Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
يبين هذا الموضوع بعض المعرفة التي يعلمنا إياها الله عز و جل من التفكر في البنان و هو نهاية
الصقبع ،و إذا تفكرنقا فقي آيات القرآن الكريقم نجقد بأن الله عقز و جقل يعظنقا بالتفكقر فقي خلققه
ن) ،و من حكمة المولى م أَفََل تُب ْ ِ
صُرو َ لجسامنا كما في سورة الذاريات – الية (( :)21وَف ِي أَنف ُ ِ
سك ُ ْ
في هذا هو أن يعلّم الله النسان المؤمن من علمه و هذا العلم من شأنه أن يجلب العزة و الرفعة
للمؤمن.
و لكننا نجد بأن غالبية المسلمين يركضون إلى الغريب و يهجروا الله عز و جل فتراهم إذا قيل لهم
ما إذا قيقل لهقم جونسقون يعلمكقم الهندسقة
بأن القرآن يعلمكقم الهندسقة أصقابهم الشقك و الريقب أ ّق
اسقتبشروا و هذا حال الذيقن ظلموا أنفسقهم كمقا يقول الله عقز و جقل فقي سقورة النقبياء – اليات (
ن * قَالُوا ي َا وَيْلَن َقا إِن َّقا كُن َّقا َ( :)14-13ل ترك ُضوا وارجعوا إلَىٰ ما أُترفْت م فيهق وم ساكن ِك ُم لَعلَّك ُقم ت َ
سألُو َ
ْ ُق ْ َ ْ ِ ُق ْ ِ ِ َ َ َ ِ ْ َ َ ْ ِ ُ ِ َْ ُ
ن). ظَال ِ ِ
مي َ
يعظنا الله عز و جل إلى ضرورة التفكر في البنان كما في سورة القيامة – آية (( :)4بَلَىٰ قَادِرِي َ
ن
َ
ه) و إذا فعلنا ذلك و تفكر نا في البنان في جسم النسان (المقبيّن في صورة ( عَلَىٰ أن ن ُّ َ
سوِّيَ بَنَان َق ُ
))1نلحظ وجود انخفاضات و ارتفاعات في الجلد في هذا المكان.
1
و إذا تفكرنقا فقي النمقط الذي ينتقج مقن الرتفاعات و النخفاضات فقي الجلد فقي منطققة البنان نجقد
بأن هذا النمط عبارة عن خطوط شبه دائرية و بيضاوية كالمبيّنة في صورة (.)2
إذا قارنقا الخطوط التقي تنتقج مقن نمقط ارتفاعات و انخفاضات الجلد فقي البنان مقع خطوط المجال
المغناطيسي التي تنتج من جّراء سريان تيار كهربائي في سلك نجد تشابه كبير جدا بين الثنين كما
هو موّضح في صورة (.)3
صورة ( :)3التشابه الكبير بين خطوط المجال المغناطيسي و نمط الجلد في البنان.
يعني التشابه الكبير المبيّن في صورة ( )3بأن هناك مجال مغناطيسي في البنان ،فالسؤال الن
هو عن مصدر هذا المجال و عن أهميته؟
يمكننقا معرفقة مصقدر المجال المغناطيسقي فقي البنان مقن قول الحقق سقبحانه فقي سقورة النجقم –
َ َ َ َ
م إِذْ فَرةِ هُوَ أعْل َ ُ
م بِك ُ ْ سعُ ال ْ َ
مغْ ِ ن َرب َّ َ
ك وَا ِ م إ ِ َّ ش إ ِ ّل الل ّ َ
م َ ح َ ن كَبَائَِر اْلِث ْم ِ َوالْف َ
َوا ِ جتَن ِبُو َ الية (( :)32ال ّذِي َ
ن يَ ْ
2
ن اتَّقَىٰ) ،حيث َ ُ َ ن أ ُ َّ م ن اْل َر ض وإذ ْ أَنت ُ َ أَن َ َ
م ِ م هُوَ أعْل َ ُ
م بِ َ سك ُ ْم فََل تَُزك ّوا أنف ُ َم َهات ِك ُ ْ ة ف ِي بُطُو ِ
جن َّ ٌ
مأ ِْ ْ ِ َِ شأك ُم ِّ َ
َْ يعلمنقا الله عقز و جقل بأنقه أنشأنقا مقن الرض (إذ ْ أَن َ َ
ض) و هذا يعنقي بأن الطاققة التقي م نَق الْر ِق شأك ُقم ِّ ِ
تحيققي جسققم النسققان هققي مققن الرض و هذه الطاقققة هققي طاقققة الجاذبيققة و التققي هققي مجال
كهرومغناطيسقي ي ُقشع مقن الرض و يؤثقر على جميقع الذرات على سقطح الرض و سقمائها .تقبيّن
صورة ( )4كيفية تأثير مجال الجاذبية على أي ذرة في سماء الرض.
