Professional Documents
Culture Documents
علم الاجتماع السياسي
علم الاجتماع السياسي
موضوعية ،ألن الشواهد التاريخية وواقع المجتمعات السابقة والمعاصرة ،تتميز بوجود أقلية حاكمة،
محتكرة ألهم المناصب السياسية واالجتماعية ،وبيدها مقاليد األمور ،وأغلبية محكومة منقادة وليس لها
صلة بصنع القرار السياسي بشكل عام.
ومع أن عمر تبلور هذه النظرية قد زاد على نصف القرن ،إال أن اللبس والغموض يصاحبها من جوانب
كثيرة ومهمة ،منها عالقتها مع النظم الشمولية والديمقراطية ،آليات اختيار وعمل هذه النخبة ،العالقة ما
بين النخبة السياسية واالجتماعية وهكذا.
لقد أسهم كارل ماركس وماكس فيبر في تأسيس علم االجتماع السياسي من خالل دراستهما لتطور
النظريات السياسية وصلة ذلك بالمجتمع إال أن تطور هذه النظرية قد وجه سهام النقد للنظرية االشتراكية
فضال عن النظريات الديمقراطية ،ألن نظرية النخبة تشكك بالصحة العلمية لكال النظريتين ،وتبني تحليلها
للنظام السياسي انطالقا من حقيقة القلة الحاكمة واألغلبية المحكومة.
ولكن ما هي النخبة؟ وهل اتفق منظورها على صياغة موحدة لتعريفها؟ ربما كانت دراسة بوتومور حول
النخبة والمجتمع من أهم الدراسات التي حاولت أن تفجر كثيرا من األسئلة حول نظرية النخبة واالجتهادات
النظرية فيها تاركة اإلجابة على كثير من اإلشكاالت للزمن الذي سيعتمد دراسة هذه النظرية وسيجد
اإلجابات على ما قصرت الدراسات المتواجدة عن اإلجابة عنه.
ومن رواد نظرية النخبة العالم باربتو ،وهو يرى أن النخبة هم اؤلئك الذين يتفوقون في مجاالت عملهم في
(مباراة الحياة) وحين يجد أن هذا التعريف مستوف يستدرك األمر وينتقل إلى المجال األضيق في تعريف
النخبة ،فيقوم بربط مفهوم النخبة االجتماعية بقدرة هؤالء المتفوقين على ممارسة وظائف سياسية أو
اجتماعية تخلق منهم طبقة حاكمة ليست بحاجة إلى دعم وتأييد جماهيري ألنها تقتصر في حكمها على
مواصفات ذاتية تتمتع بها ،وهذا ما يميزها ويؤهلها الحتكار المناصب.
ويأتي الرائد الثاني موسكا الذي يضيف على تعريف باربتو قائال إن من أهم أسباب تميز الطبقة الحاكمة عن
الطبقة المحكومة -وهو هنا ال يأخذ بالمدلول الماركسي لمعنى الطبقة -هو قوة تنظيم األولى ،ووجود دافع
وهدف معين تسعى إليه في مواجهة أغلبية غير منظمة ،إال أنه يؤكد على أهمية اعتماد طبقة الحاكمين على
موافقة ورضى الجماهير ،وهذا الطرح يقرب ما بين نظرية النخبة السياسية والديمقراطية عكس ما انتهى
إليه باربتو.
لقد انطلق الرائد الثالث ميشيال روبرتو في تعريف للنخبة السياسية من خالل واقع عمل األحزاب السياسية
ليكتشف بأن هناك عوامل متباينة تحدد طبيعة عمل التنظيمات بدءا من الحزب إلى الدولة ،فهو يرى أن
النشأة الديمقراطية لألحزاب تتحول بمرور الزمن إلى تنظيمات خاضعة إلى حكم قلة من األفراد ،ألن التنظيم
يحتاج إلى أقلية منظمة ،وهذه األقلية تستحوذ على السلطة من خالل موقعها في مركز اتخاذ القرار ،وهو ما
يسمى باألقلية الذي لم يلتفت إليه ماركس في دراساته السياسية.
أما الرائد الرابع رايت ملز ومن خالل دراسته لمجتمع الواليات المتحدة األمريكية ،فقد ربط بين النخبة
وقدرتها على التحكم بموقع اتخاذ القرار ،فهي نتاج للبناء المؤسساتي للدولة ،وقد وجد أن مؤسسات ثالث
هي المتحكمة في أمريكا وهي العسكرية والسياسية والشركات الكبرى ،وهذا معناه أن النخبة تتشكل من
أولئك الذين يشغلون مواقع قيادية في هذه المؤسسات.
