You are on page 1of 28

‫التجويد‬

‫أستاذ املادة‬ ‫«‪»2‬‬

‫الش يخ‪ /‬طالب الكيويم‬


‫الدرس‬
‫«‪»4‬‬

‫السنة الدراسية األوىل‬

‫الفصل الدرايس الثاين‬


‫تابع صفات الحروف‬
‫الانحراف‪ ،‬التكرير‪ ،‬التفشي‬

‫الأهداف الإجرائية‬
‫التجويد‪ - 2‬الدرس الرابع‬

‫أن‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الدرس ْ‬ ‫توقع َ‬
‫منك بعد هذا‬ ‫عزيزي طالب العلم؛ ُي ُ‬
‫واصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬تعرف صفة «االنحراف» و«التكرير» و«التفيش» لغ ًة‬

‫‪ُ -2‬تدد حروف صفة «االنحراف» و«التكرير» و«التفيش»‪.‬‬

‫‪ -3‬توضح سبب تسمية صفة «االنحراف» و«التفيش» هبذا االسم‪.‬‬

‫‪ -4‬تفرق بني الالم وبني الراء يف كيفية حدوث االنحراف‪.‬‬

‫‪ -5‬تتجنَّب األخطاء الشائعة التي ُتدث أثناء تطبيق صفة «التكرير» و«التفيش»‪.‬‬

‫‪ -6‬تفرق بني مراتب «التفيش» من حيث القوة‪.‬‬

‫‪ -7‬ت ْطرح أمثلة جديدة تشتمل عىل أحكام لصفات «االنحراف» و«التكرير» و«التفيش»‪.‬‬

‫‪ -8‬تثمن تع ُّلم أحكام التجويد املتعلقة بصفات احلروف‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪1‬‬
2
‫صفة الانحراف‪ ،‬والتكرير‪ ،‬والتفشي‬ ‫الدرس ‪40‬‬

‫كثريا طيبا مباركا فيه‪ ،‬كام ببامه‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬محدا ً‬
‫ربنا ويرضاه‪ ،‬ونشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وحده ال رشيك له‪ ،‬ونشهد أن سيدنا ونبينا حممدا‬
‫عبد اهلل ورسوله‪ ،‬صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأسأل اهلل سبحانه وتعاىل أن يعلمنا ماما نعلامم‪،‬‬
‫وأن يفهمنا ما نفهم‪ ،‬نسأله الطريق األقوم‪ ،‬إنه هو الرب‪ ،‬وإنه هو احلكم‪.‬‬

‫نواصل احلديث يف صفات احلروف التي ال ضد هلا‪ ،‬انتهينا من ثالث صفات‪ُ ،‬تامدثنا‬
‫عن «صفة الصفري»‪ ،‬وب َّينَّا معنى الصفري‪ ،‬وب َّينَّاما حامروف الصامفري‪ ،‬قلناما‪ :‬السامني والاميا‬
‫والصاد‪ ،‬وم ْن ث َّم ُتدثنا عن «صفة القلقلة» وذكرناما «القلقلةة» أمرهاما أوسامم مامن باماقي‬

‫الصفات التي ال ضد هلا‪ ،‬ذكرنا «حروف القلقلة» وهي من « ُق ْط ُ‬


‫ب َجةد» القاماف والطاماء‬
‫والباء واجليم والدال‪ ،‬هذه األحرف اخلمسة‪ ،‬وقلنا ما السبب من قلقلة هامذه احلامروف؟‬
‫الصاموت معهاما‪ ،‬وينحامب‬ ‫السبب يف ذلك أن هذه احلروف‪ ،‬حروف فيها شدة ينحامب‬
‫معها من حروف اجلهر‪ ،‬فال بد من تضعيفها‪ ،‬ال بد من تبينها‪.‬‬ ‫كذلك النَّف‬

‫فالقلقلة جاءت لتبني هذا احلرف‪ ،‬االهتياز هذا و َّضح احلرف‪ ،‬جعل احلرف واضحا‬
‫بينًا للسامم‪.‬‬

‫وذكرنا مراتب احلروف يف القلقلة‪ ،‬قلنا‪ :‬حرف الطاء هو أقامو حامرف القلقلامة؛ ألن‬
‫فيه اإلطباق وفيه االستعالء‪ ،‬ومن ث َّم كذلك ذكرنا أقسام القلقلة‪ ،‬قلنا‪ :‬القلقلة تنقسم إىل‬
‫عنامدهم تشاممل احلامرف‬ ‫وصامغر ‪ ،‬قامال الكام‬ ‫كربى وصغرى‪ ،‬عىل من قامال كام‬
‫املوقوف عليه املشدد أو احلرف الغري مشدد املوقوف عليه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬كربى ووسطى وصغرى‪ ،‬الصغرى يكون يف احلرف الساكن الواقامم‬
‫يف وسط الكلمة أو يف آخر الكلمة موصوال ب بعدها‪ ،‬والوسطى عامىل احلامرف املوقاموف‬
‫عليه غري املشدد «أحد» والكربى عىل احلرف املوقوف عليه املشدد «احلج» هكذا‪ ،‬وذكرنا‬
‫كيفية نطق القلقة‪ ،‬هل القلقلة متال إىل الفتح مطلقا؟ أم إهنا تتبم ما قبلها؟ أم إهنا تتبامم ماما‬
‫بعدها؟ أم إهنا مستقلة؟ ُتدثنا عن هذا بالتفصيل يف الدرس املايض‪.‬‬

‫كذلك رشعنا يف احلديث عن «صفة اللني» وب َّينَّا حروف اللني‪ ،‬قلناما‪ :‬الامواو الساماكنة‬
‫املسبوقة بالفتح والياء الساكنة املسامبوقة بامالفتح كامذلك‪ ،‬وقلناما‪ :‬هامذه األحامرف تساممى‬
‫حروف لني‪ ،‬أما الواو الساكنة املسبوقة بضم‪ ،‬والياء الساماكنة املسامبوقة بكقام قلناما هامذه‬
‫حروف مد ولةني‪ ،‬وذكرنا ملاذا ندخل األلف مم الواو الساكنة املسبوقة والياماء الساماكنة‬
‫املسبوقة بفتح‪ ،‬قلنا‪ :‬األلف أساسه هو دائ يأيت عىل حالة واحدة ال خيتلف فهو لني لامني‪،‬‬
‫ساكن مسبوق بفتح‪ ،‬دائ يف كل األحوال‪.‬‬

‫لكن نذكره مم حروف اللني‪ ،‬وذكرناه مم حروف املد؛ ألن املد أقامو مامن اللامني‪،‬‬
‫فسمي باألقو ‪ ،‬سمي باملد‪ ،‬فقلنا‪ :‬حرف مد‪ ،‬و نسمه حرف لني‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫صفة الانحراف‬

‫اليوم ‪-‬بمشيئة اهلل تعاىل‪ -‬نرشام يف احلامديث عامن «صةفة االحرةراف» هامذه الصامفة‬
‫الرابعة‪ ،‬صفة االنحراف‪.‬‬

‫االحرراف يف اللغة هو امليل والعدول‪.‬‬

‫وسآيت بتعريفني اصامطالحيني؛ التعريامف االصامطالحي األول‪ :‬امليامل باماحلرف بعامد‬


‫خروجه من خمرجه عند النطق به حتى يصل بمخرج آخر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫سنرشحه إن شاء اهلل‪« ،‬امليل باحلرف بعد خروجه من خمرجه عند النطق به حتى يصل‬
‫بمخرج آخر»‪.‬‬

‫سبب التسمية باالنحراف ألن اللسان ينحرف حال النطق بالالم عامن خمرجامه حتامى‬
‫يصل أو إىل بالالم حتى يصل داخل احلنك‪ ،‬الالم خترج عندما نقول «ال» ماذا نالحام؟؟‬
‫طرف اللسان الطرف العريض يلتصق بأصول الثنايا‪ ،‬والرباعيات كامذلك‪ ،‬لكامن عنامدما‬
‫ينحرف يدخل إىل احلنك‪ ،‬داخله‪ ،‬البعض يقرأ «ال» هكذا‪ ،‬ال يقول «ال» فيدخل اللسان‬
‫داخل احلنك‪ ،‬فينحرف املخرج‪ ،‬فنرتك خمرج الالم احلقيقي وندخل إىل خمرج آخامر‪ ،‬هامذا‬
‫الالم‪.‬‬

