Professional Documents
Culture Documents
windows-1256''متن السنوسية الكبرى
windows-1256''متن السنوسية الكبرى
القق العارف بال ،سيدي أبي عبدال ممد بن يوسف السمنوسي السمن
التلمسمان ،رحهم ال ،ونفع بعلومهم السملمي آمي آ مي آمي .
قال السميد الشريف الشيخ الفقية المام التهد العال العلمة ،وحيد دهره
وفريد عصره ،القدوة القق ،الول العارف بال ،سيدي أبو عبدال ،ممد بن
يوسف السمنوسي السمن التلمسمان ،القطب الربان ،رحهم ال ووالديهم ونفعنا
بعلومهم آمي .
وبعد ،
المد ل رب العالي ،والصلة والسملم على سيدنا ومولنا ممد ،خات
النبيي وإمام الرسلي ،ورضي ال تعال عن أصحاب رسول ال أجعي ،وعن
التابعي ،ومن تبعهم بإحسمان إل يوم الدين .
اعلم -شرح ال صدري وصدرك ،ويسمر لنيل الكمال ف الدارين أمري
وأمرك – أن أول ما يب قبل كل شيء على من بلغ ،أن ييعممل فكرره فيما يوصلهم
صل لهم
إل العلم بعبوده من الباهي القاطعة ،والدلة السماطعة ،إل أن يكون حر ر
العلمي بذلك قبل البلوغ ،فليشتغل بعده بالهم فالهم .
ول يرضى لعقائده حرفة التقليد ،فإنا ف الآخرة غي يمرللصة عند كثي من
الققي ،وييشى على صاحبها الشكّ عند عروض الشبهات ،ونزول الدواهي
العضلت كالقب ونوه ،ما يفتقر فيهم إل قول ثابت بالأدلة ،وقوة يقي ،وعقد
راسخ ل يتزلزل ،لكونهم نتج عن قواطع الباهي ،ول يغت القلد ويسمتدل على أنهم
على الق بقوة تصميمهم ،وكثرة تعبده ،للنقض عليهم بتصميم اليهود والنصارىر
وعرربدرة الوثان ،ومن ف معناهم ،تقليدا لحبارهم وآبائهم الضالي الضلي .
فصل
وإذا عرفت هذا أيها القلد ،الناظري لنفسمهم بعي الرحة ،فأقرب شيء يرجك
عن التقليد ،بعون ال تعال ،أن تنظر إل أقرب الأشياء إليك ،وذلك نفسميك
قال ال تعال ) :وف أنفسمكم أفل تبصرون( فتعلم على الضرورة أنك ل تكن ث
كنت ،فتعلم أن لك موجدا أوجدك ،لستحالة أن توجد نفسمك ،وإل لأمكن
أن توجمد ما هو أهون عليك من نفسمك ،وهو ذات غيك ،لسماواتهم لك ف
الإمكان .
وإنا قلنا :هو أهون عليك ،لا ف إيادك نفسمرك ممن زيادة التهافت ،
والمعم بي متنافيي ،وهو تقدّيمك على نفسمك ،وترأرّخيرك عنها ،لوجوب سبقم
نفس مفْعملهم ،لزم الذوري الذكور .
الفاعل على فمْعلهم ،فإذا كانت ذاتهم ي
فإذا قلتر :كيف أعلم ضرورة سبقم عدمي ،وقد كنتي ماء ف صلب أب ،
وكذا أب ف صلب أبيهم ،وهلم جرا ؟ .
غاية المر أن أعلم ضرورة تول من صورة إل صورة ،ل من عدم ال وجود
كما ذكرت ؟ .
فالواب :أن ذاتك الن أكب من النطفة الت نشأت عنها قطعا ,فتعلم
على الضرورة أن ما زاد كان معدوما ث كان ،وإذا كان معدوما ث ويمجد فل بد لهم
من ميوجمد ،فقد ّت لك البهان القاطع -بذا الزائدم من ذاتك -على وجود
الصانع دون حاجة إل غيه .
