You are on page 1of 4

‫‪Dari Kitab an Nahdloh – Hâfidz Shâlih hal 5 dst‬‬

‫النهضة‪:‬‬
‫النهضة هي إصطالح حديث كما قلنا وضع للتعبير عن واقع معين هو انتقال أمةة‬
‫أو شعب أو فرد من حال إلة حةال أفضةل ولكةن أيةة حةال تلةا نعنيهةا نوقةد تبةين لنةا أن‬
‫وفرة المتعلمين والخريجين وزيادة الثروة وكثرة المترفين ال تعني النهضةن‬
‫إذن ما هو هذا التحول أو االنتقال الذي يعبر وجوده عن وجود النهضة فةي اممةة‬
‫أو فةةي الشةةعب أوفةةي الذةةردن هةةذا هةةو بيةةذ القصةةيد مةةا الةةذي يميةةز أمةةة عةةن أخةةر ن ومةةا‬
‫الذةار بةةين شةةعب نةةاهم وشةةعب مةةنحطن ومةا المقيةةان الةةذي يذةةر بةةين إن ةةان نةةاهم‬
‫وإن ةةةان مةةةنخذم أو مةةةنحطن مةةةا الةةةذي يميةةةز فةةةردا عةةةن إيةةةره وكالهمةةةا إن ةةةان يتمتةةةع‬
‫بالخصائص نذ ها وكالهما يعمل جاهدا ل د حاجاتة وإشةباج جوعاتة ومةع ذلةا نصة‬
‫هذا بأن إن ان را وهذا إن ان منحط بغم النظر عن زي ورياشة ولةن نح ةب لحجةن‬
‫ج م أو شةكل أو لونة أي ح ةاب ومةع ذلةا نجةزن بةأن مةا حكمنةا بة عليهمةا هةو حكةن‬
‫صحيح وهو حكن حقيقي منطبق عل واقع ‪ .‬ذلا مننا لن نحكةن علية إال بعةد أن شةاهدنا‬
‫ةةلوك ورأينةةا تصةةرفات وتعاملنةةا مع ة إذ لةةن نطلةةق علي ة الحكةةن جزافةةا ولةةن نصةةذ بمةةا‬
‫وصذناه زورا وبهتانا فقد كان لوك وتنظين عالقات و ةيره فةي الحيةاة هةو المةرتة التةي‬
‫بينةةذ حقيقت ة والبرهةةان القةةاطع الةةذي اعتمةةدنا علي ة فةةي حكمنةةا ولةةذلا ف ننةةا ن ةةتطيع أن‬
‫نص النان بالرقي أو االنحطةاط بنةا علة ةلوكهن وتصةرفاتهن ويكةون هةذا الوصة‬
‫منطبقا عل واقع بال إفراط وال تذريط‪.‬‬
‫قد نقرأ مؤلذاذ زيةد أو ن ةمع لخطابةاذ عمةرو أو ننصةذ لمحاضةرة محاضةر أو‬
‫يضمنا مجلن فالن فن تمع إال أحاديث فت حرنا تلا المؤلذاذ وتم ا بمجامع قلوبنا تلا‬
‫الخطاباذ وقد ننكر ما جا في تلا المحاضرة أو ن تنكر ما جا في تلا امحاديث ومع‬
‫ذلةةا ال ن ةةتطيع وصة مةةا ةةمعناه أو قرأنةةا لة بةةل نصة مةةا ةةمعنا ومةةا قرأنةةا ويكةةون‬
‫الوص للمحاضرة ال للمحاضر وللحةديث ال للمتحةدث أمةا وصة المحاضةر والمؤلة‬
‫والمتحدث فال يتةأت إال بةأن نةر أو نشةاهد مةن تصةرفات وأفعالة مةا يمكننةا مةن الحكةن‬
‫علي ‪.‬‬
‫ولةةذلا فقةةد صةةد مةةن عةةر ا يمةةان بأنة اعتقا ف ااج ال نا انلاان ل ا‬
‫اعمل ألركا أو هةو ما نلان ال ال ا ا افعل ال مال) فالبرهةان القةاطع والمةرتة‬
‫الحقيقية التةي تنطبةع عليهةا صةورت علة حقيقتهةا هةي تصةرفات وأعمالة لةين إال‪.‬وأمةا‬
