Professional Documents
Culture Documents
األسرة في الخلية األولى للحياة االجتماعية وهي أولى الجماعات التي يحتك بها الطفل ،وهي مسرح التفاعل الذي
يتلقى فيه الطفل معالم التنشئة االجتماعية وفيها يتلقى أفرادها قيم المجتمع وعاداته وتقاليده بحيث يخلق في كل
فرد كائنا ً اجتماعيا ً وهي المدرسة التي تعلم الطفل األساليب السلوكية المالئمة لكل المواقف)1( .
كما أن األسلوب الذي يتجه الوالدين في التنشئة االجتماعية يترتب عليه نتائج في غاية األهمية تنعكس على
شخصية األبناء حيث أن نوع العالقة التي تنشأ بين الوالدين والطفل وطريقة معاملتهما عامل هام يدخل في تشكيل
شخصية الطفل ( )2لذا فدور األسرة لها أهمية كبيرة في حياة األبناء ودور كل من األب واألم مكمل لبعضها،
فاألم تمثل المنفعة البيولوجية والنفسية بصفة عامة ،واألب يمثل القانون والنظام ويمثل االتجاه العميق بين األب
واألم واألبناء وقدرتهم على تكوين شخصية سوية تؤهلهم أن يكونوا أفراد نافعين في المستقبل ،فاألسرة تولي
عملية التنشئة االجتماعية السليمة ألبنائها وتتحمل مسئولية أعداهم لكي يكونوا أفراد صالحين في ظل أسر
متماسكة متفاعلة ،فاألسرة ليست أساس وجود المجتمع فقط بل هي مصدر األخالق والدعامة األولى لضبط
سلوك واإلطار الذي يتلقى فيه الفرد أول دروس الحياة االجتماعية)3( .
كما يؤثر الجو العائلي على إشباع األطفال لحاجاتهم الوجدانية الرئيسية فإذا كان الطفل يحس باألمن واألمان التي
توفرها األسرة فسيظهر هذا األمن بالضرورة في عالقاته الخارجية مع األفراد المحيطين به ( )4فالعالقات
والتفاعالت االنفعالية بين الطفل ووالديه تشكل توقعاته واستجاباته التالية فيما بعد لذلك نجد أن سلوك الوالدين
يحدد سلوك الطفل)5( .
حيث يشكل الوالدان المحور األساسي لسلوك الطفل حيث يمثالن البيئة االجتماعية األولى في حياته والتي ينشأ
فيها ويتأثر بها ومن هنا نجد أن شخصية الطفل تمثل انعكاسا ً للواقع اإلنساني والظروف البيئية واألسرية التي
يحياها ،ولكن إذا نشأ الطفل على عكس ذلك في غير اإلطار الطبيعي (األسرة) فالبد أن تتشكل شخصيته على
نحو يعكس هذا الغياب)6( .
وبالرغم من أهمية األسرة في حياة الطفل إال أننا نجد أن هناك بعض األطفال قد حرموا من الرعاية الوالديه ومن
الجو األسري ألسباب مختلفة بسبب فقد الوالدين أو أحداهما بالوفاة أو السجن أو الهجر أو بسبب عزل الطفل في
مؤسسة إيوائية أو ألسباب غير ذلك وبالتالي فإن أمر هذا الطفل يوكل إلى األحد المؤسسات اإليوائية لرعاية
األطفال المحرومين من الرعاية األسرية.
ويشير الباحثون كما تشير الكتابات المختلفة في هذا المجال إلى أهمية وجود الطفل في بيت أسري حتى وأن كان
غير مناسب فهو أفضل من وجوده في أي مؤسسة أخرى حيث تتصف فيها رعاية الطفل بالرعاية االفتقاد وإلى
العالقات التي يوفرها جو األسرة في المؤسسات ال يمكن أن تزوده باإلشباع العاطفي الكافي وتنمية الحس
المناسب وتعلم أنواع السلوك االجتماعي واالنفعالي ولذلك فإن طفل المؤسسة قد يظهر مجموعة من األعراض
منها الصدمة االنفعالية والتبلد االنفعالي والقلق ونقص التركيز وعدم االكتراث بالناس ويتعرض أيضا ً لسوء
التنشئة االجتماعية ( )7حيث يتأثر هؤالء األطفال بالفروق الجديدة خارج أسرة ويشعرون بالقلق والتوتر مما
يقود الطفل إلى اإلحساس باإلحباطات المستمرة نتيجة الحرمان وعدم إشباع حاجاته األساسية وينعكس بدوره
أيضا ً على مفهوم الطفل عن نفسه ( )8فمن أهم الخصائص النفسية واالجتماعية لهؤالء األطفال المحرومين من
الرعاية األسرية هي نقص القابلية لالستمتاع بالحياة ( )9كما يعاني هذا الطفل من االضطرابات في شخصيته كما
يكون غير متوافق مع مجتمعه كما تنقصه المهارات االجتماعية ( )10كما يعتبر هؤالء األطفال المحرومين من
الرعاية األسرة من أكثر األطفال سوء توافق وأقلهم ذكاء)11( .
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أسر هؤالء األطفال المحرومين من الرعاية األسرية والمودعين في
مؤسسات اجتماعية تتولى رعايتهم بدالً من أسرهم إلى العديد من المشكالت االجتماعية والنفسية التي تؤدي في
النهاية إلى عزلتهم االجتماعية وانسحابهم من الحياة االجتماعية.
فقد أظهرت نتائج دراسة كل من باربرا Barbaraوجيدث Judithإلى أن األطفال المحرومين من الرعاية
األسرية يعانون من العدوان والعصيان والقلق ويعانون من فقدان العالقات االجتماعية مع اآلخرين ( )12واتفق
مع هذه الدراسة دراسة جيل هادجس Jull Hadgesفي أن هؤالء األطفال يعانون من مشكالت سوء العالقة مع
اآلخرين والعدوان والتأخر الدراسي)13( .
كما توصلت دراسة يوسف عبد الفتاح إلى أن هؤالء األطفال يكونون أقل شعورا ً باألمن وبالثقة بالنفس وأقل
توافقا ً في عالقاتهم االجتماعية كما أنهم أقل اندماجا ً في المجتمع وأكثر توتراً وقلقا ً من أقرانهم الذين يحصلون
على عطفا ورعاية كاملة من والديهم)14( .
كما توصلت دراسة بيجه Biagetالتي قارنت بين األطفال المحرومين من أسرهم الطبيعية (أطفال المؤسسات
وأطفال األسر الطبيعية) إلى أن أطفال المؤسسات أكثر تمركزا ً حول ذواتهم ألنهم لم تتح لهم الفرصة الكافية
لتكوين الصالت االجتماعية والعالقات التي تحطم هذا التمركز حول الذات كما أن هؤالء األطفال يتصفون بأنهم
أقل اجتماعية ()15
كما أكدت دراسة جمال شحاتة أن أطفال المؤسسات يعانون الكثيرين المشكالت االجتماعية والنفسية وأن أهم هذه
المشكالت هي مشكلة العالقات االجتماعية ومشكلة التكيف االجتماعي وبالتالي االنسحاب من الحياة االجتماعية
( )16واتفقت معها دراسة بيرس Perseفي أن هؤالء األطفال في حاجة إلى إتاحة فرص االتصال باآلخرين
داخل وخارج المؤسسة حيث تنقصهم القدرة على تكوين هذه العالقات ويفتقدون إلى التكيف االجتماعي ()17
وهذا ما أكدته دراسة فرانك Frankمن حيث أنهم يجدون صعوبات في تكوين الصداقات واالحتفاظ بها لتوقعهم
عدم استمرار عالقاتهم باآلخرين وشعورهم بنبذ المجتمع لهم مما يدفعهم إلى االنسحاب االجتماعي ( )18وعالوة
على ذلك فإن بعض الدراسات قد بينت أيضا ً أن الحرمان من الرعاية األسرية قد يؤدي إلى االنحراف االجتماعي
حيث بينت دراسة فيترانو Vetranoأن األطفال المحرومين من الرعاية األسرية معرضين لالنحراف أثر من
غيرهم من األطفال ( )19وقد أيدتها في ذلك دراسة كل من مولينز )Mullens (20ودراسة التيكر Alltuker.
)(21
ومن العرض السابق للكتابات النظرية والدراسات السابقة يتضح أن األطفال المؤسسات األيوائية الذين حرموا
من الرعاية األسرية يعانون من الكثير من المشكالت االجتماعية والنفسية ومن أهمها انحسار العالقات
االجتماعية وعدم القدرة على التكيف االجتماعي وعدم المشاركة في الحياة الجماعية والتي تؤدي إلى العزلة
االجتماعية واالنسحاب االجتماعي.
