Professional Documents
Culture Documents
ديوان بلال
ديوان بلال
يمر الغريب
يدوس دفاترها المدرسية ،يبعثر علبة ألوانها
يطفئ شمعتها
يلملم أنينها ،أوراق كتابها الممزق
وأسمها المكتوب على صفح ٍة بيضاء
فتاة ٌ منسية بيتها قطعة من لحاف
...
بالخوف والقهر
ِ مليئتان
ِ تمشي وعيناها
يدركها زمن مكسور
والدرب المسي ُج بالصمت يركض في مفاصلها
تذوي في الممرات ،
ومن وق ٍ
ت آلخر يصطادها وه ٌج فتسقط في الرماد.
" الساعة الثانية مساءا "
فتى
كان ً
حلم
حجر نحتته الريح من بقايا ٍ
ٍ يغفو على
يتأرجح بين مآقي العابرين
يغيب خلف رائحة صحفٍ منثورة
يتراكم حوله الوهج ،تنز حوافه من االحتراق
األغنيات تكبر
والندى المعلق في األلوان
يغفو كلوح ٍة اعتادت إهمالها.
...
في غمرة الليل والسحب تغسل الطريق
خبز تبللت
يحمل قطعة ٍ
يطعمها صديقه " الكلب "
" الساعة الخامسة مساءا "
صور متحركة
ٍ في طفولتها لم تحلم بأكثر من
علبة مكياج ،
عروس ٍة من بالستيك
صارت
تصاحب العويل أكثر ،تقطع دروبا من الترحال
أناملها استحالت قِطعا ً من فحم
أرض تتشعب داخلها
ٍ ت
تعرف أن ذاكرتها تحملها لمسافا ِ
تسهر معها أوهام ،
الظالل
ترقص أسراب ِ
وحين يتذكرها الُيتم يمر اآلتي سهوا.
.......
تمتطيها األفكار أنى اتجهت ،تتسع مالبسها محملةً بقطع ٍ
خبز ،
واحالم غرب ْ
ت
فنبتت لها أجنحة تراقص أيامها.
" الساعة الثانية عشرة مساءا "
يحكي الفتى
عندما تكتب الشمس حقيقتنا ،نشتاق
يسحقنا العمر ويمضي
حكاياتنا المنسيةُ تحت خطوات العابرين
خارطة أجسادنا المنهكة ،
تشتاق رائحة األمن
تجدف بنا األيام ،
ُ
تفتح لنا هاوية تشبه أوجاعنا
وذات يوم سنتناسل بين البشر.
.......
في ذكرى يُتمي تهشمت نجمةٌ
عيون الشهوةِ
ِ الفتاة المسجونة في
تمنحهم وعدا ً ثم
توغل في اليباب.
" الساعة الثامنة صباحا "
ت
يرسم الفتى على دفاتره ما ال يتذكره ،يكتب أغنيا ِ
صباه المدفون ِة داخله.
ب
ق الشجر ورائح ِة الترا ِ
وحين يغفو على حفيف ور ِ
يصحو وهو ال يتذكر شيئا
يشيب الطف ُل داخله أعواما ،
يحزم حقائبه
ويرح ُل في صقيع النسيان
تكبل الطرقات خطواته ُكلما اتسعت
والخوف نقش أسمائه على باب كل حلم
وكلما ضلله استدل على الطريق
" الساعة المنسية "