You are on page 1of 46

‫النظام القإتصادي الرأسمالي‬

‫من متطلبات مادة القإتصاد السياسي‬

‫مقدم من قإبل طالب الدكتوراه‬

‫أنمار أسعد خليل‬

‫رقإم التسجيل ‪10018‬‬

‫جدول المحتويات‬

‫رقإم الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫ت‬


‫‪3‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪3-5‬‬ ‫ماهية القإتصاد السياسي‬ ‫‪.2‬‬
‫‪6‬‬ ‫السمات الساسية للقإتصاد السياسي‬ ‫‪.3‬‬
‫‪7-8‬‬ ‫أهداف النظام القإتصادي‬ ‫‪.4‬‬
‫‪10 -9‬‬ ‫غاية و منهجية البحث‬ ‫‪.5‬‬
‫‪11-21‬‬ ‫الفصل الول‪ :‬نشوء النظام القإتصادي الرأسمالي‬ ‫‪.6‬‬
‫‪11-17‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬النظام البدائي‬ ‫‪.7‬‬
‫‪17-21‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬النظام العبودي‬ ‫‪.8‬‬

‫‪1‬‬
‫‪39 - 22‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬مراحل تطور النظام الرأسمالي‬ ‫‪.9‬‬
‫‪22-31‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬النظام القإطاعي‬ ‫‪.10‬‬
‫‪31-37‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل تطور النظام القإتصادي الرأسمالي‬ ‫‪.11‬‬
‫‪39 - 37‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تطور الرأسمالية في القرن العشرين‬ ‫‪.12‬‬
‫‪45 - 40‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬السمات الساسية للنظام الراسمالي و عيوبه‬ ‫‪.13‬‬
‫‪42- 40‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬السمات ألساسية للنظلم الرأسمالي‬ ‫‪.14‬‬
‫‪45 - 43‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬عيوب النظام الرأسمالي‬ ‫‪.15‬‬
‫‪46 -45‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪.16‬‬
‫‪46‬‬ ‫الستنتاجات‬ ‫‪.17‬‬
‫‪47‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪.18‬‬

‫النظام القإتصادي الرأسمالي‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫يحتل النظام القإتصادي أهمية خاصة و أساسية في حياة الفراد ‪ ،‬و المجتمعات ‪ ،‬و الدول‪ ،‬و في عمممل‬
‫القإتصادات و تطورها‪ ،‬ذلك لن النظم القإتصادية همي الممتي تتحمدد مممن خللهما الكيفيمة الممتي تتمم بموجبهمما القيممام‬
‫بالنشاطات القإتصادية‪ ،‬ومن خلله ا تتحمدد الهمداف المتي تتصمل بتموفير العيمش و الرف اه للمجتممع و أفمراده ‪ ،‬و‬
‫القوه ‪ ،‬و التقدم ‪.‬‬

‫القإتصاد السياسي ل يقتصر على الجوانب ذات الطبيعه القإتصادية البحتمه‪ ،‬و إنممما يمتمد الممى ارتبمماطه‬
‫بالجوانب الخرى كافة ‪ ،‬المادية منها و الروحيممة ‪ ،‬السياسممية ‪ ،‬الجتماعيممة‪ ،‬الثقافيممة و كممذلك العلميممة سممواء ان‬
‫اتصل هذا بالجوانب النظرية و الفكرية أو بالجوانب التطبيقية الواقإعية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قإبل الدخول في تفصيل مفهوم القإتصاد الرأسمالي لبد لنا من التعرف على مفهوم القإتصاد السياسي‪.‬‬

‫ماهية القإتصاد السياسي‬

‫إن وضع تعريمف يحمدد ماهيمة النظمام القإتصمادي و مفهمومه يشمكل صمعوبة كمبيرة و ذلمك لرتبماطه‬
‫بالجوانب الفكرية و النظرية إضافة الى الجموانب التطبيقيممة الواقإعيممة‪ ،‬و بمالجوانب الخممرى كافممة الممتي تممم ذكرهمما‬
‫سابق اا‪ .‬هذا بالضافة الى إختلف وجهات النظر بخصوص ما يعنيه النظام القإتصادي نتيجة إختلف المعتقممدات و‬
‫اليديولوجيات و الزاوية التي ينظر من خللها الى اليه‪ ،‬و لكي تتكامل الصورة يجمب ان تكمون العلقإمة الترابطيمة‬
‫بين ما يلي متكاملة‪:‬‬

‫الربط بين النظام القإتصادي و بين أساسه الفكري و النظري على أسمماس انممه يعنممي مجممموعه مممن الفكممار و‬ ‫‪‬‬
‫المباديء المتماسكة التي يتم من خللها تسيير كافة النشاطات بموجبها‪.‬‬

‫الربط بين النظام القإتصادي و بين جوانبه التطبيقية الواقإعية ‪ ،‬وهذا يعني ان المؤسسات القإتصادية يجممب أن‬ ‫‪‬‬
‫تتسم بوحدة النشاط و تكامله من خلل تنظيم علقإات متناسقة بين كل مفردات النظام و بشكل محكم‪.‬‬

‫‘ن النظممام القإتصممادي هممو مجموعممة مممن الترتيبممات و العلقإممات الممتي تنظممم و تنسممق بيممن انشممطة الوحممدات‬ ‫‪‬‬
‫القإتصادية في قإيامها بعملية النتاج و من ثم التوزيع و الستهلكا‪.‬‬

‫بناءاا لما تقدم يمكن تحديد ماهية النظام القإتصادي على انه‪:‬‬

‫‪ .1‬أنه يمثل مجموعه من المتغيرات الساسية التي تحدد أداء إقإتصاد معين كملكية و وسائل إنتاج و أهداف المجتمع‪.‬‬

‫‪ .2‬في تحديد النظام يتم الربط بين ما يحدد النتاج من ناحية الطلب الذي تحكمه الحاجات المتعددة و المتطورة‪ ،‬و كيفيممة‬
‫تنظيم النتاج ‪.‬‬

‫‪ .3‬النظام القإتصادي نظممام معقممد للتنظيمممم بيممن الفممراد و الجهممات الممتي تسمماهم فممي النشمماطات القإتصممادية الممتي تلممبي‬
‫الحاجات البشرية المادية) تلبية الحاجات المادية حصراو ليس الروحية اي المعنوية(‪.‬‬

‫‪ .4‬النظام القإتصادي هو النظام الذي يوفر الحلول للمشكلت التي تثيرها الندرة و العتماد المتبممادل لممتركيب النتمماج و‬
‫خصائصه ‪ ،‬و توزيع الدخل ‪ ،‬و معدل النمو القإتصادي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .5‬ايضا يمكن الشإارة الى إن النظام القإتصادي هو مجموعة الحوافز و الوسائل الكليممة التيممالتي يتممم تفضمميلها مممن بيممن‬
‫الهداف البديلة للنشاط القإتصادي الذي يتم تحديده ‪ ،‬و كيفية التنسيق بينها لتحقيق الهداف‪.‬‬

‫و رغم تعدد المفاهيم التي تحدد النظام القإتصادي إل انه يمكن الشإارة اليه بأنه مجموعة القواعممد و المبمماديء الممتي تحممدد‬
‫الوسائل و المؤسسات ‪ ،‬و الجراءات لداء النشاطات القإتصادية و نموها بما يحقق الستخدام الكامل و الكفوء للممموارد ‪،‬‬
‫و الذي يتحقق من خللها تلبية الحتياجات الخاصة بالفرد و المجتمع و بصورة عادلة‪.‬‬

‫وهذا يعني إن وظيفة النظام القإتصادي التي ترتبط بما يلي‬

‫‪ .1‬الطريقة التي يحدد المجتمممع بموجبهمما إحتياجمماته مممن السملع و الخممدمات ‪ ،‬الماديممة منهمما ‪ ،‬و الروحيممة ) المعنويممة( و‬
‫ترتيبها وفق أهميتها النسبية‪.‬‬

‫‪ .2‬طبيعة المؤسسات ) الوحدات القإتصمادية( المتي تممارس النشماطات القإتصمادية بمما يلمبي الحتياجمات\\\ن و كمذلك‬
‫الوسائل و الجراءات التي تؤدي بموجبها المؤسسات نشاطاتها القإتصادية‪.‬‬

‫‪ .3‬الكيفية التي يتم بموجبهمما التنسمميق و المترابط بممما يضممن تكاممل عمممل الوحمدات القإتصمادية عنممد قإيامهما بنشماطاتها‬
‫القإتصادية‪.‬‬

‫‪ .4‬السس الفكرية و اليديولوجية التي تحكم عمل النظام القإتصادي ‪ ،‬و مؤسساته‪ ،‬و إجراءاته و ما يقوم به من نشاط‪.‬‬

‫‪ .5‬الكيفية التي تحقق للنظام استمرار نمو القإتصاد و تنميته ‪ ،‬بما يضمن تقدمه ‪ ،‬عن طريق تطوير نشاطاته القإتصادية‬
‫بالشكل الذي يخدم عملية تلبية الحتياجات المتطورة‪.‬‬

‫و بهذا فإن النظام القإتصادي ‪ ،‬يحدد بطبيعته المرتبطه بسماته الساسية‪ ،‬و آلية عمله حجم النتاج‪،‬و أنواعه ‪ ،‬و كمياته‪ ،‬و‬
‫طريقة النتاج و تنظيمه‪ ،‬و توزيع النتاج‪ ،‬و توفير الحوافز و الدوافع للقيام بالنشمماطات القإتصممادية بممما يضمممن نموهمما و‬

‫‪4‬‬
‫تطورها‪ ،‬لذا نجد إن النظام القإتصادي مرتبط بأطر نظرية و فكرية تحددها اليديولوجية التي يستند اليهمما النظممام‪ ،‬و يقمموم‬
‫على اساسها‪ ،‬و من خلل ارتباطه اللصيق بالواقإع الذي يحكم آلية عمله بالشكل الذي يلبي إحتياجممات الواقإممع و البيئممة الممتي‬
‫يعمل فيها‪،‬لذا فأنه عرضة للتغيير استجابة للمستجدات و تطورات الواقإع مع الحفاظ على اساسياته‪ ،‬و من جانب آخممر فممإنه‬
‫يرتبط بالجوانب السياسية و الجتماعية و الدينية ‪ ،‬و الثقافية‪.‬‬

‫السمات الساسية للقإتصاد السياسي‬

‫توجد العديد مممن السمممات الخاصمة بكممل نظمام إقإتصمادي‪ ،‬إل ان هنالممك سمممات تعتمبر السمممات الساسممية للنظمام‬
‫الساسي‪ ،‬مع الختلف في درجة الهمية و التركيز على كل منها قإياساا بالخرى‪ ،‬و من أبممرز السمممات الساسممية للنظممام‬
‫القإتصادي ‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الملكية ‪ :‬و هي السمة التي تتصل بالحقوق الموجوده ‪ ،‬و حق التصرف بها ‪ ،‬و حق السممتعمال و السممتخدام ‪ ،‬و حممق‬
‫النتفاع بالشيء ‪ ،‬و الملكية كسمة اساسية للنظام القإتصادي تتمثل في ملكية وسائل النتاج و النشاطات القإتصادية ‪،‬‬
‫و التي ترتبط بدرجة وثيقة و قإوية بالسمات الساسية الخرى للنظام‪ ،‬ذلك إن الملكية هي التي تحدد آلية إتخاذ القرار‪،‬‬
‫و من يتولى مهمة إتخاذ القرار ضمن اللية المعينة للنظام‪.‬كذلك تحدد الحوافز الممتي توفرهمما الليممة لعمممل النظممام ‪ ،‬و‬
‫تحدد ايضا الهداف المراد تحقيقها و الوصول اليها خلل عمل النظام و نشاطه‪.‬‬

‫‪ .2‬اللية التي يتم بموجبها تخاذ القرارات الخاصة بالنشاطات القإتصادية‪:‬إن السوق هو اللية الممتي يتممم بموجبهمما اتخمماذ‬
‫القرارات الخاصة لوسائل النتاج و النشاطات القإتصادية ‪ ،‬لن الملكية الخاصة لوسائل هذه تتضمن إتخاذ القممرارات‬
‫من قإبل الجهات الخاصة صاحبة الملكية بخصمموص بخصمموص اسممتخدامها فممي النشمماطات أفممراداا أو مشمماريع‪ ،‬علممى‬
‫اساس حر و إستنادا المى مما تفمر زه السموق ممن مؤشإممرات‪ ،‬حيمث يتممم التموجه فمي إسمتخدام المموارد المملوكمة نحمو‬

‫‪5‬‬
‫المجالت التي تحقق أكبر فائدة ‪ ،‬و هي المجالت التي ترتفع فيها السعار ‪ ،‬و التي يزيد فيهما الطلمب علمى العمرض‪،‬‬
‫لنها تحقق ربحية أكبر لها‪ ،‬في حين ل يتم إستخدام مواردها نحو المجالت التي تنخفض فيها السعار ‪ ،‬و التي يزيممد‬
‫فيها العرض على الطلب لنخفاض ربيحة استخدام الموارد فيها‪ ،‬و هو المر الذي يبين آلية عمل السوق‪.‬‬

‫‪ .3‬الهدف ‪ :‬إن تحديد الهدف أو الهداف التي يسعى النظام القإتصادي المى تحقيقهما تمثممل سمممة أساسمية للنظمام و ترتبمط‬
‫بطبيعته ‪ ،‬حيث إن الهدف الساسمي للنظمام القإتصمادي المذي يقموم علمى أسماس الملكيمة الخاصممة لوسمائل النتمماج و‬
‫النشاطات القإتصادية يتمثل بالسعي الى تحقيق أكبر ربح ممكن بإعتبار إن الربح هو المعيار الذي يتممم بمموجبه تحقيممق‬
‫أكممبر مصمملحة للمالممك لوسممائل النتمماج و النشمماطات القإتصمادية‪ ،‬و كممذلك هممو الحمافز الممذي يممدفعه نحممو القيممام بهممذه‬
‫النشاطات‪.‬‬

‫أهداف النظام القإتصادي‪:‬‬

‫تختلف الهداف التي يمكن للنظم القإتصادية تحقيقها أو السممعي لتحقيقهمما مممن نظممام إقإتصممادي لخمر ‪ ،‬و حسممب سممماته و‬
‫طبيعته ‪ ،‬و ما يستند اليه من أسس‪ ،‬و وفق اا لليته ‪ ،‬و ما يتخذه من وسائل ‪ ،‬و ما يقوم به من نشاطات ‪ ،‬و بإستخدام الصمميغ‬
‫و الجراءات التي تسهم في هذا التحقق‪ ،‬و كذلك تختلف من دولة لخرى ‪ ،‬و من وقإت لخر ‪ ،‬و حتى في ظل نظام معيممن‬
‫و مراعاة حالة القإتصاد و حاجته‪ ،‬و رغم ذلك فإن هناكا العديد من الهداف العامة التي يمكن لكافممة النظممم القإتصمادية أن‬
‫تحققها ‪ ،‬أو تسعى لتحقيقها‪ ،‬و لكن بقدر و تركيز قإد يتفاوت لبعضها بالقياس مع البعض الخر‪ ،‬و من هذه الهداف‪:‬‬

‫‪ .1‬النمو القإتصادي‪ :‬و الذي يتمثل بزيادة حجم النتاج الحقيقي الذي يولده القإتصاد المعيممن‪ ،‬و زيممادة حصممة الفممرد‬
‫من الناتج الحقيقي عبر الزمن ‪ ،‬حيث إن المهم أن يزداد الناتج الحقيقي و الذي يتحقق بزيادة إنتاج القإتصمماد مممن‬
‫السلع و الخدمات حتى يزداد نصيب الفرد من السلع و الخدمات التي يمكنه الحصول عليهمما و بممما يسمممح بزيممادة‬
‫مستوى معيشته ‪،‬و إرتفاع درجة رفاهيته ‪ ،‬و تحسين نوعيمة حيماته‪ ،‬و همو مما يرتبمط بمتركيب النتماج و تكلفتمه‬
‫الجتماعية و ظروف و شإروط العمل‪ ،‬و توزيع النتاج بين الستهلكا و السمتثمار‪ ،‬و همو الممر المذي يتوقإمف‬
‫على نمو الموارد و كيفية إستخدامها‪ ،‬و الهدف أو الهداف التي يتم إستخدامها ‪ ،‬و الكفماءة المتي تتحقمق فممي همذا‬
‫الستخدام‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .2‬الكفاءة ‪:‬و تعني مدى الفعالية التي يسممتخدم بهمما النظمام القإتصمادي و ممموارده و إمكانمماته القإتصممادية فمي الفممترة‬
‫الزمنية المحددة‪ ،‬و التي تمثممل الكفمماءة السمماكنة ‪ ،‬و الممتي يتحقممق معهمما أقإصممى إنتمماج ممكممن بإسممتمرار ممموارد و‬
‫إمكانات معينة في القإتصاد خلل الفترة الزمنية المعينممة ‪ ،‬أو الكفمماءة الحركيممة ) الديناميكيممة( الممتي تمثلهمما قإممدرة‬
‫النظام القإتصادي على زيادة طاقإته على إنتاج السلع و الخدمات عبر الزمن بدون زيادة الممموارد بضمممان كفمماءة‬
‫إستخدام الموارد‪ ،‬و تتحقق الكفاءة في النظام القإتص ادي ممن خلل كف ائته فمي تخصميص المموارد ‪ ،‬ثمم ضممان‬
‫إستخدامه التام لهذه الموارد وضمان تحقق الكفاءة في إستخدامها ‪ ،‬بحيث يتم قإياس الكفمماءة السمماكنة بنسممبة إنتمماج‬
‫النظام القإتصادي الى المدخلت التي توفرت له و إستخدمت فيه‪ ،‬في حين تقاس الكفاءة الحركيممة بتغيممرات هممذه‬
‫النسبة عبر الزمن‪.‬‬

‫‪ .3‬الستقرار القإتصادي ‪ :‬و الذي يتضمن تحقيق الستقرار الداخلي ‪ ،‬أي إستقرار المستوى العام للسعار ‪ ،‬و الممذي‬
‫هو المتوسط العام لسعار جميع السلع و الخدمات في القإتصاد و الممذي يحقممق التمموازن ‪ ،‬بيممن العممرض الكلممي و‬
‫الطلب الكلي في القإتصاد ‪ ،‬و الذي يرتبط به إستقرار قإيمممة العملممة الحليممة مممن الممداخل أي قإوتهمما الشمرائية الممتي‬
‫يمثلها القدر من السلع التي تشتريها وحدة النقمد ‪ ،‬و كمذلك السمتقرار الخمارجي ‪ ،‬و المذي يتمثمل بإسمتقرار قإيمممة‬
‫العملممة المحليممة فممي التعامممل مممع الخممارج ‪ ،‬أي سممعر صممرفها ‪ ،‬و الممذي يحصممل بممالتوازن بيممن الصممادرات و‬
‫الواردات ‪ ،‬أي التوازن بين ما يترتب على القإتصاد دفعه الى الخممارج ‪ ،‬مقابممل ممما يحصممل عليممه القإتصمماد مممن‬
‫العالم الخارجي ‪ ،‬نتيجة لمعاملته القإتصادية مع العالم‪.‬‬

‫‪ .4‬العدالة كهدف أساسي للنظام القإتصادي‪ :‬و التي يمكن أن تتحقق ممن خلل الليممة المتي يعممل بموجبهمما ‪ ،‬و بمما‬
‫يضمن قإيامه بنشاطاته‪ ،‬و بالصيغ التي تؤدي الى تلك النشاطات‪ ،‬بالشكل الذي يتحقق من خلله الحد من التفاوت‬
‫في توزيع الدخول ‪ ،‬و الثروات و رؤوس الموال‪ ،‬و من ثم الحد من التفاوت في توزيع السلع و الخدمات‪ ،‬و بما‬
‫يحقق عدالة أكبر‪.‬‬

