Professional Documents
Culture Documents
السلطة المحلية
السلطة المحلية
الجماعات المحلية حسب الفصل 100من الدستور هي ٍ " :الجهات ،العماالت واألقاليم
والجماعات الحضرية والقروية وكل جماعة أخرى تحدث بقانون" وهي وحدات ترابية
داخلة في حكم القانون العام تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي .تتوفر الجماعة
على مجموعة بشرية وتنظيم إداري وأجهزة منتخبة وأجهزة إدارية وموارد بشرية ومالية
.مستقلة
فالجماعة تسير وتدير شؤونها من قبل مجلس جماعي منتخب على اعتبار أنها الدائرة
األولى التي يتمكن فيها المواطنين بواسطة من انتخبوهم في المجلس الجماعي من أن يديروا
شؤونهم بحرية ويمارسوا حقوقهم المدنية و بأن تكون لديهم إدارة قريبة وفعالة تصغي إلى
.انتظار اتهم وتطلعاتهم
وتجربة الجماعات المحلية بالمغرب هي تجسيد لخيار الالمركزية اإلدارية الذي اعتمده
المغرب منذ االستقالل وهي تمثل خيارا ً ال رجعة فيه وورشا ً يحظى باألولوية في السياسات
.العامة للمملكة
فكرة الالمركزية اإلدارية أو اإلقليمية تقوم على أساس توزيع الوظائف اإلدارية بين
الحكومة المركزية بالعاصمة وبين هيئات محلية مستقلة .ويشترط في ذلك توفر ثالث
:أركان
أن يعهد باإلشراف على هذه المصالح إلى هيئات منتخبة -
.أن تستقل هذه المجالس في ممارسة اختصاصاتها تحت إشراف السلطة المركزية -
لقد شهدت الالمركزية على مستوى الجماعات إصالحا ً جذريا ً في العام 1976من خالل
خول الجماعات مسؤوليات واسعة فيما يتعلق بتدبير الشؤون
اعتماد إطار قانوني جديد ّ
المحلية ،ونقَـل سلطة إجراء مداوالت المجالس من ممثل الدولة إلى رئيس المجلس الجماعي
.باعتباره سلطة منتخَبة
كما تم تعزيز مسلسل الالمركزية عام 1992من خالل إحداث الجهة ،باعتبارها جماعة
محلية ذات اختصاص ،تش ّكل إطارا ً مالئما ً لتطوير آليات ومناهج جديدة كفيلة بتثمين أمثل
.للموارد البشرية والطبيعية والبيئية للجهة
فالجهة تمثل إطارا ً جغرافيا ً يضم أبعادا ً اقتصادية واجتماعية وثقافية ،تقوم على تعزيز أسس
الديمقراطية المحلية ،والتضامن داخليا ً وخارجيا ً بين الجهات والتنسيق بين مختلف الفاعلين
يكونون الجهة بغية تحقيق تنمية محلية مندمجة ومتنوعة
.الذين ّ
وهكذا حدّد ظهير 2أبريل 1997تنظيم الجهة على أساس تعزيز الممارسات الديمقراطية،
مكونات
من خالل تمكين مختلف الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين والسياسيين وباقي ّ
.المجتمع المدني ،من استثمار الجهة باعتبارها فضاء جديدا ً للتفكير والحوار والعمل
لقد صاحبت قوانينَ الالمركزية ْ
إن على مستوى الجماعة ،أو العمالة أو اإلقليم أو الجهة،
جملةٌ من إجراءات المواكبة تتوخى تمكين الهيئات المنتخَبة من أداء مهامها في أمثل
الظروف التي تضمن الفعالية ونجاعة األداء .فاإلصالح الجماعي الذي أتى به ظهير 30
شتنبر 1976وقع تعديله بمقتضى ظهير 3أكتوبر 2002القاضي بتنفيذ القانون رقم -00
78المتعلق بالتنظيم الجماعي والذي تم من خالله تعدد مسؤوليات المجلس الجماعي لتشمل
كل مجاالت التنمية المحلية ،هذا األخير بدوره شهد تعديال خالل هذه السنة وذلك من اجل
وضع اليد على مكامن الخلل واإلشكاليات التي أبانت عنها تجربة الالمركزية والتي
يستوجب تجاوزها إصالح ومالئمة اإلطار القانوني الذي ينظم العمل الجماعي ...وهكذا
وبمقتضى التعديل الذي جاء به ظهير 153-08-1الصادر بتاريخ 18فبراير 2009
القاضي بتنفيذ القانون رقم ،08-17أدخلت عدة تعديالت على الميثاق الجماعي تتمحور
عموما في تقوية آليات الحكامة المحلية ،ودعم وحدة المدينة ،وتحسين آليات تدبير المرافق
...العمومية بالتجمعات الحضرية الكبرى ،والحد من هشاشة مؤسسة الكاتب العام
