Professional Documents
Culture Documents
من هم الذين أنعم اللــه عليهم ومن هم
من هم الذين أنعم اللــه عليهم ومن هم
َّال َ
ين " علَ ِ
يه ْم َوالَ الض ِ ب َ
ير ال َمغضُو ِ
غ ِيه ْم َ ِين أَنعَمتَ َ
ع َل ِ صرا َط الَّذ َ "
إن عامة المسلمين ي عتقدون أن تفسير هذه اآلية الكريمة من سورة الفاتحة هو المكتوب فى كتب التفاسير وما
ينشره الدعاة على المنابر فى كل مناسبة .وإذا سألت أى مسلم من عامة الشعب ما هو معنى المغضوب عليهم
يقول اليهود وإذا سالته من هم الضالين يقول بكل ثقة انهم النصارى .وبنفس المنطق إذا ذكرت كلمة مشرك أو
كافر أو منافق إلى آخر هذه الصفات التى ورد الكثير منها فى القرءآن الكريم يقولون هذا ال ينطبق علينا المسلمين
السالم . عليه – محمد أمة غير من شخص أى على ينطبق بل
من أين جاء هذا التعليل والتفسير؟ من أين جائت هذه الفكرة أن المغضوب عليهم هم اليهود بنوع الخصوص و
الضالين هم النصارى ومعظم التفاسير تحصر المغضوب عليهم على اليهود والضالين هم النصارى على وجه
الخصوص وهذا الحصر والقصر بهذه الصورة هى تخالف ما جاء فى القرءآن الكريم .
منذ سنين طويلة كان يقلقنى ما أقرأ فى كتب التفسير عن هذه اآلية الكريمة والتى سببت بعض الفضول للوقوف
على حقيقة هذا األمر فقمت بإجراء تدبر ودراسة هذه األية واضعا القرءآن هو المصدر الوحيد – والذى هو
دائما المصدر الوحيد فى دراساتى القرآنية – للوصول إلى أقرب ما يمكن للحقيقة وقد قررت أن اشارككم فى ما
توصلت إليه .
فدعنا نتجول مع بعض المفسرين الذين قاموا بتفسير هذه اآلية الكريمة واألدلة التى بُنى عليها هذا التأويل :
تفسير ابن كثير
علَي ِْه ْم َوا ْلفَ ْرق َبيْنِين أ َ ْن َع ْمت َ
علَى الَّذ َ طوف َ علَى َما قُ ْلنَا ُه ِم ْن أَنَّهُ ِإنَّ َما ِجي َء ِلتَأ ْ ِكي ِد النَّ ْفي ِلئ ََّال ُيت َ َو َّهم أَنَّهُ َم ْع ُفَ َيدُل َ
َق َوا ْلعَ َمل بِ ِه َوا ْليَ ُهود فَقَدُوا علَى ا ْل ِع ْلم ِبا ْلح ِ
شت َ ِملَة َاإلي َمان ُم ْ احد ِم ْن ُه َما فَ ِإنَّ َط ِريقَة أ َ ْهل ْ ِ ال َّط ِريقَتَي ِْن ِليُجْ ت َ َنب كُل َو ِ
ضب ستَحَقَّ ا ْل َغ َ َارى ِألَنَّ َم ْن َ
ع ِل َم َوت َ َركَ اِ ْ ضب ِل ْليَ ُهو ِد َوالض ََّالل ِلل َّنص َ َان ا ْل َغ ََارى فَقَدُوا ا ْل ِع ْلم َو ِل َهذَا ك َ ا ْلعَ َمل َوالنَّص َ
ُون إِلَى َط ِريقَة ِألَنَّ ُه ْم لَ ْم يَأْتُوا ْاأل َ ْمر ِم ْن بَابه ش ْيئ ًا لَ ِكنَّ ُه ْم َال يَ ْهتَد َ اصد َ
ِين َ َارى لَ َّما كَانُوا قَ ِ ف َم ْن لَ ْميَ ْعلَم َوال َّنص َ بِ ِخ َال ِ
ضب َك َما ع َل ْي ِه َل ِك ْن أ َ َخص أ َ ْوصَاف ا ْليَ ُهود ا ْلغَ َ ضال َم ْغضُوب َ ص ِاري َ ض ُّلوا َ ,وكُل ِم ْن ا ْليَ ُهود َوال َّن َّ َو ُه َو اِتِ َباع ا ْلحَق َ
ع ْن ُه ْم " قَ ْد َ
ضلُّوا علَ ْي ِه " َوأ َ َخص أ َ ْوصَاف النَّص َ
َارى الض ََّالل َك َما قَا َل تَعَالَى َ ب َ َّللا َو َ
غ ِض َ قَا َل تَعَالَى َ
ع ْن ُه ْم " َم ْن لَعَنَهُ َّ
سبِيل " َوبِ َهذَا جَا َءتْ ْاألَحَادِيث َو ْاآلثَار. ضلُّوا ع َْن َ
س َواء ال َّ يرا َو َ ضلُّوا َك ِث ًِم ْن قَبْل َوأَ َ
نفهم من تفسير ابن كثير اآلتى :يقول ان طريقة أهل اإليمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به ،ولكن اليهود
فقدوا العمل ...فما هو ا لحق الذى يتكلم عنه ابن كثير ،فالمعروف ان الحق هو رساالت اللــه التى جائت لهداية
البشر أو بمعنى آخر هو رسالة موسى عليه السالم -التوراة – فماذا حدث منهم ،قالوا ان العامة من شعبهم ال
يستطيعون فهم المراد منها وعلى ذلك فقام رجال الدين لديهم بكتابة كتاب آخر مبسط حتى يمكن للعامة من
الشعب أن يفهموه فأصدروا كتاب التلمود ،فبهذا إبتعدوا عن الحق ولم يعملوا به .فما بال عامة المسلمين اليوم،
هل هم يؤمنون بالحق الذى جاء من رب السماوات واألرض ،أقول نعم ،ولكن نرى أن رجال الدين فى األمة
المسلمة واألجهزة الدينية التى طالما توجههم فى دعوتهم التى ينشرونها ويعلمونها لشعوبهم لم يبتعدوا كثيرا
عما فعله اليهود مع رسالتهم السماوية .فمنذ قديم الزمن وحتى اليوم نجد أن كتاب اللــه المنزل على رسوله
عليه السالم ،ال يُتبع برغم اإليمان به وبديال له اخذوا فى وضع كتب أخرى لعامة المسلمين لكى يتبعوها وهى
– على حسب زعمهم – انها أسهل فى الفهم وتفسر ما جاء فى كتاب اللــه الكريم واللـه يقول :
يرا "الفرقان( ،)33فجاؤوا بمئات الكتب والتى إخترعوا لها
س ًس َن ت َ ْف ِ " َو َال يَأْتُونَكَ بِ َمث َ ٍل إِ َّال ِجئْ َناكَ بِا ْلح ِ
َق َوأَحْ َ
أسماء ما أنزل اللــه بها من سلطان فكان كتب األحاديث النبوية واألحاديث القدسية وما سموه السنة النبوية
الشريفة .فإذا كان تفسير ابن كثير مبنى على هذه النقطة بالنسبة لليهود فما هو تفسيره لما حدث من أمة محمد.
فاليهود عندهم التلمود والمسلمين عندهم كتاب البخارى ومسلم وغيرهما من كتب الحديث .فإذا طبقنا طريقة
تفسير ابن كثير فيجب ان نقول ان المسلمين منذ صدور هذه الكتب بين أيدى الناس ،ال بد ان ينطيق عليهم ما
قرره ابن كثير لليهود فعلى ذلك هل يمكن ان نقول ان أغلب المسلمين اليوم ,قد حل بهم غضب اللــه ألنهم علموا
الحق ولم يتبعوه.
ولنقرأ ما يقوله رب العباد رب اليهود ورب المسلمين ،رب كل شئ ...