ويؤكد بوتومور في كتابه النخبة والمجتمع أن ملز متأثر في تعريفه بضغوط الصراع العالمي التي شغلت
أمريكا في عصره ،وتصنيفه إنما هو بالتالي إشارة إلى تتابع اإلحداث.
إن هذا التباين واالختالف في تعريف النخبة جعل بوتومور غير قادر على حسم الموضوع ،أو أن يعطي
تعريفا متميزا ،لذلك فهو يحاول إعطاء توليفة من تعريفات من سبقوه وبشكل حذر ،حيث يميز بين (النخبة)
بشكل عام ،واألقلية التي تحكم المجتمع ،فيقول (إذا استعملنا االصطالح العام (النخبة) لتلك الفئات ذات
الوظائف ،فإننا عندها نحتاج مصطلحا نطلقه على تلك األقلية التي تحكم المجتمع ،وهي ليست فئة وظائفية
بالمعنى الذي تستعمل فيه هذه الكلمة ،ولكنها في أية حالة من األحوال ذات أهمية اجتماعية عظيمة مما
يجعلها جديرة بأن يكون لها اسم خاص مميز ،سأستعمل هنا مصطلح موسكا (الطبقة السياسية) لإلشارة
إلى كل تلك الفئات التي تمارس السلطة أو التأثير السياسي والتي تمارس السلطة السياسية أو التأثير
السياسي والتي تدخل في صراعات مباشرة في سبيل القيادة السياسية ،وسأميز فئة صغرى ضمن الطبقة
السياسية ،وهي النخبة السياسية الشاملة لألفراد الذين يمارسون السلطة السياسية في مجتمع ما في وقت
من األوقات).
وهذا يعني أن بوتومور يرسم هرما نخبويا داخل المجتمع في قمته الممارسون للسلطة السياسية أو من
يسميهم بالنخبة السياسية ،وفي قاعدته النخبة المجتمع ،أي كل الفئات ذات الوظائف المتميزة ،وفي وسطه
األقلية المنبثقة من القاعدة أو النخبة االجتماعية والتي تشترك بالحياة السياسية ،ممارسة واهتماما ،وتدخل
في صراع مباشر للوصول إلى السلطة واالستحواذ عليها ،والتي يسميها بالطبقة السياسية ،وهذا يعني
بشكل أو بأخر أن النخبة السياسية التي تتربع على قمة الهرم تتميز بأنها غير ثابتة في موضوعها ،فيمكن
أن ينزلوا ليصبحوا من الطبقة السياسية ،وحتى من عناصر عاديين في النخبة االجتماعية.
وهو بهذا التعريف ال يميز بين النخبة السياسية وغيرها باألفضلية والتفوق ،حيث يعتبرهم من في يدهم
مقاليد السلطة السياسية ،إال أنه يميز بشكل أو بآخر عقوبة النخبة السياسية بالمفهوم السابق ومن يعتبرهم
(طبقة سياسية) فيقصر عقوبة النخبة السياسية بالممارسين الفعليين للسلطة أما الناشطون سياسيا من
أحزاب معارضة ونقابات وجمعيات ومثقفون فهم يدمجون في إطار الطبقة السياسية.
لقد ساهمت وبشكل مباشر كل هذه الدراسات النظرية في تقارب التعريفات األخرى مع ما جاء به بوتومور
فعرفت القواميس اإلنجليزية كلمة (النخبة )Eliteبأنها أقوى مجموعة من الناس في المجتمع ،ولها
مكانتها المتميزة ،وذات اعتبار ،أما القواميس الفرنسية فعرفت النخبة أنها تضم أشخاصا وجماعات الذين
بواسطة القوة التي يمتلكونها أو بواسطة التأثير الذي يمارسونه ،يشاركون في صياغة تاريخ جماعة ما،
سواء كان ذلك عن طريق اتخاذ القرارات أو األفكار واالحساسات والمشاعر التي يبدونها أو التي يتخذونها
شعارا ً لهم.
https://annabaa.org/nbahome/nba79/index.htm
https://www.maghress.com/democpress/6445
http://www.politics-dz.com/community/threads/mfaxim-umstlxhat-alnxb-
/alsiasi.2844