You are on page 1of 54

‫الـرربّـا‬

‫أضراره وآثاره‬
‫سننةَّ‬
‫في ضوء الكتاب وال س‬

‫تأليف الفقير إلى ال تعالى‬


‫د‪ .‬سعيد بّن علي بّن وهف القحطاني‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫بّسم ال الرحمن الرحيم‬


‫المقردمـةَّ‬
‫إن الحمد ل‪،‬هل نحمده‪،‬هل ونستعينه‪،‬هل ونستغفره‪،‬هل ونعوذ بّال من شرور أنفسنا ومن سيئات‬
‫أعمالنا‪ .‬من يهده ال فل مضل له‪،‬هل ومن يضلل فل هادي له‪،‬هل وأشهد أن ل إله إل ال وحده‬
‫ل شريك له‪،‬هل وأشهد أن محمدا عبّده ورسوله‪.‬‬
‫سلذنموين{َ)‪.(1‬‬ ‫}يا أيسيها النذذيين آمنوا اتنقنوا اللنيه ح ن ذ ذ‬
‫ق تنيقاته يول تينموتننن إذلر يوأيانتنام نم ا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫ث ذماننهيما‬ ‫ق ذمانيها يزاويجيها يويبّ ن‬ ‫س يواذحيدسة يويخلي ي‬ ‫س اتنقنوا يرنبّنكنم النذذي يخليقينكام ذمان يناف س‬ ‫}ييا أيسييها الننا ن‬
‫سايءنلوين ذبّذه يواالياريحايم إذنن اللنيه يكاين يعلياينكام يرذقيبّاا{َ)‪.(2‬‬ ‫ذ‬
‫سااء يواتنقنوا اللنيه النذي تي ي‬
‫ذ‬
‫ذريجالا يكثيرا يوذن ي‬
‫صلذاح لينكام أياعيمالينكام يويياغذفار لينكام نذننويبّنكام‬ ‫}يا أيسيها النذذيين آمنوا اتنقنوا اللنيه ونقولنوا قيولا ذ‬
‫سديداا‪،‬هل ني ا‬‫ا ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬
‫سولينه فيقياد يفايز فياو از يعذظيماا{َ)‪.(3‬‬ ‫ذ‬
‫يويمان نيطذع اللنيه يوير ن‬
‫أما بّعد‪،‬هل فإن أحسن الحديث كتاب ال تعالى‪،‬هل وخير الهدي هدي محمد صرلى ال عليه‬
‫وسرلم‪،‬هل وشرر المور محدثاتها‪،‬هل وكل محدثةَّ بّدعةَّ‪،‬هل وكل بّدعةَّ ضللةَّ‪،‬هل وكل ضللةَّ في النار‪.‬‬
‫ل شك أن موضوع الربّا‪،‬هل وأضراره‪،‬هل وآثاره الخطيرة جدير بّالعنايةَّ‪،‬هل ومما يجب على كل‬
‫مسلم أن يعلم أحكامه وأنواعه ليبّتعد عنه ؛ لن من تعامل بّالربّا فهو محارب ل وللرسول‬
‫صرلى ال عليه وسرلم‪.‬‬
‫ولهميةَّ هذا الموضوع جمعت لنفسي ولمن أراد من القاصرين مثلي الدلةَّ من الكتاب‬
‫والسنةَّ في أحكام الربّا‪،‬هل وبّرينت أضراره‪،‬هل وآثاره على الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫وقد قسمت البّحث إلى‪ :‬مقدمةَّ‪،‬هل وثلثةَّ أبّواب‪،‬هل وخاتمةَّ على النحو التي‪:‬‬
‫البّاب الول‪ :‬الربّا قبّل السلم واشتمل على فصول‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬تعريف الربّا لغةَّ وشرعاا‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الربّا عند اليهود‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الربّا في الجاهليةَّ‪.‬‬
‫البّاب الثاني‪ :‬موقف السلم من الربّا‪ .‬وشمل ما يلي‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬التحذير من الربّا‪.‬‬
‫‪()1‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬اليآة‪.102 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اليآة‪.1 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫سورة الحأزاب‪ ،‬اليآتان‪.71 ،70 :‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ربّا الفضل‪.‬‬


‫أ ـ بّعض ما ورد في ربّا الفضل من النصوص‪.‬‬
‫ب ـ حكمه وسائر أنواع الربّا‪.‬‬
‫ج ـ أسبّاب تحريم الربّا وذحيكمه‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ربّا النسيئةَّ‪.‬‬
‫أ ـ تعريفه‪.‬‬
‫ب ـ بّعض ما ورد في ربّا النسيئةَّ من النصوص‪.‬‬
‫الفصل الرابّع‪ :‬بّيع العينةَّ‪.‬‬
‫أ ـ تعريف بّيع العينةَّ‪.‬‬
‫ب ـ حكمه وبّعض ما ورد من النصوص في ذمه‪.‬‬
‫البّاب الثالث‪ :‬ما يجوز فيه التفاضل والنسيئةَّ‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬جواز التفاضل في غير المكيل والموزون‪ .‬وبّيع الحيوان بّالحيوان نسيئةَّ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الصرف وأحكامه‪.‬‬
‫ث على البّتعاد عن الشبّهات‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الح ر‬
‫البّاب الرابّع‪ :‬فتاوى في مسائل من الربّا المعاصر‪.‬‬
‫البّاب الخامس‪ :‬مضار الربّا‪،‬هل ومفاسده‪،‬هل وآثاره‪.‬‬
‫الخاتمةَّ‪ :‬وفيها أهم النتائج‪.‬‬
‫وال أسأل أن يجعل هذا العمل القليل مبّاركاا‪،‬هل خالصا لوجهه الكريم‪،‬هل وأن يجعله حجةَّ لي‬
‫ل حجةَّ علني‪،‬هل وأن ينفعني بّه في حياتي وبّعد مماتي‪،‬هل وينفع بّه كل من انتهى إليه؛ فإنه‬
‫تعالى خير مسؤول‪،‬هل وأكرم مأمول‪،‬هل وهو حسبّنا ونعم الوكيل‪،‬هل ول حول ول قوة إل بّال العلي‬
‫العظيم‪،‬هل وصلى ال وسلم وبّارك على عبّده ورسوله‪،‬هل وخيرته من خلقه‪،‬هل وأمينه على وحيه‪،‬هل‬
‫نبّينا محمد وعلى آله وأصحابّه‪،‬هل ومن تبّعهم بّإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫المؤلف‬
‫حرر في عام ‪1405‬هـ‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫البّاب الول‬

‫الربّا قبّل السلم‬

‫الفصل الول‪ :‬تعريف الربّا‪ :‬لغةَّ‪،‬هل وشرعاا‪.‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الربّا عند اليهود‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الربّا في الجاهليةَّ‪.‬‬

‫الفصل الول‪ :‬تعريف الربّا لغةَّ وشرعا‬


‫أ ـ تعريف الربّا في اللغةَّ‪:‬‬
‫الربّا في اللغةَّ‪ :‬هو الزيادة‪ .‬قال ال تعالى‪} :‬فيذإيذا أيانيزالينا يعلياييها االيمايء ااهتينزات يويريبّات{َ)‪.(1‬‬
‫وقال تعالى‪} :‬أيان تينكوين أننمةةَّ ذهيي أياريبّى ذمان أننمسةَّ{َ)‪،(2‬هل أي أكثر عددا يقال‪” :‬أربّى فلن على‬
‫فلن‪،‬هل إذا زاد عليه“)‪.(3‬‬
‫وأصل الربّا الزيادة‪،‬هل إما في نفس الشيء إواما مقابّله كدرهم بّدرهمين‪،‬هل ويطلق الربّا على‬
‫كل بّيسع محرم أيض ا)‪.(4‬‬
‫ب ـ تعريف الربّا شرعاا‪:‬‬
‫الربّا في الشرع‪ :‬هو الزيادة في أشياء مخصوصةَّ‪.‬‬
‫وهو يطلق على شيئين‪ :‬يطلق على ربّا الفضل وربّا النسيئةَّ)‪.(5‬‬

‫‪()1‬‬
‫سورة الحأج‪ ،‬اليآة‪.5 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة النحأل‪ ،‬اليآة‪.92 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫انظر المغني لبان قدامة ‪.6/51‬‬
‫‪()4‬‬
‫انظر‪ :‬شرح النووي على صحأيآح مسلم‪ ،11/8 ،‬وفتح البااري لبان حأجر‪.4/312 ،‬‬
‫‪()5‬‬
‫انظر المغني لبان قدامة ‪ 6/52‬وفتح القديآر للشوكاني ‪.1/294‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الربّا عند اليهود‬


‫ل شك أن اليهود لهم حيل‪،‬هل وأبّاطيل كثيرة كانوا يحتالون بّها‪،‬هل ويخادعون بّها أنبّياءهم‬
‫عليهم الصلة والسلم‪ .‬ومن تلك الحيل البّاطلةَّ‪،‬هل احتيالهم لكل الربّا وقد نهاهم ال عنه‬
‫وحنرمه عليهم‪.‬‬
‫صيدذهام يعان‬ ‫قال ال تعالى‪} :‬فيذبّظنالسم ذمين النذذيين يهاندوا حنرمينا عليايذهم ي س ذ‬
‫طييبّات أنحلنات لينهام يوذبّ ي‬ ‫ي ا ي ا‬
‫سذبّيذل اللنذه يكذثيراا‪،‬هل يوأياخذذذهنم اليربّا يوقياد ننهوا يعاننه{َ)‪.(1‬‬
‫ي‬
‫قال المام الحافظ ابّن كثير رحمه ال تعالى‪” :‬إن ال قد نهاهم – أي اليهود – عن‬
‫الربّا‪،‬هل فتناولوه‪،‬هل وأخذوه‪،‬هل واحتالوا عليه بّأنواع الحيل‪،‬هل وصنوف من الشبّه‪،‬هل وأكلوا أموال‬
‫الناس بّالبّاطل“)‪.(2‬‬
‫وقد صرف اليهود النص المحيرم للربّا حيث قصروا التحريم فيه على التعامل بّين اليهود‪،‬هل‬
‫أما معاملةَّ اليهودي لغير اليهودي بّالربّا؛ فجعلوه جائزا ل بّأس بّه‪.‬‬
‫يقول أحد ربّانييهم واسمه راب‪” :‬عندما يحتاج النصراني إلى درهم فعلى اليهودي أن‬
‫يستولي عليه من كل جهةَّ‪،‬هل ويضيف الربّا الفاحش إلى الربّا الفاحش‪،‬هل حتى يرهقه‪،‬هل ويعجز‬
‫عن إيفائه ما لم يتخنل عن أملكه أو حتى يضاهي المال مع فائدة أملك النصراني‪،‬هل وعندئذ‬
‫يقوم اليهودي على مدينه – غريمه – وبّمعاونةَّ الحاكم يستولي على أملكه“)‪ (3‬فارتضح‬
‫من كلم ال تعالى أن ال قد حررم الربّا في التوراة على اليهود‪،‬هل فخالفوا أمر ال‪،‬هل واحتالوا‪،‬هل‬
‫وحنرفوا‪،‬هل وبّندلوا‪،‬هل واعتبّروا أن التحريم إنما يكون بّين اليهود فقط‪،‬هل أما مع غيرهم فل يكون‬
‫ذلك محرم ا في زعمهم البّاطل؛ ولذلك ذرمهم ال في كتابّه العزيز كما بّرينت ذلك آنفاا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الربّا في الجاهليةَّ‬


‫لقد كان الربّا منتش ار في عصر الجاهليةَّ انتشا ار كبّي ار وقد عدوه من الربّاح العظيمةَّ –‬
‫في زعمهم – التي تعود عليهم بّالموال الطائلةَّ‪،‬هل فقد روى المام الطبّري – رحمه ال –‬
‫بّسنده في تفسيره عن مجاهد أنه قال‪” :‬كانوا في الجاهليةَّ يكون للرجل على الرجل الدين‬
‫فيقول‪ :‬لك كذا وكذا وتؤخر عني فيؤخر عنه“)‪.(4‬‬

‫‪()1‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اليآتان‪.161 ،160 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫تفسيآر ابان كثيآر ‪.1/584‬‬
‫‪()3‬‬
‫الرباا وأثره على المجتمع النساني للدكتور‪ /‬عمر بان سليآمان الشقر ص ‪.31‬‬
‫‪()4‬‬
‫جامع البايآان في تفسيآر آي القرآن ‪.3/67‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وغالب ما كانت تفعله الجاهليةَّ أنه إذا حرل أجل الدين قال من هو له لمن هو عليه‪:‬‬
‫أتقضي أم تربّي؟ فإذا لم يقض زاد مقدا ار في المال الذي عليه‪،‬هل وأرخر له الجل إلى حين‪،‬هل‬
‫سين كذلك‪،‬هل فإذا كان للرجل فضل دين‬
‫وقد كان الربّا في الجاهليةَّ في التضعيف أيضاا‪ .‬وفي ال ي‬
‫على آخر فإنه يأتيه إذا حرل الجل‪ .‬فيقول له‪ :‬تقضيني أو تزيدني؟ فإن كان عنده شيء‬
‫سين التي فوق سنه من تلك النعام التي هي دين عليه‪،‬هل فإن‬
‫يقضيه قضاه‪،‬هل إوال حوله إلى ال ر‬
‫كان عليه بّنت مخاض‪،‬هل جعلها بّنت لبّون في السنةَّ الثانيةَّ‪،‬هل فإذا أتاه في السنةَّ الثانيةَّ ولم‬
‫ضى‪،‬هل جعلها حرقةَّ في السنةَّ الثالثةَّ‪،‬هل ثم يأتيه في نهايةَّ الجل فيجعلها جذعةَّ‪،‬هل ثم‬
‫يستطع الق ي‬
‫ربّاعري ا وهكذا حتى يتراكم على المدين أموال طائلةَّ‪ .‬وفي الثمان يأتيه فإن لم يكن عنده‬
‫أضعفه في العام القابّل‪،‬هل فإن لم يكن عنده في العام القابّل أضعفه أيضاا‪،‬هل فإذا كانت مائةَّ‬
‫جعلها إلى قابّل مائتين‪،‬هل فإن لم يكن عنده من قابّل جعلها أربّعمائةَّ يضعفها له كل سنةَّ أو‬
‫ضايعفياةَّ يواتنقنوا اللنيه‬ ‫يقضيه فهذا قوله تعالى‪} :‬ييا أيسييها النذذيين آيمنوا ل تيأانكلنوا اليربّا أي ا‬
‫ضيعاف ا نم ي‬
‫)‪( 1‬‬

‫لييعلننكام تنافلذنحوين{َ)‪.(2‬‬
‫ب‬
‫فالربّا في الجاهليةَّ كان نيعرد – كما ذكرت آنف ا – من الربّاح التي يحصل عليها ر ر‬
‫المال‪،‬هل ول يهمه ضرر أخيه النسان سواء ربّح‪،‬هل أم خسر‪،‬هل أصابّه الفقر‪،‬هل أم غير ذلك؟ المهم‬
‫أنه يحصل على المال الطائل‪،‬هل ولو أردى ذلك إلى إهلك الخرين‪،‬هل وما ذلك إل لقبّح أفعال‬
‫الجاهليةَّ وفساد أخلقهم‪،‬هل وتغرير فطرهم التي فطرهم ال عليها‪،‬هل فهم في مجتمع قد انتشرت‬
‫فيه الفوضى‪،‬هل والرذائل‪،‬هل وعدم احترام الخرين‪،‬هل فالصغير ل يورقر الكبّير‪،‬هل والغني ل يعطف‬
‫على الفقير‪،‬هل والكبّير ل يرحم الصغير‪،‬هل فالقوم في سكرتهم يعمهون‪ .‬ومما يؤسف له أن الربّا‬
‫لم يقتصر على عصر الجاهليةَّ الولى فحسب‪،‬هل بّل إنه انتشر في المجتمعات التي تدعي‬
‫السلم‪،‬هل وتدعي تطبّيق أحكام ال تعالى في أرض ال‪ !...‬فيجب على كل مسلم أن يطبّق‬
‫أوامر ال وينفذ أحكامه‪،‬هل أما من تعامل بّالربّا ممن يدعي السلم فنقول له بّعد أن نوجه‬
‫إليه النصيحةَّ ونحذره من هذا الجرم الكبّير‪:‬‬
‫إنه قد عاد إلى ما كانت عليه الجاهليةَّ الولى قبّل نزول القرآن الكريم بّل قبّل مبّعث‬
‫النبّي محمد صرلى ال عليه وسرلم‪.‬‬

‫‪()1‬‬
‫انظر جامع البايآان في تفسيآر آي القرآن ‪ ،4/59‬وفتح القديآر للشوكاني ‪ ،1/294‬وموطأ المام مالك‬
‫‪ ،2/672‬وشرحأه للزرقاني ‪.3/324‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬اليآة‪.130 :‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫البّاب الثاني‬
‫موقف السلم من الربّا‬

‫الفصل الول‪ :‬التحذير من الربّا‪.‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬ربّا الفضل‪.‬‬
‫أ ـ بّعض ما ورد في ربّا الفضل من النصوص‪.‬‬
‫ب ـ حكمه‪،‬هل وسائر أنواع الربّا‪.‬‬
‫ج ـ أسبّاب تحريم الربّا وذحيكمه‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ربّا النسيئةَّ‪.‬‬
‫أ ـ تعريفه‪.‬‬
‫ب ـ بّعض ما ورد في ربّا النسيئةَّ من النصوص‪.‬‬
‫الفصل الرابّع‪ :‬بّيع العينةَّ‪.‬‬
‫أ ـ تعريف بّيع العينةَّ‪.‬‬
‫ب ـ حكمه‪،‬هل وبّعض ما ورد من النصوص في ذرمه‪.‬‬

‫الفصل الول‪ :‬التحذير من الربّا‬


‫لقد ورد في التحذير من الربّا نصوص كثيرة من نصوص الكتاب والسنةَّ‪،‬هل وبّما أن كتاب‬
‫ال وسنةَّ رسوله صرلى ال عليه وسرلم هما المصدران الصافيان‪،‬هل اللذان من أخذ بّهما واتبّع‬
‫ما جاء فيهما‪،‬هل فقد فاز وأفلح‪،‬هل ومن أعرض عنهما فإن له معيشةَّ ضنكا وسيحشر يوم‬
‫القيامةَّ أعمى‪،‬هل ونسمع بّعض ما ورد في شأن الربّا من نصوص الكتاب والسنةَّ‪،‬هل وال‬
‫المستعان‪،‬هل وعليه التكلن‪.‬‬
‫طانن‬ ‫‪1‬ـ قال ال تعالى‪} :‬النذذيين ييأانكنلوين اليربّا ل يينقونموين إذنل يكيما يينقونم النذذي ييتييخنبّطننه ال ن‬
‫شاي ي‬
‫س يذذليك ذبّأيننهام يقالنوا إذنيما االيبّايعن ذماثنل اليربّا يوأييحنل اللننه االيبّاييع يويحنريم اليربّا فييمان يجايءهن يماوذع ي‬
‫ظةةَّ‬ ‫ذمين االيم ي‬
‫ب النناذر نهام ذفييها‬
‫صيحا ن‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ف يوأيامنرهن إذيلى اللنه يويمان يعايد فينأوليئيك أي ا‬ ‫سلي ي‬ ‫ذ‬
‫مان يريبّه يفاانتييهى يفلينه يما ي‬
‫ذ‬
‫يخالذندوين{َ)‪.(1‬‬

‫‪()1‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.275 :‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫ب نكنل يكنفاسر أيذثيسم{َ‬


‫صيديقاذت يواللننه ل نيذح س‬
‫ق اللننه اليربّا يونيارذبّي ال ن‬
‫‪2‬ـ وقال سبّحانه وتعالى‪} :‬يياميح ن‬
‫)‪. ( 1‬‬
‫‪3‬ـ وقال عز وجل‪} :‬ييا أيسييها النذذيين آيمنوا اتنقنوا اللنيه يويذنروا يما يبّذقيي ذمين اليربّا إذان نكانتنام‬
‫س أياميوالذنكام ل‬ ‫ماؤذمذنيين‪،‬هل فيذإان ليم تيافعلنوا فيأايذنوا ذبّحرسب ذمين اللنذه ور ذ‬
‫سولذه ي إوذاان تنابّتنام يفلينكام نرنؤو ن‬
‫يي ن‬ ‫يا‬ ‫ا ي‬ ‫ن‬
‫تياظلذنموين يول تناظلينموين{َ ‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬

‫قال ابّن عبّاس – رضي ال عنهما – )هذه آخر آيةَّ نزلت على النبّي صرلى ال عليه‬
‫وسرلم()‪.(3‬‬
‫ضايعفياةَّ يواتنقنوا اللنيه‬ ‫‪4‬ـ وقال سبّحانه وتعالى‪} :‬ييا أيسييها النذذيين آيمنوا ل تيأانكلنوا اليربّا أي ا‬
‫ضيعاف ا نم ي‬
‫لييعلننكام تنافلذنحوين{َ)‪.(4‬‬
‫‪5‬ـ وقال سبّحانه وتعالى في شأن اليهود حينما نهاهم عن الربّا وحرمه عليهم‪،‬هل فسلكوا‬
‫طريق الحيل لبّطال ما أمرهم بّه قال سبّحانه في ذلك‪} :‬يوأياخذذذهنم اليربّا يوقياد ننهوا يعاننه يوأياكلذذهام‬
‫س ذبّااليبّاذطذل يوأياعتيادينا لذاليكاذفذريين ذماننهام يعيذابّ ا أيذليماا{َ)‪.(5‬‬
‫أياميوايل الننا ذ‬
‫س يفل ييارنبّوا ذعانيد اللنذه يويما آتيايتنام‬ ‫‪6‬ـ وقال عز وجل‪} :‬يويما آتيايتنام ذمان ذربّ ا لذييارنبّيوا ذفي أياميواذل الننا ذ‬
‫ضذعنفوين{َ)‪.(6‬‬ ‫ذمان يزيكاسة تنذريندوين يواجيه اللنذه فينأوليذئيك نهنم االنم ا‬
‫‪7‬ـ وعن جابّر رضي ال عنه قال‪” :‬لعن رسول ال صرلى ال عليه وسرلم‪ :‬آكل الربّا‪،‬هل‬
‫وموكله‪،‬هل وكاتبّه‪،‬هل وشاهديه“‪،‬هل وقال‪” :‬هم سواء“)‪.(7‬‬
‫‪ 8‬ـ وعن سمرة بّن جندب رضي ال عنه قال‪ :‬قال النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬رأيت‬
‫الليلةَّ رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسةَّ فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه‬
‫رجل قائم‪،‬هل وعلى وسط النهر رجل بّين يديه حجارة‪،‬هل فأقبّل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن‬

