Professional Documents
Culture Documents
F
F
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﺍﻟﻌﻮﺭﺍﻧﻲ ،ﻋﻤﺮ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﻤﺰﺓ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
ﺍﻟﻨﺎﻃﻮﺭ ،ﻣﻴﺎﺩﺓ ﻣﺤﻤﺪ)ﻣﺸﺮﻑ( ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ:
2015 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
ﻋﻤﺎﻥ ﻣﻮﻗﻊ:
1 - 92 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
720167 ﺭﻗﻢ :MD
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﺭﺩﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ:
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ:
ﺍﻻﺭﺩﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ:
Dissertations ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﻮﻥ ،ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
http://search.mandumah.com/Record/720167 ﺭﺍﺑﻂ:
اﻻھداء
إﻟﻰ اﻟرﺟل اﻟﻔﺎﺿل اﻟذي رﺑﺎﻧﻲ و ﻋﻠﻣﻧﻲ وﻏرس ﻟدي اﻟﻘﯾم واﻷﺧﻼق ﻟﯾﺟﻧﯾﮭﺎ ﺛﻣﺎرا ﻋذﺑﺔ
اﻟﻣذاق ......إﻟﯾك واﻟدي ﺣﻔظك ﷲ
إﻟﻰ ﻣن روت طﻣوﺣﻲ أﻣﻼ ،ﻋطﻔﺎ وﺣﻧﺎﻧﺎ ،إﻟﻰ ﻣن أﺿﺎءت ﺳﻧﯾن ﺣﯾﺎﺗﻲ وﻋطرﺗﮭﺎ طوﯾﻼ إﻟﻰ
ﻋطر اﻟروح ....إﻟﯾك واﻟدﺗﻲ ﺣﻔظك ﷲ
إﻟﻰ ﻣﺻدر ﺳﻌﺎدﺗﻲ و ﺑﺳﻣﺔ اﻷﻣل ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ،إﻟﻰ ﻧﺑض ﻗﻠﺑﻲ و ﻓرﺣﺔ ﻋﯾوﻧﻲ ،إﻟﻰ اﻟﻐﺻن
اﻷﺧﺿر اﻟذي أﺗﻣﻧﻰ أن ﯾﻧﻣو و ﯾزھر ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﻣﺷرق ....إﻟﯾك وﻟدي أﯾﮭم
إﻟﻰ رﻓﯾﻘﺔ درﺑﻲ وﺣﺑﯾﺑﺔ ﻗﻠﺑﻲ ،إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎﻧت ﻣدادا ﻟطﻣوﺣﻲ ،و ﺷﻣﻌﺔ أﺿﺎءت ظﻠﻣﺔ أﯾﺎﻣﻲ إﻟﯾك ﯾﺎ
ﺑوﺻﻠﺔ اﻷﻣل ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ .....إﻟﯾك زوﺟﺗﻲ
إﻟﻰ زھرة اﻟﻣداﺋن ،وﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺻﻼة ،إﻟﻰ أوﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺗﯾن وﺛﺎﻟث اﻟﺣرﻣﯾن ..إﻟﯾك ﯾﺎ ﻗدس اﻷﻗداس
إﻟﻰ ﻋﺎﺷﻘﻲ اﻷرض واﻟﺣرﯾﺔ ،ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﺣﺎﻣﻠﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺟد واﻟﺧﻠود إﻟﻰ أرواح ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺷﮭداء
اﻟﺷﻛــــر واﻟﺗﻘدﯾر
ﻋز وﺟل ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻣﮫ اﻟﻛﺛﯾرة واﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌد وﻻ ﺗﺣﺻﻰ، اﻟﺣﻣد واﻟﺷﻛر
أﺣﻣده ﺗﻌﺎﻟﻰ ان وﻓﻘﻧﻲ وأﻣدﻧﻰ ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻌزﯾﻣﺔ ،وأﻋﺎﻧﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺧراج ھذا اﻟﻌﻣل
اﻟﻣﺗواﺿﻊ إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟﻧور .و اﻟذي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺗم ﻟوﻻ ﺗﺿﺎﻓر ﺟﮭود اﺷﺧﺎص أﺟد ﻣن
اﻟواﺟب ﻋﻠﻲ ﺷﻛرھم ،ﻓﻣن ﻻ ﯾﺷﻛر اﻟﻧﺎس ﻻ ﯾﺷﻛر ﷲ.
ﻓﺑداﯾﺔ أﺗﻘدم ﺑﻌظﯾم اﻟﺷﻛر واﻻﻣﺗﻧﺎن ﻟﻣﺷرﻓﺗﻲ اﻟدﻛﺗورة ﻣﯾﺎدة اﻟﻧﺎطور ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗدﻣﺗﮫ
ﻟﻲ طوال ﻓﺗرة اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ھذه اﻷطروﺣﺔ ﻣن ﺗوﺟﯾﮭﺎت وﻣﻼﺣظﺎت ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ
إﺛراء ھذه اﻷطروﺣﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺷﻛرھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗدﻣﺗﮫ ﻟﻲ ﻣن رﻋﺎﯾﺔ واھﺗﻣﺎم ،ﺟزاھﺎ ﷲ
ﻋﻧﻲ ﺧﯾر ﺟزاء .
ﻛﻣﺎ أﺗﻘدم ﺑواﻓر اﻟﺷﻛر ﻟﻸﺳﺎﺗذة اﻟﻛرام اﻟذﯾن ﺗﻔﺿﻠوا ﺑﻘﺑول ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ھذه اﻷطروﺣﺔ وھم
أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟرﯾﺣﺎﻧﻲ ،اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد
ﻧزﯾﮫ ﺣﻣدي ،اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﺟﻣﯾل اﻟﺻﻣﺎدي.
ﻛﻣﺎ أﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر إﻟﻰ زوﺟﺗﻲ اﻟﺗﻲ وﻗﻔت ﺑﺟﺎﻧﺑﻲ وﻣدت ﻟﻲ ﯾد اﻟﻌون طوال ﻓﺗرة إﻋداد
أطروﺣﺗﻲ.
ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻔوﺗﻧﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎم أن أﺷﻛر اﻷخ واﻟﺻدﯾق اﻟدﻛﺗور ﻧزار اﻟﻠﺑدي ﺣﻔظﮫ ﷲ
ورﻋﺎه واﻟذي ﻟم ﯾﺑﺧل ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟوﻗت و اﻟﺟﮭد ،ﻛﻣﺎ وأﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر إﻟﻰ اﻷخ واﻟﺻدﯾق
اﻟدﻛﺗور ﻋﻣﺎد ﻋﻠﻲ ﻟﻣﺳﺎﻧدﺗﮫ ﻟﻲ ،وﻓﻘﮫ ﷲ ورﻋﺎه.
و ﻟﻌل ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺷﻛر ﻗد ﺗطول ﻟدي ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ أﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل ﻟﻛل ﻣن ﺗﻣﻧﻰ
ﻟﻲ اﻟﺧﯾر ﻣن أﺳﺗﺎذ ،أو زﻣﯾل ،ﺻدﯾق ،أو ﻗرﯾب.
و
ﻓﮭرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﺿوع
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺟداول
اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻋﻧوان اﻟﺟدول اﻟرﻗم
36 ﺗوزﯾﻊ أﻓراد اﻟدراﺳﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺗﻐﯾري اﻹﻋﺎﻗﺔ واﻟﺟﻧس 1
43 ﺗوزﯾﻊ ﻓﻘرات ﻣﻘﯾﺎس اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻌﺎد 2
واﻟﺟﻧس ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻷھﻣﯾﺔ اﻟرﺿﺎ ﻋن
اﻟﺣﯾﺎة
63 اﻟﻣﺗوﺳطﺎت اﻟﺣﺳﺎﺑﯾﺔ واﻻﻧﺣراﻓﺎت اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ 15
اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠرﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد ﻣﻘﯾﺎس اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة
64 ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ﻣﺗﻌدد اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ) (MANAOVAﻟدﻻﻟﺔ 16
اﻟﻔروق ﺑﯾن ﻓﺋﺎت ﻣﺗﻐﯾري ﻧوع اﻻﻋﺎﻗﺔ واﻟﺟﻧس واﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر
اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة
65 ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻔروق ﺑﯾن ﻓﺋﺎت ﻣﺗﻐﯾري ﻧوع اﻻﻋﺎﻗﺔ 17
واﻟﺟﻧس ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻟدرﺟﺔ اﻟرﺿﺎ ﻋن
اﻟﺣﯾﺎة
ط
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻼﺣق
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣﻠﺣق اﻟرﻗم
84 ﻣﻘﯾﺎس ﺗﻧﺳﻲ ﻟﻣﻔﮭوم اﻟذات /اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ 1
87 ﻣﻘﯾﺎس اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة 2
92 اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻣﻘﯾﺎس ﺗﻧﺳﻲ ﻟﻣﻔﮭوم اﻟذات /اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ 3
ي
ﻣﻔﮭوم اﻟذات واﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ﻟدى اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ وذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(
اﻋداد
اﻟﻣﺷرف
اﻟﻣﻠﺧص
ھدﻓت ھذه اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗوى ﻣﻔﮭوم اﻟذات واﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ﻟدى اﻟطﻠﺑﺔ ذوي
اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻔﮭوم اﻟذات واﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة
ﺑﯾن اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ واﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ وﺑﯾن اﻟذﻛور واﻹﻧﺎث .ﺗﺄﻟﻔت ﻋﯾﻧﺔ
اﻟدراﺳﺔ ﻣن ) (59طﺎﻟب وطﺎﻟﺑﺔ ﻣن ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ و) (46طﺎﻟب وطﺎﻟﺑﺔ ﻣن ذوي
اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ أي ﻣﺎ ﻣﺟﻣوﻋﮫ ) (105طﺎﻟب وطﺎﻟﺑﺔ ،وﺑﻐرض ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﺣث
واﻹﻧﺎث ﻛﻣﺎ أن ﺗﻘدﯾر اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ ﻷھﻣﯾﺔ أﺑﻌﺎد ﻣﻘﯾﺎس اﻟرﺿﺎ ﻛﺎن أﻋﻠﻰ ﻣﻧﮫ ﻟدى
ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻌد وﺳﺎﺋل اﻻﺳﺗﺟﻣﺎم ،ﻛﻣﺎ ان ﺗﻘدﯾر اﻟذﻛور ﻷھﻣﯾﺔ اﻟراﺣﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﻛﺎن أﻋﻠﻰ ﻣن اﻹﻧﺎث ،وأﺧﯾرا أظﮭرت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أن رﺿﺎ اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻋﻠﻰ ﻣن رﺿﺎ اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ.
1
اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻌد اﻻھﺗﻣﺎم ﺑرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﻌوﻗﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﻣر ﺣدﯾث اﻟﻌﮭد ﻧﺳﺑﯾﺎ ،وﺗرﺟﻊ ھذه
اﻟﺑداﯾﺎت إﻟﻰ ﻣطﻠﻊ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﯾﺛﺎق اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠدول
اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟذي أﻗره ﻣؤﺗﻣر وزراء اﻟﺷؤون اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻋﺎم " 1971إن ﺗﺄھﯾل ﻛل ﻣواطن ﯾﻌﺎﻧﻲ
ﻣن ﻋﺟز ﺟﺳدي أو ﻋﻘﻠﻲ وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻷطﻔﺎل واﻟﺷﺑﺎب أﻣر ﺿروري " )اﻟﺳرطﺎوي. (1997 ،
و اﻷﻓراد ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ ﻓﺋﺔ ھﺎﻣﺔ ﻣن ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج ﻛﻐﯾرھﺎ ﻣن أﻓراد
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﺄھﯾل ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﮭم ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧون ﻣﻧﮭﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن وﺟدت ﺑوﺟود أول إﻧﺳﺎن ﻛﻔﯾف ﻋﺎش ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻷوﻟﻰ.
وﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻛﻔﯾف ﺑﯾن ﻣد وﺟزر ﺣﯾث اﻣﺗﺎزت ﺑﺎﻟرﺣﻣﺔ واﻟﺷﻔﻘﺔ واﻟﻌطف ﻓﻲ ظل
اﻟدﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﻘﺳوة واﻟﺷد واﻟﻧﺑذ ﻓﻲ ظل ﻏﯾرھﺎ .وﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر أﺻﺑﺢ
ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن إﻟزاﻣﯾﺎ وﺑدأت اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﺷرع ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن ﻓﻲ دول اﻟﻐرب وﺑرز
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وأﺳﮭم ﺑﻌﺿﮭم ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﺑﻌض اﻷدوات اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن.
وھﻛذا ﺣظﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن ﺑﺎھﺗﻣﺎم ﻣﺑﻛر ﺳﺑق ﻣﯾﺎدﯾن اﻹﻋﺎﻗﺎت اﻷﺧرى ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ،ﺣﯾث
ﻧﺎﻟت ھذه اﻟﻔﺋﺔ اھﺗﻣﺎﻣﺎ ورﻋﺎﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﺗرﺑوﯾﯾن اﻟﻧﻔﺳﯾﯾن واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن
وﻛﺎﻧت ﻓرﻧﺳﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻻھﺗﻣﺎم ﺑذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ وﺑﺎﻷﺧص ﻓﺋﺔ اﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا
اﻟﻧواة اﻷوﻟﻰ ﻻھﺗﻣﺎم اﻟﺗرﺑوﯾﯾن ﺑذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ ﺣﯾث ﺗﺄﺳﺳت أول ﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﻟﺗﻌﻠﯾم
اﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن ،وﺑﻌد ذﻟك اﻧﺗﺷرت اﻟﻣدارس ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ أرﺟﺎء أوروﺑﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺷرﻋت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗوﻟﻲ اﻻھﺗﻣﺎم ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺗﺄﺧرة ،وأظﮭر اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ اھﺗﻣﺎﻣﮫ ﻣﺗﺄﺧرا ﺑذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ
وﺗﻌﺗﺑر ﺣﺎﺳﺔ اﻹﺑﺻﺎر ﻣن اﻟﺣواس اﻟﮭﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ زود اﻟﺧﺎﻟق ﺟل وﻋﻼ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﮭﺎ وﺟﻌﻠﮭﺎ
ﻗﻧﺎة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﻗﻧوات اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣواس وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻣﻊ وﻛذﻟك
2
ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﺣرﻛﺔ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن واﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑﻣﺎ أوﺟد ﷲ ﻓﻲ اﻟﻛون ﻣن ﺟﻣﺎل
اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت )ﺣﺳﯾن.(2003،
ﯾﻌﺗﻣد إدراك اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻌﺎﻟﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ﻋﺑر اﻟﺣواس اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ
اﻟﺳﻣﻊ واﻟﺑﺻر و اﻟواﻗﻊ أن ﺣدوث أي ﺧﻠل ﻓﻲ واﺣدة أو أﻛﺛر ﻣن ھذه اﻟﺣواس ﯾﻧﺟم ﻋﻧﮫ
ﺻﻌوﺑﺎت .ﺣﯾث ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻋﺟز ﺣﺎﺳﺔ اﻟﺳﻣﻊ ﺗﺣدﯾدا ﺻﻌوﺑﺎت ﻋدﯾدة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻷن اﻟﺳﻣﻊ ﯾﻠﻌب
دورا رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻓﮭم اﻹﻧﺳﺎن ،ﻓﺣﺎﺳﺔ اﻟﺳﻣﻊ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻹﻧﺳﺎن ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠم اﻟﻠﻐﺔ وھﻲ
أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻓﻘد ﻛﺎن اھﺗﻣﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﺎﻷﻓراد ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻣﺗﻔﺎوﺗﺎ
ﻣن ﺣﯾث اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﮭم ،ﻓﺎﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻸﻓراد ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ،
ﯾﻼﺣظ أن أﻓﺿل اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ ازدھرت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺧدﻣﺎت ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﺻف
اﻷﺧﯾر ﻣﻧﮫ )اﻟﻘرﯾوﺗﻲ.(2006 ،
إن ﻓﻘدان أي ﻣن ﺣﺎﺳﺗﻲ اﻟﺳﻣﻊ أو اﻟﺑﺻر ﻗد ﯾﺧﻠف أﺛﺎرا ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ﻓﻘد ﺗؤﺛر اﻹﻋﺎﻗﺔ
اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻟدى اﻟﻔرد ،ﺣﯾث أن اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب
ﻣﺗﻌددة ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔرد اﻟﻣﻌﺎق ﺑﺻرﯾﺎ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺿطراب ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﺷوﯾﮫ
ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻟدﯾﮫ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ واﺿطراب ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻔﻛﯾر وﺧوﻓﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻣﮭﻧﻲ
اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺗطﻠﺑﺎت أداء ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺻﻌب ﺑﺣﯾث ﺑﺎﻻرﺗﺑﺎك وﺷﻌوره واﻷﺳري
ﺑﻛﻔﺎءة)ﻋﺑﯾد .(2011،وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﺗﺳﺑب اﻟﺻﻣم ﻓﻲ اﻟﻌزﻟﺔ واﻻﻧﺳﺣﺎب وﻗﺻور ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗدﻧﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻟﻸﻓراد اﻟﺻم ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﻗراﻧﮭم ﻣن