إلى جانب تعديل ووضع قوانين جديدة أخرى كالتنظيم المالي لجماعات المحلية من خالل
ظهير 02-09-01الصادر بنفس التاريخ ( )2009/02/18والقاضي بتنفيذ القانون رقم
08-45
والقانون رقم 06/47المتعلق بتنظيم الجبايات المحلية الذي دخل حيز التنفيذ في فاتح يناير
2008
فحسب المادة 35من الميثاق الجماعي الجديد "يفصل المجلس بمداوالته في قضايا
الجماعة.ولهذه الغاية ،يتخذ التدابير الالزمة لضمان تنميتها االقتصادية واالجتماعية
والثقافية...يستفيد من مساعدة الدولة واألشخاص المعنوية األخرى الخاضعة للقانون
العام "...كما ان المادة 36من نفس الميثاق تنص على " :يدرس المجلس الجماعي
ويصوت على مشروع مخطط جماعي للتنمية ،يعده رئيس المجلس الجماعي...يحدد
المخطط الجماعي للتنمية األعمال التنموية المقرر انجازها بتراب الجماعة لمدة ست
سنوات ،في أفق تنمية مستدامة وفق منهج تشاركي يأخذ بعين االعتبار على الخصوص
مقاربة النوع "...من خالل هاتين المادتين ،يتضح أن المسؤولية التنموية للجماعة تتخذ
:ثالثة أوجه
مسؤولية اقتصادية :وتبرز في البرامج االقتصادية المحلية التي يعدها المجلس بصفته شريكا
في التنمية ،إما كمساعد للدولة بتثبيته لبنيات استقبال لمشاريع وإما كفاعل محلي يسعى إلى
أهداف اقتصادية تتماشى مع خصوصياته .فدائما حسب المادة 36من الميثاق الجماعي،
يضع المجلس كل التدابير التي من شانها المساهمة في الرفع من القدرات االقتصادية
للجماعة خاصة في مجاالت الفالحة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة والخدمات.
يقوم المجلس كذلك باألعمال الالزمة إلنعاش وتشجيع االستثمارات الخاصة ،وال سيما
انجاز البنيات التحتية والتجهيزات وإقامة مناطق لألنشطة االقتصادية وتحسين ظروف
...المقاوالت
مسؤولية اجتماعية :بما أن المجلس الجماعي هو المعبر عن إرادة الناخبين على المستوى
المحلي ،فهو بدلك األقرب لمعرفة حاجيات المواطنين و ترتيب أولوياتها ومدى تأثير
االستجابة لها على نفسية سكان الجماعة .فالمجلس يضع برامج تجهيز الجماعة في حدود
وسائلها الخاصة والوسائل الموضوعة رهن إشارتها...وتشمل هذه البرامج مجاالت الصحة،
.التربية الوطنية والشبيبة والرياضة
مسؤولية ثقافية :تتمثل في النهوض بالشأن الثقافي على المستوى المحلي ودعم الجمعيات
الثقافية من اجل الحفاظ على التراث الثقافي المحلي وإنعاشه ...كما يساهم في انجاز وصيانة
وتدبير المراكز االجتماعية لإليواء ودور الشباب والمراكز النسوية ودور العمل الخيري
ومأوى العجزة والمنتزهات ومراكز الترفيه...يساهم المجلس كذلك في انجاز وصيانة
المركبات الثقافية والمتاحف والمسارح والمعاهد الفنية والموسيقية ويشارك في التنشيط
.االجتماعي والثقافي والرياضي بمساعدة الهيئات العمومية المختصة
إذا ومن خالل ما تقدم ،يمكن أن نعتبر الجماعات المحلية مؤسسات للتنمية االقتصادية و
االجتماعية والثقافية و السياسية إذا توفرت الشروط الدستورية و القانونية و االقتصادية
التي تساعد فعال على قيام تلك الجماعات بدورها التنموي المحلي الرائد ،و يتمثل الشرط
األساسي إلفراز مجالس جماعية تعبر عن إرادة الساكنة على المستوى المحلي و يعطي
للجماعات المحلية سلطة القيام بالتنمية المتعددة األوجه كما سبق تفصيله ،في توفير
الضمانات الالزمة إلجراء انتخابات حرة و نزيهة إلفراز مسؤولين جماعيين يعبرون قوال
و فعال عن إرادة الناخبين الذين اختاروهم للقيام بالعمل الجماعي .أما الشرط االقتصادي،
فيتمثل في ضبط الموارد القائمة ،و البحث عن موارد جديدة بعيدا عن إثقال كاهل
المواطنين بالضرائب المختلفة ،وترشيد صرف تلك الموارد في مشاريع تنموية تساعد على
نهوض الجماعة وتحقيق إقالع اقتصادي متكامل...والتصدي ومحاربة المشاريع الوهمية،
