Professional Documents
Culture Documents
إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبدالوهاب PDF
إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبدالوهاب PDF
تأليف
اإلماـ محمد بن إسماعيل األمير الصنعاني
[ 9999ػ 9981ىػ ]
...
تحقيق ودراسة
عبد الكريم أحمد جدباف
()9/9
_____________________________
l
مقدمة التحقيق
إف البحث عن اإلماـ محمد بن إسماعيل األمير وثروتو العلمية التي خلفها ألمتو اإلسالمية ،وفي مؤلفاتو
القيمة العديدة ،ليعطي صورة واضحة المعالم لشخصيتو الفذة ،وما خلفتو من تراث علمي نافع ،أغنى
المكتبة اإلسالمية بأروع الكتب وأجلها في مختلف المجاالت الشرعية والفكرية ،المتحررة من كل
معاني التقليد والجمود ،واالنقياد القسري لألفكار المتحجرة التي طبعت على التقليد األعمى في كل
أمورىا الدينية والدنيوية ،وما ذاؾ إال ألف اإلماـ األمير متفرد في أسلوبو ،ونهجو العلمي ،وبحثو في
كل مسألة تعرض لها في كل مؤلفاتو ورسائلو وفتاواه ،وفي نضالو المتواصل من أجل الحق ،والحقيقة
العلمية الناصعة التي تمسك بها قوال وعمال ،والجهر بها عالنية وإف جرت عليو الكثير من المتاعب
النفسية والفكرية في مجتمعو المنغلق الذي قاده التقليد إلى مهاوي الجهل ،ومزالق الجمود ،وأصبح
كل خارج عن نطاؽ تقليده المألوؼ مارقا ،يرمي صاحبو بالنصب والخروج عن جادة الصواب ،وعن
الحق والحقيقة العلمية.
ولكن اإلماـ األمير كاف بالرغم من ذلك المجتمع المنغلق ،المقلد في كل أموره الدينية والدنيوية ،
متحرر الفكر والمعتقد ،قوي الشكيمة ،ال يمكن أف يلين لباطل ،أو يضعف أماـ جبروت المتجبرين
وطغياف جهلهم العارـ ،وال يرضخ ألي فعل مخالف لكتاب اهلل وسنة رسولو األعظم صلى اهلل عليو
وسلم ،شأف العالم العامل بعلمو ،المطبق ألحكاـ التشريع ومراميو العظيمة .لذلك كاف األمير عرضة
لتهجم
()3/9
_____________________________
العواـ المقلدين ،وتهديداتهم العنيفة التي كانت تنذره في كتب من األحياف بالموت ،وذلك إما بدافع
التقليد والجهل والجمود الفكري والنفسي معا ،وإما بدافع المصلحة والتقرب من أصحاب تلك
العقليات المريضة ،والنفوس الضعيفة التي ترى في الحق والجهر بو خطرا يهدد مصالحها ،ويزلزؿ
قاعدتها في مركز السلطة والحكم والنفوذ.
ولقد كاف لإلماـ األمير مواقف عظيمة تكشف عن صدؽ إخالصو وتفانيو في سبيل الحق والجهر بو ،
وإرشاد الناس إليو لألخذ بو دوف غيره .وعالم مناضل كاألمير جدير بالبحث المستفيض ،والتنقيب عن
كل آثاره العلمية الجليلة تعد مفخرة اليمن.
ولذلك أطلق عليو رجاؿ العلم وغيرىم من عامة الناس ،وبعد أف عرفوا من مؤلفاتو وكتبو القيمة مكانتو
العلمية وصدؽ إخالصو في كل أعمالو وأقوالو باإلماـ البدر ،إلشراؽ نفسو ونفاذ فكره في سماء
المعرفة ،وبعده عن كل معاني التقليد الذي أنفو وأباه في كل مناىج حياتو وسلوكو في البحث والتحقيق
،وفي مجاؿ التدوين والتأليف.
وما العالم إف لم يكن متحرر الفكر في بحثو وتحقيقو ،مخلصا لوجو الحق ،صادقا في القوؿ بما علمو
والجهر بو عالنية ،وإال كاف وسيلة للضالؿ والتضليل معا.
واألمير الصنعاني من أجل العلماء المتحررين فكرا ومعتقدا ،المناضلين في سبيل تبليغ ما علموه .وعلم
من أعالـ ذلك الفكر النافذ الذي أخذ بأيدي الكثير إلى الحق وقادىم في طريق الصواب ،فكاف في
كل ذلك مثاال للفضيلة والتقوى ،وعلما للهداية والرشد ،وبكل ذلك استحق الخلود وأصبح مفخرة
من مفاخر
()4/9
_____________________________
الزمن ال في وطنو وبين أبناء أمتو فحسب ،وإنما في كل مكاف من ربوع اإلسالـ وشعوبو المتعددة.
المؤلف
ىو اإلماـ العالمة الشهير محمد ،بن إسماعيل ،بن صالح ،بن محمد ،بن علي ،بن حفظ الدين ،
بن األمير الصنعاني ،ينتهي نسبو إلى اإلماـ يحيى بن حمزة الحسني ،الكحالني المولد ،وذلك نسبة
إلى كحالف عفار ،ويتصل نسبو باإلماـ يحيى بن حمزة بن سليماف رضواف اهلل علهيم أجمعين ،
ويتسلسل نسبو إلى اإلماـ علي بن أبي طالب كرـ اهلل وجهو.
مولده
ولد بكحالف ولد في النصف األوؿ من شهر جمادى اآلخرة سنة (9999ىػ.
نشأتو
نشأ في مدينة كحالف تحت رعاية والده العالم الجليل الورع ،واألديب الالمع ،إسماعيل بن صالح
األمير ،حيث درج في بيت علم ترفرؼ في سمائو معالم الفضيلة بكل معانيها ،وتجري في رياضو
ينابيع المعرفة ،وتفتحت عيناه على ضياء المعرفة ،فكاف لذلك أطيب األثر في نفسو ،إلى المزيد من
العرفاف والتمسك بأىداب الفضيلة.
ولقد توسم أبوه فيو مخايل الذكاء النادر ،فأواله جل اىتمامو ،وعكف على تدريسو العلوـ األولية ،
التي يجب أف تعطى لمثلو في سن الصبا المبكر ،فأخذ عنو القرءاف الكريم وحفظو عن ظهر قلب وىو
في السنة الثامنة من عمره .ولما عرؼ والده أف طاقتو الذىنية وقدرتها على الهضم واالستيعاب أكبر من
سنو ،فكر في االنتقاؿ بو من مدينة كحالف إلى مدينة صنعاء العاصمة اليمنية ،لكونها محط العلم
()5/9
_____________________________
والعلماء األجالء في كل فن حين ذاؾ ،وبعد تفكير طويل استمر بو عامين اثنين ،رأى أف ال مناص من
مغادرة مدينة كحالف واالنتقاؿ بابنو وأسرتو إلى مدينة صنعاء ،وذلك إلعطاء وحيده الصغير فرصة أوسع
في تلقي العلم والمعرفة .
وانتقل بو إلى العاصمة اليمنية في عاـ (9999ىػ) ألف ومائة وعشرة ،إلى صنعاء حيث أكمل بها تالوة
القرءاف الكريم تجويدا وحفظا ،كما أخذ بها عن والده ورغم سنو المبكر قسطا كبيرا من الفقو والنحو
والبياف ،كما أخذ أيضا عن أبيو في أصوؿ الدين كتاب األساس لإلماـ القاسم ،ومجموع اإلماـ زيد بن
علي في الحديث ،وغيره من الكتب المدروسة في عصره الحي المليء بمختلف المعارؼ .وبتوجيو أبيو
أكب على استيعاب المختصرات في النحو والصرؼ والمعاني والبياف بإقباؿ منقطع النظير ،وقدرة على
االستيعاب فائقة ،مما لفت إليو أنظار مشائخو األجالء ،وأساتذتو الذين الزـ حلقات دروسهم العامة.
وكاف شيخو العنسي يرى فيو الطالب المبرز ،المدرؾ للحقائق العلمية الناصعة بفكر وقاد ،فأواله كل
عنايتو وكل تقديره وتشجيعو ،وكاف األمير الصنعاني يقيم أياـ الطلب وفي أوقات التحصيل بجامع داود
المعروؼ بصنعاء ،وينفرد بنفسو في منزلة من منازلو لالستعادة والمذاكرة ،ومر شيخو القاضي العنسي
بجامع داود فذكر تلميذه األمير الصنعاني وإقامتو بمنازؿ الجامع ،فعرج فلم يجده فكتب إليو نظما:
()6/9
_____________________________
()7/9
_____________________________
ترجمو الحوثي في نفحات العنبر ،فقاؿ (( :اإلماـ الكبير المجتهد المطلق صاحب التصانيف )) (( ...
برع في جميع العلوـ وفاؼ األقراف ،وتفرد برياسة العلم في صنعاء ،وتظهر باإلجتهاد ،وعمل باألدلة،
ونفر عن التقليد ،وزيف ما ال دليل عليو من اآلراء الفقهية ،وجرت لو مع أىل عصره خطوب ومحن،
وبالجلمة فهو من األئمة المجددين لمعالم الدين )) (.)9
وترجمو الحيمي في طيب السمر ،والجرموزي في سالفة العصر ،وأحمد قاطن في الدمية والتحفة،
وعبداهلل بن عيسى في الحدائق ،وولده عبداهلل بن محمد بن إسماعيل األمير في سيرة جامعة.
وأورد السيد محمد بن محمد بن بارة الكثير من أخباره ،والجيد من أشعاره ،وأسماء المشهور من
مؤلفاتو في ترجمتو لو بنشر العرؼ (.)1
ثم جاء أستاذ الفلسفة األسالمية بجامعتي األسكندرية وصنعاء الدكتور المصري الجنسية أحمد محمود
صبحي ،فترجم لو في كتابو القيم (( الزيدية )) ترجمة مستفيضة (ص )676-616ومما ورد فيها أف
(( أبن األمير )) :تبحر في مختلف علوـ الدين فكاف في كل واحد منها كأنو متخصص فيو ،وأنو أخذ
على علماء مختلف الفرؽ والمذاىب فأىلو ىذا التكوين العلمي إلى أف يكوف واسع األفق ،متسامح
الرأي؛ غير متعصف لمذىبو الزيدي )).
(( وضل طواؿ حياتو عاكفا على الوعظ والتدريس والتأليف ،آمرا بالمعروؼ ناىيا عن المنكر ،مصلحا
ذات البين بين المتخاصمين ،ال يخشى في اهلل لومة الئم )).
__________
( )9البدر الطالع .933 /1
( )1نشر العرؼ .551 -595 /1
()8/9
_____________________________
وفد فند الدكتور صبحي مزاعم (( األساتذة )) قاسم غالب وزمالئو في كتابهم ((:ابن األمير وعصره ))
وأبدى مالحظاتو الصادقة على ذلك النوع من الكتب التي تؤلف في فترات يحسب جهلة أبنائها أنهم ال
يستطيعوف التخلص من موبقات حاضرىم إال بهدـ ماضيهم ،حتى (( يصبح أشالء وأكواما من الحطاـ
)) بل ويدفعهم (( شنئاف قوـ )) إلى مجانفة العدؿ واإلنصاؼ ،بل وإلى (( التزيدة واإلفتراء )) ،ولقنهم
درسا بليغا في كتابة التاريخ قائال (( :ينبغي أف يكتب التاريخ بموضوعية وأمانة وأف ال يكوف معوؿ ىدـ
لكل الماضي )) ..استعرض حياة (( ابن األمير )) كداعية لإلصالح ،وإماـ مفكر ،ثم سرد أسماء ستة
وأربعين كتابا من مؤلفاتو المطبوعة والمخطوطة.
وبعد أف ذكر آراءه الدينية مثل (( عدـ جواز التقليد ،ووجوب اإلجتهاد ،ومحاربة البدع ،وموقفو من
التصوؼ وكرامات األولياء ،وموقفو من الحركة الوىابية تعرض لذكر أرائو السياسية كالخروج على الظالم،
ومخالطة الظلمة وقاؿ معقبا:
(( ىذا قدوة صالحة للعلماء في العلم والعمل ،عمل بما علم ،بلغ في العلم مبلغ اإلجتهاد في زمن عقم
فيو الفكر االسالمي عن إنجاب المجتهدين ،وفرض احترامو على الخصوـ قبل األتباع ،بعملو الصالح
وإعراضو عن الدنيا ومطامع الملك ،فكاف مسموع الكلمة في الملمات والخصومات ،وإباف فتن يضيع
عادة فيها صوت الحق )).
(( وقد نهج ابن األمير نهج ابن الوزير في اإلىتماـ بالفقو والحديث وترجيحهما على علم الكالـ ،فأثرى
المذىب الزيدي بما كاف يعوزه من حفاظ على وجو الخصوص ،وذلك بال شك اتجاه محمود ،وكاف
متفتح الفكر على السنة ومذىب أىل السلف فتصدى للبدع والخرافات )) ثم قاؿ ((:ولكن اإلعراض
عن
()9/9
_____________________________
المسائل الكالمية ليس محمود العاقبة في كل حاؿ؛ إنو وإف لزـ عنو آفات الجدؿ والمراء فهو حصانة
للعقل ،وحين أعرض فقهاء دولة المرابطين عن الكالـ سقطوا في التشبيو والتجسيم؛ حقيقة إف المذىب
الزيدي ال يسمح بمثل ذلك ،ولكن ال غنى للفرع عن األصل وعلوـ الدين من فقو وحديث وغيرىما
إنما ىي فروع من أصل ثابت ىي أصوؿ الدين )) (.)9
()99/9
_____________________________
،وتلك الخرافات السائدة ،فلم يدع بدعة إال وسلط عليها األضواء ،وال مفهوما مغلوطا ليس من
الدين في شيء إال وركز ىجومو النقدي عليو ،وإف كاف قد شط في بعض األمور!! ولقد كاف ذلك باعثا
على استعداء المتمصلحين ،فرموه بالنصب والخروج عن المذىب الزيدي ،كما أف تدريسو للحديث
النبوي ،والتزامو في الصالة بالرفع والضم والتأمين من أسباب وعوامل اإلثارة أيضا ،فاتخذ وسيلة
إلثارة العامة على البدر األمير ،ولكنو كاف أقوى من عوامل االستثارة واالستعداء ،وأصلب من أولئك
المتمصلحين ،فلم تؤثر في األمير الصنعاني تهديداتهم وال تجمعاتهم وال دسائهم لإليقاع بو ،بل زادتو
إيمانا بنهجو ،وإصرارا على المضي في دربو ،ناشرا لسنن الرسوؿ في وسط يجهل كثيرا منها ،ويعد
أي مخالف للمألوؼ خروجو عن المذىب الزيدي وإف كاف منو ،ولقد أشار إلى ذلك في قصيدتو
الدالية التي يقوؿ فيها:
تعرض البدر األمير الصنعاني لمحن جمة ،منها :ثورة قبيلة برط واجتماع أعيانهم من ذي محمد ،وذي
حسين ،وكانت قد سرت إليهم إشاعة المغرضين بأف محمد بن إسماعيل األمير يهدـ المذىب بتدريسو
كتب الحديث للبخاري ومسلم.
()99/9
_____________________________
وكانوا قد خرجوا على اإلماـ المهدي ،وفي مقدمتهم حسن بن محمد العنسي البرطي لنصرة المذىب
واالقتصاص لو من األمير الصنعاني ،وكتبوا رسالة لإلماـ المهدي بجموعهم وخروجهم من برط إلى
صنعاء للثورة على األمير ،وعليو أيضا بحجة أنو يساعد األمير الصنعاني على ما يقوـ بو من أعماؿ
مخالفة للمذىب ،فوجو إليهم اإلماـ المهدي مجموعة من العلماء األعالـ وىم في طريقهم إلى صنعاء
لصدىم عن ذلك فلم يرعووا ،ففاوضهم على زيادة عشرين ألف لاير على مخصصاتهم السنوية التي
تدفعها الدولة لهم ،فاقتنعوا بذلك المغنم وعادوا إلى برط من حيث أتوا .ولما بلغ األمير خبر أىل برط
ومقدىم عليو لتدريسو صحيح البخاري ومسلم ،قاؿ:
وقد أقاـ المقلدوف المتعصبوف الدنيا ولم يقعدوىا على البدر األمير لمخالفتو لبعض مألوفاتهم التي
درجوا عليها ،وظنوا أف ما خالفها يعد خروجا على المذىب الزيدي ،وافتئاتا عليو ،وبغضا لعلي عليو
السالـ ،وعداوة ألىل البيت عليهم السالـ ،فاتهموه بكل عظيمة ،ورموه بكل زور ومين ،إلى الحد
الذي اتهموه فيو ببغض علي ومناصرة معاوية ،وىو الزيدي العقيدة ،والشيعي الهوى ،يدين بالعدؿ
والتوحيد ،ووالء اإلماـ علي وأىل البيت .
فقاؿ األمير الصنعاني في ذلك:
()91/9
_____________________________
في شهر صفر سنة (9981ىػ) وصلت كتب من جبل برط من القضاة بني العنسي إلى أىل ىجرة حوث
وغيرىم يذكروف أف اإلماـ البدر المنير محمد بن إسماعيل األمير ،خالف مذىب أىل البيت عليهم
السالـ ،فقاؿ في ذلك:
_____________________________
ورثت علوـ اآلؿ طرا وبعدىا ...حفظت بحمد اهلل سنة أحمد
ودرست في العلمين أعالـ عصرنا ...فكل تالميذي فسل وتنشد
كذلك تفسير الكتاب حفظتو ...ودرست في التفسير كل موحد
على كل كرسي وفي كل مسجد ...فكل بما قلناه يهدي ويهتدي
لي الخطب الغر التي كل خاطب ...بها خاطب في كل أرض ومسجد
وألفت في كل العلوـ مؤلفا ...بها يهتدي أىل العلوـ ويقتدي
وسارت مسير الشمس في كل بلدة ...ويجهل ىذا كل فدـ مبلد
ولي في أمير المؤمنين قصائد ...بها تطرب األسماع من كل منشد
وشرحي لها شرح نفيس مهذب ...نشرت بها كل الفضائل عن يد
وقاؿ:
وقلتم بأف ابن األمير محمدا ...يخالف أىل البيت من غير مسعد
وليس اختالؼ اآلؿ في العلم ضائرا ...وال ىو عيب عند كل موحد
فقد خالف الهادي بنوه محمد ...وأحمد وانظر كتبهم وتفقد
وخالفو المنصور والناصر الذي ...يأمل سقيا لإلماـ المجدد
وكم من خالؼ بين صنوين قد جرى ...أبي طالب ثم اإلماـ المؤيد
وشاىدي األزىار والغيث فانظروا ...وفي البحر للمهدي ما يروي الصدي
وقاؿ لما لم يتركو الجهاؿ من القيل والقاؿ ،ونسبوا إليو أباطيل األقواؿ:
()94/9
_____________________________
وقاؿ رحمو اهلل لما وقف جماعة على جواب سؤاؿ في شأف معاوية بن أبي سفياف كنت كتبتو بخطي لم
يعرفوا معناه ،وال تحققوا ما حواه ،نسبوا إلى كاتبو أقاويل ،واجتروا عليو أباطيل ،فقلت نصحا لهم
ومحبة ،ألنو إلزالة اإلثم عنهم لما توىموه من قبيح االعتقاد ،وذلك في سنة (9937ىػ) سبعة وثالثين
ومائة وألف:
()95/9
_____________________________
()96/9
_____________________________
وقد جرى مثل ىذا لإلماـ محمد بن إبراىيم الوزير ،وىو القائل:
ومثلو جرى لعلم الزيدية األكبر نشواف بن سعيد الحميري ،رغم سالمة عقيدتو ،وإعربو عن شخصيتو
الزيدية ،ومحبتو ومودتو آلؿ الرسوؿ ،وإف خالفهم
()97/9
_____________________________
في المسائل االجتهادية والسياسية ولم يقل بحصر اإلمامة في أوالد البطنين ،فذلك أمر ،و { المودة في
القربى } أمر آخر .قاؿ رحمو اهلل:
وقاؿ:
وقاؿ:
وكذلك الحسن الجالؿ ،والمقبلي ،واكثير الكثير قديما وحديثا ،وما (( أشبو الليلة بالبارحة)) !!!
انقطاع األمير الصنعاني للتدريس ورفضو لكل المناصب
لقد كاف األمير الصنعاني قانعا ،بعيدا عن كل األطماغ والمغريات الشخصية ،فانقطع للتدريس في
جامع صنعاء الكبير ،وجامع المدرسة وغيرىما من المساجد ،وذلك من الصباح حتى المساء ،ولم
يقبل أي منصب حكومي مهما كاف ،بالرغم من المغريات والعروض التي كانت تقدـ لو ،وكاف قد
عرض عليو المتوكل القاسم
()98/9
_____________________________
بن حسين القضاء وتوليتو في مدينة المخاء ،فرفض ذلك وامتنع عن قبولو ،كما عرض عليو الوزارة فلم
يقبل ذلك ،ثم عرض عليو تولية القضاء العاـ فامتنع عن قبولو ورفض ذلك ،والتزـ التدريس ونشر
العلم والمعرفة ولم يقبل كل المناصب التي عرضت عليو ،غير القياـ بخطبتي الجمعة في الجامع الكبير
بصنعاء لكوف ذلك من واجب العلماء ،ومرتبطا مباشرة باألمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر.
ولقد تصدى للنضاؿ في جبهتين اثنتين نضاؿ السلطة الحاكمة ،ونشر السنن النبوية ،ومحاربة الخرافة
والجهل.
وألف رسالة بعنواف :إزالة التهمة ببياف ما يجوز ويحرـ من مخالطة الظلمة ،وقد جمع فيها كل األدلة
المنافية لمخالطة الظلمة وأقواؿ علماء اإلسالـ نظما ونثرا ،ومن ذلك قصيدة العالم الجليل محمد بن
إبراىيم الوزير ،وكاف قد بعث بها إلى أخيو الهادي بن إبراىيم منتقدا لو وناعيا عليو اتصالو باإلماـ
الناصر محمد بن المهدي علي ،المعروؼ بصالح الدين وىو أكثر عدالة ممن تبعو وحل محلو في
قيادة األمة حين ذاؾ ،ومنها قولو:
واعلم بأف العز في الزىد والػ ...ػفضل وأىل الملك طرا ىلوؾ
وابعد عن الملك وأربابو ...وإف ىموا يوما لها أىلوؾ
ال تنظرف يوما إلى قائم ...وانظر إلى ما قالو ناصحوؾ
وقد ظل (( ابن األمير )) وأضرابو ينصحوف ويصرخوف ولكن الشر تفاقم حتى تالشت دولة آؿ القاسم
وتمزقت اليمن بعودة األتراؾ في أواخر القرف الثالث عشر الهجري واحتالؿ األنكليز لعدف وكاف ما
كاف.
