You are on page 1of 46

‫تابع الجديد والحصري على موقع اللوكة‬

‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬

‫الخإلصا وأثره‬
‫في قبول العمال‬

‫تأليف‬
‫فضيلة الدكتور‪ /‬عبد ال بن محمد بن أحمد الطيار‬
‫السإتاذ بجامعة المام محمد بن سإعود السإلمية‬
‫بالرياض‬

‫البداية‬
‫ل بد لكل عمل ليكون مقبولل بإذن ال أن يتوفر فيه شرطان‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن يكون خالصال ل تعالى‪ ،‬وصدق ال العظيم ﴿مخخصل ص‬
‫صينن لنهم الددينن﴾‪.‬‬ ‫م‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون صوابال على وفق ما شرعه الرسول ‪ ‬القائل‪)) :‬من عمل عملل ليس عليه أمرنا فهو‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫رد((؛ رواه مسلم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬

‫‪‬‬
‫إن المحد ل‪،‬هل نمحده‪،‬هل ونستعينه‪،‬هل ونستغفره‪،‬هل ونستهديه‪،‬هل ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمحالنا‪،‬هل من يهده ال فل مضل له‪،‬هل ومن يضلل فل هادي له‪،‬هل وأشهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له‪،‬هل وأشهد أن ممحدا عبده ورسوله‪.‬‬
‫﴿ييا أي يييها الذذيين آيمننوا اتلينقوا اللهي يحلق تنييقاتذذه يول ينتوتنلن إذلل يوأينميتنمم نممسلذنمحوين﴾)‪.(1‬‬
‫س يواذحيدةس يويخلييق ذممنييها يزمويجيها يوبي ل‬
‫ث ذممنينهيمحا‬ ‫س اتلينقوا يربلنكمم الذذي يخلييقنكمم ذممن نييمف س‬ ‫﴿ييا أي يييها اللنا ن‬
‫ذريجالا يكذثيِا يونذيساءا يواتلينقوا اللهي الذذي تييتييساءينلوين بذذه يواليمريحايم إذلن اللهي يكاين يعليمينكمم يرذقيبا ﴾)‪.(2‬‬
‫صلذمح لينكمم أيمعيمحالينكمم يويييمغذفمر لينكمم ذنننوبينكمم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫﴿أييييها الذيين آيمننوا اتلينقوا اللهي يونقولنوا قييمولا يسديدا * ين م‬
‫* يويممن ينذطذع الي يويرنسموليهن فيييقمد يفايز فييموازا يعذظميامحا﴾)‪.(3‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فتلبية لرغبة اللس العلى للعلم قمحت بكتابة هذا البحث‪،‬هل بعنوان الخلصا والفاعلية لا‬
‫لذا المر من أهية خاصة‪،‬هل حيث أن الخلصا هو أصل الدين‪،‬هل وبدونه ل تقبل العمحال‪.‬‬
‫وصدق أحد العلمحاء وهو يقول‪) :‬وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إل أن‬
‫يعلم الناس مقاصدهم ف أعمحالم‪،‬هل ويقعد للتدريس ف أعمحال النيات ليس إلل‪،‬هل فإنه ما أتى‬
‫على كثيِ من الناس إل من تضييع ذلك‪،( .....‬هل والناس اليوم على وجه الرض على‬
‫اختلفا عقائدهم‪،‬هل ودياناتم‪،‬هل وتعدد رغباتم يقومون بأعمحال وتصرفات كثيِة‪،‬هل ظاني ألن‬
‫فيها السعادة‪،‬هل ونسوا أو تناسوا ألن ال ‪ ‬ل يقبل من العمحال إل ما كان خالصا لوجهه‬
‫الكري وموافقا لشرعه الكيم‪.‬‬
‫وكأن أنظر إل الناس وقد ضعفت عزيتهم‪،‬هل وقلت فاعليتهم‪،‬هل وركنوا إل المحول والكسل‪،‬هل‬
‫فأصبحوا متاجي إل شحنه تنييقووي عزيتهم‪،‬هل وتأخذ بأيديهم إل طريق الصواب لقبول‬
‫أعمحالم‪.‬‬
‫لذا عمحدت إل الكتابة ف هذا البحث‪،‬هل عللها أن تكون خطوة مباركة على طريق العلم‪.‬‬
‫وقد تدثت ف هذا البحث عن الخلصا وأهيته‪،‬هل وعلماته‪،‬هل وثراته‪،‬هل ث ذكرت نبذة متصرة‬
‫‪ ()1‬آل عمحران‪.102 :‬‬
‫‪ ()2‬النساء ‪.1‬‬
‫‪ ()3‬الحزاب‪.71 -70 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫عن الرياء وعلجه لا له من خطر عظيم على العمحال‪ .‬ث عرجت بالديث عن الفاعلية‪،‬هل‬
‫وكيف يكون السلم عنصرا فعالا ف التمحع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫وف التام أزجي خالص شكري وتقديري للمحجلس العلى للعلم مثلا ف رئيسه صاحب‬
‫السمحو اللكي الميِ نايف بن عبد العزيز آل سعود الذي أولن هذه الثقة ف الكتابة حول‬
‫هذا الوضوع الام‪.‬‬
‫وأسأل ال جل وعل أن يرزقنا الخلصا ف القول والعمحل‪،‬هل وف السر والعلن‪،‬هل وأن يعل‬
‫أعمحالنا خالصة لوجهه الكري‪،‬هل إلنه ول ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫وصلى ال على نبينا ممحد وعلى آله وصحبه أجعي‪.‬‬
‫وكتبه‬
‫أبو محمد‪/‬عبد ال بن محمد بن أحمد الطيار‬
‫الزلفي في ضحوة الثنين‪1426 /3 /25 :‬هـ‬

‫الخإلصا ودوره في الفاعلية‬


‫تعريف الخإلصا لغة‪:‬‬
‫الخلصا لغيية ‪ :‬النجيياة‪،‬هل خلييص الشيييء أي نييا وسييلم ميين كييل نشييب‪ .‬والخملييص الييذي‬
‫ولحد ال تعال خالصا‪،‬هل ولذلك قيل لسورة قل هو ال أحد‪ :‬سورة الخلصا‪،‬هل لن اللفظ با‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫قد أخلص التوحيد ل ‪ .‬وكلمحة الخلصا هي كلمحة التوحيد)‪.(1‬‬
‫وقيل الالص‪ :‬الذي زال عنه شوبه الذي كان فيه فصار صافي ا)‪.(2‬‬
‫ويييأت الخلصا بعني الختصيياصا‪،‬هل فكمحييا يقييال‪ :‬اسييتخملص الشيييء لنفسييه أي اسييتخمص‬
‫نفسه به‪،‬هل فكذلك إخلصا العمحل ل‪،‬هل أن تص به ال دون غيِه)‪.(3‬‬
‫تعريف الخإلصا اصطلحاا‪:‬‬
‫لقد ذكر العلمحاء معان كثيِة للخلصا‪،‬هل لكن أكثرها شولا هو قول أب ممحييد سييهل بيين‬
‫عبد ال التستي الذي يقول فيه‪ :‬نظر الكياس ف تفسيِ الخلصا فلم يييدوا غيِي هييذا‪ :‬أن‬
‫تكون حركاته وسكناته ف ساذره وعلنيته ل تعيال وحيده‪،‬هل ل ييازجه شييء ل هيوى ول نفيس‪،‬هل‬
‫ول دنيا)‪.(4‬‬
‫وقال غيِه‪:‬‬
‫الخلصا‪ :‬إفراد ال تعال بالقصد‪،‬هل وهو أن يريد بطاعته التقرب إل ال تعال دون شيييء‬
‫آخير‪،‬هل ميين تصيينع لخملييوق‪،‬هل أو اكتسيياب ممحييدة عنييد النيياس‪،‬هل أو مبيية مييدح ميين اللييق أو معني‬
‫آخر سوى التقرب إل ال تعال‪.‬‬
‫أدلة من القرآن والسنة تحث على الخإلصا‬
‫أولا _ من القرآن‪:‬‬
‫ي لييهن ال يوديين نحنيييفيياءي يوينذقينمح يوا ال ل‬
‫صييلية يويينمؤتنيوا‬ ‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫قييال تعييال ﴿يويمييا أنم ينروا إذلل ليييمعبنيندوا الليهي نمملص ي ي‬
‫ك ذدينن الميقيويمحذة﴾)‪.(5‬‬ ‫ذ‬
‫اللزيكاية يويذل ي‬
‫قال القرطييب في تفسيييِ هيذه اليية‪ :‬ملصيي لييه اليدين‪،‬هل أي ملصيي ليه العبييادة‪،‬هل ومنيه قيوله‬
‫ت أيمن أيمعبنيد اللهي نممذلص ا ليهن ال وديين﴾)‪ (6‬وف هذا دليل على وجوب النية ف‬ ‫ذ‬
‫تعال‪﴿:‬قنمل إذون أنممر ن‬
‫العبادات‪،‬هل فإن الخلصا من عمحل القلب وهو الذي يراد به وجه ال تعال ل غيِه )‪.(7‬‬
‫‪ ()1‬لسان العرب ‪ 7/26‬باب الصاد فصل الاء مادة خلص‪.‬‬
‫‪ ()2‬تاج العروس ‪ 9/272‬باب الصاد فصل الاء مادة خلص‪.‬‬
‫‪ ()3‬القاموس اليط ‪ 2/301‬باب الصاد فصل الاء مادة خلص‪.‬‬
‫‪ ()4‬المحوع شرح الهذب ‪.1/17‬‬
‫‪ ()5‬البينة‪.5 :‬‬
‫‪ ()6‬الزمر‪.11 :‬‬
‫‪ ()7‬لحكام القرآن للقرطب ‪.20/144‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫ومعن ي الييية‪ :‬أي عبييادة ال ي وحييده‪،‬هل وإخلصا الييدين ل يه‪،‬هل واليييل عيين الشييرك وأهل يه‪،‬هل وإقييام‬
‫الصلة‪،‬هل وإنفاق للمحال ف سبيل ال وهيو الزكياة‪،‬هل فمحين حقق هيذه القواعيد فقيد حقق الييان‪،‬هل‬
‫كمحا أمر به أهل الكتاب‪،‬هل وكمحا هو دين ال على الطلق‪،‬هل دين واحد‪،‬هل وعقيدة واحدة‪.‬‬
‫ت يواملييياية لذيميبيلنيونكمم أيينكمم أيمحيسنن يعيمحلا يونهيو الميعذزينز المغينفونر﴾‬ ‫ذ‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬الذي يخلييق الميمحمو ي‬
‫)‪ .(1‬قييال الفضيييل بيين عييياض‪ :‬هييو أخلصييه وأصييوبه‪ .‬قييالوا‪ :‬يييا أبييا علييي مييا أخلصييه وأصييوبه؟‬
‫فقال‪ :‬إلن العمحل إذا كان خالص ا ول يكن صواب ا ل يقبيل‪،‬هل وإذا كيان صيواب ا ولي يكين خالصي ا‬
‫لي ي يقبي يل‪،‬هل حي ييت يكي ييون خالصي يا صي يوابا‪،‬هل والي ييالص أن يكي ييون لي ي‪،‬هل والصي يواب أن يكي ييون علي ييى‬
‫صيياذلا يول ينمشي يذرمك‬ ‫ا‬‫ل‬ ‫مح‬
‫يي ي ي م ي ي‬ ‫ع‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫مح‬‫ع‬‫م‬ ‫ي‬ ‫لي‬
‫م‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫السيينة)‪ .(2‬ثي ي قي يرأ قي يوله تعييال‪﴿ :‬فيمحي ين يكيياين ييرجي يوا لذيقيياء ربيوي ذ‬
‫ه‬ ‫يم ن‬ ‫يم‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ‬
‫صي ينمحوا بذييالله يوأيمخلي ن‬ ‫بذعبي ييايدة يربيو يه أييح ييدا ﴾ ‪،‬هل وق ييال تع ييال‪﴿ :‬إذلل الي يذيين تيييابنوا يوأي م‬
‫)‪( 3‬‬
‫صي يوا‬ ‫صي يلينحوا يوامعتي ي‬
‫ي أيمجرا يعذظيمح ا﴾)‪.(4‬‬ ‫ذذ‬ ‫ك مع الممحمؤذمنذي وسو ي ذ‬ ‫ذ ذذ ذ‬
‫فا يينمؤت اللهن المنمحمؤمن ي‬ ‫دينيينهمم لله فيأنموليئ ي ي ي ن ي ي ي م‬
‫ي ي * إذلل ذعبيييايديك‬ ‫ذ‬
‫ك لمغ يذوييينلينهمم أيمجيع ي‬ ‫وقييال تعييال علييى لسييان إبليييس لعنييه اليي‪﴿ :‬قيييايل فيبذعذلزتذي ي‬
‫ي﴾)‪ .( 5‬وقال تعال‪﴿ :‬يوقيذدممينا إذيل يما يعذمحلنوا ذم من يعيمح سل فييجيعمليناهن يهيباءا يممننثورا ﴾‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ممنينهمم المنمحمخمليص ي‬
‫)‪ .(6‬وهي العمحال الت كانت على غيِ السنة‪،‬هل وأريد با غيِ وجه ال)‪.(7‬‬
‫أحاديث من السنة تدعو إلى الخإلصا‬
‫عيين عمحيير بيين الطيياب رضييي ال ي عنييه قييال‪ :‬سييعت رسييول ال ي ‪ ‬يقييول‪)) :‬إنييا العمحييال‬
‫بالنيييات‪،‬هل وإنييا لكييل امرىييء مييا نييوى فمحيين كييانت هجرتييه إلي ي الي ي ورسي يوله فهجرتييه إلي ي الي ي‬
‫ورسوله‪،‬هل ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إل ما هاجر إليه(()‪.(8‬‬
‫قال فضيلة الشيخ ممحد بن صال العثيمحي‪) :‬على السلم أن يستحضيير النييية ولبييد لييه في‬

‫‪ ()1‬اللك‪.2 :‬‬
‫‪ ()2‬ماج السالكي ‪.2/93‬‬
‫‪ ()3‬الكهف‪.110 :‬‬
‫‪ ()4‬النساء‪.146 :‬‬
‫‪ ()5‬صا‪،82 :‬هل‪.83‬‬
‫‪ ()6‬الفرقان‪.23 :‬‬
‫‪ ()7‬مدارج السالكي )‪.(2/93‬‬
‫‪ ()8‬رواه البخماري ومسلم واللفظ لسلم )‪2/1515‬ح ‪ (1907‬و البخماري)‪(1/2‬كتاب كيف كان بدء الوحي باب‬
‫كيف كان بدء الوحي‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫جيع العبادات من ثلثة أشياء‪:‬‬
‫‪ _1‬نية العبادة‪.‬‬
‫‪ _2‬أن تكون ل‪.‬‬
‫‪ _3‬أنه قام با امتثالا لمر ال)‪.(1‬‬
‫وعلى السلم أن يعلم أن ما كان ل دام واتصل‪،‬هل وما كان لغيِه انقطع وانفصييل‪ .‬والعمحييل‬
‫إذا كييان لي تعييال قنبيل‪،‬هل ألمييا مييا كييان لغيِي الي ل يبييط فحسييب بييل إلن صيياحبه يلقييى مصيييِا‬
‫مشينا لنه اتذ ميع الي شيريكا‪،‬هل وهييذا ميا يوضييحه اليديث الييذي رواه ضيمحرة عين أبي حيبيب‬
‫قييال‪ :‬قييال رسييول ال ي ‪)) :‬إن اللئكيية يرفعييون عمحييل عبييد ميين عبيياد ال ي فيسييتكثرونه ويزكييونه‬
‫حت ينتهوا به إل حيث شاء ال من سلطانه فيوحي ال تعال إليهم أنكيم حفظية عليى عمحيل‬
‫عبييدي وأنييا رقيييب علييى مييا في نفسييه إلن عبييدي هييذا لي نيلييص لي عمحلييه فيياكتبوه في سييجي‪،‬هل‬
‫ويصييعدون بعمحييل عبييد فيسييتقلونه ويقرونييه حييت ينتهي يوا بييه إلي ي حيييث شيياء الي ي ميين سييلطانه‬
‫فيوحي ال إليهم أنكم حفظة على عمحل عبييدي وأنييا رقييب علييى مييا في نفسيه إن عبيدي هيذا‬
‫)‪( 2‬‬
‫أخلص ل عمحله فاكتبوه ف علييي((‪.‬‬
‫وف هذا الديث دللة واضحة عليى أن الي ‪ ‬ل يقبييل ميين العمحيال إل مييا كيان خالصيا‬
‫ك‬‫ل ييوجهه الكريي ي وإن قلي يت‪،‬هل فه ييذا القلي ييل يض يياعفه الي ي تع ييال بفض ييله‪ .‬ق ييال تع ييال‪﴿ :‬يوإذمن تيي ي ن‬
‫ت ذممن ليندنمهن أيمجرا يعذظيمحا ﴾)‪ .(3‬ويرد العمحال الت ل يبتغي با وجهه وإن‬ ‫حسنيةا يضاذعمفها وييمؤ ذ‬
‫ي ي ن ي ي ين‬
‫كثرت‪.‬‬
‫ومن الحاديث التي تحث على الخإلصا من السنة الشريفة ‪:‬‬
‫الديث الذي رواه النسائي عن أب أمامة قال‪ :‬جاء رجل إل النب ‪ ‬فقال‪ :‬أرأيييت رجلا‬
‫غ يزا يلتمحييس الجيير والييذكر مييا لييه؟ فقييال رسييول ال ي ‪) :‬ل شيييء لييه( فأعادهييا ثلثا م يرات‪،‬هل‬
‫ويق ييول الرسييول ‪ ) ‬ل ش يييء ل ييه( ثي ي قييال‪ :‬إن الي ي ل يقب ييل م يين العمحييل إل مييا ك ييان خالصي ي ا‬
‫وابتغى به وجهه‪ .‬وقد جاءت أحاديث ف السنة تبي فضل الخملصي ومنزلتهم وثوابم منها‪:‬‬
‫مييا رواه ثوبييان أن رسييول ال ي ‪ ‬قييال‪)) :‬طييوب للمحخملصييي أولئييك مصييابيح الييدى تنجلييي‬

‫‪ ()1‬شرح رياض الصالي لفضيلة الشيخ ممحد بن صال العثيمحي)‪.(10 /1‬‬


‫‪ ()2‬تنبيه الغافلي )صا ‪.(4‬‬
‫‪ ()3‬رواه النسائي )‪ (6/25‬كتاب الهاد باب من غزا يلتمحس الجر‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫عنهيم كيل فتنة ظلمحاء()‪ .(1‬ومنهيا حديث سيعد أب وقياصا الذي يقيول له النيب ‪ ‬فييه‪..)) :‬‬
‫إنك لن نتلف فتعمحل عمحلا تبتغي به وجه ال إلل ازددت به درجة ورفعة‪.(2)((..‬‬
‫وحديث أنيس بين ماليك ‪ ‬عين رسيول الي ‪ ‬قيال‪)) :‬مين فيارق اليدنيا عليى الخلصا لي‬
‫وحده وعبادته ل شريك‪،‬هل وإقام الصلة وإيتاء الزكاة مات وال عنه را س‬
‫ض(()‪.(3‬‬
‫ضر ال امرءا سع مقالت‬ ‫وحديث زيد بن ثابت رضي ال عنهقال‪ :‬قال رسول ال ‪)) :‬ن ل‬
‫فوعاهييا فييرب حامييل فقييه غيِي فقيييه ثلثا ل يغييل عليهيين قلييب امرىيسء مسييلم‪ :‬إخلصا العمحييل‬
‫ل‪،‬هل والنصح لئمحة السلمحي‪،‬هل ولزوم جاعتهم(()‪.(4‬‬
‫وحديث أب الدرداء يبلغ به النب ‪ ‬قال‪)) :‬من أتى فراشه وهو ينييوي أن يقييوم يصييلي ميين‬
‫الليل فغلبته عيناه حت أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه ‪.(5)((‬‬
‫والرء مازى عليى ميا نيواه وميا أكنيه في صدره‪ .‬فيال سيبحانه وتعيال نمطلليع عليى ميا يفييه‬
‫العباد‪،‬هل وميا يظهرونيه قييال تعييال‪﴿ :‬أفل يعليم إذا بعييثر مييا في القبيور*وحصييل ميا في الصييدور﴾‬
‫)‪. ( 6‬‬
‫ويدل على ذلك أحاديث كثيِة منها‪:‬‬
‫مييا رواه أبييو هريييرة عيين رسييول الي ‪ ‬قييال‪)) :‬إن الي ل ينظيير إلي صييوركم وأميوالكم ولكيين‬
‫ينظر إل قلوبكم وأعمحالكم(()‪.(7‬‬
‫قييال فضيييلة الشيييخ ممحييد العييثيمحي في شييرح هييذا الييديث‪ ) :‬قييد تييد الرجليي يصييليان في‬
‫صف واحد مقتديي بإمام واحد‪،‬هل يكون بي صلتمحا كمحيا بيي الشيرق والغيرب‪،‬هل لن القليب‬
‫متلف‪،‬هل أحدها قلبه غافل‪،‬هل بل ربا يكون مرائيا والعييياذ بيال يريييد الييدنيا‪،‬هل والخير قلبييه حاضير‬