ب لَك َ
َان اّلل ِ َو َل ْو آ َم َن أ َ ْه ُل ا ْل ِكتَا ِ ون بِ َّ ِ وف َوتَ ْنه َْو َن ع َِن ا ْل ُم ْنك َِر َوت ُ ْؤ ِمنُ َ
ون ِبا ْل َم ْع ُر ِ اس تَأ ْ ُم ُر َ ُك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍة أ ُ ْخ ِر َجتْ ِللنَّ ِ
ون ( )110لَ ْن َيض ُُّرو ُك ْم إِ َّال أَذًى ۖ َو ِإ ْن يُقَاتِلُو ُك ْم يُ َولُّو ُك ُم ْاأل َ ْد َب َ
ار ث ُ َّم َال سق ُ َ ون َوأَ ْكث َ ُر ُه ُم ا ْلفَا ِ َخي ًْرا لَ ُه ْم ۚ ِم ْن ُه ُم ا ْل ُم ْؤ ِمنُ َ
ون ()111آل عمران يُ ْنص َُر َ
اس َو َبا ُءوا َّللا َو َح ْب ٍل ِم َن ال َّن ِ الذلَّةُ أَي َْن َما ث ُ ِقفُوا إِ َّال بِ َح ْب ٍل ِم َن َّ ِ ع َلي ِْه ُم ِ
نعم إن اللــه سبحانه وتعالى قال " ض ُِربَتْ َ
َٰ س َكنَةُ ۚ َٰ َذ ِلكَ ِبأَنَّ ُه ْم كَانُوا َي ْكفُ ُر َ
َق ۚ َذ ِلكَ بِ َما ون ْاأل َ ْنبِيَا َء بِغَي ِْر ح ٍ َّللا َو َي ْقت ُلُ َ
ت َّ ِ ون ِبآ َيا ِ ع َلي ِْه ُم ا ْل َم ْ
َّللا َوض ُِر َبتْ َ ب ِم َن َّ ِ ض ٍبِغَ َ
ُون ()112آل عمران عص َْوا َوكَانُوا يَ ْعتَد َ َ
فال يصح ان نقف عند هذه اآلية ونصدر حكما شامال فاألولى ان نقرأ اآليات التى تلتها فيقول رب العزة
اّلل َوا ْليَ ْو ِم ُون )(113يُ ْؤ ِمنُ َ
ون ِب َّ ِ س ُجد َ َّللا آنَا َء اللَّ ْي ِل َو ُه ْم يَ ْ
ت َّ ِ ب أ ُ َّمةٌ َقائِ َمةٌ َيتْلُ َ
ون آيَا ِ س َوا ًء ِ ِم ْن أ َ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ
سوا َ "لَ ْي ُ
ين (َ )114و َما َي ْف َعلُوا ت َوأُو َٰلَ ِئكَ ِم َن ال َّ
صا ِل ِح َ ُون ِفي ا ْل َخي َْرا ِس ِارع َوف َو َي ْنه َْو َن ع َِن ا ْل ُم ْنك َِر َويُ َ ْاآل ِخ ِر َو َيأ ْ ُم ُر َ
ون ِبا ْل َم ْع ُر ِ
ين ()115آل عمران ع ِلي ٌم ِبا ْل ُمت َّ ِق َ ِم ْن َخي ٍْر فَ َل ْن يُ ْكفَ ُرو ُه َو َّ
َّللاُ َ
أنظر إلى التشابه فى األلفاظ بين:
اّللِ" (المسلمين ) ون بِ َّ وف َوت َ ْنه َْو َن ع َِن ا ْل ُم ْنك َِر َوت ُ ْؤ ِمنُ َ ون ِبا ْل َم ْع ُر ِ اآلية رقم " 110 #تَأ ْ ُم ُر َ
وف َويَ ْنه َْو َن ع َِن ا ْل ُم ْنك َِر(أهل الكتاب ) اّلل َوا ْليَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر َو َيأ ْ ُم ُر َ
ون ِبا ْل َم ْع ُر ِ ون ِب َّ ِ واآليةرقم " 114 #يُ ْؤ ِمنُ َ
ش ْيئ ًا لَ ِكنَّ ُه ْم َال يَ ْهتَد َ
ُون اصد َ
ِين َ َارى لَ َّما كَانُوا قَ ِ
هذا بالنسبة لليهود فماذا عن النصارى ،يقول ابن كثيرَ " ،والنَّص َ
ضلُّوا "... َ ا ْلحَق اِتِ َباع َو ُه َو بَابه ِم ْن ْاأل َ ْمر يَأْتُوا َل ْم َط ِريقَة ِألَنَّ ُه ْم إِلَى
يقول ابن كث ير ما معناه ان النصارى ضلوا ألنهم لم يأتوا األمر من بابه وهو اتباع الحق فضلوا ،والسؤال هنا
يطرح نفسه فنقول هل اغلبية المسلمين فى األرض أتوا األمر من بابه أو بمعنى هل اغلبية المسلمون يتبعون
َق ِم ْن َربِ ُك ْم َف ِ
آمنُوا سو ُل بِا ْلح ِ
الر ُ الحق ...وما هو الحق الذى نتكلم عنه ،يقول رب العزة " َيا أَيُّهَا النَّ ُ
اس قَ ْد جَا َء ُك ُم َّ
ع ِلي ًما َح ِكي ًما " النساء () 170 َّللاُ ََان َّ ض ۚ َوك َ ت َو ْاأل َ ْر ِ
اوا ِ
س َم َ َخي ًْرا لَ ُك ْم ۚ َو ِإ ْن ت َ ْكفُ ُروا فَ ِإنَّ ِ َّ ِ
ّلل َما فِي ال َّ
أما بالنسبة للجاللين فقد نهج تفسير ابن كثير وقد اضاف اليه هذه العبارة فى تفسيره " أَنَّ ا ْل ُم ْهتَد َ
ِين لَ ْي ُ
سوا يَ ُهو َد
َارى" .قد حكم فى تفسيره على ان اليهود والنصارى باإلجماع انهم غير مهتدين ،ولنقرأ فى كتاب اللــه َو َال َنص َ
من سورة المائدة
ِين َقالُوا ِإنَّا ِين أَش َْركُوا ۖ َو َلت َ ِجدَنَّ أ َ ْق َربَ ُه ْم َم َو َّدةً ِللَّذ َ
ِين آ َمنُوا ا َّلذ َ ِين آ َمنُوا ا ْليَ ُهو َد َوالَّذ َ َاوةً ِل َّلذ َ
عد َاس َ "لَت َ ِجدَنَّ أ َ َ
ش َّد ال َّن ِ
سو ِل ت َ َر َٰى أ َ ْعيُنَ ُه ْم َٰ
س ِمعُوا َما أ ُ ْن ِز َل ِإ َلى َّ
الر ُ ون (َ ) 82و ِإذَا َ ين َو ُر ْهبَا ًنا َوأَنَّ ُه ْم َال يَ ْ
ست َ ْك ِب ُر َ س َ سي ِ َار َٰى ۚ َذ ِلكَ ِبأَنَّ ِم ْن ُه ْم قِ ِ
نَص َ
ِين () 83واقول هنا فى نقطة الهداية، ون َربَّ َنا آ َم َّنا َفا ْكت ُ ْب َنا َم َع الشَّا ِهد ََق ۖ يَقُولُ َ يض ِم َن الد َّْم ِع ِم َّما ع ََرفُوا ِم َن ا ْلح ِ ت َ ِف ُ
انها ليس فى مقدورنا ان نحكم على من هم المهتدون بغير األخذ بكتاب اللــه فيقول سبحانه لحسم هذا األمر فى
ِين "() 117 س ِبي ِل ِه ۖ َو ُه َو أ َ ْع َل ُم ِبا ْل ُم ْهتَد َ
سورة األنعام " ِإنَّ َر َّبكَ ُه َو أ َ ْع َل ُم َم ْن َي ِض ُّل ع َْن َ
التالية : اآليات فى فنجدها واللعنة الضالل أسباب فى تدبرنا وإذا
اطينِ ِه ْم قَالُواْ إِ َّنا َمعَ ْك ْم إِنَّ َما نَحْ نُ ُم ْ
ستَه ِْزئ َ
ُون شيَ ِِين آ َمنُواْ قَالُواْ آ َم َّنا َوإِ َذا َخلَ ْواْ إِلَى َ 1-المنافقين " َوإِذَا لَقُواْ ا َّلذ َ
ضالَلَةَ بِا ْل ُهدَى فَ َما َربِحَتشت َ ُر ُواْ ال َّ ون { }15أ ُ ْولَـئِكَ الَّذ َ
ِين ا ْ ئ بِ ِه ْم َويَ ُم ُّد ُه ْم فِي ُ
ط ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َم ُه َ ستَه ِْز ُ
{َّ }14للاُ يَ ْ
ِين { }16البقرة َارت ُ ُه ْم َو َما كَانُواْ ُم ْهتَد َ
تِج َ
ون بِ ِه ث َ َمنًا قَ ِليالً أُولَـئِكَ َما يَأ ْ ُكلُ َ
ون فِي شت َ ُر َ
ب َويَ ْ ون َما أ َ َ
