You are on page 1of 65

‫نحو رؤية مستقبلية للتعليم للمئة سنة القادمة‬

‫أفكار غير مألوفة‬


‫عبد الحميد مظهر‬
‫دعوة‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫عزيزتى الفاضلة وعزيزى الفاضل‬

‫السلم عليكم ورحمة ا وبركاته‬

‫هذه هى الخطوط العامة لمشروع تطوير مستقبلى للتعليم‬


‫فى العالم العربى‪ ،‬أرجو منك دراستها بإمعان‪ .‬لقد تعودنا‬
‫هنا فى مجال العلوم الهندسية والطبيعية و الجتماعية‬
‫والتربوية أن يرسل مؤلف الكتاب كتابه إلى مجموعة من‬
‫الملمين بموضوع الكتاب ويسألهم قراءة كل الكتاب أو بعض‬
‫الفصول منه ويطلب منهم إفادته بالمور الغامضة والمور‬
‫المختصرة والمسائل التى تحتاج إيضاح وكل ما من شأنه أن‬
‫يحسن من مستوى الكتاب‪ .‬وبعد أن يعدل المؤلف كتابه‬
‫يكتب فى مقدمة كتابه شكرا‪ T‬لكل من راجع الكتاب ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك يقول المؤلف للقارىء إن أى خطأ أو تقصيرا‪ T‬يجده فى‬
‫الكتاب فهو من مسئولية الكاتب وحده‪ .‬ولننى تعودت على‬
‫ذلك فأنا بدورى أسألك أن تقرأ هذا المشروع والرجاء إفادتى‬
‫بالمورالغامضة والنقاط التى تحتاج حذف أو توضيح أو إضافة‬
‫‪ ،‬وبعد ذلك يمكننا العمل على نشر هذا المشروع البديل لما‬
‫‪.‬هو موجود حاليا‪T‬‬

‫و لتكن البداية هنا بالحوار حول التعليم فى العالم العربى‬


‫على كل المستويات‬

‫و ما جاء فى هذا المشروع لحل الشكاليات الكثيرة للتعليم‬


‫فى العالم العربى و الدعوة لصلحة برؤية جديدة‬

‫و تحياتى‬
‫مقدمة‬
‫نحو رؤية مستقبلية للتعليم فى بلدنا‬

‫نعرض هنا إقتراحا لتغيير جذرى للعملية التعليمية ‪ ،‬تغييرا يتلءم مع منجزات‬
‫العصر الذى نعيش فيه‪ .‬والهدف الساسى من التغيير هو أن نكون مساهمين‬
‫فى إنجازات عصرنا و مشاركين فى صنع أحداثه ‪ ،‬وليس فقط متفرجين و‬
‫متأثرين بما يدور حولنا‪ .‬ولكن كيف نكون فاعلين دون أن نغير و نطور من قدرات‬
‫النسان المصرى و العربي ؟ وإن كان التعليم هو أحد الوسائل ‪ ،‬فلماذا ل‬
‫نطوره ليقوم بدوره في هذه المهمة الحضارية؟‬

‫ربما كان من المناسب لشعوب العالم الثالث أن تبتكر أفكارا جديدة ‪ ،‬قابلة‬
‫للتطبيق ‪ ،‬لتساعدهم على السراع فى عملية التنمية و النمو لشعوبهم‬
‫للوصول بعد جيل أو جيلين إلى المشاركة فى قيادة البشرية‪ .‬فإذا لم نبذل‬
‫جهدا ونقبل التغيير فى هذ التجاه ‪ ،‬فسوف يتأخر إقلعنا الحضارى و سوف‬
‫نبقى فى آخر الركب‪ .‬وأساس التغيير هو النسان ‪ ،‬والتعليم السليم هو الذى‬
‫يبنى النسان السليم‪ .‬فإذا كان عددا قليل من الفراد المؤهلين للقيادة‬
‫يستطيعون أن يفعلوا الكثير لبلدهم و أوطانهم و حضارتهم ‪ ،‬فما بالك بزيادة‬
‫العدد ليشمل نسبة كبيرة من شبابنا المتعلم؟ وهنا يتضح دور التعليم و‬
‫مؤسساته فى البناء الحضارى المعتمد على النسان ‪ ،‬وهنا نجد أنفسنا فى‬
‫أشد الحاجة لفكر تعليمى جديد‪.‬‬

‫سوف أعرض هنا الخطوط العامة لستراتيجية تعليمية جديدة لقرن قادم‪.‬‬
‫وهى مبنية على رؤية مستقبلية للتعليم فى مصر و العالم العربى ‪ ،‬و هى‬
‫رؤية غير مألوفة لنها تهدف إلى تغيير كلى وشامل لنظام التعليم الحالى بكل‬
‫مشاكله وتبنى نظا ‪f‬م آخر يصلح لجيال عصر المعلومات وثورة المعرفة والذكاء‬
‫الصناعى‪ .‬وهى تهدف أيضا‪ g‬إلى بناء جيل مستقبلى قادر على تنمية الحياة و‬
‫انتاج العلوم وحل المشكلت بدل ‪ g‬من الكلم حول المشاكل و العلم‪ .‬وبعد‬
‫مناقشة هذه الرؤية مع كل مهتم بالتعليم ‪ ،‬ومراجعتها بالتعديل والحذف‬
‫والضافة ‪ ،‬ومن ثم التفاق على صلحيتها يمكن لنا أن نعمل معا كفريق من‬
‫أجل التخطيط لمشروع قومى مستقبلى لتطوير التعليم مبنى على هذه‬
‫الرؤية‪.‬‬
‫التعليم ومشاكله التى ل تنتهى‬

‫يدور الحديث كثيرا‪ g‬عن إصلح التعليم ‪ ،‬وتكررت كثيرا‪ g‬قضية تطوير و جودة‬
‫التعليم ‪ ،‬وتكلم العديد من المهتمين وكتبوا عن تعقيدات نظام التعليم الحالى‬
‫ومشاكله المتشابكة والتى ل تنتهى‪ .‬الجميع يشتكى ‪ ،‬الطلب والمدرسون‬
‫والمدراء والنظار وأولياء المور‪ .‬ومن أمثلة الشكاوى من نظام التعليم‬
‫الحالي ‪ :‬كثرة المقررات‪ ،‬صعوبة المتحانات ‪ ،‬طول سنوات الدراسة ‪ ،‬التركيز‬
‫على الحفظ والتلقين ‪ ،‬حفظ السئلة و أجوبتها النموذجية ‪ ،‬إرتفاع نسبة‬
‫الرسوب ‪ ،‬المية التعليمية ‪ ،‬الهدر التعليمي والتسرب ‪ ،‬الدروس الخصوصيه ‪،‬‬
‫إنشغال المدرسين بطرق أخرى للكسب لضعف رواتبهم ‪ ،‬مشاكل المبانى‬
‫والتجهيزات ‪ ،‬و مشاكل سلوك الطلب و طرق التدريس و أسالبب التقويم‪،‬‬
‫وغيرها من مشاكل العملية التعليمية وعناصرها من منهج وكتب ومدرسين‬
‫ورواتب و إدارة تعليمية وتعليم خاص‪ .‬ومن أهم المشاكل عدم وجود ارتباط‬
‫بين التعليم وسوق العمل و بين التعليم ودوره فى التنمية الحقيقية للمجتمع‪.‬‬
‫بالضافة إلى أن ما يدور فى عقل الطالب وهو البحث عن شكل أو منصب‬
‫إجتماعى عن طريق الحصول على درجة علمية أو شهادة ‪ ،‬فقد أصبح‬
‫الهتمام الول والخير عند غالب الطلب هو الحصول على شهادة وليس‬
‫التعلم‪.‬‬
‫أسئلة قبل التفكير فى الصلح‬

‫أفكار للصلح علينا أن نتأمل فى عد ‪f‬د من السئلة‬


‫‪f‬‬ ‫وقبل أن ننطلق فى إطلق‬
‫التى تساعد وترشد إلى الطريق الكثر صوابا ‪ .t‬وهذه السئلة سوف تساعد‬
‫على الختيار بين تعديلت فى النظام الحالى أو تغييره كليا‪.g‬‬

‫‪ -‬لماذا أصل ‪ g‬التعليم ؟ وهل المجتمع فى حاجة لنظام للتربية والتعليم؟‬


‫‪ -‬ما هو المقصود بالتربية؟‬
‫‪ -‬ما الفرق بين التعلم والتعليم عند المدرس وهو يقوم بواجبه فى قاعة‬
‫الفصل؟‬
‫‪ -‬هل التعليم يفيد الدولة والمواطن؟ وكيف؟‬
‫‪ -‬هل نحن فى حاجة لمدارس وجامعات ومعاهد حكومية أو خاصة؟‬
‫‪ -‬لماذا الحديث الن عن الصلح والتجويد؟‬
‫‪ -‬كيف نقيس نجاح العملية التعليمية؟‬
‫‪ -‬هل التطوير الحالى الجديد يبحث عن تعليم أم تعلم؟ وما الفرق بينهما وبين‬
‫التربية‪ ،‬فكلها أصبحت دروسا ‪ t‬تقرأ وكلما يكتب ‪ ،‬وعبارات‪ f‬تحفظ؟‬
‫‪ -‬وهل نحتاج التربية فى التعليم العالى أيضا؟‬
‫‪ -‬ماهو معيار نجاح نظام تعليمى ما؟‬
‫‪ -‬ماذا تعنى جودة نظام التعليم؟ ما هى معاييرها؟ هل يمكن قياسها‬
‫موضوعيا‪g‬؟‬
‫‪ -‬ومن الذى سيقوم بقياس الجودة؟‬
‫‪ -‬هل مجرد زيادة عدد المدرسين يصلح التعليم؟ هل زيادة رواتب العاملين فى‬
‫نظام التعليم سيحسن التعليم؟‬
‫‪ -‬هل تغيير الكتاب والمقررات سيصلح التعليم؟‬
‫‪ -‬هل إعطاء كل طالب حاسب آلى وحساب على النترنت سيصلح التعليم؟‬
‫‪ -‬هل تغيير طرق التدريس وأسئلة المتحانات وغيرها من وسائل التقويم‬
‫سيصلح التعليم؟‬
‫‪ -‬هل يمكن أن يؤثر التعليم بطرقه الحالية فى تغيير سلوك الطلب ومهاراتهم‬
‫الفكرية؟‬
‫‪ -‬هل يكسب التعليم الحالى الطلب عند تخرجهم ما يمكن قياسه من علم‬
‫ومعرفة ومهارات فكرية وحياتية وقدرات على حل المشاكل و التواصل والحوار‬
‫والنقاش؟‬
‫‪ -‬وهل يمكن لنظام التعليم أن يلغى التأثيرات السلبية للنترنت والقنوات‬
‫الفضائية والفيديو والسينما بما تمثله هذه الوسائل من قيم حياتية وسلوك‬
‫مقبول؟‬
‫‪ -‬هل التكاليف القتصادية التى تصرفها الدولة على التعليم العام والجامعى ‪،‬‬
‫وهى جزء مقتطع من ميزانية الدولة ‪ ،‬هل لها عائد على الدولة والمواطن‬
‫والتنمية البشرية للمجتمع؟‬

‫إعتمادا ‪ t‬على أجوبة السئلة السابقة ‪ ،‬هل يمكن إصلح نظام التعليم الحالى‬
‫من خلل مجموعة من التعديلت والجراءات التى تحل مشاكل المقررات‬
‫والتدريس والمتحانات و رواتب المدرسين وملئمة المبانى والتجهيزات وأعداد‬
‫الطلب فى الفصل‪ ،‬والدروس الخصوصية‪ ،‬دون مراجعة شاملة لدور التعليم‬
‫فى الدولة والمجتمع؟ أم من الفضل تبديل نظام التعليم و ابتكار نظام تعليمى‬
‫جديد قادر على التحكم فى العملية التعليمية لخراج مواطن يصلح لدارة‬
‫الحياة فى بلدنا فى المئة سنة القادمة؟‬
‫نحومشروع قومى للتعليم للمئة سنة القادمة‬

‫بعد مراجعة السئلة السابقة يلح علينا الفكر فى الختيار بين بعض التعديلت‬
‫والتغيرات فى نظام التعليم الحالى وبين تبديل كل النظام السائد‪ .‬و عندما‬
‫نفكر لمشروع مستقبلى ‪ ،‬لمئة عام قادمة ‪ ،‬فإننا يجب أن نغير طرق التفكير‬
‫المألوفة ونعتمد على توقعات للمستقبل مبنية على معارفنا واحتياجتنا‬
‫الحالية ‪ ،‬وعلى ماذا نريده من التعليم حتى يحقق رؤيتنا لمستقبل المجتمع‬
‫والدولة؟ ولن مدة مئة سنة هى فترة طويلة فيجب أن تتضمن خطط التطوير‬
‫المستقبلية آلية دورية للمراجعة والتعديل ‪ .‬فما رأيكم في قبول دعوة للتغيير‪،‬‬
‫تغيير النظام التعليمي كله‪ .‬فأى تعليم نريد؟ ومن يقرر التغيير ؟ وكيف يقبل‬
‫هذا الفكر الجديد؟ وهل يمكن أن يطبق؟ هذه السئلة سوف نجيب عليها‬
‫تحت العناوين التية‪:‬‬

‫أول‪ :T‬التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية‬


‫ثانيا‪ :T‬رؤية إستراتيجية للتعلم‬
‫ثالثا‪ :T‬رؤية غير مألوفة للتعليم العام‬
‫رابعا‪ :T‬التعليم العام ومفهوم التربية المأمول‬
‫خامسا‪ :T‬ما بعد التعليم العام من منظور مختلف‬
‫سادسا‪ :T‬وماذا عن التعليم العالى أو الجامعى‬
‫سابعا‪ :T‬مسؤليات إضافية لدور التعليم فى التنمية البشرية‬
‫ثامنا‪ :T‬نحو خطوات للعداد والتنفيذ‬
‫تاسعا‪ :T‬مشروعات مقترحة‬
‫عاشرا‪ :T‬المعوقات‬

‫*******************‬
‫أول‪ :f‬التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية‬

‫)‪(1‬‬
‫بحثا عن التكامل‬

‫هل يمكن فصل نظام التعليم عن باقى أنظمة الدولة ‪ ،‬وهل يمكننا أن نطور‬
‫التعليم ونجوده بمعزل عما يجرى من مؤثرات داخلية وخارجية؟ وهل يمكن أن‬
‫نغير التعليم ونصلحه دون الستناد إلى أهداف الدولة واستراتيجيتها‪ ،‬وهل‬
‫يمكن ذلك بعيدا ‪ t‬عن حاجات الناس ومصالح المجتمع؟ هذا ما نحاول ان نتعرض‬
‫له هنا‪.‬‬

‫ل نستطيع التفكير فى إصلح التعليم كقضية منفردة معزولة عن المجتمع‬


‫وأفراده ومصالحه ‪ ،‬ول منفصلة عن الدولة ومؤسساتها وأنظمتها السياسية‬
‫والقتصادية ‪ ،‬ول منفصلة عن أهداف الدولة و مصالحها وأستراتيجيتها ودورها‬
‫فى المنطقة والعالم‪ .‬وعند التخطيط لتطوير التعليم يجب ان نأخذ فى العتبار‬
‫عددا ‪ t‬من القضايا المرتبطة بالتعليم ‪ ،‬والتى إذا أهملت لن يؤدى التعليم دوره‬
‫المأمول للوطن وللمواطن فى المستقبل القريب والبعيد معا ‪ .t‬التطورات‬
‫السريعة والمتلحقة فى السياسة العالمية والقتصاد العالمى‪ ،‬وحرية التجارة‬
‫والشركات المتعدية الجنسية وسوق العمالة ومتطالباتها ) العولمة( كل هذا‬
‫سوف يؤثر على دور ووظيفة المتخرج من نظام التعليم والمنافسة التى‬
‫سيواجهها للحصول على وظيفة فى سوق العمل‪ .‬فكيف سيعمل التعليم‬
‫المستقبلى على إعداد المتخرج للتعامل مع هذا الجو غير المألوف له؟ هذا‬
‫من ناحية الوظيفة التى توفر للمتخرج المقدرة القتصادية لتكوين أسرة له‬
‫وتحقيق طموحاتة الشخصية‪ .‬ومن ناحية أخرى تستقبل حواس المواطن ‪،‬‬
‫السمعية والبصرية ‪ ،‬ما تقدمه له وسائل العلم من تلفزيون و راديو وصحف‬
‫وقنوات فضائية وأشرطة فيديو وغيرها من قيم ونماذج للحياة ‪ ،‬و هذه سوف‬
‫تؤثر عليه نفسيا ‪ t‬وماليا ‪ ، t‬فكيف يمكن لنظام التعليم المستقبلى ان يساعده‬
‫على الستجابة لهذه المؤثرات اليومية‪ ،‬وما يمكن ان تسبب له من مشاكل‬
‫له ولسرته وأولده؟ وكيف له ان يتعامل مع الغراء الدائم من سوق النتاج‬
‫والبضائع الذى ليكف عن حث المواطن على الشراء؟ وماذا عن قضاء وقت‬
‫الفراغ من الستمتاع بالرحلت ومتابعة الرياضة المحببة له ؟ وماذا عن تأثير‬
‫هذا على قيمه الروحية والفكرية والدينية ؟ وهل يمكن للتعليم ان يعطيه‬
‫المناعة حتى ل يتحول هو نفسه إلى شىء من الشياء ول يهتم إل‬
‫بالشياء؟ وهل يمكن للتعليم ان يعتبر الطالب أكثر من فصل دراسى وكراسة‬
‫وقلم؟ وهل يمكن أن نتعامل مع الطالب كإنسان وليس كمنتج إقتصادى؟‬
‫وماذا عن التلوث؟ وهل يمكن للتعليم ان يؤدى دورا ‪ t‬فى التقليل من أثر‬
‫النسان والستهلك على البيئة النظيفة؟ وما علقة الحزاب السياسية‬
‫ومؤسسات المجتمع المدنى ودورها فى تطوير التعليم وترقية المواطن حتى‬
‫يشارك فى نهضة بلده؟‬

‫ول يمكن مناقشة قضية إصلح التعليم دون نظرة شاملة ومتكاملة للتعليم‬
‫العام والتعليم الجامعى معا ‪ ، t‬وهذا الشمول يجب ان يتضمن تصورا ‪ t‬ما‬
‫لمستقبل الخريج ‪،‬وماذا سيفعل بعد تخرجه من العمل أوالوظيفة إو إكمال‬
‫الدراسة؟ وهل يتيح له المجتمع ما يريده؟ بالطبع فإننا فى حاجة شديدة‬
‫لمعرفة سوق العمل وأحتياجه لنوعيات محددة من المتخرجين لعقود تالية‬
‫حتى يمكن تأمين وظائف للمتخرجين ‪ ،‬و حتى يمكن التخطيط لعداد الطلب‬
‫الممكن قبولهم فى التعليم الجامعى بأقسامه وتنوعاته المختلفة‪ .‬وأيضا يجب‬
‫معرفة اهداف الدولة‪ ،‬وخريطة البحث العلمى المطلوبة مستقبل ‪ ، t‬فهى التى‬
‫توجه المتخرج الذى يريد إكمال دراسته العليا ‪ ،‬فى إختيار مجال الدراسات‬
‫العليا المتاح‪.‬‬

‫هذا عن قضية تطوير التعليم المطروحة بإلحاح منذ سنوات‪ .‬وماذا عن قضية‬
‫جودة التعليم المطروحة أيضا ‪t‬؟ فى الحقيقة ومن منظور عملى فإننا ل يمكن‬
‫ان نناقش مسألة جودة التعليم دون أن نعرف مقدما ‪ t‬لماذا نعلم أولدنا؟‬
‫فمعرفة أهداف التعليم هى التى ترشدنا الى تصميم معايير الجودة ‪ ،‬فقياس‬
‫جودة التعليم يقوم على إبتكار معايير موضوعية لقياس ما حققة التعليم من‬
‫أهداف فى شكل معارف ومهارات اكتسبها المتخرج و يمكن قياسها‪ .‬وابتكار‬
‫نماذج قياسية لختبار قدرات المتخرج يمكنها ان تعطى دللت على مواصفات‬
‫المتخرج التعلمية وطاقته المحتملة للنجاح فى الحياة ‪ ،‬فالتقويم والجودة ليس‬
‫لهما معنى حقيقى دون معرفة أهداف النظام التعليمى‪ ،‬وماذا يفيد التعليم‬
‫كل ‪ t‬من الطالب والمجتمع و سوق العمل والدولة‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫مكونات إنسان المستقبل‬

‫أنا اتصور ان إنسان المستقبل يجب أن يتكون من تركيبة متوازنه و متفاعلة‬


‫من ثلث مكونات‪:‬‬

‫المكون الول هو العقل وله عدة صفات‬ ‫‪-1‬‬


‫المكون الثانى هو القلب وله أيضا عدة صفات‬ ‫‪-2‬‬
‫المكون الثالث هو الساعد وأيضا له عدة صفات‬ ‫‪-3‬‬