()99/9
_____________________________
وقد جرت بينو وبين علماء وشعراء عصره مراسالت تصور ما كاف يعانونو من ضيق بشؤوف وطنهم بل
والعالم اإلسالمي ،ومن ذلك ما قالو العالمة إسماعيل بن محمد بن إسحاؽ من قصيدة مطلعها:
راـ قلبي بأف يخفف ىمو ...برؽ نجد لما شكى ما أىمو؟
جاء فيها:
()19/9
_____________________________
ما على الصب في الصبابة وصمة ...يا عذولي فهل بعقلك لمة؟
ومنها:
()19/9
_____________________________
()11/9
_____________________________
وما حبسوني أنني جئت منكرا *** وال أنني نافست في الحكم والكرسي
ولكنني أحييت شرعة أحمد *** وأبرزتها شمسا على العرب والفرس
فقاؿ ألو الجهل المركب إنني *** أردت خالؼ اآلؿ عمدا بال لبس
فقلت جهلتم مذىب اآلؿ أنتم *** وإف طاؿ ىذا الجهل آؿ إلى الطمس
فإف أصوؿ اآلؿ تأبى بأنني *** أقلد كاألعمى يقاد بال حسي
ولكنكم ال تعرفوف أصولهم *** وال الطرد فيما قرروه من العكس
إذا لم يكن لالجتهاد مزية *** من الجهل يا ويح العلوـ من البخس .
()13/9
_____________________________
اإلماـ المؤلف
كاف البدر األمير بحرا زاخرا من العلم والمعرفة ،ترؾ آثارا جليلة أغنى بها المكتبة العربية واإلسالمية،
من مؤلفاتو:
-إجابة السائل شرح بغية اآلمل بنظم الكافل (طبع ) .
-إتحاؼ االعالـ لما تكرر في نسخو من األحكاـ.
-إتحاؼ اآلنس في الكالـ عن العلمين واسم الجنس.
-إجازة الحديث.
-أجوبة خمس مسائل.
-األجوبة المرضية على األسئلة العصرية.
-أجوبة مسائل أحمد بن إسحاؽ.
-أجوبة مسائل قاطن.
-أجوبة مسائل المحبشي.
-اجابة في حكم بيع النسيئة (طبع ضمن ذخائر علماء اليمن ص 33ػ .)49
-جواب سؤاؿ العماري في مواضع من علم الحديث (طبع ضمن ذخائر علماء اليمن ص 69ػ .)74
-جواب سؤاؿ في صالة الجماعة ( .طبع ضمن ذخائر علماء اليمن 995ػ .)915
-األحراز لما في األساس من كناية المجاز.
-األحرؼ التي جعلها الناس ألعداد معينة ( .بحث)::.
()14/9
_____________________________
-أخذ األجرة على الصالة واألذاف.
-االدراؾ لضعف أدلة تحريم التنباؾ .
-األدلة الجلية في تحريم نظر األجنبية.
-أرجوزة في أصوؿ الدين.
-إرساؿ المطر في شرح قصب السكر شرح منظومة نخبة الفكر
-إرشاد القاصد ألدلة قضاء صالة العامد.
-إرشاد النقاد إلى تيسير االجتهاد (بحث) طبع ضمن (الرسائل المنيرية) ،ج 9/4ػ .47
-إزالة التهمة ببياف ما يجوز ويحرـ من مخالطة الظلمة .
-إسباؿ السرور من صفات الحور والغرؼ والقصور
-االستظهار على البحر والمنار.
-استيفاء المقاؿ في حقيقة اإلسباؿ.
-اإلشاعة في بياف من نهي فراقو عن الجماعة .
-اإلصابة في الدعوات المجابة .
-إظهار المعنى ألحاديث ( ،أف اهلل يقتص من القرناء للجماء).
-إعالـ األنباة بعدـ شرطية عدالة اإلماـ في الصالة .
-إفادة األبرار في شرح حديث األنوار.
-إقامة البرىاف على جواز أخذ األجرة على تالوة القرآف.
-إقامة الدالئل في ايضاح الثالث المسائل ( ،طبع ضمن كتاب ذخائر علماء اليمن 75ػ .)83
-إقامة الدليل على ضعف أدلة تكفير التأويل .
-األقتباس لمعرفة الحق من أنواع القياس ::.
()15/9
_____________________________
()16/9
_____________________________
()17/9
_____________________________
()18/9
_____________________________
-سمط الفرائد في نظم القواعد .
-سمط الاللئ الدرية الحاوي للفوائد البدرية.
-سؤاؿ وجوابو في حديث (الناس شركاء في ثالث) ( .طبع ضمن كتاب ذخاء علماء اليمن 945ػ
.)954
-السهم الصائب في نحر القوؿ الكاذب.
-السيف الباتر في يمين الصابر والشاكر .
-شرح نظم ورقات الجويني.
-شرط الخبر الصحيح والعدالة في الرواية .
-شفاء الصدور بتقديم الغفور على الشكور .
-صحة صالة المفترض خلف المتنفل .
-العدة على شرح العمدة ،نشره علي بن محمد الهندي ،القاىرة ،المطبعة السلفية سنة 9379ىػ
في أربعة مجلدات.
-العرؼ الندي في تحقيق مذىب اإلماـ المهدي .
-العمارة في بيوت األوقاؼ .
-غاية البياف لخصائص رمضاف ( .طبع ضمن ذخائر علماء اليمن ص 915ػ .)939
-غاية التنقيح في أبحاث تتعلق بالتحسين والتقبيح .
-فتح الخالق في شرح مجمع الحقائق.
-القوؿ المتين في عطية السالطين .
-القوؿ المقبوؿ في فيضاف الغيوؿ والسيوؿ.
-كشف القناع في حل الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها من الرضاع::.
()19/9
_____________________________
-اللمعة في تحقيق شرائط الجمعة ( .طبع ضمن كتاب ذخائر علماء اليمن ص 49ػ . )59
-المسائل المرضية في بياف اتفاؽ أىل السنة والزيدية .طبع في جدة في 99صفحة .
-المسائل المهمة فيما تعم بو البلوى من أحكاـ األمة ( .طبع ضمن كتاب ذخائر علماء اليمن 99ػ
. )993
-المسألة الثاقبو لألنظار في تصحيح أدلة فسخ المرأة باإلعسار.
-مفاتيح الرضواف في تفسير الذكر بآيات القرآف.
-المفاضلة بين الصحاح والقاموس.
-المفاخرة بين العنب والنخيل ( .نشر ضمن مقامات من األدب اليمني للحبشي) ،كما نشر لو مقامة
(حرؽ الكتب األدبية).
-منسك الحج .طبع بالقاىرة سنة 9348ىػ .
-منحة الغفار على ضوء النهار .طبع ضمن كتاب ضوء النهار.
-نصرة المعبود في الرد على أىل وحدة الوجود.
-نهاية التحرير في الرد على قولهم ليس في مختلف فيو نكير.
-نهاية التحرير في المحرـ من لبس الحرير .
-النهر الغاسل للقوؿ الباطل.
-نظم بلوغ المراـ من أحاديث األحكاـ (طبع في عدف سنة 9366ىػ) .
-ىدية ذوي األلباب إلى كيفية الحكم بين أىل الكتاب .
-ىداية السبيل إلى التوقف عن التكفير والتضليل بالتأويل
-ىداية المرتاب إلى صحة نية العبادات لنيل الثواب ودفع العقاب::.
()39/9
_____________________________
-اليواقيت في المواقيت.
-بحث في بيع النسيئو .
-صحة الطالؽ بلفظ التحريم.
-نظم عمدة األحكاـ من كالـ خير األناـ للمقدسي ،وصل فيو إلى كتاب الجنائز ::.
()39/9
_____________________________
األمير الشاعر
إذا كاف األمير الصنعاني من أبرز علماء االجتهاد في عصره ،وإذا كاف األمير قد أغنى المكتبة العربية
واإلسالمية بمؤلفاتو القيمة التي انتفع بها المسلموف في أرجاء المعمورة ،فإنو كذلك في مقدمة شعراء
عصره الذين اتخذوا الكلمة الحرة سالحا لنضالهم الديني والوطني ،ودافعوا عن الشعب وعقيدتو بكل
إيماف وإخالص وتضحية ،ولم تكبح من جماح نضالهم الصادؽ السجوف والمعتقالت ،أو تثنيهم عن
ذلك النضاؿ المجيد تهديدات الحكاـ ،ودسائس المنتمين إليهم بحكم مصالحهم الشخصية ،ولقد
ىدد األمير الصنعاني بالقتل غير مرة ومن غير جهة ،كما عاش مشردا عن صنعاء مهد طفولتو لمواقفو
النضالية المتحررة من قيود التعصب والتقليد ،ومن عوامل التبعية في أي مسلك من المسالك.
ولألمير الصنعاني ديواف شعر ،يضم ما ينوؼ على أربعمائة صفحة ،وىو في معظم قصائد ديوانو ملتزـ
نهجو المعروؼ بالنضاؿ والثورة على الظلم والظالمين غير ىياب لسطوتهم ،وأساليب مكرىم ،وكاف
سالحو في كل ذلك إيمانو الراسخ الذي ال يتزعزع ،حتى أصبحت لو مدرسة علمية تعرؼ بمدرسة
البدر األمير ،وإذا لمس شيئا من االنحراؼ في تلميذ من تالميذ مدرستو ومشايعتو للظلمة ،سارع إلى
تصحيح ذلك االنحراؼ بقدرة فائقة.
وإلى جانب إيمانو الذي كاف سالحو وعمدتو في محارية الظلم والظالمين ،كانت الكلمة الصادقة أيضا
سالحو األمضى إما شعرا أو نثرا ،وىو في كال األسلوبين مبرز ومجيد ،ولم يكن شعره قاصرا على
المسائل العلمية كغيره من علماء عصره ،فاألمير الصنعاني شاعر مبدع مترسل ،وذلك ألف بيئتو التي
عاش بها كونت مواىبو األدبية وخلقت منو شاعرا فحال ،فأبوه وأستاذه في علوـ اللغة
()31/9
_____________________________
واألدب وغيرىما من أبرز شعراء عصره ،وشعره الرقيق المعبر عن أصدؽ المشاعر الجياشة ،يحدد
لدارسيو مكانتو المرموقة حين ذاؾ.
فاألمير األب أرؽ شعرا من األمير االبن ،كما أف األمير االبن أوسع معرفة من األمير األب ،ولو مع أبيو
رسائل شعرية بديعة ترينا معنى األصالة والعراقة في مدرستو العلمية واألدبية ،كما شهد لو بذلك علماء
وأدباء عصره ،ومنهم أبوه إسماعيل بن صالح األمير ،وىو من الذين يتحروف الصدؽ في أقوالهم
وأفعالهم.
وكاف األمير األب لتواضعو وىو العالم الجليل واألديب المرموؽ ،يجلس في حلقات درس ابنو مجلس
التلميذ من أستاذه ،وال يجد في ذلك حرجا أو غضاضة ،فالفرع قد يزكو على األصل ويفوؽ ،ومن
ذلك ما قالو األمير األب إسماعيل بن صالح البنو محمد بن إسماعيل في قصيدتو البائية مشيدا بمناقبو
العلمية:
ويقوؿ معترفا في تواضع منقطع النظير ،وذلك بما البنو من مناقب ،مشيرا إلى مكانتو العلمية الرفيعة:
()33/9
_____________________________
ومن مدينة كحالف بعث البدر األمير الصنعاني إلى أبيو قصيدة جوابية مماثلة ،ومن تلك القصيدة ما
جاء مترجما عن زىد أبيو:
وقاؿ مجيبا على السؤاؿ المشهور الذي أورده بعض الذميين ذكره المقبلي في (( العلم الشامخ )) وقد
أجاب عنو عدة من العلماء:
()34/9
_____________________________
تحفة تهدى لمن يهوى عليا ...من رقى شأوا من المجد عليا
()35/9
_____________________________
()36/9
_____________________________
ولما اطلع على ىذا المقدار والده العالمة الزاىد إسماعيل بن صالح األمير رضي اهلل عنو قاؿ مذيال
لها:
ويدور الحق معو حيثما ...دار فافهمو حديثا نبويا
()37/9
_____________________________
()38/9
_____________________________
()39/9
_____________________________
القصيدة النجدية
()49/9
_____________________________
()49/9
_____________________________
()41/9
_____________________________
()43/9
_____________________________
()44/9
_____________________________
(فصل في بدعة القائلين بوحدة الوجود المساوين بين األنبياء وأىل الجحود)
()45/9
_____________________________
بأنهم عن مطلب الحق في بعد
ومن يطلب اإلنصاؼ يدلي بحجة
ويرجع أحيانا ويهدي ويستهدي
وىيهات كل في الديانة تابع
أباه كأف الحق في األب والجد
وقد قاؿ ىذا قبلهم كل مشرؾ
فهل قدحوا ىذي العقيدة عن زند
كذلك أصحاب الكتاب تتابعوا
على مذىب األسالؼ فردا على فرد
()46/9
_____________________________
أحدثت قصيدة البدر األمير ىذه ضجة كبرى في الجزيرة العربية ،والوطن العربي عموما ،وىذا يدؿ على
مكانة البدر األمير ،واتساع نطاؽ شهرتو التي طبقت اآلفاؽ ،وأثارت موجة من السخط واإلستياء لدى
رجاؿ العلم واألدب خاصة ،وىذا أيضا يدؿ على مقت شديد للشيخ محمد بن عبد الوىاب ،واستنكار
صارخ لتوجهاتو وممارساتو ضد المسلمين .
فما كاف من علماء المسلمين على اختالؼ مذاىبهم وبلدانهم ،إال أف تصدوا للرد على البدر األمير،
وكشف حقيقة ابن عبد الوىاب ،وممن تصدى للرد على البدر األمير الشيخ العالمة ناصر بن حسين
المحبشي الزيدي اليمني ،فإنو رحمو اهلل
__________
( )9ضيافتها وحسن استقبالها.
()47/9
_____________________________
راجع البدر رضي اهلل عنو نثرا ونظما سائال عن وجو تصويب تحريق دالئل الخيرات ،قاؿ :
()48/9
_____________________________
()49/9
_____________________________
()59/9
_____________________________
ورد السهروردي على قصيدة األمير الصنعاني بقصيدة طنانة من بحرىا ورويها ،سماىا:
(الصوارـ الهندية ،المسلولة على رؤوس النجدية)
()59/9
_____________________________
()51/9
_____________________________
()53/9
_____________________________
()54/9
_____________________________
أسير قصور ال أسير ىوى ىند
وقلد في التضمين من قاؿ منشدا
أال يا صبا نجد متى ىجت من نجد
يذكرني مسراؾ نجدا وأىلو
لعلية والجنس علية الود
وأقسم أف الشوؽ زاد لقولو
لقد زادني مسراؾ وجدا على وجد
قفي وأسألي عن عالم حل سوحها
وأظهر فيها الكفر عمدا لكي يردي
وقدـ معموؿ الهداية قاصرا
بو يهتدي من ضل عن منهج الرشد
محمد الهادي لسنة أحمد
تعالى بإثبات الهداية للنجدي
وناظر ما بين الضاللة والهدى
فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
لقد أنكرت كل الطوائف قولو
سواه وىذا عنده منتهى القصد
وما كل قوؿ بالقبوؿ مقابل
وإف كاف حقا إف طما زاخر الجحد
فصغراؾ مع كبراؾ ممنوعتاف إف
رجعت إلى اآلداب أو كنت مستهدي
وقد جاءت األخبار عنو بأنو
سخيف عريض الظهر أوقح من صلد
إذا بدأ الرحمن ينفيك مثلو ...
()55/9
_____________________________
()56/9
_____________________________
()57/9
_____________________________
()58/9
_____________________________
ورد الشيخ ابن غلبوف الليبي على قصيدة األمير الصنعاني بقصيدة طنانة من بحرىا ورويها ،مذكورة في
(( سعادة الدارين )) عدة أبياتها أربعوف بيتا ،مطلعها:
سالمي على أىل اإلصابة والرشد ...وليس على نجد ومن حل في نجد
ورد السيد مصطفى المصري البوالقي أيضا على قصيدة األمير الصنعاني بقصيدة طنانة من بحرىا ورويها
،مذكورة في (( سعادة الدارين )) ،عدة أبياتها مائة وستة وعشروف ،مطلعها:
ورد السيد الطباطبائي البصري أيضا على قصيدة األمير الصنعاني بقصيدة طنانة من بحرىا ورويها ،ذكر
صاحب (( سعادة الدارين )) أبياتا منها.
قاؿ البدر األمير (( :لما ( )9بلغت األبيات إلى نجد وصل إلينا بعد أعواـ من بلوغها إلى أىل نجد
رجل عالم يسمى الشيخ مربد بن أحمد التميمي ،كاف وصولو
__________
( )9في (ب) :لما بلغت ىذه األبيات نجدا ،وصل إلينا بعد أعواـ من بلوغها من أىل نجد رجل يسمى
الشيخ مربد بن أحمد التميمي ،كاف وصولو في شهر صفر سنة سبعين ومائة وألف ،أقاـ لدينا ثمانية
أشهر ،وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطو ،وقرأ علينا في الكشاؼ وغيره ،وفارقنا في عشرين
من شواؿ سنة ( 9979ىػ) راجعا إلى وطنو ،وصل من طريق الحجاز مع الحجاج ،وكاف من تالميذ
الشيخ محمد بن عبد الوىاب ،الذي وجهنا إليو األبيات فأخبرنا ببلوغها ،ولم يأت بجواب عنها ،وكاف
قد تقدمو في الوصوؿ إلينا بعد بلوغها الشيخ عبد الرحمن النجدي ،ووصف لنا من حاؿ ابن عبد
الوىاب أشياء أنكرناىا ،من سفكو الدماء ،ونهبو األمواؿ ،وتجاريو على قتل النفوس ولو باالغتياؿ،
وتكفيره األمة المحمدية في جميع األقطار ،فبقي معنا تردد فيما نقلو الشيخ عبد الرحمن ،وذلك ألنو
قد كاف وصل إلينا لعلو سنة 9965بعد بلوغ األبيات ،وذكر لنا حسن حاؿ ابن عبد الوىاب ،وتحريو
واقتصاره على أدلة الكتاب والسنة ،ثم فارقنا وبقي سنتين ،ثم عاد إلينا مخبرا بتغير أحواؿ ابن عبد
الوىاب إلى ما ذكرناه،وطلب مني أف أضع رسالة في بطالف ما ذىب إليو ،من سفكو الدماء ،ونهبو
العباد ،وغير ذلك من اإلفساد ،وكاف ىذا الشيخ عبد الرحمن تقيا صائما نهاره قائما ليلو ،كثير الذكر إال
أنو قليل الدراية بالعلم ،فلذا ترددت فيما قالو ،حتى وصل الشيخ العالم مربد بن أحمد ولو نباىة،
ووصل إلينا ببعض رسائل ابن عبد الوىاب التي جمعها في وجو تكفيره أىل اإليماف ،وقتلهم ونهبهم،
وحقق لنا أحوالو وأفعالو وأقوالو ،فرأينا أحوالو أحواؿ رجل عرؼ من الشريعة شطرا ،ولم يمعن النظر ،وال
قرأ على من يهديو نهج الهداية ،ويدلو على العلوـ النافعة ويفقهو فيها ،بل طالع بعضا من مؤلفات الشيخ
أبي العباس ابن تيمية ،ومؤلفات تلميذه ابن قيم الجوزية ،وقلدىما من غير إتقاف ،مع أنهما يحرماف
التقليد.
ولما حقق لنا أحوالو ،ورأينا في الرسائل أقوالو ،وذكر لي أنو عظم شأنو بوصوؿ األبيات التي وجهنا إليو،
وأنو يتعين علينا نقض ما قدمناه ،وحل ما أبرمناه ،وكانت أبياتنا ىذه قد طارت كل مطار ،وبلغت غالب
األقطار ،وأتتنا فيها جوابات من مكة المشرفة ،ومن البصرة ،ومن غيرىما ،إال أنها جوابات خالية عن
اإلنصاؼ ،وبعضها كالـ من غير معرفة لما أردناه ،فجواب وفد من بندر المخا ،كلو خصاـ ،وذـ لقائل
النظاـ ،وبيننا وبين الجميع يوـ يقوـ الناس لرب العالمين ،وينتصف للمظلومين من الظالمين ،فما ندـ
الناصح من يؤمن برب العالمين .ولما أخذ علنيا الشيخ مربد ذلك تعين علينا ،لئال نكوف سببا في شيء
من ىذه األمور ،التي ارتكبها ابن عبد الوىاب المذكور ،فقلت.
وفي (ج) :ولماوصلت األبيات إلى نجد من طريق مكة ولم يصل لها جواب ،ووصل رجل من أصحاب
ابن عبد الوىاب ،يقاؿ لو الشيخ عبد الرحمن ،وأخبر بوصوؿ األبيات ،وأنها بعثتو على الخروج إلى عند
قائلها ،وىو رجل عامي ،إال أنو كثير العبادة ،والحث على الزىادة ،ولم يزؿ يذىب أياـ الحج للحج ثم
يعود بعد ذىابو إلى أىلو إلى صنعاء ،ولم نستفد منو ػ لعاميتو ػ حقيقة ابن عبد الوىاب.
ثم إنو وصل إلينا الشيخ العالم مربد بن حسن _ قد تقدـ ذكره _ وكاف وصولو من طريق الحجاز ،سنة
سبعين ومائة وألف9979(،ىػ) ولو معرفة ونباىة ،وىو من تالميذ ابن عبد الوىاب ،وأخبر بوصوؿ
األبيات ،وكاف عنده منها نسخة ،وأقاـ عندنا ثمانية أشهر ،وحصل بعض كتب ابن تيمية بخطو ،وقرأ
علينا في الكشاؼ ،وذاكر في عدة مسائل.
ثم وصف لنا من حاؿ ابن عبد الوىاب أمورا عجيبة ،من سفكو الدماء ،وتكفير كل أىل الدنيا ،وأخرج
صحبتو من رسائلو ما يحقق ما نقلو عنو ،من تكفيره لألناـ ،وسفكو للدـ الحراـ ،ونهبو لألمواؿ ،وسبيو
للحرـ المسلمة واألطفاؿ.
وقد كاف مستنكرا ألفعالو ،مترددا في حقيقة حالو ،وما خرج إال مسترشدا لما يرشده اهلل[إليو] ،ويدلو
عليو .فأبنا لو أف ىذه أفعاؿ ال تطابق شريعة اإلسالـ ،وال توافق ما جاء بو سيد األناـ ،عليو أفضل صالة
وسالـ.