أو شبه الوهمية،التي يراد بها فقط على نهب الموارد الطبيعية للجماعة واإلثراء السريع
...على حساب الساكنة المحلية وتفويت فرص التنمية على الجماعة
ماهي حدود ممارسة أعمال الوصاية على المجالس الجماعية والى أي حد يمكن 3-
اعتبارها آلية لتحكم في حركية المجالس والحد من استقالليتها ؟
يقول مونتسكيو "من يملك السلطة ،يميل إلى سوء استعماله" ومن خالل ما تم شرحه،
يتضح أن المشرع أعطى للجماعات المحلية سلطات واسعة فيما يتعلق بتسيير الشأن
المحلي ،لهذا السبب ومن اجل منع انحراف وتخاذل وتعنت وإساءة استعمال الهيئات
الالمركزية لسلطاتها ،خول لإلدارة المركزية ممارسة الوصاية على أعمال وأشخاص
.اإلدارة الالمركزية
الوصاية اذا هي مجموعة السلطات التي يمنحها المشرع لسلطة إدارية عليا لمراقبة أعمال
.المجالس المحلية بغية تحقيق مشروعية أعمالها وعدم تعارضها مع المصلحة العامة
:لقد حددت المادة 68من ظهير 18فبراير 2009الغاية من الوصاية في األهداف التالية
السهر على تطبيق المجلس الجماعي وجهازه التنفيذي للقوانين واألنظمة الجاري بها -
.العمل
غير أن ما تجدر اإلشارة إليه في هذا المجال ،هو أن هذه الوصاية ليست مطلقة بل هي
مقيدة ،مشروطة ومحدودة في الحاالت المتضمنة في النص القانوني المؤطر لعمل
.الجماعات المحلية
وتنقسم الوصاية اإلدارية على المجلس الجماعي إلى وصاية على األشخاص ووصاية على
.األعمال
اإلقالة التحكمية لعضو المجلس – توقيف وعزل رئيس المجلس ونوابه – الحلول محل -
رئيس المجلس الجماعي
الوصاية على قرارات رئيس المجلس ،فالقرارات التنظيمية لهذا األخير ال تكون قابلة -
للتنفيذ إال بعد أن تصادق عليها سلطة الوصاية – مراقبة المشروعية ،بحيث ان المقررات
المتخذة خالل مداوالت المجلس يجب أن توجه نسخة منها لزوما إلى السلطة المحلية قصد
المصادقة عليها....وهناك أيضا مراقبة المالئمة والتي ال تتخذ اإلطار القانوني مرجعية لها
بقدر ما هي سلطة تقديرية واسعة تسمح للسلطة برفض مقررات المجلس أو إعادة دراستها
...بحجة ما يترتب عنها من أعباء مالية أو خطورة على البيئة أو تهديدا للسكينة العامة
ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه المنتخب (مستشار ،رئيس )...،داخل الجماعة ؟ كيف 4-
ينكس ذلك الدور على النهوض بالجماعة وتحقيق التنمية االقتصادية المنشودة ؟
يتكون المجلس الجماعي من مستشارين يتغير عددهم بحسب األهمية السكانية للجماعة
والمستشارون هم أعضاء بهذه المجالس يشاركون بقوة القانون ،في تدبير أمور منطقتهم
.وهم مطالبون بالمساهمة في وضع خطط التنمية المحلية والعمل على إنجاحها
هناك صنفين من المستشارين الجماعيين :الصنف األول هم نواب الرئيس ،يملكون تفويضا
من فبل هذا األخير من اجل ممارسة بعض مهامه التي تكون محددة في قرار التفويض،
كتصحيح اإلمضاء ،توقيع بعض الرخص...وهم بذلك يساهمون في التخفيف من أعباء
.التسيير اليومية التي يتحملها الرئيس
أما الصنف الثاني من المستشارين ،فهم ال يملكون أي تفويض وتواجدهم بالجماعة يستند
إلى انتدابهم من طرف السكان المنتخبين الذين يمثلونهم داخل الجماعة .فدور هذه الفئة من
المستشارين في تسيير الشأن المحلي هو في الحقيقة جد محدود وينحصر غالبا في ممارسة
دور المعارضة خالل دورات المجلس وعدم التصويت على القرارات التي يرون أنها قد
.تنعكس سلبا على ساكنة الجماعة
أما بالنسبة للرئيس ،فهو في الحقيقة له اختصاصات جد واسعة وجد هامة ،فهو المسؤول
األول والضامن النسجام العمل باإلدارة الجماعية و تنفيذ جميع خطط التنموية الخاصة
بالجماعة .لذلك يشترط فيه أن يكون ذا تكوين يؤهله لتحمل هذه المسؤولية بالكفاءة الالزمة.