ث إذا نظرت إل هذا الزائد من ذاتك ،وجدّرتهم جرما يرْعيمير فراغا ،يوز أن
يكون على ما هو عليهم من القدار الخمصوص ،والصفة الخمصوصة ،وأن يكون
على خلفهما ،فتعلم قطعا أن لصانعك اختيارا ف تصيص ذاتك ببعض ما جاز
عليها .
ت عنها قطعا ، فيخمرج لك من هذا :البهاني القاطعي على أن النطفة الت نشرْأ ر
يسمتحيل أن تكون هي الوجدةر لذاتك ،لعدم إمكان الختيار لا حت تصص
ذاترك ببعض ما جاز عليها .
وأيضا :ل طبع لا ف وجود ذاتك ،وإل لكنت على شكل الكرة ،لستواء
أجزاء النطفة ،ول ف نوها ،وإل لكنت تنمو أبدا .
ومن هنا أيضا تعلم أن تلك النطفة ،وسائرر العال ،ل يكن ث كان ،إذ كلهم
مثلك ،جرم يعمر فراغا ،يكن وجوده وعدمهم ،واتصافهم با هو عليهم من القادير
والصفات الخمصوصة وبغيها ،فيحتاج كما احتجتر إل مصص يصصهم با هو
عليهم ،لوجوب استواء الثلي ف كل ما يب ويوز ويسمتحيل .
وقد وجب لذاتك سرْبيق العدم ،فكذلك يب لسمائر العال الماثل لك ،إذ
لو جاز أن يكون بعض العال قديا ،والقدم ل يكون إل واجبا للقدي ،كما
يأت ،للزم أن يتص أحد الثلي عن مثلهم بصفة واجبة وهو مال ،ملما يلزم من
اجتماع متنافيي ،وهو أن يكون ممْثل غي مثل .
فخمرج لك بالنظر ف ذاتك ،وانعقاد التماثل بينك وبي سائر المكنات ،
البهاني القاطع على حدوث العال كلهم ،علوه وسفلهم ،عرشهم وكرسيهم ،أصلهم وفرعهم
جيعهم عاجز عن إياد نفسمهم ،وعن إياد غيه ،كعجزك ،وأن الميع ،وأن ر
مفتقر إل فاعل متار ،كافتقارك ) ،وإن من شيء إل يسمبح بمده ( .
ك ذلك على نظرت إل تغيّر صفات العال ،رقبول وحيصول ،رلدرّل ر ر وأيضا لو
ك حدوثيها على حدوث حدوثها ،ملما يأت من استحالة تغي القدي ،ودرلّ ر
موصوفمها ،لستحالة عييرلومه عنها .
وتقديرها حوادث ل أول لا ،يؤدي إل فراغ ما ل ناية لهم عددا ،قبل ما
وجد منها الن ،لكن فراغ العدد يسمتلزم انتهاء طرفيهم ،ففراغ ما ل ناية لهم من
عدد الوادث ميحال ،فما توقف عليهم الآن من وجود الوادث ،يب أن يكون
مال ،فيلزم أن تكون عدما ،مع تقق وجودها .
وأيضا يلزم على وجود حوادث ل أول لا ،أن يقارن الوجود الأزل عدمهم ،
وأن يسمتحيل عند تطبيق ما فرغ منها بدون زيادة على نفسمهم ،مع زيادة ما عيملم
بي العددين من وجوب السماواة أو نقيضها ،وأن يصح ف كل حادث ثبوت
سبق
حكم بفراغ ما ل ناية لهم قبلهم ،وهكذا ل إل أول ف الأحكام ،وممن لزممها ي
مكوم عليهم بالفراغ ،فيلزم أن يسمبق أزل أزليا ،وإن أجيب بالنهاية ف الإحكام ،
لزم أن ما يتناهى ل يتناهى بزيادة واحد .