األمر الذي يتطلب منه ضرورة وجود مساعدة مهنية خاصة لمهنة الخدمة االجتماعية لمساعدة هؤالء األطفال
على التخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي عندهم وزيادة عالقاتهم االجتماعية ومساعدتهم على التكيف
االجتماعي مع واقعهم الجديد وتنمية مشاركتهم في الحياة االجتماعية.
وطريقة العمل مع الجماعات كأحد طرق مهنة الخدمة االجتماعية يمكنها أن تلعب دوراً هاما ً في مساعدة الفتيات
المحرومات من الرعاية األسرية على التخفيف من حدة مشكلة االنسحاب االجتماعي لديهن عن طريق إكسابهن
المهارات االجتماعية وخاصة مهارة العالقات االجتماعية كذلك زيادة تكيفهن االجتماعي من خالل مشاركتهم في
الحياة الجماعية التي تفرضها أنشطة الجماعات ومن ثم اكتساب خبرات المشاركة في الحياة االجتماعية وتعديل
أفكارهن عن أنفسهن وعن اآلخرين وعن المجتمع من حولهم.
فطريقة العمل مع الجماعات تهدف إلى عالج مشكالت سوء التوافق االجتماعي واالضطرابات النفسية باإلضافة
إلى التعليم والنمو والتنشئة االجتماعية عن طريق التدخل باستخدام جماعات صغيرة العدد في مكان معين لزمان
معين لممارسة بعض األنشطة والمهام التي تساعد في مواجهة المشكالت النفسية واالجتماعية ومن خالل الحوار
الموجه والتعليم والتدريب واأللعاب الرياضية واألنشطة الترويحية ولعب الدور والمناقشة يمكن تغيير السلوك
وتحقيق التكيف االجتماعي)22( .
وقد بينت بعض الدراسات السابقة للتدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات فاعليتها في مساعدة أطفال
المؤسسات اإليوائية على مواجهة مشكالتهم وتحقيق توافقهم االجتماعي كذلك مواجهة العزلة االجتماعية لبعض
الفئات األخرى حيث بينت نتائج دراسة على محرم فاعلية برنامج التدخل المهني لخدمة الجماعة لتخفيف العزلة
االجتماعية لمطلقات)23( .
كذلك دراسة منال محمد محروس التي أثبت أن ممارسة أسلوب المناقشة الجماعية في خدمة الجماعة قد أدى إلى
تنمية المسئولية االجتماعية لدى جماعة الفتيات المحرومات من األم ( )24كما أثبتت دراسة عصام عبد الرازق
فاعلية البرامج الترويجية في خدمة الجماعة في تحقيق التوافق االجتماعي للمسنين بزيادة عالقاتهم االجتماعية
وزيادة تكيفهم االجتماعي ( )25كذلك دراسة نبيل إبراهيم والتي أثبتت نتائجها أن العمل مع الجماعات قد أدى إلى
تنمية اتجاهات المحرومين من الرعاية األسرية نحو المجتمع)26( .
ومما سبق عرضه من أراء نظرية ودراسات ميدانية تتحدد مشكلة الدراسة في اختبار العالقة بين التدخل المهني
لطريقة العمل مع الجماعات والتخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية
وذلك عن طريق زيادة عالقاتهن االجتماعية ومساعدتهن على تحقيق التكيف االجتماعي وزيادة معدل مشاركتهن
في الحياة الجماعية حتى يمكنهم الخروج من عزلتهن التي فرضوها على أنفسهن.
حيث أثبتت الدراسات السابقة أن هؤالء الفتيات يعانين من مشكالت إضمار العالقات االجتماعية وعدم القدرة
على التكيف االجتماعي وعدم المشاركة في الحياة االجتماعية وبالتالي فهناك حاجة إلى التدخل المهني لطريقة
العمل مع الجماعات لبرنامج التدخل المهني لمواجهة هذه المشكالت وبالتالي التخفيف من حدة االنسحاب
االجتماعي لديهن.
ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في شكل تساؤل رئيس مؤداه :ما تأثير التدخل المهني كطريقة العمل مع الجماعات
في التخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية؟
-1ما تأثير التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات في تنمية العالقات االجتماعية للفتيات المحرومات من
الرعاية األسرية؟
-2ما تأثير التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات في تحقيق التكيف االجتماعي للفتيات المحرومات من
الرعاية األسرية؟
-3ما تأثير التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات في تنمية المشاركة االجتماعية للفتيات المحرومات من
الرعاية األسرية؟
ثالثاً :أهداف الدراسة
-1اختبار العالقة بين التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات والتخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي
للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
-2التوصل إلى برنامج مقنن للتدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات للتخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي
للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
هناك مفهومان متوازنان يكادان يستخدما بمعنى واحد وهما مفهوم االنسحاب االجتماعي ومفهوم العزلة
االجتماعية ،ويتفق مع ما سبق التعريف التالي لالنسحاب االجتماعي الذي يرى أن الفرد المنسحب هو الفرد الذي
يقال عنه أنه منسحب أو منطوي أو منعزل وهو الذي يستبدل النجاح الفعلي في الحياة الواقعية بالمتع الخيالية وهو
يتميز بالحساسية واالنفراد واالهتمام بالذات)27( .
ومن الوجهة اللغوية يعرف باالنسحاب االجتماعي على أنه المفارقة للقوم والتنحي عنهم فتنازل القوم انعزال
بعضهم عن بعض ( )28ويرتبط مفهوم العزلة بنظرية االنسحاب االجتماعي التي تستند على أن االنفصال في
عالقات الفرد واآلخرين يتم من خالل االنسحاب التدريجي)29( .
ويعرف االنسحاب االجتماعي بأنه ظاهرة سلوكية معقدة وقد تكون هذه الظاهرة دليالً على عجز في األداء
االجتماعي أو عجز في المهارات وفي تلك الحالتين فإن هذه الظاهرة يصاحبها فقدان االهتمام باألحداث واألشياء
واألشخاص األمر الذي يقود إلى االكتئاب والخجل والقلق والخوف إلى غير ذلك من األنماط السلوكية غير
المقبولة ( )30واالنسحاب االجتماعي هو سلوك يميل فيه اإلنسان إلى األحجام عن التفاعل مع اآلخرين ()31
وتجنب ذلك في كافة المواقف مما يؤدي إلى عزله كما يعبر هذا السلوك عن فشل في التكيف مع الواقع ومع
متطلبات الحياة االجتماعية ومن مظاهر هذا السلوك االنطواء على الذات والخوف وعدم الرغبة في تكوين
عالقات مع اآلخرين ،كما يعرف االنسحاب االجتماعي على أنه إحساس الفرد وشعوره بالتباعد بينه وبين
اآلخرين إلى درجة يشعر معه بافتقاد التقبل والتواد والحب من جانب اآلخرين بحيث يترتب على ذلك حرمان
الفرد من االندماج في عالقات مثمرة مع أي شخص وموضوعات في الوسط الذي يعيش فيه ويمارس فيه أدواره
( )32كما يعرف أيضا ً بأنه نقص فرصة الفرد في االندماج مع اآلخرين والتفاعل معهم)33( .
واألشخاص المنسحبين اجتماعيا ً هم األفراد الذين لديهم أحاسيس سلبية بالنسبة للعالقات اإلنسانية عامة
ويرفضون اآلخرين ويشعرون دائما ً بالقلق ودائما ً منعزلين عن التفاعل المؤثر عن اآلخرين)34( .
ومما سبق عرض من مفاهيم لالنسحاب االجتماعي يتضح اتفاق هذه التعريفات على المحددات التالية لالنسحاب
االجتماعي-:
وهذه المظاهر السلوكية غالبا ً ما ترتبط بمشاعر نفسية كالقلق والخوف والوحدة والتمركز حول الذات.
وفي دراسته عن المساندة االجتماعية في خدمة الفرد والتخفيف من حدة الشعور بالعزلة االجتماعية للمريض
بمرض مزمن اعتبر إسماعيل سالم أن مؤشرات العزلة االجتماعية (االنسحاب االجتماعي) هي)35( -:
وفي دراسة عن فاعلية برنامج في خدمة الجماعة للتخفيف العزلة االجتماعية للمطلقات اعتبر على محرم أن
مؤشرات العزلة االجتماعية هي.)36( :
وقد حدد ماهر عبد الرازق في دراسة عن الحرمان األسرى وعالقته بالعزلة االجتماعية لألطفال المؤشرات
التالية)37( -:
ومن خالصة ما سبق فإن الباحثة حددت مؤشرات االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية
في-:
يشير بعض الباحثين إلى نوعين من االنسحاب االجتماعي هما االنسحاب العضوي واالنسحاب الذهني)38( .