وذكر أنو زاد بوصوؿ األبيات عظمة عند أتباعو ،ورفعة عند أشياعو ،وأنو يتعين علينا إزالة ذلك ،وبياف
قبح ما سلكو من تلك المسالك .فرأيتو يتعين ما قاؿ ،وتأكد عندي ذلك المقاؿ ،فبنيت أبياتا رددت
فيها أدلة رسالتو ،وأبنت فيها قبيح مقالتو ،وشرحتها شرحا شافيا ،وأرسلتها صحبة الشيخ مربد ،وفارقنا
في عشرين من شواؿ ،سنة سبعين ومائة وألف ،وأوؿ األبيات:
()59/9
_____________________________
في شهر صفر سنة سبعين ومائة وألف ،وأقاـ لدينا ثمانية أشهر ،وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم
بخطو ،وفارقنا في عشرين من شواؿ سنة سبعين راجعا إلى وطنو ،وصل من طريق الحجاز وكاف من
تالميذ الشيخ محمد بن عبد الوىاب الذي وجهنا إليو األبيات ،فأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها.
وكاف قد تقدمو في الوصوؿ إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل عبد الرحمن النجدي ،ووصف لنا من حاؿ
ابن عبد الوىاب أشياء أنكرناىا ،من سفك الدماء ،ونهبو األمواؿ ،وتجاريو على قتل النفوس ولو
باالغتياؿ ،وتكفير األمة المحمدية في
()69/9
_____________________________
جميع األقطار ،فبقي معنا تردد فيما نقلو الشيخ الفاضل عبد الرحمن ،حتى وصل الشيخ العالم مربد بن
أحمد ولو نباىة ،ووصل ببعض رسائل ابن عبد الوىاب التي جمعها في وجو تكفيره أىل اإليماف ،وقتلهم
ونهبهم ،وحقق لنا أقوالو وأفعالو وأحوالو ،فرأينا أحوالو أحواؿ رجل عرؼ من الشريعة شطرا ،ولم يمعن
النظر ،وال قرأ على من يهديو نهج الهداية ،ويدلو على العلوـ النافعة ويفقهو فيها ،بل طالع بعضا من
مؤلفات الشيخ أبي العباس ابن تيمية ،ومؤلفات تلميذه ابن قيم الجوزية ،وقلدىما من غير إتقاف ،مع
أنهما يحرماف التقليد.
ولما حقق لنا أحوالو ،ورأينا في الرسالة أقوالو ،وذكر لي أنو إنما عظم شأنو بوصوؿ األبيات التي وجهنا
إليو ،وأنو يتعين علنيا نقض ما قدمناه ،وحل ما أبرمناه ،وكانت أبياتنا ىذه قد طارت كل مطار ،وبلغت
غالب األقطار ،وأتتنا فيها جوابات عن أىل مكة المشرفة ،ومن البصرة ،ومن غيرىما ،إال أنها جوابات
خالية عن اإلنصاؼ وبعضها كالـ من غير معرفة لما أردناه ،فجواب وصل من بندر المخا كلو خصاـ،
وذـ لقائل النظاـ ،وبيننا وبين الجميع يوـ يقوـ الناس لرب العالمين ،وينتصف للمظلومين من الظالمين،
ولما أخذ علينا الشيخ مربد ذلك ،تعين علينا ،لئال نكوف سببا في شيء من ىذه األمور ،التي ارتكبها
ابن عبد الوىاب المذكور ،كتبت أبياتا وشرحتها وأكثرت من النقل عن ابن القيم وشيخو ابن تيمية،
ألنهما عمدة الحنابلة ،فقلت )) :
()61/9
_____________________________
وما كل ظن للحقائق لي مهدي
وقد جاءنا من أرضو الشيخ مربد
فحقق من أحوالو كل ما يبدي
وقد جاء من تأليفو برسائل
يكفر أىل األرض فيها على عمد
ولفق في تكفيرىم كل حجة
تراىا كبيت العنكبوت لدى النقد
تجارى على إجرا دما كل مسلم
مصل مزؾ ال يحوؿ عن العهد
تراىا كبيت العنكبوت لدى النقد
وقد جاءنا عن ربنا في براءة
براءتهم عن كل كفر وعن جحد
()63/9
_____________________________
()64/9
_____________________________
()65/9
_____________________________
()66/9
_____________________________
---
()67/9
_____________________________
()68/9
_____________________________
وكاف القائم بنصرة محمد بن عبد الوىاب ونشر عقيدتو محمد بن سعود ثم ولده عبد العزيز ثم ولد
سعود .انتهى ملخصا.
وسعود بن عبد العزيز ىو الذي غزا العراؽ والحجاز ومنع المسلمين من الحج فانقطع الحج في زمانو
عدة سنين.
وقاؿ ملطبروف في جغرافيتو المترجمة من رفاعة بك ناظر مدرسة األلسن وقلم الترجمة بمصر المطبوعة
بمصر :أصل المذىب الوىابي أف العرب سيما أىل اليمن تحدثوا بأف راعيا فقيرا اسمو :سليماف ،رأى
في منامو كأف شعلة نار خرجت منو وانتشرت في األرض وصارت تحرؽ من قابلها ،فقصها على معبر
فعبرىا بأف ولدا لو يحدث دولة قوية ،فتحققت الرؤيا في حفيده محمد بن عبد الوىاب ،فلما كبر محمد
صار محترما عند أىل بلده بسبب ىذه الرؤيا التي اليعلم أنها كانت أـ ال.
أوؿ أمره بين مذىيو سرا فاتبعو جماعة ،ثم سافر إلى الشاـ فلم يتبعو أحد ،فرجع إلى بالد العرب بعد أف
غاب عنها ثالث سنين ،وجاء إلى بالد نجد وأظهر ىذا المذىب فتبعو عليو سعود وكاف شهما حازما،
وتقوى كل منهما باآلخر فقوى سعود إمارتو من طريق الدين باتباعو محمد بن عبد الوىاب على مذىبو،
وقوى ابن عبد الوىاب دعوتو من طريق السيف باتباع سعود لو وانتصاره بو ،فكاف سعود األمير الحاكم
،وابن عبد الوىاب الرئيس الديني ،وصارت ذرية كل منهما تتولى مرتبة سلفها.
وبعد أف صار سعود حاكما على قبيلتو تغلب على قبيلتين من اليمن ،وداف بهذا المذىب قبائل كثيرة
من العرب وجميع أعراب نجد ،واختاروا مدينة الدرعية قاعدة بالدىم وىي في الجنوب الشرقي من
البصرة ،وبعد خمس عشرة سنة اتسعت والية سعود وىو يطمع في الزيادة ،وكاف يأخذ ممن يطيعو عشر
المواشي والنقود
()69/9
_____________________________
والعروض بل واألنفس ،فيأخذ عشر الناس بالقرعة ،فجمع أمواال عظيمة وصار جيشو يربو على مائة
وعشرين ألف مقاتل.
وفي خالصة الكالـ :كاف ابتداء ظهور محمد بن عبد الوىاب سنة (9943ىػ) واشتهر أمره بعد
الخمسين ،فأظهر العقيدة الزائفة بنجد وقرأىا ،فقاـ بنصره محمد بن سعود أمير الدرعية فحمل أىلها
على متابعتو فتابعوه ،وما زاؿ يطيعو كثير من أحياء العرب حتى قوي أمره فخافتو البادية ،وكاف يقوؿ
لهم :إنما أدعوكم إلى التوحيد وترؾ الشرؾ باهلل.
وعن كتاب تاريخ نجد لمحمود شكري األلوسي أف ابن عبد الوىاب نشأ في بلد العيينة من بالد نجد،
فقرأ على أبيو الفقو على مذىب أحمد بن حنبل ،وكاف من صغره يتكلم بكلمات ال يعرفها المسلموف،
وينكر عليهم أكثر الذي اتفقوا على فعلو ،لكنو لم يساعده على ذلك أحد ،فسافر من العيينة إلى مكة
المشرفة ثم إلى المدينة ،فأخذ عن الشيخ عبد اهلل بن إبراىيم بن سيف ،وشدد النكير على اإلستغاثة
بالنبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم عند قبره.
ثم رحل إلى نجد ثم إلى البصرة يريد الشاـ ،فلما ورد البصرة أقاـ فيها مدة وأخذ فيها عن الشيخ محمد
المجموعي ،وأنكر على أىلها أشياء كثيرة ،فأخرجوه منها فخرج ىاربا ،ثم جاء بعد عدة تحوالت إلى
بلد حريملة من نجد وكاف أبوه بها ،فالزمو وقرأ عليو وأظره اإلنكار على مسلمي نجد في عقائدىم،
فنهاه أبوه فلم ينتو حتى وقع بينهما نزاع ،ووقع بينو وبين المسلمين في حريملة جداؿ كثير ،فأقاـ على
ذلك سنتين حتى توفي أبوه سنة (9953ىػ) فاجترأ على إظهار عقائده اإلنكار على المسلمين فيما
أطبقوا عليو ،وتبعو حثالة من الناس إلى أف غص أىل البلد من مقاالتو وىموا بقتلو ،فانتقل من حريملة
إلى العيينة ورئيسها يومئذ عثماف بن أحمد بن معمر،
()79/9
_____________________________
فأطمعو ابن عبد الوىاب في ملك نجد فساعده عثماف وأعلن النكير على المسلمين ،فتبعو بعض أىل
العيينة ،وىدـ قبة زيد بن الخطاب التي عند الجبيلة ،فعظم أمره وبلغ خبره سليماف بن محمد بن عزيز
الحميدي صاحب األحساء والقطيف وتوابعها ،فأرسل سليماف كتابا إلى عثماف يأمره فيو بقتلو ويهدده
على المخالفة ،فلم تسعو مخالفتو فأرسل إليو وأمره بالخروج عن مملكتو ،فقاؿ لو :إف نصرتني ملكت
نجدا فلم يسمع منو.
وخرج إلى الدرعية سنة (9969ىػ) وىي بالد مسليمة الكذاب ،وصاحبها يومئذ محمد بن سعود من
قبيلة عنيزة فتوسل بامرأة الحاكم إليو وأطمعو في ملك بالد نجد فتبعو وبايعو على قتاؿ المسلمين،
فكتب إلى أىل نجد ورؤساءىم وقضاتهم يطلب الطاعة فأطاعو بعضهم وبعضهم لم يحفل بو ،فأمر أىل
الدرعية بالقتاؿ فأجابوه وقاتلوا معو أىل نجد واألحساء مرارا كثيرة ،حتى دخل بعضهم في طاعتو طوعا
أو كرىا ،وصارت إمارة نجد جميعها آلؿ سعود بالقهر والغلبة.
ومات ابن عبد الوىاب سنة (9196ىػ) ،ثم مات محمد بن سعود فخلفو ولده عبد العزيز ،وقاـ بنصرة
ىذا المذىب ،وقاتل عليو وبلغت سراياه وعمالو أقصى بالد نجد ،ثم مات عبد العزيز فخلفو ولده سعود
وكاف أشد من أبيو في التوىب منع المسلمين عن الحج وخرج على السلطاف ،وغالى في تكفير من
خالفهم ،ثم مات سعود وخلفو ابنو عبد اهلل .انتهى.
وفي خالصة الكالـ :أف الوىابيين أرسلوا في دولة الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفي سنة
(9965ىػ) ثالثين من علمائهم فأمرالشريف أف يناظرىم علماء الحرمين فناظروىم ،فوجدوا عقائدىم
فاسدة ،وكتب قاضي الشرع حجة بكفرىم
()79/9
_____________________________
وسجنهم فسجن بعضهم وفر الباقوف .ثم في دولة الشريف أحمد المتوفي سنة (9995ىػ) أرسل أمير
الدرعية بعض علمائو فناظرىم علماء مكة وأثبتوا كفرىم ،فلم يأذف لهم في الحج .انتهى ملخصا.
وىذ المذىب وإف كاف ظهوره وانتشاره في زمن محمد بن عبد الوىاب في القرف الثاني عشر إال أف بذرة
قد بذر قبل ذلك من زمن أحمد بن تيمية في القرف السابع وتلميذه ابن القيم الجوزية وابن عبد الهادي
ومن نسج على منوالهم .وقد عثرنا فيو على رسالة لمحمد بن إسماعيل األمير اليمني الصنعاني المولود
سنة (9959ىػ) والمتوفى سنة (9981ىػ) ،كما عن كتاب البدر الطالع للشوكاني سماىا :تطهير
االعتقاد عن أدراف اإللحاد ،وىذا الرجل كاف معاصرا البن عبد الوىاب .وعن كتاب أبجد العلوـ
للصديق حسن خاف القنوجي كاف المولى العالمة السيد محمد بن إسماعيل األمير بلغو من أحواؿ
النجدي ما سره فقاؿ قصيدتو المشهورة:
ثم لما تحقق األحواؿ من بعض من وصل إلى اليمن وجد األمر غير خاؿ من األدغاؿ وقاؿ:
انتهى.
()71/9
_____________________________
قاؿ العالمة جميل صدقي الزىاوي (( :الوىابية فرقة منسوبة إلى محمد بن عبد الوىاب ،وابتداء ظهور
محمد ىذا كاف سنة (9943ىػ) ،وإنما اشتهر أمره بعد الخمسين فأظهر عقيدتو الزائفة في نجد،
وساعده على إظهارىا محمد بن سعود أمير الدرعية بالد مسيلمة الكذاب مجبرا أىلها على متابعة ابن
عبد الوىاب ىذا فتابعوه ،وما زاؿ ينخدع لو في ىذا األمرحي بعد حي من أحياء العرب حتى عمت
فتنتو ،وكبرت شهرتو ،واستفحل أمره فخافتو البادية ،وكاف يقوؿ للناس:
ما أدعوكم إال إلى التوحيد ،وترؾ الشرؾ باهلل تعالى في عبادتو ،وكانوا يمشوف خلفو حيثما مشى حتى
اتسع لو الملك )) (.)9
وقاؿ الشريف عبد اهلل بن الشريف حسين باشا (( :إف ابتداء ظهور ابن عبد الوىاب ببدعتو في نجد
كاف سنة ( 9943ىجرية) ،ثم كاف استيالء الوىابية على مكة سنة (9198ىػ) فتسمية الوىابيين
بخوارج القرف الثاني عشر ىي مبنية على ابتداء ظهور بدعتهم ،ال على ابتداء استيالئهم األوؿ على مكة
(.)1
وقاؿ العالمة جميل صدقي الزىاوي :وكاف في ابتداء أمره من طلبة العلم ،يتردد على مكة والمدينة
ألخذه من علمائها.
وممن أخذ عنو في المدينة :الشيخ محمد بن سليماف الكردي ،والشيخ محمد حياة السندي ،وكاف
الشيخاف المذكوراف وغيرىما من المشائخ الذين أخذ عنهم يتفرسوف فيو الغواية واإللحاد ،ويقولوف(( :
سيضل اهلل تعالى ىذا ،ويظل بو من أشقاه من عباده )) فكاف األمر كذلك ،وكاف أبوه عبد الوىاب -
وىو من العلماء
__________
( )9الفجر الصادؽ 96/طبعة مصر عاـ (9313ىػ).
( )1صدؽ الخبر في خوارج القرف الثاني عشر .9 /
()73/9
_____________________________
الصالحين -يتفرس فيو اإللحاد ،ويحذر الناس منو ،وكذلك أخوه الشيخ سليماف )) (.)9
عقيدتو
تنحصر عقيدتو في أربعة أمور:
-9تشبيو اهلل سبحانو وتعالى بخلقو.
-1توحيد األلوىية والربوبية.
-3عدـ توقيره النبي.
-4تكفير المسلمين.
قاؿ أبو حامد بن مرزوؽ في مقدمة كتابو عن التوسل بالنبي وبالصالحين (( :فهذه خالصة علمية في
عقائد محمد بن عبد الوىاب ومقلديو جمعت أكثر درىا المنقوؿ والمعقوؿ من تحقيق علماء اإلسالـ
األعالـ ،وشيدت صرحها بتاريخ اإلسالـ ،ودعمتها بكثير من آيات الكتاب الحكيم ،وسنتو عليو الصالة
والسالـ ،فجاءت بحمد اهلل حصنا منيعا ال يراـ )).
وقد ردد بعض أتباع األئمة األربعة عليو وعلى مقلديو بتآليف كثيرة جيدة ،وممن رد عليو من الحنابلة:
أخوه سليماف بن عبد الوىاب.
ومن حنابلة الشاـ :آؿ الشطي ،والشيخ عبد القدومي النابلسي في رحلتو ،وكلها مطبوعة في ناحيتين:
زيارة النبي ،والتوسل بو وبالصالحين من أمتو ،وقالوا :إنو مع مقلديو من الخوارج.
__________
( )9الفجر الصادؽ 96/طبعة مصر عاـ (9313ىػ).
()74/9
_____________________________
وممن نص على ىذا :العالمة المحقق السيد محمد أمين بن عابدين في حاشيتو (( رج المحتار على
الدر المختار )) في باب البغاة ،والشيخ الصاوي المصري في حاشيتو على الجاللين ،لتكفير أىل (ال
إلو إال اهلل محمد رسوؿ اهلل) برأيو.
وال شك أف التكفير سمة الخوارج وكل المبتدعة الذين يكفروف مخالفي رأيهم من القبلة ،وال تفيد ىذه
الخالصة من مرؽ إلى الجهة األخرى ،ألف العلماء قالوا (( :إف البدعة إذا رسخت في قلب ال يرجع
صاحبها عنها ،ولو رأى ألف دليل واضح وضوح الشمس يبطلها إال إذا أدركتو عناية اهلل ،وإنما ىي
عاصمة إف شاء اهلل تعالى من لم يدخل في بدعهم )) (.)9
فظائع من تاريخ الوىابية
الحديث طويل وذو شجوف عن الفظائع التي ارتكبت باسم اإلسالـ والدفاع عنو ضد المشركين كما
يزعم أعراب نجد التي قاؿ فيها النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :من ىنالك يطلع قرف الشيطاف )) !!
وسأكتفي بإيراد مقتطفات بأقالـ أمينة نزيهة.
قاؿ العالمة أحمد بن زيني دحالف مفتي الشافعية في كتابو (( خالصة الكالـ في أمراء البالد الحراـ )).
__________
( )9التوسل بالنبي وبالصالحين 9 /طبع استانبوؿ عاـ (9984ـ).
()75/9
_____________________________
()76/9
_____________________________
أىل الطائف خرجوا قبل ذلك ىاربين فأدركتهم الخيل وقتلت أكثرىم وفتشوا على من توارى في البيوت
وقتلوه ،وقتلوا من في المساجد وىم في الصالة ،ودخل نيف وعشروف رجال إلى بيت الفتنى ومائتا رجل
إلى بيت الفعر وامتنعوا عن التسليم وقاتلوا ثالثة أياـ ،فراسلهم ابن شكباف باألماف وقاؿ :أنتم في وجو
ابن شكباف وعثماف ،وأعطوىم العهود فكفوا عن القتاؿ ،فأرسلوا جماعة أخذوا منهم السالح وقالوا :ال
يجوز للمشركين حملو ،ثم أمروىم بالخروج لمقابلة األمير ،فأمر بقتلهم فقتلوا جميعا بقوز يسمى :دقاؽ
اللوز.
وكاف في بيوت ذوي عيسى نحو الخمسين متترسين يرموف بالرصاص فأخرجوىم باألماف على النفس
دوف الماؿ ،فسلبوىم وأخرجوىم إلى وادي وج وتركوىم فيو مكشوفي السوأتين ومعهم النساء ،حتى
رموا عليهم أطمارا بالية ثم عاىدوىم بعد ثالثة عشر يوما على التوىب ،فصاروا يتكففوف الناس فيعطى
السائل الحفنة من الذرة يقضمها.
وصارت األعراب تدخل كل يوـ إلى الطائف وتنقل المنهوبات إلى الخارج حتى صارت كأمثاؿ الجباؿ،
فأعطوا خمسها لألمير واقتسموا الباقي ،ونشروا المصاحف وكتب الحديث والفقو والنحو في األزقة،
وأخبروا أف األمواؿ مدفونة في المخابي ،فحفروا في موضع فوجدوا فيو ماال ،فعندىا حفروا جميع بيوت
البلد حتى بيوت الخالء والبالوعات ،ثم ارتحل ابن شكباف وبقي عثماف أميرا على الطائف ،وكتبوا إلى
سعود يخبرونو بذلك ،فسر بو سرورا عظيما ،وكاف مبرزا بالدىناء مسير سبعة أياـ عن الدرعية يريد غزو
العراؽ.
()77/9
_____________________________
()78/9
_____________________________
وقد كنت في ىذا العاـ غازيا نحو العراؽ ،فلما سمعت ما وقع من المسلمين بغزوة الطائف وأقبلوا
عليكم يغزونكم ،خفت عليكم من العرباف والبادية ،فاحمدوا اهلل الذي ىداكم لإلسالـ وأنقذكم من
الشرؾ ،وأنا أدعوكم أف تعبدوا اهلل وحده ،وتقلعوا عن الشرؾ الذي كنتم عليو ،وأطلب منكم أف تبايعوني
على دين اهلل ورسولو ،وتوالوف من وااله ،وتعادوف من عاداه ،في السراء والضراء ،والسمع والطاعة.
ثم جلس فبايعو الشريف عبد المعين ثم المفتي ثم القاضي ثم بقية الناس على طبقاتهم .ثم قاؿ:
انتظروني بعد صالة العصر بين الركن والمقاـ ألبين لكم الدين وشرائط اإلسالـ ،ثم انصرؼ ،فلما كاف
العصر اجتمعوا فصعد على ظهر زمزـ ومعو المفتي ،فجعل يعلمو وىو يعلم الناس ويقوؿ :اعلموا أيها
الناس أف األمير سعودا يقوؿ لكم إف الخمر والزنا حراـ ...إلى آخر ما قاؿ ،مما ال يجهلو أحد ،ثم
قاؿ لهم في غد :اىدموا القبب واألصناـ حتى ال يكوف لكم معبود غير اهلل.
ىدـ الوىابية القبور والقبب بمكة وحملهم الناس على معتقداتهم سنة (9198ىػ)
وفي الصباح بادر الوىابيوف ومعهم كثير من الناس بالمساحي ،فهدموا أوال ما في المعلى من القبب وىي
كثيرة ،ثم ىدموا قبة مولد النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،ومولد أبي بكر ،وعلي ،وقبة السيدة خديجة.
وفي تاريخ الجبرتي :أنهم ىدموا أيضا قبة زمزـ والقباب التي حوؿ الكعبة ،واألبنية التي ىي أعلى من
الكعبة.
()79/9
_____________________________
وتتبعوا جميع المواضع التي فيها آثار الصالحين فهدموىا ،وىم عند الهدـ يرتجزوف ويضربوف الطبل
ويغنوف ويبالغوف في شتم القبور ،ويقولوف :إف ىي إال أسماء سميتموىا ،حتى قيل :إف بعضهم باؿ على
قبر السيد المحجوب.
