You are on page 1of 8

‫الفصل الثاني‪ :‬اثبات وجود القصد الجنائي في جريمة المشاركة‬

‫لكي تقوم المشاركة يجب أن تكون هناك نية اجرامية لدى المشاركة تجعله يقبل أو يريد المشاركة في‬
‫الجريمة األصلية الى جانب أن يقوم المشاركة بعمل من أعمال المشاركة بقصد دفع أو مساعدة الفاعل‬
‫األصلي على ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫فجريمة المشاركة ال يمكن أن تكون قصدية ألنها تستوجب أن يكون الفاعل األصلي أراد إحداث النتيجة‬
‫االجرامية و أن يكون المشارك على علم بهذا المقصد أو النية االجرامية لدى الفاعل وهو ما جعل فقه‬
‫القضاء يعطي لمحاكم األصل امكانية استخالص عناصر القصد الجنائي (مبحث أول)‪ ،‬اال أن توفر القصد‬
‫لدى الشريك يطرح العديد من المسائل (مبحث ثاني)‬

‫المبحث األول‪ :‬عناصر القصد الجنائي‬

‫يعرف فقه القضاء القصد الجنائي بكونه يتمثل في النية المتجهة الى خرق القانون الجنائي أو في االرادة‬
‫المتجهة الى ارتكاب فعل مجرم مع العلم بهذا التجريم‪ 1‬و على هذا األساس فان القصد الجنائي يستوجب‬
‫على مرتكب الجريمة بأن الفعل الذي قام به مخالف للقانون الجنائي‪ ،‬ففي كل الجرائم تستوجب توفر‬
‫القصد الجنائي يجب أن يكون الجاني قد أراد القيام بالفعل المجرم (فقرة ثانية) وهو على علم بعدم‬
‫مشروعيته ‪( 2‬فقرة أولى)‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫فقرة أولى‪ :‬العلم باجرام عمل الفاعل األصلي‬

‫لقد تعدد األراء حول مفهوم العلم االجرامي (أ) تعدد األفعال المرتكبة الحداثه (ب)‬

‫أ‪ -‬مفهوم العلم االجرامي‪:‬‬

‫العلم ال يقصد به العلم باتلقانون الذي هو مفترض و ال يجوز االحتجاج بالجهل به‪ ،‬و انما العلم بالواقع أي‬
‫باجرام عمل الفاعل األصلي فالعلم يقصد به الوعي بتوفر عناصر الفعل االجرامي و بالوقائع و أن النشاط‬
‫المقترف يشكل خطورة على حقوق يحميها القانون‪.‬‬

‫فالقصد الجنائي للشريك يتطلب في المرحلة السابقة لتنفيذ المشروع االجرامي علما بماهبة نشاطه و‬
‫خطورته و ادراكا التجاهه نحو المساهمة في الجريمة وهو ما يعني أن العلم هو تصور الشيء على نحو‬
‫‪3‬‬
‫مطابق للحقيقة‪.‬‬

‫و يشترط فقه القضاء أن يكون هذا القصد الجنائي سابقا أو متزامنا الرتكاب الجريمة من قبل الفاعل لذلك‬
‫فان حصول المعرفة هي الجريمة ال يتكون منها فعل المشاركة اال اذا تعلق األمر بحالة االخفاء‬
‫المنصوص عليهما بالفقرتين الرابعة و الخامسة من الفصل ‪ 32‬م‪.‬ج فماهي األفعال المرتكبة الحداثه‬

‫ب‪ -‬األفعال المرتكبة الحداثه‪:‬‬

‫من بين األفعال التي تمثل فعل من أفعال العلم بالنشاط االجرامي هو العلم بمدى اجرام الفعل المقترف و‬
‫توفر سوء النية‪ .‬فسوء النية مشترط في المرشد الذي يكون قد أرشد عن قصد الرتكاب الجريمة وهو عالم‬
‫بخطورة النشاط المقترف و يعتبر االخفاء أيضا جريمة قصدية تتطلب توفر النية االجرامية ففي صورة‬
‫تلقى الحائز للمنقول وهو عالم بمصدره فهو يعد شريكا لكن االشكال المطروح هل أن الشخص الذي تلقى‬
‫المنقول وهو حسن نية ثم علم بمصدره الفاسد يوفر في جانبه عنصر العلم أم ال؟ و االجابة على ذلك يمكن‬
‫استنتاجها من اراء فقه القضاء الذي اعتبر أنه "ثبوت العلم بالمورد كاف الثبات جريمة المشاركة الالحقة‬
‫طبق الفصل ‪ 32‬م‪.‬ج‪"4‬‬