‫و العدالة في إطار عمل النظام القإتصادي قإد يتم التطرق اليها بطممرق مختلفممة و حسممب طبيعممة النظممام‬
‫القإتصادي ‪ ،‬حيث إن العدالة القإتصادية التي يمكن النظر اليها ممن زاويمة النظمام بحتمة‪ ،‬اي المتي يمكمن قإي اس‬
‫تحققهمما بإسممتخدام المعممايير القإتصممادية ‪ ،‬و الممتي تتحقممق مممن خلل التمموازن بيممن العائممد أو المممردود أو المكافممأة‬
‫القإتصادية من ناحية ‪ ،‬و بيمن العممل أو الجهمد أو النشماط المرتبمط بمذلك ممن ناحيمة أخ رى‪ ،‬و إن همذه المكاف أة‬
‫محكومة بإنتاجية العمل ‪ ،‬أو الجهد أو النشاط‪ ،‬كما إن العدالة يمكن النظر اليها مممن زاويممة إجتماعيممة ‪ ،‬أي يمكممن‬

‫‪7‬‬
‫قإياسها بمعايير إنسانية و إجتماعية و قإيمية تتضمن مدى تحقق العدالمة ف ي مسمتويات العيمش‪ ،‬و نوعيمة الحيماة و‬
‫درجة الرفاهية و بدون حصول تفاوت في ذلك‪.‬‬

‫‪ .5‬أهييداف التنمييية‪ :‬و همي ممدى قإمدرة النظ ام القإتصمادي و ممن خلل سمماته الساسمية و نشماطاته ‪ ،‬و الصميغ و‬
‫الساليب و الوسائل و الجراءات التي تتم بها هذه النشاطات على تحقيق أهداف التنميممة‪ ،‬و بطريقممة سممريعة ‪ ،‬و‬
‫مدى نجاحه في إحداث التغيرات الهيكلية المطلوبة ‪ ،‬بحيث يزداد نصمميب الناتممج الصممناعي و تتطممور القطاعممات‬
‫النتاجية الساسية ‪ ،‬و يزداد نصيب الستثمار النتاجي ‪ ،‬و ما إلى ذلك ‪ ،‬من أهداف التنمية ‪ ،‬و هذا يعتمممد علممى‬
‫طبيعة التنمية و إستراتيجياتها و أهدافها و وسائلها‪.‬‬

‫‪ .6‬الحفاظ على الوجود الوطني و القومي‪ :‬و الذي يرتبط بمدى قإدرة النظام و كفائته و نجاحه فيالحفاظ على وجود‬
‫المجتمع‪،‬و إحتفاظه بهويته الوطنية و القومية وبما يضمن إستقلليته ‪ ،‬و ذلك بإمتلكا القوة السياسية و العسكرية‬
‫و الجتماعية ‪ ،‬بالضافة الى القوة القإتصادية‪ ،‬و هو ما يتطلب ضممرورة تخصمميص ممموارد رأسمممالية و بشممرية‬
‫للدفاع القومي للحفاظ على على وجوده و تماسكه الداخليز‬

‫غاية البحث ‪ ) :‬مشكلة البحث ( التعرف على النظام القإتصادي الرأسمالي و كيف نشأ و ماهي مراحل هييذا النظييام و‬
‫آلية عمل هذا النظام ‪ ،‬و ماهي اهم سمات و عيوب هذا النظام‪.‬‬

‫منهجية البحث‪ :‬يتضمن البحث الفصول التالية‪:‬‬

‫المقدمة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ -1‬ماهية القإتصاد السياسي ‪.‬‬
‫‪ -2‬السمات الساسية للقإتصاد السياسي‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف النظام القإتصادي‬
‫غاية البحث ‪ :‬التعرف على النظ ام القإتصمادي الرأسممالي و نش أته و النظمم الس ابقة علمى الرأسممالية و مراح ل‬ ‫‪.2‬‬
‫النظام الرأسمالي و سمات النظام الرأسمالي و عيوبه‪.‬‬
‫الفصل الول‪ :‬نشوء النظام الرأسمالي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -1‬المبحث الول‪:‬النظام البدائي‪.‬‬
‫‪ -2‬المبحث الثاني ‪:‬النظام العبودي ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مراحل تطور النظام الرأسمالي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ -1‬المبحث الول‪:‬النظام القإطاعي‬
‫‪ -2‬المبحث الثاني ‪ :‬مراحل النظام القإتصادي الرأسمالي‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬السمات الساسية للنظام الراسمالي و آلية عمله و عيوبه‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ -1‬المبحث الول‪ :‬السمات ألساسية للنظلم الرأسمالي‪.‬‬
‫‪ -2‬المبحث الثاني ‪:‬آلية عمل النظام الرأسمالي‪.‬‬
‫‪ -3‬المبحث الثالث ‪:‬عيوب النظام الرأسمالي‪.‬‬

‫الخاتمة ) الخلصة(‪.‬‬ ‫‪.6‬‬


‫الستنتاجات‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫المراجع‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل الول‬

‫نشوء النظام القإتصادي الرأسمالي‬


‫المبحث الول‬

‫النظام البدائي‬

‫الحياة القإتصادية إلى غاية القرن السادس عشر‬


‫إذا حاولنا تتبع تطور الفكر القإتصادي نجده كان نتيجة لتطور الحممداث القإتصممادية فكممما هممو معممروف إن الحممداث‬
‫كانت جامدة لمدة قإرون ‪،‬حيث أن التقدم البشري لم يتسم بالسرعة إل في القرنين الخيرين وحتى نكون عمليين أكثر وبدقإة‬
‫ومن اجل متابعة خطوات التطور يجب أن نركز على الدول التي عرفت التقدم وخاصة التطور القإتصادي ‪.‬فممإذا رجعنمما‬
‫إلى الوراء نجد أن الحياة القإتصادية كانت قإبممل القممرن السممادس عشممر أي قإبممل ميلد القإتصمماد الرأسمممالي ضمميقة ترتبممط‬
‫بالطار العائلي أو المحلي ولم يكن الفكر القإتصادي لممه وجمود مسمتقل كمانت انطباعمات تتعلممق بممالواقإع المتي وجمدت فممي‬
‫المجتمع في تلك الزمنة ل شإان لها بالتحليل العلمي بممل كممانت معلومممات خاصممة بممما كممان يجممري فممي الحيمماة القإتصممادية‬
‫للمجتمع في ذلك الزمان ومع اتساع التجارة بفضل الكتشافات والختراعات وكذلك بزوغ تفكير جديد ومتفتممح كممان رائممدا‬
‫للتطور البشري حيث سايرت هذه التطورات التاريخية تحول في مركز النطلق القإتصادي أي المركز الذي تنطلق منممه‬
‫كل المبادرات والذي يعتبر أساس التقدم المادي حيث أن هذا الخير إلى غاية القرن السادس عشممر وطمموال التاريممخ القممديم‬
‫والقرون الوسطى وعصر النهضة مستقرا في البحر البيض بين شإرقإه وغربه ثممم انتقمل إلممى أوربمما خاصمة انجلممترا الممتي‬

‫‪10‬‬
‫لعبت دور القيادة القإتصادية مدة قإرنين ومع ظهور قإواعد اقإتصادية خارج أوربا خاصة الوليات المتحدة والممتي أصممبحت‬
‫مركز الشإعاع القإتصادي‪.‬‬
‫فهذه التطورات القإتصادية أدت إلى ظهور أنظمة اقإتصادية جديدة فبعدما كان القإتصاد مغلقمما أو محممدودا أو خاضممعا‬
‫لعلقإات إقإطاعية أصبح اقإتصادا متفتحا تقوده المصالح الفردية في إطار النظام الرأسمالي ‪.‬‬

‫الواقإع القإتصادي‬
‫كانت الحياة القإتصادية في العصر البدائي تربط بين النسان والطبيعة بصفة مباشإرة حيث اعتمد النسان على صيد‬
‫الحيوانات والمنتجات التي توجد في الطبيعة ثم قإام بتربية الحيوانات الليفة واستطاع أن يخممترع وسممائل إنتمماج مكنتممه مممن‬
‫فلحة الرض ثم تجمع الناس وشإكلوا العائلمة المتي أصمبحت الخليمة الساسمية للحيماة القإتصمادية واتسمم همذا النش اط فمي‬
‫مراحل التاريخ القديم بتمركزه في العائلة التي يقوم أعضاؤها بإنتاج كل الحاجيات ويستهلكون كل ما ينتجمون فليمس هن اكا‬
‫أسواق ول نقود ثم بدأت المبادلت بيممن الفممراد علممى أسمماس المقايضممة وكممانت هممذه المبممادلت القإتصممادية داخممل العائلممة‬
‫خاضعة لوامر الب الذي يتحكم في الفراد وهذا ما عرف بنظام العائلممة البويمة حيمث اتسمع هممذا النظمام نتيجممة لنتشممار‬
‫الرق في اليونان وفي المبراطورية الرومانية و اعتبر العبيد جزء ل يتجزأ من بنية العائلممة علممى أسمماس تبعيتهممم المطلقممة‬
‫لمالكهم وأدى انتشار الرق بعد المبراطورية الرومانية إلى تدعيم النظام القإطاعي الذي ساد أوربمما فممي القممرون الوسممطى‬
‫وكان السيد هو صاحب المبادرة القإتصادية من خلل الجماعات الذين يعيشون حول إقإطاعيته مرتبطين بالرض يقومممون‬
‫بزراعتها نقابل قإسط من النتاج يسلمونه للسيد الذي يتعهد بحمايتهم من غزوات قإوات مجمماورة فهممم يعملممون بممدون مقابممل‬
‫فهذه العلقإة بنية على العبودية والتبعيممة المطلقممة وكمان الهمدف مممن النشماط القإتصمادي همو السمتجابة للحاجيمات الكممثر‬
‫ضرورية لسكان المدينة ثم عرفت المدن الصغيرة التي ظهرت في القرن العاشإر والحادي عشر اقإتصادا حرفيا لممه قإمموانين‬
‫وأعراف خاصة ويعتمد على ملكية وسائل النتاج لكن حدوده كانت ضيقة‪.‬أما العالم العربي كممان يعممرف إلمى غايممة القممرن‬
‫الحادي عشر حياة بدوية وتعتبر العائلة خليتها القإتصادية وقإد لعبت البحار خاصة البحر البيض المتوسط دورا كبيرا في‬
‫اتساع رقإعة النشاط القإتصادي وعلقإة الشعوب في ما بينها كمما سمهلت هيمنمة النظممة السياسمية وقإمد كمان شإمرق البحمر‬
‫البيض المتوسط مركز النطلقإة والهيمنة حيث أن المصريين الفراعنممة سمميطروا عليممه سمميطرة مطلقممة وجمماء الفينيقيممون‬
‫ليؤسسوا عبر كل البلدان المتاخمة للبحر موانئ ومدن لعبت دورا مهما في الربط بيممن شإممرق البحممر وغربممه وبيممن إفريقيمما‬

‫‪11‬‬
‫واسيا وأوربا وظهرت مدن مثل قإرطاجنة و طنجة ثم جاءت الحضارة الغريقية لتوطد وحدة البحر ثم السيطرة الرومانيممة‬
‫التي جعلته نهرا ينساب بين أقإاليمها‪.‬‬
‫ولكن ظهور الديانات المسيحية والسلمية مكنت من الوحدة الدينية التي ففرضت وجودها مع إنشاء الطرق التجاريممة‬
‫بين مختلف البلدان وقإد أدت الحروب الصليبية إلى إمكانية الزيادة في التيارات التجارية بين الغممرب والشممرق كممما عرفممت‬
‫المدن اليطالية مثل البندقإية وأدى النمو من خلل البحرية التجارية اليطالية إلمى اتس اع المبمادلت بالنسمبة لبعمض السملع‬
‫مثل التوابل والحرير مع الشرق العربي وبدأت تظهر في أوربا السواق الموسمية عممبر أقإمماليم الممزاس والفلنممد تبمماع فيهمما‬
‫السلع التي تصدر عن المدن اليطالية الساحلية ثم تمكن السرائليون من تحمل النشمماط التجمماري خاصممة فممي أوربمما لنهممم‬
‫كانوا يعيشون على هامش التنظيمات القإطاعية المتعلقة وكانوا ينتقلون بسرعة عبر القإاليم والبلممدان هروبمما مممن كممل قإمممع‬
‫عنصري ولقد عرفوا في هذه الفترة "حاملي التقدم "لنهم كانوا يكنون العنصر الوحيد الذي يقدم على كل أشإكال التجارة‪.‬‬
‫ولقد جاء مطلع القرن السادس عشر ليبدل التجاه القإتصادي في العالم واضطلع المحيممط الطلسممي بالممدور الساسممي‬
‫في المبادلت القإتصادية من خلل الحداث التاريخية للتحولت الكبرى التي أثرت على مجرى التاريممخ فصممعود القمموات‬
‫البرتقالية التي شإيدت بحرية قإوية وغزت عدة مناطق في إفريقيا وأسست ممموانئ فيهمما ثممم اكتشممفت طمرق بحريممة وخاصممة‬
‫طريق رأس الرجاء الصالح إضافة إلى اكتشاف فاسكوديكاما البرتغالي سنة ‪ 1498‬بمساعدة بحارة عممرب واثممر كممبير فممي‬
‫بلوغ البرتغاليين الهند بعدما هزمت القوات العربية في البحر الحمر واستولوا على الطريق الستراتيجية التي تربط أوربا‬
‫باسيا وكان ذلك انطلقإا للمبريالية الوربية في إفريقيا واسيا ‪.‬‬
‫بيد أن اكتشاف أمريكا من طرف كريستوف كولومبس سنة ‪ 1492‬ذلك الكتشاف الذي فتح آفاق أخرى ومهد‬
‫الطريق نحو انتقال الحضارة الوربية إلى هذه القارة الجديدة وغير مجرى التيارات التجارية ‪.‬‬
‫وقإد استمرت قإدرات النسات بالتطور من خلل تطويه بالوسائل والدوات الممتي اسممتخدمها فمي تممأمين متطلبممات‬
‫عيشه وحمايته وضمان بقائه واستمراريته في الحيماة وذلمك عمن طريمق اسمتحداث وس ائل و ادوات اخمرى اكمثر تط ور‬
‫والتي اصبح يصنعها اعتمادا على ما متوفر له في الكبيعة وبالذات الحج ر و العص ا واسمتخدامها ف ي ايجماد ادوات جديمدة‬
‫اكثر تطور رغم بساطتها وبدائيتها ال انها افادت النسان كثيرا في عيشه وفمي تموفير الحمايممة لممه باسممتخدامها فمي الصمميد‬
‫وقإطع الشإجار وفي الدفاع عن نفسه وفي الحفر الذي مكنه من اقإامة اماكن يلجأ للحتماء بها في حالممة حمماجته لممذلك لممدرء‬
‫المخاطر التي كان يتعرض لها ‪.‬‬
‫وقإد يكون مهما الشإارة الى ان النظام القإتص ادي المذي كمان س ائدا انمذاكا والمرتبمط بالوض اع الممذكورة ك ان‬
‫نظاما مكتفيا ذاتيا وبصورة بدائية واعتمادا على ما يتوفر له من متطلبات عيشه وبالذات غذائه وبابسط اشإممكال هممذا الغممذاء‬

‫‪12‬‬
‫وبادنى مستوى له والضروري له لعيشه وبقائه وبممدون ان يتمماح لممه تحقيممق فممائض مممن نشمماطه الممذي كممان بسمميطا وبممدائيا‬
‫وباستخدام ادوات بسيطة وبدائية وبحيث ان ما يحصل عليه النسان ليكاد يكفي متطلباته الضرورية جدا وبصعوبة بالغممة‬
‫لبل ان المر قإد يتضمن في حالت ليست بالقليلة عدم حصول النسان علممى ممما يلممبي هممذه المتطلبممات والممتي ينجممم عنهمما‬
‫تعرض حياته للخطر من خلل المجاعات و الموت بسبب ذلك ‪.‬‬

‫ومن المهم توضيح حصول العديد من التطورات الهامة و الساسممية فممي النظممام البممدائي والممتي تحققممت خلل فممترات‬
‫زمنية طويلة ومنها ‪:‬‬
‫‪ .1‬التطور في الدوات و الوسائل التي استخدمها النسان في توفير متطلبممات عيشممه وحمممايته وبقمماءه وبالممذات مممن‬
‫خلل انتقاله من الستخدام المباشإر لما هو متاح له فممي بيئتممه مممن هممذه الوسممائل و الدوات وبالممذات الحجريممة و‬
‫الخشبية الى قإيامه بتغيير وتحويمل وتط وير وممن ثمم ص نع همذه الوس ائل والدوات المتي كمانت ابتمداءا حجريمة‬
‫وخشبية وبعد ذلك اصبحت معدنية والتي ادت الى زيادة قإدراته النتاجية وزيادة انتاجيته اضافة الى زيادة قإدرته‬
‫في الدفاع عن نفسه وتأمين الماية له من الخطار التي تحيط به ‪.‬‬
‫‪ .2‬تطور اللغة اعتمادا على الشإارة باستخدام اطراف النسان وبالذات يده للتعبير عن افكاره وممما يجممول فممي ذهنممه‬
‫من خواطر و اراء وكذلك من خلل اتخاذ الشإارة الصوتية باستخدام قإممدرة النسممان علممى الكلم و التحممدث مممع‬
‫الخرين التي تطور استخدامها بنشوء اللغة او اللغات لكل جماعة من المجموعات البشرية وقإد مثل ظهور اللغممة‬
‫بمختلف اشإكالها حتى الولية منها الى تطوير قإدرات النسان من خلل تبممادل المعممارف و الخممبرات والتجممارب‬
‫بين الفراد وان كانت بشكل بدائي واولي وبسيط وبالشكل الممذي ادى الممى تطمموير قإممدراته علممى تممأمين متطلبممات‬
‫عيشه وحمايته وبالذات من خلل تطمموير الوسممائل و الدوات الممتي يسممتخدمها فممي ذلممك ومممن خلل تعمماونه مممع‬
‫الخرين لتأمين هذه المتطلبات وهو المر الذي اسهم في زي ادة انتماجه و انتماجيته ممن خلل مسماهمة اللغمة ف ي‬
‫توحيد جهود الناس عبر نشاطهم الحياتي وبالذات في مجال سعيهم من اجل ضمان عيشهم وبقاءهم واسممتمرارهم‬
‫في الحياة ولشإك ان قإدرة النسان على التفكير هي التي اتاحت له تطوير قإدراته علممى التعممبير عممن التفكيممر هممذا‬
‫من خلل تطوير اللغة ‪.‬‬
‫‪ .3‬اكتشاف النار واستخدامها لغممراض عديممدة منهمما كوسمميلة لعممداد بعممض الوسممائل و الدوات مممن خلل تكييممف‬
‫الحجارة والعصي من اجل زيادة امكانية استخدامها وزيادة متانتها وكممذلك اسممتخدامها لغممراض التدفئممة وطهممي‬

