Professional Documents
Culture Documents
Aristotles Poetics
Aristotles Poetics
متهيد:
نشأت البالغة العربية القدمية على غرار النقد يف أحضان الشعر وارتبطت،
مثلها مثل العلوم اللغوية بالقرآن ،والبالغة لغة "من قوهلم بلغت الغاية إذا انتهيت إليها
و بلغتها غريي ،ومبلغ الشيء منتهاه ،واملبالغة يف الشيء االنتهاء إىل غايته ،فسميت
البالغة بالغة ألنها تنهي املعنى إىل قلب السامع فيفهمه ( )...وهي البالغ أيضا ويقال
الدنيا بالغ ألنها تؤديك إىل اآلخرة والبالغة أيضا التبليغ يف قول اهلل عز وجل(" :هذا
بالغ للناس) . 1"...ويعرفها أبو هالل العسكري قائال" :البالغة كل ما تبلغ به املعنى
قلب السامع فتمكنه يف نفسه لتمكنه يف نفسك مع صورة مقبولة ومعرض حسن" 2ثم
يعقب(" :وإمنا) جعلنا حسن املعرض وقبول الصورة شرطا يف البالغة ألن الكالم إذا
كانت عبارته رثة ومعرضه خلقا مل يسم بليغا وإن كان مفهوم املعنى مكشوف
املغزى".3
خيتصر كالم العسكري عن البالغة أهم السمات يف الفكر البالغي العربي
القديم ،فكل من التعريف اللغوي واالصطالحي للبالغة يتضمن البعد "التداولي" الذي
حتيل إليه داللة اإلبالغ والتبليغ والعناية باملتلقي من زاوية احلرص على ايصال املعنى
كامال ،وهو ما يعرب عنه بالوضوح والبيان ،لكن هذه العناية وهذا احلرص على
الوضوح يبدو ثانويا أمام االهتمام بـ"الصورة املقبولة واملعرض احلسن" ،فما يشكل
موضوع البالغة العربية القدمية هو العبارة أو الشكل أو الصياغة ـ ما دام الفصل بني
اللفظ واملعنى إمكانية قائمة ـ إضافة إىل ارتباط البالغة يف نشأتها بالقرآن مما جعلها
"حماولة لتفسري اخلطاب ومل تهدف إىل إنتاجه" 4وقد احندرت البالغة العربية القدمية،
199
يف ولعها بالشكل من جهة ،وهوسها باإلبانة والوضوح من جهة أخرى إىل تقسيمات
وتفريعات جتمدت على يدي نزعة تعليمية أفقدتها أصالتها وتلخيصات على ملخصات
لّت حركتها.
قامت البالغة العربية وعاشت "طيلة تارخيها بوصفها احتفاء بالشكل وتغييبا له
يف اآلن نفسه ،اهتمام بالصياغة واللغة ،وحرصا شديدا على وضوح املعنى والعمل على
اخرتاع اآلليات القادرة على إدراك ذلك الوضوح إن وقف دونه إشكال أو إلتباس" 5أما
البالغة الغربية ،فقد عرفت مسارا خمتلفا ،حيث نشأت يف أحضان الفلسفة واملنطق
واهتمت باخلطابة وبأساليب اإلقناع وإنتاج اخلطاب أكثر من الشعر ،حيث يعرف
أرسطو البالغة بأنها" :الكشف عن الطرق املمكنة لإلقناع يف أي موضوع كان"،6
وجعلها مخسة أقسام هي "االب تكار ،الرتتيب ،الصياغة ،احلفظ واإللقاء "حيث
تشكل العبارة أو الشكل قسما واحدا من أقسام البالغة األرسطية ،يف حني أن
الرتاث البالغي عند العرب مل يعرف هذه التقسيمات إمنا وضع نظرية ذات قوانني
تدمج املسلكني اخلطابي والشعري" فاملوروث البالغي العربي ،سواء ما تعلق منه
بالشعر أو بالنثر ،يوسم جانب كبري منه مبيسم اخلطابة" 7وقد جعل البالغيون العرب
األقاويل اخلطابية ،نثرا كانت أو شعرا ،نوعني:
" 1ـ أقاويل معتمدة على قياس منطقي أو استدالل أو حماكمة عقلية ،وهي
غالبا ما تكون نثرية 2 .ـ وأخرى تعتمد التخييل واحملاكاة واالستعانة بالكناية
واجملاز والتشبيه والتمثيل ،واالستعارة ،وغالبا ما تكون شعرية" 8والغاية يف كل
منهما إلقناع املخاطب برأي أو بفكرة.
بعد هذا التمهيد املوجز يف التعريف بالبالغة وأهم الفروق بني البالغة العربية
والبالغة الغربية ،سنتعرض إىل تعريفات االستعارة وتطور مفهومها بني البالغة
التقليدية والنظرة احلديثة لالستعارة مع الرتكيز على النظرية االستبدالية ،النظرية
التفاعلية والنظرية التأويلية كما طرحها بول ريكور.
200
) 1ـ االستعارة يف البالغة العربية:
االستعارة يف اللغة "من قوهلم استعار املال إذا طلبه عارية" ،وممن عرفها من
9
اللغويني والنحاة العرب القدامى أبو عباس أمحد ثعلب (ت 281هـ) يف كتاب "قواعد
الشعر"حيث يقول فيها" :هي أن يستعار للشيء اسم غريه أو معنى سواء" ،10وعند ابن
املعتز يف كتاب "البديع"" :إنها استعارة الكلمة لشيء مل يعرف بها من شيء قد عرف
بها" .11ويعد اجلاحظ من األوا ئل الذين عرفوا االستعارة لونا بالغيا يف النقد العربي
القديم ،وذلك يف كتابه "البيان والتبيني" بقوله" :تشبيه الشيء باسم غريه إذا قام
مقامه" 12فهي اختاذ الشيء السم غري امسه ،حيث يبقى مناط اإلحالة واحدا لكن
الدال األصلي يفسح اجملال لدال آخر ينوب عنه يف اإلحالة على هذا املرجع /املدلول.
أما أبوهالل العسكري فيعرفها" :االستعارة نقل العبارة عن موضع استعماهلا يف أصل
اللغة إىل غريه لغرض" ،13ففي حني يتحدث اجلاحظ عن الكلمة (االسم) جند
العسكري يتحدث عن عبارة انتقلت من استعماهلا األصلي الذي حتدده أعراف اللغة
إىل استعمال آخ ر خيتلف عنه ،فهناك دائما دال أصلي ينسحب لصاحل دال آخر .
ويورد عبد القاهر اجلرجاني يف "أسرار البالغة" التعريف التالي" :اعلم أن
االستعارة يف اجلملة أن يكون للفظ أصل يف الوضع اللغوي معروفا تدل عليه الشواهد
على أنه اختص به حني وضع ،ثم يستعمله الشاعر أو غري الشاعر يف غري ذلك األصل
وينقله إليه نقال غري الزم ،فيكون هناك كالعارية" .14يبدو تعريف اجلرجاني أكثر
تدقيقا حيث جيعل االستعارة يف اجلملة لكنه خيصص وقوعها يف اللفظ ،وهو يزيد
على العسكري حني يستدل على االستخدام األصلي للفظة بوجود شواهد تؤكد
حتصصه فيه ،فيكون استعم اهلا يف غري موضعها ونقلها إىل موضع ال تستخدم فيه يف
األصل على سبيل االستعارة .