فصل ) :وجوب أن يكون تعال قادرا ،مريدا ،عالا ،حيا ،وسيعا ،
وبصيا ،متكلما (
ويب لذا الصانع أن يكون قادرا ،وإل لررما أوجدك ،ومريدا ،وإل لا
صتر بوجودٍ ،ول مقدار ،ول صفة ،ول زمن ،بدل عن نقائضها الائزة ، اختصر ْ
ر
فيلزم إما قدميك ،أو استمرار عدمك .
ومن هنا تعلم استحالة كون الصانع طبيعة ،أو علة موجبة ،فإن أجيب عن
عدم القدي ،أو التسملسمل ،لنقل
التأخي ف الطبيعة بالانع ،أو فوات الشرط ،لزم ي
الكلم إل ذلك الانع أو ذلك الشرط .
ث يب لصانعك أن يكون عالا ،وإل ل تكن على ما أنت عليهم من دقائق
الصنع ف اختصاص كل جزء منك بنفعتهم الاصة بهم ،وإمداده با يفظها عليهم ،
ونو ذلك من الاسن الت تعجز عقول البشر عن الإحاطة بأسرارها .
وحرّيا ،وإل ل يكن بذه الأوصاف الت سبق وجوبا .
وسيعا ،بصيا ،متكلما ،وإل لتصف -لكونهم حيا – بأضدادها ،
وأضداديها آفات ونقص ،وهي عليهم تعال مال ،لحتياجهم حينئذ إل من
يكملهم ،كيف وهو الغن بإطلق ،الفتقر إليهم كل ما سواه على العموم .
والتحقيق :العتمادي ف هذه الثلثة على الدليل السممعي ،لأن ذاتهم تعال ل
يتعرف حت يكم ف حقهم بأنهم يب التصاف بأضدادها عند عدمها ،ول يسمتغن
بكونهم عالا عن كونهم سيعا بصيا ،لمرما نده من الفرق الضروري بي علمنا بالشيء
حال غيبتهم عنا ،وبي تعلق سعنا وبصرنا بهم قبل .
) كونهم مدركا (
وبذا يثبت كونهم مدرمكا ،عند مرن أثبتهم ،والتحقيق فيهم الوقف ،لا تقدم من
أن التحقيق ف نفي النقائص ،العتمادي على السممع ،وقد ورد ف السممع والبصر
والكلم ،ول يرد ف الإدراك ،وجزم بعضهم بنفيهم لا رآه ملزوما للتصال بالجسمام
،يعن :ويدخل ف العلم ،والق انهم ل يسمتلزمهم .
وبالملة ،فمجموع ما فيهم ثلثة أقوال ،وأقربا الوقف كما قدمناه .
فصل ) الوحدانية (
ث نقول :يب لذا الصانع أن يكون واحدا ،إذ لو كان معهم ثان ،للزم
عجزها ،أو عجزي أحدها عند الختلف ،وقهريها ،أو قهري أحدها عند ي
التفاق الواجب ،مع استحالة ما علم إمكانهم لكل واحد باعتبار النفراد ،ونفي
وجوب الوجود لكل واحد منهما ،للستغناء بكل منهما عن كل منهما ،فإن ل
يب اتفاقهما ،بل جاز اختلفهما ،لزم قبولما العجز ،وعاد الأول .
ويلزم أيضا ف التفاق مطلقا ،العجزي ،لأن الفعل الواحد يسمتحيل عليهم
النقسمام ،فيتمانعان فيهم ،فيلزم عجزها ،أو عجز أحدها ،كما ف الختلف ،
والعجزي على الإلهم مال ،لأنهم يضاد القدرة ،فإن كان قديا لزم استحالة عدمهم ،
فيجب أن ل يقدر هذا الإلهم على شيء دائما ،وإن كان حادثا فضده ،وهو
القدرة القدية ،فيسمتحيل عدمها ،فل يوجد العجز ،وأيضا فيسمتحيل اتصاف
الإلهم بصفة حادثة .