اﻟﻌﺎدﯾﯾن وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠذات ﻣن ﻣﺷﻛﻼت ﻟﮭﺎ أﺛر ﺳﻠﺑﻲ واﺿﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد
اﻷﺻم وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣراھق اﻷﺻم )ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر . (2011،ﻓﺎﻟﺻورة اﻟﺠﺴﻤﯿﺔ ﻟﻠﻔﺮد ھﻲ اﻷﺳﺎس اﻟﺬي
ﯾﺒﻨﻲ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻔﮭﻮﻣﮫ ﻟﺬاﺗﮫ ،ﻓﺒﻨﯿﺔ اﻟﺠﺴﻢ وﻣﻈﮭﺮه وﺣﺠﻤﮫ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺤﯿﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ دورا
ھﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﯿﻞ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻔرد ﻟﺬاﺗﮫ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻮاﺗﮫ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﻄﻮل اﻟﻔﺮد ووزﻧﮫ وﻟﻮن ﺑﺸﺮﺗﮫ
وﺳﻼﻣﺔ ﺣﻮاﺳﮫ وﺗﻨﺎﺳﻖ ﺟﺴﻤﮫ ﻛﻠﮭﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﺗﺠﺎھﮫ ﻧﺤﻮ ﻧﻔﺴﮫ وﺷﻌﻮره ﺑﻜﻔﺎءﺗﮫ وﺗﻘﺒﻠﮫ ﻟﺬاﺗﮫ ،وھﺬه
ﺗﺆﺛﺮ إﯾﺠﺎﺑﺎ أو ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺬات
وﯾﺷﯾر اﻷدب اﻟﺗرﺑوي إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟوظﺎﺋف اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ اﻟﯾوﻣﯾﺔ
اﻟﻣدرﻛﮫ واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ وﺑﻧﻔس اﻟوﻗت ﺷﻌور اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ،ﺣﯾث أن اﻷﺷﺧﺎص ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
اﻟﺑﺻرﯾﺔ أﻗروا ﺑوﺟود ﻣﺷﺎﻛل أﻛﺛر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ اﻟﯾوﻣﯾﺔ واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ وﻛﺎن
3
ﻣﺳﺗوى اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة أﻗل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﯾس ﻟدﯾﮭم ﻣﺷﺎﻛل ﺑﺻرﯾﺔ ) Iecovich
أﻣﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻟﻣﻌﺎﻗﯾن ﺳﻣﻌﯾﺎ ﺗﺗﺄﺛر ﻟدﯾﮭم ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺣﯾﺎة
ﺑﺷﻛل ﻣﻠﻣوس ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻌﺎﻧوه ﻣن ﻓﻘدان ﻟﺣﺎﺳﺔ اﻟﺳﻣﻊ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺑب اﻟوﺣدة واﻟﻌزﻟﺔ واﻻﻋﺗﻣﺎدﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن واﻹﺣﺑﺎط ﻛﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﺿطراﺑﺎت اﻟﺗواﺻل وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻣﺳﺗوى اﻟرﺿﺎ ﻋن
اﻟﺣﯾﺎة ﻟدﯾﮭم ﯾﻛون أﻗل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ﻣن ﻏﯾر ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﺠﺪ أن ھﻨﺎك ارﺗﺒﺎط ﺑﯿﻦ اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺒﺼﺮﯾﺔ واﻟﺴﻤﻌﯿﺔ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻔﮭﻮم
اﻟﺬات واﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﯿﺎة .ﺣﯿﺚ رﻛﺰت دراﺳﺎت ﻋﺪﯾﺪة أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ھﺎﺗﯿﻦ اﻹﻋﺎﻗﺘﯿﻦ ﺑﺎﻷﻓﺮاد
ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ؛ وﻧﻈﺮا ﻷھﻤﯿﺔ ﺷﺮﯾﺤﺔ اﻷﻓﺮاد ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺒﺼﺮﯾﺔ و اﻟﺴﻤﻌﯿﺔ وﺑﺨﺎﺻﺔ طﻠﺒﺔ
اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﮭﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻜﺮة اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻟﺘﺴﻠﯿﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮوق ﻓﻲ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺬات واﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ
اﻟﺤﯿﺎة ﺑﯿﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻤﻌﻮﻗﯿﻦﺑﺼﺮﯾﺎ ً واﻟﻤﻌﻮﻗﯿﻦﺳﻤﻌﯿﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯿﺔ .
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن أﻋداد اﻷﻓراد ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻛﺑﯾر إﻻ أن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﮭم ﻗﻠﯾﻠﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺟواﻧب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى ھﺎﺗﯾن اﻟﻔﺋﺗﯾن.
)ﺣﺳﯾن(2003،
وﻧظرا ﻷھﻣﯾﺔ ھذه اﻟﺷرﯾﺣﺔ ﻣن اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻟﻘﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻛﺷف ﻋن
ﺗﻘﯾﯾم وﺗﺷﺧﯾص اﻟﺟواﻧب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدﯾﮭم ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻧﺗﻣﺎء اﻟﺑﺎﺣث ﻧﻔﺳﮫ إﻟﻰ ﺷرﯾﺣﺔ اﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن ﺟزﺋﯾﺎ
وﺗﺟرﺑﺗﮫ اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﮫ اﻟﻣﺗﺻل ﺑﺎﻷﻓراد ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺣﯾث ﻻﺣظ ﻣن
ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺗﮫ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻔﺋﺔ اﻟﻣﻌﺎﻗﯾن ﺳﻣﻌﯾﺎ وﺑﺻرﯾﺎ أﻧﮭم ﻗد ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﻣﺷﻛﻼت ﻓﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات
واﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة .
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺟﺎءت ﻓﻛرة ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻔروق ﻓﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات واﻟرﺿﺎ
ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟﻣﻌوﻗﯾن ﺑﺻرﯾﺎ واﻷﻓراد اﻟﻣﻌوﻗﯾن ﺳﻣﻌﯾﺎ ﻣن طﻠﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ.
وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﺈن اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺣﺎوﻟت اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن أﺳﺋﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﻣﺎ ﻣﺳﺗوى ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻟدى اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ؟
-2ﻣﺎ ﻣﺳﺗوى ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻟدى اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ؟
-3ﻣﺎ ﻣدى اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ﻟدى اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ؟
-4ﻣﺎ ﻣدى اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ﻟدى اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ؟
-5ھل ﺗوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ ) (0.05=αﻓﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات
ﺑﯾن اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ؟
-6ھل ﺗوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ ) (0.05=αﻓﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﺑﯾن
اﻟطﻠﺑﺔ اﻟذﻛور واﻟطﺎﻟﺑﺎت اﻹﻧﺎث ﻣن ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ؟
-7ھل ﯾوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ ) (0.05=αﻓﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات
ﺗﻌزى ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن ﻧوع اﻹﻋﺎﻗﺔ )ﺳﻣﻌﯾﺔ وﺑﺻرﯾﺔ( وﺑﯾن اﻟﺟﻧس ﻓﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات.
-8ھل ﺗوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ ) (0.05=αﻓﻲ اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة
ﺑﯾن اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻻﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ؟
-9ھل ﺗوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ ) (0.05=αﻓﻲ اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة
-10ھل ﯾوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ) (0.05=αﻓﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات
ﺗﻌزى ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن ﻧوع اﻹﻋﺎﻗﺔ )ﺳﻣﻌﯾﺔ وﺑﺻرﯾﺔ( وﺑﯾن اﻟﺟﻧس ﻓﻲ اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة؟
6
أھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ
ﻻ ﺷك ﻓﻲ أن أﺣد ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻻﻧدﻣﺎج اﻟﺷﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗواﻓر ﺳﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻋدﯾدة ﻟدى اﻷﻓراد ،وﻣﻧﮭﺎ ﻣﻔﮭوم اﻟذات اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ،وﻛذﻟك اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة و ﻟﮭذا ﻓﺈن اﻟدراﺳﺔ
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣﺎول دراﺳﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﺑوﺻﻔﮭﺎ ﺟواﻧب ﻣﮭﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد اﻟﻣﻌوﻗﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم
ﺟزء ھﺎم ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
ﻣن ھﻧﺎ ﺗﻧﺑﺛق أھﻣﯾﺔ ھذه اﻟدراﺳﺔ ،ﻣن أھﻣﯾﺔ ﺷرﯾﺣﺔ اﻷﻓراد ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ
واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم ﺟزء ھﺎم ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ ﺿرورة ﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﮭم ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻘﯾﯾم وﺗﺷﺧﯾص ﺑﻌض اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺗﮭم،
ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻻﺣﻘﺎ إﻋداد اﻟﺑراﻣﺞ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ واﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻟﮭم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻋﺎدة ﺗﺄھﯾﻠﮭم ،ﺗﻣﮭﯾدا ﻟدﻣﺟﮭم ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟﻛﻲ ﯾﻘوﻣوا ﺑﺎﻷدوار اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﮭم ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ.
ﻣن ھﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أھﻣﯾﺔ ھذه اﻟدراﺳﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ :
-1ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻗﺎﻋدة ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ھذه اﻟﺷرﯾﺣﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺗﺗﺿﻣن ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺗﮭم .
-2ﯾﻣﻛن أن ﺗﻣﮭد ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ إﻟ ﻰ إﺟ راء دراﺳ ﺎت ﻣﺳ ﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺗﺗﻧ ﺎول ﻣﺗﻐﯾ رات ﻧﻔﺳ ﯾﺔ
أﺧرى ﻟدى ھﺎﺗﯾن اﻟﻔﺋﺗﯾن ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ )اﻟﺑﺻرﯾﺔ واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ( .
وﺗﺗﻣﺛل أھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن :
اﻟﺟﺎﻧ ب اﻟﻧظ ري :و ذﻟ ك ﻣ ن ﺧ ﻼل ﺗزوﯾ د اﻷﻓ راد ذوي اﻹﻋﺎﻗ ﺔ اﻟﺑﺻ رﯾﺔ واﻟﺳ ﻣﻌﯾﺔ ﺑﺷ ﻛل ﺧ ﺎص
ﺑﻘﺎﻋدة ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ﺑﻌض اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣ ُﻣﯾزة ﻟدﯾﮭم.
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﻣﻠﻲ :و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾ ف اﻷﺧﺻ ﺎﺋﯾﯾن ﻓ ﻲ ﻣﺟ ﺎﻻت ﻋﻠ م اﻟ ﻧﻔس واﻹرﺷ ﺎد اﻟﻧﻔﺳ ﻲ،
واﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻛﺎﻓﺔ اﻷطراف ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺣول ﺑﻌ ض اﻟﺧﺻ ﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳ ﯾﺔ
ﻟﻸﻓراد اﻟﻣﻌوﻗﯾن ﺑﺻرﯾﺎ وﺳﻣﻌﯾﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺳ ﻣﺢ ﻟﮭ م ﺑﺈﻋ داد اﻟﺑ راﻣﺞ اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣ ل ﻣﻌﮭ م ﻣﺛ ل
ﺑراﻣﺞ ﺗﺣﺳﯾن ﻣﻔﮭوم اﻟذات ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة .
أھداف اﻟدراﺳﺔ :
ھدﻓت اﻟدراﺳ ﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾ ﺔ إﻟ ﻰ ﺗﺣدﯾ د ﻣﺳ ﺗوى ﻣﻔﮭ وم اﻟ ذات واﻟرﺿ ﺎ ﻋ ن اﻟﺣﯾ ﺎة ﺑ ﯾن اﻟطﻠﺑ ﺔ ذو
اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ و اﻟطﻠﺑﺔ ذو اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ھدﻓت إﻟ ﻰ ﻣﻘﺎرﻧ ﺔ ﻣﻔﮭ وم
اﻟذات واﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾ ﺎة ﺑ ﯾن اﻟطﻠﺑ ﺔ ذو اﻹﻋﺎﻗ ﺔ اﻟﺑﺻ رﯾﺔ واﻟطﻠﺑ ﺔ ذو اﻹﻋﺎﻗ ﺔ اﻟﺳ ﻣﻌﯾﺔ ﻓ ﻲ ﺿ وء
ﻣﺗﻐﯾر اﻟﺟﻧس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ.
