You are on page 1of 6

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد ل الواحد الحد الفرد الصمد‪ ،‬والصلةا والسلم على سيدنا محمد رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم ‪.‬‬

‫وبعد‪،‬‬

‫ل بد أول من التفريق بين الطريقة والسلوب والوسيلة‪ ،‬كي يكون النقاش في هذا الموضوع المهم نقاشا على‬
‫أرضية واضحة في المسميات‪.‬‬

‫الطريقة‪:‬‬

‫الطريقة هي الكيفية الدائمة للقيام بالعمل‪ ،‬وهي منهج ثابت ل يتغير‪ ،‬وفي السلم تكون الطريقة من ا‬
‫تعالى‪ ،‬فهي شرع ا الذي ل يتغير ول يتبدل‪ ،‬والدليل على الطريقة النص الشرعي‪ ،‬والناحية العملية بثبات‬
‫الرسول صلى ا عليه وآله وسلم عليها وعدم تغييرها‪.‬‬

‫والطريقة تتميز بالوضوح أي أن من يسلكها يدرك أنه يسير على خط واضح المعالم ليس فيه ظلمة ول تعثر‪،‬‬
‫بل يوصل إلى الهدف بشكل قويم‪ ،‬هذا الوضوح يؤخذ من الشارع وتوجده الحكام التفصيلية المتعلقة‬
‫بالطريقة‪ ،‬لذلك كان ل بد من فهم أحكام الطريقة فهما دقيقا قبل القيام بالعمل‪.‬‬

‫وإدراك المسلم أحكام الطريقة والتزامه بها كفيل بأن يوجد لديه الثقة بها وأنها ستوصله إلى الغاية التي يعمل‬
‫من أجلها‪.‬‬

‫ول يبحث في أحكام طريقة استئناف الحياةا السلمية الواجب والمندوب ذلك لن الطريقة حكم شرعي قرره‬
‫الشرع للقيام بالعمل ول حكم غيره ول منهج سواه‪ ،‬فطريقة الرسول صلى ا عليه وآله وسلم في إقامة‬
‫الدولة السلمية هي منهج وحيد واجب التباع ل لوجود الختلف بين الفهام فيه من حيث الوجوب أو الندب‬
‫أو عدمه‪ ،‬بل لنه المنهج الوحيد ول منهج غيره‪ ،‬فل يتأتى فيه التردد في قبوله أو رفضه‪ ،‬وهو كالسنة سواء‬
‫بسواء‪ ،‬الخذ بها من اليمان وإنكارها من الكفر‪ ،‬وهذا بخلف أحاديث الحاد التي هي من السنة كون إنكار‬
‫بعضها ل يعد إنكارا للسنة وبالتالي ل يعد كفرا‪ ،‬لذا أرجو ملحظة هذه الناحية‪.‬‬

‫ولذلك ل يتبادر إلى الذهن )فيما يتعلق بالطريقة( إذا ما تأخر تحقيق الغاية‪ ،‬أو ظهرت من العوائق والعقبات‬
‫ما تصور التأخر‪ ،‬ل يتبادر إلى الذهن أن سبب ذلك كله هو النحراف في الطريقة أو الخطأ في فهمها أو‬
‫الساءةا في تطبيقها‪ ،‬فالطريقة من العقيدةا ول يجوز أن يتطرق إليها شك‪ ،‬وهي واضحة مرسومة من قبل‬
‫الشارع‪ ،‬أحكامها منصوصة‪ ،‬وأعمالها مدروسة‪ ،‬أخذت من النصوص وعرفت أعمالها تطبيقيا من سيرةا‬
‫الرسول صلى ا عليه وآله وسلم فل يأتيها الباطل أبدا‪.‬‬

‫إن السد المنيع الذي يحمي الطريقة من النحراف ويحمي العاملين بحسبها من النزلق في مهلكة الشك فيها‪،‬‬
‫هو فهم الطريقة فهما دقيقا واستيعاب أحكامها استيعابا كامل‪ ،‬وهذا بالنسبة للكتلة قد تحقق تحققا منقطع‬
‫النظير‪ ،‬قدوتنا في ذلك رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم عندما كان يخبر صحابته بالنصر والتمكين وهم‬
‫في أشد حالت الضعف‪ ،‬فهو يخبرهم في شعب أبي طالب حيث المجاعة بأنهم سيغنمون من غنائم كسرى‪،‬‬
‫وهو يخبرهم في خضم تلقيهم العذاب بسيادةا السلم على المدر والوبر‪ ،‬وهو يعطي سراقة أساور كسرى‬
‫وهو خارج من مكة‪ ،‬وكلها روايات مشهورةا‪.‬‬