نز َل َّللاُ ِم َن ا ْل ِكتَا ِ 2-يكتمون ما أنزل اللــه " ِإنَّ الَّذ َ
ِين يَ ْكت ُ ُم َ
ضالَلَةَشت َ َر ُواْ ال َّ اب أ َ ِلي ٌم { }174أُو َلـ ِئكَ الَّذ َ
ِين ا ْ عذَ ٌ ار َوالَ يُك َِل ُم ُه ُم َّللاُ يَ ْو َم ا ْل ِقيَا َم ِة َوالَ يُ َز ِك ِ
يه ْم َولَ ُه ْم َ طونِ ِه ْم ِإالَّ ال َّن َبُ ُ
علَى ال َّن ِار { }175البقرة صبَ َر ُه ْم َاب ِبا ْل َم ْغ ِف َر ِة فَ َما أَ ِْبا ْل ُهدَى َوا ْل َعذَ َ
ضالَالً ض َّل َاّلل َف َق ْد َ َّللا الَ يَ ْغ ِف ُر أَن يُش َْركَ ِب ِه َويَ ْغ ِف ُر َما د َ
ُون َذ ِلكَ ِل َمن يَشَاء َو َمن يُش ِْر ْك ِب ِ 3-الشرك باللــه " ِإنَّ َ
َب ِعيدًا }{116النساء
الالً َب ِعيدًا }{167النساء ض َ ض ُّلواْ َ َّللا َق ْد َس ِبي ِل ِ صدُّو ْا عَن َ ِين َك َف ُرواْ َو َ 4-الذين كفروا وصدوا " ِإنَّ ا َّلذ َ
ي أَ َ
نز َل ِمن سو ِل ِه َوا ْل ِكتَا ِ
ب الَّ ِذ َ علَى َر ُ سو ِل ِه َوا ْل ِكتَا ِ
ب الَّذِي نَ َّز َل َ آمنُواْ بِ ِ
اّلل َو َر ُ ِين آ َمنُواْ ِ 5-الكفر البين " َيا أَيُّهَا الَّذ َ
ضالَالً بَ ِعيدًا }{136النساء َ ض َّلَ اآلخ ِر فَقَ ْد
ِ س ِل ِه َوا ْل َي ْو ِم قَ ْب ُل َو َمن يَ ْكفُ ْر بِ ِ
اّلل َو َمالَئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُ
اس بِغَي ِْر ِع ْل ٍم إِنَّ َ
َّللا الَ يَ ْهدِي علَى ِ
َّللا َك ِذبًا ِليُ ِض َّل ال َّن َ 6-اإلفتراء على اللــه كذبا " .....فَ َم ْن أ َ ْظلَ ُم ِم َّم ِن ْافت َ َرى َ
ين { }144األنعاما ْلقَ ْو َم ال َّظا ِل ِم َ
ين أ َ ْو ِليَاء ِمن د ِ
ُون اط َ ضالَلَةُ ِإنَّ ُه ُم ات َّ َخذُوا ال َّ
شيَ ِ 7-إتخاذ أولياء من دون اللــه "فَ ِريقًا َهدَى َوفَ ِريقًا حَقَّ َ
علَي ِْه ُم ال َّ
ُون { }30األعراف ون أَنَّ ُهم ُّم ْهتَد َ
سبُ َ
الل ِه َويَحْ َ
َّللا َما َال َيض ُُّر ُه َو َما َال َينفَعُهُ َذ ِلكَ ُه َو الض ََّال ُل ا ْلبَ ِعي ُد }{12الحج ُون َّ ِ8-الدعاء لغير اللــه "يَ ْدعُو ِمن د ِ
َّللا ال َّظا ِل ِم َ
ين َويَ ْفعَ ُل َّللاُ َما ت فِي ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْن َيا َو ِفي ِ
اآلخ َر ِة َويُ ِض ُّل ُ ِين آ َمنُواْ بِا ْلقَ ْو ِل الثَّابِ ِ 9-الظالمين "يُث َ ِبتُ ُ
َّللا الَّذ َ
يَشَاء { }27إبراهيم
َّللاُ َو َما لَ ُهم ِمن نَّ ِ
اص ِر َ
ين {}29 ِين َظلَ ُموا أ َ ْه َواء ُهم ِب َغي ِْر ِع ْل ٍم فَ َمن يَ ْهدِي َم ْن أَ َ
ض َّل َّ 10-إتباع الهوى " بَ ِل اتَّبَ َع ا َّلذ َ
الروم
سولُهُ أ َ ْم ًرا أَن َيك َ
ُون َّللاُ َو َر ُ
ضى َّ َان ِل ُم ْؤ ِم ٍن َو َال ُم ْؤ ِمنَ ٍة ِإ َذا َق َ
11-مخالفة أمر اللــه وعدم إطاعة الرسول " َو َما ك َ
ض َال ًال ُّم ِبي ًنا }{36األحزاب َ َ
ض َّل سولَهُ فَقَ ْد
َّللا َو َر َُّ َ صلَ ُه ُم ا ْل ِخ َي َرةُ ِم ْن أ َ ْم ِر ِه ْم َو َمن َي ْع ِ
َّللا َك ِذ ًبا أَم بِ ِه ِج َّنةٌ بَ ِل الَّذِي َن َال يُ ْؤ ِمنُ َ
ون بِ ْاآل ِخ َر ِة فِي ا ْلعَذَا ِ
ب َوالض ََّال ِل 12-عدم اإليمان باآلخرة "أ َ ْفت َ َرى َ
علَى َّ ِ
ا ْلبَ ِعي ِد }{8سبأ
ور ِمن َّربِ ِه فَ َو ْي ٌل ِل ْلقَا ِ
سيَ ِة قُلُوبُ ُهم ِمن ِذك ِْر علَى نُ ٍ س َال ِم فَ ُه َو َ صد َْرهُ ِل ْ ِ
ْل ْ َّللاُ َ13-اإلبتعاد عن ذكر اللــه "أَفَ َمن ش ََر َح َّ
ين }{22الزمر َّللا أ ُ ْو َلئِكَ ِفي َ
ض َال ٍل ُم ِب ٍ َّ ِ
ت قَالُوا بَ َلى قَالُوا فَا ْدعُوا َو َما ُدعَاء ا ْلكَافِ ِر َ
ين 14-عدم إتباع ما جاء به الرسل "قَالُوا أ َ َو َل ْم ت َكُ تَأ ْ ِتي ُك ْم ُر ُ
س ُلكُم بِا ْل َبيِ َنا ِ
ض َال ٍل }{50غافر ِإ َّال فِي َ
ون أَنَّهَا ا ْلحَقُّ أ َ َال ِإنَّ
ون ِم ْنهَا َويَ ْعلَ ُم َ ش ِفقُ َ
ِين آ َمنُوا ُم ْ
ون ِبهَا َوالَّذ َ ِين َال يُ ْؤ ِمنُ َ
ست َ ْع ِج ُل ِبهَا الَّذ َ
15-التكذيب بالساعة "يَ ْ
ض َال ٍل بَ ِعي ٍد }{18 ع ِة َل ِفي َ سا َ
ون ِفي ال َّ ار َ ا َّلذ َ
ِين يُ َم ُ
ْس لَهُ ِمن دُو ِن ِه أَو ِل َياء ض َولَي َ س ِب ُم ْع ِج ٍز ِفي ْاأل َ ْر ِ
َّللا فَلَ ْي َ
ي َّ ِ16-عدم إستجابة الدعوة إلى اللــه " َو َمن َّال يُ ِج ْب دَا ِع َ
ين }{32األحقاف أ ُ ْولَ ِئكَ ِفي َ
ض َال ٍل ُّم ِب ٍ
َق َوالَ تَتَّبِعُواْ أ َ ْه َواء قَ ْو ٍم قَ ْد َ
ضلُّواْ 17-الغلو فى الدين وإتباع الهوى "قُ ْل يَا أ َ ْه َل ا ْل ِكتَا ِ
ب الَ ت َ ْغلُواْ فِي دِينِ ُك ْم َ
غي َْر ا ْلح ِ
سبِي ِل }{77المائدة س َواء ال َّ ضلُّواْ عَن َ ِمن قَ ْب ُل َوأَ َ
ضلُّواْ َك ِثيرا ً َو َ
َار ا ْلبَ َو ِار {َ }28ج َهنَّ َم ِين بَ َّدلُواْ نِ ْع َمةَ ِ
َّللا ُك ْف ًرا َوأ َ َحلُّواْ قَ ْو َم ُه ْم د َ 18-تبديل النعمة وجعل للــه أندادا "أَلَ ْم ت َ َر إِلَى ا َّلذ َ
ير ُك ْم إِلَى النَّ ِار { }30إبراهيم ّلل أَندَادًا ِليُ ِضلُّواْ عَن َ
سبِي ِل ِه قُ ْل ت َ َمتَّعُواْ فَ ِإنَّ َم ِص َ س ا ْلقَ َر ُ
ار {َ }29و َجعَلُواْ ِ ِ صلَ ْونَهَا َوبِئْ َ
يَ ْ
لقد عرضنا فى ما تقدم نوعين من الناس الذى وصفتهم اآلية الكريمة موضوع البحث وهم المغضوب عليهم
والضالين ،واآل ن ننتدبر الصنف األول الذى ذكرته االية الكريمة وهم " الذين أنعمت عليهم " او بتعبير آخر "
الذى أنعم اللــه عليهم " فيجب أوال ان نتعرف على ما هى النعمة التى تتكلم عنها اآلية الكريمة وثانيا من هم
الذين أنعم اللــه عليهم .
