Professional Documents
Culture Documents
Twrhayatk Magazine No 27 PDF
Twrhayatk Magazine No 27 PDF
المحتويات
صـــديـــقــيوالــرجـــلواألعــمـــى 04
15 05
شعـرةمعـاويـةبـيـنالتفـاؤلوالتشاؤم 05
فــكــــــــــــــر مـــــبـــكــــــــــــرا 06
إحــــــســـــــاس مــخـــــتـــلـــــف 07
اقــتحـم ماضـيـــك ليبتـسـم حــارضك 08
مـدىانصاتـكلآلخــريـنبـشكلفـعـال 09
ثــــــــــــروة الــتـــــراجـــــــــع؟! شعـرة معـاويـة بـيـن التفـاؤل والتشاؤم
التفكـيـرالرسيـعيغــيـرمجـرىحياتك 10
ح ُــــكــــــم الــعـــــــــــواطــــــف 11
الـــشــــــــــــاب والــجـــــبــــــــل 13 16 13
خـطـواتلتـنمـيـةالـذكـاءاالجـتامعـي 14
ثــــــــــــــروة الــتـــــراجـــــــــع؟! 16
أنــــــتخــلــيـفــــةاللهفـــياألرض 17
مـســئـــــولـيـتــــــك أنـــــــــــــت 18
واحـــــــــةطـــــــــــورحـــيــاتـــك 19
فــــــن احـــــتـــــواء الــنــــقـــــــد 20
ماراثـــونالحــيـــاةوالـمـــركــزاألول 21
اتــــــــــــــــــرك أثــــــــــــــــــــرا 22
أنــــــت خــلــيـفــــة الله فـــي األرض خـطـوات لتـنمـيـة الـذكـاء االجـتامعـي
كـلـنـــايـجــــبأننــكــــونقــــادة 23
مـن أقـوال الشيـخ محمد الغـزايل (24 )1
زيادةعدداألصـدقـاء..رسطـولالعـمـر 25
الــمـــــربــــــــع الــــوهــــمــــــي 26
َتـــــفـــــــ َّكـــــــــــــــــــــــــــــر 27
إنـهــــــــــــــــا الـقــوانـيــــــــــــن 28
هــنـــــاكحــــفــــرةفـــيطـريـقـي 29 22 25
كـلـنـــا يـجــــب أن نــكــــون قــــادة الــمـــــربــــــــع الــــوهــــمــــــي
27 ميكنكممتابعـتنـاعـىلجــروباملجـلـةعـىلالفيـسبـوك
www.facebook.com/group.php?gid=307221274171
تنويه :نحن نعمل جاهدين عىل التقليل من األخطاء اللغوية واملعرفية وكذلك األخطاء الناتجة عن تنقل
جمل مقالة إىل مقالة أخرى بعد التصميم ،وبرغم ذلك تظل مجهوداتنا يف هذا املضامر برشية يف النهاية،
ومن أجل ذلك كله نرجو أن تلتمسوا لنا العذر وأن تقبلوا تأسفنا العميق .والقادم أفضل بحول الله.
ـ
كلمة العدد
عاد صديقي ووجهه مبتسم نتيجة ملا فعل ،لحظات ثم وصل قطارنا وتحدثنا طوال الطريق عام أنعم الله
علينا به من فضل وكرم ،وعن حال أمثال الرجل األعمى الذي أخذ الله منه برصه وكيف أن الله لطيف
بعباده فيسخر له من البرش لخدمته ومساعدته ،وعندما كان القطار عىل وشك الوصول إىل مدينتنا أخربين
بقلم /إســالم سلـيامن صديقي أنه ذهب ظهرا ألداء امتحان مادة ما يف الجامعة لكنه فوجئ بتغيري ميعاد أداء االمتحان دون أن
ُتخطره الجامعة ،وقد ُقرر اجتيازه يف صباح ذلك اليوم عوض ُظهره ،فتعجبت كثريا منه وسألت نفيس كيف
ترصف معي منذ أن رأيته ومع هذا الرجل األعمى رغم مصيبته هذه خاصة أنه يدرس يف السنة النهائية
وستؤثر هذه املادة عىل شهادته ،فلو كان أحدا غريه لكان يبيك ويتحرس عىل ما حدث له ،ولكنه تقبل قدر
الله وريض به ،بل وقدم خريه لغريه.
منا من فقد أحد أبنائه ،ومنا من مل يوفق يف دراسته ،ومنا من خرس ماله أو تجارته أو وظيفته ،ومنا من
فقد أحد أبويه ،ومنا من ابتاله الله مبرض أو فقدان أحد أعضاء جسده ،ومنا من كرثت عليه الديون ،ومنا
من دخل السجن ظلام .....،تتعدد أشكال املصائب والكوارث التي تحل بنا ،ولكن الشعور واإلحساس بالذي
يصيبنا واحد فهو شعور باليأس واإلحباط والندم والضيق ،والقليل منا من يشكر ويصرب ويرىض بقضاء
وقدر الله فال يفكر أنه طاملا أخذ باألسباب فهذه إرادة الله النافذة لخري وحكمه ال يعلمها إال هو ،وأن
علينا أن نكمل الحياة وكلنا يقني وأمل وتفاؤل بأن الله سيعوضنا خريا ،وإن حدث ذلك نتيجة ألفعالنا
فعلينا أن نحاسـب ونراجـع أنفسنا وال نحـزن ألن حـزننا لن يعـيد الزمـن إىل الـوراء ولن يغـري من يشء.
إرشاقة ملهمة:
املبادرون يحددون خياراتهم بناء عىل القيم واملبادئ .إنهم يفكرون قبل أن يترصفوا ،ويدركون أنهم
ال ميكنهم السيطرة عىل كل يشء يحدث لهم ،ولكنهم ميكنهم السيطرة عىل ترصفاتهم حيال هذا
الذي يحدث .وعىل عكس املستجيبني املمتلئني بالغازات الكربونية الف َّوارة ،فإن املبادرون يشبهون
املاء .هزّهم كام يحلو لك وانزع غطاء اإلناء ،ال يشء يحدث .ال فوران ،وال فقاعات ،وال ضغط إنهم
هادئون ،رابطو الجأش ،مسيطرون عىل أنفسهم وعىل انفعاالتهم .شني كويف.
طور حياتك
4 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
ـ
إشراقة أمل
هذه النظـرة التي يعيشها أفرادٌ من البرش تحيك لنا أي نفسي ٍة مندثر ٍة من األقوال املشهورة ما قاله الخـليفة معـاويـة ريض الله عنه يف أن تعامله
يحــويـهـا قلـب اإلنسـان ،فأهل التـفـاؤل ال يتـوقـفـون عـند العـقـبات، مع الناس كالشعـرة« ،إن أرخى الناس شددت وإن شدَّ الناس أرخيت»،
ولكنهـم يزيلونهـا أو يتخـطونها ويسـريون ُقدُ ما و كام قيل« :إن الرضبة التي وهذا ميز ٌان جـميل لو عملنـا به يف الكـثري من األمـور الحياتية التي منر بها،
ال تـقـتــلك تـقـويـك» ..فلـمـاذا تـركـن إىل الـتـشـاؤم أخـي الحــبـيـب؟؟. وخـصـوصـاً فـن التـعـامـل مع النـفـس والغـري ،فـنـفـوس الناس متقـلـبة..
ونفوسنا نحن أيضـاً يف صـر ٍاع بني الخـري والرش وبني التفـاؤل والتشـاؤم.
إن التاريخ ليشهـد أن الغلبة كانت للمتفائلني ..ومن أمثال هذا األمر
ما كان يفعـله األمري املجاهـد نور الدين زنيك ،حـيث كان يبنـي منرباً ـف الكـأس ٌ
فـارغ أو مـيلء ..نفـوس املتفائلـني تنـظــر إىل الجـزء امليلء ف ِن ْص ُ
ويزينه بيديه ،فلام ُسئل عنه قال :هذا منرب املسجد األقىص ،وكانت ونفوس املتشامئني ال ترى إال الجانب الفارغ منه ،ومن أمثال املتشامئـني
الروعة حينام حرر صالح الدين األيويب القدس من أهل الصليب و ُنصبت الشهـرية أن أحـدهـم يـقـول :لـو جـعـلـت تجــاريت يف األكـفـان ملا مـات
املوازين وقام الخطباء ..كان من نصيب املسجد األقىص ذاك املنرب الذي أحد!! فسبحان الله العظيم ،يقول أحـد الحكامء« :ما شكـوت الـزمـان،
صنعه املجاهد نور الدين زنيك ،وقام الخطيب يخطب عىل هذا املنرب وال تربمـت بحـكم السامء إال عندما حفيت قدماي ،ومل أستـطـع شـراء
خمس وعرشين سنة من صناعته. بعد ٍ حـذاء .فدخلت إىل مسجد الكوفة وأنا ضيق الصدر كثري الهم فوجدت
رج ًال بال رجلني ،فحمدت الله وشكرت نعمته عيل» ،ويقال« ..لو فكر
يقول الشاعر: الطائر يف الذبح ،ما حام فوق القمح» .وما أبدع ما قاله إيليـا أبو مايض..
كـثب يكــون لها انفر ُاج
وعـــن ٍ رتـاج
رويــــدك فالهـمـــوم لـهـا ُ
انـبـالج
ُ تناهـى حـان للـصـبـح أمل تـــــ َر أن طــــول اللـيـل ملــا تـتــوق قـبـل الرحيل رحيال نفـسٌ إن رش الجناة يف األرض
أن ترى الندى فوقها إكليال وترى الشوك يف الورد وتعمـى
قال امللك حسني بن طالل« :من يرتك نفسه أسري املايض ،فإنه يفقد من يرى يف الحياة عبئاً ثقيال ٌ
ثـقيـل هـو عـب ٌء عـلـى الحياة
املستقبل» .لقد آن لنا أن ننظر لألمور بانرش ٍاح كبري ،وأن نسرِّ خطواتنا ال يرى يف الوجود يوماً جميال والـذي نـفـســه بغـيـر جــمــالٍ
إىل الفأل الذي يقودنا للخري. وال تخف أن يزول حتى يزوال فتمتـع بالصـبـح مـا دمــت فيـه
إرشاقة ملهمة:
أنا متفائل دامئا ،ذلك أنني مل أجد أي فائدة تعود عيل من كوين أي يشء غري ذلك .وينستون ترششل
طور حياتك
5 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
ـ
طريقك حنو حياة أفضل
فـكــر مبـكـرا
بقلم :أ .حذيفة السيد عبد املعطي ـ مرص
إن التفكري مهارة ُفطر عليها اإلنسـان ،فالله سبحانه وتعاىل عندما خلقه وسواه أعطاه من اإلمكانيات والقدرات ما يجعله قادرا عىل التفكري والتفكر،
ولكن كعادة أي فطرة خلقها الله تعاىل يف اإلنسان إذا مل متارس ومل تراعـى جـيدا وتستخـدم فإنها متـوت ،إذن فالتفكـري عمل عقـيل ونشـاط ذهـني
البد أن ميارسـه الفـرد منا يف حـياتـه اليوميـة ،وىف كل شئـون حـياتـه ،فالله سبحانه وتعاىل ميدح املتفكرين يف الكون ،الذين ينظرون لألشياء حولهم
ات َو َ
األ ْر ِض َو ْاخ ِت َال ِف «إن فيِ َخ ْل ِق السَّماَ َو ِ
نظرة تأمل ،فالتفكري يجعلك قادرا عىل رؤيـة بديـع صنعـه ،وجـامل خلقـه ،وإبداع ملكوته ،فقال تعاىلَّ :
ات َواأل ْر ِض( »....آل عمران.)191 َ السمـَا َو ِ ات لأِّ ُ ْوليِ األل ْـبـَ ِ
اب»(آل عمران ،)190ثم وصـف أولـئـك األلـبـاب « َو َي َت َفـك َّـ ُر َ
ون فيِ َخـل ْـ ِق َّ ال َّل ْي ِل َوالنَّـهَـا ِر آل َي ٍ
فأخـذ اإلنسـان نفسـه وحـمله عىل التفكـري أمـر رضوري ليك يصبـح من عاداته ،فقصة الحسن والحسني خري شاهد عىل صبيان تربيا عىل
التفكري ،قصتهام مع الرجل الذي كان ال يحسن الوضوء ،كيف استطاعـا أن يفكرا يف طريقة يخربا بها الرجل عن الوضوء الصحيح دون أن
يغـريا قلـب الرجـل عليهام لفارق السن بينـه وبينهام ،فقـرر االثنـان يف رسعـة عجـيبة ومعالجة متناهية يف الدقة لهذه املشكلة الدعوية يف
لحظة وقوعها ،إمنا يدل عىل عقول تربت عىل التفكري مبهاراته املخـتـلفة ،فكانت رسالة رقيقة نتعلم منها ونعلمها صغارنا ..كيف يفكرون يف
مشكالتهم ..حتى ينتج جيل مفكر ،ونالحظ أيضا أن التفكري كان والزال من سمـات الناجحـني واملبدعني واملخرتعني ..فإسحق نيوتن وقعت
أمامه التفاحة من عىل الشجرة كام تقع أمام غرية ولكنه ..فكر ،وآينشتاين انكرست زاوية أشعة الشمـس فـوق عينيه النصف مفتوحة مثل
غريه ..فاملشهد يتكرر مع الكثريين ،ولكنه ..فكر ،والصحايب الشاب «سلامن الفاريس» امللقب بالباحث عن الحقيقة وصل إىل النبي واعتنق
اإلسالم ألنه ..فكر ،وسيدنا إبراهيم ظل يفكر حتى هداه الله ،فنجد اإلنسان الذى يفـكـر طاقـتـه مـوفـورة ..وعمـله مثـمـر ..والذى ال يفكر
خامل النشاط ..بطئ اإلنـتـاج .فالحـياة حـولنا ملـيئـة باألرسار ،والكـون يدعـونا للتفكـر ،والعـقـل قادر عىل البحـث فيها والعـبـور من خـاللها.
لذا كن ذا خيال واسـع ..فالله تعاىل يقول «...أَفَلاَ َت َت َف َّك ُر َ
ون» (األنعام ،)50حث ونداء إىل التفكري واإلبداع واالبتكار والتأمل والتذكر واالتعاظ.
فكر يف الوقـت املبكـر ..يف طـرق جـديدة للوصـول إىل أهدافـك وطموحاتك ،فكر يف الوقت املبكر ..يف الصباح الباكر ،ويف طريق عملك ،ويف
بيتك ،اجعل التفكري مترينا متارسه يف كل يوم ،فكر يف طرق حديثة تدخل بها الرسور عىل قلب مسلم ،وعىل أهل بيتك ،فكر يف طرق مبتكرة
تصل بها إىل قلب زوجتك وتكسب ودها ،فكر يف أسـالـيب مبـدعـة يف التعـامل مع أوالدك وجريانك ،فكر يف حلول عديدة لتقىض عىل الكسل
الذى تعـيشه ،فكـر يف حـل ملشكـلة إهـدار الوقـت وإضاعتـه ،فكـر يف عمـل تعـمله يعيد تنظيم الناس وحثهم عىل التعاون واالتحاد ،فكر يف
فكرة تطبقها فتعود بالنفع عليك وعىل من حولك ،فكر يف استثامر عمرك بعـمل يدخـلك الجـنة فـكـر قبـل فـوات األوان ..فكر يف الوقت املبكر.
إرشاقة ملهمة:
فكر دامئا فيام يُسعدك وابتعد بفكرك دامئا عام يقلقك.
طور حياتك
6 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
ـ
دروس للحياة
إحساس مختلف
بقلم /جميلة شعيب ـ املغرب
علمتنـي تجـربتي القصـرية يف الحـياة أن الفـرق بني إنسانيـة الواحد منا يحدده إحـساس .وأن اإلنسان من غري أحـاسيس
حـب وإخـالص
إحـساس ٍّ
ُ إنسان فارغ هو أشـبه ما يكـون بفزاعة حـقل بليدة ،فنجـاح الواحد منا يف حـياته العملية يحسمه
ورضا عن هذا الجـانب ،واملثل الصيني «إذا كنت تحب مهنتك فلن تضطر إىل العمل طوال حياتك» صحيح بال ريب.
كذلك نظرتنا ألنفسنا ُي َو ِّلدُ هَ ا إحساس باحرتام متبادل مع اآلخرين ،ووعي تام بدو ِر ذواتنا يف الحياة وبأننا حتام سنضيف شيئا
ولو بسيطا عرب سعينا الواعي عىل األرض ،كام يولدها إحساس باحتواء و َقبول اآلخرين بكالم َض َّخ ُه القلب وبابتسامات َت َه َّل َل لها
غاضب ،متعب ،مستهرت ،متهكم...
ٍ الوجدان يف وج ِه
إحـساس مخـتلف ذاك الذي يغمـرك وأنت تحـصد نجاحات صغـرية ،وأنت ترتـقي درجـات السلم لتقـطـف نجاحـا ِت ْل َو اآلخر
بينام العني ال تفارق موضع الهدف األكرب.
إحساس مختلف ذاك الذي يتملكك وأنت تقول «آسف ،أعتذر ،أستسمحك »...إلنسان مررت به صدفة وملسته بحقيبتك من
غري قصد ..فام بالك إن كان قريبا منك وأخطأت يف حقه ..إحساس مختلف يداعبنا ونحن نقول «أحــبـك» لألب ،لألم ،ولكل
عـزيز علينا؛ مخـتلف بأفعالنا التي ترتجـمه وبأعيننا التي تقطـر بالحـب ..إحـساس مخـتلف هذا الذي تنبض به قلوبنا ونحن
نهـتـف «يا رب» من أعمق نقطة تسكننا.
إحساس مختلف هذا الذي يتملك كياننا ونحن نتحرى الصدق واألمانة واإلخالص مع أنفسنا ومع اآلخـرين .إحـساس مخـتلف
كتاب شاكرين و ُملهمني من كاتب إنسان وضع حياته بني أيدينا لتنضاف لحيواتنا.يتوقد بداخـلنا ونحن نطوي آخر صفحات ٍ
إحساس مختلف يسكننا حينام نستيقظ مبكرين ونسعى مستبرشين ونعطي عطاء املحـبني ونحـرص حـرص املحبني كذلك عىل
الذين نعرفهم وال نعرفهم عىل النبات والحـيوان عىل أحـيائنا وبيـوتنا عىل أرض احتوتنا وحملتنا أحياء وميتني من غري تذمر.
هي أحـاسيس كثرية ومختلفة باخـتالف املواقف وباختالف عيوننا وقلوبنا أيضا.