‫والمشكلة التي وقع فيها المسلمون وبعض العاملين في الحركات السلمية هو تغييب طريقة الرسول صلى‬
‫ا عليه وآله وسلم في إقامة الدولة السلمية‪ ،‬وابتداع طرق غير شرعية )هذا مع افتراض وجود الغاية‬
‫عندهم وهي إقامة الدولة‪ ،‬مع تحفظي على ذلك( ما أدى إلى عدم وضع هذه الطريقة الوحيدةا نصب أعين‬
‫المسلمين ليلتفتوا إليها دراسة وفهما وتطبيقا واعتقادا‪ ،‬المر الذي جعل المسلمين يدفعون ثمن هذا التغييب‬
‫وما زالوا يدفعون ثمنه من عزتهم ووحدتهم وحياتهم اليومية‪.‬‬

‫إن ا تعالى )جلت قدرته وعظمت مشيئته( خلق الخلق وأرسل الرسل وشرع الدين ليكون منهاجا لعباده‬
‫يسيرون عليه ويبتغون به رضوان ربهم‪ ،‬فيحيون به الحياةا الدنيا طائعين لربهم‪ ،‬ملتزمين بمنهجه‪ ،‬ويحيون‬
‫بسببه الحياةا الخرةا متنعمين حاصدين ما زرعوه في الدنيا‪.‬‬

‫وا عز وجل عندما شرع الدين )السلم( لم يترك المسلمين حيارى في تنفيذه‪ ،‬كما أنه لم يعطهم الصلحية‬
‫ليشرعوا من أنفسهم ما يجدونه من نقص في هذا الدين‪ ،‬ولذا فإنه أنزل هذا الدين كامل ل يأتيه النقص من‬
‫بين يديه ول من خلفه‪ ،‬وجعل هذا من العقيدةا؛ من أنكره فقد كفر‪)) .‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم‬
‫نعمتي ورضيت لكم السلم دينا(( ‪.‬‬

‫والطريقة من أحكام الشرع‪ ،‬وتتميز بأنها منهج وحيد للتباع‪ ،‬بها تكون العمال وبها تتحقق الغايات‪ ،‬والخلط‬
‫فيها يؤدي إلى معصية ا تعالى كما يؤدي إلى عدم تحقق الغاية‪.‬‬

‫يقول ا تعالى‪)) :‬ولينصرن ا من ينصره إن ا لقوي عزيز )‪ (40‬الذين إن مكناهم في الرض أقاموا‬
‫الصلةا وآتوا الزكاةا وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ول عاقبة المور(( فقوله تعالى )من ينصره( وصف‬
‫لولئك الذين يعملون لنصر ا وهو وصف كاف لهم ليدل على التزامهم طريقة ا تعالى وانتهاجهم نهجه‪،‬‬
‫وقوله )ولينصرن( قرينة على استحقاقهم النصر بنصرهم ربهم‪ ،‬وقوله تعالى‪) :‬إن ا لقوي عزيز( تذكير‬
‫لمن نصر ا بأن ا بقوته وعزته قادر على تحقيق النصر في أي حالة من الحالت‪ ،‬والنصر عادةا يحتاج‬
‫لقوةا تحققه وإذا تحقق ل بد أن يكون عزيزا وإل فل قيمة له‪ ،‬أما قوله تعالى )أقاموا الصلةا وآتوا‪ (...‬فإنه‬
‫ليس وصفا لهم بقدر ما هو وصف لما يريدون أن يحققوه إن حصل لهم التمكين وهو إقامة شرع ا تعالى‪،‬‬
‫وقوله تعالى )إن مكناهم( إسناد التمكين له‪ ،‬فهم ل يملكون هذا التمكين وليسوا أهل لتحقيقه بل التمكين من‬
‫ا وحده هو القادر عليه‪ ،‬وما عليهم إل أن يلتزموا ليروا التمكين الذي ل يستطيعون بشأنه شيئا‪ .‬فالية‬
‫تنص على أن ا تعالى ينصر من استحق نصر ا بأن نصر ا قبل أن ينصره ا‪) ،‬والنصر سيتحقق حتما‬
‫لن ا تكفل به وهو القوي العزيز( ‪ ،‬أولئك الذين يعملون من أجل إقامة شرع ا تعالى فهي غايتهم‪ ،‬ولذلك‬
‫فإنهم نصروا ا وجعلوا غايتهم إقامة شرعه‪ ،‬فاستحقوا بذلك التمكين الذي ل يكون إل من ا عز وجل‪.‬‬