7
-1اﻟطﻠﺑ ﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗ ﺔ اﻟﺑﺻ رﯾﺔ وﺗﺗﺿ ﻣن اﻟﻣﻛﻔ وﻓﯾن ﻛﻠﯾ ﺎ وﺟزﺋﯾ ﺎ ،وﯾﻌ رف اﻟﺷ ﺧص
اﻟﻣﻛﻔوف ﻛﻠﯾﺎ:ﻧظرﯾﺎ ً ﺑﺄﻧﮫ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﻧﻌدم ﻟدﯾﮫ اﻟرؤﯾ ﺔ ﻛﻠﯾ ﺎ ً وﯾﺳ ﺗﺧدم ﺣﺎﺳ ﺔ اﻟﻠﻣ س ﻓ ﻲ اﻟﻘ راءة
ﻋن طرﯾق أﺻﺎﺑﻌﮫ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد طرﯾﻘﺔ ﺑرﯾل ،وﻻ ﺗزﯾد ﺣدة اﻟﺑﺻر اﻟﻣرﻛزي ﻋ ن 200/20ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﯾن
اﻟﻔﺿﻠﻰ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ،وﻟدﯾﮫ ﻣﺟﺎل ﺑﺻ ري ﻣﺣ دود ﺟ دا ﺑﺣﯾ ث ﻻ ﯾزﯾ د ﺑﺻ ره اﻟﻣﺣﯾط ﻲ ﻋ ن
) 20درﺟﺔ( )اﻟﺣدﯾدي ،(2002،أﻣﺎ إﺟراﺋﯾﺎ وﻟﻐﺎﯾﺎت ھ ذه اﻟدراﺳ ﺔ ﻓﯾﻌ رف اﻟﻣﻛﻔ وف ﻛﻠﯾ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ
) 200/20او 60/6ﺑﺎﻟﻣﺗر( ) اﻟﺣدﯾدي ،(2002،أﻣﺎ إﺟراﺋﯾﺎ ﻓﯾﻌرف اﻟﻣﻛﻔوف ﺟزﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ اﻟﻔرد
اﻟذي ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر طﺑﻲ ﯾﻔﯾد ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻛف ﺑﺻر ﺟزﺋﻲ .
-2اﻟطﻠﺑﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ :ﺗﺻﻧف ﻣﻌظم اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻟﻔﻘدان اﻟﺳﻣﻌﻲ إﻟﻰ ﺻم
) impairmentﻣﻔﮭوم ﻋﺎم ﯾﺻف اﻟﻔﻘدان اﻟﺳﻣﻌﻲ ﻣن اﻟﺑﺳﯾط إﻟﻰ اﻟﺷدﯾد ﺟدا ﻟﯾﺷﺗﻣل ﺑذﻟك
اﻟﺳﻣﻌﻲ ﻋﻧد اﻟﻔرد ﻣﻣﺎ ﯾﺣد ﻣن ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑوظﺎﺋﻔﮫ أو ﯾﻘﻠل ﻣن ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﺎع اﻷﺻوات ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌل اﻟﻛﻼم اﻟﻣﻧطوق ﻏﯾر ﻣﻔﮭوم ﻟدﯾﮫ .
وﯾﻌرف )ﻓرح (2011،اﻷﺻم ﺑﺄﻧﮫ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺑﻠﻎ درﺟﺔ ﺳﻣﻌﯾﺔ ) (70دﯾﺳﯾﺑل أو أﻛﺛر
ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺳﻣﺎع اﻟﺣدﯾث ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي ﺣﺗﻰ ﻟو اﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻌﯾﻧﺎت اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌرف
ﺿﻌﯾف اﻟﺳﻣﻊ ﺑﺄﻧﮫ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻓﻘد ﺟزءا ﻣن ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﻊ ﺑﻌد أن ﺗﻛوﻧت ﻋﻧده ﻣﮭﺎرة
اﻟﻛﻼم واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻓﮭم اﻟﻠﻐﺔ ،وﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻼم وﻗد ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﺳﺎﺋل ﺳﻣﻌﯾﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ .أﻣﺎ إﺟراﺋﯾﺎ ﻓﮭو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗم ﺗﺷﺧﯾﺻﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن ﺑﺄﻧﮫ ﻣن ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ.
8
وﻓﻲ ھذه اﻟدراﺳﺔ ﺗم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻠﺟﺎن اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻔﺎت اﻟطﻠﺑﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣﻘق وﺗﺣدﯾد درﺟﺔ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻟﻠطﻠﺑﺔ ﻟذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ
واﻟﺳﻣﻌﯾﺔ .
-3ﻣﻔﮭوم اﻟذات :
ﻟﻠﺧﺻ ﺎﺋص اﻟﺗ ﻲ ﯾﻌزوھ ﺎ اﻟﻔ رد ﻟﻧﻔﺳ ﮫ،واﻟﻘﯾم اﻹﯾﺟﺎﺑﯾ ﺔ واﻟﺳ ﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺗﻌﻠ ق ﺑﮭ ذه اﻟﺧﺻ ﺎﺋص
)اﻟﺷ ﺎﻓﻌﻲ (2013،وإﺟراﺋﯾ ﺎ ﯾﺗﻣﺛ ل ﻣﻔﮭ وم اﻟ ذات ﺑﺎﻟﻌﻼﻣ ﺔ اﻟﻛﻠﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﺣﺻ ل ﻋﻠﯾﮭ ﺎ اﻟﻔ رد ﻓ ﻲ
-4اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة
اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ھو ﺗﻘﯾﯾم ذاﺗﻲ ﯾﺣدث ﺿﻣن اﻟﺧﺑرة اﻟﺗ ﻲ ﯾﻣ ر ﺑﮭ ﺎ اﻟﻔ رد وﯾﻣﻛ ن ﻗﯾﺎﺳ ﮭﺎ ﺑﺷ ﻛل
ﻣوﺿوﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳ ﻠوك اﻟﻠﻔظ ﻲ وﻏﯾ ر اﻟﻠﻔظ ﻲ واﻷﻓﻌ ﺎل واﻟ ذاﻛرة واﻻﻧﺗﺑ ﺎه & (Diener
) ، Ryan, 2009وﯾﺗﻣﺛل اﺟراﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭ ﺎ اﻟﻣﻔﺣ وص ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺗﺑﺎﻧﺔ اﻟرﺿ ﺎ
ﻋن اﻟﺣﯾﺎة.