‫و بالتالي فان االحتفاظ بالمنقول بعد العلم بمصدره الفاسد يمثل مظهرا من مظاهر الحيازة الذي ال يشترط‬
‫زمنا معينا و بناءا على ما سبق بيانه فان القصد الجنائي ال يتوفر بالعلم وحده المتمثل في حالة ذهنية ساكنة‬
‫ال تنتطوي على معنى الخطيئة الذي هي جوهر القصد الجنائي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫ففي االشتراك بالمساعدة يجب أن يعلم الشريك مثال أن المادة التي يقدمها الى الفاعل سامة فاذا اعتقد أنها‬
‫غير ضارة ال يتوافر القصد الجنائي لديه‪ ،‬و يجب أن يعلم الشريك كذلك بنتيجة فعله و أن هذه النتيجة هي‬
‫وقوع الجريمة من الفاعل‪ ،‬أيضا فمن يسلم غيره سالحا يستخدمه في الصيد فيرتكب العير به جريمة قتل‬
‫ال يسأل عن اشتراك في جريمة قتل ألنه ال يعلم بأن من تسلم السالح سوف يستخدمه في ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫و العلم المطلوب هنا هو علم الشريك ال علم الفاعل فال يشترط علم الفاعل بنشاط الشريك و ال بأثره حتى‬
‫لو استفاد فعال من هذا النشاط فالخادم الذي يعلم بفرض بعض اللصوص على سرقة منزل مخدومه فيترك‬
‫باب المنزل مفتوحا لكي يسهل الدخول و ارتكاب جريمة السرقة يعتبر شريكا في هذه الجريمة‪ ،‬اذ يكفي‬
‫لقيام قصد االشتراك أن يعلم الشريبك بماهية فعله و العاديات األخررى للجريمة التي يشترك فيها‪.‬‬

‫فقرة ثانية‪ :‬انصراف ارادة الشريك الى مساعدة الفاعل األصلي‪:‬‬

‫الثبات المشا ركة فعل اجرامي يجب أن تتوفر لديه ارادة اجرامية على القيام بالفعل المجرم و قد عرف فقه‬
‫القضاء االرادة االجرامية (أ) و بين بأنها عنصر من عناصر القصد االجرامي (ب)‬

‫أ‪ -‬مفهوم االرادة االجرامية‪:‬‬

‫يمكن تعريف االرادة االجرامية بأنها اتجاه الشريك الفاعل الى ارتكاب فعل مجرم قانونيا و يعتبر االرادة‬
‫عنصر من عناصر القصد و قد بينت محكمة التعقيب القصد من االدراك بأنه‪ "...‬و القصد من االدراك هو‬
‫أن يدرك الجاني أن فعله له شيء من الخطورة و نية منافاة لحسن السلوك فملكة االدراك تؤهله لفهم ما‬
‫‪5‬‬
‫يصدر عنه من أفعال و وزن النتائج التي تترتب عن فعله‪"...‬‬

‫و من خالل هذا القرار نالحظ أن محكمة التعقيب من خالل تعريفها لالرادة ترنو الى بيان أن ارادة‬
‫الشريك يجب أن تتجه الى الماديات التي تقوم عليها المشاركة و الى نتيجتها‪.‬‬