نستخلص من التعريفات السابقة وجود عنصرين لالستعارة هما ؛ الدال األصلي
الذي ميثل املشبه احملذوف والدال الذي ينوب عنه الذي ميثل املشبه به املثبت حيث
يستبدل األول بالثاني على أساس ع القة املشابهة ،وحصول هذا االستبدال يتضمن
عملية تفكيك مزدوجة لعالمتني متباعدتني ظاهريا ،تفكيك العالمة األوىل بفصل
الدال األصلي عن مرجعه /مدلوله وتغييب الدال األصلي ،وتفكيك العالمة الثانية
201
بفصل الدال الذي ينوب عن الدال األصلي عن مرجعه دون مدلوله (حيث يكون هذا
األخري مبثابة القرينة) وتغييب هذا املرجع ،والعملية الثالثة تتمثل يف تنصيب الدال
الثاني على مرجع الدال األول لتتحقق االستعارة.
يبدو وصفنا هذا تبسيطيا إىل حد ما بالنظر إىل إلتباس التشبيه البليغ
باالستعارة وبعض وجوه اجملاز األخرى يف الرتاث النقدي العربي ،كما أن االستعارة قد
"تنتزع من متعدد" ـ إن صح التعبري ـ ولطاملا أثارت حتليالتها التطبيقية ارتباكا نظريا
كبريا تواصل حتى عند احملدثني مما حدا ببعض النقاد املعاصرين إىل التأكيد على
عدم تسطيح فهم القدامى لالستعارة والرتكيز على جوانب اللبس هذه لفهم عمق
اإلشكاليات اليت أثارها مبحث االستعارة عندهم" ،ارتاب النقاد يف طرق تبسيط
االستعارة ،وجادلوا أنفسهم يف مبدئها أحقا يكون مبدأ االستعارة تشابها أو تناسبا؟
لقد غلب على املتلقي احلديث للرتاث النقدي هذا النحو من الفهم ( )...لقد خيل إلينا يف
تفهم االستعارة أن األمر يكاد ي كون متعة أو تسلية ال أمر مشكلة وتعقيد .والغريب
أننا عزونا هذه النظرة إىل القدماء .واحلقيقة أن االستعارة ،على خالف هذا االنطباع،
هلا مكان جدي يف مناقشات اللغة .إن معاجلة االستعارة يف النقد العربي معاجلة حافلة
باجلدل والريب ( )...ومهما يكن من أمر فقد استقر يف أنفس الذين قرأوا "دالئل
اإلعجاز" و"أسرار البالغة" أمر املشابهة ،وغاب عنهم أمر الريب غيها .واحتلت املشابهة
مكانا كبريا ،ومل نكد نلتفت إىل بعض مساءالت النقاد هلذه الفكرة .لقد اخرتنا
اجلانب الذلول من كتابات القدماء .قل إننا حولنا اهلضاب والوديان أرضا مسطحة
ملساء".15
لكن اجملال هنا ال يسمح باخلوض يف هذه املسائل وإن رأينا ضرورة يف اإلشارة
إليها ،إال أننا مع ذلك لن خنتلف عن كون جممل ما قيل يف االستعارة يف الرتاث
النقدي العربي ال خيرج عن اإلطار العام لنظرية االستبدال اليت هيمنت بنفس القدر
على النظرة إىل االستعارة يف البالغة الغربية التقليدية.
) 2ـ االستعارة يف البالغة الغربية :
يعرف أرسطو االستعارة بأنها" :نقل شيء عن امسه إىل اسم يعني شيئا آخر ،نقل
يتم من اجلنس إىل النوع ،أو من النوع إىل اجلنس ،أو من النوع إىل النوع على اعتبار
202
عالقة التماثل "فاالستعارة حسب هذا امل فهوم هو انتقال للدوال ضمن املقوالت املنطقية،
لكن هذا االنتقال يظل حمكوما مببدأ التماثل الذي جييزه املنطق ويسمح بإقامة
عالقات مشابهة بينها" ،لقد سيطر املعتقد األرسطي ملفهوم االستعارة ،املتمثل يف أنها
جمرد نقل ،على العديد من الدراسات البالغية القدمية واحلديثة يف الشرق والغرب
على حد سواء .ويالحظ أن يف الكلمة اليونانية املشتقة منها كلمة استعارة ما يشري
إىل حتديد العملية اللغوية اليت بها يكون أحد أشكال املوضوعات منقوال إىل موضوع
آخر ،وعليه فإنه يصح أن يكون هذا املوضوع األخري حاال حمل األول" 16وهو التصور
نفسه لع مل االستعارة ،والذي يفرتض عملية نقل بني األمساء ،كما عند أرسطو حيث
قصر كالمه على األمساء دون بقية أجزاء الكالم اليت قد يطاهلا اإلجراء االستعاري،
أو عملية نقل بني مدلوالت تتسم بالتنافر أساسا ،حيث يعرف دو مارسيDu Marsais
االستعارة بأنها" :الشكل الذي بواسطته ننقل الداللة اخلاصة باسم إىل داللة ال تتوافق
معه إال على سبيل مقارنة تكون يف الذهن" .17يعرب دو مارسي يف هذا التعريف عن
مبدأ التماثل وعالقة املشابهة بالعملية الذهنية اليت تتوسطهما ،فافرتاض وجود التماثل
يؤدي إىل املقارنة بني طريف االستعارة وينتج عن هذه املقارنة استخالص التشابه الذي
خيول للداللة بأن تنتقل من اسم إىل اسم ،ويؤكد خاصة على مظهر التنافر الذي تزيله
عملية املقارنة بالنسبة للمتلقي .أما فونتانيي Fontanierفريى أن االستعارة تتمثل يف
"تقديم فكرة حتت عالمة تكون ملفتة أكثر ،أو معروفة أكثر ،واليت ال تتعلق،
على كل حال ،باألوىل بأي رابط آخر غري نوع من التوافق أو التماثل" ،18تتميز دراسة
فونتانيي للصور البالغية يف تقسيمه هلا حسب العالقات بني األفكار اليت تتضمنها وما
حيكم االستعارة هي عالقات التماثل.
* النظرية االستبدالية:
إن القاسم املشرتك بني كل هذه التعريفات لالستعارة أنها تتصور اشتغاهلا
عملية استبدال بسيط بني مدلوالت ثابتة أو بني عنصرين" ،وتذهب النظرية االستبدالية
إىل أن االستعارة عالقة لغوية تقوم على املقارنة ،شأنها يف ذلك شأن التشبيه ،ولكنها
تتمايز عنه بأنها تعتمد على االستبدال ،أو االنتقال بني الدالالت الثابتة للكلمات
املختلفة ،أي أن املعنى ال يقدم فيها بطريقة مباشرة ،بل يقارن أو يستبدل بغريه على
203
أساس من التشابه .فإذا كنا نواجه يف التشبيه طرفني جيتمعان معا ،فإننا يف
االستعارة نواجه طرفا واحدا حيل حمل طرف آخر ويقوم مقامه ،لعالقة اشرتاك شبيهة
بتلك اليت يقوم عليها التشبيه".19
تعترب النظرية االستبدالية االستعارة زينة وحتلية للغة ،ينتج أثرها عن اجلمع بني
املألوف وغري املألوف ،واللذة اليت جيدها القارئ تصدر عن إدراك واستجالء التشابه
والتماثل وراء مظهر التنافر الذي يقدمه الرتكيب االستعاري .
تقوم بني طريف االستعارة جمموعة من التشابهات وجمموعة من االختالفات
كذلك ،مبعنى أن التشابه جزئي بالضرورة و" لكي يكون للتشابه أهمية ،فال بد أن
يكون هذا التشابه أكثر وضوحا من عنصر االختالف واملغايرة املوجودين بني طريف
االستعارة ،كذلك جيب أن يكون جوهريا وهاما" .20يذكرنا هذا الكالم بقاعدة
"مناسبة املستعار منه للمستعار له " يف نظرية عمود الشعر العربية ،ويف ضوء الفكرة
نفسها يفهم حديث اآلمدي عن االستعارة حني يقول" :وإمنا استعارت العرب املعنى ملا
ليس له ،إذا كان يقاربه أو يناسبه أو يشبهه يف بعض أحواله ،أو كان سببا من
أسبابه ،فتكون اللفظة املستع ارة حينئذ الئقة بالشيء الذي استعريت له ،ومالئمة
ملعناه".21
حيلل أنصار النظرية االستبدالية االستعارات ويشرحون اشتغاهلا انطالقا من
افرتاض "أن كل الوجوه األساسية للتشابه أو معظمها معدودة ،وميكن حصرها،
لنصل إىل الفهم" ،22ويعتقدون يف إمكانية ترمجة هذا التشابه إىل معنى حريف.