فإن قلت :فلم ل يوز أن ينقسمم العالريم بينهما قسممي ،فيكون أحدها
قادرا على أحد القسممي والآخر على الآخر فل يلزم التمانع ؟ .
استحالة التناهي ف مقدورات الإلهم ومراداتهم ،
ي فالواب :أنهم قد تقرر قبلي
فيسمتحيل هذا الفرض الذي ذكر ف السمؤال ،وأيضا ،فالقسممان إن كانا معا ف
الواهر ،لزم من تعلق القدرة ببعضها تعلقها بالميع للتماثل ،فيلزم التمانع ،وإن
خر العراضر ،فذلك ل يعقل ،إذ القدرة على كان أحد القسممي الواهرر ،والآ ي
إياد الواهر ل تعقل بدون القدرة على أعراضها ،وكذلك العكس ،للتلزم الذي
بينهما ،ث ذلك ل يدفع التمانع عندما يريد أحدها أن يوجد الواهر والآخر ل
يريد أن يوجد عرضهم .
ويصح إثبات هذ العقد – وهو الوحدانية -بالدليل السممعي ،ومررنرعيهم بعض
الققي ،وهو رأيي ،لأن ثبوت الصانع ل يتحقق بدونا ،ول أثر للدليل السممعي
ف ثبوت الصانع ،فكذا ما يتوقف عليهم ،وال اعلم .
ويصح أن يسمتدل على الوحدانية با تقدم ف وحدة الصفات ،فنقول :يلزم
من تعدد الإلهم وجودي ما ل ناية لهم عددا ،إن تعدد بعدد المكنات ،والحتياج إل
مصص إن وقف دون ذلك ،وكلها مال .
وبذا الدليل بعينة -أعن دليل التمانع -يسمتدل على أنهم جل وعل هو
الوجد لأفعال العباد ،ول تأثي لقدرتم الادثة فيها ،بل هي موجودة مقارنة لا .
وإنا قلنا بوجود قدرة مقارنة ،لا نده من الفرق الضروري بي حركة
الضطرار وحركة الختيار .
) الكسمب (
وعن تعلق هذه القدرة الادثة بالقدور ف ملها ،مقامرنة لهم ،من غي تأثي
عب أهل السمنة – رضي ال عنهم -بالكسمب ،وهو متعلق التكليف الشرعي ،
وأمارة على الثواب والعقاب ،فبطل إذن مذهب البية ،وهو إنكار القدرة الادثة
،لا فيهم من جحد الضرورة ،وإبطال مل التكليف ،وأمارة الثواب والعقاب ،
ومن هنا كان بدعةً .
ومذهبي القدرية) ، (1وهو كون العبد يتع أفعالرهم ،على وفق مراده ،بالقدرة
الت خلق ال لهم ،لا علمت من دليل الوحدانية ،واستحالة شريك مع ال تعال أّيا
كان .
ويلزم فيهم أيضا استحالة ما علم إمكانهم ،إذ الأفعال يصح تعلق القدرة القدية
با ،قبل تعلق القدرة الادثة ،فلو منعتها القدرة الادثة للزم ما ذكر ،وترجيح
الرجوح .
قالوا :ل يزل يقدر عليها ،بأن يسملب القدرة الادثة .
قلنا :فقد لزم إذن أن ل يقدر عليها مع وجود القدرة الادثة ،وأيضا :من
أصلكم وجوب مراعاة الصلاح والأصلح ،فل يكن سلبها عندكم بعد التكليف .
قالوا :فكيف يثيبهم أو يعاقبهم على غي فعلهم ؟
معللي ،
قلنا :يفعل ما يشاء ،ل يسمأل عما يفعل ،والثواب والعقاب غي ّ
وإنا الأفعال أمارات شرعية عليهما ،يلق ال تعال منها ف كل مكلف ما يدل
شرعا على ما أراد بهم ف عقباه ،فكلّ ميسمر لا خلق لهم ) ولو شاء ربك لعل
الناس أمة واحدة ( نسمألهم سبحانهم حسمن الاتة بفضلهم .