‫امقوال والمؤلذاذ فلي ذ و مؤشر يدفع إل مراقبة الشخص ومعرفة حقيقت ‪.‬‬
‫قال تعال ‪ :‬ام الن س م ي ك عالل ج الحي ة الفني ايشهف هللا ع ا ما اج‬
‫ج األرض ليف اف يها ايه اك الحارل االن ال‬ ‫ع ل اها ألف الخ م‪ .‬اإذا تال‬
‫اهللا ال يحب الف ف )‪.‬البقرة ‪)204‬‬
‫ويقول‪ :‬يقالا أل نتهم م ليس ج ع ا هم )‪.‬الذتح ‪)11‬‬
‫ويقول‪ :‬ي أيه الذي آمناا لم تقالا م ال تف اا ك ار مقتا ن عناف هللا أ تقالااا ما ال‬
‫تف ا )‪.‬الص ‪)2‬‬

‫أمةةةا تقريةةةر الحقيقةةةة فقولةةة تعةةةال ‪ :‬اعااال اعم ااااا ااايرل هللا عم كااام ار اااالل‬
‫االمؤمنا )‪.‬التوبةة ‪ )105‬أما محاكمة ما معنا من خطب وما قرأنا مةن مقةاالذ أو كتةب‬
‫أو ما ا تمعنا إلي من أحاديث ف نها مجموعة من امفكار تجر محاكمتها والحكن عليهةا‬
‫بما تحاكن ب امفكار فامفكار لهةا أحكةان وقواعةد ومقةايين خاصةة يميةز فيهةا بةين الذكةر‬
‫الصائب والذكر ال اقط بين الذكر ال ةطحي و الذكةر العميةق ولةذلا حةين نحةاكن كتابةا أو‬
‫مقالة أو محاضرة ال نلتذذ إلة شةخص المحاضةر أو الكاتةب بةل إلة مةا جةا ذ بة مةن‬
‫أفكار ومذاهين مما دلذ علي ألذاظها ومعانيها دون أدن تةأثر بشةخص الكاتةب ومعرفتة‬
‫ونحاكن هذه امفكةار والمذةاهين بنةا علة مقةايين ثابتةة وقواعةد معينةة وجةدذ خصيصةا‬
‫لمعرفة صد امفكار والمذاهين أو صحتها‪.‬‬
‫ولهةةذا ف ة ن الحكةةن عل ة الشةةخص ال يتةةأت إال بمعرفةةة ةةلوك وتصةةرفات ويكةةون‬
‫الحكن عل شخص بالرقي واالنحطاط من خالل لوك بخال محاكمة العقائد وامفكار‬
‫أو المذاهين وامخبار‪.‬‬
‫وما ينطبق عل الذةرد ينطبةق علة المجتمةع من المجتمةع هةو جماعةة مةن النةان‬
‫بيةةنهن عالقةةاذ دائمةةة ‪.‬وهةةذه العالقةةاذ الدائمةةة هةةي التةةي جعلةةذ جماعةةة النةةان مجتمعةةا‬
‫ولوالها لبقيذ الجماعة مجموعة من امفراد كركاب ال ذينة ال ت م مجتمعا ولهذا كةان‬
‫المعول عل هةذه العالقةاذ وكةان الحكةن علة المجتمةع بنةا علة هةذه العالقةاذ الدائمةة‬
‫ولةةين بنةةا علة مةةا يعةةاني مةةن بةةؤن وحرمةةان وال علة مةةا يتمتةةع بة مةةن تةةر وثةةرا‬
‫فالعالقاذ هي المرتة الحقيقية التةي تةنعكن عليهةا حقيقةة المجتمةع وهةي التةي تةنظن حيةاة‬
‫النةةان وبهةةا تعةةر العةةاداذ والتقاليةةد ومةةن ةةير هةةذه العالقةةاذ ومةةن مالحظةةة تصةةري‬
‫النان لعالقاتهن ومصالحهن نحكن عل هذا المجتمةع بأنة مجتمةع صةالح أو منحةل نجةزن‬
‫بأنةةة مجتمةةةع را أو مجتمةةةع مةةةنحط وال عبةةةرة فةةةي ذلةةةا لةةةوفرة المتعلمةةةين والمثقذةةةين‬
‫والخريجين وال عبرة في للنمو التجاري أو الصناعي وال لالزدهار االقتصةادي والثةرا‬
