You are on page 1of 25

‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫عقوبة فوق العقوبة‬


‫المراقبة الشرطية وتطبيقاتها‬
‫واالنتهاكات المصاحبة لها‬

‫ورقة تحليلية‬
‫صادرة عن الوحدة البحثية بالمنظمة‬

‫الجبهة المصرية لحقوق اإلنسان‬

‫‪www.egyptianfront.org‬‬
‫‪info@egyptianfront.org‬‬
‫‪Kounicova 42, Brno, 60200,‬‬
‫‪Czech Republic‬‬

‫‪+420 773 213 198‬‬

‫جميع حقوق الطبع والنشر لهذه المطبوعة محفوظة‬


‫بموجب رخصة المشاع اإلبداعي‪ ،‬النسبة‪-‬بذات الرخصة‪،،‬‬
‫اإلصدار‪4.0 :‬‬
‫‪https://creativecommons.org/licenses/by-sa/4.0/‬‬

‫‪March, 2018‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫تستحدث الدول األعضاء في نظمها القانونية تدابير غير احتجازية‪،‬‬


‫تهدف إلى توفير اختيارات أخرى تخفف من استخدام السجن‬
‫وترشيد سياسيات العدالة الجنائية‪ ،‬واضعة في اعتبارها مراعاة‬
‫حقوق اإلنسان ومقتضيات العدالة االجتماعية واحتياجات إعادة‬
‫تأهيل الجانى‬
‫م ‪ 5-1‬من قواعد األمم‬
‫المتحدة النموذجية الدنيا‬
‫للتدابير غير االحتجازية‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬قواعد طوكيو‬

‫اعتمدت بقرار الجمعية العامة ‪ 110/45‬بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪1990‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.ohchr.org/EN/ProfessionalInterest/Pages/TokyoRules.aspx‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫المحتويات‬

‫‪4‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪5‬‬ ‫الجزء األول‪ :‬التطور التاريخي لقانون المراقبة الشرطية في مصر‬

‫‪8‬‬ ‫الجزء الثانى‪ :‬اإلطار القانوني لعقوبة الوضع تحت مراقبة البوليس‬

‫‪9‬‬ ‫الجزء الثالث‪ :‬إطار التطبيق السياسي للمراقبة الشرطية‬

‫‪11‬‬ ‫الجزء الرابع‪ :‬االنتهاكات المصاحبة لتنفيذ المراقبة الشرطية‬


‫‪16‬‬ ‫خاتمة وتوصيات‬

‫‪18‬‬ ‫ملحقات‬

‫‪18‬‬ ‫جدول مقارنة تشريعات‬

‫‪20‬‬ ‫قضايا تم الحكم فيها بالمراقبة‬

‫‪23‬‬ ‫قانون الوضع تحت مراقبة البوليس‬


‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫مقدمة‬
‫بقانون قديم يرجع تاريخه لعهد الملك فاروق األول‪ ،‬ينتظر نشطاء‬
‫جديدا‬
‫ً‬ ‫نمطا‬
‫ً‬ ‫ومعارضون سياسيون مصريون بعد خروجهم من السجن‬
‫من االنتهاكات‪ ،‬يستهدف تقييد حرياتهم ومحاصرة تحركاتهم ومشاركتهم‬
‫السياسية‪ ،‬وضمان إبقائها تحت عين وبصر اﻷجهزة األمنية‪ .‬وذلك عن‬
‫طريق إلزامهم بتنفيذ عقوبة الوضع تحت مراقبة البوليس‪ ،‬والمنصوص‬
‫عليها بقانون (‪ )99‬لسنة ‪1945‬‬
‫لفترة طويلة ظل تطبيق هذه العقوبة يتم في األغلب على الجنائيين حتى‬
‫بدأ التوسع في التطبيق السياسي لعقوبة المراقبة عبر إدراجها ضمن‬
‫األحكام الصادرة في قضايا التظاهر‪ ،‬والتجمهر‪ ،‬والبلطجة بعد ‪.2013‬‬
‫وإلزام المحكوم عليهم بتنفيذ عقوبة المراقبة الشرطية فترة ال تتجاوز‬
‫عددا‬
‫العقوبة التي طالت ً‬
‫‪2‬‬
‫خمس سنوات عقب إنهائهم مدة السجن‪ ،‬وهي‬
‫من المعارضين من تيارات سياسية مختلفة‬
‫راقب بالتواجد في محل اإلقامة‪/‬المراقبة‬ ‫الم َ‬
‫وفقا لهذه العقوبة‪ ،‬يلتزم ُ‬
‫ً‬
‫مساء وحتى‬‫ً‬ ‫داخل قسم الشرطة ‪-‬في أغلب األحوال‪ -‬من السادسة‬
‫راقب غالبية يومه‪ .‬فإضافة الحتجازه‬‫الم َ‬
‫صباحا‪ .‬وهو ما يسلب ُ‬ ‫ً‬ ‫السادسة‬
‫طوال الليل‪ ،‬يؤدي التعسف السائد في تنفيذ العقوبة لتقييد نشاطه‬
‫نهارا؛ حيث يؤثر الرفض المتكرر في إعطاء أذون التأخير‬
‫ً‬ ‫وحركته في المجتمع‬
‫راقب بمسئوليته تجاه‬‫الم َ‬
‫أو الغياب أو المراقبة في البيت‪ ،‬على عدم قيام ُ‬
‫أسرته ويقيد حقه في العمل‪ ،‬ويقف أمام إمكانية سفره وتنقله داخل‬
‫البالد‪ ،‬ويساهم في تقليص فرصته في التعلم والتطوير‪ .‬وهو األمر‬
‫الذي يعود بالسلب على إعادة اندماجه في المجتمع‪ ،‬مما يمكن اعتباره‬
‫تطبيقا غير عادل لعقوبة ال تواكب التزاماتها التغيرات المعاصرة‬
‫ً‬
‫وفي العموم تهدف المراقبة الشرطية ألمرين رئيسين؛ ففي مقابل‬
‫الحيلولة دون عودة المراقب للنشاط اإلجرامى إال أنها في الوقت ذاته‪،‬‬
‫تعمل على مساعدته على اتباع سلوك المواطن العادي‪ .‬وهي الرؤية التي‬
‫تخالفها السياسية العقابية في مصر‪ .‬حيث يؤدي إلقاء عبء تنفيذ عقوبة‬
‫المراقبة على وزارة الداخلية إلى تغليب النظرة األمنية على طريقة تنفيذ‬
‫العقوبة‪ ،‬ناهيك عن اإلجراءات التعسفية التي تنتهك الحقوق الشخصية‬

‫انظر الملحق رقم ‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫سلبا على انخراطهم الصحي في المجتمع‬