‫وأهم شىء هو التوازن بين هذه المكونات ‪ ،‬بحيث ل يطغى مكون على الخر‪.‬‬
‫لكل من العقل و القلب و الساعد عدد محدد من الصفات ‪ ،‬يمكننا أن نتفق‬
‫عليها ‪ ،‬ولكننى ل أتوقع ان كل مواطن سوف يحمل نفس العدد من صفات كل‬
‫مجموعة و بنفس الدرجة‪ .‬لذلك أرى أن التنوع فى الدرجه لكل صفة هو‬
‫المطلوب‪ ،‬ولكن لبد من وجود حد ادنى من كل صفة ‪ ،‬وأيضا حد أدنى من‬
‫الصفات من كل مكون‪ .‬وهذه هى بعض المثله من الصفات‪:‬‬

‫‪ -1‬العقل‪ :‬القدرة على جمع وتصنيف المعلومات ‪ ،‬القدرة على‬


‫الوصف و التحليل و التركيب والتعليل و الستنتاج السليم ‪،‬‬
‫القدرة على الوصول الى المعارف من المعلومات ‪ ،‬القدرة على‬
‫فهم القوانين التى تحكم الظواهر ‪ ،‬المراجعة المستمرة‬
‫وتصحيح الخطاء ‪ ،‬القدرة على التفكير الناقد والخلق‬
‫واليجابى والقدرة على فهم المشاكل وحلها‪.‬‬

‫‪ -2‬القلب‪ :‬الرحمة ‪ ،‬التسامح ‪ ،‬الحب ‪ ،‬التألف ‪ ،‬الشعور‬


‫والحساس بالخر وغيرها من صفات المودة والدفىء‪.‬‬

‫‪ -3‬الساعد‪ :‬العضلت ‪ ،‬اليد ‪ ،‬العمل ‪ ،‬القوة ‪ ،‬الجسم ‪ ،‬الصحة‬


‫وغيرها من مواصفات الجسم السليم‪.‬‬

‫العقل يمكن ان يؤدى إلى فهم وتنمية وتطبيق مفاهيم العدل ‪ ،‬والقانون ‪،‬‬
‫والحكم ‪ ،‬والسيادة ‪ ،‬والمن ‪ ،‬والعلم‪ .‬بينما القلب يمكن أن يؤدى إلى‬
‫التعاون ‪ ،‬التحمل ‪ ،‬المبالة ‪ ،‬النتماء ‪ ،‬ال أنانية ‪ ،‬التكافل ‪ ،‬التراحم ‪ ،‬الحب‬
‫وغيرها‪ .‬أما الساعد فيمكن أن يؤدى إلى النتاج ‪ ،‬القوة ‪ ،‬إرهاب العدو ‪،‬‬
‫التفوق الرياضى ‪ ،‬الدفاع عن النفس و ‪...‬الخ‪.‬‬
‫ومن خلل التفاعل و التوازن بين هذه المكونات سوف تظهر صفات أخرى مثل‬
‫المساواة ‪ ،‬والعتراف وقبول الخر ‪،‬التعاون ‪ ،‬العمل الجماعى ‪ ،‬مفهوم أعمق‬
‫للحرية ‪ ،‬تقسيم العمل ‪ ،‬التضامن ‪ ،‬مفهوم العقد الجتماعى ‪ ،‬نظام عادل‬
‫للحكم ‪ ،‬إلخ‪ .‬وسوف نستطيع ان نرى كثيرا ‪ t‬مما يطالب بة المفكرون وغيرهم‬
‫من الحقوق والواجبات على مستوى الفراد والجماعات ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫التنمية البشرية و إنسان المستقبل‬

‫إذا أعتبرنا الدولة و المجتمع كمجموعات متنوعة من الفراد ‪ ،‬وأن كل فرد له‬
‫مكونات ثلثة‪ :‬العقل ‪ ،‬والقلب ‪ ،‬والساعد ‪ ،‬وأن كل مكون له صفات عديدة ‪،‬‬
‫فإن ما نراه من مجتمعات و دول مختلفة هو الناتج عن تفاعل المكونات‬
‫المختلفة لفراده خلل مدد زمانية طويلة‪.‬‬

‫العلم و الفن و نظام الدولة والدستور والقوانين والعادات والقيم والتقاليد و‬


‫غيرها تنتج من تفاعل هذه المكونات من خلل مجموعات متعددة من الفراد‬
‫والجماعات ‪ ،‬والختلفات الحادثة فى شكل الدولة والمجتمع تعتمد على‬
‫النسب المختلفة لهذه المكونات الثلث وعلى نوعية التفاعلت بينها‪ .‬ويمكن‬
‫بنا ‪t‬ء على ذلك ان نفهم ونفسر العديد من الظواهر التاريخية و الثقاقية و‬
‫الحضارية والمجتمعية‪ .‬فإذا أخذنا مجتمعا ‪ t‬يأخذ الجانب العقلى فقط ويهمل‬
‫الجوانب الخرى فإننا نصل لمجتمع فكرى خالص يقدس الفكر ويلغى ما غيره ‪.‬‬
‫وإذا الغينا العقل من مجتمع وتركنا القلب فقط ‪ ،‬فربما وصلنا لمجتمع مبنى‬
‫على المشاعر والحاسيس و التفعالت أساسا ‪ . t‬وأذا اخذنا الساعد فقط ‪،‬‬
‫فيمكن ان نصل إلى مجتمع يقدس القوة ويعمل على إستغلل الضعفاء‬
‫وإستعبادهم وربما برر مفهوم الرق إعتمادا ‪ t‬على مفهوم إن العنصر القوى هو‬
‫الفضل‪ .‬أما إذا أخذنا مجتمعا ‪ t‬يأخذ مكونين فقط مثل العقل والقلب ‪ ،‬أو العقل و‬
‫الساعد ‪ ،‬أو القلب والساعد ‪ ،‬فإننا نصل لمجتمعات لها طبائع وسلوكيات‬
‫مختلفة عن المجتمعات التى تركز على مكون واحد فقط‪ .‬أما المجتمعات التى‬
‫تأخذ المكونات الثلثة ‪ ،‬فمن الواضح أنها تنتج سلوكيات و قيم و قوانين‬
‫مختلفة عن المجتمعات السابق وصفها‪ .‬ومن الواضح أن المجتمع السلمى‬
‫الصحى ‪ ،‬وهو ما نحتاجة الن ‪ ،‬يأخذ الحياة كلها بطريقة متوازنة‪ ،‬وهذا يحدث‬
‫من تأثير الدين الصحيح‪.‬‬

‫وبنا ‪t‬ء على ذلك الفهم يمكننا ان نفسر عددا ‪ t‬كبيرا ‪ t‬من الظواهر الجتماعية‬
‫والحداث التاريخية إعتمادا ‪ t‬على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلث‬
‫الموجودة فى النسيج الجتماعى الموجودة فى ذلك الوقت‪ .‬وهذا يعود فى‬
‫النهاية إلى مكونات كل فرد فى هذه المجتمعات ‪ ،‬وكيفية التفاعل الجتماعى‬
‫بين أفراد و فئات المجتمع‪.‬‬

‫وهنا نستطيع ان نعيد صياغة السؤال الخاص بمكونات إنسان مصر المستقبل‬
‫كالتى‪:‬‬
‫ما هى النسب المطلوبة لتكوين هذا ألنسان‪ ،‬بين عقل و قلب و ساعد ؟‬
‫وما هى الصفات المرجوه فى كل مكون ‪ ،‬وما هو مدى التنوع المقبول فى كل‬
‫صفة بحيث يكون المجتمع متوازنا؟ ومن سيقوم بهذه المسئولية الوطنية؟‬
‫ة ام السرة أم وسائل العلم أم من؟ وكم نحتاج من الوقت والمجهود‬‫المدرس ‪t‬‬
‫والمال لتمام هذا المشروع؟‬
‫)‪(4‬‬
‫مسلمات ل يجب أن نهملها عند التخطيط لتطويرالتربية و التعليم‬

‫عندما نريد أن نغير التعليم ونطوره فنحن أمام واقع ‪ ،‬أمام تاريخ ‪ ،‬أمام دولة لها‬
‫حضارة و ملمح ‪ ،‬و أمام شعوب لها عقائد دينية سماوية ولها هوية من لغة و‬
‫فكر وثقافة‪ ،‬كما ان لها عادات وتقاليد ومثل وقيم وثوابت‪ .‬ولكى ينتج التطوير‬
‫نتائج مأمولة ول يسبب مشاكل ل تحل ‪ ،‬لبد ان ل يتصادم التغيير مع عموم‬
‫ما تؤمن به المة من ثوابت وطنية ودينية ل يختلف عليها عموم المة‪ .‬وهنا‬
‫يجب إعادة المراجعة لكل الساسيات التى نبنى عليها حياتنا لنزيل منها‬
‫الشوائب‪ ،‬من أفكار وعادات وتقاليد وسلوكيات ‪ ،‬ونضيف اليها المفيد الذى‬
‫يعيد بلدنا إلى الصدارة‪.‬‬

‫فى العالم الن موجة لليمان بالتعددية فى الحضارات و اللغات و الديان‬


‫والثقافات ‪ ،‬فلماذا ل نتمسك بهذا التجاة ونعمل من أجل تأصيل هويتنا‬
‫وشخصيتنا وثقافتنا ضمن التعددية المقبولة بل المرغوبة عالميا ‪ .t‬لذلك علينا ان‬
‫نأصل لفكرنا وعملنا ول نقلد وننقل ونصبح نسخا من هويات او أنظمة أخرى‪.‬‬
‫لذلك فإننا لن نتمكن من التغيير والتطوير إذا لم نأخذ واقعنا الذى نريد ان نغيره‬
‫‪ ،‬ولبد لنا ان نفكر لنفسنا فى المستقبل الذى نريده نحن‪ .‬ولسؤال هو ماهو‬
‫الذى نريد تغييره تغيير حقيقيا ‪ t‬غير موهوم؟ وما هى الملمح الشخصية التى‬
‫نريدها لمواطنيننا دون نسخ من هويات غير هويتنا أو نقل افكار وقيم بل تأمل‬
‫من ثقافات أخرى؟ وكيف يمكنن ان نفصل الغث من الثمين مما عندنا ومما‬
‫عند الخرين؟ هذا السئلة لبد ان توجهنا فى عملنا للتطوير والتغيير من أجل‬
‫إصلح التعليم‪.‬‬

‫والن نعرض لبعض المسلمات ‪ ،‬و كلمة " مسلمة" تعنى امور نسلم بها‬
‫ابتدا ‪t‬ء دون الخوض فى إثباتها بل نتفق على صحتها كنقطة بدء للتفكير فى‬
‫الصلح ‪ ،‬ونتفق أيضا ‪ t‬على ان هذه المسلمات ضرورية لبناء حياة إجتماعية‬
‫صحية للغالبية بأقل مشاكل‪ .‬وإذا كان قبولها يجلب من المصالح اكثر مما‬
‫يسبب من أ ضرار ‪ ،‬فعلينا ان نتمسك بها ونترك العبء على من يريد ان يثبتها‬
‫أو يفندها ليقدم لنا النصيحة والمشورة بعد ذلك‪ .‬وربما حدث فى المستقبل ما‬
‫يجعلنا ان نراجع هذه المسلمات فسوف نجد عندئذ هذا الرصيد من الثبات‬
‫والتفنيد ليساعدنا على الترجيح أو اللغاء أو الضافة أو التعديل لهذه‬
‫المسلمات‪ .‬وهذه هى بعض المسلمات‪.‬‬

‫المسلمة الولى‪ :‬الشعوب العربية هى شعوب فى غالبيتها متدينة‪،‬‬


‫وبالرغم من بعض النتقادات التى توجه لبعض مظاهر الدين التى نراها حاضرة‬
‫‪ ،‬إل ان كل الديان عندنا تؤمن بال ولبد ان يراعى هذا فى أى مفهوم‬
‫للصلح‪ ،‬بل على العكس من ذلك لبد ان يستفاد من اليجابية فى اليمان‬
‫بال ‪ ،‬وبقيم الدين المبنية على هذا اليمان ‪ ،‬لتساعد فى الصلح وتعطينا‬
‫مزيدا من الطاقة فى مجهودنا للصلح‪ .‬فأى محاولة للتغيير تبدأ بمهاجمة‬
‫الديان لن تؤدى إلى تغيير منتج أو إصلح حقيقى ‪ ،‬أما إذا كانت هناك مشاكل‬
‫مرتبطة بالدين ‪ ،‬وتأثيرات أتية من الخارج للغاء دوره ‪ ،‬فلبد ان يتعاون الجميع‬
‫من أجل العتماد على الذات وأن يقوم ا‪g‬صحاب الدين وعلماءه أنفسهم ‪،‬‬
‫إعتمادا ‪ t‬على مصادر الدين الصلية و على إدراك مقاصد الدين وأهداف‬
‫الشريعة لتغيير ما ظهر و إنتشر و أساء الى الدين‪.‬‬

‫المسلمة الثانية‪ :‬فى العالم المعقد الذى نعيش فيه الن يلعب العلم دورا‬
‫مهما‪ ،‬ل يمكن الستغناء عنه‪ ،‬وسيظل كذلك فى المستقبل المنظور‪ .‬لقد‬
‫أصبح العلم والتكنولوجيا من أهم الدوات لحل المشاكل وتسهيل الحياة‪.‬‬
‫والعلم ل يعطى مجانا ‪ t‬ول تقدم التكنولوجيا دون مقابل ‪ ،‬فى عالم يحكمة‬
‫المال والقتصاد ‪ ،‬لذلك لبد ان يأخذ العلم مكانه الصحيح فى مناهجنا وفى‬
‫طرق تفكيرنا لحل مشاكلنا‪ .‬ونحن ل تنقصنا القدرات ول المهارات العلمية ‪،‬‬
‫ولكن ينقصنا النظام الذى يسهل التعامل مع العلوم ‪ ،‬وتنقصنا الدارة العلمية ‪،‬‬
‫ونحتاج الهمة والعزيمة والصبر والنفس الطويل والصرار والمثابرة حتى يمكننا‬
‫ان نتمكن من العلم والتكنولوجيا حتى ل نظل تابعين ومستهلكين لنتائج العلم‬
‫والتكنولوجيا التية من الخارج‪ .‬ونحن أيضا ليس عندنا تناقض بين العلم‬
‫والدين ‪ ،‬فبينما يتعامل العلم مع الطبيعة الجامدة والحية و مع مواد ونبات‬
‫وحيوان ليفهم قوانينها للستفادة منها فى حياتنا ‪ ،‬فإننا فى المقابل نجد ان‬
‫من اهم وظائف الدين هو عمارة الرض وتحقيق النماء الفردى والجمعى‪ .‬وهل‬
‫يمكننا ان نحقق مقاصد الدين فى الستخلف دون العلم والتكنولوجيا؟ لذلك‬
‫ل يصح لنا ان نهمل العلم بأى دعوة من الدعاوى‪ .‬وحتى الملحدين ل يمكنهم‬
‫استخدام العلم لهدم العقيدة فى ا لنه ليس من وظيفة العلم ول فى‬
‫طرقه و منهاهجه طرق علمية لنفى وجود ا‪.‬‬

‫المسلمة الثالثة‪ :‬التغيير يحتاج إلى من يقوم به‪ ،‬وعادة يقوم بالتغيير عدد‬
‫قليل ولكنه يلقى مقاومة من عدد قليل أخر‪ ،‬وإذا لم يحدث التغيير إلى الفضل‬
‫فستظل المور كما هى او تسوء أكثر ‪ ،‬وينفجر الواقع دون إستعداد لتحمل‬
‫نتائجه‪ .‬ودون مساعدة من الغلبية الصامتة فستكون المور أكثر صعوبة لى‬
‫مجموعة رائدة تريد الصلح التعليمى والتربوى‪.‬‬

‫المسلمة الرابعة‪ :‬التفريق بين المواطنين الذين يسكنون معا منذ مئات‬
‫السنين ‪ ،‬ولهم نفس العادات والتقاليد واللغة وغيرها من ملمح مشتركة ‪،‬‬
‫هذا التفريق على اى اساس سوف يعمل تمزيق النسيج الجتماعى للدولة‬
‫ويكون بؤر يمكن ان تكون مدخل ‪ t‬لعدم الستقرار وكسر التجانس الوطنى ‪،‬‬
‫وفتح البواب لعداء المة لتمزيق الوطن ‪ ،‬بمساعدة فئة ضد الخرى ‪ ،‬لذلك‬
‫يجب ان يشارك الجميع فى مشروع إصلح التعليم حتى نسد مداخل‬
‫الشيطان‪ ،‬ونمحى بؤر النزاع الداخلى الذى أذا حدث لن يسلم منه أحد‪.‬‬

‫المسلمة الخامسة‪ :‬أى تغيير أو إصلح له كلفة إقتصادية ‪ ،‬ولبد ان تقوم‬


‫الدولة بدورها القتصادى فى الصلح التعليمى لنه إصلح استراتيجى للمئة‬
‫سنة القادمة ولذلك فله اولوية قصوى مثله مثل نظام الدفاع والتسليح‪ ،.‬إنه‬
‫من أولويات المن القومى‪ .‬لذلك فعلى أصحاب روؤس المال الوطنيين ورجال‬
‫العمال المحبين لبلدهم ان يشاركوا فى هذا المشروع المستقبلى‪.‬‬

‫المسلمة السادسة‪ :‬من المور المعروفة عن المواطن هو أرتباطه بأسرته‬


‫وعائلته ‪ ،‬والتأثيرات المتعددة ‪ ،‬العالمية والداخلية‪ ،‬تعمل على تفكيك دور‬
‫السرة وتقليل مفاهيم التكافل العائلى وزيادة نسب الطلق‪ ،‬و عدم إنضبات‬
‫سلوك البناء‪ ،‬لذلك على نظام التعليم ان يكون له دورا فى إعادة مفهوم‬
‫السرة ودورها فى عملية التربية والتعليم من خلل مشاركتها فى كثير من‬
‫النشطة المدرسية وأعمال التقويم الدراسى والتربوى‪.‬‬

‫المسلمة السابعة‪ :‬لبد لى عمل ناجح من ان يكون الفكر المبنى عليه‬


‫فكرا ‪ t‬منضبطا وقابل ‪ t‬للتطبيق‪ .‬فإذا كان هناك أفكارا ‪ t‬كثيرة و نظريات وفلسفات و‬
‫غيرها إل اننا فى حاجة ماسة لفكر يمكن تطبيقه ‪ ،‬فكر هندسى إجتماعى ‪،‬‬
‫فكر يرشدنا إلى كيف نطبق الفكار‪ .‬وبدون هذا الفكر‪ ،‬فكر تنفيذ الفكار‬
‫وتحقيقها على الرض ‪ ،‬سوف نكون كمن يحرث فى البحر‪.‬‬

‫المسلمة الثامنة‪ :‬نحن فى فترة إنتقالية وعندما نعمل على التغيير فأنه‬
‫سوف يأخذ وقتا طويل ‪ ، t‬فالتغيير يحتاج وقتا ‪ t‬طويل ‪ t‬حتى تنتج عمليات الصلح ‪،‬‬
‫لذلك الصبر مطلوب والمثابرة أيضا‪ .‬ويجب ان ل نعتمد على أشخاص بل على‬
‫ثبات المنظومة مع تغير الشخاص والعمل المستمر لكمال مشروع الصلح‪.‬‬

‫**********************‬
‫ثانيا ‪ :f‬رؤية إستراتيجية للتعلم‬

‫نحن نريد مواطنا ‪ t‬له قلب وعقل وجسم ‪ ،‬يعيش فى مجتمع مع أناس مثله‬
‫لهم نفس الثقافة ونفس اللغة ونفس العادات ونفس التقاليد‪ ،‬ويؤمنون بعقائد‬
‫سماوية توحيدية لها نفس المصدر وهو ا وان اختلفوا فى تفسير الوحدانية‪.‬‬
‫لذلك فالرؤية المستقبلية ترى الهمية القسوى فى اخذ البعد الدينى والبعد‬
‫الثقافى والبعد العلمى كأبعاد متكاملة لمنظومة التعليم المأمول‪ .‬و إذا نظرنا‬
‫الى التعليم كنظام يخرج لنا طلب لهم صفات مطلوبة ‪ ،‬فما هى هذه‬
‫المواصفات المستقبلية لخريج الجامعات والمدارس الذين نرغب ان نراهم؟‬
‫هذا السؤال يحتاج نقاشا ‪ t‬طويل ‪ t‬مع كل فئات المجتمع لنه المفتاح ولنة مصدر‬
‫من مصادر الخلف الفكرى‪ .‬ولنبدأ ببعض التصورات الممكن التفاق عليها‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫النسان هو الساس‬