قالوا :كيف ييدح العبد أو يذم على غي ما فعل ؟ ويلزم أن تكون للعباد
الجة ف الآخرة ،وقد قال ال تعال ) :لئل يكون للناس على ال حجة بعد
الرسل ( .
1
-أي وبطل مذهب القدرية .
قلنا :من معن ما قبلهم ،وأيضا :فيبطل بسمألة خلق الداعي والقدرة الادثة
وبعلمهم القدي اليط بكل شيء ،والق أن العبد مبور ف قالب متار ،فحسمن
فيهم ررْعي الأمرين ،على تقدير تسمليم أصل التحسمي والتقبيح العقليي .
فصل ) التولد (
وإذا عرفت استحالة تأثي القدرة الادثة ف ملها ،بطل لذلك أيضا تأثيها
بواسطة مقدورها ف غي ملها ،كرمي الجر ،والضرب بالسميف ،ونو ذلك ما
يوجد عادة بواسطة حركة اليد مثل ،وهو السممى بالتولد عند القدرية ،موس هذه
المة ،مع ما فيهم – على مذهبهم -من وجود أثر بي مؤثرين ،ووجود فعل من
غي فاعل ،أو فاعل من غي إرادة ول علم بالفعول ،ونو ذلك من الستحالت
الذكورة ف الطولت .
واتفق الكثر على عدم تولد الشبع والري ونوها عن الأكل والشرب
وشبههما ،وذلك ما ينقض أيضا على القائلي بالتولد ،وبال التوفيق .
وهذا الذي ذكر ف أوصافهم تعال إل هنا هو كلهم ما يب ف حقهم تعال ،
وإذا علم ما يب ف حقهم تعال ،يعلم ما يسمتحيل ،وهو ضد ذلك الواجب .
فصل ) الرؤية (
ويوز ف حقهم تعال أن يرىر بالأبصار على ما يليق بهم جل وعل ،ل ف جهة
،ول ف مقابلة ،لقولهم تعال ) :إل ربا ناظرة ( ،ولسمؤال موسى كليمهم عليهم
مرها ،ولجاع السملف الصال ،قبل السملم لا ،إذ لو كانت مسمتحيلة ما رجمهل أ ر
ظهور البدع ،على ابتهالم إل ال تعال ،وطلبهم النظر إل وجههم الكري ،
ولديث ) :ستون ربكم ( ونو ذلك ما ورد ،والظواهر إذا كثرت ف شيء
أفادت القطع بهم .
ول يعارضها قولهم تعال ) :ل تدركهم الأبصار ( لأن الإدراك أخصّ ،لإشعاره
بالإحاطة ،ول شك أنا منتفية مطلقا ،سلمنا أنهم الرؤية ،لكن الراد ف الدنيا ،
أو هو من باب الكل ل الكلية .
ول قولهم عز وجل ) :لن تران ( لن الراد :ف الدنيا ،إذ هو السمؤول لوسى
عليهم السملم ،والصل ف الواب الطابقة ،ولذا قال ) :لن تران ( ول يقل :ل
أيرر ،أو :ل تكن رؤيت ،وقد يسمتأنس لذلك با تقرر ف النطق أن نقيض الوقتية
يؤخذ فيهم وقتها العي .
وأما إثباتا بالدليل العقلي الشهور ،وهو أن مصحح الرؤية الوجود
عي الوجود ،فل يصح أن يكون علة . فضعيف ،لأن الوجود ي
ومعتمد من أحالا من البتدعة أنا تسمتدعي الهة والقابلة ،وهو باطل لأن
ذلك مفرّع على انبعاث الأشعة ،فتتصل بالرئي ،وذلك لو صح لوجب أن ل
يرىر الإنسمان إل قدر حدقتهم ،وهو باطل على الضرورة .