‫وإن ل أيضا نواميس أوجدها وهي ل تتخلف لن ا هو الذي أوجدها‪ ،‬ول يملك خرقها إل هو‪ ،‬ول يخرقها‬
‫سبحانه إل وفق ما يريد هو ويبين هو‪ .‬ومن هذه النواميس السباب وما ينتج عنها من مسببات‪ ،‬وأن القوى‬
‫ينتصر على الضعف‪ ،‬وأن النار تحرق ما هو قابل للحتراق‪ ،‬وأن التعذيب يؤذي الجسد‪ ،‬وأن الكثرةا تغلب‬
‫القلة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫وما على العباد إل أن يفهموا هذه النواميس ويسيروا بحسبها مع اللتزام بالطريقة الشرعية‪ ،‬وبذلك يكونون‬
‫قد وافقوا النواميس فلم يخالفوها )بالسير وفقها( ‪ ،‬ويكونون بذلك قد أرضوا موجد النواميس )بالتزامهم‬
‫طريقته( فإن شاء خرق لهم تلك النواميس في هذه الحالة وهم ل شك سيكونون أهل لهذا الخرق‪.‬‬

‫إن الخلط في أحكام الطريقة هو كمن يستخدم دفتر إرشادات لجهاز معين في تشغيل جهاز آخر‪ ،‬فمن يظن مثل‬
‫أن الدعاء لقامة الخلفة يمكن أن يحقق شيئا فهو مخطئ لن الدعاء لم يشرع طريقة لما وضع له الشرع‬
‫طريقة معينة خاصة به‪ ،‬وفاعل ذلك إن كان معتقدا به مصرا عليه فقد عصى ربه )إن لم يكن مستهزءا بشرع‬
‫ا( وهو كالقائل‪ :‬نعم يا رب‪ ،‬أنا أعلم أن ثمة طريقة لقامة الخلفة ولكني ل أقوم بها وأكتفي بالدعاء فأقمها‬
‫أنت يا رب‪ .‬ومن يظن أن الدعاء للحكام الذين يحكمون بما أنزل ا يمكن أن يصلحهم مخطئ أيضا ولن ينفع‬
‫دعاؤه ولو استمر عليه مئات السنين لن الطريقة التي شرعها ا تجاه هذا الواقع هو العمل لزالتهم‬
‫وتنصيب خليفة للمسلمين مكانهم‪ ،‬فمن يدعو لهؤلء الحكام فإنه يقوم بعبث يغنيه عنه العمل لقامة شرع ا‬
‫بتنصيب خليفة‪.‬‬

‫إن الدعاء عبادةا وهو ليس طريقة لتحقيق الغايات‪ ،‬فالغايات التي بين الشرع لها طريقة لتحقيقها ل يحققها‬
‫الدعاء لن تحقيقها بالدعاء عبث‪ ،‬والغايات التي جعل ا لها نواميس لتحقيقها فإنها تحقق بنواميسها‪ ،‬وعلى‬
‫فرض صحة رأي من قال بأن الدعاء ليس عبادةا فقط ولكنه أيضا وسيلة لتحقيق القصد فإن هذا ينحصر فيما‬
‫ليس له طريقة لتحقيقه كالمرض العضال وغيره‪.‬‬

‫ومن أراد أن ينقذ مسلما يقتل أو مسلمة يعتدى عليها فإنه ل يفعل ذلك بالدعاء لن الدعاء هنا عبث‪ ،‬ولكنه‬
‫إن باشر طريقة إزالة هذا القتل أو ذلك العتداء ودعا ا فإنه يكون قد قام بالطريقة وعبد ا بدعائه‪.‬‬

‫ومن أراد أن يخرج اليهود من فلسطين بالدعاء‪ ،‬وبالمناسبة وصل الحال بالمسلمين أن أبدعوا بالدعاء بل‬
‫وصل بهم الحال أن طلبوا من ا أن يباشر هو مقاتلة اليهود‪ ،‬وكأن ا )جل وعل وتعالى عن كل نقص( قد‬
‫أخبرهم أنه إذا احتلت أرضهم فما عليهم إل أن ينادوه تعالى ليقاتل المحتل نيابة عنهم‪ ،‬أقول‪ :‬أبدعوا في ذلك‬
‫فصرنا نسمع‪ :‬اللهم دمر دباباتهم‪ ،‬واحرق بيوتهم‪ ،‬اللهم اقتلهم اللهم أبدهم‪ ،‬وما زالوا محتلين وما زالوا‬
‫يفعلون بالمسلمين العاجيب‪ ،‬هل لن ا راض عنهم أو يؤيدهم‪ ،‬ل وألف ل‪ ،‬ولكن لن المسلمين تخلوا عن‬
‫طريقة العلج واتجهوا إلى طريقة ابتدعوها يظنون أنها مجدية وما هي كذلك‪.‬‬