‫أساس التغيير هو النسان ‪ ،‬والتعليم السليم هو الذى يبنى النسان السليم‪.‬‬


‫و عملية بناء النسان هى العنصر الجوهرى و حجر الزاوية لعلج حالتنا ‪ ،‬و‬
‫عملية البناء هذه لبد أن تأخذ حيزا أكبر من إهتمامنا ‪ ،‬إهتمام الفراد و السر‬
‫والمؤسسات و الدولة ‪ ،‬وأن ل يبخل عليها كل هؤلء بفكر أو بمال أو جهد‪.‬‬
‫والمؤسسات التعليمية و التربوية ‪ ،‬بأفكارها و مناهجها و طرقها و أساليبها‬
‫فى الدارة التعليمية ‪ ،‬والعاملين عليها هى من أهم المرتكزات المشاركة فى‬
‫عملية بناء النسان‪ .‬وإذا كان النسان هو الساس ‪ ،‬فما هو تصورنا إذن لهذا‬
‫النسان المطلوب؟‬

‫نحن نريد أن نبنى و نعد إنسانا للجيال القادمة ‪ ،‬والفكر الذى يبنى هذا‬
‫النسان يحتاج إلى مراجعة ‪ ،‬والبرامج التى يعتمد عليها تحتاج إلى إعادة‬
‫تصميم‪ .‬والمناهج المرتبطة بالعمليات التعليمية و التربوية تحتاج إعادة صياغة‬
‫وتخطيط‪ .‬نحن نريد بنا ‪t‬ء و نموا ‪ t‬و نماء يرتكز على قواعد أكثر صلبة ‪ ،‬و إلى‬
‫وسائل أكثر علمية ‪ ،‬وإلى مناهج أكثر مرونة ‪ ،‬وإلى رؤية تستشرف‬
‫المستقبل و تعتمد على منجزات العصر الفكرية و العلمية و التقنية‪ .‬نحن نريد‬
‫أن نطور أنفسنا عمليا لنستطيع أن نربط بين فكرتنا عن النسان ‪ ،‬وبين نتائج‬
‫البحاث و الدراسات فى مجالت التعلم و الدراك والتصال و المعلومات و طرق‬
‫التفكير السليم و طرق البحث ‪ .‬ونربط أيضا ‪ t‬بين فكرنا الصلحى و بين ما‬
‫سبق من برامج التعليم ومشروعات التنمية ‪ ،‬خططا و تنفيذا‪ .‬فإذا اتفقنا على‬
‫هذا الهدف ‪ ،‬فلبد لنا من مراجعة شاملة لكل العملية التعليمية من أجل‬
‫إنسان الجيل القادم ‪ ،‬النسان الذى نأمل أن يتحمل مسئوليته كاملة و يأخذ‬
‫مكانه للدفاع عن هويتنا و حضارتنا و ثقافتنا و لغتنا ‪ ،‬ويستطيع أن يواجه‬
‫مشاكلنا بما يتطلبه العصر القادم‪.‬‬

‫عملية بناء النسان هى عملية طويلة و صعبة ‪ ،‬تحتاج صبرا و مثابرة ‪ ،‬تحتاج‬
‫إيمانا بها و معاناة من أجلها ‪ ،‬تحتاج تعاونا وتكاتفا و تأييدا و مؤازرة من‬
‫الجميع ‪ ،‬تحتاج عمل مخططا منظما ‪ ،‬تحتاج خطوات عملية متسقة ‪،‬كل منها‬
‫له هدفا ‪ t‬محددا ‪ t‬و دورا فى إنجاز مرحلته التعليمية ليؤدى إلى مرحلة أعلى و‬
‫مستوى أفضل للنسان‪ .‬و هذه العملية التعليمية تحتاج قبل كل ذلك و بعده‬
‫إلى رؤية ‪ ،‬إلى فلسفة تعليمية ‪ ،‬إلى تصور محدد للنسان ‪ ،‬لهذا الخليفة‬
‫الذى خلقه ا ليحمل المانة والذى نريد أن نؤهله ليصبح إنسانا فى علقته‬
‫مع الكون ومع نفسه و مع أخيه النسان‪ .‬هذا هو إذن لب العملية التعليمية و‬
‫التربوية التى من المفروض أن تقوم بها المؤسسات التعليمية بمساندة من‬
‫كل مؤسسات الدولة و بمساعدة من السر‪ .‬فإذا وضح الهدف و أخلص‬
‫معظمنا للعمل له ‪ ،‬فإننا نأمل كل خير بعون ا‪ .‬و إذا تأملنا ما سبق فإننا نجد‬
‫أنفسنا وجها لوجه أمام مشكلة المشاكل فى أمتنا ‪ ،‬مشكلة التعليم و‬
‫مناهجه ‪ ،‬والتي نعانى منها ونكتب كثيرا عنها و نشتكى و نلف و ندور حولها‬
‫بحثا عن مخرج‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫بحثا عن فكرة جديدة‬

‫هناك ثلثة أنواع من الفكار يطرحها النسان من أجل التغيير و التى تربط بين‬
‫مفهوم التغيير وكيف نحققه على الواقع ‪ ،‬وتربط بين المشاكل و علجها ‪،‬‬
‫وبين النظرية و التطبيق‪ .‬النوع الول هو الفكار التي تعمد إلى التحسين‬
‫البسيط والمستمر لتفاصيل العملية التعليمية دون الهتمام بالشكل العام‬
‫والشامل للتعليم و أهدافه‪ .‬والنوع الثانى من الفكار هو الفكار التطورية ‪،‬‬
‫فهى تسير فى إتجاه التطور الناتج من تراكم الخبرات التعليمية و الجراءات‬
‫التحسينية لفترات طويلة من الزمن‪ .‬أما النوع الخير من الفكار فهى الفكار‬
‫الثورية ‪ ،‬وهى الفكار التى تبدل الساس القديم و تغيره ‪.‬‬

‫وفى مجال التعليم مررنا بالفكار التحسينية و الفكار التطورية ‪ ،‬و عشنا معها‬
‫عشرات السنين ‪ ،‬ومع ذلك مازلنا نشكو من التعليم و مخرجاته ‪ ،‬و لم نستفد‬
‫من خبرتنا فى التحسن و التطور فى أفكارنا التعليمية ‪ ،‬ولم نجرب بعد الفكار‬
‫الثورية‪ .‬وربما يكون وضعنا الحالى يرجح حاجتنا إلى فكر ثورى جديد يغير‬
‫الساس التعليمى ‪ ،‬فكر يربط النظرية بالعمل ‪ ،‬فكر يدرس حدوده و إمكانية‬
‫تنفيذه قبل المناداة بتطبيقه ‪ .‬نحن نحتاج مشروعا تعليميا مبنيا على هذا‬
‫الفكر ‪ ،‬مشروعا قوميا قابل للتنفيذ ‪ ،‬و يجد من يقف وراءه ويؤيده ‪ ،‬مشروعا‬
‫ليس طرحا فقط لمنتجات العصر من أسماء أجهزة ‪ ،‬ومصطلحات ‪ ،‬وكلمات‬
‫رنانة‪.‬‬

‫مجرد عرض الفكار و إلقاء الكلمات عن ثورة المعرفة ‪،‬والتصالت و المعلومات ‪،‬‬
‫والحاسب أو الحاسوب اللي ‪ ،‬وشبكة النترنت ‪ ،‬وغيرها ‪ ،‬لن يؤدى إلى عائد‬
‫مجز ما لم يترجم إلى خطه عمل متكاملة ‪ .‬وليس تكرار الكلم حول البداع‬
‫والحداثة وما بعد الحداثة‪ ،‬والتقدم والعلم والتكنولوجيا ‪ ،‬والعلمانية والعولمة و‬
‫القرن الواحد والعشرين…‪ ،‬و غيرها من كلمات ظريفة ‪ ،‬ليس هذا الستعمال‬
‫الكلمى هو الذي يحل مشاكل التربية و التعليم ‪ ،‬وليس هو الذى سيطور‬
‫المناهج ويرتقى بمؤسسات التعليم ‪ ،‬ولكنه يدل على إننا عندنا مثقفين على‬
‫وعى محمود بإنتاج الغرب الفكرى وينقلوه كتبا ‪ t‬ومقالت ‪ .‬ولكننا نريد أن‬
‫نستفيد من هذه الثقافة و هذا الفكر و تلك الكلمات والمصطلحات ونوظفها‬
‫فى التخطيط لمشروع قومى للتعليم ‪ ،‬يثوره و يؤهل القائمين عليه لقبوله‬
‫وإداراته ‪ ،‬ويخرج لنا طالبا له عقل و قلب و ساعد‪ .‬عقل يفكر و يخطط ‪ ،‬وقلب‬
‫يحب و يشعر و يشتاق و يحلم فيدفع و يحفز ‪ ،‬وأخيرا ساعدا‪...‬قوة أو عضلت‬
‫تعمل و تنفذ ‪ ،‬وتدافع وتصد و تحمى‪.‬‬
‫علينا إذن أن نفكر من جديد ونتأمل ونناقش مفاهيمنا الساسية حول التعليم‬
‫فى ضوء منجزات عصر الطب و الهندسة ‪ ،‬وعلينا أن نستفيد بما حققاه )الطب‬
‫و الهندسة( من ربط النظرية بالتطبيق ‪ ،‬وبعد ذلك نعيد بلوره مفاهيمنا‬
‫التعليمية فى إطار التغيرات الحادثة فى مجالت النظريات العلمية الخاصة‬
‫بالتعلم والدراك والمعلومات والتصالت وعلوم الحاسب اللكتروني ‪ ،‬ثم نصب‬
‫كل ذلك فى مشروع ثورى للتعليم‪ .‬و نحن هنا فى أشد الحاجة للتأييد‬
‫والتشجيع والمؤازرة من المفكرين والتربويين ‪ ،‬ومن أولياء المور والطلب‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫إطار عام للمشروع الجديد‬

‫سنعرض هنا للطار العام لمشروعنا التعليمى‪ .‬وأول شئ نبدأ به هو رؤيتنا‬


‫المستقبلية لدور التعليم ‪ ،‬وهذه الرؤية تستمد من عقيدة فى الحياة ‪ ،‬تصور‬
‫لنا دور النسان فى هذا الكون ‪ ،‬وحياته على هذه الرض ‪ .‬ويأتى بعد ذلك‬
‫بلورة هذه الرؤية فى مجموعة من الهداف التى توجه النسان فى بناء‬
‫علقاته مع نفسه و مع بنى النسان ثم علقاته مع عالمى الفكار والشياء‪.‬‬
‫ومن هنا نصمم النظام التعليمي ليحقق ما يستطيع من الهداف المأمولة‪.‬‬
‫والخطوة التالية هى اختيار الجسور والقنوات والشبكات التى تحول الهداف‬
‫إلى خطة عمل فى شكل مراحل تعليمية‪ .‬فإذا انتهينا من ذلك ندخل فى‬
‫المرحلة التالية وهى وضع المنهج للمراحل التعليمية المرتبطة بالطالب ‪،‬‬
‫وأيضا وضع منهج لعداد الذين سيقومون بالتنفيذ من إدارة ومدرسين و مربيين‬
‫وتقدير المطلوب من مبانى و أجهزة و غيرها‪ .‬وتبقى بعد ذلك بعض المور ‪،‬‬
‫منها دراسة الجدوى لهذا المشروع ‪ ،‬اقتصاديا و تنمويا و حضاريا ‪ ،‬ومنها‬
‫دراسة المعوقات لهذا المشروع وكيفية التغلب عليها والتوقعات المحتملة‬
‫لمخرجات هذا البرنامج التعليمى‪ .‬والخطوة الخيرة هى وضع جدول محدد‬
‫لخطوات التنفيذ ‪ ،‬وهذا كله لن ينجح دون دعوة الناس إلى هذا القتراح‬
‫وإقتناعهم به‪ .‬وفى الفقرات التالية سأعرض لرؤيتنا المستقبلية لدور التعليم‬
‫وبلورة هذه الرؤية فى مجموعة من الهداف ‪ ،‬ثم أعرض أخيرا للمشروع‬
‫التعليمي الجديد ‪ ،‬أما الباقى فسوف أكمله إذا لقى هذا المشروع القبول‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫من هنا نبدأ‬

‫النسان ‪ :‬نعتقد أن ا قد خلق النسان بقدرات كامنة ضخمة تؤهله ليكون‬


‫خليفته على الرض ويحمل المانة‪ ،‬وأن هذه المانة لها مسؤليتها وتبعاتها‬
‫التى تحفز النسان على أن يشحذ مهاراته لتحقيق مهمة الخلفة ‪ ،‬ويالها من‬
‫مهمة شاقة تحتاج عمل الفرد فى تناسق مع عمل الجماعة ‪ .‬وهذا العمل‬
‫يستوجب فهم النسان لنفسه ولخيه وللكون حوله ‪ ،‬ويستوجب تنمية قدرات‬
‫الل تصال والتفاهم والحوار من أجل التعاون لحل مشاكل النسان على الرض‬
‫فى عمل جماعى ينسق القدرات الفردية الكثيرة والمتنوعة لنجاز أعمال‬
‫كبيرة ل يستطيع النسان بمفرده أن يقوم بها‪ .‬إذن نحن بحاجة إلى التنسيق‬
‫بين قدرات النسان المختلفة ‪ :‬الفهم ‪ ،‬الدراك ‪،‬التواصل ‪،‬العمل من أجل فهم‬
‫النفس والكون ‪ ،‬والتعاون لحل مشاكل النسان فى الحياة والستعداد لما‬
‫بعدها‪ .‬وهذا التصور لدور النسان هو ما نريد أن نستثمره فى نظام التعليم‪.‬‬
‫لذلك نرى إن المستقبل يحتاج منا أن نطور قدرات و قوى النسان للترقى‬
‫الحضارى والنتقال من الحضارة الرضية إلى الحضارة الشمسية ثم إلى‬
‫الحضارة الكونية‪ .‬وللتعليم دوره فى هذا التطوير عن طريق استعمال آخر ما‬
‫وصلت إليه النسانية من مفاهيم ومنجزات تعتمد على التعامل مع المعلومات‬
‫كشفا و إستقبال و معالجة و تخزينا ثم اختيارا فسلوكا و إرسال‪ .‬هذا هو‬
‫التصور لما نريده فى إنسان المستقبل‪ .‬ومفاتيح هذا التصور هى الكلمات‬
‫التالية ‪ :‬قدرات و قوى النسان ؛ الحضارة الرضية و الحضارة الكونية ثم‬
‫المعلومات والتعامل معها بمختلف صورها و مصادرها ‪.‬‬

‫قدرات و قوى النسان ‪ :‬هناك ثلث قدرات أساسية للنسان ‪ ،‬أولها قدراته‬
‫العضلية أو الجسمية ‪ ،‬ثانيها قدراته المالية أو القتصادية أي الثروة ‪ ،‬و ثالثها‬
‫قدراته المعرفية وهى تضم المكانات التأملية والروحية والعقلية وكل هذه‬
‫متصلة أشد التصال بما تستقبله كل الحواس من معلومات وما يبنى عليها‬
‫من عقائد و تصورات و نظريات‪ .‬وتاريخ حياة النسان على الرض سجل حافل‬
‫باستعمال هذه القدرات من أجل سيطرة وتحكم النسان فى نفسه وفى‬
‫غيره وأيضا فى محيطه‪.‬‬

‫الحضارات ‪ :‬أول نوع من الحضارات هي الحضارة الرضية ‪ ،‬و هي الحضارة‬


‫التي يستطيع النسان أن يحققها على الرض باستعمال قدراته و قواه‬
‫للتحكم و السيطرة على موارد و طاقات الرض ليحل مشاكل النسان ويحقق‬
‫خلفته ‪ .‬والنسان لم يصل بعد إلى هذه الحضارة ‪ .‬وثانى نوع من الحضارات‬
‫هي الحضارة الشمسية وثالث نوع من الحضارات هي الحضارة المجرية‬
‫) مجرة درب التبان(‪ .‬فكرة الحضارات الرضية والشمسية والمجرية ) من مجرة‬
‫( هى فكرة طرحها أحد علماء الفلك‪ .‬فعندما تكتمل الحضارة الرضية ) إذا‬
‫أ مكن هذا فى حياة النسانية( وعندما تقل موارد الرض ويزداد عدد السكان‬
‫بحيث ل تحتملة الرض ‪ ،‬فسينطلق النسان إلى المجموعة الشمسية‬
‫ة كانت هذه هى الحضارة‬ ‫للستفادة من موارها‪ ،‬فإذا إستفاد من مواردها كامل ‪t‬‬
‫الشمسية‪ ،‬وإذا لم تكفية موارد المجموعة الشمسية فإنة ينتقل إلى غزو‬
‫المجرة القريبة منه وهى مجرة درب التبان للستفادة منها وعندما يقدر على‬
‫ذلك تكون هذه هى الحضارة المجرية‪.‬‬

‫المعلومات ‪ :‬والمعلومات هنا تعنى ما يستقبله النسان عن طريق حواسه‬


‫من أصوات و إشارات و صور وكلمات ‪ ،‬وما تتضمنه من تصورات و أفكار و نظريات‬
‫‪ .‬والمعلومات من هذا المنطلق تمثل أكبر مصادر قوة النسان فى وقتنا‬
‫المعاصر‪.‬‬

‫هذه هى الرؤية التى نرغب ونريد أن نبنى النسان من أجلها وبأدوات عصرنا‪.‬‬
‫إنسان يتمتع بالصحة الروحية والصحة النفسية والصحة العقلية و الصحة‬
‫البدنية‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫بعض المرتكزات للمشروع التعليمي الجديد‬

‫أعتمدت على التي في تصوري حول المشروع التعليمي الجديد‪:‬‬

‫‪ (1‬التطور المعلوماتى للنسانية سار في اتجاه مماثل لما هو مقترح في‬


‫المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج من وجود لغة للتفاهم ولنقل المعلومات‬
‫‪ ،‬وجمع المعطيات والتعرف على المحيط‪.‬‬

‫‪ ( 2‬تطور معارف النسان المكتسبة سار في اتجاه مماثل لما هو مقترح في‬
‫المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج حيث بدأ النسان من المعلومات‬
‫المباشرة والبسيطة المرتبطة بالشياء المحسوسة وانتهى إلى الفكار‬
‫والمفاهيم غير المادية وتكوين العادات والتقاليد مع تراكم الخبرات ‪ ،‬ثم مرحله‬
‫التجريد ووضع النظريات والقوانين‪.‬‬

‫‪ (3‬التطور الحادث في الفكر العلمي والنظريات العلمية سار في اتجاه مماثل‬


‫لما هو مقترح في المشروع الجديد وتقريبا بنفس التدرج حيث بدأ بالفكار‬
‫البسيطة والمباشرة المعتمدة على الملحظة العادية ثم أكتمل من خلل‬
‫تطوير الدوات المعرفية من إبتكار أجهزة تزيد من قوة حواس النسان‪ ،‬ومن‬
‫تحليل وتركيب و تصميم تجارب للتأكد من صحة المعارف ‪ ،‬ومن استخدام‬
‫الستنباط والستقراء للوصول لنتائج جديدة والتحقق من صحتها‪ .‬وتاريخ العلم‬
‫وفلسفته هو خير دليل على ذلك‪.‬‬

‫‪ (4‬خبرتنا بنظم التعليم السائدة ‪ ،‬وبنوعيه وكفاءة الطلب المتخرجين ‪ ،‬تدل‬


‫على أن العديد من المتخرجين لم يعودوا يخرجوا من العملية التعليمية‬
‫بمهارات مفيدة للتعامل مع مجتمعهم ‪ ،‬رغم طول مدة الدراسة )‪ 12‬عاما( ‪،‬‬
‫ورغم ضخامة التكاليف فمعظم الطلب يتعلمون حفظا ومع ذلك ل يتذكرون ما‬
‫درسوه بعد مدة قصيرة من تخرجهم‪.‬‬

‫‪ (5‬النسان مخلوق اجتماعي بفطرته ويقضى وقتا طويل في التصال مع‬


‫الخرين‪ .‬إذن اللغة عنصر أساسي لحياته فوجوده وتعاونه مع إخوانه معتمدا‬
‫لدرجة كبيرة على إتصاله وتواصله وحواره وكلمه مع محيطه ‪ ،‬ولذلك كان‬
‫تعليم النسان الدوات اللزمة للتعامل مع الخرين )اللغة والمعلومات( من‬
‫أهم عناصر المشروع التعليمي‪.‬‬

‫‪ (6‬ما نتوقعه مستقبل من مشاكل صعبه ومعقده ‪ ،‬تحتاج عمل جماعيا‪ ،‬يحتم‬
‫تدريب الجيال القادمة على طرق التعامل مع المعلومات ومعالجتها من خلل‬
‫التعاون وتقسيم العمل والستفادة من المهارات المختلفة لفريق العمل من‬
‫أجل حلول علميه متكاملة ‪ ،‬فالبرنامج التعليمي الجديد هدفه تأهيل الجيل‬
‫القادم ليتعامل مع مشاكله بروح الفريق وبكفاءة عالية‪ .‬وهذا يوضح دور التعليم‬
‫فى العداد للحياة الجتماعية والعملية وسوق العمل ‪.‬‬