فلتنتق لقلبك أحاسيسه ،ولتجتهد يف ذلك ،وتذكر أن مجرد إحساس إيجايب يصنع الفرق ويرتك أبلغ األثر .ولعيل لن أجانب
ِ
ُ
الصواب إن قلت «أخـربين عن إحـساسـك أخـربك من تكـون ومن ستكـون».
إرشاقة ملهمة:
أن تضحك كثريا ،وتفوز باحرتام األذكياء وحب األطفال ،أن تنال التقدير عىل نقدك األمني ،وتتحمل
خيانة األصدقاء املزيفني ،أن تقدر الجامل وتجد أفضل مايف اآلخرين ،أن ترتك العامل أفضل مام كان عليه
ولو بقليل ،أن تعرف أن حياة ولو شخص واحد قد أصبحت أسهل ألنك قد وقفت إىل جواره ،أن تنرش
الحب والخري رغم األمل ...هذا هو النجاح .رالف والدو إمرسون
طور حياتك
7 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
ـ
فلنبتسم للغد
اقتحم ماضيك
ليبتسم حاضرك
ويشرق مستقبلك
بقلم /رؤى عليوة ـ مرص
ىف حياة كل منا مراحل ،أغلبيتنا نفكر فقط فيام نحن فيه وما قد يأيت ،حتى أننا قد نعيش مشكلة وال نعرف سببا وجيها لها أو متى
بدأت بالتحديد؟ ،قد يرجع السبب ملرحلة معينة أو ملوقف معني من املايض ،ومع أننا ال نفتأ نردد «من ال مايض له ال حارض وال
مستقبل له» إال أننا نقولها من غري إدراك للكثري مام مىض ،ناسني أو متناسني ،وقد يكون النسيان من كرثة ما نشغل أنفسنا بالحارض
واملستقبل!!! مل أقصد أنه من الخطأ أن نفكر يف الحارض واملستقبل لكني أشدد عىل رضورة إعطاء مزيد من الوقت للاميض .إننا
غالبا ما نحرص املايض يف مخزونه من السلبيات التي تؤثر علينا بشكل سلبي دون أن نحاول تغيريها وحجتنا يف ذلك أن املنطق يقتىض
استحالة الرجوع للاميض لتصحيح أخطاء قد وقعنا فيها أو تجارب ومواقف رمبا تكون خارجة عن إرادتنا لكن أثرها يف نفوسنا بالغ!!!.
هل فكرنا أن نجلس مع أنفسنا ونحن صغار؟! ال جنون يف هذا! ولو كان فال بأس أن يكون لدقائق أو ساعات أو أسابيع أو حتى
شهور ..ال نسمح خاللها ألحد مهام كان أن يخرتق تلك الخلوة التي تجمعنا بأنفسنا نتصاىف ونشكو ونعاتب ونلوم ونعتذر ..نرى
كيف كنا نحلم ونحن صغار وما كنا نريد فعله أو نكونه عندما نكرب ..حتى ولو كان ما نريده هو رشاء لعبة ومل نستطع وقتها..
نستمع للشكوى من شخص أثر فينا مبوقف ..متى فقدنا أشخاصا عز علينا فراقهم وكيف أثر فينا ذلك؟ متى بكينا بحرقة؟ وما
الذي كان يفرحنا حتى لو كانت قطعة شيكوالتة ..ماذا كنا نحب؟ كيف كنا نفكر يف األشياء؟؟ ماذا كنا نتمنى أن نصبح عندما نكرب؟
هل بلغنا ذلك؟ متى كانت بداية مشكلة ما زالت ترافقنا؟؛ فكر ،قد تكون ترصفا معينا أو خوفا من أمر ما رغم أنه ال يخيف؟.
كل ما نحيا به يف الحارض وما سيمتد للمستقبل له جذور راسخة يف املايض ال محالة ،فكيف نفكر يف املستقبل مبعزل عن املايض
إذن؟ ..كل ما نفعله هو تذكر املواقف واألشخاص من غري تحليل ومراجعة! عندما نفكر اآلن فيام مىض سرناه بعني الناقد ورمبا
نقوم بدور املحلل قد منر بلحظات ضيق ورمبا نتذكر أمورا تبكينا ..لكن بالتأكيد سنفكر بإيجابية أكرث ..بتدبر ..بهدوء أكرب..
هل فكرنا يف أن نعقد صداقة بني اثنني أحدهام من املايض واآلخر من الحارض ..كل منهام يع ِّرف نفسه لآلخر يرتكه يتحدث
عن نفسه وال يدعي معرفته ..يتحدثان عن األحالم ..عن املخاوف ..عام يفرح ..وعام يحزن ..عام يبيك ..وعام يضحك ..عام
يحب ..وعام يكره ...كل منهام له صوته الذي يتحدث به وبطريقته واآلخر يستمع فقط ..قد يرى البعض أن ما ذكرت نوع
من الجنون ..لكنه يف الحقيقة شكل من أشكال املواجهة ،وذلك ما ال يقدر عليه أيا كان.
ليتنا نصل لحـل يريض جـميع األطـراف أو مبعـنى آخـر يريض أنفـسنا وماضـينا وحـارضنا وحـتى مستقـبلنا ،فمع حالة الرضا هاته
نستطيـعبالريـبالسعـيوالعملعىلتحـقيقماهفـتإليهنفـوسـنـاوترقـبتـه،وذلكيفتهـويـنتامللصـعـابواملؤثـراتاملحـبطـة.
إرشاقة ملهمة:
عش حياتك كل يوم كام لو كنت ستصعد جبال .و انظر بني الفينة واالخرى إىل القمة حتى ال تنس
هدفك ،ولكن دون إضاعة الفرصة لرؤية املناظر الرائعة يف كل مرحلة .هارولد ميلرشت
طور حياتك
8 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
ـ
اعرف نفسك
مدى انصاتك
لآلخرين بشكل فعال
االنصات لآلخرين ليس عملية سلبية ،إمنا هو عملية تفاعلية ناضجة ،كام أنه قيمة تربوية وأخالقية ،و سلوك حضاري وإنساين يؤكد احرتامنا لآلخر،
والتقييـم التايل يسـاعـدك يف التـعـرف عىل مـدى قـدرتـك عىل االنـصـات بشـكـل فعـال .من فضلك ..أجب عىل األسئلة الواردة بهذا التقييم..
نادرا أحيانا غالبا دامئا ضع عالمة أمام االختيار املناسب بعد كل جملة
امنح نفسك أربع نقاط لكل جواب عىل ((دومـــا)) ،وثالث نقاط لكل جواب يتعلق بـ ((غـالـبـا)) ،ودرجتني لكل جواب بـ ((أحــيـانـا))،
ودرجة واحـدة إذا كـنـت تـفـعـل ذلك ((نـــادرا)).
ـ إذا حصلت عىل ما بني 15-30ال تتحدث كثريا ،تذكر أن لديك أذنني ولسانا واحدا؛ حتى تستمع أكرث مام تتحدثَ .
اخش أن تكون سخرية
اآلخرين يف بعض املواقف لحديثك الكثري.
ـ إذا حصلت عىل ما بني 31-40أنت تحاول االنصات لآلخرين ،ولكن هناك بعـض املشكالت التي تعرتضـك سـواء يف مفاهيمـك عن نفسك
أو عن اآلخرين ،خطط للتعامل معها؛ حتى تصبح فعاال يف التعامل مع اآلخرين.
ـ إذا حصلت عىل ما بني 41-50أنت تحرتم اآلخرين ،وترى أن لحديثهم قيمة كبرية ،لذا فأنت تجتهد يف االنصات إليه ،وبالطبع يكون هذا
االنصات دليلك إىل التميز ...فقط اجتهد أكرث.
ـ إذا حصلت عىل ما بني 51-60أنت إنسان متميز جدا ىف انصاتك لآلخرين… ثق يف أنهـم سيحـبون الحديث والتـواصل معك واالقـرتاب منك.
إرشاقة ملهمة:
أنصت مئة مرة .وتأمل ألف مرة .وتحدث مرة واحدة .مجهول
طور حياتك
9 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
اخـــتـرنـا لــك
التفكري السريع
يغري مجرى حياتك
اسم الكـتـاب /كيف تضاعف ذكاءك
املــــؤلـــــف /ســـــكــــــوت وات
«وكان رد فعل صاحـبنـا أن أوضـح لصـديـقـه أنه كان يستـشـري رؤسـاءه لقد سمعت «جيم» يروي الحكاية التالية مرات عديدة ،ومل أمل قط
يف املسائـل الـهـامــة ،ألنـهـم كــانـوا يـريــدون مـنـه ذلك ألنـهـم لـم من سامعها ،وأعتقد أنك أيضا عزيزي القارئ تعرف مزايا التعلم من
يلمسوا فيـه الـقـدرة عىل اتـخـاذ الـقـرارات بنـفـسـه بـشـجـاعـة». تجارب اآلخرين الناجحة ،ولهذا فقد حصلت عىل إذن منه ليك أروي
لكم هذه القصة.
«بعد أن فكر مليا فيام قاله الصديق ،قرر أن يفعل شيئا إلصالح األمر،
ورشع يف قراءة كل ما كتب عن اتخاذ القرار ،وعالج املشاكل واإلبداع كمـا يـقـول «جيم» ،كان هـنـاك رجــل متـوسـط العـمـر كـان يـعـمـل
الشخيص ،ووضع منهجا خاصا به لتعلم ما يعرف اآلن بالتفكري الرسيع. بالـشـركـة التي يـعـمـل بـهـا هـو ،وكـان كـثـيـرا ما يـتـخـطـاه رؤسـاؤه
واكتشف أن التفكري الرسيع ليس موهبة يولد بها اإلنسان ،بل مهارة يف الـتـرقـيــة ،وكـان الـرجـال والسـيـدات األصـغـر سـنــا أو حــديـثـي
ميكنه اكتسابها بالتعليم». العـمـل يف الـشـركـة ينـالـون الـتـرقـيـات .وبـعـد فـتـرة وجـد نـفـسـه
وقد أصبـح تابـعـا ألشـخـاص عملـوا يف يوم من األيام تحـت سلطـتـه.
«ورسعان ما تغريت األمور لدى صاحبنا ،وأصبح محط أنظار رؤسائه،
حتى أولئك الذين يصغرونه سنا ،وألن قراراته كانت منذ تلك اللحظة
«وبالطبـع كـان ذلـك الشـخـص مضـطـلـعـا مبسـؤولـيـات مـا ،ولـكـنـه
سليمـة وقـويـة ،فـقـد حـظـي أداؤه بتـقـديـر وإعجــاب الجـمـيـع».
كان يعـمـل يف دهالـيـز الشـركـة ،يف منـصـب تنفـيـذي صغـيـر ال يرجو
«وعىل الرغم من أنه كان يف منتصف عمره ،إال أن نسائم التغيري هبت االنـتـقـال مـنـه إىل منـصـب أعىل .ويف يـوم من األيـام ،وبـيـنـمـا كـان
عىل حياته املهنية ،وبدأ يتلقى الرتقية واحدة تلو األخرى بعد أن أمىض يتنـاول طـعـام الـغـذاء مـع زمـيل لـه ،تـسـاءل بـصـوت مسـمـوع عن
سنـوات عجـاف يف الرشكـة ،بل وتخطـى اآلن من سبقـوه إىل الرتقية». السبب يف تـحـول مستقـبـلـه الوظيـفـي إىل هذا الطـريـق املـسـدود.
«ومل يتوقف األمر عند هذا الحد ،فقد ذاع صيته يف الرشكات األخرى وجاءته اإلجابة من صديقه كالصاعقة.
التي تعمل يف تفس املجال ،ويف النهاية ،استطاعت إحدى الرشكات
اسـتـقـطـابـه للـعـمـل لـديهـا يف مـنـصـب رئـيـس مـجـلــس إدارة». «لـقـد أخــبـره صـديـقــه أنــه عىل الـرغــم من متـتـعــه مبـزايــا عـديــدة
تـؤهـلـه لشغـلـه منـاصـب أفـضـل يف الشـركـة ،إال أنه كان يفـتـقـد مليزة
«لعلك تتساءل عن الشخص الذي أتحدث عنه ،إنه أنا ،فقد غيرَّ أسلوب واحـدة-الحسـم .وقال له بصـراحـة إن عـلـيـه أن يـتـوقـف عن الذهـاب
التفـكـيـر السـريـع مجـرى حـيـايت بأسـرهـا وأنـا يف منتـصف العمر». لرؤسائه الستشارتهم يف أمـوره ،وأن عـليه أن يـتخذ قـراراتـه بـنـفـسـه».
إرشاقة ملهمة:
«إنك الشخص الوحيد الذي ميكنه استخدام قدراتك .إنها مسئولية مفزعة بحق».
طور حياتك
10 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
ـ
طـور نـفـسـك
حـكم العواطف
ُ
بقلم /د .إسامعيل أبو بكر ـ األردن
حامس وخوف شـديـد ،ليلقـي الرهبة يف تـلك الدولـة واملنطـقـة ،أصـبـحـت تـلـك يف كـتـاب يتحـدث عن طرق التفكري لدى
قلوب الـنـاس ،ويـوحـي لهـم أن املجتمـع الـدولــة يف نـظـره جــنـة الله يف أرضــه.. اإلنسان يبدأ الكـالم عن البرش بوصفهم
يف هــالك وبـالء يوشـك عىل الفـنـاء ،وأن وإذا مـا صـادف تجـربـة أرسيـة أو عملية، كائنـات متتـاز بلـغـة تخـاطـب ،ويقـسـم
الخـالص لـديـه دون غـريه ،من دون أرقام ناجـحــة كـانـت أو صـعـبـة ســـرى ذلك الكاتب اللغة إىل قسمني :لغـة تعريفية،
مؤكدة أو برهان ،فيهب الناس مذعوريـن، األمــــر يف كـــل مــجـــاالت حــيــاتــه.. ولغة عاطـفية ..فأنت قد تقول عن فالن
سـاخـطـني ،تـقـود وجـهـتـهـم العـاطـفـة، أنه «رجل» ،وتعني بها أن له صفات الرجل
فيمـيـلـون إىل إنكـار كـل الخـري واالزدهـار قال أحـد الفـالسـفـة الغـربـيـني ذات مرة:
التي يشـرتك فيها جميع الرجال ،كالشارب
والطـهـارة يف املجتمـع ،وينسونها ،فتكون (أنه يتمـنى أن يصـل النـاس من الحضارة
واللحـيـة ونسبة الهرمونات الذكورية
الترصفات عشـوائـيـة وغـيـر محـسـوبـة.. إىل الدرجـة التي ال يبـكـون فيهـا إال بـعـد
وغريهـا ،وهــذا هــو التـعـريـف املـجـرد
سامعهم لألرقام) ..ولـذلك نـجـد أن العامل
والواقعي الذي يتفق عليه جميع الناس وال
إن العاطفة مل ولن ترتكز إىل حقيقة ،ألنها الـغـريب مـهـووس باألرقـام ،وعليهـا تقـوم
يختلفون ..لكن ما مييز اإلنسان أيضا ،أنه
كحكم ،ألن وقتية ،وليس هذا مكانهاَ ، معامالته وميزانياته واقتصاده ،فيعطى كل
قد يقـول بنربة معينة :أنه «رجل» ،ويضع
اإلنسان ال يرى أكرث من تجاربه القليلة ذي حق حقه ،حتى أن العـبـي كـرة القدم
فيهـا انفعـاالته ويشـدد عليهـا ،فتفهم من
والصغرية يف دنيا الواقع الكبرية ،وأنها ال يُقاس مقدار ما يركـضـون يف امللعب خالل
نربة صوته أنه يعني بها رجال شهام ،شجاعاً،
تساوي شيئا مقارنة بالواقع ..فاألطباء يرون املبـاراة ودقــة متـريراتهـم ..فـتبنى بتلكـم
إلخ ،عىل حسب مقتىض الكالم ومناسبته..
كـل النـاس مرضـى ،ورجال األمن تتملكهم األرقام املباين واملؤسسات وتعقد الصفقات
وال شــك يف أنك تالحـظ الـفــرق يف هذا..
الريبة والتوجـس ،ورجال الفضيلة يظنون ويُعالـج املرىض وترتتب األولويات ،بل
أن الناس يف خـري ،ومن يتـعـرض للظـلم حتى يُختار بها الحكام واملسئولني ..ولذلك قدميا كـنت عـنـدما اقـرأ يف أحد الكتب
أو القهر يرى الدنيـا جحـيام ،واملتفائلـون نسـتـغـرب أيضـا ،نحـن ،ممـن يتعاملـون الدينية عــن التعريـفـات الفقهـيـة يف
واألغنياء يظنون أن الناس يف ضحك وسعة.. بالعاطفة واملشاعـر ،ونتعـجـب ،حـني تأيت اللغة واملصطلحات الشـرعـيـة أعترب أن
أرقـام دولـة كـنا نظنها «متخلفة» وبعيدة املسألة كالم زائــد ال يحـتـاج إىل تفسري
وهذا ما أخربين به صديق ذات مرة ،بأن
كل البعـد عن التأثـري وصناعة األحداث وتوضيح ،لكـني مل أعـد كذلك بعد اآلن..
ما يضايقه يف األخبار هو أنه كلام سقطت
بأرقـام منو أفضـل مام علـيـهـا الـدول التي فنحــن نعـيـش يف مجـتـمـعـات عاطـفـيـة
طائرة يف مكان ما يف هذا العامل ،فإنك
نسميها «متحرضة» ومـلء السمع والبرص.. تسـوقـهـا عواطفهـا يف كل يشء حتى غدا
ستجد وتشاهد أن كل قنوات األخبار
لكـل شخـص تعريـفـه الخـاص املـشـبـوب
والفضائيات ،جميعها ،تتحدث عن سقوط ولذلك مل نعـد نفـرق بني املدنية والحضارة
بالعاطفة والبعـيد كل البـعـد عـن الواقع..