َّللا لَغَفُ ٌ
ور َر ِحي ٌم" النحل18 يقول اللــه سبحانه وتعالى عن نعمه َ " :و ِإ ْن ت َ ُعدُّوا ِن ْع َم َة َّ ِ
َّللا َال تُحْ ُ
صو َها ِإنَّ َّ َ
إن هذه النعم لقد خلقها وجعلها وسخرها لكل اآلنام ،لكل البشر كفار ومشركين ومؤمنين ويهود ونصارى وحتى
الملحدين فهم جميعا فيها سواء .هذه النعم التى ال تُعد وال تُحصى فهذه النعم لكل البشر واآليات عن نعم اللــه
كثيرة جدا فى القرءآن الكريم وال تخلى سورة من سور القرءآن إال واللــه سبحانه يذكر نعمه على البشر وما
كان عمل هؤالء بهذه النعم هل زادتهم إيمانا أم كفرا وعنادا .ولكن هناك نعمة أعظم وأجل من كل هذه النعم التى
نتمتع بها فى الدنيا ،أما هذه النعمة فهى نعمة خالصة للمؤمنين من أى نوع من البشر إذا آمن بها وإتبع ما جاء
فيها سواءا كان يهوديا أو نصرانيا أو مسلما أو غير ذلك ،طالما آمن بها وصدق هذا اإليمان بالعمل وإتبع ما
عظيما . فوزا فاز فقد والحرام الحالل من فيها جاء
إنها نعمة القرءآن الكريم الذى تأذن اللــه بفضله على البشرية جمعاء فانزلها نعمة تُسمع وتقرأ ويتعبد بها فقال
عز من قائل فى سورة البقرة : 5-2
ص َالةَ َو ِم َّما َر َز ْقنَا ُه ْم يُ ْن ِفقُ َ َٰ
ون * َوالَّذ َ
ِين ب َويُ ِقي ُم َ
ون ال َّ ون ِبا ْلغَ ْي ِ
ِين يُ ْؤ ِمنُ َ
ين * الَّذ َ ْب ۛ فِي ِه ۛ ُهدًى ِل ْل ُمت َّ ِق َ اب َال َري َ "ذَ ِلكَ ا ْل ِكتَ ُ
علَ َٰى ُهدًى ِم ْن َر ِب ِه ْم ۖ َوأُو َٰ َلئِكَ ُه ُم ا ْل ُم ْف ِل ُح َ
ون ون * أُو َٰلَ ِئكَ َ ون ِب َما أ ُ ْن ِز َل ِإ َل ْيكَ َو َما أ ُ ْن ِز َل ِم ْن َق ْب ِلكَ َو ِب ْاآل ِخ َر ِة ُه ْم يُوقِنُ َ
يُ ْؤ ِمنُ َ
*
وقال سبحانه فى القرءآن الكريم عن القرءآن ،ورسوله عليه السالمَ " ،ما أَ ْنتَ ِب ِن ْع َم ِة َر ِبكَ ِب َمجْ نُ ٍ
ون" القلم (2
وقال له أيضا " َوأ َ َّما ِب ِن ْع َم ِة َر ِبكَ فَحَد ْ
ِث " الضحى (11
فما هى هذه النعمة التى أمر اللــه بها رسوله ان يُحدِث بها ،هى القرءآن الكريم " وذكر بالقرءآن من يخاف
وعيد" .
فإذا سألت معظم عامة المسلمين اليوم وما اشبه اليوم بالبارحة ،إذا سألت من هم الذين أنعم اللــه عليهم يكون
الرد حاسما وبكل تأكيد انهم أمة محمد ونسى باقى خلق اللــه .فمن أين جائت هذه الفكرة اننا نحن أمة محمد
"عليه السالم" فقط الذى أنعم اللــه عليهم دون سواهم .هذا يدل على ان الغالبية العظمى ال يتدبرون القرءآن
وال يتذكرون ولكن يتبعوا ما يقال على المنابر والدعاة فى كل مشارق األرض ومغاربها وكل هذه الكتب واألحاديث
التى هى ظنية والسنة التى نسبوها لرسولنا الكريم وخاتم األنبياء ونسوا ان الرسول يوم القيامة سيتبرأ من أمته
ويشكوا إلى ربه فيقول فى سورة الفرقان : 30-27
يال * يال * َيا َو ْي َلت َ َٰى لَ ْيت َ ِني لَ ْم أَت َّ ِخ ْذ فُ َالنًا َخ ِل ً
س ِب ً
سو ِل َ علَ َٰى َي َد ْي ِه َيقُو ُل َيا لَ ْيتَ ِني ات َّ َخ ْذتُ َم َع َّ
الر ُ ض ال َّظا ِل ُم َ" َو َي ْو َم َي َع ُّ
ب ِإنَّ قَ ْو ِمي ات َّ َخذُوا َٰ َهذَا سو ُل َيا َر ِ الر ُ وال * َوقَا َل َّان َخذُ ً ش ْي َطانُ ِل ْ ِ
ْل ْن َ
س ِ َان ال َّالذك ِْر َب ْع َد ِإ ْذ جَا َء ِني َوك َ ض َّل ِني ع َِن ِ َل َقدْأَ َ
ورا *".ما هو سبيل الرسول ...القرءآن ،ما هو الذكر ...القرءآن ،وكيف كان هجر القرءآن؟ آن َم ْه ُج ً ا ْلقُ ْر َ
والجواب على هذا السؤال يحتاج إلى بحث منفصل .ولو تدبر عامة المسلمين ونفذوا ما أمرهم ربهم بتدبر
القرءآن كما قال " أفال يتدبرون القرءآن أم على قلوب اقفالها ؟ " فالتدبر نوع من العبادة وإطاعة اوامر اللــه
سبحانه وال نتكل على آراء اآلخرين ،يمكن أن نسمع ونقرأ ولكن فى النهاية البد من التأكد من ما نسمعه أو
نقرأه هو ما امر به الخالق فى كتابه الكريم .ألم يتدبروا قول اللــه ويتخذوا منه عبرة ودرس يجب اإلنتباه له
بكل جدية وحزم فى سورة العنكبوت : 67
َّللا يَ ْكفُ ُر َ
ون" اس ِم ْن ح َْو ِل ِه ْم ۚ أَفَ ِبا ْل َب ِ
اط ِل يُ ْؤ ِمنُ َ
ون َو ِبنِ ْع َم ِة َّ ِ ف النَّ ُ "أ َ َو َل ْم يَ َر ْوا أَ َّنا َجعَ ْل َنا ح ََر ًما ِ
آم ًنا َويُت َ َخ َّط ُ
ألم يتدبروا قول اللــه فى سورة لقمان : 20
اس َم ْنعلَ ْي ُك ْم ِن َع َمهُ َظا ِه َرةً َو َبا ِطنَةً َو ِم َن النَّ ِ ض َوأ َ ْ
س َب َغ َ ت َو َما ِفي ْاأل َ ْر ِ اوا ِ س َم َس َّخ َر َل ُك ْم َما ِفي ال َّ "أ َ َل ْم ت َ َر ْوا أَنَّ َّ َ
َّللا َ
ير ". ُم ِن ٍ ِكتَا ٍ
ب َو َال ُهدًى َو َال ِع ْل ٍم ِب َغي ِْر َّللا
َّ ِ ِفي يُجَا ِد ُل
وفى موضع آخر وفى مناسبة اخرى قال سبحانه فى سورة األحزاب : 9
َّللا
َان َّ ُ س ْلنَا َ
ع َلي ِْه ْم ِري ًحا َو ُجنُودًا لَ ْم ت َ َر ْو َها ۚ َوك َ علَ ْي ُك ْم ِإ ْذ جَا َءتْ ُك ْم ُجنُو ٌد فَأ َ ْر َ اذك ُُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ
َّللا َ ِين آ َمنُوا ْ" َيا أَيُّهَا ا َّلذ َ
ِين فِي قُلُوبِ ِه ْم يرا " .وبعد بضعة آيات فى نفس السياق يقول سبحانه َ :وإِ ْذ يَقُو ُل ا ْل ُمنَافِقُ َ
ون َوالَّذ َ ون َب ِص ً بِ َما ت َ ْع َملُ َ
ورا (12 سولُهُ إِ َّال ُ
غ ُر ً ع َدنَا َّ
َّللاُ َو َر ُ ض َما َو َ َم َر ٌ
هذه اآليات وغيرها الكثير تخاطب قوم قالوا انهم قوم محمد عليه السالم ،ويخاطب فيها المؤمنون فهل هؤالء
قد انعم اللــه عليهم من دون باقى البشر !...