‫و قد حرص فقه القضاء على أن تكون هذه االرادة واضحة ال يشوبها اكراه قوال‪...:‬أن تكون ارادة الشريك‬
‫قد انصرفت بصفة واضحة و دون سبب الى مساعدة الفاعل األصلي على اثبات جرمه و االستفادة منه و‬
‫بالتالي نية المشاركة في ذلك بعد العلم بمقصد الفاعل األصلي‪ 6".‬بمعنى أن الشريك الذي يقوم بمساعدة‬
‫الفاعل األصلي على ارتكاب الجريمة يجب أن يكون عن ارادة حرة أي أنه ساهم في الجريمة برضاه لكن‬
‫في بعض الحاالت قد تكون ارادة المشارك أقوى من ارادة الفاعل خاصة في التحريض‪.‬‬

‫ب‪ -‬توفر قصد الاشتراك‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫بمقتضى القصد الجنائي لدى المشاركة باالضافة الى علمه بماهية نشاطه و توقعه للفعل االجرامي أن‬
‫تنصرف ارادته الى المساهمة في الفعل االجرامي الذي يأتيه المساهم األصلي‪ ،‬فيلتزم لقيام مسؤولية‬
‫المساهم أن تنصرف ارادته الى االسهام مع الفاعل في االعتداء على حق أو مصلحة مصونة بأحكام‬
‫القانون الجنائي و مدلول االسهام يعني اتجاه ارادة الشريك الواعية الى اثبات احدى صور االشتراك‬
‫المحددة قانونا بهدف تقوية الفاعل األصلي‪.‬‬

‫اذن فارادة الشريك يجب أن تتوفر فيها القصد باثبات عمل مجرم و ال تقوم المسؤولية الجزائية في حق‬
‫الشريك ما لم تنصرف ارادته الى المساهمة في أفعال محددة يأتيها الفاعل األصلي و هكذا يكشف تحليل‬
‫عناصر القصد الجنائي لدى الفاعل و نعني بذلك العلم بالجريمة التي يرتكبها هذا األخير و اتجاه االرادة‬
‫الى الفعل الذي يقوم به و النتيجة التي تترتب عليه‪ ،‬و بهذه العناصر المشتركة تقوم الرابطة الذهنية التي‬
‫تجمع بين المساهمين في الجريمة وهي ال تتطلب دائما اتفاقا مسبقا بينهم‪ ،‬و بالرغم من وضوح عناصر‬
‫القصد الجنائي للمشاركة اال أن ذلك ال يمنع من بروز بعض المسائل التي تتطلب بعض التوضيح‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬المسائل التي يثيرها القصد االجرامي للشريك‬

‫اذا كانت الجريمة عمدية فان تحديد ركنها المعنوي ال يثير صعوبة ذلك أنه يتخذ صورة القصد الجنائي و‬
‫توفر هذا الركن شرط لقيام مسؤولية المتهم عنها و االشكال المطروح هنا أنه هناك مسائل أخرى متعلقة‬
‫بالقصد الجنائي للشريك يمكن طرحها و المتمثلة في ارتكاب الفاعل لجريمة مختلفة عن التي قصدها‬
‫الشريك (فقرة أولى) و كذلك في صورة حصول تعيير في طريقة ارتكاب الجريمة (فقرة ثانية)‬

‫فقرة أولى‪ :‬ارتكاب الفاعل لجريمة مختلفة عن التي قصدها الشريك‬

‫أجمع فقه القضاء أنه في صورة ارتكاب الفاعل لجريمة مختلفة تماما عن تلك التي قصد المشاركة فيها‬
‫فانه ال يمكن تتبعه كشريك فيها و عليه فانه ال يمكن تتبع الشريك اال اذا توفر القصد االجرامي (أ) اال أن‬
‫فقه القضاء في بعض األحيان قد أخذ بنظرية القصد االحتمالي (ب) و في تحديد العقاب على عرار‬
‫القضاء المصري‪.‬‬

‫أ‪ -‬مبدأ توفر القصد االجرامي‬

‫من المسلم به أنه ال يمكن تتبع الشريك اال فيما قصده أي مدى توفر النتيجة التي من أجلها شارك في الفعل‬
‫بدون الخوض في ماهو محتمل من مشاركة تلك‪ ،‬فال تقوم المسؤولية الجزائية في حق الشريك ما لم‬
‫تنصرف ارادته الى المساهمة في أفعال محددة يأتيها الفاعل األصلي‪ ،‬أما اذا انصرفت الى االسهام في‬
‫فعل أو أفعال غير محددة فال تقوم مسؤوليته عنها‪.‬‬