الطائرات منذ اخرتاعها من ِقبل األخوين والتقدم ..فنظن أن الحضارة والتقدم هي
رأيت وحتى يومنا هذا ،ويستمر ذلك يف تـشـيـيـد البنـيـان وناطحـات السحاب فتكـفـي زيـارة إلنسـان ملنطـقـة كانت أو
املنوال ألسابيع ..بينام يهملون ذكر نسبة ونوعـيـة اإلسفـلـت يف الـشـوارع ،ونظافة مدينة ،أو مـرورا بهـا ،ليصنع موقفـا منهـا
احتامل سقوط الطائرات ــ وهي نسبة املرافـق ،وكـرب املطـارات وإنفـاق املـال.. ويضـع تعريفـا له مـن عـنـده ،أو تسـمـيـة
ضئيلة جداً ــ وينسون رمبا ويتجاهلون بينـمـا قـد نـهـمـل اإلنـسـان واحـتياجـاتــه إىل األبـد ..فـتـلك دولـة متـخـلـفـة ،وهـذه
حقيقة أن ماليني الرحالت كانت قد حطت وأولوياته ونتشبث باملظاهر ونستغرب من شعب
مدينـة عصـريـة ومتـفـتحـة ،وذاك ٌ
عىل األرض بسالم ..فتخاف من الطائرات.. حياتنا وعدم تفوقنا واعتبارنا دول نامية.. بدايئ بربـري ..وإذا ما شاهـد شخـص آخر
لكني أخربته بأن هذا هو عمل مذيعي ويكفينـا أن يتحكـم فـينا شخـص عاطفي تقريرا عن شاطئ أو مركز سياحي يف قناة
األخبار« ،التخويف» ،ليتأكدوا من تس ّمرك أويت قـوة يف البـيـان ،فـريمـي بكلمـة فيها تلفزيونـيـة ،ونـسـاء جـمـيـالت يف نـفـس
طور حياتك
11 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
طـور نـفـسـك
ويف الدنيا كـل شخـص يسـيـره الله كيف جحيام ،وأنك ستموت جوعا بعد غد ،وأن أمام شاشاتهـم ،وإال فسيغدو األمر ممال،
يشـاء وليـس له دخـل فيـام يحدث ،وأن القيامة مل يتبق منها سوى نفخة إرسافيل.. ف ُيطردون ،وعندها سيضطرون إىل إيجاد
أتباع الديانة أو الطائـفـة املعـيـنـة كـلهـم عمل أخر ..وقس عىل ذلك من يشتغلون
منحرفون وسفـاحون ..بغري أرقام أو دالئل ومـن أكـثـر األمـور التي رأيـتـهـا مـرتبـطـة يف الوعظ ،ومن يتعرضون للطالق والظلم،
أو برهان يتفـق عليها كل الناس ،بل هي بالعاطـفـة وأكـرب أخـطـائـهـا :التـعـميـم.. فكلهم يريد منك االستامع ..ولذلك قد تجد
أمثلة فردية وآراء شخصـيـة هنا وهناك.. وال أدري ملاذا ميـيـل اإلنسان إىل التعميـم، نفسك يف نهاية األمر ،تعيش يف دنيا تعاسة
لكن أحـد الكـتب يـذكـر أن السبب يعود عاطفية جحيمية ،تذكر لك األتراح واألحزان
لـسـت أطلـب مـن الناس أن ينظروا إىل ــ رمبا ــ يف أن اإلنسـان يجد راحة كبرية يف وتركز عليها ،فتمحو من خاللها كل جميل..
العـامل مبنـظـار وردي متفـائـل ،لكــن عىل التعميم ،ويساعده يف ذلك ملفات خرباته
األقـل أن ينظـروا إىل العامل بنظـرة واقعية السابقة ،وأنه يريد فعال أن يكون األمر إن العاطـفـة ليـسـت شـيئـا سـيـئـا يـجـب
مجردة ،بعيدة عن الهوى ،معـتـمــدة عىل عىل ما هو عليه حسب ظنه ،تجنبا للبحث التخلص منه ،لكن يجـب عدم استخـدامها
األرقام والحقائق ال عىل ظنـون ومشـاعر.. عن الحقيقة وإلقاء للمسئولية عن عاتقه حال اتخـاذنا لقـرار يحتاج إىل املوضوعـية
وأنا شـبـه مـتـأكـــد يف أنــنـا لـو فـعـلـنـا إلثبات العكس ،وليصنـع منطقة لراحته والتجرد واملصداقية ..فهي ِجدُ جميلة حني
ذلك فسيــكـون رد فـعـلـنـا الطبيعـي هو وال يسعى لتغيري حاله ..لكـنـه بداخـلـه استخدمها يف التعبري عن املشاعر ،واألشياء
التفكري يف الوصـول إىل نتائـج نخـفض بهـا يؤمن بالحقيقة ويشعـر بعكـس ما يقـول الجمـيلـة واملؤثـرة يف الحـياة ،لتصـل مـن
هذه املـعـدالت الـعـالـيـة من القـصــور لكنه مييل إىل تجاهلـه ،واعتبار كل موقف القلـب إىل القـلب ،فنستشعـرها ،كاملودة
والعـجـز يف مجاالت حـياتنا ،متسلحني يثبت عكس ما يـقـول محـض استثـناء.. والحـب واألسـى واألمل ..ال أن نـتـخـذهــا
بــقــوة مـشـاعــرنـا الصـادقـة ،وحـيـنـهـا كحكم عىل األمور ،ونحكم بصحـة األمـور
سنـفرح ونتفاءل عند كـل نقـطــة انتصار وأكرب مصيـبـة تحدث حني يؤولها بنصوص بنــاء عليهـا ،ونـركـز عليها ونضـفـي عليها
نحـصـدهــا ..ال أن نـكـون أناس يبـكـــون دينية أو مقوالت حكامء أو حتى اقتباسات تعاريفا خيالية ونهولها ..فليـس هنالك من
عىل شـيء ال يـعـرفـون ماهـيــتـه ونسبته روايات أو أفالم ،فتسمع عبارات :الرجال وجهة نظري اسوأ من املرجـفيـن يف األرض
ردحـا الـزمـن ،حـتــى ولو كان الوضع يف غـدارون ،والنـسـاء شـر كـلهـن وماكـرات، واملتشامئني ،والـذيـن حـني تجـلـس معـهم
حــقــيــقــة األمــــــر يف تـحــــســـــن.. واألقـارب عقارب ،والناس مرىض نفسيني، تظن أن الدنيا يف خراب ،وأن العامل قد غدا
إرشاقة ملهمة:
غالبا ال نرى األمور عىل حقيقتها ولكننا نراها كام ندركها نحن ،كن واقعيا وانظر لألمور كام هي بال تحيز.
عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش
يف حياتك وراء األمور التي تحسن شخصيتك ونوعية حياتك. عندما تفتقر إىل السعادة يف حياتك فإن هذا يعني أنك غري ناجح إطالقا َ .
اسع
هناك أشياء قليلة يف الحياة لها أهمية وهي نفسها التي تؤدي إىل السعادة والنجاح .من الخطأ أن تلهث وراء أمور غري مهمة عىل حساب أمور مهمة
يف حياتك .ليس املهم أن تكون مشغوال بل األهم ما هو الذي يشغلك؟ اعمل بذكاء أكرث وبجهد أقل أي اعمل بحدود معقولة تنجح وإن تعديت
الحدود املعقولة تفشل ،كن واعيا صاحيا منتبها للخيارات التي تتخذها يف حياتك وأعاملك .أفضل ما ميكن أن تفعله غالبا هو أال تفعل شيئا ،وأفضل
ما ميكن أن تقوله غالبا هو أال تقول شيئا .بدل أن تقيض الوقت يف التدرب عىل عدم الخوف من األفاعي ،تجنبها وانتهى األمر .ال تتبع الناس فيام
يفعلونه وتنافسهم أي ال تكن ممن يتبع القطيع .فكر أن تعمل أشياء مختلفة ،وفكر باتجاهات مغايرة التجاهات الناس .إن قلة قليلة من الناس
يكونون آراءهم الخاصة ويتخذون قراراتهم بأنفسهم.فخالفا ملا هو شائع ،هناك دامئا بديل عن اللحاق بالقطيع .ففيام يسري الناس باتجاه ما ،تستطيع
أنت أن تذهب يف أحد االتجاهات الكثرية املفتوحة أمامك .يعترب اللحاق بغالبية الناس الذين يبحثون عن السعادة يف األماكن التي ال أثر للسعادة
فيها أمرا بال جدوى .ملاذا تضيع وقتك وطاقتك ومالك عىل مطاردة أشياء ال تحتاجها فعليا وال تبعث الرسور اىل نفسك؟ يف الحياة أشياء هامة
وأشياء غري هامة .فبعض األشياء تبدو هامة بنظر الناس والسبب أن املجتمع واملؤسسات وأصحاب رشكات اإلعالنات قد غسلوا أدمغة هؤالء الناس
ليجعلوهم يؤمنون بأن هذه األشياء مهمة .لو أمعنا النظر لوجدنا أن ال عالقة البتة لهذه األشياء بالعيش يف منط حياة صحي وسعيد .كلام ركزت
انتباهك عىل ما تفعله عامة الناس ،أدركت أن «تقليد الناس مبا يفعلونه» ليست الوسيلة الناجعة لترتك بصمتك عىل هذا العامل .تذكر دامئا عندما
تغريك نفسك باالنضامم إىل هؤالء الناس أن لديك أحالما هادفة وأشياء أهم لتسعى وراءها .ليكن أحد أهم أهدافك أن تعيش كام أنت دوما وليس
كأي شخص آخر .عندما سئل ليونارد دافنتيش ما هو أعظم إنجاز أنجزه يف حياته أجاب« :ليونارد دافنتيش» .لنكن صادقني مع أنفسنا وال ننجر وراء
عامة الناس ،فالسعي وراء الحصول عىل استحسان اآلخرين عرب منافستهم هو لعبة خارسة .أن تكون مبهورا باآلخرين ومبمتلكاتهم معناه «خسارة
نفسك وشخصيتك الحقيقية» .اعرف ما هو املهم لك ،لك أنت وحدك .عليك أن تتأكد أن خياراتك يف الحياة هي ملكك أنت .الذي يبذل قصارى
جهده ليال نهارا ليقولبك حتى تكون كأي شخص آخر ،يعني أن تخوض بال توقف أرشس معركة قد يخوضها أي انسان» .إيرين زيلنسيك
طور حياتك
12 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
كان يا ما كان
الشاب والجبل
إعداد /أ .وحيد مهدي ـ مرص
قـرر شـاب السفـر إىل إحـدى املدن سـريا عىل األقـدام ،وبعد أن قطع مسافة طويلة اعرتضه جبل صخري ضخم فوقف يتأملـه وهو
يفكـر كـيف يتخـطـى هذا الجـبـل العـمـالق ويواصـل مسـريتـه ،ونظـر حـوله فوجد بعض املسافريـن يلتـفـون حول صخرة
عـظـيـمــة يف عـمـق الـجـبـل ويـغـيـبـون عأن نـظـره فاستـغـرب الـشـاب فعلـهـم وتـسـاءل يف نـفـسـه :إىل أيـن يـذهـبـون؟.
ولكنه مل يحـاول أن يسألـهـم واتـخـذ قـراره بعـبـور الجـبـل عن طريق تسلقـه ،وبدأ بالفعل مشوار الصعود الصعب
فالصخور مدببة وحادة والجـبل عال والشمس محـرقـة ..وبـعـد مجـهـود شـاق استطاع الشاب القوي الوصول ألعىل
الجبل منهك القوى ،وما أن أطل برأسـه عىل القـمـة املسطحـة حتى أصابـته الدهشة وجد عرشات األشخاص يقيمون
املخيامت ،ورأى من تحتهم طريقا ممهداً نهـايتـه عند القمة وبدايـتـه كانت خلـف الصخـرة التى رآها أسفـل الجـبـل،
كام أن هناك طريقاً آخر ميتد من سطح الجبل ثم يهبط إىل طريق مخترص عىل الجهة األخرى املوصلة للمدينة التي
يقصدها الشاب ،وبعد لحظات من تأمل الشاب للموقف تبدلت دهشته إىل حرسة وندم ولوم لذاته ،ألنه مل يحاول
أن يسأل من سبقوه إىل هذا الطريق فلو كان كلف نفسه عناء السؤال لكان وفر الكثري من الوقت والجهد.
ترى يا أصدقايئ هل يذكركم هذا املوقف مبا نفعله يف كثري من األحيان عندما ال نحاول أن نتعلم من تجارب اآلخرين ونرص
عىل التوغل يف متاهة الحياة وشعابها دون دليل يقودنا ويرشدنا ،فندفع مثناً غالياً لذلك من أموالنا وصحتنا ،واألهم من
ذلك أعامرنا التي تضيع يف تجارب فاشلة كان بإمكاننا تجنبها لو أننا اخرتنا أقرص طريق للنجاح ،أال وهو االطالع عىل تجارب
اآلخرين والتعلم منها واالستفادة من نصائحهم ،وأعتقد أنه ليس هناك أكرث سعادة من اإلنسان الناجح الذي يتعلم من تجارب
اآلخرين وسريهم الذاتية وعباراتهم املأثورة وخطواتهم العملية التي تركوها لنا ،أما الشخص الفاشل فهو الذي يرفض التعلم
ممن سبقوه ويرص عىل خوض التجارب بنفس الطرق التي ثبت فشلها من قبل ،وهذا ما كان يقصده ((هادي املد ِّريس))
حني كتب« :ليس صحيحا أن علينا أن نبدأ من الصفر لننجح ..بل البد أن نبدأ مام انتهى إليه اآلخرين وليس مام بدءوا به».
إرشاقة ملهمة:
إن السعيد من وعظ بغريه ،والشقي من انتظر ليوعظ بنفسه .حكمة عربية
طور حياتك
13 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
ـ
عش حياتك
خـطـوات لتنميـة
الذكاء االجتماعي
بقلم :أ .عمرو محمود حسن ـ الكويت
كـمـا أن اإلسـالم يـنـهـانـا عـن االبـتـعـاد عن دائرة املجتمع ،فالجامعة ظهر مصطلح الذكاء االجـتامعـي يف أواخـر الـقـرن املـايض بعـد ظـهـور
تكون يف الصالة وهي عبادة ،وفيـهـا ألفـة ومحـبـة وتـعـارف وتـكـويـن نظرية األذكياء املتعـددة ،وقـد قـام كارل الربشت بتأليف كتاب بعنوان
صداقات جديدة ،ولقـد فـتـح اإلسـالم الكثري من املجاالت التي تكون باباً (الذكاء االجتامعي) وقـد وضـع فـيـه أسـاس هـذا املصطلـح وخطوطـه
مـفـتـوحـاً لـتـكـويـن الـجـديـد مـن الـصـداقـات حـتى مـيـاديـن الـجـهـاد. العريضة ،وليس عجـباً أن يكـون اإلسـالم ومنـذ أكرث من 1400عام قـد
ويف الحديث قال رسول الله – صىل الله عليه وسلم :-املـؤمـن الـذي يخالط دعا أتباعه أن يتسموا بهذا النوع من الذكاء حتى يتسنى لهم التعامل
النـاس ويـصـرب عىل أذاهـم أعظـم أجـراً من املـؤمـن الـذي ال يخالط الناس مع الناس ،والتواصـل معهـم عىل نحـو يخـدم اإلسالم واملسلمني ،ونحن
وال يصـرب عىل أذاهـم) ويف هـذا دعـوة رصيحة للتقرب من الناس وتكوين يف هذا العدد سوف نبحث عن أسس هذا العـلـم ،واملواقف التي ذكرها
صـداقـات جـديـدة ،وقاعـدة انـطـالق لتـوسـيـع دائـرة املـعـارف واألصدقاء. القرآن الكريم ،ومواقف من حياة الرسول – صىل الله عليه وسلم -ثم
2ـ دع أعمـالك واهتامماتـك تتحـدث عنك :يكفينا أن نعلم هنا أن عدد نسقطها عىل واقعنـا حتى نستفـيد من هذا العلم وذاك املصطلح.
الغـزوات التي قادها الرسول صىل الله عليه وسلم بلغ ( )28غزوة ،باإلضافة يقـول كارل ألربيخت يف تعـريـفـه للـذكـاء االجـتامعي :هو القدرة عىل
إىل ذلك بلغـت عـدد البعـوث والسـرايـا 38ما بني بعث ورسية ،كل ذلك متت االنسجام والتآلف الجيد مع اآلخرين وكـسب تعاونهـم معك ،وعرفه
ألن املهمة التي كانت بسببها تلك الـغـزوات هي إخـراج النـاس من الظلمـات ثورنديك بأنه :القدرة عىل فهم وقيادة الرجال والنساء والبنني والبنات،
إىل النور ،من عبادة العـبـادة إىل عبادة رب العباد ،توصيل الرحمة للمسلم ليعملـوا بحـكـمة يف العالقـات اإلنسانـيـة ،وعـرفـه آخـرون بأنه القدرة
وغري املسلـم ،لإلنسـان والحـيوان ،لإلنـس والجـن ،قال تعاىلَ ( :و َما أَ ْر َس ْلن َ
َاك عىل التعامل مع الناس ،كام يظهـر يف الـقـدرة عىل إصـدار األحـكام يف
إِلاَّ َر ْح َم ًة ِّ�ل ْل َعا َل ِمنيَ) هكذا كانت كل أعامل واهتاممات الرسول – صىل الله املواقـف االجـتامعية ،والقـدرة عىل التعرف إىل حـالة املـتـكـلـم النـفسـيـة،
عليه وسلم – حول دائرة اسمها الرحمة والسعي لنجاة اآلخرين ،وسعادتهم يف والـقـدرة عىل مالحـظـة السلـوك اإلنسـاين ،وأخـرياً روح املرح والدعـابـة.
الـدنـيـا واآلخـرة ،ومن أجـل هذه األهـداف قامـت األعـمـال الجـلـيـلة التي ومام سبق يتضح لنا أن الذكاء االجتامعي يدور بشكل أسايس يف فلك
قامـت بهـا الحـضـارة اإلسـالمـيـة .فمـن نبـل األهـداف كانـت األعـمـال. العالقات اإلنسانية وكيف يستطيع الشخص أن يبني عالقات إنسانية ناجحة
من املواقف التي ال تـنـسـى وتعـرب عن نبـل األهـداف والثبـات عليها وبالتايل سواء يف محيط األرسة أو املجتمع أو األمة .فام هي املبادئ التي تنطلق منها
كونـت قيام كالجبال الراسخات ،موقف أبو بكر الصديق – ريض الله عنه – تلك العالقات ليك نستطيع القول بأن هذا الشخـص يتمتع بذكاء اجتامعي؟.