‫‪ ()1‬التغيب للمحنذري )‪ (1/54‬وقال‪ :‬رواه البيهقي‪.‬‬


‫‪ ()2‬رواه مسلم )‪ 2/1250‬ح ‪.(1628‬‬
‫‪ ()3‬رواه ابن ماجه )‪ 1/27‬ح ‪ ( 70‬وضعفه اللبان ف ضعيف سنن ابن ماجه )صا ‪ 7‬برقم ‪.(12‬‬
‫‪ ()4‬رواه ابن ماجه )‪1/84‬ح ‪ (230‬وصححه اللبان ف ضعيف سنن ابن ماجه )‪،45‬هل‪ 1/44‬برقم ‪.(187‬‬
‫‪ ()5‬رواه النسائي )‪ (3/258‬كتاب قيام الليل باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام وصححه اللبان ف صحيح‬
‫سنن النسائي )‪ 1/316‬برقم ‪.(1686‬‬
‫‪ ()6‬العاديات‪.10 -9 :‬‬
‫‪ ()7‬رواه مسلم )‪ 3/1987‬ح ‪ (2564‬برقم )‪ ( 34‬من الباب‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫يريد بصلته وجه ال واتباع سنة رسول ال ‪.(1) ‬‬
‫وكمحييا ذكرنييا آنفييا أن الييرء يييازى بنيتيه‪،‬هل نييرى عظيييم رحيية الي تعييال تتجلييى في الحيياديث‬
‫التية‪ :‬ما جاء ف الصحيحي من حديث ابن عباس عين النيب ‪ ‬قيال‪)) :‬مين هيم بسينة فليم‬
‫يعمحلها نكتبت له حسنة‪،‬هل ومن هم بسنة فعمحلهيا نكتبيت ليه عشيرا إلي سيبعمحائة ضيعف‪ .‬ومين‬
‫هم بسيئة فلم يعمحلها ل تكتب‪،‬هل وإن عمحلها نكتبت(()‪.(2‬‬
‫وعيين معيين بيين يزيييد ‪ ‬قييال‪ ...)) :‬وكييان أبي يزيييد أخيرج دنييانيِ يتصييدق بييا فوضييعها عنييد‬
‫رجييل في السيجد فجئيت فأخييذتا فييأتيته بيا فقييال‪ :‬والي ميا إييياك أردت فخماصيمحته إلي رسييول‬
‫)‪(4)(3‬‬
‫ال ‪ ‬فقال‪ :‬لك ما نويت يا يزيد‪،‬هل ولك ما أخذت يا معن((‪.‬‬
‫شروط قبول العمل الصالح‬
‫‪ _1‬أن يكون فياعله مسيلمح ا‪،‬هل موحيدا‪،‬هل ل يشيرك بيال شييئ ا‪،‬هل مؤمني ا بيال وملئكتيه‪،‬هل وكتبيه‪،‬هل‬
‫ورسله‪،‬هل واليوم الخر‪،‬هل والقضاء خيِه وشره من ال تعال‪.‬‬
‫وقييد اشييتطر ال ي سييبحانه وتعييال شييرطر السييلم ف ي جيييع العبييادات لقبولييا‪ .‬قييال تعييال‪:‬‬
‫لاذسذريين﴾)‪.(5‬‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫غييير اذلمسلذم دينا فييليمن يينمقبييل ممنهن يونهيو ذف الخيرةذ ممن ا مي‬ ‫﴿يويممن يييمبتيذغ يم‬
‫وأوضح ال سيبحانه وتعيال أركيان اليييان فقييال‪﴿ :‬نكيلل آيميين بذياللذه يويملئذيكتذيذه يونكتنبذيذه يونرنسيلذذه‬
‫ذ‬ ‫س‬
‫صيِن﴾)‪.(6‬‬ ‫ك الممح ذ‬ ‫ذ‬
‫ك يربيلينا يوإليمي ي ي‬‫ي أييحد ذممن نرنسلذه يويقالنوا يذسمعينا يوأيطيمعينا غنمفيراني ي‬ ‫ل نييفورنق بيي م ي‬
‫لييذا يييبي ال ي سييبحانه وتعييال أنييه ل يقبييل ميين غيِ ي الييؤمني‪،‬هل لن غيِ ي الييؤمني كالنييافقي‬
‫والكفار ل يعمحلون العمحال إل رياءا وسعة‪.‬‬
‫قال تعال‪﴿ :‬يويما يمنيييعنهمم أيمن تنيمقبييل ذممنينهمم نيييفيقاتنينهمم إذلل أينيلنهمم يكيفنروا بذياللذه يوبذيرنسيولذذه يول يييأمنتوين‬
‫صلية إذلل يونهمم نكيسايل يول نينذفنقوين إذلل يونهمم يكاذرنهوين﴾)‪.(7‬‬ ‫ال ل‬

‫‪ ()1‬شرح رياض الصالي )صا ‪.(52‬‬


‫‪ ()2‬رواه مسلم )‪ 1/118‬ح ‪.(130‬‬
‫‪ ()3‬رواه البخماري )‪ (116 /2‬كتاب الزكاة باب إذا تصدق على ابنه وهو ل يشعر‪.‬‬
‫‪ ()4‬ومن أراد الستفاضة ف هذا الوضوع فليِاجع كتاب شرح رياض الصالي ف باب الخلصا لفضيلة الشيخ ممحد‬
‫بن صال العثيمحي‪ -‬إعداد وإخراج د‪ .‬عبد ال الطيار‪.‬‬
‫‪ ()5‬آل عمحران‪.85 :‬‬
‫‪ ()6‬البقرة‪.285 :‬‬
‫‪ ()7‬التوبة‪.54 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫‪ _2‬أن يكييون ذلييك العمحييل خالصيا لي ول ييراد بييه إل وجييه الي والييدار الخييرة فييإذا اختييل‬
‫شرطر الخلصا‪،‬هل وقصد به غيِ ال تعال أصبح العمحل رياءا وشركاا‪ .‬وهذا ما يوضحه الييديث‬
‫ب صييائم ليييس ميين صيييامه إل الييوع‪،‬هل ورب قييائم‬ ‫الييذي رواه أبييو هريييرة عيين النييب ‪ ‬قييال‪)) :‬نر ل‬
‫ليس من قيامه إل السهر((‪.(1).‬‬
‫فالصائم والصلي إذا لن يبتغيا بعمحلهمحا وجه ال فل ثواب لمحا‪ .‬وال سبحانه وتعييال ييييز‬
‫العمحال يوم القيامة فمحا كان ل تعال قنبذل‪،‬هل وما كان لغيِ ال نيرمى ف نار جهنم‪.‬‬
‫عن عبادة بن الصامت ‪ ‬قال‪) :‬ياء بالدنيا يوم القيامة فيقال‪ :‬ميييزوا منهييا مييا كييان لي ‪‬‬
‫فيمحاز‪،‬هل ويرمى سائره ف اللنار()‪.(2‬‬
‫كمحا روي عن بعض الكمحاء أنيه قيال‪ :‬مثيل ميين يعمحيل الطاعييات للريياء والسيمحعة‪،‬هل كمحثييل‬
‫رجييل خييرج إل ي السييوق‪،‬هل ومل كيسييه حصيياة‪،‬هل فيقييول النيياس‪ :‬مييا أمل كيييس هييذا الرج يل‪،‬هل ول‬
‫منفعيية ليه ميين عمحلييه سيوى مقاليية النيياس ول ثيواب لييه في الخيرة)‪ .(3‬كمحييا قيال تعيال‪ ﴿:‬يوقييذدممينا‬
‫إذيل يما يعذمحلنوا ذممن يعيمحسل فييجيعمليناهن يهيباءا يممننثورا ﴾)‪.(4‬‬
‫‪ _3‬أن يكون العمحل وفق مييا جياء بيه الشيرع الكييم‪،‬هل في كتيياب الي‪،‬هل وسينة رسييول الي ‪‬‬
‫ومقتضى فعل الصحابة رضي ال عنهم أجعي‪.‬‬
‫قييال رسييول الي ‪ ‬فيمحييا روت عنييه أم الييؤمني عائشيية‪)) :‬ميين عمحييل عمحلا ليييس عليييه أمرنييا‬
‫فه ييو رد(()‪ .(5‬وقييال ‪ ...)) :‬فعليك م بسيينت وس يينة اللفيياء الراش ييدين الهييدين عضي يوا عليهييا‬
‫بالنواجذ‪.(6)((...‬‬
‫علمات الخإلصا‬
‫إن للخلصا علمات إذا وجدت ف السلم‪،‬هل عرفا با ألنه ملص منها‪:‬‬
‫‪ _1‬اسييتواء الييدح والييذم ميين العاميية‪ .‬فالسييلم بعييد قيييامه بالعمحييل تييد أن مييدح النيياس لييه‬
‫‪ ()1‬رواه ابن ماجه )‪ 1/39‬ح ‪ (169‬وقال اللبان ف صحيح سنن ابن ماجه)‪ 1/282‬برقم ‪:(1371‬حسن‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ ()2‬التغيب والتهيب )‪ (1/55‬وقال الافظ النذري‪ :‬رواه البيهقي عن شهر بن حوشب عنه موقوفاا‪.‬‬
‫‪ ()3‬تنبيه الغافلي )صا ‪.(3‬‬
‫‪ ()4‬الفرقان‪.23 :‬‬
‫‪ ()5‬رواه مسلم )‪،2/1343‬هل ‪ 1344‬ح ‪ .(1718‬برقم )‪ (18‬ف الباب‪.‬‬
‫‪ ()6‬رواه ابن ماجه )‪،16‬هل‪1/15‬ح ‪ (42‬وصححه اللبان ف صحيح سنن ابن ماجه )‪ (1/13‬برقم )‪.(40‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫وذمهييم إييياه س يواء‪،‬هل لنييه ينتظيير الجيير والث يواب ميين ال ي سييبحانه وتعييال‪،‬هل الييذي ابتغييى بييوجهه‬
‫الكري هذا العمحل‪ .‬وهذا هو ميزان الخلصا اليذي تيوزن بيه العمحيال‪،‬هل ويتمحييز بيه بعضيها عين‬
‫بعض‪ .‬فالطيب مثلا إذا نزل من النب‪،‬هل وصللى باللناس‪،‬هل وانتهت الصلة‪،‬هل ول ينتظر أن يدحه‬
‫أحد من الناس‪،‬هل فذاك الخملص‪،‬هل بل يستوي عنده الييدح والييذم‪ .‬ليذا تييرى حبييات اللؤلييؤ تنفييرطر‬
‫ل‪ :‬يييا أخييي ل تشييكرن أنيا‪،‬هل ولكيين اشييكر الي ‪،‬هل الييذي وفقني في‬ ‫ميين عقييد لسييانه الييذكي قييائ ا‬
‫اليء إليكم‪،‬هل وأمدن بذا العلم من عنده لفقهكم ف دينكم‪.‬‬
‫مين هنيا تيرى أن الخملصيي ل ينسيبون ميا هيم فييه إلي أنفسيهم‪،‬هل بيل يرجعيون الفضيل كليه‬
‫إل ال تعال‪،‬هل ول نتيمحهم مقاييس البشر‪،‬هل بل هم يتضرعون إل ال لن يقبل منهيم‪،‬هل ولكيي ل‬
‫تبط أعمحالم‪،‬هل وأن يقيهم ال ‪ ‬نار جهنم يوم القيامة‪.‬‬
‫قال تعال على لسان هؤلء الخملصي‪﴿ :‬إذلينا نطمعذنمحنكمم لذيومجذه اللذه ل نذريند ذممننكيمم يجييزاءا يول‬
‫فا ذممن يربيوينا يييموما يعنبوسا قيممحطيذريرا ﴾)‪.(1‬‬
‫نشنكورا * إذلنا يينا ن‬
‫‪ _2‬اقتضاء ثواب العمحل ف الخرة‪:‬‬
‫بييأن يريييد الييرء بييذا العمحيل‪،‬هل التقييرب إلي الي تعييال‪،‬هل والفييوز برضييا الي تعييال علييه‪،‬هل ودخييول‬
‫النة بإذن ال تعال‪،‬هل يومنيه‪،‬هل وفضله‪.‬‬
‫لن الطريييق الوحيييد للفييوز برحيية الي ي ورضي يوانه‪،‬هل هييو إخلصا العمحييل لي ي وحييده‪ .‬وإن ميين‬
‫أعظييم مييا يفعلييه الخملييص أن يسييت عمحلييه عيين النيياس جيعياا‪ .‬بييل العظييم ميين ذلييك أن يسييدي‬
‫العييروفا إل ي ميين أسيياء إلي يه‪،‬هل ث ي يسييت هييذا العييروفا‪،‬هل مقتييدي ا بلييق النييب ‪ ‬الييذي كييان يعفييو‬
‫عمحن ظلمحه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه‪.‬‬
‫حكم العمل إذا خإالطه مع الخإلصا شيء آخإر‬
‫بادىء ذي بدء‪ :‬العمحل الذي يراد به وجه ال تعال مقبول‪،‬هل بل هو سبب للثواب‪.‬‬
‫قال تعال‪﴿ :‬إذلن اللهي يميع الذذيين اتلييقموا يوالذذيين نهمم نممذسننوين﴾)‪.(2‬‬
‫والعمحيل الييذي ل ييراد بييه إل الريياء‪،‬هل فهيو عليى صياحبه‪،‬هل وليييس ليه‪،‬هل ويكييون سيببا للعقيياب‪.‬‬
‫ي ذفي اليلدمرذك اليمسييفذل ذميمن النيلياذر يولييمن يذتييد يلينمم‬ ‫ذذ‬
‫قال تعال ف حق النيافقي الرائييي‪﴿ :‬إذلن المنمحنييافق ي‬

‫‪ ()1‬النسان‪،10 :‬هل‪.9‬‬
‫‪ ()2‬النحل‪.128 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫ني ذ‬
‫صيِا ﴾)‪ .(1‬وهذان القسمحان ل خلفا فيهمحا‪.‬‬
‫أما العمحل الشوب المحتزج بشوب الرياء وحظوظ النفس‪،‬هل فهو الذي فيه نظر‪،‬هل وهل ال يزاء‬
‫عليه بالثواب؟ أم بالعقاب؟ أم أنه ل يقتضي هذا ول ذاك؟‬
‫نقول وبال التوفيق‪:‬‬
‫إن كان الباعث على العمحل الخلصا‪،‬هل وأنه قييد سييبق الرييياء الييذي عنييرض للعبييد بعييد نيتييه‬
‫الخملصة‪،‬هل فإن ثوابه على هذا العمحل بقدر ما أخلص فيه‪ .‬ويكون حكمحه كمحيين قطيع النييية في‬
‫أثناء العبادة وفسخمها‪،‬هل فيتك استصحاب حكمحها‪.‬‬
‫وإن كان البعث على العمحل الرياء‪،‬هل ث عرض له أن يول نيته لي تعييال‪،‬هل فهييذا ل يتسييب‬
‫له الثواب على هذا العمحل‪،‬هل إل من وقت تويله النييية لي‪ .‬فييإن كيانت العبييادة ل يصيح آخرهييا‬
‫إل با صح به أولا‪،‬هل وجبت العادة كالصلة‪ .‬ول يب العادة ف عبادة كالجح‪،‬هل فربا أحرم‬
‫عبدد لغيِ ال ث قلب نيته ل عند الطوافا أو الوقوفا بعرفات‪،‬هل فهذا ل يقبل منه عمحله‪.‬‬
‫أمييا إذا امييتزج بالعمحييل مييع الخلصا حييظ ميين حظييوظ النف يس‪،‬هل كالكسييب الييادي مثلا‪،‬هل‬
‫فإنه يثاب بقيدر ميا أخليص في هيذا العمحيل‪،‬هل بيل يضياعف الي تعيال السينة إلي عشير أمثاليا‪،‬هل‬
‫كالذي يرج للحجح ومعه تارة فهذا يصح حيجه‪،‬هل مت كان الجح هو الرك الصلي‪.‬‬
‫ي ذم يمن نك يول فييججح‬ ‫قييال تعييال‪﴿ :‬وأيذومن ذف ي النليياذس ذبامل يوجح ي يأمنتويك ذرجييالا وعليييى نك يول ذ ذ‬
‫ضييامسر يييأمت ي‬
‫ي‬ ‫ي يي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫)‪( 2‬‬
‫ت‪. ﴾..‬‬ ‫عذمحيسق )‪ (27‬لذيمشهندوا مينافذع يلم ويمذنكروا اسم اللذه ذف أيلياسم معنلوما س‬
‫يم ي‬ ‫ي ي ي ي نم ي ي ن م ي‬ ‫ي‬
‫وكالييذي يغييزو ويقصييد الغييزو‪،‬هل والغنيمح ية‪،‬هل علييى أن يكييون قصييد الغنيمحيية علييى سييبيل التب يع‪،‬هل‬
‫يصل له الثواب‪،‬هل ولكن ثوابه ليس كثواب من ل يلتفت إل الغنيمحة أصلا)‪.(3‬‬
‫ثواب المخلصين في الدنيا والخإرة‬
‫بدأ ال سبحانه وتعال حديثه ف سورة )النعم()‪ (4‬عن عال اللئك ة‪،‬هل ث عال السمحاوات‬
‫والرض‪،‬هل ث عال البشر‪،‬هل ث عييال الييوان‪،‬هل ثي عييال النبيات‪،‬هل ثي عييال الفلك‪،‬هل ثي عييال البحيار‪،‬هل‬
‫ث ما ف باطن الرض مين خيِات‪،‬هل ثي أخييب عبياده أنيم ل يسيتطيعون أن يعييدوا نعمحييه الييت ل‬

‫‪ ()1‬النساء‪.145 :‬‬
‫‪ ()2‬الجح‪.28 -27 :‬‬
‫‪ ()3‬بتصرفا يسيِ من إعلم العوقي )‪.(2/182‬‬
‫‪ ()4‬النحل‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫تصييى‪ .‬وإن ميين نعمحييه سييبحانه وتعييال في هييذه السييورة أنييه يييازي عبيياده الخملصييي بيياليِ في‬
‫الدنيا‪،‬هل ويوف لم أجورهم ف الخرة‪.‬‬
‫وقييد ذكيير ال ي سييبحانه وتعييال ف ي هييذا الميير أربييع آيييات ف ي تلييك السييورة‪ :‬قييال تعييال‪﴿:‬‬
‫يوذقييل لذلذذيين اتلييقموا يمايذا أينمييزيل يربينكمم يقالنوا يخميِا لذلذذيين أيمحيسننوا ذف يهذذهذ اليدنميييا يحيسنيةد يولييدانر الذخيرذة‬
‫ي ﴾ )‪. ( 1‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫خييدر يولينمعيم يدانر المنمحتلق ي‬
‫يم‬
‫وقال تعال‪﴿ :‬يوالذذيين يهايجنروا ذف اللذه ذممن بييمعذد يما ظنلذنمحوا ليننبييووئيينلينهمم ذفي الييدنميييا يحيسينيةا يوليمجينر‬
‫الذخيرذة أيمكبيينر ليمو يكانوا يييمعلينمحوين﴾)‪.(2‬‬
‫صي يياذلا ذمي يمن ذييكي يسر أيمو نأنثييييى يونهي ييو نمي يمؤذمدن فييليننمحذيييينلي يهن يحييي ييااة طييوبيي يةا‬ ‫ذ‬
‫وقي ييال تعي ييال‪﴿ :‬يمي يمن يعمحي ييل ي‬
‫يولينيمجذزييينلينهمم أيمجيرنهمم بذأيمحيسذن يما يكانوا يييمعيمحنلوين﴾)‪.( 3‬‬
‫ي ﴾ )‪. ( 4‬‬ ‫وقال تعال‪﴿ :‬وآتيييييناه ذف اليدنمييا حسنيةا وإذنله ذف الذخرةذ ليذمحن ال ل ذذ‬
‫صال ي‬ ‫ي م‬ ‫ي يي ي ن‬ ‫ي م ن‬
‫وهذا يدل على عظيم رحته سبحانه وتعيال‪،‬هل وكرميه لعبياده‪،‬هل أنيه ييازيهم بياليِ في اليدنيا‪،‬هل‬
‫ويسين ليم اليزاء أيضيا ف الخيرة‪،‬هل الخملصيي منهيم خاصية‪،‬هل وقيد ذكر ليم ذليك ليطمحئنهيم‪،‬هل‬
‫ويثقوا فيمحا ف يد ال أكثر من ثقتهم ما ف أيديهم‪،‬هل عندما يعلمحون أنم سيوفون‬
‫أجييورهم التاميية يييوم القيام ية‪،‬هل بعييدما أنعييم ال ي ‪ ‬عليهييم ميين خيِه العظيييم ف ي الييدنيا‪،‬هل قييال‬
‫تعال‪﴿ :‬يوإذلينا تنييوفليموين أننجويرنكمم يييمويم المذقييايمذة‪.( 5)﴾...‬‬
‫ولقد ذكر رسول ال ‪ ‬أحاديث كثيِة ف فضل الخملصي منها‪:‬‬
‫م ييا رواه ثوب ييان ع يين رس ييول الي ي ‪ ‬أن ييه ق ييال‪)) :‬ط ييوب للمحخملص ييي أولئ ييك مص ييابيح الييدى‬
‫تنجلي عنهم كل فتنة ظلمحاء(()‪.(6‬‬
‫وما رواه أبو هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قييال رسيول ‪)) :‬من خيرج حاجيا فمحيات كتييب ليه أجير اليياج‬
‫إلي ييوم القيامية‪،‬هل وميين خيرج معتمحيرا فمحييات كتيب لييه أجير العتمحير إلي يييوم القيامية‪،‬هل ومين خيرج‬