-1االنسحاب العضوي :وفيه يقاوم الفرد العمل الجماعي النسحابه من دائرة جلوس األعضاء وانعزاله بعيداً
عنهم وعن مكان تجمعهم ويحرص العضو المنسحب المنعزل عن إبقاء مسافة كبيرة بين مكان جلوسه وحيثما
يجلس فيه األعضاء حيث يشعرهم بمقاومته لهم وعدم رغبته في المشاركة فيما يتفاعلون فيه وقد يكون االنسحاب
االجتماعي غير كامل حيث يحتل الفرد المقاوم بمكان على محيطه الدائرة التي يجلس فيها مع بقية األعضاء مما
يوحي بأنه جزء من الجماعة ،وقد يكون االنسحاب كامالً حيث ينعزل العضو عن محيط الدائرة كليا ً منزويا ً في
أحد أركان الغرفة خارج نطاق الدائرة التي يجتمع على محيطها األعضاء.
-2االنسحاب الذهني :قد يجلس الفرد على نفس محيط الدائرة مع بقية األعضاء بحيث ال يكون بعيداً عن مكان
جلوسهم ولكنه شارد عنهم بفكرة ال يعي ما يقولون وال يتابع ما يناقشون منه.
ومن العوامل التي تؤدي إلى العزلة أو االنسحاب االجتماعي مما يلي)39( -:
-1العوامل الشخصية :وهي العوامل التي تتعلق بخصائص وسمات الشخصية فيجعل بعض األفراد يفسرون
االنسحاب االجتماعي على أسس تتصل بحياتهم وقد تساهم الخصائص الشخصية في عدم جاذبية الفرد في بعض
األوساط االجتماعية مثل المظهر الجسمي أو الشخصي كذلك ما يحمله من خصائص اجتماعية كثقافة الفرد في
كيفية تكوين صداقات جديدة أو اإلبقاء على الصداقات القديمة.
-2العوامل الموقفية :حيث تلعب هذه العوامل في الحياة الحديثة دورا ً في أحداث الخلل في شبكة العالقات
االجتماعية التي تؤدي بدورها إلى الشعور بالعزلة االجتماعية وبعض األحداث لها دور كبير في تقليل التفاعل
االجتماعي كالعالقات العاطفية ومن هذه العوامل الموقفية الموت والطالق أو االنفصال الجسدي عن األسرة
واألصدقاء أو الهجرة كذلك التغيرات في المكانات واألدوار.
وسوف تركز الباحثة في تدخلها المهني أساسا ً على عالج االنسحاب العضوي والذي بدوره يؤثر على عالج
االنسحاب الذهني كما سوف تأخذ في اعتبارها كل من العوامل الشخصية والعوامل الموقفية المؤدية إلى
االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية باعتبار دخول الفتاة مؤسسة للرعاية هو موقف
جديد يؤثر على السمات الشخصية لها.
-1نظرية التفاعل
الجماعة في ضوء النظرية التفاعلية نظام من أفراد متفاعلين ،والتفاعل هو التأثير المتبادل بين مختلف األجزاء
ويتضمن التفاعل الكلمات واألشكال األخرى من االتصال الرمزي ،حيث يحدث التفاعل إذا ما حدث النشاط أو
حفزه إليه نشاط شخص أخر)40( .
والتفاعل في الجماعة ليس غاية في حد ذاته بل هو وسيلة من أجل تحقيق األهداف وأساس التفاعل االجتماعي هو
االتصال اإلنساني ويعبر التفاعل عن السلوك المشترك المتبادل وإلى عملية األخذ والعطاء بين أعضاء الجماعة
وهو الذي يكون شبكة العالقات االجتماعية اإلنسانية.
وتفترض هذه النظرية أنه كلما زاد التفاعل بين الناس بعضهم البعض فإنهم يتجهون إلى تكوين عالقات اجتماعية
موجبة من الحب والصداقة والتقبل وكلما اقتربت مكانات أعضاء الجماعة كلما زاد احتمال التفاعل بينهم وكلما
اقترب الفرد من تحقيق معايير الجماعة كلما زاد التفاعل الصادر منه إلى أعضاء الجماعة اآلخرين.
وتفسر هذه النظرية االنسحاب االجتماعي على أساس أن هذا االنسحاب ليس نتائج عوامل شخصية فقط أو
اجتماعية ولكنها نتاج التأثير التفاعلي لكال العوامل معا ً ويرى أصحاب هذه النظرية أن العزلة االجتماعية تنشأ
عندما تكون عالقات الفرد االجتماعية غير كافية التي يكون فيها الفرد جزءا ً من مجموعة أصدقاء ويشتركون في
نفس االهتمام ونفس األنشطة وهذا النوع من العزلة يواجه األفراد الذين يواجهون بيئة جديدة أو طبقة جديدة ()41
كما في حالة الفتيات المحرومات من الرعاية األسرية الالتي انتقلن من العيش مع أسرهن إلى العيش في مؤسسة
إيوائية.
وتركز هذه النظرية على أن تبادل العالقات االجتماعية بين األفراد تتيح للفرد إمدادات اجتماعية وهذه اإلمدادات
هي)42( :
-االرتباط من خالل العالقات الموجبة التي يشعر بها الفرد والمسئولية تجاه اآلخرين.
-التوجيه والذي توفره العالقات مع أشخاص موثوق فيهم ولهم مكانة معينة تسمح لهم بتقدم العون والنصح
لآلخرين.
يقدم منظور النسق اإليكولوجي إطار تصوري للناس والبيئة كنسق واحد في ثقافة معينة ومحتوى تاريخي معين،
حيث أن اإلنسان والبيئة يمكن فهمها فقط (وخاصة فيما يتعلق بالعالقات المتبادلة بينها وتأثير كل منها على
اآلخر) في إطار ثقافي وتاريخي معين وكل المفاهيم اليكولوجية ال تشير إلى أن اإلنسان بمفرده أو البيئة بمفردها
ولكن تشير إليها في إطار العالقة بين اإلنسان والبيئة سواء كانت هذه العالقة إيجابية أو سلبية)43( .
ويرى جيرمان وجيترمان Germain Gittermanأن منظور النسق االيكولوجي يقوم على فكرة فلسفية تتعلق
بالكائنات الحية باعتبارها أحياء فاعلة هادفة لديها القدرة على النمو والتطور والتعلم على مدار حياتها ويشير هذا
المنظور إلى أن البشر في حالة تفاعل دائم مع بيئاتهم ومن ثم يحاول اإلنسان تحقيق التكيف والتوافق واالنسجام
مع البيئة باستمرار ويقدم هذا المنظور إطار لفهم التفاعالت المعقدة حيث يرى أن حاجات الناس ومشكالتهم ما
هي إال نتاج عالقات غير طبيعة بين اإلنسان وبيئته ومن ثم ينبغي إلصالح وتعديل هذه العالقات البد من تمكين
اإلنسان من إعادة تكيفه مع البيئة مرة أخرى)44( .
وبناء على ذلك يمكن تفسير االنسحاب االجتماعي على أنه نتاج العالقات غير طبيعة بين اإلنسان (المنسحب)
وبيئته االجتماعية وبالتالي عدم تكيفه مع البيئة بجانب عدم وجود التفاعل االجتماعي اإليجابي بين الفرد وبيئته
االجتماعية.
ويمد هذا المنظور (الذي يركز على التفاعل بين الفرد والنسق البيئي) األخصائيين االجتماعيين بتصور شامل
لتفسير المواقف والمشكالت االجتماعية ويمدهم بأفكار حول تقدير المواقف ونقد العمالء وتحديد البدائل حيث أن
الناس كجزء من عمليتي التبادل والتفاعل هم متداخلون في األنشطة واالتصاالت وفي التغيير ،لذا فإن تقدير
األخصائيين للموقف يسعى إلى اإلجابة على السؤال ماذا يوجد في كل موقف من مواقف الممارسة المهنية والتي
تسبب المشكلة والتي تسبب استمرار مطالبة نسق العميل للتغيير؟ ()45
ثانياً :طريقة العمل مع الجماعات ومواجهة االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية
األسرية
الحرمان هو حالة انفعالية تحدث عند الطفل لعدم توفر حب أو عطف من الوالدين وتتحدث هذه الحالة نتيجة
لغياب أو انشغال أحد الوالدين أو كليهما عن رعاية الطفل وتنشئته)46( .
والحرمان من األسرة هو شرود أو انحراف عن المعيار أو المبدأ الذي تصف به الشخص الذي ينحرف أو يتباين
بصورة ملحوظة عن المعايير االجتماعية في خصائص الشخصية والعقلية أو االنفعالية أو االجتماعية أو الحسية
ويعد الفرد محروما ً إذا عاش بعيدا ً عن األسرة وفقد رعايتها نتيجة النفصال الوالدين أو سفر أحدهما أو كليهما أو
وفاة أحد الوالدين وبالتالي فالمحرمون من الرعاية األسرية هم األبناء الذين يعيشون في أسرة أو مؤسسة
ويفتقدون أحد والديهم أو كليهما بسبب االنفصال أو الوفاة وبذلك يفقدون الحنان والعطف ورعاية الوالدين)47( .