ويتم حتليل االستعارة على ثالث خطوات هي:
1ـ الفصل بني االستخدام احلريف ،واالستخدام االستعاري .إذ جيب أوال رصد
االستعارة حينما ال يستقيم التفسري احلريف فنلحظ وجود التعبري اجملازي عند موضع
معني من العبارة .
2ـ حتليل املشبه واملشبه به باستخدام عناصر داللية مللء الفراغات املوجودة بني
التفسري احلريف والتفسري االستعاري.
3ـ تعيني وجه الشبه" ،يبني ليتش أن رؤية وجه الشبه بشكل واضح تتم عندما
نفصل بني املشبه واملشبه به ،ولكي نعثر على وجه الشبه هذا بني طريف االستعارة ،ال
204
بد أن نسأل :ما التشابه الذي يالحظ بني اخلطني األعلى واألسفل من التحليل" ،23أي
بني التعبري احلريف والتعبري اجملازي ،وجيعل اإلجابة على هذا التساؤل وحتديد أوجه
التشابه رهينا بـ" حدس شخصي".
تعرضت النظرية االستبدالية لالستعارة إىل انتقاد شديد يف العصر احلديث،
ومن بني الذين أظهروا نقاط ضعفها ج .سورل الذي يعترب هذه النظرية ،رغم جاذبيتها،
فاشلة ألنها ال تفيدنا يف معرفة كيفية إحصاء القيم والصفات املشرتكة بني املشبه
واملشبه به بدقة ووضوح "إذ ال توجد يف هذه النظرية أية قوة تفسريية من أجل االتكاء
عليها" يف حني أن " املهمة الكربى ألي نظرية يف االستعارة ،هي االهتمام بشرح كيفية
متكن املتكلم واملستمع من االنتقال من (س [املشبه] هي ب [املشبه به]) إىل (س هي ر
[القيم والصفات املشرتكة]) ،بواسطة املرور أوال مبرحلة (س تشبه ب) فيما يتعلق
بـ(ر) ،ومل تهتم النظرية االستبدالية بالكيفية اليت ميكن أن نستنتج بها وحندد
بواسطتها القيم اليت ميكن أن تعني لـ(ر)" .24وال يرى سورل أن مسألة أخذ التشبيه
حرفيا ضرورية ،فاستعارات كثرية ال يتوافر بني طرفيها "تشابه حريف مطابق" ،وقد ال
يدل احملمول على شيء يف الواقع ،كما يف عالقات املشابهة اليت حتيل إىل كائنات
خرافية وأسطورية ،فاملشابهة ،إذن" ،تقوم بدور أساسي حقا يف فهم االستعارة ،ويف
إنتاجها ولكن إثباتها ليس بالضرورة إثبات مشابهة؛ ألن اإلثبات االستعاري يستمر
صادقا وإن كان معناه خاطئا ،كما أن هناك استعارات ال تعتمد على أية مشابهة
حرفية ،مثل :
أ ـ االستعارات احلرارية حنو :جدال ساخن ،واستقبال حار ،وصداقة فاترة،
وبرود جنسي ...
ب ـ االستعارات املكانية ( الفضائية ) حنو :الوقت يطري .
جـ ـ االستعارات الزمانية حنو :الساعات زحفت.
اخل. 25
د ـ االستعارات الذوقية حنو :شخص مر "
) 3ـ االستعارة يف النظريات احلديثة:
مارست الدراسات البالغية تأثريا كبريا على الدراسات اللغوية والداللية
احلديثة ،وقد أسهمت هذه الدراسات بدورها يف جتديد املباحث البالغية ،فقد عرفت
205
نظرية االستعارة دفعا جديدا على يد علماء الداللة واللسانيات الذين درسوها مبنظور
ثنائيات سوسور خاصة املتعلقة منها مبحوري اجملاورة syntagmatiqueواالستبدال أو
التداعي ، associativeففي تصنيفه ألمناط التغري الداللي ،اعتمد أوملان Ullmann
على التمييز بني االستعارة والكناية ،حيث ترتبط االستعارة مبحور االستبدال
والكناية مبحور اجملاورة ،وهو يعترب أن لغة بدون استعارة وكناية ال وجود هلا" ،فهذين
العاملني حمايثني للبنية األساسية للكالم البشري" ،26وهي الفكرة اليت بنى عليها
جاكبسون تعريفه لالستعارة حيث يعترب أن حمور االستبدال الذي يسميه حمور
االنتقاء selectionميثل االستعارة ،وحمور التداعي الذي يسميه حمور الرتكيب
combinaisonميثل الكناية" ،فالكناية تعتمد على تنضيد األشياء ضمن حمور
اجملاورة ،واالستعارة تنظم هذه األشياء وفقا ملبدأ االنتقاء ،وعلى استعمال الكناية
واالستعارة تتوقف طبيعة األسلوب الشخصي لدى كل كاتب" ،27واالستعارة حسب
جاكبسون" صورة بالغية للتكافؤ ،ألنها تقدم كيانا خمتلفا حلالة الكيان الذي
يشكل املوضوع الرئيس للصورة ( )...وهكذا تكون االستعارة ترابطية يف ميزتها،
وتستثمر العالقات العمودية للغة" .28وقد كانت االنتقادات اليت وجهت إىل نظرية
االستعارة عند جاكبسون من الدوافع اليت أدت إىل تطوير نظريات االستعارة عموما.
عرفت الدراسات البالغية نهضة جديدة مع بداية السبعينات خاصة مع الفلسفة
التجريبية اإلجنليزية ممثلة يف أفكار جورج الكوف G. Lakoffومــارك جونسون
M. Jonsonمن خالل كتابهما "االستعارات اليت حنيا بها" ،وأعمال مجاعة "." U
أحدثت الكوف وجونسون ثورة يف رؤية االستعارة وآليتها ،فهما ال جيعالنها
حكرا على األدب وإمنا "أمرا من األمور اليت حنيا بها كاهلواء واملاء" ،ويلخص
الدكتور عبد اهلل حراصي نظرية االستعارة اليت طرحها الكوف وجونسون يف النقاط
التالية: 29
االستعارة عملية ذهنية وليست لغوية ،وما يصطلح عليه تقليديا بكوه استعارة
ليس إال جتليا لالستعارة الذهنية.
ال تقوم االستعارة على ال تشبيه وإمنا على التشكيل ،فال يوجد بني بنية الفكر
واألفكار مثال ما يشبه عملية اإلبصار واإلدراك البصري ،أي أن نظرية التشابه تسقط
206
هنا ،يف حني أن هذا يدل على أننا نشكل تصورا وفهما معينا عن ظاهرة التفكري،
ونشكل بنية هذا التصور من خالل ظاهرة البصر املادية .