من العجزة ،واملساكني ،والضعفاء قبل الخالفة وبعد الخالفة ،فقبل الخالفة 1ـ اكـسـب صـديـقـاً جـديــداً :من منا ال يحب أن يكسب صديقاً جديدا
الحي أغنامهم ،فلام بُويع بالخالفة قالت جارية منهم :اآلن كان يحلب ألهل ِّ كل يوم بل كل ساعة ليكـون أخـاً له يعـينه يف أوقـات الفـرح والنوائب
منائح (الناقة أو الشاه) دارنا ،فسمعها فقال( :بىل ،ألحلبنَّها
َ ال يحـلب لنا والشدة ،يشد من أزره ،يـتـنـاصـح مـعـه ويـدلـه عىل الخـري ،فالله تعاىل
دخلت فيه) .أخرجه الطربي يف تاريخه .354/2ُ لكم ،وإين ألرجو أال يغيرِّ ين ما خلق اإلنسان وجبله عىل فـطـرة األلـفـة والتعـارف ،ومخالطـة اآلخـرين
فهذه الخدمات واألعامل االجتامعية التي كان يقدمها الخليفة أبو بكر ومجالستهم ،واملنهج اإلسالمي يف اختيار الصديق واضحاً يف هذا الصـدد،
– ريض الله عنه – هي التي تتحـدث اآلن عن الخليفة أبو بكر ،ولعل ففي الحديث يقول الرسول – صىل الله عليه وسلم ( :-إمنا مثـل الجـلـيس
اآليـة :17من سـورة الـرعـدَ ( :ف َأ َّما ٱل َّز َبـدُ َف َيـ ْذهـَ ُب ُجـفـَاء َوأَ َّما َما يَنـفـَعُ الصالح والجليس السوء كحامل املسك ونافخ الكري ،فحـامـل املسـك إما
َّاس َف َي ْم ُك ُث فىِ ٱأل ْر ِض) هـي األسـاس يف هـذا املـبـدأ من مـبـادئ الذكـاء ٱلن َ ريحـا طـيبـًا ،ونافـخ
أن يحذيـك وإما أن تـبـتـاع منه ،وإما أن تجد منه ً
االجتامعي ،فصدق األعامل واألهداف يبقيها لالنتـفـاع بها عىل مـر األجـيال، ريحا خبيثة) .متفق عليه.الكـري إما أن يحـرق ثيابك ،وإما أن تجد منه ً
أما الباطل منها فهو فالباطل كـغثاء املاء يتـالىش أو ُي ْرمى إذ ال فائـدة مـنـه. إذاً البد من مصاحبة األخيـار فهم املسك ال تجد منها إال الريح الطيب
3ـ تـبـسـمـك يف وجــــه أخـيـك صـدقـة :من الذكاء االجتامعي إدخال الرسور وهـو الخـلـق واملبـادئ والـقـيـم اإلسـالمـيـة ،قـال تـعـاىل( :لاَ َت ِجدُ َق ْوماً
عىل قلوب اآلخـريـن وال يوجد يشء عديم التكلفة عظيم الفائدة يف هذا من ُون ِبال َّل ِه َوا ْل َي ْو ِم الآْ ِخ ِر يُـ َواد َ
ُّون َمنْ َحـا َّد ال َّل َه َو َر ُسـو َل ُه) وهـذا تـكـون ُي ْؤ ِمن َ
(الـتـبـسـم) ،فهـذه االبتسامـة لها أثراً طيبـاً عىل اآلخريـن ،وإذا أردت أن تصـل املصاحبة لألخيار والنصـح واإلرشـاد للعـصـاة لعل الله يلني قلوبهم لذكره
إىل قلوبهم رسيعاً فام عليك سوى باالبتسامة التي تزيل كل اضطراب وتوتر فيتغري الحال ونـكـسـب أصـدقـاء جـدد ..باإلضافـة إىل مصاحبـة األخـيـار.
طور حياتك
14 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
عش حياتك
للسيدة عائشة (كـنت لك كـأيب زرع ألم زرع إال أنني ال أطلقك) وهذا من ذكاءه بينك وبني اآلخرين ،ولقد بينت أجـهـزة املسـح بالرنـني املغنطييس أن تأثري
الشديـدفتخــيـلـواكـيفكانـتمشاعـرالزوجـةعندماسمـعـتهذهالكلامت. الكلمة يختلف كـثرياً إذا كانـت محـمـلة بابتسـامـة ،ولقـد وردت األحـاديث
.7قـدم يـد املسـاعـدة بـذكـاء :بينام يتفقد الرسول الجيش وهو يف طريق الكثرية التي تحـث عىل التبسـم من باب تأليـف قلـوب اآلخرين ،قال رسول
عودته للمديـنـة وجـد سيـدنـا جابر بن عبد الله األنصاري وهو يسـري ىف الله -صىل الله عليه وسلم ( -أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم
مؤخرة الجيش وكان شابا فسأله الرسول عن إن كان متزوجـا أم ال والحـظ منكم بسط الوجه وحسن الخلق) رواه مسلم ،وقال – صىل الله عليه وسلم:
الرسول أن جـابـر لديـة مشـاكـل ماديـة لذا أراد أن يساعـده بطريقة ذكية (ال تحقرن من املعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) رواه الحاكم
فعـرض عليه رشاء جمله وقال له الرسول أتبيعه بدرهم فقال :تغبنني يا والبيهقي يف شعب اإلميان وعن جـريـر بـن عـبـد الله ريض الله عنه قـال :
رسول الله! فام زاال يتزايدن حتى بلغا به 40درهم واشرتاه الرسول منه (ما حـجبني النبي صىل الله عليه وسلم ،وال رآين إال تبسم يف وجهي) رواه
ب 40درهام ثم بعد أن قبـض جابـر الدراهم وانرصف أرسل الرسول إليه البخاري ،ونصيحتى :ال تدع االبتسامة تفارقك فهي ال تكلفك بل تكسبك.
بالل بن رباح ومعـه الجمل وأعطاه إىل جابر مرة أخرى فلام أىت جابر إىل 4ـ منـاداة اآلخرين مبا يحـبـون :إن نبـي الله إبراهيم -عـلـيـه الـسـالم-
الرسول مستفرسا عن السبب قال له (أتراين ماكستك آلخذ جملك) يعني يف حواره مع أبيه إلقـناعـه باإلسـالم استخدم لفظة رقيقة هدف منها إىل
أنا مل أكن أطالبك بخـفض السـعـر ألجـل أن أخـذ جـمـلك وإمنا ألجل أن تــرقـيــق قلـبـه واسـتـمـالـتـه إىل أن (يُسـلــم) وذاك عـنـدمــا قـال له:
أقدر كم أعطيك من املال معونـة لك عىل أمـورك .الحـظ أخي املسلم أن (يا أبتي) وكام نعرف أن استخدام أرق األلفاظ يف الحوار مع اآلخـرين من
الرسول تخري الحديث عن الـزواج مع سيدنا جابر ألنه شاب وهذا أكرث ما الذكاء االجتامعي الذي يهـدف إىل التـوصـل لقـنـاة للتـقـارب مع اآلخـريـن.
يشغـل الشبـاب ثم عنـدما أراد أن يحـسن إليـه اخـتـار ذلك بأدب ولطـف. ومن هذا املوقف – أيضاً -نتعلم دوماً أن نختار أنسب األلفاظ عندما نتكلـم
8ـ اجعل صدرك واسعا للناس وناقشهم بهدوء :أىت شاب إىل رسول الله صىل الله مع من نريـد ،وأن نقنعهـم بيشء السيمـا لو كان بيننا وبينهم عالقـة أرسيـة
علية وسلم وقال له يا رسول الله ائذن يل بالزنا ؟؟؟؟؟؟ فام كان من رسول الله أو معرفة عابرة ،أما نبي الله يوسف -علية السالم -فقد علمنا أساس متني
أال أن تعامل مع املوقف بهدوء وسكينة ونتعلم أن الرسول مل ينهره ومل يعنفه، من أسـس الذكـاء االجـتامعـي والتأثـري يف النـاس خاصـة مع من أساؤوا إلينا
فقال له (أترضاه ألمك .......أترضاه ألختك .......أترضاه لزوجتك ) حتى أقنع الش ْي َط ُان َب ْي ِني َو َبينْ َ إِ ْخ َوتيِ )، يف املايض وذلك عندمـا قالِ ( :من َب ْع ِد أَن َّن َ
زغ َّ
الشاب بذكاء شديد بحرمانية الزنا وبطريقة مثىل وهذه دعوة منه لنا بأن نحسن وهذا من أجـل أن يزيـل عنـهـم الحـرج وال يعاتبهـم ،فقد أسند ما حدث
التعامل مع الناس بل ونحاول أن نوجد مساحة مشرتكة للتفاهم مع اآلخرين. بينهم كأخوة إىل الشيطان ،ونزغـه ،وهذا األسلـوب هو األمثل فقد قال -
9ـ أشـعـر الـنـاس بأهميتهم لديك :عندما فتح الله عىل رسوله صىل الله علية صىل الله علية وسلم -يف الحديث الصحيح( :ما زاد الله عبدا بعفو إال عزاً).
وسلم مكـة املكرمـة وقد أعطى الله مسلمة الفتح الكثري والكثري من العطايا 5ـ تعـرف عىل مداخـل الـنـاس لتكسـب ودهم :أىت إىل رسول الله الحليس
حـتـى شـهـد له الناس بأنـه يعـطي عـطاء من ال يخـىش الفقـر وقد أثـار هذا بن علقمة لىك يقنع الرسول بأن يعـود إىل املدينة وذلك ىف صلح الحديبية
املوقـف حفيظـة األنصار الذين قالوا أن رسول الله يعطيهم العطايا وسيوفنا إال أن الرسول عندما علـم به علـم أنة رجـل مادي وهو زعـيـم االحـابيش
تقطر من دمائهم ...وعندما علم الرسول بهذا املوقف تعامل مبارشة مع هذا ومن ثم أمر الرسول بان يطلقوا الهدى يف وجهه فلام رآه الحـليس وقد
املوقف بذكاء شديد وبسحن ترصف عال حيث اجتمع باألنصار وقال لهم إن أكل الهدى وبرة من الجـوع فقال الحـليـس ال قـبل لنا مبحمد وما معه،
سمعت كذا وكذا ثم قال كلامت تفيـض حـبا لهم فقال :أترضون أن يذهب املوقف الثاين حدث يف نفس الحدث عندما أرسلت قريش إىل رسول الله
الناس بالشاة والبعري وتذهـبون أنتم برسول الله والله لو سـلك النـاس شعبا عروة بن مسعود الثقفي الذى كان رأسا ىف قومه ورجال له شأن ويحرتم
وواديا لسلكت شعب ووادي األنصار الناس دثـار واألنصـار شعار اللهم اغفر من قومه والن الرسول صىل الله علية وسلم كان يتمتع بالذكاء االجتامعي
لألنصار وأبناء األنصار) ،لو نظرنا إىل هذه الكلامت البسيطة نجد أن الرسول العايل فإنه وألول مرة سمـح للصحـابة بأن يعظموه أمام عروة فام من
قد استخدم اسرتاتيجية رائعة ىف إقناع الناس فذكرهم بأنه مثلهم مل يأخذ قطرة ماء سقطت من وضوئه إال وتلقفـاه الصاحـبـة وهم يتقاتلون عليها
يشء وأنه لو اختاروا هم واديا وشعبا ليسلكوه تبعهم يف ذلك وقال لهم أنهم فلام رجل عروة بن مسعود إىل قريـش قال لهم (إين قد رأيت ملك كرسى
أقرب إليه من أي يشء فام كان رد فعل األنصار إال أنهم بكوا جميعا وقالوا وقيرص والنجايش فام رأيت رجـال يحبه ويعظمه أصحابة مثل محمد )،
رضينا بك يا رسول الله ...رضينا بك يا رسول الله) ،وهكذا استطاع الرسول أن وكان هذا موقف رائع من الرسول الـذى تعرف عىل شخصية عروة ومن
يستخدم هذا املوقف لصالح اإلسالم وأن يريض األنصار بهذه الكلامت الرائعة. ثم ترصف معه الترصف الذى يؤثـر فيه ايجابيا بل وأن عروة قد اسلم
ويا ليتنا نحذو حذوه يف اختيار الكلامت التي ترتك أثرا طيبا يف النفوس. ومات شهيدا بعدما قتلة أحد املرشكـني من أهلة وعندما سأله أهلة ىف من
قتلة قال لعلها كرامة أكرمني الله بها .انظروا كيف كان تعامل الرسول له
املـالئـم لطبـعـة له ابـلـغ األثــر ىف شـخـصـيـة عــروة بن مسعود الثـقفـي.
إرشاقة ملهمة:
6ـ أنصـت لزوجـتـك حـتـى تسـعـد حـيـاتـك :الرسول صىل الله علية
«الذكاء االجتامعي» ميكن تنميته وتطويـره بالنسبة ألي واحد منا ،وال ميكن وسلم كان مشــغـــوال بـهــمـــوم الدعــوة ونـشـر اإلســالم واستـقـبــال
ألحد اإلدعاء بأنه قد خلـق هكذا وال يستطيـع تقويم عـيـوبـه االجـتامعية، الوفود وإرسال الرسيا ورغـم ذلك كـان ينـصـت لـزوجـاتـه ويستمع لهم
أو تنميـة ذاتـه وشحـذ قدراتـه .إننا نستطيـع أن نكـون أفضـل اجـتامعيا، مع مشاغلة العديدة فله نظرنا إىل حديث أم زرع لوجدنا أن الرسول قد
ونتواصل بشكل فعال؛ رشيطة أن نهتم بتغيري قناعاتنا واالنتباه إىل سلوكنا، أنصت لها لفرتة طويلة وهي تروي له قصة اإلحدى عرش امرأة اللوايت
وتعلم املهارات التي تيرس لنا االندماج الحضاري املتزن مع اآلخريـن. روين خـبـر أزواجـهـن وظل الرسول منصتـا لزوجـتـه وهى تروي
هذه القصص حـتـى بعد انتهت اخـتـار أفـضـل زوج مـنـهـم وهو أبـو زرع وقال
طور حياتك
15 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
وقود للحياة
ثروة الرتاجع؟!
بقلم /أ .هدى بنت نارص الفريح ـ السعودية
تخيل أنك كنت يف حوار مع أحدهم وإذا به يقذفـك بكلامت قادحـة وجارحة فتنفعل غضبـا صارخا ومنافحا أو تراك تكون
صامتـا من حجـم الصـدمة وحـمم بركانية يف جـوفـك تتصاعـد تزداد حـرارتهـا تبعا لحجـم سلبيتهـا وبينام أنت يف أحد هذين
املوقفني وإذا بأخيك الغائب منذ سنوات لدراسته يف الخارج يدخـل عليكام ماذا ستفعل؟ «إنها مفاجأة سارة وقد تكون أغىل
مفاجأة لك» ،حتام سوف تتبدل حالة مزاجك إىل فـرح وسـرور وكذلك صاحـبك عىل الـغـالـب سيتفاعـل معك وإذا بغضبكام
انحرس وانقىض واستحال إىل جلسة أنس وسمر ..مثل هذه املشاهد حيث اإلبدال من حالة لحالة قد تحدث ألي منا .ولكننا
هنا افرتضناها خياال واستباقا لنعي أننا جميعـا يف هكـذا موقف نستطيـع أن نتحـكم بذواتـنـا وال أجـمل من أن ننقلها من
حالة ألخرى بقوة إرادتنا وال ننتظر موقفا طارئـا خارجـيـا أو من الطـرف اآلخر ،قد تجتاحك الرغبة لالندفاع وتندفع قليال ولكن
الفضل كله حينام تشعر بوخز يف نفـسك يستحـثك عىل العـودة فال تركـب الركـب الصعـب وتكون ترصفاتـك ما هي إال ردود
فعل معتادة! هي أشـد وطـئا وأنكـل بؤسـا بل تنـقـاد برتاجـع ودي وتحـلق بك وباآلخـر حيث أعىل مراتب الصفاء والنقاء..
كن حاضـرا ويقظا لـرثوة الـرتاجـع فهي مفـتـاح امتـالك العادة الجميلة ،عندما ميسك بيدك امليسء منفعال حذار أن متدد
يدك األخرى أو حتى أصبعك ملوحا به عليه بل أمسـك بيـده وابتسـم لطفا وال بأس أن تقبلها ،عنـدما يتعـرث لسانك يف
قول الكلامت الكاذبة بحق أحدهم حذار أن تستمر وتطلقها وترددها! حينام تهم بسلوكـيات مهام كـنت تـراها صغـرية
راجــع نفسـك وحكـم ذاتك وتراجـع بتساؤل :ماذا عن الشخـص الذي تـتـمـنى أن تكـونه؟ ما الذي سـوف يفعله الشخص
الذي تتمناه يف هذه املوقف أو ما الترصف الذي سيجتهد لعمله؟ سوف تداهـمـك حـوافـز الخري وتـهـديك للفعل السليم
وحتام بعد فرتة وجيزة من تراجعات عديدة وشيئا فشيئا سوف تتمكن من التحيل بالترصف الحكيم يف أشد املواقف
صـعـوبـة .مجـددا كن حـارضا لفضـيـلـة الـرتاجـع وآمن بـقـدراتـك عىل امـتـالك الصـورة الجـميلة التي تحلم أن تكون عليها.
إرشاقة ملهمة:
فكر بنفسك إلنهاضها فالحياة ال تعطيك إال بقـدر ما تعطـيـهـا ،وال تحرمك
إال مبقدار ما تـحـرم نـفـسـك منهـا ..الحـيـاة مـرآة أعـمـالك وصـدى أقـوالك.
طور حياتك
16 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
هيا نـنـــــجـح ـ
أنــت
خليفـة اهلل يف األرض
وأن نكون يف املستـوى املطلـوب كمـا كان عظـمـاء األمـة قبلنا كسيدنا عمر ابن لكل من ال يجد هدفا ثابتا لحياته أو دافعا كافيـا لنجاحـه ومتيـزه ،ستجد يف
الخطاب «الفاروق» ،الذي عرف باالتزان يف حياته ،والحـكمة يف تقسيم وقته، هذه املقالة ما سيغري حياتك لألفضل -بإذن الله -وسأدلك عىل يشء يف قمة
إذ أنه كان يفصل بني عبادته وبني إعامر األرض وخـالفـتـه ،فكان ريض الله عنه الروعة لطاملا أغفلناه وتناسيناه ومنا فعال من ال يدرك معناه ..كلنا ومع بداية
يتناوب يف الشغل مع جـار له من األنصـار فكـان يرافـق رسول الله يومـا ويومـا كل سـنـة ــ هجرية كانـت أم ميالدية ــ أو حتى مع شـروق شـمـس كل يـوم
يراقب عمله يف البستـان يك يضمن األكل للمسلمني حتى ال يحتاجوا إىل الكفار، جديد ،نحـدد أهـدافا معـينة ألنفسنـا ونبحــث لنا عن دوافـع أي وقـود ميكـننـا
كان إنسانا متقنا لعمله وموازنا بني عبادته وشغله الذي كان يحبه لدرجة كبرية من السعي وراء تحقيق املبتغى ،ولكن رسعـان ما نخـلط أوراقـنا وترجـع حياتنا
حتى أنه متنى أن ميـوت شـهـيــدا أو ميـوت يف عـمـلـه؛ إذ روي عـنـه أنـه قـال: للعشوائية والروتني والعادات التلقائية املتكررة؛ ألن دوافـعـنا تلك التي اخـرتناها
«ما أحب أن يأتيني أجيل بعد الجهاد يف سبيل الله أحب إيل من أن يأتيني وأنا للنجاح بدأت تفقد قيمتها مع الوقت وبدأ مفعولها السحـري يتالىش تدريجيا..
