You are on page 1of 1

‫وأما أبو الطيب المتنبي فلم يكن في شعره هذه الروح اإللحادية التي تميز بها شعر أبي‬

‫المعالء المعري أو كتابات طه حسين ‪ ،‬ومن ثم فلم ينل من الذم ما ناله أبو العالء وإن كان‬
‫في شعره إعجاب بنفسه وتيه نقم عليه ‪ ،‬قال فيه الذهبي في سير أعالم النبالء ‪ :‬وكان معجبا‬
‫بنفسه كثير البأو والتيه فمقت لذلك ‪ .‬وقد ذكر غير واحد من العلماء كالخطيب البغدادي‬
‫وابن كثير والذهبي أنه كان قد ادعى النبوة وأنه قد التف عليه جماعة من أهل الغباوة فخرج‬
‫إليه نائب حمص من جهة بني األخشيد فقاتله وشرد شمله وأخذه وسجنه دهرا طويال‬
‫فمرض في السجن وأشرف على التلف فاستحضره واستتابه وكتب عليه كتابا اعترف فيه‬
‫ببطالن ما ادعاه من النبوة وأنه قد تاب من ذلك ورجع إلى دين اإلسالم فأطلق سراحه فكان‬
‫بعد إذا ذكر له هذا يجحده إن أمكنه وإال اعتذر منه واستحيا ‪ .‬وأما قراءة مؤلفات أبي العالء‬
‫المعري وطه حسين فما كان فيها من إلحاد وسوء اعتقاد فال يجوز قراءته إال لمن كان‬
‫مؤهال من الناحية الشرعية بحيث ال يتأثر بما يثيران فيهما من شبه‪ ،‬وبغرض اإلنكار‬
‫عليهما ‪ .‬وأما ما عدا ذلك فال بأس بقراءته وإن كان األولى ترك ذلك إال لمن كان مؤهال‬
‫‪ .‬ألنه قد يكون فيها أفكار باطلة تنطلي على القارئ العادي‬

You might also like