You are on page 1of 4

‫طبقة االوزون‬

‫أثبتت أبحاث بعثة علمية إلى القارة القطبية الجنوبية في عام ‪ ،1986‬وشملت البعثة‬
‫كال من ‪ : Susan SALOMON‬و ‪ James ANDERSON‬أن مستويات الكلور‬
‫بلغت أعلى مستوياتها مقارنة بنسبها الطبيعية في المناطق األكثر تضررا من تدهور‬
‫طبقة األوزون‪ .‬وفيما بعد أظهر كل من‪:‬‬
‫‪Frank SHERWOOD ،Mario MOLINAS ، Paul CRUTZEN‬أن‬
‫المتسبب في ذلك هو جزيئات كيميائية أنتجها اإلنسان بفعل نشاطه المتكرر في الحياة‬
‫اليومية وتتمثل هذه المركبات فيمركبات الكلوروفلوروكربون والهالونات‪ .‬تتميز هذه‬
‫المركبات بدرجة عالية من االستقرار وترتفع ببطء إلى طبقة الستراتوسفير حيث يتم‬
‫تحفيز تدمير طبقة األوزون‪.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬عند اتصال هذه المركبات مع األشعة فوق البنفسجية‪ ،‬تتعرض لعملية التحلل‬
‫الضوئي مما ينتج عنه تحرر مادة الكلور ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تعمل بلورات الثلج في‬
‫السحب العالية على تحويل مركبات الكلور في الغالف الجوي إلى غاز الكلور الذي‬
‫يمكن أن يدمر طبقة األوزون‪.‬‬
‫إن تدمير األوزون في الغالف الجوي يحدث في المناطق القطبية عندما تنخفض‬
‫درجات الحرارة أقل من ‪ 80 -‬درجة مئوية في درجات الحرارة‪ ،‬في هذه الدرجات‬
‫الحرارية يمكن أن تتشكل الغيوم في طبقة الستراتوسفير السفلى وخاللها تحدث‬
‫تحول مركبات الهالوكربونات غير الضارة بما فيها األوزون‬ ‫التفاعالت الكيميائية التي ّ‬
‫إلى مركبات نشطة ‪ ،‬هذه العمليات تؤدي إلى تدمير سريع لطبقة األوزون عند انعكاس‬
‫أشعة الشمس فوق القطب‪.‬‬
‫إن هذه الجزيئات الكيميائية التي أدخلتها األنشطة البشرية ال تزال طويلة المفعول‬
‫والتأثير‪ ،‬وتحييد عملها يستغرق عقودا من الزمن ‪ ،‬مثال عن ذلك‪ :‬جزيء ‪CFC‬‬
‫يستغرق نحو ‪ 25‬عاما قبل أن يصل إلى طبقة الستراتوسفير‪ .‬و سوف ينخفض تركيزه‬
‫ببطء شديد حتى بعد يمنع استخدامه أو إنتاجه من طرف اإلنسان‪.‬‬
‫إن العمر االفتراضي لمركبات الكلوروفلوروكربون قد يصل أو يتجاوز ‪ 100‬عام‪.‬‬
‫وتعتبر السبب الرئيسي في تدمير وتدهور طبقة األوزون‪ .‬وهنا يمكن القول كيف لهذه‬
‫مر عليها ‪ 30‬سنة أو أكثر‪ .‬اإلجابة عند اإلنسان الذي ساهعم في‬‫الظاهرة أن تتغير وقد ّ‬
‫إنتاجها وجعل منها الخطر الذي يواجه طبقة األوزون ‪ ،‬كما أن الخطر يبقى قائما ما‬
‫دام انبعاث هذه المركبات مستمرا‪.‬‬
‫المركبات الكيميائية المسؤولة عن تدهور طبقة األوزون‬
‫مركبات الكلوروفلوروكربون هي عبارة عن جزيئات تتكون من الفلور والكربون‬
‫والكلور‪ ،‬استخدمت هذه الجزيئات بديال للمواد الهيدروكربونية القابلة لالشتعال‬
‫باعتبارها مستقرة جدا وال تسبب تسمما كيميائيا قد يفتك بحياة البشر‪.‬كما أن خصائصها‬
‫الفيزيائية مثيرة لالهتمام األمر الذي جعل منها تستخدم على نطاق واسع في الكثير‬
‫من العمليات الصناعية والمنتجات االستهالكية‪:‬‬
‫وتتمثل هذه المركبات في‪:‬‬
‫‪ -‬سوائل التبريد في أجهزة التبريد المنزلية أو الصناعية أو التجارية ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مكيفات الهواء‪.‬‬
‫‪-‬المذيبات المستخدمة في تنظيف األرضيات واألدوات الميكانيكية واإللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬مواد إنتاج البالستيك‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام الهالونات المحتوية على البرومين كعوامل إطفاء الحريق ‪ ،‬وقد انتشر‬
