You are on page 1of 6

‫الية في البنان‬

‫د‪ .‬زيد قاسم محمد غزاوي‬

‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يبين هذا الموضوع بعض المعرفة التي يعلمنا إياها الله عز و جل من التفكر في البنان و هو نهاية‬
‫الصقبع‪ ،‬و إذا تفكرنقا فقي آيات القرآن الكريقم نجقد بأن الله عقز و جقل يعظنقا بالتفكقر فقي خلققه‬
‫ن)‪ ،‬و من حكمة المولى‬ ‫م أَفََل تُب ْ ِ‬
‫صُرو َ‬ ‫لجسامنا كما في سورة الذاريات – الية (‪( :)21‬وَف ِي أَنف ُ ِ‬
‫سك ُ ْ‬
‫في هذا هو أن يعلّم الله النسان المؤمن من علمه و هذا العلم من شأنه أن يجلب العزة و الرفعة‬
‫للمؤمن‪.‬‬

‫و لكننا نجد بأن غالبية المسلمين يركضون إلى الغريب و يهجروا الله عز و جل فتراهم إذا قيل لهم‬
‫ما إذا قيقل لهقم جونسقون يعلمكقم الهندسقة‬
‫بأن القرآن يعلمكقم الهندسقة أصقابهم الشقك و الريقب أ ّق‬
‫اسقتبشروا و هذا حال الذيقن ظلموا أنفسقهم كمقا يقول الله عقز و جقل فقي سقورة النقبياء – اليات (‬
‫ن * قَالُوا ي َا وَيْلَن َقا إِن َّقا كُن َّقا‬ ‫‪َ( :)14-13‬ل ترك ُضوا وارجعوا إلَىٰ ما أُترفْت م فيهق وم ساكن ِك ُم لَعلَّك ُقم ت َ‬
‫سألُو َ‬
‫ْ ُق ْ‬ ‫َ ْ ِ ُق ْ ِ ِ َ َ َ ِ ْ َ‬ ‫َ ْ ِ ُ ِ‬ ‫َْ ُ‬
‫ن)‪.‬‬ ‫ظَال ِ ِ‬
‫مي َ‬

‫علم الله في البنان‪:‬‬

‫يعظنا الله عز و جل إلى ضرورة التفكر في البنان كما في سورة القيامة – آية (‪( :)4‬بَلَىٰ قَادِرِي َ‬
‫ن‬
‫َ‬
‫ه) و إذا فعلنا ذلك و تفكر نا في البنان في جسم النسان (المقبيّن في صورة (‬ ‫عَلَىٰ أن ن ُّ َ‬
‫سوِّيَ بَنَان َق ُ‬
‫‪ ))1‬نلحظ وجود انخفاضات و ارتفاعات في الجلد في هذا المكان‪.‬‬

‫صورة (‪ :)1‬البنان في جسم النسان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و إذا تفكرنقا فقي النمقط الذي ينتقج مقن الرتفاعات و النخفاضات فقي الجلد فقي منطققة البنان نجقد‬
‫بأن هذا النمط عبارة عن خطوط شبه دائرية و بيضاوية كالمبيّنة في صورة (‪.)2‬‬

‫صورة (‪ :)2‬النمط الذي تؤلفه الرتفاعات و النخفاضات في جلد البنان‪.‬‬

‫إذا قارنقا الخطوط التقي تنتقج مقن نمقط ارتفاعات و انخفاضات الجلد فقي البنان مقع خطوط المجال‬
‫المغناطيسي التي تنتج من جّراء سريان تيار كهربائي في سلك نجد تشابه كبير جدا بين الثنين كما‬
‫هو موّضح في صورة (‪.)3‬‬

‫صورة (‪ :)3‬التشابه الكبير بين خطوط المجال المغناطيسي و نمط الجلد في البنان‪.‬‬

‫يعني التشابه الكبير المبيّن في صورة (‪ )3‬بأن هناك مجال مغناطيسي في البنان‪ ،‬فالسؤال الن‬
‫هو عن مصدر هذا المجال و عن أهميته؟‬