ما هو السبب الذى يجعلنا نعتقد ان الذين أنعم اللــه عليهم هم امة محمد عليه السالم ،دون اى قوم آخر .لقد
جاء القرءآن للعرب اوال ثم لباقى البشر ثانيا ،فماذا حدث ،هجرنا القرءآن الكريم!......
وأنظر إلى قول اللــه فى الذين أنعم اللــه عليهم ،وأن هذه بعض األمثلة فيجب أن نقرأ ما قبل وما بعد هذه اآليات
حتى نُلم بكل حقائق هذه النعمة :
س َن صا ِل ِح َ
ين ۚ َو َح ُ َاء َوال َّ
ش َهد ِ الصدِي ِق َ
ين َوال ُّ علَي ِْه ْم ِم َن ال َّن ِب ِي َ
ين َو ِ َّللا َ سو َل َفأُو َٰ َل ِئكَ َم َع الَّذ َ
ِين أ َ ْن َع َم َّ ُ الر َُّللا َو َّ" َو َم ْن يُ ِط ِع َّ َ
ع ِلي ًما " النساء 70,69 اّلل َ َّللا ۚ َو َكفَ َٰى بِ َّ ِ
ض ُل ِم َن َّ ِ أُو َٰلَ ِئكَ َرفِي ًقا * َٰ َذ ِلكَ ا ْل َف ْ
ين ِم ْن ذُ ِريَّ ِة آ َد َم َو ِم َّم ْن َح َم ْلنَا َم َع نُوحٍ َو ِم ْن ذُ ِريَّ ِة ِإب َْرا ِهي َم َوإِ ْ
س َرا ِئي َل َو ِم َّم ْن ع َلي ِْه ْم ِم َن النَّبِ ِي َ
َّللاُ َ "أُو َٰلَ ِئكَ الَّذ َ
ِين أَ ْنعَ َم َّ
س َّجدًا َوبُ ِكيًّا " مريم 58 الرحْ َٰ َم ِن َخ ُّروا ُع َلي ِْه ْم آيَاتُ َّ َه َد ْينَا َواجْ ت َ َب ْي َنا ۚ إِ َذا تُتْ َل َٰى َ
ث ِم ْن ِعبَا ِدنَا َم ْن ك َ
َان ت َ ِق ًّيا " مريم 63 "تِ ْلكَ ا ْل َجنَّةُ الَّ ِتي نُ ِ
ور ُ
وفقنا اللــه لما يحب ويرضى ودائما وأبدا نقول فى كل دقيقة من حياتنا الدنيوية ونأمل من اللــه السميع العليم
ان يتقبل دعائنا :
علَ ِ
يه ْم َوالَ الض َِّال َ
ين " () 7 ب َ
ير ال َمغضُو ِ
غ ِيه ْم َ ِين أَنعَمتَ َ
علَ ِ الص َرا َط ال ُمست َ ِقي َم (ِ )6ص َرا َط ا َّلذ َ
"اه ِد َنا ِ
لكن ال يخطر لي ابدا ان اليهود هم فقط المغضوب عليهم و ال يخطر لي .كمان
ابدا ان النصارى هم فقط الضالين
المغضوب عليهم والضالين ..ليسوا اليهود والنصارى كما عُلمنا في أديان
سنية والشيعية!!
المذاهب ال ُ
بسم هللا الرحمن الرحيم
معروف ومعلوم من كتاب هللا إن إبليس أبى واستكبر وعصى أمر ربه عندما أمره
هللا جل جالله بالسجود لسيدنا آدم يوم خلقه ...ويبين الحوار الذي تم بين هللا جل
جالله خالق سيدنا آدم وبين ابليس (لعنه هللا)..
في قوله تعالى:
وحي س َّو ْيتُهُ َونَفَ ْختُ فِي ِه ِمن ُّر ِ ون {َ }28ف ِإذَا َ سنُ ٍ ص ْلصَا ٍل ِم ْن َح َم ٍإ َّم ْ ق بَشَرا ً ِمن َ َوإِ ْذ قَا َل َر ُّبكَ ِل ْل َمالَئِ َك ِة ِإنِي َخا ِل ٌ
ِين {َ }31قا َل يَا اجد َ س ِ ُون َم َع ال َّ يس أَبَى أَن يَك َ ون {ِ }30إالَّ ِإ ْب ِل َ ُ
س َج َد ا ْل َمآلئِكَة ُكلُّ ُه ْم أَجْ َمعُ َ ِين {}29فَ َ اجد َ فَقَعُواْ لَهُ َ
س ِ
ون {}33 سنُ ٍ ص ْلصَا ٍل ِم ْن َح َم ٍإ َّم ْ س ُج َد ِلبَش ٍَر َخلَ ْقتَهُ ِمن َ َ َ َ
ِين {}32قا َل لَ ْم أكُن ِأل ْ اجد َ س ِ ُون َم َع ال َّ َ
يس َما لَكَ أالَّ ت َك َ إِ ْب ِل ُ
ون ُ َ
نظ ْرنِي إِلى يَ ْو ِم يُ ْب َعث َ َ
ب فأ َِ َ
ِين {}35قا َل َر ِ َ َ َ
عل ْيكَ الل ْعنة إِلى يَ ْو ِم الد ِ َّ َ قَا َل فَاخ ُرجْ ِمنهَا ف ِإنكَ َر ِجي ٌم {َ }34و ِإنَّ َ
َّ َ ْ ْ
{}38 ا ْل َم ْعلُ ِ
وم ت ا ْل َو ْق ِ وم
َي ِ {ِ }37إلَى ا ْل ُمن َظ ِر َ
ين ِم َن فَ ِإ َّنكَ {}36قَا َل
ين {َ }40قا َل َهذَا ين {ِ }39إالَّ ِعبَادَكَ ِم ْن ُه ُم ا ْل ُم ْخلَ ِص َ ض َوأل ُ ْغ ِويَنَّ ُه ْم أَجْ َم ِع َ ب ِب َما أَ ْغ َو ْيت َ ِني أل ُ َز ِي َننَّ َل ُه ْم فِي األ َ ْر ِ قَا َل َر ِ
}وإِنَّ َج َهنَّ َم لَ َم ْو ِع ُد ُه ْم ين {َ 42 َ
س ْلطانٌ إِالَّ َم ِن اتَّبَ َعكَ ِم َن ا ْل َغا ِو َ علَي ِْه ْم ُ ْس َلكَ َ ست َ ِقي ٌم {ِ }41إنَّ ِعبَادِي لَي َ ي ُم ْ ع َل َّط َ ِص َرا ٌ
سو ٌم { }44الحجر ب ِم ْن ُه ْم ُج ْز ٌء َّم ْق ُ ب ِلك ُِل بَا ٍ س ْبعَةُ أَب َْوا ٍ ين {}43لَهَا َ أَجْ َم ِع َ
ففي هذه اآليات غضب واضح من هللا تعالى على ابليس (لعنه هللا) ...وقد ترددت
في القرآن الكريم عبارات الطاغوت ..وعباد الطاغوت (إشارة إلى إبليس اللعين
وجنوده من الجن واإلنس).
