You are on page 1of 1

‫في مجتمع أصبح فيه المتمسك بأخالقه كالبعيرالغر ال يصلح سوى للتقاط الصور‬

‫و االستئناس به ليعود بداكرته عن كتب او برامج تلخص حياة النوق في عصر الجاهلية‪,‬‬
‫كدلك كان وسيم في نظر البعض‪ ,‬كان محل أنظار الصغار و الكبار‪ ,‬و كان وجهة لبعضهم‬
‫للتأكد من استمرار بعض الفصائل النادرة في المجتمع و التي أعلنت القناة الثانية اندثارها‬
‫بعد ان كانت اليد الخفية وراء دلك‪ ,‬كانت األسئلة تنهمر عليه من كل مكان‪ ,‬كان يتمنى أن‬
‫يتم اعفاءه من الجواب لكون طبيعة األسئلة تخدش حياءه الدي يشبه حياء العذراء في‬
‫خدرها‪ ,‬لكن امانا منه بفكرة مفادها "ال حرج في الدين و ال حياء في المعرفة" كان غالبا‬
‫ما يصارع خجله ليشفي نفوسا أثقلتها األسئلة و سيطر عليها الفضول‪ ,‬كانت اجوبته‬
‫تصب في مشكاة واحدة‪ ,‬قديم يعاد و ال شيء جديد‪ ,‬فلطالما سئل عن إمكانية وجود شاب‬
‫مرتبط بفتاة حسناء ورغم دلك ضل عفيفا طاهرا طيلة فترة االرتباط‪ ,‬كان دائما ما يجيب‬
‫بالنفي المطلق بال تردد‪ ,‬ألنه انطالقا من تجربته المأساوية يعلم طبيعة العالقة التي تربط‬
‫الشاب مع الفتاة و خصوصا عندما يتعلق االمر بشاب عشريني عشعش الفضول في‬
‫راسه‪ ,‬شاب كله نزوات جرعه مجتمعه سم العالقات المحرمة في صيغة دواء‪ ,‬الحضور‬
‫كلهم أدان صاغية في حضرة الشاب الحكيم‪ ,‬رغم انهم قد حفظوا اإلجابة عن ظهر قلب‪,‬‬
‫لكن ينصتون في صمت مهيب‪ ,‬كالمحكوم عليه في قضايا الفساد و ينتظر براءة القاضي‬
‫ليعود كما كان‪ ,‬الحقيقة انهم كانوا ال يبحثون عن الجواب بل يلتمسون ألنفسهم أعذارا‬
‫لتبرير انفالت دواتهم من عقالها‪ ,‬رغم التكرار و االجترار كالمه كله حكم و مواعض‪ ,‬كان‬
‫من البسطاء‪ ,‬أي من النوع الدي يشفق منه الناس و يتمنون خالصه من ما يسمونه‬
‫"عقدة العصر"‪ ,‬والمساكين ال يدرون انهم ضحية أفكار عوجاء ال تستقيم للكيس الفطن‪,‬‬
‫أفكار تنقل من خالل أنابيب دورة المياه‪ ,‬يستحيل معالجتها و االنتفاع بها‪ ,‬وسيم دائم‬
‫التأمل منفتح على العالم رغم االنغالق الدي يعرف به عند القريب و البعيد بغير حق‪ ,‬كانت‬
‫حواسه تلتقط اشاراة خفية تخفي في ثناياها معارف و حكم ال يجدها الطالب في المدرجات‬
‫الجامعية‪ ,‬القدر غالبا ما يكون القول الفصل في المعتقدات و األفكار المشبوهة‪ ,‬و كثيرا ما‬
‫يكون معلما قاسيا لدوي االلباب‪ ,‬السماء لم تدعه يتمرغ في ظالمه ‪,,,,‬‬

You might also like