‫ً‬ ‫راقبين‪ ،‬األمر الذي يؤثر‬
‫للم َ‬
‫ُ‬
‫تسعى هذه الورقة لفتح النقاش حول عقوبة المراقبة الشرطية في‬
‫مصر‪ ،‬واستخداماتها السياسية المتصاعدة‪ .‬فيحاول الجزء األول تتبع‬
‫التطور التاريخي للعقوبة وعالقتها بالتغيرات السياسية واالجتماعية‪ ،‬في‬
‫حين يحاول الجزء الثاني تقديم قراءة قانونية لعقوبة الوضع تحت مراقبة‬
‫البوليس‪ ،‬أما الجزء الثالث فيحاول استعراض التكييف القانوني لالستخدام‬
‫السياسي لعقوبة المراقبة الشرطية‪ ،‬في حين يلقى الجزء الرابع الضوء‬
‫على االنتهاكات المصاحبة لتنفيذ عقوبة المراقبة الشرطية في مصر‬
‫يعتمد التقرير على تحليل التشريعات المتعلقة بعقوبة المراقبة الشرطية‬
‫الوارد أغلبها في قانون العقوبات‪ ،‬باإلضافة إلى الشهادات التي استطاع‬
‫باحثو الجبهة المصرية توثيقها مع عدد من اﻷشخاص الذين يقضون عقوبة‬
‫المراقبة في أقسام شرطة مختلفة على خلفية قضايا سياسية‬

‫أول‪ :‬التطور التاريخي لقانون الوضع تحت‬


‫ً‬
‫مراقبة البوليس في مصر‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫يرجع قانون المراقبة لعهد محمد علي‪ .‬و كان ينص على وضع األشخاص‬
‫(الفالتية) الثابت عليهم اختراق القانون تحت نظر الحكومة لفترة زمنية تحددها‬
‫طبقا للظروف‪ .‬ثم تم إدراج المراقبة في قانون العقوبات‬ ‫ً‬ ‫جهة اإلدارة‬
‫الصادر عام ‪ ١٨٨٣‬والذي نص على وضع من يتم الحكم عليه باألشغال‬
‫الشاقة تحت المراقبة بعد اإلفراج عنه لفترة مساوية لفترة السجن‪ ،‬ووضع‬
‫من قضى عقوبة السجن بعد إدانته بالسرقة تحت المراقبة لفترة تتراوح‬
‫بين سنتين وعشر سنوات‪ .‬أما في ‪ ١٣‬يوليو ‪١٨٩١‬صدر أمر عال بشأن‬
‫نصوصا ُمكملة للقانون القديم‬
‫ً‬ ‫المتشردين والمشتبه فيهم‪ ،‬والذي وضع‬
‫لكنها امتازت بالقسوة حيث لم يتم تحديد مدد وفترات المراقبة وكيفية‬
‫اإلعفاء منها أو تخفيفه‬
‫بداية وضع إطار لقانون المراقبة وما تفرضه من التزامات جاءت مع األمر‬
‫العالي الصادر في ‪ ٢٩‬يونيو عام ‪ ١٩٠٠‬والذي خفف من القيود القاسية‬
‫راقب تغيير محل اإلقامة‪/‬‬ ‫للم َ‬‫التي اتسمت بها العقوبة من قبل؛ فأجاز ُ‬
‫المراقبة قبل مرور ‪ ٦‬أشهر على تنفيذ العقوبة‪ .‬كما حدد مرات التردد على‬
‫شهريا في حالة إقامته في نفس الدائرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫القسم‪/‬المركز‪ ،‬لتكون ‪ ٤‬مرات‬
‫شهريا إذا كانت إقامته في مكان بعيد‪ .‬وأجاز هذا القانون‬‫ً‬ ‫أو مرة واحدة‬
‫ليل إذا كانت مهنته تقتضي‬ ‫راقب في مسكنه ً‬ ‫الم َ‬
‫أيضا اإلعفاء من تواجد ُ‬
‫ً‬
‫ذلك‪ .‬كما جعل الحد األقصى لسنوات المراقبة خمس سنوات‪ ،‬والحبس‬
‫وأخيرا أجاز القانون اإلعفاء من‬
‫ً‬ ‫لمدة عام كعقوبة لمخالفة شروط المراقبة‪.‬‬
‫نصف مدة المراقبة في حالة االلتزام وحسن السير والسلوك‬
‫أدخل قانون العقوبات الصادر عام ‪ 1904‬بعض التعديالت على قانون‬
‫الوضع تحت مراقبة البوليس في القانون حيث حصر عقوبة المراقبة على‬
‫المحكوم عليهم باألشغال أو السجن للجنايات الخطيرة‪ ،‬وجعل المراقبة‬
‫عقوبة تكميلية لجرائم مثل العودة للسرقة أو قتل وسم البهائم‪ ،‬كما نص‬
‫وبعد فترة من‬ ‫على اإلعفاء من المراقبة في حالة وجود عذر قانوني‪.‬‬
‫عدم االستقرار واالنفالت األمني في هذا الوقت صدر قانون «النفي‬
‫اإلداري» رقم ‪ ١٥‬لسنة ‪ ١٩٠٩‬بهدف القبض على المجرمين الخطرين‪.‬‬
‫والذي نص على الوضع تحت المراقبة لكل من يشتهر عنه االعتداء على‬
‫المال أو النفس أو تهديد اآلخرين لمدة ال تتجاوز ‪ ٥‬سنوات‪ ،‬وعليه أن يقدم‬
‫ضمان شخصي أو مالي لحسن السير في المستقبل وإال يتم تعيين‬
‫ويصدر هذا القرار لجنة مشكلة من المحافظ‬ ‫القطر‪ُ ،‬‬
‫محل إقامة له في ُ‬
‫وبعضوية رئيس المحكمة األهلية والنيابة واثنين من األعيان‬
‫تلت هذه التشريعات قوانين أخرى تنظم عقوبة المراقبة الشرطية فصدر‬
‫القانون رقم (‪ )24‬لسنة ‪ ،1923‬تاله القانون (‪ )98‬لسنة ‪ 1945‬الخاص بتنظيم‬
‫أحوال المتشردين والمشتبه فيهم‪ ،‬وقانون (‪ )99‬لسنة ‪ 1945‬والذي يوضح‬
‫التفاصيل الخاصة بعقوبة الوضع تحت مراقبة البوليس‪ ،‬وهو القانون‬
‫الذي يعد اإلطار القانوني لهذه العقوبة حتى اآلن‬

‫‪6‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫ثانيا‪ :‬اإلطار القانونى لعقوبة المراقبة‬


‫ً‬
‫الشرطية‪:‬‬
‫المراقبة الشرطية في القانون المصرى هي عقوبة تسعى لتقييد حرية‬
‫المحكوم عليه لفترة زمنية يقررها القاضي في حكمه‪ ،‬ال تقل عن ‪ 6‬أشهر‬
‫والتتجاوز ‪ 5‬سنوات‪ .‬ويلتزم المحكوم عليه خالل تلك الفترة باإلقامة في‬
‫سلفا ال يبارحه‪.‬‬
‫ً‬ ‫جهة معينة أثناء النهار وقضاء الليل في مكان محدد‬
‫وتهدف العقوبة وضع المحكوم عليه تحت مالحظة الشرطة وعدم تمكينه‬
‫من العودة الرتكاب الجرائم ‪3‬‬