‫لقد دعا رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم ربه في بدر وفي غيرها‪ ،‬ففي بدر‪) :‬نظر نبي ا صلى ا عليه‬
‫وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجل فاستقبل نبي ا صلى ا عليه وسلم‬
‫القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم أتني ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه‬
‫العصابة من أهل السلم ل تعبد في الرض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه من‬
‫منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداؤه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه فقال يا نبي ا كفاك مناشدتك ربك‬
‫إنه سينجز لك ما وعدك فأنزل ا إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملئكة مردفين(‬
‫]الترمذي[ وعن عبد ا بن مسعود قال‪ :‬ما سمعنا مناشدا أنشدا حقا له أشد مناشدةا من محمد صلى ا عليه‬
‫وسلم يوم بدر جعل يقول اللهم إني أنشدك ما وعدتني اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة ل تعبد ثم التفت كأن‬
‫وجهه القمر فقال‪ :‬كأنما أنظر إلى مصارع القوم عشية‪] .‬الطبراني في الوسط[ ولكن رسول ا لم يعتبر‬
‫الدعاء طريقة للنتصار على المشركين‪ ،‬بل أعد الجيش وأخذ بالراء الحربية الفنية‪ ،‬ونظم الصفوف )وكان‬
‫ينظمها بشكل دقيق بعود في يده( ولما انتهى من ذلك كله بدأ بعبادةا ربه والتقرب إليه بالدعاء ليكون ا معه‬
‫ولينصره‪.‬‬

‫وكان أبو بكر الصديق رضي ا تعالى عنه وأرضاه‪ ،‬إن أعد العدةا حسبته لم يتكل على ربه‪ ،‬وإن رأيته يتهجد‬
‫يلح بالدعاء على ربه حسبته لم يعد شيئا‪ ،‬هكذا هو التوازن بين ا لحكام عند فهمها‪.‬‬

‫ول يقال أن ثمة فئة تعمل بالطريقة فلم لم يتحقق النصر‪ ،‬ل يقال ذلك لن النصر من ا يأتي به متى يشاء‪،‬‬
‫ولن هذه الفئة لم تحصل بها الكفاية ولو تحققت بها الكفاية لقضي المر‪ ،‬ولذلك فإنها ما زالت تدعو المة‬
‫لتقف إلى جانبها وتنصرها‪.‬‬

‫الساليب والوسائل‪:‬‬

‫السلوب هو كيفية معينة غير دائمة لتحقيق العمل‪ ،‬ويتميز عن الطريقة بأمرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أن السلوب غير دائم فيمكن تغييره‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن الدليل الشرعي على السلوب يختلف عن دليل الطريقة‪ ،‬ذلك أن الطريقة جاء الدليل العام بها‪،‬‬
‫والسلوب هو فرع لها أي مما يحتاج إليه للقيام بها‪ ،‬فاندرج تحت دليلها وأخذ حكم الباحة ما لم يرد نص‬
‫على تحريمه‪.‬‬

‫ذلك أن الفعال إما أن تكون أصل جاء به الدليل العام وتفرعت عن هذا الصل أفعال اندرجت تحت الدليل‬
‫العام‪ ،‬أو أصل جاء به الدليل الخاص ولم تندرج أفعاله الفرعية تحت دليله‪ ،‬أو فرعا لصل جاء الدليل العام‬
‫لصله‪ ،‬أو فرعا لصل لم يأت دليل عام لصله بل جاء دليل أصله خاصا فصار كل فعل اندرج تحت الصل‬
‫يحتاج إلى دليل خاص به‪.‬‬

‫فالحج مثل فعل جاء دليله خاصا‪ ،‬والفعال التي اندرجت تحته لم يأت بها الدليل الخاص بل جاءت أدلة خاصة‬
‫بها‪ ،‬فال لم يأمر عباده بالحج وتركهم يحجون كما يرون‪ ،‬بل أمرهم بالحج بدليل الحج وبين لهم في أدلة‬
‫أخرى كيف يحجون‪ .‬أما تنصيب الخليفة مثل وإقامة الدولة السلمية فالدليل على الطريقة بها جاء عاما‪،‬‬
‫ولذلك فإن الفعال التي تتفرع عنه من أجل القيام به تدخل تحت الدليل العام‪ ،‬ذلك أنه لم يأت دليل خاص بكل‬
‫فعل منها‪ ،‬فتنصيب الخليفة بالرضا والختيار‪ ،‬جاء به الدليل العام‪ ،‬أما الساليب التي تتخذ من أجل إقامة هذا‬
‫الفعل أي التنصيب فلم يأت دليل خاص بها وذلك كالقتراع وصناديق القتراع والتصويت بالورقة أو بالصوت‬
‫أو غير ذلك‪ ،‬فهذه كلها أساليب يتخذ منها ما لم يأت دليل على تحريمه‪.‬‬

‫والثقافة والتثقيف من أعمال الكتلة ومن أحكام الطريقة ولكن لم يأت دليل خاص بها أي كيفية تلقي هذه‬
‫الثقافة في درس أم محاضرةا أم جلسة أم قراءةا في كتاب أم حفظا على الصدور أم قراءةا جماعية‪ ،‬لم يبين‬
‫الدليل كيفيتها فيتخذ إزاءها السلوب المناسب فكانت الحلقة أسلوبا‪ ،‬وكانت الحلقة الجماعية أسلوبا‪ ،‬وكانت‬
‫القراءةا في كتاب أسلوبا وهكذا مع ملحظة إمكانية تغيير هذه الساليب حسب ما تراه الكتلة‪.‬‬