‫‪ ()1‬النحل‪.30 :‬‬
‫‪ ()2‬النحل‪.41 :‬‬
‫‪ ()3‬النحل‪.97 :‬‬
‫‪ ()4‬النحل‪.122 :‬‬
‫‪ ()5‬آل عمحران‪.185 :‬‬
‫‪ ()6‬سبق تريه صا)‪ (17‬رقم )‪.(1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫غازيا ف سبيل ال فمحات كتب له أجر الغازي إل يوم القيامة(()‪.( 1‬‬
‫وقييال ‪ ‬أيضي ياا‪ ..)) :‬ولسييت تنفييق نفقيية تبتغييي بييا وجييه الي ي إل أجييرت بييا حييت اللقمحيية‬
‫ف امرأتك(()‪.(2‬‬ ‫تضعها ف و‬
‫والعبد إذا تعلق بالدنيا وجعلها هه أعطته ظهرها‪،‬هل على العكس من الزاهد الخملص الذي‬
‫يتعلق بيالخرة ويعلهيا شيغله الشيياغل‪،‬هل يييرى اليدنيا وقييد أتتيه راغمحية‪،‬هل فسيبحان الي علييى عظيييم‬
‫بلئه للعباد! ! !‬
‫ويسيد تلييك القيقية حيديث النييب ‪ ‬الييذي يقيول فيييه ‪)) :‬ميين كيانت الييدنيا هيه فييرق الي‬
‫عليه أمره‪،‬هل وجعل فقره بي عينيه ول ييأته مين اليدنيا إل ميا كتيب ليه‪،‬هل ومين كيانت الخيرة نيتيه‬
‫جع ال له أمره وجعل غناه ف قلبه وأتته الدنيا وهي راغمحة(()‪.(3‬‬
‫وف ثيواب الخملصيي يقييول عمحير بين الطيياب ‪) : ‬فمحن خلصييت نيتييه في اليق ولييو علييى‬
‫نفسه‪،‬هل كفاه ال ما بينه وبي الناس‪،‬هل ومن تزين با ليس فيه شانه ال()‪.(4‬‬
‫فالخملصييون معهييم الي لنييم يقصييدون بأعمحييالم وجييه الي‪،‬هل وميين كييان الي معييه فل يقييدر‬
‫عليه أحد‪،‬هل ومن ليس معه ال فل ينفعه أحد‪.‬‬
‫وقد تدثا المام ابن تيمحية رحه ال عن الخلصا مبينيا ثيواب الخملصييي ومنزلتهييم عنييد‬
‫الي ي تع ييال‪،‬هل وس ييوء عاقب يية الرائيي ي فق ييال‪)) :‬إذا ك ييان العب ييد ملصي يا‪،‬هل اجتب يياه رب ييه فيحي ييي قلبي يه‪،‬هل‬
‫واجتييذبه إليييه فينصييرفا عنييه مييا يضيياد ذلييك ميين السييوء والفحشيياء‪،‬هل ويييافا ميين حصييول ضييد‬
‫ذلك بلفا القلب الذي ل يلص ل‪،‬هل فإنه ف طلب وإرادة وحب مطلق‪،‬هل فيهييوي مييا يسيينح‬
‫ي نسيم من يعطفه أماله((‪.‬‬ ‫له‪،‬هل ويتشبث با يهواه كالغصن أ ي‬
‫فتارة تتذبه الصور الرمة وغيِ الرمة‪،‬هل فيبقى أسيِا عبدا ليين لييو اتييذه هييو عبييدا لييه كييان‬
‫ذلييك عيب ي ا‪،‬هل ونقص ي ا وذم ياا‪ .‬وتييارة يتييذبه الشييرفا والرئاس ية‪،‬هل فتضيييه الكلمح ية‪،‬هل وتغضييبه الكلمحية‪،‬هل‬
‫ويستعبده من يثن عليه ولو بالباطل‪،‬هل ويعادي من يذمه ولو بالق‪.‬‬

‫‪ ()1‬التغيب للمحنذري )‪ .(2/178‬وقال اليثمحي ف ممحع الزوائد )‪،3/208‬هل ‪ ( 209‬رواه الطبان ف الوسط وفيه‬
‫جيل بن ميمحونة‪،‬هل وقد ذكره ابن أب حات ول يذكر فيه جرح ا ول تعديلا‪،‬هل ووثقه ابن حبان‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه مسلم) ‪،2/1250‬هل ‪ 1251‬ح ‪ (1628‬برقم) ‪ (5‬ف الباب‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه ابن ماجه )‪ 2/1375‬ح ‪ (1405‬وصححه اللبان ف صحيح سنن ابن ماجه )‪ 2/393‬برقم ‪.(3313‬‬
‫‪ ()4‬إعلم الوقعي )‪.(2/178‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫وتييارة يسييتعبده الييدرهم والييدينار‪،‬هل وأمثييال ذلييك ميين المييور الييت تسييتعبد القلييوب‪،‬هل والقلييوب‬
‫تواها فيتخمذ إله هواه‪،‬هل ويتبع هواه بغيِ هدى من ال‪.‬‬
‫ومن ل يكن خالصا عبدا له قد صييار قلبيه معبيدا لربيه وحيده ل شيريك ليه‪،‬هل بييث يكييون‬
‫الي ي أحي ييب إليي ييه مي يين كي ييل مي ييا سي يواه‪،‬هل ويكي ييون ذليلا لي يه‪،‬هل خاضي ييعا‪،‬هل وإل اسي ييتعبدته الكائني ييات‪،‬هل‬
‫واسييتولت علييى قلبييه الشييياطي‪،‬هل وكييان ميين الغيياوين إخي يوان الشييياطي‪،‬هل وصييار فيييه ميين السييوء‬
‫والفحشاء ما ل يعلمحه إل ال‪،‬هل وهذا أمر ضروري ل حيلة فيه()‪.(1‬‬
‫بي ييذلك ني ييرى البي ييون شاسي ييعا‪،‬هل والفي ييرق كي ييبيِا بيي ي الخملي ييص والرائي يي‪،‬هل فهي ييل ش يير للخلصا‬
‫الشييمحرون؟ وأخييذوا بينهييم وبيي مهالييك الرييياء الييت ذكييرت آنفيا وقايية‪،‬هل ليييأمنوا ميين عييذاب الي‬
‫وغضبه يوم القيامة‪.‬‬
‫ثمرات الخإلصا‬
‫جة نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫للخلصا ثرات كثيِة وفوائد ل‬
‫‪ _1‬الخإلصا يوجد الدافع عند المسلم للعمل والمبادرة‬
‫فالخملص يعليم أن اليذي سييجازيه بياليِ عليى عمحليه الي سيبحانه وتعيال‪،‬هل ليذا هيو يسيعى‬
‫جاهييدا لرضيياء الي تعييال‪،‬هل والفييوز بالنيية يييوم القيامية‪،‬هل فتجييده يييب العمحييل ويبييادر بيه‪،‬هل والييذي‬
‫يييدفعه إل ي ذلييك هييو الخلصا‪ .‬لن الييذي يتهييد ف ي الطاعييات‪،‬هل ول تكييون أعمحيياله خالصيية‬
‫ليوجه الي تعيال لي تنفعيه أعمحياله بغيِي إخلصا‪،‬هل بيل إن ذليك ينعييد اغيتارا منيه‪ .‬وفي هيذا العني‬
‫يقول أحد الكمحاء)‪ :(2‬من عمحل سبعة دون سبعة ل ينتفع با يعمحل‪:‬‬
‫أولا‪ :‬أن يعمحييل بييالوفا دون الييذر‪،‬هل يقييول‪ :‬إن ي أخييافا ال ي‪،‬هل ول يييذر ميين الييذنوب فل‬
‫ينفعه ذلك القول شيئاا‪.‬‬
‫ثانيـ ـا ‪ :‬أن يعمحي ييل بالرجي يياء دون الطلي يب‪،‬هل يقي ييول‪ :‬إني ي أرجي ييو ثي يواب الي ي تعي ييال‪،‬هل ول يطلبي ييه‬
‫بالعمحال الصالة‪،‬هل فل تنفعه مقالته شيئاا‪.‬‬
‫ثالثـ ـا ‪ :‬الني يية دون القصي يد‪،‬هل ك ييأن ين ييوي بقلب ييه أن يعمح ييل بالطاع ييات واليِييات‪،‬هل ول يقص ييد‬
‫بنفسه ل تنفعه نيته شيئاا‪.‬‬
‫رابعـاا‪ :‬الييدعاء دون اله يد‪،‬هل بعن ي أن يييدعو ال ي تعييال أن يييوفقه للخميِ ي ول يتهييد هييو ف ي‬
‫‪ ()1‬ممحوعة فتاوى ابن تيمحية )‪.(10/216‬‬
‫‪ ()2‬تنبيه الغافلي للسمحرقندي) صا ‪،3‬هل صا ‪.(4‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫ذلي يك‪،‬هل لي ي ينفع ييه دع يياؤه ش يييئا‪،‬هل ب ييل ك ييان ينبغ ييي علي ييه أن يس ييعى ويتهي يد‪،‬هل لي ييوفقه الي ي تع ييال‪،‬هل‬
‫ويسي ي ييتجيب مني ي يه‪،‬هل قي ي ييال تعي ي ييال‪﴿ :‬يوالي ي يذذيين يجايهي ي يندوا ذفينيي ي ييا يلنييمهي ي يذدييينلينهمم نسي ي ييبنيليينا يوإذلن اللي ي يهي لييمحي ي ييع‬
‫ي﴾)‪ .(1‬أي الذين جاهدوا ف طاعتنا وف ديننا لنوفقنهم لذلك)‪.(2‬‬ ‫ذذ‬
‫المنمحمحسن ي‬
‫خإامسـ ـاا‪ :‬السي ييتغفار دون الني ييدم يقي ييول‪ :‬أسي ييتغفر الي ي‪،‬هل ول يني ييدم علي ييى مي ييا كي ييان مني ييه مي يين‬
‫الذنوب‪،‬هل ل ينفعه الستغفار بغيِ الندامة‪.‬‬
‫سإادسإ ـا ‪ :‬العلنييية دون السي يريرة‪،‬هل أي يصييلح أمييوره في ي العلنييية ول يصييلحها في ي السيير لي ي‬
‫تنفعه علنيته شيئاا‪.‬‬
‫سإ ــابعاا‪ :‬أن يعمحي ييل بالكي ييد دون الخلصا‪،‬هل فل تنفعي ييه أعمحي يياله بغيِ ي ي إخلصا‪ .‬والسي ييلم ل‬
‫يطلب الجر إل من ال تعال‪ .‬يقول ال تعيال مبينيا ذليك‪﴿ :‬يويييا قييموذم ل أيمسيأيلننكمم يعليمييذه يميالا‬
‫إذمن أيمجذري إذلل يعيلى﴾)‪ .(3‬فالداعي إل ال مثلا ليكون داعي ا ب ق‪،‬هل وليكون وارث ا نبوي ا‪،‬هل وعال ا‬
‫ربانيا‪،‬هل عليه أن يلص ف دعوته‪،‬هل ل يريد إل نشرها ف ربوع العمحورة واعتناق النيياس للسييلم‪،‬هل‬
‫اعتناقي ي ا ص ييحيح ا شي يياملا م يين جيي ييع جي يوانب الي يياة‪ .‬إذا رأى النك يير تغيِي ي وجه ييه وأنكي ييره‪،‬هل ل‬
‫يغضييب لنفسييه ق يط‪،‬هل بييل يغضييب للحييق ويتمحعيير وجهييه عنييدما تنتهييك حرمييات ال ي‪،‬هل فييإذا بييه‬
‫ينتصيير للسييلم ابتغيياء وجييه ال ي‪،‬هل لحقيياق ال يق‪،‬هل وإبطييال الباط يل‪،‬هل وليييس ميين أجييل الظهييور‪،‬هل‬
‫وحب الدح‪،‬هل وحظوظ النفس‪.‬‬
‫فأبو بكر الصيديق رضيي الي عنيه عنيدما أسيلم وبيايع الرسيول ‪ ‬وعلمحيه الرسيول ميا ليه مين‬
‫حقوق وما عليييه ميين واجبيات تيياه هييذا الييدين السييلمي النييف‪ .‬وميين هيذه الواجبيات تبلييغ‬
‫دعوة ال ‪،‬هل والخذ بأييدي النياس إلي طرييق الدايية‪ .‬فأخيذ أبيو بكير يبيذل كيل ميا في وسيعه‬
‫تاه هذا المر ول يكن يبتغي من وراء ذلك رضا ممحد ‪ ‬بل كان يرجو رضا ال ورحته‪.‬‬
‫ل‪:‬‬ ‫لذلك كان ثابت العقيدة‪،‬هل قوي اليان‪،‬هل يوم أن مات رسول الي ‪ ‬فخمطييب النياس قييائ ا‬
‫من كان يعبد ممحدا فإن ممحدا قد مات‪،‬هل ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل يوت)‪.(4‬‬
‫ث تل هذه الية قال تعال‪﴿ :‬وما نملمحدد إذلل رسودل قيمد خلي ذ ذ ذ‬
‫ت‬ ‫ت ميمن قييمبليه اليرنسينل أيفييذإمين يمييا ي‬‫ي م‬ ‫ين‬ ‫يي ي‬

‫‪ ()1‬العنكبوت‪.69 :‬‬
‫‪ ()2‬تنبيه الغافلي للسمحرقندي )صا ‪.(4‬‬
‫‪ ()3‬هود‪.29 :‬‬
‫‪ ()4‬تذيب السيِة لعبد السلم هارون)صا ‪،342‬هل صا ‪.(343‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ض يلر الليهي يش يميئا يويس يييمجذزي الليهن‬ ‫أيمو قنت ييل انمييقليمبتنيمم يعليييى أيمعيقييابنكمم يويم يمن يييمنييقل ي م‬
‫ب يعليييى يعقبييمي يه فييلييمن يي ن‬
‫اللشاكذذريين﴾)‪.(1‬‬
‫بينمحا وقف عمحير بين الطيياب في وسيط النياس يقييول‪ :‬والي مييا ميات رسييول اليي‪ .‬ونيرى أن‬
‫أبا بكير لي يقيف هيذا الوقيف وييذكر هيذا الكلم إل انتصيارا للحيق‪،‬هل ولكيي يؤصيل ف نفيوس‬
‫الناس أن الرسول ‪ ‬بشر‪،‬هل وناية كيل بشيير اليوت‪،‬هل فلقييد أخيب الي سيبحانه وتعيال نيبيه بييذلك‬
‫ت يوإذنيلنهمم يميونتوين﴾)‪.(2‬‬ ‫ك يميو د‬ ‫ف القرآن الكري‪،‬هل قال تعال‪﴿ :‬إذنل ي‬
‫وقد ظهر هذا العن العظيم ف موقف خالد بن الوليد عنييدما كييان يبييارز أحييد الكفييار في‬
‫غييزوة ميين الغييزوات فكسيير سيييف الكييافر‪،‬هل فلييم يييد مفي يرا ميين خالييد إل أن بصييق في ي وجهييه‬
‫فأدخل خالد رضي ال عنه سييفه ف مغمحيده‪،‬هل فسيأله بعيض النيد لي فعليت ذليك؟ ولي تقتليه‪،‬هل‬
‫وقد بصييق في وجهييك ! ! فقيال ‪)) : ‬خشيت أن أقتلييه فيأكون انتصيرت لنفسيي‪،‬هل ولي أنتصير‬
‫لدين ال ‪.((‬‬
‫فالسلم مع الييق حييث كيان‪،‬هل متجيردا عين كييل هيوى‪،‬هل أو تعصيب مقيوت‪ .‬يبتغييي بمحيييع‬
‫أعمحيياله وجييه الي تعييال‪ .‬إن قييام لي‪،‬هل وإن قعييد قعيد لي وبييإرادة الي‪،‬هل وإن اسيتعان اسيتعان بيال‪،‬هل‬
‫وإن سكن اطمحأن بال‪،‬هل وإن سأل سأل ال‪،‬هل وإن عمحل عمحل ل‪،‬هل وإن أعطى أعطيى لي وعلييم‬
‫أن الال من ال رزقه به وأمره بإنفاقه في وجييوه اليِيي‪ .‬فاسييتيقاظه لصييلة الفجيير رضييا ميين الي‪،‬هل‬
‫واسييتعداده بالوضييوء للصييلة توفيييق ميين الي‪،‬هل ودخييول السييجد لداء الصييلة رحيية ميين الي بييه‪.‬‬
‫فالرجلن يرجان من بيت واحد‪،‬هل يتجه أحدها إل السجد‪،‬هل ويتجه الخر إل اللهيى‪،‬هل ويييتك‬
‫العبادة‪،‬هل فال ‪ ‬ل يتار لدينه إل التقياء الصفياء الذين يسييتحقون ذلييك لنيم يلصييون في‬
‫صطيذفي ذممن الميمحلئذيكذة نرنسلا يوذميمن النيلياذس إذلن‬ ‫جيع أعمحالم ل تعال‪ .‬كمحا يقول ال ‪ ﴿: ‬اللهن يي م‬
‫صيِد )‪.(3)﴾(75‬‬ ‫الله يذسيع ب ذ‬
‫ي دي‬
‫ويقول الرسول ‪ ‬فيمحا رواه عنه ابن مسعود‪..)) :‬وإن الي ليعطيي الييدنيا مين يييب وميين ل‬
‫يب‪،‬هل ول يعطي الدين إل من أحب فمحن أعطاه الدين فقد أحبه‪.( 4)((..‬‬

‫‪ ()1‬آل عمحران‪.144 :‬‬


‫‪ ()2‬الزمر‪.30 :‬‬
‫‪ ()3‬الجح‪.75 :‬‬
‫‪ ()4‬رواه الاكم ف الستدرك )‪ (4/447‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح السناد ول يرجاه‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫فعندما يتيقن السلم أن عمحله كله ل‪،‬هل وبتوفيق ال‪،‬هل سارع وبادر بالعمحيال الطيبية وشيارك‬
‫ف ي جيييع أميير اليِ ي‪،‬هل وتعيياون مييع النيياس علييى ال يب‪،‬هل والتقييوى‪،‬هل وس يلخمر نفسييه وميياله وكييل طيياقته‬
‫للعمحييل لييدين الي ي تعييال‪،‬هل ورفييع كلمحيية التوحيييد عالييية خفاقيية في ي كييل مكييان‪ .‬حيييث تكنييت‬
‫مبادىء‬
‫هييذا الييدين ميين قلبيه‪،‬هل وعقليه‪،‬هل وعلييم أن مهمحييات هييذا الييدين‪ :‬النييية الييت تكييم كييل نشيياطر‬
‫السييلم يقييول ابيين القيييم رحييه اليي‪) :‬القاصييد والعتقييادات معتييبة ف ي التصييرفات‪،‬هل والعبييادات‪،‬هل‬
‫كمحا هي معتبة ف التقربات‪،‬هل والعبادات‪ .‬فالقصيد‪،‬هل والنيية‪،‬هل والعتقياد يعيل الشييء حللا‪،‬هل أو‬
‫حراما‪،‬هل وصحيحا أو فاسدا‪،‬هل وطاعة أو معصية‪،‬هل كمحا أن القصد ف العبادة‪ :‬يعلها واجبة‪،‬هل أو‬
‫مستحبة‪،‬هل أو مرمة‪،‬هل أو صحيحة‪،‬هل أو فاسدة()‪.(1‬‬
‫ومييا يييذب السييلم إل ي فعييل اليِ ي‪،‬هل ويعلييه يبييادر بالعمحييال الصييالة إل الخلصا‪،‬هل لنييه‬
‫يتمحني ي دائمح يا أن تكييون جيييع أعمحيياله مقبوليية‪ .‬ويييردد قييول عمحيير ‪ ‬وهييو يقييول‪) :‬اللهييم اجعييل‬
‫عمحلي صالا واجعله لك خالصا‪،‬هل ول تعل لحد فيه شيئاا()‪.(2‬‬
‫‪ _2‬الخإلصا يفتح مجالت واسإعة للعمل‬
‫قييال رسييول الي ‪)) : ‬مثل هييذه الميية كمحثييل أربعيية نفيير‪ :‬رجييل آتيياه الي مييالا وعلمحي ا فهييو‬
‫يعمحل به ف ماله ينفقه ف حقه‪،‬هل ورجل آتاه ال علمحا ول يؤته مالا فهو يقول لو كان ل مثييل‬
‫هييذا عمحلييت فيييه مثييل الييذي يعمحيل‪،‬هل قييال رسييول الي ‪ ‬فهمحييا في الجيير سيواء‪،‬هل ورجييل آتيياه الي‬
‫مالا ول يؤته علمح ا فهو يبط في ميياله ينفقييه في غيِي حقيه‪،‬هل ورجييل لي يييؤته ميالا ولي يييؤته علمحي ا‬
‫فيقول لو كان ل مثل هذا عمحلت فييه مثيل اليذي يعمحيل‪،‬هل قيال رسيول الي ‪ : ‬فهمحا في الييوزر‬
‫سواء(()‪.( 3‬‬
‫فالسيلم ميا دام أنييه قيد أسييلم وجهيه لي‪،‬هل وأخلييص نيتييه لي‪،‬هل فيإن حركيياته وسييكناته‪،‬هل ونييومه‪،‬هل‬
‫ويقظته‪،‬هل تسب ف ميزان حسناته لنه ابتغى با وجه ال تعال‪.‬‬
‫ونييرى في الييديث السييابق ذلييك السييلم الييذي أخلييص النييية لي تعييال وتني أن يكييون معييه‬