‫وقد حددت المادة (‪ )28‬من قانون العقوبات أهم الحاالت التي يتم فيها‬
‫تطبيق عقوبة المراقبة الشرطية على األشخاص‪ ،‬وهى‬

‫«‬
‫على المراقب أن يتخذ‬ ‫وفي حين يحدد قانون العقوبات حاالت المراقبة الشرطية‪ ،‬يوضح قانون‬
‫له سكنا فى الجهة‬ ‫(‪ )99‬لسنة ‪ ،1945‬الخاص بالوضع تحت مراقبة البوليس‪ ،‬اإلطار العام‬
‫المعينة لمراقبته فاذا‬
‫عجز أو امتنع عن ذلك‬ ‫راقب‪ ،‬وجزاء المخالفة‬
‫الم َ‬
‫لتطبيق العقوبة‪ ،‬وما تفرضه من التزامات على ُ‬
‫أو اتخذ سكنً ا يرى مكتب‬ ‫والهروب من المراقبة‬
‫البوليس أنه يتعذ‬
‫مراقبته فيه عين له‬ ‫وفقا لهذا القانون بتحديد محل إقامته‪/‬مراقبته‪ ،‬ويكون من‬‫ً‬ ‫راقب‬‫الم َ‬
‫يلتزم ُ‬
‫ليل‪،‬‬
‫سكنً ا يأوى اليه ً‬ ‫حق وزارة الداخلية الموافقة أو الرفض على هذا المحل‪ ،‬حيث تقوم عندئذ‬
‫ويجوز أن يكون هذا‬ ‫ليل‪ ،‬أو إلزامه بالذهاب لقسم‪/‬نقطة الشرطة‬‫بتحديد مكان آخر يأوى اليه ً‬
‫المكان ديوان المركز‬
‫أو القسم أو نقطة‬
‫يوميا‪ ،‬من غروب الشمس وحتى شروقها‪ .‬وفي حالة مخالفة المراقب ًأيا‬ ‫ً‬
‫مرتكبا جنحة‪ ،‬يعاقب عنها بالحبس مدة التزيد عن‬
‫ً‬ ‫من شروط المراقبة ُع ّد‬
‫«‬
‫البوليس أو مقر العمدية‬
‫وفقا لنص المادة (‪ )29‬من قانون العقوبات والمادة (‪ )13‬من قانون‬ ‫ً‬ ‫سنة‪،‬‬
‫‪ )99(.‬لسنة ‪1945‬‬
‫نص المادة ‪ 5‬من من قانون‬
‫‪ 99‬لسنة ‪ 1945‬الخاص‬
‫بتنظيم الوضع تحت مراقبة‬ ‫الوسيط في قانون العقوبات‪ ،‬أجمد فتحى سرور ص‪ ،999‬دار النهضة العربية‬ ‫‪3‬‬

‫البوليس‬

‫‪7‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫راقب يمكن‬ ‫الم َ‬


‫وبالنظر للقانون نجد أن االلتزامات التي يفرضها على ُ‬
‫فهمها في سياق الظروف االجتماعية واالقتصادية المصاحبة لتاريخ‬
‫صدوره في أربعينات من القرن الماضي‪ ،‬وهي الظروف المغايرة في‬
‫تغيرا‬
‫ً‬ ‫العصر الحالى‪ .‬فعلى مستوى ظروف العمل على سبيل المثال؛ نجد‬
‫في طبيعة ومدد وأماكن وقوانين العمل عما كان عليه األمر في حقب‬
‫سابقة‪ .‬وهو ما كان يجب على المشرع الحالي مراعاته أثناء سعيه لتطوير‬
‫التشريعات وجعلها أكثر مواكبة للتغيرات الطارئة على المجتمع وبالنظر‬
‫دول غربية عدة بدأت في إدخال مفهوم‬ ‫ً‬ ‫لتشريعات دول أخرى‪ ،‬نجد أن‬
‫المراقبة اإللكترونية باعتبارها سياسة عقابية حديثة‪ ،‬وذلك من خالل وضع‬
‫مزود بشريحة متصلة )‪ (Ankle monitor‬سوار إلكتروني حول الكاحل‬
‫راقب دون حاجته للتردد على‬‫الم َ‬
‫باألقمار الصناعية لتعقب تحركات الشخص ُ‬
‫ً‬
‫بديل لتنفيذ العقوبة‬ ‫قسم الشرطة‪ ،‬وهو األمر الذي يمكن أن يشكل‬
‫بالشكل التقليدي‪ ،‬ويعطى في نفس الوقت مساحة الحرية التي يحتاجها‬
‫الشخص لالنخراط في المجتمع مع ضمان متابعة تحركاته للتأكد من عدم‬
‫عودته للنشاط اإلجرامي‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬إطار التطبيق السياسي للمراقبة‬
‫الشرطية‪:‬‬
‫وفقا لنصوص المواد (‪ )28‬و(‪ )375‬من قانون العقوبات المصري‪ ،‬يمكن‬ ‫ً‬
‫للقضاء أن يحكم بعقوبة المراقبة الشرطية على المتهمين بجرائم تتعلق‬
‫بأمن الحكومة واستعراض القوة والبلطجة‪ ،‬وهي الجرائم التي ترتبط في‬
‫أحوال عدة بأنشطة سياسية ومعارضة‬

‫أوال‪:‬الجرائم المخلة بأمن الحكومة‪:‬‬


‫«‬
‫كل من يحكم عليه‬ ‫شمل البند الخاص بالجنايات والجنح المضرة بأمن الحكومة من الخارج‬
‫بالسجن المشدد أو‬ ‫عددا من الجرائم منها‪ :‬التخابر مع دولة أجنبية‪،‬‬ ‫وفقا لقانون العقوبات‬
‫ً‬
‫ً‬
‫السجن لجناية مخلة بأمن‬
‫الحكومة…‪.‬يجب وضعه‬ ‫إتالف أوارق متعلقة بأمن الدولة‪ ،‬التفاوض مع حكومة أجنبية ضد مصلحة‬
‫بعد انقضاء مدة عقوبته‬ ‫الدولة‪ ،‬طلب نقود من دول أجنبية بغرض اإلضرار بمصالح البالد‪ ،‬إذاعة‬
‫تحت مراقبة الشرطة‬ ‫أخبار كاذبة في زمن الحرب‪ ،‬إنشاء جمعية أهلية الغرض منها التحريض‬
‫لمدة مساوية لمدة‬ ‫‪.‬على مقاومة السلطات أو مناهضة المبادىء األساسية للدولة‬
‫عقوبته بدون أن تزيد‬
‫«‬
‫علي ‪ 5‬سنوات‬ ‫وهو األمر الذي سمح بتطبيق عقوبة المراقبة على كثير من األفعال ذات‬
‫تهديدا لألمن‬
‫ً‬ ‫الطابع السياسي التي يمكن تفسيرها أو الدفع بأنها تمثل‬
‫نص المادة ‪ 28‬من قانون‬ ‫إضرارا بمصالح البالد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أوتعطيل للمؤسسات أو‬ ‫القومي‬
‫العقوبات‬