‫‪ ( 7‬من البديهيان أو المسلمات إن هناك علقات وثيقة بين اللغة و المعرفة و‬


‫التواصل و التماسك الجتماعي‪ .‬وقد أثبتت الخبرات والدراسات والتجارب أن‬
‫تدريس لغة الم أول دون مشاركة من لغات أخرى ‪ ،‬في المراحل الولى‬
‫للتعليم ‪ ،‬هو الساس المتين لبناء شخصية متكاملة دون تشتت عقلي و‬
‫اختلط ثقافي وقيمي‪ .‬أيضا فان إجادة لغة الم هي مقدمة ضرورية لجادة‬
‫اللغات الخرى‪ .‬وقد عمدت كثير من الدول إلى التركيز على تعليم اللغة الم‬
‫في المراحل التعليمية الولى لقناعتها بأهمية ذلك للنتماء إلى ثقافة الوطن‬
‫الم ) النجلوسكسونية ‪ ،‬الفرانكوفونية ‪ ،‬المريكية ‪ ،‬العبرية ‪،‬والصينية(‪ .‬ورأت‬
‫بعض الدول الستعمارية أن من أفضل الطرق للتحكم في الدول ‪ ،‬وبذر‬
‫الشقاق والخلفات و إضعاف النتماء هو إلغاء اللغة الوطنية وزرع لغة‬
‫المستعمر ) مثال ذلك هو فرنسا مع مستعمراتها السابقة ‪ ،‬وما يجرى‬
‫إنتشاره حاليا ‪ t‬فى الوطن العربى من محاكاة اللغة النجليزية (‪ .‬ومن هنا لبد‬
‫من إعادة النظر في درجة الهتمام بتعليم اللغة العربية وبذل الجهد لتحسين‬
‫طرق تعليمها و الكتب التي تستخدم لذلك‪.‬‬

‫‪ ( 8‬هناك تقدم علمي كبير في مجال دراسة الدراك وعلقته بالمعرفة )‬


‫‪ ( cognitive science‬وفى مجال الذكاء الصناعي )‪( artificial intelligence‬‬
‫ويمكن استخدام نتائج هذه الدراسات في تصميم المنهج الجديد‪.‬‬

‫‪ (9‬أيضا ثورة المعلومات والتصالت المتفجرة حاليا هي من أفضل الوسائل‬


‫التي يمكننا الستفادة من أسسها وحقائقها في التنظير والتخطيط للبرنامج‬
‫التعليمي الجديد‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫التوقعات‬

‫من المتوقع أن تنتج العملية التعليمية طالبا يجمع بين النظري والعملي قادرا‬
‫على تطبيق معرفته لحل مشاكل حياته ومجتمعه ‪ ،‬طالبا له الصفات آلتية‪:‬‬

‫القدرة على تأسيس العملي على النظري‪.‬‬


‫المرونة في التعامل مع مشاكل مجتمعه‪.‬‬
‫القدرة على أن يعلم نفسه بنفسه‪.‬‬
‫القدرة على التعامل مع المعلومات في حل المشاكل‪.‬‬
‫القدرة على التذوق الدبي‪.‬‬
‫القدرة على النقد الموضوعي‪.‬‬
‫القدرة على التعبير و التواصل‪.‬‬
‫القدرة على البداع والبتكار‪.‬‬
‫القدرة على التفكير اليجابىوالنقدى والبتكارى‪.‬‬
‫العتراف بالخر وأهمية وجوده لثراء مفهوم التنوع البشرى‪.‬‬

‫وكل هذا ممكن أن يؤدى إلى‪:‬‬

‫أنسان له قلب وعقل وساعد ) أى ذراع وعضلت(‪.‬‬


‫تقليل عدد الملتحقين بالجامعة دون عائد إنساني أو اقتصادي‪.‬‬
‫القدرة على تنظيم الوقت والل ستفادة من طاقة النسان فى بناء المجتمع‪.‬‬
‫التوازن بين الفردية والجماعية‪.‬‬
‫القدرة على العمل الجماعى‪.‬‬
‫ترشيد الستهلك‪.‬‬
‫الوصول إلى مجتمع منتج‪.‬‬
‫إستنبات قدرات البداع والبتكار لبناء الوطن‪.‬‬

‫أليس كل هذا يصب فى مفهوم التنمية البشرية؟‬

‫*********************‬
‫ثالثا ‪ :f‬رؤية غير مألوفة للتعليم العام‬

‫)‪(1‬‬
‫المشروع التعليمي العام الجديد‬

‫يهدف هذا المشروع إلى تدريب الطالب وصقل مهاراته للتعامل مع المعلومات‪،‬‬
‫ثم تطوير معلوماته حتى تصبح معرفة ثم علما ‪ .t‬وتدريب الطالب على ربط العلم‬
‫بالعمل من خلل تطبيقه لدوات المعرفة على مشاكله ليحلها ويتأكد من‬
‫صلحية الحل ثم يضع خطوات لتنفيذ الحل‪ .‬وهذه هى العناصر بقليل من‬
‫التفصيل ‪:‬‬

‫المعلومات استقبال ‪ :‬وهنا يجب تدريب الطالب على تمييز مصادر‬


‫المعلومات و تصنيف أشكالها وتدريب الحواس على إستقبالها‪ ،‬و تدريب‬
‫الطالب على تمييز و إستعمال الجهزة التي تزيد قدراته للستقبال‬
‫المعلومات‪.‬‬

‫المعلومات معالجة‪ :‬تدريب الطالب على وصف ما تستقبله حواسه و‬


‫تصنيفها ‪ ،‬ثم التدرج به في مراحل الستيعاب المختلفة من تكوين مدركات‬
‫أولية بسيطة منفصلة ثم محاولة تجميع المفردات المعرفية إلى أفكار ‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك إلى نظريات ‪ ،‬والتدريب على التحقق من مصداقية النظريات البسيطة‪.‬‬
‫وتأتى بعد ذلك مرحلة التدرب على التجريد والربط بين الفكار والتصورات‬
‫والنظريات الكثر عمومية‪.‬‬

‫في هذه المرحلة يتم شحذ مهارات الطالب الخاصة بأدوات المعرفة من‬
‫تحليل وتركيب واستقراء واستنباط واستنتاج‪ .‬ويتعلم الطالب أساسيات تفسير‬
‫الظواهر والنصوص والجمل اللغوية من خلل أمثلة بسيطة‪ .‬وأيضا يتعلم‬
‫الطالب كيف يختار المعلومات المناسبة من كم هائل من المعلومات‪ .‬ويدرب‬
‫على أخذ القرارات بناء على المعلومات و السلوك بناء على القرارات‪ .‬وهناك‬
‫الكثير جدا من نشاطات الحياة العادية ومجالتها التي يمكن الستفادة منها‬
‫هنا لتطبيق ما يتعلمه الطالب مثل ‪ t‬فى السوق ومشاهدة ما يجرى فيه عرضا‬
‫و اختيارا و بيعا وشراء ‪ ،‬ومن السرة والتعامل مع أفرادها ‪ ،‬ومن المدرسة ‪،‬‬
‫ومن وسائل العلم ‪ ،‬ومن الرحلت ‪ ،‬ومن المسجد ‪ ،‬ومن ملحظة الرض‬
‫والسماء‪ .‬من خلل كل هذا ‪ ،‬ومن خلل إبتكار المئات من النشطة‬
‫التعليمية ‪ ،‬يستطيع الطالب أن يشعر بالرتباط بين الفكار والمشاهدات وما‬
‫في الكتب وما يجرى بين الناس من تدافع تسير به الحياة‪ .‬سوف يتعلم‬
‫الطالب الرؤية المتعددة البعاد ويكتسب القدرة على النقد و يطور قدرات‬
‫التذوق الفني والدبي ويقوم بكل ذلك من خلل أنشطه متنوعة تشترك فيها‬
‫قدراته البدنية والعقلية و حسه الجتماعي‪ .‬وسيعمل كل ذلك على تعويد‬
‫الطالب على الربط بين الفكر والعمل‪.‬‬

‫المعلومات حفظا و تخزينا ‪ :‬سوف يدرب الطالب على إستخدام الذاكرة و‬


‫الوراق والجهزة المناسبة لتخزين وإستعادة المعلومات بكفاءة عالية ل ترهق‬
‫ذهنه ‪ ،‬فيوزع المعلومات المناسبة في المخازن المناسبة‪ .‬ويستطيع الطالب‬
‫أن يميز بين الخاص والعام ‪ ،‬و بين المقيد والمطلق ‪ ،‬والمجمل والمفصل ‪،‬‬
‫وبين القواعد و النظريات ‪ ،‬والمفاهيم والقوانين ‪ ،‬والمقاصد والهداف فيحفظ‬
‫ما له الولوية ويعرف كيف يسترجع ما يريد من تفاصيل أو معطيات‪.‬‬

‫المعلومات إرسال ‪ :‬يتدرب الطالب على الطرق المختلفة لتمثيل و نقل‬


‫المعلومات عن طرق الرسم والحوار والنقاش والكتابة والخطابة و عن طريق‬
‫الشارة والحركة‪ ،‬نحن هنا فى مجال حيوى جدا ‪ t‬للنسان وهو مجال التصال‬
‫والتواصل‪.‬‬

‫المعلومات إستعمال ‪ :‬يتدرب الطالب على استعمال المعلومات من حيث‬


‫المحتوى والتوقيت و من حيث اليجاز أو الطناب و عن طريق استخدام‬
‫الوسائل المناسبة من أجل أخذ قرار أو كسب موقف أو لزيادة ثروة أو‬
‫للسيطرة والتحكم أو لعلج مشكلة أو غيرها من الستعمالت المتعددة‬
‫للمعلومات‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫مراحل نظام التعليم الجديد‬

‫بناء على ما سبق نقترح إلغاء النظام الحالي للتعليم بمراحله الثلثة ‪،‬‬
‫البتدائي والعدادي و الثانوي وفيه يقضى الطالب اثنتي عشرة سنة ‪،‬‬
‫ونستبدل نظاما آخر به‪ .‬النظام الجديد يتكون أيضا من ثلثة مراحل بحيث‬
‫تتلءم كل مرحلة مع مستوى الدراك الطبيعي للطالب في الفترة العمرية‬
‫المقترحة ‪ ،‬و هذه ممكن معرفتها من الدراسات النفسية الخاصة بالدراك في‬
‫علم النفس ‪ ،‬و ستقسم المراحل بناء على مقدرة الطالب على التعامل مع‬
‫المعلومات إلى المراحل التالية‪ .‬المرحلة الولى هي مرحلة التآلف مع‬
‫المعلومات ‪ ،‬و المرحلة الثانية هي مرحلة انتقالية لتحديد المجال المناسب‬
‫للطالب للتعامل مع المعلومات ‪ ،‬أما المرحلة الخيرة فهي للستقرار والتركيز‬
‫والتمرن على مجال المعلومات الذي يرغب فيه الطالب لكمال طريقة بعد ذلك‬
‫‪ ،‬إما عمل أو استمرارا في الدراسة ‪ .‬وكإقتراح أولى سنقسم المراحل إلى‬
‫مرحلة مدتها سبع سنوات ومرحلتين مدة كل منهما ثلث سنوات‪ ،‬آخذين في‬
‫العتبار إمكانية إضافة مرحلة الروضة إلى هذه المراحل وإعدادها لتتسق مع‬
‫المراحل التالية‪.‬‬

‫المرحلة الولى ‪ :‬في هذه المرحلة سيتعرف الطالب على المعلومات‬


‫بأشكالها و مصادرها المتعددة و يتدرب على التعامل معها إستقبال و إرسال ‪،‬‬
‫وفيها يتم بتدرج التدرب على مهارات الرسم والكلم ثم القراءة والكتابة ‪.‬‬
‫ويكون أكثر وقت الطالب مشغول بأنشطة متنوعة تعمد إلى تدريبه من خلل‬
‫وسائط معلوماتية متعددة‪ .‬ويتعلم الطالب أن يقرأ كثيرا ‪ t‬و يسمع كثيرا ‪ ، t‬و‬
‫تنتهي هذه المرحلة وللطالب كفاءة عالية في السماع و الكلم من حيث‬
‫اللقاء و الحوار والنقاش ‪ ،‬و القراءة والكتابة من حيث السرعة و تنوع‬
‫الموضوعات و زيادة في عدد الكتب إستيعابا ‪ t‬و عرضا ‪ t‬و تلخيصا ‪. t‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬في هذه المرحلة يتدرب الطالب على المعالجات‬


‫البسيطة للمعلومات ‪ ،‬وفيها أيضا يمكن إكتشاف إتجاهات الطالب تجاه‬
‫المعلومات إستقبال و إرسال و حفظا و تخزينا و معالجة‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬فى هذه المرحلة يتدرب الطالب على تطوير أدواته‬
‫المختلفة للتعامل مع المعلومات ‪ ،‬ويركز على المهارات المفضلة للطالب‪ .‬ويتم‬
‫تدريب الطالب على تطبيق مهاراته في المجالت التخصصية التي يفضلها‬
‫الطالب والتي يرغب أن يعمل فيها أو يكمل دراسته فيها مثل ‪ :‬الداب ‪،‬‬
‫التذوق و النقد الفني ‪ ،‬الرياضيات ‪ ،‬اللغات ‪ ،‬الحاسب اللي ‪ ،‬الفيزياء ‪،‬‬
‫الكيمياء ‪ ،‬الدارة ‪ ،‬التجارة ‪ ،‬التاريخ ‪ ،‬الجغرافيا ‪ ،‬الفلسفة و غيرها ‪.‬المقررات‬
‫المستخدمة سوف تعمد إلى تعليم الطالب من خلل النتقال من السهل‬
‫إلى المعقد ‪ ،‬ومن البسيط إلى المركب ‪ ،‬ومن المعلوم إلى المجهول ‪ ،‬و‬
‫تدريبه على اكتشاف النتظام من عدمه ‪ ،‬وعلى اكتشاف القوانين ‪ ،‬وعلى‬
‫الستنباط السليم والستقراء‪ .‬بالضافة إلى ذلك محاولة تدريبه على‬
‫إستعمال الحدس وعلى تصميم و إجراء التجارب وتحليل نتائجها و إستعمال‬
‫الطرق العلمية فى حل المشاكل ‪ .‬ويدرب أيضا على التعميم والتخصيص ‪،‬‬
‫وعلى الختيار بين البدائل ‪ ،‬وعلى إختيار المعلومات التي يحتاجها من بين كم‬
‫هائل من المعلومات ) ‪ ، (assimilation mining, data fusion‬وعلى أخذ‬
‫القرار بناء على دراسة الولويات و البدائل والمكسب والخسارة ‪ .‬ومن أهم‬
‫المهارات المطلوبة هي إجادة قراءة نص مكتوب و تفسير الجمل والعبارات ‪،‬‬
‫والتذوق الدبي ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫بعض التفاصيل لمراحل التعليم المقترحة‬

‫تفاصيل المراحل المختلفة تعتمد على العناصر الجوهرية للتواصل ‪ .‬فمراحل‬


‫التعليم المقترحة بنيت على أساس تطوير قدرات الطالب للتعامل مع‬
‫المعلومات ‪ ،‬ومن هذا المنطلق نجد أن العناصر الجوهرية في التعامل مع‬
‫المعلومات نقل و تواصل هي ‪):‬أ ( اللغة الناقلة ‪) ،‬ب( المعلومات ‪:‬المحتوى‬
‫المنقول و فهم المضمون‪.‬‬

‫أول ‪:‬اللغة‬

‫النسان ككائن اجتماعي يحتاج إلى لغة للتعبير وللحوار والنقاش مع الخرين‪.‬‬
‫واللغة هنا تثرى النفس و تغنى الحياة الجتماعية والدبية و الفنية فهي‬
‫ضرورة لزمة للحياة ‪ .‬وكثير من مشاكل النسان تنشأ من سوء إستعمال‬
‫اللغة وما يترتب عليها من سوء الفهم ‪ .‬فل جرم أن تكون اللغة هي أهم‬
‫المحاور التي يجب علينا أن نوليها الهمية الساسية في نظام التعليم‪.‬‬
‫وهناك كما ‪ t‬كبيرا ‪ t‬من المعلومات يصل إلينا من الكون المادي و الطبيعة‪،‬‬
‫ولنتعامل مع هذا النوع من المعرفة وجب علينا أن نتقن لغته ‪ ،‬وهى لغة العلم‬
‫‪، .‬نحن أذن أمام لغتين ‪:‬‬

‫‪ (1‬لغة التخاطب و التحاور والتصال والتواصل‪ ،‬لغة الدب والشعر والخيال‪ ،‬لغة‬
‫التعبير عن النفس وعن المشاعر ‪ ،‬لغة النسان المخلوق للتعارف ) وجعلناكم‬
‫شعوبا وقبائل لتعارفوا( ‪ ،‬إنها في الساس ‪ ،‬لغة الم ‪،‬لغة القوم ‪ ،‬لغة الثقافة‬
‫والمة ‪.‬‬

‫‪ ( 2‬لغة التعامل مع الكون ‪ ،‬مع الطبيعة ‪ ،‬مع الرقام ‪ ،‬مع الرموز‪ .‬لغة التعامل‬
‫مع الفكار المجردة والنظريات ‪ ،‬لغة الحوار العلمي والتقني ‪ ،‬لغة النتاج‬
‫العلمي والبحث العلمي ‪ ،‬وهى هنا لغات الرياضيات ولغات الحاسب‬
‫اللكتروني‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المعلومات‬

‫هو هذا البحر العميق والممتد من المعطيات و المعارف والذي نعد الطالب‬
‫للتعامل معه‪ .‬ومصادر المعلومات التي سيتعامل معها الطالب في المنهج‬
‫الجديد هي الطبيعة المحيطة بالطالب ثم وسائط نقل المعلومات المسموعة‬
‫و المقروءة و المرئية وهذه تأخذ أشكال متعددة‪ .‬بالنسبة للطبيعة تؤخذ‬
‫المعلومات من الظواهر و الحداث عن طريق الملحظة و التسجيل وتصميم‬
‫التجارب التي تهدف إلى التركيز على مشاهدة ظاهرة محددة‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للمعلومات المأخوذة من وسائط نقل المعلومات من خلل حواس السمع‬
‫والبصر فهي تأخذ شكل الكلمات و الجمل و الصوات والشارات‪ .‬والمعارف‬
‫النسانية تبنى إعتمادا على ما يتلقاه النسان من المعطيات عن طريق‬
‫المعالجة وتتبلور في شكل مدركات و تصورات و مفاهيم و قيم حول الكون‬
‫والحياة و النسان‪ .‬وتأخذ الفكار المختلفة صيغا مكتوبة أو غير مكتوبة في‬
‫شكل فروض و نظريات و قوانين ومسلمات و كل هذا ينعكس في حياة‬
‫النسان في العقائد والعادات والتقاليد والقيم وقواعد السلوك‪ .‬وهنا نجد‬
‫أنفسنا في خضم محيط المعلومات المتنوعة ومجالتها المتعددة وأعماقها‬
‫المتباينة وأبعادها المختلفة‪ .‬إنها المعطيات والمعلومات والمعارف ‪ ،‬من أعماق‬
‫الرض إلى ما فوق السماء ‪ ،‬ومن أصغر المخلوقات الحية التي عرفها النسان‬
‫إلى معرفة خالق الكوان ‪ ،‬ومن الكوارك إلى المجرات‪ .‬إن مصادر المعرفة هي‬
‫الساس الذي ولدت منه الفكار ودارت حوله العواطف والنوازع وأثارت العديد‬
‫من أشكال الحركة والسلوك والفعل والنفعال‪.‬‬

‫المحتوى التعليمي للمرحلة الولى‬

‫وفيها يتدرب الطالب على التعامل مع معلومات متنوعة معروضة بأشكال‬


‫متعددة ) كتاب ‪ ،‬فيلم ‪ ،‬رسم ‪ ،‬صور ‪ ،‬أناشيد ‪ ،‬حاسب إلكتروني ‪ ،‬شريط ‪،‬‬
‫تلفزيون(‪ .‬ومن مصادر مختلفة ) سيرة ‪ ،‬قصص ‪ ،‬نبات ‪ ،‬صخور ‪ ،‬فلك ‪،‬‬
‫حيوان ‪ ،‬حشرات ‪ ، ،‬طبيعة حية ‪ ،‬شارع‪ ،‬سوق‪ ،‬الخ‪ (.‬ويتدرب على إستعمال‬
‫اللغة المناسبة ‪ .‬وفى هذه المرحلة سيتدرب الطالب على التعامل مع لغتين‬
‫فقط وهما اللغة الم ‪ ،‬وهى هنا اللغة العربية ‪ ،‬والرياضيات كلغة ثانية‪.‬‬

