝ‬‬
‫اٌّدٍض اٌم‪ٌٍ ِٝٛ‬رزخّح ِٓ لثً أحّس ي‪ٛ‬طف‪.‬‬

‫"تقنيات مونتاج السينما و الفيديو ‪ -‬التاريخ و النظرية و الممارسة" كتاب من ‪ 011‬صفحة‪ .‬الطبعة االولى‬
‫جاءت فى ‪ 2994‬و توالت الطبعات حتى الطبعة الرابعة ‪ 3110‬و مع كل طبعة يستكمل المإلف جزءا‬
‫إضافيا يسعى من خالله لمتابعة التطور المتالحق لتقنيات المونتاج حتى اصبح الكتاب تؤريخا للمونتاج‪ .‬و‬
‫مع الطبعة الرابعة تم تتبع تؤثير العصر الرقمى على تقنيات و جماليات المونتاج و هى الطبعة التى نحن‬
‫بصددها‪.‬‬

‫هدف الكتاب كما يقول مإلفه ان يكون عمليا فهو يهتم بالخيارات الجمالية دون ان يستغرق فى اآلليات‪.‬‬
‫بالرغم من ان الكتاب يحتوى على ‪ 4‬اجزاء ك برى قد توحى للقارئ ان هذه االجزاء ستتبع التقسيم الموجود‬
‫بالعنوان التاريخ و النظرية و الممارسة اال ان تقسيم الكتاب جاء مختلفا‪ .‬فالجزء االول يتعلق اكثر بتاريخ‬
‫و نظريات المونتاج منذ بدايات السينما الصامتة و حتى الحقبة المعاصرة و عصر السينما الرقمية بينما‬
‫عرض و تعليق د‪ .‬سلمى مبارك‬ ‫كتاب " تقنيات مونتاج السينما و الفيديو ‪ -‬التاريخ و النظرية و الممارسة"‬

‫الجزء الثانى و الثالث يتخذان منحا عمليا بعرض تحليلى ألنواع المونتاج المختلفة كمشاهد الحركة و الحوار‬
‫و االبتكارات الجديدة فى السينما التسجيلية ‪ ...‬الخ فى الجزء الثانى‪ ،‬و بعرض تعليمى تقنى ألشكال و‬
‫مصطلحات أساليب المونتاج فى الجزء الثالث ‪.‬‬

‫يحتوى الكتاب على ملحق ضخم من الصور يتكون من حوالى ‪ 211‬صفحة و على ملحق من المصطلحات‬
‫يغطى حوالى ‪ 55‬صفحة ثم قائمة بؤسماء االفالم التى ورد ذكرها من حوالى ‪ 41‬صفحة ـ باإلضافة‬
‫لتعريفات بالمإلف و المترجم‪ .‬اننا اذا بإزاء عمل ضخم بكل معنى الكلمة‬

‫الى من يتوجه الكتاب؟‬


‫ال يفترض قارئ ذو معارف مسبقة فى السينما لكن قارئ عنده غواية السينما فالكتاب يستهدف القارئ الذى‬
‫يريد فهم السينما و التلفزيون بشكل مبسط – أو الطالب الذى يريد ان يكون ثقافة سينمائية تسعى للتخصص‬
‫أو يسعى لإللمام بتقنيات صناعة األفالم و البرامج التلفزيونية‪ .‬و الكتاب كما يقول المترجم يبغى التذوق و‬
‫و الفهم و المعرفة و يتحدث عن الجماليات و التقنيات‪ .‬و فى هذا يسعى الجتذاب القارئ شيئا فشيئا‬
‫لموضوع التخصص بحيث يقود القارئ من العام الى الخاص من التاريخ الى الممارسة‪.‬‬

‫منهج الكتاب‬
‫يعتمد الكاتب منهجا شبه واحد على مدار الفصول المختلفة فهو يبدأ بالتقديم يقدم لتيار أو مفهوم أو مخرج‬
‫بشكل تاريخى مع شرح لبعض األطر النظرية المبسطة ثم يتوقف عند أفالم بعينها ليتناولها بالتحليل السريع‬
‫أحيانا و الدقيق فى أحيان أخرى و ذلك كؤمثلة للتيار أو المفهوم أو أعمال المخرج الذى يقدم له‪.‬‬

