You are on page 1of 6

‫مقدمه عن الزجاج‬

‫ا لزجاج هو مادة صلبة غير عضوية‪ ،‬عادة ما تكون شفافة أو نصف شفافة‪ ،‬صلبة‪ ،‬سهلة‬
‫اإلنكسار‪ ،‬غير نافذة للمواد الطبيعية‪ .‬بالرغم من أنه استعمل منذ القدم إال أنه ال يزال مهم جدا‬
‫في استعماالت شتى‪ ،‬مثل المباني واألدوات واألواني المنزلية ومعدات االتصاالت السلكية‪.‬‬
‫وتختلف أنواع الزجاج اختالفا شاسعا باختالف مكوناتها وخصائصها الفيزيائية‪ .‬وأما أكثر‬
‫أنواع الزجاج شيوعا ً عبر العصور‪ ،‬وخاصة في عصرنا هذا‪ ،‬هو ذاك المستخدم في صناعة‬
‫النوافذ وأواني الشرب‪ ،‬وهو زجاج صودا الجير‪ ،‬والذي يتكون من ‪ %75‬من السيليكا وأكسيد‬
‫‪.‬الصوديوم وأكسيد الكالسيوم؛ مع أو بدون مضافات األخرى‬

‫و بدأ اإلنسان باستخدام الزجاج منذ األلفيّة الثانية قبل الميالد‪ ،‬وكثرت استخداماته في األواني‬
‫والنوافذ والحلي وغيرها‪ ،‬وأكمل اإلنسان في العصور الالحقة ما بدأه غيره قديماً‪ ،‬وبدأ ي ّ‬
‫ُطور‬
‫في استخدامات الزجاج وطرق إنتاجه وصناعته ومجاالت استخداماته‬
‫لضوء الشمس بالدخول عبر نوافذنا دونَ ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫صةٌ في حيا ِتنا‪َ ،‬‬
‫فهو يسم ُح‬ ‫للزجاج أهميةٌ خا َّ‬
‫ُّ‬
‫المصابيح الكهربائيّ ِة‬
‫ِ‬ ‫ي ِ من خال ِل‬
‫الهواء‪ ،‬ويمدُّنا بالضوء االصطناع ّ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ض لتيارا ِ‬
‫نتعر َ‬
‫ّ‬
‫‪.‬الزجاجيَّ ِة‬
‫ي بها نظره‪.‬‬‫اإلنسان صورتهُ‪ ،‬والعدساتُ التي يُق ِو ّ‬‫ُ‬ ‫الزجاج المرايا التي يرى فيها‬ ‫وت ُ ْ‬
‫صنَ ُع من ُّ‬
‫بذلك آفاقا ً جديدة ً أمام اإلنسان‬
‫َ‬ ‫المقربَة) ويفت ُح‬
‫ِّ‬ ‫(المناظير‬
‫ِ‬ ‫‪.‬كما تصنع منهُ مرايا التلسكوبات‬
‫عدساتُ المجا ِه ِر (المي ْكروسْكوبات) التي ت ُ َم ِ ّك ُن اإلنسان من االطالع‬
‫كذلك تُصق ُل من الزجاجِ َ‬
‫َ‬
‫ت الدقيقة‬
‫عالم الكائنا ِ‬
‫‪.‬على ِ‬
‫واأللياف ُّ‬
‫الزجاجي ِة التي‬ ‫ِ‬ ‫ت الصواريخ‪،‬‬ ‫هذا إضافةً إلى استخدام بعض أنوا ِعه في ُ‬
‫صنعِ مق ِدّما ِ‬
‫غير مستقيم ٍة‬
‫ت ِ‬ ‫الضوء في مسارا ٍ‬‫ِ‬ ‫‪.‬تنقُ ُل نبضا ِ‬
‫ت‬