‫اللغة العربية‪ :‬هي اللغة التي يستعملها الطفل من ميلده إلى وفاته ‪،‬‬
‫وهى اللغة التي يتعرف بها على محيطه ويتواصل بها مع والديه و أخواته و‬
‫الناس حوله ‪ ،‬فيتعود على وسيلة للتصال لها مفردتها المألوفة ‪ ،‬فل يتشتت‬
‫ذهنه من تعدد اللغات وإختلف اللكنات وتنوع المفاهيم والقيم والثقافات‪.‬‬
‫والتشتت من شأنه أن يؤخر نطقه ويشوه مدركاته ‪.‬و الستقرار التعليمي في‬
‫المراحل الولى من أهم المرتكزات لبناء شخصية متوازنة‪ .‬وفى هذه المرحلة‬
‫يجب أل نركز على القواعد اللغوية ‪ ،‬فالمرحلة العمرية للطفل ل تتناسب مع‬
‫التجريديات النظرية للقواعد النحوية ويشجع الطفل على حرية التعامل مع‬
‫اللغة بتنوع في الشكال بما يتناسب مع خواص الطفل النفسية والدراكيه‬
‫في هذه الفترة من عمره ‪.‬وأكثر الطفال في هذه المرحلة يحبون أن يتكلموا‬
‫ويرسموا ‪ ،‬وعقلهم في هذا السن له إستعداد على حفظ العديد من الكلمات‪.‬‬
‫فيتدرب الطفل في هذه المرحلة على الستماع والرسم و القراءة المتنوعة‬
‫والعديدة المصادر )شريط ‪ ،‬مجلة ‪ ،‬فيلم ‪ ،‬رحله‪ (…، ،‬ومجالت معرفية‬
‫مختلفة ) قصص‪ ،‬علوم ‪ (… ،‬في صور وأشكال بسيطة‪ .‬وتصمم الكتب‬
‫والنشطة التعليمية المختلفة لتدريب الطالب على إستقبال وإرسال‬
‫المعلومات البسيطة في شكل كلمات و جمل و رسومات وإشارات‪ .‬ويتدرب‬
‫الطالب على وصف وتقسيم وتصنيف المعلومات ويعبر عن ذلك كلما و رسما‬
‫وكتابة أو تمثيل‪ .‬ويتدرب أيضا على إستعمال القلم واللسان في الحوار‬
‫والكتابة والرسم‪ .‬ويتدرب على إستعمال أجهزة التسجيل الصوتي والمرئي‬
‫والحاسب ‪ ،‬ويتم التركيز على إتقان القراءة وزيادة سرعتها ‪ ،‬وآداب النصات‬
‫والسماع و الحوار والكلم‪ .‬ويعود الطالب على استعمال حصيلته اللغوية في‬
‫الربط بين الكلمات في معاني بسيطة في مجالت متعددة‪ .‬وتصمم النشطة‬
‫الفصلية المختلفة لتدريب الطالب على صقل مهارته المعلوماتية وطرق‬
‫الستنتاج وأخذ القرارات ‪.‬‬

‫الرياضيات‪ :‬و الرياضيات ‪ ،‬لغة العلم والفيزياء ‪ ،‬هى اللغة الثانية المصاحبة‬
‫للغة الحوار و التخاطب والدب‪ .‬وفى مقرر الرياضيات سيتدرب الطالب على‬
‫التعامل مع الرقام والرموز والمفاهيم الحسابية و المنطق الرياضي البسيط ‪.‬‬
‫وستعمد النشطة المصاحبة على تدريب الطالب على التطبيقات الرياضية‬
‫المرتبطة بظواهر طبيعية واجتماعية مألوفة له و يوجه الطالب إلى التعرف‬
‫والتمييز واكتشاف النماذج )‪ (patterns‬الرياضية البسيطة وطرق الستنتاج‬
‫الرياضي‪.‬‬

‫في نهاية هذه المرحلة تقاس مهارات الطالب المختلفة ) تحدد بالضبط عند‬
‫وضع المنهج( ومن خلل طرق التقييم تحدد عدة إتجاهات تصف ملمح الطالب‬
‫المعلوماتية مثل حب الشعر والدب أو الهتمام بالحشرات أو النباتات أو الفلك‬
‫‪،‬أو حب التاريخ والقصص‪ ،‬وهل يفضل الطالب الرسم أو القراءة أو الكلم أو‬
‫الكتابة ‪،‬وهل يحب الطالب الحفظ أو التحليل ‪ .‬وبناء على ذلك يوجه الطالب‬
‫فى المرحلة الثانية‪.‬‬

‫المحتوى التعليمي للمرحلة الثانية‬

‫هذه المرحلة تسير على خطى المرحلة الولى مع زيادة في العمق ‪ ،‬والتركيز‬
‫أكثر على طرق التعامل مع المعلومات‪ .‬يبدأ الطالب هذه المرحلة وهو يمتلك‬
‫مهارة في إستقبال المعلومات ) الملحظة والقراءة السريعة و التركيز‬
‫السماعي( بحيث تمكنه هذه القدرة من زيادة عدد و تنوع الوسائط التي‬
‫يستخدمها في المقررات الدراسية )كتب ‪ ،‬أفلم ‪ ،‬شرائط ‪،‬برامج كمبيوتر(‪ ،‬و‬
‫في هذه المرحلة يستكمل مقرر اللغة العربية من حيث درجة إستعمال اللغة‬
‫سماعا ‪ t‬و قراء ‪t‬ه و فهما ‪ t‬و تعبيرا ‪ t‬و تحليل مع الكثار من موضوعات القراءة‬
‫والتنوع في مجالت المعرفة و عمق التناول‪ .‬في هذه المرحلة يوجه الطالب‬
‫للتعرف على القواعد اللغوية ‪ ،‬عن طريق الستقراء ‪ ،‬مع زيادة حصيلته من‬
‫الكلمات وتدريبه على إستعمال الكلمات والفكار بعرضها كتابة أو إلقاء )خطبة‬
‫و محاضرة ودرسا( أو رسما ‪ t‬كل ذلك بإستعمال السلوب الملئم ) أساليب‬
‫العلم أو الدب و اللقاء أو الخطابة(‪.‬‬

‫و فى هذه المرحلة يستمر تعليم الرياضيات مع ربط الفكار والمفاهيم الرياضية‬


‫بالتطبيقات في علوم الفيزياء والبيولوجيا و القتصاد والجتماع وغيرها ‪ .‬و يوجه‬
‫الطالب إلى فهم طرق الثبات والبرهان في الرياضيات إعتمادا على مفاهيم‬
‫النظمة الصورية )‪ (formal systems‬وطرق الستنباط والستقراء وبناء مفاهيم‬
‫القوانين التي تحكم حركة الحياة والكون ‪.‬‬

‫وبالضافة إلى اللغة العربية والرياضيات يضاف مقرران جديدان وهما اللغة‬
‫النجليزية والتعريف بلغات الحاسب اللكتروني ‪ .‬فاللغة النجليزية هي اللغة‬
‫المتداولة عالميا وهى اللغة المستعملة في علوم العصر وثقافته ولبد من‬
‫إجادتها حتى يمكن التعامل مع منجزات العصر علمه و آدابه وأجهزته و‬
‫شركاته ومؤسساته ‪ .‬أما الحاسب اللكتروني فهو المارد الجديد لعصر‬
‫المعلومات‪ ،‬ولكي نستطيع السيطرة عليه والستفادة منه يجب أن نتقن‬
‫علومه وتقنيات إستعماله ‪ .‬والحاسب هو الوسيلة المستعملة بكفاءة عالية‬
‫لمساعدة النسان في المعالجة السريعة للمعلومات الوفيرة ‪ ،‬وفى حل‬
‫المشاكل ‪ .‬وطرق التعامل مع الحاسب تعلم الطالب التفكير المنطقي وهذا‬
‫شئ مطلوب في إنسان المستقبل ‪.‬وتخصص و توزع مقررات الدراسة في‬
‫هذه المرحلة تبعا لتجاهات الطلب ‪ ،‬فل يدرس كل الطلب نفس الكتب بل‬
‫يقسم الطلب إلى مجموعات متجانسة في التجاهات المعلوماتية والعلمية‬
‫وتوجه كل مجموعة من الطلب إلى ما يناسب إتجاهها‪ ،‬فتتعامل من وسائط‬
‫المعلومات المطلوبة لتقان المهارات المطلوبة ‪.‬‬

‫المحتوى التعليمي للمرحلة الثالثة‬

‫فى هذه المرحلة يتدرب الطالب على تطبيق ما تعلمه من طرق التعامل مع‬
‫المعلومات ‪ ،‬ومن إستخدام التفكير السليم و الطريقة العلمية في مواجهة‬
‫المشاكل ‪ ،‬طرق حل المشاكل ‪ ،‬والقراءة السريعة ‪ ،‬وتنظيم الوقت ‪ ،‬وكيفية‬
‫أخذ القرار الكثر سلمة ‪ ،‬والتذوق الدبي‪ .‬ويعرف الستخدام المناسب لكل ‪t‬‬
‫من الطرق العلمية والدبية في التعبير و إستعمال غير ذلك مما تعلمه‪ ،‬وكيف‬
‫يوظفه ويستعمله في المجال المهني أو العلمي الذى يحب ان يتخصص فيه ‪،‬‬
‫من المجالت المتوقع أن يجد فيها وظيفة أو تطلبها الجامعة لكمال دراسته‬
‫بعد هذه المرحلة‪ .‬هذه إذن مرحلة للتأهيل لمستويات أعلى يستطيع فيها‬
‫الطالب الستفادة من قدراته في التعامل مع المعلومات لتقليل الزمن لكمال‬
‫دراسته أو إنجاز عمله بكفاءة عالية ‪ .‬وبهذا يتحول دور المعلم من ملقن إلى‬
‫موجه ومربى ‪.‬‬

‫و في هذه المرحلة تستمر دراسة اللغة العربية و اللغة النجليزية والرياضيات‬


‫و لغات الحاسب اللي الملئمة للتطور الحادث في علوم الكمبيوتر ‪ .‬ويضاف‬
‫إلى هذه المقررات عددا من المقررات التي تغطى مجالت التخصص التى‬
‫يميل إليها الطالب‪ .‬ويتم التركيز في هذه المرحلة على المرونة في التفكير ‪،‬‬
‫و أخذ القرار ‪ ،‬و القراءة السريعة و تنظيم الوقت وإدارته ‪ ،‬وطرق حل‬
‫المشاكل ‪ ،‬والعمل الجماعي لمناقشة المشاكل وحلها‪ ،‬وتقسيم العمل‬
‫وتوزيع الدوار ‪،‬وإجراء التجارب ‪،‬و تحليل النتائج و اكتشاف القوانين ‪.‬‬

‫كل ما سبق يمثل الطار العام للمشروع ومراحل التعليم الثلثة المقترحة ‪،‬‬
‫وهى أفكار توجهنا عند التخطيط للدراسات التفصيلية‪.‬‬

‫*****************************‬
‫رابعا ‪ :f‬التعليم العام ومفهوم التربية المأمول‬

‫تكلمنا عن الجزء المعرفى ووضعنا أهدافا للتعلم وهى تدور حول قدرات‬
‫ومهارات عقلية لجمع وتصنيف ومعالجة المعلومات للوصول إلى معارف ‪ ،‬ولكننا‬
‫لم نطرح بعد الهداف السلوكية المطلوب تحقيقها تربويا‪ ، g‬وكيف تؤثر وسائل‬
‫العلم و الثقافة السائدة والعادات والتقاليد على تغيير المعنى الساسى و‬
‫المعروف للتربية‪ .‬لقد تحولت التربية إلى مقررات للدراسة حول معنى التربية‬
‫وفلسفة التربية والنظريات التربوية وإنفصلت عن الحياة وإنعدم تاثيرها على‬
‫تغيير الواقع السلوكى للطلب والمدرسين والساتذة‪ .‬وأصبحت التربية مرتبطة‬
‫بالحصول على معارف ومعلومات حول التربية وليس تحقيق أو تعديل سلوكا‪g‬‬
‫غير ملئم‪ .‬وت ‪t‬عود الطلب ان يدخلوا المتحان للنجاح فى مادة التربية ول يهم‬
‫المعنى الحياتى للتربية وحتى ان بعض مدرسى التربية يناقضون كل ما‬
‫يعلموه للطلب عن التربية من خلل تعاملهم الفعلى فى الفصل مع الطلب‬
‫وهم يدرسون مادة التربية‪.‬‬

‫هل التربية هى مقررات دراسية للدراسة وإجتياز المتحان للحصول على‬


‫شهادة؟ أم ان التربية شىء أخر‪ ،‬هل هى مثل أداة لتغيير السلوك فى‬
‫المواقف الكثيرة فى الحياة بحيث يتصرف الطالب ويسلك مثل ما تقوله‬
‫النظريات والفلسفات التربوية؟ وهل يمكن ان نعيد للتربية وضعها الصحيح؟‬
‫مكن للتربية ان‬
‫وكيف؟ وكم يتكلف هذا من مال ومجهود؟ وما هو الوقت التى «ي ‪t‬‬
‫تعطى ثمارها؟ وهل هناك من يصبر على إعداد وتنفيذ المشروع التربوى‬
‫المأمول؟‬

‫البحث عن معنى للتربية وكيف نحقق هذا المعنى عمليا‪ g‬فى المدرسة أو‬
‫الجامعة هى محور أساسى سوف نتعرض له بإختصار فى هذا الجزء من‬
‫رؤيتنا المستقبلية للتعليم‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫إعادة المعنى لمفهوم التربية‬

‫التربية والتعليم والتعلم والثقافة كلمات متداولة ولكننى أحتار فى فهم‬


‫معانيها‪ .‬هل هذه الكلمات هى مترادفات لنفس المعنى أم أن لها معانى‬
‫مختلفة؟ من المتوقع ان تكون لها معانى مختلفة لننا عندنا وزارة للتربية‬
‫والتعليم ‪ ،‬ووزارة للتعليم العالى ووزارة للثقافة تقوم بوظائف التربية والتعليم‬
‫والتثقيف‪ .‬ولكن ماذا عن كلمة ومعنى التعلم وارتباطها بالتربية؟‬

‫فإذا قلنا ان التعليم والتعلم خاص بالمعرفة والمعلومات فى مجالتها المختلفة‬


‫وإذا لحظنا المقررات والمتحانات التى يأخذها الطلب فى التعليم العام‬
‫والعالى نجدها كلها تتركز حول تجميع المعارف والمعلومات ول تعطى أهتماما‬
‫بالمهارات الفكرية والعلمية واللغوية وغيرها‪ ،‬ول تضع فى معاييرها للتقويم‬
‫قياس ما تعلمة الطالب من اساسيات ومفاهيم كل علم‪ .‬وكم كنت أحب ان‬
‫ارى دراسات على الخريجين من أقسام عدة تجرى عليهم بعد عدة سنين‬
‫من تخرجهم نعرف من خللها كم تبقى فى عقل الطالب من معارف‬
‫ومعلومات بعد تخرجه‪.‬‬

‫هذا عن التعليم والتعلم ولكن أين نجد التربية؟ وما معناها؟ التربية شىء‬
‫محير فى النظام التعليمى السائد من عقود‪ .‬هناك كليات للتربية وهناك‬
‫مقررات لعلوم التربية ‪ ،‬كما ان هناك نظريات خاصة بالتربية والعلم والتعليم‬
‫والتعلم ‪ .‬أيضا هناك مقررات خاصة بفلسفة التربية وفلسفة التعليم وفلسفات‬
‫العلم‪ .‬ولكن من ملحظة ما يحدث فى غرف التدريس فى المدارس وقاعات‬
‫المحاضرات فى الجامعة ‪ ،‬ل نجد فرقا جوهريا بين ما يجرى فى كليات التربية‬
‫وبين ما يجرى فى غيرها من مدارس وكليات‪ .‬بمعنى كلها مقررات ‪ ،‬كتب و‬
‫محاضرات و دروس‪ ،‬يتلقاها الطالب ويذرسها ويتذكرها للمتحان وينساها بعد‬
‫التخرج‪ .‬إذن ما هى التربية؟ وما الداعى لها؟ وهل الوقت والمال الذى‬
‫يصرف عليها له عائد إنسانى؟ أسئلة ملحه يجب أخذها فى العتبار عند‬
‫كل من يفكر فى إصلح أو تطوير نظم التعليم أو البحث عن معايير للجودة‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الملمح التربوية المرغوبة‬

‫ليس من أهدافى هنا أن أخوض فى نظريات التربية وفلسفاتها ‪ ،‬فهناك العديد‬


‫من المختصين ومن الكتابات تكفى لمن يريد ولكننى مهتم بطرح برامج عملية‬
‫لتطبيق الفكر التربوى‪.‬‬

‫فماهو البرنامج التربوى الذى نطبقه وكيف نطبقه ومن يقوم بهذا العمل؟ و‬
‫كيف نتحقق ان الطالب اكتسب سلوكا‪ g‬مرغوبا‪ g‬تربويا‪g‬؟‬

‫فإذا قلنا مثل ‪ g‬ان التربية تؤهل الطالب للتى‪:‬‬

‫‪ -‬أن يستمع جيدا‪ g‬قبل ان يرد أو يناقش ويختار اللفاظ الجيدة فى اللغة‬
‫للتواصل‪.‬‬
‫‪ -‬ان يتدرب على النظر من منظور متعدد البعاد ول يكون أحادى الفكر والحكم‪.‬‬
‫‪ -‬ان يكون إيجابيا‪ g‬ويشارك فى العمل ويفهم معنى التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬ان يقود مجموعة من الناس ويحقق مفاهيم الدارة والقيادة والحترام‬
‫والطاعة‪.‬‬
‫‪ -‬ان يتحكم فى لسانه فل يسب أو يلعن‪.‬‬
‫‪ -‬ان يعرف كيف يصبر ويتحمل ومتى‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعرف حقوقه وواجباته وان يعرف القوانين السائدة فى بلده ويقرأ دستوره‪.‬‬
‫‪ -‬ان يثابر ويقاوم الخطأ ويستطيع ان يدافع عن نفسه وعن حقوقه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يشعر ويحس بالجمال ويتذوقه ويعبر عنه ول يحصره فى الجمال الحسى‪.‬‬
‫‪ -‬ان يقبل الخر ويتعامل معه‪ ،‬و يقتنع بمعانى التعددية وطبيعة الختلف‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتعلم ان يحب الخرين ويتعاطف مع المهمومين‪.‬‬
‫‪ -‬ان يعلم نفسه وينمى قدراته ويتعلم النقد الذاتى‪.‬‬
‫‪ -‬ان يميز بين الخير والشر عمل ‪ g‬وليس قول ‪ g‬فقط‪.‬‬
‫‪ -‬ان ينفذ الشورى أو الديمقراطية عمل ‪ g‬حياتيا‪ g‬عن قناعة‪.‬‬
‫‪ -‬ان يكون منتميا‪ g‬ويقدر على المشاركة اليجابية والتفاعل المثمر الجماعى‬
‫لحل المشاكل‪.‬‬
‫‪ -‬ان يثق بنفسه ووطنه ويكون رأيا‪ g‬لنفسه ويستطيع ان يأخذ قرارا‪g.‬‬
‫‪ -‬ان يعرف كيف يخاطب الخرين وكيف يختار الكلمات الملئمة‪.‬‬
‫‪ -‬ان يعرف كيف يشتكى و يتحكم فى إنفعالته ويعبر عن نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬ان يكون إيجابيا ‪ t‬ونشطا‪ g‬وفعال ‪ g‬ومقبول ‪ t‬إن لم يكن محبوبا‪.g‬‬
‫‪ -‬ان يكون متحمل ‪ g‬مثابرا‪ g‬صابرا‪ g‬متفائل‪.g‬‬
‫‪ -‬ان يتعلم التأنى و يتحكم فى نوبات الغضب والكتئاب‪.‬‬
‫‪ -‬ان يقلل من نزعات التسلط والتفرد والتعصب والعنف‪.‬‬
‫‪ -‬ان ل يكتفى بعرض المشاكل‪ ،‬بل يفكر فى حلول لها ويكون شخصية قادرة‬
‫على المبادرة‪.‬‬
‫‪ -‬ان يدرك أخطاؤه ويعترف ‪ ،‬بما سببته من مشاكل ويعمل على تصحيحها‪.‬‬
‫‪ -‬ان يعرف معنى اللتزام و يدرك تبعات المسئولية الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬ان يعى أن مفهوم العبادة الدينى من أفضل وسائل التربية النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬ان يتعلم ربط الفكر بالواقع والكلم بالعمل‪.‬‬
‫‪ -‬ان يربى عادة التفاؤل و يتعلم كيف يحلم‪.‬‬