وهي بذلك موجودة لدى كل الناس ،يقول الكوف وتورنر " :Turnerاالستعارة
أداة عادية حبيث نستعملها بدونة وعي منا ،بشكل آلي وبأقل جمهود (( )...وهي)
تسمح لنا بفهم ذواتنا والعامل الذي نعيش فيه بطريقة أسهل من أمناط أخرى
للفكر" ،30لكن ،إذا كتنت االستعارة يف متناول اجلميع ،فما الذي جيعلنا نهتم
باالستعارات األدبية اخلالقة ؟
"يرد الكوف وجونسون على هذا السؤال بقوهلما أن الشعراء يستخدمون نفس
االستعارات اليت يستخدمها غريهم ولكن إبداعهم يكمن يف رؤية جانب من نفس
االستعارة التصورية ال يستخدمه عامة الناس". 31
تتمثل أهمية هذه النظرة لالستعارة يف بعدها الفلسفي واملعريف ،ويف جعلها
ذهنية أوال تقوم على التشكيل ال التشبيه ،وتظهر فعاليتها يف قدرتها على التجسيد
الذي ال ميكن للعقل البشري أن يستغين عنه ،حيث تقوم االستعارة بتشكيل اجملاالت
الذهنية من خالل التعامل معها وكأنها ظواهر مادية ،من خالل نقل بنية الظواهر
املادية إىل الظواهر اجملردة .
أما مجاعة " " Uفقد نظرت إىل االستعارة من خالل منط اشتغاهلا ،إذ ترجع
العملية االستعارية إىل التقريب الذي حيدث يف مستوى ما بني مدلولني متباعدين
ظاهريا .نتحدث عن صعيد معطى degré donnéلتعيني الكلمات اليت ننطلق منها
(اجلملة اليت ينتجها املؤلف) ،وأصعدة منشأة degrés construitsينتجها القارئ ،إن
تقاطع السيمات sémesبني الصعيدين يشكل مكونا قارا يكون وجوده سياقيا
حمضا يف املستوى الذي حيدث فيه األثر البالغي.
ال تقتصر ظاهرة االستعارة ،حسب هذا الفهم ،على كلمة وإمنا تنبثق عن
العملية االستعارية منذ أن تؤلف اجلملة بني حقول داللية غريبة عن بعضها وغري مألوفة
ولكنها قادرة على التقاطع ،على األقل يف بعض سيماتها .32
207
* النظرية التفاعلية:
تؤكد النظرية التفاعلية أن االستعارة تتجاوز االقتصار على كلمة واحدة ،وهي
حتدث نتيجة التفاعل الذي حي صل بني "بؤرة اجملاز" واإلطار احمليط بها" ،يتحدث
أصحاب النظرية التفاعلية عن شيئني هامني يف الرتكيب االستعاري هما :بؤرة
االستعارة ،واإلطار احمليط بها .إن مثال" :انفجر الرئيس خالل املناقشة" حيتوي على
استعارة ،إذ توجد كلمة على األقل تستخدم بكل جمازي يف أية مجلة استعارية (هنا
كلمة انفجر) ،وكلمة تستخدم على األقل يف بقية اجلملة بشكل حريف .ويطلق على
كلمة "انفجر"بؤرة االستعارة ،وعلى بقية كلمات اجلملة "اإلطار احمليط باالستعارة".
وجود إطار ما لكلمة معينة ،ميكن أن ينتج عنه استعارة ،بينما وجود إطار خمتلف
للكلمة نفسها قد يفشل يف خلق االستعارة ،ومن ثم ال بد أن ندرك أن اإلطار يف اجلملة
قد يولد االستعمال االستعاري للبؤرة" .33ال تقوم االستعارة وفق املنظور التفاعلي
بالضرورة على عالقة املشابهة فحسب ،فقد تكون هناك عالقات أخرى" ،وقد بني
بالك أن استخدام االستعارة يعطي معنى جديدا ،وهو خاص لتصور كالمي أمامنا
أكثر عموما ،فإذا كان كل استخدام كالمي حيتوي على تغري داللي وليس على
تغيري حنوي أو صريف فحسب ،مثل القلب لنظام الكالم العادي ،فهو يشتمل على تغيري
الداللة احلرفية " ،34ويرجع بالك التغري الداللي الذي نلمسه من خالل االستعارة إىل ما
اصطل ح عليه بـ"التداخل االستعاري" ،الذي يقيمه بديال عن وجهة النظر املقارنة،
فاملعنى املستجد حيدث نتيجة حركية التداخل الداللي بني فكرتني يعرب عنهما لفظ
واحد ،مبعنى أن داللة االستعارة حتصل من تداخلهما الذي يوجهه السياق طبعا .
"وميكن أن يطبق هذا الكالم على املثال اآلتي" :الفقراء هم زنوج" هذا األمر يعين
أنه ،يف سياق كالم معطى ،فإن الكلمة البؤرة "الزنوج" ،تأخذ معنى جديدا ليس هو
معناها األصلي متاما يف االستعماالت احلرفية .وحيتاج السياق اجلديد "إطار االستعارة
"إىل توسيع معنى الكلمة ـ البؤرة ـ وجناح االستعارة مرتبط ببقاء القارئ واعيا لتوسع
ففهم 35
وامتداد الكلمة ،أي عليه إعادة اهتمامه للداللة القدمية واجلديدة يف آن"
االستعارة متعلق بقدرة القارئ على الربط بني فكرتني ؛ الفكرة اجلديدة ،والفكرة
القدمية (احلرفية) ليقف على التغري يف الداللة الذي ينتج عن االستعارة.
208
"وعندما يكون ا حلديث عن تداخل أو تفاعل فكرتني نشيطتني معا ،أو عن
اإلضاءة املتداخلة ،أو التعاون املتبادل ،فهذا يعين استخدام استعارة تؤكد الوجوه
الديناميكية الستجابة القارئ اجليد لالستعارة اجليدة اليت ال يوجد فيها أي سخف.
إن التوتر وليد التفاعل بني املستعار منه واملستعار له ،فليست العالقة جمدر أن
تشرح الصورة الفكرة ،لكن ال بد أن تؤخذ باالعتبار تلك املعاني اليت تتولد حينما
يواجه املستعار منه واملستعار له أحدهما اآلخر".36
يشرح التصور التفاعلي اشتغال امللفوظات االستعارية كاآلتي :تدخل العناصر
املكونة لالستعارة يف جمموعة من الع القات ،إذ يتضمن امللفوظ االستعاري إسقاط
مجلة من االقرتانات الرتابطية ،أو التضمينات املشرتكة على "املوضوع األساسي" وتعترب
هذه الرتابطات االستعارية من لوازم "موضوع ثانوي" .يقوم منتج امللفوظ االستعاري
بانتقاء ،حذف وتنظيم مالمح ومميزات املوضوع األولي بإسناد لوازم من املوضوع
الثانوي إليه ،ويكون تفاعل املوضوعني دليال على أن حضور املوضوع األساسي حيث
القارئ على انتقاء وتفعيل بعض خصائص املوضوع الثانوي ،ويدعوه إلنشاء مركب من
الرتابطات املوازية القادرة على مالءمة املوضوع األساسي مما يستوجب تغريات مماثلة
يف املوضوع الث انوي .فالتفاعل يكون ،إذن ،بني مميزات املوضوعني األول والثاني وال
ميكن اختزاله يف عملية نقل بسيطة بني كلمتني تعوض إحداهما األخرى ،والنظرية
التفاعلية تنفي جمانية االستعارة ألن إعادتها إىل معنى حريف أو لغة مباشرة ،حني
يكون ذلك ممكنا ،سيفقدها "حمتواها املعريف".
* نظرية االستعارة عند بول ريكور Paul Ricoeur
ينطلق ريكور يف حتليله لالستعارة من النظرية اهلريمينوطيقية للغة ،ففي
املنظور السيميائي تكون الكلمة رمزا ،أما يف املنظور الداللي فهي تصبح موضوعا
هلريمينوطيقا اخلطاب أو هريمينوطيقا النص ،ويف إطار هذه اهلريمينوطيقا نستطيع
صنع معنى للنصوص واخلطابات ،خاصة إذا كانت اللغة موظفة بطرقة خالقة
واستعارية.