‫‪()1‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.276 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآتان‪.279 ،278 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫فتح البااري باشرح صحأيآح الباخاري ‪.4/314‬‬
‫‪()4‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬اليآة‪.130 :‬‬
‫‪()5‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اليآة‪.161 :‬‬
‫‪()6‬‬
‫سورة الروم‪ ،‬اليآة‪.39 :‬‬
‫‪()7‬‬
‫مسلم ‪ 3/1218‬بارقم ‪.1597‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫يخرج رمى الرجل بّحجر في فيه فينرند حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بّحجر‬
‫فيرجع كما كان‪،‬هل فقلت‪ :‬ما هذا؟ فقال‪ :‬الذي رأيته في النهر آكل الربّا“)‪.(1‬‬
‫‪9‬ـ وعن أبّي هريرة رضي ال عنه عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬اجتنبّوا السبّع‬
‫الموبّقات“ قالوا‪ :‬يا رسول ال‪،‬هل وما هن؟ قال‪” :‬الشرك‪،‬هل والسحر‪،‬هل وقتل النفس التي حررم‬
‫ال إل بّالحق‪،‬هل وأكل الربّا‪،‬هل وأكل مال اليتيم‪،‬هل والرتورلي يوم الرزحف‪،‬هل وقذف المحصنات‬
‫الغافلت المؤمنات“)‪.(2‬‬
‫‪10‬ـ وعن ابّن مسعود رضي ال عنه عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه قال‪” :‬ما أحد‬
‫أكثر من الربّا إل كان عاقبّةَّ أمره إلى قلةَّ“)‪.(3‬‬
‫‪11‬ـ وعن سلمان بّن عمرو عن أبّيه قال‪ :‬سمعت رسول ال صرلى ال عليه وسرلم في‬
‫حجةَّ الوداع يقول‪” :‬أل إن كل ربّا من ربّا الجاهليةَّ موضوع‪،‬هل لكم رؤوس أموالكم ل يتظلمون‬
‫ول نتظلمون‪،‬هل أل إوان كل دم من دم الجاهليةَّ موضوع‪،‬هل وأول دم أضع منها دم الحارث بّن‬
‫عبّد المطلب كان مسترضعا في بّني ليث فقتلته هذيل‪،‬هل قال‪ :‬اللهم هل بّرلغت؟ قالوا‪ :‬نعم‪،‬هل‬
‫ثلث مرات‪ .‬قال‪ :‬اللهم اشهد ثلث مررات“)‪.(4‬‬
‫ففي هذا الحديث أن ما أدركه السلم من أحكام الجاهليةَّ فإنه يلقاه بّالرررد والرتنكير‪،‬هل وأرن‬
‫الكافر إذا أربّى في كفره ثم لم يقبّض المال حتى أسلم فإنه يأخذ رأسه ماله‪،‬هل ويضع الربّا‪،‬هل‬
‫فأما ما كان قد مضى من أحكامهم فإن السلم يلقاه بّالعفو فل يتعرض لهم فيما مضى‪،‬هل‬
‫ب ما قبّله من الذنوب)‪.(5‬‬
‫وقد عفا ال عن الماضي‪،‬هل فالسلم يينج س‬
‫‪12‬ـ وعن أبّي هريرة رضي ال عنه عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬ليأتين على‬
‫الناس زمان ل يبّالي المرء بّما أخذ المال أذمن الحلل أم ذمين الحرام“)‪ (6‬أخبّر النبّي صرلى‬
‫ال عليه وسرلم بّهذا تحذي ار من فتنةَّ المال‪،‬هل فهو من بّعض دلئل نبّوته صرلى ال عليه‬

‫‪()1‬‬
‫الباخاري ‪ 3/11‬بارقم ‪ ،2085‬وانظر‪ :‬فتح البااري باشرح صحأيآح الباخاري ‪.4/313‬‬
‫‪()2‬‬
‫الباخاري مع الفتح ‪ 5/393‬بارقم ‪ ،2015‬ومسلم بارقم ‪.89‬‬
‫‪()3‬‬
‫سنن ابان ماجه ‪ 2/765‬بارقم ‪ 2279‬وقال الشيآخ ناصر الديآن اللبااني في صحأيآح الجامع الصغيآر‬
‫‪” 5/120‬إنه حأديآث صحأيآح“‪.‬‬
‫‪()4‬‬
‫سنن أباي داود ‪ 3/244‬بارقم ‪.3334‬‬
‫‪()5‬‬
‫انظر عون المعباود باشرح سنن أباي داود ‪.9/183‬‬
‫‪()6‬‬
‫الباخاري مع الفتح ‪ 4/313‬بارقم ‪ 2083‬و ‪ ،4/296‬بارقم ‪ 2059‬بااب من لم يآباال من حأيآث كسب‬
‫المال‪.‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وسرلم بّالمور التي لم تكن في زمنه‪،‬هل ووجه الرذرم من جهةَّ الرتسويةَّ بّين المرين إوال فأخذ‬
‫المال من الحلل ليس مذموما من حيث هو وال أعلم)‪.(1‬‬
‫‪13‬ـ وعن أبّي جحيفةَّ عن أبّيه رضي ال عنه أن رسول ال صرلى ال عليه وسرلم ”نهى‬
‫عن ثمن الدم‪،‬هل وثمن الكلب‪،‬هل وكسب المةَّ‪،‬هل ولعن الواشمةَّ‪،‬هل والمستوشمةَّ‪،‬هل وآكل الربّا‪،‬هل‬
‫وموكله‪،‬هل ولعن المصيور“)‪.(2‬‬
‫‪14‬ـ وعن عبّد ال عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬الربّا ثلثةَّ وسبّعون بّابّا‬
‫أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه‪،‬هل إوانن أربّى الربّا عرض الرجل المسلم“)‪.(3‬‬

‫‪15‬ـ ونرذو ي‬
‫ي عن عبّد ال بّن حنظلةَّ غسيل الملئكةَّ أنه قال‪ :‬قال رسول ال صرلى ال‬
‫عليه وسرلم‪” :‬درهم ربّا يأكله الرجل وهو يعلم أشسد من س ت‬
‫ت وثلثين زنيةَّ“)‪.(4‬‬
‫‪16‬ـ وعن ابّن عبّاس رضي ال عنهما قال‪ :‬نهى رسول ال صرلى ال عليه وسرلم أن‬
‫تشترى الثمرة حتى تطعم‪،‬هل وقال‪” :‬إذا ظهر الزنا والربّا في قريةَّ فقد أحلروا بّأنفسهم عذاب‬
‫ال“)‪.(5‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ربّا الفضل‬


‫أ ـ بّعض ما ورد في ربّا الفضل من النصوص‪:‬‬
‫‪1‬ـ عن أبّي سعيد الخدري رضي ال عنه أن رسول ال صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬ل‬
‫ول تبّيعوا اليوذرق‬ ‫)‪( 6‬‬
‫تبّيعوا الذهب بّالذهب‪،‬هل إل مثلا بّمثل‪،‬هل ول تشفوا بّعضها على بّعض‬

‫‪()1‬‬
‫انظر الفتح ‪.4/297‬‬
‫‪()2‬‬
‫الباخاري مع الفتح ‪ 4/426‬بارقم ‪.2228‬‬
‫‪()3‬‬
‫أخرجه الحأاكم في المستدرك ‪ 2/37‬وقال‪ :‬حأديآث صحأيآح على شرط الشيآخيآن ولم يآخرجاه‪ ،‬ووافقه‬
‫الذهباي‪ ،‬وقال شعيآب الرنؤوط‪ :‬صحأحأه الحأافظ العراقي‪ ،‬انظر حأاشيآة ‪ 8/55‬من شرحأه السنة للباغوي‬
‫تحأقيآق زهيآر وشعيآب الرنؤوط‪ .‬وأخرج نصفه الول ابان ماجه عن أباي هريآرة وصحأحأه الشيآخ اللبااني في‬
‫صحأيآح ابان ماجه ‪ ،2/27‬وانظر‪ :‬كلم العلمة ابان بااز في ص ‪ 138‬من هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪()4‬‬
‫أخرجه أحأمد ‪ ،5/225‬قال الشيآخ محأمد ناصر الديآن اللبااني‪ :‬وهذا سند صحأيآح على شرط الشيآخيآن‪،‬‬
‫انظر‪ :‬سلسلة الحأاديآث الصحأيآحأة‪ ،2/29 ،‬بارقم ‪ ،1033‬وقال شعيآب في حأاشيآة شرح السنة للباغوي‪:‬‬
‫صحأيآح السناد ‪ ،2/55‬وهذا إسناد أحأمد‪ ،‬حأدثنا حأسيآن بان محأمد‪ ،‬حأدثنا جريآر – يآعني ابان حأازم – عن‬
‫أيآوب‪ ،‬عن ابان أباي مليآكة‪ ،‬عن عباد ال بان حأنظلة غسيآل الملئاكة قال‪ :‬قال رسول ال الحأديآث‪.‬‬
‫‪()5‬‬
‫أخرجه الحأاكم وصحأحأه ووافقه الذهباي ‪.2/37‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫بّالوذرق إل مثلا بّمثل‪،‬هل ول تشفوا بّعضها على بّعض‪،‬هل ول تبّيعوا منها غائبّا بّناجز“)‪.(1‬‬
‫والمراد بّالناجز الحاضر‪،‬هل وبّالغائب المؤرجل‪.‬‬
‫‪2‬ـ وعن عثمان بّن عفان رضي ال عنه أن رسول ال صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬ل‬
‫تبّيعوا الدينار بّالدينارين‪،‬هل ول الردرهم بّالردرهمين“)‪.(2‬‬
‫‪3‬ـ وعن أبّي سعيد الخدري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صرلى ال عليه وسرلم‪:‬‬
‫”الذهب بّالذهب‪،‬هل والفضةَّ بّالفضةَّ‪،‬هل والبّر بّالبّر‪،‬هل والشعير بّالشعير‪،‬هل والتمر بّالتمر‪،‬هل والملح‬
‫بّالملح‪،‬هل مثلا بّمثل‪،‬هل يد ا بّيد‪،‬هل فمن زاد أو استزاد فقد أربّى‪،‬هل الخذ والمعطي فيه سواء“)‪.(3‬‬
‫‪4‬ـ وعن عبّادة بّن الصامت رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صرلى ال عليه وسرلم‪:‬‬
‫”الذهب بّالذهب‪،‬هل والفضةَّ بّالفضةَّ‪،‬هل والبّر بّالبّر‪،‬هل والشعير بّالشعير‪،‬هل والتمر بّالتمر‪،‬هل والملح‬
‫بّالملح‪،‬هل مثلا بّمثل‪،‬هل سواء بّسواء‪،‬هل يدا بّيد‪،‬هل فإذا اختلفت هذه الصناف فبّيعوا كيف شئتم‪،‬هل إذا‬
‫كان يد ا بّيد“)‪.(4‬‬
‫‪5‬ـ وعن معمر بّن عبّد ال أنه أرسل غلمه بّصاع قمح فقال‪ :‬بّعه ثم اشتر بّه شعيراا‪،‬هل‬
‫فذهب الغلم فأخذ صاع ا وزيادة بّعض صاع فلما جاء معمرا أخبّره بّذلك‪ .‬فقال له معمر‪ :‬لم‬
‫فعلت ذلك؟ انطلق فرده ول تأخذن إل مثلا بّمثل فإني كنت أسمع رسول ال صرلى ال عليه‬
‫وسرلم يقول‪” :‬الطعام بّالطعام مثلا بّمثل“ قال‪ :‬وكان طعامنا يومئذ الشعير‪،‬هل قيل له‪ :‬فإنه‬
‫ليس بّمثله قال‪ :‬إني أخاف أن يضارع)‪.(5‬‬
‫واحتج مالك بّهذا الحديث في كون الحنطةَّ والشعير صنف ا واحد ا ل يجوز بّيع أحدهما‬
‫ل‪ .‬أما مذهب الجمهور فهو خلف ما ذهب إليه المام مالك رحمه ال‬
‫بّالخر متفاض ا‬
‫تعالى‪،‬هل فإن الجمهور على أن الحنطةَّ صنف‪،‬هل والشعير صنف آخر يجوز التفاضل بّينهما‬

‫‪()6‬‬
‫أي ل تفضلوا باعضها على باعض‪ ،‬والشف الزيآادة ويآطلق أيآض ا على النقصان فهو من الضداد‪ .‬من‬
‫تعليآق محأمد فؤاد على مسلم ‪.3/1208‬‬
‫‪()1‬‬
‫الباخاري ‪ 3/31‬بارقم ‪ 2177‬ومسلم ‪ 3/1208‬بارقم ‪.1584‬‬
‫‪()2‬‬
‫مسلم ‪ 3/1209‬بارقم ‪.1585‬‬
‫‪()3‬‬
‫مسلم ‪ 3/1211‬بارقم ‪.1584‬‬
‫‪()4‬‬
‫مسلم ‪ 3/1210‬بارقم ‪ ،1587‬والترمذي ‪ ،3/532‬وأباو داود ‪.3/248‬‬
‫‪()5‬‬
‫مسلم ‪ 3/1214‬بارقم ‪.1592‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫إذا كان البّيع يدا بّيد‪،‬هل كالحنطةَّ مع الرز‪،‬هل ومن أدلةَّ الجمهور قوله صرلى ال عليه وسرلم‪:‬‬
‫”فإذا اختلفت هذه الصناف فبّيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بّيد“)‪.(1‬‬
‫‪6‬ـ وقوله صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬ل بّأس بّبّيع البّر بّالشعير والشعير أكثر يد ا بّيد‪،‬هل وأما‬
‫نسيئةَّ فل“)‪ .(2‬وأما حديث معمر السابّق فل حجةَّ فيه كما قال ذلك المام النووي رحمه‬
‫ال‪،‬هل لنه لم يصرح بّأن البّر والشعير جنس واحد إوانما خاف من ذلك فتورع عنه‬
‫احتياطا )‪.(3‬‬
‫ل‪،‬هل والبّر جنس ا آخر‬
‫وعلى هذا فل إشكال في ذلك والحمد ل‪،‬هل فيكون الشعير جنس ا مستق ا‬
‫يجوز التفاضل بّينهما إذا كان البّيع يد ا بّيد والقبّض قبّل التفرق‪.‬‬
‫‪7‬ـ وعن سعيد بّن المسيب أن أبّا هريرة‪،‬هل وأبّا سعيد حدثاه أن رسول ال صرلى ال عليه‬
‫فقال رسول‬ ‫)‪( 4‬‬
‫وسرلم بّعث أخا بّني عدي النصاري فاستعمله على خيبّر‪،‬هل فقدم بّتمر جنيب‬
‫ال صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬أكسل تمر خيبّر هكذا“؟ قال‪ :‬ل وال يا رسول ال‪،‬هل إنا لنشتري‬
‫الصاع بّالصاعين من الجمع)‪،(5‬هل فقال رسول ال صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬ل تفعلوا ولكن‬
‫مثلا بّمثل أو بّيعوا هذا واشتروا بّثمنه من هذا‪،‬هل وكذلك الميزان“)‪.(6‬‬
‫‪ 8‬ـ وعن أبّي سعيد قال‪ :‬جاء بّلل بّتمر بّرني فقال له رسول ال صرلى ال عليه وسرلم‪:‬‬
‫”من أين هذا“؟ فقال بّلل‪ :‬تمر كان عندنا رديء ذبّاع ن‬
‫ت منه صاعين بّصاع لمطعم النبّي‬
‫صرلى ال عليه وسرلم‪،‬هل فقال رسول ال صرلى ال عليه وسرلم عند ذلك ”أروه)‪،(7‬هل عين الربّا)‪،(8‬هل‬
‫ل تفعل ولكن إذا أردت أن تشتري فذبّاعنه بّبّيع آخر ثم اشتذر بّه“)‪.(9‬‬

‫‪()1‬‬
‫مسلم ‪ 3/1211‬بارقم ‪ ،1587‬وانظر‪ :‬شرح النووي ‪.11/14‬‬
‫‪()2‬‬
‫سنن أباي داود ‪ 3/248‬بارقم ‪ ،3349‬وانظر‪ :‬عون المعباود ‪.3/198‬‬
‫‪()3‬‬
‫انظر شرح النووي ‪.11/20‬‬
‫‪()4‬‬
‫نوع من التمر من أعله وأجوده‪.‬‬
‫‪()5‬‬
‫نوع من التمر الرديء وقد فسر باأنه الخليآط من التمر‪.‬‬
‫‪()6‬‬
‫مسلم ‪ 3/1215‬بارقم ‪.1593‬‬
‫كلمة توووججع وتووحأجزن‪.‬‬ ‫‪()7‬‬

‫‪()8‬‬
‫عيآن الرباا‪ :‬أي حأقيآقة الرباا المحأررم‪.‬‬
‫‪()9‬‬
‫الباخاري‪ ،‬بارقم ‪ ،2202 ،2201‬ومسلم ‪ 3/1215‬بارقم ‪.1594‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫‪9‬ـ وعن أبّي سعيد الخدري قال‪ :‬كنا نرزق تمر الجمع على عهد رسول ال صرلى ال‬
‫من التمر‪،‬هل فكنا نبّيع صاعين بّصاع‪،‬هل فبّلغ ذلك رسول ال صرلى‬ ‫)‪(10‬‬
‫عليه وسرلم‪،‬هل وهو الخلط‬
‫ال عليه وسرلم فقال‪” :‬ل صايعاي تمر بّصاع‪،‬هل ول صايعاي حنطةَّ بّصاع‪،‬هل ول درهم‬
‫بّدرهمين“)‪.(11‬‬
‫‪10‬ـ عن فضالةَّ بّن عبّيد ال النصاري رضي ال عنه قال‪ :‬أنذتيي رسول ال صرلى ال‬
‫عليه وسرلم وهو بّخيبّر بّقلدة فيها خرز‪،‬هل وذهب‪،‬هل وهي من المغانم تبّاع‪،‬هل فأمر رسول ال‬
‫ع وحده‪،‬هل ثم قال لهم رسول ال صرلى ال‬
‫صرلى ال عليه وسرلم بّالذهب الذي في القلدة فننز ي‬
‫عليه وسرلم‪” :‬الذهب بّالذهب وزن ا بّوزن“)‪.(3‬‬
‫‪11‬ـ وعن فضالةَّ أيض ا قال‪ :‬اشتريت يوم خيبّر قلدة بّاثني عشر دينا اار فيها ذهب‬
‫فوجدت فيها أكثر من اثني عشر ديناراا‪،‬هل فذكرت ذلك للنبّي صرلى ال‬ ‫صلتها‬
‫وخرز‪،‬هل فف ر‬
‫)‪( 4‬‬

‫عليه وسرلم فقال‪” :‬ل تبّاع حتى تفصل“)‪.(5‬‬


‫ففي هذا الحديث أنه ل يجوز بّيع ذهب مع غيره بّذهب حتى يفصل‪،‬هل فيبّاع الذهب بّوزنه‬
‫ذهبّاا‪،‬هل ويبّاع الخر بّما أراد‪،‬هل وكذا ل تبّاع فضةَّ مع غيرها بّفضةَّ‪،‬هل وكذا الحنطةَّ ل تبّاع مع‬
‫غيرها بّحنطةَّ‪،‬هل والملح مع غيره بّملح‪،‬هل وكذا سائر الربّويات بّل ل بّد من فصلها‪،‬هل وهذه‬
‫المسألةَّ المشهورة والمعروفةَّ بّمسألةَّ )نمسد يعاجيوة( وصورتها بّاع مرد عجوة ودرهما بّمدي‬
‫عجوة أو بّدرهمين ل يجوز‪،‬هل لهذا الحديث‪ .‬وهذا منقول عن عمر ابّن الخطاب وابّنه‪،‬هل‬
‫وجماعةَّ من السلف‪،‬هل وهو مذهب الشافعي وأحمد بّن حنبّل)‪.(6‬‬

‫ب ـ حكم الربّا‪:‬‬
‫قال المام النووي رحمه ال تعالى‪” :‬أجمع المسلمون على تحريم الربّا في الجملةَّ إوان‬
‫اختلفوا في ضابّطه وتعاريفه“)‪ .(7‬ونص النبّي صرلى ال عليه وسرلم على تحريم الربّا في‬
‫ستةَّ أشياء‪ :‬الذهب‪،‬هل والفضةَّ‪،‬هل والبّر‪،‬هل والشعير‪،‬هل والتمر‪،‬هل والملح‪.‬‬
‫‪()10‬‬
‫أي المجموع من أنواع مختلفة إوانما خلط لرداءته‪.‬‬
‫‪()11‬‬
‫مسلم ‪ 3/1216‬بارقم ‪.1595‬‬
‫‪()3‬‬
‫مسلم ‪ 3/1213‬بارقم ‪ ،1591‬وانظر‪ :‬شرح النووي ‪.11/17‬‬
‫‪()4‬‬
‫مريآزت ذهباها وخرزها‪.‬‬
‫‪()5‬‬
‫مسلم ‪ 3/1213‬بارقم ‪ ،1591‬وانظر‪ :‬شرح النووي ‪.11/18‬‬
‫‪()6‬‬
‫انظر شرح النووي ‪.11/17‬‬
‫‪()7‬‬
‫شرح النووي على مسلم ‪.11/9‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫قال أهل الظاهر‪ :‬ل ربّا في غير هذه الستةَّ‪،‬هل بّناء على أصلهم في نفي القياس‪.‬‬
‫وقال جميع العلماء سواهم‪ :‬ل يختص بّالستةَّ بّل يتعدى إلى ما في معناها وهو ما‬
‫يشاركها في العلةَّ‪.‬‬
‫واختلفوا في العلةَّ التي هي سبّب تحريم الربّا في الستةَّ‪:‬‬
‫فقال الشافعيةَّ‪ :‬العلةَّ في الذهب‪،‬هل والفضةَّ كونهما جنس الثمان‪،‬هل فل يتعدى الربّا منهما‬
‫إلى غيرهما من الموزونات‪،‬هل وغيرها لعدم المشاركةَّ‪،‬هل والعلةَّ في الربّعةَّ البّاقيةَّ‪ :‬كونها‬
‫مطعومةَّ فيتعدى الربّا منها إلى كل مطعوم‪.‬‬
‫ووافق مالك الشافعي في الذهب والفضةَّ‪.‬‬
‫أما في الربّعةَّ البّاقيةَّ فقال‪ :‬العلةَّ فيها كونها تدخر للقوت وتصلح له‪.‬‬
‫وأما مذهب أبّي حنيفةَّ رحمه ال تعالى‪ :‬فهو أن العلةَّ في الذهب‪،‬هل والفضةَّ الوزن وفي‬
‫الربّعةَّ الكيل فيتعدى إلى كل موزون‪ ...‬إوالى كل مكيل‪.‬‬
‫ومذهب أحمد‪،‬هل والشافعي في القديم‪،‬هل وسعيد بّن المسيب‪ :‬أن العلةَّ في الربّعةَّ كونها‬
‫مطعومةَّ موزونةَّ‪،‬هل أو مكيلةَّ‪،‬هل بّشرط المرين)‪.(1‬‬
‫قال المام ابّن تيميةَّ رحمه ال تعالى‪” :‬اتفق جمهور الصحابّةَّ‪،‬هل والتابّعين‪،‬هل والئمةَّ‬
‫الربّعةَّ على أنه ل يبّاع الذهب‪،‬هل والفضةَّ‪،‬هل والحنطةَّ‪،‬هل والشعير‪،‬هل والتمر‪،‬هل والزبّيب‪،‬هل بّجنسه إل‬
‫مثلا بّمثل‪،‬هل إذ الزيادة على المثل أكل للمال بّالبّاطل“)‪.(2‬‬
‫وأجمع العلماء كذلك على أنه ل يجوز بّيع الربّوي بّجنسه وأحدهما مؤجل‪،‬هل وعلى أنه ل‬
‫يجوز التفاضل إذا بّيع بّجنسه حالا كالذهب بّالذهب‪،‬هل وأجمعوا على أنه ل يجوز التفرق قبّل‬
‫التقابّض إذا بّاعه بّجنسه – كالذهب بّالذهب‪،‬هل أو التمر بّالتمر – أو بّغير جنسه مما يشاركه‬
‫في العلةَّ كالذهب بّالفضةَّ والحنطةَّ بّالشعير)‪ .(3‬وقال المام ابّن قدامةَّ – رحمه ال – في‬
‫حكم الربّا‪” :‬وهو محرم بّالكتاب والسنةَّ والجماع“)‪.(4‬‬

‫‪()1‬‬
‫انظر شرح النووي ‪.11/9‬‬
‫‪()2‬‬
‫فتاوى ابان تيآميآة ‪ ،20/347‬وانظر‪ :‬الشرح الكبايآر‪ ،12/11 ،‬والنصاف في معرفة الراجح من الخلف‬
‫للمرداوي‪ ،12/11 ،‬وشرح الزركشي ‪.3/414‬‬
‫‪()3‬‬
‫انظر شرح النووي ‪.11/9‬‬
‫‪()4‬‬
‫المغني ‪.6/51‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫والحاصل مما تقدم أن العلةَّ في جريان الربّا في الذهب والفضةَّ‪ :‬هو مطلق الثمنيةَّ‪،‬هل أما‬
‫الربّعةَّ البّاقيةَّ فكل ما اجتمع فيه الكيل‪،‬هل والوزن‪،‬هل والطعم من جنس واحد ففيه الربّا‪،‬هل مثل‪:‬‬
‫البّر‪،‬هل والشعير‪،‬هل والذرة‪،‬هل والرز‪،‬هل والدخن‪.‬‬
‫وأما ما انعدم فيه الكيل‪،‬هل والوزن‪،‬هل والطعم واختلف جنسه فل ربّا فيه وهو قول أكثر أهل‬
‫العلم‪،‬هل مثل‪ :‬القت‪،‬هل والنوى)‪.(1‬‬