‫والصدع بالدعوةا إي إظهارها مع بداية التفاعل من أحكام الطريقة ولم يحدد الشرع أسلوبا خاصا له‪ ،‬فيكون‬
‫أسلوبه مما يتوصل إليه الذهن حسب فهم الواقع‪ ،‬فيندرج تحت دليل الطريقة‪ ،‬ويتخذ إزاءه السلوب المناسب‬
‫فقد يكون الصدع بالحديث على المنابر‪ ،‬أو بتوزيع البيانات أو بالمؤتمر الصحفي‪ ،‬مع ملحظة أن القصد من‬
‫اتخاذ السلوب ليس التجربة والخطأ بل القيام بالعمل كما أمر الشرع أي تحقيق القصد من العمل‪ ،‬وهذا يعني‬
‫أن استخدام أسلوب ل يحقق القصد من العمل ل يجوز بل يوقع في الثم فل يجوز مثل الصدع في حي من‬
‫أحياء المدينة والقول بأن هذا صدع في المجتمع‪.‬‬

‫وإنشاء الكتلة من أحكام الطريقة ولكن الشرع لم يبين كيف تكون أجهزةا هذه الكتلة هل تكون خليا تنظيمية‬
‫أم أسر أم مسئولين وأفرادا‪ ،‬كل هذا من الساليب التي تتخذ لتيسير العمل‪.‬‬

‫ومن هذا يلحظ أن الطريقة ليس فيها إبداع بشري لنها من ا تعالى وهي فوق البداع البشري‪ ،‬لقيام الدليل‬
‫عليها ولوضوحها فكرا وعمل‪ ،‬أما الساليب فهي تحتاج إلى البداع‪ ،‬ويتجلى فيها البداع‪ ،‬ويستلزم البداع‬
‫في الساليب فهم الواقع المعمول به والعمل المراد تحقيقه‪ ،‬ذلك أن الساليب تتشابه وتتداخل‪ ،‬فمثل الدعوةا‬
‫لفكرةا في المجتمع من أجل جعل الناس تتقبلها تختلف عن لفت النظر لفكرةا ما‪ ،‬فالولى تحتاج إلى طرح‬
‫الفكرةا ومناقشتها وبيان حقيقتها بالعقل والبرهان وسوق الدلة لن المسألة مسألة قناعة‪ ،‬أما الثانية فل‬
‫تحتاج لكل هذا بل يكفي حملة همس بين الناس حول الفكرةا‪ ،‬أو مجرد دعاية لها للفت النظر كالقول مثل أل‬
‫سمعتم عن الفكرةا الفلنية‪ ،‬أو‪ :‬ما الذي يدور بين الناس حول الفكرةا الفلنية؟ وهكذا‪ ،‬فالتفريق بين العمال‬
‫المراد تحقيقها يؤدي إلى التفريق بين الساليب واتخاذ المناسب منها‪.‬‬

‫لقد تعلمنا من القراء والمشايخ الذين يدرسون السلم بحسب الطريقة التقليدية القديمة )الكتاتيب( أن‬
‫السلوب الناجع في تعليم البناء أصول اللغة والتجويد والفقه أن يحفظوا المتون )المنظومات( في صغرهم‬
‫دون أن يعرفوا معانيها فيحفظ الطفل مثل‪ :‬مفرده كلمة والقول عم‪ ،،،،‬وكلمة فيها الكلم قد يؤم‪ .‬ويرددها‬
‫وهو ل يعرف معناها‪ ،‬ذلك أن الطفل في مرحلة الصغر مهيؤ للحفظ فإذا كبر قليل وقد ثبتت المتون في ذاكرته‬
‫يبدأ بدراستها وفهم تفصيلتها‪ ،‬وكذلك بالنسبة لحفظ القرآن فإنه يحفظه في الصغر دون معرفة معانيه‪،‬‬
‫وهكذا‪ .‬فهذه أساليب تم اختيارها بعد دراسة وعناية وتجربة‪.‬‬

‫ول يقال أنه ل يوجد خطأ في الساليب أو أن الخطأ في الساليب يؤدي إلى النحراف‪ ،‬ل يقال ذلك‪ :‬لن الخطأ‬
‫وارد في الساليب أول لنها من البشر ولذلك ورد عليها التغيير‪ ،‬وثانيا فإن الخطأ في الساليب ل يؤدي إلى‬
‫النحراف أو عدم تحقق النصر والتمكين ذلك لن الساليب جائزةا بالدليل العام‪ ،‬وجوازها مع جواز وجود‬
‫الخطأ عليها أمر أقره الشرع‪ ،‬فال خلق النسان وأعطاه القدرةا على التفكير في الواقع والساليب والعمال‬
‫والوسائل وهو ل يحاسبه ول يعاقبه إن أخطأ في اتخاذ الساليب أو غيرها ما لم يتخذ أسلوبا حرمه الشرع‪،‬‬
‫أو لم يتخذ أساليب ابتداء‪.‬‬