‫أرض ما بينَ‬
‫ِ‬ ‫زمن بعي ٍد في‬
‫ٍ‬ ‫أرض ما بينَ النهريْن منذُ‬ ‫ِ‬ ‫زمن بعي ٍد في‬
‫ٍ‬ ‫ف الزجا ُج منذُ‬
‫ع ِر َ‬ ‫وقد ُ‬
‫صنَّاعُ المصريونَ يستخدمونه في صنع‬ ‫عام قبل الميالدِ‪ .‬كذلك كانَ ال ُّ‬ ‫النهرين منذُ نح ِو ‪ِ 2500‬‬
‫ِ‬
‫ي ِ واألواني ال ُمزَ خرف ِة‬ ‫‪.‬بعض الحل ّ‬
‫األول (‪ 1555‬قبل الميالد)‪ ،‬وكان للزجاج في‬ ‫ي ِ زجاجية بها رسم أمينوفيس َّ‬‫ثر على حل ّ‬
‫ع َ‬‫وقد ُ‬
‫حجار الكريم ِة‬
‫ِ‬ ‫األيام منزلةُ األ‬
‫ِ‬ ‫‪.‬تلك‬
‫وقد انتقلت صناعةُ الزجاج من مصر إلى اإلمبراطورية الرومانيّ ِة‪ ،‬ويُعتق ُد أن الرومانَ ه ْم ّأو ُل‬
‫المجوفة‬
‫ّ‬ ‫‪.‬من اكتشَفوا نَف َخ الزجاج لصنع األواني‬
‫ْ‬
‫انتقلت إلى جزير ِة مورانو التي يحم ُل‬ ‫وقد ازدهرت صناعةُ الزجاج بعد ذلك في البندقية‪ ،‬ومنها‬
‫‪.‬اس َمها زجا ُج المورانو حتّى اآلنَ‬
‫بصهر الرم ِل‬
‫ِ‬ ‫ت مز َد َوج ٍة للصوديوم والكالسيوم‪ ،‬ويُحض َُّر‬‫ويتكو ُن الزجا ُج أساسا ً من سليكا ِ‬
‫ّ‬
‫ت الصوديوم معا ً عند درجة حرارةٍ عالي ٍة قد ِ‬
‫تص ُل إلى نحو‬ ‫والجير وكربونا ِ‬
‫ِ‬ ‫‪.‬سيليزيَّ ٍة ﹾ‪º1500‬‬

‫‪º‬وعن َد تبريد الزجاج المنصهر تزداد لزوجتهُ زيادة ً هائلةً‪ ،‬وقد تص ُل لزوجتهُ عن َد ‪500‬ﹾ‬
‫قدر لزوجتِ ِه عند ‪1300‬ﹾ‬ ‫‪º.‬سيليزي ٍة عدة َ ماليينَ من ّ‬
‫المرات َ‬

‫يتحو ُل إلى مادةٍ جامدةٍ‪ ،‬بل‬


‫ّ‬ ‫ب بانتظام عندما‬ ‫ت الزجاج كي تترت َّ َ‬ ‫ولذلك ال تسن ُح الفرصةُ لجزيئا ِ‬
‫َ‬
‫يوصف الزجاج بأنّهُ‬
‫ُ‬ ‫ت السوائل‪ .‬ولهذا‬ ‫تتوزعُ فيه بطريق ٍة عشوائيَّة‪ ،‬مثلُها في ذلك مث ُل جزيئا ِ‬
‫يوصف بأنّهُ «محلو ٌل جام ٌد‬
‫ُ‬ ‫‪«».‬سائ ٌل فوقَ ُم َب َّر ٍد» أو‬
‫سطح‪ ،‬ويسه ُل تشكيلهُ‬ ‫ت الزجاج هو الذي يجعلُهُ شفَّافا ً والمع ال ّ‬ ‫ي لجزيئا ِ‬ ‫وهذا الترتيب العشوائ ُّ‬
‫الملون ِة‬
‫ّ‬ ‫قدر من الموا ِ ّد‬
‫ي ٍ‬ ‫يذيب أ َّ‬
‫َ‬ ‫‪.‬بالحرار ِة ويمكن سحبُهُ إلى أليافٍ دقيقةٍ‪ ،‬كما أنّهُ يستطي ُع أن‬
‫الممكن ضغ ُ‬
‫طهُ أو‬ ‫ِ‬ ‫ت الزجاج منتظما ً كما في الموا ِ ّد المتبلورة لما كان من‬
‫ولو كانَ توزي ُع ُجزيئا ِ‬
‫‪.‬نف ُخهُ أو سحبُهُ‬

‫صودا»‪ ،‬وهو يُحض َُّر من الرم ِل والجير وكربونات‬ ‫ي باسم «زجاج ال ُّ‬ ‫ُعرف الزجا ُج العاد ُّ‬
‫وي ُ‬
‫‪.‬الصوديوم‪ ،‬وهو ردي ُء المقاومة للحرارة‬
‫البورون إلى‬
‫ِ‬ ‫أن إضافةَ أُكسيد‬ ‫ي يُدعى «أوتوشوت» َّ‬ ‫ي ألمان ٌّ‬
‫اكتشف كيميائ ٌّ‬
‫َ‬ ‫وفي عام ‪1884‬‬
‫ص ِه الحرار ِيّ ِة‪ ،‬وأقام مصنعا ً في مدينة «يينَّا»‬
‫س ُن كثيرا ً من خوا ِ ّ‬ ‫أثناء صهر ِه يح ِ ّ‬‫ِ‬ ‫الزجاجِ في‬
‫زجاج يينّا‬
‫ِ‬ ‫رف باسم «‬
‫ع َ‬‫‪».‬لصنعِ هذا النوعِ من الزجاج ُ‬
‫قامت «شركة كورتنج» األمريكية بإنتاج نوعٍ جدي ٍد من زجاج البوروسليكات عام ‪1915‬‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬
‫صنع‬ ‫خدم في‬ ‫أُ ْ‬
‫ط ِلقَ علي ِه اس ُم «بَاي ِْري ْكس»‪ ،‬ويق ُّل معام ُل تَمد ِد ِه بالحرارةِ عن ُزجاج يينّا‪ ،‬واست ُ َ‬
‫ِ‬
‫‪.‬أواني الطهو وأجهزةِ المعامل وغيرها‬
‫وعندما يحتوي الزجاج على نسب ٍة عالي ٍة من السليكا يُصب ُح شفّافا ً بالنسبة لألشعة فوق‬
‫ت الكبيرةِ في درجة‬
‫يتأثر بالتغيّرا ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يمتاز ب ُمعام ِل تم ُد ٍد صغير للغاية وال‬ ‫البنفسجي ِة‪ ،‬وهو‬
‫‪.‬الحرارة‬