بني شعبتي راحلتي أطلـب من فـضـل الله» ،وشـعـبـة الراحلة هي الجامل التي واآلن ،سأخـربك أيها القارئ ،عن الـدافـع الذي لو وضـعـه كل واحـد منا نـصـب
يحمل عليها سيدنا عمر الزرع الذي تعب فيه ويذهـب مع الراحلة للسوق ليك عينيه ومأل به فكره و قلبه وروحه لعدنا من جديد لسيادة العامل والسـرتجـعنا
يبيعه ،الحظ معي درجة الوعي بالخالفة وتحمل األمانة واملسؤولية وقوة الرغبة عزة امتنا وعظمة أسالفنا ،ولعشنا مثلهم عظامء ..الدافع ببساطة ،أنك أنت
يف البذل والعطاء والرقي باملجتمع ،حـيث قال فيه النبي صىل الله عليه و سلم: «خـليـفـة الله يف األرض» ،أتـدرك هذا املعنى؟؟ نـعـم ،أنت من اختارك الخالق
«إن الله جعل الحق عىل لسان عمر وقلبه» رواه أحمد وغريه ،ملا اتصف به من عز وجل لتخـلـفه عىل أرضـه يف هذا الزمـان ويف هذا الوقـت بالتحـديد ،إذ قال
حب وغرية شديدة عىل دينه ،أتعرف أن تكون مثل املتزن عمر ريض الله عنه؟؟. تـعـاىل يف كـتـابـه الكـريـم َ « :وإِ ْذ َق َال َر ُّب َك ِل ْل َمال ِئ َك ِة إِنيِّ َجا ِع ٌل َ
األ ْر ِض َخ ِلي َف ًة» فيِ
فهيا اجـعـل من خـالفتـك لله يف األرض دافعـا قويـا للنجاح ،دافعا مستمرا معك (اآلية 30سورة البقرة) ،نعم أنت يا ابن ادم من جاءت فيه اآلية الكرمية ،فكان
أينام حللت وال ترتكه يغيب عنك لحظة واحدة بل اجعـله جـزءا ال يتـجـزأ منك، البد أن تكون مسئوال عن كافة ترصفاتك وعن نوعـيـة حـيـاتـك ،فخليفة الله يف
فنجاحك ومتيزك أمام العامل هو عامرة األرض ،وأنت بهذا تخربهم من أنت بالفعل األرض ال يصح أن يكون شخصا عاديا يعيش ليستهلك ما أنتجـه غـريه ،مستهرتا،
ال بالقول ،أي تخربهم أنك «اإلســالم» ميـيش عىل األرض ،وبالتايل سنقـوى بالفعل ال يكرتث للتغريات التي تطرأ يف العامل من حـوله ..بل هو من يدهـش الجـميـع
ونصبح أعظم شعوب العامل ،تصديـقـا لقوله تعاىلَ »:و َع َد ال َّل ُه ا َّل ِذينَ آ َمنُوا ِم ُنك ْم بشخصيته املتميزة والنقية من كل الشوائب ،ويذهـل الكل بتـفـوقه ونجـاحـه
ات َل َي ْست َْخ ِل َف َّنهُم فيِ الأْ َ ْر ِض كَماَ ْاست َْخ َل َف ا َّل ِذينَ ِمن َق ْب ِل ِه ْم َو َل ُي َم ِّكنَنَّ َو َع ِم ُلوا َّ
الصا ِل َح ِ املبـهـر يف عملـه ويف قدرتـه عىل االبتكـار وإفادة البرشيــة باخرتاعاته وتفكريه..
َله ُْم ِدي َنهُمُ ا َّل ِذي ا ْرتَضىَ َله ُْم َو َل ُي َب ِّد َل َّنهُم ِّمن َب ْع ِد َخ ْو ِف ِه ْم أَ ْمناً َي ْع ُبدُ و َن ِني لاَ ُيشرْ ِ ُك َ
ون فهذا ترشيف وتكريم من املوىل عز وجل لك أنت أيها املسلم ،أنت أيها القارئ،
ون»( .اآلية 55سورة النور). اس ُق َ بيِ َش ْيئاً َو َمن َك َف َر َب ْع َد َذ ِل َك َف ُأ ْو َل ِئ َك هُ مُ ا ْل َف ِ فهنيئا لك بهذا اللقب املرشف ..وهنا معنى ثان شديد األهـمـية أريـد أن أسلط
أنـت الخلـيـفـة من اآلن فـصـاعـدا ،فاعـزم واعـقـد الـنـيـة أن تـكـون كـذلك، الضوء عليه ،منا من يعيش حياته بحثا عن لقب له كلقب طبيب أو مهندس،
فال أحـد يصـلـح لهذه املهـمـة العظيمة غريك ،فمن اختارك هو العليم األعلم وزير أو حتى رئيس دولة ،أو أيا كان ذلك اللقب ،واملدهش يف األمر أن اإلنسان
بك من نفسك ،ال تقل أنا غري قادر عىل هذا ،فلو كنت كذلك ما اختارك تعاىل خلق ليعيش باللقب الذي اختاره الله له ،أي لقـب «الخـلـيـفــة» ،ال أن يعيش
لتحيى يف هذه الدنيا وما اصطفـاك لتـكـون مسلام ..كـن ذلك اإلنـسـان الذي حياته تائها ،يبحث عن لقب يظن أنه أعظـم وأشـرف مام اختري له ،األصل يف
ال يعرف املستحيل الذي يحـيا وهو مدرك معنى وجوده وأنه مل يخلق عبثا، األمر :أن يكون الطبيب هو «الطبيب الخليفة» ،الذي يفهم معنى الخالفة يف
وانتبه معي ،فخـالفـة الله يف األرض كام أمـر ،هي االتجاه الصحيح للطريق مهنته ،فيكون رحيام بالناس ألنه عــرف الله الرحــيم ،فخـلـفـه يف هذه الصفة
إىل السعـادة والنجـاح الحـقـيـقـي وراحـة الـبـال ،وكل من تجـده يعـاين عىل الـربـانيـة ،و كذا «الـقـايض الخـلـيـفـة» الذي رأى عدل الله يف كل يشء ،فعامل
وجه األرض اعلم أنه مييش عكـس السـري ،فانـتـبه وال تكـن أنت ذاك الشخص.. الناس بـعـدل ،وأن نـجـد «»املوظف الخليفة» و «البائع الخليفة» ،وهكذا...
يف الحقيقة إن تتلمذ شخص ما ونشأ عىل يد دكـتور ناجح ومشهـور أو عامل ذائـع
إرشاقة ملهمة:
الصيت له وزنا ووقارا ،ستجد هذا الشخص يبذل جهدا غري عاديا يك يبدو مرشفا
إن اإلسالم ينظر إىل اإلنسان نظرة التبجيل واالحرتام ،وذلك ألن اإلنسان يف نظر
ملن علمه وتبناه ،ليك يقول الناس بعدها« :فعال أنت تربية فالن ،فالن ما قرص»
اإلسالم ورشيعته هو خليفة الله يف أرضه يعمرها وينميها ويستخرج كل خرياتها
أو كام نسمع «هذا الشبـل من ذاك األسـد» وغريه ..لكن يبقى لله املثل األعىل؛
وكنوزها لتعينه عىل الحياة والعيش فيها ،والتمكن من أداء الخالفة الرشعية
فأنت من رباك هو الرب سبحـانـه وتعاىل ،فأنا وأنت تربـيــة الله ،من أجـل هذا
التي ك ُــلف بها وكانت منحة من الله إليه اختصه بها دون بقية خلقه ،وأباح
ال يجب أن نقبل عىل أنفسنا إال أن نكـون خـارقـني ومبدعني وناجحني يف حـيـاتـنـا
له فيها كل الطيبات التي تحقق له دوام الحياة واستمرارها .يوسف القرضاوي
الشخصية والعملية ــ وإن كانـت كـلمة النجـاح قلـيـلة جــدا عىل املعنـى املراد ــ
طور حياتك
17 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
برمج عقلك
مسئوليتك أنت
بقلم /عبد العزيز دلول ـ قطر
نحن يف حـياتنـا نشبه األشخـاص الذين ميارسـون هواية القفـز باملظـالت ،مسئولـني عن التحـكم بالـتـوازن املطـلـوب يف الـهـواء،
ثم حساب املسافة للقياس بالتوقيت الدقيق بعد تحديد مكان الوصول للضغط عىل زر املظلة والهبوط بسالم عىل سطح األرض،
فإن مل تكن األولـويـات يف وقـتـها الصحيح ومرتبـة ،وغـري مهتمـني بالتـوازن ومل نكـرتث باملسافة ،فهل سنتحـمل مسئوليـة موتـنـا؟
قيمـنا ومبـادئنـا تجـعـلنا مسـؤولـني تجاه أفعالنا وسلوكنا ،والرسالة يف حياتنا هي شغفنا ودافعنا لزرع بذور الرغبة
بداخلنا ،واألهداف هي رؤيتنا لجميع أدوارنا ،الروحانية ،الذاتية ،االجتامعية ،العلمية ،املالية ،الوظيفية ،الجسدية،
نحن املسئولـون عن كل هذه األدوار ،فلن يصـيل ،ويتـوب عـنـا أحد ،ولن يطور عقلنا ويرفع التطوعية ،الرتفيهيةُ ،
مستوى مهاراتنا إن مل نرغب ونقرر ذلك ،لن يقبل أخوك رأس والديك بالنيابة عنك ،ال واسطة يف البيت مع عائلتك،
لن يدرس صديقك عنك ،وإن ركزت يف أساليب الغش ،فستتخرج فارغ العقل ،ولن تشعر بقيمتـك ،لن تخرس وزنك
وأنت تأكل من «كنتايك» «ماكدونالدز» طوال الوقت ،لن يركض عنك حـتى من يحـبك ،أجـمل يشء تفعله يف حياتك،
هو تحملك للمسؤولية ،ستشعر بالقوة واالحرتام لذاتك ،وستجد الناس تحرتمك كذلك ،جرب واحكم بنفسك.
أتـعـلـم ،جـميل لو كان هـنـاك دواء لإلرادة وزيادة نسبـة النجـاح ،لكـن لألسف ال يوجــد ،استـغـل عـقـلك ،ورتـب أمــورك
يا بطل ،فال أحد سيهتم بك إن مل تتميز وتصـبح مجـنـوناً بذكاء ،فالجـنون هو الشـغـف لفـعـل املستحـيـل لتحـقـيـق أهـدافـك،
دون اللجوء للطرق غري االنسانية كاستغالل اآلخـرين ،والوقـوف عىل أكـتافهم ،ثم االستـغـناء عنـهـم ،أو الرسقـة والكـذب عليهم.
القيم هي البذور التي تنمو منها الجـذور ،والرسـالة هي الرتبـة الصالحـة لتهيئة البذرة للنمو وشق طريقها للخارج وتحقيق حلمها،
فالبذرة لديها حلم مثلك متاماً ،هي ال يشء بدون املاء ،وال الرتبة ،وال املقـومات الخارجية ،األهداف ترسم من بداية مرشوع الزراعة،
وهي النتيجة التي نريد الحصول عليها وهي الثمرة ،وتأيت طرق التخـطيـط ،بجذع الشجرة ثم الوسائل وهي الغصون ،ثم املحاوالت
وهي الورقات الخرضاء ،بعضها يعيش والبعض ميوت ويحـرتق وال يتحـمل العـقـبات من الشـمـس ،الريـاح ،الحـشـرات ،ثم نحصل
عىل اإلنجاز بعد صمود الشجر وإرادتها يف البقاء ،لنقـطـف الثـمـرة ،سبحان الله ،نحن كالشجـر متاماً ،تأمـل ذلك يا صديـقـي تأمل.
لتتحمل مسؤولية ذاتك ال بد أن ُتقر متاماً بأنك مسئـول عن قراراتك الشخصية ،أنك لن تلقي اللوم ،املالمة عىل أحد،
ولن تشتيك دامئاً عن اآلخرين ،وعن املسببات الخارجية ،انشغـل يف ذاتك ،وكثف الوقت كله ملراقبة نفسك وطرق
تحسينها ،بد ًال من تخصيص الوقت لنقد اآلخرين ،هم سيتقدمون ،وأنت ستبقـى مكانك ،تنقد يف هذا وذاك ،وما
أسهل هذه الوظيفة .اطلب من ربك العون ،وستجد النتيجـة الحـقاً بالتأكـيـد ،وال تستـعـجـل ،أعدك ،ستشعر بالفرق.
نقطـة مهمـة ،بـدون لـف وال دوران ،حـب نفسك ،حـب نفسك ،حـب نفسك ،يعني االستقاللية الذاتية ،املسؤولية الشخصية،
يعني األنانية الحالل ،التي يكون فيها قليل من الحرص عىل املصالح التي تخصك لتدير شؤون حياتك بتميز وتفوق ،إذن
قل لنفـسـك اآلن ،أنا أحـب نفـيس ومن حـقي ذلك ،وافـتخـر بها ،وسأسـعى لتصحيح أخـطـايئ ،والعمل عىل تقوية مهارايت
وقدرايت ،وسأكـرس الوقـت لالهـتـامم بها بـعـون الله ،ولن أتـنـازل عن حـقي ،فأنا أستحـق األفضل واألجمل والرائع يف هذه
الحـيـاة ،إنني أحـب نفـيس ،ألن الله يحـبني ،إنني أحـب نـفـيس ،ألين فع ًال أنا نفيس ،فإن مل أحـبـها وأهـتـم بها ،فمن سيفعـل ؟
إرشاقة ملهمة:
حـيـاتـك تـحـتـاج مـسـؤولـيـتـك عـنـهـا ،ومـسـئـولـيـتـك تـحــتـاج حــبـك
لـنـفـسـك ،وحــبـك لـنـفـسـك يحـتـاجـك أنـت ،فـهـل أنـت مـسـتـعــد؟.
طور حياتك
18 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
واحة طور حياتك ـ
للناجحني سامت سبـع ..فهم أشخاص لديهم يف املقام األول نظرة إيجابية «فهم يعتقدون أن الشمس سترشق
من جديد يوما ما» ،الناجحـون أشخـاص لهم نظـرة واقعـية ألنفسهـم ،ولكنهم يف الوقت ذاته ميكنهم وبوجه
عام أن يحتفظوا مبستوى مرتفع من احرتامهم للذات «الناجحـون برش» ،الناجحـون يأخذون مسئولية أنفسهم
ومسئولية حياتهم عىل عاتقهم ،ورغـم أنهـم قد يكونـون مدركـني أنهم مل يتسببـوا شخصيا يف بعض العقبات
واملشكالت التي تواجههم ،إال أنهم يفرتضون أن واجبهم أن يبدءوا ويرشفوا بأنفسهم عىل شفائهم وسعادتهم
ورفاهيتهم «الناجحـون صخور ميكنك االعتامد عليها» ،الناجحون هم نوعية األشخاص الذين ميكنك االعتامد
عليهم إليجـاد طـرق جـديـدة للمشكـالت التي تبـدو يف ظاهـرها مستحـيلـة «الناجحـون مفكرون ومبـدعـون
ومبتكرون» ،الناجحون أشخاص متعددو املهارات ،وكثريا ما يؤدي تحدي عقبة ما إىل ظـهور جـانب آخـر
مفـيـد لهـم قـد ال يكـون ظـهـر من قـبل قـط «الناجحـون هم أصحـاب الصنـائـع السبع وأساتذة العقـبـات»،
الناجحـون ليسوا باألشخـاص الذين ينجحـون يف األوقات العصـيبـة رغـم قلـة الكـفـاءة والتنظـيـم فهـم منظمـون
نظاما جيدا ،وقادرون عىل أداء العمل بكفاءة وسط الفوىض التي تزرعها العقبات «الناجحون ليسوا باملتلعثمني
املرتبكني ،إنهم يتمـيزون بالكـفـاءة» ،الناجحـون يتسـمون بالحـسم واإلرصار ،فمتى اتخـذوا قرارا بامليض قدما،
فاعلم أنهم سيمضون قدما ،وهم قادرون عىل ذلك «الناجحون لهم عناد الثور متى أرادوا ذلك» .جيل لندنفيلد
(كريستوفر ريف )1952ولد كريستوفر يف الواليات املتحدة وصار نجم ُسـئل أحد الحكامء عام تعلمه من الحياة ،فأجاب :تعلمت أن املتسلق
أفالم عامل ًيا يف دور سوبـر مان ورغم أن حياة الطفولة لديه مل تكن حياة الجيد يركز عىل هدفـه وال ينظر إىل األسفـل ،حيث أن املخاطر تشتت
حرمان اقتصادي إال أنها كانت مليئة باالضطرابات العاطفـيـة ...عندما الـذات ،تـعـلـمت أن الـفـشـل ال يعـتـرب اســوأ يشء يف هـذا الـعــامل،
كان شا ًبا بال ًغا فقد اثـنـني من أصدقائـه املقـربني يف حادثتـني رياضـيتني إمنا الفشـل األعظم هو أن ال نجرب ،تعلمت أنه ال يتم تحقيق أي يشء
وهو نفسـه تعـرض للعـديـد من التصـادمـات .وعنـدما تعـرض لحادث عظيم يف هذه الحيـاة من دون حامسة ،تعلمت أن كل االكتشافات
خطري تركه مشلو ًال وقال مبارشة« :سأكـون عىل ما يرام ،كل يشء حسن، واالخـرتاعـات التي نشهدهـا يف الحارض ،تم الحكم عليها قبل اكتشافها
لقد نجـوت من الكـثري من املـواقف الصعـبـة من قـبل بدن ًيا وعاطف ًيا». أو اخـرتاعها بأنها مستحـيلة ،وتعـلـمـت أن األمس هو شيك تم سحبه،
ورغم العقبات الكثرية وفرتات القنوط الشديد وعدم الثـقـة يف النفـس والغـد هو شيـك مؤجـل ،أما الحـارض فهو السيولة الوحـيـدة املتوفرة،
خالل سنوات ثالث ماضـيـة؛ فإنه يثـبت لنفـسـه أنه عىل حـق بصورة لذا فإنه علينا أن نرصفـه بحـكـمـة ،وتعلمـت أن الذين لديهم الجـرأة
مذهلة .ورغـم أنه غري قادر عىل الحركة أو التنفس بنفسه؛ فإنه كتب عىل مواجهة الفشل ،هم الذين يقهرون الصعـاب وينجحون ،وتعلمت
كتا ًبا رائ ًعا وأخرج فيلماً وألقى محارضات ملهمة وأذاع حلقات باإلذاعة أن املـعــرفــة مل تـعــد قــوة يف عصـر السـرعـة واإلنـرتنت والكمبيـوتـر،
والتليفزيون ال حرص لها وجمع تربعات ضخمة للمعاقني مثله؛ ولكنهم إمنا تطبيـق املعرفة هو القـوة ،وتعلمـت أن الفاشلني يدعون أن النجاح
محرومون ،وقام بنفسه بتشجيـع الكـثري من األفراد الذين يعانون. هو مجـرد عمـلـيـة حـظ ،وتعـلـمت أن التنـافـس مع الذات هو أفضل
كام كان مسئو ًال عن التسارع الرهيب لعجـلة األبحـاث يف الجراحة تنافس يف العامل ،وكـلام تنافـس اإلنسـان مع نفسه كـلام ازداد تطـورا،
الفقرية للدرجة التي تقدمـت إليها اآلن حتى إنه قد يشفى بدن ًيا. بحـيث ال يكون اليوم كام كان باألمـس ،وال يكـون غـداً كام هو اليوم.