‫أما الوسائل فهي الدوات المادية التي تستخدم عند تحقق الساليب‪ ،‬فصندوق النتخاب وسيلة لتحقيق‬
‫النتخاب‪ ،‬والورقة أو المنشور وسيلة لنشر الثقافة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫والوسائل تعتبر من الشياء وليس من الفعال ولذلك فإن دليلها يختلف عن دليل الطريقة ودليل السلوب‬
‫السابق الشارةا لهما‪ ،‬ودليل الوسيلة هو الباحة ما لم يرد دليل التحريم وهي بهذا تندرج تحت القاعدةا‬
‫الصولية‪) :‬الصل في الشياء الباحة ما لم يرد دليل التحريم( ‪.‬‬

‫إذن فل يقال أن لقامة الخلفة وسيلة‪ ،‬بل لها طريقة‪ ،‬ول يقال أن طلب النصرةا طريقة لقامة الخلفة فهي‬
‫ليست كذلك بل إن طلب النصرةا حكم من أحكام الطريقة وليس مرحلة من مراحلها‪ ،‬وهو من أحكام الطريقة‬
‫لخذ الحكم بعد القيام بما أوجبه ا على الكتلة من القيام به من أعمال بدءا بالتأسيس والتثقيف وانتهاء‬
‫بأعمال الرتكاز‪.‬‬

‫أما طريقة استئناف الحياةا السلمية فهي الكتلة وليس أخذ الحكم‪ ،‬وذلك بإقامة الخلفة التي هي طريقة لتنفيذ‬
‫أحكام الشرع وحمل السلم دعوةا إلى العالم وهي من تبعات رسالة محمد عليه وآله أفضل الصلةا والسلم‪.‬‬

‫أما استخدام القوةا كأسلوب في العمل من أجل تحقيق النصر‪ ،‬أو غير القوةا كالدخول في المجالس النيابية‪ ،‬أو‬
‫أخذ الوزارةا‪ ،‬أو التعامل مع السفارات الجنبية‪ ،‬أو التقرب من الحاكم والدخول في بطانته‪ ،‬فإنها كلها أساليب‬
‫يجوز الخذ بها ويمكن أن نبدع غيرها ونتفنن في هذا البداع ولكن حسب أمرين‪:‬‬

‫الول‪ :‬أل يلزمنا الشرع بطريقة شرعية من عنده للعمل‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أل ينص الشرع على حرمة واحدةا من هذه الساليب‪.‬‬

‫وكل المرين متعذر‪ ،‬فالشرع قد بين الطريقة الشرعية لستئناف الحياةا السلمية‪ ،‬ول نملك تغييرها أو الحيد‬
‫عنها‪ ،‬والساليب المبتدعة )المذكورةا( جاء النص بتحريمها‪ ،‬ولو لم يأت نص بتحريمها وخالفت الطريقة‬
‫لكانت هذه المخالفة دليل كافيا على تحريمها‪.‬‬

‫إن العاملين المخلصين لستئناف الحياةا السلمية لم يقوموا بكل ما قاموا به من أعمال‪ :‬جهود‪ ،‬وتضحيات‪،‬‬
‫وتفان‪ ،‬وبذل للمال والنفس‪ ،‬وحياةا كلها شقاء في شقاء إما مطاردةا في الرزق أو مطاردةا في الجل‪ ،‬أو حياةا‬
‫في ظلمات السجون‪ ،‬ومن هؤلء العاملين )وهم سادتي وقرةا عيني( من رحل عن هذه الدنيا غريبا لم يعرفه‬
‫أحد‪ ،‬عالما قديرا كان بإمكانه أن يكون سيد وقته‪ ،‬أو طبيبا بارعا قضى حياته في السجون ومات ولم يعرف‬
‫به أحد‪ ،‬أو تاجرا بذل كل أمواله في الدعوةا‪ ،‬أو فردا بسيطا في الحياةا الجتماعية نافح وجاهد وبذل حتى لقي‬
‫ربه‪ ،‬كل هؤلء لو كان بإمكانهم ولو بشبهة دليل أن يغيروا طريقة ربهم عز وجل من أجل أن يعزوا أمتهم‬
‫لفعلوا ولكنهم كانوا أكثر الناس هما وأكثرهم علما بأن ما جاء من ا هو من ا ل يمكن تغييره ول تبديله‬
‫وأن ا ما أمرنا لنغير فيما أمرنا به بل أمرنا لنلتزم بما أمرنا به‪ ،‬فنثبت له أننا قدر اختباره وابتلئه وبالتالي‬
‫أهل لرضوانه إن شاء ا تعالى‪.‬‬