صورة ( :)4تأثير مجال الجاذبية الرضية على أي ذرة على سطح الرض أو في سمائها.
فنلحققظ مققن صققورة ( )4بأن المادة فققي سققماء الرض مققن شأنهققا تركيققز خطوط مجال الجاذبيققة
(المجال الكهرومغناطيسقي) أي حصقد عدد أكقبر مقن خطوط المجال و هذا يؤدي إلى زيادة طاققة
الجاذبيقة فقي مكان المادة و هذا يفسقر لماذا كلمقا زادت الكتلة زادت قوة شقد الرض لهذه الكتلة و
ذلك بسبب زيادة عدد خطوط المجال التي تمر في هذه الكتلة.
فإذا ربطنا هذا الفهم مع قول الحق في سورة النجم – الية ( )32في أنه أنشأنا من الرض و نحن
ن أ ُ َّ م ن اْل َر ض وإذ ْ أَنت ُق َ أجنقه فقي بطون أمهاتنقا (إذ ْ أَن َ َ
م َهات ِك ُق ْ
م) ،فنتعلم مقن هذا ة فِقي بُطُو ِق
جن َّ ٌ
مأ ِْ ْ ِق َ ِ شأك ُقم ِّ َق ِ
بأن المجال الكهرومغناطيسقي المؤلف للجاذبيقة الرضيقة يجقب أن يكون هقو مصقدر الطاققة التقي
تجعل أج سامنا تنمو في الرحام .و كيف ية حدوث هذا المر يبيّنه لنا حبيبنا محمد صلّى الله عليه و
سلم في الحديث الشريف التالي( :فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مر
بالنطفقة ثنتان وأربعون ليلة بعقث الله إليهقا ملكقا فصقورها وخلق سقمعها وبصقرها وجلدهقا ولحمهقا
وعظامهقا ثقم قال يقا رب أذكقر أم أنثقى فيقضقي ربقك مقا شاء ويكتقب الملك ثقم يقول يقا رب أجله
فيقول ربقك مقا شاء ويكتقب الملك ثقم يقول يقا رب رزققه فيقضقي ربقك مقا شاء ويكتقب الملك ثقم
يخرج الملك بالصحيفة في يده فل يزيد على ما أمر ول ينقص (صحيح مسلم – كتاب القدر)) حيث
إذا تفكرنقا فقي قول الحقبيب محمقد نجقد بأنقه يعلمنقا ممقا علمقه الله سقبحانه و تعالى كيفيقة خلق الله
للنسان في رحم الم حيث أنه نستطيع أن نستنتج من الحديث الشريف بأنه قبل ستة أسابيع ( 42
ليله) يكن الجنين غير مصوّر (أي غير محتوي على العضاء المميزة للنسان) و أنه بعد ستة أسابيع
3
يبعقث الله عقز و جقل ملكقا يصقوّر هذا الجنيقن (أي يُعرف فيقه شكقل النسقان و صقورته و أعضائه) و
هذا بالضبط ما نجده من التجربة العلمية كما هو مبيّن في صورة (.)5
و لفهم هذا أكبر علينا أن نتفكر في أن الله عز و جل يبعث ملكا من ملئكته لكل إنسان بعد مرور
ستة أسابيع عليه في رحم الم و هو في هذه المرحلة يكون عبارة عن عدد كبير من الخليا و التي
تسمى بالخليا الم (أي التي تستطيع أن تتخصص لتصبح أية خليه يحتاجها الجسم من خليه عصبية،
عظميقة ،عضليقة ،و غيرهقا) فيقوم الملك بتشكيقل الجنيقن و ذلك عقن طريقق توزيقع كميات مقن هذه
الخل يا الم فقي أماكقن محددة فقي جسقم الجنيقن مثقل منطققة الرأس ،اليديقن ،القدميقن ،و غيرهقا .و
خار فقي مناطقق
خار و ذلك عقن طريقق توزيقع كميقة الف ّ
هذه العمليقة هقي مثقل عمليقة تشكيقل الف ّ
مختلفة في القطعة الفخار ية لتكوين الصورة النهائية للمنتج كما هو مبيّن في صورة ( )6تصديقا
َ
ل كَال ْ َف ّ ِ
خار). صل ْ َ
صا ٍ من َ
ن ِ خلَقَ اْلِن َ
سا َ لقول الحق في سورة الرحمن – آية (َ ( :)14
خار.