فالغضب هنا واضح جلي على ابليس وجنوده واتباعه من شياطين الجن واالنس...
اما فيما يخص الضالين ...فالداللة هنا واضحة تماما ..وهم من يضلهم ابليس
وأعوانه وجنوده عن الصراط المستقيم...
ولقوله تعالى:
ان َّم ِري ٍد {}3 ش ْي َط ٍ َّللا ِبغَي ِْر ِع ْل ٍم َويَت َّ ِب ُع ُك َّل َ
اس َمن يُ َجا ِد ُل ِفي َّ ِ َو ِم َن النَّ ِ
ير { }4الحج س ِع ِب ال َّ علَ ْي ِه أَنَّهُ َمن ت َ َو َّالهُ فَأَنَّهُ يُ ِضلُّهُ َويَ ْهدِي ِه إِلَى َ
ع َذا ِ ب َ ُكتِ َ
وقوله تعالى:
ان َخذُوالً { }29الفرقان س ِ ش ْي َطانُ ِل ْ ِ
ْلن َ َان ال َّ الذ ْك ِر بَ ْع َد ِإ ْذ َجاءنِي َوك َ ضلَّنِي ع َِن ِ لَقَ ْد أ َ َ
وقوله تعالى:
ُون { }24النمل س ِبي ِل فَ ُه ْم َال يَ ْهتَد َ ص َّد ُه ْم ع َِن ال َّ ش ْي َطانُ أ َ ْع َمالَ ُه ْم فَ ََو َزيَّ َن لَ ُه ُم ال َّ
وقوله تعالى:
عدُو ُّم ِضل ُّمبِي ٌن {}15 ان إِنَّهُ َ ش ْي َط ِ ع َم ِل ال َّ علَ ْي ِه قَا َل َه َذا ِم ْن َ ضى َ سى فَقَ َ فَ َوك ََزهُ ُمو َ
القصص
وقوله تعالى:
ون {}59 ازوا ا ْليَ ْو َم أَيُّ َها ا ْل ُمجْ ِر ُم َ امت َ ُ
َو ْ
ين {}60 عدُو ُّمبِ ٌ ان ِإنَّهُ لَ ُك ْم َ ش ْي َط َ أَلَ ْم أ َ ْع َه ْد ِإلَ ْي ُك ْم َيا َب ِني آ َد َم أَن َّال ت َ ْعبُدُوا ال َّ
ست َ ِقي ٌم {}61 َوأ َ ْن ا ْعبُدُونِي َه َذا ِص َرا ٌ
ط ُّم ْ
ون {}62 ض َّل ِمن ُك ْم ِج ِبالً َك ِثيرا ً أَفَلَ ْم تَكُونُوا ت َ ْع ِقلُ َ َولَقَ ْد أ َ َ
ُون {}63 عد َ َه ِذ ِه َج َهنَّ ُم الَّتِي كُنت ُ ْم تُو َ
ون { }64يس صلَ ْو َها ا ْليَ ْو َم بِ َما كُنت ُ ْم ت َ ْكفُ ُر َ ا ْ
والداللة االخرى هنا ..واضحة تماما ..في سورة أُخرى ..واضح فيها غضب هللا
جل جالله ..على إبليس (لعنه هللا) ومن أتَبعوا وأضلهم إبليس ..أجمعين ..ووعدهم
هللا جل جالله ..بنار الجحيم (جهنم يصلونها وبئس المصير)..
في قوله تعالى:
س َّو ْيتُهُ َونَفَ ْختُ فِي ِه ِمن ين {}71فَ ِإ َذا َ ق بَشَرا ً ِمن ِط ٍ إِ ْذ قَا َل َربُّكَ ِل ْل َم َالئِ َك ِة إِنِي َخا ِل ٌ
يسون {}73إِ َّال إِ ْب ِل َ س َج َد ا ْل َم َالئِكَةُ ُكلُّ ُه ْم أَجْ َمعُ َ ِين {}72فَ َ اجد َ س ِ وحي فَقَعُوا لَهُ َ ُّر ِ
ين {}74 َان ِم ْن ا ْلكَافِ ِر َ ست َ ْكبَ َر َوك َ ا ْ
ست َ ْكبَ ْرتَ أ َ ْم كُنتَ ِم َن ا ْل َعا ِل َ
ين َي أ َ ْس ُج َد ِل َما َخلَ ْقتُ بِيَد َّ يس َما َمنَ َعكَ أَن ت َ ْ قَا َل يَا ِإ ْب ِل ُ
{}75
ين {}76 قَا َل أَنَا َخي ٌْر ِم ْنهُ َخلَ ْقتَنِي ِمن نَّ ٍار َو َخلَ ْقتَهُ ِمن ِط ٍ
اخ ُرجْ ِم ْن َها فَ ِإنَّكَ َر ِجي ٌم {}77 قَا َل فَ ْ
ِين {}78 علَ ْيكَ لَ ْعنَتِي ِإلَى يَ ْو ِم الد ِ َو ِإ َّن َ
ون {}79 نظ ْر ِني ِإلَى يَ ْو ِم يُ ْبعَث ُ َ ب فَأ َ ِ قَا َل َر ِ
ين {}80 قَا َل فَ ِإنَّكَ ِم َن ا ْل ُمن َظ ِر َ
وم {}81 ت ا ْل َم ْعلُ ِإِلَى يَ ْو ِم ا ْل َو ْق ِ
ين {}82 قَا َل فَبِ ِع َّزتِكَ َأل ُ ْغ ِويَنَّ ُه ْم أَجْ َم ِع َ
ين {}83 ِإ َّال ِعبَادَكَ ِم ْن ُه ُم ا ْل ُم ْخلَ ِص َ
ق أَقُو ُل {}84 ق َوا ْل َح َّ قَا َل فَا ْل َح ُّ
ين { }85ص َأل َ ْم ََل َ َّن َج َهنَّ َم ِمنكَ َو ِم َّمن ت َ ِب َعكَ ِم ْن ُه ْم أَجْ َم ِع َ
وقوله تعالى:
يس لَ ْم س َجدُواْ إِالَّ إِ ْب ِل َ س ُجدُواْ آل َد َم فَ َ ص َّو ْرنَا ُك ْم ث ُ َّم قُ ْلنَا ِل ْل َمآلئِ َك ِة ا ْ
َولَقَ ْد َخلَ ْقنَا ُك ْم ث ُ َّم َ
س ُج َد ِإ ْذ أ َ َم ْرت ُكَ قَا َل أَنَا ْ َخي ٌْر ِم ْنهُ َخلَ ْقتَنِي ِين {}11قَا َل َما َمنَعَكَ أَالَّ ت َ ْ اجد َ س ِ يَكُن ِم َن ال َّ
ين {}12 ِمن نَّ ٍار َو َخلَ ْقتَهُ ِمن ِط ٍ
ين {}13قَا َل صا ِغ ِر َ اخ ُرجْ ِإنَّكَ ِم َن ال َّ قَا َل فَا ْه ِب ْط ِم ْن َها فَ َما يَكُونُ لَكَ أَن تَت َ َكبَّ َر ِفي َها فَ ْ
ين {}15قَا َل فَبِ َما أ َ ْغ َو ْيتَنِي ون {}14قَا َل إِنَّكَ ِم َن ال ُمن َظ ِر َ نظ ْرنِي إِلَى يَ ْو ِم يُ ْبعَث ُ َ أَ ِ
ست َ ِقي َم {}16 أل َ ْقعُد ََّن لَ ُه ْم ِص َرا َطكَ ا ْل ُم ْ
ِيه ْم َو ِم ْن َخ ْل ِف ِه ْم َوع َْن أ َ ْي َمانِ ِه ْم َوعَن َ
ش َمآئِ ِل ِه ْم َوالَ ت َ ِج ُد ث ُ َّم آلتِيَنَّ ُهم ِمن بَي ِْن أ َ ْيد ِ
ين {}17 أ َ ْكث َ َر ُه ْم شَا ِك ِر َ
َلن َج َهنَّ َم ِمن ُك ْم أَجْ َم ِع َ
ين اخ ُرجْ ِم ْن َها َم ْذؤُوما ً َّم ْد ُحورا ً لَّ َمن ت َ ِب َعكَ ِم ْن ُه ْم أل َ ْم َّ قَا َل ْ
{ }18األعراف
وقوله تعالى:
س ُج ُد ِل َم ْن َخلَ ْقتَ ِطينا ً يس قَا َل أَأ َ ْ س َجدُواْ إَالَّ إِ ْب ِل َ س ُجدُواْ آل َد َم فَ َ َوإِ ْذ قُ ْلنَا ِل ْل َمآلئِ َك ِة ا ْ
{}61
ي لَئِ ْن أ َ َّخ ْرت َ ِن ِإلَى يَ ْو ِم ا ْل ِقيَا َم ِة ألَحْ تَنِك ََّن ذُ ِريَّتَهُ إ َالَّ قَا َل أ َ َرأ َ ْيتَكَ َهـ َذا الَّذِي ك ََّر ْمتَ َ
علَ َّ
قَ ِليالً {}62
اذ َه ْب فَ َمن ت َ ِب َعكَ ِم ْن ُه ْم فَ ِإ َّن َج َهنَّ َم َج َزآ ُؤ ُك ْم َج َزاء َّم ْوفُورا ً {}63 قَا َل ْ
علَي ِْهم ِب َخ ْي ِلكَ َو َر ِج ِلكَ َوش َِار ْك ُه ْم ِفي ص ْو ِتكَ َوأَجْ ِل ْب َ ست َ َط ْعتَ ِم ْن ُه ْم ِب َ ست َ ْف ِز ْز َم ِن ا ْ َوا ْ
ْس لَكَ غ ُرورا ً {}64إِ َّن ِعبَادِي لَي َ ش ْي َطانُ إِالَّ ُ األ َ ْم َوا ِل َواأل َ ْوال ِد َو ِع ْد ُه ْم َو َما يَ ِع ُد ُه ُم ال َّ
ان َو َكفَى بِ َر ِبكَ َو ِكيالً { }65اإلسراء س ْل َط ٌ علَي ِْه ْم ُ َ
وقوله تعالى:
سقَ ع َْن أ َ ْم ِر َان ِم َن ا ْل ِج ِن فَفَ َ يس ك َ س َجدُوا ِإ َّال إِ ْب ِل َ س ُجدُوا ِآل َد َم فَ َ َو ِإ ْذ قُ ْلنَا ِل ْل َم َالئِ َك ِة ا ْ
ين َب َدالً {}50 ظا ِل ِم َس ِلل َّ عدُو ِبئْ َ َر ِب ِه أَفَتَت َّ ِخذُونَهُ َوذُ ِريَّتَهُ أ َ ْو ِل َياء ِمن دُو ِني َو ُه ْم لَ ُك ْم َ
الكهف
وقوله تعالى:
يس أَبَى {}116 س َجدُوا ِإ َّال إِ ْب ِل َ س ُجدُوا ِآل َد َم فَ َ َو ِإ ْذ قُ ْلنَا ِل ْل َم َالئِ َك ِة ا ْ
شقَى {}117 عدُو لَّكَ َو ِل َز ْو ِجكَ فَ َال يُ ْخ ِر َجنَّ ُك َما ِم َن ا ْل َجنَّ ِة فَت َ ْ فَقُ ْلنَا يَا آ َد ُم ِإ َّن َه َذا َ
ع ِفي َها َو َال ت َ ْع َرى {}118 ِإ َّن لَكَ أ َ َّال ت َ ُجو َ
ض َحى {}119 َوأَنَّكَ َال ت َ ْظ َمأ ُ فِي َها َو َال ت َ ْ
ش َج َر ِة ا ْل ُخ ْل ِد َو ُم ْل ٍك َّال يَ ْبلَىعلَى َ ش ْي َطانُ قَا َل يَا آ َد ُم َه ْل أ َ ُدلُّكَ َ س إِلَ ْي ِه ال َّ س َو َ فَ َو ْ
{}120
صى ع َ ق ا ْل َجنَّ ِة َو َ علَي ِْه َما ِمن َو َر ِ ان َ س ْوآت ُ ُه َما َو َط ِفقَا يَ ْخ ِصفَ ِ فَأَك ََال ِم ْن َها فَبَدَتْ لَ ُه َما َ
آ َد ُم َربَّهُ فَغَ َوى { }121طه
وهي كلها حوارات آخرى تبَين بوضوح ..غضب آخر من هللا عز وجل على ابليس
(اللعين) واتباعه من الجن واالنس من المغضوب عليهم والضالين ..من الذين
أضلهم إبليس وجنوده من الجن واإلنس عن إتباع الحق والصراط المستقيم!!!
ويضلهم ويوجههم إلى صراط الجحيم ،مذمومين مدحورين ُمهانين ..وانه قد حلت
عليهم اللعنة والغضب إلى يوم الدين ..وهم ممن اكد هللا جل جالله من خالل جميع
الكتب السماوية ..غضب هللا جل جالله عليهم وبشَرهم ..بأنهم من أصحاب جهنم..
نار الجحيم يصلونها مدؤومين مدحورين.
أما ما رأيته في معظم كتب التفسير ...من أن المغضوب عليهم هم اليهود وأن
الضالين هم النصارى!!! فهذا قول لم اجد في كتاب هللا ما يبرره أو يؤكده!!!
وهو تفسير يتعارض ويتناقض تناقضا كليا مع روح وجوهر ومضمون القرآن
الكريم ..وال يمت الى الحقيقة بصلة!!!
فاليهود والنصارى هم أهل كتب سماوية توحيدية مثلنا تماما ...وأرسل هللا إليهم
سل (عليهم جمبعا السالم) مثلنا تماما!!! ومنهم المؤمنون ومنهم والر ُ
ُ األنبياء
الكافرون… مثلنا مثلهم تماما.
كذلك وهذا االدعاء بأن نحكم عليهم غيابيا بأنهم ..المغضوب عليهم والضالين
هو إدعاء وحكم باطلين.
لقد حاول البعض ممن يدعون علمهم بالعلوم الشرعية والفقهية والتفسير بأن..
ينصبوا أنفسهم قضاة ..وجالدين في آن واحد!!! وألن هذا الحكم الخارج على
شريعة هللا جل جالله ..قد أدى بنا بالنتيجة الى ..أننا أنكرنا (الرساالت والرسل
واالنبياء السابقين) ..وهذا بالضرورة يقودنا الى الكفر (والعياذ باهلل).
وال يجوز بأي حال من األحوال ان نعلم ابنائنا تلكم التفسيرات الخاطئة
الباطلة!!! والتي ال تمت الى كتاب هللا (القرآن الكريم) واإلسالم والحقيقة
بصلة ...وهي تفسيرات عدوانية تفتقر إلى الدليل والمصداقية ،وتتناقض تناقضا
كليا ،وتتعارض تعارضا واضحا وكليا مع روح ومضمون وجوهر كتاب هللا
(القرآن الكريم) حينما يأتي على ذكر أهل الكتاب من اليهود والنصارى في
القرآن الكريم.
وبحكم إننا جميعا أهل كتب توحيدية سماوية ،فما ينطبق علينا ..ينطبق عليهم
تماما ..فمنا من آمن باهلل واليوم اآلخر وعمل صالحا ..ومنا من أتبع إبليس
اللعين وكفر ،وهذا ينطبق على جميع أهل الكتاب...
حيث يقول ربنا جل جالله في كالم واضح وال يقبل الشك والموجه إلى سيدنا
محمد ..حول من آمنوا من اليهود والنصارى والصابئين..