‫‪13‬‬
‫الطعام وحتى كوسيلة لمكافحة الوحوش الضارية التي تخشى النار وتهرب عنممد اشإممعالها وكممذلك اسممتخدامها فممي‬
‫صناعة الفخار للواني الطينية والتي سمحت بالتخزين ‪ ,‬وان هذا الستخدام للنار تطلب فترة غيممر قإصمميرة بممدءا‬
‫باكتشافها عن طريق الحصول عليها بحك حجر باخر او بحك قإطعممة خشممبية بمماخرى ومممن ثممم توصممله لسمماليب‬
‫الحصول على النار وبصورة مكنته من زيادة قإممدرته علممى تمموفير متطلبممات عيشممه وحمممايته وبالممذات مممن خلل‬
‫توسيع موارد الطعام من ناحية وجعل غذائه اكثر سهولة في الهضم واكثر امكانية لتغممذيته وتطمموير قإممدرته علممى‬
‫زيادة انتاجه وبالذات بتطوير الوسائل والدوات التي كان يستخدمها في النتاج والتي ازدادت من حيممث تنوعهمما‬
‫وتطورت بزيادة درجة اتقانها رغم انها بقيت رغم ذلك بدائيممة وبسمميطة ومرتبطممة بمرحلممة النظممام البممدائي الممتي‬
‫تحققت في اطاره ‪.‬‬
‫‪ .4‬التوصل الى الزراعة حيممث ان النسمان بتطمموره وتطممور الدوات والوسممائل المتاحممة لسممتخدامه رغممم بممدائيتها‬
‫وبساطتها مكنته من النتقال من التاعمل المباشإر مع ما متاح في الطبيعة من ممموارد لعيشممه ذات الصمل النبمماتي‬
‫باقإتصاره على عملة جمع الغذية النباتيمة المى زراعممة بعمض انممواع النباتمات بغرسمها وهمذا لمم يكمن ممكنما ال‬
‫بتوصله الى الدوات التي تتيح له ذلممك والممتي منهمما الدوات الخاصممة بممالغرس كالعصمما الممتي تمكنممه مممن الحفممر‬
‫وغيرها من الدوات التي اصبح بامكانه اسمتخدامها ف ي الزراعمة بعمد صمنعه له ا سمواء تلمك المتي تس اعده ف ي‬
‫تحضمير التربمة للزراعمة او فمي غ رس النباتمات ورعايتهما واسمتخدموا ادوات فمي تس وية التربمة وف ي حص اد‬
‫المحصول النباتي وغيرها ‪ ,‬ومثلممت الحبمموب كالقمممح و الشممعير و الممذرة وغيرهمما مممن اهممم واول النباتممات الممتي‬
‫زرعها النسان البدائي والتي شإملت معظم النباتات وبالممذات الغذائيممة منهمما المعروفممة حاليمما كالممذرة الصممفراء و‬
‫البطاطا وغيرها و التي ادت الى تقليل اعتماد النسان على العتماد المباشإر على ما يتوفر له من موارد طبيعيممة‬
‫وبالشكل الذي زادت معه قإدرته على تكوين احتياطيات منها لتأمين حاجته ‪.‬‬
‫‪ .5‬تربية الحيوانات وبالذات المواشإي منها والتي اسهمت فيهمما تطممورت قإممدرات النسممان علممى الصمميد و بالحتفمماظ‬
‫بالحيوانات التي يتم صيدها من اجل تربيتها بدل من ذبحها حيممث اهتممدى النسممان الممى امكانيممة القيممام بممذلك عممن‬
‫طريق الحتفاظ بالحيوانات لفترة اطول وتربيتها وهو ممما وفممر امكانيممة للنسممان فمي اسممتخدام الماشإممية كمصممدر‬
‫لغذائه من لحوم وحليب ولمتطلبات حياته من جلود وصوف ولستخدام بعضها فممي النشماطات الممتي يمموءدي بهمما‬
‫عملممه وبالممذات فممي الحراثممة و السممقي و الممدرس وغيرهمما مممن النشمماطات المرتبطممة بممارسممته لنشمماط زراعممة‬
‫المحاصيل النباتية من اجل زيادة انتاجها وتقليل الجهد الذي يتطلبه هذا النتاج من النسممان باسممتخدام الحيوانممات‬
‫في القيام ببعض جوانب النشاط الزراعي النباتي اضافة الى انتاجها الحيواني ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .6‬ان تطور قإدرات النسان النتاجية وبالذات من خلل تطور الوسائل و الدوات التي يسممتخدمها فممي انتمماجه وممما‬
‫نجم عنه وارتبط به من تخصص وتقسيم عمل بدائي تم على اساس قإيام بعض المجاميع البشرية بالزراعة وقإيممام‬
‫مجاميع اخرى بتربية الماشإية والذي رافقه تحقق فائض في النتاج نتيجة لزيادة القمدرات النتاجيمة واصمبح همذا‬
‫الفائض محل لتبادل بين المجاميع البشرية التي امتهنت الزراعة و المجاميع الخرى التي امتهنت تربية الماشإممية‬
‫اضافة الى مجاميع اخرى اقإل امتهنت الصيد والقنص وبداية ظهور بعض النشاطات الحرفية ‪ ,‬وكان هذا التبادل‬
‫يتم بشكل عيني في الغالب وكان محدودا بسبب محدودية الفائض الناجم عن محدودية النتاج و الممذي كممان هممدفه‬
‫الساسي توفير الحتياجات الذاتية للمنتجين انفسهم ووجود الفائض و التبادل رغم محدوديته سمح فممي المراحممل‬
‫الخيرة من تطور النظام البدائي ببدايات ظهور الملكية الخاصة وبالذات لبعض الفممراد الممذين يسممهمون بدرجممة‬
‫اكبر في النتاج رغم ان هذه الملكية كانت بالضرورة محدودة و و ارتباطا بمحدودية النتاج و الفائض ‪.‬‬
‫‪ .7‬ان التنظيم الجتماعي في النظام البدائي هذا اتخذ شإكل قإبائل تتكون من عدة عشائر وكل عشيرة تتكون ممن عمدد‬
‫السر ومثلت العشيرة و السرة اساس التنظيممم الجتممماعي وفممي اطمار هممذا التنظيممم تممم ظهممور نمموع بممدائي مممن‬
‫التخصص وتقسيم العمل حتى في السرة بعمد تكونهما حي ث ان المج اميع او القبائمل المتي تمتهمن الزراعمة يقموم‬
‫رجالها باستصملح الرض وزراعتهمما فمي حيمن تمؤدي النسماء اعممداد الغممذاء للسمرة و القيمام ببعممض العممال‬
‫المنزلية البسيطة و المساعدة في الزراعة ‪ ,‬وان المجاميع او القبائل الممتي امتهنمت تربيمة الحيمموان يتمولى الرجمل‬
‫هذه المهمة في حين ان القيام بتجهيز الجلود و النسيج بشكله البدائي و العمممال المنزليممة وبالممذات اعممداد الطعممام‬
‫تتوله المرأة في حين ان المجاميع التي امتهنت الصيد يقوم رجالها بمهمة الصيد والقنص في حين تتممولى المممرأة‬
‫مهمة جمع الثمار و النباتات البرية واعداد الطعام ‪ ,‬وهكذا فأن التخصص الواسع على مستوى المجاميع البشمرية‬
‫التي امتهنت الزراعة و المجاميع البشرية التي امتهنت تربية الحيوانات و المجاميع الخرى القإل الممتي امتهنممت‬
‫الصيد تضمن تخصصا على مستوى السمرة وهممو الممر المذي ادى المى زيمادة النتماج و الفمائض و المبممادلت‬
‫والملكية الخاصة رغم محدودية كل ذلك وبدائيته ال انه يعد تطورا هاما واساسيا فممي ممارسممة النسممان لشممؤونه‬
‫في الحياة ضمن النظام البدائي هذا ‪.‬‬
‫‪ .8‬يجب ان يكون معلوما وكما اشإرنا الى ذلك ابتداءا بانه ليوجد اتفاق على كافة جوانب عمل النظام البدائي والذي‬
‫تم في اطاره ممارسة النسان لنشاطاته القإتصمادية ممن اجمل تمموفير احتياجماته و الممتي كممانت بسميطة ومحمدودة‬
‫وبالذات ما هو ضروري جدا منها ‪ ,‬وقإد اختلفت هذه الممارسة حسب ظروف المكممان والزمممان اي انهمما اختلفممت‬
‫من مجتمع لخر ومن وقإت لخر في المجتمممع الواحممد خاصممة اذا تمم الخمذ فمي العتبمار ان فممترة عممل النظمام‬

‫‪15‬‬
‫البدائي وتطوره كانت طويلة جدا واستغرقإت مئات اللوف من السنين وان ما هو مؤكد منها محدود بسممبب عممدم‬
‫تدوين وتثبيت ما تم فيه نتيجة ضمعف القمدرة عل ى القي ام بمذلك وقإمد تكمون العمراف و التقاليمد و العمادات المتي‬
‫تطورت عبر هذه الفترات الزمنية الطويلة جدا و التي اصبح المجتمع ينظم حيمماته علممى اساسممها و الممذي يتطلممب‬
‫منه تعاون افراده لتوفير مستلزمات عيشهم من ناحية ولتأمين حمايتهم من ناحية اخرى و بالتممالي العتممماد علممى‬
‫العمل الجماعي في ذلك وتوزيع المنتجات والجهود على افراد الجماعات على اساس جمماعي كمذلك ‪ ,‬ثمم تطممور‬
‫تنظيم ممارسة هذه الجماعات بتطور الشإكال الجتماعية فيها و بالذات القبائمل و العشمائر حي ث اصمبح رؤسماء‬
‫هذه العشائر و القبائل هم الذين يوجهون عمل الجماعات ومن خلل مشورتهم واستنادا المى م ا تطمور لمدى همذه‬
‫الجماعات من اعراف و عادات وتقاليد ترتبط بذلك وهو المر الذي يبرز معه المضممون الجم اعي لهمذا النظمام‬
‫لذلك يطلق عليه نظام المشاعية البدائية ارتباطا بمضمونه الجماعي هذا ‪ ,‬ولعل ما يؤكد وجود النظام البدائي هممو‬
‫ان بعض سماته هذه بقيت موجودة حتى وقإت قإريب في بعض المناطق التي تعيش حالة البدائية ‪.‬‬

‫الفصل الول‬

‫نشوء النظام القإتصادي الرأسمالي‬

‫المبحث الثاني‬

‫النظام العبودي‬

‫ان ما تحقق من تطورات في الفترات الخيرة من النظام البدائي مثلت الساس الذي برزت معه بدايات نشمموء النظممام‬
‫العبودي والذي ساد في العصور القديمة وبالذات في الحضارات الغربية القديمة التي مثلتها دول المدن كما هممو الحممال فممي‬
‫الحضارة الرومانية في روما والحضارة اليونانية في اثينا والى حممد ممما فممي الحضممارات الشممرقإية القديمممة كحضممارة وادي‬
‫الرافدين في بابل وفي حضارة وادي النيل وغيرها رغم وجود اختلف في الرأي بخصوص ممدى سمميادة النظمام العبمودي‬
‫في الحضارات الشرقإية انذاكا ال ان ما يكاد يكون هنالك عليه هو ان الحضارات الغربية القديممة شإ لدت ولدة همذا النظ ام‬
‫ونشأته في الفترة بين ‪– 6000‬مم ‪ 4000‬سنة ق ‪ .‬م حيممث ان زيممادة قإممدرات النسممان النتاجيممة وزيممادة واتسمماع اسممتخدامه‬

‫‪16‬‬
‫لوسائل وادوات النتاج وبالذات المعدنية منها وما ادى اليه ذلك و الذي تمثل بزيادة انتاجيته وزيادة انتاجه وممما رافقممه مممن‬
‫تخصص وتقسيم عمل بين المجاميع البشرية التي تخصصت في الزراعة والمجاميع البشممرية الممتي تخصصممت فممي تربيممة‬
‫الحيوانات والمجاميع البشرية القإل التي امتهنت الصيد او تلك التي بدأت بامتهممان بعممض النشماطات الحرفيممة وبالممذات ممما‬
‫يتصل منها بصنع ادوات النتاج و الدوات المنزلية وادوات الحماية و الدفاع عممن النفمس وغيرهما مممما تطلبتمه الوضماع‬
‫انذاكا وهو المر الذي افرز معه تحقق فمائض ممن انتماج المنتجمبين وادى المى زيمادة المبمادلت ونشموء الملكيممة الخاصمة‬
‫وبالذات لبعض الفراد سواء من رؤساء او وجهاء القبائل و العشممائر او مممن المنتجيممن الممذين مكنتهممم ظروفتهممم وقإممدراتهم‬
‫الخاصة على امتلكا مثل هذا الفائض من خلل ملكيتمه ملكيمة خاصمة بالس رة والفمرد بعمد ان كمان الفمائض و المبمادلت‬
‫والملكية ملكية جماعية للجماعة التي مثلتها القبيلة او العشيرة في المراحل الخيرة من تطور النظام البدائي ‪.‬‬
‫ونتيجة زيادة القدرات النتاجية للنسان وزيادة استخدامه لدوات ووسائل النتاج وزيادة انتاجيته وظهور التخصص‬
‫وتقسيم العمل تحقق الفائض ونشوء المبادلت واتساعها وظهور الملكية الخاصة التي اصبحت فردية بعد ان كانت جماعية‬
‫و التي ارتبطت بتحقق الفائض الناجم عن زيادة النتاجية والنتاج وهو ما افرز معه وعبر فترة زمنية الممى نشمموء مجتمممع‬
‫طبقي يقوم على اساس وجود طبقتين اساسيتين في المجتمع وما ارتبط بذلك من سمات اساسية وهما كما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬طبقة الملكا الذين استخدموا قإدراتهم ومواقإعهم وظروفهم في توسيع مدى ملكيتهم الخاصة بحيث لم تهممد تقتصمر‬
‫على ملكية الرض ووسائل و ادوات النتاج وانما امتدت لتشمل المنتج ذاته والذي يمثله الممرق ) العبممد ( والممذي‬
‫اصبح بالمكان استخدامه لتوليد فائض طالما ان انتاجية الفرد اصمبحت فمي ظ ل تطمور وسمائل وادوات النتماج‬
‫تغطي تكاليف عيشه وتحقيق فائض من انتاجه يفوق ما يلزم لعيشه وبالحد الدنى من متطلبات العيش ‪.‬‬
‫‪ .2‬طبقة العبيد التي لتمتلك شإيئا والتي هي ذاتها محل ملكية لطبقة الملكا الذين يملكون كل شإيء بما في ذلك العبيد‬
‫ليملكون شإيئا و الذين يظطرون للعمل كعبيد ) رقإيق ( لدى مالكيهم حتى يضمن لهم ذلك توفير متطلبات عيشهم‬
‫وبقائهم في الحياة وان كان بالحد الدنى لذلك اضافة الى ما كانت توفره الحروب الى عبيد بدل مممن قإتلهممم طالممما‬
‫ان هذا التحويل يحقق فائض من استخدامهم كعبيد نتيجة كون ان انتاجهم يزيد من متطلبات عيشهم بالحممد الدنممى‬
‫والفائض هذا يتم الستحواذ عليه من قإبل مستخدمي العبيد وهم مالكيهم في ان واحد و الذين قإممد يحصمملون عليهممم‬
‫من خلل شإرائهم من السوق التي كان يباع ويشترى فيها العبيد وكممأي سمملعة اخممرى وبشممكل واسممع اضممافة الممى‬
‫العبيد الذين تربطهم عبوديتهم بعدم قإدرتهم على سداد ديونهم الى المرابين وتحولهم الى عبيد نتيجة لعجزهم عممن‬
‫السداد وبيعهم كعبيد مقابل الديون التي بذمتهم ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ .3‬الطبقات الخرى القإل اهمية وعددا ومنها فئة الحرار و التي تتكون من المحاربين الذين يتولون مهمة الدفاع و‬
‫الحرار من المزارعين و الحرفيين وغيرهم والذين تم تحول معظمهم الى عبيد وتحولت قإلممة منهممم الممى مممالكين‬
‫للعبيد بحكم التطور المستمر فمي الملكيمة الخاصممة وزيمادة قإمدرات ممالكي العبيممد الممذين ضممغطوا علمى الخريمن‬
‫الحرار واجبروهم بوسائل اقإتصادية وقإسرية في الغالب بالتحول الى عبيد وهو المر الذي ادى الى زيادة اعداد‬
‫العبيد بسبب الفائض الذي يتحقق نتيجة امتلكهم واستخدامهم ف ي ممارسمة العمليمات و النش اطات القإتص ادية و‬
‫بالذات النتاجية منها ‪.‬‬
‫‪ .4‬ارتبط بهذا التقسيم للمجتمع الذي ساد في النظام العبودي و بالذات في روما واثينا تقسيم واضح للعمل الفكممري و‬
‫العضلي بين الطبقات الجتماعية المذكورة حيث ان طبقممة الملكا والسممادة و الشإممراف وغيرهممم كممانت مهممامهم‬
‫ترتبط بالمهام الثقافية و الدبية و العلمية ذات الطبيعة الفكرية التي شإهدت تطممورا فيهمما نتيجممة لممذلك و العمليممات‬
‫النتاجية وما تتطلبه من مهام و بالذات العضلية وخاصة التي تتطلمب جهمدا شإماقإا وصمعبا يقموم بهما العبيمد وف ي‬
‫ظروف عمل قإاسية وشإديدة الوطأة عليهم وهو المر الذي دفع العبيد في حالت ليست بالقليلممة الممى الثممورة علممى‬
‫مالكيهم من خلل الحركات التي تضمنت ذلك نتيجة لمعاناتهم وخاصة انهم لم يتحقق لهمم اي شإميء انسماني عممدا‬
‫توفير العيش لهم وبالحد الدنى الضروري لدامة بقائهم واستخدامهم للحصول على فائض مقابل هذا السممتخدام‬
‫وفي اعمال شإاقإة وفي ظروف بالغة القسوة ‪.‬‬
‫‪ .5‬ان التقدم الفني كان بطيئا جدا في النظام العبممودي بسممبب العتممماد اساسمما علممى عمممل الرقإيممق ) العبيممد ( والممذين‬
‫تزايدت اعدادهم بدرجة مبيرة في هذا النظام ممن خلل تحمول فئمات واسمعة ممن الحمرار ال ى عبيمد ممن ناحيمة‬
‫ونتيجة عمليات بيع وشإراء العبيد وبالذات المرتبط منها باسرى الحروب و الغزو من ناحيممة اخممرى وهممو المممر‬
‫الذي لم يدفع مالكي العبيد و الذين يستخدمونهم في القيام بالنشاطات القإتصادية عموما و النتاجية خصوصا الى‬
‫تطوير ادوات ووسائل النتاج بالشكل الذي يحقق معمه حصمول تقمدم فمي الفنمون النتاجيمة المسمتخدمة فمي همذه‬
‫النشاطات ارتباطا بان العبيد ليكلف مالكيهم ال متطلبات عيشهم وبادنى حد ممكن وحتى ان هممذه المتطلبممات لممم‬
‫يكن يراعى فيها في حالت ليست بالقليلة ضمان استمرار العبد وبقائه طالما ان بالمكان استخدام العبيد الخرين‬
‫الذين يتم الحصول عليهم بشكل واسع وبكلف منخفضة وعممبر اشإممكال وصمميغ عديممدة ولممذلك تعممرض العديممد مممن‬
‫العبيد للموت بسبب ضغوط العمل وشإدته وسمموء ظروفممه مممن ناحيممة وقإلممة وسمموء المتطلبممات الممتي يتممم توفيرهمما‬
‫لعيشهم وهو ما ادى الى ان يكون امر احلل رأس المال محل العمل مستبعد بدرجة كمبيرة لمذلك طالم ا ان عممل‬
‫العبيد ليكلف مالكيه الادنى قإممدر ممكممن وهممو ممما اعمماق تطممور وسممائل و ادوات النتمماج واعمماق تطممور الفنممون‬

‫‪18‬‬
‫النتاجية المستخدمة في العمليات النتاجية في ظل النظام العبودي وهو المر الذي يفسممر العتممماد علممى العمممل‬
‫العبودي في الحضارات القديمة اساسا في اقإامة انشاءات ضخمة مثلتها الثار التي خلفتها هذه الحضارات سممواء‬
‫في روما او اثينا وحتى في بابل وفي مصر والتي تم فيها استخدام مجهودات بشرية وكبيرة جممدا مممن اجممل اقإامممة‬
‫هذه النشاءات الثرية و المتي كمان عمممل العبيمد السماس فيهما وبممدونه كمان مممن المسمتحيل اقإامتهمما بالوسمائل و‬
‫الساليب الفنية السائدة انذاكا ‪.‬‬
‫‪ .6‬التطور البطيء للنتاج في النظام العبودي نتيجة ضعف التطور في وسائل و ادوات النتاج وفممي الطممرق الفنيممة‬
‫المستخدمة في العمليات النتاجية وبسبب العتماد بشكل اساسي على عمل العبيد الذين كانت انتاجيتهم منخفضة‬
‫جدا وان العتماد على كم اكبر مممن العبيممد اي عممدد متزايممد منهممم كاسمماس فممي النتمماج ودون العتممماد علممى ممما‬
‫يحققونه من انتاجية في ظل انخفاض تكاليف عمل العبيد الى ادنى حد لها من ناحية وفي عدم وجممود حممافز بممدفع‬
‫العبيد الى زيادة انتاجيتهم وانتاجهم لنهم محرومين من ثمار انتاجهم عدا ما يوفر لهم العيش بحده الدنى اضممافة‬
‫الى انهم محرومين من الحقوق النسانية بأبسط صورها و التي من اهمها حريتهم وهو الممر المذي ترتمب عليمه‬
‫عدم تحقق زيادة ملموسة في النتاج ومن ثم حصول تطور بطيء في النتمماج بسممبب ذلممك ‪ ,‬وهممذا ل يعنممي عممدم‬
‫حصول اي تطور في هذا النتاج لبل ان التطور في بعض النشاطات كان ملموسمما كالنشمماطات الحرفيممة مثل و‬
‫النشاطات الخاصة بالمبادلت و بالذات في الفترات الخيرة من النظام العبودي ال ان هذا التطور اتسم بممالتطور‬
‫البطيء في الغالب ‪.‬‬