فرئيس المجلس يجب أن تتوفر فيه ،باإلضافة إلى المميزات األخالقية ،أن يكون ملما بكل
ما يدخل في اختصاصه باعتباره مشرفا على مصالح مختلفة ومتنوعة(إدارية ،اقتصادية،
الن مهمة القيادة ال managerاجتماعية )...فمن المفروض أن يكون رجل تدبير بامتياز
.يمكن تصورها دون وضع إستراتيجية تنموية محددة األهداف والوسائل
لكن التجربة في وطننا العزيز ،نادرا جدا ما تعطينا مثل هذا النوع من الرؤساء،
فالديمقراطية ولألسف لهل ثمن ،وقد يكون هذا الثمن غاليا جدا ومكلفا للجماعة بحيث قد
يفت عليها موعدها مع التنمية واإلقالع االقتصادي المنشود ...ففي هذه الحالة ،وعلى األقل
من اجل الحد من الضرر ،يجب على الرئيس أن يفوض جملة من االختصاصات المخولة
له قانونا إلى نوابه االكفاء وبان ينسق بشكل كبير مع الكاتب العام للجماعة ومع رؤساء
.األقسام والمصالح وبان ال يتردد في استشارة كل من له تجربة وخبرات في التدبير
ما هي االكراهات والمعيقات التي تواجه الجماعات المحلية وما هي الحلول المناسبة 5-
لتجاوزها ؟
أول االكراهات التي تحد من حرية المجالس الجماعية ،نجد الوصاية اإلدارية والمراقبة
المالية التي تعاني منهما الجماعات والتي وبالرغم من نداءات المناظرات المتعاقبة ودعوات
األحزاب السياسية الملحة ،لم تعرف تطورا ايجابيا في اتجاه تخفيفهما...ففي ظل سيف
الوصاية المسلط على رقاب المجالس الجماعية ،يصعب الحديث عن حرية المبادرة أو
االستقالل المالي لهذه المؤسسات التمثيلية لتتمكن من تحقيق تنميتها المستدامة .لهذا نقترح
تقويم االختالل القائم حتى تملك المجالس استقالليتها عن السلطة الوصية في تدبير الشأن
الجماعي على مستوى التسيير والتقرير وعلى مستوى البحث عن موارد جديدة بعيدا عن
إثقال كاهل المواطنين ،وسعيها إلى القيام بتنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية لتوفير شروط
.حياة أحسن لساكنة الجماعة
هناك أيضا مشكل انغالق المجلس الجماعي على ذاته وعدم انفتاحه على المواطنين
ومكونات الرأي العام المحلي والمجتمع المدني ،مما يسقطه في فخ القطيعة مع الهيأة الناخبة
ويصبح بالتالي مجرد إدارة بيروقراطية إضافية ال تملك أية تمثيلية و ال أية شرعية سياسية
.