دخوؿ الشريف غالب مكة وخروج الوىابيين منها سنة 9198ىػ
...ثم أرسل الشريف جندا إلى قرف فجاءىم جند كثير من قبل عثماف فعادوا إلى مكة ودخلت ثقيف
في طاعة عثماف ،فجهز الشريف عليهم عسكرا فقتل منهم وأخذ حلتهم ومواشيهم ،ثم توجو المضايفي
وابن شكباف لقتاؿ ىذيل الشاـ ،فقتلوا من ىذيل وسلبوا النساء ،ثم أرسلوا إلى بني مسعود وىم في
جبلهم ليتوىبوا فلم يقبلوا ،ووقع القتاؿ فقتل بنو مسعود من الوىابية نحو السبعمائة ،ثم صعد الوىابية
الجبل وقتلوا من أدركوه ،ثم نزلوا ونادوا باألماف فعاد إليهم من بقي من بني مسعود ،فأخذ منهم ابن
شكباف غرامة شيئا كثيرا.
ثم غزا المضايفي األشراؼ بني عمرو أىل اللفاع ،وقامت الحرب بينهم حتى قتل من األشراؼ ستة
وعشروف ،ونهبوىم وسلبوا نساءىم حتى جردوىا من الثياب ،فطلبوا األماف وتوىبوا ،ثم أقبل المضايفي
وابن شكباف لحصار مكة فلما وصلوا السيل نهبوا كل ما في طريقهم من المواشي واقتسموه ،وكاف أمير
الحاج الشامي سليماف باشا مملوؾ أحمد باشا الجزار ،فطلب منو الشريف غالب إبقاء طائفة من
العسكر لحماية البلد الحراـ ،ويقوـ الشريف بلوازمهم فأبى ،ثم قبل بواسطة أمين الصرة أف يبقي مائة
وخمسين مع مائة وخمسين جمال بما عليها من لوازـ القتاؿ.
()89/9
_____________________________
()89/9
_____________________________
وقاؿ الجبروتي في حوادث سنة 9111ىػ :في ىذه السنة أخبر الحجاج المصريوف أنهم منعوا من زيارة
المدينة المنورة.
ىجوـ الوىابيين على سورية سنة 9115ىػ
عن تاريخ األمير حيدر الشهابي أنو في ىذه السنة ىجم عبد اهلل بن سعود الوىابي على بالد حوراف
فنهب األمواؿ ،وأحرؽ الغالؿ ،وقتل األنفس البريئة ،وسبى النساء ،وقتل األطفاؿ ،وىدـ المنازؿ،
وعاث في األرض فسادا ،حتى قيل :إنو أتلف في تلك البالد ما قيمتو ثالثة آالؼ ألف درىم.
قتل الوىابيين الحاج اليماني سنة 9349ىػ
في ىذه السنة التقى الوىابيوف بالحاج اليماني وىو أعزؿ من السالح وجميع آالت الدفاع ،فسايروىم
في الطريق وأعطوىم األماف ثم غدروا بهم ،فلما وصلوا إلى سفح جبل مشى الوىابيوف في سفح الجبل
واليمانيوف تحتهم ،فعطفوا على اليمانيين وأطلقوا عليهم الرصاص حتى قتلوىم عن بكرة أبيهم ،وكانوا
ألف إنساف ،ولم يسلم منهم غير رجلين ىربا وأخبرا بالحاؿ (.)9
وأراد السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار على عادتو في تلفيق األعذار عن أفعاؿ الوىابيين االعتذار
عن ىذه الفعلة الشنعاء ،فقاؿ في مجموعة مقاالتو (( الوىابيوف والحجاز )) ( (( :)1إف الملك حسينا
كاف أرسل حملة على منطقة عسير بعد وفاة السيد محمد علي اإلدريسي الذي كاف قد تخلى عنها
لسلطاف نجد ،وفي
__________
( )9ىذه المجزرة وقعت في منطقة تنومة بالحجاز ،وىي مشهورة عند أىل اليمن .بل إنني ال زلت أذكر
رجال ممن نجا من المجزرة كاف شيخا كبيرا وىو السيد العالمة العابد حسين بن عبد اهلل الحرجي.
( )1الوىابيوف والحجاز.33 /
()81/9
_____________________________
أثر تنكيل الوىابية بحملتو ىنالك ،وقعت حادثة حجاج اليمن الذين اعتقد الوىابيوف أنهم نجدة منهم،
فأطلقوا عليهم الرصاص ،وبعد أف عرؼ األمر اعتذر السلطاف عبد العزيز لإلماـ يحيى عن ىذا الخطأ،
واتفقا على حفظ المودة بينهما بتعويض مقبوؿ معقوؿ.
ىجوـ الوىابيين على الحجاز وفظائعهم في الطائف سنة 9341ىػ 9914 -ـ
في أوائل ىذه السنة ىجم الوىابيوف على الحجاز وحاصروا الطائف ومعهم الشريف خالد بن لؤي من
أشراؼ مكة المعادين للملك حسين ،وأحد عماؿ السلطاف ابن سعود ،ثم دخلوىا عنوة وأعملوا في
أىلها السيف ،فقتلوا الرجاؿ والنساء واألطفاؿ ،حتى قتلوا منها ما يقرب من ألفين بينهم العلماء
والصلحاء ،وأعملوا فيها النهب ،وعملوا فيها من الفظائع ما تقشعر لو األبداف ،وتتفطر القلوب ،نظير ما
عملوه في المرة األولى كما سبق ،وممن قتلوا من المعروفين الشيخ عبد اهلل الزواوي مفتي الشافعية
بصورة فظيعة ،وقتلوا جملة من بني شيبة سدنة الكعبة المكرمة كانوا مصطافين في الطائف ،وجاءت
األخبار بارتكابهم فظائع ال يليق ذكرىا ،وأف السلطاف ابن سعود لما سئل عنها لم ينكر وقوعها لكنو
اعتذر بما وقع من خالد بن الوليد يوـ فتح مكة ،وقوؿ النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :اللهم إني
أبرأ إليك مما صنع خالد )) ،ثم أخذوا ما وراء الطائف من المعاقل الحصينة ،وأىمها الهدى وكرى.
()83/9
_____________________________
()84/9
_____________________________
وسلم ،بل ىو قاعدة مذىبهم وأساسو ،وبعد صدور ىذا السؤاؿ والجواب ىدموا جميع ما بالمدينة
ونواحيها من القباب واألضرحة والمزارات ،فهدمة قبة أئمة أىل البيت بالبقيع ،ومعهم العباس عم النبي
صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،وجدرانها وأزالوا الصندوؽ والقفص الموضوعين على قبورىم ،وصرفوا على
ذلك ألف لاير مجيدي ،ولم يتركوا غير أحجار موضوعة على تلك القبور كالعالمة ،وىدموا قباب عبد اهلل
وآمنة أبوي النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،وأزواجو ،وعثماف بن عفاف ،وإسماعيل بن جعفر الصادؽ،
ومالك إماـ دار الهجرة ،وغير ذلك مما يطوؿ باستيفائو الكالـ (.)9
---
__________
( )9كشف اإلرتياب في أتباع محمد بن عبد الوىاب .69 - 18/
()85/9
_____________________________
الكتاب
أصلو قصيدة بعثها البدر األمير إلى محمد بن عبد الوىاب ،عندما بلغو عنو بعض األخبار الطيبة عنو،
فلما تحقق لو فساد عقيدتو وتكفيره وقتلو للمسلمين ،وغير ذلك من الجرائم ،وكانت قصيدتو قد طارت
كل مطار ،تراجع عنها ،وأعلن فساد عقيدة ابن عبد الوىاب وأعلن إنكاره ألفعالو.
وشرحها بشرح لطيف سماه التوبة لمحو الحوبة ،ويسمى أيضا :النشر الندي بتحقيق أقواؿ محمد بن
عبد الوىاب النجدي ،ويسمى أيضا :إرشاد ذوي األلباب إلى حقيقة أقواؿ محمد بن عبد الوىاب.
وقد حصلت على أربع نسخ من الكتاب:
األولى :بخطو وىي المسودة.
الثانية :عنوانها بقلمو وعليها تصحيحاتو وتوقيعو .من مكتبة حفيده األستاذ الفاضل محمد عبد الخالق
األمير.
والقصيدتاف المبتدأة :سالـ على نجد ...والرجوع عنهما كالىما في ديوانو.
فالكتاب من تألفيو ال شك في ذلك وال ريب.
وما أكدت نسبة الكتاب إليو إال ألني سمعت بعض المهووسين يشككوف في صحة نسبة الكتاب إليو.
بحجة أف لو كتبا يوافق فيها محمد بن عبد الوىاب ،فكيف يرد عليهم وينقض قولو؟!
وىذا غاية الجهل فإنو يؤكد في القصيدة أنو لم يرجع عما نهى عنو مما اعتبره من البدع ،وإنما رجع عن
اإلشادة بمحمد بن عبد الوىاب.
()86/9
_____________________________
()87/9
_____________________________
()88/9
_____________________________
_____________________________
()99/9
_____________________________
()99/9
_____________________________
()91/9
_____________________________
()93/9
_____________________________
()94/9
_____________________________
()95/9
_____________________________
غالؼ الكتاب من النسخة ( د ) بخط المؤلف
()96/9
_____________________________
()97/9
_____________________________
()98/9
_____________________________
()99/9
_____________________________
()999/9
_____________________________
()999/9
_____________________________
()991/9
_____________________________
()993/9
_____________________________
()994/9
_____________________________
(فصل في بدعة القائلين بوحدة الوجود المساوين بين األنبياء وأىل الجحود)
()9-/9
_____________________________
()996/9
_____________________________
()997/9
_____________________________
جوابا فقد أضحت لديك من الوفد
وصل على المختار واآلؿ إنها
لحسن ختاـ النظم واسطة العقد
لما ( )9بلغت األبيات إلى نجد وصل إلينا بعد أعواـ من بلوغها إلى أىل نجد رجل عالم يسمى الشيخ
مربد بن أحمد التميمي ،كاف وصولو في شهر صفر سنة
__________
( )9في (ب) :لما بلغت ىذه األبيات نجدا ،وصل إلينا بعد أعواـ من بلوغها من أىل نجد رجل يسمى:
الشيخ مربد بن أحمد التميمي ،كاف وصولو في شهر صفر سنة سبعين ومائة وألف ،أقاـ لدينا ثمانية
أشهر ،وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطو ،وقرأ علينا في الكشاؼ وغيره ،وفارقنا في عشرين
من شواؿ سنة ( 9979ىػ) راجعا إلى وطنو ،وصل من طريق الحجاز مع الحجاج ،وكاف من تالميذ
الشيخ محمد بن عبد الوىاب ،الذي وجهنا إليو األبيات فأخبرنا ببلوغها ،ولم يأت بجواب عنها ،وكاف
قد تقدمو في الوصوؿ إلينا بعد بلوغها الشيخ عبد الرحمن النجدي ،ووصف لنا من حاؿ ابن عبد
الوىاب أشياء أنكرناىا ،من سفكو الدماء ،ونهبو األمواؿ ،وتجاريو على قتل النفوس ولو باالغتياؿ،
وتكفيره األمة المحمدية في جميع األقطار ،فبقي معنا تردد فيما نقلو الشيخ عبد الرحمن ،وذلك ألنو
قد كاف وصل إلينا لعلو سنة 9965بعد بلوغ األبيات ،وذكر لنا حسن حاؿ ابن عبد الوىاب ،وتحريو
واقتصاره على أدلة الكتاب والسنة ،ثم فارقنا وبقي سنتين ،ثم عاد إلينا مخبرا بتغير أحواؿ ابن عبد
الوىاب إلى ما ذكرناه،وطلب مني أف أضع رسالة في بطالف ما ذىب إليو ،من سفكو الدماء ،ونهبو
العباد ،وغير ذلك من اإلفساد ،وكاف ىذا الشيخ عبد الرحمن تقيا صائما نهاره قائما ليلو ،كثير الذكر إال
أنو قليل الدراية بالعلم ،فلذا ترددت فيما قالو ،حتى وصل الشيخ العالم مربد بن أحمد ولو نباىة،
ووصل إلينا ببعض رسائل ابن عبد الوىاب التي جمعها في وجو تكفيره أىل اإليماف ،وقتلهم ونهبهم،
وحقق لنا أحوالو وأفعالو وأقوالو ،فرأينا أحوالو أحواؿ رجل عرؼ من الشريعة شطرا ،ولم يمعن النظر ،وال
قرأ على من يهديو نهج الهداية ،ويدلو على العلوـ النافعة ويفقهو فيها ،بل طالع بعضا من مؤلفات الشيخ
أبي العباس ابن تيمية ،ومؤلفات تلميذه ابن قيم الجوزية ،وقلدىما من غير إتقاف ،مع أنهما يحرماف
التقليد.
ولما حقق لنا أحوالو ،ورأينا في الرسائل أقوالو ،وذكر لي أنو عظم شأنو بوصوؿ األبيات التي وجهنا إليو،
وأنو يتعين علينا نقض ما قدمناه ،وحل ما أبرمناه ،وكانت أبياتنا ىذه قد طارت كل مطار ،وبلغت غالب
األقطار ،وأتتنا فيها جوابات من مكة المشرفة ،ومن البصرة ،ومن غيرىما ،إال أنها جوابات خالية عن
اإلنصاؼ ،وبعضها كالـ من غير معرفة لما أردناه ،فجواب وفد من بندر المخا ،كلو خصاـ ،وذـ لقائل
النظاـ ،وبيننا وبين الجميع يوـ يقوـ الناس لرب العالمين ،وينتصف للمظلومين من الظالمين ،فما ندـ
الناصح من يؤمن برب العالمين .ولما أخذ عليا الشيخ مربد ذلك تعين علينا ،لئال نكوف سببا في شيء
من ىذه األمور ،التي ارتكبها ابن عبد الوىاب المذكور ،فقلت.
وفي (ج) :ولماوصلت األبيات إلى نجد من طريق مكة ولم يصل لها جواب ،ووصل رجل من أصحاب
ابن عبد الوىاب ،يقاؿ لو الشيخ عبد الرحمن ،وأخبر بوصوؿ األبيات ،وأنها بعثتو على الخروج إلى عند
قائلها ،وىو رجل عامي ،إال أنو كثير العبادة ،والحث على الزىادة ،ولم يزؿ يذىب أياـ الحج للحج ثم
يعود بعد ذىابو إلى أىلو إلى صنعاء ،ولم نستفد منو ػ لعاميتو ػ حقيقة ابن عبد الوىاب.
ثم إنو وصل إلينا الشيخ العالم مربد بن حسن _ قد تقدـ ذكره _ وكاف وصولو من طريق الحجاز ،سنة
سبعين ومائة وألف9979(،ىػ) ولو معرفة ونباىة ،وىو من تالميذ ابن عبد الوىاب ،وأخبر بوصوؿ
األبيات ،وكاف عنده منها نسخة ،وأقاـ عندنا ثمانية أشهر ،وحصل بعض كتب ابن تيمية بخطو ،وقرأ
علينا في الكشاؼ ،وذاكر في عدة مسائل.
ثم وصف لنا من حاؿ ابن عبد الوىاب أمورا عجيبة ،من سفكو الدماء ،وتكفير كل أىل الدنيا ،وأخرج
صحبتو من رسائلو ما يحقق ما نقلو عنو ،من تكفيره لألناـ ،وسفكو للدـ الحراـ ،ونهبو لألمواؿ ،وسبيو
للحرـ المسلمة واألطفاؿ.
وقد كاف مستنكرا ألفعالو ،مترددا في حقيقة حالو ،وما خرج إال مسترشدا لما يرشده اهلل[إليو] ،ويدلو
عليو .فأبنا لو أف ىذه أفعاؿ ال تطابق شريعة اإلسالـ ،وال توافق ما جاء بو سيد األناـ ،عليو أفضل صالة
وسالـ.
وذكر أنو زاد بوصوؿ األبيات عظمة عند أتباعو ،ورفعة عند أشياعو ،وأنو يتعين علينا إزالة ذلك ،وبياف
قبح ما سلكو من تلك المسالك .فرأيتو يتعين ما قاؿ ،وتأكد عندي ذلك المقاؿ ،فبنيت أبياتا رددت
فيها أدلة رسالتو ،وأبنت فيها قبيح مقالتو ،وشرحتها شرحا شافيا ،وأرسلتها صحبة الشيخ مربد ،وفارقنا
في عشرين من شواؿ ،سنة سبعين ومائة وألف ،وأوؿ األبيات:
()998/9
_____________________________
سبعين ومائة وألف ،وأقاـ لدينا ثمانية أشهر ،وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطو ،وفارقنا في
عشرين من شواؿ سنة سبعين راجعا إلى وطنو ،وصل من طريق الحجاز وكاف من تالميذ الشيخ محمد
بن عبد الوىاب الذي وجهنا إليو األبيات ،فأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها.
وكاف قد تقدمو في الوصوؿ إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل عبد الرحمن النجدي ،ووصف لنا من حاؿ
ابن عبد الوىاب أشياء أنكرناىا ،من سفك الدماء ،ونهبو األمواؿ ،وتجاريو على قتل النفوس ولو
باالغتياؿ ،وتكفير األمة المحمدية في جميع األقطار ،فبقي معنا تردد فيما نقلو الشيخ الفاضل عبد
الرحمن ،حتى وصل الشيخ العالم مربد بن أحمد ولو نباىة ،ووصل ببعض رسائل ابن عبد الوىاب التي
جمعها في وجو تكفيره أىل اإليماف ،وقتلهم ونهبهم ،وحقق لنا أقوالو وأفعالو وأحوالو ،فرأينا أحوالو
أحواؿ رجل عرؼ من الشريعة شطرا ،ولم يمعن النظر ،وال قرأ على من يهديو نهج الهداية ،ويدلو على
العلوـ النافعة ويفقهو فيها ،بل طالع بعضا من مؤلفات الشيخ أبي العباس ابن تيمية ،ومؤلفات تلميذه ابن
قيم الجوزية ،وقلدىما من غير إتقاف ،مع أنهما يحرماف التقليد.
ولما حقق لنا أحوالو ،ورأينا في الرسالة أقوالو ،وذكر لي أنو إنما عظم شأنو بوصوؿ األبيات التي وجهنا
إليو ،وأنو يتعين علنيا نقض ما قدمناه ،وحل ما أبرمناه ،وكانت أبياتنا ىذه قد طارت كل مطار ،وبلغت
غالب األقطار ،وأتتنا فيها
()999/9
_____________________________
جوابات عن أىل مكة المشرفة ،ومن البصرة ،ومن غيرىما ،إال أنها جوابات خالية عن اإلنصاؼ وبعضها
كالـ من غير معرفة لما أردناه ،فجواب وصل من بندر المخا كلو خصاـ ،وذـ لقائل النظاـ ،وبيننا وبين
الجميع يوـ يقوـ الناس لرب العالمين ،وينتصف للمظلومين من الظالمين ،ولما أخذ علينا الشيخ مربد
ذلك ،تعين علينا ،لئال نكوف سببا في شيء من ىذه األمور ،التي ارتكبها ابن عبد الوىاب المذكور،
كتبت أبياتا وشرحتها وأكثرت من النقل عن ابن القيم وشيخو ابن تيمية ،ألنهما عمدة الحنابلة ،فقلت:
()999/9
_____________________________
قاؿ اهلل تعالى في المشركين { :فإف تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين } [التوبة]99:
أخرج اإلماـ أحمد ،والشافعي ،في مسنديهما ( ،)9من حديث عبد اهلل بن عدي بن الخيار ،أف رجال
من األنصار حدثو (( :أنو أتى إلى النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم وىو في مجلسو ،فسآره يستأذنو في
قتل رجل من المنافقين ،فجهر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم فقاؿ :أليس يشهد أف ال إلو إال اهلل؟
قاؿ األنصاري :بلى يا رسوؿ اهلل ،وال شهادة لو .قاؿ :أليس يشهد أف محمدا رسوؿ اهلل؟ قاؿ :بلى ،وال
شهادة لو .قاؿ :أليس يصلي؟ قاؿ :بلى ،وال صالة لو .قاؿ :أولئك الذين نهاني اهلل عن قتلهم )).
__________
( )9أخرجو أحمد في المسند ،)13719(431/5ومالك ،)493(979/9ولم أجده في مسند
الشافعي.
()991/9
_____________________________
وفي الصحيحين ( )9من حديث أبي سعيد ،في قصة الرجل الذي قاؿ (( :يا رسوؿ اهلل اتق اهلل .وفيو
فقاؿ خالد بن الوليد :أال أضرب عنقو؟ فقاؿ :ال .لعلو أف يكوف يصلي .فقاؿ خالد :فكم من مصل
يقوؿ بلسانو ما ليس في قلبو؟! فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم :إني لم أؤمر أف أفتش عن
قلوب الناس ،وال أشق بطونهم ))(.)1
__________
( )9أخرجو البخاري ،)4994(9589/4ومسلم ،)9964(749/1وأبو داود ،)4764(143/4
وأبو يعلى .)9963(399/1
( )1أخرجو أبو داود ،)4918(181/4والبيهقي في الكبرى ،)96764(114/8وأبو يعلى
،)6916(599/99والدارقطني ،)9(54/1ولفظ الحديث :سمعت أبا سعيد الخدري يقوؿ(( :
بعث علي بن أبي طالب رضي اهلل تعالى عنو إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم من اليمن بذىيبة في
أديم مقروظ لم تحصل من ترابها ،قاؿ فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن بدر ،وأقرع بن حابس ،وزيد
الخيل ،والرابع إما علقمة ،وإما عامر بن الطفيل ،فقاؿ رجل من أصحابو :كنا نحن أحق بهذا من ىؤالء!
قاؿ :فبلغ ذلك النبي صلى اهلل عليو وسلم فقاؿ :أال تأمنونني وأنا أمين من في السماء ،يأتيني خبر
السماء صباحا ومساء ،قاؿ :فقاـ رجل غائر العينين ،مشرؼ الوجنتين ،ناشز الجبهة ،كث اللحية،
محلوؽ الرأس ،مشمر اإلزار ،فقاؿ :يا رسوؿ اهلل اتق اهلل! قاؿ :ويلك أو لست أحق أىل األرض أف
يتقي اهلل؟! قاؿ :ثم ولى الرجل .قاؿ خالد بن الوليد :يا رسوؿ اهلل أال أضرب عنقو؟! قاؿ :ال ،لعلو أف
يكوف يصلي .فقاؿ خالد :وكم من مصل يقوؿ بلسانو ما ليس في قلبو ،قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو
وسلم :إني لم أومر أف أنقب قلوب الناس ،وال أشق بطونهم .قاؿ :ثم نظر إليو وىو مقف ،فقاؿ :إنو
يخرج من ضئضئ ىذا قوـ يتلوف كتاب اهلل رطبا ال يجاوز حناجرىم ،يمرقوف من الدين كما يمرؽ السهم
من الرمية - ،وأظنو قاؿ :لئن -أدركتهم ألقتلنهم قتل ثمود .