‫تقييم‬

‫نقاط ايجابية ‪:‬‬

‫يقدم الكتاب ثقافة فيليمة موسوعية تتوقف عند المحطات الرئيسية فى تاريخ تطور الفن السابع من‬ ‫‪-‬‬
‫أسماء مخرجين ‪ ،‬لتيارات جمالية التجاهات سينمائية‬
‫يقدم الكتاب تحليالت دقيقة و أحيانا مبهرة من شدة دقتها لمشاهد مختارة من أفالم بعينها و بالطبع‬ ‫‪-‬‬
‫يكون التحليل من زاوية المونتاج‬
‫يستخدم الكاتب باإلضافة الى ذلك أسلوبا يتميز بالسالسة و بساطة العرض و البعد عن التعقيد فى‬ ‫‪-‬‬
‫مخاطبته للقارئ‪.‬‬
‫كنت أتمنى لو أن ملحق الصور بدال من شكله الورقي يكون فى صورة رقمية‪ .‬ال أعرف ما الذى‬ ‫‪-‬‬
‫يمنع ناشرى كتب النقد السينمائى من االستعانة بسي دى يحتوى على الصور الثابتة بل و مقاطع‬
‫الفيديو التى يتم تحليلها كى يسترشد بها القارئ‪ .‬و بذلك يتم تالفى عيوب الطباعة التى تقلل من‬
‫جودة الصورة‪ .‬اما بالنسبة لمقاطع الفيديو فهى من وجهة نظرى لن تغنى عن وصف االجزاء التى‬
‫عرض و تعليق د‪ .‬سلمى مبارك‬ ‫كتاب " تقنيات مونتاج السينما و الفيديو ‪ -‬التاريخ و النظرية و الممارسة"‬

‫يريد الناقد دراستها حيث ان الوصف يكون من وجهة نظر معينة هى التى تقود عين القارئ‪ .‬لذلك‬
‫أرى أن هذه المقاطع لو تمت اضافتها ستكون مكملة و ليست بديلة عن وصف المشاهد‪.‬‬
‫‪ -‬ملحق المصطلحات اراه مفيد جدا و يقدم شروحات وافية لكن كنت أتمنى أن يتضمن ترجمة‬
‫المصطلح الى اللغة العربية الى جانب المصطلح األجنبى الذى يتم شرحه‪.‬‬

‫نقاط ضعف‬

‫ما وجدته كنقاط ضعف و قد تكون هى نفسها نقاط القوة بالنسبة للقارئ‪.‬‬

‫‪ -‬بنية الكتاب التى أحيانا ما توحى للقارئ أنها تفتقر للتماسك‪ .‬فبداخل كل جزء من األجزاء الثالث‬
‫يفتقد القارئ أحيانا الخيط الفكرى الذى يبرر االنتقال من فصل للتالى و يبدو األمر كتجميع‬
‫محاضرات ألقاها مإلف الكتاب فى فصوله الدراسية و هو ما ال ينفيه هو نفسه‬
‫‪ -‬غلبة الجانب التحليلى على الجانب النظرى مما يجعل الكتاب يبدو أحيانا كؤنه مجموعة من القوائم‬
‫التحليلية لألفالم‬

‫لكن ما أراه كنقاط ضعف قد يكون مكمن القوة فى الكتاب حيث كما ذكرت هو يسعى للشكل الموسوعى‬
‫الذى يلجؤ اليه القارئ لتكوين معارف فى نقطة محددة ‪ :‬فيلم‪ ،‬اتجاه‪ ،‬مخرج‪ ...‬دون أن مضطرا لقراءة‬
‫الكتاب كله‪.‬‬

‫الترجمة‬

‫أما بالنسبة للترجمة فقد قام المترجم بجهد متميز أوال من حيث اختيار الكتاب الذى يعد مرجعا أساسيا فى‬
‫دراسة المونتاج و أكبر دليل على ذلك هو عدد طبعاته التى صدرت باللغة االنجليزية‪ .‬باإلضافة الى ذلك فان‬
‫أسلوب الترجمة يتميز بالسالسة و الدقة و ال يعطينا فى أية لحظة أثناء القراءة الشعور أننا بإزاء نص‬
‫مترجم و هو العيب الشائع فى العديد من الكتب المترجمة التى اما ال تتوخى الدقة بالقدر الكافى أو على‬
‫العكس تقوم بعمل ترجمة حرفية تشوه النص األصلي و تفقده معناه‪.‬‬