‫أما احرراف الراء خيرج من خمرجه ويدخل يف خمرج الالم‪ ،‬فبدل من قولنا (الر) نقول‪:‬‬
‫«الام» مثال (من ربكم) (من لبكم) وهذا نجد صبيان يلثغون هبذا‪ ،‬جتدهم ينطقامون الامالم‬
‫مكان الراء‪ ،‬فتقول له‪( :‬قل ريب) يقول‪( :‬قل لبي) فتغري املخرج انحرف املخرج إىل خمرج‬
‫آخر‪.‬‬

‫التعريف اآلخر‪ :‬هو انحراف الصوت من عىل جانبي اللسان أو من وسطه قليال عند‬
‫النطق باحلرف‪.‬‬

‫هذا التعريف خيتلف‪ ،‬تعريامف االنحامراف يف هامذا التعريامف خيتلامف عامن التعريامف‬
‫السابق‪ ،‬ولعل هذا التعريف هو أدق‪ ،‬سنرشح هذا التعريف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حروف االنحراف الالم والراء فقط‪.‬‬

‫الصوت عىل هذا التعريف‪ ،‬الصوت عندما خيرج مم الالم نالح؟ الامالم عنامد نطقناما‬
‫لالم يرتفم طرف اللسان العريض فيلتصق باحلنك األعىل‪ ،‬يلتصق بأصول الثنايا‪ ،‬أصول‬

‫‪5‬‬
‫الرباعيات‪ ،‬باللثة فوق‪ ،‬هو التصاق تام‪ ،‬التصاق حمكم‪ ،‬فال جيد الصوت جماماال أو طريقاما‬
‫للخروج‪ ،‬ف ذا يفعل الصوت؟‬

‫ارتفم اللسان وس َّكر جمر الصوت‪ ،‬فانحرف الصوت يمينا وش ال ألجل أن خيرج‪،‬‬
‫ألجل هذه الصورة توضح إن كانت واضحة‪ ،‬نالح؟ ارتفاما اللسامان إىل األعامىل‪ ،‬هامذا‬
‫اللسان أغلق جمر الصوت‪ ،‬فانحرف الصوت من اليمني ومن اليسار‪ ،‬ألجامل أن خيامرج‬
‫خارج الفم‪ ،‬وهذه األسهم تبني‪ ،‬هذه األسهم أسهم الصاموت‪ ،‬وهامذا العالمامة الصامفراء‬
‫اللسان‪ ،‬اللسان التصق باللثة العلياما‪ ،‬فالصاموت انحامرف يسامارا ويميناما ألجامل أن يعام‬
‫وخيرج‪ ،‬فيسمم صوت الالم‪ ،‬فهذا عرفاموه هبامذا التعريامف‪ ،‬عامىل أن االنحامراف معهامم‪،‬‬
‫انحراف الالم‪ ،‬الصوت ينحرف يميناما وينحامرف شام ال‪ ،‬وطامرف اللسامان أغلامق اجلهامة‬
‫األمامية‪ ،‬فهذا االنحراف معهم‪.‬‬

‫أما احرراف الراء فعندما ننطق الراء ينكمش اللسان‪ ،‬ال يكامون مسامتويا مثامل الامالم‪،‬‬
‫الالم «ال» طرف اللسان العريض مستو‪ ،‬أما مم الراء فمنحن‪ ،‬فانحناؤه هذا و َّلامد فرجامة‬
‫صغرية بني اللسان‪ ،‬انحناء اللسان هكذا يف املنتصف و َّلد فرجة يسرية خفيفة جامدا‪ ،‬يامأيت‬
‫الصوت فينطلق فيجد هذا املجر الضيق فيخرج منه‪ ،‬وقيامل‪ :‬خيامرج مامن هامذه الفرجامة‬
‫الصغرية‪ ،‬وكذلك انحرف أيضا انحرف مامم الامالم قلاميال خيامرج بعامض الصاموت يميناما‬
‫وش ال‪ ،‬وبعض الصوت خيرج من وسط اللسان املنحني‪ ،‬فنقول‪( :‬الر) فمجر الصوت‬
‫خيرج من وسط اللسان‪.‬‬

‫أما الالم فال خيرج من وسط اللسان‪ ،‬فلو أتى القارئ وقفل جمر الراء هنائيا ك فعل‬
‫مم الالم خترج الراء حمرصمة‪ ،‬يعني حرصها‪ ،‬حرص اللسان فامأغلق جمامر الصاموت مامم‬

‫‪6‬‬
‫الراء فخرجت الراء (أر) ال يوجد صوت هلا‪ ،‬لكن لو جعل الفرجة اليسرية ليخرج منهاما‬
‫الصوت خرج الصوت‪.‬‬

‫ونذكر در ْسنا يف صفة الراء أهنا من حروف البينية‪ ،‬فالصوت يستمر صوتا معتدال إىل‬
‫انتهاء هذه الصفة (الر) يشء قليل‪ ،‬استمرار قليل من الصوت ثم ينقطم‪ ،‬لكن لو أغلقناما‬
‫هذه الفرجة اليسرية هكذا‪ ،‬الصوت انحق يف مكانه وأصبح ماذا؟ أصبح الصاموت غامري‬
‫مسمو فتخرج الراء حمرصمة غري واضحة‪ ،‬هذا عىل التعريف الثاين وهو لعله أدق‪ .‬ملاذا؟‬
‫ألن التعريف األول‪ :‬امليل باحلرف بعد خروج من خمرجه عند النطامق بامه حتامى يصامل إىل‬
‫خمرج آخر‪ .‬نحن نقول‪ :‬هذه الصفات صفات ذاتية‪ ،‬يعني هامذه الصامفات ال تنفامك عامن‬
‫احلرف‪ ،‬فلو قلنا هبذا األمر فهذا البعض يفعله والبعض ال يفعله وأغلب الناس ال يامأتون‬
‫بالالم مكان الراء أو الراء مكان الالم‪ ،‬مثال ذلك‪ ﴿ :‬ر َّبنا وال ُتم ْلنا ماما ال طاقامة لناما بامه‬
‫وا ْعف عنَّا وا ْغف ْر لنا﴾ [البقرة‪ ،]286 :‬البعض يقول (واغفلناما) لكامن الامبعض ال يقامول‬
‫(واغفر لنا) (قل ريب) ال‪ ،‬يقولون (قل لبي)‪.‬‬

‫فهذه الصفة لو جعلنا هذه الصفة هذا التعريف أن امليل احلريف يميل إىل خمامرج آخامر‪،‬‬
‫لدهيم هذه املشكلة‪ ،‬لكن لو قلنا بأن اهلواء صاموت‬ ‫فليست صفة ذاتية‪ ،‬أغلب الناس لي‬
‫احلرف يميل يمينا وش ال عىل اللسان ألجل أن خيرج‪ ،‬فمعناماه انحامرف صاموت احلامرف‬
‫يمينا لسان وش ال لسان‪ ،‬وخرج للسامم‪ ،‬فهذه الصفة ذاية مم كل شخص‪ ،‬كل شخص‬
‫أراد أن ينطق الالم فال بد أن يقول هكذا «ال» فالصاموت انحامرف يميناما وشام ال و هامر‬
‫للسامم‪.‬‬