قالوا :إنا يكون ذلك لتصال الشعاع بالواء وهو مضيء ،فأعان على رؤية
ما قابلهم كالبلور يالمعْيمن بإشراقهم على رؤية ما فيهم .
قلنا :فيلزم أن ل يرىر من الواء إل قدر حدقتهم ،وإيضا فنحن نرىر والواء
مظلم ،وما نرىر والواء مشرق .
وما ينقض عليهم ،عدم رؤية الوهر الفرد ،مع اتصال الشعاع بهم ،ول ينالهم
من ذلك وحدره ،إل ما ينالهم مع غيه ،ورؤية الكبي مع البعد صغيا ،مع اتصال
الشعاع والقابلة بميعهم .
قالوا :إنا ذلك لأن الشعاع نفذ من زاوية حادة لثلث قاعدتهم الرئي ،فقام
خطا مسمتقيما بوسط القاعدة على زوايا قائمة ،ومعلوم أنهم أصغر ما يقوم عليها
من سائر الطوط ،فزيادة ذلك البعد لغيه منعت من رؤية طرف الرئي .
قلنا :فيلزم إذا انتقل الرئي إل مقدار تلك الزيادة من البعد أن ل يرىر
والشاهدة تكذبهم .
وما ينقض عليهم رؤية الأكوان ،مع أن الأشعة ل تتصل با .
قالوا :الرئي ما اتصلت بهم ،أو قام با اتصلت بهم .
قلنا :فيلزم أن تيرىر الطعوم والروائح ،لقيامها با اتصلت بهم .
قالوا :إنا ذلك فيما يقبل الرؤية .
قلنا :فها هو البعيد يرىر دون لونهم .
وما ينقض عليهم ،رؤية قرص الشمس مع عدم رؤية ما دونا من الطي إذا
عل ف الو ،ورؤية النار على البعد دون ما دونا ،وأيضا النبعاث إنا يكون عن
اعتماد إل جهة ،والسمب يبطلهم .
ث لزوم القابلة يبطل رؤية الإنسمان نفسمرهم ف الرآة والاء .
قالوا :ل تتثبت الأشعة فيهما لعدم التضريس ،فانعكسمت إل الرائي .
قلنا :فيلزم أن ل يرىر الرآة والاء ،لعدم قاعدة الأشعة فيهما .
قالوا :إنا يرىر صورة منطبعة ل نفسمهم فيهما .
قلنا :فيلزم أن ل تبعد ببعده .
وما يلزم على اشتاط القابلة أن ل يرىر الرائي إل قدر ذاتهم ،إذ ل يقابل
أكب منها .
قالوا :الشعاع أعان على ذلك .
قلنا :قد تقدم جوابهم .
ولو سلم ذلك كلهم ،فرؤية ال تعال لكل موجود ،ول بنية ،ول شعاع ،
وليس ف جهة ،ول مقابلة ،يهدم ما أصلوه .
وأيضا :فما ثبت من رؤية النب صلى ال عليهم وسلم النة من موضعهم ،مع
غاية البعد ،وكثافة الجب ،ينع ما تيلوه من الأشعة والوانع .
وإذا تقرر هذا ،فالبصر عند أهل الق عبارة عن معنً يقوم بحّل ّما ،يتعلق
الرئيات ،ويتعدد ف حقنا بتعددها ،وما ل يرر من الوجودات فلموانع قامت بالل
على حسمبها ،وهل قام ف العمى مانع واحد يضاد جيع الدراكات ؟ أو موانع
تعددت بتعدد ما فاتت رؤيتهم من الوجودات ؟ فيهم تردد .
فصل ) النبوات (
بعث الرسل إل العباد ليبلغوهم أمر الومن الائزات ،ويب الإيان بهم ،ي
سبحانهم ونيهم وإباحتهم ،وما يتعلق بذلك من خطاب الوضع ،لا عرفت أن الفعل
ل يدرك دون شرع ،طاعة ول معصية ول ما بينهما .