‫ج ـ أسبّاب تحريم الربّا وذحيكمنه‪:‬‬


‫ل يشك المسلم في أن ال عز وجل ل يأمر بّأمر ول ينهى عن شيء‪،‬هل إل وله فيه حكمةَّ‬
‫عظيمةَّ‪،‬هل فإن علمنا بّالحكمةَّ‪،‬هل فهذا زيادة علم ول الحمد‪،‬هل إواذا لم نعلم بّتلك الحكمةَّ فليس‬
‫علينا جناح في ذلك‪،‬هل إنما الذي يطلب منا هو أن ننفذ ما أمر ال بّه‪،‬هل وننتهي عما نهى ال‬
‫عنه ورسوله صرلى ال عليه وسرلم‪.‬‬
‫ومن هذه السبّاب ما يأتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ الربّا ظلم وال حرم الظلم‪.‬‬
‫‪2‬ـ قطع الطريق على أصحاب النفوس المريضةَّ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الربّا فيه غبّن‪.‬‬
‫‪4‬ـ المحافظةَّ على المعيار الذي تقوم بّه السلع‪.‬‬
‫‪5‬ـ الربّا مضاد لمنهج ال تعالى)‪.(2‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬ربّا النسيئةَّ‬


‫أ ـ تعريف ربّا النسيئةَّ‪:‬‬
‫ربّا النسيئةَّ‪ :‬هو الذي كان مشهورا في الجاهليةَّ‪،‬هل لن الواحد منهم كان يدفع ماله لغيره‬
‫إلى أجل‪،‬هل على أن يأخذ منه كل شهر قدرا معيناا‪،‬هل ورأس المال بّاق بّحاله‪،‬هل فإذا حرل طالبّه‬
‫بّرأس ماله‪،‬هل فإن تعذر عليه الداء زاد في الحق والجل‪،‬هل وتسميةَّ هذا نسيئةَّ مع أنه يصدق‬
‫عليه ربّا الفضل؛ لن النسيئةَّ هي المقصودة منه بّالذات‪.‬‬

‫‪()1‬‬
‫وانظر المغني لبان قدامة ‪ ،6/53‬ونيآل الوطار للشوكاني ‪.358-6/346‬‬
‫‪()2‬‬
‫الرباا وأثره على المجتمع النساني للدكتور‪ /‬عمر بان سليآمان الشقر ص ‪.93‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وكان ابّن عبّاس رضي ال عنهما ل يحرم إل ربّا النسيئةَّ محترجا بّأنه المتعارف‬
‫بّينهم)‪.(3‬‬
‫وسيأتي ذكر أدلةَّ رجوعه عن قوله رضي ال عنه قريبّ ا وانضمامه إلى الصحابّةَّ في‬
‫تحريم ربّا الفضل‪،‬هل وربّا النسيئةَّ جميعاا‪،‬هل فل إشكال في ذلك ول الحمد والمنةَّ‪.‬‬

‫ب ـ بّعض ما ورد في ربّا النسيئةَّ من النصوص‪:‬‬


‫ل شك أن ربّا النسيئةَّ ل خلف في تحريمه بّين المةَّ جمعاء‪،‬هل إنما الخلف في ربّا‬
‫الفضل بّين الصحابّةَّ وابّن عبّاس رضي ال عنهم أجمعين‪،‬هل وقد ثبّت عن ابّن عبّاس أنه‬
‫رجع عن قوله وانضرم إلى الصحابّةَّ في القول بّتحريم ربّا الفضل‪.‬‬
‫أما بّالنسبّةَّ لربّا النسيئةَّ فتحريمه ثابّت بّالكتاب‪،‬هل والسنةَّ‪،‬هل والجماع‪.‬‬
‫عن أبّي صالح قال‪ :‬سمعت أبّا سعيد الخدري رضي ال عنه يقول‪) :‬الدينار بّالدينار‪،‬هل‬
‫والدرهم بّالدرهم‪،‬هل مثلا بّمثل‪ .‬فمن زاد أو استزاد فقد أربّى( فقلت له‪ :‬إن ابّن عبّاس يقول‬
‫غير هذا‪ .‬فقال‪ :‬لقد لقيت ابّن عبّاس فقلت له‪ :‬أرأيت هذا الذي تقول أشيء سمعته من‬
‫رسول ال صرلى ال عليه وسرلم‪،‬هل أو وجدته في كتاب ال عز وجل؟ فقال‪ :‬لم أسمعه من‬
‫رسول ال صرلى ال عليه وسرلم‪،‬هل ولم أجده في كتاب ال‪،‬هل ولكن حدثني أسامةَّ بّن زيد أن‬
‫النبّي صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬الربّا في النسيئةَّ“)‪.(2‬‬
‫وفي روايةَّ عن ابّن عبّاس رضي ال عنهما قال‪ :‬حدثني أسامةَّ بّن زيد أن رسول ال‬
‫صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬أل إنما الربّا في النسيئةَّ“)‪.(3‬‬
‫قال المام النووي رحمه ال تعالى‪” :‬كان معتمد ابّن عبّاس وابّن عمر حديث أسامةَّ ابّن‬
‫زيد ”إنما الربّا في النسيئةَّ“ ثم رجع ابّن عمر وابّن عبّاس عن ذلك‪،‬هل وقال بّتحريم بّيع‬
‫الجنس بّعضه بّبّعض‪،‬هل متفاضل حين بّلغهما حديث أبّي سعيد كما ذكره مسلم من رجوعهما‬
‫صريحاا‪،‬هل وهذه الحاديث التي ذكرها مسلم تدرل على أن ابّن عمر وابّن عبّاس لم يكن بّلغهما‬
‫حديث النهي عن التفاضل في غير النسيئةَّ‪،‬هل فلما بّلغهما رجعا إليه‪.‬‬

‫‪()3‬‬
‫انظر تفسيآر المنار ‪.4/124‬‬
‫‪()2‬‬
‫مسلم ‪ 3/1217‬بارقم ‪ ،1596‬وانظر‪ :‬شرح النووي ‪.11/25‬‬
‫‪()3‬‬
‫الباخاري ‪ 3/31‬بارقم ‪ 2178‬ورقم ‪ ،2179‬ولفظ الباخاري )ل رباا إل في النسيآئاة( وانظر الفتح ‪،4/381‬‬
‫ومسلم ‪ ،3/1218‬وشرح النووي ‪.11/24‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وأما حديث أسامةَّ ”ل ربّا إل في النسيئةَّ“ فقال قائلون‪ :‬بّأنه منسوخ بّهذه الحاديث‪،‬هل‬
‫وقد أجمع المسلمون على ترك العمل بّظاهره وهذا يدل على نسخه“)‪.(1‬‬
‫قال الحافظ ابّن حجر العسقلني رحمه ال‪” :‬اتفق العلماء على صحةَّ حديث أسامةَّ‬
‫واختلفوا في الجمع بّينه وبّين حديث أبّي سعيد‪ .‬فقيل‪ :‬منسوخ‪ .‬لكن النسخ ل يثبّت‬
‫بّالحتمال‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المعنى في قوله‪) :‬ل ربّا( الربّا الغلظ الشديد المتوعد عليه بّالعقاب الشديد‪،‬هل كما‬
‫تقول العرب‪ :‬ل عالم في البّلد إل زيد‪،‬هل مع أن فيها علماء غيره‪،‬هل إوانما القصد نفي الكمل ل‬
‫نفي الصل‪ .‬وأيض ا نفي تحريم ربّا الفضل من حديث أسامةَّ إنما هو بّالمفهوم فيقدم عليه‬
‫حديث أبّي سعيد؛ لن دللته بّالمنطوق ويحمل حديث أسامةَّ على الربّا الكبّر كما تقردم‪.‬‬
‫وال أعلم“)‪.(2‬‬
‫فارتضح مما تقردم تحريم‪ :‬ربّا الفضل‪،‬هل وربّا النسيئةَّ فل إشكال في ذلك ول الحمد‪.‬‬

‫الفصل الرابّع‪ :‬بّيع العينةَّ‬

‫أ ـ تعريف العينةَّ‪:‬‬
‫العينةَّ‪ :‬هي أن يبّيع شيئا من غيره بّثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري‪،‬هل ثم يشتريه قبّل‬
‫قبّض الثمن بّثمن نقد أقل من ذلك القدر)‪.(3‬‬
‫قلت‪ :‬ومثال ذلك‪ :‬أن يبّيع شخص سلعةَّ على شخص آخر بّمبّلغ مائةَّ ر مؤجلةَّ لمدة‬
‫سنةَّ‪،‬هل ثم في نفس الوقت يشتري البّائع سلعته من المشتري بّمبّلغ خمسين ريالا نقدا وتبّقى‬
‫المائةَّ في ذمةَّ المشتري الول!‬

‫ب ـ بّعض ما ورد في ذلك من النصوص‪:‬‬


‫عن ابّن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬سمعت رسول ال صرلى ال عليه وسرلم يقول‪” :‬إذا‬
‫تبّايعتم بّالعينةَّ‪،‬هل وأخذتم أذناب البّقر‪،‬هل ورضيتم بّالزرع‪،‬هل وتركتم الجهاد‪،‬هل سرلط ال عليكم ذلل ل‬
‫وللحديث روايات أخرى)‪.(5‬‬ ‫)‪( 4‬‬
‫ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم“‬

‫‪()1‬‬
‫شرح النووي ‪.11/25‬‬
‫‪()2‬‬
‫فتح البااري باشرح صحأيآح الباخاري ‪.4/382‬‬
‫‪()3‬‬
‫انظر عون المعباود ‪.9/336‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وقد ذهب إلى عدم جواز بّيع العينةَّ‪،‬هل جمع من العلماء منهم‪ :‬المام مالك بّن أنس‪،‬هل‬
‫والمام أبّو حنيفةَّ‪،‬هل والمام أحمد‪،‬هل والهادويةَّ‪،‬هل وبّعض الشافعيةَّ‪.‬‬
‫قال المام الشوكاني رحمه ال تعالى‪” :‬ومن المعلوم أن العينةَّ عند من يستعملها إنما‬
‫يسميها بّيعاا‪،‬هل وقد اتفقا – أي البّائع والمشتري – على حقيقةَّ الربّا الصريح قبّل العقد‪،‬هل ثم‬
‫غرير اسمها إلى المعاملةَّ وصورتها إلى التبّايع الذي ل قصد لهما فيه البّتةَّ إنما هو حيلةَّ‬
‫ل‪ :‬ألفا إل درهما‬
‫ومكر‪،‬هل وخديعةَّ ل‪ .‬فمن أسهل الحيل على من أراد فعله‪،‬هل أن يعطيه مث ا‬
‫بّاسم القرض‪،‬هل ويبّيعه خرقةَّ تساوي درهم ا بّخمسمائةَّ درهم‪ .‬وقوله صرلى ال عليه وسرلم‪:‬‬
‫”إنما العمال بّالنيات“)‪ .(1‬أصل في إبّطال الحيل‪ .‬فإن من أراد أن يعامله معاملةَّ يعطيه‬
‫فيها ألف ا بّألف وخمسمائةَّ؛ إنما نوى بّالقراض تحصيل الربّح الزائد الذي أظهر أنه ثمن‬
‫الثوب‪،‬هل فهو في الحقيقةَّ أعطاه ألفا حانلةَّ بّألف وخمسمائةَّ مؤجلةَّ‪،‬هل وجعل صورة القرض‬
‫وصورة البّيع محللا لهذا المحرم‪،‬هل ومعلوم أن هذا ل يرفع التحريم‪،‬هل ول يرفع المفسدة التي‬
‫حرم الربّا لجلها بّل يزيدها قوة‪،‬هل وتأكيد ا من وجوه‪،‬هل منها‪ :‬أنه يقدم على مطالبّةَّ الغريم‬
‫المحتاج من جهةَّ السلطان والحكام إقدام ا ل يفعله المربّي؛ لنه واثق بّصورة العقد الذي‬
‫تحريل بّه“)‪.(2‬‬

‫البّاب الثالث‬

‫ما يجوز فيه التفاضل‪،‬هل والنسيئةَّ‬


‫الفصل الول‪ :‬ما يجوز فيه التفاضل والنساء‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الصرف وأحكامه‪.‬‬
‫ث على البّتعاد عن الشبّهات‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الح ر‬

‫الفصل الول‪ :‬ما يجوز فيه التفاضل والنساء‬


‫‪()4‬‬
‫أباو داود ‪ 3/275‬بارقم ‪ ،3462‬وانظر‪ :‬عون المعباود ‪ ،9/335‬وقال الشيآخ ناصر الديآن اللبااني إنه‬
‫صحأيآح لمجموع طرقه‪ ،‬انظر سلسلة الحأاديآث الصحأيآحأة ‪ 1/15‬بارقم ‪.11‬‬
‫‪()5‬‬
‫انظر مسند المام أحأمد ‪.2/84‬‬
‫‪()1‬‬
‫الباخاري ‪ 1/2‬بارقم ‪ ،1‬ومسلم ‪ 3/1515‬بارقم ‪.1907‬‬
‫‪()2‬‬
‫نيآل الوطار ‪.6/363‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫أ ـ جواز التفاضل إذا انتفت العلةَّ‪:‬‬


‫قال المام النووي رحمه ال تعالى‪” :‬أجمع العلماء على جواز بّيع ربّوي بّربّوي ل‬
‫ل؛ وذلك كبّيع الذهب بّالحنطةَّ‪،‬هل وبّيع الفضةَّ بّالشعير‪،‬هل‬
‫ل‪،‬هل ومؤج ا‬
‫يشاركه في العلةَّ متفاض ا‬
‫وغيره من المكيل‪.‬‬
‫وأجمعوا كذلك على أنه يجوز التفاضل عند اختلف الجنس إذا كان يدا بّيد؛ كصاع‬
‫حنطةَّ بّصاعي شعير‪،‬هل ول خلف بّين العلماء في شيء من هذا“)‪.(1‬‬

‫ب ـ جواز التفاضل في غير المكيلت‪،‬هل والموزونات‪:‬‬


‫قال المام البّخاري رحمه ال تعالى‪) :‬بّاب بّيع العبّد‪،‬هل والحيوان بّالحيوان نسيئةَّ()‪.(2‬‬
‫قلت‪ :‬اختلف العلماء رحمهم ال تعالى في جواز بّيع الحيوان بّالحيوان نسيئةَّ؛ فذهب‬
‫الجمهور من علماء المةَّ إلى الجواز واحتجوا بّحديث عبّد ال بّن عمرو ابّن العاص‪،‬هل فعنه‬
‫رضي ال عنه قال‪ :‬أمرني رسول ال صرلى ال عليه وسرلم أن أبّعث جيش ا على إبّل كانت‬
‫عندي‪،‬هل قال‪ :‬فحملت الناس عليها حتى نفدت البّل‪،‬هل وبّقيت بّقيةَّ من الناس ل ظهر لهم‬
‫قال‪ :‬فقال لي رسول ال صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬ابّتع علينا بّقلئص من إبّل الصدقةَّ إلى‬
‫محلها حتى نفذ هذا البّعث“ قال‪ :‬فكنت أبّتاع البّعير بّالقلوصين والثلث من إبّل الصدقةَّ‬
‫إلى محلها‪ .‬حتى نفذ ذلك البّعث قال‪ :‬فلما حلت الصدقةَّ أداها رسول ال صرلى ال عليه‬
‫وسرلم)‪.(3‬‬
‫وعن جابّر رضي ال عنه قال‪ :‬جاء عبّد فبّايع النبّي صرلى ال عليه وسرلم على الهجرة‪،‬هل‬
‫ولم يشعر أنه عبّد‪،‬هل فجاء سيده يريده فقال له النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬بّعنيه“ فاشتراه‬
‫بّعبّدين أسودين‪،‬هل ثم لم يبّايع أحدا بّعد‪،‬هل حتى يسأله )أعبّد هو(؟)‪.(4‬‬
‫وهذا فيه جواز بّيع عبّد بّعبّدين سواء كانت القيمةَّ متفقةَّ أو مختلفةَّ‪،‬هل وهذا مجمع عليه‬
‫إذا بّيع نقداا‪،‬هل وكذا حكم سائر الحيوانات)‪.(5‬‬

‫‪()1‬‬
‫شرح النووي باباعض التصرف ‪.11/9‬‬
‫‪()2‬‬
‫الباخاري ‪ ،3/41‬وانظر‪ :‬الفتح ‪.4/419‬‬
‫‪()3‬‬
‫مسند المام أحأمد ‪ ،2/216‬وانظر سنن أباي داود ‪ 3/250‬بارقم ‪.3357‬‬
‫‪()4‬‬
‫مسلم ‪ 3/1225‬بارقم ‪ ،1602‬وانظر‪ :‬شرح النووي ‪.11/39‬‬
‫‪()5‬‬
‫انظر‪ :‬شرح النووي ‪.11/39‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫فإن بّاع عبّدا بّعبّدين‪،‬هل أو بّعي ار بّبّعيرين إلى أجل فالراجح الجواز كما سبّق‪ .‬وهذا هو‬
‫مذهب الشافعي والجمهور)‪.(6‬‬
‫ل‪،‬هل ونسيئةَّ هو الجواز‪.‬‬
‫فظهر مما تقدم أن الراجح في بّيع الحيوان بّالحيوان متفاض ا‬
‫والثار عن بّعض الصحابّةَّ والتابّعين تدرل على جواز ذلك‪ .‬قال البّخاري – رحمه ال – في‬
‫صحيحه‪:‬‬
‫‪1‬ـ ”اشترى ابّن عمر راحلةَّ بّأربّعةَّ أبّعرة مضمونةَّ عليه‪،‬هل يوفيها صاحبّها بّالربّذة“)‪.(1‬‬
‫‪2‬ـ واشترى رافع بّن خديج بّعيرا بّبّعيرين‪،‬هل أعطاه أحدهما وقال‪ :‬آتيك بّالخر غد ا رهوا إن‬
‫شاء ال‪.‬‬
‫‪3‬ـ وقال ابّن عبّاس‪” :‬قد يكون البّعير خير من البّعيرين“‪.‬‬
‫‪4‬ـ وقال ابّن المسيب‪” :‬ل ربّا في البّعير بّالبّعيرين‪،‬هل والشاة بّالشاتين إلى أجل“)‪.(2‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الصرف وأحكامه‬

‫أ ـ المراطلةَّ‪:‬‬
‫المراطلةَّ‪ :‬مفاعلةَّ من الرطل‪.‬‬
‫وهي عرفاا‪ :‬بّيع الذهب بّالذهب‪،‬هل والفضةَّ بّالفضلةَّ وزنا)‪.(3‬‬
‫قال المام مالك رحمه ال تعالى‪” :‬المر عندنا في بّيع الذهب بّالذهب‪،‬هل والورق بّالورق‬
‫مراطلةَّ‪.‬‬
‫إنه ل بّأس بّذلك؛ أن يأخذ أحد عشر دينا ار بّعشرة دنانير‪،‬هل يدا بّيد؛ إذا كان وزن الذهبّين‬
‫سواء عينا بّعين‪،‬هل إوان تفاضل العدد‪،‬هل والدراهم أيضا في ذلك بّمنزلةَّ الدنانير“)‪.(4‬‬
‫فعلى هذا فالمعتبّر في بّيع الذهب بّالذهب‪،‬هل وبّيع الورق بّالورق هو الوزن ل العدد‪ .‬فلو‬
‫كان عند رجل عشر قطع من الذهب ثم بّاعها بّخمس قطع من الذهب‪،‬هل والوزن لعشر القطع‬
‫يساوي وزن خمس القطع‪،‬هل فهذا جائز وهذا ما قصده المام مالك بّالمراطلةَّ‪.‬‬

‫‪()6‬‬
‫انظر‪ :‬شرح النووي ‪.11/39‬‬
‫‪()1‬‬
‫مكان بايآن مكة والمديآنة معروف باالرباذة‪.‬‬
‫‪()2‬‬
‫انظر صحأيآح الباخاري ‪ ،3/41‬والفتح ‪ 4/419‬فكل هذه الثار هناك‪.‬‬
‫‪()3‬‬
‫انظر شرح الزرقاني على موطأ المام مالك ‪.3/284‬‬
‫‪()4‬‬
‫موطأ المام مالك ‪.2/638‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫ب ـ الصرف‪:‬‬
‫ل شك أن الصرف مما يحتاج إليه الناس‪،‬هل لتحويل العملت من عملةَّ إلى عملةَّ أخرى‪،‬هل‬
‫فلما كان المر كذلك لم يغفله السلم؛ بّل أوضحه للناس‪،‬هل الجائز منه وغير الجائز‪.‬‬
‫عن مالك بّن أوس بّن الحدثان أنه قال‪ :‬أقبّلت أقول‪ :‬من يصطرف الدراهم‪ .‬قال طلحةَّ‬
‫بّن عبّيد ال – وهو عند عمر بّن الخطاب – أرنا ذهبّك‪،‬هل ثم ائتنا إذا جاء خادمنا نعطيك‬
‫ورقك‪،‬هل فقال عمر ابّن الخطاب‪ :‬كل وال لتعطينه ورقه أو لتردن إليه ذهبّه‪،‬هل فإن رسول ال‬
‫صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬الورق بّالذهب ربّا إل هاء‪،‬هل وهاء‪،‬هل والبّر بّالبّر ربّا إل هاء‬
‫وهاء)‪،(1‬هل والشعير بّالشعير ربّا إل هاء‪،‬هل وهاء‪،‬هل والتمر بّالتمر ربّا إل هاء‪،‬هل وهاء“)‪.(2‬‬
‫قال المام النووي رحمه ال‪” :‬قال العلماء‪ :‬ومعناه التقابّض ففيه اشتراط التقابّض في‬
‫بّيع الربّوي بّالربّوي إذا اتفقا في علةَّ الربّا‪ .‬سواء اتفق جنسهما كذهب بّذهب‪،‬هل أم اختلف‬
‫كذهب بّفضةَّ‪،‬هل ونربّه صرلى ال عليه وسرلم بّمختلف الجنس على متفقه‪ ...‬وأما طلحةَّ بّن‬
‫عبّيد ال رضي ال عنه عندما أراد أن يصارف صاحب الذهب‪،‬هل فيأخذ الذهب ويؤرخر دفع‬
‫الدراهم إلى مجيء الخادم‪،‬هل فإنما قاله؛ لنه ظن جوازه كسائر المبّيعات وما كان بّلغه حكم‬
‫المسألةَّ‪،‬هل فأبّلغه إياه عمر رضي ال عنه فترك المصارفةَّ“)‪.(3‬‬
‫وعن سفيان بّن عيينةَّ عن عمرو عن أبّي المنهال قال‪ :‬بّاع شريك لي ورقا بّنسيئةَّ إلى‬
‫الموسم‪،‬هل أو إلى الحج‪،‬هل فجاء إلي فأخبّرني فقلت‪ :‬هذا أمر ل يصلح قال‪ :‬قد بّعته في‬
‫السوق فلم ينكر ذلك علري أحد‪ .‬فأتيت البّراء بّن عازب فسألته‪ .‬فقال‪ :‬قدم النبّي صرلى ال‬
‫عليه وسرلم المدينةَّ‪،‬هل ونحن نبّيع هذا البّيع‪،‬هل فقال‪” :‬ما كان يدا بّيد فل بّأس بّه‪،‬هل وما كان‬
‫نسيئةَّ فهو ربّا“ وائت زيد بّن أرقم فإنه كان أعظم تجارة مني‪،‬هل فأتيته‪،‬هل فسألته‪،‬هل فقال مثل‬
‫ذلك)‪.(4‬‬
‫قال البّخاري رحمه ال )بّاب بّيع الذهب بّالورق يد ا بّيد( ثم ذكر حديث أبّي بّكرة رضي‬
‫ال عنه ”نهى النبّي صرلى ال عليه وسرلم عن الفضةَّ بّالفضةَّ والذهب بّالذهب إل سواء‬
‫بّسواء‪ .‬وأمرنا أن نبّتاع الذهب بّالفضةَّ كيف شئنا‪،‬هل والفضةَّ بّالذهب كيف شئنا“)‪.(5‬‬
‫‪()1‬‬
‫أصله هاك فأبادلت المدة من الكاف ومعناه خذ هذا‪.‬‬
‫‪()2‬‬
‫الباخاري ‪ 3/30‬بارقم ‪ ،2174‬والموطأ ‪ ،3/636‬ومسلم ‪ 3/1210‬بارقم ‪.1586‬‬
‫‪()3‬‬
‫شرح النووي ‪.11/13‬‬
‫‪()4‬‬
‫الباخاري ‪ 3/31‬بارقم ‪ ،2181 ،2180‬ومسلم ‪ 3/1212‬بارقم ‪.1589‬‬
‫‪()5‬‬
‫الباخاري ‪ 3/31‬بارقم ‪.2182‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وروى البّخاري رحمه ال تعالى عن البّراء بّن عازب وزيد بّن أرقم رضي ال عنهما أن‬
‫النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬نهى عن بّيع الذهب بّالورق دينا“)‪.(1‬‬
‫ومن الحاديث السابّقةَّ اتضح لنا ما يأتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ أن صرف الفضةَّ بّالفضةَّ‪،‬هل والذهب بّالذهب جائز‪ .‬على أن يكون الصرف مثلا بّمثل‪،‬هل‬
‫وسوااء بّسواء‪،‬هل ويكون ذلك يدا بّيد أثناء وقت المصارفةَّ‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن صرف الذهب بّالفضةَّ‪،‬هل والفضةَّ بّالذهب جائز‪،‬هل على أن يكون الصرف يدا بّيد في‬
‫وقت المصارفةَّ‪،‬هل أما المفاضلةَّ بّين الذهب والفضةَّ بّحيث يكون الذهب أكثر من الفضةَّ‬
‫وزناا‪،‬هل أو الفضةَّ أكثر من الذهب وزن ا فل مانع من ذلك‪،‬هل لكن بّشرط أن يكون يد ا بّيد في‬
‫لحظةَّ المصارفةَّ‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن شراء وبّيع الذهب بّالذهب‪،‬هل أو الفضةَّ بّالفضةَّ‪،‬هل أو الذهب بّالفضةَّ‪،‬هل أو الفضةَّ‬
‫بّالذهب‪،‬هل ل يجوز الدين في ذلك مطلقاا‪،‬هل فلو أراد شخص أن يصرف من المصرف عملةَّ من‬
‫الذهب بّعملةَّ من الذهب‪،‬هل وسرلم أحدهما عملته والخر أجل تسليم عملته إلى أجل فهذا ل‬
‫يجوز‪،‬هل لنه فقد شرط المقابّضةَّ يد ا بّيد‪ .‬وكذلك الفضةَّ بّالفضةَّ والذهب بّالفضةَّ والعكس كل‬
‫ذلك ل يجوز فيه الدين مطلقاا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الحث عن البّتعاد عن الشبّهات‬