‫وقإد اسهمت عوامل عديدة اضافة الى ما سبق وارتباطا بها في انحلل النظام العبودي و التي من بينها ‪:‬‬
‫‪ .1‬ان الفائض الذي يتحقق نتيجة النشاطات القإتصادية عموما و النشاطات النتاجية خصوصمما و الممذي يممذهب الممى‬
‫الغنياء و الثرياء ومن ابرزهم ملكا العبيد و المرابين ل يعيدون استخدامه فممي القيممام بالنشمماطات النتاجيممة او‬
‫في تطوير هذه النشاطات بل انه يتم هدره وتبديده في مجالت غير انتاجية وبالذات من خلل الستهلكا الممترفي‬
‫وتبديممد جمزء مهممم ممن الفمائض هممذا فمي بنمماء القصمور الضمخمة واقإاممة المعابممد و النفماق الواسممع علممى اقإاممة‬
‫الحتفالت و المهرجانات وغيرها وبحيث ان ما يتم الحصول عليه من فائض للفئات هممذه اصممبح ليسممد نفقاتهمما‬
‫في حالت ليست بالقليلة وهو ما دغعها الى القإتراض من المرابين و الجهات الخممرى الممتي تتعمماطى القإممراض‬
‫وبفوائد اثقلت كاهل هذه الفئات ‪.‬‬
‫‪ .2‬ان ضعف تطور النتاج وانخفاض النتاجية عموما وانتاجية العبيد خصوصمما نتيجممة عممدم وجممود الحمموافز الممتي‬
‫تدغعهم الى زيادة انتاجيتهم نظرا لنهم كانوا يفتقدون كل حقوقإهم النسانية ويتم التعامممل معهممم كمماي شإمميء اخممر‬

‫‪19‬‬
‫من الشإياء التي يملكها المالك وحتى ان ما يتم توفيره لهم من متطلبات العيش بحممدها الدنممى لممم تكممن تكفممي فممي‬
‫حالت ليست بالقليلة حتى الحفاظ على حياتهم وهو المر الذي يممؤدي الممى تنمماقإص اعممدادهم نتيجممة لممذلك بسممبب‬
‫تعرضهم للجوع او الموت او هربهم الى المدن نتيجة الى اوضاعهم القاسية هممذه ولظممروف العمممل القاسممية الممتي‬
‫يؤدون فيها عملهم وبذلك اصبحت القوة الساسية المنتجة في ظل النظام العبودي وهي قإوة عمل العبيد منخفضممة‬
‫النتاجية من ناحية وتتعرض للتناقإص في اعدادها نتيجة ما سبق ‪.‬‬
‫‪ .3‬ان ضعف انتاجيممة عمممل العبيممد وتراجممع اهميتهممم فممي القيممام بالنشمماطات الزراعيممة اساسمما و الحرفيممة والمنزليممة‬
‫وغيرها من ناحية اخرى وزيادة متطلبات النفاق الواسع و الترفي في الغالب و الممذي يتسممم بعممدم العقلنيممة وممما‬
‫يتضمنه من هدر وتبديد واسع للفائض الذي يحققه انتاج العبيد ولجوء ملكا العبيممد الممى القإممتراض وبالممذات مممن‬
‫المرابين اتجهوا في حالت ليست بالقليلة وبالذات في نهايات النظام العبودي هذا الى التوجه نحو تاجير املكهممم‬
‫وبالذات الرض الزراعية والحصول على مبالغ نقدية يستخدمونها في تلبيممة احتياجمماتهم هممذه وهممو المممر الممذي‬
‫ادى الى التقليل من العتماد على عمل العبيد في النشاطات عموممما و فممي النشمماطات الزراعيممة خصوصمما وهممو‬
‫المر الذي افقد النظام العبودي الساس المهم لهذا النظام وهو عمل العبيد ‪.‬‬
‫‪ .4‬ان تراجع اهمية عمل العبيد نتيجة ما سبق ادى الى توسع النشاطات التجارية وبعض النشاطات الحرفية وبالذات‬
‫في المدن وخاصة من خلل اسمتخدام التجمار وبعممض الحرفييمن لمما تكممون لممديهم مممن ممموارد ماليممة فمي توسمميع‬
‫النشاطات التجارية والحرفية في المدن وهو الذي اضعف بدرجة كبيرة قإوة ملكا العبيد وسمملطتهم القإتصممادية و‬
‫العسكرية والسياسية الصالح بدايات ظهور النشاطات التجارية و الحرفية وغيرها ‪.‬‬
‫‪ .5‬العوامل الخارجية التي اسهمت في انهيار النظام العبودي والتي تمثلممت بممالغزوات الخارجيممة وخاصممة الغممزوات‬
‫الجرمانية و السلفية وغيرها والتي غزت معاقإل النظام العبممودي وبالمذات رومما والممتي ادت الممى القضماء علمى‬
‫امبراطورية روما ونتيجة عوامممل ضممعفها وانحللهمما الداخليممة و الممتي كممانت السماس فمي ضممعف قإممدرة النظمام‬
‫العبودي على توفير اسباب القوة التي تمكنه من مقاومة الغزوات الخارجية هذه ونتيجة الصراعات داخل النظممام‬
‫العبودي وهو المر الذي اتاح للغزوات الجرمانية احتلل اراضممي امبراطوريممة روممما وانتهمماء اساسمميات عمممل‬
‫النظام العبودي مع سقوط امبراطورية روما رغم ان بعض بقايا النظممام العبممودي وبعممض سممماته لزالممت قإائمممة‬
‫وموجودة حتى وقإت قإريب في العديد من منمماطق العممالم وحممتى ان المممم المتحممدة فممي منتصممف القممرن الماضممي‬
‫اتخذت قإرارا ضد العبودية لنها تتنافى مع حقوق وحريات النسان الساسية وهو المممر الممذي يوءكممد اسممتمرار‬
‫وجودها ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫مراحل تطور النظام الرأسمالي‬

‫المبحث الول‬

‫النظام القإطاعي‬

‫النظام القإطاعي‬
‫يطلق النظام القإطاعي على النظام القإتصادي الذي ساد في القرون فمي اوروبما وممن ثمم فمي المنماطق و الممدول‬
‫الخرى وان كان بمدى وطبيعة وسمات مختلفة عن المدى و الطبيعة و السمات التي تضممنها القإطماع الممذي سماد اوروبمما‬
‫ولسباب وعوامل عديدة‪.‬‬
‫وقإد ساد النظام القإطاعي في نهاية القرن الخامس الميلدي واستمر حتى القرن الخامس الميلدي في اوروبا‬
‫واستمر بعد ذلك في العديد من الدول و المناطق الخرى وبالذات في اسيا ‪ ,‬وان العوامل التي اسهمت في انحلل و انهيمار‬
‫النظام العبودي هي ذاتها التي اسهمت في نشوء النظام القإطاعي والتي تمثل اهمها في عوامل الضعف في النظام العبودي‬
‫وانحلله داخليا و الغزو الخارجي و الممذي تمثممل ابممرزه فممي غممزو القبائممل الجرمانيممة لمبراطوريممة روممما ونشمموء النظممام‬
‫القإطاعي على اعقابها حيث لم يعد انتاج العمل العبودي في المراحل الخيرة من النظام العبودي وخاصة فمي رومما كافيما‬
‫لسد مطالب الدولة واحتياجاتها والتي كانت تتمثل بدولة المدينة وهي التي تعتبر الحالة البرز للنظام العبممودي حيمث زادت‬
‫في دولة روما النفقات البذخيممة بدرجممة كممبيرة وبحيممث ان المشممكلت و الصممعوبات القإتصممادية الداخليممة وتحلممل الطبقمات‬
‫الحاكمة وطفيليتها وضعفها وتفسخها وهجمات القبائل البربرية الجرمانية ادت الى انهيممار النظممام العبممودي بفعممل العوامممل‬
‫الداخلية والخارجية هذه ونشوء النظام القإطاعي والذي تمثل بفترتين اساسيتين هما ‪:‬‬
‫‪ .1‬الفترة الممتدة من نهاية القرن الخامس الميلدي الى القرن الحادي عشر الميلدي والذي اتسم بكونه اقتصاد ضيعة مغلق و الذس‬
‫ساد في اوروبا و بالذات في الريف الوروبي الذي اتسم بسيطرة الريف واهمية الزراعة والنتاج الزراعي وارتببباط الحببرف و‬

‫‪21‬‬
‫المبادلت بالزراعة في ظل اقتصاد طببيعي يسببتهلك مببا ينتبج وينتببج مبا يسبتهلك و البذي مثبل النظبام القطبباعي بببابرز اشببكاله‬
‫ومضامينه ‪.‬‬
‫‪ .2‬الفترة التي امتدت من القرن الحادي عشر وحتى القرن الخامس عشر و التي بدأت فيه عناصر النظام القطاعي ومضببامينه فببي‬
‫التحلل و الضعف و التي مثلت بدايات نشوء النظام الرأسمالي ومن اهمهببا ببروز اهميببة القتصبباد الحرفببي و التبببادل و التجببارة‬
‫ونشوء المدن وزيادة اهميتها واستقلل الحرف و المبادلت التجارية عن الزراعة التي تراجعت اهميتها في هذه الفترة ‪.‬‬

‫وعموما فان اقإتصاديات اوروبا في ظل النظام القإطاعي الذي ساد في القرون الوسطى كانت اقإتصادات زراعية‬
‫بالدرجة الولى حيث تعتمد على الزراعة اساسا وان الريف ونشاطه الزراعي كانا هما الهمم فمي عممل همذه القإتصمادات‬
‫في حين ان المدن كانت راكدة وضعفت مساهمتها في النشاطات القإتصادية حيث تم تدمير الكممثير مممن نشمماطاتها الحرفيممة‬
‫وكذلك تم القضاء على الكثر من المبادلت التي تتم فيهمما نتيجممة القيممود والحممدود و العوائممق الممتي تحممد مممن المبممادلت بيممن‬
‫القإاليم و القإطاعيات واستمر هذا حمتى الق رن الح ادي عشمر حيمث بمدأت النش اطات الحرفيمة و التجاريمة ب التطور وبمدا‬
‫الضعف في نظام الضيعة المغلقة وهو ما مهد الساس لبدايات نشوء النظام الرأسمالي لحقا ‪.‬‬
‫ان بدايات نشوء وتشكل النظام القإطاعي تعود الى المراحممل الخيممرة للنظممام العبممودي وبالممذات فممي روممما الممتي‬
‫كانت تمثل الحالة البرز لهذا النظام حيث ان الزراعة التي كانت تعتبر النشاط القإتصادي الساسي اصبحت غيممر مجديممة‬
‫في تلك المراحل الخيرة بسبب انخفاض انتاجية العبيد التي ل يوجد مما يحفزهمم علمى زيادتهمما لفتقمارهم لبسمط حقموقإهم‬
‫النسانية ولظروف عيشهم وعملهم القاسية من ناحية وبسبب تزايد متطلبات مالكي العبيممد للنفمماق والممذي هممو فممي الغممالب‬
‫ترفي تبديدي وهو ما نجم عنه تنازل مالكوا الرض الى المنتجين ) الفلحيمن ( بالسمماح لهمم بزراعممة الرض مقابمل اداء‬
‫التزامات يؤدونها لمالكها وهو الذي نجم عنه ظهور ما اطلق عليممه ارقإمماء الرض او قإنانممة الرض وو المممر الممذي شإممكل‬
‫المقدمة الساسية الداخلية لنشوء النظام القإطاعي ‪.‬‬
‫واسهمت العوامل الخارجية بانهيار النظام العبودي اضافة الى العوامممل الداخليممة الساسممية وكممان ابرزهمما غممزو‬
‫القبائل البربرية و القبائل الجرمانية بالذات للمبراطورية الرومانية وهو المممر الممذي نجممم عنممه انتشممار عممدم الطمانينممة ز‬
‫الهجرة من المدن التي استوطن فيها الحرفيون و العبيد الهاربين من قإسوة النظام العبودي وخاصة في مراحله الخيرة وقإد‬
‫رافق ذلك قإيام الجرمان الى تنصيب قإادتهم حكاما على القإاليم التي يحكمونها وهو المر الذي مثل الساس الفعلممي لنشمموء‬
‫وتشكل النظام القإطاعي باعتبار ان هادى الى زوال السلطة المركزية من الناحية الواقإعية حيث ان حكام القإاليم او الممولة‬
‫الذين تولوا ادارتها اخذوا يمارسون سلطات الحكومة المركزية في الواقإع رغم بقاء السلطة المركزية من الناحيممة النظريممة‬

‫‪22‬‬
‫و القانونية و الذين اصبحوا السادة و الحكام للقإاليم التي تولوا ادارتها وحكمها اي انهم اصممبحوا القإطمماعيين للقإطاعيممات‬
‫التي تمثلها القإاليم هذه ‪ ,‬وقإد تم ذلك من خلل ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬ممارستهم لسلطات مباشرة على القاليم اة القطاعيات التي اصبحت تابعة لهم واصبحت ممارسبتهم لهبذه السبلطات وراثيبة مبع‬
‫توارث اللقاب التي حصلوا عليها و التي راقفقت ممارستهم هذه وارتبطت بها ‪.‬‬
‫‪ .2‬قيامهم بممارسة سلطة مباشرة على وحدات الجيش التي كانوا يقودونها والببتي احتفظببوا بهببا وهببو المببر الببذي اسببهم فببي تقويببة‬
‫سببلطتهم واضببعاف سببلطة الدولببة المركزيببة علببى الجيببش وقبباد فيمببا بعببد الببى السببتعانة بوحببدات الجيببش التابعببة الببى السببادة‬
‫) القطاعيين ( عند حاجة السلطة المركزية لذلك ‪.‬‬
‫‪ .3‬انشاء محاكم خاصة تابعة لهم وفي القطاعية اي القليم الذي تم اقتطاعه لدارته وحكمه من قبل المراء الببذين اصبببحوا السببادة‬
‫للقليم اي القطاعية ‪.‬‬
‫‪ .4‬قام هؤلء بتاكيد سلطتهم على القاليم التي اقتطعت لدارتها وحكمها من قبلهم كأقطاعيات بالستيلء على الرض من الفلحيببن‬
‫الحرار الذين كانوا يملكونها عنبد غبزو الجرمبان اضبفة البى سبيطرتهم علبى الراضبي فبي المقاطعبة او القليبم البذي خضبع‬
‫لدارتهم وحكمهم وسيطرتهم رغم ان ملكية الرض بقيت نظربا وقانونيا تابع للمبراطور الذي يمثل الحكومة المركزية ‪.‬‬
‫‪ .5‬تم تطبيق نظام بديل عن نظام الرق الذي كان سائدا في النظام العبودي وهو نظام رقيق الرض و الذي يقببوم علببى اسبباس ادئهببم‬
‫التزامات معينة مقابل حمايتهم لهم وادارة شؤونهم ‪.‬‬

‫وبذلك يتضح بأن نشوء النظام القإطاعي وتشكله باعتباره نظام عملي فرضته الظروف و الوضاع الممتي سممادت‬
‫اثر انهيار روما و التي تمثلت برغبة المجتمعممات المحليممة اي مجتمعممات القإمماليم ) المقاطعممات ( بالستعاضممة عممن سمملطة‬
‫الحكومة المركزية التي ضعفت بعد الغزو الجرماني بسلطات القإاليم من اجل توفير الحماية و السممتقرار للقإمماليم بعممد ان‬
‫عجزت السلطة المركزية عن توفيرها نتيجة ضعفها وهو المر الذي رافق تنازل صممغار الفلحيممن عممن اراضمميهم طوعمما‬
‫احيانا واكراها واجبارا في معظم الحيان لصالح من يحكمون ويتولمون ادارة اقإليمهمم و المذين اصمبحوا الممالكين الفعلييمن‬
‫لراضي القإليم اي المقاطعة او القإطاعية و التي اصبح هؤلء الحاكمين نتيجة لذلك هممم القإطمماعيين فممي القإطاعيممات اي‬
‫القإاليم ومقابل حمايتهم وضمان امنهم و رغبة في التخلص من دفع الضرائب الممتي كممانت تتممم المغممالة فممي فرضممها علممى‬
‫صغار الفلحين هؤلء الذين فقدوا بذلك حريتهم واستقللهم وخضعوا لسيطرة وسلطة السادة القإطمماعيين وقإممد تطلممب هممذا‬
‫التحول القرنين التاسع و العاشإر الميلدي في ظل العتماد على السادة القإطاعيين في ادارة شإؤون القإاليم اي القإطاعيات‬
‫التي تخضع لسيطرتهم وسلطانهم الذي اخذت تقوى فعليا عليها وتقل معه سلطة الحكومة المركزية الفعلية باستمرار ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ونتيجة لما سبق تشكل في النظام القإطاعي انقسام طبقي تمثل في ‪:‬‬
‫‪ .1‬نشوء و تشكل الطبقات المالكة للراضي و التي مثلها السادة القطاعيين في الواقع الفعلي ومن ينوب عنهم فيمببا بعببد حيببث منببح‬
‫هؤلء السادة الراضي لدارتها وتنظيم استغللها لتابعيهم من القادة المحليين في القليم والذين اصبحوا يمارسون فعليببا السببلطة‬
‫على الجزاء التي اقتطعت لدارتها منقبلهم وبذلك تحول القليم من اقطاعية كبيرة الى اقطاعيات تمثلها الجزاء داخل القليم ‪.‬‬
‫‪ .2‬اقنان الرض‪:‬وهم الذين يرتبطون بالرض ويقومون بالعمل الزراعي في القطاعية حيببث ان القنانببة هببي الحالببة بيببن العبوديببة‬
‫) الرق ( و الحرية وانها تمثل درجة متقدمة من التنظيم الجتماعي مقارنة بالعبودية حيث ان العلقة بين العبد ومالكه هي علقة‬
‫ملكية يملك بموجبه المالك عبده كملكيته لي شيء اخر يملكه في حين ان العلقة بين قن الرض و السيد القطبباعي هببي علقببة‬
‫تبعية اقتصادية و شخصية اي انه مرتبط اقتصاديا به من خلل عمله في الرض التي يحكمها السيد القطاعي وانه تابع للرض‬
‫اي انه ليستطيع ترك القطاعية وانه ينتقل مع الرض بانتقالها من مالك لخر اي من سيد ) اقطاعي ( الى سيد ) اقطاعي اخببر‬
‫( وبذلك فان تبعيته للسيد هي تبعية غير مباشرة من خلل تبعيته للرض التي يسطر عليها السبيد القطباعي فبي حيبن ان ملكيبة‬
‫العبد هي علقة تبعية مباشرة من خلل ملكية مالك العبد للعبد ذاته ‪.‬‬
‫‪ .3‬طبقة الفلحين الحرار المستقلون وغير التابعين والذين تحولوا الى اقنان مرتبطيببن بببالرض وتببابعين للسببيد القطبباعي بسبببب‬
‫تنازلهم عن اراضيهم له مقابل تأمين حمايته لهم بسبب افتقاد المببن المرتبببط بببالغزوات والنزاعببات الخارجيببة منهببا وتلببك الببتي‬
‫تحصل بين القاليم و المناطق المحلية وبذلك فقدوا حريتهم و استقللهم واصبحوا تابعين للسيد القطاعي ‪.‬‬