ﻣﺣددات اﻟدراﺳﺔ
ﺗﻘﺗﺻر ﻧﺗﺎﺋﺞ ھذه اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﻠﺑﺔ اﻟﻣﻛﻔ وﻓﯾن واﻟﺻ م ﻓ ﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ اﻷردﻧﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎم اﻟدراﺳ ﻲ
،2014/2013ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻋدد أﻓراد ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ 82 ) 135ﻣﻛﻔوﻓﯾن 53 ،ﺻم( ،ﺷﺎرك ﻣﻧﮭم
105طﺎﻟﺑ ﺎ وطﺎﻟﺑ ﺔ ) 59اﻋﺎﻗ ﺔ ﺑﺻ رﯾﺔ 46 ،إﻋﺎﻗ ﺔ ﺳ ﻣﻌﯾﺔ( ﻓ ﻲ اﻟدراﺳ ﺔ .أي ﻣ ﺎ ﻧﺳ ﺑﺗﮫ )(%78
ﺗﻘرﯾﺑ ﺎ ﻣ ن ﻣﺟﺗﻣ ﻊ اﻟدراﺳ ﺔ .ﻛﻣ ﺎ وﺗﺗﺣ دد ھ ذه اﻟدراﺳ ﺔ ﺑ ﺄداﺗﻲ اﻟدراﺳ ﺔ وھﻣ ﺎ ﻣﻘﯾ ﺎس ﺗﻧﺳ ﻲ ﻟﻣﻔﮭ وم
اﻟذات وﻣﻘﯾﺎس اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة.
9
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹطﺎر اﻟﻧظري واﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻣﻔﮭــوم اﻟــذات
ﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟذات ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣﻌﻧﯾﺎن ﻣﺗﻣﺎﯾزان :ﻓﮭﻲ ﺗﻌرف ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﺈﺗﺟﺎھﺎت
اﻟﺷﺧص وﻣﺷﺎﻋره ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ،وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺣﻛم اﻟﺳﻠوك واﻟﺗواﻓق ،وﯾﻣﻛن أن ﻧطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷول اﻟذات ﻛﻣوﺿوع )(self as object
ﺣﯾث أﻧﮫ ﯾﻌﯾن اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺷﺧص وﻣﺷﺎﻋره وﻣدرﻛﺎﺗﮫ وﺗﻘﯾﯾﻣﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻛﻣوﺿوع ،وﺑﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ
ﺗﻛون اﻟذات ﻓﻛرة اﻟﺷﺧص ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ،وﯾﻣﻛن أن ﻧطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذات ﻛﻌﻣﻠﯾﺔ (self as
) processﻓﺎﻟذات ھﻲ ﻓﺎﻋل ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻧﺷﯾطﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻛﺎﻟﺗﻔﻛر واﻟﺗذﻛر
واﻹدراك )دوﯾدار.(1999،
وﺗﻣﺛل اﻟذات ﻣﻔﺗﺎح اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻣدﺧل اﻟرﺋﯾس ﻟﺧﺻﺎﺋﺻﮭﺎ وﻣﻘوﻣﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب
ﺗﻔﺎﻋﻠﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻌﮭﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﺟزءا ﻣن اﻟﻣﺟﺎل اﻟظﺎھري
اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﮫ اﻟﻔرد ) (Phenomenal Fieldوﯾﻌﻲ ﺑﮫ ذاﺗﮫ ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ ﻣن
ﻗدرات ﻋﻘﻠﯾﺔ ودواﻓﻊ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺣﻛم ﺳﻠوﻛﮫ وﺗوﺟﮭﮫ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﻓﻼ ﺗﻔﮭم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛﻛل،
وﻛذﻟك ﺳﻠوك اﻟﺷﺧص اﻟظﺎھري ﺳوﯾﺎ ﻛﺎن أم ﻣﻧﺣرﻓﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺿوء ھذه اﻟﺻورة اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﮭﺎ
وﻓﻛرة اﻹﻧﺳﺎن ﻋن ذاﺗﮫ أو اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدرك ﺑﮭﺎ ذاﺗﮫ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻧوع ﺷﺧﺻﯾﺗﮫ وھﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺻرﻓﮫ إزاء اﻟﻣواﻗف واﻷﻓراد واﻷﺣداث اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺗﺗوﻗف ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺷﺧص ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾدرك ﺑﮭﺎ ﻧﻔﺳﮫ ،ﻓﻔﻛرة اﻟﺷﺧص ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﺗدﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ اﻟﻧواة
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺷﺧﺻﯾﺗﮫ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛوﻧﮭﺎ ﻋﺎﻣﻼ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻛﯾﻔﮫ اﻟﺷﺧﺻﻲ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﺎﻟذات ﺗﺗﻛون ﻣن ﺧﺑرات إدراﻛﯾﺔ واﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗرﻛز ﺣول اﻟﻔرد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣﺻدر
اﻟﺧﺑرة واﻟﺳﻠوك واﻟوظﺎﺋف ،أي أﻧﮭﺎ ﺗﻣﺛل ﻣﺟﻣوع إدراﻛﺎت اﻟﻔرد ﻟﻧﻔﺳﮫ وﺗﻘﯾﯾﻣﮫ ﻟﮭﺎ ﻓﺎﻟذات
ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ھﻲ ﻓﻛرة اﻟﺷﺧص ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ،أي ﻧظرة اﻟﺷﺧص إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣﺻدر اﻟﻔﻌل )ﻣطر
وﺗؤﻛد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﺗﺷﻛل ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻟدى اﻷﻓراد ﻣﻧذ اﻟطﻔوﻟﺔ وﻋﺑر ﻣراﺣل اﻟﻧﻣو
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﯾث ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻔرد وﺑﺻورة ﺗدرﯾﺟﯾﺔ ﻓﻛرﺗﮫ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ وﯾﻛون ذﻟك ﺑﻔﻌل ﻋواﻣل اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﺛواب واﻟﻌﻘﺎب واﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟواﻟدﯾﺔ واﻟﻣواﻗف
واﻟﺧﺑرات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﮭﺎ اﻟﻔرد )ﺟرادات.(2013،