‫مصدر المجال المغناطيسي في البنان‪:‬‬

‫يمكننقا معرفقة مصقدر المجال المغناطيسقي فقي البنان مقن قول الحقق سقبحانه فقي سقورة النجقم –‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫م إِذْ‬ ‫فَرةِ هُوَ أعْل َ ُ‬
‫م بِك ُ ْ‬ ‫سعُ ال ْ َ‬
‫مغْ ِ‬ ‫ن َرب َّ َ‬
‫ك وَا ِ‬ ‫م إ ِ َّ‬ ‫ش إ ِ ّل الل ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن كَبَائَِر اْلِث ْم ِ َوالْف َ‬
‫َوا ِ‬ ‫جتَن ِبُو َ‬ ‫الية (‪( :)32‬ال ّذِي َ‬
‫ن يَ ْ‬

‫‪2‬‬
‫ن اتَّقَىٰ)‪ ،‬حيث‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ن أ ُ َّ‬ ‫م ن اْل َر ض وإذ ْ أَنت ُ َ‬ ‫أَن َ َ‬
‫م ِ‬ ‫م هُوَ أعْل َ ُ‬
‫م بِ َ‬ ‫سك ُ ْ‬‫م فََل تَُزك ّوا أنف ُ َ‬‫م َهات ِك ُ ْ‬ ‫ة ف ِي بُطُو ِ‬
‫جن َّ ٌ‬
‫مأ ِ‬‫ْ‬ ‫ْ ِ َِ‬ ‫شأك ُم ِّ َ‬
‫َْ‬ ‫يعلمنقا الله عقز و جقل بأنقه أنشأنقا مقن الرض (إذ ْ أَن َ َ‬
‫ض) و هذا يعنقي بأن الطاققة التقي‬ ‫م نَق الْر ِق‬ ‫شأك ُقم ِّ‬ ‫ِ‬
‫تحيققي جسققم النسققان هققي مققن الرض و هذه الطاقققة هققي طاقققة الجاذبيققة و التققي هققي مجال‬
‫كهرومغناطيسقي ي ُقشع مقن الرض و يؤثقر على جميقع الذرات على سقطح الرض و سقمائها‪ .‬تقبيّن‬
‫صورة (‪ )4‬كيفية تأثير مجال الجاذبية على أي ذرة في سماء الرض‪.‬‬

‫صورة (‪ :)4‬تأثير مجال الجاذبية الرضية على أي ذرة على سطح الرض أو في سمائها‪.‬‬

‫فنلحققظ مققن صققورة (‪ )4‬بأن المادة فققي سققماء الرض مققن شأنهققا تركيققز خطوط مجال الجاذبيققة‬
‫(المجال الكهرومغناطيسقي) أي حصقد عدد أكقبر مقن خطوط المجال و هذا يؤدي إلى زيادة طاققة‬
‫الجاذبيقة فقي مكان المادة و هذا يفسقر لماذا كلمقا زادت الكتلة زادت قوة شقد الرض لهذه الكتلة و‬
‫ذلك بسبب زيادة عدد خطوط المجال التي تمر في هذه الكتلة‪.‬‬

‫فإذا ربطنا هذا الفهم مع قول الحق في سورة النجم – الية (‪ )32‬في أنه أنشأنا من الرض و نحن‬
‫ن أ ُ َّ‬ ‫م ن اْل َر ض وإذ ْ أَنت ُق َ‬ ‫أجنقه فقي بطون أمهاتنقا (إذ ْ أَن َ َ‬
‫م َهات ِك ُق ْ‬
‫م)‪ ،‬فنتعلم مقن هذا‬ ‫ة فِقي بُطُو ِق‬
‫جن َّ ٌ‬
‫مأ ِ‬‫ْ‬ ‫ْ ِق َ ِ‬ ‫شأك ُقم ِّ َق‬ ‫ِ‬
‫بأن المجال الكهرومغناطيسقي المؤلف للجاذبيقة الرضيقة يجقب أن يكون هقو مصقدر الطاققة التقي‬
‫تجعل أج سامنا تنمو في الرحام‪ .‬و كيف ية حدوث هذا المر يبيّنه لنا حبيبنا محمد صلّى الله عليه و‬
‫سلم في الحديث الشريف التالي‪( :‬فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مر‬
‫بالنطفقة ثنتان وأربعون ليلة بعقث الله إليهقا ملكقا فصقورها وخلق سقمعها وبصقرها وجلدهقا ولحمهقا‬
‫وعظامهقا ثقم قال يقا رب أذكقر أم أنثقى فيقضقي ربقك مقا شاء ويكتقب الملك ثقم يقول يقا رب أجله‬
‫فيقول ربقك مقا شاء ويكتقب الملك ثقم يقول يقا رب رزققه فيقضقي ربقك مقا شاء ويكتقب الملك ثقم‬
‫يخرج الملك بالصحيفة في يده فل يزيد على ما أمر ول ينقص (صحيح مسلم – كتاب القدر)) حيث‬
‫إذا تفكرنقا فقي قول الحقبيب محمقد نجقد بأنقه يعلمنقا ممقا علمقه الله سقبحانه و تعالى كيفيقة خلق الله‬
‫للنسان في رحم الم حيث أنه نستطيع أن نستنتج من الحديث الشريف بأنه قبل ستة أسابيع ( ‪42‬‬
‫ليله) يكن الجنين غير مصوّر (أي غير محتوي على العضاء المميزة للنسان) و أنه بعد ستة أسابيع‬