‫الذاحش بل العبرة في المقوماذ التي جعلةذ المجتمةع مجتمعةا أي إن العبةرة فةي امفكةار‬
‫والمذاهين التي ت ود المجتمع والتي ي ير النان مصالحهن بح بها وفي مشاعر الغضةب‬
‫والرض التي أوجدتها تلا امفكار والمذاهين وفي القين والمثل العليا التي تمن بها النان‬
‫ثن بالنظان العان الذي يضبط تلا العالقاذ وينظمهةا ويحذةظ للنةان مةا اتذقةوا علية ولهةذا‬
‫كانذ العالقاذ هي المرتة الحقيقية التي تبين حقيقة المجتمع ويكون وص المجتمع بنا‬
‫عل تلا الصورة وصذا حقيقيا ف ذا أظهرذ الصورة ان جاما بين العةر العةان والنظةان‬
‫أي كانذ امفكار والمشاعر من جةنن النظةان قلنةا ‪:‬إن هةذا المجتمةع متجةانن وإن هنةاا‬
‫ان ةةجاما تامةةا بةةين الراعةةي والرعيةةة‪ .‬وإن أظهةةرذ الصةةورة عالقةةاذ ح ةةنة ومشةةاعر‬
‫طيبة وقين رفيعة ومثال عليا ونظان يرع هذه اممور قلنا ‪ :‬إن هذا المجتمع مجتمع را‬
‫وإن مجتمع ناهم والعكن صحيح فالمجتمع المضرب العالقاذ المشتذ امفكةار البليةد‬
‫ا ح ةةان المختل ة المشةةاعر الكةةاره للنظةةان والعامةةل عل ة تقويض ة والمحكةةون بالحديةةد‬
‫والنار وكن امفواه وحز امعنا وقطع امرزا ت ةوده امنانيةة وتنتظمة الالمبةاالة مةاذا‬
‫ي م مثل هذا المجتمع ن وهةذا مةا علية كافةة المجتمعةاذ فةي عالمنةا ا ةالمي بةالرإن‬
‫مما في هةذه المجتمعةاذ مةن جامعةاذ وكليةاذ ومعاهةد ومةدارن وبةالرإن ممةا فةي هةذه‬
‫المجتمعاذ من متعلمين وخريجين وحملة شهاداذ عالية وبالرإن مما حبا هللا هذه الةبالد‬
‫مةةن مةةوارد طبيعيةةة وثةةرواذ ف نهةةا ت ةةم بالعةةالن الثالةةث أو الةةدول الناميةةة أو الشةةعوب‬
‫المتخلذة ‪.‬‬
‫واممثلة عل ذلا كثيرة وواضحة فما من مصدر للثروة إال ولنا في الحظ اموفةر‬
‫فةةالنذط والغ ةاز الطبيعةةي ومةةا فةةي بةةاطن امرم مةةن معةةادن عل ة اختالفهةةا والزراعةةة‬
‫والثةةروة الحيوانيةةة عل ة تعةةددها ومصةةادر الطاقةةة وتوفرهةةا وأحجةةار المرمةةر والعقيةةق‬
‫وصخور الرخان وإير ذلا مما من هللا بحان وتعال ب علينا لن تحظ ب أمة من اممن‬
‫أو شعب من الشعوب ‪.‬‬
‫ناهيا عن اميدي العاملة وكثرتها وحملة الشهاداذ واالختصاص في كل من‬
‫المجاالذ قد ملئوا الدنيا بحثا عن لقمة عيش أو حياة كريمة كل ذلا ولن يغير من واقع‬
‫تلا المجتمعاذ شيئا ولن يرتقي بها إل المكان الالئق بها بل إنها ما زالذ تهوي‬
‫انحدارا وانحطاطا حت بلغذ الدرا ام ذل أو تكاد ذلا من هذه اممور لي ذ هي‬
‫ام ان في النهضة أو في انتقال المجتمع من حال إل حال أفضل ومنها لي ذ‬