‫ل شك أن المسلم دائم ا ينبّغي أن يكون حريص ا على التزام أمور الشرع كلها‪،‬هل فيعمل‬
‫الواجبّات‪،‬هل ويترك المحرمات‪،‬هل والمكروهات‪،‬هل ويأخذ بّالمستحبّات‪،‬هل ويأخذ ويترك من المبّاحات‬
‫على حسب حاله‪،‬هل وحاجته‪،‬هل ويبّتعد عن الشبّهات‪،‬هل لعلمه بّأن الشبّهات تؤدي إلى‬
‫المحرمات‪.‬‬
‫عن النعمان بّن بّشير قال‪) :‬سمعت رسول ال صرلى ال عليه وسرلم يقول – وأهوى‬
‫النعمان بّإصبّعه إلى أذنيه ‪” :-‬إن الحلل بّرين إوان الحرام بّرين‪،‬هل وبّينهما مشتبّهات‪،‬هل ل‬
‫يعلمهن كثير من الناس‪،‬هل فمن اتقى الشبّهات استبّ أر لدينه‪،‬هل وعرضه‪،‬هل ومن وقع في الشبّهات‬
‫وقع في الحرام‪،‬هل كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيها‪،‬هل أل إوان لكل ملك حمى‪،‬هل أل‬
‫إوان حمى ال محارمه‪،‬هل أل إوان في الجسد مضغةَّ إذا صلحت صلح الجسد كله‪،‬هل إواذا فسدت‬
‫فسد الجسد كله‪،‬هل أل وهي القلب“)‪.(2‬‬
‫‪()1‬‬
‫الباخاري ‪ 3/31‬بارقم ‪ ،2181 ،2180‬وانظر شرح الموطأ للزرقاني ‪.3/282‬‬
‫‪()2‬‬
‫الباخاري ‪ 1/19‬بارقم ‪ ،52‬ومسلم ‪ 3/1219‬بارقم ‪.1599‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫قال المام النووي رحمه ال‪” :‬أجمع العلماء على عظم وقع هذا الحديث‪،‬هل وكثرة فوائده‪،‬هل‬
‫وأنه أحد الحاديث التي عليها مدار السلم‪ .‬قال جماعةَّ‪ :‬هو ثلث السلم‪،‬هل إوان السلم‬
‫وحديث ”من حسن إسلم المرء تركه ما ل‬ ‫)‪( 1‬‬
‫يدور عليه‪،‬هل وعلى حديث‪” :‬العمال بّالنيةَّ“‬
‫يعنيه“)‪.(2‬‬
‫وقال أبّو داود‪ :‬السلم يدور على أربّعةَّ أحاديث‪ :‬هذه الثلثةَّ‪،‬هل وحديث‪” :‬ل يؤمن‬
‫أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه“)‪.(3‬‬
‫وقيل حديث‪” :‬ازهد في الدنيا يحبّك ال‪،‬هل وازهد فيما في أيدي الناس يحبّك الناس“)‪.(4‬‬
‫قال العلماء‪ :‬وسبّب عظم موقعه أنه صرلى ال عليه وسرلم نبّه فيه على إصلح المطعم‪،‬هل‬
‫والمشرب‪،‬هل والملبّس‪،‬هل وغيرها‪،‬هل وأنه ينبّغي ترك المشتبّهات‪،‬هل فإنه سبّب لحمايةَّ دينه‪،‬هل‬
‫وعرضه‪،‬هل وحذر من مواقعةَّ الشبّهات‪،‬هل وأوضح ذلك بّضرب المثل‪ :‬بّالحمى‪ .‬ثم بّرين أهرم‬
‫المور وهو مراعاة القلب‪ ...‬فبّرين صرلى ال عليه وسرلم أن بّصلح القلب يصلح بّاقي‬
‫الجسد‪،‬هل وبّفساده يفسد بّاقيه‪.‬‬
‫وأما قوله صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬الحلل بّرين والحرام بّرين“ فمعناه أن الشياء ثلثةَّ‬
‫أقسام‪:‬‬
‫حلل بّرين واضح‪ .‬ل يخفى حله كالخبّز‪،‬هل والعسل‪...‬‬
‫وأما الحرام البّرين فكالخمر‪،‬هل والخنزير‪،‬هل والكذب‪...‬‬
‫وأما المشتبّهات‪ :‬فمعناه أنها ليست بّواضحةَّ الحل‪،‬هل ول الحرمةَّ فلهذا ل يعرفها كثير من‬
‫ص أو قياس‪،‬هل أو استصحاب‪،‬هل‬
‫الناس‪،‬هل ول يعلمون حكمها‪،‬هل وأما العلماء فيعرفون حكمها‪،‬هل بّن ر‬
‫أو غير ذلك‪.(5)(...‬‬
‫وقد نقل الحأافظ ابان حأجر رحأمه ال قول بعضهم‪:‬‬
‫مسندات من قول خير البّريةَّ‬ ‫عمدة الدين عندنا كلمات‬
‫ما ليس يعنيك‪،‬هل واعملن بّنيةَّ‬
‫)‪( 6‬‬
‫اترك الشبّهات‪،‬هل وازهد‪،‬هل ودع‬

‫‪()1‬‬
‫الباخاري ‪ 1/2‬بارقم ‪ ،1‬ومسلم ‪ 3/1515‬بارقم ‪.1907‬‬
‫‪()2‬‬
‫موطأ المام مالك ‪.3/903‬‬
‫‪()3‬‬
‫الباخاري ‪ 1/9‬بارقم ‪ ،13‬ومسلم ‪ 1/67‬بارقم ‪.45‬‬
‫‪()4‬‬
‫سنن ابان ماجه ‪ 2/1374‬بارقم ‪ ،4102‬قال النووي‪ :‬رواه ابان ماجه باأسانيآد حأسنة‪ ،‬انظر شرح النووي‬
‫‪.11/28‬‬
‫‪()5‬‬
‫شرح النووي باباعض التصرف ‪.11/28‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫نسأل ال أن يعصمنا مما يغضبّه‪،‬هل وأن يوفقنا لما يحب ويرضى إنه ولري ذلك والقادر‬
‫عليه‪.‬‬

‫البّاب الرابّع‬

‫فتاوى في مسائل من الربّا المعاصر‬


‫المسألةَّ الولى‪ :‬العملةَّ الورقيةَّ وأحكامها من الناحيةَّ الشرعيةَّ‪.‬‬
‫المسألةَّ الثانيةَّ‪ :‬مسألةَّ الحيلةَّ الثلثيةَّ‪.‬‬
‫المسألةَّ الثالثةَّ‪ :‬بّيع المداينات بّطريقةَّ بّيع وشراء البّضائع وهي مكانها‪.‬‬
‫المسألةَّ الرابّعةَّ‪ :‬صرف العملةَّ إلى عملةَّ أخرى‪.‬‬
‫المسألةَّ الخامسةَّ‪ :‬بّيع الذهب المستعمل بّذهب جديد مع دفع الفرق‪.‬‬
‫المسألةَّ السادسةَّ‪ :‬بّيع الذهب أو الفضةَّ ديناا‪.‬‬
‫المسألةَّ السابّعةَّ‪ :‬المساهمةَّ في شركات التأمين‪.‬‬
‫المسألةَّ الثامنةَّ‪ :‬التعامل مع المصارف الربّويةَّ‪.‬‬
‫المسألةَّ التاسعةَّ‪ :‬التعامل مع البّنوك الربّويةَّ والعمل فيها‪.‬‬
‫المسألةَّ العاشرة‪ :‬التأمين في البّنوك الربّويةَّ‪.‬‬
‫المسألةَّ الحاديةَّ عشرة‪ :‬شراء أسهم البّنوك‪.‬‬
‫المسألةَّ الثانيةَّ عشرة‪ :‬العمل في المؤسسات الربّويةَّ‪.‬‬
‫المسألةَّ الثالثةَّ عشرة‪ :‬فوائد البّنوك الربّويةَّ‪.‬‬
‫المسألةَّ الرابّعةَّ عشرة‪ :‬قرض البّنك بّفوائد سنويةَّ‪.‬‬
‫المسألةَّ الخامسةَّ عشرة‪ :‬القرض بّعملةَّ والتسديد بّأخرى‪.‬‬
‫المسألةَّ السادسةَّ عشرة‪ :‬القرض الذي يجرر منفعةَّ‪.‬‬
‫المسألةَّ السابّعةَّ عشرة‪ :‬التأمين التجاري والضمان البّنكي‪.‬‬

‫المسألةَّ الولى‪ :‬العملةَّ الورقيةَّ وأحكامها من الناحيةَّ الشرعيةَّ‪:‬‬


‫صدر في هذه المسألةَّ قرار المجمع الفقهي الذي نصه على النحو التي‪:‬‬

‫‪()6‬‬
‫فتح البااري باشرح صحأيآح الباخاري ‪.1/129‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫الحمد ل وحده‪،‬هل والصلة والسلم على من ل نبّي بّعده‪،‬هل سيدنا محمد وعلى آله وصحبّه‬
‫وسلم تسليما كثيراا‪ .‬أما بّعد‪:‬‬
‫فإن مجلس المجمع الفقهي السلمي قد اطلع على البّحث المقردم إليه في موضوع‬
‫العملةَّ الورقيةَّ‪،‬هل وأحكامها من الناحيةَّ الشرعيةَّ‪،‬هل وبّعد المناقشةَّ والمداولةَّ بّين أعضائه‪،‬هل قررر‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إنه بّناء على أن الصل في النقد هو الذهب والفضةَّ وبّناء على أن علةَّ جريان‬
‫الربّا فيهما هي مطلق الثمنيةَّ في أصح القوال عند فقهاء الشريعةَّ‪.‬‬
‫وبّما أن الثمنيةَّ ل تقتصر عند الفقهاء على الذهب والفضةَّ‪،‬هل إوان كان معدنهما هو‬
‫الصل‪.‬‬
‫وبّما أن العملةَّ الورقيةَّ قد أصبّحت ثمناا‪،‬هل وقامت مقام الذهب والفضةَّ في التعامل بّها‪،‬هل‬
‫وبّها تقوم الشياء في هذا العصر‪،‬هل لختفاء التعامل بّالذهب والفضةَّ‪،‬هل وتطمئن النفوس‬
‫بّتمولها وادخارها ويحصل الوفاء والبّراء العام بّها‪،‬هل رغم أن قيمتها ليست في ذاتها‪،‬هل إوانما‬
‫في أمر خارج عنها‪،‬هل وهو حصول الثقةَّ بّها‪،‬هل كوسيط في التداول والتبّادل‪،‬هل وذلك هو سرر‬
‫مناطها بّالثمنيةَّ‪.‬‬
‫وحيث إن التحقيق في علةَّ جريان الربّا في الذهب والفضةَّ هو مطلق الثمنيةَّ‪،‬هل وهي‬
‫متحققةَّ في العملةَّ الورقيةَّ‪،‬هل لذلك كله‪،‬هل فإن مجلس المجمع الفقهي السلمي‪،‬هل يقررر أن‬
‫العملةَّ الورقيةَّ نقد قائم بّذاته‪،‬هل له حكم النقدين من الذهب والفضةَّ‪،‬هل فتجب الزكاة فيها‪،‬هل‬
‫ويجري الربّا عليها بّنوعيه‪،‬هل فضلا ونسياا‪،‬هل كما يجري ذلك في النقدين من الذهب والفضةَّ‬
‫تماماا‪،‬هل بّاعتبّار الثمنيةَّ في العملةَّ الورقيةَّ قياسا عليهما‪،‬هل وبّذلك تأخذ العملةَّ الورقيةَّ أحكام‬
‫النقود في كل اللتزامات التي تفرضها الشريعةَّ فيها‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬يعتبّر الورق النقدي نقد ا قائم ا بّذاته كقيام النقديةَّ في الذهب والفضةَّ وغيرهما‬
‫من الثمان‪،‬هل كما يعتبّر الورق النقدي أجناسا مختلفةَّ‪،‬هل تتعدد بّتعدد جهات الصدار في‬
‫البّلدان المختلفةَّ‪،‬هل بّمعنى أن الورق النقدي السعودي جنس‪،‬هل وأن الورق النقدي المريكي‬
‫جنس‪،‬هل وهكذا كل عملةَّ ورقيةَّ جنس مستقل بّذاته‪،‬هل وبّذلك يجري فيها الربّا بّنوعيه فضلا‬
‫ونسي ا كما يجري الربّا بّنوعيه في النقدين الذهب والفضةَّ وفي غيرها من الثمان‪.‬‬
‫وهذا كله يقتضي ما يلي‪:‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫) أ ( ل يجوز بّيع الورق النقدي بّعضه بّبّعض أو بّغيره من الجناس النقديةَّ الخرى‬
‫من ذهب أو فضةَّ أو غيرهما‪،‬هل نسيئةَّ مطلقاا‪،‬هل فل يجوز مثلا بّيع ر سعودي بّعملةَّ أخرى‬
‫متفاضلا نسيئةَّ بّدون تقابّض‪.‬‬
‫ل‪،‬هل سواء كان‬
‫)ب( ل يجوز بّيع الجنس الواحد من العملةَّ الورقيةَّ بّعضه بّبّعض متفاض ا‬
‫ذلك نسيئةَّ أو يدا بّيد‪،‬هل فل يجوز مثلا بّيع عشرة ريالت سعوديةَّ ورقاا‪،‬هل بّأحد عشر ريالا‬
‫سعوديةَّ ورقاا‪،‬هل نسيئةَّ أو يدا بّيد‪.‬‬
‫)جـ( يجوز بّيع بّعضه بّبّعض من غير جنسه مطلقاا‪،‬هل إذا كان ذلك يد ا بّيد‪،‬هل فيجوز بّيع‬
‫الليرة السوريةَّ أو اللبّنانيةَّ‪،‬هل بّر سعودي ورق ا كان أو فضةَّ‪،‬هل أو أقل من ذلك أو أكثر‪،‬هل وبّيع‬
‫الدولر المريكي بّثلث ريالت سعوديةَّ أو أقل من ذلك أو أكثر إذا كان ذلك يد ا بّيد‪،‬هل ومثل‬
‫ذلك في الجواز بّيع الر السعودي الفضةَّ‪،‬هل بّثلثةَّ ريالت سعوديةَّ ورق‪،‬هل أو أقل من ذلك أو‬
‫أكثر‪،‬هل يد ا بّيد‪،‬هل لن ذلك يعتبّر بّيع جنس بّغير جنسه‪،‬هل ول أثر لمجرد الشتراك في السم مع‬
‫الختلف في الحقيقةَّ‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬وجوب زكاة الوراق النقديةَّ إذا بّلغت قيمتها أدنى النصابّين من ذهب أو فضةَّ‪،‬هل أو‬
‫كانت تكمل النصاب مع غيرها من الثمان والعروض المعدة للتجارة‪.‬‬
‫رابّعاا‪ :‬جواز جعل الوراق النقديةَّ رأس مال في بّيع السلم‪،‬هل والشركات‪.‬‬
‫وال أعلم‪ :‬وبّال التوفيق‪،‬هل وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبّه وسلم)‪.(1‬‬

‫المسألةَّ الثانيةَّ‪ :‬مسألةَّ الحيلةَّ الثلثيةَّ‪:‬‬


‫س‪ :‬عندي كميةَّ من أكياس الرز وهو بّمستودع لنا ويأتي إلري أناس يشترونه مني‬
‫بّقيمته في السوق ويدينونه على أناس آخرين فإذا صار على حظ المدين أخذته منه بّنازل‬
‫ر واحد من مشتراه مني ثم يأتي أناس مثلهم بّعدما يصير على حظي ويشترونه مني‬
‫وهكذا وهو في مكان واحد إل أنهم يستلمونه عد ا في محله فهل في هذه الطريقةَّ إثم أم ل؟‬
‫أفيدونا جزاكم ال خيراا‪.‬‬
‫جـ‪ :‬نعم هذه الطريقةَّ حيلةَّ على الربّا‪ .‬الربّا المغلظ الجامع بّين التأخير والفضل‪،‬هل أي بّين‬
‫ربّا الفضل وربّا النسيئةَّ‪،‬هل وذلك لن الدائن يتوصل بّها إلى حصول اثني عشر مثلا بّعشرة‪.‬‬
‫وأحيان ا يتفق الدائن والمدين على هذا قبّل أن يأتيا إلى صاحب الدكان على أنه يدينه كذا‬

‫‪()1‬‬
‫فتاوى إسلميآة لصحأاب الفضيآلة العلماء‪ ،‬جمع محأمد المسند‪ .380-2/379 ،‬وانظر‪ :‬أباحأاث هيآئاة‬
‫كباار العلماء باالمملكة العربايآة السعوديآة ‪.58-1/30‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وكذا من الدراهم‪،‬هل العشرة اثني عشر أو أكثر أو أقل‪،‬هل ثم يأتيان على هذا ليجريا معه هذه‬
‫الحيلةَّ وقد سماها شيخ السلم ابّن تيميةَّ‪ :‬الحيلةَّ الثلثيةَّ‪،‬هل وهي بّل شك حيلةَّ على الربّا‪،‬هل‬
‫ربّا النسيئةَّ وربّا الفضل‪،‬هل فهي حرام ومن كبّائر الذنوب‪،‬هل وذلك لن المحرم ل ينقلب مبّاح ا‬
‫بّالتحايل عليه‪،‬هل بّل إن التحايل عليه يزيده خبّث ا ويزيده إثماا‪،‬هل ولهذا نذذكير عن أيوب‬
‫السختياني رحمه ال أنه قال في هؤلء المتحايلين قال‪ :‬إنهم يخادعون ال كما يخادعون‬
‫الصبّيان فلو أنهم أتوا المر على وجهه لكان أهون‪،‬هل وصدق رحمه ال‪،‬هل فإن المتحيل بّمنزلةَّ‬
‫المنافق يظهر أنه مؤمن وهو كافر وهذا متحيل على الربّا ويظهر أن بّيعه بّيع صحيح‬
‫وحلل)‪.(1‬‬
‫فضيلةَّ العلمةَّ ابّن عثيمين‬

‫المسألةَّ الثالثةَّ‪ :‬بّيع المداينات بّطريقةَّ بّيع وشراء البّضائع وهي مكانها‬
‫س‪ :‬ما حكم بّيع المداينات بّطريقةَّ بّيـع وشــراء البّضــائع وهـي فـي مكانهـا وهـذه الطريقـةَّ‬
‫هي المتبّعةَّ عند البّعض في مدايناتهم في الوقت الحاضر؟‬
‫جـ‪ :‬ل يجوز للمسلم أن يبّيع سلعةَّ بّنقد أو نسيئةَّ إل إذا كان مالك ا لها وقد قبّضها لقول‬
‫النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪،‬هل لحكيم بّن حزام‪” :‬ل تبّع ما ليس عندك“)‪،(2‬هل وقوله صرلى ال‬
‫عليه وسرلم في حديث عبّد ال بّن عمرو بّن العاص رضي ال عنهما‪” :‬ل يحل سلف وبّيع‬
‫ول بّيع ما ليس عندك“ رواه الخمسةَّ بّإسناد صحيح)‪،(3‬هل وهكذا الذي يشتريها‪،‬هل ليس له‬
‫بّيعها حتى يقبّضها أيض ا للحديثين المذكورين‪.‬‬
‫وذليما رواه المام أحمد وأبّو داود‪،‬هل وصححه ابّن حبّان والحاكم عن زيد بّن ثابّت رضي ال‬
‫عنه قال‪ :‬نهى رسول ال صرلى ال عليه وسرلم أن تبّاع السلع حيث تبّتاع حتى يحوزها‬
‫التجار إلى رحالهم)‪.(4‬‬

‫‪()1‬‬
‫فتاوى إسلميآة لصحأاب الفضيآلة العلماء‪.2/382 ،‬‬
‫‪()2‬‬
‫أباو داود ‪ ،3/283‬بارقم ‪ ،3503‬والترمذي ‪ 3/525‬بارقم ‪ ،1232‬والنسائاي ‪ ،7/289‬بارقم ‪،4613‬‬
‫وصحأحأه اللبااني في صحأيآح سنن الترمذي ‪.2/9‬‬
‫‪()3‬‬
‫أباو داود بارقم ‪ ،3504‬والترمذي بارقم ‪ ،1234‬والنسائاي بارقم ‪ ،4611‬وابان ماجه بارقم ‪ ،2188‬وأحأمد‬
‫‪ ،205 ،179 ،2/174‬والحأاكم ‪.2/17‬‬
‫‪()4‬‬
‫أباو داود ‪ ،3/282‬بارقم ‪ ،3499‬وحأسنه اللبااني في صحأيآح سنن أباي داود ‪.2/668‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وكما روى البّخاري في صحيحه عن ابّن عمر رضي ال عنهما قال‪” :‬لقد رأيت الناس‬
‫ضيربّون أن‬
‫في عهد رسول ال صرلى ال عليه وسرلم يبّتاعون جزافا – يعني الطعام – ني ا‬
‫يبّيعوه في مكانهم حتى يؤووه إلى رحالهم“)‪،(1‬هل والحاديث في هذا المعنى كثيرة)‪.(2‬‬
‫سماحةَّ العلمةَّ عبّد العزيز ابّن بّاز‬