‫اذن فانه من الضروري وجود قصد جنائي حقيقي بالنسبة للشريك فال يمكن أن يرتكز الزجر على‬
‫افتراضات أساسها قرينة على وجود القصد االجرامي مثلما عبر على ذلك الفقيه الفرنسي ‪« Jean‬‬
‫‪7‬‬
‫» ‪" Garbonnien‬يجب أن يكون القانون الجنائي واقعيا و ال اصطناعيا عند تقرير المسؤولية الجزائية"‬
‫لهذا السبب يشترط المشرع علم المشارك بمقصد الفاعل األصلي و هذا العلم يجب أن يكون دقيقا و‬
‫واضحا و ليس مبهما‪.‬‬

‫ب‪ -‬القصد االحتمالي‬

‫‪7‬‬
‫اذا ارتكب الفاعل جريمة مختلفة تماما عن تلك التي قصدها الشريك المساهمة فيها فانه ال يعاقب اال اذا‬
‫طبقنا نظرية القصد االحتمالي‪ ،‬بمعنى انصراف ارادة الجاني الى تحقيق نتيجة اجرامية معينة فيقضي‬
‫‪8‬‬
‫سلوكه الى نتيجة أخرى أشد جسامة لكن في استطاعته أن يتوقعها‪.‬‬

‫و لقد أخذ فقه القضاء المصري بهذا االتجاه في بعض أحكامه فقضت محكمة النقض المصرية أنه‪ ":‬اذا لم‬
‫يكن في االستطاعة مؤاخذة الشريك في السرقة على اعتبار أنه شريك في القتل بنية مباشرة‪ ،‬لعدم قيام‬
‫الدليل على ذلك فان وجوده في مكان جريمة السرقة كاف بذاته لمؤاخذته بقصده االحتمالي فيما يتعلق‬
‫بجريمة القتل على اعتبار أنه كان يجب عليه أن يتوقع كل ما حصل ان لم يكن توقعه فعال"‪ 9‬غير أن هذا‬
‫االتجاه هو محل نظر ألن القصد االحتمالي هو نوع من القصد الجنائي الذي يتطلب انصراف ارادة واعية‬
‫‪10‬‬
‫نحو تحقيق فعل يتعارض و أحكام القانون الجنائي‬

‫و على خالف التشاريع األخرى الذين عملوا بالقصد االحتمالي فان المشرع التونسي و كذلك الفرنسي‬
‫سكتا بخصوص هذه المسألة فكان هذا األمر موكل الجتهاد فقه القضاء الذي نفى مسؤولية المشارك جزائيا‬
‫في صورة ارتكاب الفاعل لجريمة مختلفة عن تلك التي قصدها الشريك قوال أن "الشريك الذي أرشد عن‬
‫سوء نية اليقاع السرقة ال يعاقب اال من أجل ذلك و ال يجوز قانونا تشريكه في القتل الذي ارتكبه السارق‬
‫بدعوى أن جناية القتل كانت متوقعة اذ ال نصدفي القانون يسمح بالشريك في الجرائم المحتملة أو المتوقعة‬
‫أحرى اذا أثبتت المحكمة أن االرشاد كان القصد منه ارتكاب السرقة ال غير‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شمولية قصد الشريك لكافة أركان و أوصاف الجريمة‪ :‬الفاعل األصلي‬

‫المشكل الذي ينشأ عن الركن القصدي هو حالة اقتراف الفاعل لجريمة أخرى عير التي اتفق عليها مع‬
‫الشريك (فقرة أولى) و صورة ارتكاب الفاعل لنفس الجريمة لكن بطريقة مختلفة (فقرة ثانية)‬

‫أ‪ -‬ارتكاب الفاعل لجريمة أخرى غير الذي اتفق عليها مع الشريكك‬

‫ان الشريك عند اجتماعه مع الفاعل األصلي و اتفاقهما على اقتراف جريمة معينة قد علق ارادته و قصر‬
‫قصده على هذه الجريمة ذاتها‪ ،‬و قد يحدث أن يرتكب الفاعل لجريمة أخرى غير التي اتفق عليها مع‬
‫الشريك فاالشكال المطروح هنا هو هل يجوز أن يعاقب الشريك من أجل المشاركة في جريمة أخرى لم‬
‫يتعلق بها قصده و ال انصرفت اليها ارادته؟‬

