Professional Documents
Culture Documents
تعد الجماعات الترابية وحدات ترابية تحدث بقانون وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،وهي
بهذه الصفة لها حق تملك أمالك عامة و أمالك خاصة.
ويقصد باألمالك العامة الجماعية تلك العقارات التي تمتلكها الجماعات الترابية المتمثلة في الجماعات
والعماالت أو األقاليم والجهات ملكية قانونية تامة والمخصصة الستعمال العموم او لتسيير المرافق
العمومية الجماعية ،وبهذه الصفة ال يمكن ان تكون موضوع ملكية خاصة.
كما ان للجماعات الترابية امالكها الخاصة تحكمها قواعد القانون الخاص وبالتالي يحق لها التصرف فيها
بجميع أنواع التصرفات القانونية الواردة على جميع أمالك الخواص كالبيع والشراء والمعاوضة والكراء
من اجل تنمية مواردها الذاتية.
إن األمالك الجماعية سواء العامة منها او الخاصة تساهم في تنمية الجماعة ان على المستوى االجتماعي
او االقتصادي او الثقافي وبالتالي االستجابة الى انتظارات واحتياجات السكان.
مما الشك فيه ان االسواق الجماعية تشكل اهمية بالغة لسكان الجماعة سواء للتجار (عبر تامين فرصة
عمل قارة) او بالنسبة للمتبضعين الذين تلبي طلباتهم في ذلك الفضاء الجماعي.
ولكي يقوم السوق بوظيفته التي انشئ من اجلها ,كان البد من وجود مقتضيات قانونية تنظم عملية احداثه
وسيره.
تجد األسواق الجماعية سندها القانوني في مقتضيات المادة 83من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق
بالجماعات (ظهير شريف رقم 1.15.85صادر في 20من رمضان 7( 1436يوليو )2015التي
تطرقت إلى المرافق والتجهيزات الجماعية وأعطت المجالس اختصاص التقرير في إحداثها و تدبيرها
لتقديم خدمات القرب.
أدرج المشرع بصريح العبارة األسواق الجماعية ضمن المرافق والتجهيزات العمومية الجماعية .إذن،
أزاح خروج هذا النص القانوني الجديد إلى حيز الوجود ،نقاشا حول المقصود من مقتضيات المادة 38من
القانون السابق ،قانون 2002كما وقع تعديله سنة ،2009التي أثارت إشكالية قانونية تتمثل في طبيعة
األسواق األسبوعية هل هي بالفعل مرافق عمومية جماعي أم ال ؟ في القانون السابق ،ليس هناك ما يشير
بصريح العبارة إلى أن السوق األسبوعي مرفق عمومي جماعي على غرار مرافق أخرى وردت بشكل
واضح في المادة 38المذكورة ،وقد يمكن اعتبارها تجهيزا عموميا فقط .ونظرا لما تقدمه هذه األسواق من
خدمات للمواطنين وفي غياب تعريف متفق عليه للمرفق العمومي الجماعي ،أمكن اعتبار األسواق مرفقا
جماعيا في غياب نص قانوني يزيح عنها صفة المرفق العمومي.
كما أشارت المادة 118من القانون التنظيمي للجماعات إلى أن المقررات المتعلقة بإحداث المرافق
العمومية الجماعية ،وضمنها األسواق ،وكذا طرق تدبيرها ،ال تكون قابلة للتنفيذ إال بعد التأشير عليها من
قبل عامل العمالة أو اإلقليم أو من ينوب عنه داخل أجل عشرين ( )20يوما من تاريخ التوصل بها من
رئيس المجلس.
وتجدر اإلشارة ،في هذا السياق ،إلى تنصيص قرار وزير الداخلية رقم 1508.05صادر في 22من
جمادى اآلخرة 29( 1426يوليوز )2005المتعلق بتفويض االختصاص ،في مادته الثانية على أن يفوض
إلى والة الجهات المصادقة على كنانيش التحمالت وعقود التدبير واستغالل المرافق العمومية للجماعات
الحضرية التي ال تتجاوز مدتها خمس سنوات وفي حدود مبلغ إجمالي ال يتجاوز عشرة ( )10ماليين
د رهم .وأدرجت المادة الثالثة من القرار األسواق العمومية ضمن التفويضات المتعلقة بالمرافق العمومية
التابعة للجماعات الحضرية وهيئاتها ،الواردة في المادة الثانية سالفة الذكر ،وفوضت المادة الرابعة من
نفس القرار االختصاص إلى عمال العماالت واألقاليم قصد المصادقة أو التأشير على القرارات التي
يتخذها رؤساء المجالس الحضرية في مجال القرارات المتعلقة بإحداث و تنظيم المرافق العمومية
للجماعات الحضرية والتي تدخل من ضمنها األسواق ،بموجب هذه المادة.