وﯾﻌد ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻣن أھم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ و ھو ﻣﻛون ﻧﻔﺳﻲ ھﺎم ﻓﻲ ﻓﮭم أﻧﻣﺎط ﺳﻠوﻛﯾﺔ
ﻋدﯾدة ﻟدى اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ وﻏﯾر اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ )داود وﺣﻣدي .(1999،وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى
ﻓﺈن ﺗدﻧﻲ ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻟدى اﻟﻔرد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻘﻠق واﻟوﺣدة واﻻﻛﺗﺋﺎب وﺻﻌوﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻋل
وﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﻓﺈن ﻣﻔﮭوم اﻟذات اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺳواء واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻣﻔﮭوم اﻟذات
اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻓﯾﻌﻧﻲ أن ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧطر واﻟﺗﮭدﯾد واﻟﻘﻠق ﺗزداد ﻟدى اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﻣﻔﺎھﯾم
-1اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﻣؤﺛرات واﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﮭﺎ اﻟﻔرد
ﺑﺎﻟوﺳط اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﮫ ،وﻣن أھم اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ أﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﻔﮭوم اﻟذات :
-3اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﺳرة :ﯾؤﺛر اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﺳرة ﻋﻠﻰ ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻟدى
ﺣﯾث أﺷﺎرت إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ إرﺗﺑﺎطﯾﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﯾن ﻣﻔﮭوم اﻟذات وﺑﯾن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻷﺳرة اﻟﻔرد.
-1اﻟذات اﻟواﻗﻌﯾﺔ :ھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن إدراك اﻟﻔرد ﻟﻘدراﺗﮫ و ﻣﻛﺎﻧﺗﮫ و أدواره ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ
،أي أﻧﮭﺎ ﻣﻔﮭوم اﻟﻔرد ﻟﻧوع اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻘد ﺗﻛون ﻟدﯾﮫ ﺻورة ﻋن ذاﺗﮫ
ﻛﺷﺧص ﻟﮫ ﻛﯾﺎن ،ذو ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠم و ذو ﻗدرة ﺟﺳﻣﯾﺔ ،أي أﻧﮫ ﺷﺧص ﻛﻔﺊ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺟﺎح ،وﺑﺧﻼف ذﻟك ﻗد ﺗﻛون ﻟدﯾﮫ ﺻورة ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋن ﻋﺟزه وﻓﺷﻠﮫ أو أﻧﮫ ﻗﻠﯾل اﻷھﻣﯾﺔ،
ﺿﻌﯾف اﻟﻘدرات ،وﺑﺄن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح أﻣﺎﻣﮫ ﺿﺋﯾﻠﺔ ) ﻣطر و ﻣﺣﻣود .(2011
-2اﻟذات اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ :ھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﻧﻰ أن ﯾﻛون ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔرد وھﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻘﯾم واﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﺗﻛوﯾﻧﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﺟﻣﻌﮭﺎ اﻟﻔرد وﯾﺟﻌل ﻣﻧﮭﺎ ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻣﺗﻧﺎﺳﻘﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون
-3اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﯾدرك اﻟﻔرد اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ أﻧﮭم ﯾﻔﻛرون ﻓﯾﮫ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻓﻲ ﻣﻌظم
اﻷﺣﯾﺎن ﻓﺈن اﻟﻔرد ﯾﺣﺎول أن ﯾﻌﯾش إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ھذه اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﻣن ﺟﺎﻧب اﻵﺧرﯾن
)اﻟﺷﻧﺎوي(1996،
-4اﻟذات اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ :ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﻔرد ﻧﺣو ﻧﻔﺳﮫ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﻗﯾﻣﮫ
-5اﻟذات اﻟﻣؤﻗﺗﺔ :وھﻲ ﻣﻔﮭوم أﻧﻲ ﻣﺗﻐﯾر ﯾﺗﻛون ﺑﺳﺑب ﻣوﻗف ﻣﺣدد ،ﯾﻣﺗﻠﻛﮫ اﻟﻔرد ﻟﻔﺗرة
وﺟﯾزة وﯾﺗﻼﺷﻰ ﺑﻌدھﺎ وﻗد ﯾﻛون ﻣرﻏوﺑﺎ ﻓﯾﮫ أو ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﮫ ﺣﺳب اﻟﻣواﻗف و
ھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﻔﮭوم اﻟذات ﻛﺄﺣد اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧﻔﺳﻲ
ﻟﻠﻔرد ،ﻏﯾر أن ﻛﺎرل روﺟرز ھو ﻣن ﻗدم ﻧظرﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻔﮭوم اﻟذات ھو اﻟﻣﻛون
اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﮫ أﺑﻌﺎد و ﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺔ و ﻏﯾر اﻟﺳوﯾﺔ ،وﺗﻘوم ﻧظرﯾﺔ
روﺟرز ﻋﻠﻰ اﻟﻧظرة ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗرض وﺟود ﻗوة داﻓﻌﺔ ﻟدى اﻹﻧﺳﺎن وھﻲ اﻟﻧزﻋﺔ
وأﻛد روﺟرز ﻋﻠﻰ أن اﻟذات ھﻲ اﻟﻣﺣور اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وأن ﻟﮭﺎ أھﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد ﺳﻠوك اﻟﻔرد ودرﺟﺔ ﺗﻛﯾﻔﮫ .وﺗﻌد اﻟذات ـ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظره ـ ﻧﺗﺎﺟﺎ ﻟﻠﺗﻔﺎﻋﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