‫أليست هذه امور تسعى اليها التربية؟ و هل هذه المواصفات تحتاج تربية‬
‫وتدريب أم إنها أمور تقرأ وتدرس؟ وكيف ننمى سلوك الطالب فى التجاهات‬
‫المرغوبة كفرد وكعضو فى مجموعة؟ هذه الصفات وغيرها كثير تحتاج إلى‬
‫إبتكار وتصميم مجموعة كثيرة من النشطة العملية ‪ ،‬الفردية والجماعية ‪،‬‬
‫والتى تتأسس على القيم التربوية المراد تنميتها فى الطالب‪ .‬وتجرى هذة‬
‫النشطة فى داخل الفصل الدراسى وخارجة ‪ ،‬ويطلب من أسرة الطالب‬
‫المشاركة فى العداد لها‪ .‬ولبد من وجود المربى الذى يلحظ و يكتشف‬
‫الخطاء فى التطبيق ومن ثم يعدل‪ .‬هذا هو المطلوب وليس حصص و‬
‫محاضرات وكتب ومقررات‪.‬‬

‫ومن المعلوم ان الصفات السابقة ل توجد بالتساوى فى كل الطلب ول يمكن‬


‫ان توجد بنفس النسب فى كل الطلب ولكن تتوزع بطرق إحصائية على كل‬
‫الطلب‪ ،‬وهذا التوزيع هو توزيع طبيعى وكل ما نرجوة هو ان نغير التوزيع‬
‫الشائع و نعيد التوزيع الطبيعى بين الحدود الدنيا والحدود القصوى لكل صفة‬
‫مرغوبة‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫إعادة صياغة الدوار‬

‫فى الرؤية الجديدة يجب إعادة تصميم الدوار لعناصر العملية التعلمية من‬
‫طالب ومدرس وإدارى حتى تنسجم مع ما تم عرضة حتى الن‪.‬‬

‫دور المدرس أو الستاذ فى العملية التعلمية‪-‬التربوية‬

‫إذا كان دور المدرس فى الجزء التعليمى يجب ان يتغير ليكون المدرس مثل‬
‫المايسترو أو قائد الوركسترا أو مخرج السينما ‪ ،‬فإن دور المدرس كتربوى‬
‫يجب أن يضاف إلى دوره التعليمى‪ ،‬فهو هنا يعمل كشيخ طريقة أو قائد‬
‫ميدانى أو كوالد فى أسرة أو معد برامج وموجه أنشطة‪ .‬المدرس هنا مربى‬
‫يستطيع أن يتعامل مع الطلب بإختيار السلوب المناسب فى الظرف‬
‫المناسب والموقف المناسب‪ .‬بين الحنو والقسوة ‪ ،‬وبين الشدة واللين‪ ،‬وبين‬
‫التدليل والحزم ‪ ،‬يعطى الطالب ما يحتاجه تربويا ‪ t‬ليعود ذلك إيجابيا ‪ t‬على‬
‫العملية التعليمية بإحترام المدرس وطاعتة بل خوف أو إرهاب‪ .‬مربى يعمل‬
‫على تقليل ميل الطلب إلى اللمبالة وعدم النتماء والنعزال ما أمكن‪.‬‬
‫المدرس هنا يجب ان يكون هو القدوة فى الجانب المعرفى والجانب التربوى‪.‬‬

‫دور الطالب فى العملية التعلمية‪-‬التربوية‬

‫لقد تعود الطالب ان يلعب دورا ‪ t‬سلبيا وليس مركزيا ‪ ، t‬المدرس هو الذى يتكلم‬
‫ى دائما ‪ ، t‬ل يتفاعل ول يتواصل ول يناقش‪ .‬ولقد ا ‪t‬ن الوان‬
‫دائما والطالب متلق ‪t‬‬
‫ان يكون التلميذ هو محور العملية التعليمية والتربوية‪ ،‬لبد ان يشارك فيها‬
‫بمجهوده ومشاركاته ول يكون سلبيا ‪ t‬مستمعا ‪ t‬متلقيا دوما ‪ ،t‬يحفظ للمتحان‬
‫لينسى ما تلقاه بعد إكمال الجابة على ورقة السئلة‪.‬‬

‫دور الدارى فى العملية التعلمية‪-‬التربوية‬

‫ألدارة التربوية والتعليمية لها ان تغير من دورها المعتاد لتشارك إيجابيا فى‬
‫العملية الجديدة من خلل الحوار واللقاءات وإبتكار وسائل جديدة للتقويم‬
‫والتفاعل مع المدرس والطالب والسرة والمشرف الجتماعى ومدرس اللعاب‬
‫الرياضية‪ .‬وتعدد النشطة التربوية ومشاركة الجميع فيها هو من أهم عناصر‬
‫نجاحها‪ .‬ولبد ان تبتكر اساليب جديدة لوضع منهج يدمج التربوى مع المعرفى‬
‫د‬
‫ولبد أن يستفاد أكثر من الجازة الصيفية الطويلة ‪ ،‬فيكفى الطلب شهرا واح ‪t‬‬
‫فى الصيف‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫خلصة‬

‫التربية المطلوبة إذن هى المحاولة العلمية والعملية لتنمية سلوك الطالب‬


‫ليتسق مع التوزيع الحصائى للسلوك المرغوب لمجموع الطلب الدارسين ‪،‬‬
‫من خلل التدريب الجاد والمستمر عن طريق مشاريع وأنشطة سلوكية‬
‫متعددة فى مواقف متغيرة‪ ،‬فردية وجماعية‪ ،‬وليس من خلل المقالت والكتب‬
‫والمحاضرات والشرطة الصوتية أو البصرية‪ .‬وتصمم النشطة بناء على دراسة‬
‫ميدانية معتمدة على نظريات وفلسفات التربية‪ .‬يوضع الطالب فى موقف‬
‫محدد ليتفاعل معه ويعدل سلوكه تدريجيا فى الزمن المناسب ليسمح بالنمو‬
‫النفسى والسلوك التربوى‪ .‬وبناء على الفعال وردود الفعال والتوجيه‬
‫المناسب فى الموقف والوقت المناسب وبالسلوب المناسب ‪ ،‬يتعدل‬
‫السلوك مع الزمن‪ .‬وهنا يتدرب الطالب كفرد فى أسرة أو زميل فى الدراسة‬
‫أو رفيق طريق أو حكم فى قضية أو مواطن فى دولة أو متهم فى قضية أو‬
‫عضو فى حزب سياسى أو مدرب فى فريق رياضى ‪ ،‬أو كعنصر فى فريق‬
‫عمل‪ ،‬أو غيرها يتدرب على كثيرا ‪ t‬من المواقف المحتمل أن يقابلها فى الحياة‪.‬‬
‫وطريقة المحاكاة هنا لمواقف محددة تعتبر من الطرق التربوية الجيدة التى‬
‫تجمع بين المعرفة والسلوك وبين النظرى والعملى‪.‬‬

‫ليست التربية اذن هى إكتساب معارف عن طريق مقرر دراسى ‪ ،‬بل هى‬
‫تدريب سلوكى للتعامل مع مواقف حياتية محتملة فى أغلب المجالت الفردية‬
‫والجماعية‪ .‬الطالب يتصرف مع نفسه ومع زميله ومع مدرسه ومع اسرته من‬
‫أخوة ووالدين وأقارب‪ .‬وأيضا ‪ t‬يتدرب كيف يتعامل مع أبناءه وزوجته مستقبل ‪ ، t‬أو‬
‫رئيسه فى العمل أو كيف يكون مرؤسا ‪ .t‬والتربية هنا هى فى تعديل السلوك‬
‫لكى يتعود الطالب أن يكون أكثر إيجابية وأقل سلبية‪ ،‬فى حدود قدراته وملمح‬
‫شخصيته المرتبطة بتركيب جيناته الوراثية التى خلقه ا بها‪.‬‬

‫التربية تسعى لنتاج بشر بمواصفات معينة ‪ ،‬وكل ما نرجوه ان يكون بشرا ‪ t‬ل‬
‫يساق ويقاد دون وعيه وإختياره‪ ،‬بشر ل يستعبد من بشر مثله‪ ،‬بشر ل يقسر‬
‫على الطاعة ولكنه يطيع عن قناعة وإختيار‪ ،‬بشر ل يسجن فى فصول دراسية‬
‫ويفقد ما أخذه فى غرف الدراسة عندما يتعرض للهواء خارجها‪ .‬تربية ل تنفصل‬
‫عن واقع التعامل فى الحياة‪ ،‬بل تربية تنتج إنسانا ‪ t‬يسلك سلوكا واعيا اراديا‪،‬‬
‫يتحمل تبعاته وملتزما ‪ t‬بمسؤلياته‪ .‬ولبد ان تكون الصفات المرغوبة قابلة‬
‫للوجود خارج جدران الفصول الدراسية‪ ،‬وان ل تتناقض مع ما هو منتشر‬
‫ومتداول من سلوك سائد فى المجتمع و السرة ‪ ،‬وبين الصحاب وفى وسائل‬
‫المواصلت والسوق‪ ،‬وإل لن تؤدى التربية دورها المأمول‪ .‬فبدل ‪ t‬من تعديل‬
‫السلوك السىء فى المجتمع والسوق يكون السلوك السائد هو القدوة‬
‫وينسى الطالب أو ييأس من النسجام مع السائد من سلوك‪ .‬وهذا التناقض‬
‫بين ما يقال فى الخطب والمحاضرات والدروس والكتب عن السلوك الممتاز‬
‫والقيم النبيلة ‪ ،‬وبين ما يحدث بإستمرار فى الحياة العامة والبيت والعمل‬
‫والنادى‪ ،‬هذا التناقض هو من أسباب تدهور الحياة المدنية ومن ظهور كل‬
‫اشكال العنف أو النعزال أو عدم النتماء أو الثقة بكل ما يحدث فى الدولة‪.‬‬
‫وهذا لن يؤدى بنا إلى رؤية مستقبلية مأمولة ‪ ،‬بل ربما أدى بنا إلى الذهاب‬
‫إلى هامش التاريخ‪ .‬وما النتيجة إذا ‪ ، t‬اذا كان النظام التربوى يعمل على خلق‬
‫مواطن قوى وأمين فى داخل المدرسة ولكن هذا المواطن يلحظ ان المدرسة‬
‫تدربة على المانة وعدم السرقة والوضوح والصراحة وعدم خلق الكاذيب‬
‫واليجابية و هو ل يجدها خارج المدرسة‪ ،‬بل يجد نفاقا وسلبية ول إنتماء ‪،‬‬
‫ويقرأ فى الصحف عن كسب غير مشروع وسرقات‪ .‬ول يجد فى المجتمع صور‬
‫متكررة للحب والخوة والتكافل والروح الرياضية واللتزام وتحمل المسئولية‪.‬‬
‫ويسمع عن الحرية والمساواة والشورى والديمقراطية ولكنة ل يراها فى حزب‬
‫ول فى بعض اسر المعارف والصدقاء‪ .‬وماذا عليه ان يفعل بعد كل هذا اذا‬
‫كانت شخصية الفهلوى هى المثال؟‬

‫كل ما سبق إذا أمكن تحقيق جزءا منه فأنه يحقق مفهوم النماء الفردى‬
‫ويؤدى إلى تفعيل مفاهيم التنمية البشرية‪ .‬ولكن هل هذا ممكن؟ أين‬
‫المدرس التربوى وأين الدارى التربوى وهل هناك إمكانية مالية لتحقيق هذا‬
‫الحلم التربوى؟ والجابة باليجاب ‪ ،‬إذا خلصت النية و صحت الرادة على‬
‫تحقيق رؤية لمستقبل الوطن‪ .‬والميزانية المالية ممكنة لو تصورنا ان بناء‬
‫المواطن السليم هو اولى واجبات الدفاع عن الوطن‪ ،‬والصرف على المواطن‬
‫مثل الصرف على السلحة والطائرات والصواريخ والمدرعات والدبابات‬
‫والغواصات إن لم يكن له الولوية فى المئة سنة القادمة‪ .‬ولتدمج ميزانية‬
‫التعليم من ميزانية القوات المسلحة‪.‬‬

‫**********************‬
‫خامسا ‪ :f‬ما بعد التعليم العام من منظور مختلف‬

‫عند البحث عن تطوير التعليم العالى ل يمكننا فصل إرتباط التعليم العام وتأثيره‬
‫على التعليم العالى‪ .‬وكل التعليم العام والعالى مرتبط بسياسة الدولة‬
‫العلمية وفكرها التعليمى‪ .‬فقد تعود الطلب ان يذهبوا إلى الجامعة بعد إنهاء‬
‫تعليمهم العام ‪ ،‬لذلك فلبد ان يكون هناك إرتباط بين وزارتى التربية والتعليم‬
‫والتعليم العالى ‪ ،‬وهذا الرابط هو وضع أهداف كل الوزارتين وسياستهما ضمن‬
‫إستراتيجية الدولة وفكرها الوطنى و القومى والقطرى والدولى‪ .‬والساس فى‬
‫كل ذلك هو مواصفات المواطن الذى تعمل على تحقيقه إستراتيجية الدولة‬
‫فى محيطها المحلى والعالمى‪ .‬والسؤال هو أى مواطن تريده الدولة وتعمل‬
‫على تكوينه من خلل كل أنظمتها التعليمية و القتصادية والسياسية‬
‫والجتماعية والدفاعية؟ من الذى يقوم بتحقيق سياسة الدولة العلمية‬
‫والبحثية والتعليمية غير المواطن ‪ ،‬فكيف نعده ليحقق طموحات دولتة وأماله‬
‫هو أيضا ‪t‬؟ ومن ناحية أخرى فالمتخرج من النظام التعليمى يجب ان يجد لة‬
‫عمل ‪ t‬مناسبا ‪ t‬ووظيفة ‪ ،‬وان كان النظام التعليمى غير مسئول عن توفير فرص‬
‫عمل للمتخرجين فإن المجتمع والدولة هما المسؤلن الساسيان عن توفير‬
‫فرص العمل من خلل مؤسسات الدولة ووزاراتها ومصانعها وشركاتها‬
‫والسواق وغيرها من اماكن تحتاج عمال وموظفين ومهندسين ومدرسين‬
‫وأطباء وغيرهم‪ .‬ودور الدولة هنا أساسى فى وضع القوانين والتشريعات التى‬
‫تسهل هذا النسجام والتألف بين الدولة والمجتمع بكل كياناته للتعاون من‬
‫أجل مواطن يثق فى دولته وفى مجتمعه ويزيد إنتمائة وولئه لهما ‪ ،‬ويوثق‬
‫إرتباطه بأرضه مع مبالته وعدم إنعزاله عن مواطنيه مع التوازن بين فرديته‬
‫وأنانيته وواجباته تجاه الخرين‪ .‬أليس كل هذا يدخل فى مفاهيم التنمية‬
‫البشرية؟ وهل يمكن للبلد أن يتقدم فى كل المجالت دون هذا النسجام بين‬
‫مؤسسات الدولة ومواطنيها؟ وهل يمكن تحقيق أهداف الدولة وإستراتيجيتها‬
‫دون وجود هذا النوع من المواطنين؟‬

‫إذن ل يمكن فصل نظام التعليم عن كل أنظمة الدولة ‪ ،‬وإذا أردنا ان نطور نظام‬
‫التعليم ونبحث عن جودته دون أخذ هذه العتبارات ‪ ،‬فإن مفهوم التطوير يفقد‬
‫كثيرا من معانيه وأهدافه ويصبح التجويد مصطلح بل معنى وتفقد الدولة‬
‫والمجتمع قوة جهازها المناعى ‪ ،‬وتصبح أكثر عرضة للمراض‪ .‬ومن أجل الربط‬
‫بين نظام التعليم وخريجيه وبين الدولة والمجتمع المدنى ‪ ،‬أقدم هذا القتراح‬
‫لمرحلة أخرى موازية للتعليم العالى‪ .‬هذه المرحلة إختيارية للطالب بعكس‬
‫مرحلة التعليم العام الجبارية لكل مواطن‪ .‬فى هذه المرحلة على الطالب ان‬
‫يختار ما يراة مناسبا ‪ t‬له كمستقبل مهنى‪ .‬ألختيار هنا مرتبط بتصنيف الطالب‬
‫تبعا ‪ t‬لكفاءاته وقدراته ومهارته وهواياته التى سوف يتم قياسها فى مرحلة‬
‫التعليم العام‪.‬‬
‫ما أقترحه هنا يحتاج تأمل طويل‪ ،‬ومناقشات جادة لنه إقتراح جديد ومن‬
‫منظور مختلف‪ .‬من المفترض ان يقوم نظام التعليم العام المقترح على إخراج‬
‫أعداد كبيرة من المواطنين بمهارات وقدرات ومواهب وإستعددات مختلفة‪ .‬فى‬
‫العلم والدب والفن والعمال اليدوية والحرفية ‪ ،‬وغيرها‪ .‬ولبد ان تعمل طرق‬
‫التقويم فى السنة الخيرة من التعليم العام لتصنيف الطلب على هذا‬
‫الساس‪ .‬وهذا التصنيف هو الذى يساعد على توجيه الطلب لختيار‬
‫مستقبلهم المهنى بعد مرحلة التعليم العام‪ .‬فى الفترة التالية بعد التقويم‬
‫يستطيع الطالب بمساعدة مشرفين ومدرسين ومربيين من مدرسته ان‬
‫يحددوا ميول الطالب ورغبته فى مجال عمله المستقبلى‪ .‬يمكن للطالب ان‬
‫يميل الى العمل فى شركة او مؤسسة او مصنع او وزارة معينة او مدرسة او‬
‫بنك أو سلك القضاء والمحاماة أو فى مستشفى أو فى عمل حر أو فى‬
‫ورشة أو محل تجارى أو مطعم أو فى كتابة الشعر أو القصة أو العمل الصحفى‬
‫أو العمل الدينى أو ان يكمل دراسته فى الجامعة‪ .‬ويكون من مسئولية الدولة‬
‫ان تضع قوائم بكل الماكن الممكن ان يعمل فيها المتخرج مستقبل ‪ . t‬وتعمل‬
‫الدولة بالتعاون مع المسؤلين عن التشغيل فى أماكن العمل الممكنة لمعرفة‬
‫متطلباتها من عمالة فى السنين القادمة‪ .‬وبنا ‪t‬ء على ذلك يتقدم الطالب‬
‫المتخرج من التعليم العام إلى جهة العمل التى يرغب فيها وتكون مسئولية‬
‫هذة الجهة هى إكمال تعليم وتأهيل المقبول بحيث يحقق مؤهلت العمل‬
‫المطلوب ومهاراتة ‪ ،‬وهذا ما تحدده الجهة التى سيعمل بها ‪ ،‬فهى التى تحدد‬
‫نوع المعارف والمهارات المطلوبة وتعمل وحدها أو بالتفاق مع الجامعة على‬
‫وضع المقررات اللزمة لذلك‪ .‬أويمكن لكل جهات عمل متشابهه ان تنشىء‬
‫كليات لها تعمل على تأهيل موظفوا المستقبل وتضمن لهم العمل أيضا ‪ .t‬وبناء‬
‫على ذلك تكون أحد مسؤليات كل أماكن العمل فى الدولة هى تحديد‬
‫إحتياجها من العمال والموظفين مستقبل ‪ ، t‬وتقوم بإختيارهم مقدما ‪ t‬من‬
‫خريجى التعليم العام ‪ ،‬وتعمل على إكمال تعليمهم وتأهيلهم كعمالة لها فى‬
‫السنين القادمة‪ .‬وتعمل هيئات العمل على إختيار ما يلئمها من مقررات‬
‫ومعارف ومهارات ‪ ،‬لكمال تعليم ما إختارتهم وهى مسؤلة بالصرف عليهم‪.‬‬
‫ويمكن لها ان تاخذ ما صرفته عليهم من مرتباتهم بعد تخرجهم‪ .‬وهذه‬
‫المرحلة مصصمة لخدمة المجتمع من خلل الوظيفة‪ ،‬ولخدمة سوق العمل‬
‫ولتحقيق حاجات المتخرج الراغب فى العمل ‪ .‬هذا عن المقترح الجديد‬
‫بالتعليم الموازى للتعليم الجامعى ‪ ،‬وماذا عن التعليم الجامعى؟‬

‫**********************************‬
‫سادسا‪ :‬وماذا عن التعليم العالى أو الجامعى‬

‫عند الحديث عن التعليم الجامعى يتبادر لنا السئلة التية‪ :‬هل الدولة‬
‫والمجتمع فى حاجة لهذا النوع من التعليم؟ وهل هناك عائد إقتصادى من‬
‫وراءه؟ وهل هذا التعليم يؤثر على الحالة الصحية والنفسية والفكرية والروحية‬
‫للمجتمع؟ وما هى أهداف الدولة من وراء التعليم العالى؟ هل الدولة فى‬
‫حاجة لخريجى الجامعة لملىء الوظائف الشاغرة؟ أم انها فى حاجة لجامعيين‬
‫قادرين على حل مشاكل دولتهم ومجتمعهم؟ هل الدولة تريد خريجين لدارة‬
‫شئون الدولة مستقبل ‪ t‬؟ أم ليقدموا خدمات لمواطنى الدولة؟ أم هى فى‬
‫حاجة لخريجين مؤهلين تأهيل ‪ t‬عاليا ‪ t‬ليكونوا كوادر البحث العلمى فى الدولة؟‬
‫أم تريد الدولة مواطنين أكفاء ليقوموا بتحقيق أهداف وخطط الدولة؟ هذه‬
‫السئلة تحتاج نقاشا ‪ t‬موسعا ‪ t‬من كل المهتمين بالتعليم فى الدولة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫لماذا الجامعة؟‬