صورة ( :)6تشكيل جنين النسان في رحم الم مثل عملية تشكيل الف ّ
4
و تشكيقل الملك لجنيقن النسقان مقن منظور هندسقي يعنقي توزيقع الكتلة الحيويقة فقي مناطقق معي ّقنه
فقي جسقم الجنيقن و هذا يرتبقط بتركيقز خطوط الجاذبيقة فقي جسقم الجنيقن لنقه كلمقا زادت الكتلة
الحيويقة فقي مكان معي ّقن فإن هذا يعنقي بأن عدد خطوط المجال الكهرومغناطيسقي للجاذبيقة فقي
ذلك المكان سقيزداد و اليقة الكقبير فقي هذا أيضقا هقو أنقه عندمقا عملت بتوفيقق مقن الله عقز و جقل
نماذج حاسقوبية ترسقم شكقل خطوط مجال الجاذبيقة التقي تخترق أجسقامنا وجدت بأن هذا التوزيقع
يرسم صورة جسم النسان بالضبط و هذا مبيّن في صورة (.)7
صورة ( :)7الصورة التي ترسمها خطوط مجال الجاذبية الرضية في جسم النسان نتيجة توزيع الكتلة الحيوية في
الجسم.
فنلحظ و سبحان الله العظيم بأنه نتيجة توزيع الملك للخليا الم في جسم الجنين فإن هذا يؤدي
إلى رسم صورة لمجال الجاذبية الرضية الذي يخترق جسم الجنين و أن هذه الصورة هي مطابقة
لصورة جسم النسان الذي سيكون عليها و هذا يفسر قول حبيبنا محمد حين قال ( :بعث الله إليها
ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها).
بعقد كقل هذا نسقتطيع إخوانقي و أخواتقي أن نعرف بأن مصقدر المجال الكهرومغناطيسقي فقي البنان
هقو المجال الكهرومغناطيسقي للرض و أن السقبب فقي التضاريقس الموجودة فقي البنان هقو أن هذا
المكان هققو مكان يخرج منققه المجال الكهرومغناطيسققي للرض مققن جسققم النسققان و بالتالي نرى
النمط التي تنتجه خطوط المجال في الجلد عند خروجها منه كما هو مبيّن في صورة (.)8
5
صورة ( :)8تفسير شكل التضاريس في البنان عن طريق نمط خروج المجال الكهرومغناطيسي للرض منه.
بعقد الجابقة بح مد الله عز و جقل عن مصقدر هذه التعرجات في منطققة البنان السؤال الن هقو عن
أهميقة هذا المجال الكهرومغناطيسقي للرض الذي يخترق أجسقامنا طوال الوققت؟ يمكننقا معرفقة
الجابقة على هذا السقؤال مقن القرآن الكريقم فقي ذات اليقة الكريمقة التقي ذكرت سقابقا و بالتحديقد
َْ فقي قول الحقق( :هُو أَعْل َقم بك ُقم إذ ْ أَن َ َ
ض) ،حيقث نتعلم مقن هذا بأن هذا المجال هقو ن الْر ِق شأك ُقم ِّ
م َق ُ ِ ْ ِ َ
لنشاء النسققان أي لنموه و بالتالي فإن هذا المجال يزوّد الجسققم بالطاقققة اللزمققة للنمققو و ذكرت
فقي مقاله سقابقه بأن هذا يفسقر لماذا يفقققد رواد الفضاء الكثيقر مقن كتلة أجسقامهم عقن بقائهقم
لشهقر فقي الفضاء و ذلك لن مجال الجاذبيقة للرض أي أن هذا المجال الكهرومغناطيسقي للرض
هو ضعيف جدا في الفضاء و بالتالي يبدأ الجسم بفقدان نموه و كتلته الحية.
العلم الذي بي ّقنت فقي هذه المقالة و الذي تقم معرفتقه بالكامقل مقن القرآن الكريقم هقو سقابق لجميقع
المعارف التي تو ّصل لها البشر في زماننا هذا و الذي يبين بأن القرآن هو من عند الله و أن حبيبنا
محمقد صقلّى الله عليقه و سقلم هقو نقبي الله و رسقوله و رحمتقه للعالميقن .و يريدنقا الله عقز و جقل
أخوانققي و أخواتققي أن نسققتخدم هذا العلم لتقريققب القرآن للناس أجمعيققن ليكون ذلك سققببا فققي
هدايتهم إلى صراط الله المستقيم و بدل أن يكونوا غرباء يصبحوا أخوانكم في الدين .
6