‫الراء كذلك‪( ،‬الر‪ ،‬الر) الصوت انحرف وخرج‪ ،‬بدل أن كان مستو الصوت ينطلق‬

‫‪7‬‬
‫يف استوائه فوجد املكان الضيق فانحرف ألجل أن خيرج من املكان الضاميق‪ ،‬هامذا شامكل‬
‫الراء‪ ،‬تالحظون اللسان ينثني قليال فيخرج اهلواء من هذه الفتحة اليسرية اخلفيفة‪ ،‬خيامرج‬
‫الصوت‪ ،‬ونالح؟ األسهم‪ ،‬يأيت الصوت معتدال‪ ،‬ثم ينحرف فيخرج مامن هامذه الفتحامة‬
‫اليسرية الذ أحدثنا اللسان لنطقه مم الراء‪ ،‬فهذه الصفة ذاتية‪ ،‬دائ أ شخص يريامد أن‬
‫ينطق الراء جتد مم هذا األمر‪ ،‬ال بد أن ينحرف معامه الصاموت حتامى خيامرج مامن املجامر‬
‫الضيق للراء‪ ،‬فتكون الصفة صفة ذاتية‪.‬‬

‫فرق بني الالم وبني الراء أن الالم عند نطقنا هلا نغلق املجر هنائيا من األمامام‪ ،‬جمامر‬
‫الصوت ينغلق هنائيا‪« ،‬ال» نالح؟ نرفم اللسامان‪« ،‬ال» فهامذه الامالم مامم طامرف اللسامان‬
‫العريضة الطرف نالح؟‪ ،‬الح؟ طرف اللسان‪ ،‬هذا طرف اللسان ومن هنا الالم ختامرج‪،‬‬
‫من هنا من املنتصف‪.‬‬

‫الالم من الطرف كامال‪ ،‬الالم من الطرف‪ ،‬فهذا الطرف يغلق جمر اهلواء فال جيعامل‬
‫للهواء سبيال للخروج من الطرف‪ ،‬ال بد أن ينحرف الصوت يمينا وش ال‪.‬‬

‫أما فرق الراء‪ ،‬الفرق الذ بينه وبني الراء أن الراء يف منتصف اللسان‪ ،‬يوجامد فتحامة‬
‫يسرية من خالل هذا املجر الضيق الصوت يستطيم أن خيرج‪ ،‬فلو أغلقناما هامذه الفتحامة‬
‫اليسرية ألصبحت الراء حمرصمة وأصبحت كالالم‪( ،‬ار) فال خترج را ًء‪ ،‬هذا الفارق بينها‬
‫وبني الالم‪.‬‬

‫لكن عموما ننتبه‪ ،‬ال نأيت براء مكان الم وال نأيت بالم مكامان راء‪ ،‬خصوصاما إذا جاماء‬
‫حرف الراء الساكن أمامه الالم فإن البعض يدغم الراء يف الالم لسهولة النطق؛ ألن الالم‬
‫خترج من طرف اللسان‪ ،‬الطرف املدبدب الذ هو آخر اللسان‪ ،‬والراء خترج من الطرف‬

‫‪8‬‬
‫العريضة ففيها صعوبة ُتتاج إىل خفة فالبعض يدغم ك قرأت املثال‪﴿ :‬ر َّبنا وال ُتم ْلنا ما‬
‫ال طاقة لنا به وا ْعف عنَّا وا ْغف ْر لنا﴾ ف ذا يفعل البعض؟ مبارشة يذهب إىل الالم‪ ،‬مبارشة‬
‫يرتك الراء‪ ،‬فيرتك الراء‪ ،‬فيقرأ (اغفل لنا) ال نقول (واغفل لنا) نأيت بالراء بصوهتا املعتاماد‬
‫منفصلة عن الالم بعد ذلك ننتقل إىل الالم‪﴿ :‬وا ْعف عنَّا وا ْغف ْر لنا﴾ نالح؟ هكذا‪.‬‬

‫كذلك يف قوله تعاىل‪﴿ :‬وقل َّرب ز ْدين ع ْل ً ﴾ [طه‪ ،]114 :‬ال أقول (وقامل لامب) ال‪،‬‬
‫(وقل رب) هبذه الصيغة وهبذه األمر‪.‬‬

‫هذه مسألة االنحراف‪ ،‬انحراف الالم مكان الراء قليامل يفعلامه‪ ،‬الامذ لديامه ثقامل يف‬
‫اللسان‪ ،‬لكن األغلب ال يفعله‪ ،‬فاالنحراف هو انحراف صوت احلامرف‪ ،‬ينحامرف يميناما‬
‫وش ال مم الالم‪ ،‬وال خيرج من الوسط الصوت‪ ،‬ينحرف يمينا وش ال وهذه صفة ذاتية‪،‬‬
‫أ شخص أراد أن يقرأ أو ينطق الالم ال بد أن برف الصاموت يميناما وشام ال ألجامل أن‬
‫خيرج الصوت للسامم‪.‬‬

‫أما مع الراء‪ ،‬الراء فهي خترج من آخر طرف اللسان وجتعامل فرجامة يسامرية للصاموت‬
‫للخروج من منتصف اللسان‪ ،‬فيخرج مامن منتصامف اللسامان‪ ،‬وقيامل كامذلك خيامرج مامن‬
‫منتصف اللسان وله كذلك صوت مامن جامانبني يميناما وشام ال‪ ،‬فيخامرج الصاموت هبامذا‬
‫االنحراف فتكون صفة ذاتية موجودة مم هذا احلرف ال تتغري عنه‪ ،‬هذه صفة االنحراف‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫صفة التكرير‬

‫صفة التكرير هي الصفة اخلامسة‪.‬‬

‫التكرير لغة‪ :‬اإلعادة‪ ،‬تكرر اليشء تعيد اليشء‪.‬‬

‫واصطالحا‪ :‬ارتعاد رأس اللسان عند النطق باحلرف‪.‬‬

‫هذا رأس اللسان عند نطقك للحامرف يرتعامد‪ ،‬فارتعاماد طامرف اللسامان عنامد النطامق‬
‫باحلرف‪.‬‬

‫حرف التكرير هو الراء‪ ،‬متعلق بالراء فقط‪ ،‬الراء فيها خفة‪ ،‬خفة شديدة فام ذا يفعامل‬
‫البعض؟ البعض لسانه خفيف فيامأيت بعامدة راءات‪( ،‬بسامم اهلل الامررمحن الامررحيم) ماماذا‬
‫فعل؟ كرر الراء‪ ،‬هل هذه الصفة هنا موجودة يف الراء؟ هل الراء ال بد أن يكرر ألجل أن‬
‫يظهر؟ أم إن هذه الصفة فقط نعلمها ألجل أن نجتنبها؟ هذه الصفة موجودة مامم الامراء‪،‬‬
‫إن تكرر الراء مرة واحدة ومبارشة ألصقت من أول وهلة‪ ،‬ألصقت اللسامان عامىل اللثامة‬
‫العليا‪ ،‬وأطبقت إطباقا شديدا ما تكامرر‪ ،‬هامذا قلناما‪ :‬هامو كامالالم‪ ،‬هامو فعامل الامالم كامذا‪،‬‬
‫يتحرصم‪ ،‬خترج كأهنا الم‪ ،‬وخترج كأهنا ثقيلة الراء‪ ،‬ال تتكرر‪ ،‬لكن ال بد من التكرار‪ ،‬مرة‬
‫واحدة‪ ،‬مرتني فقط‪ ،‬املقصود عدم الييادة‪ ،‬التكرار املتكرر هذا الييادة الغري حممامودة هامو‬
‫الذ يمنم‪.‬‬