من األخطاء كذلك التي يمكن أن يسقط فيها المجلس الجماعي هو سلوك الغطرسة والعجرفة
التي يقع فيها بعض المستشارين الجماعيين المقربين من الرئيس ،فما أن تنبثق األغلبية
داخل المجلس حتى تهمش األقلية وتصبح مضايقة ومحاصرة ومشلولة الحركة ،الن كل ما
يصدر منها ،هو في رأي المجلس المسير مناورة لإليقاع به ونسف وحدته...فهذه السلوكات
تزيد من عزلة المجلس عن محيطه وتجعله غير قادر على تحمل االنتقاد وسماع الفكر
المخالف وطبيعي أن المجلس المتصف بهذا السلوك يعتقد أن كل ما يقوم به هو عين
الصواب ،ومن ثمة يصبح مستبدا ال يتوانى في فرض إرادته ويسقط في فخ البيروقراطية
...واالنتهازية وخدمة المصلحة الخاصة
هناك أيضا فئة من المستشارين ،ونضرا لجهلهم بالقانون ولحدود اختصاصاتهم ،يضنون أن
عملية االنتخاب كافية إلخضاع الموظف الجماعي لرغبتهم وقد يذهب به الجهل ورغبتهم
في تلبية حاجيات الناخبين أو حاجياتهم الخاصة إلى أن يطلبوا من الموظف القيام بأفعال
غير مشروعة قانونا ...لهذا نحن نقترح في هذا المجال ضرورة تكوين المستشار الجماعي
وتلقينه دروسا ولو شفوية من اجل معرفة حدود اختصاصاته والدور الموكول له كما يجب
اشتراط الكفاءة العلمية واألدبية والقانونية في الترشيح لشغل عضوية الجماعة حتى ال تسقط
الجماعة بين أيدي مجلس يتكون من أعضاء يفتقدون الكفاءة والقدرة على تدبير الشأن
.الجماعي .مما يبرر قيام السلطة الوصية ،وفرض وصايتها على العمل الجماعي
من المعيقات كذلك إثقال كاهل الجماعة بالديون المقترضة من صندوق الجماعات
للقيام بأمور ال عالقة لها بتنمية الجماعة أو للتسيير العادي ،مما يدخل FECالمحلية
.الجماعة في عملية خدمة الدين
من حيث عمل المجلس هناك مشكل غياب هيكل تنظيمي للجماعة يبين اختصاصات كل
قسم أو مصلحة على حدة .فال يمكن تصور عمل المصالح و تجنب تداخل االختصاص إذا
لم يتوفر هيكل إداري على ضوئه تضبط المسؤوليات ويقسم العمل داخل الجماعة...كما انه
يجب أن يوضع على رأس هذه األقسام موظفين في المستوى المطلوب بناءا على المؤهالت
...العلمية والتجربة وليس على اعتبار العالقة والقرابة من المستشارين
من االكراهات كذلك غياب شروط العمل باإلدارة الجماعية ،فالتحوالت المجتمعية
والتطورات السياسية تقتضي توفر بنيات جماعية في مستوى الدور المنوط بهذه المؤسسات
الدستورية...غر أن واقع الحال بجل الجماعات بالمغرب هو غير ذلك (نموذج مدينة
).وجدة
وهناك مشاكل أخرى من قبيل االختالالت التي تعتري مشاريع التدبير المفوض ،ونقص
الموارد البشرية المؤهلة ،وتدني أجور الموظفين الصغار ،وبطء تنفيذ المشاريع التنموية
...بسبب النقص في التمويل وعدم القدرة على المواكبة
وهذه العوائق وغيرها مما لم نأت على ذكره تجعل الدور التنموي للجماعات المحلية شبه
منعدم و بالتالي فإن المجالس الجماعية ال يمكن أن تقوم إال بدور تسيير بعض شؤون
.المواطنين مما يمكن أن تشرف عليه السلطة الوصية نفسها
اخيـــــرا
التنمية المحلية ال تكون إال بتوفير شروط محددة ،من أهمها أن يكون المجلس الجماعي
معبرا عن إرادة الناخبين في الدائرة االنتخابية بصفة خاصة ،و عن إرادة المواطنين في
تراب الجماعية بصفة عامة ،أي أن تكون هناك ديمقراطية من الشعب و إلى الشعب
ديمقراطية حقيقية تحرم شراء الضمائر في االنتخابات من قبل سماسرة االنتخابات الذين
يستغلون جهل الناس و فقرهم ،نظرا لما لذلك من اثر في إفساد الحياة السياسية بصفة عامة
.وإفشال تجربة العمل الجماعي
كما يجب على السلطة المحلية أن تلعب دورها كامال في الحرص على إجراء انتخابات حرة
و نزيهة وتجريم كل أشكال التزوير المعروفة كالسماح بإقامة الوالئم بمناسبات مختلقة ،أو
حتى بدون مناسبة ،أو بغض الطرف عن شراء الضمائر ،أو قيام المقدمين و الشيوخ
بتوجيه الناخبين ...هذه الممارسات التي ال تتماشى أبدا مع التوجه العام للسلطات العامة
.ببالدنا والتي تعطي انطباعا جد سلبي وتفقد المواطن الثقة في المؤسسات التمثيلية المحلية