‫ام ان الذي يقون علي المجتمع وال هي من مقومات فتقوين المجتمع يتوق عل‬
‫مقومات ومقوماذ المجتمع هي ام ن التي تبن عليها العالقاذ الدائمة وما يضبطها‬
‫ولذلا كان تقوين المجتمع متوقذا عل معرفة ما في من أفكار ومذاهين وما ينبثق عن‬
‫هذه امفكار والمذاهين من مشاعر وقين‪ .‬ثن معرفة ما يضبط العالقاذ من نظن وقوانين‬
‫وال عالقة للثرواذ الطبيعية أو إيرها في تقوين المجتمع‪ :‬أي بيان قيمت ودرجت في‬
‫لن الرقي أو االنحطاط‪.‬‬
‫وبنظرة دقيقة إل هذه المجتمعةاذ التةي فةي عالمنةا ا ةالمي نجةد بأنة با ضةافة‬
‫إل االنحطاط الذكري والتلبد الح ي واالضطراب النذ ةي بمحاولةة التوفيةق بةين مةا فةي‬
‫نذون النان وما ينظن عالقاتهن وت مين أفكارهن بأفكار إريبة عنهن با ضةافة إلة ذلةا‬
‫ف ن اختال أو تناقم ما عندهن مع النظان المطبق عليهن جعل القلق وا ضراب أ ان‬
‫في حياتهن وجعل القائمين عل النظان يلجئون إل البطش والقوة با تعمال الحديد والنار‬
‫جبةةةار النةةةان علةةة الخضةةةوج للنظةةةان وت ةةةير عالقةةةاتهن وتصةةةرفاتهن تبعةةةا للقةةةوانين‬
‫المذروضةة علةيهن مةةع مخالذتهةا لعقيةةدتهن وأفكةارهن وجعةةل النةان يلجئةةون للنذةا وم ةةح‬
‫الجوخ أو إل التآمر وحبا المةؤامراذ أو حتة اال ةتعانة بالشةيطان لتخليصةهن ممةا هةن‬
‫في ورفع ت لطهن عنهن وما زال اممر كذلا من ترويم النان وإذاللهن حت يقبلوا بما‬
‫ينذذ عليهن هذا هو واقع ما تعاني المجتمعاذ في عالمنا ا المي ف اد االضةطراب فةي‬
‫امفكار وتبلد في ا ح ان واختال المشاعر وعدا م تحكن بةين النةان والنظةان حتة‬
‫باذ القائمون عل النظان هن العدو امول لجمهرة النان فأين هذا من قول ‪: ‬‬
‫اإلم ا م َّ نااة يق تاال م ا ارا اال ايتق ا اال) ‪ )1‬أو قول ة ‪ :‬خي ا ر أ مااتكم الااذي تح ااانهم‬
‫ايح اااانكم ات ااا ا ع ااايهم اي ااا ا ع ااايكم ‪ .‬اشااارار أ ماااتكم الاااذي ت ضاااانهم‬
‫اي ضانكم ات ناهم اي نانكم ) ‪ )2‬أو كما … قال … الحديث ‪.‬‬

‫‪--------------‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري وم لن وأبو داود والن ائي ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه م لن والترمذي والدارمي ‪ .‬وقد رووه عن عو بن مالا عن ر ول هللا ‪ ‬ونص الحديث‬
‫هو خيار أئمتكن الذين تحبونهن ويحبونكن ويصلون عليكن وتصلون عليهن وشرار أئمتكن الةذين‬
‫تبغضةونهن ويبغضةةونكن وتلعنةةونهن ويلعنةةونكن قيةةل يةا ر ةةول هللا أال ننابةةذهن بال ةةي فقةةال ال مةةا‬
‫أقاموا فيكن الصالة وإذا رأيتن من والتكن شيئا تكرهون فاكرهوا عمل وال تنزعوا يدا من طاعةة‬
‫)‬

You might also like