‫‪3‬‬
‫يبعقث الله عقز و جقل ملكقا يصقوّر هذا الجنيقن (أي يُعرف فيقه شكقل النسقان و صقورته و أعضائه) و‬
‫هذا بالضبط ما نجده من التجربة العلمية كما هو مبيّن في صورة (‪.)5‬‬

‫صورة (‪ :)5‬تغيّر صورة جنين النسان بعد ستة أسابيع (‪ 42‬ليله)‪.‬‬

‫و لفهم هذا أكبر علينا أن نتفكر في أن الله عز و جل يبعث ملكا من ملئكته لكل إنسان بعد مرور‬
‫ستة أسابيع عليه في رحم الم و هو في هذه المرحلة يكون عبارة عن عدد كبير من الخليا و التي‬
‫تسمى بالخليا الم (أي التي تستطيع أن تتخصص لتصبح أية خليه يحتاجها الجسم من خليه عصبية‪،‬‬
‫عظميقة‪ ،‬عضليقة‪ ،‬و غيرهقا) فيقوم الملك بتشكيقل الجنيقن و ذلك عقن طريقق توزيقع كميات مقن هذه‬
‫الخل يا الم فقي أماكقن محددة فقي جسقم الجنيقن مثقل منطققة الرأس‪ ،‬اليديقن‪ ،‬القدميقن‪ ،‬و غيرهقا‪ .‬و‬
‫خار فقي مناطقق‬
‫خار و ذلك عقن طريقق توزيقع كميقة الف ّ‬
‫هذه العمليقة هقي مثقل عمليقة تشكيقل الف ّ‬
‫مختلفة في القطعة الفخار ية لتكوين الصورة النهائية للمنتج كما هو مبيّن في صورة ( ‪ )6‬تصديقا‬
‫َ‬
‫ل كَال ْ َف ّ ِ‬
‫خار)‪.‬‬ ‫صل ْ َ‬
‫صا ٍ‬ ‫من َ‬
‫ن ِ‬ ‫خلَقَ اْلِن َ‬
‫سا َ‬ ‫لقول الحق في سورة الرحمن – آية (‪َ ( :)14‬‬

‫خار‪.‬‬
‫صورة (‪ :)6‬تشكيل جنين النسان في رحم الم مثل عملية تشكيل الف ّ‬

‫‪4‬‬
‫و تشكيقل الملك لجنيقن النسقان مقن منظور هندسقي يعنقي توزيقع الكتلة الحيويقة فقي مناطقق معي ّقنه‬
‫فقي جسقم الجنيقن و هذا يرتبقط بتركيقز خطوط الجاذبيقة فقي جسقم الجنيقن لنقه كلمقا زادت الكتلة‬
‫الحيويقة فقي مكان معي ّقن فإن هذا يعنقي بأن عدد خطوط المجال الكهرومغناطيسقي للجاذبيقة فقي‬
‫ذلك المكان سقيزداد و اليقة الكقبير فقي هذا أيضقا هقو أنقه عندمقا عملت بتوفيقق مقن الله عقز و جقل‬
‫نماذج حاسقوبية ترسقم شكقل خطوط مجال الجاذبيقة التقي تخترق أجسقامنا وجدت بأن هذا التوزيقع‬
‫يرسم صورة جسم النسان بالضبط و هذا مبيّن في صورة (‪.)7‬‬