‫المسألةَّ الرابّعةَّ‪ :‬صرف العملةَّ إلى عملةَّ أخرى‪:‬‬


‫س‪ :‬أريد أن أشتري عشرة آلف دولر أمريكي من شخص معين بّسعر ‪ 40‬ألف ر‬
‫سعودي‪،‬هل وسيكون التسديد على أقساط شهريةَّ‪،‬هل كل قسط ألف ر‪،‬هل وأريد أن أبّيع هذه‬
‫الدولرات في السوق بّسعر ‪ 37.500‬ألف ر‪،‬هل فما الحكم في ذلك علما بّأنني محتاج لهذه‬
‫النقود؟‬
‫جـ‪ :‬الحكم في هذا هو التحريم‪،‬هل فيحرم على النسان إذا صرف عملةَّ أن يتفرق هو‬
‫والبّائع من مجلس العقد إل بّعد قبّض العوضين‪،‬هل وهذا السؤال ليس فيه قبّض العوض‬
‫ل‪،‬هل فإذا كان قد نفذ الن فإن‬
‫الثاني الذي هو قيمةَّ الدولرات‪،‬هل وعلى هذا فيكون فاسدا وبّاط ا‬
‫الواجب على هذا الذي أخذ الدولرات أن يسددها دولرات‪،‬هل ول يجوز أن يبّني على العقد‬
‫الول‪،‬هل لنه فاسد‪،‬هل وقد ثبّت عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه قال‪” :‬كل شرط ليس في‬
‫كتاب ال فهو بّاطل إوان كان مائةَّ شرط‪،‬هل قضاء ال أحق وشرط ال أوثق“)‪.(3‬‬
‫فضيلةَّ العلمةَّ ابّن عثيمين‬

‫المسألةَّ الخامسةَّ‪ :‬بّيع الذهب المستعمل بّذهب جديد مع دفع الفرق‬


‫س‪ :‬رجل يعمل بّبّيع وشراء المجوهرات‪،‬هل فيأتي إليه شخص معه ذهب مستعمل فيشتريه‬
‫منه وتعرف قيمته بّالريالت‪،‬هل وقبّل دفع القيمةَّ في المكان والزمان‪،‬هل يشتري منه الذي بّاع له‬
‫الذهب المستعمل ذهبّ ا جديداا‪،‬هل وتعرف قيمته‪،‬هل ويدفع المشتري البّاقي عليه‪،‬هل فهل هذا جائز‬
‫أم أنه ل بّد من تسليم قيمةَّ الول كاملةَّ إلى البّائع ثم يسلم البّائع قيمةَّ ما اشتراه من ذهب‬
‫جديد من تلك النقود أو من غيرها؟‬
‫جـ‪ :‬في مثل هذه الحالةَّ يجب دفع قيمةَّ الذهب المستعمل‪،‬هل ثم البّائع بّعد قبّض القيمةَّ‬
‫بّالخيار إن شاء يشتري ممن بّاع عليه ذهبّ ا جديد ا أو من غيره‪،‬هل إوان اشترى منه أعاد عليه‬
‫‪()1‬‬
‫الباخاري ‪ ،3/30‬بارقم ‪.2131‬‬
‫‪()2‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.384-2/383‬‬
‫‪()3‬‬
‫فتاوى إسلميآة لصحأاب الفضيآلة العلماء ‪ ،2/386‬والحأديآث أخرجه الباخاري بارقم ‪.456‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫نقوده أو غيرها قيمةَّ للجديد حتى ل يقع المسلم في الربّا المحرم من بّيع رديء الجنس‬
‫ل‪،‬هل لما روى البّخاري ومسلم رحمهما ال تعالى أن رسول ال صرلى ال‬
‫الربّوي بّجيده متفاض ا‬
‫عليه وسرلم استعمل رجلا على خيبّر فجاءه بّتمر جنيب )جيد( فقال‪ :‬أكسل تمر خيبّر هكذا؟‬
‫قال‪ :‬ل‪،‬هل إنا لنأخذ الصاع من هذا بّالصاعين‪،‬هل والصاعين بّالثلثةَّ‪،‬هل فقال‪” :‬ل تفعل بّع‬
‫الجمع بّالدراهم‪،‬هل ثم ابّتع بّالدراهم جنيبّا “)‪،(1‬هل ولن المقاصةَّ في مثل هذا البّيع ولو كانت في‬
‫ل‪،‬هل وذلك محرم‪،‬هل لما روى مسلم‬
‫زمان ومكان البّيع‪،‬هل قد تؤدي إلى بّيع الذهب بّالذهب متفاض ا‬
‫رحمه ال تعالى عن عبّادة ابّن الصامت رضي ال عنه‪،‬هل قال‪ :‬قال رسول ال صرلى ال‬
‫عليه وسرلم‪” :‬الذهب بّالذهب‪،‬هل والفضةَّ بّالفضةَّ‪،‬هل والبّر بّالبّر‪،‬هل والشعير بّالشعير‪،‬هل والتمر‬
‫بّالتمر‪،‬هل والملح بّالملح‪،‬هل مثلا بّمثل‪،‬هل سواء بّسواء‪،‬هل يد ا بّيد‪،‬هل فإذا اختلفت هذه الصناف فبّيعوا‬
‫كيف شئتم إذا كان يدا بّيد“‪ .‬وفي روايةَّ عن ابّن سعيد‪” :‬فمن زاد أو استزاد فقد أربّا‪،‬هل الخذ‬
‫والمعطي سواء“)‪.(2‬‬
‫اللجنةَّ الدائمةَّ‬

‫س‪ :‬ذهبّــت إلــى بّــائع الــذهب بّمجموعــةَّ مــن الحلــي القديمــةَّ ثــم يويزينهــا وقــال إن ثمنهــا‬
‫‪ 1500‬ر واشـتريت منـه حلـي جديـد بّمبّلـغ ‪ 1800‬رـ هـل يج وز أن أدفـع لـه ‪ 300‬رـ‬
‫فقط )الفرق( أم آخذ ‪ 1500‬ر ثم أعطيه ‪ 1800‬ر مجتمعةَّ؟‬
‫جـ‪ :‬ل يجوز بّيع الذهب بّالذهب إل مثلا بّمثل سواء بّسواء وزنا بّوزن يدا بّيد بّنص‬
‫النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪،‬هل كما ورد ذلك في الحاديث الصحيحةَّ ولو اختلف نوع الذهب‬
‫بّالجدة والقدم أو غير ذلك من أنواع الختلف وهكذا الفضةَّ بّالفضةَّ‪.‬‬
‫والطريقةَّ الجائزة أن يبّيع الراغب في شراء ذهب بّذهب‪،‬هل ما لديه من الذهب بّفضةَّ أو‬
‫بّغيرها من العمل الورقيةَّ ويقبّض الثمن ثم يشتري حاجته من الذهب بّسعره من الفضةَّ أو‬
‫العملةَّ الورقيةَّ يدا بّيد؛ لن العملةَّ الورقيةَّ مننزلةَّ منزلةَّ الذهب والفضةَّ في جريان الربّا في‬
‫بّيع بّعضها بّبّعض وفي بّيع الذهب والفضةَّ بّها‪.‬‬
‫أما إن بّاع الذهب أو الفضةَّ بّغير النقود كالسيارات والمتعةَّ والسكر ونحو ذلك فل حرج‬
‫في التفرق قبّل القبّض لعدم جريان الربّا بّين العملةَّ الذهبّيةَّ والفضيةَّ والورقيةَّ وبّين هذه‬
‫الشياء المذكورة وأشبّاهها‪.‬‬

‫‪()1‬‬
‫الباخاري بارقم ‪ ،2201‬ومسلم بارقم ‪.1594‬‬
‫‪()2‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪ ،2/389‬والحأديآث تقدم تخريآجه ص ‪.34‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫ول بّد من إيضاح الجل إذا كان البّيع إلى أجل لقوله سبّحانه‪} :‬ييا أيسييها النذذيين آيمنوا إذيذا‬

‫تييداييانتنام ذبّيدايسن إذيلى أييجسل نم ي‬


‫سرماى يفااكتننبّونه{َ ‪.‬‬
‫)‪( 2) ( 1‬‬

‫سماحةَّ العلمةَّ عبّد العزيز ابّن بّاز‬

‫المسألةَّ السادسةَّ‪ :‬بّيع الذهب أو الفضةَّ ديناا‪:‬‬

‫س‪ :‬إنسان أخذ مني مصاغ ذهب‪،‬هل وثمن المصاغ ألــف رــ‪،‬هل وقلــت لــه ل يجــوز إل نقــداا‪،‬هل‬
‫وقال سلفني ألف ر‪،‬هل وسلفته اللف وأعطاني إياه هل هذا يجوز؟‬
‫جـ‪ :‬ل يجوز لنه احتيال على الربّا؛ وجمع بّين عقدين‪،‬هل عقد سلف وعقد بّيع‪،‬هل وهو‬
‫ممنوع أيضا )‪.(3‬‬
‫اللجنةَّ الدائمةَّ‬

‫س‪ :‬إذا حضر شخص يريد أن يشتري بّعض المجوهرات من الذهب وليرما وزنت له ما‬
‫يريد وجد أن المبّلغ الذي معه ل يكفي قيمةَّ للذهب فمعلوم في هذه الحالةَّ أنه ل يجوز لي‬
‫بّيعه الذهب وتسليمه له وهو لم يسلمني إل جزء من القيمةَّ لكن إذا كنا في وقت الصبّاح‬
‫مثلا وقال لي أترك الذهب عندك حتى وقت العصر كي أحضر لك كامل الدراهم وأستلم‬
‫الذهب الذي اشتريته منك ففي هذه الحالةَّ هل يجوز لي أن أترك الذهب على كيسه‬
‫وحسابّه حتى يحضر لستلمه أم يلزمني أن ألغني العقد وهو إن حضر فهو كسائر‬
‫المشترين إوال فل شيء بّيننا؟‬
‫جـ‪ :‬ل يجوز أن يبّقى الذهب الذي اشتراه منك على حسابّه حتى يأتي بّالدراهم‪،‬هل بّل لم‬
‫يتم العقد تخلصا من ربّا النسيئةَّ ويبّقى الذهب لديك في ملكك فإذا حضر بّبّقيةَّ الدراهم‬
‫ابّتدأتما عقدا جديدا يتم في مجلسه التقابّض بّينكما)‪.(4‬‬
‫اللجنةَّ الدائمةَّ‬

‫المسألةَّ السابّعةَّ‪ :‬المساهمةَّ في شركات التأمين‪:‬‬

‫‪()1‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.282 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫فتاوى إسلميآة لصحأاب الفضيآلة العلماء ‪.2/352‬‬
‫‪()3‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.2/390‬‬
‫‪()4‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.2/353‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫س‪ :‬أنا من سكان الكويت‪،‬هل وعندنا شركات مساهمةَّ خاصةَّ بّالعمال التجاريةَّ والزراعيةَّ‬
‫والبّنوك وشركات التأمين والبّترول‪،‬هل ويحق للمواطن المساهمةَّ هو وأفراد عائلته‪،‬هل فنرجو‬
‫إفادتنا عن حكم الشرع في مثل هذه الشركات‪.‬‬
‫جـ‪ :‬يجوز للنسان أن يساهم في هذه الشركات إذا كانت ل تتعامل بّالربّا‪،‬هل فإن كان‬
‫تعاملها بّالربّا فل يجوز‪،‬هل وذلك لثبّوت تحريم التعامل بّالربّا في الكتاب والسنةَّ والجماع‪،‬هل‬
‫وكذلك ل يجوز للنسان أن يساهم في شركات التأمين التجاري؛ لن عقود التأمين مشتملةَّ‬
‫على الغرر والجهالةَّ والربّا‪،‬هل والعقود المشتملةَّ على الغرر والجهالةَّ والربّا محرمةَّ في‬
‫الشريعةَّ السلميةَّ)‪.(1‬‬

‫اللجنةَّ الدائمةَّ‬

‫المسألةَّ الثامنةَّ‪ :‬التعامل مع المصارف الربّويةَّ‪:‬‬


‫صدر في ذلك قرار المجمع الفقهي السلمي التي نصه‪:‬‬
‫إن مجلس المجمع الفقهي السلمي في دورته التاسعةَّ المنعقدة بّمبّنى رابّطةَّ العالم‬
‫السلمي بّمكةَّ المكرمةَّ في الفترة من يوم السبّت ‪ 12‬رجب عام ‪1406‬هـ إلى يوم السبّت‬
‫‪ 29‬رجب ‪1406‬هـ قد نظر في موضوع تفشي المصارف الربّويةَّ وتعامل الناس معها وعدم‬
‫توافر البّدائل عنها‪،‬هل وهو الذي أحاله إلى المجلس معالي الدكتور المين العام نائب رئيسي‬
‫المجلس‪.‬‬
‫وقد استمع المجلس إلى كلم السادة العضاء حول هذه القضيةَّ الخطيرة التي يقترف‬
‫فيها محرم بّين ثبّت تحريمه بّالكتاب والسنةَّ والجماع‪.‬‬
‫وقد أثبّتت البّحوث القتصاديةَّ الحديثةَّ أن الربّا خطر على اقتصاد العالم وسياسته‬
‫وأخلقياته وسلمته‪،‬هل وأنه وراء كثير من الزمات التي يعانيها العالم‪،‬هل وأنه ل نجاة من ذلك‬
‫إل بّاستئصال هذا الداء الخبّيث الذي نهى السلم عنه منذ أربّعةَّ عشر قرناا‪.‬‬
‫ثم كانت الخطوة العمليةَّ المبّاركةَّ وهي إقامةَّ مصارف إسلميةَّ خاليةَّ من الربّا‬
‫والمعاملت المحظورة شرعاا‪.‬‬

‫‪()1‬‬
‫فتاوى إسلميآة لصحأاب الفضيآلة العلماء ‪.2/392‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وبّهذا كذبّت دعوة العلمانيين وضحايا الغزو الثقافي الذين زعموا يوما أن تطبّيق‬
‫الشريعةَّ السلميةَّ في المجال القتصادي مستحيل؛ لنه ل اقتصاد بّغير بّنوك‪،‬هل ول بّنوك‬
‫بّغير فوائد‪،‬هل ومما جاء في القرار كذلك أنه‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يجب على المسلمين كافةَّ أن ينتهوا عما نهى ال عنه من التعامل بّالربّا أخذ ا‬
‫وعطاء‪،‬هل والمعاونةَّ عليه بّأي صورة من الصور‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬ينظر المجلس بّعين الرتياح إلى قيام المصارف السلميةَّ بّديلا شرعيا للمصارف‬
‫الربّويةَّ‪ .‬ويرى المجلس ضرورة التوسع في إنشاء هذه المصارف في كل القطار السلميةَّ‬
‫وحيثما وجد للمسلمين تجمع خارج أقطاره‪،‬هل حتى تتكون من هذه المصارف شبّكةَّ قويةَّ‬
‫تهيئ لقتصاد إسلمي متكامل‪.‬‬
‫ثالاثا‪ :‬يحرم على كل مسلم يتيسر له التعامل مع مصرف إسلمي أن يتعامل مع‬
‫المصارف الربّويةَّ في الداخل والخارج‪،‬هل إذ ل عذر له في التعامل معها بّعد وجود البّديل‬
‫السلمي‪،‬هل ويجب عليه أن يستعيض عن الخبّيث بّالطيب‪،‬هل ويستغني بّالحلل عن الحرام‪.‬‬
‫رابّعاا‪ :‬يدعو المجلس المسؤولين في البّلد السلميةَّ والقائمين على المصارف الربّويةَّ‬
‫فيها إلى المبّادرة الجادة لتطهيرها من رجس الربّا‪.‬‬
‫خامساا‪ :‬كل مال جاء عن طريق الفوائد الربّويةَّ هو مال حرام شرعاا‪،‬هل ل يجوز أن ينتفع‬
‫بّه المسلم )مودع المال( لنفسه أو لحد مما يعوله في أي شأن من شؤونه‪،‬هل ويجب أن‬
‫يصرف في المصالح العامةَّ للمسلمين من مدارس ومستشفيات وغيرها‪،‬هل وليس هذا من بّاب‬
‫الصدقةَّ إوانما من بّاب التطهر من الحرام‪.‬‬
‫ول يجوز بّحال ترك هذه الفوائد للبّنوك الربّويةَّ لتتقوى بّها‪،‬هل ويزداد الثم في ذلك بّالنسبّةَّ‬
‫للبّنوك في الخارج‪،‬هل فإنها في العادة تصرفها إلى المؤسسات التنصيريةَّ واليهوديةَّ‪،‬هل وبّهذا‬
‫تغدو أموال المسلمين أسلحةَّ لحرب المسلمين إواضلل أبّنائهم عن عقيدتهم‪،‬هل علم ا بّأنه ل‬
‫يجوز الستمرار في التعامل مع هذه البّنوك الربّويةَّ بّفائدة أو بّغير فائدة‪.‬‬
‫كما يطالب المجلس القائمين على المصارف السلميةَّ أن ينتقوا لها العناصر المسلمةَّ‬
‫الصالحةَّ‪،‬هل وأن يوالوها بّالتوعيةَّ والتفقيه بّأحكام السلم وآدابّه حتى تكون معاملتهم‬
‫وتصرفاتهم موافقةَّ لها‪.‬‬
‫وال الموفق والهادي إلى سواء السبّيل)‪.(1‬‬

‫‪()1‬‬
‫فتاوى إسلميآة لصحأاب الفضيآلة العلماء ‪.2/393‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫مجلةَّ الدعوة‪،‬هل ‪1037‬‬

‫المسألةَّ التاسعةَّ‪ :‬التعامل مع البّنوك الربّويةَّ والعمل فيها‬

‫س‪ :‬ما الحكم الشرعي في كل من‪:‬‬


‫‪1‬ـ الذي يضع ماله في البّنك فإذا حال عليه الحول أخذ الفائدة‪.‬‬
‫‪2‬ـ المستقرض من البّنك بّفائدة إلى أجل؟‬
‫‪3‬ـ الذي يودع ماله في تلك البّنوك ول يأخذ فائدة؟‬
‫‪4‬ـ الموظف العامل في تلك البّنوك سواء كان مديرا أو غيره؟‬
‫‪5‬ـ صاحب العقار الذي يؤجر محلته إلى تلك البّنوك؟‬
‫جـ‪ :‬ل يجوز اليداع في البّنوك للفائدة‪،‬هل ول القرض بّالفائدة؛ لن كل ذلك من الربّا‬
‫الصريح‪.‬‬
‫ول يجوز أيض ا اليداع في غير البّنوك بّالفائدة‪،‬هل وهكذا ل يجوز القرض من أي أحد‬
‫بّالفائدة بّل ذلك محرم عند جميع أهل العلم‪،‬هل لن ال سبّحانه يقول‪} :‬يوأييحنل اللننه االيبّاييع يويحنريم‬
‫صيديقات{َ)‪ .(2‬ويقول سبّحانه‪} :‬ييا أيسييها‬ ‫ق اللننه اليربّا يونيارذبّي ال ن‬ ‫اليربّا{َ ‪ .‬ويقول سبّحانه‪} :‬يياميح ن‬
‫)‪( 1‬‬

‫النذذيين آيمنوا اتنقنوا اللنيه يويذنروا يما يبّذقيي ذمين اليربّا إذان نكانتنام نماؤذمذنيين‪،‬هل فيذإان ليام تيافيعلنوا فيأايذنوا ذبّيحارسب‬
‫س أياميوالذنكام ل تياظلذنموين يول تناظلينموين{َ)‪ .(3‬ثم يقول سبّحانه‬ ‫ذمين اللنذه ور ذ‬
‫سوذله ي إوذاان تنابّتنام يفلينكام نرنءو ن‬
‫يي ن‬
‫سيرسة{َ ‪ .‬ينبّه عبّاده بّذلك على أنه ل يجوز‬ ‫ذ‬
‫سيرسة فيينظيرةة إذيلى يماي ي‬
‫بّعد هذا كله‪ } :‬ي إوذاان يكاين نذو نع ا‬
‫)‪( 4‬‬

‫مطالبّةَّ المعسر بّما عليه من الدين ول تحميله مزيدا من المال من أجل النظار بّل يجب‬
‫إنظاره إلى الميسرة بّدون أي زيادة لعجزه عن التسديد‪،‬هل وذلك من رحمةَّ ال سبّحانه لعبّاده‪،‬هل‬
‫ولطفه بّهم‪،‬هل وحمايته لهم من الظلم والجشع الذي يضرهم ول ينفعهم‪.‬‬
‫أما اليداع في البّنوك بّدون فائدة فل حرج منه إذا اضطر المسلم إليه‪،‬هل وأما العمل في‬
‫البّنوك الربّويةَّ فل يجوز سواء كان مدي ار أو كاتبّا أو محاسبّا أو غير ذلك لقول ال سبّحانه‬

‫‪()1‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.275 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.276 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.278 :‬‬
‫‪()4‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.280 :‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وتعالى‪} :‬يوتييعايونوا يعيلى االذبّير يوالتناقيوى يول تييعايونوا يعيلى اا ذل ثاذم يواالنعاديواذن يواتنقنوا اللنيه إذنن اللنيه‬
‫شذديند االذعيقاذب{َ)‪.(1‬‬
‫ي‬
‫ولذيما ثبّت عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه ”لعن آكل الربّا وموكله وكاتبّه وشاهديه“‪.‬‬
‫وقال‪” :‬هم سواء“‪ .‬أخرجه المام مسلم في صحيحه)‪.(2‬‬
‫واليات والحاديث الدالةَّ على تحريم التعاون على المعاصي كثيرة‪،‬هل وهكذا تأجير‬
‫العقارات لصحاب البّنوك الربّويةَّ ل يجوز للدلةَّ المذكورة‪،‬هل ولما في ذلك من إعانتهم على‬
‫أعمالهم الربّويةَّ‪.‬‬
‫نسأل ال أن يمرن على الجميع بّالهدايةَّ وأن يوفق المسلمين جميع ا حكام ا ومحكومين‬
‫لمحاربّةَّ الربّا والحذر منه والكتفاء بّما أبّاح ال ورسوله من المعاملت الشرعيةَّ إنه ولي‬
‫ذلك والقادر عليه)‪.(3‬‬
‫سماحةَّ العلمةَّ عبّد العزيز ابّن بّاز‬

‫المسألةَّ العاشرة‪ :‬التأمين في البّنوك الربّويةَّ‪:‬‬

‫س‪ :‬الذي عنده مبّلغ من النقود ووضعها في أحد البّنوك لقصد حفظها أمانةَّ ويزكيها إذا‬
‫حال عليها الحول فهل يجوز ذلك أم ل؟ أفيدونا جزاكم ال خيراا‪.‬‬
‫جـ‪ :‬ل يجوز التأمين في البّنوك الربّويةَّ ولو لم يأخذ فائدة؛ لذيما في ذلك من إعانتها على‬
‫الثم والعدوان‪،‬هل وال سبّحانه قد نهى عن ذلك‪،‬هل لكن إن اضطر إلى ذلك ولم يجد ما يحفظ‬
‫ماله فيه سوى البّنوك الربّويةَّ‪،‬هل فل حرج إن شاء ال للضرورة‪،‬هل وال سبّحانه يقول‪} :‬يوقياد‬
‫ضطنذرارتنام إذليايذه{َ ‪،‬هل ومتى وجد بّنك ا إسلمري ا أو محلل أمين ا‬
‫صيل لينكام يما يحنريم يعلياينكام إذلر يما ا ا‬
‫في ن‬
‫)‪( 4‬‬

‫ليس فيه تعاون على الثم والعدوان يودع ماله فيه لم يجز له اليداع في البّنك الربّوي)‪.(5‬‬
‫سماحةَّ العلمةَّ عبّد العزيز ابّن بّاز‬