كما يشير الحرمان من األسرة إلى فقد الرعاية األسرية وفقد األسرة بمعناها المعروف وحرم من الوالدين بسبب
وفاة أحدهما أو كليهما أو بسبب االنفصال أو الهجر وبذلك يكون فقد الحياة األسرية الطبيعية التي من المفروض
أن يعيش فيها ( )48
يرتبط هذا النموذج ارتباطا ً أساسيا ً بالتفاعل الجماعي الذي يحدث من خالل العملية الجماعية حيث تعتبر عملية
التفاعل هي اإلطار العام الذي تتحقق فيه المشاركة الفعلية بين األعضاء بعضهم البعض وبينهم وبين األخصائي
االجتماعي أو بين الجماعة واألخصائي ،لذا فإن هذا النموذج سوف يستخدم في تحليل التفاعل الجماعي في
طريقة خدمة الجماعة ،والمضمون األساسي للنموذج التفاعلي يوجه االهتمام نحو اتجاهات التفاعل ،وشدة
التفاعل وما هي معامالت التفاعل التي يختص بها وحدة من الوحدات األساسية الخاصة بموضوع الدراسة ()49
ويحدد هذا النموذج الذي اشترك في بناء مكوناته المختلفة بيلز وهومانز وشوارتز والبرت اليس وغيرهم وحددوا
بعض المكونات األساسية التي من أهمها)50( .
أ -موضوع التفاعل األساسي وأثره في زيادة أو انخفاض معدالت التماسك تبعا ً ألهمية الموضوع لألعضاء
والجماعة وارتباطه بقدراتهم وخبراتهم التي يتميزون بها.
ب -المؤثرات المختلفة التي يمكن أن يكون لها التأثير الواضح مثل القيادات الطبيعية ودور األخصائي ومكانه
المؤسسة.
ج -يضع النموذج معامالت إحصائية للتفاعل مثل قياس شدة التفاعل ومعدالت التفاعالت الجماعية المؤثرة ،مما
يفيد في دراسة طبيعة العالقات االجتماعية في حياة الجماعة الصغيرة.
ويمكن أن نحدد أهم الجوانب التي تتعلق بكيفية استخدام النموذج في التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات
في)51( :
أ -استخدام النموذج في تحليل عملية التفاعل من حيث طبيعة سلوك المشتركين في التفاعل وكيفية ربط الجوانب
السلوكية بمواقف الحياة الجماعية.
ب -استخدام النموذج في تحديد اتجاهات التفاعل للمشتركين في عملية التفاعل وكذلك اتجاهات التفاعل الجماعي
واتجاهات تفاعل أخصائي الجماعة أيضاً.
ج -استخدام النموذج في المقارنة بين تفاعل الجماعات المختلفة مع التركيز على السمات الخاصة بكل عملية
والعوامل المؤثرة فيها مع اتخاذ جوانب الضبط والتحكم.
د -استخدام النموذج في دراسة الموقف الحالي للتفاعل حيث أنه يمكن دراسة الوحدات االجتماعية الدراسية في
شكل مواقف تفاعلية ثم العمل على توجيه التفاعل إلى مواقف أخرى ترتبط بهذا التفاعل.
هـ -يمكن استخدام النموذج في إيجاد بعض المعامالت الخاصة بالتفاعل الجماعي والتعرف على شدة التفاعل
والعمل على صياغة الجدول التفاعلي حيث يوضح هذا الجدول :القائم بالتفاعل – موضوع التفاعل – تأثير
التفاعل على األعضاء – تدخل األخصائي في التفاعل – الدرجة الكمية لهذا التفاعل – عدد مرات التفاعل.
وفي استخدام أخصائي الجماعة لهذا النموذج مع الفتيات المحرومات من الرعاية األسرية فإنه يركز على ما
يلي-:
-1دراسة الموقف التفاعلي للفتاة وتحديد شدة هذا التفاعل ودرجته واتجاهاته ونواحي القصور فيه لتقييم هذا
التفاعل من حيث أنه عادي أو غير عادي سلبي أو إيجابي – خفيف أو متوسط أو شديد.
-2تحديد خطة التفاعل التي يجب أن يضعها األخصائي لزيادة تفاعل الفتيات ومشاركتهم في الحياة الجماعية
وكيفية ربط المواقف السلوكية لهم بطبيعة المواقف الحياتية الجماعية.
-3تحديد اتجاهات التفاعل لهؤالء الفتيات وإشراكهن في عمليات التفاعل وتحديد اتجاهات تفاعل األخصائي نفسه
نحو الجماعة ونحو األعضاء من الفتيات.
-4تحديد أدوار األخصائي االجتماعي في زيادة تفاعل الفتيات وتنمية العالقات االجتماعية بينهن وتحقيق تكيفهن
االجتماعي.
توجهنا النظريات الموجهة لهذه الدراسة إلى ضرورة فهم وتفسير الواقع االجتماعي بمعنى فهم السلوك اإلنساني
في موقف معين يستهدف تقديم عملية المساعدة المهنية على النمو المرغوب فيه ( )52وهذا ما تسعى إليه طريقة
العمل مع الجماعات من خالل مواجهتها لمشكلة االنسحاب االجتماعي للفتيات من خالل استخدام أخصائي
الجماعي لألساليب والتكنيكات المهنية كالمالحظة كأداة لجمع المعلومات حول المشكلة وأسبابها ومظاهرها كذلك
استخدام اإلصغاء أو فن االستماع لمن يعانون من هذه المشكلة وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن أنفسهم وما يعانون
منه وتوقعاتهم نحو اآلخرين ،كذلك استخدام التجاوب وتقدير المشاعر السلبية منها واإليجابية وتوجيهها لدعم
المشاعر اإليجابية واالتجاهات والسلوكيات الدافعة إلى التفاعل اإليجابي ،ويمكن لألخصائي القيام باألدوار
التالية-:
-2الدور التربوي
وفي هذا الدور يقوم أخصائي الجماعة بمساعدة أعضاء الجماعة على اكتساب معلومات ومعارف وحقائق عن
المشاركة وأهميتها وكيفية مواجهة معوقاتها ومجاالتها ويقدم النصح واالقتراحات واالستشارات لألعضاء فيما
يختص بالمشاركة كما يقدم حقائق ومعارف عن أهمية العالقات االجتماعية ومساعدتهم على تكوينها من خالل
األنشطة ذات المعنى للوصول بهم إلى التكيف االجتماعي مع واقعهم الجديد كما يقدم البدائل واألفكار ويعلم
األعضاء األساليب المناسبة لحل المشكلة.
-3دور الممكن
وفي هذا الدور يقوم الجماعة باستثمار أنشطة البرامج الجماعية إليجاد الوسط االجتماعي الصالح الذي يشجع
على المشاركة وعلى تكوين العالقات االجتماعية وتمكين كل فتاة من أعضاء الجماعة من تحقيق ذاتها وإشباع
حاجاتها والتكيف مع الظروف الجديدة كقيمة في المؤسسة اإليوائية وإمدادهم بالمشورة والنصيحة كذلك مساعدة
بعض الفتيات أثناء سعيهن تحقيق هدف مشترك ومساعدتهن على أداء أدوارهن.
-4دور الوسيط:
وفي هذا الدور يقوم أخصائي الجماعة بإيجاد نوع من الترابط بين الفتيات والمسئولين في المؤسسة وأعضاء
مجلس اإلدارة والعمل مع اإلدارة لتفهم وضع الفتيات كذلك إمداد الفتيات بمصادر الخدمات واألنشطة وتوفير
الفرص لمشاركتهن فيها كذلك العمل على إيجاد عالقة طيبة بين الفتيات واإلدارة والتوسط لدى اإلدارة لتوفير
الخدمات والموارد الداعمة لتحقيق عالقات اجتماعية إيجابية ومشاركة ذات معنى للفتيات للمساعدة على تكيفهن
االجتماعي بالمؤسسة.
-5دور المعالج
وفي هذا الدور يقوم أخصائي الجماعة بتعديل بعض األفكار الخاطئة المسيطرة على الفتيات حول وضعهن
الحالي وحول ذواتهن كذلك تصبح بعض السلوكيات الخاطئة التي تؤدي بهن إلى االنسحاب االجتماعي وعدم
المشاركة االجتماعية كذلك المساعدة في عالج بعض المشكالت الشخصية واالجتماعية التي تواجههن وتعوق
تكيفهن االجتماعي وتعوق مشاركتهن من خالل األنشطة الجماعية الداعمة كذلك عالج المشكالت التي تنشأ بين
اإلدارة والمشرفين من جانب والفتيات من جانب أخر للمساعدة في تكيفهن االجتماعي.