‫ال نأيت بييادة عن املطلوب‪ ،‬حأيت براء واحدة‪ ،‬نكرر طرف اللسان‪ ،‬هكذا نطامق الامراء‪،‬‬
‫عندما ننطق الراء ينحني طرف اللسامان ويعامود إىل الظهامر‪ ،‬الظهامر طبعاما هامو الصامحيفة‬
‫الظاهرة من اللسان‪ ،‬تسمى هر اللسان‪ ،‬أما من التحت فتسمى بطن اللسان‪ ،‬فالراء عند‬
‫نطقك له يأيت من طرف وينحني إىل الظهر‪ ،‬ويعود مرة أخر وهكامذا‪ ،‬ينحنامي ويعامود‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫فإذا كان اللسان يف خفة شديدة جتده ينحني ويعود‪ ،‬ينحنامي ويعامود بكثامرة‪( ،‬أر‪ ،‬أر‪ ،‬أر)‬
‫هكذا‪ ،‬هذا الذ يمنم‪ ،‬لكن ال بد أن نكامرر الامراء مامرة واحامدة‪ ،‬مامرتني لتظهامر (أر‪ ،‬أر)‬
‫هكذا‪ ،‬لكن (أرررر) هذا هو املمنو ‪ ،‬فالراء هذا التكرار صفة مالزمة للراء‪ ،‬ال يتغامري ال‬
‫بد من التكرار‪ ،‬وإال ك قلنا ُتدث احلرصاممة‪ ،‬فينقطامم صاموت الامراء‪ ،‬ويكامون كامالالم‪،‬‬
‫وتكون الراء غري واضحة‪ ،‬وهذا ممنو ‪ ،‬اخلفة الشديدة التكرار الشديد‪ ،‬كذلك هو ممنو ‪.‬‬

‫ك قلت كيفية حدوث التكرار‪ ،‬هذا طرف اللسان يتحرك بخفة إىل األعىل وينيل‪ ،‬إىل‬
‫األعىل وينيل‪ ،‬لكن أنا اآلن ال أريد أن أكرر‪ ،‬ال أريد أن أكرر‪ ،‬كذلك ال ننسى الراء فيهاما‬
‫صفة البينية‪ ،‬وهذا كثري ما يقم فيه الناماس‪ ،‬ماماذا يفعلامون؟ ال يكامررون‪ ،‬لكامن يقطعامون‬
‫الصوت‪ ،‬فإن أردت أن متنم التكرار تلصامق طامرف اللسامان بعامدما كامررت مامرة واحامدة‬
‫مرتني‪ ،‬تلصق طرف اللسان يف اللثة العليا‪ ،‬هكذا إلصاق حمكم‪ ،‬إذن لن يتكرر الراء ( أر)‬
‫(أر) نالح؟‪ ،‬لكن لو ألصق وجعلت اللسان عىل راحته ساميتكرر بشامكل كبامري (أررر)‬
‫(أررر) لن ألصق‪ ،‬لكامن انتبامه ال ألصامق مامن أول وهلامة (أرر‪ ،‬أرر) ال‪ ،‬هامذا خطامأ ألنامه‬
‫سيخرج الراء حمرصما غري واضح‪.‬‬

‫الذ أريد أن أنبه عليه أن نلصق طرف اللسان مم اللثة العليا‪ ،‬لكن نجعل اإللصاماق‬
‫للفرتة اليمنية التي خيرج منها صوت الراء‪ ،‬وقلنا‪ :‬الراء فيه صفة البينية‪ ،‬ال بد من امتامداد‬
‫صوت‪ ،‬لكن هذا االمتداد كيف يكون؟ يكون بقدر يسري جدا معتدال‪ ،‬ما نقطم الصاموت‬
‫ك يفعلها البعض‪ ،‬يقرؤون هكذا‪( :‬إنا أر ‪ ..‬سلنا) ماذا فعل؟ قطم الصاموت هنائياما عامىل‬
‫الراء‪ ،‬الراء ال يقطم معها الصوت ألهنا من احلروف البينية‪ ،‬يمتد الصوت قليال‪ ،‬وكذلك‬
‫الراء يعني ما تكرر التكرار الواضح البني‪ ،‬ال نريد الييادة‪ ،‬لكامن ُتتاماج إىل مامرة مامرتني‪،‬‬
‫استمعوا‪( :‬إنا أرسلنا) (أرسلنا) أنا أكرر و أقطم الصوت‪( ،‬وآيت ذا القربى) (قربى)‬

‫‪11‬‬
‫أقل (وآت ذا القر بى) (قر بى) وكذلك أكرر‪ ،‬أقامل‪( :‬أرررساملنا) (أرررساملنا) ال‪،‬‬
‫آت هبذا‪ ،‬وإن كررت كررت اللسان مرة مرتني‪ ،‬وأطبقت اللسان عىل اللثة العلياما‪ ،‬هامذا‬
‫االنطباق فقط مدة خروج الصوت املعتدل‪ ،‬مدة خروج الصاموت املعتامدل ثامم أعامود إىل‬
‫وضعية اللسان الطبيعي‪ ،‬فنخرج من هذا احلرف‪( ،‬إنا أرساملنا) (أرساملنا) تالحظامون أناما‬
‫أتيت بصوت الراء‪ ،‬أكرر الراء‪ ،‬هذا اإللصاق مدة خروج الصوت الطبيعي املعتدل ألنه‬
‫من احلروف البينية مدة خروج احلرف‪ ،‬أو خروج الصوت املعتدل ال إشكال يف ذلك‪.‬‬

‫لكن يأيت شخص ويقول‪( :‬إنا أر) ( أر ‪ ..‬سلنا) قطعنا الصوت‪ ،‬ال‪ ،‬هذا خطأ‪ ،‬طيامب‬
‫يأيت شخص آخر ويقرأ (إنا أررسلنا) (أررسلنا) ماذا فعل؟ كرر‪ ،‬فهذا ينبغي أن ال نفعله‪،‬‬
‫ال بد أن نكرر مرة مرتني بعد ذلك نلصق طرف اللسان باللثة العليا ألجل أن ال يتكامرر‪،‬‬
‫وهذا مدة اإللصاق هي مدة خروج الصاموت املعتامدل‪ ،‬انتهامت مامدة الصاموت نعامود إىل‬
‫الوضعية الطبيعية للسان‪ ،‬وننقل من حامرف الامراء إىل احلامرف الامذ بعامده‪ ،‬ونامأيت هبامذه‬
‫األمثلة‪.‬‬

‫(بسم اهلل الرمحن الرحيم) تالحظون أكرر‪ ،‬أكثر ما يكرر الناس يكررون يف احلرف‬
‫املشدد؟ ملاذا؟ ألن احلامرف املشامدد أساساما متكامون مامن حامرفني‪ ،‬األول ساماكن والثاماين‬
‫متحرك‪ ،‬فيكررون الراء‪ ،‬فهكذا يقرؤون‪ :‬نالح؟ الراء يف (الرمحن) ويف (الرحيم) راءات‬
‫مشددة‪ ،‬يقرؤون (بسم الررمحن الررحيم) هذا ممنو ال نفعل هذا‪.‬‬

‫طيب هل ممكن أن نقول (بسم اهلل اليحمن اليحيم) ال‪ ،‬هامذه حرصاممة‪ ،‬هامو يكامرر‬
‫هنائيا يف هذا املثال األخري‪ ،‬ال نريد هذا التطبيق‪ ،‬ال بد من التكرير الطبيعامي الامذ يظهامر‬
‫الراء‪ ،‬التكرير اليائد ممنو ‪ ،‬قطم التكرير هنائيا ممنو (بسم اهلل الرمحن الرحيم) نالح؟‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مثال آخر ك قلت يف املحارضة «إنا أرسلنا نوحا إىل قومه» «إنا أعطينا الكوثر» الامراء‬
‫املكررة أكثر ما يقم فيها‪ ،‬البعض يكررون الراء املرققة املوقاموف عليهاما‪ ،‬الامراء املوقاموف‬
‫عليها‪ ،‬البعض يكرروهنا‪ ،‬فتسمم الراء إما أن البعض بذفها‪ ،‬بذف الراء‪ ،‬وإماما الامبعض‬
‫يأيت بام(راء) مكررة مم الراء املكسورة التي هي مم الوقف عليها هي مرققة‪ ،‬فيأتون بامراء‬
‫مكررة‪.‬‬