قوله تعالى:
اّلل َوا ْليَ ْو ِم ِ
اآلخ ِر ين َم ْن آ َم َن ِب َّ ِ
صا ِبئِ َ ارى َوال َّ ص َ ِين َهادُواْ َوالنَّ َ ِين آ َمنُواْ َوالَّذ َ ِإ َّن الَّذ َ
ون {}62 علَي ِْه ْم َوالَ ُه ْم يَحْ َزنُ َ ف َ صا ِلحا ً فَلَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم ِعن َد َر ِب ِه ْم َوالَ َخ ْو ٌ َوع َِم َل َ
البقرة
وقوله تعالى:
نجي َل َو َما أ ُ ِ
نز َل إِلَ ْيكُم ش ْي ٍء َحت َّ َى ت ُ ِقي ُمواْ الت َّ ْو َراةَ َو ِ
اإل ِ علَى َ قُ ْل يَا أ َ ْه َل ا ْل ِكتَا ِ
ب لَ ْ
ست ُ ْم َ
علَىس َ ط ْغيَانا ً َو ُك ْفرا ً فَالَ تَأ ْ َ
نز َل ِإلَ ْيكَ ِمن َّر ِبكَ ُ ِمن َّر ِب ُك ْم َولَيَ ِزيد ََّن َكثِيرا ً ِم ْن ُهم َّما أ ُ ِ
ين {}68 ا ْلقَ ْو ِم ا ْلكَا ِف ِر َ
اّلل َوا ْل َي ْو ِم ِ
اآلخ ِر ارى َم ْن آ َم َن ِب َّ ِ ص َ ون ْ َوالنَّ َ صابِ ِئ َ ِين َهادُوا َوال َّ ِين آ َمنُواْ َوالَّذ َ ِإ َّن الَّذ َ
ون {}69 علَي ِْه ْم َوالَ ُه ْم يَحْ َزنُ َ ف َ صا ِلحا ً فَلَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم ِعن َد َربِ ِه ْم َوالَ َخ ْو ٌ َوع َِم َل َ
المائدة
وهنا نرى آيتين متطابقتين جاءتا في سورتين منفصلتين في القرآن الكريم..
وفي الكتاب (القرآن الكريم)..
قوله عز وجل:
أال إن أولياء هللا ال خوف عليهم وال هم يحزنون { }62يونس
وهنا شبَه هللا سبحانه وتعالى من آمن باهلل واليوم االخر وعمل صالحا منا ..ومن
اليهود والنصارى والصابئين بأولياء هللا وال خوف عليهم وال هم يحزنون..
ونالحظ أمر هللا جل جالله إلى الرسول (المائدة )68بأن يقُول يا أهل الكتاب
لستم على شيء حتى تقيموا التوراة واإلنجيل وما اُنزل إليكم من ربكم ...وهي
آية واضحة بأن يكون كل منا على دينه (ملته وشريعة هللا ومنهاجه) ويتبعون
كُتب هللا جل جالله السماوية ...وليس كما عُلمنا خطأ بأن القرآن الكريم جاء
ليلغي الديانات والرساالت السماوية األخرى!!! بل جاء القرآن الكريم ُمصدقا
للرساالت والديانات السماوية األخرى.
وقوله تعالى:
س ُجد َ
ُون َّللا آنَاء اللَّ ْي ِل َو ُه ْم َي ْ ت ِ ون آ َيا ِ ب أ ُ َّمةٌ قَآ ِئ َمةٌ َيتْلُ َ
س َواء ِم ْن أ َ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ سوا ْ َ لَ ْي ُ
وف َويَ ْن َه ْو َن ع َِن ا ْل ُمن َك ِر ون بِا ْل َم ْع ُر ِ اآلخ ِر َويَأ ْ ُم ُر َ
اّلل َوا ْليَ ْو ِم ِ ون بِ ِ { }113يُ ْؤ ِمنُ َ
ين {}114 صا ِل ِح َ ت َوأ ُ ْولَـئِكَ ِم َن ال َّ ُون فِي ا ْل َخي َْرا ِ س ِارع َ َويُ َ
ين { }115آل عمران َو َما يَ ْفعَلُواْ ِم ْن َخي ٍْر فَلَن يُ ْكفَ ُر ْوهُ َوَّللاُ َ
ع ِلي ٌم بِا ْل ُمت َّ ِق َ
وأنظروا وضوح كالم هللا في اآلية الكريمة أعاله ..والذي ال يقبل التأويل أو
التحريف ..وكيف اننا كفرا وعدوانا ..قد جعلناهم المغضوب عليهم والضالين!!!
ومنهم جهال وسفاهة ومتعمدا من نسب ذلك القول الباطل إلى رسول هللا سيدنا
محمد ,ظلما وعدوانا بعد موته بمئات السنين ...والرسول بريء منهم ويخاف
رب العالمين بأن يقولوه هكذا كالم!!!
وقوله تعالى:
ّلل الَ
ين ِ ِش ِع َ نز َل ِإلَي ِْه ْم َخا ِ نز َل ِإلَ ْي ُك ْم َو َما أ ُ ِاّلل َو َما أ ُ ِ
ب لَ َمن يُ ْؤ ِمنُ ِب ِ َو ِإ َّن ِم ْن أ َ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ
ب
سا ِ س ِري ُع ا ْل ِح َ َّللا ث َ َمنا ً قَ ِليالً أ ُ ْولَـ ِئكَ لَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم ِعن َد َر ِب ِه ْم ِإ َّن َّللاَ َت ِ ون ِبآ َيا ِشت َ ُر َ َي ْ
{}199
ون {}200 َّللا لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْف ِل ُح َ
طواْ َواتَّقُواْ َ صابِ ُرواْ َو َرابِ ُصبِ ُرواْ َو َ ِين آ َمنُواْ ا ْ يَا أَيُّ َها الَّذ َ
آل عمران
وواضح تماما من اآلية الكريمة أعاله ..ان من أهل الكتاب من يؤمن باهلل وما
أُنزل إلينا (القرآن الكريم) ويؤمنون بما اُنزل إليهم من رساالت توحيدية سماوية
(التوراة واإلنجيل والزبور) وهم خاشعين هلل وحده ال شريك له ،وال يشترون
بآيات هللا ثمنا قليال..
ويبين هللا بأن اولئك لهم أجرهم عند ربهم وإن هللا سريع الحساب..
ووجدت كذلك أن بعض المفسرين من المجتهدين الشيوخ المدَعين من أصحاب
سنية والشيعية ) مشرعوا الممالك والسالطين واألمراء والمشائخ المذاهب ( ال ُ
(لالسف الشديد) من عزا هذا التفسير ..الى رسول األمة الصادق األمين محمد,
سئل عن بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بأكثر من 250عاما ؟؟؟ بأنه قال عندما ُ
المغضوب عليهم والضالين ...بأن اليهود هم المغضوب عليهم!!! وأن النصارى
هم الضالون!!!
إذ ال يمكن أن يطلق سيدنا محمد ,تلكم األحكام!!! والتي تتعارض وتتناقض
تناقضا واضحا مع روح ومضمون وجوهر القرآن الكريم ...وهو الرسول والنبي
المبعوث لسائر االمم ...رحمة وبشيرا ونذيرا ،والذي آمن بما انزل اليه وما انزل
من قبله من رساالت وأنبياء..
ولقوله تعالى:
ب ِإ َّن قَ ْو ِمي ات َّ َخذُوا َه َذا ا ْلقُ ْر َ
آن َم ْه ُجورا ً { }30الفرقان سو ُل يَا َر ِ َوقَا َل َّ
الر ُ
وفي مجمل القرآن الكريم تأكيد وإعتراف وتصديق واضحين بأن سيدنا محمد,
جاء متمما ومصدقا لرساالت وكتب سماوية ..ورسل وأنبياء سبقوه ..علموا
الناس مكارم االخالق...
وهنا تأتي لضرورة أن ال تكون أحكامنا ..نطلقها جزافا ودون علم بآيات وأحكام
هللا في القرآن الكريم ال ُمنزل شامال لجميع خلقه في السموات واألرض ..و ُمنزال
بالرسالة لَلعراب واألميين من غير أهل ال ُكتُب السماوية (اليهود والنصارى ،ألن
لديهم كُتبهم السماوية والمنزلة إليهم) ..والقائمة كلها على التوحيد واليُسر
والتبشير والوسطية واإلعتدال والرحمة والعفو والمغفرة والتوبة ..ليخرج الناس
من الظلمات إلى النور (بإذن ربهم األعلى).
وال يجوز بأي حال من األحوال أن تكون أحكامنا متشددة أو منفرة ..وخاصةً انه
والوسطية. اإلعتدال بأمة وميزنا هللا وصفنا قد
وأية أحكام تتعارض وتتناقض مع القرآن الكريم ونصوصه الواضحة ..هي أحكام
باطلة.
إن القول بأن الرسول سيدنا محمد ,قد قال بأن اليهود والنصارى هم المغضوب
عليهم والضالون ...فهذا قول ضعيف ُمفترى ...وال يمت إلى الدين اإلسالمي
والحقيقة بصلة ...وال يطلقه إال الجاهلون أعداء هللا وكتاب هللا ورسول هللا