‫المسألةَّ الحاديةَّ عشرة‪ :‬شراء أسهم البّنوك‪:‬‬

‫‪()1‬‬
‫سورة المائادة‪ ،‬اليآة‪.2 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫تقدم تخريآجه ص ‪.28‬‬
‫‪()3‬‬
‫فتاوى إسلميآة‪.2/397 ،‬‬
‫‪()4‬‬
‫سورة النعام‪ ،‬اليآة‪.119 :‬‬
‫‪()5‬‬
‫فتاوى إسلميآة‪.2/397 ،‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫ل؟‬
‫س‪ :‬ما حكم شراء أسهم البّنوك وبّيعها بّعد مدة بّحيث يصبّح اللف بّثلثةَّ آلف مث ا‬
‫وهل يعتبّر ذلك من الربّا؟‬
‫جـ‪ :‬ل يجوز بّيع أسهم البّنوك ول شراؤها لكونها بّيع نقود بّنقود بّغير اشتراط التساوي‬
‫والتقابّض؛ ولنها مؤسسات ربّويةَّ ل يجوز التعاون معها ل بّبّيع ول شراء لقول ال‬
‫سبّحانه‪} :‬يوتييعايونوا يعيلى االذبّير يوالتناقيوى يول تييعايونوا يعيلى اذل ثاذم يواالنعاديواذن{َ)‪.(1‬‬
‫وذليما ثبّت عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه ”لعن آكل الربّا وموكله وكاتبّه وشاهديه“‪،‬هل‬
‫وقال‪” :‬هم سواء“ رواه المام مسلم في صحيحه)‪،(2‬هل وليس لك إل رأس مالك‪.‬‬
‫ووصيتي لك ولغيرك من المسلمين هي الحذر من جميع المعاملت الربّويةَّ‪،‬هل والتحذير‬
‫منها‪،‬هل والتوبّةَّ إلى ال سبّحانه مما سلف من ذلك‪،‬هل لن المعاملت الربّويةَّ محاربّةَّ ل‬
‫سبّحانه ولرسوله صرلى ال عليه وسرلم‪،‬هل ومن أسبّاب غضب ال وعقابّه كما قال ال عز‬
‫س يذلذيك‬ ‫طانن ذمين االيم ي‬ ‫وجل‪} :‬النذذيين ييأانكنلوين اليربّا ل يينقونموين إذنل يكيما يينقونم النذذي ييتييخنبّطننه ال ن‬
‫شاي ي‬
‫ظةةَّ ذمان يريبّذه‬
‫ذبّأيننهام يقالنوا إذ نيما االيبّايعن ذماثنل اليربّا يوأييحنل اللننه االيبّاييع يويحنريم اليربّا فييمان يجايءهن يماوذع ي‬
‫ب النناذر نهام ذفييها يخالذندوين‪،‬هل يياميح ن‬
‫ق‬ ‫صيحا ن‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ف يوأيامنرهن إذيلى اللنه يويمان يعايد فينأوليئيك أي ا‬ ‫سلي ي‬ ‫يفاانتييهى يفلينه يما ي‬
‫ب نكنل يكنفاسر أيذثيسم{َ)‪ .(3‬وقال عز وجل‪} :‬ييا أيسييها النذذيين‬ ‫صيديقاذت يواللننه ل نيذح س‬ ‫اللننه اليربّا يونيارذبّي ال ن‬
‫آيمنوا اتنقنوا اللنيه يويذنروا يما يبّذقيي ذمين اليربّا إذان نكانتنام نماؤذمذنيين{َ)‪ .(4‬وذليما تقردم من الحديث‬
‫الشريف)‪.(5‬‬
‫سماحةَّ العلمةَّ عبّد العزيز ابّن بّاز‬

‫المسألةَّ الثانيةَّ عشرة‪ :‬العمل في المؤسسات الربّويةَّ‪:‬‬

‫س‪ :‬هل يجوز العمل في مؤسسةَّ ربّويةَّ كسائق أو حارس؟‬


‫جـ‪ :‬ل يجوز العمل بّالمؤسسات الربّويةَّ ولو كان النسان سائقا أو حارساا‪،‬هل وذلك لن‬
‫دخوله في وظيفةَّ عند مؤسسات ربّويةَّ يستلزم الرضى بّها؛ لن من ينكر الشيء ل يمكن‬
‫أن يعمل لمصلحته‪،‬هل فإذا عمل لمصلحته فإنه يكون راضي ا بّه‪،‬هل والراضي بّالشيء المحرم‬

‫‪()1‬‬
‫سورة المائادة‪ ،‬اليآة‪.2 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫مسلم ‪ 3/1218‬بارقم ‪.1597‬‬
‫‪()3‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآتان‪.276 ،275 :‬‬
‫‪()4‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآتان‪.279 ،278 :‬‬
‫‪()5‬‬
‫فتاوى إسلميآة‪.400-2/399 ،‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫يناله من إثمه‪،‬هل أما من كان يبّاشر القيد والكتابّةَّ والرسال واليداع وما أشبّه ذلك فهو ل‬
‫شك أنه مبّاشر للحرام‪،‬هل وقد ثبّت عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه قال بّل ثبّت من حديث‬
‫جابّر رضي ال عنه أن النبّي صرلى ال عليه وسرلم ”لعن آكل الربّا وموكله وشاهديه“‬
‫)‪. ( 2‬‬ ‫)‪( 1‬‬
‫وكاتبّه وقال‪” :‬هم سواء“‬
‫فضيلةَّ العلمةَّ ابّن عثيمين‬

‫المسألةَّ الثالثةَّ عشرة‪ :‬فوائد البّنوك الربّويةَّ‪:‬‬

‫س‪ :‬بّعض البّنوك تعطي أربّاح ا بّالمبّالغ التي توضع لديها من قبّل المودعين‪،‬هل ونحن ل‬
‫ندري حكم هذه الفوائد هل هي ربّا أم هي ربّح جائز يجوز للمسلم أخذه؟ وهل يوجد في‬
‫العالم العربّي بّنوك تتعامل مع الناس حسب الشريعةَّ السلميةَّ؟‬
‫جـ‪ :‬أوال‪ :‬الربّاح التي يدفعها البّنك للمودعين على المبّالغ التي أودعوها فيه تعتبّر ربّا‪.‬‬
‫ول يحرل له أن ينتفع بّهذه الربّاح‪،‬هل وعليه أن يتوب إلى ال من اليداع في البّنوك الربّويةَّ‪،‬هل‬
‫وأن يسحب المبّلغ الذي أودعه وربّحه فيحتفظ بّأصل المبّلغ وينفق ما زاد عليه في وجوه‬
‫البّر من فقراء ومساكين إواصلح مرافق عامةَّ ونحو ذلك‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬يبّحث عن محل ل يتعامل بّالربّا ولو دكان ا ويوضع المبّلغ فيه على طريق التجارة‪،‬هل‬
‫ل‪،‬هل أو بّوضع المبّلغ‬
‫مضاربّةَّ‪،‬هل على أن يكون ذلك جزء ا مشاع ا معلوم ا من الربّح كالثلث مث ا‬
‫فيه أمانةَّ بّدون فائدة‪،‬هل وصلى ال على نبّينا محمد وعلى آله وصحبّه وسلم)‪.(3‬‬
‫اللجنةَّ الدائمةَّ‬

‫المسألةَّ الرابّعةَّ عشرة‪ :‬قرض البّنك بّفوائد سنويةَّ‪:‬‬

‫س‪ :‬المعاملةَّ مع البّنك هل هي ربّا أم جائزة؟ لن فيه كثي ار من المواطنين يقترضون‬


‫منها؟‬
‫جـ‪ :‬يحرم على المسلم أن يقترض من أحد ذهبّ ا أو فضةَّ أو ورق ا نقدي ا على أن يرد أكثر‬
‫منه‪،‬هل سواء كان المقرض بّنكا أم غيره‪،‬هل لنه ربّا وهو من أكبّر الكبّائر‪،‬هل ومن تعامل هذا‬
‫التعامل من البّنوك فهو بّنك ربّوي‪.‬‬
‫‪()1‬‬
‫مسلم ‪ 3/1218‬بارقم ‪.1597‬‬
‫‪()2‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.2/401‬‬
‫‪()3‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.2/404‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وصلى ال على نبّينا محمد وعلى آله وصحبّه وسلم)‪.(1‬‬


‫اللجنةَّ الدائمةَّ‬

‫المسألةَّ الخامسةَّ عشرة‪ :‬القرض بّعملةَّ والتسديد بّأخرى‪:‬‬

‫س‪ :‬أقرضني أخي في ال )حسن‪ .‬م( ألفي دينار تونسي‪،‬هل وكتبّنا عقدا بّذلك ذكرنا فيه‬
‫قيمةَّ المبّلغ بّالنقد اللماني‪،‬هل وبّعد مرور مدة القرض – وهي سنةَّ – ارتفع ثمن النقد‬
‫اللماني‪،‬هل فأصبّح إذا سلمته ما هو في العقد أكون أعطيته ثلثمائةَّ دينار تونسي زيادة‬
‫على ما اقترضته‪.‬‬
‫فهل يجوز لمقرضي أن يأخذ الزيادة‪،‬هل أم أنها تعتبّر ربّا؟ ل سيما وأنه يرغب السداد بّالنقد‬
‫اللماني ليتمكن من شراء سيارة من ألمانيا؟‬
‫جـ‪ :‬ليس للمقرض )حسن‪ .‬م( سوى المبّلغ الذي أقرضك وهو ألفا دينار تونسي‪،‬هل إل أن‬
‫تسمح بّالزيادة فل بّأس‪،‬هل لقول النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬إن خيار الناس أحسنهم‬
‫قضاء“‪ .‬رواه مسلم في صحيحه)‪،(2‬هل وأخرجه البّخاري بّلفظ‪” :‬إن من خيار الناس أحسنهم‬
‫قضاء“)‪.(3‬‬
‫أما العقد المذكور فل عمل عليه ول يلزم بّه شيء لكونه عقدا غير شرعي‪،‬هل وقد درلت‬
‫النصوص الشرعيةَّ على أنه ل يجوز بّيع القرض إل بّسعر المثل وقت التقاضي إل أن‬
‫يسمح من عليه القرض بّالزيادة من بّاب الحسان والمكافأة للحديث الصحيح المذكور‬
‫آنفا)‪.(4‬‬
‫سماحةَّ العلمةَّ عبّد العزيز ابّن بّاز‬

‫س‪ :‬طلب مني أحد أقاربّي المقيمين بّالقاهرة قرضا وقدره ‪ 2500‬جنيه مصري‪،‬هل وقد‬
‫أرسلت له مبّلغ ‪ 2000‬دولر بّاعهم وحصل على مبّلغ ‪ 2490‬جنيها مصرياا‪،‬هل ويرغب‬
‫حالي ا في سداد الدين‪،‬هل علم ا بّأننا لم نتفق على موعد وكيفيةَّ السداد‪،‬هل والسؤال هل أحصل‬
‫منه على مبّلغ ‪ 2490‬جنيه ا مصري ا وهو يساوي حالي ا ‪ 1800‬دولر أمريكي )أقل من‬

‫‪()1‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.2/412‬‬
‫‪()2‬‬
‫مسلم بارقم ‪.1600‬‬
‫‪()3‬‬
‫الباخاري بارقم ‪.2306‬‬
‫‪()4‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.2/414‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫المبّلغ الذي دفعته له بّالدولر( أم أحصل على مبّلغ ‪ 2000‬دولر علما بّأنه سوف يترتب‬
‫على ذلك أن يقوم هو بّشراء )الدولرات( بّحوالي ‪ 2800‬جنيه مصري )أي أكثر من المبّلغ‬
‫الذي حصل عليه فعلا بّأكثر من ‪ 300‬جنيه مصري(؟‬
‫جـ‪ :‬الواجب أن يررد عليك ما اقترضته دولرات‪،‬هل لن هذا هو القرض الذي حصل منك له‪،‬هل‬
‫ولكن مع ذلك إذا اصطلحتما أن يسلم إليك جنيهات مصريةَّ فل حرج‪،‬هل قال ابّن عمر رضي‬
‫ال عنهما‪ :‬كنا نبّيع البّل بّالبّقيع أو بّالنقيع بّالدراهم فنأخذ عنها الدنانير‪،‬هل ونبّيع بّالدنانير‬
‫فنأخذ عنها الدراهم‪،‬هل فقال النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬ل بّأس أن تأخذها بّسعر يومها ما‬
‫لم تتفرقا وبّينكما شيء“)‪،(1‬هل فهذا بّيع نقد من غير جنسه فهو أشبّه ما يكون بّبّيع الذهب‬
‫بّالفضةَّ‪،‬هل فإذا اتفقت أنت إواياه على أن يعطيك عوض ا عن هذه الدولرات من الجنيهات‬
‫المصريةَّ بّشرط أل تأخذ منه جنيهات أكثر مما يساوي وقت اتفاقيةَّ التبّديل‪،‬هل فإن هذا ل‬
‫بّأس بّه‪،‬هل فمثلا إذا كانت ‪ 2000‬دولر تساوي الن ‪ 2800‬جنيه ل يجوز أن تأخذ منه‬
‫ثلثةَّ آلف جنيه ولكن يجوز أن تأخذ ‪ 2800‬جنيه‪،‬هل ويجوز أن تأخذ منه ‪ 2000‬دولر‬
‫فقط يعني إنك تأخذ بّسعر اليوم أو بّأنزل‪،‬هل أي ل تأخذ أكثر لنك إذا أخذت أكثر فقد ربّحت‬
‫فيما لم يدخل في ضمانك‪،‬هل وقد نهى النبّي عليه الصلة والسلم عن ربّح ما لم يضمن‪،‬هل وأما‬
‫إذا أخذت بّأقل فإن هذا يكون أخذا بّبّعض حقك‪،‬هل إوابّراء عن البّاقي‪،‬هل وهذا ل بّأس بّه)‪.(2‬‬
‫فضيلةَّ العلمةَّ ابّن عثيمين‬

‫المسألةَّ السادسةَّ عشرة‪ :‬القرض الذي يجرر منفعةَّ‪:‬‬

‫س‪ :‬رجل اقترض مالا من رجل لكن المقرض اشترط أن يأخذ قطعةَّ أرض زراعيةَّ من‬
‫المقترض رهن بّالمبّلغ‪،‬هل يقوم بّزراعتها وأخذ غلتها كاملةَّ أو نصفها‪،‬هل والنصف الخر‬
‫لصاحب الرض حتى يرجع المدين المال كاملا كما أخذه فيرجع له الدائن الرض التي كانت‬
‫تحت يده‪،‬هل ما حكم الشرع في نظركم في هذا القرض المشروط؟‬
‫جـ‪ :‬إن القرض من عقود الرفاق التي يقصد بّها الرفق بّالمقترض والحسان إليه‪،‬هل وهو‬
‫من المور المطلوبّةَّ المحبّوبّةَّ إلى ال عز وجل لنه إحسان إلى عبّاد ال وقد قال ال‬

‫‪()1‬‬
‫أباو داود ‪ ،3/250‬بارقم ‪ ،3345‬والنسائاي في كتاب البايآوع‪ ،‬البااب رقم ‪.52 ،50‬‬
‫‪()2‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.415-2/414‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫ب االنماحذسذنيين{َ)‪ .(3‬فهو بّالنسبّةَّ للمقرض مشروع مستحب‪،‬هل‬


‫تعالى‪} :‬يوأياحذسنوا إذنن اللنيه نيذح س‬
‫وبّالنسبّةَّ للمقترض جائز مبّاح‪.‬‬
‫وقد ثبّت عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه استسلف من رجل يبّكرا وررد خيرا منه‪،‬هل إواذا‬
‫كان هذا العقد أي القرض من عقود الرفاق والحسان فإنه ل يجوز أن يحول إلى عقد‬
‫معاوضةَّ وربّح‪،‬هل أعني الربّح المادي الدنيوي؛ لنه بّذلك يخرج من موضوعه إلى موضوع‬
‫البّيع والمعاوضات‪،‬هل ولهذا تجد الفرق بّين أن يقول رجل لخر‪ :‬بّعتك هذا الدينار بّدينار‬
‫آخر إلى سنةَّ‪،‬هل أو بّعتك هذا الدينار بّدينار آخر ثم يتفرقا قبّل القبّض‪،‬هل فإنه في الصورتين‬
‫يكون بّيع ا حرام ا وربّاا‪،‬هل لكن لو أقرضه دينارا قرض ا وأوفاه بّعد شهر أو سنةَّ كان ذلك جائزا‬
‫مع أن المقرض لم يأخذ العوض إل بّعد سنةَّ أو أقل أو أكثر نظرا لتغليب جانب الرفاق‪.‬‬
‫وبّناء على ذلك فإن المقرض إذا اشترط على المقترض نفعا ماديا فقد خرج بّالقرض عن‬
‫موضوع الرفاق فيكون حراماا‪.‬‬
‫والقاعدة المعروفةَّ عند أهل العلم أن كل قرض جنر منفعةَّ فهو ربّا‪،‬هل وعلى هذا فل‬
‫يجوز للمقرض أن يشترط على المقترض أن يمنحه أرضا ليزرعها حتى ولو أعطى‬
‫المقترض سهم ا من الزرع؛ لن ذلك جر منفعةَّ إلى المقرض تخرج القرض عن موضوعه‬
‫وهو الرفاق والحسان)‪.(1‬‬
‫فضيلةَّ العلمةَّ ابّن عثيمين‬

‫المسألةَّ السابّعةَّ عشرة‪ :‬التأمين التجاري والضمان البّنكي‪:‬‬

‫الحمد ل وحده والصلة والسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبّه وبّعد‪..‬‬
‫فقد اطلعت اللجنةَّ الدائمةَّ للبّحوث العلميةَّ والفتاء على الستفتاء المقدم لسماحةَّ‬
‫صه‪:‬‬‫الرئيس العام‪،‬هل والمقيد بّرقم ‪ 1100‬في ‪28/7/1400‬هـ ون ر‬
‫لقد عرض لنا أمر فل بّد فيه من التعامل مع البّنك‪،‬هل حيث نحتاج إلى كفالةَّ بّنكيةَّ اسمها‬
‫كفالةَّ حسن تنفيذ )أي أن يكون البّنك ضامن ا حسن تنفيذ التفاقيةَّ حسب نصوص العقد(‬
‫وقد فوجئنا بّأن البّنك يأخذ أجرة مقابّل هذه الكفالةَّ )خطاب الضمان( الذي يقدمه‪،‬هل ورجعنا‬
‫لما تيسر لدينا من كتب الفقه البّسيطةَّ فوجدنا أن الضمان أو الكفالةَّ )تبّرع(‪،‬هل فوقعنا في‬

‫‪()3‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.195 :‬‬
‫‪()1‬‬
‫فتاوى إسلميآة ‪.416-2/415‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫حيرة من أمرنا‪،‬هل وأوقفنا المشروع حتى نصل للحكم الشرعي الصحيح مقترنا بّالدلةَّ‬
‫الشرعيةَّ‪،‬هل فرأينا أن نبّعث لفضيلتكم ذليما بّلغنا عنكم من العلم والتقوى والورع‪،‬هل لذا نرجو من‬
‫فضيلتكم أن تعلمونا رأيكم مقترن ا بّالدلةَّ الشرعيةَّ‪،‬هل هل يجوز أخذ أجرة على الكفالةَّ أو‬
‫الضمان؟‬
‫وكذلك عمليات التأمين على البّضائع ضرد الحوادث‪،‬هل والتأمين على الحياة‪،‬هل وما رأي‬
‫الشرع في مثل هذه العقود؟‬
‫وأجابّت بّما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ضمان البّنك لكم بّربّح على المبّلغ الذي يضمنكم فيه لمن تلتزمون له بّتنفيذ أي‬
‫عقد ل يجوز؛ لن الربّح الذي يأخذه زيادة ربّويةَّ محرمةَّ‪،‬هل والربّا كما هو معروف محرم‬
‫بّالكتاب والسنةَّ إواجماع المةَّ‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬التأمين التجاري حرام لذيما يأتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ عقد التأمين التجاري من عقود المعاوضات الماليةَّ الحتماليةَّ المشتملةَّ على الغرر‬
‫الفاحش‪،‬هل لن المستأمن ل يستطيع أن يعرف وقت العقد مقدار ما نيعطي أو يأخذ‪،‬هل فقد يدفع‬
‫قسطا أو قسطين ثم تقع الكارثةَّ‪،‬هل فيستحق ما التزم بّه المؤيمن‪،‬هل وقد ل تقع الكارثةَّ فيدفع‬
‫جميع القساط ول يأخذ شيئاا‪،‬هل وذلك المؤيمن ل يستطيع أن يحدد ما يعطي ويأخذ بّالنسبّةَّ‬
‫لكل عقد بّمفرده‪،‬هل وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم النهي عن‬
‫بّيع الغرر)‪ .(1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪2‬ـ عقد التأمين التجاري ضرب من ضروب المقامرة‪،‬هل لذيما فيه من المخاطرة في معاوضات‬
‫ماليةَّ‪،‬هل ومن الغرم بّل جنايةَّ أو تسبّب فيها‪،‬هل ومن الغنم بّل مقابّل أو مقابّل غير مكافئ‪،‬هل فإن‬
‫المستأمن قد يدفع قسط ا من التأمين ثم يقع الحادث فيغرم المؤيمن كل مبّلغ التأمين‪،‬هل وقد ل‬
‫يقع الخطر ومع ذلك يغنم المؤيمن أقساط التأمين بّل مقابّل‪،‬هل إواذا استحكمت فيه الجهالةَّ‬
‫كان قماراا‪،‬هل ودخل في عموم النهي عن الميسر في قوله تعالى‪} :‬ييا أيسييها النذذيين آيمنوا إذنيما‬
‫طاذن يفااجتيذننبّوهن لييعلننكام تنافذلنحوين{َ)‪.(2‬‬ ‫س ذمان يعيمذل ال ن‬
‫شاي ي‬ ‫ب يوااليازلنم ذراج ة‬
‫صا ن‬
‫ذ‬
‫االيخامنر يوااليمايسنر يوااليان ي‬
‫‪3‬ـ عقد التأمين التجاري يشتمل على ربّا الفضل والنساء‪،‬هل فإن الشركةَّ إذا دفعت‬
‫للمستأمن أو لورثته أو للمستفيد أكثر مما دفعه من النقود لها فهو ربّا فضل‪،‬هل والمؤيمن‬

‫‪()1‬‬
‫أخرجه مسلم بارقم )‪ (1513‬عن أباي هريآرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة المائادة‪ ،‬اليآة‪.90 :‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫يدفع ذلك للمستأمن بّعد مدة العقد فيكون ربّا نساء‪،‬هل إواذا دفعت الشركةَّ للمستأمن مثل ما‬
‫ص والجماع‪.‬‬
‫دفعه لها يكون ربّا نساء فقط‪،‬هل وكلهما محررم بّالرن ر‬
‫‪4‬ـ عقد التأمين التجاري من الرهان؛ لن كلل منهما فيه جهالةَّ وغرر ومقامرة‪،‬هل ولم يبّح‬
‫الشرع من الرهان إل ما فيه نصرة للسلم وظهور لعلمه بّالحجةَّ والسنان‪،‬هل وقد حصر‬
‫النبّي صرلى ال عليه وسرلم رخصةَّ الرهان بّعوض في ثلث بّقوله صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬ل‬
‫سبّق إل في خف أو حافر أو نصل“)‪ .(1‬رواه أحمد وأبّو داود والنسائي والترمذي وصححه‬
‫ابّن حبّان‪.‬‬
‫وليس التأمين من ذلك ول شبّيه ا بّه فكان محرماا‪.‬‬
‫‪5‬ـ عقد التأمين في أخذ مال الغير بّل مقابّل هو أخذ بّل مقابّل في عقود المعاوضات‬
‫التجاريةَّ محررم؛ لدخوله في عموم النهي في قوله تعالى‪} :‬ييا أيسييها النذذيين آيمنوا ل تيأانكلنوا‬
‫سنكام إذنن اللنيه يكاين ذبّنكام‬ ‫أيموالينكم بّاييننكم ذبّاالبّاذطذل إذلر أيان تينكوين ذتجارةا عان تي ار س ذ‬
‫ض ماننكام يول تياقتنلنوا أيانفن ي‬ ‫يي ي ي‬ ‫اي ا ي ا ي‬
‫يرذحيماا{َ)‪.(2‬‬
‫‪6‬ـ في عقد التأمين التجاري اللزام بّما ل يلزم شرعاا‪،‬هل فإن المؤيمن لم يحدث الخطر منه‪،‬هل‬
‫ولم يتسبّب في حدوثه‪،‬هل إوانما كان منه مجرد التعاقد مع المستأمن‪،‬هل على ضمان الخطر على‬
‫تقدير وقوعه مقابّل مبّلغ يدفعه المستأمن له‪،‬هل والمؤيمن لن يبّذل عملا للمستأمن فكان‬
‫حراماا‪.‬‬
‫نرجو أن يكون فيما ذكرناه نفع للسائل وكفايةَّ‪،‬هل مع العلم بّأنه ليس لدينا كتب في هذا‬
‫الموضوع حتى نرسل لكم نسخةَّ منها‪،‬هل ول نعلم كتابّا مناسبّا في الموضوع نرشدكم إليه‪.‬‬
‫وبّال التوفيق‪ .‬وصلى ال وسلم على عبّده ورسوله محمد وعلى آله وصحبّه)‪.(3‬‬
‫وقد اتضح أن التأمين التجاري والتأمين على الحياة ل يجوز لدلةَّ‪،‬هل منها‪:‬‬