‫تطبيقات على صفة التكرير ‪ -‬الراء‬

‫سنقرأ من سورة الطور قليال‪ ،‬وسامنقرأ كامذلك مامن سامورة املامدثر ألن الوقامف عامىل‬
‫رؤوس اآلية يف هذه السور وقف عامىل الامراء‪ ،‬نحاماول أن نطبامق الامراء تطبيقاما صامحيحا‬
‫وخصوصا يف الوقف‪ ،‬ألن اإلشكال مم الامبعض عنامدما يقامف عامىل الامراء يقامف عليهاما‬
‫بالتكرير‪.‬‬

‫نالح؟ أوال يف سورة الطور اجليء ‪ 27‬الصفحة ‪ ،523‬نقرأ مم الوقف‪ ،‬نقف عىل كل‬
‫(راء) وننظر هل سنكرر أم ال؟ هل مم تفخيم الراء يكثر التكرار‪ ،‬أم مامم ترقيامق الامراء أم‬
‫معه معا؟ عىل حسب الشخص‪ ،‬بعض األشخاص لدهيم مم الراء املرققة تكريامر زائامد‪،‬‬
‫والبعض مم الراء املفخمة تكرير زائد عىل حسب الشخص‪ ،‬لكن نحن نحاول أن نطبامق‬
‫تطبيقا صحيحا‪.‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم ﴿ وال ُّطور ﴾ نالح؟ الامراء‪ ،‬طيامب لامو قلامت‪( :‬والطاموررر)‬
‫هذا التكرار ﴿ وال ُّطور * وكتاب َّم ْسطور ﴾ كل هذه الامراءات‬ ‫(الطوررر) كررت نحب‬

‫اآلن مفخمة‪ ،‬فننتبه إىل عامدم التكامرار ﴿ يف ر ٍّق َّمنْشامور* وا ْلب ْيامت امل ْعمامور * و َّ‬
‫السام ْقف‬
‫امل ْرفو * وا ْلب ْحر امل ْسجور ﴾ نالح؟ كل الراءات هنا مفخمة‪ ،‬أكرر و أحذف التكرار‬

‫‪13‬‬
‫هنائيا‪.‬‬

‫نأيت إىل سورة املدثر ‪ 575‬اجليء ‪:22‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم ﴿ ياأ ُّهيا املدَّ ثر ﴾ نالح؟ الراء هنا راء مرققة ألننا سكنا الامراء‬
‫وهي مسبوقة بكق فالراء تكون مرققة‪ ،‬طيب هل تكرر؟ هل أقول ﴿ياأ ُّهيا املدَّ ثرر ﴾ ال‪،‬‬
‫(املدثررر) ممنو ؛ ألن أنا كررت‪ ،‬أتيت بعدة راءات مم أين رققامت‪ ،‬هامذه مسامألة بعامض‬
‫األشخاص يقول‪ :‬أنا ال أعرف أن أفخم أو أرقق الراء‪ ،‬هذه مسألة أخامر يتامدرب عامىل‬
‫تفخيم الراء وترقيقها‪ ،‬لكن لو أتقن التفخيم أو الرتقيق يف الراء‪ ،‬البعض ك قلامت يكامرر‬
‫الراء املفخمة‪ ،‬والبعض يكرر الراء املرققة‪ ،‬فهنا مررقة أم مفخمة نحامن نمنامم التكامرار ﴿‬
‫ياأ ُّهيا املدَّ ثر ﴾ نالح؟ ﴿ ياأ ُّهيا املدَّ ثر * ق ْم فأنذ ْر * ور َّبك فك ْ ﴾ الراء مرققة لكنها غامري‬
‫مكررة‪ ،‬لكن يأتينا شخص يقول‪ ﴿ :‬ق ْم فأنذ ْررر﴾ هذا فخم وكرر‪ ،‬والبعض ﴿ ق ْم فأنذ ْر‬
‫﴾ رقق وكرر‪ ،‬والبعض ك قلت لكم قطم الصوت عن الراء هنائيا ﴿ ق ْم فأنذ ﴾ ال‪ ،‬هذه‬
‫راء غري واضحة‪ ،‬ال بد من ترقيق الراء إذا كانت مرققة‪ ،‬عامدم تكامرار الامراء ال تكامرر‪ ،‬ال‬
‫تنحرف الراء مكان الالم‪ ،‬كذلك ال ينقطم الصوت مم الراء‪ ،‬ألهنا من احلروف البينية‪.‬‬

‫فنحرتز من هذه األشياء األربعة‪ :‬ال نكرر‪ ،‬ال نقطم الصوت بني احلامروف البينيامة‪ ،‬ال‬
‫نحرف الراء مكان الالم‪ ،‬وال نفخم الراء إن كانت مرققة أو نرقق إن كانت مفخمة‪.‬‬

‫اماهج ْر﴾‬
‫الر ْجامي ف ْ‬
‫﴿ ياأ ُّهيا املدَّ ثر * ق ْم فأنامذ ْر * ور َّبامك فكام ْ * وثيابامك فطه ْامر * و ُّ‬
‫تغريت الراء يف كلمة (الرجي) فاهجر‪ ،‬فخمت ألهنا ساكنة قبلها مضموم‪ ،‬لكن هل أتامى‬
‫التكرار‪ ،‬هل كررت مم املرقق أو مم املفخم؟ ال‪ ،‬الوضم واحد‪ ،‬مم املرققة ومم املفخمة‪،‬‬
‫الراء املرققة واملفخمة ال إشكال فيها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اص ْ * فإذا نقر يف النَّاماقور﴾ فهناما‬
‫اهج ْر * وال متْنن ت ْستكْثر * ولربك ف ْ‬
‫الر ْجي ف ْ‬
‫﴿ و ُّ‬
‫نالح؟ الراءات‪ ،‬راء مفخمة‪ ،‬راء مرققة‪ ،‬ال إشكال معنا‪ ،‬املهم ممنو التكامرار‪ ،‬ال نكامرر‬
‫الراء‪ ،‬نأيت براء واحدة‪ ،‬وهذه الراء واضامحة بينامة‪ ،‬السامامم يسامتمم إىل راء مامن غامري ماما‬
‫يتشكك؛ هل هذه الراء راء واحدة أم راءان أم ما شابه ذلك؟ نامأيت بامراء واحامدة وتكامون‬
‫واضحة‪ .‬غري مكررة‪.‬‬

‫هذا التكرار‪ ،‬اآلن ندخل للصفة التي بعدها‪.‬‬

‫صفة التفشي‬

‫التفيش لغة‪ :‬هو االنتشار واالتسا ‪.‬‬

‫أما يف االصطالح‪ :‬انتشار اهلواء عند النطق باحلرف بني اللسان واحلنك األعىل‪.‬‬

‫انتشار اهلواء عند النطق باحلرف بامني اللسامان واحلنامك األعامىل‪ ،‬ممكامن هامذا اللسامان‬
‫واحلنك األعىل الصحيفة التي يف األعىل فعند نطقنا يف الشني‪ ،‬الشني هذه اهلامواء اخلامارج‬
‫للشني ينترش بني اللسان وبني احلنك األعىل حتى خيرج إىل اخلارج‪.‬‬

‫وسبب التسمية نسبة إىل اهلواء الذ يتفشى يف الفم ويصاحب الشني‪.‬‬

‫حرف التفيش هو الشني فقط‪ ،‬وسنتحدث عن األخطاماء أن نقحامم بعامض احلامروف‬


‫ونعطيها نو من التفيش‪ ،‬وتكون الصفة هامذه غامري متعلقامة بالشامني فقامط‪ ،‬وإنام تتعلامق‬
‫بحروف أخر ‪.‬‬

‫جير‬ ‫الشني‪ ،‬اهلم‬ ‫جير يف جمراه‪ ،‬فعندما هنم‬ ‫الشني فيها صفة اهلم ‪ ،‬فاهلم‬
‫يف جمراه‪ ،‬لكن يتجاوز احلدود‪ ،‬فينترش بكثرة‪ ،‬يييد اهلواء مامم الشامني‪ ،‬يييامد اهلامواء حتامى‬