()993/9
_____________________________
وفي حديث ((:نهيت عن قتل المصلين )) ( ،)9فجعل صلى اهلل عليو وآلو وسلم إقامة الصالة مانعة
من قتلو.
في البيت إشارة إلى ما أخرجو مسلم في صحيحو عن أـ سلمة ،عن النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،أنو
قاؿ (( :يستعمل عليكم أمراء ،فتعرفوف وتنكروف ،فمن أنكر فقد بريء ،ومن كره فقد سلم ،ولكن من
رضي وتابع .فقالوا يا رسو اهلل :أال نقاتلهم؟ قاؿ :ال ما صلوا )) ( .)1انتهى .وفي رواية (( :ما أقاموا
الصالة .)) ...
فقولنا :وقاؿ ،ضمير قاؿ لو صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،الحديث أشرنا بما ترى ،كما في قولنا في البيت:
نهيت عن .ففي البيتين من علم البديع االكتفاء.
()994/9
_____________________________
إشارة إلى ما في الصحيحين من حديث عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما ،أف النبي صلى اهلل عليو وآلو
وسلم قاؿ (( :أمرت أف أقاتل الناس حتى يشهدوا أف ال إلو إال اهلل ،وأف محمدا رسوؿ اهلل ،ويقيموا
الصالة ،ويؤتوا الزكاة ،فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءىم ،وأموالهم ،إال بحق اإلسالـ ،وحسابهم
على اهلل )) (.)9
وأخرج اإلماـ [أحمد] في مسنده ،وابن خزيمة في صحيحو ،من حديث أبي ىريرة قاؿ :قاؿ رسوؿ اهلل
صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :أمرت أف أقاتل الناس حتى يشهدوا أف ال إلو إال اهلل ،وأف محمدا رسوؿ
اهلل ،ويقيموا الصالة ،ويؤتوا الزكاة ،ثم قد حرمت علي دماءىم ،وأموالهم ،وحسابهم على اهلل )) (.)1
فأخبر صلى اهلل عليو وآلو وسلم أف الناس إذا آمنوا ،وأقاموا الصالة ،وآتوا الزكاة ،حرمت دماءىم
وأموالهم.
وأما قولو إال بحق اإلسالـ ،فالمراد بو ما أباحو اإلسالـ في الدماء من قتل النفس المؤمنة بغير حق ،ومن
زنى وىو محصن ،ومن ارتد عن اإلسالـ ،أو قطع يد السارؽ ،ومن الساعي في األرض فسادا ،ونحوىا،
وما أباحو من األمواؿ كأخذ الزكاة من الغاؿ ،وتغريم من اغتصب األمواؿ.
()995/9
_____________________________
إشارة إلى حديث ابن مسعود رضي اهلل عنو أنو صلى اهلل عليو وآلو وسلم قاؿ (( :ال يحل دـ امرئ
مسلم إال بإحدى ثالث ،كفر بعد إيماف ،أو زنا بعد إحصاف ،أو قتل نفس بغير حق )) (.)9
أخرجو الشيخاف بألفاظ.
وىذا ىو الذي أشار إليو بقولو صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :إال بحق اإلسالـ )) (.)1
إشارة إلى ما روي عن أمير المؤمنين علي عليو السالـ (( أنو سئل عن الخوارج :أكفار ىم؟ فقاؿ :من
الكفر فروا .قيل :فما ىم؟ قاؿ :إخواننا باألمس بغوا علينا )) (. )3
__________
( )9أخرجو أبو داود ،)4591(979/4والنسائي في المجتبى ،)4999(99/7وابن ماجة
،)1533(847/1وأحمد ،)468(65/9والنسائي في الكبرى ،)3481(191/1والبيهقي
،)95619(98/8والطيالسي ،)71(93/وابن الجارود في المنتقى ،)836(193/وابن أبي عاصم
في اآلحاد المثاني ،)949(931/9وأحمد في فضائل الصحابة ،)896(495/9والطحاوي في
شرح معاني اآلثار ،959/3والحارث في المسند (بغية الباحث) .)977(899/1بلفظ (( :ال يحل
دـ امرئ مسلم إال بإحدى ثالث :كفر بعد إسالـ ،أو زنا بعد إحصاف ،أو قتل نفس بغير نفس .)) ...
( )1أي :في الحديث اآلنف الذكر.
( )3عن أبي البختري قاؿ سئل علي رضي اهلل عنو عن أىل الجمل أمشركوف ىم ؟قاؿ من الشرؾ فروا .
قيل :أمنافقوف ىم ؟قاؿ :إف المنافقين ال يذكروف اهلل إال قليال .قيل :فما ىم ؟! قاؿ :إخواننا بغوا
علينا.
أخرجو البيهقي في سننو الكبرى ج /8ص /973ح 96499
وعبد الرزاؽ في مصنفو ج/7ص/535ح.37763
()996/9
_____________________________
في فتح الباري (( أف عليا عليو السالـ لم يكفر الخوارج مع تكفيرىم لو ،وقتلهم لعباد اهلل ،وتكفيرىم
لمن ليس على بدعتهم من عباد اهلل )) ( ،)9وللعلماء فيهم أقواؿ واسعة.
إشارة إلى ما أخرجو أبو المظفر اإلسفرائيني في الملل والنحل :أف الذين أحرقهم علي عليو السالـ
طائفة من الذين غلوا فيو وادعو فيو اإللهية ،وكاف كبيرىم عبد اهلل بن سبأ ،كاف يهوديا ثم أظهر اإلسالـ
وابتدع ىذه المقالة (.)1
وأخرج أبو الطاىر المخلص ،من طريق عبد اهلل بن شريك العامري ،عن أبيو قاؿ :قيل لعلي عليو
السالـ :إف ىاىنا قوما خارج المسجد يزعموف أنك ربهم !! فدعاىم وقاؿ :ويلكم ما تقولوف؟! قالوا:
أنت ربنا وخالقنا ورازقنا .فقاؿ :إنما أنا عبد آكل الطعاـ كما تأكلوف ،وأشرب كما تشربوف ،إف أطعت
اهلل أثابني ،وإف عصيتو خشيتو أف يعذبني ،فارجعوا .فأبوا فلما كاف الغد غدوا عليو ،فجاء قنبر فقاؿ:
واهلل رجعوا يقولوف ذلك الكالـ .قاؿ :أدخلهم .فقالوا :كذلك .فلما كاف اليوـ الثالث قاؿ :لئن قلتم
ألقتلنكم شر قتلة! فأبوا إال ذلك .فقاؿ :يا قنبر ائتني
__________
( )9انظر فتح الباري .391/91
( )1المقصود بو عبد القاىر البغدادي صاحب كتاب (الفرؽ بين الفرؽ) .والقصة موجود فيو ،115/
.133وليس كتاب حديث حتى يقوؿ المصنف :أخرجو أبو المظفر .والقصة مذكورة أيضا في طبقات
المحدثين البن حباف .)197(349/1
()997/9
_____________________________
بفعلة )9(،فخد لهم خدودا بين باب المسجد والقصر ،قاؿ :احفروا وأبعدوا في األرض ،وجاء بالحطب
وطرحو في النار في األخدود ،وقاؿ :إني طارحكم فيها أو ترجعوف .فأبوا أف يرجعوا ،فقذفهم فيها وقاؿ:
()998/9
_____________________________
أردنا بالمهدي :عليا عليو السالـ ،ألف النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم قاؿ (( :اللهم اجعلو ىاديا مهديا
في بعثو إلى اليمن )) ( ،)9وبو يعلم أف عليا عليو السالـ حرؽ من كفر باهلل ،وسجد لو ،وزعم أنو رب
العالمين ،وقتلو واجب بإجماع المسلمين ،كما قاؿ ابن تيمية ،وكما ىو معروؼ من ضرورة دين سيد
المرسلين.
فاعجب لجعل ابن عبد الوىاب فعل ( )1علي عليو السالـ دليال على قتل المسلمين المصلين المزكين
الموحدين !!! ذكره في رسالتو دليال على قتلو عباد اهلل ونهبهم.
وقولنا وال رأي الخوارج في المهدي ،أي :أنهم ال يقولوف :علي رضي اهلل عنو إلو ،بل يقولوف :إنو كافر،
وحاشاه عما يقوؿ الظالموف.
ثم استدؿ الشيخ محمد بن عبد الوىاب بأنو :أجمع التابعوف وبقية الصحابة على قتل المختار بن أبي
عبيد فأشرنا إلى ذلك بقولنا:
()999/9
_____________________________
فمن العجب استداللو بقتل المختار بن أبي عبيد الثقفي ( ،)9وأنو أجمع التابعوف
__________
( )9المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي ،أبو إسحاؽ ،من زعماء الثائرين على بني أمية ،وأحد
الشجعاف األفذاذ من أىل الطائف ،انتقل منها إلى المدينة مع أبيو في زمن عمر ،وتوجو أبوه إلى العراؽ
فاستشهد يوـ الجسر ،وبقي المختار في المدينة منقطعا إلى بني ىاشم ،وتزوج عبد اهلل بن عمر بن
الخطاب أختو صفية بنت أبي عبيد ،ثم كاف مع علي بالعراؽ ،وسكن البصرة بعد علي ،ولما قتل
الحسين سنة (69ىػ) انحرؼ المختار عن عبيد اهلل بن زياد (أمير البصرة) فقبض عليو ابن زياد وجلده
وحبسو ،ونفاه بشفاعة ابن عمر إلى الطائف .ولما مات يزيد بن معاوية سنة (64ىػ) وقاـ عبد اهلل بن
الزبير في المدينة بطلب الخالفة ،ذىب إليو المختار وعاىده ،وشهد معو بداية حرب الحصين بن نمير،
ثم استأذنو في التوجو إلى الكوفة ليدعو الناس إلى طاعتو ،فوثق بو وأرسلو ووصى عليو ،غير أنو كاف
أكبر ىمو منذ دخل الكوفة أف يقتل من قاتلوا الحسين وقتلوه ،فدعا إلى إمامة (محمد ابن الحنفية)
وقاؿ :إنو استخلفو ،فبايعو زىاء سبعة عشر ألف رجل سرا ،فخرج بهم على والي الكوفة عبد اهلل بن
مطيع ،فغلب عليها واستولى على الموصل وعظم شأنو .وتتبع قتلة الحسين ،فقتل منهم شمر بن ذي
الجوشن الذي باشر قتل الحسين ،وخولي بن يزيد الذي سار برأسو إلى الكوفة ،وعمر بن سعد بن أبي
وقاص أمير الجيش الذي حاربو.
وأرسل إبراىيم بن األشتر في عسكر كثيف إلى عبيد اهلل بن زياد ،الذي جهز الجيش لحرب الحسين،
فقتل ابن زياد وقتل كثيرين ممن كاف لهم ضلع في تلك الجريمة.
وكاف يرسل بعض الماؿ إلى صهره ابن عمر وإلى ابن عباس وإلى ابن الحنفية فيقبلونو .وشاعت في
الناس أخبار عنو بأنو ادعا النبوة ونزوؿ الوحي عليو ،وأنو كاف ال يوقف لو على مذىب ،ونقلوا عنو
أسجاعا ،قيل :كاف يزعم أنها من اإللهاـ ،منها (( :أما والذي شرع األدياف ،وحبب اإليماف ،وكره
العصياف ،ألقتلن أزد عماف ،وجل قيس عيالف ،وتميما أولياء الشيطاف ،حاشا النجيب بن ظبياف )) ،وقد
يكوف ىذا من اختراع أصحاب القصص ،وقد نقلو الثعالبي .وعلم المختار بأف عبد اهلل بن الزبير اشتد
علي ابن الحنفية وابن عباس المتناعهما عن بيعتو في المدينة ،وأنو حصرىما ومن كاف معهما في الشعب
بمكة ،فأرسل المختار عسكرا حاصر مكة وأخرجهما من الشعب ،فانصرفا إلى الطائف وحمد الناس لو
عملو .ورويت عنو أبيات قالها في ذلك ،أولها:
وعمل مصعب بن الزبير ،وىو أمير البصرة بالنيابة عن أخيو عبد اهلل ،على خضد شوكة المختار فقاتلو،
ونشبت وقائع انتهت بحصر المختار في قصر الكوفة ،وقتلو ومن كاف معو .ومدة إمارتو ستة عشر
شهرا .وفي (اإلصابة) وىو من غريب المصادفات :أف عبد الملك بن عمر ذكر أنو رأى عبيد اهلل بن
زياد وقد جيء إليو برأس الحسين ،ثم أتي برأس المختار ،ثم رأى عبد الملك بن مرواف وقد حمل إليو
رأس مصعب .ومما كتب في سيرتو (أخبار المختار ػ ط) ويسمى( :آخذ الثار) لبي مخنف لوط بن يحيى
األزدي .وسمى صاحب كتاب (الغدير) واحدا وعشرين مصنفا في أخباره .اإلصابة ( ،)8547والفرؽ
بين الفرؽ ،37 - 39/وابن األثير ،998-81/4والشعور بالعور ،والطبري ،946/7والحور العين
،981/وثمار القلوب ،79/وفرؽ الشيعة ،13/والمرزباني ،498/واألخبار الطواؿ ،399-181/
والذريعة 348/9و ،349وانظر منتخبات في أخبار اليمن ،31/والفاطميوف في مصر ،38 - 34/
وفيو بحث عن عالقة المختار بالكيسانية ،وفي التاج ،138/4والغدير .345 - 344/1األعالـ
.991/7
()919/9
_____________________________
مع بقية الصحابة على قتلو ،ووجو العجب منا :أف المختار طالب ملك ،تغلب على الكوفة ونواحيها،
وكاف عبد اهلل بن الزبير ( )9قد ادعا الخالفة لنفسو بمكة ،وغلب
__________
( )9عبد اهلل بن الزبير بن العواـ القرشي األسدي ،أبو بكر ،فارس قريش في زمنو ،وأوؿ مولود في
المدينة بعد الهجرة ،شهد فتح إفريقية زمن عثماف ،وبويع لو بالخالفة سنة (64ىػ) ،عقيب موت يزيد بن
معاوية ،فحكم مصر والحجاز واليمن وخراساف والعراؽ وأكثر الشاـ ،وجعل قاعدة ملكو المدينة.
وكانت لو مع األمويين وقائع ىائلة ،حتى سيروا إليو الحجاج الثقفي في أياـ عبد الملك بن مرواف،
فانتقل إلى مكة ،وعسكر الحجاج في الطائف .ونشبت بينهما حروب أتى المؤؤخوف على تفصيلها،
انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة ،بعد أف خذلو عامة أصحابو وقاتل قتاؿ األبطاؿ ،وىو في عشر
الثمانين .وكاف من خطباء قريش المعدودين ،يشبو في ذلك بأبي بكر.
مدة خالفتو تسع سنين ،وكاف نقش الدراىم في أيامو بأحد الوجهين :محمد رسوؿ اهلل ،وباآلخر :أمر اهلل
بالوفاء والعدؿ ،وىو أوؿ من ضرب الدراىم المستديرة ،لو في كتب الحديث 33حديثا ،وكانت في
األعماؿ البهنساوية (بمصر) طائفة من بنيو ،ىم :بنو بدر ،وبنو مصلح ،وبنو نصارة .ابن األثير 935/4
وما قبلها ،وفوات الوفيات ،199/9وتاريخ الخميس ،399/1وحلية ،319/9واليعقوبي ،1/3
وصفة الصفوة ،311/9والطبري ،191/7وتهذيب ابن عساكر ،396/7وشذور العقود للمقريزي
،6/وجمهرة األنساب 993/و .994األعالـ .87/4
()919/9
_____________________________
على الحجاز واليمن ،وبعث أخاه مصعبا ( )9إلى العراؽ ليأخذىا لو ،فقتل مصعب بن الزبير المختار
ابن أبي عبيد ،كما قتل بعد ذلك عبد الملك مصعبا ،وقتل الحجاج
__________
( )9مصعب بن الزبير بن العواـ بن خويلد األسدي القرشي ،أبو عبد اهلل ،أحد الوالة األبطاؿ في صدر
اإلسالـ ،نشأ بين يدي أخيو عبد اهلل بن الزبير ،فكاف عضده األقوى في تثبيت ملكو بالحجاز والعراؽ،
وواله عبد اهلل البصرة سنة (67ىػ) فقصدىا ،وضبط أمورىا وقتل المختار الثقفي ،ثم عزلو عبد اهلل عنها
مدة سنة ،وأعاده في أواخر سنة (68ىػ) ،وأضاؼ إليو الكوفة فأحسن سياستهما .وتجرد عبد الملك بن
مرواف لقتالو ،فسير إليو الجيوش ،فكاف مصعب يفلها ،حتى خرج إليو عبد الملك بنفسو ،فلما دخل
العراؽ خذؿ مصعبا قواد جيشو وأصحابو ،فثبت فيمن بقي معو ،فأنفذ إليو عبد الملك أخاه محمد بن
مرواف ،فعرض عليو االماف ووالية العراقين أبدا ما داـ حيا ومليوني درىم صلة ،على أف يرجع عن القتاؿ
فأبى مصعب ،فشد عليو جيش عبد الملك في وقعة عند دير الجاثليق (على شاطئ دجيل من أرض
مسكن) وطعنو زائدة بن قيس السعدي ،أو (عبيد اهلل بن زياد بن ظبياف) فقتلو ،وحمل رأسو إلى عبد
الملك.
وبمقتلو نقلت بيعة أىل العراؽ إلى ملوؾ الشاـ ،وكانت في البهنساوية بمصر قبيلة تنتسب إليو تعرؼ
ببني مصعب .قاؿ أبو عبيدة معمرة بن المثنى :كاف مصعب أحب أمراء العراؽ إلى أىل العراؽ ،يعطيهم
عطاءين ،عطاء للشتاء وعطاء للصيف ،وكاف يشتد في موضع الشدة ويلين في موضع اللين .الطبري
/حوادث سنة 79وما قبلها ،ومثلو الكامل البن األثير ،والبداية والنهاية ،وىو في تاريخ اإلسالـ للذىبي
998/3في حوادث سنة ،71وأرخو ابن سعد في الطبقات 935/5سنة ،71ومثلو في تاريخ بغداد
،995/93قلت :والمؤرخوف مع اختالفهم في مقتلو سنة 79أو 71ىػ ،يذكروف في عمره يوـ قتل
ثالث روايات35 :سنة ،و 49و ،45واقتصر ابن الجوزي في (أعمار األعياف ػ خ) على الرواية األخيرة.
ونسب قريش ،159 - 149وانظر فهرستو .ورغبة اآلمل ،85/9و ،979 ،914/3و،135/5
و ،38/6و ،985/7والنقائض طبعة لندف .9999األعالـ .148 - 147/7
()911/9
_____________________________
( )9عبد اهلل بن الزبير ،فهؤالء أقواـ طالب ملك ودنيا ،وال يستدؿ بأفعالهم عاقل ،وال يقاؿ في
أفعالهم :أجمع الناس على قتل فالف منهم ،وإال لزمو أنو أجمع الناس
__________
( )9الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي ،أبو محمد ،قائد ،داىية ،سفاؾ ،خطيب .ولد ونشأ في
الطائف بالحجاز ،وانتقل إلى الشاـ فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مرواف ،فكاف في عديد
شرطتو ،ثم ما زاؿ يظهر حتى قلده عبد الملك أمر عسكره ،وأمره بقتاؿ عبد اهلل بن الزبير ،فزحف إلى
الحجاز بجيش كبير وقتل عبد اهلل وفرؽ جموعو ،فواله عبد الملك مكة والمدينة والطائف ،ثم أضاؼ
إليها العراؽ والثورة قائمة فيو ،فانصرؼ إلى بغداد في ثمانية أو تسعة رجاؿ على النجائب ،فقمع الثورة
وثبتت لو اإلمارة عشرين سنة ،وبنى مدينة واسط -بين الكوفة والبصرة -وكاف سفاكا سفاحا باتفاؽ
معظم المؤرخين .قاؿ عبد بن شوذب :ما رؤي مثل الحجاج لمن أطاعو وال مثلو لمن عصاه .وقاؿ أبو
عمرو بن العالء :ما رأيت أحدا أفصح من الحسن البصري والحجاج .وقاؿ ياقوت (في معجم البلداف):
ذكر الحجاج عند عبد الوىاب الثقفي بسوء ،فغضب وقاؿ :إنما تذكروف المساوئ! أو ما تعلموف أنو
أوؿ من ضرب درىما عليو :ال إلو إال اهلل محمد رسوؿ اهلل ،وأوؿ من بنى مدينة بعد الصحابة في
اإلسالـ ،وأوؿ من اتخذ المحامل ،وأف امرأة من المسلمين سبيت في الهند فنادت يا حجاجاه ،فاتصل
بو ذلك فجعل يقوؿ :لبيك لبيك! وأنفق سبعة آالؼ ألف درىم حتى أنقذ المرأة.
واتخذ (المناظر) بينو وبني قزوين ،فكاف إذا دخن أىل قزوين دخنت المناظر إف كاف نهارا ،وإف كاف ليال
أشعلوا نيرانا ،فتجرد الخيل إليهم ،فكانت المناظر متصلة بين قزوين وواسط ،وأصحبت قزوين ثغرا
حينئذ .وأخبار الحجاج كثيرة ،مات بواسط ،وأجري على قبره الماء ،فاندرس .معجم البلداف ،381/8
ووفيات األعياف ،913/9والمسعودي ،999 - 993/1وتهذيب التهذيب ،199/1وتهذيب ابن
عساكر ،48/4وابن األثير ،111/4وسير النبالء -خ -وفيو :لو حسنات مغمورة في بحر ذنوبو،
وأمره إلى اهلل .والبدء والتاريخ ،18/6وفيو صفتو :كاف رجال أخفش ،حمش الساقين ،منقوص
الجاعرتين ،صغير الجثة ،دقيق الصوت ،أكتم الحلق .األعالـ .968/1
()913/9
_____________________________
على قتل عبد اهلل بن الزبير ،بل ىؤالء أقواـ يسفكوف الدماء لطلب الملك ،فأفعالهم دولية ال دليلية،
فليس لعاقل وال عالم أف يجعل أفعالهم قدوة.
نعم وقولو :ألنو تسمى نبيا .يعني :أف المختار بن أبي عبيد كاف يدعي النبوة.
قاؿ شيخ اإلسالـ ابن تيمية في كتابو منهاج السنة :إف المختار بن أبي عبيد كاف كذابا ،يدعي النبوة
وإتياف جبريل إليو.
قاؿ :وىذا كفر إف لم يتب منو كاف مرتدا .انتهى.
وقولنا :ال كما قلت في الجعدي .إشارة إلى قولو في رسالتو :أنو أجمع التابعوف ومن بعدىم على قتل
الجعد بن درىم ( .)9ىذا كالمو في الرسالة ،فادعا اإلجماع على قتل الجعد.