‫ليس كافيا أن تكون الجامعة هى المصدر الساسى لتزويد المجتمع بالعاملين‬


‫والموظفين‪ .‬وليس كافيا أن تكون وظيفة الساتذة فى الجامعة هى التدريس‬
‫وإلقاء المحاضرات‪ .‬لبد ان يكون للجامعة دور ريادى فى كل مجالت الفكر‬
‫والعلم والطب والهندسة والتكنولوجيا والدب والفن واللغة و ايضا ‪ t‬الدين‪ .‬هذا‬
‫إذا كنا نرى انفسنا أهل للريادة فى منطقتنا وقارتنا ومحيطنا الجغرافى‬
‫والثقافى‪ .‬و من الضرورى ان يكون للجامعة دورا ‪ t‬لحل مشاكلنا وتقديم الرأى‬
‫فى قضايانا‪ ،‬ولبد ان يكون لها أدورا ‪ t‬فى تكوين الرواد والعلماء والدباء والقادة‬
‫فى مجالت الساسة والفكر‪ .‬فهل يمكن ان نعيد لها هذه الوظيفة؟‬
‫)‪(2‬‬
‫أعادة مفهوم الجامعة الى وضعه الطبيعى‬

‫لن يعتمد دخول الجامعة على شهادة المرحلة السابقة او على مجموع‬
‫الدرجات ولكن على تصنيف قدرات الطالب المتعددة كما وصفت فى خطط‬
‫ومقررات التعليم العام‪ .‬هذه المرحلة من التعليم ستخصص أساسا ‪ t‬للطلب‬
‫الراغبين فى إكمال دراستهم دون اى مسئوليه من الجامعة بتوفير فرص عمل‬
‫للمتخرجين بدرجة علمية جامعية‪ .‬فالجامعة هنا مخصصة لمن أحب الدراسة‬
‫للتعمق فى العلم وهى لمن أراد ان يدرس مثل ‪ t‬الدب أو التاريخ أو الفلسفة أو‬
‫فلسفة العلوم أو الهندسة أو الطب ‪ .‬و تكون مسؤلية الجامعة فى هذه‬
‫المرحلة هى إعداد الكوادر المطلوبة لمؤسسات البحث العلمى‪ ،‬أى لتخريج‬
‫علماء وفقهاء فى العلم والدين والقانون‪ ،‬بل قادة فى الرأى والفكر‪ .‬بالضافة‬
‫الى ذلك تكون من مسؤلية الجامعة التعاون مع كل المؤسسات والوزرات وكل‬
‫أماكن التوظيف فى إعداد المناهج لها والتطوير المستمر للتعليم ‪ ،‬والعمل‬
‫على تقديم ورش العمل و برامج للدبلومات المتخصصة و لدرجات الماجستير‬
‫والدكتوراة والتى توجه لحل مشاكل الدولة و تحقيق أهدافها المستقبلية‪.‬‬

‫والتعليم الجامعى ليس مجانيا ‪ ، t‬وهو مشروط بتوفر قدرات ومهارات للطالب‬
‫يمكن معرفتها من شهادة التعليم العام‪ .‬ولتوفير فرص اللتحاق بالجامعة‬
‫للطلب المقبولين من محدودى الدخل تعمل الدولة على تشجيع الغنياء‬
‫والبنوك على دفع مصاريف الطلب بشروط ميسرة للسداد عندما يحصل‬
‫الطالب الجامعى على وظيفة بعد تخرجه‪ .‬وتتمحور الدراسة فى الجامعه حول‬
‫الطالب أساسا ‪ t‬كمركز للعملية التعليمية ‪ ،‬ول يكون هناك كتاب مقرر بل مكتبة‬
‫يستطيع الطالب ان يبحث هو عن الكتب التى يراها مناسبة للمقررات‪ .‬ويكون‬
‫دور الستاذ هو دور الموجه والمناقش وليس دور المحاضر‪ .‬وفى الدراسة‬
‫الجامعية يتدرب الطالب على إستعمال طرق البحث المختلفة فى تناسق‪.‬‬
‫فليس هناك بحث نظرى فقط أو بحث عملى فقط أو بحث بإستعمال الحاسب‬
‫اللى فقط ولكن الدراسة تدمج الطرق المتعددة للبحث معا حتى يمكن‬
‫الطمئنان لصحة نتيجة البحث‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫مثال من التعليم الهندسى‬

‫قبل إنشاء كليات هنسة جديدة ‪ ،‬أو تطوير التعليم الهندسى الموجود ‪ ،‬أو‬
‫مراجعة المناهج والمقررات الهندسية‪ ،‬علينا ان نسأل لماذا دراسة الهندسة؟‬
‫ماذا نريد منها للدولة وللوطن وللفرد؟ ماذا نريد من المهندس المتخرج ؟‬
‫التصليح أو التصميم أو التجميع أو الصيانة أو بيع منتجات المصانع أم البحث‬
‫والتطوير للصناعة ؟ أم إبتكار تكنولوجيا مطلوبة للدولة؟ وما دور الهندسة فى‬
‫عمليات التسليح والدفاع عن البلد؟ وما دورها فى التنمية؟ وما دورها فى‬
‫تحسين إقتصاد البلد؟ وما اهميتها فى إعداد كوادر البحث العلمى ؟ وما هى‬
‫حاجة السوق المصرى والعربى والعالمى من مهندسين بكفاءات يتطلبها‬
‫سوق العمل؟ وبعد الجابة على هذه السئلة ‪ ،‬يجب ان تعيد كليات الهندسة‬
‫صياغة أهدافها فى التعليم الهندسى حتى تخدم أهداف المجتمع ومصالح‬
‫الدولة وإستراتجيتها ذات الصلة بالرض والمواطن والعالم العربى‪.‬‬

‫ومن أهم مسؤليات المهتمين بالتعليم الهندسى تحديد الملمح التى نريدها‬
‫لمهندس المستقبل فى مصر والعالم العربى؟ و هل هناك علقة بين علوم‬
‫الهندسة وما يجرى خارج كليات الهندسة فى الحياة و المصانع والشركات؟ و‬
‫هل دراسة الهندسة ليست لها علق بالسوق والقتصاد ودورة رأس المال ؟‬
‫وبناء على ذلك تعاد صياغة المناهج الدراسية‪.‬‬

‫ويمكن ان تقسم أهداف المنهج الهندسى إلى اربع مجموعات من الهداف ‪،‬‬
‫ويكون واجب كليات الهندسة تحقيقها‪ .‬المجموعة الولى هى تمكن كل‬
‫الخريجيين من الساسيات التى ل غناء عنها لى مهندس‪ ،‬وهى تضمن‬
‫المفاهيم والمبادىء والقوانين والطرق الهندسية لفهم الفكر الهندسى‪ .‬أما‬
‫المجموعة الثانية من الهداف فهى تعمل على تأهيل المتخرج ليكون متمكنا ‪t‬‬
‫من أساسيات الرياضيات والفيزياء الضرورية لكل التخصصات الهندسية‪ .‬وبعد‬
‫ذلك تأتى الهداف المرتبطة بكل فرع او تخصص هندسى مثل الهندسة‬
‫المدنية والهندسة الكيميائية وغيرها من التخصصات‪ .‬وعلى المتخرج من أى‬
‫تخصص أن يثبت تمكنة من أساسيات تخصصه‪ .‬وأخيرا ‪ t‬فهناك الهداف التى‬
‫ترمى إلى تفهم الخريج لساسيات الدراسات والعلوم السياسية والجتماعية‬
‫من منظور هندسى حتى يستطيع المهندس ان يربط الدراسة الهندسية بما‬
‫يحدث فى السياسة والقتصاد وتأثيرها على المجتمع من تغيرات وتطورات‪.‬‬

‫وتقوم المقررات المختلفة على إكساب الطالب المهارات والمعارف المطلوب‬


‫إجادتها ‪ ،‬ويقو‪t‬م الطالب بناء على مقدار ما حققه من المهارات المتعددة‪ ،‬و ل‬
‫يعتمد التقييم على الدرجة او النسبة المئوية التى يحصل عليها المهندس‬
‫كمعيار وحيد لقياس درجة نجاحه ‪ ،‬بل يحدد لكل طالب مصفوفة من المعايير‬
‫التى يقاس بها أداءه التعلمى أى تقيس ما تعلمه فى كل مجموعة من‬
‫الهداف الربعة المذكورة سابقا ‪ ، t‬و ما حققة من نسب مقبولة من المهارات‬
‫والمعارف التى قسم اليها التعليم الهندسى‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫مثال من التعليم الدينى‬

‫لن الدين لزال مؤثرا ‪ t‬فى فكر وسلوك المواطنين ‪ ،‬وسيظل مؤثرا ‪ ، t‬فيجب‬
‫تخصيص جزءا ‪ t‬من المجهود لتطوير التعليم لمراجعة المنهج الدينى الموجود‬
‫فى مناهج التعليم‪ .‬هناك إيجابيات كثيرة فى الدين يجب التأكيد عليها‪ ،‬وهناك‬
‫سلبيات فى سلوك بعض المتدينيين ومفاهيمهم ‪ ،‬يمكن تعديلها بالعودة إلى‬
‫أصول الدين النقية وثوابته مع الفقه الصيل الذى تميزت به الجيال الولى من‬
‫المسلمين وفهمهم العميق للدين ودوره فى الحياة‪ .‬وهنا تكون الدعوة إلى‬
‫إعادة فهم الدين وتدريسه وتعليمه والتدرب على تطبيقه من خلل مقاصده‬
‫وأهدافه ‪ ،‬ومراجعة أى سلوك وحكم بناء على كيف نحقق أهداف الدين‬
‫ومقاصده‪ ،‬فى الظروف المحيطة‪ ،‬بفهم أعمق للصول والنصوص‪ .‬الدين كما‬
‫فهمه الصحابة جاء للحياة هنا على الرض ‪ ،‬وللنجاح بعد إنتهاء الحياة عليها‪ .‬و‬
‫من أهم اهداف الدين الكبرى ثلث أهداف تتلخص فى التوحيد والنماء الفردى‬
‫والجماعى وفى الستخلف وعمارة الرض‪ .‬وهذه الهداف تغطى الدنيا و‬
‫وتحقيقها يحقق الفوز فى الخرة‪.‬‬

‫ومصادر الدين الساسية هى القرأن والحديث مع خبرة طويلة فى كيفية‬


‫التطبيق ‪ ،‬خصوصا ‪ t‬فى عصور الخلفة الراشدة‪ ،‬وتأتى بعد ذلك كتب الفقه‪.‬‬
‫وهذه هى أهم المصادر الدينية التى يجب ان تبتكر لها آليات جديدة لتعليمها‬
‫للطلب‪ .‬وهنا يجب إعادة هذه الصول إلى وضعها الطبيعى‪ .‬كيف نقرأ القرأن‬
‫وان امكن نجوده؟‪ ،‬وكيف نجيد اللغة والفهم حتى نتفادى التفاسير الضعيفة؟‬
‫وكيف نفهم الحديث ونعرف أصولة حتى ل ننقل احاديث دون معرفة شروط‬
‫الصحة فى المتن والسند؟ ويجب ان نحترس بشدة عندما نتكلم فى الفقة‬
‫وأحكامه ‪ ،‬كل هذا سوف يساعد على وضع قيود على هؤلء الذين‬
‫يستسهلون نقل ما يقرأون أو يسمعون دون تأنى ودون تحقق من مصدر ما‬
‫ينقلون‪.‬‬

‫ويجب إعادة كتابة الفقه بلغة يمكن أن يستوعبها الطالب ‪ ،‬ويجب أن يعى‬
‫الطالب الصول والقواعد الفقهية الساسية وهى سهلة للطالب الذى نرجو‬
‫تخرجه من التعليم العام الذى اقترحناه‪ .‬فهل يصعب على الطالب أن يعى ان‬
‫الصل فى السلم هو الباحة وان الستثناء هو المحرم‪ .‬وهل يصعب على‬
‫الطالب ان يفهم ان من مقاصد الشريعة حفظ العقل والدين والنفس والمال‬
‫والنسل‪ .‬وهل يصعب على الطالب فهم ان الصل هو التيسير وليس التعسير‪،‬‬
‫و إن الكثير من دللت النصوص ظنية وليست قطعية ‪،‬وهل يصعب على‬
‫الطالب إستيعاب قاعدة أخف الضررين أو قاعدة درء الحدود أو قاعدة دفع‬
‫المضرة مقدم على جلب المنفعة‪ ،‬وغيرها كثير‪ .‬لقد تعود كثير من المسلمين‬
‫ان يقرأ فى كتب الفقه ليأخذ حكما دون أن يعرف الشروط وغيرها‪ ،‬أو ينقل‬
‫فهمه لقضية فقهية ليجيب ويفتى شخصا ‪ t‬يسأله ‪ ،‬ولكن إذا استطعنا أن نعلم‬
‫الطلب كيف يستخرج الحكم من النص‪ ،‬وان هناك علة وهناك حكمة من وراء‬
‫كل حكم‪ ،‬وان كتب الفقه المتداولة هى مثل كتب المسائل المحلولة ‪ ،‬التى‬
‫تعود الطلب ان يحفظوا مسائلها لينجحوا فى المتحانات ‪ ،‬إذا ادرك الطلب‬
‫هذا لقلت أعداد الفتاوى السهلة ‪ ،‬ولقل عدد هؤلء المفتيين الموجودين على‬
‫القنوات الفضائية‪ .‬وهل إذا تعلم المواطن هذه الصول ‪ ،‬وإذا تحقق له فى‬
‫الحياة مصالحه الضرورية كما بسطت فى كتب الفقه ‪ ،‬وإذا عرف المواطن‬
‫الحلل والحرام‪ ،‬وان ما حرم قليل مقارنة بالمباح‪ ،‬واذا إستطاع أن يقرأ القرأن‬
‫ويفهم الحديث ‪ ،‬هل تتوقع ان نخاف على الدين من اى مصدر كان؟‬
‫)‪(5‬‬
‫مثال من العلوم والدراسات السياسة والجتماعية‬

‫علينا ان نسأل ‪ ،‬وكما ذكرت سابقا‪ ،‬لماذا كليات العلوم الجتماعية‬


‫والنسانية؟ وهل نحن فى حاجة لها؟ هذه العلوم تدور على كل ما يحيط‬
‫بالنسان كفرد وفى جماعة فى الحياة على الرض‪ .‬الفرد والجماعة ‪ ،‬الحقوق‬
‫والواجبات ‪ ،‬الدستور والقانون والتشريع‪ ،‬الجريمة والعقاب‪ ،‬المال وحركتة‪،‬‬
‫البيع والشراء‪ ،‬الموارد القتصادية‪ ،‬مشاكل الفرد مع المجتمع‪ ،‬مشاكل الفرد‬
‫مع نفسه‪ ،‬وغيرها‪ .‬أليست كل هذه متصلة بأمور حياتية؟ ولماذا يحدث‬
‫إنفصال بين مقررات دراسة هذه العلوم وبين الصل الذى استمدت منه هذه‬
‫العلوم والدراسات‪ .‬لقد أخذت هذه الدراسات شرعيتها من الحياة والمجتمع‬
‫والناس؟ فعلوم النفس والتربية والسياسة والجتماع والقتصاد والتاريخ ليست‬
‫مقررات للدراسة فقط ‪ ،‬ولكنها أشد ارتباطا ‪ t‬بالحياة وهى أساسية لفهم‬
‫النسان ودوره فى الحياة والقوانين التى تحكم ظواهرها السياسية‬
‫والجتماعية والقتصادية‪ .‬هذا الفهم يعمل على تنمية الفرد وأرتباطة بالوسط‬
‫الذى يعيش فية ‪ ،‬فهما وسلوكا‪ ،‬حقوقا وواجبات‪ ،‬دفاعا ‪ t‬عن نفسه وأهله‬
‫ووطنه وبلده وامته‪ ،‬وكيف يجب أن يعمل كل مواطن للمحافظة على الموارد و‬
‫ترشيد الستهلك والبحث عن مصادر جديدة للموارد والثروة والطاقة والمياه‪،‬‬
‫كيف يعيش مع غيره وما حدود حريته‪ ،‬وغيرها من امور الحياة والجتماع‬
‫المعقدة‪ .‬معانى القانون و القيم فى التعامل اليومى‪ .‬وهنا دور العلوم‬
‫الجتماعية الهام فى الربط بين المقررات والبحوث ‪ ،‬وبين ما يجرى على‬
‫الرض‪.‬‬

‫ولكن الواقع يشير إلى أن هذه العلوم إنفصلت عن إرتباطها بالمصدر الذى‬
‫أوجدها‪ ،‬وهو الحياة و الناس و المجتمع و الثروات وتبادلها وغيرها كثير من‬
‫أمور الحياة ‪ .‬لقد إنحصرت هذه العلوم فى مقررات ومناهج وإمتحانات داخل‬
‫فصول مغلقة‪ .‬والسؤال هو كيف نعيد الحياة للعلوم الجتماعية؟ وكيف نجعل‬
‫للعلوم السياسية وظائف فى حياتنا؟ أن من واجب كل العاملين فى مجال‬
‫هذه العلوم إعادة التفكير فى تعريف هذة العلوم وعلقتها بالحياة ودور الطالب‬
‫المتخرج فى تطبيق ما تعمله على عمل السلطات الثلثة وفى مؤسسات‬
‫الدولة‪ .‬ويجب إعادة صياغة أهداف كليات العلوم السياسية والنسانية بحيث‬
‫تعاد هذه العلوم والدراسات إلى ممارسة دورها فى تنمية الحياة ‪ .‬وتوضع‬
‫المناهج والمقررات لتحقيق هذه الهداف‪ ،‬و لتمكن الدراسة المواطن من أن‬
‫يعرف العلقة العملية بين ما يدرسه وبين أهم ما يحكم حياتة فى شكل‬
‫قوانين وتشريعات ‪ ،‬من المفروض ان تقوم بها السلطات الثلث المستقلة هى‬
‫السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية‪.‬‬
‫*****************************‬
‫سابعا ‪ :f‬مسؤليات إضافية لدور التعليم فى التنمية البشرية‬

‫هناك عدد من المسئوليات الضافية لمؤسسات التربية والتعليم لتشارك‬


‫بدورها فى التنمية البشرية للمجتمع‪ ،‬وهذه تضمن التى‪:‬‬

‫‪ (1‬ما قبل التعليم العام و دور السرة والحضانة‬

‫لبد من وجود تنسيق على مستوى الهداف بين وزارة التربية والتعليم وبين‬
‫الحضانات ودور رعاية الطفال حتى يكون إعداد الطفال متناسقا ‪ t‬مع متطلبات‬
‫التعليم العام‪.‬‬

‫‪ (2‬ما بعد التعليم الجامعى‬

‫لبد أن يكون هناك تخطيط وتنسبق بين وزارات التعليم وبين وزارة الثقافة وبين‬
‫أماكن عمل المتخرجين لتصميم برامج للتعليم المستمر ودورات تدريبية لما‬
‫يستجد من نتائج العلوم‪.‬‬

‫‪ (3‬التقليل من نسبة المية‬

‫لبد أن يكون هناك تنسيق بين كل مؤسسات المجتمع المدنى ووزارة التربية‬
‫والتعليم ووسائل العلم للعمل على تخطيط برامج لتقليل نسبة المية‪.‬‬