‫‪8‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫«‬ ‫ثانيا‪ :‬جريمة استعراض القوة والتلويح بالعنف‬


‫ً‬
‫يعاقب بالحبس مدة‬ ‫يسلط االنفوجراف التالي الضوء على ثالثة من األحكام القضائية في‬
‫التقل عن سنة كل من‬
‫قام بنفسه أو بواسطة‬
‫قضايا على خلفية سياسية تلت ‪ ،2013‬وهي األحكام التي تفسر كيف‬
‫غيره باستعراض القوة‬ ‫استطاع القضاء توقيع عقوبة المراقبة على متهمين على خلفية نشاطهم‬
‫أمام شخص أو التلويح‬ ‫السياسي‪ .‬حيث اقترنت االتهامات الموجهة لعدد من المعارضين‬
‫له بالعنف‪ ،‬أو بتهديده‬ ‫والنشطاء السياسيين بخرق قانون التظاهر باتهام آخر هو (البلطجة‬
‫باستخدام القوة أو‬
‫العنف‪ .‬ويقضي في‬
‫واستعراض القوة) وهو القانون الذي سمح بتطبيق عقوبة المراقبة‬
‫جميع األحوال بوضع‬ ‫كعقوبة تكميلية بعد انتهاء مدة حبسهم األصلية لمدة التزيد عن ‪ 5‬سنوات‬
‫المحكوم عليه تحت‬
‫مراقبة الشرطة مدة‬
‫مساوية لمدة العقوبة‬
‫«‬
‫المحكوم عليه به‬

‫مادة (‪ )375‬في قانون‬


‫العقوبات المصري‬

‫يمكن القول إن العبارات والمواد المطاطية الواردة في قانون العقوبات‬


‫ساهمت في إعطاء السلطة القضائية مساحة أوسع لتفسير األفعال‬
‫أفعال جنائية محضة‪ ،‬حيث تحول النشاط السياسي‬ ‫ً‬ ‫السياسية باعتبارها‬
‫وتلويحا بالعنف‪ ،‬وهو أدى فى النهاية لتجريم‬
‫ً‬ ‫استعراضا للقوة‬
‫ً‬ ‫كالتظاهر‪،‬‬
‫الفعل السياسي السلمى عبر إلصاق تهمة العنف به‪ ،‬كما سمح بالتوسع‬
‫في تطبيق عقوبة المراقبة على المعارضين على خلفية نشاطهم‬
‫السياسي‬

‫‪9‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫رابعا‪ :‬االنتهاكات المصاحبة لتنفيذ المراقبة‬


‫ً‬
‫الشرطية‪:‬‬
‫«‬
‫إن الحبس وغيره من‬ ‫تظهر الفلسفة األساسية من تطبيق وتنفيذ عقوبة المراقبة الشرطية‬
‫التدابير التي تفضي‬
‫جرما وقضى فترة في السجن‬ ‫ً‬ ‫كونها فترة انتقالية تسمح لمن ارتكب‬
‫إلى عزل األشخاص عن‬
‫العالم الخارجي تدابير‬ ‫أن يندمج في المجتمع بسهولة‪ ،‬وأن يحصل على فرصة أخرى للعيش‬
‫مؤلمة من حيث إنها‬ ‫بطريقة سليمة وتشجعه على االلتزام بالقانون‪ .‬كما تتيح للسلطات في‬
‫تسلب الفرد حقه في‬ ‫نفس الوقت حماية المجتمع من خالل وضع المشكوك والمشتبه في‬
‫تقرير مصيره بحرمانه من‬
‫عودتهم للنشاط اإلجرامي تحت نظرها‬
‫حريته‪ .‬ولذلك ال ينبغي‬
‫لنظام السجون‪ ،‬إال في‬ ‫راقب‪ ،‬وما‬‫الم َ‬
‫وبالنظر لاللتزامات التي يفرضها القانون على شخص ُ‬
‫حدود مبررات العزل أو‬
‫الحفاظ على االنضباط‪،‬‬ ‫يواجهه من تعسف جهة اإلدارة‪/‬الداخلية في تفسير وتطبيق النصوص‬
‫أن يفاقم من المعاناة‬ ‫المتعلقة بالمراقبة؛ نجد التفاوت بين واقع حياة الشخص الذي تعيد المراقبة‬
‫المالزمة لمثل هذه‬
‫ِ‬ ‫تشكيله‪ ،‬وبين فلسفة العقوبة في األساس‪ .‬حيث يؤدى تنفيذ العقوبة‬
‫الحال‬
‫«‬ ‫من جانب وزارة الداخلية باعتبارها المسئولة قانونً ا عن عملية التنفيذ في‬
‫ظل غياب إشراف قضائي فعال لتغليب األولويات األمنية وما تفرضه‬
‫القاعدة (‪ )5‬من قواعد‬
‫نيلسون مانديال (قواعد‬ ‫من قيود إضافية وإجراءات تعسفية تنتهك الحقوق الشخصية للمراقبين‪،‬‬
‫األمم المتحدة النموذجية‬ ‫مجددا‬
‫ً‬ ‫والتطبيق العادل للعقوبة‪ .‬األمر الذي يزيد من صعوبة اندماجهم‬
‫)الدنيا لمعاملة السجناء‬
‫في المجتمع‬
‫راقبين من‬
‫الم َ‬
‫يظهر ذلك من خالل عدد من االنتهاكات التي يواجهها ُ‬
‫جنائيين وسياسيين أثناء خضوعم للمراقبة الشرطية‪ ،‬وهي على سبيل‬
‫المثال‬

‫)صورة من أجندة حضور وانصراف ألحد المراقبين(‬


‫‪10‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫‪ -1‬اإلجبار على تنفيذ العقوبة داخل القسم‪:‬‬


‫طبقا‬
‫ً‬ ‫راقب باختيار جهة المراقبة ومحل السكن‬
‫للم َ‬
‫بالرغم من سماح القانون ُ‬
‫للمادة (‪ )5‬من القانون (‪ )99‬لسنة ‪ ،1945‬وال يستثني من حق االختيار إال‬
‫من كان غير معروف السكن كما تنص المواد (‪ )6‬و (‪ )7‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫راقب بحق‬ ‫للم َ‬
‫لكن الممارسة العملية توضح أنه في األغلب ال يتم السماح ُ‬
‫اختيار محل مراقبته‪ ،‬ويتم إجباره على المبيت في ديوان قسم الشرطة‪،‬‬
‫تحت دعاوي منها عدم مالئمة مقر السكن لعملية المراقبة أو حتى بدون‬
‫سلبا على عالقة المراقب بأسرته‪ ،‬حيث يكون‬ ‫ً‬ ‫إبداء أسباب‪ .‬وهو ما يؤثر‬
‫عليه بذل جهد مضاعف للقيام بمسئولياته تجاههم قبل ذهابه للمراقبة‬
‫في السادسة من مساء كل يوم‬