بناء على اإلطار النظري للدراسة والنظريات الموجهة لها وبعض الدراسات السابقة توصلت الباحثة إلى
الفروض التالية-:
الفرض الرئيسي:
من المتوقع أن يؤدي التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات إلى التخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي
للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
الفرض األول:
من المتوقع أن يؤدي التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات إلى تنمية العالقات االجتماعية للفتيات
المحرومات من الرعاية األسرية.
الفرض الثاني:
من المتوقع أن يؤدي التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات إلى تحقيق التكيف االجتماعي للفتيات
المحرومات من الرعاية األسرية.
الفرض الثالث-:
من المتوقع أن يؤدي التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات إلى تنمية المشاركة االجتماعية للفتيات
المحرومات من الرعاية األسرية.
تعتبر هذه الدراسة من دراسات التدخل المهني التي تستهدف قياس عائد التدخل المهني باستخدام تصميم تجريبي
للجماعة الواحدة حيث تعتبر الجماعة جماعة تجريبية وضابطة في نفس الوقت إلدخال متغير تجريبي إلى
الجماعة التجريبية وهو التدخل المهني ببرنامج لطريقة العمل مع الجماعات لمعرفة أثره على التخفيف من حدة
االنسحاب االجتماعي بمتغيراته الثالث :العالقات االجتماعية ،التكيف االجتماعي ،المشاركة االجتماعية عن
طريق القياس القبلي والبعدي للجماعة التجريبية واستخالص النتائج من خالل تطبيق مقياس االنسحاب
االجتماعي.
تم اختيار جمعية السيدات بالزيتون كمكان إلجراء الدراسة وتطبيق التدخل المهني ألسباب التالية-:
-1أنها جمعية مشهرة بوزارة التضامن االجتماعي منذ سنة 1948فهي من أقدم جمعيات الرعاية األسرية
للفتيات.
-2تضم حوالي 72طفلة وفتاة وبالتالي تتوافر فيها العدد الالزم من الفتيات والتي يتوافق مع الدراسة.
-3تتوافر بالجمعية األنشطة واألدوات واألماكن التي يمكن استخدامها في برنامج التدخل المهني.
تكون إطار المعاينة من 72طفلة وهن كل المقيمات بالجمعية وتم اختيار عينة عمدية من الفتيات المقيمات بهذه
الجمعية بعد وضع شروط هي:
-2أن يكون مضى على إقامتها بالجمعية مدة 3سنوات على األقل.
-3فقدت رعاية والديها بسبب الوفاة أو االنفصال .وقد انطبقت الشروط على عدد 18فتاة شكلن الجماعة
التجريبية التي عملت معها الباحثة وطبقت عليها برنامج التدخل المهني.
-1العالقات االجتماعية.
-2التكيف االجتماعي.
-3المشاركة االجتماعية.
بعد أن تم تحديد موضوع القياس وأبعاده قامت الباحثة بجمع عدد كبير من العبارات التي ترتبط بكل بعد وتعبر
عن أراء أو مواقف سلوكية معينة تجاه هذا البعد وقد تضمن كل ( )15عبارة وأصبح المقياس يشمل ( )45عبارة
وبذلك تكونت الصورة األولية للمقياس.
حيث تم عرض المقياس في صورته األولية على عدد من المحكمين من األساتذة األكاديميين والخبراء في المجال
وطلبت الباحثة منهم تحكيم المقياس من حيث ارتباط العبارة بالبعد ومدى مناسبة الصياغة كما طلبت منهم إضافة
أو حذف ما يرونه من عبارات ،وفي ضوء هذا التحكيم تم حذف العبارات التي يتفق عليها %80من المحكمين
كما تم إعادة صياغة بعض العبارات األخرى وإضافة عبارات أخرى.
وأصبح المقياس يتكون من ( )36عبارة بواقع ( )12عبارة لكل بعد من أبعاد المقياس ثم قامت الباحثة بوضع
تدرج ثالثي لالستجابات على عبارات المقياس هي دائما ً وتعطي 3درجات وأحيانا ً وتعطي درجتان ،نادراً
وتعطي درجة واحدة.
قامت الباحثة بإتباع طريقة إعادة االختبار في حساب ثبات المقياس حيث قامت بتطبيق المقياس على عدد 10
مفردات فمن تنطبق عليهم شروط العينة في أحد الجمعيات األخرى (جمعية الطفولة بالزيتون) وبعد حوالي
أسبوعان تم إعادة التطبيق عليهم مرة أخرى ،ثم قامت الباحثة بحساب معامل ارتباط بيرسون بين القياسيين ثم
قامت الباحثة بحساب معامل الصدق الذاتي للمقياس (بجانب أن الباحثة اعتمدت في حساب الصدق على محك
خارجي هو صدق المحكين) وفيما يلي نتائج حساب ثبات وصدق المقياس.
ومن الجدول السابق يتضح أن معامالت الثبات والصدق ذات داللة إحصائية مما يعني ثبات وصدق المقياس
-2دليل المالحظة
ألن المالحظة من األدوات المهنية الهامة التي عن طريقها يمكن الحكم على سلوك أعضاء الجماعة ولمعرفة
مدى التغير في سلوك الفتيات على متغيرات االنسحاب االجتماعي قامت الباحثة بأعداد دليل للمالحظة لمالحظة
سلوك الفتيات أعضاء الجماعة التجريبية بعد التدخل المهني وقد اتبعت الباحثة نفس الخطوات السابقة في أعداد
المقياس في إعداد دليل المالحظة واختارت نفس األبعاد ثم صاغت بعض العبارات في صورة سلوكيات يمكن
مالحظتها مالحظة خارجية بواسطة مشرفات الجمعية ثم قامت بوضع تدرجي ثالثي لهذه العبارات وهو دائما ً
وأحيانا ً ونادرا ً وقد قامت الباحثة بتحكيم دليل المالحظة (بعرضه على نفس محكمي المقياس) وقامت الباحثة
بحساب مدى اتفاق واختالف المحكمين على عبارات الدليل وأبقت على العبارات التي حصلت على نسبة اتفاق
%80فأكثر.
-1األسس المهنية لطريقة العمل مع الجماعات :حيث أن الجماعة هي الوسيلة الرئيسية ألحداث التغيير المرغوب
في األعضاء وفي الجماعة ككل كما يتوافر مقومات العمل المهني من حيث الجماعة واألعضاء واألخصائي
والمؤسسة وبرنامج التدخل المهني.
-2الموجهات النظرية المستمدة من نظرية التفاعل االجتماعي ونموذج التفاعل وأيضا ً منظور النسق
االيكولوجي.
الهدف العام لبرنامج التدخل المهني هو التخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية
األسرية ،ويمكن تحقيق هذا الهدف إجرائيا ً من خالل ما يلي-:
-1تحسين وتدعيم العالقات االجتماعية للفتاة المحرومة من الرعاية األسرية بزميالتها في المؤسسة وبالمشرفات
وأعضاء مجالس اإلدارة ومن تتفاعل معهم ويتم ذلك بتشجيعها بتكوين صداقات جديدة وتبادل المجامالت
االجتماعية وإقناعها بأهمية المشاركة في الحياة االجتماعية وتوجيهها إلى األلعاب الجماعية والعمل المشترك مع
الزميالت وحثها على القيام بواجباتها وأدوارها ومساعدتها على تحمل المسئولية.
-2دعم وتنمية المشاركة االجتماعية للفتاة في الحياة الجماعية للجماعة وللمؤسسة وزيادة تفاعلها وصالتها
االجتماعية وزيادة مشاركتها في األنشطة سواء في برنامج التدخل المهني أو في األنشطة التي تنفذها المؤسسة
ومشاركتها في الحكم الذاتي بالمؤسسة وتشجيعها على حضور الحفالت الجماعية والرحالت وإشراكها مع
زميالتها في عمل ناجح وتجنب بقائها لمفردها قدر اإلمكان.
-3تحقيق التكيف االجتماعي للفتاة عن طريق دعم إحساسها بأنها مقبولة اجتماعيا ً من اآلخرين والعمل على تقبل
ظروفها ومساعدتها على الكشف عن قدراتها وإمكانياتها واستخدامها وتنمية الهوايات لديها ومساعدتها على
المشاركة في الموضوعات الحياتية اليومية للمؤسسة ومساعدتها على تقبل ما يوجه إليها من نقد وإسناد أعمال
جديدة بها وإكسابها مهارات وخبرات جيدة في التفاعل مع اآلخرين وفي تكوين العالقات االجتماعية بما يشعرها
بأهميتها بدورها في المؤسسة وفي المجتمع وتحديد السلوكيات الخاطئة وغير المناسبة التي تصدر من الفتاة والتي
تؤدي بها إلى عدم التكيف ومساعدتها على التخلص منها.
-2استراتيجية التعاون والمشاركة :وذلك للقيام باألعمال التي تتعاون فيها الفتيات معا ً كذلك لعب األدوار
االجتماعية المختلفة في الحياة الجماعية وتدريب الفتاة على تحمل المسئولية وأداء الواجبات تجاه الجمعية
والجماعة كذلك مساعدة الفتيات على القيام بعمل جماعي تعاوني ناجح.