وتفضل سبحانهم بتأييدهم بالعجزات الدالة على صدقهم ،وهي فعل ال
سبحانهم الارق للعادة ،القارن لدعوىر الرسالة ،متحدىر بهم قبل وقوعهم ،غي
مكذب ،يعجز من يبغي معارضتهم عن الإتيان بثلهم .
فاحتز بالأول من القدي ،فليس فعل ل تعال ،فل يكون معجزة ،ودخل
فيهم الفعل الذي تعلقت القدرة الادثة بهم ،كتلوة النب صلى ال عليهم وسلم القرآن
،فهو معجزة لرسول ال صلى ال عليهم وسلم ،دون غيه ،إذ غيه إذا تله ،إنا
اللك ،ودخل فيهم ما ل تتعلق بهم القدرة الادثة ، يكيهم ،وليس هو الخذ لهم عن ر
كإحياء الوتى ،وتكثي الطعام ،وانقياد الجر والشجر ،وغي ذلك .
وعّي بعض أصحابنا ف العجزة أن تكون من النوع الثان ل الأول ،فتكون
معجزة القرآن على هذا ف نظمهم الخمصوص ،واطلع النب صلى ال عليهم وسلم
على ذلك دون سائر الناس ،وكل الأمرين ليس هو من فعلهم ،ول كسمبهم ،وهذا
الثان أظهر ،وال أعلم .
فإن قلت :قد يتحدىر النب بعدم الفعل ،كما قال عليهم الصلة والسملم ) :
قد عصمن رب ( ،وكما قال نوح عليهم السملم ) :فكيدون جيعا ( وقال ) :ث
اقضوا إل ول تنظرون ( فقد وقع التحدي بعدم الفعل ،كالضرب والقتل .
فالواب :أن إعلمهم وإخباره بذلك على وفق ما ظهر ،هو العجزة ،وهو
فعل ال خلقهم لهم .
ومنهم من قريد هذا العتاض ،فزاد لإدخال ما ورد بعد قولهم ف شروط
العجزة :وهو فعل ل تعال ،فقال :أو ما يقوم مقامهم .
واحتز بقولهم ) :خارق للعادة ( من العتاد ،فإنهم يسمتوي فيهم الصادق
والكاذب ،ومن العتاد :السمحر ونوه ،وإن كان سببهم العادي نادرا ،خلفا لن
جعل السمحر خارقا ،لكن لسمبب خاص بهم ،ومن العتاد أيضا ما يوجد ف بعض
الأجسمام من الواص ،كجذب الديد بجر الغناطيس .
وبقولهم ) :مقارنا لدعوىر الرسالة ( ما وقع بدون دعوىر ،أو بدعوىر غي
دعوىر الرسالة ،كدعوىر الولية .
وبقولهم ) :متحدىر بهم قبل وقوعهم ( أي يقول :آيةي صدقي كذا ،ما وقع
بدون تديهم ،كالإرهاص ونوه ،أو تدىر بهم لكن بعد وجوده .
وهل يوز تأخي العجزة عن موتهم ؟ قولن للأشعري ،وقال بالثان أبو بكر
الباقلن ،وهو الظاهر ،فإن حفظ ما نص عليهم من أحكام شرعهم ف حياتهم ل
باعث على تلقيهم منهم .
وبقولهم ) :غي مكذب ( ما إذا قال :آية صدقي أن يْنمطق الي يدي ،
فنطقت بتكذيبهم ،وف تكذيب اليت التحدي بإحيائهم ،قولن للقاضي وإمام
الرمي ،واختار بعض التاخرين عدمر القدح ف تكذيب اليد وشبهها ،لعدم
التحدي بتصديقها .
وهل دللة العجزة على صدق الرسل دللة عقلية ،أو وضعية ،أو عادية
بسمب القرائن ؟ اقوال .