‫و هنا ينبعي التمييز بين حالتين الحالة األولى هي التي تكون فيها الجريمة المقترفة أخف من الجريمة‬
‫المتفق عليها‪ ،‬و هذه الحالة ال تثير اشكاالت أمام فقه القضاء و ذلك ألن الشريك ال يسأل عن ذلك ألن‬
‫القصد الذي توفر لديه و الذي تعلق باألشد يشمل العمل المرتكب فعال أي الفعل األخف‪ ،‬فاذا ساهم الشريك‬
‫في جريمة معينة و اقترف الفاعل جريمة أخف جسامة فال يسأل األول اال عن الجريمة األخف التي‬
‫تحققت فعال أما بالنسبة للحالة الثانية و التي تثير صعوبات أكثر تعقيدا وهي التي تكون فيها الجريمة‬
‫‪11‬‬
‫المقترفة أشد من المتفق عليها‪.‬‬

‫فقد أجمع فقه القضاء بخصوص المسألة بأنه اذا كانت الجريمة المرتكبة ال تدخل في حسبان الشريك و ال‬
‫يمكن توقعها ال يسأل عنها و يعاقب فقط عن الجريمة التي قصدها اذ جاء في قرار لمحكمة التعقيب أنه‪":‬ال‬
‫يسوع قانونا بأن من يشارك آخر بالمساعدة الرتكاب جريمة معينة دون عيرها يمكن مؤاخذته ألجل جناية‬
‫لم يتوقع وقوعها من قبل و التي ارتكبها فيها بعد بدون اضمار الشخص الواقع اعانته التمام غاية‬
‫‪12‬‬
‫أخرى‪".‬‬

‫و تطبيق لما أقرته محكمة التعقيب فان المشارك ال يسأل جزائيا اال على الجريمة التي أحاطها بقصده و‬
‫اتجهت ارادته للمساهمة فيها و كانت أثرا لنشاطه اذن فالشريك الذي يساهم في جنحة فانه ال يمكن تتبعه‬
‫من أجل جناية لم يقصد المساهمة فيها‪ ،‬و انما اقتصر قصده على الجنحة‪.‬‬

‫ب‪ -‬ارتكاب الفاعل لنفس الجريمة لكن بطريقة مختلفة‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫في هذه صورة قدمت محكمة التعقيب الفرنسية حال اذ جاء في قرار صادر لها في أنه حصل اتفاق بين‬
‫سجينتين على قتل أحدهما لزوج أخت الثاني خنقا عندما يكون سائقا لسيارته لذلك الفرض أمد األخ زميله‬
‫باالرشادات و المعلومات الضرورية المتعلقة بعادات و مواعيد الضحية لكن المكلف بالقتل قرر تعيير‬
‫طريقة تنفيذها دون اعالم شريكه و ذلك لصعوبة تنفيذ الخطة حسب ما وقع االتفاق عليه لذلك عوضا القتل‬
‫خنقا قام بصعقه بالتيار الكهربائي بمنزله‪ ،‬فأحالت دائرة االتهام المحرض بتهمة االشتراك في جريمة القتل‬
‫فطعن في ذلك لعدم علمه بالطريقة الجديدة‪.‬‬

‫لكن محكمة التعقيب الفرنسية رفضت هذا المطعن معتبرة أن هناك مشاركة في عملية القتل باالرشاد و‬
‫‪13‬‬
‫هاته االرشادات ساعدت على ارتكاب الجريمة رعم التعيير الحاصل‪.‬‬

‫و هكذا فان ارتكاب الفاعل للجريمة بطريقة مختلفة عن التي قصدها المحرض سواء أدى ذلك الى التشديد‬
‫في الوصف القانوني للجريمة أو لم يؤدي يجعل المحرض مسؤوال جزائيا عن تلك الجريمة كشريك فيها‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like