‫‪ ()1‬إعلم الوقعي )‪.(3/108‬‬


‫‪ ()2‬الزهد للمام أحد بن حنبل )صا ‪.(118‬‬
‫‪ ()3‬رواه ابن ماجه )‪ 2/1413‬ح ‪ .(4228‬وصححه اللبان ف صحيح سنن ابن ماجه )‪ (2/413‬برقم )‬
‫‪.(3406‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫الال‪،‬هل لينفقه ف سبيل ال‪،‬هل تقربيا لي‪،‬هل ل يبتغييي بييه إل وجيه الي العليى‪،‬هل فهييذا يييؤجر علييى نيتييه‬
‫الطيب ية‪،‬هل وإن ل ي يقييم بالعمحييل لعييدم مقييدرته عليييه‪ .‬كالييذي ينييوي الييجح وليييس معييه النفقيية فهييذا‬
‫مثاب بنيته بإذن ال تعال‪.‬‬
‫قييال بعييض السييلف‪) :‬إني ي لسييتحب أن يكييون لي ي في ي كييل شيييء نيي ية‪،‬هل حييت في ي أكلي يي‪،‬هل‬
‫وشرب‪،‬هل ونومي‪،‬هل ودخول اللء‪،‬هل وف كل ذلك‪،‬هل ما يكن أن يقصد به التقرب إل ال تعييال‪،‬هل‬
‫لن كل ما هو سبب لبقاء البدن‪،‬هل وفراغ القلب من مهمحات الدين()‪.(1‬‬
‫والنيياس يتلفييون في نييياتم‪،‬هل فمحنهييم ميين يأكييل اشييتهاءا للطعييام‪،‬هل وتلييذذا بصيينوفه الخمتلفية‪،‬هل‬
‫ومنهم من يأكل بنية التقوى على عبادة ال‪.‬‬
‫ومنهييم ميين يييرى صيينبورا مفتوح ي ا بأحييد السيياجد فيغلقييه لنييه يييأنف رؤيتييه مفتوح ي ا‪،‬هل بينمحييا‬
‫يغلقه آخر بنية الفاظ على ثروات السلمحي والت من أهها الاء‪.‬‬
‫ومن السلمحي مين ييتزوج مين أجل الرغبية النسيية‪،‬هل والسيتمحتاع بيامرأة جيلية‪،‬هل بينمحيا ييتزوج‬
‫آخيير ميين أجييل أن يصيين نفس يه‪،‬هل ويغييض بصييره‪،‬هل وينبييت ولييدا صييالا يعبييد ال ي ‪ ‬ميين بعييده‪،‬هل‬
‫فيكون بذلك قد أصاب السنة‪،‬هل وأكثر من نسل السلمحي‪،‬هل وحافظ على النيوع البشيري فييؤجر‬
‫على إخلصه ف نيته هذه‪.‬‬
‫صييل العلييم الشيرعي‪،‬هل ويصيل عليى الشيهادات العلمحيية مين أجيل أن‬ ‫ومنهيم ميين يتعليم‪،‬هل وني ل‬
‫صيل العليم الشيرعي مين أجيل أن يفقيه‬ ‫يذيع صيته‪،‬هل ويشتهر بي النياس‪ .‬وتيرى آخر يتعليم‪،‬هل وي ل‬
‫النيياس ف ي دينه يم‪،‬هل وينتشييلهم ميين الهي يل‪،‬هل إلي ي التبصيير بييأمور الييدين والييدنيا‪ .‬وهكييذا يسييتطيع‬
‫السييلم أن يييول العييادات إل ي عبييادات إذا ابتغييى بييا وجييه ال ي تعييال‪ .‬وبييذا يتمحيييز عيين غيِه‪،‬هل‬
‫الييذي يقييوم بييذه العييادات ول مبتغييى لييه ول قصييد لييه ميين وراء فعلهييا إل هييوى النفييس وجييع‬
‫الدنيا‪ .‬فتنقلب معه الطاعات إل معاصا بفساد هذه النييية‪ .‬ول ينييال منهييا إل السيران الييبي‪.‬‬
‫بينمحا من يصلح نيته‪،‬هل ويلص قلبه ل رب العالي‪،‬هل ترفيع ليه منزلية أعمحياله الدنيويية البحتية‪،‬هل إلي‬
‫ان تصيِ أعمحالا صالة مقبولة‪.‬‬
‫وبييذلك إذا ابتغ ييى السييلم بمحيييع أعمحيياله وجييه الي ي تعييال تفتحييت أمييامه مييالت واسييعة‬
‫للعمحي يل‪،‬هل فتجي ييده يعي ييل أكلي يه‪،‬هل وشي يربه‪،‬هل ولبسي يه‪،‬هل وني ييومه‪،‬هل وحيي يياته‪،‬هل وعمحلي يه‪،‬هل وتنزهي يه‪،‬هل ورحلتي يه‪،‬هل‬

‫‪ ()1‬موارد الظمحآن)‪.(1/111‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫وعمحله‪،‬هل علمحه كله ل تعال‪ .‬حت عنيدما ييأت أهليه لنيه يتثيل حيديث الرسيول ‪ ‬اليذي يقيول‬
‫فيه‪..)) :‬وف بضع أحدكم صدقة‪.(1)((..‬‬
‫وحييت مييا يعلييه في فييم امرأتيه‪،‬هل يبتغييي بييه وجييه الي فيييؤجر علييى إخلصييه هييذا‪ .‬لنييه ابتغييى‬
‫بأعمحاله وجه الكري الواد‪،‬هل اليذي يعطييي وينيح‪،‬هل ويييود‪،‬هل ويصييفح‪،‬هل ابتغييى بيا وجييه القيادر علييى‬
‫أن يييثيبه ثواب يا عظيمح يا علييى مييا أخل يص‪،‬هل فيتفضييل عليييه بييأعظم نعمحييه عليييه يييوم القيام ية‪،‬هل وهييي‬
‫الفوز برحة ال ورضوانه‪.‬‬
‫صييلذت يوننسيذكي يويمميييياي‬ ‫ذلييك السييلم الييذي يضييع نصييب عينيييه قييول الي تعييال‪﴿ :‬قنيمل إذلن ي‬
‫ذذ‬ ‫ك ليه وبذيذلذ ي ذ‬ ‫وييماذت لذلذه ر و ذ‬
‫ي﴾)‪ .(2‬وبذلك يسعى‬ ‫ت يوأيينا أيلونل المنمحمس لمح ي‬ ‫ك أنممر ن‬ ‫ي * ل يشذري ي ن ي‬ ‫ب الميعاليمح ي‬‫ي‬ ‫ي‬
‫الؤمن لن يبتغي بكل عمحل وجه ال تعال لنه يعلم أنه سيؤجر عليه ميلرات وميلرات‪ .‬سيييؤجر‬
‫صيياذل ا ذم يمن ذييكيسر أيمو نأنثيييى يونه ييو نميمؤذمدن فييليننمحذيييينليهن يحيييياةا‬ ‫ذ‬
‫عليييه في حييياته قييال تعييال‪﴿ :‬يم يمن يعمحييل ي‬
‫طييوبييةا يولينيمجذزييينلينهيمم أيمجيرنهيمم بذأيمحيسيذن يمييا يكييانوا يييمعيمحلينيوين﴾)‪ .( 3‬ويييؤجر عليييه بعييد مييوته قييال ‪ ‬فيمحييا‬
‫رواه أبو هريرة‪ ) :‬إذا مات النسيان انقطيع عنيه عمحليه إل مين ثلثا‪ :‬وليد صييال ييدعو ليه‪،‬هل أو‬
‫صييدقة جارييية ميين بعييده‪،‬هل أو عليدم ينتفييع بييه()‪ .(4‬ويظييل عليييه بعييد مييوته هكييذا إلي يييوم القيامية‪،‬هل‬
‫فيؤجر عليه الجر التام الواف‪.‬‬
‫س لذذلنيساذن‬ ‫ي‬
‫ي م ي‬‫ل‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫م‬ ‫ي‬
‫أ‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫تعال‪:‬‬ ‫‪.‬وقال‬ ‫)‪( 5‬‬
‫قال تعال ﴿يوليمجنر الذخيرةذ أيمكبيينر ليمو يكانوا يييمعلينمحوين﴾‬
‫فا يينيرى﴾)‪.(6‬‬ ‫إذلل يما يسيعى * يوأيلن يسمعييهن يسمو ي‬
‫وف هذا القام يقول المام السيوطي‪:‬‬

‫علي ي ي ي ييه م ي ي ي يين فع ي ي ي ييل غيِي ي ي ي ي عش ي ي ي يير‬ ‫إذا مي ي ي ي ي ييات ابي ي ي ي ي يين آدم ليي ي ي ي ي ييس يي ي ي ي ي ييري **‬
‫وغييرس النخمييل والصييدقات تييري‬ ‫**‬ ‫علي ي ي ي ي ي ي ي ي ييوم بثهي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا ودعي ي ي ي ي ي ي ي ي يياء ني ي ي ي ي ي ي ي ي ييل‬
‫وحفي ي ي ي يير الي ي ي ي ييبئر أو إجي ي ي ي ي يراء ني ي ي ي يير‬ ‫**‬ ‫ورائ ي ي ي ي ي ي ييه مص ي ي ي ي ي ي ييحف وربي ي ي ي ي ي ي يياطر ثغي ي ي ي ي ي ي يير‬
‫إليي ي ي ي ي ي ييه أو بني ي ي ي ي ي يياه مي ي ي ي ي ي ييل ذكي ي ي ي ي ي يير‬ ‫**‬ ‫وبيي ي ي ي ي ي ي ييت للغريي ي ي ي ي ي ي ييب بني ي ي ي ي ي ي يياه يي ي ي ي ي ي ي ييأوي‬
‫‪ ()1‬رواه مسلم )‪،1/667‬هل ‪ 668‬ح ‪.(1006‬‬
‫‪ ()2‬النعام‪،163 :‬هل‪.162‬‬
‫‪ ()3‬النحل‪.97 :‬‬
‫‪ ()4‬رواه مسلم )‪ 2/1255‬ح ‪.(1631‬‬
‫‪ ()5‬النحل‪.41 :‬‬
‫‪ ()6‬النجم‪،39 :‬هل ‪.40‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫فخم ي ي ييذها م ي ي يين أح ي ي يياديث بص ي ي يير‬ ‫**‬ ‫وتعلي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييم لق ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييرآن كريي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي‬
‫والخلصا بالنسييبة للمحسييلم يثييل سييفينة النجيياة‪،‬هل ميين الغييرق ف ي ميييط النفيياق‪،‬هل والشييرك‪،‬هل‬
‫والريي يياء‪،‬هل وحي ييب الي ييدح والثني يياء‪،‬هل وحبي ييط العمحي ييال وبوارهي ييا‪ .‬فالي ييداعي إلي ي الي ي مثلا في ي عمحلي يه‪،‬هل‬
‫ونشيياطه‪،‬هل وكتييابته‪،‬هل وخطييابته‪،‬هل وجهيياده‪،‬هل وصييبه ومشيياركته ف ي كييل مييا يييدم دييين ال ي عزوج يل‪،‬هل‬
‫أحوج ما يكون إل الخلصا‪،‬هل حت ل تضيع أعمحاله هباءا منثوراا‪.‬‬
‫فمحيين أجييل أن توجييد أمييامه مييالت كييثيِة للعمح يل‪،‬هل فعليييه أن يييدد النييية عنييد كييل عمحييل‬
‫ويقووم القصد‪،‬هل ويصفي النفس‪.‬‬
‫في ييالخلصا هي ييو صي ييمحام المي ييان للمحي ييؤمني في ي ي حيي يياتم‪،‬هل بي ييه تزكي ييو أعمحي ييالم‪،‬هل وتضي يياعف‬
‫جهييودهم‪،‬هل وأجييورهم‪،‬هل وتييزداد فيياعليتهم‪،‬هل ويشيياركون في مييالت شييت في العمحيل‪،‬هل يريييدون رفعيية‬
‫السلم وعزته‪.‬‬
‫وبي ييالخلصا‪،‬هل تكي ييون القي يوال والعمحي ييال‪،‬هل وتكي ييون العبي ييادة والطاعي ية‪،‬هل وبي ييالخلصا يكي ييون‬
‫التصييديق بسيينة الرسييول ‪ ‬وميين ثي ي العمحييل بي يا‪،‬هل وبييالخلصا يكييون التعليي يم‪،‬هل والتعلي يم‪،‬هل والميير‬
‫بالعروفا‪،‬هل والنهي عن النكر‪،‬هل والنفاق ف سبيل ال‪،‬هل والهيياد في سييبيلل‪،‬هل والبييذل‪،‬هل والعطياء‪،‬هل‬
‫والتضحية‪،‬هل وصلة الرحم‪،‬هل وبالخلصا يكون التحيياب في الي والقيييام بقييوق السييلم‪،‬هل والفيياظ‬
‫عليها‪،‬هل وبالخلصا تكون مراعاة حق اليار‪،‬هل ونصيحه ومعياونته‪،‬هل والخيذ عليى ييديه إذا فيلرطر‪،‬هل‬
‫والسيؤال عنيه‪،‬هل وغييض البصيير عيين مييارمه‪،‬هل وبييالخلصا تكييون الرحيية والشييفقة علييى السيياكي‪،‬هل‬
‫ومواسيياة اليتييام والرام يل‪،‬هل حييت أنييك تفييرغ ميين دلييوك ف ي دلييو أخيييك تييؤجر علييى ذل يك‪،‬هل بييل‬
‫العظم من ذلك أن تبسمحك ف وجه أخيك صدقة إذا ابتغيت با وجه ال تعال‪.‬‬
‫وهكييذا يييد السييلم اليييدان للعمحييل أمييامه كييبيِا‪،‬هل والييالت واسييعة‪،‬هل ومتعييددة ومتلفية‪،‬هل ومييا‬
‫عليه إل أن يلص‪،‬هل فإذا به تتفتح أمامه أبيواب كيثيِة للخميِي وبيذلك يتحقيق فييه حديث النيب‬
‫‪ ‬الذي يقول فيه‪)) :‬إن من الناس مفاتيح للخميِ مغيياليق للشير‪،‬هل وإن ميين النيياس مفاتيييح للشيير‬
‫مغاليق للخميِ‪،‬هل فطوب لن جعل ال مفاتيح اليِ على يديه‪،‬هل وويل لين جعيل الي مفاتييح الشيير‬
‫علييى يييديه(()‪ .(1‬فيصييبح السييلم ن يواة كييل خيِ ي‪،‬هل يسيياعد بكلتييا يييديه التيياج‪،‬هل ويعطييي الفقيِ ي‪،‬هل‬
‫ويكييون في ي خدميية النيياس علييى أن يبييدأ في ي ذلييك بييأهله‪ .‬عيين ابيين عبيياس عيين النييب ‪ ‬قييال‪:‬‬

‫‪ ()1‬رواه ابن ماجه )‪،1/86‬هل ‪ 87‬ح ‪ (237‬وحسنه اللبان ف صحيح سنن ابن ماجه )‪ 1/46‬برقم ‪.(194‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫))خيِكيم خيِكيم لهلييه وأنيا خيِكيم لهلييي(()‪ .(1‬ول يكيون ليه دافيع ميين وراء ذلييك إل مرضيياة‬
‫الي وابتغيياء وجييه الكرييي‪ .‬فيكييون في قمحيية سييعادته عنييدما يييرى أنييه يييازح أهلييه ومييع ذلييك يييؤجر‬
‫علييى فعلييه هييذا‪ .‬والسييلم يعلييم تاميا العيييار والضييابط الييذي يقبييل الي بييه العمحييال ميين العبيياد‪.‬‬
‫لذلك هو يتهد قدر طاقته أن تكون أعمحاله كلها خاصة ل تعال لن أكييرم النيياس عنييد الي‬
‫أتقيياهم‪،‬هل وأرفييع النيياس عنييد الي ي منزليية التواضييعون‪،‬هل وأقييرب النيياس إلي ي الي ي في ي قبييول العمحييال‬
‫التقييون الخملصييون‪،‬هل الييذين تييدثا ال ي عنهييم ف ي كتييابه العزيييز وخصييهم بقبييول العمحييال قييال‬
‫تعال‪﴿ :‬إنا يتقبل ال من التقي﴾‪ (2‬أي من اتقى ال وأخليص ف فعليه ذليك‪ .‬روى ابين أبي‬
‫حات عن ميمحون بن أب حزة قال‪) :‬كنت جالسا عند أب وائل‪،‬هل فدخل علينا رجيل‪،‬هل يقييال لييه‬
‫أبو عفيف من أصيحاب معيياذ بين جبيل‪،‬هل فقيال لييه شيقيق ابين سيلمحة‪ :‬ياأبيا عفييف‪،‬هل أل تييدثنا‬
‫عيين معياذ بيين جبيل؟ قيال‪ :‬بليى سيعته يقييول‪ :‬يبييس النياس في بقيييع واحيد‪،‬هل فينييادي منياسد‪ :‬أييين‬
‫التقون؟ فيقومون ف كنف الرحن‪،‬هل ل يتجب ال منهم‪،‬هل ول يستت‪،‬هل قلت‪:‬ميين التقييون؟ قييال‪:‬‬
‫قوم اتقوا الشرك‪،‬هل وعبادة الوثان‪،‬هل وأخلصوا العبادة‪،‬هل فيمحرون إل النة()‪.( 3‬‬
‫واليي يية السي ييابقة تتحي ييدثا عي يين قابيي ييل وهابيي ييل ابني ي آدم‪،‬هل وإني ييا حسي ييد قابيي ييل أخي يياه هابيي ييل‬
‫وغضب عليه لقبول قربانه دونه‪،‬هل حيث كان التقى هو هابيل‪.‬‬
‫يقول ال تعال‪﴿:‬يويما أيمميوالننكمم يول أيمولندنكمم بذيالذت تنييقوربننكيمم ذعمنييدينا نزلميفيى إذلل يميمن آيميين يويعذمحييل‬
‫ت آذمننوين﴾)‪.(4‬‬ ‫ف ذ يبا عذمحلنوا وهم ذف المغنريفا ذ‬ ‫ذ‬
‫ن‬ ‫ي ين م‬
‫ضمع ذ‬ ‫ك يلنمم يجيزاءن ال و‬ ‫صالا فيأنموليئذ ي‬ ‫ي‬
‫إذن فقبييول العمحييال لييدى رب العييالي ميين العبيياد مقييتن بييالتقوى والخلصا‪ .‬والتقييياء‬
‫هم الذين ابتغوا بأعمحالم وجه ال‪،‬هل وكانت أعمحالم موافقة للشرع أما السييب والنسييب والييال‬
‫فل قيمحة لا في السيلم لقبيول العمحييال‪،‬هل فليسيت المييور كمحيا كييان يتمحني كفيار قريييش وهييم‬
‫ن‬‫قوري لت لي ولل م‬‫ن اَل ل‬ ‫ملل ل‬‫ل م‬ ‫جلل ل‬ ‫عل لللىَ لر ن‬ ‫ن ل‬ ‫قورءْاَ ن‬ ‫ذاَ اَل ن‬
‫ه ل‬‫ل ل‬ ‫ولل ن نزز ل‬ ‫يقولي ي ييون‪ ﴿ :‬ل ل و‬
‫ظيم ل﴾)‪.(5‬‬ ‫ع م‬‫ل‬

‫‪ ()1‬رواه ابن ماجه )‪ 1/636‬ح ‪ (1977‬وصححه اللبان ف صحيح سنن ابن ماجه )‪ 1/334‬برقم ‪.(1608‬‬
‫‪ ((2‬الائدة‪.27 :‬‬
‫‪ ()3‬تيسيِ العلي القدير لختصار تفسيِ ابن كثيِ)‪.(2/39‬‬
‫‪ ()4‬سبأ‪.37 :‬‬
‫‪ ()5‬الزخرفا‪.31 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫م‬ ‫ه أ لت و ل‬
‫قاَك ن و‬ ‫عن ودل اَلل م‬ ‫مك ن و‬
‫م م‬ ‫ل‬
‫بل الصل ف ذلك كله قول ال تعي ي ييال‪ ﴿ :‬إ م ن‬
‫ن أك ولر ل‬
‫﴾ )‪. ( 1‬‬
‫‪ _3‬الخإلصا يضمن ويكفل السإتمرارية‬
‫لكي يستمحر إخلصا الرء ول ينقطيع‪،‬هل عليييه أن يتخملييص ميين الرييياء‪،‬هل والمحييدة عنييد النيياس‪،‬هل‬
‫من ث يبارك ال له ف أعمحاله‪.‬‬
‫ق ييال الم ييام اب يين القي ييم رح ييه ال يي‪) :‬ل يتمح ييع الخلصا في ي القل ييب ومب يية ال ييدح‪،‬هل والثن يياء‬
‫والطمحييع فيمحييا عنييد النيياس إل كمحييا يتمحييع اليياء علييى والنييار‪،‬هل والضييب والييوت‪،‬هل فييإذا حييدثتك‬
‫نفسييك بطلييب الخلصا فأقبييل علييى الطمحييع أولا فيياذبه بسييكي اليييأس‪،‬هل وأقبييل علييى الييدح‬
‫والثنيياء فازهييد فيهمحييا زهييد عشيياق الييدنيا ف ي الخييرة‪،‬هل فييإذا اسييتقام لييك ذبييح الطمحييع والزهييد في‬
‫الثن يياء وال ييدح س ييهل علي ييك الخلصا()‪ .(2‬والخلصا عام ييل م يين عوام ييل الرتق يياء الض يياري‬
‫واسييتمحراره‪،‬هل حيييث أن القييائمحي علييى المييور والييولة ف ي كييل مكييان إذا أخلص يوا ف ي أعمحييالم‪،‬هل‬
‫وابتغوا با وجه ال تعال وكانوا ف عمحل دءوب من أجل خدمة الرعية‪،‬هل يبارك ال لم في كييل‬
‫م ييا ملكه ييم م يين أس ييباب الق ييوة‪،‬هل والي يياة‪،‬هل وال ييرزق‪،‬هل وأص ييبحت ل ييم كلمح يية تس ييمحع ل ييدى الم ييم‬
‫الخرى‪،‬هل كلمحة لا وزن وتقدر لدى المحيع‪،‬هل كمحا كان عليه رسول ال ‪ ‬والصحابة ف صييدر‬
‫السلم‪.‬‬
‫والعمحل القبول رسم شروطه منهجح ال تعيال وبيي طريقتيه‪،‬هل وسياحته‪،‬هل ومييادين هيذا العمحيل‬
‫مهمحييا قل يت‪،‬هل أو ضيياق نطاقه يا‪،‬هل فييإن كييل عمحييل نييابع ميين اليييان متصييل بنهييجح ال ي تعييال هييو‬
‫عبادة‪.‬‬
‫والعمحييل ل يعييد صييالا ول مقبييولا‪،‬هل حييت ولييو كييان عبييادة إل عنييدما يكييون خالصيا لييوجه‬
‫ال يي‪ .‬ف ييإذا ت ييولفر الخلصا في ي أفع ييال الس ييلم كلهي يا‪،‬هل ظه ييرت ل ييديه روح اله يياد وأص ييبح ي ييب‬
‫الهاد ف سبيل ال حب ا عظيمح ا)‪.(3‬‬
‫ذل ييك اله يياد جه يياد طوي ييل ل يتوقي يف‪،‬هل جه يياد في ي ك ييل مي ييدان ب ييل في ي أحل ييك الظ ييروفا‬
‫والحوال‪،‬هل‬