‫المدرسة النقدية‬

‫ينتمى الكتاب لمدرسة النقد االمريكى الذى تظهر فيها بقوة تؤثيرات النقد الصحفى من حيث حيوية التوجه‬
‫للقارئ و ديناميكية الخطاب وبرجماتيته والبعد عن التنظير الفلسفى و ذلك بخالف المدرسة الفرنسية فى‬
‫النقد السينمائى المشبعة بالتقاليد االكاديمية بشكل أكبر و بنموذج كتابة متخصصة مستوحى من أدبيات النقد‬
‫األدبى و مرجعياته المنهجية و النظرية‪.‬‬

‫لن أقوم بعمل مقارنة بين المدرسة األمريكية و المدرسة الفرنسية فى النقد السينمائى ألننى ال ألم بشكل‬
‫كافى بتاريخ النقد السينمائى االمريكي و لكن ما قرأت من خالل الترجمات ال يبتعد كثيرا عن نموذج الكتاب‬
‫عرض و تعليق د‪ .‬سلمى مبارك‬ ‫كتاب " تقنيات مونتاج السينما و الفيديو ‪ -‬التاريخ و النظرية و الممارسة"‬

‫الذى نحن بصدده اليوم من حيث طابعه العملى‪ .‬أما المدرسة الفرنسية فى النقد السينمائى فقد نشؤت أيضا فى‬
‫أحضان النقد الصحفى ثم انتقلت للنقد األكثر تخصصا فى المجالت المتخصصة أو فى الكتب و يمثله اندريه‬
‫بازان فى الخمسينات و الستينات من القرن الماضى‪ .‬استمرهذا الحال حتى ال سبعينيات حين ظهر النقد‬
‫االكاديمي و بدأ التفكير فى السينما يتخذ شكال نظريا مع كريستيان ميتز ‪ ٚ‬لسِد وراتاخ اٌثٕي‪ٛ‬ييٓ ف‪ ٝ‬إٌمس‬
‫األزت‪ ٚ ٝ‬تاٌذاخ خٕيد ‪ ٚ‬خزيّاص أز‪ٚ‬اخ ٌمزاءج إٌظ‪ٛ‬ص لاتٍح ٌالطرثّار ف‪ ٝ‬لزاءج األفالَ فىاْ إٌمس‬
‫األزت‪ ٝ٘ ٝ‬اٌدظز اٌذ‪ ٜ‬ػثزذٗ ٔظزياخ لزاءج اٌفيٍُ و‪ ٝ‬ذؤطض ل‪ٛ‬اػس ٔظزيح ذاطح تاٌفٓ اٌظيّٕائ‪ ٝ‬ط‪ٛ‬اء‬
‫ػٍ‪ِ ٝ‬ظر‪ ٜٛ‬إٌمس أ‪ ٚ‬اٌرأريد أ‪ ٚ‬ػاللح اٌظيّٕا تاٌفٕ‪ ٚ ْٛ‬األزب (أسريٗ خارزيض – خان أ‪ – ِْٛٚ‬أسريٗ‬
‫خ‪ٛ‬زر‪ – ٚ‬خاْ وار‪ ٜ‬وٍيزن) ‪ ٚ‬أثز‪ ٜ‬اٌرٕظيز ٌٍظيّٕا اٌذ‪ ٜ‬لاَ تٗ فالطفح ِٓ ػيٕح خيً ز‪ٌٛٚ‬س ‪ ٚ‬خان رأظيز‬
‫ف‪ ٝ‬وراتاذ‪ٌٍ ُٙ‬فٓ اٌظاتغ ِّا أضاف ٌزطيسٖ اٌّؼٕ‪ ٚ ٜٛ‬اٌؼٍّ‪ٕ٘ ِٓ ٚ .ٝ‬ا ذط‪ٛ‬رخ ٔظزيٗ اٌظيّٕا تؼيسا ػٓ‬
‫إٌمس األزت‪ ِٓ ٝ‬حيث اٌّحر‪ٌ ٜٛ‬ىٓ ٌيض تؼيسا ِٓ حيث ل‪ٛ‬ج إٌّا٘ح ‪ ٚ‬ػّك اٌرٕظيز‪.‬‬