يف مقال له حتت عنوان "االستعارة واملشكل املركزي للهريمينوطيقا" 37حياول
بول ريكور أن يؤسس منوذجا لتأويل النصوص انطالقا من منوذج حتليل االستعارة
209
ويقيم حماولته هذه على اخلص ائص املشرتكة بني االستعارة واحلكي ،وهي الفرضية
اليت شرحها يف كتابه "الزمن واحلكي" Temps et Réçitحيث يعترب أن أثر املعنى
الذي ينتج عن االستعارة وعن احلكي "يصدر عن الظاهرة املركزية نفسها واملتمثلة يف
اجلدة الداللية" 38اليت ترتبط يف كليهما (االستعارة واحلكي) خبيال منتج يقارب بني
املتباعدات" ،إن هذا التغري يف املسافة داخل اجملال املنطقي هو من فعل اخليال املنتج،
واخليال ملنتج الذي يشتغل يف لعملية االستعارية هو ،بالتالي ،الكفاءة يف إنتاج أنواع
39
منطقية جديدة ( ) ...على الرغم من مقاومة املقوالت التصنيفية املستعملة يف اللغات"
حيلل ريكور بشكل دقيق أثر املعنى الذي حتدثه االستعارة ومصدر اجلدة الداللية
اليت نستشفها فيها.
بداية ،حيدد ريكور االستعارة على مستوى اجلملة أو العبارة لكنه يؤكد أن
التحول االستعاري إمنا حيدث يف الكلمة اليت تكون بؤرة هذا التحول" ،فالكلمة هي
دائما حامل "املعنى املنبثق" الذي ختلعه عليها سياقات حمددة" .40جيعل ريكور نظرية
التعدد الداللي متهيدا لنظرية االستعارة حيث ينطلق من فكرة أن "الكلمة تكتسب
معنى فعليا فقط داخل مجلة ما ،وأن الوحدات املعجمية ـ كلمات املعجم ـ متلك معاني
ممكنة فحسب بسبب استخداماتها يف سياقات منوذجية ( ) ...فعلى املستوى املعجمي
متتلك الكلمات أكثر من معنى واحد ،وإمنا فقط من خالل فعل التصفية السياقي
اخلاص أن حتقق يف مجلة حمددة جزءا من داللتها املمكنة وتكتسب ما ندعوه معنى
حمددا" ،41وبالعودة إىل االستعارة ،فإن "املعنى االستعاري للكلمة ليس شيئا ميكن
أن يوجد يف معجم ،وبهذا املعنى فإننا نستطيع أن نستمر يف مقابلة املعنى االستعاري
باملعنى احلريف ،إذا كنا نفهم من األخري أي معنى من املعاني اليت ميكن أن توجد بني
املعاني اجلزئية املشفرة بواسطة املخزون املعجمي ،ولذلك السبب فإننا ال نعين باملعنى
احلريف ما يفرتض أنه املعنى الصلي أو األساسي أو األولي أو الشائع لكلمة ما على
املستوى املعجمي ،وإمنا يكون املعنى احلريف هو جمموع احلقل الداللي ،جمموع
االستخدامات السياقية املمكنة اليت تؤلف عدد دالالت كلمة ما" 42جيعل ريكور،
إذن ،من املعنى احلريف للكلمة حمصلة استخداماتها يف سياقات منوذجية ومكافئا
جملموع احلقل الداللي هلذه الكلمة ،وهو ينفي أن تكون االستعارة جمرد حتقق أحد
210
هذه الدالالت املمكنة يف سياق يفعلها ،لكنه يؤكد مع ذلك على ان املعنى االستعاري
"جيب أن يكون سياقيا فحسب ،أي معنى ينبثق بوصفهر الناتج الفريد واهلارب حلدث
سياق معني" فهو ال خيتلف يف طبيعته عن املعاني احلرفية املطروح آنفا" ،إن االستعارة
هي تغري سياقي للمعنى من بني هذه التغريات السياقية".43
إذا كان ريكور يتفق مع النظرية التفاعلية يف هذه الفكرة ويف "أن كلمة ما
تتخذ معنى ا ستعاريا يف سياقات حمددة تتم فيها معارضتها بكلمات أخرى مأخوذة
حرفيا (و) أن التحول يف املعنى ينشأ بصورة أساسية من صدام بني معان حرفية تستبعد
االستخدام احلريف للكلمة موضع التناول وتوفر مفاتيح إلجياد معنى جديد قادر على
التوافق مع سياق اجلملة جاعال اجلملة ذات معنى يف ذلك املوقع" ويتفق معها "يف إحالل
44
نظرية داللية ذات كفاءة للتفاعل بني احلقول الداللية بنظرية االستبدال البالغية"
لكنه ينتقد حماولتهم لتفسري املعنى اجلديد الذي ينبثق من االستعارة احلية واليت
يعتربها جمرد كشوفات يف جمال التعدد يف احلقل الداللي للكلمة وإضافة إىل معناها
احلريف" ،إن "املدى املمكن لإلحياءات "ال يقول شيئا أكثر من "نظام االقرتانات
الرتابطية املألوفة" ،بطبيعة احلال ،إننا نوسع فكرة املعنى بتضمني " املعاني الثانوية "
كإحياءات داخل نطاق املعنى الكامل ،إال أننا نظل نقيد العملية اإلبداعية لالستعارة
جبانب غري إبداعي من اللغة".45
لكن ما هو مصدر اجلدة الداللية إذن؟ ومن أين ينبثق هذا املعنى اجلديد؟
قبل اإلجابة على هذا السؤال لنتوقف قليال عند تفريق ريكور بني نوعني من
االستعارات هما االستعارات احلية واالستعارات امليتة .إن االستعارة اليت تصبح أثرا داال
يستج يب فقط لتغري املعنى الذي يعزز التعدد الداللي هي استعارة ميتة ،أما االستعارة
احلية ،فهي تنتج فعالية داللية جديدة .يقول ريكور" :اجلدة الداللية هي طريقة
لالستجابة ،بشكل مبدع ،على سؤال تطرحه األشياء علينا .يف بعض املواقف ،مواقف
اخلطاب ،ويف وسط اجتماعي معني ويف حلظة حمددة ،شيء ما يطلب أن يقال مما
يقتضي اشتغاال على الكالم ،اشتغاال للكالم على اللغة أن يواجه الكلمات
واألشياء ،يف النهاية ،الرهان هو وصف جديد لعام التمثيالت".46
211
وبالعودة إىل السؤال املطروح ،يقول ريكور" :إن جوابا واحدا فقط يبقى
ممكنا ،وهو أن من الضروري أ ن نتخذ منظور املستمع أو القارئ وأن نتناول جدة
املعنى املنبثق بوصفها النظري ،ملوقع املؤلف ،لبناء من موقع القارئ ( )...إن اللحظة
احلامسة من التفسري هي حلظة البناء لشبكة من التفاعالت تشكل السياق بوصفه
فعليا وفريدا .وبعمل ذلك نوجه انتباهنا اجتاه احلدث الداللي الذي هو منتج يف نقطة
التقاطع بني حقول داللية عديدة" 47ألن القارئ ،حسب ريكور هو الكفيل بالكف
عن املعنى اجلديد املنبثق ،وهو منتجه كذلك من خالل شبكة التفاعالت اليت
ينسجها من خيوط التقاطعات بني حقول داللية متعددة للكلمات اليت تدخل يف سياق
فريد وتشكله كذلك.
)4ـ مناذج تطبيقية:
نتوصل يف ختام مداخلتنا إىل حتديد مقاربتنا لالستعارة من املزاوجة بني النظرة
القدمية والنظرة احلديثة هلا ،فاالستبدال ـ كما أرى ـ ال ينفي التفاعل ،والتفاعل،
بدوره ،ال يقف عائقا يف وجه التأويل املبدع الذي يتمكن من النفاذ إىل "االستعارات
احلية".