‫واراضي القإطاعية تتكون من قإصر السيد القإطاعي و الذي كممان محاطمما بالسمموار فممي الغممالب تأمينمما لحمممايته ولتسممهيل‬
‫الدفاع عنه و الذي يضم في داخله كافة المرافق التي تممؤمن للسمميد القإطماعي متطلبمماته مممن مخمازن للغلل وورش لتمأمين‬
‫احتياجاته الغذائية كما في الحبوب و المنتجات الحرفية وما الى ذلك وبجواره وفي جوانبه تنتشر دور الفلحين وتحيممط بممه‬
‫الراضي القإطاعية التي تتكون من ‪:‬‬
‫‪ .1‬الراضي الصالحة للزراعة و التي تتم زراعتها فعليا و التي هي عبارة عن ملكية اقطاعيببة تتببم زراعتهببا مببن خلل عنببل اقنببان‬
‫الرض المجاني اي السخرة ‪.‬‬
‫‪ .2‬اراضي القنان والتي هي قطع صغيرة جدا وتتم زراعتها من قبل القنان مقابل دفع حصة عينية للسيد القطاعي مقابببل السببماح‬
‫لهم باستغللها اصبح فيما بعد هذا المقابل نقديا ‪.‬‬
‫‪ .3‬المراعي و التي تتكون من المراعي المفتوحة بشكل مستمر للنتفاع بها من قبل عامة الناس و الببتي تمثلهببا الغابببات و المراعببي‬
‫التي تفتح في اوقات معينة و التي تمثلها المراعي بعلف الحيوانات وغيره وحيث يتم النتفاع منها في الوقببات المعينببة باشببراف‬
‫السيد القطاعي وبتوجيهه وموافقته ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وفي ظل النظام القإطماعي هممذا تممبرز اهميممة قإنانممة الرض فممي اسممتغلل الرض و النتفمماع منهمما و الممتي كممانت بممموجبه‬
‫الزراعة تمثل النشاط الساسي في هذا النظام حيث يؤدي القإنان التزامات تجاه السيد القإطاعي و الممتي ينظمهما العممرف و‬
‫التقاليد التي كانت سائدة انذاكا و المحكومة بالقوة القإتص ادية المتي تتمثمل بعائديمة الرض الفعليمة لمه وسميطرته السياسمية‬
‫المدعومة بالقوة العسكرية بسيطرته على الجيش و كذلك القضاء وما الى ذلك اضافة الممى مما يمموفره السمميد القإطمماعي مممن‬
‫حماية لهم ومن ادارة شإؤونهم وفض نزاعاتهم ومن بين اللتزامات التي يؤديها اقإنان الرض للسيد القإطاعي ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬العمل المجاني الذي يؤديه اقنان الرض لزراعة ارض السيد القطاعي والذي يتراوح بين ثلثببة الببى خمسببة ايببام فببي السبببوع‬
‫وبالذات في المراحل الولى من النظام القطاعي رغم ان ذلك يختلف من حالة الى اخببرى وحسببب ظببروف و طبيعببة واوضبباع‬
‫كل من الحالت هذه ‪.‬‬
‫‪ .2‬العمل الضافي الذي كان يؤديه اقنان الرض مجانيا في الوقات التي تتطلب اعمال اكببثر فببي ارض السببيد القطبباعي كمببا هببو‬
‫عليه الحال في مواسببم حراثببة الرض او بببذارها او حصببادها و الببتي تتطلببب عمل يتجبباوز العمببل العببادي المسببتمر المطلببوب‬
‫لزراعة ارض السيد القطاعي ‪.‬‬
‫‪ .3‬مقابل عيني يقدمه القن الى السيد القطاعي من انتاج الرض التي يقوم القن بزراعتها لحسببابه الخبباص و الببذي هببو عبببارة عببن‬
‫مقدار او نسبة معينة من النتاج الزراعي و الذي يتجلوز في اغلب الحالت نصف هببذا النتبباج رغببم ان العببرف و التقاليببد هببي‬
‫التي تحكم ذلك والتي تحددها طبيعة تبعية قن الرض لسببيده القطبباعي و الببتي تختلبف مببن حالبة الببى اخبرى و نبعببا للوضبباع‬
‫والظروف التي تحيط بكل حالة منها ‪.‬‬
‫‪ .4‬ضرائب مختلفة ) اتاوات ( يدفعها القنان للسيد القطاعي وبالذات المرتبط منها بمناسبات معينببة كببالزواج و النيببراث ومببا الببى‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫وعادة يتم اداء اللتزامات هذه من وكلء للسيد القإطاعي تكون مهمتهم الشإراف على تفيممذ اداء هممذه اللتزامممات ومنحهممم‬
‫صلحيات تمكنهم من ذلك و اعفائهم من اعمال السخرة وبعض اللتزامات الخرى وحسممبما يحممدده السمميد القإطماعي فمي‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫وتعددت طرق الزراعة في النظام القإطاعي وحسب اوضاع وظروف كل حالة من حالته ومن بين هذه الطرق ‪:‬‬
‫‪ .1‬نظام الحقل الواحد الذي يتم بموجبه استغلل الرض الزراعية المعينة بصورة مستمرة لحين انخفاض خصوبتها و النتقال منها‬
‫الى اراضي زراعية اخرى ‪.‬‬
‫‪ .2‬نظام الحقلين حيث يتم زراعة احدهما في سنة معينة و تركه في السببنة التاليببة بببدون زراعببة وزراعببة الحقببل الخببر وبببذلك تتببم‬
‫زراعة احد الحقلين في كل سنة وبحيث ليزرع الحقل الواحد سوى مرة واحدة كل سنتين من اجل اراحته واستعادة خصوبته ‪.‬‬
‫‪ .3‬نظام الحقول الثلث حيث يزرع الحقل المعين سنتين متتاليتين و يترك بدون زراعة في السنة الثالثة لراحته واستعادة خصببوبته‬
‫اي انه تتم زراعة حقلين سنويا ويترك الثالث بدون زراعة وبحيث تنظم زراعة الحقول الثلث بما يضمن عدم زراعة الحقببل ال‬

‫‪25‬‬
‫مرة واحدة كل ثلث سنوات وهو ما يحقق استغلل افضل للرض الزراعية بزراعببة ثلثيهببا فببي ظببل هببذا النظببام ) حقليببن مببن‬
‫الحقول الثلث ( بدل من نصفها في نظام الحقلين اضافة الى ان زراعة الحقل لسنتين متتاليتين يمكببن ان يتببم بزراعببة محاصببيل‬
‫مختلفة في كل سنة منها ‪.‬‬

‫وقإد كان للكنيسة دور مهم في النظام القإطاعي حيث اندمجت به واصبحت تكون جزءا مهما منها حيممث كممان المممبراطور‬
‫الذي يمثل السلطة المركزية الدنيوية و الكنيسة السلطة الدينية والروحية و الكنيسة من الناحيممة النظريممة علمى القإممل كممانت‬
‫تمثل السلطة العليا لن سلطة الحكم المركزية وما يرتبط بها ينبغممي ان تخضممع للممدين وللكنيسممة الممتي تمثلممه ال ان السمملطة‬
‫الفعلية في معظمها كانت بيد السادة القإطاع الذين يحكمون ويممديرون القإمماليم و القإطاعيممات رغممم ان القإطاعيممات نظريمما‬
‫تتبع المبراطور من الناحية الدنيوية و الكنيسة من الناحية الدينية ‪.‬‬
‫ان ما سبق يبين ان هنالك العديد من السمات التي اتسم بها النظام القإطاعي ومنها ‪:‬‬
‫‪ .1‬ان الزراعة اصبحت الساس في عمببل القتصبباد فببي النظببام القطبباعي وذلببك نتيجببة تببدهور المبببادلت بسبببب افتقبباد المببن و‬
‫الستقرار و القيود التي تحد من هذه المبادلت بين القاليم سواء الضريبية منها التي تفرضبها القطاعيبات او الداريبة وغيرهبا‬
‫وكذلك تدهور الحرف بفعل التدمير الذي تعرضت له النشاطات الحرفية وبالذانت ما هو قائم منها في المدن وهو المر الذي ادى‬
‫الى زيادة دور الريف وتراجع دور المدينة وبحيث ان ما تبقى من حرف ومبادلت ارتبط اساسا بالنشاط الزراعي الساسببي فببي‬
‫هذا النظام وفي الريف في معظمه وهو المر الذي ساد في المراحل الولى من النظام القطاعي ‪.‬‬
‫‪ .2‬ان اقتصاد القطاعية مثل الوحدة القتصادية الساسية فيه والتي تتكون من منطقة ) مقاطعة ( اي اقطاعية يقع في وسطها قصر‬
‫السيد المحصن و المنيع والمحمي والذي يمكن اللجوء اليه في حالة الحاجة وتحيط به الراضي الزراعيببة و المراعببي والغابببات‬
‫التي يتم استخدامها واستغللها و النتفاع منها لتحقيق الكتفاء الذاتي للقطاعية وبالببذات تلبيببة احتياجببات السببيد القطبباعي اول‬
‫واحتياجات التابعين له في القطاعية ثانيا وباقل قدر من المبادلت والتي كببانت تتببم بشببكل مبببادلت عينيببة وليسببت نقديببة غالبببا‬
‫وحتى في حالة وجود مثل هذه المبادلت فانها تتم داخل القطاعية و الحببرف الببتي توجببد فببي القطاعيببة تخببدم ذلببك وبهببذا فببأن‬
‫المبادلت والحرف ترتبط بالزراعة و القرية و القطاعية التي تتكون من قرية او اخرى عديدة اي ان القتصاد فببي ظببل النظببام‬
‫القطاعي هو اقتصاد مغلق و بالذات في مراحله الولى وحتى القرن الحادي عشر حيث تكاد تقتصر المبادلت بين القطاعيببات‬
‫على حالت الضرورة القصوى و التي ترتبط بنقص المواد الغذائية وحصول مجاعات فيها ‪.‬‬
‫‪ .3‬بما ان القتصاد في النظام القطاعي كان اقتصادا مغلقا وهدفه تلبية الستهلك الذاتي اساسا فأن فكرة الربح كانت غيببر منتشببرة‬
‫وغير سائدة ما دام هدف النتاج الستهلك المحلي وليس الربح وهو المر الذي ادى الى تقليل الحافز و السعي لبذل جهود اكبببر‬
‫في سبيل تحسين وتحديث الزراعة وزيادة انتاجها وهو المر البذي ترتبب عليبه جمبود وتبأخر طبرق الزراعبة وضبعف تط ور‬
‫ادوات ووسائل النتاج المستخدمة فيها وخاصة في ظل عببدم اسبتخدام الفببائض الببذي يحصببل عليببه السببيد القطباعي بتطبوير و‬

‫‪26‬‬
‫تحديث طرق ووسائل وادوات النتاج من ناحية وضعف قدرات الفلحين وبالذات القنان منهببم علببى القيببام بمثببل هببذا التطببوير‬
‫وهو المر الذي اعاق تطور الفنون والساليب النتاجية المستخدمة في الزراعة وضعف تطور انتاجها ‪.‬‬
‫‪ .4‬ان الطرق التي تم اتباعها في زراعة الرض وبالذات من خلل نظام الحقلين والثلثة حقول ادت الى تشتت جهود الفلحيببن فببي‬
‫زراعة هذه الحقول وضياع وقت كبير في النتقال اليها ومن حقل الى اخر فيها اضافة الى ما تمثله هذه النظم مببن عببدم اسببتخدام‬
‫جزء من الرض استخدام مستمر وهو ما نجم عنه ضعف درجة النتفاع منها وانخفاض ما يتحقق من انتاج نتيجة لستغللها ‪.‬‬
‫‪ .5‬ان العلقات بين السيد القطاعي وبين تابعيه كانت تخضع لعرف و التقاليد والعادات احكومية ببالقوة فبي جوانبهبا القتصبادية و‬
‫العسكرية والسياسية التي تمثلها سيطرة القطاعي على هذه الجوانب وبالتالي فأن العلقات هذه هي علقات تبعيببة بيببن التببابعين‬
‫وهم اقنان الرض وبين المتبوع وهو السيد القطاعي بسبب سيطرته وقوته وبالتالي فان هذه العلقات غير حرة وغير خاضببعة‬
‫لعقود تنظم هذه العقود بشكل حر ولذلك كان التابعين ) القنان ( يقومون باعمال السخرة للسيد القطاعي ودفع حصة من النتاج‬
‫الذي يتحقق لحسابهم الخاص واللتزامات الخرى لضافة الى التزامهم بالدفاع عن القطاعي عندما يتطلب المر ذلك وكبل هبذا‬
‫مفروض عليهم وبدون اختيارهم وارادتهم الحرة بحكم تبعيتهم لسيدهم القطاعي ‪.‬‬
‫‪ .6‬ان الفن النتاجي المستخدم كان في الغالب بدائيا في النظام القطاعي وتستخدم فيببه اللت المسببتعملة منببذ فببترات زمنيببة سببابقة‬
‫ليست بالقصيرة ولم يكن هنالك تقدم ملموس في الفن النتاجي سواء في طريقة النتباج او فبي الوسبائل و الدوات البتي تسبتخدم‬
‫في النشاطات القتصادية والتي تمثل الزراعة الساس فيها والتي ترتبط بها بقيبة النشباطات الحرفيبة والتبادليبة المحبدودة وهبذا‬
‫ليعني عدم حصول تطور في ذلك بل ان بعض التطور قد تحقق فيه من خلل اسببتخدام المحببراث الحديببدي و الدوات الخببرى‬
‫واستخدام قوى الحيوان في النتاج والجر و الحرث و الدراس واستخدام بعض القوى الطبيعية كطواحين الهواء والماء ومببا الببى‬
‫ذلك ال ان هذا التطور كان محدود بسبب ضعف قدرة المنتج الزراعي وضعف امكاناته بما في ذلك المالية على احببداث تطبوير‬
‫ملموس في القن النتاجي كما ان السادة القطاعيين لم يكونوا بحاجة الى تطوير افنون النتاجية هذه وذلك بسبب اعتمادهم علببى‬
‫العمل الذي يوفره اقنان الرض في اقطاعياتهم وفي تلبية احتياجاتهم وبالشكل الذي ل يحفزهم هذا علببى تطببوير طببرق ووسببائل‬
‫النتاج المستخدمة انذاك ‪.‬‬
‫‪ .7‬ضعف المبادلت والنشاطات التجارية سواء بين القطاعيات داخل اوروبا او مع الخارج بسبب القيود والعوائق التي كببانت تحببد‬
‫مببن هبذه المبببادلت و البتي تفرضببها القطاعيبات سببواء الماليببة منهببا او التحديبد الكمبي والكتفباء بالحببد الدنببى الببتي تتطلبهبا‬
‫الضرورات كحصول انخفاض في المحاصيل الغذائية وغيرها ‪ ,‬كذلك ضعفت المبادلت بين اوروبا و الشرق نتيجة زيادة نشاط‬
‫العرب المسلمين وسيطرتهم على المناطق التي كانت اوروبا تتاجر فيها خاصة وان فتوحاتهم وممببا حققببوه مببن انتصببارات ادى‬
‫الى زيادة خشية الوروبيين وزادت من شعورهم بالمخاطر التي دعتهم الى تقليص تجارتهم مع الخارج والحد منهببا وهببو المببر‬
‫الذي تطلب محدودية المبادلت في ظل نظام القطاع الذي يتسم بالكتفاء الذاتي اي الذي يكفي نفسه بنفسه خاصة وان المبادلت‬
‫هذه بحكم كونها محدودة فانها تتم في الغالب بشكل عيني ) مقايضة ( اي مبادلة سلعة بسلعة ودون حاجة واسعة لستخدان النقود‬
‫ولذلك فأن القتصاد كان اقتصادا عينيا في معظمه وان استخدان النقود فيه كان محدودا ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ .8‬ان الصناعة اليدوية التي وجدت في النظام العبودي السابق و بالذات في المدن وخاصة في روما قببد تببدهورت واربببط تببدهورها‬
‫وتراجعها بتحول المدن الى ما يشبه القرى الزراعية نتيجة التخريب البذي لحبق بهبا بسببب الغبزو الجرمباني لرومبا وان جاجبة‬
‫السادة القطاعيين الى المنتجات الحرفية من اسلحة وثياب وسلع اخرى كان يتم في الغالب مببن خلل الببورش الحرفيببة البسببيطة‬
‫القطاعية وفي القصور التي تعود للسادة القطاعيين وحيث كانت الصناعة في هذه الببورش هببي صببناعة يدويببة اساسببا وتعتمببد‬
‫على الجهد البشري وليت النتاج فيها لغراض السوق ‪.‬‬

‫ال ان هنالك عوامل عديدة اسهمت في انحلل و انهيار النظام القإطاعي ) نظام الضيعة المغلق ( و بالذات في الفممترة بيممن‬
‫القرن الحادي عشر و الخامس عشر الميلدي ومنها ‪:‬‬
‫‪ .1‬التحول من القتصاد العيني الى القتصاد النقدي و الذي تمثل اسا في حاجة السادة القطاعيين للتوسع في انفاقهم لتلبية متطلبببات‬
‫هذا النفاق والذي هو ترفي وتبديدي في الغالب و الذي توسع بدرجة كبيرة عبر الزمن وهو المببر الببذي اضببطرهم الببى فببرض‬
‫مقابل نقدي على القنان بدل من المقابل العيني وبدل من عمل السخرة في المراحل الخيرة من النظام القطاعي واسببتخدام هببذا‬
‫الفائض النقدي في انفاق السادة القطاعيين على ما يلبي متطلباتهم التي اتسعت باستمرار وهذا ادى بالضرورة الى قيام التببابعين‬
‫) القنان ( الى زراعة الرض بمزروعات نقدية اي مزروعات تزرع ويباع انتاجها في السوق بمقابل نقدي وهبو مبا اسبهم فبي‬
‫تحرير القنان من عمل السخرة باستخدام النقود التي يحصلون عليها من انتجهم بدفع النقود عن قيامهم بالعمببال السببخرة وكببذلك‬
‫بدل عن المقابل العيني الذي كانوا يدفعونه من الرض التي يزرعونها لحسلبهم الخاص وبذلك تغيرت طبيعة العلقة التي كببانت‬
‫علقة تبعية من تبعية القن للرض التي يعمل فيها وتبعية الرض للسيد القطاعي بتحولها الى علقة جديببدة تكبباد تشبببه بدرجببة‬
‫كبيرة العلقة بين المالك والمستأجر وهو المر الذي اسهم في ضعف النظام القطاعي الذي استند اساسا الى عمل عبيببد الرض‬
‫) القنان ( في نشاطاته والتي تتمثل بالزراعة وما يرتبط بها من نشاطات اخرى سواء كانت مبادلت او حرف ‪.‬‬
‫‪ .2‬التطور في النشاطات الحرفية وفي المبادلت والذي ادى الى اعادة الدور الذي تؤديه المدن فببي القيببا مبالنشبباطات هببذه الحرفيببة‬
‫منها والتجارية وما تتضمنه من مبادلت سواء كانت داخلية او خارجية وهذا التطور في المدن ارتبط بهجرة العديببد مببن القنببان‬
‫سواء المزارعين منهم او الحرفيين بالذات الى المببدن وامتهببانهم الحببرف ‪ ,‬واخببذت ممارسببة الحببرف هببذه تتببم مببن خلل نظببام‬
‫الطوائف او الحرف للحد من خطر المنافسة فيما بينهم حيث تحدد ممارستها وانتاجها واسعارها وجودتها وفض المنازعات ومببا‬
‫الى ذلك اضافة الى ان التوسع في النتاج النقدي و المبادلت النقدية وسع المبادلت في المدن وهو المر الذي اسببهم فببي تطببور‬
‫هذه المدن بتطور النشاطات القتصادية هذه وبالذات في القرنين الحادي عشر و الثالث عشر حيث ازداد عدد السكان فيها بزيادة‬
‫الهجرة المستمرة اليها من الريف وقيبام اسبواق واسبعة فيهببا يتببم مبادلببة المنتجبات الزراعيبة النقديببة و المنتجببات الحرفيببة فيهببا‬
‫واصبحت المدينة تزود الريف بالمنتجات الحرفية ويزود الريف المدينة بالمنتجات الغذائية الزراعية اضببافة الببى ان المببدن هببذه‬
‫اصبحت مركز جذب لمراء القطاع والنبلء وغيرهم من الغنياء لتوفر الراحة وسهولة العيش فبها وتأجير ملكياتهم الزراعية‬
‫الواسعة مقابل ايجار نقدي وهو المر الذي اضعف النظام القطاعي واسهم في انحلله وانهياره ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ .3‬ظهور الدول المركزية القومية في معظم دول غرب اوروبا كانكلترا و اسبانيا و البرتغال وفرنسا و السويد وهولندا وتبعتهم بقيبة‬
‫الدول الوروبية كالمانيا وايطاليا ‪ ,‬وقد مثل ظهور الدول القوميببة هببذه علمل مهمببا فببي اضببعاف السببلطات المحليببة الببتي مثلهببا‬
‫القطاع لصالح السلطات المركزية للدول القومية هذه وبالذات من خلل تحالف وجهاء المببدن وبالببذات التجببار و الحرفييببن مببع‬
‫السلطات المركزية ضد سلطات القطاع لن هذا التحالف يتيح تحقيق توسع في نشاطاتهم التي كانت سببلطات القطبباع تحببد مببن‬
‫توسعها ‪ ,‬وتماشيا مع النبعاث القومي في حينه وبحيث تم نتيجة لببذلك النتقببال مببن الببولء للسببادة القطبباعيين الببى الببولء الببى‬
‫السلطة المركزية التي يمثلها الملك وبحيث اصبح الجبش مركزيا اساسا وحلت الضرائب التي تفرضها السببلطة المركزيببة محببل‬
‫الضرائب التي يفرضها القطبباع وحلببت المحبباكم التابعببة لدولببة المركزيببة محببل المحبباكم القطاعيببة واسببتبدلت سببلطة الملببوك‬
‫المركزية محل سلطات القطاع وهو المر الذي اسهم في انحلل وانهيار النظام القطاعي ‪.‬‬
‫‪ .4‬الحروب الصليبية التي اسهمت في انحلل وانهيبار النظببام القطباعي نظبرا لن هبذه الحبروب واسبتمرارها وتببأمين متطلباتهبا‬
‫اقتضى الحاجة الى تقوية السلطات المركزية والذي يعني بالمقابل اضببعاف سببلطات القطبباع المحليببة وبالتنببازل عببن امتيببازاته‬
‫وانتقاله الى المركز الذي مثلته الدول القومية حيث الحاجة الى تركز سلطات التعبئة و العداد للحرب وخوضببها لببدى السببلطات‬
‫المركزية لتكوين جيوش مركزية دائمية تحل محل جيوش القطاعيات خاصة وان هذه الجي وش البتي وجهتهبا اوروببا لمحارببة‬
‫الشرق اعتمدت بدرجببة مهمببة علببى ارقبباء الرض وبالببذات الهبباربين مببن القطاعيببات واخببذت الحكومببات المركزيببة تفبرض‬
‫الضرائب وتقوم باصدار النقود لتمويل هذه الحروب وقد انتزعت كل هذه التوجهات سلطات القطاع لصالح السلطات المركزية‬
‫وهو ما اسهم في ضعف وانحلل وانهيار النظام القطاعي ‪.‬‬