-3استراتيجية تغيير السلوك :والتي تستهدف أحداث تغييرات شخصية في الفتيات في مشاعرهن وأفكارهن عن
أنفسهن وعن مجتمعهن وعن وضعهن االجتماعي وذلك بتوفير المعلومات وتقدير المشاعر والتشجيع وتنمية
اإلدراك والتفهم والتحرك الذاتي كذلك تقوية القدرات التكيفية ومساعدة الفتيات على االلتزام بالحدود والقواعد
التي تفرضها البرامج الجماعية.
-4استراتيجية اإلقناع والتوضيح :إلقناع الفتاة وتنمية إدراكها بأهمية تكوين عالقات اجتماعية إيجابية والخروج
من العزلة وأهمية المشاركة االجتماعية في الحياة الجماعية والثقة بالنفس ولعب الدور وأداء الواجبات ومحاولة
تغيير وضعها إلى وضع اجتماعي أفضل بالجد واالجتهاد.
-1تكنيك المناقشة الجماعية :وذلك لتدعيم عملية التعلم عند الفتيات وإكسابهن الخبرات وتعديل أفكارهن وتنمية
معارفهن ومهاراتهن على المناقشة والحوار لزيادة االتصاالت والتفاعالت بما يساعدهن في الخروج من عزلتهن
االجتماعية وبالتالي التخفيف من االنسحاب االجتماعي عندهن.
-2لعب الدور :وذلك لتدعيم عملية التعلم وتشجيع المشاركة عن طريق المالحظة والتعلم الذاتي من خالل لعب
أدوار مرغوبة تؤدي إلى تغيير إيجابي في سلوكهن.
-2األنشطة الرياضية :وخاصة األنشطة الرياضية الجماعية لتفريغ الطاقة وقضاء وقت الفراغ وزيادة التفاعل
واالتصاالت بين الفتيات.
-3األنشطة الثقافية والفنية :وخاصة التي تشترك فيها أكثر من فتاة مع استغالل القدرات والهوايات والمهارات
الخاصة عند الفتيات وشغل وقت فراغهن للخروج من عزلتهن.
-4الندوات والمحاضرات :في موضوعات متعددة ثقافية واجتماعية ودينية يشارك فيها المتخصصون لتدعيم
أفكار جديدة واستبدال أفكار أخرى خاطئة.
-5الرحالت والمعسكرات :سواء داخل القاهرة أو خارجها لتدعيم العالقات االجتماعية وللترويح عن الفتيات
كذلك إقامة المعسكرات الداخلية لنظافة وتجميل المؤسسة.
-6المقابالت المهنية الفردية والجماعية التي تجريها الباحثة مع بعض الفتيات ممن تتغلب حالتهن ذلك.
-3أن البرنامج يتيح التعاون بين الفتيات أعضاء الجماعة واتخاذهم للقرارات وتحمل المسئولية مما يزيد من
تفاعلهن وبالتالي تحقيق الهدف منه.
-4تعاون الباحثة مع إدارة الجمعية ومشرفيها وتوفير الجمعية لإلمكانيات والموارد لتنفيذ البرنامج كذلك موافقة
مدير الجمعية على البرنامج.
-5مراعاة البرنامج لحاجات ورغبات وإمكانيات الفتيات أعضاء الجماعة كذلك المؤسسة واألهداف التي يرغب
في تحقيقها.
-1اجتماعان أسبوعيا ً لمدة ساعتان لكل اجتماع على مدى زمني قدره أربعة شهور.
-1أن درجة العالقات االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية أعضاء الجماعات التجريبية قبل
التدخل المهني من النوع الضعيف حيث بلغت الدرجة النسبية لقياس العالقات االجتماعية %55.9بمتوسط وزني
قدره 30.2ومتوسط مرجح قدره .1.7
-2ومما يؤكد ذلك أن نسبة %23من الفتيات أجابوا على عبارات هذا البعد بدائماً %22 ،بأحياناً %55 ،بنادراً.
-3أما بعد التدخل المهني أصبحت درجة العالقات االجتماعية المحرومات من الرعاية األسرية قوية حيث بلغت
الدرجة النسبية لقياس العالقات االجتماعية %84.2بمتوسط وزني قدره 45.5ومتوسط مرجح قدره .2.5
-4ومما يؤكد ذلك ارتفاع نسبة من أجابوا على عبارات هذا البعد بدائما ً إلى %66.3وبأحيانا ً %23.2وبنادراً
%10.58فقط
-5وقد كانت أكثر الجوانب تغيرا ً إيجابيا ً هي الجوانب المتضمنة في العبارات أرقام ( )7 ،9 ،4 ،3وهي
العبارات المتعلقة بالسؤال عن زميالتها عند تغيبهن ولجوئها إلى المشرفة لعرض مشاكلها عليها وتحدثها مع
زميالتها فيما يشغلها وتفضيلها الجلوس مع زميالتها عن الجلوس منفردة مما يدل على قوة عالقتهن االجتماعية
ومما سبق نستنتج نجاح التدخل المهني في تنمية العالقات االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
-1أن درجة التكيف االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية أعضاء الجماعة التجريبية قبل التدخل
المهني ضعيفة حيث بلغت الدرجة النسبية لقياسها %51.8بمتوسط وزني قدره 28ومتوسط المرجح قدره .1.6
-2ومما يؤكد ذلك أن نسبة %19.4أجابوا على عبارات هذا البعد بدائما ً و %19.2بأحيانا ً و %61.4بنادراً.
-3أما بعد التدخل المهني فقد ارتفعت درجة التكيف االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية
وأصبحت من النوع القوي حيث بلغت درجتها النسبية %89.2بمتوسط وزني قدره ومتوسط مرجح قدره .2.6
-4ومما يؤكد ذلك ارتفاع نسبة من أجابوا على عبارات هذا البعد بدائما ً %62.2وبأحيانا ً 22.2وانخفاض نسبة
من أجابوا بنادرا ً إلى %15.6فقط.
-5وقد كانت أكثر الجوانب تغييرا ً إيجابيا ً هي الجوانب المتضمنة في العبارات أرقام ( )4 ،10 ،9 ،1وهي
العبارات المتعلقة يسعى الفتاة إلى اكتساب مهارات وخبرات جديدة وشعورها أنها تستطيع عمل أعمال جديدة
ومشاركه زميالتها احتفاالتهن الخاصة وشعورها بأنها إنسانة مهمة في المجتمع ،مما يدل على تكيفهن
االجتماعي .ومما سبق نستنتج نجاح التدخل المهني في تحقيق التكيف االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية
األسرية.
-1أن درجة المشاركة االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية االجتماعية قبل التدخل المهني كانت ضعيفة
حيث بلغت الدرجة النسبية لقياسها %49.1بمتوسط وزني قدره 26.5ومتوسط مرجح قدره .1.5
-2ومما يؤكد ذلك أن نسبة من أجابوا على عبارات هذا البعد بدائما ً بلغت %17.2وبأحيانا ً %16.1وبنادراً
.%66.7
-3أما بعد التدخل المهني فقد ارتفعت درجة المشاركة االجتماعية وأصبحت قوية حيث بلغت الدرجة النسبية
لقياسها %83.7بمتوسط وزني قدره 45.2ومتوسط مرجح قدره .2.5
-4ومما يؤكد ذلك ارتفاع نسبة من أجابوا على عبارات هذا البعد بدائما ً إلى %62.8وبأحيانا ً %25وانخفاض
نسبة من أجابوا بنادرا ً إلى .%12.2
-5وقد كانت أكثر الجوانب تغيير تلك المتضمنة في العبارات أرقام ( )4 ،1 ،6 ،2وهي العبارات المتعلقة
بالمشاركة في نظافة الجمعية وتجميلها ومساعدة زميالتها في أداء أعمالهن ومشاركة زميالتها احتفاالتهن
الخاصة والحرص على حضور االجتماعات العامة مما يدل على المشاركة االجتماعية للفتيات.
ومما سبق نستنتج نجاح التدخل المهني في زيادة المشاركة االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
-1الفرض األول
من الجدول السابق يتضح وجود عالقة معنوية ذات داللة إحصائية بين درجات الفتيات أعضاء الجماعة
التجريبية قبل التدخل المهني وبعده على متغير العالقات االجتماعية فبحساب قيمة ت بين درجات أعضاء
الجماعة التجريبية قبل التدخل المهني وبعده وجد أنها = 18.8وهي أكبر من قيمة ت الجدولية عند ن = ،17
= 0.01والتي تساوي 2.898مما يؤكد نجاح التدخل المهني بطريقة العمل مع الجماعات في تنمية العالقات
االجتماعية للفتيات ومن ذلك نستنتج صحة الفرض األول للدراسة ومؤداة (من المتوقع أن يؤدي التدخل المهني
لطريقة العمل مع الجماعات الحتمية العالقات االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية).
