You are on page 1of 2

‫ثالث ًا‪ :‬التدبري فاهلل ‪ ‬منفرد بالتدبري فهو الذي يدبر اخللق‬ ‫وهي حسب ما ذكره أهل العلم

ب ما ذكره أهل العلم ثالثة‪:‬‬ ‫التوحيد وأنواعه‬


‫ويدبر الساموات واألرض كام قال اهلل سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫األول‪ :‬توحيد الربوبية‪.‬‬ ‫احلمد هلل والصالة والسالم عىل رسول اهلل وبعد‪:‬‬
‫ﭽﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ‬ ‫الثاين‪ :‬توحيد األلوهية‪.‬‬ ‫هذه فوائد يف أنواع التوحيد الذي هو حق اهلل عىل العبيد‬
‫[األعراف‪.]٤٥ :‬‬
‫الثالث‪ :‬توحيد األسامء والصفات‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خلصتها بترصف من فتاوى اإلمام ابن عثيمني‬
‫وعلموا ذلك بالتتبع واالستقراء و النظر يف اآليات‬
‫النوع الثاين‪ :‬توحيد األلوهية‪ :‬وهو «إفراد اهلل‬
‫واألحاديث فوجدوا أن التوحيد ال خيرج عن هذه األنواع‬ ‫التوحيد لغة‪« :‬مصدر وحد يوحد‪ ،‬أي جعل اليشء‬
‫بالعبادة» بأن ال يتخذ اإلنسان مع اهلل أحد ًا يعبده ويتقرب‬ ‫الثالثة فنوعوا التوحيد إىل ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫واحدا» وهذا ال يتحقق إال بنفي وإثبات‪ ،‬نفي احلكم عام‬
‫إليه كام يعبد اهلل تعاىل ويتقرب إليه وهذا النوع من التوحيد‬
‫باخللق‪،‬‬ ‫األول‪ :‬توحيد الربوبية‪ :‬وهو «إفراد اهلل‬ ‫سوى ا ُمل َّ‬
‫وحد‪ ،‬وإثباته له‪ ،‬فمث ً‬
‫ال نقول‪ :‬إنه ال يتم لإلنسان‬
‫هو الذي ضل فيه املرشكون الذين قاتلهم النبي ﷺ‬
‫وامللك‪ ،‬والتدبري» وتفصيل ذلك‪:‬‬ ‫التوحيد حتى يشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬فينفي األلوهية عام‬
‫واستباح دماءهم وأمواهلم وأرضهم وديارهم وسبى‬
‫أوالً‪ :‬بالنسبة إلفراد اهلل تعاىل باخللق فاهلل تعاىل وحده هو‬ ‫سوى اهلل ‪ ‬ويثبتها هلل وحده‪ ،‬وذلك أن النفي املحض‬
‫نساءهم وذريتهم‪ ،‬وهو الذي بعثت به الرسل وأنزلت به‬
‫اخلالق ال خالق سواه قال اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫تعطيل حمض‪ ،‬واإلثبات املحض ال يمنع مشاركة الغري يف‬
‫الكتب مع أخويه توحيدي الربوبية‪ ،‬واألسامء والصفات‪،‬‬
‫ﭽﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬ ‫بت له القيام‬
‫احلكم‪ ،‬فلو قلت مثالً‪« :‬فالن قائم» فهنا أث َّ‬
‫لكن أكثر ما يعالج الرسل أقوامهم عىل هذا النوع من‬
‫لكنك مل توحده به‪ ،‬ألنه من اجلائز أن يشاركه غريه يف هذا‬
‫ﰄﰅﭼ [فاطر‪.]٣ :‬‬
‫التوحيد وهو توحيد األلوهية بحيث ال يرصف اإلنسان‬
‫القيام‪ ،‬ولو قلت‪« :‬ال قائم» فقد نفيت حمض ًا ومل تثبت القيام‬
‫ال مللك مقرب‪ ،‬وال لنبي‬ ‫شيئ ًا من العبادة لغري اهلل‬ ‫ألحد‪ ،‬فإذا قلت‪« :‬ال قائم إال زيد» فحينئذ تكون وحدت‬
‫ثاني ًا‪ :‬إفراد اهلل تعاىل بامللك فاهلل تعاىل وحده هو املالك كام‬
‫مرسل‪ ،‬وال لويل صالح‪ ،‬وال ألي أحد من املخلوقني‪ ،‬ألن‬ ‫زيد ًا بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه‪ ،‬وهذا هو حتقيق‬
‫العبادة ال تصح إال هلل ‪ ،‬ومن أخل هبذا التوحيد فهو‬ ‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫التوحيد يف الواقع‪ ،‬أي إن التوحيد ال يكون توحيدا حتى‬
‫مرشك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية‪ ،‬وبتوحيد األسامء‬ ‫ﭙﭼ [امللك‪.]١ :‬‬
‫يتضمن نفيا وإثباتا‪.‬‬
‫هو‬ ‫والصفات‪ .‬فلو أن رج ً‬
‫ال من الناس يؤمن بأن اهلل‬
‫وأنواع التوحيد بالنسبة هلل ‪ ‬تدخل كلها يف تعريف‬
‫املستحق ملا‬ ‫اخلالق املالك املدبر جلميع األمور‪ ،‬وأنه‬
‫بام خيتص به»‪.‬‬ ‫عام وهو «إفراد اهلل‬