‫‪ -2‬انتهاك الحق في آدمية مكان المراقبة‪:‬‬

‫راقبين عقوبة المراقبة داخل‬


‫الم َ‬
‫مع توسع وزارة الداخلية في رفض تنفيذ ُ‬
‫مساكنهم‪ ،‬إال أنها في المقابل لم تسعى لتحسين األماكن المخصصة‬
‫راقب ليلته إما‬
‫الم َ‬
‫لقضاء فترة المراقبة داخل القسم‪ .‬حيث يكون قضاء ُ‬
‫في طرقات القسم أو على أبواب أماكن الحجز أو داخل زنازين الحجز مع‬
‫‪.‬باقي المتهمين في القسم‬
‫يروي أحد من يقضون عقوبة المراقبة منذ عام أنه قبل بدء تنفيذه العقوبة‬
‫واصفا‬
‫ً‬ ‫راقب آخر‬
‫راقبين‪ .‬ويقول ُم َ‬
‫الم َ‬
‫لم يكن هناك مكان مخصص لمبيت ُ‬
‫كثيرا‪ ،‬وال يساهم قسم‬‫ً‬ ‫راقبين‪« :‬غرفة تشبه الحجز‬‫للم َ‬
‫الغرفة المخصصة ُ‬
‫الشرطة في تأثيثها أو توفير االحتياجات الالزمة للمبيت‪ ،‬كما يتم إغالق‬
‫باب الغرفة وتحويلها لسجن مسائي»‪ .‬انتهاك آخر يتعلق بمكان المراقبة‬
‫راقبين لدورات المياه في القسم حيث يتم‬ ‫الم َ‬
‫يتمثل في تقييد استخدام ُ‬
‫بدل من ذلك‬ ‫ويسمح لهم ً‬ ‫منعهم من استخدام دورات مياه الضباط‪ُ ،‬‬
‫باستخدام دورات المياه المخصصة لزوار القسم‪ .‬يضيف أحد المراقبين‬
‫بأن القسم الذي يقضي فيه فترة المراقبة يقوم بتجهيز «مبولة» داخل‬
‫‪.‬الغرفة بغرض منع المراقبين من استخدام دورة مياه القسم‬

‫‪-3‬إجبار المراقبين على تنفيذ أمور داخل القسم خارج‬


‫إطار العقوبة‪:‬‬
‫ال يكتفي القسم باإلشراف على تنفيذ العقوبة بل يقوم باستخدام‬
‫راقبين‪ ،‬خاصة الجنائيين منهم‪ ،‬في القيام بأعمال النظافة‬
‫الم َ‬
‫األشخاص ُ‬
‫والتكسير ونقل المخلفات وخدمة ضباط وأمناء الشرطة داخل القسم دون‬
‫مقابل‪ ،‬بل وتعنيفهم إلجبارهم على تنفيذ هذه األعمال‪ .‬حيث يؤدي غياب‬
‫قواعد حاكمة لعالقة أفراد الشرطة بالمحتجزين لترك هذه المسألة للتقدير‬
‫المطلق إلدارة القسم‪ ،‬يقول أحد المراقبين فى مقابلة شخصية أن األمور‬

‫‪11‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫راقبين لعدد من الساعات في الصباح‬ ‫تصل فى بعض األحيان الحتجاز ُم َ‬


‫بعد ميعاد انصرافهم الرسمى في حالة رفضهم تنفيذ الخدمة‪ .‬أو يتم‬
‫راقب للخدمة‬
‫الم َ‬
‫وفقا ألداء ُ‬
‫ً‬ ‫ربط السماح باإلجازات أو إعطاء إذن بالتأخير‬
‫‪.‬المطلوبة منه داخل قسم الشرطة لصالح الضباط و أمناء الشرطة‬
‫«‬ ‫‪-4‬تقييد الحق في العمل‪:‬‬
‫تعترف الدول األطراف‬ ‫تهدف المراقبة في األساس لدمج األشخاص المراقبين والمفرج عنهم‬
‫في هذا العهد بالحق‬
‫في العمل‪ ،‬الذي يشمل‬
‫في المجتمع ومساعدتهم التباع مسلك المواطن العادي‪،‬وهو األمر‬
‫ما لكل شخص من حق‬ ‫راقب في‬ ‫الم َ‬
‫الذي تعيقه عملية تنفيذ المراقبة‪ .‬حيث يمثل ضرورة تواجد ُ‬
‫في أن تتاح له إمكانية‬ ‫حقيقيا أمام استمراره في عمل‬
‫ً‬ ‫تحديا‬
‫ً‬ ‫صباحا‬
‫ً‬ ‫مساءا إلى ‪6‬‬‫ً‬ ‫القسم من ‪6‬‬
‫كسب رزقه بعمل يختاره‬ ‫كافيا له وألسرته‪ .‬األمر الذي يجعل الشخص‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫منتظم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دخل‬ ‫ثابت يضمن‬
‫أو يقبله بحرية‪ ،‬وتقوم‬
‫باتخاذ تدابير مناسبة‬
‫دوما باالستغناء عنه من قبل جهة العمل لعدم استطاعته‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫مهدد‬
‫ً‬ ‫راقب‬
‫الم َ‬
‫ُ‬
‫الوفاء بساعات ومتطلبات وظيفته خاصة إذا كان عمله في مكان بعيد‬
‫«‬
‫لصون هذا الحق‬
‫عن محل المراقبة‪ .‬يقول أحد المراقبين أن المشاكل المرورية تتسبب في‬
‫المادة (‪ )2-6‬من العهد‬ ‫متأخرا إلى ديوان القسم وهو مما يجعله تحت التهديد الدائم‬ ‫ً‬ ‫وصوله‬
‫الدولي للحقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية‬
‫بالحبس بتهمة التهرب من المراقبة‪ .‬هذا التعسف من جهة اإلدارة في‬
‫والثقافية‬ ‫تطبيق القانون ورفض قبول إذن التأخير أو التغيب عن الذهاب لقسم‬
‫راقب لفرصة العمل الشريفة واضطراره‬ ‫الم َ‬
‫سببا لفقدان ُ‬ ‫ً‬ ‫الشرطة يكون‬
‫للعودة للجريمة مرة أخرى‬

‫مجددا‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪-5‬التهديد بالعودة للحبس‬