‫وقإد يكون ضروريا الشإارة الى ان هذه الحروب اعادت العلقإات بين الشرق و الغرب وان هممذه العلقإممات الممتي هممي ذات‬
‫طبيعة تجارية دولية اساسا ادت الى ازدهار المدن القديمة ونشمموء مممدن جديممدة وخاصممة المممدن اليطاليممة واخممذت اوروبمما‬
‫تستورد التوابل و المواد الولية و القطن والحريمر و المط اط ممن الشمرق وتصمدر اليهما السملحة و المنسموجات وتطمور‬
‫السلطات المركزية وتطور الممدن والنشماطات التجاريممة فيهما و الخارجيممة منهمما خصوصما اضمافة المى تطمور النشماطات‬
‫الحرفية التي اسهم توسع التجارة و المبادلت التجاريممة فممي تطورهما ‪ ,‬كممل هممذا اسممهم فممي تراجممع دور الزراعممة والريممف‬
‫لصالح النشاطات التجارية والحرفية و المدنية و هو ما اسهم في ضعف وانحلل ومن ثم انهيار النظام القإطاعي ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫مراحل تطور النظام الرأسمالي‬

‫المبحث الثاني‬

‫مراحل تطور النظام القإتصادي الرأسمالي‬

‫مفهوم النظام الرأسمالي‬

‫من المعروف أن النظام الرأسمالي اشإتد ساعده في القرن التاسع عشر من خلل انتصار البورجوازية الوربيممة علممى‬
‫النظمة القإطاعية المستندة على الكنيسة واستولت على السلطة السياسية في اغلب البلد الوربيممة وهممذه الخيممرة فسممحت‬
‫اللي الضخم ل تعمل بكفاءة تحت‬ ‫لهم المجال لنطلق النظام الرأسمالي وتطوره لن الصناعة التي تقوم على النتاج‬
‫نظام سياسي مثل الملكية المطلقة أو تحت نظام إقإطمماعي فكممان القممرن التاسممع عشممر عصممر تنميممة رأسمممالية عصممر ثممورة‬
‫ديمقراطية ليبرالية تسعى لتخرج العالم كله من التخلف الجتماعي ومن خلل هذا المنطلق أصبح العالم كله مؤهل للتوحممد‬
‫في اطر نظام اقإتصادي شإامل ومتقدم على النظمة السابقة فكان للرأسممالية فضمل فمي تفجيمر ثمورة علميمة قإادتهما بفضمل‬
‫الجامعات بعد تخلصها من قإبضة الكنيسة فكان التعبير الحي عن الطموحات وأماني تلك المرحلة‪.‬‬

‫الجذور الفكرية للرأسمالية‬


‫فهي في الصل قإامت على شإيء من فلسفة الرومان القديمة وقإد ظهر جليا من خلل امتلكها القوة وبسط النفوذ‬
‫والسيطرة حيث أنها تطورت متنقلة من القإطاع إلى البرجوازية إلى الرأسمالية فاكتسبت أفكار ومبادئ مختلفة تصممب فممي‬
‫تيار التوجه نحو تعزيز الملكية الفردية والحرية بيد ان هذه الخيرة ناهضة الدين وتمردت على سلطان الكنيسة أول وعلى‬
‫كل قإانون أخلقإي لنها يهما تحقيق المنفعة الخاصة إضافة إلى ذلك إن الفكار والراء التي تولدت نتيجة للثورة الصناعية‬
‫في أوربا دورا بارزا في تحديد ملمح الرأسمالية ‪.‬‬

‫تعريف الرأسمالية و كيفية تأسيسها‬

‫‪30‬‬
‫ا‪ -‬تعريف الرأسمالية ‪:‬همي نظ ام اقإتص ادي ذو فلسمفة اجتماعيمة وسياسمية يقموم علمى أسماس تنميمة الملكيمة الفرديمة‬
‫والمحافظة عليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيف تأسست الرأسمالية ‪ :‬إن أوربا كانت محكومة بنظام المبراطورية الرومانية الممتي ورثهمما النظممام القإطمماعي‬
‫فظهور الطبقة البرجوازية ما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر بعد مرحلة القإطاع أدى إلى ظهور الرأسممالية ولكمن‬
‫بشكل متدرج منذ بداية القرن السادس عشر فظهرت أول الدعوة إلى الحرية وكذا إنشاء القوميممات اللدينيممة وتقليممص ظممل‬
‫البابا الروحي وظهر المذهب الكلسيكي )ادم سميث ‪ (1723/1790‬فهي تبحث عن الربح بشتى الطرق والسمماليب إل ممما‬
‫تمنعه الدولة لضرر عام مثل المخدرات وتقوم علممى تقممديس المكيممة الفرديممة مممن خلل اسممتغلل القممدرات و زيممادة الممثروة‬
‫وحمايتها وعدم العتداء عليها ونوفر القوانين لها مع عدم تدخل الدولة في الحياة القإتصادية ال بالقدر الذي يتطلبه النظممام‬
‫العام إضافة إلى المزاحمة والمنافسة في السواق وحرية السممعار وفممق متطلبممات العممرض والطلممب وتبحممث عممن اعتممماد‬
‫قإانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها ‪.‬‬

‫النهضة القإتصادية و تطور النظام الرأسمالي من القرن السادس عشر الى القرن العشرين‬
‫عرف القإتصاد الوربي تطورا كبيرا ابتممداء مممن القممرن السمادس عشممر وصمماحب هممذا التقممدم همو ميلد نظمام جديممد‬
‫وتطوره أل وهو الرأسمالية ولقد مر هذا النظام بثلث مراحل أساسية مرحلة الرأسمالية التجارية ثم الصناعية ثم المالية ‪.‬‬

‫المرحلة الولى ‪:‬ميلد الرأسمالية التجارية ‪:‬كما هو معروف أن التاجر كان العنصر الساسي فممي الحيمماة القإتصممادية‬
‫بعد أن توطد وجود المدن داخل الدول الوربية وأصبحت الطبقممة البرجوازيممة تشممكل قإمموة الجتماعيممة ولقممد مكنممت بعممض‬
‫المعطيات الساسية من رسم الواقإع الوربي في القرن السادس عشر والسابع عشر ‪ .‬ان بممدايات النظممام الرأسمممالي اخممذت‬
‫في الظهور في الدول الوروبية وذلك بتحويل اقإتصاديات هذه الدول من النظام القإطمماعي ) نظممام الضمميعة المغلقممة ( الممى‬
‫القإتصاد الرأسمالي القائم على نظام السوق و الملكية الخاصة و الذي يعمل بهدف تحقيق اكبر ربح ممكن ومن خلل اليممة‬
‫السعر ونتيجة لعدة عوامل ومؤثرات اسهمت في تحقيق هذا التحول وتضمنت تطورا يرتبط بذلك في الجوانب القإتصممادية‬
‫و الجتماعية والسياسية ‪ ،‬من هذه العوامل ‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ . 1‬اتساع رقإعة العالم‪:‬ان الكتشافات وخاصة اكتشاف الطريق البحري نحو الهند عن طريق منعطف رأس الرجاء‬
‫الصالح واكتشاف أمريكا اللذين مهدا السبيل نحو تطور تيارات تجارية وانفتاح أسواق ومجالت أمممام الشممركات التجاريممة‬
‫الوربية أدى هذا إلى دخول مرحلة المبادلت التجارية الواسعة واستولت الدول الوربية على البلدان الفريقية والسمميوية‬
‫والمريكية فاستعمرت البرتغال عدة مناطق في شإواطئ إفريقيا والهند واسبانيا استولت على العممالم الجديممد وهولنممدا علممى‬
‫جزر جاوا وماليزيا وعملت بريطانيا على الستيلء على المستعمرات الفرنسية والبرتغالية في أمريكا والهولندية بآسيا ‪.‬‬
‫‪ . 2‬الثورة النقدية‪:‬كانت نتيجة تدفق الذهب الذي اكتشف في أمريكا والمكسيك والبيرو طيلة القرنين السادس عشممر‬
‫والسابع عشر وارتفاعه الكبير في السعار واغتنمماء الطبقممة البرجوازيممة الصمماعدة والممذي مكممن مممن تمويممل عممدة مشمماريع‬
‫تجارية وصناعية أدى هذا السيل التضخمي في الوقإت الذي كانت للحياة القإتصادية في العالم العربي شإممرقإه وغربممه تتسممم‬
‫بتزايد النكماش بعد ان نضبت مصادر الذهب الفريقي وتوقإفت مسيرة القوافل التجارية ‪.‬‬
‫‪ . 3‬ميلد المم والدول العصرية‪ :‬ان التحولت الكبرى التي عرفتها أوربا في القرن الس ادس عشمر أدى أي ميلد‬
‫المم بالمفهوم العصري من خلل شإعورها بوحدتها وكيانها وبالتضامن الذي يجمممع سممكانها وأقإاليمهمما وظهممور المممة فممي‬
‫وقإت تدعم فيه الملكية والسلطة المركزية التي أسكتت تحممديات القإطمماعيين المحلييممن واعتمممدت علممى الطبقممة البرجوازيممة‬
‫الحديثة العهد بالوجود ومن هنا أصبح الملك يجسد المصلحة العامة وظهمرت قإموته القإتصمادية فمي توحيمده النقمود وبرفمع‬
‫الضممرائب وإنشمماء المشمماريع الفلحيممة والصممناعية والتجاريممة وكممذا قإيممامه بممالحروب الخارجيممة والبحممث عممن أسممواق‬
‫ومستعمرات فميلد المة يعتبر من الناحية القإتصادية حدثا كبيرا لنه اخرج القإاليم من عزلتها وأزال الحدود فممادى ذلممك‬
‫إلى اتساع رقإعة السواق الوطنية و النفتاح الجتماعي في حين أن دول العالم العربي لم تعرف هذه الظاهرة الشيء الذي‬
‫حرمها من التنمية وبقائها خاضعة للبنية القبلية القروية والعصبيات الضيقة‪.‬‬
‫‪ . 4‬تراكم الموال في يد التجار الكبار الصيارفة‪:‬هذه الظاهرة لم تكن معروفة قإبل ذلك إذ كان المنتج يعيش في إطار‬
‫ضيق وكان السيد القإطاعي أو المؤسسات الدينية الذي استطاع ان يملك بعممض الممثروة الممتي اسممتعملت فممي بنمماء القصممور‬
‫والكنائس فلما كثرت الرباح في يد التجار و اتسع نشاطهم اقإبلوا على جمع الموال واسممتعمالها فممي السممتثمارات وإنشمماء‬
‫المشاريع وصناعة السفن وتأسيس الشركات ‪.‬‬
‫‪ .5‬الثورة الفكرية وتغير الذهنيات‪:‬انطلقإا من الثورة الدينية التي دشإنها لوثر ‪ 1517‬ودعمها كلفان والتي تمثلت في‬
‫التيار المسيحي البروتستانتي اثر كبير على تغير الذهنيات بأوربا وعلى ميلد الفكر القإتصادي المعاصر حيث ان التفكيممر‬
‫السائد في أوربا استسلميا ل يسعى عن البحث عن جمع الرباح بقدر ما يسعى إلى نوع من الكتفائية لن سعادته الحقيقة‬
‫ل موضع لها في العالم الدنيوي فجاء التيار البروتستانتي ليعمبر همذا التفكيمر وجعمل ممن المثروة والربماح علممة الرض ا‬

‫‪32‬‬
‫واللطف اللهي وجعل العمل مقدسا من الناحية الدينيممة ولقممد كممانت لرسممالة كالفممان سممنة ‪ 1536‬الممتي أقإممرت حممق الثممراء‬
‫وحللت من الوجهة الدينية معدل الفائدة واستعمال رأس المال وقإرضه هذا مكن القإتصمماد مممن تمويممل المشمماريع التجاريممة‬
‫والصناعية‪ ،‬وتشعب هذا التفكير في البلدان النجلوسكسونية وساعد على ميلد "المنظم" الذي هممو العنصممر الساسمي فممي‬
‫نهضة النظام الرأسمالي في القرون المعاصرة ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬تطور الرأسمالية الصناعية كانت انجلممترا )‪ (1830-1760‬مصممدر الثممورة الصممناعية الممتي اجتمماحت‬
‫عديد من الدول الوربية و أمريكا واليابان في فترات متفاوتة فانجلترا جمعت كل الخصائص الساسمية الممتي طبعممت هماته‬
‫الفترة التاريخية التي تعلقت بمعطيات اقإتصادية و ديمغرافية واجتماعية وفكرية علمما ان عواممل الثمورة الصمناعية معقمدة‬
‫ومتداخلة لحد ان مؤرخي الحيمماة القإتصممادية اختلفمموا فممي تحديممد السممباب الساسممية للتغيممرات الممتي طممرأت علممى الواقإممع‬
‫القإتصادي بمناسبة هذه الثورة ومن هنا يمكن تلخيص السمات الساسية للثورة الصناعية في مايلي ‪:‬‬
‫الختراعات التقنية ‪:‬تعتبر الختراعات التقنية العلمية من الظمواهر المتي عرفتهما بريطانيما فمي أواخمر القمرن الثمامن‬ ‫‪.1‬‬
‫عشر وأوائل القرن التاسع عشر وهذه الختراعات مكنت من استعمال وسائل تقنية جديدة زادت إنتاجية العمل بدخول‬
‫اللة ميدان النتاج وتعويض العنصر البشري وهذه الختراعات تهم كل القطاعات الصناعية و خاصة قإطاع النسمميج‬
‫والصلب والطاقإة وهنا يمكن ذكر بعض الختراعات ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختراع آلة لف الحرير من طرف لومب سنة ‪.1716‬‬
‫‪ -2‬اختراع المكوكا الطيار من طرف كي سنة ‪.1733‬‬
‫‪ -3‬اختراع الة الغزل من طرف اركوايت‪.‬‬
‫‪ -4‬اختراع المنسج اللي من طرف كرنايت سنة ‪. 1785‬‬

‫هذه الختراعات مكنممت بريطانيمما مممن تصممدير إنتمماج هممذه الصممناعة يكممون عنصممر تطمموير كممبير للتجممارة الخارجيممة‬
‫البريطانية وبالتالي عنصر التقدم القإتصادي‬
‫في ميدان صناعة الحديد والصلب نجد اختراع طريقة صناعة الصلب من الحديد والفحم من قإبل إبراهيم داربي سنة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ 1735‬واختراع طريقة لذابة الحديد من قإبل هونتسمان الذي أسس أول معمل للتعدين سنة ‪. 1750‬‬
‫في ميدان الطاقإة فيعتبر اختراع اللة البخارية من قإبل جيمس وات سنة ‪ 1764‬أهم حدث تقني وقإع منذ القرن الثامن‬ ‫‪.3‬‬
‫عشر وما يزال يمثل الطريقة الكثر استعمال في الصناعات ووسائل النقل ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬الثورة الفكرية‪ :‬تعتبر الثورة الفكرية التي عرفها العالم الوربي في القرنين الثممامن عشممر والتاسممع عشممر‬
‫امتداد للصلحات الدينية التي تحدثنا عنها وللتحولت التي عرفها القرن السمادس عش ر لكمن التجماه الجديمد المذي سملكه‬
‫الفكر في هذه المرحلة الثانية كان اتجاها لئكي واعتبرت الحرية الشخصية مبدأ مقدس حيث اعتقد أنممدري بيمتر فمي كتممابه‬
‫العمار الثلث للقإتصاد‪ ،‬إن مفهوم الحرية الشخصية الذي هيمن على الفكر الحديث يعتمد على ثلث أسس ‪:‬‬
‫الساس الول ‪:‬العتقاد بقوة العقل البشري و بالمنطق فالنسممان ل يمكممن أن يخضممع إل لمعطيممات علميممة ولقممد كممان‬
‫ديكارت الفيلسوف الفرنسي أول من وضع أسس هذا المنهج العقلني الذي سيطر على المجتمع المتقدم‪.‬‬
‫الساس الثاني ‪ :‬هو العتقاد الراسخ في طيبوبة النسان العفوية من خلل تشبثه بالتفمماؤل وعممدم الرضمموخ للواقإممع او‬
‫النسياق لتخمينات تشاؤمية‪.‬‬
‫الساس الثالث‪:‬تقممديس الفممرد واعتبمماره محممور الحيمماة الجتماعيممة وتحريممره مممن كممل القيممود حيممث نجممد أن الفلسممفة‬
‫الفرنسيون روسو وفولتير وتشيسكو من المع رجال الفكر الذين عبروا عن هذه الديولوجية التي عرفممت التطممبيق بممالعنف‬
‫في فرنسا بعد اندلع الثورة سنة ‪ 1789‬في حين تصاعد شإيوعها بطريقة أكثر شإمول واقإل حدة في المجتمع البريطاني ‪.‬‬
‫خلل هذه المرحلة تطورت القطاعات التالية بشكل ملحوظ من خلل‪:‬‬
‫الصلح الزراعي ‪:‬إن دراسة الحقبة التاريخية المتراوحة بين أواخر القرون الثامن عشر وأواخر القرن التاسع عشر نجممد‬
‫أنهم ل يهتمون إل بوصف معالم الثورة الصناعية وينسون ان الفلحة قإد عرفت كذلك تغيرات كممبرى خاصممة فممي انجلممترا‬
‫كانت سببا في من أسباب قإيام صناعة عصرية ولقد مكن الصلح الزراعي في كل مممن انجلممترا و فممي كممل البلممدان الممتي‬
‫عرفت طريق التقدم من إمداد الصناعة بمساعدات كبرى يمكن ان تلخص في ‪:‬‬
‫‪ .1‬كان من نتائج الصلح الزراعي تكوين قإوة شإرائية عند الفلحين وإقإبالهم على القإتصاد النقدي الشيء الذي رفع من المنتجات‬
‫الفلحية ‪.‬‬
‫‪ .2‬أدى هذا الصلح من رفع النتاجية الزراعية وتحرير اليد العاملة التي استقطبتها الصناعة في أول مراحل نموها ‪.‬‬
‫‪ .3‬ساعد ارتفاع مداخيل الفلحين توجيههم للثروات التي جمعوها إلى استثمارات صناعية الشيء الذي جعممل الفلحممة تلعممب دورا‬
‫بجانب التجارة دور ممول للصناعة‪.‬‬