أما على الأولي فيسمتحيل صدورها على يد الكاذب ،لا يلزم على الأول من
نقض الدليل العقلي ،وعلى الثان من اليْلف ف خبه جل وعل ،إذ تصديق
الكاذب كذب ،والكذب عليهم جل وعل مال ،لأن خبه على وفق علمهم ،
فيكون صدقا ،فلو انتفى لنتفى العلم ملزومهم ،وهو مال لا عرفت من وجوبهم .
فإن قلت :قد وجدنا العالممر ّمنا بالشيء يب عنهم بالكذب ؟
قلنا :كلمنا ف الب النفسمي ،ل ف الألفاظ ،لستحالة اتصاف الباري
تعال با ،والعال منا بالشيء يسمتحيل أن يب الزء من قلبهم ،الذي قام بهم العلم
،بب كذب على غي وفق علمهم ،غايتهم أن يد ف نفسمهم تقديرر الكذب ل
الكذب .
وأيضا :لو اتصف الباري تعال بالكذب ،ول تكون صفتهم إل قدية ،
لستحال اتصافهم بالصدق ،مع صحة اتصافهم بهم ،لجل وجوب العلم لهم تعال ،
ففيهم استحالة ما علمت صحتهم .
وأما إن قلنا :إن دللة العجزة عادية بسمب القرائن ،فحيث حصل العلم
الضروري عنها بصدق الآت با ،فإنهم يسمتحيل أن يكون كاذبا ،وإل لنقلب
العلم الضروري جهل ،ول يْيرم سبحانهم وتعال عادرتهم من أول الدنيا إل الآن إل
بعدم تكي الكاذب من العجزات ،وإذا خيل بسمحر ونوه ،أظهر ال فضيحتهم
عن قرب ،فللهم المد على معاملتهم ف ذلك ونوه ،بحض الفضل والكرم .
ويوز أن تظهر العجزة على يد الكاذب لو انرقت العادة ،ول يصل حينئذ
لم صدقممهم ،وإل لكان الهل علما ،وتويز خرق العادة عند حصول العلم با عم ي
حّق ل يقدح ف العلم ،إذ ل يلزم من جواز الشيء وقوعهم ،أل بالصدق ف حق الي م
ترىر أنا نولز استمرارر عدمم العال ،مع علمنا ضرورةً بوجوده ،إذ معنى الواز أنهم
لو قدر واقعا ل يلزم منهم مال لذاتهم ،ل أنهم متمل الوقوع .
فصل ) السممعيات (
وإذا وفقت لعلم هذا كلهم ،حصل لك العلمي ضرورة بصدق رسالة نبينا
ومولنا ممد ،صلى ال عليهم وسلم ،فوجب الإيان بهم ف كل ما جاء بهم عن ال
سبحانهم ،جلة وتفصيل ،كالشر والنشر لعي هذا البدن ،ل لثلهم إجاعا ،وف
كونهم عن تفريقٍ أو عدمٍ مض ،تردد ،باعتبار ما دل عليهم الشرع ،أما الواز
العقلي فيهما فاتفاق .
وف إعادة الأعراض بأعيانا طريقتان ،الأول :تعاد بأعيانا باتفاق ،والثانية
:قولن ،والصحيح منهما إعادتا بأعيانا ،وف إعادة عي الوقت قولن ،
وكالصراط وكاليزان ،وف كون الوزون صحف الأعمال ،أو أجسماما تلق أمثلة لا
،تردد ،والنة والنار وعذاب القب وسؤالهم .
ول يقدح فيهم مشاهدتينا للميت على نو ما وضع ف قبه ،لأن ف الوت وما
بعده خوارق عادات أخب با الشرع ،وهي جائزة ،فوجب الإيان با على ظاهرها
.
وأما ما استحال ظاهره نو ) :على العرش استوىر ( فإنا نصرفهم عن ظاهره
اتفاقا ،ث إن كان لهم تأويل واحد ،تعي الملي عليهم ،وإل وجب التفويض مع
التنزيهم ،وهو مذهب الأقدمي ،خلفا لإمام الرمي.