‫بالرغم من نص قانون الوضع تحت مراقبة البوليس في مادة (‪ )13‬على‬


‫راقب مدة ال تتجاوز السنة حال مخالفته االلتزامات التي تفرضها‬
‫الم َ‬
‫حبس ُ‬
‫عقوبة المراقبة‪ ،‬لكنها ال تضع في الوقت ذاته ضوابط تمنع تعسف ضابط‬
‫القسم في اختالق مخالفة التزامات المراقبة أو واقعة الهروب‪ ،‬كما أنه‬
‫راقب تفنيد ادعاءات قسم‬ ‫للم َ‬
‫على ناحية أخرى ال توجد آلية فعالة تضمن ُ‬
‫الشرطة إال بعد إحالته للنيابة‪ ،‬والتي تحدث في بعض األحيان لمجرد رفض‬
‫وفقا‬
‫ً‬ ‫التعاون مع ضابط القسم أو لعدم تنفيذ أوامر خارج حدود المراقبة‬
‫لشهادة أحد المراقبين‪ .‬حيث يقوم القسم عقب تحرير محضر المخالفة أو‬
‫راقب بحجزه لعرضه على النيابة إلصدار‬‫الم َ‬
‫الهروب أو التأخير بالقبض على ُ‬
‫قرار بخصوصه‪ .‬وهو ما حدث مع الناشط أحمد ماهر في يونيو ‪2017‬‬
‫حيث تم اتهامه بالهروب وإحالته للنيابة على خلفية تأخره نصف ساعة على‬
‫‪.‬ميعاد المراقبة لظروف مرض والدته‬

‫‪12‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫‪ -6‬انتهاك الحق في التنقل داخل البالد‪:‬‬


‫«‬
‫يتمتع كل فرد موجود‬ ‫راقب من السفر خارج البالد‬‫للم َ‬
‫قانونيا ُ‬
‫ً‬ ‫منعا‬
‫ً‬ ‫يفرض تنفيذ عقوبة المراقبة‬
‫بصفة قانونية في‬ ‫ً‬
‫عمليا من السفر داخلها‪ .‬فبالرغم من عدم النص على منع المراقب‬ ‫ومنعا‬
‫ً‬
‫إقليم دولة ما بالحق في‬
‫مساءا‬
‫ً‬ ‫السادسة‬ ‫تمام‬ ‫في‬ ‫تواجده‬ ‫ضرورة‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫داخل‬ ‫التنقل‬ ‫من‬
‫«‬
‫حرية التنقل‬
‫عائقا أمام حريته في التنقل والسفر خارج حدود مدينته‬ ‫ً‬ ‫بمحل المراقبة تعد‬
‫المادة (‪ )4-27‬التعليق‬ ‫طول فترة تنفيذه عقوبة المراقبة والتي قد تمتد لعدة سنوات‪ .‬فالتأخير‬
‫العام الخاص بحرية‬ ‫عن ميعاد الحضور للمراقبة لظروف الطريق أو وسائل الموصالت تجعل‬
‫التنقل‪ ،‬اللجنة المعنية‬
‫بالحقوق المدنية‬ ‫مهددا بمواجهة اتهام قسم الشرطة له بارتكاب جنحة هروب من‬ ‫ً‬ ‫راقب‬
‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫والسياسية الدورة ‪67‬‬ ‫ً‬
‫كامل‪ .‬يقول أحد المراقبين أثناء التوثيق‬ ‫عاما‬
‫ً‬ ‫لسجنه‬ ‫تؤدي‬ ‫قد‬ ‫المراقبة‪،‬‬
‫معه أنه عندما يضطر للذهاب خارج المحافظة يقوم بالسفر بعد خروجه‬
‫ظهرا‬
‫ً‬ ‫عائدا الساعة ‪2‬‬
‫ً‬ ‫صباحا‪ ،‬ثم يتحرك‬
‫ً‬ ‫من المراقبة مباشرة فى السابعة‬
‫تحسبا للمسافة‬‫ً‬
‫راقبين‪،‬‬
‫الم َ‬
‫قانونيا لبعض حقوق ُ‬
‫ً‬ ‫تقييدا‬
‫ً‬ ‫وعلى الرغم من كون المراقبة‬
‫إال أن التعسف في استخدام هذا القيد ورفض إصدار اإلذن بالتغيب أو‬
‫التأخير يقلل من عملية اندماج الفرد داخل المجتمع‪ ،‬والتي من المفترض‬
‫أنها تمثل أحد أهداف العقوبة‬

‫«‬ ‫‪ -7‬الرفض المتكرر لإلعفاءات المؤقتة من المراقبة‪:‬‬


‫لمأمور القسم الذي‬ ‫رغم نص القانون على جواز إعطاء المراقب إعفاء مؤقت من تطبيق‬
‫مقيدا به‬
‫ً‬ ‫راقب‬
‫الم َ‬
‫يكون ُ‬ ‫المراقبة إال أنه في المقابل وضع سلطة تقدير إعطاء هذا اإلذن في يد‬
‫أن يمنحه هذا اإلعفاء‬
‫لمدة ال تزيد عن أربعة‬
‫إدارة القسم خاصة مع عدم وجود ما ينص على شروط وحاالت الحق في‬
‫يوما‪.‬وفي كل‬ ‫ً‬ ‫عشر‬ ‫اإلجازة‪ ،‬مما أدى في بعض األقسام لربط عملية منح اإلجازات وإذن التأخير‬
‫األحوال ُيلغى هذا‬ ‫راقبين‬
‫الم َ‬
‫سوءا مع ُ‬
‫ً‬ ‫بدرجة التعاون مع ضباط القسم‪ .‬وهو األمر الذي يزداد‬
‫اإلعفاء إذا زالت أسبابه‬ ‫‪.‬على خلفية قضايا سياسية‬
‫راقب‬
‫الم َ‬
‫أو أصبح ُ‬
‫ً «‬
‫مشتبها في سلوكه‬ ‫بالتوثيق معه قال أحد المراقبين السياسيين إن مأمور القسم أو رئيس‬
‫المباحث وإن كان يملك سلطة منح اإلجازات للمراقبين الجنائيين فهو ال‬
‫المادة ‪ 8‬من قانون ‪99‬‬
‫لسنة ‪1945‬‬
‫يملك نفس السلطة مع المراقب السياسي؛ حيث يحتاج إلتمام الموافقة‬
‫على إجازة بعضهم أخذ اإلذن من جهاز األمن الوطني‪ ،‬الذي بدوره يكون‬
‫‪.‬متعسفا في منح اإلجازات بشكل تلقائي وبدون إبداء أسباب‬
‫ً‬

‫«‬ ‫‪-8‬التضييق على الحق في التعلم والقراءة‪:‬‬

‫«‬
‫التعليم حق لكل مواطن‬ ‫نظريا‪ ،‬اليوجد في القانون ما يقيد الحق في التعليم والسماح بالقراءة‬
‫ً‬
‫عمليا تمثل‬
‫ً‬ ‫ودخول الكتب ألماكن المراقبة في أقسام الشرطة‪ ،‬لكن‬
‫مادة ‪ 19‬من الدستور‬
‫المصري‬
‫راقب‬
‫الم َ‬
‫االلتزامات التي تفرضها عقوبة المراقبة عقبة أمام تحصيل ُ‬
‫الدراسي‪ ،‬خاصة في حال كانت فصوله الدراسية في الفترة المسائية‪،‬‬
‫مثل مدارس محو األمية أو الدراسات العليا في الجامعات والمعاهد‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫راقب للتطور الدراسي وما‬