ومما يؤكد لك نتائج المالحظة بعد التدخل المهني والذي يوضحها الجدول التالي:
جدول ()7
تكرار المالحظة
ً نادر ً
دائما أحيانا ا ً م
جوانب المالحظة
10130 360 1تتحدث مع زميالتها في موضوعات مختلفة 6
10120 270 7 -2تجامل زميالتها في مناسبتهن
- -20 280 8 3تساعد كل من يطلب منها المساعدة
10120 270 7 4تسأل عن زمالئها المتغيبين
- -10 190 9 5تلجأ للمشرفة للحديث عن مشاكلها
20220 260 6تفضل الجلوس مع زميالتها عن الجلوس منفردة6
20230 350 5 7تستقبل زوار وضيوف الجمعية
10120 270 7 8تساعد المشرفات في أداء أعمالهن
-8 - 17 - 54 مجموع
101212.1696.9 نسبة
من الجدول السابق يتضح أن %69من المالحظات يرين أن الفتيات أعضاء الجماعة التجريبية يمارسن سلوك
العالقات االجتماعية دائما ً و %17أحيانا ً بينما %8منهن يرين أنهن يمارسن هذا السلوك نادراً مما يؤكد أثر
التدخل المهني في تنميته العالقات االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
من الجدول السابق يتضح وجود عالقة معنوية ذات داللة إحصائية بين درجات الفتيات أعضاء الجماعة
التجريبية قبل التدخل المهني وبعده على متغير التكيف االجتماعي.
فبحساب قيمة ت بين درجات الجماعة التجريبية قبل التدخل المهني وبعده وجد أنها = 27.7وهي أكبر من قيمة
ت الجدولية عند س = 0.01 = ،17والتي تساوي 2.898مما يؤكد نجاح التدخل المهني لطريقة العمل مع
الجماعات في تحقيق تكيف االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
ومن ذلك نستنتج صحة الفرض الثاني للدراسة ومؤداه (من المتوقع أن يؤدي التدخل المهني لطريقة العمل مع
الجماعات إلى تحقيق التكيف االجتماعي للفتيات المحرمات من الرعاية األسرية).
ومما يؤكد ذلك نتائج المالحظة بعد التدخل المهني والتي يوضحها الجدول التالي:
من الجدول السابق يتضح أن %77من المالحظات يرين أن الفتيات أعضاء الجماعة التجريبية يمارسن سلوك
التكيف االجتماعي دائماً %15 ،أحياناً %8 ،نادرا ً مما يؤكد أثر التدخل المهني في تحقيق التوافق االجتماعي
للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
-3الفرض الثالث
من الجدول السابق يتضح وجود عالقة معنوية ذات داللة إحصائية بين درجات الفتيات أعضاء الجماعة
التجريبية قبل التدخل المهني وبعده على متغير المشاركة االجتماعية.
فبحساب قيمة ت بين درجات الجماعة التجريبية قبل التدخل المهني وبعده وجد أنها = 21.0وهي أكبر من قيمة
ت الجدولية عن ن = 0.01 = ،17والتي تساوي 2.898مما يؤكد نجاح التدخل المهني لطريقة العمل مع
الجماعات في تنمية المشاركة االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية ومن ذلك نستنتج صحة
الفرض الثالث للدراسة ومؤداه (من المتوقع أن يؤدي التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات إلى تنمية
المشاركة االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية).
ومما يؤكد ذلك نتائج المالحظة بعد التدخل المهني والتي يوضحها الجدول التالي-:
من الجدول السابق يتضح أن %75من القائمات بالمالحظة يرين أن الفتيات أعضاء الجماعة التجريبية بعد
التدخل المهني يمارسن سلوك المشاركة االجتماعية دائماً %15 ،أحياناً %10 ،نادراً مما يؤكد أثر التدخل المهني
في تنمية المشاركة االجتماعية للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
-4الفرض الرئيسي
من الجدول السابق يتضح وجود عالقة معنوية ذات داللة إحصائية بين درجات الفتيات أعضاء المجموعة
التجريبية قبل التدخل المهني وبعده على مقياس االنسحاب االجتماعي.
فبحساب قيمة ت بين درجات أعضاء الجماعة التجريبية قبل التدخل المهني وبعده وجد أنها = 44.1وهي أكبر
من قيمة ت الجدولية عند ن = 0.01 = ،17والتي تساوي 2.899مما يؤكد نجاح التدخل المهني لطريقة
العمل مع الجماعات في التخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
ومما سبق نستنتج صحة الفرض الرئيسي للدراسة ومؤداه (من المتوقع أن يؤدي التدخل المهني لطريقة العمل مع
الجماعات إلى التخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية).
سوف تقوم الباحثة بمناقشة نتائج الدراسة والتعليق عليها من خالل المحاور التالية:
أوالً :توصلت الدراسة بوجه عام إلى تأكيد نجاح التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات في التخفيف من حدة
االنسحاب االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية وأن برنامج التدخل المهني قد أدى إلى تنمية
العالقات االجتماعية لهؤالء الفتيات سواء عالقتهن بزمالئهن أو بأصدقائهن أو بالمشرقات وبالعاملين في الجمعية
كذلك أدى برنامج التدخل المهني إلى تحقيق التكيف االجتماعي لهن سواء باالندماج في األنشطة أو بشعورهن
بالسوية وبأهميتهن في الحياة كذلك أدى برنامج التدخل المهني إلى تنمية مشاركة الفتيات سواء في األنشطة داخل
الجمعية وخارجها وذلك كله أدى في النهاية إلى التقليل من عزلتهن االجتماعية وبالتالي التخفيف من حدة
االنسحاب االجتماعي عندهن.
ثانياً :وقد ساعد الباحثة في نجاح تدخلها المهني اعتماد برنامج التدخل المهني على عناصر ومكونات طريقة
العمل مع الجماعات واستخدامها لتكنيكات المناقشة الجماعية ولعب الدور كذلك استراتيجيات مناسبة استراتيجية
التفاعل واالتصال واستراتيجية التعاون والمشاركة واستراتيجية تغيير السلوك كذلك ممارسة أنشطة متنوعة
رياضية واجتماعية وثقافية وفنية فضالً عن توفر الموارد واألماكن في الجمعية لممارسة األنشطة ودعم أعضاء
مجلس اإلدارة للباحثة كذلك االستفادة من الخبراء األساتذة ورجال الدين والمتخصصين في علم النفس وغيرهم
في الندوات والمحاضرات كذلك قيام الباحثة بعدد من المقابالت الفردية والجماعية مع بعض الفتيات والمشرفات
والمسئولين في الجمعية.
ثالثاً :اتفقت نتائج هذه الدراسة اتفقت مع نتائج بعض الدراسات السابقة من حيث نجاح التدخل المهني لطريقة
العمل مع الجماعات في مواجهة العزلة االجتماعية لبعض الفئات األخرى كدراسة علي محرم سنة 2003في أن
التدخل المهني لطريقة العمل مع الجماعات قد أدى إلى تخفيف العزلة االجتماعية للمطلقات ،ودراسة منال محمد
محروس سنة 2006والتي أثبتت أن التدخل المهني بطريقة العمل مع الجماعات أدى إلى تنمية المسئولية
االجتماعية لدى الفتيات المحرومات من األم ،ودراسة عصام عبد الرازق سنة 2003والتي أثبتت فاعلية البرامج
الترويحية في طريقة العمل مع الجماعات في تحقيق التوافق االجتماعي للمسنين كذلك دراسة نبيل إبراهيم أحمد
سنة 1977والتي أثبتت فعالية طريقة العمل مع الجماعات في تنمية اتجاهات المحرومين من الرعاية األسرية
نحو المجتمع.
رابعاً :بناء على نتائج الدراسة يمكن للباحثة أن تضع بعض التوصيات التي يمكن أن تسهم في زيادة فعالية مهنة
الخدمة االجتماعية بصفة عامة وطريقة العمل مع الجماعات بصفة خاصة في التخفيف من حدة االنسحاب
االجتماعي للفتيات المحرومات من الرعاية األسرية كما يلي-:
-1ضرورة االهتمام باألنشطة الفردية والجماعية وتنوعها من اجتماعية إلى ثقافية وفنية ورياضية داخل
المؤسسات اإليوائية التي تضم الفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
-2ضرورة تنمية الهوايات المختلفة بهذه المؤسسات وتشجيع الفتيات على ممارستها مع توفير األدوات
والخدمات واألماكن الالزمة لممارسة هذه الهوايات.