‫‪ ()1‬الجرات‪.13 :‬‬
‫‪ ()2‬موارد الظمحآن )‪.(1/112‬‬
‫‪ ()3‬بتصرفا يسيِ من لقاء الؤمني )صا ‪ (43‬لعدنان النحوي‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫كييل عامييل في ي ميييدانه وفي ي نطيياق عمحلييه فعنييدما تتضييافر الهييود‪،‬هل ويييزداد البييذل والعطيياء‬
‫والتضحية من الزارع ف مزرعته‪،‬هل والتاجر ف متجيره‪،‬هل والصيانع في مصينعه‪،‬هل واليدارس في معهيده‬
‫أو كليتي يه‪،‬هل والطي ييب في ي مس ييجده‪،‬هل والض ييابط في ي حراس ييته‪،‬هل والميِي ي في ي إم ييارته‪،‬هل والقاض ييي في ي‬
‫مكمحتي يه‪،‬هل ب ييإخلصا‪،‬هل وإتق ييان‪،‬هل ووعي يي‪،‬هل وح ييرصا ش ييديد‪،‬هل ل يتوق ييف العمحي يل‪،‬هل ب ييل ي ييزداد وينمحي يو‪،‬هل‬
‫ويبارك ال لم ف كل ما يفعلون‪،‬هل وتستمحر الهود‪،‬هل ول تعرفا للنقطاع طريقا‪،‬هل‬
‫بسبب هذا الدافع القوي العجيب وهو الخلصا‪.‬‬
‫وهؤلء النود يعمحلون ليل نيار مين أجيل خدمية دينهيم‪،‬هل ورفعية أمتهيم‪،‬هل ورفييع ليواء التوحييد‬
‫عاليا خفاقا‪،‬هل فتى ثرات ذلك نتائجح طيبة‪،‬هل تلك النتائجح تققت ف وجود عمحل مدروس‪،‬هل‬
‫مط يط‪،‬هل وفييق منهييجح علمح يي‪،‬هل شييرعي‪،‬هل صييحيح‪ .‬فييالخلصا يعييل طاقييات الييؤمني تبييذل‪،‬هل‬
‫وتتحيرك‪،‬هل وفياعليتهم تيزداد‪،‬هل وتركياتم وآثيارهم واضيحة‪،‬هل في كيل مكيان‪،‬هل وميال‪،‬هل يفرغيون تليك‬
‫الطاقييات ف ي عمحييل دءوب دون أن ينتظييروا مكافييأة ميين أجييد ميين البش ير‪،‬هل بييل كييل مييا يسييعون‬
‫إليه‪،‬هل والفوز به هو رضوان ال تعال عليهم‪.‬‬
‫لن ههم الوحيد التقوى‪،‬هل والصلح‪،‬هل والخلصا‪،‬هل فهم أغنيياء عيين مسيألة النيياس يتعففييون‬
‫السؤال‪،‬هل ويرضون بالقليل با قدر لم الرزاق ذو القوة التي‪.‬‬
‫وهؤلء الخملصون ل يتحركون كمحا ذكرنا آنفا‪،‬هل إل بالعزية والنية‪،‬هل فبدون الخلصا والنية‬
‫تنهار العزية‪،‬هل لنا نية العبادة‪،‬هل والخلصا ل رب العالي‪.‬‬
‫ونيييات الخملصييي نيييات متجييردة عيين الصييال‪،‬هل والمزجيية الوائي ية‪،‬هل والرغبييات العطل ية‪،‬هل نييية‬
‫إخلصا وترد لربم سبحانه وتعال‪ .‬فالنية هي أساس النهجح والتخمطيط السليم‪،‬هل وهي منطلييق‬
‫العزية‪،‬هل والطريق‪،‬هل والافز إل الدفا والغاية‪.‬‬
‫والتخمطيط والعزية‪،‬هل والطريق الوصل للهدفا‪،‬هل وهو طريييق الي السيتقيم هيذه الميور الثلثيية‬
‫ل ييا أهييية عظمحي يى‪،‬هل في ي حي يياة ك ييل ميين رف ييع شييعار الخلصا‪،‬هل وجعلييه م يين أساسيييات حييياته‪،‬هل‬
‫يش ييتك ف ييذلك الف ييرد‪،‬هل والم يية‪ .‬فالم يية ال ييت تتح ييرك وتس يييِ ب ييدون نيي ية‪،‬هل ول تطيي يط‪،‬هل ول ن ييجح‬
‫علمحيي‪،‬هل ول عزيية‪،‬هل ول سييبيل يوصييلها إلي أهييدافها‪،‬هل وغايتهيا‪،‬هل هييي أميية سييرعان مييا تسييقط ميين‬
‫حساب التمحع الدول ومن ث تنيمزوى عن الوجود شيئ ا‪،‬هل حت تتهاوى نائياا‪.‬‬
‫ولنييا في رسييول الي ‪ ‬أسييوة حسيينة ومثيدل أعلييى يتييذى بييه في التخمطييط‪،‬هل والعزيية‪،‬هل والسييبل‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫الوصلة إل الهدافا‪،‬هل والخذ بالسباب الذي يعد من أعظم مظاهر اليان بال تعال‪.‬‬
‫فكمحيا قييل‪ :‬الخيذ بالسيباب مين الييان بيال تعيال‪،‬هل لكين ل يعتمحيد عليهيا فيالؤمن علييه‬
‫أن يعتمحييد علييى مسييبب السييباب وهييو ال ي تعييال‪ .‬فييالنب ‪ ‬ضييرب لنييا أروع المثليية في ذلييك‬
‫الطار اليان والنهجح الربان‪،‬هل ف هجرته الباركة من مكة على الدينة النورة‪.‬كمحا تقييول كتييب‬
‫السيِ العتمحدة)‪ .(1‬أنه ‪ : ‬أحكم التخمطيط ونظم السيِ‪،‬هل وخادع العداء‪،‬هل وكان كل أمر يقوم‬
‫بييه ت يراه منظمح ي ا تنظيمح ي ا دقيق ي ا‪،‬هل ومييا تييرك أم يرا ميين المييور إل وأعييد لييه عييدته‪،‬هل ووضييع لييه خطيية‬
‫مكمحة بتوفيق ال ‪ .‬فاتفق ميع أبي بكير الصيديق عليى مكيان اللقياء‪،‬هل وأحضير دليلا للطرييق‪،‬هل‬
‫وجعييل بينييه وبيي قريييش مركيزا للمحعلومييات والحصيياء‪،‬هل واتيذفييق علييى ميين يضيير لييم اليزاد‪،‬هل حييت‬
‫يرحلون إل بغيتهم من غار ثور‪ .‬وكان ذلك كله ف إطار منهجح ال تعال‪.‬‬
‫والخلصا‪،‬هل والتخمطيييط السييليم يعلن جهييود السييلم مفوظية‪،‬هل ول تتبعييثر بييل يصييبانا في‬
‫مرى واحد دفاق باليِ‪.‬‬
‫فهييا نيين نييرى تقييدما عظيمحيا‪،‬هل ورقييا واضييحا‪،‬هل وناحيا ل مثيييل لييه في عصيير رسييول الي ‪‬‬
‫وف عصر خلفائه الراشدين‪.‬‬
‫والتخمطيييط السييليم والعزييية القوييية ل يتحركييان بجييرد الييوعظ والرشيياد والهتمحييام بييالنواحي‬
‫الياني يية فقي يط‪،‬هل علمحي يا ب ييأن ال ييوعظ والرش يياد ل ييه دوره اله ييم الواضي يح‪،‬هل إذا اهت ييم في ييه ب ييالوانب‬
‫الروحية لدى السلم‪،‬هل وذلك بأن توجد ماضرات‪،‬هل ودروس علمحية يتحييدثا فيهييا عيين الفاعليية‪،‬هل‬
‫وكيف يصل السلم إل مرحلة استشعار معية ال ‪،‬هل فيِاقب الي في كييل أعمحيياله‪،‬هل ويعطييي ميين‬
‫خلل هذه الاضرات شحنة إيانية كبيِة‪،‬هل تعلييه يتحييرك في ميييادين الييياة الواقعييية بكييل يسيير‬
‫وسييهولة وبكييل حيياس‪،‬هل وفاعلي ية‪،‬هل وقييوة ل تتوقييف بييإذن ال ي تعييال ويييا حبييذا لييو عمحمحييت هييذه‬
‫الاضيرات عليى جييع السييتويات‪،‬هل ويتيار فيهيا الوضيوعات الييت ترقيق القلييوب‪،‬هل وتفيز النفييوس‬
‫للعمحل لدين ال ‪،‬هل ولرتقاء حضارة هذه المة‪.‬‬
‫نقي ييول ومي ييع أهيي يية الي ييوعظ والرشي يياد بكي ييان‪،‬هل لكنهمحي ييا ل يكفيي ييان لتحي ييرك العزيي يية القويي ية‪،‬هل‬
‫والتخمطيط السليم‪،‬هل بل ل بد من الشحنة الفعلية العمحلية الباشرة السوسة‪.‬‬
‫فإذا كان الوعظ والرشاد هو الدافع الروحي‪،‬هل فإلن التدريب‪،‬هل والرعاييية والتنظيييم هيو اليدافع‬

‫‪ ()1‬انظر سيِة ابن هشام‪،‬هل ودلئل النبوة للبيهقي‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫الادي للحركة‪،‬هل والعمحل‪،‬هل والبناء‪،‬هل والتكوين‪،‬هل والراقبة وتلك الراقبة والتابعة من الرئيس للمحرؤوس‬
‫ل تتعارض والخلصا بل هي تزيد من فاعلية السلم‪،‬هل وتعله ف إخلصا دائم‬
‫وعمحل مستمحر ل ينقطع‪.‬‬
‫وإذا أردنييا مهييارة عالي ية‪،‬هل ومسييتوى فائق يا‪،‬هل وارتقيياءا واضييحا‪،‬هل وتييزداد فعلييية أبناءنييا ف ي جيييع‬
‫ميييادين الييياة‪،‬هل فإننييا ننصييح بالهتمحييام بييالتعليم الفن ي خاصيية ميين جييانب أبناءنييا الطلب ليتييم‬
‫تدريبهم على أعلى مستوى تكنولوجي حديث خاصة ف مال الصناعة‪.‬‬
‫وإنن ييا في ي ه ييذا البل ييد الب ييارك بل ييد الرميي ي الشي يريفي‪،‬هل ال ييذي يمح ييع بيي ي الهتمح ييام ب ييالمور‬
‫الشييرعية‪،‬هل وبيي الرتقيياء بظياهر الييياة العمحليية‪،‬هل ويتمحييز عليى سيائر بلد الييدنيا في تكييم شيرع‬
‫الي‪،‬هل نلحييظ اهتمحامي ا متمحييزا في الصييناعات والصييانع‪،‬هل وهييا هييي الدوليية تبييذل بسييخماء لسيياعدة‬
‫هييذه الصييانع علييى أداء رسييالتها لكيين الييذي ينقصيينا هييو رغبيية أبنائنييا وشييبابنا‪،‬هل وإقييدامهم علييى‬
‫الدارس الفنية وكلياتا‪،‬هل وهذا ما نتمحن أن يتحقق خلل الطط القادمة إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫وعلييى كييل فيجييب علييى السييلم أن يصييحح الط يأ‪،‬هل ويسييتفيد من يه‪،‬هل ويقييوم خ يبته وتربتيه‪،‬هل‬
‫ويصحح نيته بالتوبة‪،‬هل والرجوع واللجوء إل ال تعال دائمحاا‪.‬‬
‫والسييلم عنييدما يشييارك ف ي متمحعييه الييذي يعيييش فيييه مشيياركة فعاليية ويييد خطييأ ميين غيِه‪،‬هل‬
‫فعليييه أن يقييوم س يريعا بتصييحيح هييذا الط يأ‪،‬هل علييى أن ل يتتبييع العييورات‪،‬هل وأن ينصييح بالكمحيية‬
‫والوعظيية السيينة‪،‬هل ويسييدد ويقييارب‪ .‬عيين أم الييؤمني عائشيية رضييي ال ي عنييه عيين النييب ‪ ‬قييال‪:‬‬
‫))سي ييددوا وقي يياربوا‪ .(1)((..‬والسي ييلم كلمحي ييا أخلي ييص في ي عبي ييادته لي ي تعي ييال أقبي ييل بالفي يياظ علي ييى‬
‫الفرائيض‪،‬هل ثي النوافيل‪،‬هل والزدييياد منهيا‪،‬هل ثي هجيير البييدع‪،‬هل والنكيرات‪،‬هل والخمالفييات‪،‬هل ثي تقييرب إلي‬
‫ال تعال بكل ما يستطيع‪،‬هل وقام ليسد على إبليس اللعون جيع مداخله‪،‬هل إذا حاول ذات مييرة‬
‫أن يبعده عن العمحل‪،‬هل بأن يثبط هته‪،‬هل ويضيعف عزيتيه‪،‬هل فيإذا بذا السيلم الخمليص ينتصير علييه‬
‫بفضييل ال ي تعييال‪،‬هل بيياللجوء إليييه سييبحانه‪،‬هل والتحصيين بالذكييار الشييرعية‪،‬هل والسييتعاذة بييال ميين‬
‫هذا العدو الضل آخذا بقول أحد الصيالي وهيو يقيول‪) :‬إذا أردت أن تتغليب وتنتصير عليى‬
‫من يراك ول تراه فاستعذ منه بالذي يراك ويراه(‪.‬‬
‫فيحسن الظن بال‪،‬هل ويتوكل عليه‪،‬هل ويزداد ف العمحل‪،‬هل ول ينقطع عن فعل اليِ‪،‬هل بل يسييتمحر‬