‫استعمالها مجال مكافحة الحرائق‪.‬‬
‫أضيفت إلى هاتين الفئتين من المركبات مواد أخرى تشارك في تدهور طبقة األوزون‪:‬‬
‫مثل المذيبات المكلورة ‪ :‬ثالثي كلورو اإليثان ورابع كلوريد الكربون بروميد الميثيل‪،‬‬
‫والمبيدات المستخدمة في زراعة البساتين ‪ .‬وال يزال يسمح باستخدامه لمعالجات ما‬
‫قبل الشحن والحجر الصحي في أوروبا لضمان عدم وجود اآلفات في المحاصيل‬
‫الزراعية‪.‬‬
‫‪-‬باإلضافة إلى قائمة المركبات نضيف أيضا‪ :‬مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية‬
‫ومركبات الكربون التي أنتجت صناعيا لتحل محل مركبات الكلوروفلوروكربون في‬
‫معظم تطبيقاتها‪ ،‬حيث تحتوي هذه المركبات على الهيدروجين الذي يسبب تدهور‬
‫أسرع في الغالف الجوي العلوي‪ ،‬إذ تهاجم طبقة األوزون ولكن خالل مدة زمنية أقصر‬
‫من مركبات الكربون الكلورية فلورية‪ .‬ومن سلبياتها أنها تزيد من االحتباس الحراري‪،‬‬
‫الذي يعتبر مشكلة بيئية قائمة بذاتها وصارت تشكل قلقا كبيرا في العصر الحالي حتى‬
‫أن أغلب األخبار البيئية والمؤتمرات والملتقيات البيئية صارت تتناول موضوع‬
‫التعرف على أسبابه ‪ ،‬والعوامل المسببة‬
‫ّ‬ ‫االحتباس الحراري بمزيد من الجدية لمحاولة‬
‫في ذلك ومحاولة إيجاد حلول واقعية ملموسة قد تعيد التوازن البيئي إلى مستويات‬
‫مشجعة ألن النظرة المقارنة بين الماضي والحاضر تبعث على التشاؤم والمصير‬
‫المظلم الذي ينتظر الكرة األرضية والكائنات الحية بصفة عامة واإلنسان بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪-‬عندما تتعرض هذه المركبات لضوء الشمس فينبعث منها غاز الكلور الذي يفكك‬
‫جزيئات األوزون‪.‬‬
‫للعلم فإن ذرة الكلور التي قد يصل عمرها االفتراضي إلى مئة سنة قادرة على تدمير‬
‫اآلالف من جزيئات األوزون قبل أن تختفي من الغالف الجوي‪.‬‬
‫وبعيدا عن المسببات البشرية فإن العوامل الطبيعية مسؤولة أيضا عن تراجع تركيز‬
‫األوزون في الغالف الجوي ونذكر مثال‪:‬‬
‫*دورة البقع الشمسية التي تدوم ‪ 11‬سنة أثرت في ‪ 1‬إلى ‪ ٪2‬بين الحد األقصى والحد‬
‫األدنى‪.‬‬
‫* االنبعاثات البركانية في الهواء خاصة المركبات الكبريتية ‪ ،‬على سبيل المثال في‬
‫شهر يونيو عام ‪ ،1991‬أدى ثوران بركان جبل بيناتوبو في الفلبين إلى انبعاث كميات‬
‫هائلة من الغازات السامة‪.‬‬
‫* بخار الماء الذي يساهم في تدمير األوزون في الغالف الجوي من خالل الغيوم‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬وبصرف النظر عن االنبعاثات البركانية االستثنائية‪ ،‬فإن العوامل الطبيعية‬
‫لها تأثير ضئيل على التغيرات في طبقة األوزون‪.‬‬
‫االحتباس الحراري‪:‬‬
‫االحتباس الحراري ‪ :‬ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية‬
‫ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬الميثان‪ ،‬وبعض الغازات األخرى في الجو‪ .‬هذه الغازات تسمى‬
‫بغازات الدفيئة ألنها تساهم في تدفئة جو األرض السطحي‪ ،‬وهي الظاهرة التي تعرف‬
‫باسم االحتباس الحراري‪ .‬ولوحظت الزيادة في متوسط درجة حرارة الهواء منذ‬
‫منتصف القرن العشرين‪ ،‬مع استمرارها المتصاعد‪ ،‬حيث زادت درجة حرارة سطح‬
‫الكرة األرضية بمقدار ‪° 0.18 ± 0.74‬م (‪ 0.32 ± 1.33‬فهرنهايت) خالل القرن‬
‫الماضي[‪][A] 2.‬وقد انتهت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية إلى أن غازات الدفيئة‬
‫الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم ارتفاع درجة الحرارة‬