‫‪15‬‬
‫يصل إىل املخرج الذ خيرج الصوت من الشفتني فيستمم الصوت‪ ،‬فعند نطقناما للشامني‪،‬‬
‫صفات‪ ،‬فهذا الشني فيه صامفة اهلمام ‪،‬‬ ‫خرج النَّف ‪ ،‬نحن قلنا‪ :‬أقل احلروف فيها مخ‬
‫يسري لكن جاءت التفيش فياد هذا اهلواء اخلفيامف‪ ،‬زاد أكثامر حتامى‬ ‫مه ‪ ،‬وخروج نف‬
‫انترش بني اللسان وبني ماذا؟ احلنك األعىل‪ ،‬لامذلك عنامدما تقامول (أش) ماماذا تالحام؟؟‬
‫تالح؟ اهلواء منترش يف الفم‪ ،‬وخيرج يف اخلامارج بصاموت الشامني‪( ،‬أش) فاماهلواء اخلامارج‬
‫زدنا عليه هواء التفيش فانترش بكثرة‪ ،‬وزاد وخرج إىل اخلارج‪ ،‬لذلك مامن‬ ‫للهم‬ ‫للنف‬
‫كثامريا‪ ،‬أن نقحامم‬
‫ً‬ ‫األخطاء ك قلت أن نأيت بحرف وخصوصا اجليم‪ ،‬هذا الامذ نساممعه‬
‫اجليم مكان الشني‪.‬‬

‫نالح؟ هنا هذا اللسان‪ ،‬نقول هذا اللسان وهامذا احلنامك األعامىل‪ ،‬هامذا احللامق‪ ،‬هناما‬
‫املخرج‪ ،‬من‬ ‫احللق‪ ،‬اجليم ذكرنا يف املخارج‪ ،‬قلنا‪ :‬الشني‪ ،‬واجليم والياء خيرجون من نف‬
‫وسط اللسان من هنا‪ ،‬لكن اجليم تقدمت أوال هذا اجليم سأك اخلط للرؤية‪ ،‬هذا اجلاميم‬
‫خمرج اجليم هنا‪ ،‬خمرج اجليم هذا‪ ،‬ييل اجليم الياماء‪ ،‬بعامد الياماء تامأيت الشامني‪ ،‬نالحام؟ أوال‬
‫اجليم‪ ،‬بعد ذلك الياء‪ ،‬وبعد ذلك الشني‪ ،‬فالشني عند نطقنا الصوت يأيت بالشامني فينترشام‬
‫اهلواء هنا‪ ،‬هذا كله انتشار اهلواء للشني‪ ،‬ينترش هنا ينترش هنا حتامى خيامرج مامن الشامفتني‪،‬‬
‫فخرج للسامم‪ .‬هذا الشني‪.‬‬

‫فيه انتشار هامواء‪ ،‬يرتفامم‬ ‫أما اجليم فيختلف‪ ،‬اجليم خلف الشني وخلف الياء‪ ،‬فلي‬
‫اللسان إىل األعىل فتخرج اجليم من غري أن يتفشى معها اهلواء‪ ،‬لذلك نسمم من األخطاء‬
‫البعض يقول‪( :‬إذا ﭼاء‪ ،‬أﭼ) ال‪ ،‬هذا األساملوب‪ ،‬ال يفعامل مامم اجلاميم‪ ،‬اجلاميم (أج‪ ،‬أج)‬
‫حرف جمهور‪ ،‬يف صفة اجلهر‪ ،‬وحرف يف صفة الشدة مشامدود‪ ،‬فامال جيامر معامه الامنَّف ‪،‬‬
‫منقطامم‪،‬‬ ‫معامه‪ ،‬وال جيامر كامذلك معامه الصاموت‪ ،‬الامنَّف‬ ‫ممنو النَّف ‪ ،‬جريان الامنَّف‬

‫‪16‬‬
‫الصوت منقطم‪.‬‬

‫من حروف اهلم ‪ ،‬وفيها جريان الصاموت‪،‬‬ ‫أما الشني فال‪ ،‬الشني فيها جريان النَّف‬
‫وزدنا عليها صفة التفيش‪ ،‬زدنا اهلواء‪ ،‬ففيها اندفا صوت‪ ،‬امتداد صوت‪ ،‬فيهاما اهلمام‬
‫اليسري‪ ،‬وأتينا بصفة التفيش‪ ،‬فاندفم اهلواء‪ ،‬انترش اهلواء بقوة لذلك نقامول‪:‬‬ ‫خروج النف‬
‫(أش) (إنا الشيطان لكم عدو) ماذا نالح؟‪( ،‬اليش‪ ،‬اليش) فالشني هذا عمل‪ ،‬ولكن يأيت‬
‫قارئ فيقحم اجليم مم الشني ويقرأ‪( :‬إذا ﭼاء‪ ،‬ﭼ‪ ،‬ﭼ) ال‪ ،‬هذا األساملوب ال يتعامامل مامم‬
‫اجليم ألهنا جمهورة مشدودة‪ ،‬هذا يتعامل مم الشني‪ ،‬ولامذلك نقامول اهلامواء انترشام هناما يف‬
‫الفم‪ ،‬وخرج بني اللسان‪ ،‬هذا اللسان وبني احلنك األعىل‪ ،‬احلنك األعامىل فخامرج انتشامار‬
‫اهلواء‪ ،‬هذا هو الفرق بني اجليم وبني الشني‪ ،‬فمن األخطاء أن يأيت قامارئ وجيعامل اجلاميم‬
‫كالشني‪ ،‬الشني هي مستقلة بالتفيش‪ ،‬صفة التفيش للشني‪ ،‬فال نأيت هبذا األسلوب ونقول‪:‬‬
‫ال سنفعل ك فعلنا بالشني مامم اجلاميم‪ .‬ويساممون هامذا األمامر التعطاميش‪ ،‬ال‪ ،‬ماما هكامذا‬
‫التعطيش‪.‬‬

‫التعطيش ما معناه؟ ماذا التعطيش؟ التعطيش معناه هذا اهلواء الذ انترش مم اجلاميم‪.‬‬
‫عندما يقولون للشخص عطش‪ ،‬وهذا طبعا التعطيش هذا مصامطلح حامديث‪ ،‬مصامطلح‬
‫جديد‪ ،‬ما يف يشء اسمه تعطيش يف كتب التجويد‪ ،‬ما عندهم هامذا اللفام؟ أساساما‪ ،‬لكامن‬
‫عندما قام الناس خيطئون يف اجليم‪ ،‬ويأتون بانتشار اهلواء ينترش اهلواء قالوا الذ يريامد أن‬
‫ينطق اجليم يعطش اجليم‪ ،‬كيف يعطش؟ قال خييل هذا املكان من اهلامواء املنترشام‪ ،‬يمسامح‬
‫هذا فيجعل خاليا‪ .‬فتكون اجليم خالية من هذا اهلواء‪ ،‬ننظر فضاميت اجلاميم عنامدنا نطقناما‬
‫للجيم ال يوجد انتشار هواء هنا ك يوجد مامم الشامني‪ ،‬فعنامدما تقامول عطامش القاموم أ‬
‫منعت عنهم املاء‪ ،‬فلذلك عندما يأيت قارئ مم اجليم وينرش اهلواء هنا ينرش اهلواء ويتفشى‬

‫‪17‬‬
‫اهلواء يقال له عطش اجليم من هذا‪ ،‬أ ‪ :‬أخيل اجليم من انتشار اهلواء وال جتعله كالشامني‪،‬‬
‫هذا املراد من التعطيش واهلل أعلم‪.‬‬

‫ما املراد بالعك ‪ ،‬لو الناس فهمت املسألة بالعك ‪ ،‬عندما يقرؤون (جي ) خالية من‬
‫التفيش يقولون للقارئ عطش اجليم‪ ،‬ما معنى؟ أ يقولون له إيتي بانتشار اهلواء‪ ،‬اجعامل‬
‫اهلواء يتفشى‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬اجليم ال ينترش مم اهلواء‪ ،‬ال يتفشى معها اهلواء‪.‬‬