‫‪ (4‬التعليم لذوى الحاجات الخاصة‬

‫وهذا النوع من التعليم لبد من أن يعاد تصميمة ليتناسب مع الرؤية المطروحة‬


‫هنا‪ ،‬فأصحاب الحاجات الخاصة هم مواطنون أيضا ‪ ، t‬ويجب مراعاة إحتياجتهم‪.‬‬

‫‪ (5‬دور وسائل العلم‬

‫وسائل العلم لها ادوار إيجابية‪ ،‬ولها أيضا ‪ t‬تأثيرات سيئة وسلبية‪ .‬فعندما تلتزم‬
‫وسائل العلم بالهداف القومية للتنمية البشرية ‪ ،‬تكون من أقوى الوسائل‬
‫لتحقيق أمن وأهداف الدولة‪ ،‬أما إذا اكتفت بالبحث عن الكسب المادى فقط ‪،‬‬
‫وما يستتبعه من الستعباد لصناعة التسلية وقضاء وقت الفراغ‪ ،‬وإذا لم يحدث‬
‫توازن بين نوازعها التجارية وبين ما تقدمه من فكر وثقافة وقيم ‪ ،‬فإنها ستعمل‬
‫على تدمير ما تحاوله النظم التعليمية‪ .‬فإذا كان النبهار بما يقدمه الغرب من‬
‫تقنيات هو الساس وتقليده هو دافع للفخر ‪ ،‬فسوف تعمل وسائل العلم‬
‫على تشويه النماذج البشرية التى نأمل بوجودها عندنا‪ .‬وسوف يسود الترويج‬
‫لفكار العنف ‪ ،‬و الغنى الفاحش و إستعمال السلحة وترويج المخدرات و‬
‫المشروبات المسكرة و التسرع فى الحصول على المال كنماذج يراها‬
‫الشباب أو يسمعوا عنها أو يقرأوها‪ .‬فهذا ممكن أن يؤدى إلى غلبة النانية‬
‫الفردية و المفاهيم الستهلكية وتحويل النسان إلى شىء من الشياء‬
‫ودفعه دوما ‪ t‬للبحث عن المتع الحسية‪ .‬و كل هذا مع وجود دخول منخفضة‬
‫للغالبية سوف يؤدى إلى مشاكل الصحة النفسية‪ ،‬وإلى ظهور افكار للتغيير‬
‫بالعنف ‪ ،‬أو زيادة فى تفكك السر وزياد فى الشكاوى من الظلم‪ ،‬ولننا مجتمع‬
‫متدين سوف تزداد الفتاوى وتختلف وتتناقض‪ .‬وكل هذا يساعد على عدم‬
‫تحقيق الفكر العلمى والتعليمى والتربوى الذى اقترحته فى الرؤية‬
‫المستقبلية للتعليم‪.‬‬

‫************************‬
‫ثامنا‪ :‬خطوات على الطريق للعداد والتنفيذ‬

‫وتبقى بعد ذلك بعض المور خاصة بالعداد لتطوير التعليم وخطوات التنفيذ‪.‬‬
‫العداد لهذا المشروع يتطلب التى‪:‬‬

‫‪ (1‬مناقشة جدية لما جاء فى هذا المشروع‪.‬‬


‫‪ ( (2‬مراجعة شاملة للرؤية من أهل الختصاص والمهتمين‪ ،‬مع التعديل‬
‫بالحذف أو الضافة‪.‬‬
‫‪ (3‬نشرها على الرأى العام لمناقشتها و لكسب التأييد‪.‬‬
‫‪ (4‬العمل على إكمال المشروعات المقترحة والضافة اليها‪.‬‬
‫‪ (5‬دراسة الجدوى ‪ ،‬وهى أساسية لتحديد أهميه ونتائج وتكلفة المشروع‪.‬‬
‫‪ (6‬وضع المناهج ‪ ،‬والمنهج ليس هو المقرر الدراسي‪ .‬والمنهج هو الطار‬
‫المتكامل والذي يضم الهداف المرجوة من التعليم و المهارات المنتظرة من‬
‫الخريج والمحتوى الذي تصاغ من خلله الهداف ثم بعد ذلك طرق و أساليب‬
‫التدريس و التقويم‪.‬‬
‫‪ (7‬وضع برنامج متكمل لتطبيق المفاهيم التربوية عمليا‪ ،‬وليس من خلل‬
‫محاضرات او دروسا تلقى‪ .‬وتصميم النشطة والبرامج والمواقف والمشاريع‬
‫التى تحقق المواصفات التربوية المذكورة تحت القسم التربوى‪.‬‬
‫‪ (8‬وضع الخطوات التنفيذية وهذا يتضمن الحدود الزمنية وإعداد المقررات‬
‫والنشطة المطلوبة لكل مرحلة‪.‬‬
‫‪ (9‬تدريب القائمين على التنفيذ ‪ ،‬وهم الداري و المدرس والطالب‪ ،‬مع فهم‬
‫العناصر الساسية لنجاح المشروع التعليمي ‪ .‬فمهما كان المنهج عظيما فانه‬
‫بدون وجود المقتنعين به والمستعدون لتنفيذه فل أمل فيه‪.‬‬
‫‪ (10‬التأكيد على دور التربويين لنه من الهمية بمكان ان نجد عددا من‬
‫التربويين القادرين على إعادة المفهوم التربوى إلى وضعه الصلى‪.‬‬
‫‪ (11‬التجهيزات المناسبة ‪ ،‬مثل المباني والتجهيزات والوسائل التعليمية ‪،‬‬
‫وغيرها‬

‫كل هذه المور بحاجة إلى تفصيل ولكنها تؤجل حتى يجد المشروع الجديد‬
‫قبول‪.‬‬

‫**********************‬
‫تاسعا ‪:‬مشروعات مقترحة‬

‫هذه بعض المشروعات التى تصب فى تحقيق أهداف التعليم العام‪.‬‬

‫أول‪ :f‬مشروع تطوير مناهج تدريس اللغة العربية‬

‫هذه دعوة لكل المشاركين فى مناقشة هذا المشروع والمهتمين باللغة‬


‫العربية ان يكونوا لجنة تعمل على اعادة كتابة مناهج اللغة العربية بحيث‬
‫تمكن الطلب من حبها وإستعمالها بدل ‪ t‬من اللغات الجنبية ‪ .‬اللغة العربية‬
‫هى التى تستطيع المحافظة وتقوية هوية المة ‪ .‬ومن المعروف ان ما يحتاجه‬
‫الطالب العربى من اللغة العربية للستعمال الجيد يمثل حوالى ‪ 20‬فى المئة‬
‫تقريبا مما هو معروض فى كتب تدريس اللغة العربية ‪ .‬ويجب التركيز على‬
‫تعويد الطلب على القراءة العربية المضبوطة وتأجيل دروس القواعد والنحو‬
‫والصرف إلى ما بعد إجادة القراءة وزيادة الحصيلة من كلمات اللغة ‪ .‬وبعد‬
‫النتهاء من هذا المشروع وكتابتة يعرض للناس و على الحكومات‬
‫والمؤسسات التعليمية تناقشة وتبحث إمكانية تطبيقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشروع تحسين الكتاب العربى‬

‫هذا المشروع هدفه تدريب الجيال القادمة على الكتابة العربية الفعالة‬
‫والجاذبة والمؤثرة ‪ .‬فكثيرا ‪ t‬من الكتب المعروضة فى السوق العربية مملة‬
‫ومنفرة و مكررة ول تملك ل الصياغة والسلوب الذى يشد‪ .‬وبهذا نأمل فى‬
‫ظهور جيل ‪ t‬جديدا ‪ t‬من الكتاب المؤثرين ‪ .‬وهذا يدخل فى أهم أهداف التعليم‬
‫العام وهو تدريب الطالب على القراءة الفعالة‪ ،‬فهل يمكن تحقيق هذا ول توجد‬
‫الكتب التى تحقق هدف القراءة؟‬

‫ثالثا ‪ :f‬مشروع مراكز البحث العلمى‬

‫هذه دعوة لكل المهتمين بحل مشاكل المة الى أن تفكر فى كيفية انشاء‬
‫وادارة مراكز للبحث العلمى تكون مهمتها البحث العلمى لمشاكلنا بدل ‪ t‬من‬
‫نقل مشاكل البحث فى العالم الغربى مع نقل حلولهم أيضا‪.‬‬

‫رابعا ‪ :f‬مشروع وضع برنامج للفكر الخلق‬

‫من أهم أهداف التعليم العام هو تدريب الطلب على التفكر السليم‪ .‬وهناك‬
‫محاولت وكتابات حول التفكير العلمى و التفكير النقدى والتفكير اليجابى و‬
‫التفكير البتكارى‪ .‬وهنا اتقدم بمقترح لكل المهتمين من المفكرين والعلماء‬
‫والتربويين العرب الى وضع برنامج لتدريب الطلب على هذه النواع من التفكير‬
‫والعمل على إدماج هذا البرنامج فى كل المقررات الدراسية والتعليمية وفى‬
‫الساليب والنشطة التربوية وغيرها‪.‬‬

‫خامسا ‪ :f‬مشروع إعادة كتابة الفقة السلمى‬

‫هذه دعوة لكل المهتمين بتعديل مناهج تدريس الدين ‪ ،‬وبكل المهتمين‬
‫بإصلح الخطاب الدينى والمهتمين بدور الفقه السلمى فى الحياة ‪ ،‬أن‬
‫يكونوا لجنة من علماء الدين والمفكرين تعمل على إعادة صياغة كتب الفقه‬
‫بصورة جديدة تساعد على فهمه‪ ،‬وكيف تستخرج الحكام ‪ ،‬وكيف يمكن ان‬
‫تتغير الحكام إعتمادا ‪ t‬على طرق فهم النص و كيف تربط النصوص ربطا سليما‬
‫حتى يمكن ان تحقق مقاصد الشريعة وأهداف الدين‪ ،‬مع التركيز على إرتباط‬
‫الدين بالحياة ‪ .‬فمعظم كتب الفقه المعروضة تجعل الفقه مثل كتب المسائل‬
‫المحلولة فى المدارس والجامعات ‪ ،‬فيحفظ الطالب المسألة وحلها دون معرفة‬
‫عن كيف تم الوصول للرأى وما هى شروط صلحيته ‪ ،‬ومتى يطبق وهل‬
‫ممكن أن يتغير‪ .‬ومن المفضل أن يلم العاملين فى مجال الفقه بالطريقة‬
‫العلمية فى الرياضيات ‪ ،‬والفيزياء ‪ ،‬وعلوم الذكاء الصناعى لنها تساعد على‬
‫فهم طرق الستنتاج‪ .‬وأيضا عليهم التدريب على المنطق متعدد القيم ومنطق‬
‫المنظومات ‪ ،‬فالمنطق الرسطى المستخدم هو منطق قاصر‪ ،‬ول يمكنه‬
‫التعامل مع المشاكل المعقدة منطقيا ‪ .t‬وانا أقترح على المهتمين بالفقة‬
‫دراسة كتب المام الشافعى ) الم والرسالة( كمثال فقط لمعرفة العبقرية‬
‫العربية فى فهم الفقه ومسائلة ‪ .‬وبعد النتهاء من هذا المشروع وكتابته‬
‫يعرض للناس و على المؤسسات الدينية حتى تناقشه وتبحث إمكانية‬
‫تطبيقة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :f‬مشروع للتتنسيق مع وسائل العلم فى العالم العربى‬

‫هذه دعوة لنشاء لجنة للتنسيق بين وزرات التربية والتعليم والتعليم العالى‬
‫والثقافة ‪ ،‬وبين وسائل العلم المقروء والمرئى للعمل على تقليل التناقضات‬
‫بين ما يقوم به التعليم وما تقوم به الثقافة المنشورة ‪ ،‬وبين ما يقوم به‬
‫العلم‪ .‬ويعمل فى هذه اللجان مجموعة من مفكرى وحكماء هذه المة‬
‫لوضع خطط للتنسيق بين الجهات المذكورة لتقليل التاثيرات المتناقضة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬مشروع للتنسيق بين وزرات التعليم وأسر الطلب‬

‫لن المتعلم ليس معزول ‪ t‬عن المجتمع ‪ ،‬ولن ما يتعلمه داخل جدران الفصول‬
‫الدراسية يجب أن يربطه بالحياة ‪ ،‬ولن للسرة دورها فى تحقيق أهداف‬
‫التعليم ‪ ،‬لذلك يجب التفكير فى مشروعات وافكار للتنسيق بين السر‬
‫والمدارس فى كل المناطق التعليمية وتحت إشراف الوزرات المعنية للتنسيق‬
‫بين أهداف العملية التعليمية وتقليل كل ما يعوق تحقيقها عمليا ‪.t‬‬

‫*****************************‬
‫عاشرا ‪ :f‬المعوقات‬

‫هناك العديد من المعوقات التي نتوقع لها أن تقاوم هذا المشروع ‪ ،‬وهى‬
‫تحتاج إلى تفصيل ‪ ،‬ليس هذا محله الن ‪ ،‬لذلك سأكتفي بالخطوط العريضة ‪.‬‬

‫ليست أي فكرة جديدة مقبولة ‪ ،‬بل عادة تلقى معارضات كثيرة‪ .‬وأتوقع أن تجد‬
‫الفكرة المطروحة هنا العديد من المعوقات‪ .‬معوقات من الذين تعودوا النظام‬
‫التعليمي الحالي ‪ ،‬و معوقات من المحيط الجتماعي ‪ ،‬و معوقات من‬
‫التكاليف المالية للمشروع الجديد ) الميزانية( فمعوقات المشروع الجديد‬
‫تتضح من السئلة التية ‪ :‬ما هي تكلفة هذا المشروع؟ ومن هو الذي يتحمل‬
‫نفقات مثل هذا المشروع؟ و أين نجد من ينفذ هذا المشروع؟ و كيف تقنع‬
‫أولياء المور والطلب به؟ و أين يجد المتخرج طبقا لهذا المشروع وظيفة‬
‫ملئمة له و دخل معقول؟‬

‫ربما كان أفضل حل لكثر هذه المعوقات هو أن نعيد مفهومنا للتعليم‪ .‬فإذا‬
‫اعتبرناه هو من أهم عناصر الدفاع عن أنفسنا و عقيدتنا و ثقافتنا وإنتمائنا و‬
‫حضارتنا ووطننا ‪ ،‬وأعتقدنا إن النسان هو سلحنا في معركة الدفاع و هو‬
‫القائد والجندي المسئول عن تنفيذ هذا الواجب الدفاعي ‪ ،‬وإذا آمنا بان أهم‬
‫أسلحة الدفاع في العصر القادم هو المعلومات ‪ ،‬إذا آمنا بهذا كله فان أغلب‬
‫مشاكلنا تكون قد حلت‪ .‬ففي هذه الحالة نضع ميزانية التعليم تحت أحد بنود‬
‫ميزانية الدفاع ‪ .‬و في هذه الحالة تكون تكاليف التعليم ‪ ،‬وإنشاء سوق العمل‬
‫الملئم لمخرجاته ‪ ،‬والعداد العلمي لقامة هذا المشروع والدعوة إليه ‪،‬‬
‫وإقناع الناس به ‪ ،‬كل هذا سيكلف أقل من شراء طائرات مقاتلة حديثة أو‬
‫صواريخ أو معدات حربية للقتال‪ .‬وعلى البلد الراغبة في هذا المشروع أن‬
‫تدخل في حلف دفاعي مشترك حيث تتقاسم الجهود والتكاليف من أجل أمة‬
‫قوية ‪.‬‬

‫********************** *******************‬
‫الختام‬

‫عزيزي المسئول عن التربية والتعليم‬


‫عزيزي المربى‬
‫عزيزي المهتم بالتربية والتعليم‬
‫أعزائي أولياء المور‬
‫عزيزي الطالب‬

‫لقد عرضت عليكم مشروعا‪ g‬جديد للتعليم يهدف إلى الوصول لحضارة‬
‫أرضية يمثلها خليفة ا على الرض ‪ .‬إنسان يستطيع أن يطور قدراته‬
‫وقواه من أجل حل مشاكل البشرية ‪ ،‬فإذا حاز هذا المشروع بالقبول‬
‫والتأييد فعلينا أن نكمل ما تبقى من دراسات تفصيلية ووضع خطوات‬
‫التنفيذ‪ .‬والسؤال هو ‪:‬‬

‫فما رأيكم؟‬

‫المؤلف يرجو ان يتلقى تعليقات كل من قرأ هذا المشروع ‪ ،‬حتى يمكنه‬


‫أن يعتمد عليها فى التعديلت المستقبلية‪.‬‬

‫الرجاء إرسال التعليقات إلى‪:‬‬

‫‪Ben.mazher@tricity.wsu.edu‬‬
‫أو‬
‫‪amazher@hotmail.com‬‬
‫أو‬
‫‪muzhar@gmail.com‬‬
‫من هو الدكتور عبد الحميد مظهر‬

‫• تخريج من هندسة القاهرة قسم طيران عام ‪، 1973‬‬

‫• عين معيدا ثم مدرس مساعد بعد الحصول على الماجستير فى‬


‫تطبيقات نظرية التحكم لتصميم الطيار اللى ‪،‬‬

‫• ذهب للوليات المتحدة و التحق بمعهد جورجيا للتكنولوجيا عام‬


‫‪، 1980‬‬

‫• بعد الحصول على الدكتوارة عمل بنفس المعهد لعدة سنوات فى‬
‫وظيفة باحث علمي‬

‫• عمل فى دولة المارات كخبير لعلوم الطيران وعضوا فى لجنة‬


‫تطوير مناهج تدريس العلوم الرضية لكلية الطيران ) خليفة بن‬
‫زايد( بالضافة لتدريب بعض المهندسين على النمذجة و المحاكاة‬
‫باستعمال بعض برامج الحاسوب ‪.‬‬

‫• عمل كأستاذ لهندسة و علوم الطيران بقسم الطيران بجامعة‬


‫تسكيجى بولية ألباما ‪ ،‬حيث حصل على عدة جوائز للبحث‬
‫العلمى من ناسا ووازرة الطاقة ‪ ،‬وقام بتطوير بعض المقررات‬
‫الهندسية و أضافة بعض المساقات التى درست لول مرة مثل‬
‫تصميم القمار الصناعية و هندسة الصواريخ ‪ ،‬وديناميكا‬
‫وايروديناميكا الهيلوكبتر‪.‬‬
‫• حصل على جائزة فولبريت لتطوير التعليم الهندسى فى مصر عام‬
‫‪2006‬‬

‫• عمل كمستشار لشركة خاصة بتصميم المفاعلت النووية بمدينة‬


‫ريتشلند بولية و اشنطن ‪ ،‬و هناك التحق بالوظيفة الحالية‬
‫كأستاذ فى قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة ولية واشنطن‬
‫فرع تراىسيتى حيث يقوم بالتدريس و الشراف على عدد من‬
‫طلب الدراسات العليا‪.‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫دعوة‪2...............................................................................................................‬‬
‫مقدمة‪3.............................................................................................................‬‬
‫التعليم ومشاكله التى ل تنتهى ‪4..........................................................................‬‬
‫أسئلة قبل التفكير فى الصلح‪5............................................................................‬‬
‫نحومشروع قومى للتعليم للمئة سنة القادمة ‪7........................................................‬‬
‫أول ‪ :t‬التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية‪8..................................................‬‬
‫بحثا عن التكامل ‪8........................................................................................‬‬
‫مكونات إنسان المستقبل ‪10.......................................................................‬‬
‫التنمية البشرية و إنسان المستقبل ‪12..........................................................‬‬
‫مسلمات ل يجب أن نهملها عند التخطيط لتطويرالتربية و التعليم ‪14.......................‬‬
‫ثانيا ‪ :t‬رؤية إستراتيجية للتعلم ‪17.........................................................................‬‬
‫النسان هو الساس‪18.................................................................................‬‬
‫بحثا عن فكرة جديدة‪20.................................................................................‬‬
‫إطار عام للمشروع الجديد‪22..........................................................................‬‬
‫من هنا نبدأ‪23.............................................................................................‬‬
‫بعض المرتكزات للمشروع التعليمي الجديد ‪25...................................................‬‬
‫التوقعات‪27.................................................................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :t‬رؤية غير مألوفة للتعليم العام ‪28.................................................................‬‬
‫المشروع التعليمي العام الجديد‪28..................................................................‬‬
‫مراحل نظام التعليم الجديد ‪30........................................................................‬‬
‫بعض التفاصيل لمراحل التعليم المقترحة‪32.......................................................‬‬
‫رابعا ‪ :t‬التعليم العام ومفهوم التربية المأمول‪37........................................................‬‬
‫إعادة المعنى لمفهوم التربية‪38......................................................................‬‬
‫الملمح التربوية المرغوبة‪39...........................................................................‬‬
‫إعادة صياغة الدوار‪41...................................................................................‬‬
‫خلصة‪42...................................................................................................‬‬
‫خامسا ‪ :t‬ما بعد التعليم العام من منظور مختلف‪44..................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬وماذا عن التعليم العالى أو الجامعى‪46....................................................‬‬
‫لماذا الجامعة؟‪47.........................................................................................‬‬
‫أعادة مفهوم الجامعة الى وضعه الطبيعى ‪48.....................................................‬‬
‫مثال من التعليم الهندسى ‪49........................................................................‬‬
‫مثال من التعليم الدينى‪51.............................................................................‬‬
‫مثال من العلوم والدراسات السياسة والجتماعية ‪53..........................................‬‬
‫سابعا ‪ :t‬مسؤليات إضافية لدور التعليم فى التنمية البشرية ‪54...................................‬‬
‫ثامنا‪ :‬خطوات على الطريق للعداد والتنفيذ‪56.......................................................‬‬
‫تاسعا ‪:‬مشروعات مقترحة‪57.............................................................................‬‬
‫عاشرا ‪ :t‬المعوقات ‪60.........................................................................................‬‬
‫الختام‪61............................................................................................................‬‬
‫من هو الدكتور عبد الحميد مظهر ‪62........................................................................‬‬

You might also like