‫‪ ()1‬رواه البخماري ومسلم وهو بالبخماري )‪ (7/182‬كتاب الرقاق باب القصد والداومة على العمحل‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫دائمحا ف طاعة ال وعبادته‪،‬هل وف خدمة متمحعه الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫ولقد شبه ال سبحانه وتعال الخملصي تشيبيه ا كريي ا‪،‬هل حييث شيبههم بالنية اليت هييي في‬
‫بستان عاسل‪،‬هل وأصابا مطدر شديد فآتت ثرها ضعفي‪،‬هل فإن ل يصبها هييذا الطيير الشييديد فهييي‬
‫لينيية بطرهييا السييابق وهييذا كافيهي يا‪،‬هل فكييذلك الييؤمن ل يبييور عمحلييه أبييدا‪،‬هل ويتقبلييه الي ي ويكييثره‬
‫ويضاعفه‬
‫كل بسب عمحله‪،‬هل وال ل يفى عليه من أعمحال العباد شيء)‪ .(1‬قيال الي تعيال‪﴿ :‬يويمثيينل‬
‫صييابيييها يوابذيدل‬ ‫س س‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫اليذذين ينذفنقييوين أيميوايلم ابتذغييياء مر ذ ذ‬
‫ضيياة الليه يوتييثمذبيتيا ميمن أينمينفسيذهمم يكيمحثييذل يجنلية بذيربم ييوة أي ي‬
‫م ي نم م ي ي م ي‬ ‫ين‬
‫صبيها وابذل فيطيلل والله ذ يبا تييعمحنلوين ب ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ‬
‫ت أننكلييها ضمعيفمي فيإمن يلم ين م ي ي د‬
‫)‪( 2‬‬
‫صيِد﴾ ‪.‬‬ ‫ي ن مي ي‬ ‫يفآتي م‬
‫على الانب الخر شبه ال سبحانه وتعال الرائي بالصخمر الملس‪،‬هل الذي عليه تراب ث‬
‫أصابه مطر شديد‪،‬هل فتكه أملس ا يابس ا‪،‬هل ل يبيق علييه شييء مين ذليك اليتاب‪ .‬فكيذلك أعمحيال‬
‫الرائيي ي ي ت ي ييذهب س ي ييدى‪،‬هل وتض ي ييمححل عن ي ييد الي ي ي‪،‬هل وإن ظه ي يير ل ي ييم أعمح ي ييال‪،‬هل فيمح ي ييا ي ي ييرى الني يياس‬
‫كالتاب)‪.( 3‬‬
‫فييالراءون ليييس لييم ميين أعمحييالم شيييء‪،‬هل بييل هييم يتوقفييون في أميياكنهم ول يتقييدمون خطييوة‬
‫صييديقاتذنكمم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫واحييدة نييو عبييادة صييحيحة مقبوليية‪ .‬قييال تعييال‪﴿ :‬ييييا أييييهييا اليذيين آيمننيوا ل تنيمبطلنيوا ي‬
‫صمفيواسن‬ ‫ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ذبالميمحون يوالييذى يكالذي نينفنق يماليهن ذريئاءي اللناذس يول يينمؤمنن ذبالله يوامليييموم الخذر فييمحثييلنهن يكيمحثيذل ي‬
‫صيملدا ل يييمقيذدنروين يعلييى يشيميسء ذمليا يكيسيبنوا يوالليهن ل يييمهيذدي الميقيمويم‬ ‫صابيهن يوابذيدل فييتيييريكيهن ي‬
‫ب فيأي ي‬
‫ذ‬
‫يعليميه تنييرا د‬
‫الميكييافذذريين﴾)‪ .(4‬هكيذا يضيييع عمحييل الرائييي وتحيق منيه البكية‪ .‬علييى العكييس ميين السيلم الوحييد‬
‫الخملييص الييافظ علييى الذكييار‪،‬هل والوراد النبوييية في كييل شيييء‪،‬هل ينطييق بييا في بييدء كييل عمحيل‪،‬هل‬
‫ويييدد النييية ويصييححها‪،‬هل هييذا يبييارك الي لييه في جيييع أعمحيياله‪ .‬لن رسييول الي ‪ ‬يقييول‪)) :‬كييل‬
‫كلم أو ذي ب ييال ل يفت ييح ب ييذكر الي ي ‪ ‬فه ييو أب ييت أو ق ييال أقط ييع(()‪،(5‬هل ل ييذلك ن ييرى الخملييص‬
‫يستمحر ف أعمحياله الصيالة ول ينقطيع عنهيا‪،‬هل بيل هيو ف سيعادة عظيمحية عنيدما يقيوم بعمحيل في‬
‫‪ ()1‬تيسيِ العلي القدير لختصار تفسيِ ابن كثيِ ‪.1/229‬‬
‫‪ ()2‬البقرة‪.265 :‬‬
‫‪ ()3‬تيسيِ العلي القدير لختصار ابن كثيِ ‪.1/228‬‬
‫‪ ()4‬البقرة‪.264 :‬‬
‫‪ ()5‬رواه المام أحد ف مسنده ‪ 2/359‬وقال الافظ أحد شاكر‪:‬ف الشرح ‪،16/289‬هل ‪ 290‬برقم ‪ 8697‬إسناده‬
‫صحيح‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫مرضيياة ال ي تعييال‪،‬هل لن جسييد الييؤمن هيييأه ال ي تعييال للطاعيية والعبييادة‪،‬هل فلييو ظييل يعمحييل أكييثر‬
‫الوقت لكفاه‪.‬‬
‫لن السد ما دام ف طاعية الي‪،‬هل ول يبتغييي بالعمحييل إل وجييه الي فييإنه ل يكييل ول يتعيب‪،‬هل‬
‫على العكس من ذلك العاصي أو الكافر فإن جوارحه تتمحن اللحظة الت ينام فيها‪،‬هل من أجل‬
‫أن تستيح من الذنوب وتتوقف شيئا ما عن العصية‪.‬‬
‫إذن فالباعث على العمحال‪،‬هل والدافع وراء حركة الييرء لييه أهيية عظمحيى‪،‬هل وبالغيية في اسيتمحرار‬
‫العمحييال‪،‬هل وانقطاعهي يا‪،‬هل وفي ي دناءتي يا‪،‬هل وعلوهي يا‪،‬هل وفي ي الثي يواب والعقيياب عليهي يا‪،‬هل فليتحي يلر كييل منييا‬
‫الخلصا‪،‬هل لتس ييتمحر أعمح ييال ال ييرء إلي ي حيي ي انتق يياله إلي ي ال ييدار الخ ييرة‪،‬هل فتنفع ييه ه ييذه العمحييال‬
‫الصالة الت ابتغى با وجه ال تعال‪،‬هل ف يوم ل ينفع مال ول بنون‪.‬‬
‫‪ _4‬زيادة فاعلية المسلم لن الدافع الخإروي للعمل أقوى‬
‫قال رسيول الي ‪)) : ‬سبع ييري للعبيد أجرهين وهيو ف قيبه بعيد ميوته مين عللم علمحيا أو‬
‫أجرى نرا أو حفر بئرا أو غرس نلا أو بني مسييجدا أو ولرثا مصييحفا أو تييرك ولييدا يسييتغفر‬
‫له بعد موته(()‪.(1‬‬
‫فالسييلم عنييدما يتييوفر لييديه الخلصا تييزداد فيياعليته‪،‬هل ويقبييل علييى فعييل اليِي‪،‬هل لييا يعلييم ميين‬
‫أهييية الخلصا ف ي قبييول العمح يل‪،‬هل ومييا ينتظييره ميين ث يواب عظيييم يييوم القيام ية‪،‬هل وهييو التمحثييل ف ي‬
‫الدافع الخروي لنه أقوى من الدافع الدنيوي‪،‬هل وهذا الدافع الخييروي هييو الييذي يييرك السييلم‬
‫للعمحل‪.‬‬
‫عن أب هريرة ‪ ‬عن النب ‪ ‬قييال‪)) :‬سييبعة يظلهييم الي في ظلييه ييوم ل ظييل إل ظليه‪:‬المييام‬
‫العييادل‪،‬هل وشيياب نشييأ في ي عبييادة ربي يه‪،‬هل ورجييل قلبييه معلييق في ي السيياجد‪،‬هل ورجلن تابييا في ي الي ي‬
‫اجتمحعا عليه وتفرقا عليه‪،‬هل ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجال فقال‪:‬إن أخيافا الي‪،‬هل ورجييل‬
‫تصدق بصدقة حت ل تعلم شاله ما أنفقت يينه‪،‬هل ورجل ذكر ال خالي ا ففاضت عيناه(()‪.(2‬‬
‫مييا أكييثر أبيواب اليِي الييت فتحهييا الي للمحسيلم‪،‬هل لتوصييله إلي رحيية الي تعييال ويفييوز بييالنعيم‬
‫القيم‪،‬هل ويظى بالدرجات العلى ف النة‪.‬‬
‫وإذا كانت الدنيا تعجح بمحى مليذاتا وشيهواتا التعيددة‪،‬هل وماوليية الييتزود ميين متعهيا الزائلية‪،‬هل‬
‫‪ ()1‬رواه السيوطي ف الامع الصغيِ ‪ 2/31‬وحسنه اللبان ف صحيح الامع الصغيِ ‪ 3/201‬برقم ‪.3596‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخماري ‪ 1/161‬كتاب الذان باب من جلس ف السجد ينتظر الصلة وفضل الساجد‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫فييإن الييائزة الكييبى الييت تنتظيير الخملصييي يييوم القياميية أن يتفيئيوا ظلل رحيية الي يييوم القيامية‪،‬هل‬
‫يوم أن تدنو الشمحس من الرؤوس‪،‬هل قاب قوسيي أو أقيل مين ذليك‪،‬هل فيكيون حير شيديد‪،‬هل وعيرق‬
‫كييثيِ‪،‬هل فمحيين النيياس ميين يييأتيه العييرق إل ي عقييبيه ومنهييم ميين يلجمحييه العييرق تلجيمح يا‪،‬هل ومنهييم ميين‬
‫يسبح فيه سباحة)‪.(1‬‬
‫فمحييا أحييوج النيياس ف ي يييوم مثييل هييذا أن يكون يوا ف ي ظييل عييرش الرحيين يييوم القيام ية‪،‬هل فييائزين‬
‫برحته اليت وسيعت كيل شييء‪،‬هل ورضيوانه اليذي يعيم بيه عبياده التقيي‪ .‬فيإذا ميا علم العبيد هيذا‬
‫الدافع الخروي‪،‬هل وهييو النجياة مين هييذا الوقييف العصييب يييوم القيامية‪،‬هل اليذي يتمحني فييه الكيافر‬
‫أن ينصرفا من شسه ولو إل نار جهنم )‪.(2‬‬
‫لسييارع الييؤمن للعمح يل‪،‬هل وبييادر إلي يه‪،‬هل ونظيير باهتمحييام شييديد إل ي الغاييية ميين عمحل يه‪،‬هل هييل هييو‬
‫ملص فيه؟ فيحمحد ال تعال أم غيِ ذلك؟ فيتوب إل ال‪،‬هل ويستغفر عن هذا التقصيييِ ويييدد‬
‫نيته ويصلحها ويعقد بيعة صحيحة مع ال تعال ليدخل زمرة الخملصي‪.‬‬
‫ص النييب ‪ ‬سييبعة ميين أصييحاب الطاعييات‪،‬هل يسييتمحتعون بييذا‬ ‫وفي الييديث السييابق ذكييره خي ل‬
‫الفضييل الييذكور ف ي الييديث‪،‬هل وهييو التنعييم بظييل ال ي يييوم القيام ية‪،‬هل وهييؤلء ميين زكييت نفوسييهم‪،‬هل‬
‫واسييتقامت أحيوالم‪،‬هل وراقبيوا رلبييم في سييرهم‪،‬هل وعلنيتهيم‪،‬هل وأخلصيوا أعمحييالم‪،‬هل مبتغيي بييا وجييه‬
‫الكري الواد طامعي ف الدافع الخروي الذي حركهم للقيام بأعمحييالم هييذه‪،‬هل وهييو أن يكونيوا‬
‫في ي كن ييف الي ي ورع ييايته‪ .‬في ي ي ييوم ل ناص يير ول معيي ي إل الي ي‪،‬هل ول يممنج ييى ول ملتج ييأ إلل إلي ييه‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫وعلى السلم أن يعلم أن كل خيِ يقوم بييه سيييكتب ليه في مييزان حسيناته يييوم القيامية إذا‬
‫ابتغى بذا اليِ وجه ال تعال‪ .‬يبي ذلك اليديث الييذي رواه أنييس رضييي الي عنيه قييال‪ :‬قييال‬
‫رسول ال‪(( :‬ما من مسلم يغرس غرسي ا‪،‬هل أو يييزرع زرعي ا‪،‬هل فيأكيل منيه طيِي أو إنسييان أو بيمحية‬
‫إل كان له به صدقة(()‪.(3‬‬
‫وكان الواحد من السلف يشكر أخاه أن أعانه على الصول على الثيواب ميين خلليه‪،‬هل أو‬
‫القيام بطاعة‪،‬هل أو عبادة‪،‬هل تقربه من ال تعيال عين طريقيه فيقيول ليه‪) :‬جيزى الي أخيي عني خيِي‬

‫‪ ()1‬يوم الفزع الكب للقرطب صا ‪،36‬هل صا ‪.37‬‬


‫‪ ()2‬الرجع السابق صا ‪.141‬‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم ‪ 1189 /2‬ح ‪.1553‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫الزاء أن جعل ل من نفسه حظيِة لطاعة ال ‪.(‬‬
‫‪ _5‬يمنع النسان من الشعور بالعجاب ويشعره بالتقصير‬
‫قال ابن القيم رحه ال‪) :‬عمحال القليوب هيي الصيل‪،‬هل وأعمحيال اليوارح تبيدع ومكمحلية‪،‬هل وإن‬
‫النية بنزلة اليروح‪،‬هل والعمحل بنزلة السد للعضاء الذي إذا فارق الروح فمحوات‪،‬هل فمحعرفيية أحكييام‬
‫القلوب أهم من معرفة أحكام الوارح()‪.(1‬‬
‫فييإذا مييا عييرفا السييلم الحكييام الييت تتعلييق بأعمحييال القلييوب‪،‬هل أخيذ يفتييش في نفسيه‪،‬هل ليِى‬
‫هل هو مقصر أم ل؟‬
‫والذي يدفعه لذلك إخلصه ف العمحل الذي يشعر النسييان بتقصيييِه نييو خيالقه‪،‬هل بيالرغم‬
‫ميين أنييه يقييوم علييى أواميير الي ي ويسييارع في ي اليِات‪،‬هل لكنييه يشييى عييدم القبييول‪ .‬قييال تعييال‪:‬‬
‫ك يسيياذرعوين ذفي املي يرا ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت‬ ‫يم ي‬ ‫﴿يوالذيين يينمؤنتوين يما آتيوا يوقنينلوبيننهمم يوجليةد أينيلنهمم إذيل يروبمم يراجعنييوين * أنموليئي ي ن ي ن‬
‫يونهمم ييلا يسابذنقوين﴾)‪ .( 2‬هذا السلم الذي يلتزم با أميير الي بيه‪،‬هل ويشييى عييدم القبييول‪،‬هل وياسييب‬
‫نفسه دائمحا‪،‬هل ليِقى با إيانيا‪،‬هل عن الستوى الت هي عليه‪ .‬فإذا وصلت لسييتوى أعلييى منيه‪،‬هل لي‬
‫يقنع بذلك‪،‬هل بل هو يريد الفضل‪،‬هل والرقى‪،‬هل يريد أن يصل إل مرحلة الخملصي‪ .‬وهكذا تزداد‬
‫فاعلي يية الس ييلم‪،‬هل ويس ييتمحر في ي تق ييدم بس ييبب ه ييذا الخلصا‪،‬هل ال ييذي ين ييع ص يياحبه م يين إعجييابه‬
‫بنفسه أو استكثار عمحله‪،‬هل أو استصيغار ذنبيه‪،‬هل فهيو ياسيب نفسيه عليى الفرائييض اليت أميره الي‬
‫با‪،‬هل فإن تذكر ألن فيها نقصا قام بقضيائه‪،‬هل فييإنه ل كفييارة فيهيا إل ذليك‪ .‬ثي ينظيير إلي مييا نياه‬
‫ال عنه‪،‬هل فإن كان قد اقتفا منها شيئ ا‪،‬هل أسرع بالتوبة والوبة إل الغفار ث ينظر هل هو قييائم‬
‫ت املذيلن يواذلنيس إذلل‬ ‫بالغاية الت من أجلها خلق ال العباد التمحثليية في قيوله تعيال‪﴿ :‬يويميا يخليمقي ن‬
‫ي‬
‫ذليييمعبنندوذن﴾)‪.(3‬‬
‫والتمحثلة أيضا ف قوله تعال‪﴿:‬نكمنتم خيير أنلمسة أنخذرجيت ذللنيلياذس تييأممروين بيذيالممحعرو ذ‬
‫فا يوتييمنييهيموين‬ ‫ي من‬ ‫نن‬ ‫م ي م‬ ‫ن م يمي‬
‫يعيمن المنمحنيكيذر﴾)‪ .(4‬فيإن كيان مين اليافظي عليى طاعية الي وعبيادته‪،‬هل ومين القيائمحي عليى تبلييغ‬
‫دين الي ‪،‬هل مين التعياوني عليى اليب والتقييوى‪،‬هل يحيد الي‪،‬هل وأرجيع الفضيل في ذليك كليه لي وإن‬

‫‪ ()1‬بدائع الفوائد ‪.3/224‬‬


‫‪ ()2‬الؤمنون‪،60 :‬هل ‪.61‬‬
‫‪ ()3‬الذاريات‪. 56:‬‬
‫‪ ()4‬آل عمحران‪.110 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫وجد تقصيِا اجتهد ف إصلحه‪.‬‬
‫ث ي يتنييزه بنفسييه عيين الفضييول ميين الكلم‪،‬هل والفضييول ميين الطعييام والش يراب‪،‬هل والفضييول ميين‬
‫الثياب‪،‬هل وغيِ ذلك‪.‬‬
‫ث ي يسييأل نفسييه عنييد القيييام بكييل عمح يل‪،‬هل هييل هييذا العمحييل كييان خالص يا لييوجهه سييبحانه‬
‫وتعال؟ أم أنيه أراد بييه ممحيدة النياس‪،‬هل ورييياءهم‪،‬هل وثنياءهم عليييه؟فيال ل يقبيل مين العمحييل إل مييا‬
‫كييان خالص ي ا لييوجهه‪ .‬قييال تعييال‪﴿ :‬يويمييا لييح يسد ذعمن ييدهن ذم يمن نذمعيمح يسة نمت ييزى * إذلل ابمتذغييياءي يومج يذه يربويذه‬
‫اليمعليييى﴾)‪ .(1‬ث ي يسييأل نفسييه أيض يا كيييف قييام بييذا العمحييل؟ هييل هييو موافييق لشييرع ال ي وسيينة‬
‫رسوله ‪ ‬وبعيد عن البدع‪،‬هل والنكرات وميا حيلرم الي أم ل؟ هيل روعييي في هييذا العمحييل أنيه كيان‬
‫موافق ي ا للعقيييدة الصييحيحة الييت ل يييول دونييا أدن ي مظيياهر الشييرك؟ هييل اعتييب هييذا الخملييص‬
‫ي يعيمن ذصيمدقذذهمم يوأييعيلد لذمليكييافذذريين يعييذاب ا‬ ‫الييذي ياسييب نفسييه ميين قيوله تعييال‪﴿ :‬لذيسيأييل ال ل ذ ذ‬
‫صييادق ي‬ ‫يم‬
‫أيذليمح يا ﴾)‪ .(2‬ليييت الييرء يفكيير ف ي الييية السييابقة ويعلييم أن الصييادقي سيسييألون وياسييبون عيين‬
‫صدقهم فمحا باله بالكاذبي! !‬
‫والييذي يعلييه يفكيير ف ي ذلييك كلييه هييو الخلصا‪ .‬إذن فالعبييد كلمحييا أخلييص ف ي عبييادته‬
‫وكان صادقا مع نفسه‪،‬هل وجلس ياسبها بصيدق‪،‬هل شيعر بالتقصييِ‪،‬هل وشيعر أنيه لييس عليى الالية‬
‫الت ترضيي الي عنيه‪،‬هل فقيام ليصيلح مين أوضياعه‪،‬هل ويسين مين علقتيه بربيه‪ .‬لنيه ييافا مين الي‬
‫سبحانه وتعال يوم القيامة‪،‬هل وهذا الوفا الناتجح ميين ماسييبة النفيس‪،‬هل يفيييد الييرء بفوائييد عظيمحيية‬
‫)‪( 3‬‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ _1‬الطلع على عيوب النفس‪،‬هل فإنه من ل يطلع على عيب نفسه ل يكنه إزالته فإذا‬
‫اطلع على عيبها مقتها ف ذات ال تعال‪.‬‬
‫روى المام أحييد عين أبي اليدرداء أنييه قييال‪( :‬ل يفقييه الرجيل كييل الفقيه حيت يقييت النيياس‬
‫ف جنب ال‪،‬هل ث يرجع إل نفسه فيكون أشد لا مقتاا()‪.(4‬‬
‫وقال أبيو حفيص ) مين لي يتهيم نفسيه عليى دوام الوقيات ولي يالفهيا في جييع الحيوال‪،‬هل‬