‫الم َ‬ ‫ً‬
‫وبدل من سعي إدارة القسم لتشجيع نزعة ُ‬
‫ً‬
‫أشكال من الرفض‬ ‫راقب‬
‫الم َ‬
‫ُ‬ ‫يواجه‬ ‫الذاتي‪،‬‬ ‫التطوير‬ ‫في‬ ‫رغبة‬ ‫من‬ ‫تمثله‬
‫التعسفي من قبل أقسام الشرطة ومديريات األمن إلعطاء إعفاءات‬
‫مؤقتة أو أذون تأخير عن المراقبة للظروف الدراسية‪ ،‬حيث تترك تقديرها‬
‫‪.‬لسلطة القسم‬
‫راقب على إدخال الكتب لمكان المراقبة في‬
‫الم َ‬
‫الحال كذلك بالنسبة لقدرة ُ‬
‫وفقا لشهادة‬
‫ً‬ ‫القسم؛ فقانونً ا ال يوجد موانع إلدخال الكتب للقسم‪ ،‬لكن‬
‫أحد المراقبين تظل عملية الموافقة أو رفض دخول الكتب والمالزم‬
‫الدراسية إلى قسم الشرطة رهن التقدير المطلق لضابط الشرطة‬
‫المسئول‬

‫‪-9‬المنع من االتصال بالعالم الخارجي‪:‬‬


‫محبوسا أو ينفذ عقوبة المراقبة؛‬
‫ً‬ ‫اليفرق قسم الشرطة بين كون الشخص‬
‫راقب أثناء تنفيذ فترة مراقبته‬ ‫الم َ‬
‫فبالرغم من غياب نص قانونى يمنع ُ‬
‫وفقا لشهادة أحد المراقبين‬‫ً‬ ‫داخل القسم من االتصال بالخارج‪ ،‬إال أنه‬
‫يظل األصل هو المنع من إدخال أو استخدام وسائل االتصال من هواتف‬
‫محمولة أو الحواسب اآللية أثناء فترة المراقبة مثل باقى المتهمين‬
‫مشددا اذا كان المراقب‬
‫ً‬ ‫والمحتجزين داخل القسم‪ ،‬األمر الذي يكون‬
‫يقضى عقوبته على خلفية قضية سياسية‬

‫‪-10‬تقييد الحق في المشاركة السياسية ‪:‬‬


‫بعد التوسع في تطبيق المراقبة الشرطية على المعارضين والنشطاء‬
‫المعا ِرض لنشاطه‬
‫في مصر أضحت تلك العقوبة بمثابة قيد على عودة ُ‬
‫راقب السياسي تحت ضغط‬ ‫الم َ‬
‫مجددا بعد انتهاء مدة حبسه‪ .‬حيث يكون ُ‬ ‫ً‬
‫وتهديد التعسف من جانب إدارة القسم أو توقيع عقوبات جديدة عليه في‬
‫حالة التعبير عن الرأي أو اإلتيان بفعل أو قول أو إشارة يمكن تفسيرها على‬
‫‪.‬أنها تحريض على أي فعل سياسي‬
‫راقب السياسي يتعلق بالتفتيش؛ يقول‬ ‫الم َ‬
‫نوع آخر من التعنت يواجه ُ‬
‫راقب الجنائي يقتصر على‬
‫الم َ‬
‫ُ‬ ‫تفتيش‬ ‫بأن‬ ‫معه‬ ‫أحد المراقبين أثناء التوثيق‬
‫التأكد من عدم حمله ألسلحة أو مخدرات داخل ديوان قسم الشرطة‪ ،‬أما‬
‫السياسي فتطول إجراءات تفتيشه للبحث عن حمله لكتب أو وسائل اتصال‬

‫‪14‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫خاتمة وتوصيات‬
‫تزايدا في توقيع عقوبة‬
‫ً‬ ‫يواجه المعارضون المصريون في السنوات األخيرة‬
‫المراقبة الشرطية عليهم على خلفية نشاطهم السياسى‪ ،‬باستخدام‬
‫بعض القوانين الواردة في قانون العقوبات مثل المادة (‪ )375‬المتعلقة‬
‫باستعراض القوة والتلويح بالعنف‪ .‬حيث يلتزمون لتنفيذ هذه العقوبة‬
‫بقضاء الفترة بين غروب الشمس ومشرقها في محل المراقبة وهو قسم‬
‫الشرطة في أغلب األحوال‪ .‬وما يصحب هذا التنفيذ من انتهاكات على‬
‫راقب على العمل‪ ،‬والتنقل‪ ،‬والتعلم‪ ،‬و تعذر القيام‬
‫الم َ‬
‫رأسها تقييد قدرة ُ‬
‫بمسؤلياته تجاه أسرته وشعوره المستمر بالتهديد من العودة للحبس‬
‫كثيرا عن كون‬
‫ً‬ ‫حال مخالفته شروط المراقبة‪ .‬يجعل هذه العقوبة ال تختلف‬
‫راقب داخل السجن‬‫‪.‬الم َ‬
‫ُ‬
‫وباستمرار التوسع في تطبيق وتنفيذ عقوبة الوضع تحت مراقبة البوليس‬
‫على المعارضين في مصر؛ تظهر بعض األسئلة المتعلقة بمدى عدالة‬
‫عاما في ظل ظروف سياسية واجتماعية‬ ‫القانون المكتوب منذ أكثر من ‪ً 60‬‬
‫راقبين‬
‫الم َ‬
‫ُ‬ ‫حقوق‬ ‫على‬ ‫ا‬‫سلب‬
‫ً‬ ‫يؤثر‬ ‫والذي‬ ‫تماما عن الظروف الحالية‪،‬‬
‫ً‬ ‫تختلف‬
‫الشخصية بالمخالفة ألهداف العقوبة الرامية إلعادة دمجهم كمواطنين‬
‫عاديين في المجتمع‪ .‬كما يطرح هذا التوسع أسئلة أخرى حول مدى قدرة‬
‫أقسام الشرطة باعتبارها الجهة المنوطة بتنفيذ العقوبة على استيعاب‬
‫هذه األعداد المتزايدة‪ ،‬واإلشراف عليها‪ ،‬ومدى شمول نظرتها للعقوبة‬
‫‪.‬بعيدا عن التركيز على النظرة األمنية فقط‬
‫ً‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬تتوجه الجبهة المصرية للسلطات بالتوصيات اآلتية‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬نطالب وزارة الداخلية بتقليل اإلجراءات التعسفية المصاحبة لعملية‬
‫تنفيذ العقوبة؛ وتعزيز النظرة اإلنسانية للعقوبة من خالل التوسع في‬
‫تنفيذ العقوبة داخل المسكن وزيادة حاالت اإلعفاء من المراقبة والتي‬
‫تتيحها المادة (‪ )8‬من قانون (‪ )99‬لسنة ‪ ،1945‬كما نطالب بتعزيز حقوق‬
‫راقب عن طريق التحقيق الجاد في شكاوي المراقبين وتحسين ظروف‬ ‫الم َ‬
‫ُ‬
‫‪.‬تنفيذهم للعقوبة وإيقاف التهديدات بحبسهم مرة أخرى‬
‫تشريعيا في قانون الوضع تحت‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬نناشد البرلمان المصري بإعادة النظر‬
‫مراقبة البوليس وما يتيحه من سلطة واسعة للداخلية في اإلشراف على‬
‫تنفيذ العقوبة‪ ،‬واستحداث إجراءات أخرى تضمن تحقيق فلسفة القانون‬
‫نفسها‪ ،‬مثل المراقبة اإللكترونية والعمل للمنفعة العامة‪ ،‬الوضع تحت‬
‫االختبار القضائي‪ .‬باإلضافة إلعادة النظر فى صياغة مواد العقوبات‬
‫سياسيا بهدف التنكيل بالمعارضين‬
‫ً‬ ‫‪.‬لضمان عدم استخدامها‬