‫‪()1‬‬
‫أخرجه الترمذي بارقم )‪ (1700‬وأباو داود بارقم )‪ ،(2574‬وابان ماجه )‪ (44‬و)‪ .(2878‬والنسائاي )‬
‫‪ (3587‬و)‪ ،(3588‬وأحأمد في المسند )‪ (474 ،358 ،2/256‬عن أباي هريآرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫والحأديآث حأسنه الترمذي‪ ،‬وصحأحأه ابان القطان‪ ،‬وابان دقيآق العيآد قال أحأمد شاكر في تحأقيآق المسند )‬
‫‪ (7476‬و)‪ (8678‬و)‪ (8981‬و)‪” :(9483‬إسناده صحأيآح“‪ ،‬وقال الرناؤوط في شرح السنة )‬
‫‪” :(10/393‬إسناده صحأيآح“‪.‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اليآة‪.29 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫اللجنة الدائامة للباحأوث العلميآة والفتاء‪ :‬عباد ال بان قعود )عضو(‪ ،‬عباد الرزاق عفيآفي )نائاب رئايآس‬
‫اللجنة( عباد العزيآز بان عباد ال بان بااز )الرئايآس( فتوى رقم ‪ ،3249‬وتاريآخ ‪9/10/1400‬هـ‪.‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫‪1‬ـ فيه ربّا؛ لن الفائدة تعطى في بّعض أنواعه – وهو التأمين على الحياة – لنها‬
‫تتضمن التزام المؤمن بّأن يدفع إلى المستأمن ما قدمه إلى المؤمن مضافا إلى ذلك فائدته‬
‫الربّويةَّ‪،‬هل فالمستأمن يعطي القليل من النقود ويأخذ الكثير‪.‬‬
‫‪2‬ـ التأمين يستلزم أكل أموال الناس بّالبّاطل‪.‬‬
‫‪3‬ـ يقوم التأمين على المقامرة والمراهنةَّ؛ لنه عقد معلق على خطر‪،‬هل فتارة يقع‪،‬هل وتارة ل‬
‫يقع‪،‬هل فهو قمار معناى‪.‬‬
‫‪4‬ـ التأمين فيه غرر وجهالةَّ‪.‬‬
‫‪5‬ـ التأمين يوقع بّين المتعاقدين العداوة والخصام‪،‬هل وذلك أنه متى وقع الخطر حاول كل‬
‫من الطرفين تحميل الخر الخسائر التي حصلت‪،‬هل ويترتب على ذلك نزاع ومشاكل‪،‬هل ومرافعات‬
‫قضائيةَّ‪.‬‬
‫‪6‬ـ ل ضرورة تدعو إلى التأمين‪،‬هل فقد شرع ال الصدقات في السلم‪،‬هل وأوجب الزكاة‬
‫للفقراء والمساكين والغارمين‪،‬هل والحكومةَّ السلميةَّ مسؤولةَّ عن رعاياها)‪.(1‬‬

‫البّاب الخامس‬

‫مفاسد الربّا‬
‫وأضراره وأخطاره وآثاره‬
‫ل شرك أرن للرربّا أضرار جسيمةَّ‪،‬هل وعواقب وخيمةَّ‪،‬هل والدين السلمي لم يأمر البّشريةَّ‬
‫بّشيء إل وفيه سعادتها‪،‬هل وعرزها في الدنيا والخرة‪،‬هل ولم ينهها عن شيء إل وفيه شقاوتها‪،‬هل‬
‫وخسارتها في الدنيا والخرة‪،‬هل وللربّا أضرار عديدة‪،‬هل منها‪:‬‬
‫‪1‬ـ الربّا له أضرار أخلقيةَّ وروحيةَّ؛ لننا ل نجد من يتعامل بّالربّا إل إنسان ا منطبّع ا في‬
‫نفسه البّخل‪،‬هل وضيق الصدر‪،‬هل وتحجر القلب‪،‬هل والعبّوديةَّ للمال‪،‬هل والتكالب على المادة وما إلى‬
‫ذلك من الصفات الرذيلةَّ‪.‬‬

‫‪()1‬‬
‫عباد العزيآز‬ ‫انظر الرباا والمعاملت المصرفيآة في نظر الشريآعة السلميآة‪ ،‬للشيآخ الدكتور عمر ابان‬
‫المترك‪ ،‬ت ‪1405‬هـ‪ ،‬ص ‪.425‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫‪2‬ـ الربّا له أضرار اجتماعيةَّ؛ لن المجتمع الذي يتعامل بّالربّا مجتمع منحل‪،‬هل متفكك‪،‬هل ل‬
‫يتساعد أفراده فيما بّينهم‪،‬هل ول يساعد أحد غيره إل إذا كان يرجو من ورائه شيئاا‪،‬هل والطبّقات‬
‫الموسرة تضاد وتعادي الطبّقات المعدمةَّ‪.‬‬
‫ول يمكن أن تدوم لهذا المجتمع سعادته‪،‬هل ول استتبّاب أمنه؛ بّل ل بّد أن تبّقى أجزاؤه‬
‫مائلةَّ إلى التفكك‪،‬هل والتشتت في كل حين من الحيان‪.‬‬
‫‪3‬ـ الربّا له أضرار اقتصاديةَّ؛ لن الربّا إنما يتعلق من نواحي الحياة الجتماعيةَّ بّما‬
‫يجري فيه التداين بّين الناس‪،‬هل على مختلف صوره وأشكاله‪.‬‬
‫والقروض على أنواع‪:‬‬
‫أ ـ قروض يأخذها الفراد المحتاجون؛ لقضاء حاجاتهم الذاتيةَّ‪،‬هل وهذا أوسع نطاق‬
‫تحصل بّه المرابّاة ولم يسلم من هذه الفةَّ قطر من أقطار العالم إل من رحم ال‪،‬هل وذلك لن‬
‫هذه القطار لم تبّذل اهتمامها لتهيئةَّ الظروف التي ينال فيها الفقراء‪،‬هل والمتوسطون القرض‬
‫بّسهولةَّ‪،‬هل فكل من وقع من هؤلء في يد المرابّي مرة واحدة ل يكاد يتخلص منه طول حياته‪،‬هل‬
‫بّل ل يزال أبّناؤه‪،‬هل وأحفاده يتوارثون ذلك الدين)‪.(1‬‬
‫صرناع‪،‬هل وملك الراضي لستغللها في شؤونهم المثمرة‪.‬‬
‫ب ـ قروض يأخذها التجار‪،‬هل وال ر‬
‫ج ـ قروض تأخذها الحكومات من أسواق المال في البّلد الخرى لقضاء حاجاتها‪.‬‬
‫وهذه القروض ضررها يعود على المجتمع بّالخسارة‪،‬هل والتعاسةَّ مدة حياته‪،‬هل سواء كانت‬
‫تلك القروض لتجارة‪،‬هل أو لصناعةَّ‪،‬هل أو مما تأخذه الحكومات الفقيرة من الدول الغنيةَّ؛ فإن‬
‫ذلك كله يعود على الجميع بّالخسارة الكبّيرة التي ل يكاد يتخلص منها ذلك المجتمع أو تلك‬
‫الحكومات‪،‬هل وما ذلك إل لعدم اتبّاع المنهج السلمي‪،‬هل الذي يدعو إلى كل خير ويأمر‬
‫بّالعطف على الفقراء والمساكين‪،‬هل وذوي الحاجات‪،‬هل قال ال تعالى‪} :‬يوتييعايونوا يعيلى االذبّير‬
‫شذديند االذعيقاذب{َ)‪.(2‬‬
‫يوالتناقيوى يول تييعايونوا يعيلى ااذل ثاذم يواالنعاديواذن يواتنقنوا اللنيه إذنن اللنيه ي‬
‫وأمر الرسول صرلى ال عليه وسرلم بّالتراحم‪،‬هل والتعاطف‪،‬هل والتكاتف بّين المسلمين فقال‬
‫عليه الصلة والسلم‪” :‬إن المؤمن للمؤمن كالبّنيان يشرد بّعضه بّعضاا‪،‬هل وشبّك بّين‬
‫أصابّعه“)‪.(3‬‬

‫‪()1‬‬
‫انظر الرباا لباي يآعلى المودودي ص ‪.40‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة المائادة‪ ،‬اليآة‪.2 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫الباخاري ‪ ،1/122‬بارقم ‪ ،481‬ومسلم ‪ ،4/1999‬بارقم ‪.2585‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫وقال عليه الصلة والسلم‪” :‬مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‪،‬هل كمثل‬
‫الجسد‪،‬هل إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بّالسهر والحمى“)‪.(1‬‬
‫فل نجاة‪،‬هل ول خلص‪،‬هل ول سعادة‪،‬هل ول فكاك من المصائب‪،‬هل إل بّاتبّاع المنهج السلمي‬
‫القويم واتبّاع ما جاء بّه من أحكام‪،‬هل وتعاليم‪.‬‬
‫‪4‬ـ انعكاس الربّا على المجتمعات السلميةَّ‪،‬هل وتقندم توضيحه‪.‬‬
‫‪5‬ـ تعطيل الطاقةَّ البّشريةَّ‪،‬هل فإن البّطالةَّ تحصل للمرابّي بّسبّب الربّا‪.‬‬
‫‪6‬ـ التضخم لدى الناس بّدون عمل‪.‬‬
‫‪7‬ـ توجيه القتصاد وجهةَّ منحرفةَّ‪،‬هل وبّذلك يحصل السراف‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ وضع مال المسلمين بّين أيدي خصومهم‪،‬هل وهذا من أخطر ما أصيب بّه المسلمون‪،‬هل‬
‫وذلك لنهم أودعوا الفائض من أموالهم في البّنوك الربّويةَّ في دول الكفر‪،‬هل وهذا اليداع‬
‫يجررد المسلمين من أدوات النشاط‪،‬هل ويعين هؤلء الكفرة أو المرابّين على إضعاف المسلمين‪،‬هل‬
‫والستفادة من أموالهم)‪.(2‬‬
‫‪9‬ـ الربّا خلق وعمل من أعمال أعداء ال اليهود‪،‬هل قال ال عز وجل‪} :‬يوأياخذذذهنم اليربّا يوقياد‬
‫س ذبّااليبّاذطذل يوأياعتيادينا لذاليكاذفذريين ذماننهام يعيذابّا أيذليماا{َ)‪.(3‬‬
‫ننهوا يعاننه يوأياكلذذهام أياميوايل الننا ذ‬
‫‪10‬ـ الربّا من أخلق أهل الجاهليةَّ فمن تعامل بّه وقع في صفةَّ من صفاتهم)‪.(4‬‬
‫‪11‬ـ آكل الربّا يبّعث يوم القيامةَّ كالمجنون‪،‬هل قال ال تعالى‪} :‬النذذيين ييأانكنلوين اليربّا ل‬
‫س يذلذيك ذبّأيننهام يقالنوا إذنيما االيبّايعن ذماثنل اليربّا‬
‫طانن ذمين االيم ي‬ ‫يينقونموين إذلر يكيما يينقونم النذذي ييتييخنبّطننه ال ن‬
‫شاي ي‬
‫ف يوأيامنرهن إذيلى اللنذه‬
‫سلي ي‬ ‫ذ‬ ‫وأيحنل اللننه االبّايع وحنرم اليربّا فيمان جاءهن موذع ي ذ‬
‫ظةةَّ مان يريبّه يفاانتييهى يفلينه يما ي‬ ‫ي ي ي يا‬ ‫ي ييي ي‬ ‫ي ي‬
‫ب النناذر نهام ذفييها يخاذلندوين{َ)‪.(5‬‬ ‫صيحا ن‬
‫ذ‬
‫يويمان يعايد فينأوليئيك أي ا‬

‫‪()1‬‬
‫الباخاري ‪ ،7/77‬بارقم ‪ ،6011‬ومسلم ‪ 4/1999‬واللفظ له بارقم ‪.2586‬‬
‫‪()2‬‬
‫انظر الرباا‪ ،‬وآثاره على المجتمع النساني‪ ،‬للدكتور عمر بان سليآمان الشقر‪.‬‬
‫‪()3‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اليآة‪ ،161 :‬وانظر ص ‪.15‬‬
‫‪()4‬‬
‫انظر الفصل الثالث من البااب الول )الرباا في الجاهليآة(‪.‬‬
‫‪()5‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.275 :‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫صيديقاذت‬
‫ق اللننه اليربّا يونيارذبّي ال ن‬
‫‪12‬ـ يمحق ال أموال الربّا ويتلفها‪،‬هل قال ال عز وجل‪} :‬يياميح ن‬
‫ب نكنل يكنفاسر أيذثيسم{َ)‪ .(1‬وعن ابّن مسعود رضي ال عنه عن النبّي صرلى ال عليه‬ ‫يواللننه ل نيذح س‬
‫وسرلم أنه قال‪” :‬الربّا إوان كثر فإن عاقبّته تصير إلى قل“)‪.(2‬‬
‫‪13‬ـ التعامل بّالربّا يوقع في حرب من ال ورسوله صرلى ال عليه وسرلم‪،‬هل قال ال عز‬
‫وجل‪} :‬ييا أيسييها النذذيين آيمنوا اتنقنوا اللنيه يويذنروا يما يبّذقيي ذمين اليربّا إذان نكانتنام نماؤذمذنيين‪،‬هل فيذإان ليام تيافيعلنوا‬
‫س أياميواذلنكام ل تياظذلنموين يول تناظلينموين{َ)‪.(3‬‬ ‫فيأايذنوا ذبّحرسب ذمين اللنذه ور ذ‬
‫سوذله ي إوذاان تنابّتنام يفلينكام نرنءو ن‬
‫يي ن‬ ‫يا‬
‫‪14‬ـ أكل الربّا يدرل على ضعف الرتقوى أو عدمها‪،‬هل وهذا يسبّب عدم الفلح ويوقع في‬
‫ضايعفياةَّ‬ ‫ضيعاف ا نم ي‬‫خسارة الدنيا والخرة‪،‬هل قال ال تعالى‪} :‬ييا أيسييها النذذيين آيمنوا ل تيأانكلنوا اليربّا أي ا‬
‫سويل لييعلننكام‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫يواتنقنوا اللنيه لييعلننكام تنافلنحوين‪،‬هل يواتنقنوا النناير النتي أنعندات لاليكافذريين‪،‬هل يوأيطينعوا اللنيه يوالنر ن‬
‫تناريحنموين{َ)‪.(4‬‬
‫‪15‬ـ أكل الربّا نيوقع صاحبّه في اللعنةَّ‪،‬هل فيبّعد من رحمةَّ ال تعالى‪،‬هل فإن النبّي صرلى ال‬
‫عليه وسرلم‪” :‬لعن آكل الربّا‪،‬هل وموكله‪،‬هل وكاتبّه‪،‬هل وشاهديه“‪،‬هل وقال‪” :‬هم سواء“)‪.(5‬‬
‫‪16‬ـ آكل الربّا يعذب بّعد موته بّالسبّاحةَّ في نهسر من دم‪،‬هل وتقذف في فيه الحجارة فيرجع‬
‫في وسط نهر الدم‪،‬هل وفي الحديث عن سمرة رضي ال عنه بّعد أن ساق الحديث بّطوله فقيل‬
‫للنبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬الذي رأيته في النهر آكل الربّا“)‪.(6‬‬
‫‪17‬ـ أكل الربّا من أعظم المهلكات‪،‬هل فعن أبّي هريرة رضي ال عنه عن النبّي صرلى ال‬
‫عليه وسرلم أنه قال‪” :‬اجتنبّوا السبّع الموبّقات“ قالوا يا رسول ال وما هن؟ قال‪” :‬الشرك‪،‬هل‬
‫والسحر‪،‬هل وقتل النفس التي حررم ال إل بّالحق‪،‬هل وأكل الربّا‪،‬هل وأكل مال اليتيم‪،‬هل والتولي يوم‬
‫الزحف‪،‬هل وقذف المحصنات الغافلت المؤمنات“)‪.(7‬‬

‫‪()1‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.276 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫أحأمد في المسند ‪ ،424 ،1/395‬والحأاكم وصحأحأه ووافقه الذهباي‪ ،2/37 ،‬وصحأح إسناده أحأمد شاكر‬
‫في المسند بارقم ‪.3754‬‬
‫‪()3‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآتان‪.279 ،278 :‬‬
‫‪()4‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬اليآات‪.132-130 :‬‬
‫‪()5‬‬
‫أخرجه مسلم عن جابار رضي ال عنه ‪ 3/1218‬بارقم ‪.1597‬‬
‫‪()6‬‬
‫أخرجه الباخاري ‪ 3/11‬بارقم ‪ ،2085‬وانظر‪ :‬فتح البااري باشرح صحأيآح الباخاري ‪.4/313‬‬
‫‪()7‬‬
‫متفق عليآه‪ :‬الباخاري بارقم ‪ ،2615‬والباخاري مع الفتح ‪ 5/393‬بارقم ‪ ،2015‬ومسلم بارقم ‪.89‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫‪18‬ـ أكل الربّا يسبّب حلول العذاب والدمار‪،‬هل فعن ابّن عبّاس رضي ال عنهما يرفعه إلى‬
‫النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬إذا ظهر الزنا والربّا في قريةَّ فقد أحلوا بّأنفسهم عذاب‬
‫ال“)‪.(1‬‬
‫‪19‬ـ الربّا ثلثةَّ وسبّعون بّابّ ا من أبّواب الشر‪،‬هل فعن عبّد ال بّن مسعود رضي ال عنه‬
‫عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم قال‪” :‬الربّا ثلثةَّ وسبّعون بّابّا أيسرها مثل أن ينكح الرجل‬
‫أمه‪،‬هل إوان أربّى الربّا عرض الرجل المسلم“)‪.(2‬‬
‫‪20‬ـ الربّا معصيةَّ ل ورسوله‪،‬هل قال ال عز وجل‪} :‬يفاليياحيذذر النذذيين نييخالذنفوين يعان أيامذرذه أيان‬
‫ب أيذليةم{َ)‪ .(3‬وقال تعالى‪} :‬يويمان يياع ذ‬
‫ص اللنيه يوير ن‬
‫سولينه يوييتييعند‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫تنصييبّنهام فتاينةةَّ أياو نيصييبّنهام يعيذا ة‬
‫ب نمذهيةن{َ)‪ .(4‬وقال ال تعالى‪} :‬يويما يكاين لذنماؤذمسن يول‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫نحندويدهن نيادخالنه ينارا يخالد ا فييها يولينه يعيذا ة‬
‫سولينه‬‫ص اللنيه يوير ن‬ ‫سولننه أيام ار أيان يينكوين لينهنم االذخيييرةن ذمان أيامذرذهام يويمان يياع ذ‬
‫ضى اللننه يوير ن‬‫نماؤذمينسةَّ إذيذا قي ي‬

‫‪()1‬‬
‫أخرجه الحأاكم وصحأحأه ووافقه الذهباي ‪ ،2/37‬وحأسنه اللبااني في غايآة المرام في تخريآج أحأاديآث‬
‫الحألل والحأرام‪ ،‬ص ‪ 203‬بارقم ‪.344‬‬
‫‪()2‬‬
‫أخرجه الحأاكم وصحأحأه على شرط الشيآخيآن ووافقه الذهباي ‪ ،2/37‬وصحأحأه اللبااني في صحأيآح‬
‫الجامع الصغيآر ‪ ،3/186‬وأخرجه ابان ماجه عن أباي هريآرة رضي ال عنه بارقم ‪ 2274‬ولفظه‪” :‬الرباا‬
‫سباعون حأوباا أيآسرها أن يآنكح الرجل أمه“ وصحأحأه اللبااني في صحأيآح ابان ماجه ‪ ،2/27‬وقال شعيآب‬
‫الرنؤوط في تحأقيآقه لشرح السنة للباغوي ‪” :8/55‬صحأحأه الحأافظ العراقي“ وأخرج نصفه الول ابان ماجه‬
‫عن ابان مسعود رضي ال عنه بارقم ‪ 2275‬ولفظه‪” :‬الرباا ثلثة وسباعون باابا ا“ وصحأحأه اللبااني في‬
‫صحأيآح ابان ماجه ‪ ،2/28‬وقال العلمة عباد العزيآز بان عباد ال بان بااز حأفظه ال‪” :‬وعند ابان ماجه‪ :‬الرباا‬
‫ثلثة وسباعون باابااا‪ ،‬وهي صحأيآحأة ولم يآزد على ذلك‪ ...‬ورواه أباو داود باإسناد جيآد عن سعيآد بان زيآد مرفوعاا‪:‬‬
‫”إن من أرباى الرباا الستطالة في عرض المسلم باغيآر حأق“ ‪ ،4/269‬وزيآادة ”أيآسرها كأن يآنكح الرجل أمه“‬
‫فيآها نظر‪ ،‬وقد رواه الحأاكم وصحأحأه ووافقه الذهباي‪ ،‬وهذا مما يآوجب الحأذر‪ ،‬والتمثيآل باالم يآدل على عظم‬
‫الذنب‪ ،‬والتمثيآل باالعرض يآدل على أن الرباا ل يآختص باالمال‪ ،‬وأنه يآدخل في الرباا‪ :‬الغيآباة‪ ،‬والنميآمة‪،‬‬
‫وتعاطي ما حأررم ال من الفواحأش الخرى“ انتهى كلم ابان بااز حأفظه ال‪ ،‬من تعليآقه على الحأديآث رقم‬
‫‪ 851‬من بالوغ المرام لبان حأجر رحأمه ال‪.‬‬
‫‪()3‬‬
‫سورة النور‪ ،‬اليآة‪.63 :‬‬
‫‪()4‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اليآة‪.14 :‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫سولينه فيذإنن لينه يناير يجيهنيم‬ ‫ص اللنيه يوير ن‬


‫ضللا نمذبّيناا{َ)‪ .(1‬وقال عز وجل‪} :‬يويمان يياع ذ‬ ‫ضنل ي‬ ‫فيقياد ي‬
‫يخاذلذديين ذفييها أييبّداا{َ)‪.(2‬‬
‫‪21‬ـ آكل الربّا متوعد بّالنار إن لم يتب‪،‬هل قال ال عز وجل‪} :‬يوأييحنل اللننه االيبّاييع يويحنريم اليربّا‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫فيمان جاءهن موذع ي ذ‬
‫ب‬ ‫صيحا ن‬ ‫ف يوأيامنرهن إذيلى اللنه يويمان يعايد فينأوليئيك أي ا‬ ‫سلي ي‬
‫ظةةَّ مان يريبّه يفاانتييهى يفلينه يما ي‬ ‫ي ي ي يا‬
‫النناذر نهام ذفييها يخالذندون{َ ‪.‬‬
‫)‪( 3‬‬

‫‪22‬ـ ل يقبّل ال الصدقةَّ من الربّا‪،‬هل لقول النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬إن ال طيب ل‬
‫يقبّل إل طيبّ ا“)‪.(4‬‬
‫‪23‬ـ ل يستجاب دعاء آكل الربّا‪،‬هل ففي حديث أبّي هريرة رضي ال عنه أن النبّي صرلى‬
‫ب‪،‬هل يا‬
‫ال عليه وسرلم ”‪ ...‬ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبّر يمرد يديه إلى السماء‪ :‬يا ر ر‬
‫ب ومطعمه حرام‪،‬هل ومشربّه حرام‪،‬هل وملبّسه حرام‪،‬هل ونغيذي بّالحرام فأرنى نيستجاب لذلك“)‪.(5‬‬
‫رر‬
‫‪24‬ـ أكل الربّا يسبّب قسوة القلب ودخول الران عليه‪،‬هل قال ال تعالى‪} :‬يكلر يبّال يارين يعيلى‬
‫نقنلوذبّذهام يما يكانوا يياكذسنبّوين{َ)‪ .(6‬وقال النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬أل إوان في الجسد مضغةَّ‬
‫إذا صلحت صلح الجسد كله‪،‬هل إواذا فسدت فسد الجسد كله أل وهي القلب“)‪.(7‬‬
‫‪25‬ـ أكل الربّا يكون سبّبّا في الحرمان من الطيبّات‪،‬هل قال ال تعالى‪} :‬فيذبّظنالسم ذمين النذذيين‬
‫سذبّيذل اللنذه يكذثيراا‪،‬هل يوأياخذذذهنم اليربّا يوقياد ننهوا‬ ‫طيبّاست أنذحلنات ليهم وذبّ ذ‬
‫صيدهام يعان ي‬ ‫نا ي ي‬ ‫يهاندوا يحنرامينا يعليايذهام ي ي‬
‫س ذبّااليبّاذطذل يوأياعتيادينا لذاليكاذفذريين ذماننهام يعيذابّ ا أيذليماا{َ)‪.(8‬‬
‫يعاننه يوأياكلذذهام أياميوايل الننا ذ‬

