You are on page 1of 2

‫أصناف غير المسلمين في بالد اإلسالم‬

‫قبل اإليغال في تفصيل (حقوق غير المسلمين في بالد اإلسالم) يجدر‬


‫بناتحديد أصناف غير المسلمين في بالد اإلسالم‪ ،‬وليس المراد هنا تحديد أنواعهم‬
‫بحسب دياناتهم كاليهود والنصارى ونحوهم؛ ّ‬
‫ألن هذا التقسيم ال تترتب عليه أحكم‬
‫ّ‬
‫ولكن المراد من‬ ‫شرعّية غالباً‪ ،‬إالما كان من تنوعهم بين أهل كتاب ومشركين‪،‬‬
‫أصنا فهم هنا ما يلي‪:‬‬
‫األول‪ :‬المواطنون من غير المسلمين‪:‬‬
‫الصنف ّ‬
‫أن علماء الفقه المسلمين قد اصطلحوا‬ ‫ي ّ‬‫سيجد المطلح على كتب الفقه اإلسالم ّ‬
‫على نعت المواطنين في بالد اإلسالم من غير المسلمين في الكتب (أهل الذ ّمة)‪،‬‬
‫يظن بعض الناس من أنّه مذموم؛ فهم يس ّمون (أهل الذ ّمة)‬ ‫حسن‪ ،‬ال كما ّ‬
‫ٌ‬ ‫وهو اسم‬
‫بمعنى ‪( :‬أهل العهد واألمان)؛ ألنّهم يصيرون في ذ ّمة مح ّمد ‪ B‬وفي ذ ّمة‬
‫المسلمين‪ ،‬أي ‪ :‬في عهدهم وأمانهم على وجه التأبيد‪.‬‬
‫ويؤيّد ذلك ما جاء في حديث بريدة‪ -‬رضي هللا عنه‪ -‬من وصيّة رسول هللا ‪ B‬لك ّل‬
‫حصن‪ ،‬فأرادوك أن‬
‫ٍ‬ ‫أمير يبعثه للجهاد حيث كان يقول له‪( :‬وإذا حاصرت أهل‬
‫تجعل لهم ذ ّمة هللا وذ ّمة نبيّه‪ ،‬فال تجعل لهم ذ ّمة هللا وذ ّمة نبّيه‪ ،‬ولكن اجعل لهم‬
‫ُ‬
‫أهون من أن‬ ‫فروا ذممكن وذمم أضحابكم‬ ‫ذ ّمتك وذ ّمة أصحا بك؛ فإنّكم أن ت ُ ْخ ُ‬
‫ت ُ ْخ ُ‬
‫فروا ذ ّمة هللا وذ ّمة رسوله)‪.‬‬
‫وكذا يؤيّد حسن المراد بهذا المصطلح (أهل الذ ّمة) ماجاء في كتاب الخليفة الراشد‬
‫أبي بكر الصديق – رضي هللا عنه – ألهل نجران ‪( :‬بسم هللا الر حمن الر حيم‪.‬‬
‫ي رسول هللا ‪ B‬أل هل نجران ‪:‬‬ ‫هذا ما كتب به عبدهللا أبوبكر خليفة مح ّمد النب ّ‬
‫ي رسول هللا ‪ B‬على أنفسهم‪ ،‬وأرضهم‪ ،‬وملّتهم‪،‬‬ ‫أجارهم بجوار هللا وذ ّمة مح ّمد النب ّ‬
‫وأموالهم‪ ،‬وحاشيتهم‪ ،‬وعبادتهم‪ ،‬وغائبهم‪ ،‬وشاهدهم‪ ،‬وأساقفتهم‪ ،‬ورهبانهم‪،‬‬
‫وبيعهم‪ ،‬وك ّل ما تحت أيد يهم من قليل أوكثير‪ ،‬اليخسرون‪ ،‬وال يعسرون‪)....‬‬
‫وكذلك ما جاء في وصية أمير المؤ منين عمر بن الخطاب رضي هللا عنه حين‬
‫وفاته للخليفة من بعده‪ ،‬حيث قال‪....(:‬وأو صيه بذمة هللا وذمة رسوله ‪ B‬أن يو في‬
‫لهم بعهدهم‪ ،‬وأن يقاتل من ورائهم‪ ،‬وال يُكلّفوا إال طاقتهم)‪.‬‬
‫ي‬
‫ي – رحمه هللا – في كتابه إلى الوالي العبّاس ّ‬ ‫كم يؤيّد حسنه قول اإلمامء األوزاع ّ‬
‫ي بن عبدهللا بن عبّاس عن أهل الذ ّمة ‪( :‬فإنّهم ليسوا بعبيد‪ ،‬فتكونوا‬ ‫صالح بن عل ّ‬
‫أحرار أه ُل ذ ّمة)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫من تحويلهم إلى بلد في سعة‪ ،‬ولكنّهم‬
‫ي روم الندو مصطلح (أهل الذ ّمة) فهما ً صحيحا ً‪ ،‬وعرف حقيقته‬ ‫وقد فهم اإلنجليز ّ‬
‫ومراده الشريف‪ ،‬ولذلك قل ((على نقيض اإلمبر اطوريّة النصر انٌية التي حاولت‬
‫أن تفرض المسيحيّة على جميح رعاياها فرضا ً‪ ،‬اعترف العرب باأل قلّيات الدينّية‪،‬‬
‫وقبلوا بوجودها‪ ،‬وكان النصارى والزرادشتّيون يعرفون عندهم أو الشعوب‬
‫المتمتعة بالحماية))‪.‬‬
‫الصنف الثاني ‪ :‬المستأمنون‬
‫يعرفهم‬
‫وهم غير المسلمين من الوافدين إلى بالد اإلسالم لعمل أو نحوه‪ ،‬حيث ّ‬
‫الفقهاء المسلمون‪.‬‬
‫صة‪ ،‬ولكنّني سوف‬
‫ولهذين الصنفين حقوق عا ّمة‪ ،‬ولك ّل صنف منهما حقوق خا ّ‬
‫أقتصر على إيضاح الحقوق العا ّمة فقط؛ لتتوافق مح أصل عنوان الموضوع‪،‬‬
‫وخشية من إلطالة واإلمالل‪.‬‬

You might also like