‫‪15‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫‪ -3‬نوصي السلطة القضائية بوقف اتهام المعارضين على خلفية‬


‫نشاطهم السياسي بمواد من شأنها تطبيق عقوبة المراقبة عليهم‬
‫كالبلطجة واستعراض القوة‪ .‬وتعزيز اإلشراف القضائي على أماكن‬
‫االحتجاز بما يشمله مكان المراقبة‪ ،‬والتأكد من عدم تعسف الداخلية في‬
‫تنفيذ المراقبة أو في إصدار اإلعفاءات‪ ،‬باإلضافة لمعاقبة القائمين على‬
‫راقبين‬
‫الم َ‬
‫التنفيذ حال مخالفتهم حقوق ُ‬
‫‪ -4‬نهيب بالمجلس القومي لحقوق اإلنسان القيام بدوره مع منظمات‬
‫المجتمع المدني في اإلشراف على مطابقة العقوبة بوضعها الحالي‪،‬‬
‫وطريقة تنفيذها‪ ،‬ومكانها‪ ،‬وما يتعرض له األفراد أثناء تنفيذها من‬
‫‪.‬انتهاكات لمبادىء حقوق االنسان‬

‫‪16‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫الملحقات‬
‫ملحق ‪ : 1‬مقارنة بين تشريعات المراقبة الشرطية في ثالث دول‬
‫هي‪ :‬فرنسا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬واإلمارات‬

‫‪17‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫‪18‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫ملحق ‪ : 2‬نماذج لقضايا سياسية تم الحكم فيها بعقوبة المراقبة‬


‫الشرطية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أحداث مسجد الفتح‪:‬‬
‫أصدرت الدائرة ‪ 21‬شمال القاهرة بجلسة ‪ 18‬سبتمبر‪ 2017‬في القضية‬
‫رقم (‪ )8615‬لسنة ‪ 2013‬جنايات األزبكية ‪ 4163/‬لسنة ‪ 2013‬كلي شمال‬
‫أحكاما بوضع غالبية‬
‫ً‬ ‫إعالميا بأحداث مسجد الفتح‬
‫ً‬ ‫القاهرة والمعروفة‬
‫المتهمين في هذه القضية (‪ 432‬من أصل ‪ )493‬تحت مراقبة البوليس‬
‫لمدة ‪ 5‬سنوات يلتزمون بتنفيذها بعد انتهاء مدة سجنهم والتي تراوحت‬
‫‪.‬بين السجن المشدد ‪ 5‬سنوات والمؤبد‬
‫وتعود وقائع هذه القضية للتظاهرات واالشتباكات التي دارت في‬
‫محيط شارع رمسيس يومى ‪16‬و‪ 17‬أغسطس ‪ 2013‬واعتصام عدد من‬
‫مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسي داخل مسجد الفتح‪ .‬حيث تم الحكم‬
‫عليهم وإدانتهم بالتجمهر واستعراض القوة والتلويح بالعنف‪ ،‬والشروع‬
‫في القتل العمد وتخريب مباني وأمالك عامة‪ ،‬والشروع في استعمال‬
‫مفرقعات ( قنبلة غاز)‪ ،‬واستعمال القوة مع موظفين عموميين‪ ،‬وحيازة‬
‫أسلحة نارية وذخائر وأسلحة بيضاء‪ ،‬وتعطيل المرور‬

‫صورة من منطوق الحكم‬


‫في القضية‬

‫‪19‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫ب‪ -‬أحداث ذكرى الثورة الثالثة ‪ 25‬يناير ‪: 2014‬‬


‫بتاريخ ‪ 26‬فبراير ‪ 2017‬أصدرت الدائرة ‪ 23‬شمال القاهرة في القضية‬
‫(‪ )12096‬لسنة ‪ 2014‬جنايات عابدين‪ 1561/‬لسنة ‪ 2014‬كلي وسط القاهرة‬
‫أحكاما على كل‬
‫ً‬ ‫إعالميا بقضية أحداث ذكرى الثورة الثالثة‬
‫ً‬ ‫والمعروفة‬
‫المتهمين في هذه القضية بالوضع تحت المراقبة لمدة سنة واحدة‬
‫وتعود وقائع القضية للتظاهرات المعارضة التي دارت في محيط وسط‬
‫البلد بالقاهرة في الذكرى الثالثة لثورة يناير‪ ،‬حيث تم القبض على عدد كبير‬
‫من المتظاهرين المنتمين لتيارات سياسية عدة‪ ،‬ووجهت النيابة للمتهمين‬
‫شخصا اتهامات منها التجمهر واستعراض‬
‫ً‬ ‫في القضية والبالغ عددهم ‪227‬‬
‫القوة والتلويح بالعنف وتنظيم تظاهرات دون إخطار بقصد اإلخالل باألمن‬
‫والنظام العام‬

‫صورة من منطوق الحكم‬


‫في القضية‬

‫‪20‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫ج‪ -‬قضية النشطاء أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة‪:‬‬


‫أصدرت محكمة جنوب القاهرة االبتدائية في ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2013‬في‬
‫القضية (‪ )9593‬لسنة ‪ 2013‬جنح عابدين على النشطاء أحمد ماهر‪ ،‬وأحمد‬
‫أحكاما بالحبس ثالث سنوات ووضعهم تحت مراقبة‬‫ً‬ ‫دومة‪ ،‬ومحمد عادل‬
‫‪.‬الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة‬
‫وكانت النيابة قد اتهمت المحكوم عليهم بقيامهم بالتجهمر واالشتراك‬
‫في تظاهرة أخلت باألمن والنظام العام دون إخطار للجهات المختصة‪،‬‬
‫واستعراض القوة وترويع أهالي منطقة عابدين والتعدي بالعنف على‬
‫أفراد قوة تأمين محكمة عابدين‪ ،‬أثناء قيامهم بتسليم أحمد ماهر للنيابة‬
‫يوم ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2013‬بعد صدور قرار من النيابة بضبطه وإحضاره على‬
‫خلفية اتهامه بمخالفة قانون التظاهر‬

‫صورة من منطوق الحكم‬


‫في القضية‬

‫‪21‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫ملحق ‪ : 3‬قانون الوضع تحت مراقبة البوليس (‪ )99‬لسنة ‪1945‬‬

‫‪22‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫‪23‬‬
‫عقوبة فوق العقوبة‬

‫‪24‬‬

You might also like