• إذا مل تكن الحياة تسري كام ترغب ،فرمبا أنها تطلب منك التخيل أوجـد طـريقك يف الحـياة ..إنك الفنان الذي يستطيع بريشته أن يرسم
عـن يشء ما ،رمبـا أنـهـا تـطـلـب مـنـك التخـيل عـن بـعـض أفـكـارك حياتك ..إنك عمل يتقدم باستمرار ..إن البحث هو هدفك أيضا ..وإن
أو اعتقاداتك أو ادراكاتك أو عـاداتـك أو مخـاوفـك التي تعيقك ،لن هـويتـك سـوف تتضـح من خـالل بحـثك عن ذلك الهـدف ..إن عملك
تحـــدث طـفــرات جـديـــدة يف حـياتـك طـاملا أنـك تتمـسـك بأشيـائـك أن تجد عملك دامئا ..إن إميانـك بـذاتـك يصـبح حـياتك ..ترصف وفقـا
الـقـدميـة ،إن األمل هـو إشــارة تـدعـــوك إيل التـخــيل عــن يشء مـا يف ملا تــراه صوابـا ،أما باقي األشـيـاء فسوف تتـوىل أمـر العـنايـة بنفسهـا..
حياتك ،وإفساح ذهنك وقلبك لتجـربــة يشء جــديــــد .روبرت هولدن أوجـد شـيئـا متنحه للعامل وال تستقر سوى عىل األشياء التي تحمل بني
• من املهم أن نتعلم أن نكون عطوفني عيل أنفسنا ،ونتعلم أن نحرتم ذواتنا، طياتها معنى ذلك ..ال تحاول أن تجعل من كل يشء أمرا ممكناً ..ليكن
والسبب يف أهمـية ذلك أننا عنـدما نبحـث داخـل قلوبنـا فإننـا ال نتـعـرف لك هدف واحد وسوف تتعلـم منـه كل يشء ..إنك دامئا تحـيا الحـيـاة
عيل أنفسنا فقط ..إننا أيضا نتعرف عيل العامل من حـولنا .آن بيام كودرون التي تبتكرها ..وإن مل تكن حـياتك تبدو يف مسار صحيـح ،ابتكـر شيئـا
• الـصـالحـــون ..هـم أنـــاس وقـعــوا يف أخـطـــاء وتعـلـمـوا كـيـف أفـضـل ..إن عـمـلك هو الطـريـق ..إن حـبـك هو الطـريـق ..إن ماضـيك
يتـوبـون عـنهـا ويسـتـمـرون يف حـيـاتـهـم .روبرت لويس ستيفنسن هو الطريق ..إن حــارضك هو الطريق ..إنك الطريق .ديفيد فيسكوت
طور حياتك
19 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
غـري حـياتـك
يعاين الكثري من الناس من مسألة تقبل النـقـد أو رفـضـه فال يعلمون متى يقبلونه ومتى يردونه بكل قسوة حتى أن الكثري منا أصبح
يخىش أن يقول كلمة لآلخر حتى ال يغضـب وال يفهم بطريقة خاطـئة وأصبح التناصح بني االصدقاء صعب وعسري لدى البعض وقد
أكون أحد ضحايا النصيحة ألننـي ال أقـبل أن أكون متـفـرجـا عنـدما أجـد الخـطأ حيث البد أن أنصح اآلخرين ألن الخطأ ليس بعيب
ولكـن تكـراره هو املصـيبة التي تدمر املؤسسات وتدمر املجتمعات .ونقول لكل شخص ال يريد أن يتقبل النقد مقولة ألربت هابارد
“يك تتجنب النقد ال تعمل شيئا ،وال تقل شيئا ،وال تكن شيئا” ،بإمكاننا احتواء النقد من خالل عدة أمور قد أقولها ويكررها اآلخرين
وتختلف من شخص آلخر عىل حسب العالقـة وحـسب املوقف ومن أهمها أن أطبق الكالم عىل نفيس وأن يبدأ كل شخص مع نفسه
فكيف أحدث الناس عن النقـد وال أقـبله عىل نفـيس وأرفض أي وجـهـة نظـر تخـالفـني وهذا املوضـوع صـعـب ولكـن ليـس مبستحـيـل.
ـ االتفاق عىل الخـطأ والتقصـري من أهم تقنيات احتواء النقد فعندما يخربين أحد ما عن خطأ أمارسه يف العمل فعيل قبل أن أبرر أو
أرفض هذا النقد أن أفكر يف املالحظة وأدقـق بها جـيدا فاآلخـريـن قد يكونون عىل حق ،وبعض الناس لو أجمع الناس كلهم عىل أنه
مخطئ وأنه ميارس العمل بشكل خاطئ لقال أنهم كاذبني وال يفهمـون يشء فـرأيـه يف نـفـسـه هو األسـاس وباقـي اآلراء ال تعنـي شـيـئـا.
ـ عـدم مبـادلـة النـقـد بنـقـد آخــر مـن األمــور األســاسـيــة التي تجــعـلـنـا نـتـعـامــل مع النـقـد كمــوضــوع للـبـنـاء ولـكـن
عنـدمـا يـصـبـح مـقـايـضـة كل شخـص يـريـد أن يخـرب اآلخـر أنـه مخـطـئ فهنا خرجنا عن املوضوع وال داع للتكملة فاألصل يف
النقد هو التصحيح والبناء وعندما يصبح هناك حلبة للنقاش كل واحد يبحث عن نقاط الضـعـف لدى اآلخـر هنا نـكـون قـد أضـعـنا
هـدف النـقـد وأصـبـحـنـا من الـغـوغـاء الـذيـن يبـحـثـون عن كـرثة الـقـيـل والـقـال وإضـاعـة األوقـات يف النـقـاشـات العـقـيـمـة.
ـ االعـرتاف بالحـق فضــيـلـة فعـنـدما متايش النـاقــد وتـتـفق معـه وتخـربه عن الخـلل الحـاصـل تجربه عىل تخفيف العبء والرفق بك
فامذا يفعل بشخص يتفق معه ويناقـش الخـلل ليصلحــه هنا نستطيـع أن نقول أن الهـدف تحقق وال داع للتكملة فقبل أيام جاءين
أحد األشخاص ليخربين أن هناك مقاال من املقاالت التي أنرشها قـد احـتـوى عىل نـقـاط مكـرر وحـشـو ال فائـدة منه وعندما فتحت
عىل املـقـال وجـدت كـالمـه صحيـحـا وكـنـت أالحـظ بعـض العـيــوب يف هذا املقال فأخـربتـه أننــي أوافـقـه وبحـثت عن الخـلل
فـسـرعـان ما تـغـريت نـربتـه وأصـبـح يـدافـع عن باقـي املـقـال ويخـربين أنها مالحـظــة بسـيـطــة قـد ال تـخـدش املـقـال بـيشء.
ـ تنـاول النـقــد بالـهـدوء والطمـأنـيـنـة ميـنـح الشـخـص اآلخــر نـظــرة احـتـرام وتـقـديــر حـيـــث أن االهـتـــزاز والـزلـــزال الـذي
يحـل بنـا عنـدما ينتقدنا اآلخرين قد يزلزل مكـانـتـنـا أيضـا فكـم هو جـمـيـل أن نبتسـم ونقـول ملن ينقـدنـا أنه منحـنا فائـدة
وأضـاف لنا الكـثري ونشكـره عىل حـرصه بـل من املهم أن نكون جادين يف تصحيـح الخـطأ ومحـاولـة تجـنب تكـرار تلك املالحـظـات
حتى نصـل إىل ثـقـافـة الـتـنـاصـح واظـهـار األخــطـاء بـهــدوء دون الـدخــول يف مـتـاهــة الـعــنـف الحــواري والـنـقـاش العـقـيـم.
ـ الرتكيز عىل املشكـلة وعىل الكالم دون البحث يف تاريـخ القـائـل واملتحـدث فعندما يخـربين شخص ما عن عيب فيني ويف عميل فال داع ألن
أبحث يف تاريخ ذلك الشخص وأن أحلل كل ما أكله ورشبه منذ أن فطمته أمه ألقول له يف نهاية الحديث أن يذهب لعالج أخطائه قبل أعالج
أخطايئ واألفضل من ذلك كله أن أركز عىل خطئي وفعيل وأن أعده بالتصحيح وأن أشكره وقد استثمـر النصح يف موقف آخر ويوم آخر .
إرشاقة ملهمة:
«إننا بعدم قبولنا للنقد لن نستطيع منع اآلخرين من توجيهه لنا إمنا نحرم أنفسنا فرصة االستفادة منه».
طور حياتك
20 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
فعـّـل شبابك ـ
ماراثون الحياة
واملركـز األول
بقلم /بشاير عزيز قبوري ـ السعودية
نحن يف هذه الحياة نلعب دور العدائني يف سباق املاراثون الختبار مدى قدرتنا عىل التحمل ،حيث أننا يف ماراثون الحياة مجربين عىل
السري للوصول إىل نقطة النهاية سواء علمنا أم جهلنا بقواعد اللعبة.
فطالب الدراسة ،ومعلم الطالب ،ومربمج الحاسوب ،وأب األوالد ،وعامل امليكانيكا ،ومحلل املختربات ،ومرشد الناس ،والداعي للخري ،ومخرتع
األدوات ،هؤالء وغريهم يسريون يف هذا املاراثون كل حسب ميدانه ،فمن أدرك حقيقة قدراته وتحمل يف سبيل صقلها املتاعب و تعلم عن
ميدانه أكرث وأنجز أكرث وأفاد الناس أكرث واخرتع طرق أذىك وأبدع هو من قرر منهم الفوز والوصول للمركز األول ،حيث أننا كام تقول األستاذة
نسيبة املطوع« :نعيش نتائج قراراتنا اللحظية فمن الحكمة أن نتخذ القرارات املناسبة لنتائج الحياة التي نريدها» ،فمتى ما اتخذنا قرار
اللعب يف ماراثون الحياة عىل املركز األول فنحن نرسم شكل حياتنا فيام بعد كنتيجة إلصداره ،فكان لزاما عىل اإلنسان العاقل الذي يرغب
يف الوصول أن يتخذ القرار فورا فالوقت كام قال براين ترييس من ذهب ،فابحث باستمرار عن طرق لتفعل األشياء أرسع وأفضل ،وقد قيل:
لنفيس حياة إال أن أتقدما تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد
فقـرار الوصـول للمركـز األول يعـني املداومـة عىل عـمـل شـاق له مـواصفـاتـه وأهـدافـه املرحليـة ،وله خطة عمل اسرتاتيجية عليه
أن يؤديها بإتقان ممسكا بخريطته التي ترشده للوصـول بكـامـل قـوتـه حـتى ال تفلـت منه يف لحـظـة ضعـف وسقـوط ،يقول الشاعر:
عند الصعاب أال فلتشحذ الهمم لن يدرك املجد من خارت عزامئه
يقول ابن القيم رحمه الله« :فالعبد سائر ال واقف فإما إىل فوق أو إىل أسفل إما إىل األمام أو إىل الوراء ،وليس يف الطبيعة أو الرشيعة
وقوف البتة ،وما هي إال مراحل تطوى أرسع طي إىل الجنة أو النار ،فمرسع ومبطئ ومتقدم ومتأخر وليس يف الطريق واقف البتة ،وإمنا
يتخلفون يف جهة السري ويف الرسعة والبطء ،يقول الله تعاىلِ « :ل َمن َشاء ِم ُنك ْم أَن َي َت َق َّد َم أَ ْو َيت ََأ َّخ َر» (املدثر ،)37إذ ال منزل بني الجنة والنار
وال طريـق سـالك إىل غري الداريـن ،فمن مل يتقـدم إىل هذه باألعمـال الصالحة فهو متأخر إىل تلك باألعامل السيئة» انتهى كالمه رحمه الله .
وإليك بعض الخطوات لالنطالق برتكيز وفاعلية من كتاب اإلنجاز الشخيص:
خامسها :أن االتجاه العميل واالستعداد للتحرك برسعة عندما تسنح الفرصة سمتان أساسيتان للنجاح يف كل املجاالت.
طور حياتك
21 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
حياتك أحلى
اتــرك أثــرا
بقلم /أ .محمود القلعاوي ـ مرص
ملاذا ال تجتهد يف أن ترتك أثرا؟! ..أثراً يف بيتك ،يف عملك ،يف ح ِّيك ،يف أقاربك ،يف أصحابك ،يف املسجد الذي تصيل فيه ،يف كل مكان تتواجد فيه..
ترك األثر سيدي فكرة البد أن تستحوذ عىل تفكرينا ..ملاذا نتباهى بأننا نأخذ الصور التذكارية مع الناجحـني أصحاب األثر وال نفكر يف أن نكون
منهم؟! ملاذا تريد ممن حولك أن يقدمـوا لك كل ما بوسعهـم يف حني تبخـل أنت بذلك؟! ..اإلنسان سيـدي الكريم ال يشعـر بذاتـه وكـيانه إال
إذا أحس أن له أثرا يف الحياة مهام ضـؤل ..أما هؤالء الذين يعـيشون يف زاوية مظلمـة ال يقدمـون شيئـا مهام كان صغرياً فهم يف حكم األموات.
يقـول الشيـخ «محمد صالح املنجد» عن تـرك املسلـم أثــرا فيـمـن حـولــه ( :من أعـظـم األعمـال أجـرا ،وأكـرثها مرضـاة لله التي يتعـدى
نفعهـا إىل اآلخرين ،وذلك ألن نفعـها وأجـرهـا وثواﺑﻬا ال يقترص عىل العامل وحـده ،بل ميتد إىل غريه من الناس ،حتى الحيوان ،فيكون النفع
عاما للجـميع) ،ومن أعظـم األعـامل الصالحة نفعا ،تلك التي يأتـيك أجرها وأنت يف قربك وحيدا فريدا ،ولذا يجدر باملسلم أن يسعى جاهدا
لرتك أثر قبل رحيله من هذه الدنيا ينتفع به الناس من بعده ،وينتـفـع به هو يف قربه وآخرته وصدق الله العظيم ( :وما تقدموا ألنفسكم
من خري تجدُ و ُه ِع ْن َد ال َّل ِه هُ َو خري وأع َ
ْظم َ ْأج ًرا ) (سورة املزمل.)20:
فهذا «عمر بن الخطاب» ريض الله عنه ملا وىل الخـالفـة خـرج يتحـسس أخـبار املسلمـني ،فوجـد أرمـلـة وأيتامـاً عندها يبكون ،من شدة الجوع،
فلـم يلـبـث أن قـصـد بيـت مال املسـلـمـني ،فحـمـل طعـامـا عىل ظـهـره وانـطلـق فأنـضـج لـهـم طعـامهـم ،فام زال بهم حـتى أكـلوا وضحـكــوا.
وهذا «عيل بن الحسني» ريض الله عنهم ،جاء عنه يف سـِري أعالم النبالء أنه ( :كان يحمل الخبز بالليل عىل ظهره يتبع به املساكني يف الظلمة ،ويقول:
إن الصدقة يف سواد الليل تطفئ غضب الرب ،وذكر محمد بن إسحاق :كان ناس من أهل املدينة يعيشون ،ال يدرون من أين كان معاشهم ،فلام مات
عيل بن الحسني ،فقدوا ذلك الذي كان يأتيهم بالليل ،فلام مات عيل بن الحسني ،وجـدوا بظهره أثرا مام كان ينقل الجرب بالليل إىل منازل األرامل).
وأيضا هذا املعاق السويدي الذي ترك أثرا رغـم أنه ال يتحـرك وال يتـكلـم ،فقد أسلم عىل يده العـديـد من السويديني وأثـر يف الكـثري منهم،
قد تسأل وكيف ذلك؟! ..أقول لك :كانت الحكومة السويدية تضـع له من يخدمه وكان يتغري كل فرتة ,ومبا أن هذا املعاق ال يتحرك وال يتكلم
فقد وضعوا أمامه لوحة كبرية فيها مربعات صغرية ،وكل مربع مكتوب فيه كتابة معينة ،فمثال ( :أريد طعاما ،شكرا ،اتصل بصديقي ..وغريها)
ووضعوا عىل رأسه مثل القبعـة فيها عود طويـل يشـبه القلم لكـن أطـول ،وإذا أراد شيئا أشار بهذا العود عىل الكلامت التي يريد ،وكان هذا
الشخــص إذا جــاءه يف بيتـه من يخـدمـه وهم يف الـغـالـب غري مسلـمـني ،يطلب منهـم من خــالل هذه املـربـعـات أن يتصـلـوا له بصديـقـه
ــ ويكون بينه وبني صديقه تنسيق ــ فيقوم املوظف باالتصال عىل صديـق املعاق ،فـريد الصديـق :نعم! فيقول هذا املعاق اسأله ما هو اإلسالم؟
مبارشة الخادم يقول :صديقك يسألك عن اإلسالم ..فريد اآلخر :اإلسالم أن تعبد الله وحده ال رشيـك له ..إلخ ،ثم يتكلم الخادم مع املعاق ويعيد
عليه ما قاله صديقة عن اإلسالم ،هذا املعاق طبعا يعرف هذا الكالم عن اإلسالم لكن يريد أن يعلم الخادم بطريقة غري مبارشة ..ثم يطلب منه
أن يسأله عن الفرق بني اإلسالم والنرصانية؟ وما عاقبة املسلم وما عاقبـة الكـافر وهكذا ..ملدة نصف ساعـة يومـيـا ..وإذا انتهـى دوام املوظف
طلب منه املعاق إن يفتح الدرج ويأخذ معه كتاب عن اإلسالم ..انظر إىل الهمة كيف ترك له بصمة وأثر يدل عىل وجوده يف هذه الحياة.