‫ل يتصور واحد منا أن هؤلء العاملين المخلصين الذين عانوا أكثر مما عانى غيرهم‪ :‬ل يعرف الشوق إل من‬
‫يكابده ‪ ،،،،‬ول الصبابة إل من يعانيها‪ .‬ل يتصور أحد أنهم يعبثون بل إنهم وا يواصلون الليل والنهار من‬
‫أجل أمتهم ولو أنهم رأوا في خرت أبرةا نصرا لمتهم لدخلوه‪.‬‬

‫رحم ا أبا إبراهيم الذي يروي لي أحد أقرانه في الزهر أنه كان بإمكانه أن يكون عالم المسلمين قاطبة‬
‫بذكائه المفرط وحفظه العجيب‪ :‬لغة وفقها وأصول وتاريخا )يروى أمين مكتبة الزهر‪ :‬كان هناك ولد اسمه‬
‫تقي الدين يأتيني ليستعير المراجع‪ ،‬وكنا ل نعيرها لحد ولكن لن هذا الولد كان ذكيا‪ ،‬فقد كنت أعيرها له‬
‫وكان يرجعها بعد أن يقرأها وقد قرأها كلها( وهو الذي ناظر محمد عبده فأسكته‪ ،‬ولكنهم كانوا يقولون‪ :‬سلك‬
‫الشيخ تقي طريق السياسة وحرم نفسه أن يكون كالعلماء الموجودين على الساحة يشتهرون بفتاويهم‪،‬‬
‫وتعرفهم الناس بقربهم من الحكام‪ .‬ما ضره أن يكون كذلك‪ ،‬لقد رحل عن هذه الدنيا بصمت ودعه فيها أفراد‬
‫قليلون ل يملك منها شيئا إل ما يستر جسده ويمل بعض بطنه‪ ،‬لم لم يبدع في ابتكار الطرائق )جمع طريقة(‬
‫من أجل أن يوصلنا للنصر ويريحنا مما نحن فيه‪ .‬ونظرةا سريعة إلى ما كتبه وأنتجه لتدل على قدرته على‬
‫البداع في ابتكار طريقة بل طرائق عددا‪.‬‬

‫وها هو سيدي عبد القديم زلوم رحمه ا تعالى‪ ،‬وهو أول متفرغ فقد تفرغ للدعوةا قبل أبي إبراهيم‪ ،‬عاش‬
‫حياته زاهدا ورعا ملتفتا عن الدنيا وبهرجها‪ ،‬وهو العالم اللغوي الصولي الفقيه لم لم يغير ويبدل ويستخدم‬
‫عقله المبدع في ابتداع الطريقة تلو الطريقة حتى يصل إلى الحكم‪ ،‬بل أمضى من حياته ستين سنة لم يتخلف‬
‫فيها يوما واحدا عن العمل‪ ،‬ولكنه أيضا لم يغير في هذه الستين سنة شيئا بل ظل على الطريقة والتزمها حتى‬
‫لقي ربه‪.‬‬

‫وغيرهما الكثير الكثير من جنود الخفاء إخوان صاحب النقب عليهم رحمة ا‪ ،‬منهم من نعرف ومنهم من ل‬
‫نعرف كلهم مضوا إلى ربهم لم يغيروا ولم يبدلوا ولن يسألهم ا عن التأخير فهو شأنه هو سبحانه ولكن‬
‫سيسألهم ماذا عملتهم فيما كلفتكم به؟ أقمتم به كما أمرتكم؟ أم أنكم ابتدعتم وغيرتم؟‬

‫وأختم بالمسك؛ سيدي وقدوتي وإمامي من فداه أبي وأمي وولدي؛ رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم أفضل‬
‫البشر وخاتم النبياء الذي ما زال يعلمنا ويدرسنا ويربينا‪ ،‬هل غير في طريقته‪ ،‬ألم تكن هناك مئات السباب‬
‫التي تدعوه ليغير ويبدل ولكنه لم يفعل بل كان يردد‪) :‬إن لم يكن بك علي غضب فل أبالي( )إني عبد ا وهو‬
‫ناصري ولن يضيعني( )أترون هذه الشمس؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬ما أنا بأقدر أن ادع ذلك منكم أن تشعلوا منها‬
‫شعلة( )صبرا‪ ،‬آل ياسر فإن موعدكم الجنة‪ ،‬إني ل أملك لكم من ا شيئا( وغيرها من الدلة الناصعة التي‬
‫تعج بها السيرةا المطهرةا‪ ،‬كان بإمكانه صلى ا عليه وآله وسلم أن يحمي صحابته بالعمل المادي )وهم أهل‬
‫حماية وسلح( وكان بإمكانه أن يجمع لهم الموال ولكن لم يفعل‪ ،‬وقد بينت شيئا من هذا مفصل في بحث‬
‫بعنوان أثر الحكام التي شرعت في المدينة المنورةا على الحكام المكية‪ ،‬نشر في الوعي وأظن أن بعض‬
‫الخوةا الكرام وضعه في هذا المنتدى الطيب كما أخبرني أحد الفضلء‪.‬‬