ننطلق يف حتليلنا لالستعارة من التفريق ،يف مجلة العالمات اليت يشكلها
الرتكيب االستعاري ،بني مستويني:
1ـ مستوى "حقيقي" مباشر وغري مستعار ،ونطلق عليه "املستوى املطابق ملرجعه".
2ـ مستوى "ختييلي" أو غري مباشر ومستعار ،ونطلق عليه "املستوى املفارق
ملرجعه".
وي نضوي كال املستويني يف الصعيد املعطى ،حيث جنعل املستوى املطابق
ملرجعه مكافئا ملا يسميه ماكس بالك "اإلطار" ،و"املستوى املفارق ملرجعه" مكافئا
ملا يطلق عليه "البؤرة" ،وقد تكون البؤرة جزءا منه فقط يف حالة ما إذا كانت
االستعارة مرشحة .
يظهر املستويني معا يف ملفوظ االستعارة ،وبالعودة إىل عناصر االستعارة يف
البالغة العربية ،نالحظ أنها ميكن أن تلحق بهذا املستوى أو ذاك ،فاملستعار منه وما
يالئمه من ترشيح يدرج ضمن املستوى املفارق ملرجعه ،واملستعار له (يف حالة االستعارة
212
املكنية) وما يالئمه من جتريد يدرج ضمن املستوى املطابق ملرجعه .أما القرينة ،إذا
كانت لفظية ،فقد تلحق بأحد املستويني( ،وقد جعل البالغيون العرب اعتبار الرتشيح
والتجريد مما يفضل عن القرينة) ،واجتماع الرتشيح والتجريد يف االستعارة الواحدة
تعد إطالقا ،فاإلطالق يكون إما خبلو االستعارة مما يالئم طرفيها أو حبضور ما يالئم
كليهما ،ولنتوقف هنا قليال لنالحظ نباهة البالغيني العرب وتفطنهم آلثار املعنى يف
تباين درجاته قوة وضعفا ،إذ جعلوا األثر الداللي الناجم عن خلو االستعارة مما يالئم
طرفيها معادال لألثر الناجم عن ثبوته ،حبيث ال يرجح املتلقي أحدهما عن اآلخر.
سنعتمد يف قراء تنا لالستعارة من اعتبار العالمة ثالثية املبنى ،والذي جيعل من
املرجع جزءا منخرطا يف كيان العالمة ،حسب املفهوم السيميائي للعالمة.
يعرف بريس Peirceالعالمة بأنها "شيء ما من شأنه أن يقوم مقام شيء آخر،
ويقوم مقامه بطرقة حمددة بالنسبة إىل شخص معني" ،48وتقوم الذات املدركة (منتج
العالمة و /أو متلقيها) أساسا لكل عملية سيميائية ،وال يتحدد املرجع إال كجزء من
العالمة ،فالعالمة كيان ثالثي املبنى يتكونة من ممثل (أو دال) ومؤول (أو مدلول)
وموضوع مشار إليه (أي املرجع) .ويتحدد املرجع عن طريق اإلحالة إليه ،وقد حدد كل
من ج براون Guillian Brownوج يول George Yuleيف كتابهما " حتليل اخلطاب
" اإلحالة من منظور وظيفي كما يلي" :إن احمللل يثبت مرجعا يف تصوره العقلي
للخطاب ثم يربط اإلحاالت الالحقة بهذا املرجع بتصوره العقلي ال بالصيغة األصلية يف
النص" 49ميكننا هذا التصور للعالمة من الفصل بني الدال واملدلول وبني الدال واملرجع
من جهة وبني املدلول واملرجع من جهة أخرى ،وهو فصل ذو أهمية منهجية يف الكشف
عن عملية بناء شبكة من التفاعالت من خالل السيمات الداللية لكل من مدلول
املستعار له ومدلول املستعار منه.
حتدث االستعارة يف مجلة امللفوظ ،أي يف سياق ،ولكن التحول االستعاري ـ
على حد تعبري ريكور ـ يتم يف مفردة تكون بؤرة االستعارة ،وهي النقطة اليت يتم
االستبدال فيها وتثار حوهلا عملية التفاعل وحتفز سريورة التأويل ،وسنقسمها إىل
عالمتني :
عالمة 'أ' ،تكافؤ املستعار له ،وتتكون من الدال 'أ' واملدلول 'أ' واملرجع 'أ' .
213
عالمة 'ب' ،تكافؤ املستعار منه ،وتتكون من الدال 'ب' واملدلول 'ب' واملرجع
'ب'.
تشتغل االستعارة عن طريق عملية تفكيك مزدوجة للعالمتني 'أ' و'ب' ؛ تفكيك
العالمة 'أ' بفصل الدال 'أ' عن مدلوله /مرجعه وتغييب الدال 'أ' .تفكيك العالمة 'ب'
بفصل الدال 'ب' عن مرجعه دون مدلوله ،وتغييب املرجع 'ب' .والعملية الثالثة تتمثل يف
تنصيب الدال 'ب' على املرجع 'أ' لتتحقق االستعارة ،وإذا حددنا كون التفاعل يتم بني
املستوى املطابق ملرجعه واملستوى املفارق ملرجعه ،فغن عملية التفاعل هذه تبدأ فعليا
عندما حياول القارئ حتديد "اجلام ع" ،ويراد به وجه الشبه بني املستعار له واملستعار
منه ،فعند هذه النقطة يشرع القارئ يف بناء شبكة التفاعالت أو "األصعدة املنشأة"
على أساس "الصعيد املعطى" .وما حتاول النظريات احلديثة فعله هو البحث يف كيفية
توصل القارئ إىل حتديد اجلامع يف االستعارة وبالتالي فهمها.
نالحظ ،إذن ،أن البالغة العربية القدمية قد دققت يف حتديد مكونات
االستعارة وهو ما نعتربه دليال على كونها مل تطمئن إىل تصور بسيط لالستعارة على
أنها استبدال كلمة بأخرى ،وإن كان الفكر البالغي العربي قاصرا يف مقاربة
االستعارة كـ" إنتاج " ،فقد كان بارعا يف وصفها كـ" نتاج ".
سنعمد فيما يلي إىل حتليل االستعارات الواردة يف هذا املقطع القصري جدا
املأخوذ من اجملموعة القصصية "اللعنة عليكم مجيعا "للسعيد بوطاجني (منشورات
االختالف اجلزائر ،ط ،1اكتوبر ،)2001من القصة املعنونة "من فضائح عبد
اجليب.
" ...كلمة واحدة مل أضف .فكرت يف جدتي لعلها أو لعلها .ها هي حية تنسج
مواال أعرفه .كان املوال يذهب معي إىل اجلبل حيث أرعى املاعز وترعاني الصدف.