‫‪()1‬‬
‫سورة الحأزاب‪ ،‬اليآة‪.36 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫سورة الجن‪ ،‬اليآة‪.23 :‬‬
‫‪()3‬‬
‫سورة الباقرة‪ ،‬اليآة‪.275 :‬‬
‫‪()4‬‬
‫أخرجه مسلم ‪ 2/703‬بارقم ‪.1014‬‬
‫‪()5‬‬
‫أخرجه مسلم كما تقدم ‪ 2/703‬بارقم ‪.1014‬‬
‫‪()6‬‬
‫سورة المطففيآن‪ ،‬اليآة‪.14 :‬‬
‫‪()7‬‬
‫أخرجه الباخاري ‪ 1/19‬بارقم ‪ ،52‬وأخرجه مسلم عن النعمان بان باشيآر رضي ال عنه ‪ 3/1219‬بارقم‬
‫‪.1599‬‬
‫‪()8‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اليآتان‪.161 ،160 :‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫سيبّنن اللنيه يغاذفلا‬


‫‪26‬ـ أكل الربّا ظلم‪،‬هل والظلم ظلمات يوم القيامةَّ‪،‬هل قال ال تعالى‪} :‬يول تياح ي‬
‫صانر‪،‬هل نماهذطذعيين نماقذنذعي نرنءوذسذهام ل‬ ‫شيخ ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫نذ‬
‫يعنما يياعيمنل الظالنموين إذنيما نييؤيخنرنهام ليياوسم تي ا ن‬
‫ص فيه اليابّ ي‬
‫طارفننهام يوأيافذئيدتننهام يهيواةء{َ)‪.(1‬‬
‫ييارتيسد إذليايذهام ي‬
‫‪27‬ـ آكل الربّا يحال بّينه وبّين أبّواب الخير في الغالب‪،‬هل فل يقرض القرض الحسن‪،‬هل ول‬
‫ينظر المعسر‪،‬هل ول ينفس الكربّةَّ عن المكروب؛ لنه يصعب عليه إعطاء المال بّدون فوائد‬
‫محسوسةَّ‪،‬هل وقد بّرين ال فضل من أعان عبّاده المؤمنين ونرفس عنهم الكرب‪،‬هل فعن أبّي‬
‫هريرة رضي ال عنه عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه قال‪” :‬من نرفس عن مؤمن كربّةَّ‬
‫سر ال‬
‫سر على معسر ي ر‬
‫من كرب الدنيا نرفس ال عنه كربّةَّ من كرب يوم القيامةَّ‪،‬هل ومن ي ر‬
‫عليه في الدنيا والخرة‪،‬هل ومن ستر مسلم ا ستره ال في الدنيا والخرة‪،‬هل وال في عون العبّد‬
‫ما كان العبّد في عون أخيه“)‪.(2‬‬
‫وعن عبّد ال بّن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صرلى ال عليه وسرلم قال‪:‬‬
‫”المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول نيسلمه‪،‬هل من كان في حاجةَّ أخيه كان ال في حاجته‪،‬هل‬
‫ومن فررج عن مسلم كربّةَّ فررج ال عنه بّها كربّةَّ من كرب يوم القيامةَّ‪،‬هل ومن ستر مسلم ا‬
‫ستره ال يوم القيامةَّ“)‪.(3‬‬
‫وثبّت عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه قال‪” :‬من أنظر معس ار أو وضع عنه أظله ال‬
‫في ظله“)‪.(4‬‬
‫‪28‬ـ الربّا يقتل مشاعر الشفقةَّ عند النسان؛ لن المرابّي ل يتردد في تجريد المدين من‬
‫جميع أمواله عند قدرته على ذلك‪،‬هل ولهذا جاء عن النبّي صرلى ال عليه وسرلم أنه قال‪” :‬ل‬
‫تنزع الرحمةَّ إل من شقي“)‪ .(5‬وقال عليه الصلة والسلم‪” :‬ل يرحم ال من ل يرحم‬

‫‪()1‬‬
‫سورة إباراهيآم‪ ،‬اليآتان‪.43 ،42 :‬‬
‫‪()2‬‬
‫مسلم ‪ 4/2074‬بارقم ‪.2699‬‬
‫‪()3‬‬
‫متفق عليآه‪ :‬الباخاري بارقم ‪ ،2442‬ومسلم ‪ 4/1996‬بارقم ‪.2580‬‬
‫‪()4‬‬
‫مسلم ‪ 4/2302‬بارقم ‪.3006‬‬
‫‪()5‬‬
‫أباو داود ‪ 4/286‬بارقم ‪ ،4942‬والترمذي ‪ 4/323‬بارقم ‪ ،1923‬وصحأحأه اللبااني في صحأيآح الترمذي‬
‫‪.2/180‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫الناس“)‪ .(1‬وقال عليه الصلة والسلم‪” :‬الراحمون يرحمهم الرحمن‪،‬هل ارحموا من في‬
‫الرض يرحمكم من في السماء“)‪.(2‬‬
‫‪29‬ـ الربّا يسبّب العداوة والبّغضاء بّين الفراد والجماعات‪،‬هل ويحدث التقاطع والفتنةَّ)‪.(3‬‬
‫‪30‬ـ يجرر الناس إلى الدخول في مغامرات ليس بّاستطاعتهم تحرمل نتائجها‪ .‬وأضرار‬
‫الربّا ل نتحصى‪،‬هل ويكفي أن نعلم أن ال تعالى ل يحرم إل كرل ما فيه ضرر ومفسدة خالصةَّ‬
‫أو ما ضرره ومفسدته أكثر من نفعه‪،‬هل فأسأل ال لي ولجميع المسلمين العفو والعافيةَّ في‬
‫الدنيا والخرة)‪.(4‬‬

‫الخاتمـةَّ‬

‫ترم بّحمد ال تعالى هذا البّحث بّعد الرتحرري‪،‬هل والعنايةَّ‪،‬هل على قدر المستطاع‪،‬هل والموضوع له‬
‫أهميةَّ كبّيرة‪،‬هل وجدير بّالعنايةَّ من البّاحثين والعلماء المخلصين‪،‬هل وما ذلك إل لن الربّا آفةَّ‬
‫خطيرة على المةَّ السلميةَّ؛ لن الربّا مضاد لمنهج ال تعالى فيجب على جميع المسلمين‬
‫التمسك بّكتاب ال‪،‬هل وسنةَّ رسوله صرلى ال عليه وسرلم ففيهما الخير كله‪،‬هل وفيهما سعادة‬
‫سك بّهما وعمل بّما فيهما من أحكام وتوجيهات – في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫البّشريةَّ – لمن تم ر‬
‫أما بّالنسبّةَّ لهذا البّحث المتواضع فقد بّذلت فيه جهدا طيبّا إن شاء ال تعالى‪،‬هل ومن‬
‫نتائج هذا البّحث استعراض بّعض المسائل المهمةَّ التي يجب على كل مسلم أن يعرفها؛‬
‫ليجتنب الوقوع فيما حررم ال تعالى عليه ومنها‪:‬‬
‫‪1‬ـ الوقوف على الدلةَّ القطعيةَّ في تحريم الربّا‪،‬هل وأن من خالف هذه النصوص فقد أذن‬
‫ال بّمحاربّته سبّحانه وتعالى‪،‬هل ومن يستطع أن يقف لمحاربّةَّ ال تعالى؟‬
‫‪2‬ـ ذكر موقف اليهود من الربّا عندما حرمه ال عليهم‪،‬هل فاحتالوا بّشتى الحيل‪،‬هل حتى أكلوا‬
‫الربّا مجاهرة‪،‬هل وخداع ا ل‪،‬هل ولرسوله صرلى ال عليه وسرلم‪.‬‬

‫‪()1‬‬
‫متفق عليآه‪ :‬الباخاري ‪ 8/208‬بارقم ‪ ،7376‬ومسلم ‪ 4/1809‬بارقم ‪.2319‬‬
‫‪()2‬‬
‫أباو داود ‪ 4/285‬بارقم ‪ ،1941‬والترمذي ‪ 4/324‬بارقم ‪ ،924‬وصحأحأه اللبااني في صحأيآح الترمذي‬
‫‪.2/180‬‬
‫‪()3‬‬
‫انظر‪ :‬توضيآح الحأكام من بالوغ المرام للباسام ‪.4/7‬‬
‫‪()4‬‬
‫انظر‪ :‬توضيآح الحأكام من بالوغ المرام للباسام ‪.4/7‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫‪3‬ـ الوقوف على عادات الجاهليةَّ قبّل السلم‪،‬هل وأنهم كانوا في حالةَّ يرثى لها‪،‬هل من تكالب‬
‫على المال‪،‬هل ولو كان طريقه محرما وضارراا‪ .‬كما وقفنا على فساد عقولهم‪،‬هل وانتكاس فطرهم‬
‫التي فطر ال الناس عليها‪.‬‬
‫‪4‬ـ إن السلم عندما حررم الربّا فإنه لم يترك البّشريةَّ بّدون تعويض عنه‪،‬هل بّل أحرل البّيع‪،‬هل‬
‫وجميع أنواع المضاربّات المشروعةَّ‪،‬هل التي تعود على الفرد والمجتمع بّالخير‪،‬هل والبّركةَّ‪،‬هل‬
‫والسعادة‪.‬‬
‫‪5‬ـ إن آكل الربّا ملعون‪،‬هل ومطرود من رحمةَّ ربّه تعالى‪،‬هل كما درلت على ذلك السنةَّ‬
‫الصحيحةَّ‪.‬‬
‫‪6‬ـ الوقوف على أنواع الربّا‪،‬هل وأنه ينقسم إلى قسمين‪ :‬ربّا الفضل‪،‬هل وربّا النسيئةَّ‪،‬هل وكلهما‬
‫محررم بّالكتاب والسنةَّ والجماع‪.‬‬
‫‪7‬ـ جواز بّيع الحيوان بّالحيوان‪،‬هل وجواز التفاضل‪،‬هل والنساء في الطعام غير المكيل‪،‬هل‬
‫والموزون‪،‬هل وغير الذهب والفضةَّ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ عدم جواز الدين في الصرف‪،‬هل بّل ل بّد من المقابّضةَّ الحالةَّ بّين المتصارفين‪،‬هل وكذلك‬
‫بّيع الذهب بّالفضةَّ دينا أو الفضةَّ بّالذهب دينا إلى أجل‪ ..‬وهذا أمر ل يجوز لوجود الدلةَّ‬
‫الصحيحةَّ من السنةَّ على تحريم ذلك‪.‬‬
‫‪9‬ـ عدم جواز بّيع ما يسمى )بّمد عجوة( وهذا السم معروف عند الفقهاء‪.‬‬
‫‪10‬ـ بّيع العينةَّ محرم بّنص السنةَّ الصحيحةَّ‪،‬هل وقد وقع فيه أكثر أهل هذا العصر‪،‬هل إل من‬
‫عصم ال‪.‬‬
‫‪11‬ـ استعراض بّعض النصوص التي تأمر بّالبّتعاد عن الشبّهات فإن من وقع في‬
‫الشبّهات وقع في الحرام‪،‬هل وأن الجسد كله تابّع للقلب؛ فبّصلح القلب تصلح جميع العضاء‬
‫وبّفساده تفسد كلها‪.‬‬
‫‪12‬ـ الوقوف على مضار الربّا وآثاره‪،‬هل ومفاسده‪،‬هل وأنه ل صلح ول سعادة ونجاة ول‬
‫خلص إل بّاتبّاع المنهج السلمي في جميع شئون الحياة‪.‬‬
‫‪13‬ـ تحذير المسلمين من المعاملةَّ بّالربّا‪،‬هل أو إيداع الفائض من أموالهم في بّنوك دول‬
‫الكفر‪،‬هل التي تستفيد من هذا الفائض‪،‬هل أو تستخدمه ضرد المسلمين‪.‬‬
‫‪14‬ـ تبّيين بّعض محاسن السلم‪،‬هل وأنه دين السعادة‪،‬هل والهدايةَّ ودين الرحمةَّ والعطف‪،‬هل‬
‫والتراحم بّين المسلمين‪،‬هل وقد مثلتهم السنةَّ في قول النبّي صرلى ال عليه وسرلم‪” :‬إن‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫فهذا فضل عظيم امتن ال بّه على‬ ‫)‪( 1‬‬


‫المؤمن للمؤمن كالبّنيان يشرد بّعضه بّعضا “‬
‫المسلمين المخلصين الصادقين في إسلمهم‪.‬‬
‫‪15‬ـ ذكر أسبّاب تحريم الربّا‪،‬هل وأن ال عز وجل له الحكمةَّ البّالغةَّ‪،‬هل ومعرفةَّ الحكمةَّ من‬
‫الحكام الشرعيةَّ لسنا ملزمين بّمعرفتها ول الحمد‪ .‬فإن عرفنا الحكمةَّ في بّعض المور‬
‫فزيادة علم وخير‪،‬هل إوان لم نعرف عملنا بّما أمرنا ربّنا‪،‬هل وانتهينا عرما نهانا سبّحانه ونقول‪:‬‬
‫سمعنا وأطعنا‪،‬هل وربّنا هو الحكيم فيما شرع‪،‬هل الخبّير بّذلك سبّحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪16‬ـ بّيان حكم العملةَّ الورقيةَّ من الناحيةَّ الشرعيةَّ‪.‬‬
‫‪17‬ـ عدم جواز بّيع السلع وهي في مكانها حتى تنقل‪.‬‬
‫‪18‬ـ بّيان حكم بّيع الذهب المستعمل بّذهب جديد ودفع الفرق وأنه ل يجوز‪.‬‬
‫‪19‬ـ عدم جواز التعامل مع البّنوك الربّويةَّ والعمل فيها؛ لن ذلك من التعاون على الثم‬
‫والعدوان‪.‬‬
‫‪20‬ـ عدم جواز بّيع أسهم البّنوك ول شرائها‪،‬هل لنها بّيع نقود بّنقود‪.‬‬
‫‪21‬ـ عدم جواز عقد القرض الذي يجر منفعةَّ‪.‬‬
‫‪22‬ـ تحريم التأمين التجاري والتأمين على الحياة‪،‬هل لما في ذلك من الغرر‪،‬هل والجهالةَّ‪،‬هل‬
‫وأكل أموال الناس بّالبّاطل‪.‬‬
‫وختام ا أسأل ال العلي العظيم أن يجعل عملي خالص ا لوجهه الكريم‪،‬هل وأن ينفعني بّه في‬
‫حياتي وبّعد مماتي‪،‬هل وأن يزيد من ق أر هذا الكتاب‪،‬هل أو نشره‪،‬هل أو طبّعه‪،‬هل علم ا وهدى‪،‬هل وتوفيق ا‬
‫إنه ولي ذلك والقادر عليه‪،‬هل وهذا جهد المقل فما كان فيه من صواب فمن ال الواحد المننان‪،‬هل‬
‫وما كان من خطسإ فمني ومن الشيطان‪،‬هل وال بّريء منه ورسوله صرلى ال عليه وسرلم‪،‬هل‬
‫وأستغفر ال العظيم‪،‬هل وصلى ال وسلم على عبّده ورسوله وخيرته من خلقه نبّينا محمد بّن‬
‫عبّد ال وعلى آله وأصحابّه ومن تبّعهم بّإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫الفهـرس‬
‫الموضوع‬
‫المقدمةَّ ‪.......................................................................‬‬
‫البّاب الول الربّا قبّل السلم‬
‫الفصل الول‪ :‬تعريف الربّا‪ :‬لغةَّ وشرعا ‪........................................‬‬

‫‪()1‬‬
‫الباخاري ‪ ،1/122‬بارقم ‪ ،481‬ومسلم ‪ ،4/1999‬بارقم ‪.2585‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫تعريف الربّا في اللغةَّ ‪..........................................................‬‬


‫تعريف الربّا في الشرع ‪.........................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الربّا عند اليهود ‪................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الربّا في الجاهليةَّ ‪...............................................‬‬
‫البّاب الثاني موقع السلم من الربّا‬
‫الفصل الول‪ :‬التحذير من الربّا ‪................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ربّا الفضل ‪......................................................‬‬
‫أ ـ بّعض ما ورد في شأن ربّا الفضل من النصوص ‪..............................‬‬
‫ب ـ حكم ربّا الفضل‪،‬هل وسائر أنواع الربّا ‪.........................................‬‬
‫ج ـ أسبّاب تحريم الربّا وذحيكمه ‪..................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ربّا النسيئةَّ ‪.....................................................‬‬
‫أ ـ تعريف ربّا النسيئةَّ ‪..........................................................‬‬
‫ب ـ بّعض النصوص التي وردت بّشأن ربّا النسيئةَّ ‪..............................‬‬
‫الفصل الرابّع‪ :‬بّيع العينةَّ ‪......................................................‬‬
‫أ ـ تعريف العينةَّ ‪...............................................................‬‬
‫ب ـ حكم بّيع العينةَّ‪،‬هل وبّعض ما ورد في شأنها من النصوص ‪....................‬‬
‫البّاب الثالث ما يجوز في التفاضل‪،‬هل والنسيئةَّ‬
‫الفصل الول‪ :‬جواز التفاضل بّشروطه ‪.........................................‬‬
‫أ ـ جواز التفاضل إذا انتفت العلةَّ ‪...............................................‬‬
‫ب ـ جواز التفاضل في غير المكيلت‪،‬هل والموزونات ‪..............................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الصرف وأحكامه ‪................................................‬‬
‫أ ـ المراطلةَّ ‪...................................................................‬‬
‫ب ـ الصرف ‪...................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الحث على البّتعاد عن الشبّهات ‪................................‬‬
‫الشياء ثلثةَّ أقسام ‪...........................................................‬‬
‫البّاب الرابّع‪ :‬فتاوى ومسائل في الربّا المعاصر‬
‫المسألةَّ الولى‪ :‬العملةَّ الورقيةَّ وأحكامها من الناحيةَّ الشرعيةَّ ‪...................‬‬
‫المسألةَّ الثانيةَّ‪ :‬مسألةَّ الحيلةَّ الثلثيةَّ ‪.........................................‬‬
‫المسألةَّ الثالثةَّ‪ :‬بّيع المداينات بّطريقةَّ بّيع وشراء البّضائع وهي مكانها ‪..........‬‬
‫المسألةَّ الرابّعةَّ‪ :‬صرف العملةَّ إلى عملةَّ أخرى ‪..................................‬‬
‫المسألةَّ الخامسةَّ‪ :‬بّيع الذهب المستعمل بّذهب جديد مع دفع الفرق ‪.............‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫المسألةَّ السادسةَّ‪ :‬بّيع الذهب أو الفضةَّ دين ا ‪...................................‬‬


‫المسألةَّ السابّعةَّ‪ :‬المساهمةَّ في شركات التأمين ‪................................‬‬
‫المسألةَّ الثامنةَّ‪ :‬التعامل مع المصارف الربّويةَّ ‪.................................‬‬
‫المسألةَّ التاسعةَّ‪ :‬التعامل مع البّنوك الربّويةَّ والعمل فيها ‪........................‬‬
‫المسألةَّ العاشرة‪ :‬التأمين في البّنوك الربّويةَّ ‪....................................‬‬
‫المسألةَّ الحاديةَّ عشرة‪ :‬شراء أسهم البّنوك ‪.....................................‬‬
‫المسألةَّ الثانيةَّ عشرة‪ :‬العمل في المؤسسات الربّويةَّ ‪............................‬‬
‫المسألةَّ الثالثةَّ عشرة‪ :‬فوائد البّنوك الربّويةَّ ‪.....................................‬‬
‫المسألةَّ الرابّعةَّ عشرة‪ :‬قرض البّنك بّفوائد سنويةَّ ‪................................‬‬
‫المسألةَّ الخامسةَّ عشرة‪ :‬القرض بّعملةَّ والتسديد بّأخرى ‪.........................‬‬
‫المسألةَّ السادسةَّ عشرة‪ :‬القرض الذي يجرر منفعةَّ ‪..............................‬‬
‫المسألةَّ السابّعةَّ عشرة‪ :‬التأمين التجاري والضمان البّنكي ‪.......................‬‬
‫البّاب الخامس‪ :‬مضار الربّا‪،‬هل ومفاسده‪،‬هل وآثاره‬
‫‪ -1‬الربّا له أضرار أخلقيةَّ وروحيةَّ ‪...........................................‬‬
‫‪ -2‬الربّا له أضرار اجتماعيةَّ ‪..................................................‬‬
‫‪ -3‬الربّا له أضرار اقتصاديةَّ ‪..................................................‬‬
‫‪ -4‬انعكاس الربّا على المجتمعات السلميةَّ ‪..................................‬‬
‫‪ -5‬تعطيل الطاقةَّ البّشريةَّ ‪....................................................‬‬
‫‪ -6‬التضخم لدى الناس بّدون عمل ‪...........................................‬‬
‫‪ -7‬توجيه القتصاد وجهةَّ منحرفةَّ ‪............................................‬‬
‫‪ -8‬وضع مال المسلمين بّين أيدي خصومهم ‪..................................‬‬
‫‪ -9‬الربّا خلق وعمل من أعمال اليهود ‪........................................‬‬
‫‪ -10‬الربّا من أخلق أهل الجاهليةَّ ‪...........................................‬‬
‫‪ -11‬آكل الربّا يبّعث يوم القيامةَّ كالمجنون ‪...................................‬‬
‫‪ -12‬يمحق ال أموال الربّا ويتلفها ‪............................................‬‬
‫‪ -13‬التعامل بّالربّا يوقع في حرب من ال ورسوله صرلى ال عليه وسرلم ‪........‬‬
‫‪ -14‬أكل الربّا يدل على ضعف التقوى ‪........................................‬‬
‫‪ -15‬أكل الربّا يوقع صاحبّه في اللعنةَّ ‪........................................‬‬
‫‪ -16‬أكل الربّا يعذب بّعد موته بّالسبّاحةَّ في نهر من دم ‪.......................‬‬
‫‪ -17‬أكل الربّا من أعظم المهلكات ‪............................................‬‬
‫‪ -18‬أكل الربّا يسبّب حلول العذاب والدمار ‪....................................‬‬
‫‪ -19‬الربّا ثلثةَّ وسبّعون بّابّا من أبّواب الشر ‪.................................‬‬
‫‪www.islamhouse.com‬‬ ‫موقع دار السإلما‬

‫‪ -20‬الربّا معصيةَّ ل ورسوله صرلى ال عليه وسرلم ‪...........................‬‬


‫‪ -21‬آكل الربّا متوعد بّالنار إن لم يتب ‪........................................‬‬
‫‪ -22‬ل يقبّل ال الصدقةَّ من الربّا ‪.............................................‬‬
‫‪ -23‬ل يستجاب دعاء آكل الربّا ‪..............................................‬‬
‫‪ -24‬أكل الربّا يسبّب قسوة القلب ‪.............................................‬‬
‫‪ -25‬أكل الربّا يكون سبّبّ ا في الحرمان من الطيبّات ‪............................‬‬
‫‪ -26‬أكل الربّا ظلم والظلم ظلمات يوم القيامةَّ ‪.................................‬‬
‫‪ -27‬آكل الربّا يحال بّينه وبّين أبّواب الخير ‪...................................‬‬
‫‪ -28‬الربّا يقتل مشاعر الشفقةَّ عند النسان ‪..................................‬‬
‫‪ -29‬الربّا يسبّب العداوة والبّغضاء ‪............................................‬‬
‫‪ -30‬يجرر الناس إلى الدخول في مغامرات ل يتحملون نتائجها ‪.................‬‬
‫الخاتمةَّ ‪.......................................................................‬‬

‫انتهى الكتاب ول الحمد‪.‬‬

You might also like