‫‪-3-‬‬ ‫‪-2-‬‬ ‫‪-1-‬‬


‫فالبد من اإليامن بام سمى اهلل به نفسه ووصف به نفسه عىل‬ ‫يستحقه من األسامء والصفات لكن يعبد مع اهلل غريه مل‬
‫وجه احلقيقة ال املجاز‪ ،‬ولكن من غري تكييف‪ ،‬وال متثيل‪.‬‬ ‫ينفعه إقراره بتوحيد الربوبية واألسامء والصفات‪ .‬فلو‬

‫سمى نفسه باحلي القيوم فيجب‬ ‫مثال ذلك‪ :‬أن اهلل‬ ‫فرض أن رجالً يقر إقرار ًا كام ً‬
‫ال بتوحيد الربوبية وتوحيد‬

‫علينا أن نؤمن بأن احلي إسم من أسامء اهلل تعاىل وجيب‬ ‫األسامء والصفات لكن يذهب إىل القرب فيعبد صاحبه أو‬

‫علينا أن نؤمن بام تضمنه هذا االسم من وصف وهي احلياة‬ ‫ينذر له قربان ًا يتقرب به إليه فإن هذا مرشك كافر خالد يف‬

‫الكاملة التي مل تسبق بعدم وال يلحقها فناء‪ .‬وسمى اهلل‬ ‫النار‪ ،‬قال اهلل تبارك وتعاىل‪ :‬ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬
‫نفسه بالسميع فعلينا أن نؤمن بالسميع اس ًام من أسامء اهلل‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫وبالسمع صفة من صفاته‪ ،‬وبأنه يسمع وهو احلكم‬
‫ﮉﭼ [املائدة‪.]٢٧ :‬‬
‫الذي اقتضاه ذلك االسم وتلك الصفة‪ ،‬فإن سميع ًا بال‬
‫ومن املعلوم لكل من قرأ كتاب اهلل ‪ ‬أن املرشكني‬
‫سمع أو سمع ًا بال إدراك مسموع هذا يشء حمال وعىل هذا‬
‫الذين قاتلهم النبي ﷺ واستحل دماءهم‪ ،‬وأمواهلم وسبى‬
‫فقس‪.‬‬
‫نساءهم‪ ،‬وذريتهم‪ ،‬وغنم أرضهم كانوا مقرين بأن اهلل‬
‫تعاىل وحده هو الرب اخلالق ال يشكون يف ذلك‪ ،‬ولكن ملا‬
‫[جمموع فتاوى ابن عثيمني بترصف ‪١‬ص ‪]6‬‬
‫كانوا يعبدون معه غريه صاروا بذلك مرشكني مباحي الدم‬
‫واملال‪.‬‬
‫وصىل اهلل وسلم عىل نبينا حممد وآله وصحبه‪.‬‬

‫النوع الثالث‪ :‬توحيد األسامء والصفات‪ :‬وهو «إفراد‬

‫بام سمى اهلل به نفسه ووصف به نفسه يف كتابه‬ ‫اهلل‬


‫أو عىل لسان رسوله ﷺ‪ ،‬وذلك بإثبات ما أثبته من غري‬
‫حتريف‪ ،‬وال تعطيل‪ ،‬ومن غري تكييف‪ ،‬وال متثيل»‪.‬‬
‫احلقوق لكل مسلم‬

‫‪-5-‬‬ ‫‪-4-‬‬

You might also like