‫التفيش خاص ب ذا؟ خاص بصفة الشني‪ ،‬وال يتعلق بصفة اجليم‪ ،‬لذلك نحامرتز مامن‬
‫جعل اجليم كالشني‪ ،‬الشني مستقلة بالتفيش واجليم هكذا تقرأ (جاماء) (اش) بيامنه بامون‬
‫شاسم‪ ،‬ال نقول (أﭼ) وإن (أج) والشني (أش)‪.‬‬

‫تطبيقات على صفة التفشي ‪ -‬الجيم‬

‫نأيت بعدة تطبيقات مم الشني‪ ،‬نقرأ الشني بالتفيش‪ ،‬والتفيش متامى يتضامح أكثامر؟ مامم‬
‫املشدد؛ ألن املشدد أوله ساكن‪ ،‬والثاين متحرك‪ ،‬ويأيت كذلك مامم الساماكن‪ ،‬هامذا يكامون‬
‫أبني‪.‬‬

‫املشدد‪ ،‬ثم الساكن ويليه بعد ذلك املتحرك‪ ،‬املتحرك تقول (شاما‪ ،‬شامو‪ ،‬يش) التفيشام‬
‫موجود لكن قليل‪ ،‬فرق عندما أقول (أش) عندما أشدد‪( ،‬الشيطان‪ ،‬الشاميطان) نالحام؟‬
‫الشني‪ ،‬مشددة ففيها التفيش أكثر‪ ،‬لذلك التفيش يتضامح أكثامر يف الساماكن واملشامدد‪ ،‬أماما‬
‫املتحرك ففيه تفش لكن التفيش قليل‪.‬‬

‫أمثلة عىل صفة التفيش‪.‬‬

‫(أعوذ باهلل من الشيطان الامرجيم) (مامن الشاميطان الامرجيم) نالحام؟ يف اجلاميم آت‬
‫بالتفيش مم اجليم‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الش ْهر ف ْليص ْمه ﴾ (شامهد) الشامني مفتوحامة فجاماءت (شاما) فيهاما‬
‫﴿ فمن شهد منكم َّ‬
‫تفش‪ ،‬لكن أ الشينني التفيش فيها أوضح؟ (فمن شهد منكم الشهر فليصاممه) نالحام؟‬
‫التفيش يف كلمة (الشهر) أكثر ألنه حرف مشدد‪ ،‬أما (شهد) أقل ألنه حرف متحرك غامري‬
‫مشدد‪ ،‬فصفة التفيش جاءت أقل لكن موجودة‪.‬‬

‫مثال آخر‪ ﴿ :‬ولع َّلك ْم ت ْشكرون ﴾ نالح؟ (تش) (تشكرون) لكن ال نبامال‪ ،،‬ال يامأيت‬
‫شخص ويقول‪( :‬ولعلكم تششكرون) ال ما هكذا‪ ،‬هذه مبالغامة‪ ،‬أناما اآلن عنامدما أرشح‬
‫الدرس قليال‪ ،‬اليشء القليل أبال‪ ،‬مبالغة يسرية ألجل أن أبني املسألة وتتضامح لكامم‪ ،‬أماما‬
‫املبالغة اليائدة‪ ،‬فهذا غري حممود عىل اإلطالق‪.‬‬

‫ال نقرأ‪ ﴿ :‬ولع َّلك ْم ت ْشكرون ﴾ يكفي هذا األمر‪.‬‬

‫مثامال آخامر‪ ﴿ :‬أ ْ أ ْعهامدْ إلام ْيك ْم يامابني آدم أن الَّ ت ْعبامدوا َّ‬
‫الشام ْيطان ﴾ (أن ال تعبامامدوا‬
‫الشيطان) نالح؟ الشني يف كلمة (الشيطان) أعاذنا اهلل من الشاميطان‪ ،‬فيامه صامفة التفيشام‬
‫انتشار اهلواء بشكل كبري فالشني هي خمتصة هبذه الصفة‪ُ ،‬تتاج إىل انتشار احلرف املتحرك‬
‫أقل واحلرف الساكن أكثر واملشدد يكون أكثر‪.‬‬

‫أنبه عىل اجليم ألن كثريا من الناس يأتون بصفة تفيش مم اجليم‪ ،‬ال يامأتون مامم باماقي‬
‫احلروف‪ ،‬لكن يأتون مم اجليم ويقولون هذا ما يسمى بامالتعطيش‪ ،‬ويامأتون هبامذا اهلامواء‬
‫املنترش يف الفم‪ ،‬ويقولون‪ :‬هذا تعطيش اجلاميم‪ ،‬ال‪ ،‬ماما هكامذا تعطاميش اجلاميم‪ ،‬املقصامود‬
‫تعطيش اجليم أن ال تأيت هبذا التفيش يف نطقك للجيم‪.‬‬

‫ونكون انتهينا من صفة التفيش‪.‬‬

‫اليوم ُتدثنا عن صفة االحرراف‪ ،‬وصفة التكرير‪ ،‬وصفة التفيش‪ ،‬إن شاماء اهلل نكمامل‬

‫‪19‬‬
‫الصفات يف الدرس القادم ‪-‬بإذن اهلل سبحانه وتعاىل‪ -‬ونجعل بعض التطبيقات يف بعض‬
‫الدروس‪ ،‬وأسأل اهلل ‪-‬سبحانه وتعاماىل‪ -‬يل ولكامم التوفيامق‪ ،‬وعسامى أن ألتقامي بكامم يف‬
‫الدرس القادم‪ ،‬أستودعكم اهلل‪ ،‬والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪21‬‬
‫الفوائد‬

‫المفاهيم‬

‫الرشح‬ ‫املفهوم‬

‫هو امليل والعدول‪.‬‬ ‫االحرراف لغة‬

‫‪ -‬هو امليل باحلرف بعد خروجه من خمرجه عند النطق به حتى يصل بمخرج‬
‫آخر‪.‬‬
‫االحرراف اصطالحا‬
‫‪ -‬هو انحراف الصوت من عىل جانبي اللسان أو من وسطه قليال عند النطق‬
‫باحلرف‪ .‬وهذا التعريف أدق‪.‬‬
‫اإلعادة‪ ،‬تكرر اليشء أ تعيد اليشء‪.‬‬ ‫التكرير لغة‬
‫ارتعاد رأس اللسان عند النطق باحلرف‪.‬‬ ‫التكرير اصطالحا‬
‫هو االنتشار واالتسا ‪.‬‬ ‫التفيش لغة‬
‫هو انتشار اهلواء عند النطق باحلرف بني اللسان واحلنك األعىل‪.‬‬ ‫التفيش اصطالحا‬
‫انترش مم اجليم‪ ،‬إخالء اجليم من انتشار اهلواء وعدم جعلها‬ ‫هو اهلواء الذ‬
‫التعطيش‬
‫كالشني‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪21‬‬
‫َّ‬
‫تأمل‬

‫‪ ‬تأيت صفة االنحراف مم الالم والراء فقط‪.‬‬


‫‪ ‬سبب تسمية االنحراف هبذا االسم ألن اللسان ينحرف حال النطق باحلرف عن خمرجه حتى يصل‬
‫داخل احلنك‪.‬‬
‫‪ ‬تأيت صفة التكرير مم الراء فقط‪.‬‬
‫‪ ‬نأيت بالتكرار مم الراء مرة واحدة أو مرتني فقط‪ ،‬وال نأيت بييادة عن املطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬تأيت صفة التفيش مم الشني فقط‪.‬‬
‫‪ ‬سبب تسمية التفيش هبذا االسم نسبة إىل اهلواء الذ يتفشى يف الفم ويصاحب الشني‪.‬‬
‫‪ ‬التفيش يتضح أكثر إذا كان الشن مشددا ثم ساكنًا‪ ،‬ثم متحر ًكا‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪22‬‬
‫انتبه‬