‫فالدول التي دشإنت انطلقإتها القإتصادية فممي أواخممر القممرن التاسممع عشممر مثممل فرنسمما والوليممات المتحممدة المريكيممة‬
‫وألمانيا و اليابان نفس التغيرات التي حدثت في الزراعة البريطانية هذا إن دل على شإيء فإنما يدل على أن الفلحممة كممانت‬
‫وستبقى دوما مصدرا من مصادر التنمية الصناعية ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫النمو الديموغرافي ‪:‬عرفت انجلترا في أواخر القرن الثامن عشر وخلل القرن التاسع عشر تقدما ديمغرافيا بحيث أن عممدد‬
‫السمكان فمي كمل ممن انجلمترا وبلد الغمال ارتفمع مرتيمن بيمن ‪ 1771‬و ‪ 1831‬وارتفمع بمأربع ممرات بيمن ‪1800‬و ‪1914‬‬
‫)أربعون مليون مقابل عشرة مليين( وقإد نتج هذا النمو الديمغرافي عن ارتفمماع فممي معممدل الممولدة )‪ %34‬قإبممل ‪ 1750‬وة‬
‫‪ %37‬بين ‪1780‬و ‪ (1800‬وانخفاض في معدل الوفيات بعد ‪ (%30)1780‬وخاصممة بعممد ‪ (%22) 1825‬ولقممد سمماعدت‬
‫هذه الوثبة الديمغرافية الكبرى على تدعيم الثورة الصناعية لنهمما مكنممت البلد البريطانيممة مممن القمموة البشممرية الممتي تكممون‬
‫الطاقإة المحركة الولى للتقدم ‪ .‬إضافة إل أن عوامل أخرى كان لها تأثير انتشار وسمائل النقمل فمي انجلمترا أواخمر القمرن‬
‫الثامن عشر وعامل الهجرة إلى الوليات المتحدة وعامل الوحدة السياسية في ألمانيا ‪. 1870‬‬

‫المرحلة الرابعة ‪:‬تطور الرأسمالية المالية‪:‬هذه المرحلة الثالثة هي امتداد للمرحلة الولمى بالنسمبة لبريطانيما العظمممى الممتي‬
‫وصلت إليها في وقإت كانت فيه البلد الرأسمالية الخرى ما تزال تخطمو خطواتهمما الولمى نحمو التصممنيع فظهممور قإموات‬
‫اقإتصادية بعد ‪ 1870‬داخل أوربا وخارجها تنافس القإتصاد البريطاني بحيث كانت قإدرتها الصناعية تساوي ‪%32 1870‬‬
‫من القدرة الصناعية العالمية ف ي حيمن ان الوليمات المتحمدة المريكيمة كمانت تملمك ‪ %23‬وألمانيما ‪ %13‬وفرنس ا ‪%10‬‬
‫ويمكن تلخيص هذه الفترة في مايلي ‪:‬‬
‫‪ . 1‬تطور المؤسسات البنكية والمالية والتي أخذت تلعب الدور التسييري للحياة القإتصادية باعتبارها الممول الساسي‬
‫للمؤسسات الكبرى التي اضطرت لستعمال القممروض البنكيممة ولصممدار السممهم حممتى تتمكممن مممن جمممع الممموارد الماليممة‬
‫استجابة لمتطلبات النمو ولهذا وصفت رأسمالية هذه الفترة برأسمالية المالية ‪،‬وتعاظم نشمماط ابنمماكا كممانت ابنمماكا عممائلت‬
‫فأصبحت تساهم في كل الصناعات وانتشرت مكاتب ابناكا الودائع و البناكا التجارية في كل الدول الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ . 2‬لعبت بعض القطاعات دورا مهما في لوليد الطاقإات القإتصادية وتصعيد إمكانيات النمو وبعد أن كانت صناعة‬
‫النسيج خاصة صناعة التعدين تشكلن القطاع المحركا للنشاط القإتصادي انتقل هذا الدور بعد ‪ 1850‬الى السكك الحديدية‬
‫ثم إلى صمناعات حديثمة مثمل‬ ‫التي كانت سببا في اتساع السواق الداخلية سواء في الدول الوربية أو الوليات المتحدة‬
‫السيارات و الميكانيكية والكيماوية حيث إنها أصبحت المقياس الول للتطور القإتصممادي ثممم وقإممع تغيممر كيفممي فيممما يتعلممق‬
‫بالطاقإة واستعمالها بعد بناء السدود وطاقإة البممترول الممتي انتشممرت بسمرعة علممى حسمماب طاقإممة الفحممم الممتي كمانت أسماس‬
‫النهضة في انجلترا‪.‬‬
‫‪ .3‬استيلء لدول الرأسمالية على أراضي وخيرات البلدان الفقيرة وكان هذا من مظاهر نهاية القرن التاسع عشر‬
‫وهذا المد المبريالي جاء من طبيعة النظام الرأسمالي الذي يبحث على أسواق وأرباح وكان له اثر في العلقإات بين الدول‬

‫‪35‬‬
‫الشممركات الكممبرى الممتي أصممبحت‬ ‫الرأسمالية التي كانت تتسابق على المستعمرات وقإد واكب المممد السممتعماري تغلغممل‬
‫تسمتغل مشماريع المممواد الوليمة الممتي توجههما إلمى صمناعات المدول المبرياليممة وأدى فتمح قإنمال السممويس مممن الحمداث‬
‫القإتصادية الكبرى التي طبعت هذه الفترة التاريخية لنه مكن من ربط المستعمرات البعيدة بمراكز الهيمنة الوربية ‪.‬‬
‫إن مرور الرأسمالية بالمراحل التي ذكرناها واكب تحول فممي شإممكلها وفممي أسممواقإها حيممث كممانت رأسمممالية تزاحميممه‬
‫فأصبحت رأسمالية احتكارية إلى أن وصلت إلى الشكل الذي نراه اليوم‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫مراحل تطور النظام الرأسمالي‬

‫المبحث الثالث‬

‫تطور الراسمالية في القرن العشرين‬

‫‪36‬‬
‫تطور الراسمالية في القرن العشرين‬
‫إن التطور السريع لصيرورة وتتبع التحولت في النظام الرأسمالي ففي المراحل الولى أي بعد الثورة الصناعية التي‬
‫حدثت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر لم يكن هناكا من شإك كما قإال ممماركس إن انتاجيممة النسممان تعرضممت إلممى‬
‫تغيرات عميقة فالتنظيم الصناعي والمفهوم الرأسمالي أديا إلى أن يبلغ إنتاج المصانع مستويات لم يبلغها في السابق أبدا ‪.‬‬
‫فإذا تأملنا جيدا وجدنا انه مع نهاية القرن التاسع عشر وبدايممة القممرن العشممرين ظهممور كممثيف لعمممال الصممناعة وهممذا‬
‫نتيجممة للسمملطة الواسممع الممتي تمتممع بهمما ومارسممها الملكا أو الرأسممماليون او ضممعف سمملطة البممد العاملممة فممي ظممل النظممام‬
‫الرأسمالي ‪،‬وكذا للشروط القاسية التي فرضها هذا النظام علمى بعمض الفئ ات الجتماعيمة المحروممة‪،‬فالنظمام الرأسممالي‬
‫تعرض لربع تطورات أولها ظهور النقابات المهنية التي ساهمت في موازنة السلطة بين أربمماب العمممل والعمممال والثانيممة‬
‫ظهور دولة الرفاه او ظهور الدولة الراعية التي تعود إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر في ألمانيا ‪.‬‬
‫والعامل الثالث ظهر في الثلثينيات وجزئيا نتيجة تأثير جون مايرند كينز وكتاباته ‪،‬فخلل القممرن التاسممع عشممر‬
‫وضمن القرن العشرين كممانت الشإممكالية الكممبرى للرأسمممالية زيممادة حممدة الزمممات الممتي تمثلممت بتفمماوت توسممع و الكسمماد‬
‫القإتصاديين وهو ما عرف بالزمة الرأسمالية ‪.‬‬
‫أ ما العامل الرابممع وهممو زوال الرأسمممالية التقليديممة وحممل محلهمما الداري او الممبيروقإراطي الشممركات الضممخمة ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك ان النظام الرأسمالي يقوم على أساس الملكية الفردية ولكن هممذا الخيممر ل يظممل دون تغييممر فهممو عرضممة‬
‫لجملة مراحل متتابعة من التبدلت ففي المرحلة الولى من الرأسمالية نجد صاحب المشروع بمفرده‪ ،‬ثم ظهرت الشممركات‬
‫بعد ذلك ظهرت طبقة المدراء المشاريع ومن ثم أصبحنا نجد أنفسنا أمام مزيج من ملكية الدولة وتدخل الدولممة والشممركات‬
‫الكبيرة ‪،‬فاعتقادنا بان هاته العوامل الربعة والتي تم ذكرها قإد ساهمت بشكل كبير في ضمان مستقبل الرأسممالية ذلمك انمه‬
‫لم يكن تستمر في العيش لو احتفظ الرأسماليون بسلطتهم المطلقة على تحديد الجور وشإروط العمل ‪ ،‬لو أن الدولة الحامية‬
‫والراعية أو دولة الرفاه لم توجد لو أن أزمات الكساد استمرت وتفاقإمت لو أن رجال الدارة لم يحلوا محل الرأسماليون أما‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية نجد ان تطور الرأسمممالية كمان ممن خلل تسمارع معممدلت نمممو النتمماج الصمناعي وبخاصمة‬
‫التجارة الخارجية حيث أدت لثلث أسباب رئيسية الى تسارع معدلت التطور القإتصادي‬
‫أولها ‪:‬الثورة العلمية والتكنولوجية ‪،‬‬
‫وثانيا تعميم التقسيم الدولي للعمل ‪،‬‬
‫أما الثالثة التنظيم التدخل الحكومي الحتكاري المكثف للحياة القإتصادية ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫فتعبئة جميع موارد النظام الرأسمالي بهدف رفع وتأثير التطور القإتصادي‪،‬والتخلممص مممن حممدة الهممزات القإتصممادية‬
‫والتناقإضات الطبقية وما بين الممدول المبرياليممة وكممان لبممد أن يممتركا ذلممك بصممماته علممى طممابع ظهممور القمموانين الداخليممة‬
‫للرأسمالية ‪.‬‬
‫فالثورة العلمية والتكنولوجية غداة الحرب العالمية الثانية شإملت جميع ميادين القإتصاد ‪،‬فطبقت أساليب جديممدة لدارة‬
‫النتاج وتحول العلم إلمى قإموة إنتاجيمة مباشإممرة وزيمادة النفقمات فمي البحمث العلممي ‪،‬ومممع تطمبيق مبمادئ الدارة الحديثمة‬
‫وتسريع تجديد رأس المال الثابت ورفع إنتاجية العمل مع تمتع التقدم العلمي التقني باستقللية ‪،‬أما السبب الخر وهو تعميم‬
‫التقسيم الدولي للعمل منذ أوائل الخمسينيات وما ارتبمط بمه ممن توسميع سمريع فمي التجمارة الرأسممالية العالميمة والتعماون‬
‫النتاجي والمبادلت التكنولوجية بين الدول كعامل تسريع لمعدلت النمو القإتصادي والتقدم العلمممي والتقنممي فخلل )‪-55‬‬
‫‪ ( 77‬كانت التجارة الخارجية للبلدان الرأسمممالية المتطممورة تنمممو بممأكثر مممن مممرة وتصممف أسمرع مممن النتمماج الجتممماعي‬
‫وبفضل توسع لنطاق التقدم العلمي والتقني ‪،‬كما تميزت العشرية الخيرة بتوسمع مطممرد فمي التبمادل العلمممي والتقنممي بيمن‬
‫البلدان ونمت تجارة البراءات والتراخيص بمعدل أسرع من التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫أما العامل الهم الثالث الذي اثر على التطور القإتصادي العام فهمو التنظيمم الحكمومي الحتكماري لقإتص اد بوس ائل‬
‫التدخلية المتعددة والمتنوعة وذلك بهدف الحد من تقلبات السوق وتعجيل معدلت التطور بصفة عاممة ‪ ،‬تخفيمف النزاعمات‬
‫الجتماعية ‪...‬مما لعب دورا معينا في التطور القإتصادي للرأسمالية المعاصرة وذلك بتدخل الدولة لنهمما قإممادرة علممى كممل‬
‫شإيء ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫السمات الساسية للنظام الراسمالي و آلية عمله و عيوبه‬

‫المبحث الول‬

‫السمات ألساسية للنظام الرأسمالي‬

‫‪38‬‬
‫على اساس ما سبق وان تم تناوله بخصوص النظام القإتصادي الرأسمالي يمكن ابراز بعممض السمممات الساسممية‬
‫لهذا النظام و ابرز العيوب و المساوئ و النواقإص و السلبيات التي رافقته وترافقممه وسممتظل ترافقممه ومممن خلل الممتركيز‬
‫على الهم فيها ‪.‬‬
‫السمات الساسية للنظام القإتصادي و الرأسمالي‬
‫ان النظام القإتصادي الراسممالي يتسمم بالعديمد ممن السممات اي الخص ائص المتي تميزهعمن غيمره ممن النظممة‬
‫القإتصادية الخرى سواء ما يتصل منها بالجانب النظري او في الجانب العملي و التي توفر للنظام القإتصادي الرأسمممالي‬
‫طبيعته الخاصة به و بالذات الخطوط العريضة له رغم اختلف التفاصيل المرتبطة بذلك سواء من حالة الى اخرى او مممن‬
‫وقإت لخر ومن بين اهم سمات النظام هذا و الذي هو النظام السائد حاليا في معظم الدول ان لم يكن في جميعهمما تقريبمما ممما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الملكية الخاصة لوسببائل النتبباج و للنشبباطات القتصببادية الببتي تتببم فببي اطببار هببذا النظببام حيببث ان الصببل فببي القتصبباد‬
‫الرأسمالي بصيغته النظرية النقية ) الصلية ( هو ان كافة وسائل النتاج و النشاطات القتصببادية ينبغببي ان تكببون مملوكببة‬
‫ملكية خاصة اي ان يملكهببا الفببراد و المشببروعات الخاصببة الشببركات الخاصببة وغيرهببا وهبذا يعنببي ان الدولببة ينبغببي ان‬
‫لتمتلك وسائل النتاج و النشاطات القتصادية حيث ان دور الدولة في القتصاد ينبغي ان يكون محايدا وان يقتصر دورهببا‬
‫على تقديم الخدمات العامة التي تتمثل بتأمين الدفاع الخارجي وضمان المن الداخلي وتحقيق العدالة وفرض النظام ‪.‬‬
‫‪ .2‬حرية ممارسة النشاطات القتصادية و حرية التعاقد اي حرية الفرد في استخدام موارده فببي المجببالت الببتي يرغببب فيهببا و‬
‫التي يرى انها تحقق له اكبر نفع ممكن او عائد ممكن له باعتبار انها مملوكة ملكية خاصة وبالتالي فبانه حببر فبي اسببتخدامها‬
‫سواء باستثمارها واستخدامها في انتاج السلع و الخدمات او في الستهلك بمبا فبي ذلببك حريبة ممارسببة الفبرد للعمبل الببذي‬
‫يرغب فيه و الذي يتناسب مع ميوله و قدراته واتجاهاته ومؤهلته وهذه الحرية في النظم القتصادية الراسمالية هببي حريببة‬
‫ينبغي ان لتكون مقيدة بأي قيد حتى تتيح للفرد بذل اقصى جهد من اجل الحصول على اكبر دخل او عائبد او نفبع ممكبن لبه‬
‫نتيجة ما يقوم من نشاط وبدون ان تتدخل اي جهة كانت في ممارسته لحريته هذه وهو ما يعني عدم تدخل الدولة في ذلك ‪.‬‬
‫‪ .3‬ان الهدف الساسي ويكاد يكون الوحيد للنشاطات القتصادية في النظام القتصادي الرأسمالي هو تحقيق اقصى ربح ممكببن‬
‫هذا الربح الذي يتحقق نتيجة للنشاطات القتصادية و الذي يتمثل بزيادة ايرادات النشاط علبى تكباليفه وبحيبث يتبم الوص ول‬
‫الى تحقيق اقصى ربح ممكن و تخفيض النفقات الى ادنى حد ممكن ‪.‬‬
‫‪ .4‬ان اللية التي يعمل بموجبها النظام القتصادي الرأسمالي تتمثل بالية السببوق والببتي هببي السببوق التامببة اي سببوق المنافسببة‬
‫الكاملة والتي تعمل على اساس التفاعل الحر بين قوى السوق اي التفاعل الحر بين قوى العرض و قوى الطلببب فببي السببوق‬
‫وبصورة تلقائية وبعيدا عن اي تدخل او تقييد لهذه الحرية او التببأثير عليهببا مببن اي جهببة كببانت وان نتيجببة التفاعببل الحببر و‬

‫‪39‬‬
‫التلقائي غير المقيد بين قوى العرض وقوى الطلب في السوق التامة هذه هو تحديد السعر الذي يعتبر المؤشر الساسي الببذي‬
‫يتم الستناد اليه في القيام بالنشاطات القتصادية ‪.‬‬

‫ونتيجة لما سبق يتم التوصل الى ان السمات الساسية للنظام القإتصادي الرأسمالي سمواء المرتبممط منهمما بأسماس‬
‫عمل النشاطات القإتصادية ومن خلل ملكيتها ملكية خاصة او المرتبط بحرية ممارسة النشاطات القإتصادية المستندة الى‬
‫ملكيتها الخاصة او نتيجة هدفها في تحقيق اكبر ربح ممكن او بالستناد الى الية السوق بهذه النشاطات وفممي تحديممد المهممام‬
‫التي يؤديها النظام و الذي ينجم عنه تحقق العديد من النتائج الهامة والساسية و التي منها ‪:‬‬
‫‪ .1‬ضمان تحقق الستخدام الكامل للموارد و بالذات مبن خلل اليبة السبوق حيببث يتبم بموجبهببا معالجبة حببالت البطالببة وعببدم‬
‫الستخدام لن عدم الستخدام سواء لعنصر العمل او للموارد او للسلع يعني عرض في السوق اكبر من الطلب عليه وهو ما‬
‫يدفع السعر للتجاه نحو النخفاض ويستمر النخفاض في السعر طالما وجد عدم استخدام ولحين زوال عدم السببتخدام هببذا‬
‫و بالشكل الذي يتحقق نتيجة له التوازن اي التعادل ) التساوي ( بين العرض و الطلب ‪.‬‬
‫‪ .2‬ضمان التخصيص الكفء للموارد حيث ان الموارد تتجه وفقا للية السوق التي يعمل بموجبها النظام القتصادي الرأسمالي‬
‫نحو المجالت التي تحقق اكبر رببح ممكببن اي الببتي تحقببق اكببر عائبد ممكببن باقبل كلفببة ممكنببة وقياسبا بالمجبالت البديلببة‬
‫لستخدام الموارد هذه وهو ما يعني ان الموارد هذه لتتجه نحو المجالت التي تحقق خسارة و التي تزيد فيها التكاليف علببى‬
‫اليرادات او تلك التي تحقق ارباح اقل بانخفاض ما يتحقق من ايرادات فيها قياسا بتكاليفها ومقارنببة بالبببدائل المتاحببة و هببو‬
‫المر الذي يعني التخصيص الكفء للموارد و المعايير القتصادية و بالذات المالية اي معيار اليرادات الماليببة و التكبباليف‬
‫المالية و ما يتحقق نتيجة العلقة بينهما من ربح مالي ‪.‬‬
‫‪ .3‬الستخدام الكفء للموارد من خلل ان الية السوق التي يعمل النظام القتصادي الرأسمالي وفقا لها تببدفع بمعببدلت الرببباح‬
‫نحو التساوي في المجالت المختلفة و ارتباطا بان الهدف الساسي للمشروعات الخاصبة ه و تحقيبق اقصبى رببح ممكبن و‬
‫الذي على اساسبه تقبوم مختلبف الفعاليبات و النشباطات القتصبادية و البذي يعنبي ان المبوارد تتجبه فبي اسبتخداماتها نحبو‬
‫المجالت التي تحقق اكبر ربح ممكن وهذه المجالت هي بالضببرورة المجببالت الببتي تتحقببق فيهببا اعلببى كفبباءة ممكنببة فببي‬
‫استخدامها للموارد ‪.‬‬
‫‪ .4‬واستنادا الى ما سبق يتم افتراض التوافق او التطابق بيبن المصبلحة الخاصببة او الفرديببة و المصببلحة العامبة او الجتماعيببة‬
‫ومن خلل تحقق المصلحة الخاصة لن مصلحة المجتمع تتحقق باكبر قدر ممكن من وجهة النظر الرأسببمالية عنببدما تحقببق‬
‫لفراده اكبر قدر ممكن مبن المصبلحة الخاصبة اذ ان الملكيبة الخاصبة لوسبائل النتباج وللنشباطات القتصبادية وان سبعي‬
‫الفراد لستخدام ما يملكونه بحرية وكفاءة يضمن لهم تحقيق اقصى مصلحة خاصة عن طريق بببذلهم اقصببى نشبباط وبببدون‬
‫اية قيود تحد من اندفاعهم لتحقيق ذلك وبتحقيقه يتم ضمان تحقق اقصى مصلحة ممكنة للمجتمع ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫السمات الساسية للنظام الراسمالي و آلية عمله و عيوبه‬