قاؿ شيخ اإلسالـ في كتابو منهاج السنة :إف الجعد بن درىم يقاؿ :إنو أوؿ من ابتدع القوؿ بنفي
الصفات ،وكاف يعلم مرواف بن محمد ( )1آخر خلفاء بني
__________
( )9الجعد بن درىم من الموالي ،مبتدع ،لو أخبار في الزندقة ،سكن الجزيرة الفراتية ،وأخذ عنو مرواف
بن محمد لما ولي الجزيرة في أياـ ىشاـ بن عبد الملك فنسب إليو ،أو كاف الجعد مؤدبو في صغره،
ومن أراد ذـ مرواف لقبو بالجعدي ،نسبة إليو .قاؿ الذىبي :عداده في التابعين ،مبتدع ضاؿ ،زعم أف اهلل
لم يتخذ إبراىيم خليال ولم يكلم موسى ،فقتل على ذلك بالعراؽ يوـ النحر .وقاؿ ابن األثير :كاف مرواف
يلقب بالجعدي ،ألنو تعلم من الجعد بن درىم مذىبو في القوؿ بخلق القرآف والقدر .وقيل :كاف الجعد
زنديقا ،شهد عليو ميموف بن مهراف ،فطلبو ىشاـ فظفر بو وسيره إلى خالد القسري -في العراؽ -
فقتلو .وقاؿ الزبيدي :الجعد بن درىم مولى سويد بن غفلة ،صاحب رأي أخذ بو جماعة بالجزيرة ،وإليو
نسب مرواف ،فيقاؿ لو :الجعدي ،وكاف إذ ذاؾ واليا بالجزيرة .وقاؿ ابن تغري بردي في كالمو على
مرواف :كاف يعرؼ بالجعدي ،نسبة إلى مؤدبو جعد بن درىم .وقاؿ الدياربكري :مؤدبو وأستاذه .ميزاف
االتداؿ ،985/9والكامل البن األثير ،969/5والتاج ،319/1ولساف الميزاف ،995/1واللباب
،139/9والنجوـ الزاىرة ،311/9وتاريخ الخميس .311/1األعالـ .919/1
( )1مرواف بن محمد بن مرواف بن الحكم األموي ،يعرؼ بالجعدي ،وبالحمار ولد بالجزيرة سنة/
71ىػ .واله ىشاـ أرمينية وأذربيجاف ،ولما قتل الوليد بن يزيد ،وضعفت الدولة األموية دعا إلى نفسو
بأرمينية فبايعوه فيها .وقصد الشاـ وتولى عرش بني مرواف ،وقويت الدعوة العباسية في أيامو ،وقتل في
معركة بينو وبين بني العباس سنة931 /ىػ ولقب بالحمار لجرأتو في الحروب .تولى خمس سنوات
وعشرة أشهر -األعالـ .199 _198 /7
()914/9
_____________________________
أمية ،وكاف الجعد من خراساف ،ثم ذكر أف خالد القسري ( )9ضحى بالجعد بن درىم وقتلو يوـ النحر.
وقاؿ في خطبة عيد( )1النحر :أيها الناس ضحوا تقبل اهلل منكم ،وإني مضح بالجعد بن درىم ،فإنو
يقوؿ إف اهلل لم يتخذ إبراىيم خليال ،وال كلم اهلل موسى تكليما ،فذبحو ( .)3انتهى.
__________
( )9خالد بن عبد اهلل بن يزيد بن أسد القسري ،من بجيلة ،أبو الهيثم ،أمير العراقيين وأحد خطباء
العرب وأجوادىم ،يماني األصل من أىل دمشق .ولي مكة سنة (89ىػ) للوليد بن عبد الملك ،ثم واله
ىشاـ العراقيين (الكوفة والبصرة) سنة (995ىػ) فأقاـ بالكوفة ،وطالت مدتو إلى أف عزلو ىشاـ سنة
(919ىػ) ،وولى مكانو يوسف بن عمر الثقفي وأمره أف يحاسبو ،فسجنو يوسف وعذبو بالحيرة ثم قتلو
في أياـ الوليد بن يزيد ،وكاف خالد يرمى بالزندقة ،وللفرزدؽ ىجاء فيو .األغاني ،64 9 53/99
وتهذيب ابن عساكر ،89 - 67/5والوفيات ،969/9وتهذيب التهذيب ،والبداية والنهاية ،وابن
خلدوف 995/3وما قبلها ،وابن األثير ،195/4و .999/5األعالـ 197./1
( )1في(أ) :يوـ.
( )3أخرج القصة البيهقي في السنن ،)19676(195/99والبخاري في خلق أفعاؿ العباد ،19/
والمزي في تهذيب الكماؿ ،)9617( 997/8و ،)4819(437/13والخطيب في تاريخو
،)6871(415/91والبخاري في التاريخ الكبير ،)943(64/9و ،)541( 958/3وابن حجر في
الفتح .449 ،347/93
()915/9
_____________________________
فهذا الذي قتل الجعد عامل من عماؿ بني أمية ،قتلو بغير مشاورة عالم من علماء الدين ،فكيف يقوؿ
ابن عبد الوىاب :إنو قتلو بإجماع التابعين ؟! فأين الحياء من رب العالمين في نسبة اإلجماع لهذا الفعل
إلى التابعين ؟!! وىو فعل عامل من عماؿ الجائزين !!! ولذا قلنا:
وقد عرفت معنى البيت مما سبق ،على أف ابن عبد الوىاب خالف إمامو اإلماـ أحمد بن حنبل في
دعوى اإلجماع ،فإف أحمد يقوؿ (:من ادعى اإلجماع فهو كاذب) ولذا قلنا:
قاؿ أبو بكر بن قيم الجوزية في كتابو أعالـ الموقعين في الجزء األوؿ منو في أثناء كالمو :وصار من ال
يعرؼ الخالؼ من المقلدين إذا احتج عليو بالقرآف ( )1والسنة قاؿ :ىذا خالؼ اإلجماع .وىذا ىو
الذي أنكره أئمة اإلسالـ ،وعابوا من كل ناحية على من ارتكبو ،وكذبوا من ادعاه .فقاؿ اإلماـ أحمد في
رواية عبد اهلل:
__________
( )9في (أ) :وذلك.
( )1في (أ)( ،ج) :احتج عليو القرآف .وفي (ب) :احتج بالقرآف .ولفقت النص من الجميع.
()916/9
_____________________________
من ادعا اإلجماع فهو كاذب .انتهى بألفاظو .وىذا ينقلو عن أحمد األئمة أىل أصوؿ الفقو (،)9
فنقلو( )1ابن الحاجب في مختصر المنتهى .وغيره.
وقاؿ ابن حزـ في شرح ( )3المحلى :إف من ادعا اإلحاطة باإلجماع كاذب .وإذا عرفت ىذا عرفت أف
الشيخ محمد بن عبد الوىاب كاذب بنص إمامو.
نقل الشيخ محمد [ بن عبد الوىاب ] في رسالتو عن الشيخ ابن تيمية أنو قاؿ في الكالـ على كفر
مانعي الزكاة :والصحابة لم يقولوا ىل أنت مقر بوجوبها أو جاحدىا ؟ ىذا لم يعهد من الخلفاء
والصحابة ،بل قاؿ الصديق :واهلل لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم
لقاتلتهم على منعها .فجعل المبيح( )4للقتاؿ مجرد( )5المنع الجحد الوجوب ،وقد روي أف طوائف
منهم كانوا يقروف بالوجوب( )6لكن بخلوا بها ،ومع ىذا فسيرة الخلفاء فيهم جميعا سيرة واحدة ،وىي
قتل مقاتليهم ،وسبي ذراريهم ،وغنيمة أموالهم ،والشهادة على قتالىم بالنار ،وسموىم جميعا أىل الردة.
وكاف من أعظم فضائل الصديق عندىم
__________
( )9في (أ) :األئمة أىل السنة فنقل.
( )1في(أ) :فنقل.
( )3في (أ) :في شرحو ...
( )4في (أ) :الشبح .مصحفة.
( )5في (أ) :القتاؿ لمجرد...
( )6سقط من (أ) :بالوجوب.
()917/9
_____________________________
أف ثبتو اهلل عند قتالهم ،ولم يتوقف كما توقف غيره ،فناظرىم حتى رجعوا ...إلى قولو:
وأما قتاؿ المقرين بنبوة مسيلمة الكذاب فهؤالءلم يقع بينهم نزاع في قتالهم .انتهى ما نقلو ابن عبد
الوىاب عن ابن تيمية .فتأمل كالمو في تكفير المانع )9(،والشهادة عليو إذ( )1قتل بالنار ،وسبي
حريمو وأوالده ،عند منع الزكاة .انتهى.
ثم قاؿ :ومن أعظم ما يجلو االشكاؿ في مسألة التكفير ،والقتاؿ لمن قصده اتباع الحق ،إجماع
الصحابة على قتاؿ مانعي الزكاة ،وإدخالهم في أىل الردة ،وسبي ذراريهم ،وجعلهم معهم كما( )3صح
عنهم ،وىو أوؿ قتاؿ وقع في اإلسالـ على من ادعا أنو من المسلمين .انتهى.
قلت :ال( )4أدري كيف ىذا النقل ! فالذي قالو القاضي عياض اليحصبي ( )5العالمة المالكي ،في
شرحو لمسلم المسمى باالكماؿ ،وقاؿ غيره من علماء السنة وفحوؿ الرجاؿ :إف الذين خالفوا الصديق
بعد وفاة النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم كانوا ثالثة أصناؼ:
__________
( )9في (أ) :الغير .وفي (ب) :المعين .كالىما مصحقة .وظنن في (ب) :بالمانع ،وىو الصواب.
( )1في جميع المخطوطات :إذا .ولعل الصواب ما أثبت.
( )3في المخطوطات :ما .ولعل الصواب ما أثبت.
( )4في (أ) :وال.
( )5عياض بن موسى بن عياض بن عمروف اليحصبي السبتي ،أبو الفضل ،عالم المغرب وإماـ أىل
الحديث في وقتو ،كاف من أعلم الناس بكالـ العرب وأنسابهم وأيامهم ،ولي قضاء سبتة ،ومولده فيها،
ثم قضاء غرناطة ،وتوفي بمراكش مسموما ،قيل :سمو يهودي .من تصانيفو (الشفا بتعريف حقوؽ
المصطفى ػ ط) ،و (شرح صحيح مسلم ػ خ) ،و (مشارؽ األنوار ػ ط) مجلداف في الحديث.39/ ،
األعالـ .99/5
()918/9
_____________________________
صنف عادوا إلى عبادة األصناـ.
وصنف تبعوا مسيلمة ( ،)9واألسود العنسي ( ،)1وكاف كل واحد منهما ادعا النبوة قبل موت رسوؿ اهلل
صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،فصدؽ مسيلمة أىل اليمامة
__________
( )9مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي ،أبو ثمامة ،متنبئ من المعمرين ،وفي األمثاؿ:
أكذب من مسيلمة .ولد ونشأ باليمامة في القرية المسماة اليوـ بالجبيلة بقرب العيينة بوادي حنيفة في
نجد ،وتلقب في الجاىلية بالرحمن ،وعرؼ برحماف اليمامة ،ولما ظهر اإلسالـ في غربي الجزيرة،
وافتتح النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم مكة ودانت لو العرب ،جاءه وفد من بني حنيفة ،قيل :كاف
مسيلمة معهم إال أنو تخلف مع الرحاؿ خارج مكة ،وىو شيخ ىرـ ،فأسلم الوفد وذكروا للنبي صلى اهلل
عليو وآلو وسلم مكاف مسيلمة ،فأمر لو بمثل ما أمر بو لهم ،وقاؿ :ليس بشركم مكانا ،ولما رجعوا إلى
ديارىم كتب مسيلمة إلى النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم :من مسيلمة رسوؿ اهلل إلى محمد رسوؿ اهلل،
سالـ عليك ،أما بعد فإني قد أشركت في األمر معك ،وإف لنا نصف األرض ولقريش نصف األرض،
ولكن قريشا قوـ يعتدوف .فأجابو :بسم اهلل الرحمن الرحيم ،من محمد رسوؿ اهلل إلى مسليمة الكذاب،
السالـ على من اتبع الهدى ،أما بعد فإف األرض هلل يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .وذلك
في أواخر سنة (99ىػ) كما في سيرة ابن ىشاـ ( ،)74/3وأكثر مسيلمة من وضع أسجاع يضاىي بها
القرآف ،وتوفي النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم قبل القضاء على فتنتو ،فلما انتظم األمر ألبي بكر،
انتدب لو أعظم قواده خالد بن الوليد على رأس جيش قوي ،ىاجم ديار بني حنيفة ،وصمد ىؤالء،
فكانت عدة من استشهد من المسلمين على قلتهم في ذلك الحين ألفا ومائتي رجل ،منهم أربعمائة
وخمسوف صحابيا( كما في الشذرات) ،وانتهت المعركة بظفر خالد ومقتل مسيلمة سنة (91ىػ) ،وال
يزاؿ في نجد وغيرىا من ينتسب إلى بني حنيفة الذين تفرقوا في أنحاء الجزيرة ،وكاف مسيلمة ضئيل
الجسم ،قالوا في وصفو :كاف رويجال ،أصيغر ،أخينس .كما في كتاب البدء والتاريخ .وقيل :اسمو
ىاروف ،ومسيلمة لقبو (كما في تاريخ الخميس) ،ويقاؿ :كاف اسمو :مسلمة ،وصغره المسلموف تحقيرا
لو .قاؿ عمارة بن عقيل:
أكاف مسلمة الكذاب قاؿ لكم ...لن تدركوا المجد حتى تغضبوا مضرا
ولهشاـ الكلبي النسابة (كتاب مسيلمة) .سيرة ابن ىشاـ ،74/3والروض األنف ،1،349والكامل
البن األثير ،949 - 937/1وفتوح البلداف للبالذري ،999 - 94/وشذرات الذىب ،13/9
وتاريخ الخميس ،957/1األعالـ .116/7
( )1عيهلة بن كعب بن عوؼ العنسي ،ويقاؿ عبهلة ،متنبئ مشعوذ ،من أىل اليمن ،كاف بطاشا جبارا،
أسلم حين أسلم أىل اليمن ،وارتد في أياـ النبي صلى اهلل عليو وآلو ،فكاف أوؿ مرتد عن اإلسالـ،
وادعا النبوة ،وأرى قومو أعاجيب إستهواىم بها ،فأتبعتو مذ حج ،وتغلب على نجراف وصنعاء ،واتسع
سلطانو حتى غلب على ما بين حضرموت إلى الطائف إلى البحرين واالحساء إلى عدف.
حرض النبي صلى اهلل عليو وآلو على قتلو ،فأغتالو أحدىم ،قبل موت النبي صلى اهلل عليو وآلو بشهر
واحد سنة99/ىػ .وتسمى :رحماف اليمامة .الكامل ألبن األثير حوادث99 /ىػ .األعالـ .999 /5
()919/9
_____________________________
وجماعة من غيرىم ،وصدؽ األسود أىل صنعاء وجماعة من غيرىم ،فقتل األسود قبل وفاتو صلى اهلل
عليو وآلو وسلم ،فبقي بعض من آمن بو ( ،)9فقاتلهم عماؿ أبي بكر رضي اهلل عنو ،وأما مسيلمة فجهز
إليو أبو بكر رضي اهلل عنو الجيوش ،وكاف أميرىم خالد بن الوليد ،فقتلوا مسيلمة بعد حرب شديد.
وصنف ثالث استمروا على اإلسالـ ،ولكنهم جحدوا الزكاة وتأولوا( )1بأنها خاصة لزمنو صلى اهلل عليو
وآلو وسلم ،وىم الذين ناظر عمر أبا بكر في قتالهم ،وىذا معروؼ في البخاري وغيره .وفيو أف أبا بكر
رضي اهلل عنو لم يقل بكفر من منعو الزكاة وإنو بمنعو إياىا ارتد عن اإلسالـ ،إذ لو كاف ىذا رأيو وأنهم
كفار ،لم يطالبهم بالزكاة ،بل يطالبهم باإليماف والرجوع ،ولقاؿ لعمر رضي اهلل عنو لما
__________
( )9سقط من (أ) :بو.
( )1في (أ) :وقالوا .مصحفة.
()939/9
_____________________________
ناظره :إنهم كفار ،بل قاؿ (( :واهلل ألقاتلن من فرؽ بين الصالة والزكاة )) ( .)9وىو صريح أف قتالهم
لمنعهم( )1الزكاة ،ولذا قاؿ (( :واهلل لو منعوني عناقا )) ...الحديث ،وىذا في صحيح البخاري وغيره.
وإنما قاتلهم الصديق رضي اهلل عنو لما أصروا على منعها ،ولم يعذرىم بالجهل ألنهم نصبوا القتاؿ،
فبعث إليهم من دعاىم إلى الرجوع ،فلما أصروا قاتلهم ولم يكفرىم ،ثم اختلف الصحابة فيهم بعد
الغلبة عليهم :ىل تغنم أموالهم ،وتسبى ذراريهم كالكفار ،أو ال تغنم األمواؿ وال تسبى الذراري كالبغاة،
فذىب أبو بكر رضي اهلل عنو إلى األوؿ.
وذىب عمر إلى الثاني ،ووافقو غيره بعد خالفتو ،وأرجع من كاف سباىم أبو بكر ،وأرجع إليهم أموالهم،
كما ذكره بسنده العالمة أبو عمرو بن عبد البر في كتابو التمهيد.
قاؿ الحافظ ابن حجر :واستمر اإلجماع على رأي عمر .وقاؿ :إف تسمية ىؤالء أىل الردة تغليبا مع
الصنفين األولين ،وإال فليسوا بكفار ( .)3انتهى.
وقد( )4عرفت ما في نقل الشيخ محمد [ بن عبد الوىاب ] عن ابن تيمية ،وأنو مخالف لما في
الصحيحين ،ولما قالو العلماء ،وأنو ال إجماع على تكفير مانعي
__________
( )9أخرجو البخاري ،)9335(597/1و ،)6855(1657/6 ، ،)6516(1538/6ومسلم
،)19(59/9وأبو داود ،)9556(93/1والترمذي ،)1697(3/5والنسائي في المجتبى
،)1443(94/5وأحمد ،)997(99/9وابن حباف ،)196(449/9والنسائي في الكبرى
،)1113(8/1والبيهقي ،)7996(994/4والطبراني في األوسط ،)945(591/9وغيرىم.
( )1في (أ) :بمنعهم.
( )3انظر القصة في فتح الباري .189/91
( )4في (ب) :وبو.
()939/9
_____________________________
الزكاة ،ولذا قلنا :إف دعواه في اإلجماع على قتل الجعد بن درىم ،كدعواه في إجماع الصحابة على ما
ذكر ،وزدناه( )9إيضاحا بقولنا:
قد عرفت بما حققناه معنى البيتين ،وتيقنت أف ال إجماع من الصحابة إال على كفر أصحاب مسيلمة
والعنسي ،وعلى قتالهم.
وأما مانعوا( )1الزكاة فلم يكفرىم أحد من الصحابة ،وال أجمعوا على سبي وال نهب ،بل رد عمر رضي
اهلل عنو ذلك ،والشيخ محمد [ بن عبد الوىاب ] ينقل ىذه األقواؿ مستدال بها على كفر من لديو من
المسلمين ،وغير من لديو ،وإباحة الدماء واألمواؿ ،وىذه جهل ال يخفى على الجهاؿ ،فضال عن
العلماء والعقاؿ ولذا قلنا:
وىذا لعمري غير ما أنت فيو من
تجاريك في قتل لمن كاف في نجد
فإنهم قد تابعوؾ على الهدى
ولم يجعلوا هلل في الدين من ند
وقد ىجروا ما كاف من بدع ومن
__________
( )9في (أ) :وزدنا.
( )1في المخطوطات :مانعي.
()931/9
_____________________________
()933/9
_____________________________
تمت األبيات في الرجوع عما قيل في رسالة النجدي ،والحمد هلل رب العالمين ،حمدا طيبا مباركا فيو،
وسبحاف اهلل وبحمده.
---
ثم رأيت من كماؿ نصح العباد ،وما أدخر أجره ليوـ المعاد ،ذكر أمور وفوائد( )9تتعلق بالتكفير ،وذلك
أنو ورد في الشرع على قسمين ،وكل قسم لو حكم ،وسأوضحو نظما وأشرحو )1(،فقلت:
()934/9
_____________________________
في النهاية للعالمة ابن األثير الجزري ما لفظو الكفر على أربعة أنحاء:
كفر إنكار ،بأف ال يعرؼ اهلل تعالى أصال وال يعترؼ بو.
وكفر جحود ككفر إبليس ،يعرؼ اهلل بقلبو وال يقر بلسانو.
وكفر عناد ،وىو أف( )1يعرؼ اهلل بقلبو ويعترؼ بلسانو وال يدين بو-،حسدا وبغيا )3( -ككفر أبي
جهل وأضرابو.
وكفر نفاؽ ،وىو أف يعترؼ بلسانو وال يعتقد بقلبو ( .)4انتهى.
ويأتي تحقيقو أنو يرجع إلى شيئين :كفر اعتقاد ،وكفر عمل.
فكفر االعتقاد قد أشرنا إلى حكمو ،وىو سفك دـ أصحابو ،وسبي ذراريهم ،ونهب أموالهم ،وىؤالء
الذين بعث إليهم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم يدعوىم إلى التوحيد ،وال يكف عنهم ىذه
األحكاـ ويعصمها إال ما أشار إليو قولنا:
()935/9
_____________________________
قد علم من ضرورة دين اإلسالـ ،أنها ال تقبل شهادة أف ال إلو إال اهلل ،إال بشهادة أف محمدا رسوؿ اهلل
صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،ىذا معلوـ من ضرورة الدين ،فال نحتاج( )9إلى الدليل ،وقاؿ تعالى { قد
جاءكم الرسوؿ بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم [ } ...النساء ]979:اآلية (.)1
وأما أنو صلى اهلل عليو وآلو وسلم جاء بالنور ،فقاؿ تعالى { :يا أىل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم
كثيرا مما كنتم تخفوف من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من اهلل نور وكتاب مبين } [المائدة.]95:
والنور :القرآف ،وىو من أسمائو.
وقولنا :الرشد .قاؿ تعالى حكاية عن الجن :إنهم قالوا { :يهدي إلى الرشد } [الجن.]1:
قاؿ اإلماـ الرازي في أسرار التنزيل :على أف أصوؿ اإلسالـ ىذه الثالثة:
األوؿ :إثبات توحيد اهلل الدالة( )3عليو كلمة ال إلو إال اهلل.
والثانية النبوة.
__________
( )9في (أ) :يحتاج.
( )1كماؿ اآلية ... { :وإف تكفروا فإف هلل ما في السماوات واألرض وكاف اهلل عليما حكيما }.