إرشاقة ملهمة:
إذا كـــنـت تـعـتـقـد أنـك ضـئـيـل جـدا لـدرجـة تجـعـلك عـاجــزا عـن أن يـكــون لك أي تـأثـــري،
فـجـــرب الــذهــاب إىل الـفــــراش ،وهــنـاك بعــوضـــة يف الـغــرفــة .أنيـتـا روديـك
طور حياتك
العدد ( ) 27شهر ديسمرب22 2010
من مطبخ حياتي ـ
هدئ من روعك ..ال يوجد يشء يف الحياة باإلجبار من دون خيار ..نعم كلنا يجب أن نكون قادة ،بدال من تسليم مسئوليتنا وقوتنا
يف حياتنا لقادة من الخارج ،ونعلق اآلمال عليهم ،وننتظرهـم لنعمل تحـت إداراتهـم وقيادتهـم ،جـاء الوقـت لنعلم أنه ليس املدراء
فقط هم املعنيون بتعلم مهارات القيادة وإمنا حتى األشخاص الذيـن ليـس لهم مطامع قياديـة .فنحـن نحـتاج أن نعمل من أجل
تطـويـر املهـارات والصفـات القياديـة الخـاصـة بنا للحـصـول عىل أجـمـل ما بـداخـلنـا من طاقـات وقــدرات .أراك تتـسـاءل ملاذا؟!
فأنا ال أرغـب أن أكـون مـديـرا أو حـتـى قائـدا ،ملاذا كـلنا يجـب أن نكـون قادة؟ ماذا لو علـمـت أن كل شخـص منا مارس أو ميارس
أو سوف ميارس دورا قياديا يوما ما أو يف مرحلة ما أو يف مجال من مجاالت حياته؟ قد تجد أنك مضطرا أن تقود نفسك بوضع هدف
لها والتـأثـري عليها واإلرشاف عىل الخـطـة املوضـوعـة حتى تصل إىل ما تريـده تارة بالتحـفيـز وتارة بالتخـطيط إلخ .أو قد تجد نفسك
يوما ما مضطرا أيضا لقيادة فريق إلنجاز مهـمـة ،أو مجـمـوعـة من الشـباب لعـمل رحـلة ،أو صـديـق لتشاركـه عمل تطوعي .أو عندما
تنظر إىل أدوارك اليومية سوف تجد نفسـك قائـدا إما يف منـزلك أو عـمـلك أو وسـط أصـدقائك أو حتى عرب النت يف منتدى أو موقع ما.
هناك أوقـات كـثرية يف حياتنـا نحـتاج أن نقودهـا بأنفسنـا ال أن نقـاد بغـرينا ،مل يوجـد بعد القائد الذي يستطيع أن يعرفك أكرث
منك ،ال تتخـيل أن يأيت شخـص ما ويعـيش معك ليقـودك يف كل مراحـل حـياتـك ،الشخـص الوحـيد الذي يجب أن يحرص عىل
وضع هدف لحياته هو ..أنت ،الشخص الوحـيد الذي يجـب أن يتابـع ذلك الهدف هو ..أنــــت ،الشخص الوحــيد الذي يجب أن
يحفزك ويشجعك ويحاورك بإيجابية هو ..أنت .صدقني الناس مشغولون مبا يبنـون ،فكم أعرف من الشباب الذين زهدوا يف تعلم
بعض املهارات القيادية وعندما وجــدوا أنفسهم مجــربين عىل أن يخططـوا لرحـلة أرسية أو ينفـذوا عمـال شبابيا أو مؤسسيا
فقدوا السيطرة ،حينها علموا أن املهارات القيادية هي من أهم املهارات التي ينبغـي اتقـانها سواء (تطمح أن تكون مديرا أو
حتى موظفا عاديا) ،نحن هنا لنقود أنفسنا للخـري ،وإن استطـعـنـا قـيـادة اآلخـريـن للخــري معـنـا فـقـد أصـبـنـا الخـرييـن مـعــا.
إرشاقة ملهمة:
ميكن أن تصبـح جديـرا بقيـادة نفسـك ،إال إذا أصبحت جديـرا بقيـادة حياتـك. ال
طور حياتك
23 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
قـالـــــــــــــــــــوا ـ
ال تعلق بناء حياتك عىل أمنية يلدها الغيب ،فهذا اإلرجاء لن يعود الرجـل العظـيم حـقـا كلام حلق ىف آفاق الكامل اتسع صدره وامتد
عـلـيـك بخـري .الحـارض القـريب املاثـل بني يديـك ،ونفسـك التي بني حـلمـه ،وعـذر الناس من أنفسـهـم ،وألتمـس املربرات ألغالطهم،
جنبيك ،والظروف الباسمة أو الكالحـة التي تلـتـف حـوالـيـك ،وحـدها فإذا عـدا علـيـه غـر يريــد تجـريحـه نظر إليه من قمتـه كام ينظـر
الداعــم التي يتـمـخـضعنها مستـقـبـلك ،فال مـكــان إلبطـاء أو انتـظار. الفـيـلسـوفإىلصـبيـانيعـبـثــونيفالطـريـقوقـديرمـونـهبالحجـار.
إن أكـرثنـا يتـربم بالظـروف التي تحـيط به ،وقد يضاعـف ما فيها من نقـص أتدري كيف يُرسق عمر املرء منه؟ يذهل عن يومـه يف ارتقاب غده ،وال
وحرمان ونكد ،مع أن املتاعب واآلالم هي الرتبة التي تنبت فيها بذور يزال كذلك حـتى ينـقـيض أجـله ويـده صفـر من كل خـري .إننا نتعلم بعد
الرجولة ،وما تفتقت مواهب العظامء إال وسط ركام من املشقات والجهود. فوات األوان أن قيمة الحـياة يف أن نحياها ،نحيا كل يوم منها وكل ساعة.
من طبيعـة اإلميان أنه إذا تـغـلـغـل واستمـكـن ،أنه يضفـي عىل صاحـبـه مـن الخـطـأ أن تحـسـب رأس مالك هو ما اجــتـمـع لـديـك من ذهــب
قوة تنطبع يف سلوكـه كله ،فإذا تكـلم كان واثـقـا من قـولـه ،وإذا اشتغل وفضة!! إن رأس مالك األصـيل جملة املواهب التي سلحك الله بها من
كان راسخا يف عمله ،وإذا اتجه كان واضحـا يف هدفـه ،وما دام مطمئننا ذكاء وقـدرة وحـريـة ،ويف طليعـة املواهـب التي تحـىص عليـك ،وتعـتـرب
إىل الفكرة التي متأل عقله وإىل العاطفة التي تغمـر قلبه ،فقلام يعرف من العـنارص األصـيلة يف ثروة ما أنعم الله به عليك من صحة سابغة،
الرتدد سبيال إىل نفسه ،وقلام تزحزحه العواصف العاتيـة عن موقفه. وعافية تتألق من رأسك إىل قدمـيك ،وتتأنق بها يف الحياة كيف تشاء.
العاقل يسمع ما يقوله أعداؤه عنه ،فإذا كان باط ًال أهمله إن الرجـل القـوي يجـب أن يـدع أمـر الناس جانبا ،وأن يندفع
فــوراً ومل يــأس لـه ،وإن كـان غـري ذلك تـــروى يف طــريــق بقواه الخاصة شاقا طريقه إىل غايتـه ،واضعـا يف حـسابـه أن
اإلفادة منه ،فإن أعـداء اإلنسـان يفـتشـون بدقـة يف مسالكه، النـاس عليـه ال له ،وأنهـم أعـبـاء ال أعـوان ،وإذا نالـه جـرح أو
وقـد يـقـفـون عىل ما نغـفــل نحـن عـنه من أمـس شئـوننـا. مسه إعياء فليكـتم أمله عنهـم وال ينتظـر خـريا من بثـهـم أحـزانـه.
ال شك أن اإلنسـان يحـزنـه أن يتهجـم عىل شخصه أو عىل من يحب، ليس الزهد هو الجهل بالحياة وهجـر أسبـاب العمل ،وقصور الباع
وإذا واتته أسباب الثأر سارع إىل مجـازاة السيئـة مبثـلها ،وال يـقـر له ـرف ،وتـرك زينـة الدنيـا عجـزاً عن بلوغها أو بالدة الح ِيف مخـتـلف ِ
قرار إال إذا أدخل من الضيق عىل غرميه بقدر ما شعر به هو نفسه عن تذوق الجـامل الذي أودعـه الله فيها .ورب نبي استمـتـع باملال
من أمل .ولكـن هـنالك مسـلك أنبـل من ذلك ،وأريض لله ،وأدل عـىل والبنـني ،وهو مع ذلك من الزاهـديـن! ورب مجــرم عاش يشـتـهـي
العظمة واملـروءة ،أن يبتـلـع غـضـبـه فال ينفـجـر ،وأن يقبـض يـده ويتـلـمـظ ،فمــا كـان فـقـره رفـعـــة لشـأنـه ،وال زيــادة يف حـسنـاتـه..
فال يقـتص ،وأن يجـعـل عـفـوه عـن املسـيئ نوعـا من شـكـر الله. إن الزهـد أال تبيـع مثلك العليا مبلك الدنيا إذا خريت بني هذا وذاك .
طور حياتك
24 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
الـعـلــم يـتـحــدث ـ
ـ
يـوفـر الـدعـم االجــتـمـاعـي من جـــهــة ،واإلرشــاد ،واملســاعـدة املـاديـــة، لقد كـانـت الرهبانـيـة منتـرشة قـبل اإلسـالم ويظـنـون أنهـا يشء حـسـن،
ألن العالقة مستمدة من الثقة املتبادلة بني الطـرفني ،إضافة إىل ذلك فإن الروابـط ولكـن النبـي الكـريـم صـىل الله علـيــه وسـلم نـهـى عـن االنـعـزال فـقـال:
املشرتكةبنياألصدقـاءتجـعـلهميقضـونوقتاًممتـعـاًحـتىيفاألوقـاتالـعـصـيبة. (ال رهبانية يف اإلسالم) وأمر بالصحـبة الصالحة ور َّغب بالجامعة ،حتى إنه
دراسات سابـقـة وجـدت أن رس طـول العـمـر هـو زيـادة عــدد األصـدقـاء، جـعـل ثـواب صـالة الجـمـاعـة أفـضـل من صـالة الفـرد بسبـع وعرشين درجة!.
وأن الحياة االجتامعية النشيطة تزيد من كفاءة جهاز املناعة ،مام يكسب عندما جـاء العـرص الحـديـث وابتـعـد كـثري من الناس عن تعاليم هذا النبي
اإلنـسـان تـسـعـة أعـوام إضـافـيـة .وأوضـح العـلـمـاء أيضـاً أن االيجابية يف الكريـم ،ظـهـرت حـركـات ونظـريـات وأفكـار فلسفـية كـثرية ،وكان منها أنهم
مواجـهة الهمـوم اليوميـة تزيـد من العـمـر ،بواقـع سبعـة أعـوام ونصـف العام. عـزفـوا عن الصحـبة الصالحـة ،حـتى إنهم تخـلـوا عن صحبة األبوين ،لنجد دور
واآلن مـاذا عـن تعـاليـم هذا الديـن الحـنيـف؟ العجـزةقدامـتـألتعنـدهمباملسـنـني...وأوالدهـماليأتـونإاليفاألعـيـادفـقـط!
-1تؤكـد الدراسـات الحـديثـة عىل أهميـة العـالقـات االجـتامعية يف رفع نظام هذه النظرة الفلسفية بزعمهم تضمن لإلنسان الحـياة السعيدة ،حيث إن اإلنسان
املناعـة والتمـتـع بصـحـة أفـضـل ،وهنا نتـذكـر كـيـف أن أول عـمـل قـام به ح ّر فيام يصنع ولذلك نجدهم قد عزفوا عن الزواج واكـتفوا بالعالقات غري الرشعية...
النبي األعظم صىل الله عليه وسلم عندما هاجر إىل املدينة أنه آخى بني املهاجرين حتى بلغت نسبة األوالد غري الرشعيني يف أرقـى بلدان العـامل (السويـد) أكـرث من
واألنصـار ،ولـذلك قال تـعـاىلَ ( :وأَ َّل َف َبينْ َ ُق ُلو ِب ِه ْم َل ْو أَ ْن َف ْق َت َما فيِ الأْ َ ْر ِض َج ِمي ًعا خمسني باملئة ...أي نصـف املجـتمع غـري رشعـي ،فامذا نرجـو من مجـتمـع كهذا!؟
َما أَ َّل ْف َت َبينْ َ ُق ُلو ِب ِه ْم َو َل ِكنَّ ال َّل َه أَ َّل َف َب ْي َنه ُْم إِ َّن ُه َع ِزي ٌز َحكِيمٌ ) [األنفال.]63 : ومع تطور علوم الطب وعلم النفس وتطور التكنولوجيا برزت أمراض جديدة
-2إن أهـم صحـبة هي بالنسبـة للكبار ،وتأملوا معي كيف أن القرآن مل يغفل عىل رأسها االكتئاب الذي يعاين منه أكرث من %10من املجتمع! بدأ العلامء
أهمية الصداقة والصحبة الحسنة بالنسبة لكبار السن ،يقول تعاىل يأمرنا بحسن بإيجاد أسباب الوفاة املبكرة وأسباب اإلصابة باألمراض النفسية ،وضمن هذه
اح ْب ُهماَ فيِ الدُّ ْن َيا َم ْع ُرو ًفا) [لقامن .]15 :فإذا اتبع كل واحد صحـبة األبويـن( :وَصَ ِ التجارب ما قام به فريق بحثي حول أسباب طول العمر.
منا هذه القاعـدة الذهـبيـة (صحبة أبويه باملعروف) تـزول مشاكـل كبـار السـن. يقول الباحـثـون إن الـدراســـة ،الـتي اعـتـمـدت عـىل مراجـعـة 148دراسـة
-3الخــطـاب يف الـقـرآن يـأيت دامئـاً بصـيغـة الجـمـع فيــأمـرنا بالتـعـاون مـثـ ًال: مخـتـلـفـة حـول العـالقـات االجـتامعـيـة والوفـيـات ،وجـدت أن من يتمتعون
( َو َت َعا َو ُنوا َعلىَ ا ْلبرِِّ َوال َّت ْق َوى َولاَ َت َعا َو ُنوا َعلىَ الإْ ِ ْث ِم َوا ْلعُ ْد َو ِان َوا َّت ُقوا ال َّل َه إِ َّن ال َّل َه َش ِديدُ بعـالقـات اجـتمـاعـيـة قـويـة ،ارتفـعـت بينـهـم احـتـامالت طول العمر بواقع
اب) [املائدة .]2 :وآيات تأمـرنـا بأال نتفرق ونعتزل الناس بل نبقى متحدين ا ْل ِع َق ِ 50يف املائة ،مام يؤكـد أهمـيـة الصـداقــة للصـحـة العـامــة ،ويؤكـد البـحـث
مـتـمـاسكــني ،كمـا يف قـولـه تـعـاىلَ ( :وا ْعت َِص ُموا ِب َح ْب ِل ال َّل ِه َج ِمي ًعا َولاَ َت َف َّر ُقوا) ما كشفته دراسات سابقة بأن الصداقة تعترب مصدراً هاماً من مصـادر السعـادة
[آلعمران.]103:وآياتكـثريةيفالقرآنتحـضاملؤمننيعىلالتعاونوالعملالصالح. الحقيقيـة ،وال تقل أهمـيـة عن السعادة التي تولدها الحـيـاة العائليـة ،وتزداد
أهمية الصداقة مع التقدم بالعمـر ،ويقـول الطـبيب النـفـيس ،جوليان هولت،
-4اإلسالم يأمرنا دامئاً بحسن الصحـبة واملودة بني املؤمنني ،يقول تعاىلَ ( :وا ْل ُم ْؤ ِمن َ
ُون من جـامعـة «برايتام يونغ» يف يوتاه« :أعتـقـد أننا وجـدنـاً دليال قاطعاً عىل أن
ون وف َو َي ْن َه ْو َن ع َِن ا ْل ُم ْن َك ِر َو ُي ِق ُيم َ
ون ِبا ْل َم ْع ُر ِ َات َب ْع ُضه ُْم أَ ْو ِل َيا ُء َب ْع ٍض ي َْأ ُم ُر َ
َوا ْل ُم ْؤ ِمن ُ العالقـات االجـتمـاعـية ينبـغـي أن تؤخذ عىل محمل الجد ،إىل حـد بعـيـد من
ون ال َّل َه َو َر ُسو َل ُه ُأو َل ِئ َك َسيرَ ْ َح ُمهُمُ ال َّل ُه إِ َّن ال َّل َه َع ِزي ٌز
ون ال َّز َكا َة َوي ُِطيعُ َ الصلاَ َة َو ُي ْؤ ُت َ
َّ حيث خفض معدل الوفيات».
ً
َحكِيمٌ ) [التوبة ،]71 :وتأملوا معي كيف جاء الخطاب دامئا بصيغة الجمع ليؤكد لنا
العزلة داء خـطري يهدد اإلنسان ويصيبه باألمراض ونقص املناعة ،ويؤكد البحث
الله تعاىل عىل أهمية أن نبقى ضمن الجـامعة ،فالذئب يأكل من الغنم القاصية!.
الجـديـد أنه قـد تـم إجــراء 148دراسـة مخـتـلفـة ،مبشـاركـة 380ألف شخص،
-5لقـد أوصـانا النبـي الكريـم بالصـديـق الصـالـح وأن نحـرص عليه وأال نعزل جـرتمتابعـتـهـمعىلمـدىسـبـعسـنـواتونصـف،يفاملتـوسـط،قامالباحـثــون
أنفسنا ،بل إن املؤمن الذي يخالط الناس ويصرب عـىل أذاهـم أفضـل من املؤمن بقياس العالقات االجـتامعية بعدد من الطـرق ،من بينها النظر إىل حجم الشبكة
الذي ال يخـالط النـاس وال يصـرب عىل أذاهـم. االجتامعية للمشارك ،وإذا ما كان متزوجاً أم يعيش عازباً ،باإلضـافة إىل تقدير
-6إن حــياة النبـي كـانـت مليـئــة بالصحـبـة الصالحـة ،مليئـة بصلة الرحم مفهوم العالقات بالنسبة للمشاركني ،وكيفية اندماجهم يف الشبكات االجتامعية.