‫بقيت نقطة أخيرةا وهي ما يردد دائما بأن النصر تأخر‪ ،‬وأقول‪ :‬إن هذه المقولة تطلق مجازا‪ ،‬لن النفس ميالة‬
‫إلى الخلص مما يؤذيها‪ ،‬كما أن من طبيعتها العجلة‪)) :‬خلق النسان من عجل(( ‪ ،‬وإل فإن من يقول أن‬
‫النصر تأخر على الحقيقة وليس على المجاز ل بد وأن يكون عالما بموعده وإل كيف يعرف أن ثمة تأخيرا إن‬
‫لم يعرف الموعد المضروب لما تأخر‪.‬‬

‫ول يعلم موعد النصر إل ا تقدست أسماؤه‪ .‬وهو الذي يأتي بالنصر ول نصر إل منه )عسى أن يوفق ا‬
‫لنكتب في هذا الموضوع بحثا منفصل( وما على عباده إل التزام أوامره وانتظار مشيئته‪ ،‬أما أن يكلف العباد‬
‫أنفسهم ما ل طاقة لهم به وما لم يكلفهم به ربهم أصل فهذا غير صحيح‪.‬‬

‫إنني لم أبذل جهدا ولو يسيرا في التفكير بتأخر النصر‪ ،‬ولكني أبذل كل الجهد للتأكد من أنني على الطريق‬
‫الصحيح لم أحد ولم أحرف ولم أغير أو أبدل‪ ،‬لني أدرك أن طبيعة الطريقة التي تعمل بها الكتلة أنها ل تؤثر‬
‫تأثيرا سريعا ول تبرز بشكل ظاهر كبروز العمال المادية‪ ،‬وكثيرا ما أضرب هذا المثال وهو أن عمل الكتلة‬
‫من أجل استئناف الحياةا السلمية كالغاز الثقيل الذي ل يرتفع عن الرض وهو شديد الشتعال‪ ،‬هذا الغاز‬
‫يكون موجودا ولكن ل يشمه الناس فهو يغطي أقدامهم وهو أثقل من الهواء فل يشعرون به ولكن بمجرد أن‬
‫يلقي أحدهم عود ثقاب فإن هذا الغاز يشتعل ويحرق المنطقة بأسرها وعندئذ يشعر به من كان جاهل فيه‪.‬‬

‫ولنا في رسول ا عليه وآله أفضل الصلةا والسلم‪ ،‬فقد كان التسارع في النتائج بعد إقامة الدولة أكثر بكثير‬
‫من العمل في مكة رغم أن العمل في مكة فاق العمل في المدينة بثلث سنوات‪ ،‬فالعمل في مكة على عظمة‬
‫القوةا الروحية التي يملكها الرسول وصحبه‪ ،‬وعلى عظمة كل ما قام به من عمل‪ ،‬لم يؤثر في مكة إل في‬
‫أفراد معدودين‪ ،‬مع أنه مكث في مكة ثلث عشرةا سنة‪ ،‬ومصعب بن عمير رضي ا عنه أثر في سنة واحدةا‬
‫في المدينة المنورةا‪ ،‬في المجتمع والجماهير والفراد بل وفي سادةا القوم‪ ،‬فانظر إلى الفرق مع استحالة‬
‫مقارنة مصعب برسول ا عليه وآله أفضل الصلةا والسلم )ويحرم القول بأن مصعبا كان أقدر من رسول ا‬
‫بل قد يوصل هذا القول إلى الكفر( ‪ ،‬ولكنها مشيئة ا لن النصر والتأثر يأتي من ا وحده ))ليس عليك‬
‫هداهم ولكن ا يهدي من يشاء(( فكان الدأب على العمل بما أمر ا وتوطيد الصلة بال لزدياد التقرب منه‬
‫ونيل محبته وإرضائه‪ ،‬أما النصر فإنه سيحصل حتما لنه وعد ا الذي ل يتخلف‪ ،‬ولكن صدق رسول ا‬
‫)ولكنكم قوم تستعجلون( ‪.‬‬

‫وا تعالى أعلى وأعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬

‫أرجو أن أكون وفقت في تبيان بعض أحكام الطريقة والساليب والوسائل‪.‬‬

‫أسأل ا تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى‬

‫الربعاء ‪ 24‬صفر الخير ‪1425‬هـ‬


‫الموافق ‪2004/04/14‬م‬

You might also like