‫المالحظة منذ منتصف القرن العشرين‪ ،‬في حين أن الظواهر الطبيعية‪ ،‬مثل الضياء‬
‫الشمسي والبراكين‪ ،‬لها تأثير احترار صغير منذ عصور قبل الصناعة حتى عام ‪1950‬‬
‫وتأثير تبريد صغير بعد ذلك‪.‬‬
‫درجة الحرارة اليوم هي تقريبا ً ضعف الدرجة قبل ‪ 200‬عاماً‪ .‬أسباب حدوث االحترار‬
‫العالمي مختلفة‪ ،‬يقول بعض العلماء أن التلوث هو السبب الرئيسي‪ ،‬بينما يقول البعض‬
‫اآلخر أنه تغير في الطبيعة‪ .‬وتوجد عدة نظريات تفسر هذه الزيادة‪ .‬يتوقع بأن تزداد‬
‫درجة حرارة سطح العالم بمقدار ‪ °1.4‬إلى ‪ °5.8‬سيليزية من عام ‪ 1990‬حتى ‪،2100‬‬
‫ومعدل درجة سطح العالم اآلن هو ‪ °0.6‬سيليزية‪.‬‬
‫أيدت هذه االستنتاجات األساسية أكثر من ‪ 40‬في الجمعيات العلمية وأكاديميات العلوم‪،‬‬
‫بما في ذلك جميع األكاديميات الوطنية للعلوم في الدول الصناعية الكبرى‪.‬‬
‫النموذج البيئي الملخص في تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أشار إلى أن درجة‬
‫حرارة السطح العالمية سترتفع على وجه محتمل بمقدار ‪ 1.1‬إلى ‪° 6.4‬م (‪ 2.0‬إلى‬
‫‪ 11.5‬درجة فهرنهايت) خالل القرن الحادي والعشرين‪ .‬أتى عدم اليقين في هذا التقدير‬
‫من استخدام نماذج ذات حساسية مناخية مختلفة‪ ،‬واستخدام تقديرات مختلفة لالنبعاثات‬
‫المستقبلية لغازات الدفيئة‪ .‬وشملت بعض الشكوك كيف أن االحترار والتغيرات‬
‫المرتبطة به ستختلف من منطقة إلى أخرى في جميع أنحاء العالم‪ .‬تركز معظم‬
‫الدراسات على الفترة الممتدة حتى عام ‪ .2100‬إال أن المتوقع أن يستمر االحترار إلى‬
‫ما بعد عام ‪ ،2100‬حتى لو توقفت االنبعاثات‪ ،‬بسبب ضخامة السعة الحرارية‬
‫للمحيطات والعمر الطويل للغاز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‪.‬‬
‫عوامل تدهور الغطاء النباتي‬
‫يتعرض الغطاء النباتي في المراعي والغابات إلى التدهور وهذا يؤدي إلى تغيرات‬
‫هامة في التوازن البيئي والمناخ وخصائص التربة وغيرها من المظاهر السلبية التي‬
‫تعتبر من عالمات التصحر‪.‬‬
‫إن القطع السيء العشوائي داخل الغابة يسبب إلى حدوث فجوات كبيرة داخلها باإلضافة‬
‫للقطع الكلي الذي يسبب إزالة االشجار وتعرية التربة كل هذه العوامل تؤدي إلى تغيير‬
‫في الشروط البيئية المحيطة ‪.‬األمر الذي يؤدي أيضا ً إلى تغيير في التركيب النباتي‬
‫للمجموعة الحراجية ‪،‬وإلى تحول المادة العضوية وزوالها مما يجعل التربة حساسة‬
‫جدا ً لإلنجراف‪.‬‬
‫هذه العوامل مجتمعة تؤدي لتدهور الغابة والغطاء النباتي في المناطق التي تتصف‬
‫بالجفاف مثال على ذلك جبل البلعاس وأبور جمين حيث تتحول تلك النباتات إلى‬
‫مجتمعات نباتية ثانوية أكثر بساطة ‪،‬وأقل فعالية من حيث تأثيرها في البيئة وحماية‬
‫التربة من االنجراف ‪،‬إذا ً نحن أمام حالة مخيفة بحيث كلما اشتد التدهور ظهرت‬
‫مجتمعات نباتية اكثر سوءا ً من حيث المحافظة على البيئة ‪،‬والتربة وال يمكن االستفادة‬
‫من مياه األمطار ‪،‬مما يزيد في تشكيل السيول ‪،‬ويمنع تسرب المياه إلى داخل األرض‬
‫لتغذية المياه الباطنية فتجف البيئة وتتجه نحو التدهور وهذه أهم عالئم التصحر ‪.‬إن‬
‫القطع الجائر للغابات وخاصة في األماكن المنحدرة يولد انجرافا ً متسارعا ً للتربة‬
‫وضياعا ً كبيرا ً لمياه األمطار وخسارة اقتصادية كبيرة ال يحمد عقباها ‪.‬لذلك البد من‬
‫العمل على نشر الوعي الثقافي بين البشر وصدور قوانين صارمة بحق المخالفين حتى‬
‫نحمي احراجنا من التدهور‪.‬‬

You might also like