‫و بفضل براعة صناع الزجاج و جهد الحرفيين‪ ،‬فإن الزجاج والجدران الزجاجية مازالت‬
‫تتمتع بأهمية في تطبيقاتها وتركيباتها المتعددة‪ ،‬فهي المادة األكثر قابلية لالستخدام في‬
‫‪.‬المكونات الجمالية للمنزل‪ ،‬حيث تسجل اليوم حضورا ً متميزا ً داخل المنزل وخارجه‬
‫قديما ً اكتشف الزجاج من قبل علماء اآلثار ضمن أطالل بومباي‪ ،‬وصارت أهميته تتنامى حتى‬
‫أصبح مادة العصر التي ال تغيب عن الكثير من التشكيالت‪ ،‬حيث شهد عالم الديكور تطورا ً‬
‫وازدهارا ً كبيرين منذ الخمسينات من القرن الماضي‪ ،‬إذ حدثت نقلة نوعية في بنية هذه المادة‪،‬‬
‫فتطور من الزجاج الكالسيكي القديم والقابل للكسر في أية لحظة إلى زجاج عصري متنوع‬
‫‪.‬األشكال و النماذج ومقاوم للكسر وللضربات‬
‫واستخدم في مجاالت شتى في بناء الجدران ليسمح للضوء الشمس بالدخول وتركيبة الحواجز‬
‫‪.‬والقواطع بين أجزاء مختلفة من المنزل‪ ،‬وتسخر جميعها للراحة‬
‫ولكن اليوم وبفضل البنية الحديثة للزجاج وما يتمتع به من سمات العزل الحراري ومقاومة‬
‫الرطوبة والبرودة‪ ،‬فهو يعتبر مادة اقتصادية مهمة يقلل من تكاليف التدفئة و التبريد‪ .‬حيث نجد‬
‫‪ %34‬من النوافذ في فرنسا مزدوجة‪ ،‬و تلعب الدور الكبير في عملية العزل‪ ،‬ودخلت مجاالت‬
‫من التطور بحيث سمحت لهذه المادة بدخول عالم التصميم والتركيب المتعددة وفي صناعة‬
‫‪.‬نماذج من الديكور األنيق مهما بلغ من الدقة والصرامة في التصميم‬
‫فتركيب الجدار ليست الصناعة الوحيدة للزجاج‪ ،‬بل نتيجة تعدد األشكال والطبيعة التحويلية‬
‫للزجاج فإنه بات يأخذ أشكاال مختلفة و يظهر بمظاهر متعددة‪ :‬فهناك زجاج المرايا يكسو‬
‫الجدران أو يصنعها أحياناً‪ ،‬إلى درجة أصبح يدخل في صناعة األحواض والمغاسل فهي المادة‬
‫‪.‬األكثر قابلية للنظافة‬
‫‪.‬فليس غريبا ً أن يستهلك السوق الفرنسي في عام ‪ 2002‬ما يقارب ‪ 10‬ماليين نافذة زجاجية‬
‫حيث إن التجديد أصبح سمة المنازل في فرنسا‪ ،‬إذ يشغل ‪ %73‬من حجم مشتريات الزجاج‪ ،‬و‬
‫‪ %27.‬للبناء الجديد‬
‫ومع هذا فإن فرنسا تعتبر متأخرة عن بلد مثل ألمانيا فيما يخص التجديد في المنزل‪ ،‬إذ يغير‬
‫‪.‬األلمان نوافذهم كل خمس سنوات بينما يغيرها الفرنسيون كل ثالثين سنة‬
‫وإذا كان الزجاج في عملية تطويرية مستمرة‪ ،‬فإن القواطع الزجاجية الفاصلة ألجزاء من‬
‫‪.‬المنزل أو تلك التي تفصل بين المنزل والوسط الخارجي مازالت تعاني من عدم التغيير‬
‫وتختلف نماذج النوافذ المصنوعة من الزجاج‪ ،‬فنسبة ‪ %94‬مصنوعة بشكل مستطيل و‪% 4‬‬
‫‪.‬منها دائرية و ‪ %3‬منحنية‪ ،‬هكذا تشير بعد الدراسات المعدة حول الزجاج واستخداماته‬

You might also like