البقرة حية أيضا ،تفقدت الديك املقدام ،ها هو .وها هو محارنا العبقري ،مغين البلدة
الذي كان ينهق نهيقا موزونا ومقفى كلما رأى مسؤوال يتفقد التماثيل واالجنازات
الوهمية ،وكان جدي يقول لي دائما :إذا نهق احلمار فقد رأى منكرا ،وظللت أردد
يف دخيليت :صدق احلمار ولو كذب .ومع الوقت أحببت النهيق ورحت أقلد معزوفة
214
هذا احليوان األنيق ،لكين مل أفلح ،كنت أنهق كالعباد فأقلعت متأسفا لفقدان
جزء من مستقبلي" ( ص ).23
استعارة تصرحيية االستعارة " : 1تنسج مواال "
استعارة مكنية االستعارة " : 2املوال يذهب "
استعارة مكنية االستعارة " : 3ترعاني الصدف "
استعارة مكنية االستعارة " : 4الديك املقدام "
استعارة مكنية االستعارة " : 5محارنا العبقري "
استعارة مكنية االستعارة ( " : 6محارنا ) مغين "
استعارة مكنية االستعارة " : 7نهيقا موزونا /مقفى "
استعارة تصرحيية االستعارة : 8معزوفة هذا احليوان "
استعارة حية االستعارة " : 9صدق احلمار ولو كذب"
متكننا من استخراج تسع استعارات من هذه الفقرة ،صنفناها إىل ثالثة
أصناف ،منها استعارتني تصرحييتني ،ست استعارات مكنية ،واستعارة حية،
وسنكتفي بتحليل مثال من كل صنف ( االستعارات 2 ،1و. ) 9
بؤرة االستعارة املستوى املفارق ملرجعه املستوى املطابق ملرجعه
تنسج تنسج ..ها هي حية /مواال 1
أعرفه
يذهب يذهب معي إىل اجلبل ... كان املوال 2
يف االستعارة األوىل يشبه الكاتب عملية اإلنشاد بالنسج جبامع اإلحكام
واالنسجام وا لتسلسل الدقيق الذي يف يسم كال من اإلنشاد والنسج .وذكر "أعرفه "
من باب التجريد.
ويف االستعارة الثانية يشبه املوال بشخص يرافق الكاتب إىل اجلبل جبامع املعرفة
واأللفة احملببة ،لكنه حذف املشبه به وترك أحد لوازمه املتمثلة يف الذهاب واملرافقة،
وذكر "إىل اجلبل حيث أرعى املاعز" مما يالئم املستعار منه من باب الرتشيح .
تقوم االستعارة التصرحيية على التقريب بني املتباعدات والتأليف بني املتنافرات
بعد املقارنة والكشف عن أوجه التماثل بينها ،فمكمن اإلبداع يف االستعارة
التصرحيية هو يف ابتكار منتجها لعالقات جديدة بني العالمات ،ويف إنشاء قارئها
215
لعالقات ال تكون بالضرورة مطابقة ملقاصد منتجها ،فهامش التأويل يف االستعارة
التصرحيية هو ما مينحها جاذبيتها ـ إن صح التعبري ـ وقدرتها على إثارة التفاعل ضمن
هذا اهلامش الذي ال يتحدد مسبقا ،كما أسلفنا ،وإمنا هو من إنشاء القارئ.
فالكاتب ،يف هذا املثال ،يعقد مقارنة بني اإلنشاد والنسج ،ويفرتض متاثال
بني العمليتني ،وهو ما ال يتفق مع حقيقة مرجعية ،بل يكون التماثل يف السيمات
الداللية (األصعدة املنشأة) اليت نستخلصها من خالل التفاعل بني املستوى املطابق
ملرجعه واملستوى املفارق ملرجعه.
املرجع الدال العالمة
اإلنشاد *1 ' أ'
*2 تنسج ' ب'
تشري *1إىل تغييب أو انسحاب الدال'أ' لصاحل الدال 'ب' و *2إىل تغييب
املرجع 'ب' لصاحل املرجع 'أ' ويشري السهم إىل ربط عالقة جديدة بني الدال 'ب' واملرجع
'أ' حيث ينوب عن الدال 'أ' يف اإلحالة إليه.
أما التفاعل فهو حيدث على مستوى املدلوالت ،وهو ال ينحصر يف بؤرة
االستعارة ،كما أنهى ال حيدث فقط مبجرد استخراج السيمات الداللية من املستوى
املفارق ملرجعه وإسنادها للمستوى املطابق ملرجعه ،ألن هناك عالقة جدلية بني
املستويني ،وعملية االنتقاء ضمن السيمات الداللية اليت يقدمها أحد هذين املستويني ال
تكون ممكنة إال بالعودة إىل الثاني الختيارها.
216
املستوى املفارق ملرجعه التفاعـل املستوى املطابق ملرجعه
( تنسج ) (املوال)
حركة /إيقاع + الغناء + ـ خصائص
األصابع ـ واإلنشاد
الرصف + + ( اللحن،
ـ خصائص اخليوط( صوفية ـ ـ انسياب الصوت ومده،
قطنية /ملونة )... + اندفاع اهلواء )
االنتظام + + اإليقاع ( تقسيم الزمن
الدقة ـ ـ انتظام النفس )
احلرفة ـ ـ ـ خصائص الصوت
القيمة االقتصادية النفعية ـ خصائص فيزيائية،
خمارج الصوت ،ـ
الشفتني، اللسان،
...اخل + احلنجرة
..ـ
الوجدانية احلمولة
العاطفية
تشري ـ إىل السيمات الداللية اليت يتم إقصاؤها ،و +إىل السيمات الدالليةاليت
يتم إثباتها.
االستعارة 2مكنية ،على خالف االستعارة التصرحيية اليت تبدو فيها عالقة
املشابهة أقوى وأدعى الستحضار اخليال ،مبعنى إثارة شبكة من التفاعالت
و"االقرتانات الرتابطية" ،فاالستعارة املكنية تقوم على التشخيص ،وينطبق عليها إىل
حد بعيد قول الكوف وتورنر" :االستعارة أداة عادية حبيث نستعملها بدون وعي منا،
بشكل آلي وبأقل جمهود" ،إذ ال يعدو التشخيص أن يكون وظيفة من وظائف
ا إلدراك ،ونسبة االبتكار فيه ـ نظريا ـ أقل ،ألن الصورة مبنية على عملية إسقاط ،أو
ما يسمى يف وصف األثر البالغي لالستعارة بـ" إلباس اجملردات ثوب احملسوسات" ،أما
217
األثر الداللي لالستعارة ،يف هذا املثال ،فهو ينجم عن إضافة الذهاب إىل اجلبل إىل
املوال ،فليس املقصود هو تشبيه املوال بإنسان ،وإمنا وصف أثر هذا املوال يف نفس
الكاتب باألثر الذي قد حيسه مع رفيق أليف وحمبب تعود عليه ،يالزمه يف خرجاته
إىل اجلبل حيث يقوم برعي املاعز .
لكن الدراسة املنفصلة لكل مثال على حدى لن تسعفنا قط على الوقوف عند
مجالياتهما ،فبني االستعارة 1واالستعارة 2ترابط طريف حموره هذا "املوال" الذي
يتفاعل مع دالالت النسيج تارة ومعاني الرفقة واملؤانسة تارة أخرى ،ويتقلب على
الوجهني يف سياق العبارة الواحدة مما خيلق لدى القارئ متعة إضافية حني يتفطن إىل
التالعب على هذين الوترين.