-3ضرورة دعم العمل الفريقي بهذه المؤسسات بأخصائيين اجتماعيين من ذوي الخبرة في مجال األنشطة
والهوايات وتحقيق نوع من التعاون والتنسيق بينهم.
-4ضرورة أن تمتد األنشطة والرحالت والمعسكرات خارج نطاق الجمعية إلى المجتمع المحلي لما لها من دوراً
هاما ً في زيادة المشاركة االجتماعية وتحقيق التوافق االجتماعي للفتيات.
-5ضرورة تدريب المشرفات واألخصائيات االجتماعيات بالجمعيات والمؤسسات اإليوائية باستمرار أثناء العمل
لالطالع على كل ما هو جديد في المجال وإكسابهم المهارات الالزمة لحسن التعامل مع هذه الفئة.
-6ضرورة استخدام األخصائيات االجتماعيات بالجمعية لتكنيك المناقشة الجماعية وتكنيك لعب الدور مع الفتيات
المحرومات من الرعاية األسرية لما له من أثر فعال في التخفيف من حدة االنسحاب االجتماعي لديهن.
-7ضرورة أن تركز األخصائيات االجتماعيات بالجمعية على بعض االستراتيجيات المهنية ومنها استراتيجية
التفاعل واالتصال واستراتيجية التعاون والمشاركة واستراتيجية تغيير السلوك واستراتيجية اإلقناع والتوضيح
لفعالية هذه االستراتيجيات في تعديل سلوك الفتيات المحرومات من الرعاية األسرية.
مراجع الدراسة
-1أنسى محمد قاسم ،أطفال بال أسر ،اإلسكندرية ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،2002 ،ص.2
M. felming: Adalesnt: social psychology, London , Rotelds and kegan paul, 199, -2
.p29
-3سناء الخولي :األسرة والحياة العائلية ،اإلسكندرية ،دار المعرفة الجامعية ،1994 :ص 37
- Heltherington, monis , et, al, child psychology, N.Y, Mcgraw -5
Hill publishing, 1999, p419
المكتب الجامعي، اإلسكندرية، الخدمات االجتماعية ورعاية األسرة والطفولة: مالك الرشيدي، إبراهيم مرعي-6
118 ص، بدون تاريخ،الحديث
220 صـ, 1993 , عالم الكتب, القاهرة, علم النفس االجتماعي: حامد عبد السالم زهران-7
الفروق بين أبناء المتوافقين زواجيا ً وغير المتوافقين في كل من درجة العدوانية ومفهوم، فؤاده محمد علي-8
8 ص47 ،1998 عدد، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، مجلة علم النفس،الذات
الهيئة المصرية العامة، القاهرة، مجال علم النفس، اإلساءة النفسية لألطفال وعواقبها: ممدوحة محمد سالمة-9
.8 ص1991 ،للكتاب
، القاهرة، ترجمة أحمد عبد العزيز سالمة وآخرون، سيكولوجية الطفولة والشخصية: جون كنجرو وآخرون-10
169 ص،1970 ،مكتبة النهضة العربية
institutional rearing on the Barbara tiyard: Judeth Ross: the effect of early -12
psychology, n16,1995, P301 behavior problems, N.Y, journal of chilled
the Development of child, Jill Hodges, the effect of early institutional rearing on -13
.17 N.Y journal of psychology , v, 19 N , 1979.P
مجلة، دراسة مقارنة، العالقة بين الرعاية الوالديه كما يدركها األبناء وتوافقهم وقيمهم: يوسف عبد الفتاح-14
.101 ص،1992 ، مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت، الكويت،العلوم االجتماعية
المخاطر النفسية واالجتماعية التي يتعرض لها أطفال المؤسسات األيوائية ودور: جمال شحاته حبيب-16
، معهد الدراسات العليا للطفولة، مؤتمر الطفل المصري بين الخطر واألمان،الخدمة االجتماعية في مواجهتها
.1995 أبريل،جامعة عين شمس
Corel Vetrana: Juvenile Delinquency and the dysfunctional family, N.Y, -19
.University of New York, 2003
-23على إبراهيم محرم :فاعلية برنامج في خدمة الجماعة لتحقيق العزلة االجتماعية للمطلقات ،مجلة دراسات
في الخدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية ،كلية الخدمة االجتماعية ،جامعة حلوان ،العدد الخامس عشر ،أكتوبر
.2003
-24منال محمد محروس :ممارسة أسلوب المناقشة الجماعية في خدمة الجماعة وتنمية المسئولية االجتماعية
لدى جماعة الفتيات المحرومات من األم ،المؤتمر العلمي التاسع عشر لكلية الخدمة االجتماعية ،جامعة حلوان،
.2006
-25عصام عبد الرزاق :فعالية البرامج الترويحية في تحقيق التوافق االجتماعي للمسنين بدور اإليواء ،المؤتمر
العلمي السادس عشر ،كلية الخدمة االجتماعية ،جامعة حلوان.2003 ،
-26نبيل إبراهيم أحمد :العمل مع الجماعات وتنمية اتجاهات المحرومين من الرعاية األسرية نحو المجتمع،
المؤتمر العالمي العاشر لكلية الخدمة االجتماعية جامعة الفيوم.1997 ،
-27مجدي أحمد عبد هللا :السلوك االجتماعي ودينامياته ،اإلسكندرية ،دار المعرفة الجامعية ،1996 ،ص.260
-28أمين منظور :لسان العرب ،دار المعارف ،القاهرة ،بدون تاريخ نشر ،ص.14
-30خولة أحمد يحيى :االضطرابات السلوكية وانفعالية ،عمان ،دار الفكر للطباعة والنشر ،2000 ،صـ 93
-31كمال سالم :موسوعة التربية الخاصة والتأهيل النفسي ،الصين ،دار الكتاب الجامعي ،2002 ،ص 418
measurement, N.Y , Gir veld: the construct of lembinen , compsinonts and -32
journal of social psychology , V.1 , N6 1998.P 62
-34إبراهيم قشقوش ،سيكولوجية اإلحساس بالوحدة النفسية ،القاهرة مكتبة األنجلو ،1991 ،صـ 55
-35إسماعيل سالم المساندة االجتماعية في خدمة الفرد و التخفيف من حدة الشعور بالعزلة االجتماعية للمريض
بمرض مزمن :المؤتمر العلمي السابع عشر بكلية الخدمة االجتماعية ،جامعة حلوان 2004صـ 175
-37ماهر عبد العزيز سكران :الحرمان األسري وعالقته بالعزلة االجتماعية لدى األطفال ،المؤتمر العلمي
التاسع عشر لكلية الخدمة االجتماعية ،جامعة حلوان ،2006 ،ص .1238
-38ماهر محمود عمر :سيكولوجية العالقات االجتماعية اإلسكندرية ،دار المعرفة الجامعية ،1998 ،صـ .376
.Wiess R.S: the provensions of relationship, N.Y, yhe free press 1994 P.25 -39
-40نصيف فهمي منقريوس :المحتوى العلمي والمهني للنماذج والنظريات في ممارسة خدمة الجماعة ،القاهرة،
مركز نشر وتوزيع الكتاب الجامعي ،2005 ،ص .205
wises R.S: loneliness the experience of emotional and social islastion , -41
.Cambridge, mass mit press , 1993 , P48
-43جمال شحاته حبيب ،الممارسة العامة منظور حديث في الخدمة االجتماعية ،اإلسكندرية ،المكتب الجامعي
الحديث ،2008 ،ص ص 74 :73
Alex gitterman: Ecologicol prespective, encyclopedia of social & Carle Germain -44
work , Washington N.A.S.W, 1995, P.921
-46عائشة بهلول ،الحرمان من األم وعالقته بالنضج االجتماعي للطفل ،رسالة ماجستير معهد الدراسات العليا
للطفولة ،جامعة عين شمس 1984 ،ص35
-47طلعت عبد الرحيم :الحرمان من األم وعالقته بالتكيف الشخصي واالجتماعي في المرحلة االبتدائية ،مجلة
كلية التربية ،جامعة المنصورة ،العدد الثاني ،1978 ،صـ .162
-48عزة حسين ذكي :المشكالت السلوكية التي يعاني منها أطفال المرحلة االبتدائية المحرومين وغير
المحرومين من الرعاية الوالدية رسالة ماجستير ،معهد الدراسات العليا للطفولة ،جامعة عين شمس ،1980 ،صـ
17
-49نصيف فهمي منقريوس ،ديناميات العمل مع الجماعات ،القاهرة ،مكتبة زهراء الشرق ،2004 ،ص 49
-50نصيف فهمي منقريوس ،أساسيات طريقة خدمة الجماعة ،القاهرة ،مكتبة زهراء الشرق ،2004 ،صـ 213
-51نصيف فهمي منقريوس ،ديناميات العمل مع الجماعات ،مرجع سبق ذكره ،صـ 51
Joseph Anderson, social work, methods, and process, California, worlds -52
.worth publishing co, 1994, P.351