‫المبحث الثاني‬

‫عيوب النظام الرأسمالي‬

‫ان ما سبق من سمات للنظام القإتصادي الرأسمالي وما يمكن ان يفرزه مممن نتائممج نتيجممة للسمممات و الليممة هممذه‬
‫يتصل معظمها بالجانب النظري نظرا لن الواقإع الفعلي وما يتحقق فيه قإد ليتطابق في معظمه مممع هممذه السمممات و الليممة‬
‫التي يعمل بها بسبب العيوب التي تتصل بذلك اضافة الى ما يوجه اليه من انتقادات وما يرد عليه مممن اعتراضممات و الممتي‬
‫من ابرزها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬غياب الحرية في ممارسة النشاطات في واقع عمل النظام الراسمالي وبالبذات فبي الفبترات اللحقبة البتي ارتبطبت بتط وره‬
‫حيث ان المنافسة التامة و التي تتم من خللها حرية ممارسة النشاطات القتصادية تحولت في مسار التطور عبر الزمن الى‬
‫تدخل في النشاطات القتصادية وبروز جهببات تدخليببة عديببدة تقيببد وتحببد مببن حريببة ممارسببة النشبباطات القتصببادية اذ ان‬
‫المنافسة التامة و الحرة تولد الحتكار ذلك لن المنافسة وما تتيحه من حرية تؤدي الببى تغلببب المشبباريع الكبببر قببدرة وقببوة‬
‫على المشاريع القل قدرة وقوة في اطار الصراع التنافسي البذي تبوفره المنافسبة ومبا ينجبم عنبه فبي نهايبة المبر امبا البى‬

‫‪41‬‬
‫انضمام المشروعات القل قدرة وقوة الى المشروعات القل قببدرة وقببوة الببى المشببروعات الكبببر قببدرة وقببوة او انسببحاب‬
‫المشروعات ذات القدرة و القوة القل وبذلك يتولد الحتكار الذي يحل محل المنافسة ‪.‬‬
‫‪ .2‬عجز الية السوق التي يعمل بموجبها النظام القتصادي الراسمالي عن توجيه المببوارد نحببو المجببالت الكببثر اهميببة ونفعببا‬
‫لفراد المجتمع و التي يمكن ان تتمثل في المجالت التي تلبي احتياجاتهم الساسببية و بالببذات مببا هببو ضببروري منببه لعيببش‬
‫الفرد وبقاءه واستمرار وجوده في الحياة وبما يتح له استمرار ممارسته لعمله وقيامه بنشاطاته حيببث ان المببوارد تتجببه وفقببا‬
‫اهذه اللية نحو المجالت التي تحقق اكبر ربح ممكن وهذه المجببالت الببتي تتجبه المببوارد نحبو السبتخدام فيهبا قببد لتكبون‬
‫بالضرورة المجالت الكثر اهمية وضرورة اذ قد تتجه الى مجالت غير ضرورية او كمالية او حتى لما هو ضار منها كما‬
‫هو الحال في انتاج الدخان و المشروبات الكحولية وغيرها لمجرد انها تحقببق ربحببا اكبببر باعتببباره الهببدف الساسببي للقيببام‬
‫بالنتاج من قبل المشروع الخاص كما ان الموارد قبد لتتجببه وفقببا لليببة السببوق نحبو المجببالت الكببثر اهميببة وضببرورية‬
‫لتطوير المجتمع ‪.‬‬
‫‪ .3‬الزمات التي تعرض ويتعرض لها النظام القتصادي الرأسمالي في عمله وفي ممارسة نشاطاته القتصببادية والببتي ترتبببط‬
‫بعجزه عن تحقيق الستخدام الكامل للموارد وبالذات في ظل السواق ذات الطبيعة الحتكارية التي تسببود فيببه والببتي يكببون‬
‫النتاج فيها اقل ودرجة استخدام الموارد ادنى قياسا بما يمكن ان يتحقق من انتاج ومن استخدام للموارد في السوق التامة ‪.‬‬
‫‪ .4‬الهدرو التبديد القتصادي الذي يرافق عمل النظام القتصادي الرأسمالي و الببذي يرتبببط باليببة عملببه و الببتي تتضببمن اتخبباذ‬
‫القرارات الخاصة بممارسة النشاطات فيه من قبل الجهات الخاصة الفراد والمشروعات التي تقوم بهببذه النشبباطات و الببتي‬
‫تؤدي في حالت ليست بالقليلة الى حصول حالت عدم استخدام وضعف فبي الكفباءة وف ي اسبتخدام المبوارد فبي ظ ل عبدم‬
‫وجود جهة تضمن تحقيق التناسق بين القيام بهذه النشاطات و الحاجة اليها وهو المر الذي يقود الى ظهور فائض فبي انتباج‬
‫النشاطات بزيادة عرض منتجاتها على الطلب عليها ‪.‬‬
‫‪ .5‬يرتبط النظام القتصادي الرأسمالي في طبيعته بوجود الستغلل الناجم عببن امتلك القلببة فيببه وسببائل النتبباج و النشبباطات‬
‫القتصادية وحرمان معظم افراده من مثل هذه الملكية واضطرارهم من اجل ضمان عيشهم واسرهم للعمل في المشروعات‬
‫التي تعود ملكيتها للقلة خاصة وان مثل هذا النقسام في المجتمع بين من يملكون وبين من ل يملكون يزداد مع التطببور عبببر‬
‫الزمن بسبب زيادة درجة التركيز في الملكية وزيادة حدة التفاوت في توزيع الدخول و بالذات مع بروز السيطرة الحتكارية‬
‫في السواق الفعلية التي يؤدي فيها النظام عمله ‪.‬‬
‫‪ .6‬ان النظام القتصادي الرأسمالي ينجم عنه حصول تطور غيببر متناسببب وغيببر متببوازن حيببث تتطببور قطاعببات ونشبباطات‬
‫معينة ودون حصول تطور مماثل في قطاعات ونشاطات اخرى وكذلك تتطور مناطق معينة ودون تطور مماثل في منبباطق‬
‫اخرى وهو المر الذي يتحقق معه تفاوت في مستويات التطور بيببن القطاعببات و النشباطات والمنباطق وحبتى بيببن المببدن و‬
‫الرياف وكل هذا نتيجة للسمات الساسية للنظام القتصادي الرأسمالي و التي تقوم على اساس الملكيبة الخاصببة للنشبباطات‬
‫القتصادية وحرية ممارسة هذه النشاطات وبما يحقق اكبر ربح ممكببن ومببن خلل اليببة السببوق وهببو مببا يعنببي ان المببوارد‬
‫الخاصة تتجه بالضرورة نحو الستخدام للقيام بالنشاطات القتصادية في القطاعات و المجالت و المناطق التي يتحقق فيهببا‬

‫‪42‬‬
‫اكبر ربح ممكن و التي تتوفر فيها كثافة سكانية و ارتفاع مستويات الدخول فيها وتببوفر البيئببة التحتيببة الببتي تببوفر الخببدمات‬
‫اللزمة للقيام بالنشاطات هذه ‪.‬‬
‫‪ .7‬التفاوت في توزيع الدخول في النظام القتصادي الرأسمالي و الذي يحكم التفاوت في توزيع السببلع و الخببدمات المنتجببة فببي‬
‫القتصاد و الناجم عن التفاوت في ملكية وسائل النتاج و النشاطات القتصادية و نتيجة الحرية في استخدام وسببائل النتبباج‬
‫و النشاطات القتصادية بما يحقق اكبر دخل ممكن لمالكيها عن طريق سعيهم لتحقيق اكبر ربح ممكبن وفبي اطبار الصبراع‬
‫التنافسي الذي يتيح غلبة الكبر قدرة وقوة على من هو اقل قدرة وقوة وممارسة الحتكار ورفببع السببعار واسببتغلل القببوي‬
‫للضعيف من اجل تحقيق اعلى الرباح للرأسمالين و الدخول واستنادا الى الملكية الخاصة للبعض و علببى حسبباب الخريببن‬
‫الذين ليتاح لهم مثل ذلك ‪.‬‬
‫‪ .8‬ارتباط التوجه بالسيطرة الخارجية بعمل النظام الرأسمالي وطبيعته حيث ان الملكية الخاصة للنشاطات القتصادية و الحرية‬
‫في ممارستها من اجل تحقيق اكبر قدر ممكن من الرباح للنشاطات الخاصة هذه الى التببوجه نحببو السببيطرة علببى السببواق‬
‫الخارجية من اجل تأمين مستلزمات عمل النشاطات الخاصة مبن ناحيببة وتبوفير السببوق الببتي تتيبح تصبريف منتجببات هبذه‬
‫النشاطات وبما يمكنها من التوسع و التطور وصول الى اكبر قدر ممكن من الرباح وهو مبا يفسبر التوجهبات السبتعمارية‬
‫التي نمت في الفترات السابقة و ارتباطها بطبيع النظام القتصادي الرأسمالي ‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫الرأسمالية نظام وضعي يقف على قإدم المساواة مع الشيوعية وغيرها من النظمم الممتي وضممعها البشمر بعيممداا عممن‬
‫منهج ا الذي ارتضاه لعباده ولخلقه من بني اللنسان‪ .‬و من سماته التي تعتبر للبعض مشمماكل تممؤدي إلممى ظهممور العيمموب‬
‫التي تأثر بها هذا النظام ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬النانية‪ :‬حيمث يتحكممم فممرد أو أفممراد قإلئممل بالسممواق تحقيقما ا لمصممالحهم الذاتيممة دون تقممدير لحاجممة المجتمممع أو احممترام‬
‫للمصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الحتكار‪ :‬إذ يقوم الشخص الرأسمالي باحتكار البضائع وتخزينها حتى إذا ما فقدت من السواق نزل بهمما ليبيعهمما بسممعر‬
‫مضاعف يبتز فيه المستهلكين الضعفاء‪.‬‬
‫‪ -‬لقد تطرفت الرأسمالية في تضخيم شإأن الملكية الفردية كما تطرفت الشيوعية في إلغاء هذه الملكية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -‬المزاحمة والمنافسة‪ :‬إن بنية الرأسمالية تجعل الحياة ميممدان سمباق مسممعور إذ يتنمافس الجميمع فمي سممبيل إحمراز الغلبممة‪،‬‬
‫وتتحول الحياة عندها إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف‪ ،‬وكثيراا ما يؤدي ذلك إلى إفلس المصانع والشركات بين عشممية‬
‫وضحاها‪.‬‬
‫‪ -‬ابتزاز اليدي العاملة‪ :‬ذلك أن الرأسمالية تجعمل اليمدي العاملمة س لعة خاضمعة لمفهمومي العمرض والطلمب ممما يجعمل‬
‫العامل معرضا ا في كل لحظة لن ايستببدل به غيره ممن يأخذ أجراا أقإل أو يؤدي عملا أكثر أو خدمة أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬البطالة‪ :‬وهي ظاهرة مألوفة في المجتمع الرأسمالي‪ ،‬وتكون شإديدة البروز إذا كان اللنتاج أكثر من الستهلكا مما يممدفع‬
‫بصاحب العمل إلى الستغناء عن الزيادة في هذه اليدي التي تثقل كاهله‪.‬‬
‫‪ -‬الحياة المحمومة‪ :‬وذلك نتيجة للصراع القائم بين طبقتين إحداهما مبتزة يهمها جمع المال من كل السبل وأخرى محرومة‬
‫تبحث عن المقومات الساسية لحياتها‪ ،‬دون أن يشملها شإيء من التراحم والتعاطف المتبادل‪.‬‬
‫‪ -‬الستعمار‪ :‬ذلك أن الرأسمالية بدافع البحث عن المواد الولية‪ ،‬وبدافع البحث عن أسواق جديدة لتسويق المنتجات تممدخل‬
‫في غمار استعمار الشعوب والمم استعماراا اقإتصمماديا ا أولا وفكريمما ا وسياسمميا ا وثقافيمما ا عامممة‪ ،‬وذلممك فضمملا عممن اسممترقإاق‬
‫الشعوب وتسخير اليدي العاملة فيها لمصلحتها‪- .‬‬
‫الحروب والتمدمير‪ :‬فلقمد شإمهدت البش رية ألوانم اا عجيبمة ممن القتمل والتمدمير وذلمك نتيجمة طبيعيمة للسمتعمار المذي أن زل‬
‫بأمم الرض أفظع الهوال وأشإرسها‪.‬‬
‫‪ -‬الرأسماليون يعتمدون على مبدأ الديمقراطية في السياسة والحكم‪ ،‬وكثيراا ما تجنممح الديمقراطيممة مممع الهممواء بعيممدة عممن‬
‫الحق والعدل والصواب‪.‬‬
‫إن النظام الرأسمالي يقوم على أساس ربوي‪ ،‬ومعروف بأن الربا هو جوهر العلل التي يعاني سمنها العالم أجمع‪.‬‬
‫‪ -‬أن الرأسمالية تنظر إلى اللنسان على أنه كائن مممادي وتتعاممل معممه بعيممداا عممن ميموله الروحيممة والخلقإيمة‪ ،‬داعيمة إلمى‬
‫الفصل بين القإتصاد وبين الخلق‪.‬‬
‫‪ -‬تعمد الرأسمالية إلى حرق البضائع الفائضة‪ ،‬أو تقذفها في البحر خوفاا من أن تتدنى السعار لكثرة العرض‪ ،‬وبينممما هممي‬
‫تقدم على هذا المر تكون كثير من الشعوب في حالة شإكوى من المجاعات التي تجتاحها‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم الرأسماليون بإنتاج المواد الكمالية ويقيمون الدعايات الهائلة لها دونما التفات إلى الحاجات الساسية للمجتمع ذلممك‬
‫أنهم يفتشون عن الربح والمكسب أولا وآخراا‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم الرأسمالي في أحيان كثيرة بطرد العامل عندما يكبر دون حفظ لشيخوخته إل أن أمراا كهذا أخممذت تخممف حممدته فممي‬
‫الونة الخيرة بسبب اللصلحات التي طرأت على الرأسمالية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الستنتاجات‬
‫من خلل ما تم عرضه يتبين لنا إن النظام القإتصادي الرأسمالي نظام نشأ من خلل الفراغ في السلطات ‪ ،‬و تاريخيمما ا نشممأ‬
‫من جراء محاولة الملوكا أو المراء حماية مصالحهم ‪ ،‬و سلطانهم من خلل منح الراضممي و الملكا لمممن يممؤمن الممدفاع‬
‫عن مصالحهم ‪ ،‬و بذلك نشأت الطبقة القإطاعية‪ ،‬التي سيطرت على مقدرات الشعوب لقرون عديممدة ‪ ،‬بعممدها تحممولت الممى‬
‫النظام الحالي و هو نظام السوق ‪ ،‬و الذي يتحكم بإقإتصاديات البلدان ‪ ،‬لكن لهذا النظام برزت العديد من العيوب و المتي ت م‬
‫ذكرها سابقاا ‪ ،‬وعليه فإن مستقبل النظام الرأسمالي من الممكن ان يتأثر وفق الستنتاجات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬توسع النظام الرأسمالي ليتحول الى العولمة مممن شإممأنه القضمماء تحديممد التبممادلت التجاريممة بإتجاهمات محممددة فقممط ‪ ،‬و همذا‬
‫سيخلق فجوة من الممكن أن يتم إستغللها من قإبل مؤيدي النظام الشإتراكي‪.‬‬
‫‪ .2‬السراف في استغلل الموارد الطبيعية ‪ ،‬سيؤدي إلى انخفاض الخزين الستراتيجي لهذه المموارد ‪ ،‬و بالتمالي سميكون ممن‬
‫الصعب إدامة عجلة الصناعة ‪ ،‬وهذا سيعيد المجتمعات الرأسمالية الى العصور القديمة بالعتمماد علمى الكفماءة و الحرفيمة‬
‫للعامل ‪ ،‬لغرض استمرار النتاج‪.‬‬
‫‪ .3‬الحروب التي شإنتها الدول الرأسمالية لغرض احتكار موارد الطاقإة ‪ ،‬سممتكون نتائجهما عكسمية علمى الممدول المسممتعمرة ‪ ،‬و‬
‫سيكون من الصعب اقإامة نظام اقإتصادي رأسمالي في تلك الدول ‪ ،‬و ولكثرة الدول التي تم استعمارها على خارطة العالم ‪،‬‬
‫ستولد فجوة كبيرة تعيق انتشار و نمو الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ .4‬من خلل النتائج التي برزت خلل العقد الخير ‪ ،‬نلحممظ إن الممدول الرأسمممالية هممي الوحيممدة الممتي تضممررت بشممكل كممبير‬
‫بالزمات القإتصادية ‪ ،‬و إن هذه الدول هي السبب في ظهور هذه الزمات بسبب السياسة القإتصادية الحرة لديها ‪ ،‬و عدم‬
‫سيطرة الدولة على هذا النظام القإتصادي‪.‬‬
‫‪ .5‬لتزال الدول التي نمت و تطورت في ظل النظام الرأسمالي تميل الى اتباع سياسة نظرة الستعلء تجمماه بقيممة الممدول الممتي‬
‫كانت تعمل ضمن المجموعه الشإتراكية ‪ ،‬أو التي كانت تحماول أن تجمممع بيمن الننظمامين الرأسمممالي و الشإممتراكي ‪ ،‬لهمذا‬
‫برزت مجموعة الثمانية و مجموعة العشرين ‪ ،‬و التي تولد جراء سياساتها نفور من الدول التي تسير بالتجاه المغاير لهذه‬
‫الدول‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬د‪ .‬خلف ‪ ،‬فليح حسن ) النظم القإتصادية( الرأسمالية ‪ ،‬الرأسمالية ‪ ،‬السلم – الطبعه الولى _ أربد ‪ ،‬عالم‬
‫الكتب الحديث ‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬دويدار ‪ ،‬محمد حامد )مباديء القإتصاد السياسي ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ج ‪ (2‬جامعة السكندرية ‪.1993 ،‬‬
‫‪ .3‬الموسوعه العربية ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬سوريا ‪.‬‬
‫‪ .4‬القزوني )علي محمد تقي عبد الحسين(‪،‬الزمات القإتصادية للرأسمالية المعاصرة ‪،‬الجزائر‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪:‬‬
‫‪،89-80‬صفحة ‪.382‬‬
‫‪ .5‬دويدار) محمد حامد( ‪،‬شإهاب )وجدي محمود( ‪ .‬القإتصاد السياسي‪.‬بيروت ‪:‬الدار الجامعية‪ .‬صفحة ‪.452‬‬
‫‪ .6‬متولي) هشام(‪ .‬الرأسمالية و الشإتراكية والتعايش السلمي‪،‬لبنان ‪،‬بيروت ‪:‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫تموز يوليو ‪ .1990‬صفحة ‪.264‬‬
‫‪ .7‬ولعلو )فتح ا( ‪.‬القإتصاد السياسي ‪.‬مدخل للدراسات القإتصادية‪ .‬لبنان ‪،‬بيروت‪:‬دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫‪.‬الطبعة الولى ‪ ..1981‬صفحة ‪.662‬‬

‫‪46‬‬

You might also like