أما االستعارة ،9فنعتربها مثاال فريدا عما أمساه ريكور "االستعارات احلية"،
فنحن نؤوهلا كما يلي :إن هذا احلمار الذي يصدق حتى وإن كذب ،لن يكون سوى
القاص (الكاتب) ،فحمارنا "ينهق حني يرى منكرا " كما يقول اجلد ،واملنكر الذي
نهق له يف النص هو تفقد املسؤولني للتماثيل بدل البشر ،ولالجنازات الوهمية وليس
لالجنازات اليت قد تفيد العباد ،أو الواقعية على أقل تقدير حتى وإن كانت تضر،
فاملنكر هو هؤالء املسؤولني وما يفعلونه وال يفعلونه ،إنهم "ما يأتي من فوق" أو
"السلطة الفاسدة" ،ومن مهام الكاتب الكشف عن هذا الفساد ،ففي موضع آخر من
القصة يقول "وها أنا أكتب القصة ألفضح الشر وأرحل عزيزا كرميا ،شاهد عيان
على الزمن اآلثم ،زمانهم" (ص ،)35أما الكذب الصادق هنا ،فهو عملية القص
ذاتها ،كما تدعمه شواهد عدة من القصة سياق االستعارة" ،هكذا فكرت وقتها
ورحت أقص على جدي حكايا مثرية عن عالقاتي الطيبة مع الريح .كنت كذابا
ماهرا ،وكان جدي يدعم هواييت مشجعا إياي على املضي يف سبيلي املنري حماوال
إخفاء ايتساماته الرائعة ،حتى إذا احنرفت قليال أعادني إىل الصراط املستقيم قائال :
هذه العقدة مفضوحة .احبث عن عقدة أخرى .هذه الفكرة ليست مجيلة ،لو كنت
مكانك لوضعت كذا .إن أستاذا كبري ا يف حجمك ال حيق له أن خيط"" (ص .)34إن
احلمار ينهق حني يرى منكرا ،حبسب املعتقد الشعيب والديين ،واملنكر يف املعتقد
الشعيب والديين هم الشياطني من اجلن ،لكن الكاتب استبدل شياطني اجلن
218
بشياطني اإلنس "الشياطني هم حنن ،الشياطني هم حنن" (ص ،)23ويقصد بهم
املسؤول ني أو السلطة الفاسدة من أبناء اجليب ،ونهيق احلمار هنا استنكار
وفضح للمنكر مبعناه اجملازي ،كما أن هناك متاثال بني وظيفة احلمار ووظيفة
الكاتب /الطفل باعتبار ما سيكون ،وهي الفضح ،ويأتي الكذب ،هنا ،باحلمولة
اليت ورد بها يف القصة القصرية ،وهي "القص وما يستلزمه من خيال شبه هنا بالكذب
لكن "على الصراط املستقيم" ،يأتي ليحول التماثل املذكور إىل متاهي بني الكاتب
واحلمار ،حيث يصدق الكاتب حتى وإن جلأ إىل السرد اخليالي.
219
الهوامش:
- 1أبو هالل العسكري" :الصناعتين" حققه وضبط نصه :د .مفيد قمحة ،دار الكتب العلمية،
بيروت ـ لبنان ،ط 1404 ،2ه 1984م ،ص .15
- 2المرجع نفسه ،ص .19
- 3المرجع نفسه.
- 4عمر أوكان" :اللغة والخطاب" ،افريقيا الشرق ،بيروت ـ الدار البيضاء ،2001 ،ص .112
- 5أحمد دهمان" :تجليات الخطاب البالغي" ،مجلة الموقف األدبي ـ مجلة أدبية شهرية تصدر عن
اتحاد الكتاب العرب بدمشق ـ العدد ،431آذار ،2007على موقع اتحاد الكتاب العرب،
www .awu-dam.org
- 6عمر أوكان" :اللغة والخطاب" ،ص .100
- 7سمير أبو حمدان" :اإلبالغية في البالغة العربية ،منشورات عويدات الدولية ،بيروت ـ باريس،
ط ،1991 ،1ص .109
- 8المرحع نفسه ،ص .110
- 9سيد أحمد الهاشمي :جواهر البالغة ،دار الكتب العلمية ،بيروت ـ لبنان ،ط ،6ص .239
- 10د .أحمد عبد السيد الصاوي" :مفهوم االستعارة في بحوث اللغويين والنقاد والبالغيين" ،منشأة
المعارف باالسكندرية ،مصر ،1988 ،ص .33
- 11المرجع نفسه ،ص .40
- 12المرجع نفسه ،ص .38
-13أبو هالل العسكري" :الصناعتين" ،ص .295
-14عبد القاهر الجرجاني" :أسرار البالغة" ،تحقيق :محمد الفاضلي ،المكتبة العصرية ،صيدا ـ
بيروت ،ط1421 ،3هـ 2001-م ،ص .27
-15د .مصطفى ناصف" :النقد العربي نحو نظرية ثانية" ،عالم المعرفة ،الكويت ،مارس ،2000
ص .194
-16د .يوسف أبو العدوس" :االستعارة في النقد األدبي الحديث األبعاد المعرفية والجمالية" ،األهلية
للنشر والتوزيع ،األردن ،ط ،1997 ،1ص .47
17- BRIGITTE Nerligh: La Métaphore et la Métonomie ; aux sources
rhétoriques des théories sémantiques modernes, http://www.info-
métaphore.com.
220
18 -Fontanier : Les figures de styles, Flammation, Paris, 1988, P. 99.
-19د .يوسف أبو العدوس" :االستعارة في النقد األدبي الحديث األبعاد المعرفية والجمالية" ،ص.7
-20المرجع نفسه ،ص .57
-21المرجع نفسه ،ص .70
- 22المرجع نفسه ،ص .58
-23المرجع نفسه ،ص .61
-24المرجع نفسه ،ص .81
-25المرجع نفسه ،ص .83
26-BRIGITTE Nerligh: La Métaphore et la Métonomie; aux sources
rhétoriques des théories sémantiques modernes, http://www.info-
métaphore.com
- 27ليونارد جاكسون" :ياكبسون بنيوية التأسيس واالستدراك" ،ترجمة :إبراهيم خليل ،مجلة نزوى،
العدد 10ابريل 1997على الموقع . www.nizwa.com
-28د .يوسف أبو العدوس" :االستعارة في النقد األدبي الحديث األبعاد المعرفية والجمالية" ،ص.25
-29د .عبد اهلل حراصي" :االستعارة التجربة العقل المتجسد ،عرض لمسار الفلسفة التجريبية
( ،)1990-1980مجلة نزوى ،العدد 20اكتوبر ،1999على الموقع www.nizwa.com
30-BRIGITTE Nerligh: La Métaphore et la Métonomie ; aux sources
rhétoriques des théories sémantiques modernes, http://www.info-
métaphore.com
-31د .عبد اهلل حراصي" :االستعارة التجربة العقل المتجسد ،عرض لمسار الفلسفة التجريبية
( ،)1990-1980مجلة نزوى ،العدد 20اكتوبر ،1999على الموقع www.nizwa.com
32- Cédric Détienne : La métaphore en question, définition de la métaphore,
sur http://www.info-metaphore.com
-33د .يوسف أبو العدوس" :االستعارة في النقد األدبي الحديث األبعاد المعرفية والجمالية"،
ص.131
-34المرجع نفسه ،ص .137
-35المرجع نفسه ،ص .139
-36المرجع نفسه ،ص .140
-37بول ريكور" :االستعارة والمشكل الجوهري للهيرمينوطيقا" ،ترجمة :طارق نعمان ،مجلة الكرمل،
العدد ،60صيف ،1999على الموقع http://www.alkarmel.org:
221
38- Paul Ricoeur : Temps et Réçit, collection «l’ordre philosophique »,
Seuil, Paris, Tome I, Fevrier 1983, p 11.
-39بول ريكور" :االستعارة والمشكل الجوهري للهيرمينوطيقا" ،ترجمة :طارق نعمان ،ص.171
-40المرجع نفسه ،ص .172
-41المرجع نفسه.
-42المرجع نفسه.
-43المرجع نفسه ،ص .174
-44المرجع نفسه.
-45المرجع نفسه ،ص .177
46 -BRIGITTE Nerligh : La Métaphore et la Métonomie ; aux sources
rhétoriques des théories sémantiques modernes, http://www.info-
métaphore.com
- 47بول ريكور" :االستعارة والمشكل الجوهري للهيرمينوطيقا" ،ترجمة :طارق نعمان ،ص.178
- 48ميجان الرويلي وسعد البازغي" :دليل الناقد األدبي" ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ـ
بيروت ،ط ،2000 ،2ص .108
- 49ج براون وج يول" :تحليل الخطاب" ،ترجمة :محمد لطفي الزليطني ومنير التركي ،النشر
العلمي والمطابع ،جامعة الملك سعود ،الرياض ،1997 ،ص .240
222