( )3في (أ) :الداؿ.
()936/9
_____________________________
والثالثة المعاد.
وأطاؿ ذكر األدلة على ذلك من القرآف الكريم ،مما ال يحتملو ىذا غير اإلشارة إليو ،واإليماف بالمعاد
داخل في اإليماف بأف محمدا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،ألنو جاء بإثبات المعاد واألدلة
عليو .واإليماف( )9بو صلى اهلل عليو وآلو وسلم ىو تصديقو في كل ما جاء بو ،ومنو اإليماف بالمعاد،
فلذلك كانت كلمة الشهادتين متكفلة بجميع حقائق اإليماف ،واكتفى صلى اهلل عليو وآلو وسلم من
الكفار بقولهما ،فمن لم يقلهما حل دمو ومالو وأىلو ،إال من استثنيناه بقولنا:
قاؿ اهلل تعالى { :قاتلوا الذين ال يؤمنوف باهلل وال باليوـ اآلخر وال يحرموف ما حرـ اهلل ورسولو وال يدينوف
دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وىم صاغروف }[التوبة .]19:فأمر تعالى
بقتالهم إلى أف يعطوا الجزية ،فخصوا من قولو صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :أمرت أف أقاتل الناس حتى
يقولوا ال إلو إال اهلل )) ،أي :وأف محمدا رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،فإف أىل الكتاب جعل
اهلل غاية قتالهم بإعطاء الجزية ،كما جعل غاية قتاؿ المشركين التكلم بالشهادتين ،وىذا النوع األوؿ من
الكفر وأحكامو.
وأما النوع الثاني فأشرنا إليو بقولنا:
()937/9
_____________________________
ورد في تارؾ الصالة أحاديث أنو كفر بتركو إياىا ،أخرج مسلم في صحيحو عن جابر بن عبد اهلل رضي
اهلل عنو ،قاؿ :قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :بين الرجل وبين الكفر ترؾ الصالة )) .ورواه
أىل السنن األربع ،وصححو الترمذي (.)9
وأخرج أحمد ،وأىل السنن ،وصححو الترمذي من حديث بريدة بن الحصيب األسلمي قاؿ :سمعت
رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم يقوؿ (( :العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن تركها فقد كفر ))
(.)1
وأخرج ىبة اهلل الطبري -وقاؿ إسناده صحيح على شرط مسلم -من حديث ثوباف مولى رسوؿ اهلل
صلى اهلل عليو وآلو وسلم يقوؿ :سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم يقوؿ (( :بين العبد وبين
الكفر الصالة ،فإذا تركها فقد
__________
( )9أخرجو مسلم ،)81(88/9وأبو داود ،)4678(199/4والترمذي ،)1698(93/5
( ،)1619والنسائي في المجتبي ،)464(131/9وابن ماجة ،)9978(341/9والدارمي
،)9133(397/9وأحمد ،)95919(379/3وابن حباف ،)9453(394/4والنسائي في الكبرى
،)339(945/9والبيهقي ،)6187( 365/3وأبو يعلى ،)9783(398/3والطبراني في الصغير
،)374(139/9والكبير ،)8939(999/9والدارقطني ،)4(53/1والقضاعي في مسند الشهاب
،)166(989/9وعبد بن حميد في منتخب المسند ،)9911(394/وابن الجعد في مسنده
.)1634(385/
( )1أخرجو الترمذي ،)1619(93/5والحاكم في المستدرؾ ،)99(48/9والدارقطني ،)1(51/1
والنسائي في المجتبى ،)463(139/9وابن حباف في الصحيح ،)9454(395/4وأحمد
،)11987(346/5وابن ماجة ،)9979(341/9والدارمي ،)9133(397/9والبيهقي في
الكبرى ،)6199(366/3وعبد بن حميد في المنتخب .)9911(394/
()938/9
_____________________________
أشرؾ )) ( ،)9وفي الباب أحاديث كثيرة سمى فيها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم تارؾ الصالة
عمدا كافرا.
وأما قولنا :وتارؾ حكم اهلل في الحل والعقد ،فهو :إشارة إلى قولو تعالى { :ومن لم يحكم بما أنزؿ اهلل
فأولئك ىم الكافروف } [المائدة ،]44:و { ىم الظالموف } [المائدة ،]45:و{ ىم الفاسقوف }
[المائدة.]47:
أخرج الطبراني ،والبزار عن أبي أوفى قاؿ :قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :ال يشرب
الخمر حين يشربها وىو مؤمن ،وال يزني حين يزني وىو مؤمن ،وال ينتهب نهبة ذات شرؼ ،أو يسرؽ
وىو مؤمن ))(.)1
قاؿ الحافظ الهيثمي :فيو مدرؾ بن عمارة ذكره البيهقي في الثقات .وبقية بن خالد ،وبقية رجالو رجاؿ
الصحيح .وفي الصحيح عن أبي ىريرة ،يرفعو (( :ال يزني الزاني حين يزني وىو مؤمن ،وال يسرؽ
السارؽ وىو مؤمن )) ( ،)3وفي الباب عن
__________
( )9أخرجو ابن ماجة ،)9989(341/9وىناؾ أحاديث كثيرة بألفاظ متقابة مثل (( :إف بين الرجل
وبين الشرؾ والكفر ترؾ الصالة )) .أخرجو مسلم ،)81(88/9والدارمي ،)9133(397/9وأحمد
،)95919(379/3وغيرىم.
( )1أخرجو عن أبي أوفى الطيالسي عن طريق مدرؾ بن عمارة .)813(999/
( )3أخرجو البخاري ،)1343(875/1ومسلم ،)57(76/9وأبو داود ،)4689(119/4
والترمذي ،)1615(95/5والنسائي في المجتبى ،)4869(63/8وابن ماجة ،)3936(9198/1
والدارمي ،)1996(956/1وأحمد ،)7396(143/1وابن حباف ،)986(494/9والحاكم في
المستدرؾ ،)56(71/9والنسائي في الكبرى ،)5969(117/3والبيهقي ،)19541(986/99
وأبو يعلى ،)6199(988/99والطبراني في الصغير ،)996(939/1واألوسط ،)538(314/9
والكبير ،)99613(144/99والطيالسي ،)813( 999/والحميدي في المسند
،)9918(478/1وإسحاؽ بن راىويو في المسند ،)496(386/9وعبد بن حميد ،)151(986/
وابن الجعد في المسند ،)165(57/وىماـ بن منبو الصنعاني في الصحيفة ،)89(51/والحارث في
زوائد المسند (بغية الباحث) ،)31(979/9والطبراني في مسند الشاميين .)9399(159/1
()939/9
_____________________________
جماعة من الصحابة :ابن عمر ،وعائشة ،وعبد اهلل بن معقل ،وأبي سعيد ،وجماعة آخرين ،فنفى صلى
اهلل عليو وآلو وسلم عن ىؤالء اإليماف ،ومن الزمو إثبات الكفر لهم.
وقولنا:
()949/9
_____________________________
وأخرج أحمد ،والحاكم من حديثو أيضا مرفوعا (( :من أتى عرافا ،أو كاىنا ،فصدقو بما يقوؿ ،فقد كفر
بما أنزؿ على محمد )) (.)9
وقولنا:
أي من يبدي ىذا القوؿ ،وىو قولو ألخيو :يا كافر .وحاصلو أف اللفظ ال يضيع ،بل ال بد أف يكوف لمن
قيل فيو إف كاف لو أىال ،وإال عاد على قائلو ،وىذا إشارة إلى ما أخرجو البخاري من حديث أبي ىريرة
رضي اهلل عنو مرفوعا ( ،)1وأحمد ،والبخاري من حديث ابن عمر ،عنو صلى اهلل عليو وآلو وسلم(( :
إذ قاؿ الرجل ألخيو :يا كافر باء بها أحدىما ))(.)3
وقولنا:
()949/9
_____________________________
ىذا ىو( )9بياف أف ىذا الكفر وإف أطلقو الشارع على فاعل ىذه الكبائر ،فإنو ال يخرج بو العبد عن
اإليماف ،ويفارؽ بو الملة ،ويباح دمو ومالو وأىلو ،كما ظنو من العلماء من لم يفرؽ بين الكفرين ،ولم
يميز بين األمرين ،وقد عقد البخاري في صحيحو في كتاب اإليماف بابا لكفر دوف كفر ،وذكر أحاديث
دالة على ذلك فراجعو.
قاؿ العالمة أبو بكر المعروؼ بابن القيم في كتابو في الصالة :إف الحكم بغير ما أنزؿ اهلل ،وترؾ
الصالة ،من الكفر العملي ،وتحقيقو أف الكفر كفر عمل ،وكفر جحود.
أما كفر الجحود فهو :أف يكفر بما علم أف الرسوؿ جاء بو من عند اهلل ،جحودا وعنادا ،فهذا الكفر
يضآد االيماف من كل وجو.
وأما كفر العمل فهو نوعاف:
نوع يضآد االيماف ،ويأتي بيانو.
ونوع ال يضآده كالحكم بغير ما أنزؿ اهلل ،فإف اهلل سمى فاعلو :كافرا ،ومثلو تارؾ الصالة سماه رسوؿ
اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم :كافرا ،كما سمعتو قريبا ،ولكن ىذا كفر عمل ال كفر اعتقاد.
قلت :أخرج الفريابي ،وسعيد بن منصور ،وابن المنذر ،وابن أبي حاتم ،والحاكم ،وصححو البيهقي في
سننو ،عن ابن عباس ،في قولو تعالى { :ومن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأولئك ىم الكافروف }
[المائدة.]44:قاؿ (( :إنو ليس
__________
( )9سقط من (أ) :ىو.
()941/9
_____________________________
بالكفر الذي تذىبوف إليو ،إنو ليس كفرا ينقل من الملة ،كفر دوف كفر )) ( ،)9وأخرج عبد الرزاؽ،
وعبد بن حميد ،وابن جرير ،وابن المنذر ،وابن أبي حاتم ،وأبو الشيخ عن ابن عباس ،أيضا في اآلية
قاؿ (( :ىي بو كفر ،وليس كمن كفر باهلل واليوـ اآلخر )) (.)1
ثم قاؿ ابن القيم :وقد (( نفى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم اإليماف عن الزاني ،والسارؽ،
وشارب الخمر ،وعمن لم يأمن جاره بوائقو )) ( ،)3وإذا نفى عنو اسم اإليماف فهو كافر من جهة العلم،
وإف انتفى عنو كفر الجحود واالعتقاد.
وكذلك قولو صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :ال ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) (،)4
فهذا كفر عمل ،وكذا قولو صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :من أتى كاىنا فصدقو )).
__________
( )9أخرجو البيهقي في الكبرى ،)95631(19/8والحاكم ،)3199(341/1السيوطي في والدر
المنثور .87/3
( )1لم أقف عليو في الدر المنثور.
( )3أخرجو البخاري ،)5679(1149/5ومسلم ،)46(68/9وأحمد ،)7865(188/1والحاكم
،)19(53/9وأبو يعلى ،)4151( 145/7والطبراني في الكبير ،)8159(334/8والطيالسي
،)9349(999/وابن أبي الدنيا في مكارـ األخالؽ ،)341(996/والقضاعي في مسند الشهاب
،)981(939/9والبخاري في األدب المفرد .)919(55/
( )4أخرجو البخاري ،)919(56/9ومسلم ،)65(89/9وأبو داود ،)4686(119/4والترمذي
،)1993(486/4والنسائي في المجتبى ،)4915(916/7وابن ماجة ،)3941(9399/1
والدارمي ،)9919(95/1وأحمد ،)3895(491/9وابن حباف ،)987(496/9والنسائي في
الكبرى ،)3599(396/1والبيهقي ،)9397(949/5وأبو يعلى ،)9451(39/3والطبراني في
الصغير ،)417(169/9والكبير ،)1177(397/1والطيالسي ،)664(91/والطبراني في مسند
الشهاميين .)546(399/9
()943/9
_____________________________
وقولو صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :من أتى امرأة في دبرىا ،فقد كفر بما أنزؿ على محمد )).
وقولو صلى اهلل عليو وآلو وسلم (( :إذا قاؿ الرجل ألخيو :يا كافر ،فقد باء بها أحدىما )).
قاؿ :وىذا الكفر ال يخرجو عن الدائرة اإلسالمية ،والملة بالكلية ،كما لم يخرج الزاني والسارؽ
والشارب من الملة ،وإف زاؿ عنو اسم االيماف )) ( ، )9وىذا التفصيل ىو الذي أشرنا إليو بقولنا:
فإنو إشارة إلى أنها تعارضت األحاديث ،فحديث (( :حتى يقولوا ال إلو إال اهلل )) ،وحديث (( :من قاؿ
ال إلو إال اهلل دخل الجنة ،وإف زنى وإف سرؽ ))( ،)1مع أف الجنة محرمة على الكافرين ،وغيرىا()3
مما في معناىا ،وعارضتها ىذه األحاديث التي سمعت من وصف من أتى ىذه المعاصي ،فإنو كافر مع
أنو مقر بالشهادتين معتقد لها ،وكذلك آيات القرآف الثالث ،عارضت تلك األحاديث ،فجمع العلماء
المحققوف بما تراه من تقسيم الكفر.
قاؿ ابن القيم ((:وىذا الجمع بهذا التفصيل ىو قوؿ الصحابة ،الذين ىم أعلم بكتاب اهلل ،وباإليماف
والكفر ولوازمهما ،فال تتلقى ىذه المسائل إال عنهم ،فإف
__________
( )9الصالة حكم تاركها .71/9
( )1أخرجو البخاري ،)5489(1993/5ومسلم ،)94(95/9وأحمد .)19594(966/5
( )3يعني :غير األحاديث السالفة الذكر.
()944/9
_____________________________
المتأخرين لم يفهموا مرادىم ،فانقسموا فريقين ،فريقا أخرجوا( )9من الملة بالكبائر ،وقضوا على
أصحابها بالخلود في النار .وفريقا جعلوىم مؤمنين كاملي اإليماف ،فهؤالء غلوا وىؤالء جفوا ،وىدى اهلل
أىل السنة للطريقة المثلى ،والقوؿ الوسط.
ثم أخرج عن( )1ابن عباس بسنده ما قدمنا ،وأخرج عن طاوس قاؿ (( :سئل ابن عباس عن قولو تعالى:
{ :ومن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأولئك ىم الكافروف } [المائدة.]44:قاؿ :ىو لهم كفر ،وليس كمن
كفر باهلل ومالئكتو وكتبو ورسلو )).
وقاؿ عنو في رواية أخرى (( :كفر ال ينقل عن الملة )).
وقاؿ عطاء (( :كفر دوف كفر ،وظلم دوف ظلم ،وفسق دوف فسق ))(.)3
قلت :ومن ىذا كفر من يدعو األولياء ،ويهتف بهم عند الشدائد ،ويطوؼ بقبورىم ويقبل جدارتها)4(،
وينذر لها بشيء من مالو ،فإنو كفر عملي ال اعتقادي ،فإنو مؤمن باهلل وبرسولو وباليوـ اآلخر ،ولكن زين
لو الشيطاف أف ىؤالء عباد اهلل الصالحين ( ،)5ينفعوف ويشفعوف ويضروف ،فاعتقدوا ذلك جهال ،كما
اعتقده أىل الجاىلية في األصناـ ،لكن ىؤالء مثبتوف التوحيد هلل ،ال يجعلوف األولياء آلهة كما قالو
الكفار ،إنكارا على رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم لما دعاىم إلى كلمة
__________
( )9في (ب) :خرجوا .مصحفة.
( )1سقط من (أ) :عن.
( )3حكم تارؾ الصالة .75 -74 /9
( )4في (أ) :جدرانها.
( )5كذا في المخطوطات :واألولى :الصالحوف ،إال أف لها وجها في العربية وىو النصب على القطع،
بتقدير أعني أو أخص.
()945/9
_____________________________
التوحيد:؟ { :أجعل اآللهة إلها واحدا } [ص ،]5:فهؤالء جعلوا شركاء هلل حقيقة ،وقالوا في التلبية(( :
لبيك ال شريك لك )9(،إال شريك ىو لك ،تملكو وما ملك )) ( ،)1فأثبتوا لألصناـ شركة مع رب
األناـ ،وإف كانت عبادتهم الضالة قد أفادت أنو ال شريك لو ،ألنو إذا كاف يملكو وما ملك ،فليس
بشريك( )3لو بل ىو مملوؾ ،فعباد األصناـ جعلوا هلل أندادا ،واتخذوا من دونو شركاء وتارة يقولوف:
شفعاء يقربونهم إلى اهلل زلفى ،بخالؼ جهلة المسلمين الذين اعتقدوا في أوليائهم النفع والضر ،فإنهم
مقروف هلل بالوحدانية ،وإفراده باإللهية ،وصدقوا رسلو ،فالذي( )4أتوه من تعظيم األولياء كفر عملي ال
اعتقادي.
فالواجب ىو وعظهم ،وتعريفهم جهلهم ،وزجرىم ولو بالتعزير ،كما أمرنا بحد الزاني والشارب والسارؽ
من أىل الكفر العملي ،كما صرحنا بو في األبيات األصلية حيث قلنا:
وكما قلنا:
وكم عقروا في سوحها من عقيرة ............................. ...
وكما قلنا:
وكم طائف حوؿ القبور ........................... ...
...إلخ.
__________
( )9سقط من (أ) :لك.
( )1أخرجو مسلم .)9985(843/1
( )3في (ب) :شريكا.
( )4في المخطوطات :فالذين .وما أثبت اجتهاد.
()946/9
_____________________________
فهذه كلها قبائح محرمة من أعماؿ الجاىلية ،فهي من الكفر العملي ،وقد ثبت أف ىذه األمة تفعل أمورا
من أمور الجاىلية ،الفخر في األحساب ،والطعن في األنساب ،واالستسقاء بالنجوـ والنياحة ،أخرجو
مسلم في صحيحو من حديث ابن مالك األشعري )9(،فهذه من الكفر العملي ال تخرج بها األمة عن
الملة ،بل ىم مع إتيانهم( )1لهذه( )3الخصلة الجاىلية أضافهم صلى اهلل عليو وآلو وسلم إلى نفسو،
فقاؿ (( :من أمتي )).
فإف قلت :الجاىلية يقولوف( )4في أصنامهم إنهم( )5يقربونهم إلى اهلل زلفى ،كما يقولو القبوريوف،
ويقولوف { ىؤالء شفعاؤنا عند اهلل} [يونس .]98:كما يقولو القبوريوف أيضا؟
قلت :ال سواء ،إف القبوريين مثبتوف لتوحيد اهلل باإللهية ،قائلوف :إنو ال إلو إال اهلل ،ولو ضربت عنقو على
أنو يقوؿ :الولي إلو مع اهلل لما قالها ،بل عنده اعتقاد جهل أف الولي لما أطاع اهلل حق طاعتو كاف لو
عنده تعالى( )6جاه ،بو تقبل شفاعتو
__________
( )9أخرجو مسلم ،)934(644/1بلفظ (( :أربع في أمتي من أمر الجاىلية ال يتركونهن :الفخر في
األحساب ،والطعن في األنساب ،واإلستسقاء بالنجوـ ،والنياحة ،)) ...وأحمد ،)11963(344/5
وابن حباف ،)3943(491/7والبيهقي ،)6991(63/4وأبو يعلى ،)9577(948/3والطبراني في
الكبير ،)3415(185/3وابن ماجة .)9589(593/9
( )1في (أ) :إثباتهم .مصحفة.
( )3في (ب) :بهذه.
( )4في (ب) :تقربهم.
( )5سقط من (أ) :إنهم.
( )6في(أ) :عند اهلل جاه.
()947/9
_____________________________
فيرجا( )9نفعو ،ال أنو إلو مع اهلل ،بخالؼ الوثني ،فإنو امتنع من قوؿ ال إلو إال اهلل حتى ضربت عنقو،
زاعما أف وثنو إلو مع اهلل ،ويسميو ربا وإلها.
قاؿ يوسف عليو السالـ {:أأرباب متفرقوف خير أـ اهلل الواحد القهار }[يوسف ، 39:سماىم:ا أربابا
ألنهم كانوا يسمونهم بذلك ،كما قاؿ الخليل { ىذا ربي} [األنعاـ ،]78 ،77 ،76:في الثالث
اآليات ،مستفهما لهم مبكتا( )1متكلما على خطأىم )3(،حيث يسموف الكواكب :أربابا !! فقالوا(:)4
{ أجعل اآللهة إلها واحدا } [ص.]5:وقاؿ قوـ إبراىيم عليو السالـ( { :)5من فعل ىذا بآلهتنا}
[األنبياء { ،]59:أأنت فعلت ىذا بآلهتنا يا إبراىيم }[األنبياء.]61:
وقاؿ إبراىيم مستفهما { :أئفكا آلهة دوف اهلل تريدوف } [الصافات .]86:ومن ىنا تعلم أف الكفار غير
مقرين بتوحيد اإللهية ،وال الربوبية ،كما توىمو من توىم من قولو {:ولئن سألتهم من خلق السماوات
واألرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } [الزخرؼ ،]9:قل من يرزقكم من السماء واألرض }...إلى
قولو{ :فسيقولوف اهلل} [يونس .)6( ]39:فهذا إقرار بتوحيد الخالقية والرازقية
__________
( )9في (ب) :ويرجى.
( )1في (أ) :منكرا.
( )3في (أ) :خطابهم .مصحفة.
( )4الضمير في قالوا ليس عائدا على قوـ إبراىيم كما يفهم من كالـ المؤلف ،بل ىو عائد على قريش
قوـ محمد ،صلى اهلل عليو وعلى إبراىيم وعلى آلهما كل.
( )5سقط من (ب) :عليو السالـ.
( )6في (أ) { :ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ،خلقهن العزيز العليم قل من يرزقكم من السماوات
واألرض ...إلى قولو :ليقولن اهلل }.
وفي (ب) { :ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن اهلل من خلق السماوات واألرض ليقولن .} ...واآليتاف
المذكورتاف ال توجداف في القرآف بالشكل الوارد ،وإنما الصحيح ما أثبت .ولعلو سهو من البدر األمير،
ومن النساخ .واآلية { قل من يرزقكم من السماء واألرض السمع واألبصار ومن يخرج الحي من الميت
ويخرج الميت من الحي ومن يدبر األمر؟ فسيقولوف اهلل ،فقل أفال تتقوف }.
()948/9
_____________________________
ونحوىما هلل ،ال أنو إقرار بتوحيد اإللهية ،ألنهم يجعلوف أوثانهم آلهة أربابا ،كما عرفت ،فهذا الكفر
الجاىلي كفر اعتقاد ،ومن الزمو كفر العمل ،بخالؼ من اعتقد في األولياء النفع والضر ،مع توحيد اهلل،
وااليماف بو ،وبرسلو ،وباليوـ اآلخر ،فإنو كفر عمل ،فهذا تحقيق بالغ ،وإيضاح لما ىو الحق ،من غير
إفراط وال تفريط.