‫صورة (‪ :)7‬الصورة التي ترسمها خطوط مجال الجاذبية الرضية في جسم النسان نتيجة توزيع الكتلة الحيوية في‬
‫الجسم‪.‬‬

‫فنلحظ و سبحان الله العظيم بأنه نتيجة توزيع الملك للخليا الم في جسم الجنين فإن هذا يؤدي‬
‫إلى رسم صورة لمجال الجاذبية الرضية الذي يخترق جسم الجنين و أن هذه الصورة هي مطابقة‬
‫لصورة جسم النسان الذي سيكون عليها و هذا يفسر قول حبيبنا محمد حين قال‪ ( :‬بعث الله إليها‬
‫ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها)‪.‬‬

‫بعقد كقل هذا نسقتطيع إخوانقي و أخواتقي أن نعرف بأن مصقدر المجال الكهرومغناطيسقي فقي البنان‬
‫هقو المجال الكهرومغناطيسقي للرض و أن السقبب فقي التضاريقس الموجودة فقي البنان هقو أن هذا‬
‫المكان هققو مكان يخرج منققه المجال الكهرومغناطيسققي للرض مققن جسققم النسققان و بالتالي نرى‬
‫النمط التي تنتجه خطوط المجال في الجلد عند خروجها منه كما هو مبيّن في صورة (‪.)8‬‬

‫‪5‬‬
‫صورة (‪ :)8‬تفسير شكل التضاريس في البنان عن طريق نمط خروج المجال الكهرومغناطيسي للرض منه‪.‬‬

‫بعقد الجابقة بح مد الله عز و جقل عن مصقدر هذه التعرجات في منطققة البنان السؤال الن هقو عن‬
‫أهميقة هذا المجال الكهرومغناطيسقي للرض الذي يخترق أجسقامنا طوال الوققت؟ يمكننقا معرفقة‬
‫الجابقة على هذا السقؤال مقن القرآن الكريقم فقي ذات اليقة الكريمقة التقي ذكرت سقابقا و بالتحديقد‬
‫َْ‬ ‫فقي قول الحقق‪( :‬هُو أَعْل َقم بك ُقم إذ ْ أَن َ َ‬
‫ض)‪ ،‬حيقث نتعلم مقن هذا بأن هذا المجال هقو‬ ‫ن الْر ِق‬ ‫شأك ُقم ِّ‬
‫م َق‬ ‫ُ ِ ْ ِ‬ ‫َ‬
‫لنشاء النسققان أي لنموه و بالتالي فإن هذا المجال يزوّد الجسققم بالطاقققة اللزمققة للنمققو و ذكرت‬
‫فقي مقاله سقابقه بأن هذا يفسقر لماذا يفقققد رواد الفضاء الكثيقر مقن كتلة أجسقامهم عقن بقائهقم‬
‫لشهقر فقي الفضاء و ذلك لن مجال الجاذبيقة للرض أي أن هذا المجال الكهرومغناطيسقي للرض‬
‫هو ضعيف جدا في الفضاء و بالتالي يبدأ الجسم بفقدان نموه و كتلته الحية‪.‬‬

‫تفوّق علم الله في القرآن‪:‬‬

‫العلم الذي بي ّقنت فقي هذه المقالة و الذي تقم معرفتقه بالكامقل مقن القرآن الكريقم هقو سقابق لجميقع‬
‫المعارف التي تو ّصل لها البشر في زماننا هذا و الذي يبين بأن القرآن هو من عند الله و أن حبيبنا‬
‫محمقد صقلّى الله عليقه و سقلم هقو نقبي الله و رسقوله و رحمتقه للعالميقن‪ .‬و يريدنقا الله عقز و جقل‬
‫أخوانققي و أخواتققي أن نسققتخدم هذا العلم لتقريققب القرآن للناس أجمعيققن ليكون ذلك سققببا فققي‬
‫هدايتهم إلى صراط الله المستقيم و بدل أن يكونوا غرباء يصبحوا أخوانكم في الدين ‪.‬‬

‫زيد قاسم محمد غزاوي‬

‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫‪6‬‬

You might also like