‫طاحة ذط‪ٛ‬ر إٌمس اٌظيّٕائ‪ ٝ‬ف‪ ٝ‬اٌغزب ػّ‪ِٛ‬ا ‪ ٚ‬اػرّازٖ أوثز فأوثز ػٍ‪ ٝ‬اٌرٕظيز ‪ٚ‬ػيا ِرشايسا تأّ٘يح‬
‫اٌظيّٕا ف‪ ٝ‬اٌرؼٍيُ ِا لثً اٌداِؼ‪ .ٝ‬فٕدس ِٕذ ‪ 0691‬ذ‪ٛ‬طياخ اٌي‪ٔٛ‬يظى‪ ٛ‬تأّ٘يح اٌرزتيح اٌظيّٕائيح ٌٍشثاب ‪ٚ‬‬
‫تضز‪ٚ‬رج ذّٕيح اٌرذ‪ٚ‬ق اٌظيّٕائ‪ ِٓ ٝ‬ذالي ف‪ ُٙ‬اٌٍغح اٌظيّٕائيح ‪ ٚ‬ذزتيح حاطح ٔمسيح ذداٖ اٌميُ اٌدّاٌيح ‪ٚ‬‬
‫اٌّؼٕ‪ٛ‬يح اٌر‪ ٝ‬ذؼثز ػٕ‪ٙ‬ا أفالَ اٌظيّٕا‪ ٚ .‬ف‪ ٝ‬فزٔظا اٌي‪ٔ َٛ‬دس ِثال أْ ٌغح اٌظ‪ٛ‬رج ذشىً خشءا أطاطيا ف‪ٝ‬‬
‫ِٕا٘ح زراطح اٌٍغح ‪ ٚ‬األزب ِٕذ اٌّزحٍح االترسائيح‪ .‬أِا ف‪ ٝ‬اٌسراطح اٌداِؼيح فاٌظيّٕا فزع ِٓ فز‪ٚ‬ع‬
‫اٌسراطاخ االٔظأيح ٔدس٘ا ف‪ ٝ‬وٍياخ اآلزاب ِٓ ذالي زراطح ذاريد ‪ٔ ٚ‬ظزياخ ‪ ٚ‬خّاٌياخ اٌظيّٕا ‪ٝ٘ ٚ‬‬
‫فز‪ٚ‬ع ذررٍف ػٓ اٌسراطاخ اٌرمٕيح اٌر‪ ٝ‬يم‪ َٛ‬ت‪ٙ‬ا اٌطالب اٌزاغثيٓ ف‪ِّ ٝ‬ارطح اٌظيّٕا وّ‪ٕٙ‬ح‪.‬‬

‫اشكالية النقد السينمائى فى مصر‬

‫أين نحن فى مصر من ذلك؟ واقع النقد السينمائى بالرغم من كل الجهود المبذولة فى تطويره و التى تساهم‬
‫فيها الترجمة و االصدارات الحديثة ما يزال يسيطر عليه طابع غير متخصص نتيجة لعدم وجود مجالت‬
‫سينمائية متخصصة أو عدم قدرتها على االستمرار‪ .‬أما التربية السينمائية سواء فى المدارس فهى أحالم بكل‬
‫معنى الكلمة‪ .‬لكنى أ رى بالرغم من ذلك بريق أمل يؤتى من نقطتين‪ :‬األولى هى هذا االزدهار الكبير فى‬
‫السينما المستقلة الذى خلق للسينما غير التجارية جمهورا كبيرا متذوقا لثقافة سينمائية قد تعد فى المستقبل‬
‫بآفاق فكرية جديدة ‪ .‬النقطة الثانية هى وجود بعض البإر األكاديمية التى تعمل على تكوين متخصصين فى‬
‫ثقافة الصورة فى الجامعات المصرية من خالل خلق تخصصات أكاديمية جديدة كدراسات الصورة و عالقة‬
‫الفنون باألدب و النقد السينمائى‪ .‬ومن هنا فاألمل موجود فى تطوير نقد سينمائى مصرى ينطلق من تراثنا‬
‫السينمائى الضخم ليإسس ألراض جديدة تليق بتاريخ السينما فى مصر و الثراء الثقافى لهذا البلد‪.‬‬

‫د‪ .‬سلمى مبارك‬

You might also like