‫‪ ()1‬الليل‪،20 :‬هل‪.19‬‬
‫‪ ()2‬الحزاب‪.8 :‬‬
‫‪ ( )3‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ ()4‬الرجع السابق ‪.1/138‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫ول يرها إل مكروهها ف سائر أوقاته كان مغروراا‪ .‬ومن ينظر إليها بإستحسان فقيد أهلكهييا(‬
‫)‪. ( 1‬‬
‫لن النفس داعية إل الهالك‪،‬هل معينيية للعييداء نياظرة إلي كيل قبيييح سييائرة وراء كييل سيوء‪،‬هل‬
‫عابثة بطبعها ف الخمالفات‪.‬‬
‫‪ _2‬معرفيية حييق ال ي عليييه‪ .‬فييإن ل ي يعييرفا حييق ال ي علي يه‪،‬هل ل تكيياد عبييادته تنفع يه‪،‬هل وهييذه‬
‫العرفيية تيورثه الزراء عليى نفسيه‪،‬هل وتلصيه مين العجيب‪،‬هل فتفتييح لييه أبيواب كيثيِة واسيعة للعمحيل‪،‬هل‬
‫والجتهاد ف العبادة ودافعه ف ذلك كله أيضا هو الخلصا‪،‬هل لنه دائمحا ف ماسبة نفسه‬
‫وف حق ال تعيال علييه‪،‬هل ويتهيد في تيأديته عليى النحيو اليذي يرضيي الي عنيه‪،‬هل وميع ذليك‬
‫هو يشى عدم القبول‪،‬هل وإن كان يرجوا ثواب ال ورحته‪.‬‬
‫أما الرائي فيلذيم ياسب نفسه؟ يوذلي يلس مع نفسه ف خليوة ليعيرض أعمحياله عليى الكتياب‬
‫والسنة؟وها هو قد رضي بثناء الناس وممحدتم له‪ .‬وهذا النوع من الناس جاهل بربه‪،‬هل‬
‫وبنفسه‪،‬هل ينظير في حقيه عليى الي‪،‬هل ول ينظير ف حيق الي علييه‪ .‬فيانقطع عين ربيه‪،‬هل وحجيب‬
‫قلبه عن معرفة ما عليه ل‪،‬هل ومبته والشوق إل لقائه‪،‬هل والتنعم بذكره‪.‬‬
‫والخلصا تي ييارة رابي يية ليي ييس فيهي ييا كسي يياد‪،‬هل ول خسي ييارة‪،‬هل ومي ييا أعظي ييم أن يكي ييون الي ييبيع‪،‬هل‬
‫والصفقات التجارية مع الكري سيبحانه وتعيال‪،‬هل اليذي ل تنفيد خزائنيه أبيدا‪،‬هل حيت أن مين كيرم‬
‫ال على عباده أنه سيبحانه يرزقهيم ويلكهيم أسيباب القيوة‪،‬هل ثي يثهيم عليى بيذلا‪،‬هل ويسين ليم‬
‫ف الزاء‪،‬هل ويزل لم ف عطائه‪ .‬مع أن ال الرازق هو الذي رزق عباده ما بذلوه‪.‬‬
‫ونصوصا هذه الصفقة وبنودها وشروطها نزل با أمي الوحي جبيل عليه السلم من ال‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫ي يأننفيسينهمم‬ ‫تعال على رسوله ‪ ‬بدستور السلمحي قال تعال‪﴿ :‬إذلن اللهي امشتيييرى ممن المنمحيمؤمن ي‬
‫يوأيمميوايلنمم بذأيلن يلنمم املينلةي﴾)‪.(2‬‬
‫‪ _6‬يعين المسلم على تجاوز العقبات التي قد تقف في وجهه‬
‫الخلصا هييو سييبب نيياة العبييد ميين مهالييك كييثيِة‪،‬هل بييل أنييه ل يسييتطيع أن يتغلييب علييى‬
‫الشيطان‬
‫ويصن نفسه منه إل إذا كان ملصا ف جيع أحواله‪،‬هل وف جيييع أعمحيياله‪،‬هل ملتزميا بكييل مييا‬
‫‪ ()1‬الرجع السابق ‪.1/140‬‬
‫‪ ()2‬التوبة‪.111 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫أمر ال‪،‬هل فيخمتاره ال‪،‬هل ويتبيه من عباده بالفظ من عدوه‪.‬‬
‫ذ‬ ‫قال ال تعال مبين ا ذلك على لسان إبليس لعنه الي‪﴿ :‬قييايل فيبذعذلزتيذ ي‬
‫يي *‬ ‫ك لمغيذوييينلينهمم أيمجيع ي‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ي﴾)‪ (1‬لن هييذا العييدو اللعييون هييو الييذي ييياول دائمحي يا وأبييدا أن‬ ‫إذلل عبيييايديك ممنينهي يمم المنمحمخمليصي ي ي‬
‫يتسييبب للعبيد في إبطيال أعمحليه‪،‬هل وهيو الييذي ييدعوه إلي الرييياء‪،‬هل والخلصا هيو النجيي لييه مين‬
‫ذلك‪.‬‬
‫والنيياظر إلي ي البلء الييذي وقييع يييه يوسييف عليييه السييلم‪،‬هل وهييو التعييرض للفتني ية‪،‬هل في ي وجييود‬
‫مغريات كثيِة‪،‬هل منها شبابه الذي يفيض باليوية والنس‪،‬هل ونحمسنن وجهه حيث أنه أعطي‬
‫شييطر السيين وهييذا يعييل داعييي الغ يراء والليياح أش يد‪،‬هل ميين ناحييية ام يرأة العزي يز‪،‬هل ومكييان‬
‫الييادثا كييان بعيييدا عيين أن ي يراه أحييدا ميين أهل يه‪،‬هل أو أقيياربه‪،‬هل فيفضييح أمييره‪ .‬لكنييه ثبييت ثبات ي ا‬
‫عظيمح ا ف هذا الوقف العصيب فيِى النيياظر ليذا البلء أن يوسيف عليييه السييلم قيد نياه الي‬
‫سبحانه وتعال‪،‬هل وكان سبب ناته الخلصا‪.‬‬
‫صيذر ي‬ ‫يقول ال حاكيا عن ناة يوسف عليييه السييلم‪﴿ :‬يكييذلذ ذ‬
‫فا يعمنيهن اليسييوءي يوالميفمحيشيياءي‬ ‫ك لني م‬ ‫ي‬
‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ‬
‫ي﴾)‪،( 2‬هل فهييل يتع يظ‪،‬هل ويعت يب‪،‬هل ويسييتفيد الشييباب والفتيييات ميين هييذا‬ ‫إذنليهن م يمن عيبادنيييا المنمحمخمليص ي ي‬
‫الييدرس العظيييم وهييذه العييبة الطيبيية الييت حييدثت ميين يوسييف عليييه السييلم؟ أن ميين عبيياد ال ي‬
‫عبييادا ل يسييتطيعون غييض البصيير فق يط‪،‬هل الييأمور بييه شييرعا‪،‬هل ول سييبب لييذلك إل قليية التقييوى‪،‬هل‬
‫والخلصا‪،‬هل وال الادي إل سواء الصراطر‪.‬‬
‫والسلم يستطيع أن يتوسل إلي الي ‪ ‬بيا أخلييص ميين أعمحياله‪،‬هل فيكيون إخلصيه منجيياة لييه‬
‫من الكروب‪،‬هل والعقبات الت قد تقف ف وجهه‪.‬‬
‫عن عبد ال بن عمحر بن الطاب رضي ال عنه قال سعت رسيول الي ‪ ‬يقييول‪)) :‬انطلييق‬
‫ثلثة رهط فيمحين كييان قبلكييم حيت أووا اليبيت إلي غيار فيدخلوه‪،‬هل فانيدرت صيخمرة ميين البيل‬
‫فسي ييدت عليهي ييم الغي ييار‪،‬هل فقي ييالوا‪:‬إني ييه ل ينجيكي ييم مي يين هي ييذه الصي ييخمرة إل أن تي ييدعوا الي ي بصي ييال‬
‫أعمحالكم‪،‬هل قال رجل منهم‪:‬اللهم كيان لي أبيوان شييخمان كيبيِان‪،‬هل وكنيت ل أغبيق قبلهمحا أهلا‬
‫ول مييالا فنييأى بي ي في ي طلييب شيييء يومي يا فلييم أرح عليهمحييا حييت نامييا فحلبييت لمحييا غبوقهمحييا‬
‫فوجتهمحييا نييائمحي‪،‬هل وكرهييت أن أغبييق قبلهمحييا أهلا أو مييالا‪،‬هل فلبثييت والقييدح علييى يييدي أنتظيير‬
‫‪ ()1‬صا‪،82 :‬هل ‪.83‬‬
‫‪ ()2‬يوسف‪.24 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫اسييتيقاظهمحا حييت بييرق الفجيير فاسييتيقظا فشيربا غبوقهمحييا‪ .‬اللهييم إن كنييت فعلييت ذلييك ابتغيياء‬
‫وجهييك ففييرج عنيليا مييا نيين فيهمحيين هييذه الصييخمرة فييانفرجت شيييء ل يسييتطيعون الييروج‪،‬هل قييال‬
‫لي فأردتييا عيين نفسييها‬ ‫النييب ‪ ‬وقييال الخيير‪ :‬اللهييم كييانت لي بنييت عييم كييانت أحييب النيياس إ ل‬
‫فامتنعت مون حت أليت با سينة مين السيني فجياءتن فأعطيتهيا عشيرين ومائية دينيار عليى أن‬
‫تولي بين وبي نفسها ففعلت‪،‬هل حت إذا قدرت عليها قالت ل أحل ليك أن تفضيي اليات إل‬
‫ل وتركت الذهب الذي‬ ‫بقه فتحرجت من الوقوع عليها‪،‬هل فانصرفت عنها وهي أحب الناس إ ل‬
‫أعطيتهي يا‪،‬هل الله ييم إن كن ييت فعل ييت ذل ييك ابتغ يياء وجه ييك ف ييافرج عن ييا م ييا ن يين فيي يه‪،‬هل ف ييانفرجت‬
‫الصي ييخمرة غيِي ي أني ييم ل يسي ييتطيعون الي ييروج منهي ييا‪ .‬وقي ييال الثي ييالث‪:‬اللهي ييم إني ي اسي ييتأجرت أجي يراء‬
‫فأعطيتهم أجرهم غيِ رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمحرت أجيره حيت كيثرت منيه الميوال‬
‫فجيياءن بعييد حي ي فقييال‪ :‬يييا عبييد ال ي أود إل ي أجييري‪،‬هل فقلييت لييه كييل مييا تييرى ميين أجييرك ميين‬
‫البل‪،‬هل والبقر والغنم والرقيق‪،‬هل فقال يا عبد ال‪:‬ل تسييتهزىء بي!! فقلييت‪:‬إني ل أسييتهزىء بييك‬
‫فأخييذه كليه فاسييتاقه فليم يييتك منيه شييئا‪،‬هل اللهييم فيإن كنيت فعلييت ذليك ابتغيياء وجهيك فييافرج‬
‫عنا ما نن فيه فانفرجت الصخمرة فخمرجوا يشون(()‪.(1‬‬
‫يقييول الشيييخ ممحييد بيين صييال العييثيمحي ف ي شييرح هييذا الييديث‪) :‬الخلصا ميين أسييباب‬
‫تفريييجح الكربييات لن كييل واحييد منهييم يقييول‪):‬اللهييم إن كنييت فعلييت ذلييك ميين أجلييك فييافرج‬
‫عنا ما نن فيه‪،‬هل أما الرياء والعياذ بال والذي يعمحل العمحال رياءا وسعة حت يدح عند الناس‬
‫فإن هذا كالزبد يذهب جفاءا ل ينتفع منه صاحبه‪.(2)(...‬‬
‫فهييؤلء الثلثيية أخلص يوا ف ي أعمحييالم‪،‬هل وابتغ يوا بييا وجييه ال ي سييبحانه وتعييال وحييده‪،‬هل وقضييية‬
‫التوحيد عندهم واضحة‪،‬هل توحيدهم ل توحيد خالص‪،‬هل متضمحن مبة الي‪،‬هل وإجلليه‪،‬هل وتعظيمحيه‪،‬هل‬
‫والييوفا منييه ورجيياءه وحييده سييبحانه مييا يييوجب غسييل الييذنوب ولييو كييانت قيراب الرض ومييا‬
‫يبي إنقاذ العبد من أي مكروه قد يقع فيه‪،‬هل لن هذا التوحيد ل تشوبه شائبة‬
‫شرك‪ .‬لن الشرك كلمحا كان ف العبييد أغلييب ميين الخلصا كييانت ذنييوبه أكييثر‪،‬هل ووقييوعه‬
‫ف الضايق والكربات أكثر‪.‬‬

‫‪ ()1‬رواه البخماري ‪،51 /3‬هل ‪ 52‬كتاب الجارة باب من استأجر أجيِا فتك أجره فعمحل فيه الستأجر فزاد ومن عمحل‬
‫ف مال فاستفضل‪.‬‬
‫‪ ()2‬شرح رياض الصالي للشيخ ممحد بن صال العثيمحي صا ‪ 72‬ج ‪.1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫لكن كلمحا كان الخلصا أعظم كان العبد من الذنوب أبعد‪،‬هل وللمحناجاة أقرب وأيسر‪.‬‬
‫‪ _7‬بالخإلصا تنصر المة‬
‫عيين مصييعب بيين سييعد عيين أبيييه رضييي ال ي عنييه أنيليه ظيين ألن لييه فضيلا علييى ميين دونييه ميين‬
‫أصحاب النب ‪ ‬فقال نب ال ‪)) : ‬إنا ينصر الي هيذه المية بضيعيفها بيدعوتم‪،‬هل وصيلتم‪،‬هل‬
‫وإخلصهم(()‪.(1‬‬
‫وصلح الدين اليوب عندما كيان يتفقيد جنييوده في إحيدى الواقيع الربيية‪،‬هل وجيد بعضيهم‬
‫يقيم الليل فقال‪) :‬من هنا يأت النصر( ووجد بعضهم نائمح ا فقال‪):‬من ها هنا ننؤتى(‪.‬‬
‫‪ _8‬يشرح صدر صاحبه للنفاق في سإبيل ال‬
‫فالخملص ل يشى الفقر‪،‬هل ويعلم أن ما عند ال ل ينفيد أبيدا‪،‬هل ليذلك هيو ينفيق ويبيذل في‬
‫وجييوه اليِ ي الخمتلف ية‪،‬هل ويؤثرهييا بييأعظم قييدر مييا ملكييه ال ي ميين أسييباب القييوة‪،‬هل حييت وإن كييان‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صيةد يويميمن يينيويق نشيلح‬ ‫متاج ا لا يبذل‪ .‬قال تعال‪﴿ :‬يويينمؤثنروين يعيلى أينمينفسذهمم يوليمو يكيياين بيمم يخ ي‬
‫صا ي‬
‫ك نهمم المنمحمفلذنحوين﴾)‪.(2‬‬
‫نييمفذسذه فيأنموليئذ ي‬
‫‪ _9‬يحمل طالب العلم على الجتهاد والمعلم على الحرصا في اليضاح‬
‫فكمحا يلص التلمحيذ ف حضوره ليدروس العليم وأنيه يتعليم ابتغياء وجيه الي لينفيع النياس ف‬
‫جيييع أمييور حييياتم‪ .‬فكييذلك يعييل السييتاذ يبييذل كييل مييا ف ي وسييعه ليضيياح مييا خفييي عيين‬
‫التلمحيي يذ‪،‬هل ول يبخمييل علييى الطلب بييا تسييعه أفهييامهم ميين البيياحث الفيييدة‪،‬هل ويكييون السييتاذ‬
‫حريصا على أن يسيلك ف طريقيه التيدريس السياليب اليت تيدد نشياطر تلمييذه وتفزهيم إلي‬
‫التعمحق ف السائل‪ .‬وكلمحا أخلص العال ف عمحله‪،‬هل وعمحل با يعلذم‪،‬هل عللمحه ال ما ل يعلم‪،‬هل‬
‫ونفعه با عللمحه‪،‬هل وصار علمحه نحجة له ل عليه‪.‬‬
‫)‪( 3‬‬
‫‪ _10‬يحمل صاحبه على تنظيم أعماله‬
‫فالسلم دين النظام‪،‬هل والنضباطر‪،‬هل والدقة‪،‬هل والمحال‪.‬‬
‫فتجد الخملص يافظ على وقته‪،‬هل ويستغله أفضل استغلل‪،‬هل ويصرفه كله في طاعيية الي ‪.‬‬

‫‪ ()1‬رواه النسائي ‪ 6/45‬كتاب الهاد باب الستنصار بالضعيف‪ .‬وصححه اللبان ف صحيح سنن النسائي‬
‫‪ 2/669‬برقم ‪.2978‬‬
‫‪ ()2‬الشر‪.9 :‬‬
‫‪ ()3‬موارد الظمحآن ‪،1/175‬هل ‪.176‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫لنه يعلم أنه سيسأل عنه يوم القيامة‪.‬‬
‫عيين معيياذ بيين جبييل عيين النييب ‪ ‬قييال‪)) :‬مييا ت يزال قييدم عبييد يييوم القياميية حييت يسييأل عيين‬
‫أربع‪:‬عن عمحره فيمحا أفناه؟ وعن شبابه فيمحا أبله؟‪.(1)((..‬‬
‫‪ _11‬يجعل صاحبه في منزلة عظيمة عند الناس‬
‫فيحييتمه النيياس‪،‬هل ويييوقرونه‪،‬هل ويلييونه‪،‬هل ويكييون مبوبي يا لييديهم‪ .‬بيياش الييوجه‪،‬هل حسيين اللفي يظ‪،‬هل‬
‫طيب اللق‪.‬‬
‫يقول الشاعر‪:‬‬
‫ب ا لبشرية‬
‫وأحسن وجه ف الورى وجه ملص * * * لن خلق الشياء ر ل‬
‫وأين كف ف الورى كف ملص * * * يريد رضا اللق نعم الرادة)‪.( 2‬‬
‫‪ _12‬ينجو به المرء من عذاب الخإرة ويفوز بنعيم الجنة‪:‬‬
‫فالخملص عندما يتصدق ل يريد من وراء صدقته إل رضا ال تعال عليه‪،‬هل وأن ينجييو بييذا‬
‫العمحل من العذاب يوم القيامة‪،‬هل لا فيه من هييول شييديد‪،‬هل وأمييور عظييام قييال تعييال‪﴿ :‬يوينطمعذنمحييوين‬
‫الطليعايم يعيلى نحبوذه ذممسذكينا يوييذتيمحا يوأيذسيِا )‪ (8‬إذلنييا نطمعذنمحنكيمم لذييومجذه الليذه ل نذرييند ذممننكيمم يجييزاءا يول‬
‫ك املييي يموذم‬ ‫ذ‬
‫فا ذمي يمن يربيونيييا يييمومي ي ا يعنبوسي ي ا قيممحطيذريي يرا )‪ (10‬فيييوقيييانهمم ال يل يهن يشي يلر ذيلي ي ي‬
‫نشي ينكورا )‪ (9‬إذنلييا ينيييا ن‬
‫صبيينروا يجنلةا يويحذريرا ()‪.(3‬‬ ‫ذ‬ ‫يوليلقانهمم ني م‬
‫ضيراة يونسنرورا )‪ (11‬يويجيزانهمم يبا ي‬
‫‪ _13‬الخإلصا دواء لمرض البعد عن ال‪:‬‬
‫ل‪ :‬يا أبا علي‪ :‬هل لرض البعد عن ال دواء؟‬ ‫قابل شخمص الفضيل بن عياض فسأله قائ ا‬
‫عليك بعروق الخلصا‪،‬هل وورق الصب‪،‬هل وعصيِ التواضع‪،‬هل وضع هييذا كلييه في إنيياء ا لتقييوى‬
‫ب عليييه ميياء الشييية والييوفا ميين ال ي ‪ ‬وأوقييد عليييه نييار الييزن والبكيياء والنييدم‪،‬هل وص يوفه‬
‫وص ي ل‬
‫بصفاة الراقبة مع ال جل وعل‪،‬هل وتناوله بكف الصييدق‪،‬هل واشيربه بكييأس السييتغفار وتضييمحض‬
‫ف من مرض البعد عن ال)‪.(4‬‬ ‫بالورع‪،‬هل وابعد عن الرصا والطمحع‪،‬هل تش ي‬
‫قالوا في الخإلصا‪:‬‬

‫‪ ()1‬التغيب للمحنذري ‪ 125 /1‬وصححه اللبان ف صحيح التغيب ‪،55‬هل‪ 1/54‬برقم ‪.123‬‬
‫‪ ()2‬موارد الظمحآن ‪.176 /1‬‬
‫‪ ()3‬النسان‪.12 -8 :‬‬
‫‪ ()4‬الستعداد ليوم اليعاد صا ‪.96‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫تييدثا الكييثيِ ميين علمحيياء السييلمحي‪،‬هل والتييابعي‪،‬هل والسييلف الصييال عيين الخلصا وذكييروا‬
‫باقات طيبة من كلمهم الذي يفوح بالسك في هيذا الصيل‪.‬وإليييك باقية مين كلمهييم حييول‬
‫الخلصا‪:‬‬
‫قال إبراهيم بن أدهم‪) :‬الخلصا صدق النية مع ال تعال()‪.(1‬‬
‫وقال سهل‪) :‬الخلصا أن يكون سكون العبد‪،‬هل وحركاته ل خاصة()‪.( 2‬‬
‫وقال آخر ‪) :‬الخلصا ما استت عن اللئق‪،‬هل وصفا عن العلئق()‪.(3‬‬
‫وقييال سييفيان بيين عيينيية‪( :‬مييا أخلييص عبييد ل ي أربعي ي يوم يا إل أنبييت ال ي الكمحيية في قلبييه‬
‫نباتا‪،‬هل وأنطق لسانه با وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها()‪.(4‬‬
‫وقال الربيع بن خيثم‪) :‬كل مال يراد به وجه ال يضمححل()‪.(5‬‬
‫وسئل حدون القصار‪ :‬ما بال كلم السلف أنفع من كلمنا؟‬
‫فقال‪ :‬لنم تكلمحوا لعز السلم‪،‬هل وناة النفوس‪،‬هل ورضا الرحن‪،‬هل ونن نتكلم لعيز النفيوس‪،‬هل‬
‫وطلب الدنيا‪،‬هل ورضا اللق)‪.( 6‬‬
‫وقال أويس القرن ‪ -‬رحه ال ‪) :-‬وإذا قمحت فادع ال أن يصلح لك قلبك ونيتيك‪،‬هل فليين‬
‫تعال شيئا أشد عليك منهمحا()‪.(7‬‬
‫وسئل سهل أي شيء أشد على النفس؟ فقال‪) :‬الخلصا إذ ليس لا فيه نصيب()‪.(8‬‬
‫وقال عمحر بن الطاب ‪ ): ‬فمحن خلصت نيته ف الق ولو على نفسه كفياه الي ميا بينيه‬
‫وبي الناس()‪.(9‬‬
‫وقييال الفضيييل بيين عييياض‪) :‬تييرك العمحييل ميين أجييل النيياس رييياء‪،‬هل والعمحييل ميين أجييل النيياس‬

‫‪ ()1‬إحياء علوم الدين ‪.326 /3‬‬


‫‪ ()2‬الرجع السابق‪.‬‬
‫‪()3‬الرجع السابق‪.‬‬
‫‪()4‬حلية الولياء ‪.287 /7‬‬
‫‪ ()5‬سيِة أعلم النبلء ‪.259 /4‬‬
‫‪ ()6‬صفة الصفوة ‪.122 /4‬‬
‫‪ ()7‬صفوة الصفوة ‪.3/55‬‬
‫‪ ()8‬إحياء علوم الدين ‪.3/326‬‬
‫‪ ()9‬إعلم الوقعي ‪.2/180‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫شرك‪،‬هل والخلصا أن يعافيك ال منهمحا()‪.(1‬‬
‫وقيل‪ :‬الخلصا دوام الراقبة‪،‬هل ونسيان الظوظ كلها)‪.( 2‬‬
‫وروي عن ابن مسعود أنه قال‪) :‬ل ينفع قول إل بعمحل‪،‬هل ول ينفع قول ول عمحييل إل بنيية‪،‬هل‬
‫ول ينفع قول ول عمحل ول نية إل با وافق السنة()‪.(3‬‬
‫وقال ا بين عبيد الي التسيتي‪):‬الخلصا مسيك مرصيون ف مسيك القليب تنبيه رييه عليى‬
‫حامله()‪.( 4‬‬
‫الرياء وأثره على العمال‬
‫الريي يياء يحي ييق العمحي ييال الصي ييالة‪،‬هل ويفرغهي ييا مي يين آثرهي ييا الطيب ي ية‪،‬هل ويبطلهي يا‪،‬هل ويتكهي ييا خي يواء‪،‬هل‬
‫ويصيِها هباء منثورا‪ .‬يأكيل السينات‪،‬هل ويضييع علييى العبييد كيل سييعيه أشيد فتكيا علييى السييلم‬
‫ف أعمحاله من الذئب ف الغنم‪،‬هل أخطر عليى السيلمحي مين فتنيية السييح الييدجال‪،‬هل يييورثا الرائييي‬
‫ف الدنيا الصغار‪،‬هل والذل والوان‪،‬هل وف الخيرة سيخمط الي علييه‪،‬هل والييزج بييه إلي نيار جهنيم‪،‬هل لنيه‬
‫ابتغى بعمحله غيِ ال تعال‪.‬‬
‫عيين أب ي هريييرة رضييي ال ي عنييه أن النييب ‪ ‬قييال‪)) :‬إن أول النيياس يقضييى يييوم القياميية عليييه‬
‫رج ييل استش ييهد ف ييأت ب ييه فعرف ييه نعمح ييه فعرفه ييا ق ييال‪:‬فمح ييا عمحل ييت فيه ييا؟ق ييال ق يياتلت في ييك حييت‬
‫استشهدت قييال‪ :‬كيذبت ولكنييك قيياتلت لن يقيال جريييء فقيد قيييل ثي أمير بييه فسيحب عليى‬
‫وجهيه حيت ألقيي في النيار‪ .‬ورجيل تعليم العليم وعلمحيه‪،‬هل وقيرأ القيرآن فيأت بيه فعرفيه نعمحيه فعرفهيا‬
‫قال فمحا عمحلت فيها؟ قال تعلمحت العلييم وعلمحتيه‪،‬هل وقيرأت فييك القيرآن‪،‬هل قيال‪ :‬كييذبت ولكنييك‬
‫تعلمحت العلم ليقيال‪ :‬عيال وقيرأت القيرآن ليقيال هيو قيارىء فقيد قييل ثي أمير بيه فسحب عليى‬
‫وجهه حت ألقي ف النار‪.‬ورجل وسع ال علييه‪،‬هل وأعطياه مين أصينافا اليال كليه فيأت بيه فعرفيه‬
‫نعمحه فعرفها قال‪:‬فمحا عمحلت فيها؟ قال‪ :‬ما تركيت سيبيل تيب أن ينفيق فيهيا إلل أنفقيت فيهيا‬
‫لك‪،‬هل قال‪ :‬كذبت ولكنك فعلت ليقال‪:‬هو جواد فقيد قييل ثي أمير بيه فسيحب عليى وجهيه ثي‬