وبالعـطـفعـىلالصـغــريورحـمـةالكـبــري،ومسـاعـدةالـنــاسوالصــربعليهـم. ويفـرس العلامء رس ذلك التـأثـري بأن عـالقـتـنـا ميـكــن أن تـؤثر عىل صحـتـنـا
بطرق شتى ،عىل سـبيـل املثال ،ميكـن أن تساعـدنـا عىل التعامل مع الضغـوط
إرشاقة ملهمة:
العصـبـيـة الـتي قـد يكـون لها تأثـري قـاتـل ،وتابع« :عندما منر بأوقات
إنالــرتبــةالخـصــبــةالـتـيينـمـــوفـيــهــاكـلتـقــدم،وكــلنـجـــاح، عصـيـبـة يف حـياتـنـا ،ونـدرك بأن هـنـاك من ميكـننا االعتامد عليهـم أو التـوجـه
وكـلإنجـازيفالحـياةالحـقيقيةهيتـربـةالعـالقاتالشخـصـيـة.بنشتاين إليهم ،هذا يجعل األمر أقل إجـهاداً ألننا ندرك بأنه ميكننا التعامل مع الوضع»،
ويرى الخـرباء يف الدراسة ،التي نرشت يف دورية « PLoSالطبية ،أن الصديق
طور حياتك
25 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
بـأقــــالمــكـــــم
املربع الوهمي
بقلم /محمد حمدان الرقب ـ األردن
خـلقنا الله عـز وجل لهدف سام وغاية نبيلة وهي عامرة األرض والسري يف مناكبها واالنطالق بكل عزم وقوة الكتشاف نواميس هذا الكون
وأرساره تلك الحـياة ليزداد اإلنسان إميانا بخـالقه ،ولقد خلقـنا الله تعـاىل وأودع فـينا القـوة الكـافـية لتحـمـل تكـاليف الحياة وعامرة
األرض ،وجعل فينا قوة فارهة وميزات متنوعة تساعدنا عىل اإلبداع ..لكن فئة ليست بالهينة من الناس تعيش بصورة رتيبة مملة وتجدهم
يف روتني قاتل يظنون أن الحياة لها خيار واحـد ،ومل يدروا أن رشوط الحياة وخياراتها كثرية ،إنهم يسجنون عقولهم ويقيدونها بالسالسل
الغليظة ،ويجعلونها أسرية للمربع الوهمي والخـيايل الذي صنعوه بأيديهم وأصبح دأبهم وديدنهم ،فتجدهم ال يفكرون وال يحاولون
وال يغامرون ،ويرون أن للحياة لونا أسودا وال يكتفون بذلك بل يظنون أن الناس جميعهم يفكرون تفكريهم ويعتقدون اعتقادهم،
ولو فكروا بشكـل ُمجـ ٍد لوجـدوا الحـياة حـلوة نرضة ،و َلوجدوا أنفسهم يركبون عُ باب الحياة ،يرشفون من معني التجارب وينهلون من
عطلوا ملكاتهم فكان اليأس نصيبهم ،فتجد أحدهم جالسا ُم َكتِّفا يديه ال
محـيطات األحـداث ،يصنـعـون ويكـتشفون ويخـرتعون ..لكنهم َّ
يدري ما العمل! فمن كان تفكريه بهذه الطريقة ال َّرعناء َفأخلق به عىل هذا النحو من رداءة حياته وتعس أحواله وهبوط حالته النفسية.
تقول هيلني كيلر« :الحياة مغامرة جريئة أو ال يشء عىل اإلطالق» .فعلينا أن نغامـر فيها ونجـدف حتى نصل إىل شاطئ النجـاح والتألق.
يوجـد يف الحياة أكرث من خيار للسعادة وحصول املطلوب وتحقيق األهداف ولكن منا من مل يتمكن من إدراك ذلك فيجد
نفسه محـصورا يف خيار واحد وهو الخيار الذي َجبل عليه نفسه واعتاده يف مواجهة متطلبات الحياة ولذا أصبح مستسلام ملا هو
فيه ومؤمن أنه ليس يف اإلمكان أفضـل مام كان ،ولو أخـذ هذا الشخـص قسـطا كافـيا من التفكري املتعمق ألدرك حقيقة أنه ميتلك
أكرث من قدرة لصنع واقع أفضل مام يعيشه اآلن ،فكـثريون نشاهدهـم وقد تغـريت أحـوالهم .أولئك الذين يؤمنون دوما بأن هناك
أك َرث من سبيل للوصول إىل الهدف املنشود .بالطبع هناك أهداف محددة ووسائل الوصول لها محدودة أيضا ولكن تبقى يف الغالب
هذه األهـداف مبنيـة عىل قداسات معينة والتي تكون تعاليمها ناتجـة عن حكـمة نهائيـة ،أما أغلـب أهـداف الحـياة ومنها هـدف
تحسني األوضاع للمرء ذكـرا كان أم أنثـى فباستطاعـة اإلنسـان التغـيري والتبديـل بني أكـرث من خـيار ،والتمثيل عىل ذلك يفوق الحرص.
يف النهايـة أقول إنه دوما علينا أن نوقـن أن فرصـة ما ميكـنها أن تغـري من حـياتنا ولكن علينا التفكـري دوما يف الفـرص فإذا هـبت رياحـك فاغتنمهـا
فإن لكل عاصفة سكون عىل قول الشاعر ،وإذا قفـل باب ما فإن ألف باب آخـر بإمكانه أن يوصلك إىل حـيث تريد «فأينام ُتو ّلوا َّ
فثم وجـه الله».
فام علينا سوى التفكري بعمق للوصـول إىل أجـمل طـرق النجـاح وأكـرثها دميومة ال أن نبقـى أسـريي تفكـري قاتل يقتـل الحـياة والجـامل من حــولنا.
إرشاقة ملهمة:
الفرص الجميلة متر علينا دون أن نستوقفها؛ ألنها تندس داخل مالبس بالية اسمها العمل الشاق .محمد مستجاب
طور حياتك
العدد ( ) 27شهر ديسمرب26 2010
نـبـضــــات قــلـــم ـ
ـ
َت َّ
ـفكـــر
بقلم /د .غالية اإلمام ـ سوريا
نحن خلقنا من ماء وتراب ..أيها االنسان ..تحل بصفات العنارص التي منها خلقت ..كن كاملاء ..صافيا ..نقيا ..طاهرا ..تأيت بالخري والنفع
أينام حللت ..صابرا ..مثابرا ..ال تعرف امللل وال الفتور ..مؤثرا فعاال ال تهن عزميتك ..أال ترى املاء كيف ينحت الصخر رغم أنه يبدو
أضعف منه؟؟؟ ..كن مثل األرض التي منها وإليها املعاد ..األرض الخرية املعطاءة ..التي كلام رويتها وتعهدتها بالعناية والرعاية منت
وأمثرت وأغدقت من الخري الكثري ..اجعل نفسك زكية تعبق بالطيب يف كل حني ..أال تشم أحىل رائحة لرتاب األرض حينام تخالطه أوىل
قطرات املطر الطهور؟ ..كن كعنارص الرتاب والطبيعة ..كالحديد صلبا متينا يف الحق ..تصقلك الرضبات القوية وال تكرسك ..تصهرك نار
الشدائد وتنقيك وتزيدك متاسكا وقوة ..وكن كالذهب نقيا خالصا ال تغريه العوامل الخارجية مهام أتت عليه ..كن كباقي املخلوقات
من حولك ..كن كالزهرة النرضة ..تهدي عبريها الفواح دون مقابل ..وكن كالشجرة املثمرة ..تحمي بظلها كل غاد ورائح ..تهدي مثارها
لكل طالب و جائع ..تقابل بالعطاء حتى من يقذفها بحجر ,فكل إناء مبا فيه ينضح ..وكن كالبذرة الصغرية ..ضعيفة؟ نعم! ولكنها
تحتمي برحم األرض وتشق طريقها بهدوء حتى تخرج نبتا قويا راسخا رسوخ الحق ..وكن كالسنبلة ..خرجت من رحم حبة فأنبتت
(بفضل الله) مئة حبة ..مرنة مهام عصفت بها الريح تبقى ثابتة ال تغادر أرضها فجذورها أقوى من أي ريح ..وكن كالنحلة الصغرية..
ال تقع إال عىل أطايب الزهر ..وال تلتقط إال أنقى الرحيق ..وال تخرج إال أطهر وأصفى رشاب ..وكن كالنملة الضعيفة (فيام يبدو)..
مرصا عىل هدفك ..ال تحيد عنه مهام حصل حتى تبلغه ..ال توقفك الصعوبات وال توهن عزميتك العوائق ..بل تزيدك همة ونشاطا.
كن كالطـبـيـعـة كـلـهـا ..أال تـراها تـعـاكـس الـفـراغ وتـأبـاه؟؟؟ أال تـرى كـيـف يـسـري الـمـاء فـي أصـغـر الـشـقـوق وميألها؟؟؟
فكيف بك (أيها اإلنسان) ترتك نفسك نهبا للفراغ وأنت أكرم مخلوقات الله؟؟؟ كن مع الله عبدا خاضعا باختيارك متناغام مع حركة الكون
من حولك تسعد يف الدنيا واآلخرة ..فام خلقك ليشقيك وما جاء بك لألرض ليعذبك إمنا سخر لك كل يشء وكرمك وفضلك عىل كل خلق
ات َو َف َّض ْلنَاهُ ْم َعلىَ َك ِث ٍري ِم َّمنْ َخ َل ْقنَا َت ْف ِضيلاً »(اإلرساء.)70 سواكَ « ،و َل َق ْد َك َّر ْمنَا َب ِني آ َد َم َو َح َم ْلنَاهُ ْم فيِ ا ْلبرَِّ َوا ْل َب ْح ِر َو َر َز ْقنَاهُ ْم ِمنَ َّ
الط ِّي َب ِ
عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش عىل الهامش
حياتنا هي أعظم املدارس ...يف كل يوم لنا درس ...ويف كل ساعـة لنا استفادة ...كم هي األيام التي ذهـبت من أعامرنا...
وقد حفرت يف كل ذاكــرة منا موقف ...نعيش أيام عىل ذكراه ...قد يكون مبثابة الوقود الذي يدفعنا لألمام ...نعم وكان هذا
هو درس يومي ...أميش بخطوايت مرسعة ليك أتدارك حافلة النقل إىل املكتبة العامة ...ولهيب الشمس قد أحرق كل ذرة
صرب عندي فالحافلة ذهبت والبد أن أنتظر بعد ...قد عال تضجري حتى كدت أن أبثه لكل من حويل ...وبينام أنا عىل هذا
الحال ...تراءا يل شخص من بعيد وكأنه أيضا عىل عجلة من أمره ...ولكن وضعه مختلف متاما عني ...فهو رجل مقعد فجعلت
أحدق فيه وكأين أرى معنى الصبـــر الحقيقي الذي فقدته بحجة حرارة الشمس ...الصرب الذي قل من جربه ...يدفع كرسيه
املتحرك بيداه وقد أثقله حمل الكتب ...ماذا عساي أن أصنع بت خجلة من نفيس ...وصل إىل سيارته وقد زاد فيني الفضول
كيف سريكبها وماذا سيفعل بهذا الكريس ...نسيت أين أنتظر حافلة النقل ...ونسيت حينها حرارة الشمس ...تفكريي ونظري
موجه لذلك الذي جاء ليعلمني الدرس ...وصل سيارته ...فتح الباب الخلفي رمى الكتب بطول يديه عىل املقعد وقفل عائدا
نحو الباب األمامي وأنا اطيل النظر فتحه وبدأ بتحريك نفسه باتجاه املقعد فليس ما كان يفعله سهال ...ال وألف ال قام برفع
نفسه قليال ثم رمى بجسده عىل املقعد وتدلت رجاله للخارج ثم قام بحملها ووضعها داخل السيارة ...وكان هذا جديرا أن
يجعلني أخجل من نفيس وأستصغرها وما زاد دهشتي الكريس املتحرك الذي ظل بجانب السيارة وأنا أظن أن الدرس قد انتهى
إىل هنا ولكن كانت املفاجأة أقصد الصفعة التي أيقظتني فعال هو أنه قام بفتح كل عجلة عىل حده ووضعها يف السيارة ثم
انتهى بالكريس ووضعه هو كذلك بجانبه ...سألت نفيس كم مرة يفعل ذلك يف اليوم؟!! ماهو صربي أمام صربه؟!! كم منا
معاىف يف بدنه ويف عقله ومل يصرب عىل أقل القليل...كم منا ال يعرف غري عبارات التضجر والتشاؤم ...شكرا لك يا من علمتني
درسا لن أنساه ...يامن علمتني الصرب الحقيقي ...لن أتضجـر بعد اليـوم وحـرارة الشمـس ستكـون الدافـع للبـذل والصـرب...
«الحمدلله الذي عافني مام ابتىل به كثريا من الناس» .شيخة أحمد
طور حياتك
27 العدد ( ) 27شهر ديسمرب2010
لــكـي نتواصل
إنها القوانني
بقلم /أ .كريم الشاذيل ـ مرص
كاتب وباحث يف مجال العلوم اإلنسانية
يُروى أن كان هناك حـصانان يحمالن حـمولتـني ،فكان الحـصان األمامـي ميـيش بهمة ونشـاط ،أما الحـصان الخلفي فكان كسوال جدا ،بدأ الرجال
يكدّسون حمولة الحصان الخلفي ــ الكسول ــ عىل ظـهـر الحـصان األمامي ــ النشيط ــ وبعد أن نقـلوا الحـمولة كلها ،وجد الحصان الخلفي أن
األمر ج ّد جميل ،وأنه قد فاز وربح بتكاسله ،وبلغت به النشـوة أن قال للحـصان األمامي :اكـدح واعـرق! ،ولن يـزيـدك نشـاطـك إال تعـباَ ونصـبـا!!.
وعندما وصلوا إىل مبتغاهم ،قال صاحب الحصانني :وملاذا ُأطعم الحصانني ،بينام أنقل حمولتي عىل حصان واحد؟ ،من األفضل أن أعطي
الطعام كله إىل الحصان النشيط ،وأذبح الحصان اآلخر ،وسأستفيد من جلده عىل األقل! ،وهكذا فعلها.
قسم عىل الجميع سواسية ،املجتهد منهم والكسول ..واملدهش ظن هذا الحصان الذيك ــ وبعض الذكاء مهلكة! ــ أن الحياة تؤخذ بالحيلة ،وأن األرباح ُت ّ
أن هذه القصة تتكرر كثريا يف الحياة ،يظن املرء يف ظل وضع فاسد أن الحياة ميلكها أصحاب الحيل ،وأن الدَّ هْ امء هم الذين يضعون قوانني اللعبة!.
كثري من التعساء ال يدركون أن للحياة قوانني ال تحيد ،حتى وإن مالت قليال لظروف ما ،متاما كام مالت أمام الحصان الكسول فغ ّررت به ،ولعل من
حسن طالعنا أن القرآن أخربنا أن هناك قانونا يف الحياة يُدعى قانون العملَ { :و ُق ِل ا ْع َم ُلوا َف َسيرَ َى ال َّل ُه َع َم َل ُك ْم َو َر ُسو ُل ُه َوا ْل ُم ْؤ ِمن َ
ُون} ،بوضوح غري قابل
للتشويش ،الله -جل اسمه-يعطينا خالصة قانون هام من قوانني الحياة ،وهو العمل ،والجد ،واالجتهاد ..وهوماسيتمتقييمه يف اآلخرة ،فضال عن الدنيا.
قانون السبب والنتيجة ،والفعل ور ّد الفعل ،كلها تؤكد أن األعامل تفرز نتائج معروفة وواضحة ،وأن للحياة قواعد ترسي عىل الكبري والصغري.
هل حـزنت مثيل عندما وجـدت أن هناك من هم أقل منك وفازوا ،وأغبى منك وربحوا ،وأصغر منك ونالوا من الحياة قسطا أكرب مام نلته؟!.
ال تحـزن ..فالله ال يظلـم مثـقـال ذرة ،اعـمـل واكــدح وقـدّم ما تستـحــق عليـه املكــافـأة يف آخــر الطـريـق ،وال تتـذ ّمــر ،فـرمبا قـدّم هذا
وسلخ كصاحـبنا الحـصان!. الشخـص أو ذاك ما يستـحـق أن ينـال ما تــراه فـيـه من نعـمـة ،أو رمبا يُسـاق دون أن يـدري إىل خـامتته ،فرتاه وقد ُذبح ُ
إرشاقة ملهمة:
لعلك كمعظم الناس متيل إىل الوقوع يف فخ االعتقاد بأن شخصا آخر سيتح ّمل التحديات التى تواجهك ىف حياتك
مبا فيها دفع نفقاتك يف هذا العامل .ولكن من غري املحتمل أن يقوم أي شخص بتأمني املعيشة لك .وحتى لو كان
ممكنا لنا أن نحصل عىل بعض األشياء من غري مجهود ،فلن يعترب هذا نجاحا .علينا يك نشعر بأننا ناجحون أن
نخترب معنى االنجاز وأن نشعر بأننا نستحق ما نحصل عليه ،فأفضل طريقة للوصول ملبتغاك هو أن تبذل جهدا من
أجله ،ميكنك أن تعمل من أجله عمال شاقا مد ُته طويلة ،أو أن تكون خالقا أكرث فتعمل وقتا أقل بحيث تجد بعض
الوقت لتستمتع مبا تريده يف الحياة ،علام أن الطريقة الثانية تسمح لك باالستمتاع بالحياة أكرث.إيرين زيلنسيك
طور حياتك
العدد ( ) 27شهر ديسمرب28 2010
هناك حفرة يف طريقي
سرية ذاتية يف خمسة فصول قصرية
بقلم /بورشيا نيلسون
الفصل األول
كنت أسري يف الشارع،
واجهتني حفرة عميقة يف الطريق،
سقطت فيها.
ضعت ...وال حيلة يل
وليس هذا بخطأي
يتطلب األمر دهرا للخروج.
الفصل الثاني
كنت أسري يف نفس الشارع،
وهناك حفرة عميقة يف الطريق،
وسقطت ثانية.
لست أصدق أنني يف املكان نفسه مرة أخرى.
ولكن ،ليس هذا خطأي.
ما يزل األمر يتطلب وقتا طويال للخروج.
الفصل الثالث
كنت أسري يف نفس الشارع،
وهناك حفرة عميقة يف الطريق،
إنني أرى أنها هناك،
ولكنني سقطت أيضا .إنها عادة.
عيناي اآلن مفتوحتان،
وأعرف أين أنا.
إنه خطأي .وخرجت عىل الفور.
الفصل الرابع
كنت أسري يف نفس الشارع،
وهناك حفرة عميقة يف طريقي،
مل أسقط .التففت حولها.
الفصل الخامس
رست يف شارع آخر.
2010 © Copyright