‫‪ ‬هناك فرق بني الالم وبني الراءيف كيفية خروج احلرفني وحدوث االنحراف‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت الراء مرققة فال بد من ترقيقها‪ ،‬وعدم تكرارها‪ ،‬وعدم حذفها‪ ،‬وأال تنحرف مكان الالم‪،‬‬
‫وأال ينقطم الصوت معها؛ ألهنا من احلروف البينية‪.‬‬
‫‪ ‬من األخطاء أن نأيت بحرف ‪-‬وخصوصا اجليم‪ -‬ونقحمه مكان الشني‪ ،‬ونعطيه التفيش‪.‬‬
‫‪ ‬التعطيش مصطلح جديد حيث ال يوجد يشء اسمه «تعطيش» يف كتب التجويد‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫التلخيص‬

‫م ْن خالل هذا الدرس تناولنا احلديث عن صفة االحرراف‪ ،‬وصفة التكرير‪ ،‬وصفة‬
‫التفيش‪ ،‬وذلك ما ييل‪:‬‬
‫أولا‪ :‬صفة الانحراف‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف االنحراف‪:‬‬
‫‪ o‬لغة‪ :‬هو امليل والعدول‪.‬‬
‫‪ o‬اصطالحا‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف األول‪ :‬امليل باحلرف بعد خروجه من خمرجه عند النطق به حتى يصل‬
‫بمخرج آخر‪.‬‬
‫‪ -‬التعريف الثاين‪ :‬انحراف الصوت من عىل جانبي اللسان أو من وسطه قليال عند‬
‫النطق باحلرف‪ .‬وهذا التعريف أدق‪.‬‬
‫‪ ‬تأيت صفة االحرراف مم حريف «الالم والراء» فقط‪.‬‬
‫‪ ‬سبب التسمية باالحرراف‪ :‬ألن اللسان ينحرف حال النطق بالالم عن خمرجه حتى‬
‫يصل داخل احلنك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفة التكرير‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف التكرير‪:‬‬
‫‪ o‬لغة‪ :‬اإلعادة‪ ،‬تكرر اليشء أ تعيد اليشء‪.‬‬
‫‪ o‬اصطالحا‪ :‬ارتعاد رأس اللسان عند النطق باحلرف‪.‬‬
‫‪ ‬تأيت صفة التكرير مم حرف «الراء» فقط‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ‬نأيت بالتكرار مم الراء مرة واحدة‪ ،‬مرتني فقط‪ ،‬وال نأيت بييادة عن املطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت الراء مرققة فال بد من ترقيقها‪ ،‬وعدم تكرارها‪ ،‬وعدم حذفها‪ ،‬وأال‬
‫تنحرف مكان الالم‪ ،‬وأال ينقطم الصوت معها؛ ألهنا من احلروف البينية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صفة التفشي‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف التفيش‪:‬‬
‫لغ ًة‪ :‬هو االنتشار واالتسا ‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬انتشار اهلواء عند النطق باحلرف بني اللسان واحلنك األعىل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬سبب التسمية بالتفيش هو نسبة إىل اهلواء الذ يتفشى يف الفم ويصاحب الشني‪.‬‬
‫‪ ‬تأيت صفة التفيش مم حرف «الشني» فقط‪.‬‬
‫‪ ‬التفيش يتضح أكثر إذا كان الشني مشددا‪ ،‬ثم ساكنًا‪ ،‬ثم متحر ًكا‪.‬‬
‫‪ ‬من األخطاء أن نأيت بحرف ‪-‬وخصوصا اجليم‪ -‬ونقحمه مكان الشني‪ ،‬ونعطيه‬
‫التفيش‪.‬‬
‫‪ ‬التعطيش –وهو مصطلح حديث‪ -‬هو اهلواء الذ انترش مم اجليم‪ ،‬إخالء اجليم من‬
‫انتشار اهلواء وعدم جعلها كالشني‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪25‬‬
‫التقويم‬

‫أجب عن األسئلة التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬قارن بني كل من صفة «االنحراف» و«التكرير» و«التفيش» من حيث‪:‬‬
‫واصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أ‪ -‬التعريف لغ ًة‬
‫ب‪ -‬احلروف التي تأيت معها كل صفة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬بيان سبب التسمية إن وجد‪.‬‬
‫د – كيفية حدوث كل صفة‪.‬‬
‫‪ -2‬ختتلف مراتب «التفيش» من حيث القوة‪ ،‬وض ْح ذلك مم رضب األمثلة‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -3‬اتل اآليات القرآنية التالية تالوة صحيحة مستخرجا أحكام التجويد املتعلقة‬
‫بصفات «االنحراف» و«التكرير» و«التفيش» إن وجدت‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬وهللَّ ا ْمل ْرشق وا ْمل ْغرب فأ ْين تو ُّلوا فث َّم و ْجه اهللَّ إ َّن اهللَّ واسم عليم *‬

‫وقالوا َّاختذ اهللَّ ولدً ا س ْبحانه ب ْل له ما يف َّ‬


‫الس وات و ْاأل ْرض كل له قانتون * بديم‬
‫الس وات و ْاأل ْرض وإذا قض أ ْم ًرا فإ َّن يقول له ك ْن فيكون ﴾‪.‬‬
‫َّ‬
‫ُض فال كاشف له إ َّال هو وإ ْن ي ْمس ْسك بخ ْري‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬وإ ْن ي ْمس ْسك اهللَّ ب ٍّ‬
‫اخلبري * ق ْل أ ُّ‬
‫احلكيم ْ‬
‫يشء قدير * وهو ا ْلقاهر ف ْوق عباده وهو ْ‬
‫فهو عىل كل ْ‬
‫يشء أ ْك شهاد ًة قل اهللَّ شهيد ب ْيني وب ْينك ْم وأوحي إ َّيل هذا ا ْلق ْرآن ألنْذرك ْم به‬
‫ْ‬
‫وم ْن بل‪ ،‬أئنَّك ْم لت ْشهدون أ َّن مم اهللَّ آهل ًة أ ْخر ق ْل ال أ ْشهد ق ْل إ َّن هو إله واحد‬
‫وإنَّني بر ء ممَّا ت ْرشكون ﴾‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الساعة وانْش َّق ا ْلقمر * وإ ْن ير ْوا آي ًة ي ْعرضوا ويقولوا س ْحر‬
‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ا ْقرتبت َّ‬
‫م ْستمر * وك َّذبوا واتَّبعوا أ ْهواءه ْم وك ُّل أ ْمر م ْستقر * ولقدْ جاءه ْم من ْاألنْباء ما‬

‫فيه م ْيدجر * حكْمة بالغة ف ت ْغن النُّذر * فتو َّل عنْه ْم ي ْوم يدْ الدَّ ا إىل ْ‬
‫يشء نكر‬
‫* خ َّش ًعا أ ْبصاره ْم خيْرجون من ْاأل ْجداث كأ َّهن ْم جراد منْترش ﴾‪.‬‬

‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬في ْومئذ وقعت ا ْلواقعة * وانْش َّقت َّ‬


‫الس ء فهي ي ْومئذ واهية *‬

‫وا ْمللك عىل أ ْرجائها و ْ‬


‫بمل ع ْرش ربك ف ْوقه ْم ي ْومئذ ث نية * ي ْومئذ ت ْعرضون ال‬
‫ختْفى منْك ْم خافية * فأ َّما م ْن أويت كتابه بيمينه فيقول هاؤم ا ْقرءوا كتابي ْه * إين‬
‫ننْت أين مالق حسابي ْه * فهو يف عيشة راضية * يف جنَّة عالية * قطوفها دانية *‬
‫كلوا و ْارشبوا هني ًئا ب أ ْسل ْفت ْم يف ْاأل َّيام ْ‬
‫اخلالية * وأ َّما م ْن أويت كتابه بش له فيقول‬
‫يا ل ْيتني ْ أوت كتابي ْه * و ْ أ ْدر ما حسابي ْه * يا‪‎‬ل ْيتها كانت ا ْلقاضية ﴾‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪27‬‬

You might also like