‫‪ ()1‬إحياء علوم الدين ‪.3/326‬‬


‫‪ ()2‬ؤ‬
‫‪ ()3‬ففروا إل ال لب ذر القلمحون صا ‪.70‬‬
‫‪ ()4‬التجر الرابح ف ثواب العمحل الصال صا ‪.716‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫القي ف النار(()‪.(1‬‬
‫فالعمحييل قييد يبطيل‪،‬هل مييع أن صيياحبه قييد عقييد لييه الخلصا قبييل القيييام بيه‪،‬هل لكنييه جيياء بعييد‬
‫فتة من الزمن‪،‬هل وذكره أمام الناس‪،‬هل على سبيل الن والفتخمار‪،‬هل فيبطل ثوابه ف توه‪.‬‬
‫عن أب الدرداء عن رسول ال ‪ ‬أنه قال‪)) :‬إلن التقاء على العمحل أشييد ميين العمحيل‪،‬هل وإن‬
‫الرجل ليعمحل العمحل فيكتب له عمحل صيال معمحييول بييه في السيير يضيعف أجيره سيبعي ضيعفا‪،‬هل‬
‫فل يزال به الشيطان حيت يييذكره للنيياس ويعلنيه‪،‬هل فيكتيب علنيية‪،‬هل ويحييى تضييعيف أجيره كليه‪،‬هل‬
‫ث ل يزال به الشيطان حت يذكره للنياس الثانيية‪،‬هل وييب أن ييذكر بيه ويمحيد علييه فيمححيى مين‬
‫العلنية‪،‬هل ويكتب رياءا‪،‬هل فاتقى ال امردؤ صان دينه‪،‬هل وإن الرياء شرك(()‪.(2‬‬
‫علجا الرياء‪:‬‬
‫إذا ما أراد العبد أن يرج من دائرة الرياء‪،‬هل فعليه أن نيقلر بفضيل الي علييه‪،‬هل وتيوفيقه ليه‪،‬هل وأن‬
‫يافا مقت ال وغضبه عليه يوم القيامة وأن يطالع ما ف نفسه من عيوب‪،‬هل تقصيِ فيعال مييا‬
‫فيها‪،‬هل وأن يعرفا مداخل الرياء وخفاييياه‪،‬هل فيتييم لييه الحيتاز منهيا‪،‬هل وأن يكيثر مين العبييادات غيِي‬
‫الرئية‪،‬هل ويفيها‪،‬هل ول يذكرها لحد‪،‬هل كقيام اللييل‪،‬هل والصيدقة سيرا‪،‬هل والبكياء مين خشيية الي تعيال‬
‫وأعمحاله مقبوله بإذن ال تعال‪.‬‬
‫أمور ل تعد من الرياء‪:‬‬
‫وحت ل يتلبس على النسان ف أعمحاله شيء‪،‬هل فليعليم أن المييور التيية ليسيت ميين الريياء‬
‫ومنها‪:‬‬
‫‪_1‬ثناء الناس عليه ومدحهم لعمحله دون قصده‪.‬‬
‫عن أب ذر ‪ ‬قيال‪ :‬قييل لرسيول الي ‪)) : ‬أرأيت الرجيل يعمحيل العمحيل مين اليِي‪،‬هل ويمحيده‬
‫الناس عليه؟ قال‪ :‬تلك عاجل بشرى الؤمن(()‪.( 3‬‬
‫‪ _2‬كتمحييان الييذنوب‪:‬الييؤمن الخملييص الصييادق هييو الييذي يسييت علييى نفسي يه‪،‬هل ول يهتييك‬
‫ستها‪،‬هل‬
‫لن الييذي يييذكر ذنييوبه بجيية أن ذلييك توبيييخ للنف يس‪،‬هل وتواض يع‪،‬هل ليقييال عنييه أنييه ل يزكييي‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم ‪ 2/1513‬ح ‪ 1905‬برقم ‪ 152‬ف الباب‪.‬‬


‫‪ ()2‬التغيب للحافظ النذري ‪،1/72‬هل ‪ 73‬وقال‪:‬أظنه موقوفاا‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم ‪ 2034 /3‬ح ‪ 2642‬برقم ‪ 166‬ف الباب‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫نفسه‪،‬هل فمحا ذلك إل تلبيس من إبليس لعنه ال‪.‬‬
‫عيين أبي هريييرة ‪ ‬قييال‪ :‬سييعت رسييول الي ‪ ‬يقييول‪)) :‬كييل أمييت معافيياة إل اليياهرين‪،‬هل وإن‬
‫من الجهار أن يعمحل العبد العمحل بالليل عمحلا ث يصييبح قيد سييته ربيه‪،‬هل فيقييول‪ :‬يييافلن!! قيد‬
‫عمحلت البارحة كذا وكذا‪،‬هل وقد بات يسته ربه ويصبح يكشف ست ال عنه)‪.(1‬‬
‫فل يظن أن كتمحان الذنوب من الرياء‪.‬‬
‫‪ _3‬إظهييار الطاعييات‪:‬كالعمح ييال التعبدييية الييت ل يكيين إخفاؤه ييا مثييل الي يجح‪،‬هل والعمحييرة‪،‬هل‬
‫والصلة‬
‫والمحع ية‪،‬هل والهيياد‪،‬هل لنييه ربييا قصييد ميين إظهارهييا خيِا فل يعييد ريييااء‪ .‬كييأن يقصييد بييذلك‬
‫تعليم جاهل‪،‬هل أو الخذ بيد لهس غافل إل طريق ال رب العالي‪.‬‬
‫عن أنس قال‪:‬كان رسول ال ‪ ‬يقول‪)) :‬السلم علنية واليان ف القلب‪.(2)((..‬‬
‫‪ _4‬تسي اليئة‪ :‬فالسلم دين الطهارة‪،‬هل والنظافية‪،‬هل والمحيال‪،‬هل والسيلم يثيل أمتيه‪،‬هل ودينيه‪،‬هل‬
‫ودعييوته‪ .‬فظهييوره بيئيية طيبيية ف ي أح يواله كلهييا ف ي حييدود ل تييالف الشييرع ليييس ميين الرييياء أو‬
‫الكييب‪.‬قييال رجييل‪ :‬إن الرجييل يييب أن يكييون ثييوبه حسيينا ونعلييه حسيينةا‪،‬هل قييال‪) :‬إن ال ي جيييل‬
‫يب المحال‪ .‬الكب بطر الق‪،‬هل وغمحط الناس()‪.( 3‬‬
‫دور المتابعة في الفاعلية‬
‫سيييِة الرسييول ‪ ‬نييوذج عمحلييي للحركيية والعمحييل والفاعلييية‪ :‬قييال الي تعييال‪﴿ :‬ييييا أييييهييا اليذذيين‬
‫آيمننوا اتلينقوا اللهي وآذمننوا بذرنسولذذه يينمؤتذنكم كذمفلي م ذ‬
‫ي ذممن يرمحيتذيذه يويمييعيمل لينكيمم نيورا يتمنشيوين بذيذه يويييمغذفيمر لينكيمم‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يواللهن يغنفودر يرذحيدم﴾ ‪.‬‬
‫)‪( 4‬‬

‫الؤمن التقي الخملص هو الذي ل يعرفا الكسل لسده طريقي ا‪،‬هل فهييو يسييعى ويتهيد‪،‬هل ول‬
‫تتوقييف حركتييه الييت يبتغييي ميين ورائهييا عييز أمت يه‪،‬هل ورفييع راييية التوحيييد مقتييديا ف ي ذلييك بييالنب ‪‬‬

‫‪ ()1‬رواه مسلم ‪ 3/2291‬ح ‪.2990‬‬


‫‪ ()2‬رواه أحد ف مسنده ‪،135‬هل‪ 3/134‬من مسند أنس بن مالك وقال اليثمحي ف ممحع الزوائد ‪:1/52‬رجاله رجال‬
‫الصحيح ما خل علي بن مسعدة‪،‬هل وقد وثقه ابن حبان وأبو داود الطيالسي وأبو حات وابن معي‪،‬هل وضعفه آخرون‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه مسلم ‪ 93 /2‬ح ‪ 91‬برقم ‪ 147‬ف الباب‪.‬‬
‫‪ ()4‬الديد‪.28 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫الذي يقول ال تعال عنه‪﴿ :‬لييقمد يكاين لينكمم ذف يرنسوذل اللذه أنمسيوةد يحيسنيةد﴾)‪.(1‬‬
‫وسنته الشريفة ‪ ‬وسيِته العطرة فيها ناذج عظيمحة تدعو إل العمحل‪،‬هل والفاعلية والركة‪.‬‬
‫وال سبحانه وتعال يدعونا إل العمحل‪،‬هل والبحث عين الييرزق‪،‬هل في قيوله تعييال‪﴿ :‬يفاممنشيوا ذفي‬
‫يميناكذبذيها يونكلنوا ذممن ذرمزقذذه يوإذليميذه النينشونر﴾)‪.(2‬‬
‫وغيِ ذلك من اليات‪ :‬وإذا نظرنا إل سيِة الرسييول ‪ ‬وسيينته لوجييدنا الكييثيِ الكييثيِ‪ .‬فعيين‬
‫أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال ‪)( :‬لن يتطب أحدكم حزمة عليى ظهيره خيِدي‬
‫من أن يسأل أحدا فيعطيعه أو ينعه(()‪.(3‬‬
‫وعن القداد رضي ال عنه عن رسول ال ‪ ‬قال‪)) :‬ما أكل أحدد طعاميا قيط خيِي مين أن‬
‫يأكل من عمحل يده وإن نب ال داود كان يأكل من عمحل يده(()‪.( 4‬‬
‫وقد عمحل نبينا ‪ ‬برفيية رعيي الغنيم‪،‬هل وعمحيل بيا مين قبلييه الكيثيِ مين النبييياء‪ .‬وحيدثا هييذا‬
‫عندما بدأ الرسول يستأنف حياة الكد والكدح‪،‬هل والعمحيل‪،‬هل بعيد عيودته مين رحلتيه التجاريية ميين‬
‫الشام اليت خرج فيهيا ميع عمحيه أبي طيالب‪ .‬واختيار الرسيول حرفية الرعيي‪،‬هل اليت كيان قيد بيدأها‬
‫مييع إختييه في بني سييعد‪،‬هل تلييك الرفيية الييت تعلييم منهييا الص يب‪،‬هل والليم‪،‬هل والنيياة والرحية‪،‬هل والرأفية‪،‬هل‬
‫والعناية بالضعيف حت يقوى‪.‬‬
‫عين أبي هرييرة رضيي الي عنيه عين النيب ‪ ‬قيال‪)) :‬ميا بعيث الي نبييا إل رعيى الغنيم‪،‬هل فقيال‬
‫أصحابه‪ :‬وأنت؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لهل مكة(()‪.(5‬‬
‫وك ييان يس يييِا عل ييى الي ي ‪ ‬الق ييادر عل ييى ك ييل ش يييء أن ي ييرزق الن ييب ‪ ‬في ي بداي يية حي يياته ب ييا‬
‫يسيياعده علييى الييتفا‪،‬هل والراح ية‪،‬هل ومظيياهر العيييش الييتفا النعييم بييا يغنيييه عيين الك يد‪،‬هل والتع يب‪،‬هل‬
‫ورعاييية الغنييام سييعيا وراء الييرزق‪،‬هل حيييث بييدا لييه مييا يلقيييه عمحييه أبييو طييالب ميين نصييب بسييبب‬
‫ثقل عياله‪،‬هل ولكن حكمحة ال تعيال تقتضيي أن نعليم أن خيِي ميال النسيان ميا اكتسييبه بعنياء‪،‬هل‬
‫ولقاء ما يقدمه لتمحعه من خدمات اليِ‪،‬هل ويسياعدهم فييه‪ .‬وأن شير اليال ميا أصيابه النسيان‬

‫‪ ()1‬الحزاب‪.21 :‬‬
‫‪ ()2‬اللك‪.15 :‬‬
‫‪ ()3‬رواه البخماري ‪ 3/9‬كتاب البيوع باب الرجل وعمحله بيده‪.‬‬
‫‪ ()4‬رواه البخماري ‪ 3/9‬كتاب البيوع باب الرجل وعمحله بيده‪.‬‬
‫‪ ()5‬رواه البخماري ‪ 3/48‬كتاب الجارة باب رعي الغنم على قراريط‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫وهو مستلق على ظهره على فيراش ليي‪،‬هل لي يبيذل فيييه مهييودا‪،‬هل ولي يقيدم شييئا وليو قليلا ينتفييع‬
‫به متمحعه‪.‬‬
‫وهكييذا كييانت حييياة الرسييول ‪ ‬قبييل البعثيية بي ي العمحييل ف ي التجييارة‪،‬هل ورعييي الغنييام‪،‬هل وبي ي‬
‫مسيياعدة التمحييع الييذي يعيييش فيييه ليكييون عنص يرا فعييالا مفيييدا لييذا التمحييع‪ .‬أمييا بعييد البعث ية‪،‬هل‬
‫فتضيياعفت جهييود النييب ‪ ‬وحركتييه لنييه أصييبح قييدوة وأسييوة للنيياس جيعيا فهييا هييو صيلوات الي‬
‫وسلمه عليه يشارك أصحابه ف حفر الندق‪،‬هل يمحل معهم التاب على كتفييه الشيريف وكيأنه‬
‫يلبس ثوبا من تراب من كثرة العمحل‪ .‬وليا قيدم وفييد النجاشيي علييى رسييول الي ‪ ‬قيام يييدمهم‬
‫بنفس يه‪،‬هل فقييال أصييحابه‪ :‬نيين نكفيييك يارسييول الي ‪ ‬فقييال‪)) :‬إنييم كييانوا لصييحاب مكرميي‬
‫وأنا أحب أن أكافيهم(()‪.(1‬‬
‫وهذا يدل على عظمحة تواضعه ‪ ‬وعلى حسن ضيافته وعلى مشاركته ف كل شيييء صييغر‬
‫أو كييب‪ .‬والرسييول ‪ ‬يريييد ميين أمتييه أن تكييون أميية عامل ية‪،‬هل فييإذا بييه يعلمحهييم أن عليهييم العمح يل‪،‬هل‬
‫والخذ بالسباب‪،‬هل أما النتيجة فعلى ال تعال‪ .‬يقول رسول ال ‪)) : ‬إن قييامت السيياعة وفي‬
‫يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن ل تقوم حت يغرسها فليغرسها(()‪.(2‬‬
‫والناظر لذا الديث من أول وهلية يتسياءل إذا غرسيت هيذه الفسييلة وميات النياس جيعيا‬
‫بعييد قيييام السيياعة فمحيين سيسييتفيد منهييا؟ هنييا يعلمحنييا الرسييول هييذا الييدرس العظي يم‪،‬هل بأننييا علينييا‬
‫العمحل فقط‪،‬هل وليس علينا تصيل النتائجح لننا لسنا مطالبي با‪.‬‬
‫وهكيذا كيانت حيياته صلوات الي وسيلمه علييه مفعمحية بالفاعليية‪،‬هل والعمحيل والركية‪،‬هل حيياة‬
‫كانت موزعة بي الدعوة لدين ال‪،‬هل وتبليغها‪،‬هل والهاد ف سييبيل الي‪،‬هل والقيييام بيي يييدي الي في‬
‫الصلة ليلا حت تورمت قدماه وبي القيام بأعباء بيته كأب‪،‬هل وزوج ومرب‪،‬هل يقوم عليى خدمية‬
‫أهله ويالسهم ويازحهم‪،‬هل فإذا حضيرت الصيلة خيرج إلي الصيلة‪ .‬وإن مين فاعليية السيلم أن‬
‫يييالط النيياس ويأخييذ بأيييديهم إلي ي طريييق الييق ويسييع صييدره لهلهييم‪ .‬فيكييون واسييع الفي يق‪،‬هل‬
‫حسيين التصييرفا‪،‬هل يشيياركهم ف ي أمييورهم التعبدييية ول يكييون ف ي معييزل عنه يم‪،‬هل أو ف ي منييأى عيين‬
‫مسايرة العصر الذي يعيش فيه‪،‬هل فل يكاد يدرك القائق أو البديهيات السللم با‪.‬‬
‫والرسييول ‪ ‬يقييول‪)) :‬السييلم إذا كييان مالط ي ا للنيياس ويصييب علييى أذاهييم خيِ ي ميين السييلم‬
‫‪ ()1‬البداية والنهاية ‪.3/78‬‬
‫‪ ()2‬رواه البخماري ف الدب الفرد برقم ‪ 479‬وصححه اللبان ف صحيح الدب الفرد صا ‪ 181‬برقم ‪.371‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬
‫الذي ل يالط الناس ول يصب على أذاهم(()‪.( 1‬‬
‫لقد أمر السيلم بزييارة الرييض‪،‬هل وتشيمحيت العياطس‪،‬هل ونصير الظليوم‪،‬هل وصيلة الرحيم‪،‬هل وإبيرار‬
‫القسم‪،‬هل وإجابة الييداعي‪،‬هل واتبيياع النييائز‪،‬هل فييإذا ميا شييارك السيلم في هييذه المييور صيار فعيالا في‬
‫متمحعه‪،‬هل وحصل على اليِ‪،‬هل وأفاد الناس بأخلقه الطيبية‪،‬هل واسييتفاد ودهيم‪،‬هل وحبهييم ليه‪،‬هل وحظييى‬
‫برضا ال رب العالي‪.‬‬
‫أما إذا اعتزلم فمحن أين يأتيه اليِ؟‬
‫ولقد ربي الرسيول ‪ ‬صيحابته عليى هيذه العيان العظيمحية‪،‬هل وحثهيم علييى التفييان في العمحيل‪،‬هل‬
‫ودعاهم إل الخلصا ف أعمحالم‪.‬‬
‫فهذا أبو بكر الصيديق رضيي الي عنييه بجيرد أن نطيق بالشييهادتي بيي يييدي رسيول الي ‪‬‬
‫وعلييم ميا عليييه ميين واجبيات تيياه هييذا الييدين‪،‬هل ومييا لييه مين حقييوق‪،‬هل انطلييق ييدعو إلي ديين الي‪،‬هل‬
‫ويأخذ بيد الضال إل طريق ال‪،‬هل ل يصل على اليِ ويقصره على نفسه‪،‬هل بل دعا له‪،‬هل وأرشد‬
‫إليه‪،‬هل فإذا به يسلم على يديه خسة من العشرة الشهود لم بالنة)‪.(2‬‬
‫وإن ما يساعد ف إناز العمحال‪،‬هل الدقة ف تنظيم الوقت‪،‬هل وماسبة النفس ف كييل دقيقية‪،‬هل‬
‫هييل ص يرفت هييذه الدقيقيية ف ي طاعيية ال ي أم ل؟ والييذي ينظيير إل ي تاريييخ الصييحابة‪،‬هل والتييابعي‪،‬هل‬
‫والسلف الصال يرى كيف كييانوا يعيشييون‪،‬هل وييرى ميا قيدموه ليذه المية ميين أعمحيال جليليية في‬
‫سيينوات قليل ية‪،‬هل مييا ذلييك إل لتق يواهم‪،‬هل ودقتهييم ف ي تنظيييم أوقيياتم‪،‬هل ومييافظتهم عليهييا فسييجلوا‬
‫بذلك صفحات بيضاء ف جبي التاريخ‪،‬هل فهم رهبان بالليل‪،‬هل فرسان بالنهار‪.‬‬

‫‪ ()1‬رواه التمذي ‪،4/662‬هل ‪ 663‬ح ‪ 2507‬وصححه اللبان ف صحيح سنن التمذي ‪،2/306‬هل ‪ 307‬برقم‬
‫‪ 2035‬وقال أبو عيسى‪ :‬قال ابن أب عدي‪ :‬كان شعبة يرى أنه ابن عمحر‪.‬‬
‫‪ ()2‬أسد الغابة ‪.3/310‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬

‫‪‬‬
‫اَلصفحة‬ ‫اَلموضوع‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫الخلصا ودوره ف الفاعلية‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫أدلة من القرآن والسنة تث على الخلصا‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫أحاديث من السنة تث على الخلصا‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫شروطر قبول العمحل الصال‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫علمات الخلصا‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫حكم العمحل إذا خالطه مع الخلصا شيء آخر‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثواب الخملصي ف الدنيا والخرة‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫ثرات الخلصا‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪ _1‬الخلصا يوجد الدافع عند السلم للعمحل والبادرة‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ _1‬الخلصا يفتح مالت واسعة للعمحل‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ _3‬الخلصا يضمحن ويكفل الستمحرارية‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ _4‬زيادة فاعلية السلم لن الدافع للعمحل الخروي أقوى‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ _5‬ينع النسان من الشعور بالعجاب ويشعره بالتقصيِ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪ _6‬يعي السلم على تاوز العقبات الت قد تقف ف وجهه‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ _7‬بالخلصا تنصر المة‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ _8‬يشرح صدر صاحبه للنفاق ف سبيل ال‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ _9‬يمحل طالب العلم على الجتهاد والعلم على الرصا ف‬
‫‪36‬‬
‫اليضاح‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ _10‬يمحل صاحبه على تنظيم أعمحاله‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ _11‬يعل صاحبه ف منزلة عظيمحة عند الناس‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫الخإلصا وأثره في قبول العمال‬
‫‪48‬‬

‫اَلصفحة‬ ‫اَلموضوع‬
‫‪37‬‬ ‫‪_12‬ينجو به الرء من عذاب الخرة ويفوز بنعيم النة‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪_13‬الخلصا دواء لرض البعد عن ال‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫قالوا ف الخلصا‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫الرياء وأثره على العمحال‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫علج الرياء‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫أمور ل تعد من الرياء‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫دور التابعة ف الفاعلية‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫فهرس الوضوعات‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

You might also like