نعم قد أشرنا لك إلى أف بعض الكفر العملي [ الذي ] يضآد االيماف ،ويصير فاعلو في حكم الكفر
اإلعتقادي ،قد أشرنا إليو بقولنا:
فالسجود للصنم ،وسب الرسوؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم وقتلو ،واالستهانة بالمصحف من الكفر
العملي في صورتو ( ،)1لكنو يضآد اإليماف فلو حكم الكفر االعتقادي ،فالكفر العملي قسماف :قسم
ال يضاد اإليماف كما ذكرنا سابقا ،وكفر يضاده كما ذكرناه اآلف.
__________
( )9حذؼ الواو من :يكوف ،للضرورة.
( )1سقط من (أ) :في صورتو.
()949/9
_____________________________
والذي يقوى عندي أف السجود للصنم ،وإىانة المصحف ،وقتل النبي صلى اهلل عليو وآلو وسلم وسبو،
من الكفر االعتقادي العملي ،فإنو ال يسجد للصنم وىو يؤمن باهلل ،وال يقتل النبي صلى اهلل عليو وآلو
وسلم وىو مصدؽ أنو نبي.
أال ترى أف قريشا في صلح الحديبية لم يرضوا أف يكتب صلى اهلل عليو وآلو وسلم( )9ىذا ما صالح
عليو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم ،وقالوا (( :قل محمد ،فلو نعلم أنك رسوؿ اهلل لما صددناؾ
عن البيت )1( )) ...الحديث.
وجا مثل ىذا في النفاؽ وغيره ...من الفسق والشرؾ الذي كلو مردي
قاؿ وكيع :عن سفياف عن ابن جريح ،عن عطاء (( :كفر دوف كفر ،وظلم دوف ظلم ،وفسق دوف فسق
)) ،وىذا الذي قالو عطاء بين في القرآف لمن فهمو ،فإف اهلل سما من حكم بغير ما أنزؿ اهلل كافرا،
وسما جاحد ما أنزؿ على رسولو كافرا ،وليس الكفراف على حد سواء ،وسما الكافر ظالما في قولو {
والكافروف ىم الظالموف
__________
( )9سقط من (أ) :صلى اهلل عليو وآلو وسلم.
( )1أخرجو البخاري ،)1589(974/1وأحمد ،)98948(318/4وابن حباف
،)4871(196/99والبيهقي ،)98587(198/9والطبراني في الكبير .)93( 9/19
( )3في (أ) :تهتدي.
( )4في (أ) :وقد.
()959/9
_____________________________
} [البقرة ،]154:وسما متعدي حدوده في النكاح والطالؽ والرجعة والخلع ظالما ،فقاؿ { :ومن يتعد
( )9حدود اهلل فقد ظلم نفسو } [الطالؽ.]9:
وقاؿ يونس رسولو ونبيو { :ال إلو إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } [األنبياء.]87:
وقاؿ صفيو آدـ ( { :)1ربنا ظلمنا أنفسنا } [األعراؼ.]13:
وقاؿ كليمو موسى { :رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي } [القصص .]96:ومعلوـ يقينا أف ىذا الظلم
ليس كمثل ذلك الظلم.
وسما اهلل الكافر فاسقا في قولو { :وما يضل بو إال الفاسقين ،الذين ينقضوف عهد اهلل من بعد ميثاقو
[ } ...البقرة ]17 - 16:اآلية ( ،)3وفي قولو { :ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إال
الفاسقوف } [البقرة.]99:
وسما العاصي المؤمن فاسقا في قولو { :يا أيها الذين آمنوا إف جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا } ...
[الحجرات ]6:اآلية ( .)4وىي نزلت في الوليد( )5بن عقبة على
__________
( )9سقط من (أ) :ومن يتعد.
( )1القائل آدـ وحواء ،ألف اآلية ىكذا { :قاال ربنا.}...
( )3كماؿ اآلية { :ويقطعوف ما أمر اهلل بو أف يوصل ويفسدوف في األرض أولئك ىم الخاسروف }.
( )4كماؿ اآلية { :أف تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }.
( )5في (أ) ،و(ج) :مسلم بن عقبة .وىو سهو.
الوليد بن عقبة بن أبي معيط ،أخرج الطبراني في األوسط عن جابر بن عبد اهلل قاؿ :بعث رسوؿ اهلل
صلى اهلل عليو وآلو وسلم الوليد بن عقبة إلى بني وكيعة ،وكانت بينهم شحناء في الجاىلية ،فلما بلغ
بني وكيعة استقبلوه لينظروا ما في نفسو ،فخشي القوـ ،فرجع إلى رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم
فقاؿ :إف بني وكيعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة ،فلما بلغ بني وكيعة الذي قاؿ الوليد أتوا رسوؿ اهلل
صلى اهلل عليو وآلو وسلم فقالوا :يا رسوؿ اهلل لقد كذب الوليد .قاؿ :وأنزؿ اهلل في الوليد { :يا أيها
الذين آمنوا إف جاءكم فاسق بنبأ } ...اآلية.
وأخرج نحوه أحمد ،وابن أبي حاتم ،والطبراني ،وابن مندة ،وابن مردويو ،وابن جرير ،وإسحاؽ بن
راىويو ،والبيهقي في السنن ،وابن عساكر ،وعبد بن حميد .ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور
،557 - 555/7عند تفسير اآلية.
()959/9
_____________________________
األكثر .وفي قولو فيمن رمى المحصنات { :وال تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك ىم الفاسقوف }
[النور .]4:واآليات كثيرة في األمرين.
والشرؾ أيضا شركاف ،شرؾ :ينقل عن الملة وىو الشرؾ األكبر ،وشرؾ :ال ينقل عنها وىو األصغر،
وىو( )9شرؾ العمل كالرياء ،قاؿ تعالى في الشرؾ األكبر { :ومن يشرؾ باهلل فكأنما خر من السماء
فتخطفو الطير أو تهوي بو الريح في مكاف سحيق } [الحج.]39:
وفي األصغر { :فمن كاف يرجو لقاء ربو فليعمل عمال صالحا وال يشرؾ بعبادة ربو أحدا }
[الكهف.]999:
ومن األصغر حديث (( :من حلف بغير اهلل فقد أشرؾ )) ،رواه أبو داود وغيره (.)1
__________
( )9سقط من (أ) :األصغر وىو.
( )1أخرجو أبو داود ،)3159(113/3والترمذي ،9535(999/4وأحمد ،)319(47/9وابن
حباف ،)4358(999/99والحاكم في المستدرؾ .)967(997/9
()951/9
_____________________________
ومنو في آدـ عليو السالـ وحواء ،اآلية { :فلما آتاىما صالحا جعال لو شركاء فيما آتاىما }
[األعراؼ ..]999:فإنهما سميا ولدىما عبد الحارث )9(،وىو اسم الشيطاف فكانت التسمية بعبد
الحارث( )1شركا عمليا ،والقصة مبسوطة في كتب التفسير ومعلوـ أف حلفو بغير اهلل ال يخرجو عن
الملة ،وال يوجب لو حكم الكفار.
ومنو :حديث (( :الشرؾ في ىذه األمة أخفى من دبيب النمل )) (.)3
وكذلك النفاؽ نفاقاف :نفاؽ اعتقاد ،ونفاؽ عمل.
فنفاؽ االعتقاد :ىو ( )4الذي ذكر أف أىلو في الدرؾ األسفل من النار ،وىو كثير في القرآف.
ونفاؽ العمل بالحديث الصحيح (( :آية المنافق ثالث :إذا حدث كذب ،وإذا أوعد أخلف ،وإذا أؤتمن
خاف )) ( .)5وفي معناه أحاديث في بعضها (( :أربع -زاد -وإذا خاصم فجر )) ( ،)6فهذا نفاؽ
عمل ،قد يجتمع مع أصل اإليماف.
__________
( )9أخرجو أبو داود في السنن.)3159(133/3
( )1سقط من (أ) :بعبد الحارث.
( )3أخرجو أحمد ،)99611(493/4والحاكم في المستدرؾ ،)3948(399/1وأبو يعلى
،)58(69/9والبخاري في األدب .)796(159/
( )4في (ب) :وىو.
( )5أخرجو البخاري ،)33(19/9ومسلم ،)59(78/9والنسائي في المجتبى ،)5919(996/8
وأحمد ،)8679(357/1وابن حباف ،)157(499/9والنسائي في الكبرى ،)99751(535/6
والبيهقي ،)19698(996/99وأبو يعلى ،)4998(936/7والطبراني في الكبير
،)6986(179/6وإسحاؽ بن راىويو في المسند ،)383(379/9وابن أبي الدنيا في مكارـ
األخالؽ .)998(46/
( )6أخرجو البخاري ،)34(19/9ومسلم ،)58(78/9وأبو داود ،)4688(119/4والترمذي
،)1631(99/5والنسائي في المجتبى ،)5919(996/8وأحمد ،)6768(989/1وابن حباف
،)154(488/9والنسائي في الكبرى ،)8734(114/5والبيهقي ،)98615(139/9وعبد بن
حميد في المنتخب من المسند .)311(931/
()953/9
_____________________________
ومنو :أحاديث ( (( :)9أف بغض علي عليو السالـ نفاؽ )) ( ،)1فإنو نفاؽ عمل .فعرفت من ىذا كلو
أف الكفر كفراف :كفر اعتقاد ،وكفر عمل ،ومثلو النفاؽ .والشرؾ شركاف :أصغر ،وأكبر .والظلم ظلماف،
والفسق فسقاف ،ومن لو فهم وتوفيق ال يخفاه( )3محل اإلطالؽ.
__________
( )9سقط من (أ) :أحاديث.
( )1عن عدي عن زر قاؿ قاؿ علي إنو لعهد النبي األمي صلى اهلل عليو وسلم إلي أنو ال يحبك إال
مؤمن وال يبغضك إال منافق
أخرجو مسلم في صحيحو ج /9ص/86ح)78
والنسائي في سننو ج /8ص/996ح/6 ، )5998ص /534ح )99749
وابن حباف في صحيحو ج /95ص/368ح،)6914
وابن ماجو في سننو ج /9ص/41ح)994
وابن حنبل في مسنده ج /9ص/95ح،)739
والنسائي في سننو الكبرى ج /5ص/47ح،)8953
وابن حنبل في فضائل الصحابة /1ص/564ح)948
وأبو يعلى في مسنده ج /9ص/159ح)199
وعبد الرزاؽ في مصنفو ج /6ص/365ح.)31964
( )3في (أ) :ال يخفاه في محل...
()954/9
_____________________________
فإف قلت :قد ذكرت في األبيات األصلية أف القائلين بوحدة الوجود والوجود المطلق ،ىم أكفر أىل
األرض ،مع أنهم يصلوف ،ويتشهدوف )9(،ويأتوف بأركاف اإلسالـ؟
__________
( )9في (أ) :ويشهدوف.
()955/9
_____________________________
()956/9
_____________________________
واعلم ( أنا قد حققنا أحواؿ من ذكر من ابن عربي وغيره ،في رسالتنا التي سميناىا :نصرة المعبود،
ونقلنا ألفاظهم الكفرية من كتبهم ،ونصوص كلماتهم في شعرىم ونثرىم ،وإنما نشير ىنا إلى بعض ما
ذكرناه فيها ) (.)1
إنو قد وقع السؤاؿ من( )3القائلين بوحدة الوجود ،في رأس المائة الثامنة ،ونقلت( )4في السؤاؿ بعض
ألفاظهم ،وانتدب علماء اإلسالـ للجواب عنو ،من أئمة المذاىب األربعة وغيرىم.
ولفظ السؤاؿ :ما يقوؿ العلماء في كتاب بين أظهر الناس ،أكثره ضد لما أنزلو اهلل في كتبو المنزلة،
وعكس لما قالو( )5أنبياؤه عليهم السالـ ،فيو :أف آدـ عليو السالـ إنما سمي إنسانا ،ألنو من الحق
بمنزلة إنساف العين ،الذي يكوف بو( )6النظر.
وقاؿ في محل آخر :إف الحق المنزه ،ىو الخلق المشبو.
__________
( )9في (ب) :عن.
( )1سقط من (أ) :ما بين القوسين.
( )3في (ب) :عن.
( )4في (أ) :ونقل.
( )5في (أ) :وعكس ما قالوا أنبياؤه.
( )6سقط من (ب) :بو.
()957/9
_____________________________
وقاؿ في قوـ نوح عليو السالـ :إنهم لو تركوا عبادتهم( )9لود ،وسواع ،ويغوث ،ويعوؽ )1(،لجهلوا
من( )3الحق أكثر مما تركوا.
وقاؿ :إف قوـ ىود كانوا على صراط مستقيم.
ثم أنكر حكم الوعيد ،في حق من حقت( )4عليو كلمة العذاب من سائر العبيد .فهل يكفر بذلك
ويكفر من يصدقو أـ ال؟ وىل يأثم سامعو إذا كاف بالغا عاقال ،ولم ينكره بلسانو أو بقلبو؟
فأجاب عنو علماء األمة:
قاؿ الشيخ شيخ اإلسالـ ابن تيمية ،المتفق على إمامتو في علوـ العقل والنقل ،رحمو اهلل تعالى ما
لفظو (:ىذه الكلمات المذكورة( )5المنقولة ،كل كلمة منها من الكفر ،الذي ال نزاع فيو بين أىل الملل
من المسلمين واليهود والنصارى ،فضال عن كونها كفرا في شريعة اإلسالـ.
فإف قوؿ القائل :إف آدـ للحق تقدس وتنزه وتعالى ،بمنزلة إنساف العين من العين الذي يكوف بو النظر،
يقتضي أف آدـ عليو السالـ( )6جزء من الحق تقدس
__________
( )9في (ب) :عباداتهم.
( )1سقط من (أ) :ويعوؽ.
( )3في (أ) :عن.
( )4في (ب) :الوعيد فيمن حقت عليو.
( )5سقط من (أ) :المذكورة.
( )6سقط من (أ) :عليو السالـ.
()958/9
_____________________________
وتعالى وبعض منو ،بل أفضل أبعاضو وأجزائو ،وىذا ىو حقيقة مذىب ىؤالء القوـ ،وىم مقروف بو من
أقوالهم )(.)9
ثم( )1قاؿ (:ولما قرأوا( )3ىذا الكتاب -أعني -الفصوص على أفضل( )4متأخريهم ،قاؿ قائل :إف
ىذا الكتاب مخالف للقرآف )5(،قاؿ القرآف كلو شرؾ ،وإنما التوحيد في كالمنا ىذا( - )6يعني -أف
القرآف يفرؽ( )7بين العبد والرب .وحقيقة التوحيد عندىم أف العبد ىو الرب.
فقاؿ لو قائل :فأي فرؽ بين أختي وزوجتي ،وبنتي؟!
قاؿ :ال فرؽ ،لكن ىؤالء المحجوبوف قالوا حراـ!
قلنا :حراـ عليكم )(!)8
وأجاب سعد الدين قاضي الحنابلة بالقاىرة :ما ذكر من الكالـ ،قد تضمن تصديقو بما ىو كفر ،فيجب
الرجوع عنو ،والتلفظ بالشهادتين عنده ،وحق على
__________
( )9في (ب) :وىو معروؼ من أقوالهم .من تعليقة للشيخ ابن تيمية على فصوص الحكم .الفتاوى
.911/1
( )1سقط من (أ) :ثم.
( )3في (أ) :قدروا .مصحفة.
( )4في (ب) :أىل .مصحفة.
( )5في (ب) :يخالف القرآف.
( )6سقط من (أ) :ىذا.
( )7في (أ) :يقرف .مصحفة.
( )8سقط من (أ) :عليكم.
()959/9
_____________________________
من سمع ذلك إنكاره ،ويجب محو ذلك وما كاف قريبا منو ،وال يترؾ بحيث يطلع عليو ،فإف في ذلك
ضررا عظيما ،على من لم يستحكم اإليماف من( )9قلبو.
وأجاب جماعة من األئمة ،منهم بدر الدين بن جماعة ،والخطيب شمس الدين محمد بن يوسف
الجزري الشافعي )1(،والقاضي بدر الدين الكتاني الشافعي ،وشرؼ الدين الداودي( )3المالكي ،وأئمة
الشاـ ،ومصر ،والحرمين ،بجوابات مصرحة بكفر قائل ذلك وناقلو[ ،و] ىي عندنا ،إال أنو ال يحتمل
شرح األبيات الزيادة على ىذا في بياف ما أشرنا إليو:
()969/9
_____________________________
قاؿ ابن خلدوف قاضي الديار المصرية :إنو ألف ابن عربي ،وابن سبعين ،وابن برجاف ،وأتباعهم ممن
سلك سبيلهم ،وداف بنحلتهم ،ولهم تآليف كثيرة يتداولونها( )9مشحونة بصريح الكفر ،ومستهجن
البدع.
وأما الجيلي ػ بالجيم ػ ( )1فهو مصنف كتاب االنساف الكامل ،كتاب مأله بالكفر والضاللة )3(،مع ركة
ألفاظ ،وشعر في غاية الضعف .ولذا قلنا:
المراد :ابن عربي الطائي ،فإنو فتح لهم باب جهنم ،بالتأليفات المشتملة على تخريب األحاديث
واآليات ،ككتاب الفتوحات المكية ،والفصوص ،وغير ذلك.
وجا منهم ابن الفارض الشاعر الذي
أتى بعظيم الكفر في روضة الورد
أجاد نظاما مثل ما جاد كفره
فسبحاف ذي العرش الصبور على العبد
ثبت إطالؽ الصبور عليو تعالى في أسمائو الحسنى ،والمراد بابن الفارض ىو عمر بن الفارض ،شاعر
رقيق( )4األلفاظ ،بديع المعاني ،سلك طريقة إخوانو ،وأتى في تائيتو( )5بالكفر الصريح ،الذي قصر
عنو عباد المسيح ،وجعل نفسو إلها كما يفعلو غيره .وقاؿ:
()969/9
_____________________________
وقاؿ:
ولو فيها كلها عجيب ( ،)4قصر عنو إبليس وفرعوف في كفرىما ،وقد صوب ابن عربي قوؿ فرعوف {:أنا
ربكم األعلى } [النازعات ، ]14:بما ىو معروؼ ،وقد بسطنا أقاويلهم في الرد عليهم ،في رسالة
سميتها :نصرة المعبود ،في الرد على أىل وحدة الوجود.
()961/9
_____________________________
أي :حاؿ كونو معيدا كما بدأنا ،قاؿ تعالى { :كما بدأكم تعودوف } [األعراؼ .]19:وقاؿ تعالى{ :
منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } [طو.]55:
فريقين ىذا في جهنم نازؿ
وذلك مزفوؼ إلى جنة الخلد
أال ليت شعري أي دار أزورىا
فقد طاؿ فكري في الوعيد وفي الوعد
إذا ما ذكرت الذنب خفت جهنما
فقاؿ الرجا بل غير ىذا ترى عندي
أليس رحيما بالعباد وغافرا
لما ليس شركا قالو الرب ذو المجد
فقلت نعم لكن أتانا مقيدا
بمن شأه فافهم وعض ىنا( )1األيدي
__________
( )9في (أ) :برى.
( )1في (أ) :وعض علي األيدي.
()963/9
_____________________________
قاؿ اهلل تعالى {:إف اهلل ال يغفر أف يشرؾ بو ويغفر ما دوف ذلك لمن يشاء } [النساء . ]948 :
مقيد( )9إطالؽ غفراف اهلل ما دوف الشرؾ بالمشيئة ،فأين يقوى( )1الرجاء والقيد مبهم؟! ولذا قلنا:
()964/9
_____________________________
---
__________
( )9في (أ) :يدوما.
()965/9
_____________________________
فهرس المحتويات
مقدمة التحقيق 3 ...
المؤلف 5 ...
مولده 5 ...
نشأتو 5 ...
رحلة اإلماـ البدر األمير إلى الحجاز 7 ...
مجتمع األمير الصنعاني وحياتو 99 ...
انقطاع األمير الصنعاني للتدريس ورفضو لكل المناصب 98 ...
اعتقاؿ األمير الصنعاني وسجنو في قصر غمداف 11 ...
اإلماـ المؤلف 14 ...
األمير الشاعر 31 ...
التحفة العلوية 35 ...
القصيدة النجدية 49 ...
(فصل في بدع المشاىد) 49 ...
(فصل في كتاب دالئل الخيرات) 49 ...
(فصل في ذكر بدعة المذاىب والتمذىب) 41 ...
(فصل في ذكرأئمة المذاىب األربعة وبرآءتهم عن طلب تقليدىم) 43 ...
(فصل في الثناء على من تمسك باألحاديث) 43 ...
(فصل في بدعة القائلين بوحدة الوجود المساوين بين األنبياء وأىل الجحود) 45 ...
( فصل في اغتراب الدين) 46 ...
(الصوارـ الهندية ،المسلولة على رؤوس النجدية) 59 ...
محمد بن عبد الوىاب والوىابية 68 ...
عقيدتو 74 ...
فظائع من تاريخ الوىابية 75 ...
غزوة الوىابية العراؽ سنة 9115 - 9196ىػ وإعادتهم فاجعة كربالء 76 ...
()966/9
_____________________________
دخوؿ الوىابيين الطائف عنوة سنة 9197ىػ وفظائعهم فيها 76 ...
استيالء الوىابية على مكة بدوف حرب سنة 9198ىػ 78 ...
ىدـ الوىابية القبور والقبب بمكة وحملهم الناس على معتقداتهم سنة (9198ىػ) 79 ...
دخوؿ الشريف غالب مكة وخروج الوىابيين منها سنة 9198ىػ 89 ...
تشديد الوىابية الحصار على مكة 89 ...
نهب الوىابية ذخائر الحجرة النبوية وىدـ القباب بالمدينة المنورة سنة 9119ىػ 89 ...
ىجوـ الوىابيين على سورية سنة 9115ىػ 81 ...
قتل الوىابيين الحاج اليماني سنة 9349ىػ 81 ...
ىجوـ الوىابيين على الحجاز وفظائعهم في الطائف سنة 9341ىػ 9914 -ـ 83 ...
ىدـ الوىابيين القباب والمزارات بالحجاز عاـ 9341ىػ 84 ...
صور للمخطوطات 87 ...
(فصل في كتاب دالئل الخيرات) 991 ...
(فصل في ذكر بدعة المذاىب والتمذىب) 991 ...
(فصل في ذكرأئمة المذاىب األربعة وبرآءتهم عن طلب تقليدىم) 993 ...
(فصل في الثناء على من تمسك باألحاديث) 994 ...
(فصل في بدعة القائلين بوحدة الوجود المساوين بين األنبياء وأىل الجحود) 995 ...
( فصل في اغتراب الدين) 997 ...
فهرس المحتويات 966 ...
()967/9
_____________________________