You are on page 1of 7

‫جتربيت مع الكرب‬

‫بقلم‬
‫عبد اهلل بن أمحد احلويل‬

‫تصميم‬

‫‪00201019530152‬‬
‫‪3‬‬
‫جتربيت مع الكرب‬

‫كرب فهاله مابدا علي من ٍ‬


‫كمد يف وجهي‪،‬‬ ‫ذات ٍ‬
‫‪ ‬رآين أحد مشايخي َ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ونحول يف جسدي‪ ،‬وسألني ‪ :‬ماذا دهاك فأرداك؟ ومن‬ ‫ٍ‬
‫ونكوس يف بصري‪،‬‬
‫الذي فجعك فأشجاك؟‬
‫فقلت له ‪ :‬قد تخالجتني الهموم ٍ‬
‫لكيد ألحق بي‪ ،‬وتفارطتني الغمو ُم‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫حل يفّ‪ ،‬فما يسعني إال الوجوم‬ ‫ٍ‬
‫لكرب ّ‬ ‫ُ‬
‫األحزان‬ ‫علي‪ ،‬وتوازعتني‬ ‫ٍ‬
‫لضر نزل ّ‬
‫علي األرض بما‬‫ضاقت ّ‬
‫ْ‬ ‫الذي تراه‪ ،‬وما أملك إال الزفرات التي تشهدها‪ ،‬قد‬
‫علي نفسي‪.‬‬
‫وضاقت ّ‬
‫ْ‬ ‫رحبت‬
‫ْ‬

‫علي أن أراك تتفجع ويرمض فؤادي أن أسمعك‬ ‫َ‬


‫‪ ‬فقال الشيخ ‪ :‬يعز ّ‬
‫الهم ضجيعه‪ ،‬ومالذ‬
‫بات ُّ‬
‫بسر هو سلوى كل من َ‬
‫تتوجع‪ ،‬وإين سأحدثك ٍّ‬
‫الكرب هجيعه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جميع من أضحى‬

‫تأخر‬ ‫اتصلت بي قبل ٍ‬ ‫ٍ‬


‫زمن تشتكي َ‬ ‫ْ‬ ‫المرأة‬ ‫وصفت هذا الدواء‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬ولقد‬
‫إلي بعد‬
‫أرسلت ّ‬
‫ْ‬ ‫فلهجت باستعماله‪ ،‬ثم‬
‫ْ‬ ‫اإلنجاب‪ ،‬وتشتهي الذرية والعيال‪،‬‬
‫والتصقت‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫حامل رغم تأكيد األطباء أن حالتها لحقها اليأس‬ ‫ٍ‬
‫حين تبشرين أهنا‬
‫هبا االستحالة‪.‬‬

‫يعرف المستحيل‪ ،‬وال يخضع لقوانين الطب‪،‬‬


‫ُ‬ ‫لكن هذا (السر) ال‬
‫‪ّ ‬‬
‫أو نواميس العادة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫جتربيت مع الكرب‬

‫ِ‬
‫السوار بالمعصم‪.‬‬ ‫الكرب إحاط َة‬ ‫َ‬
‫أحاط بي‬ ‫علي به فقد‬ ‫فقلت له‪ْ ّ :‬‬
‫ُ‬ ‫عجل ّ‬ ‫‪ُ ‬‬

‫‪ ‬فقال ‪ :‬هي دعو ُة ذي النون‪:‬‬

‫‪ ‬فقد أخرب نبينا ‪ ‬كما روى الحاكم وصححه األلباين عن‬


‫وسا ِعنْدَ النَّبِي ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬‬
‫«ألاَ ُأ ْخبِ ُرك ُْم‬ ‫سعد ‪َ ‬ق َال‪ُ « :‬كنَّا ُج ُل ً‬
‫ِّ‬
‫بِ َش ْي ٍء إِ َذا َنز ََل بِ َر ُج ٍل ِمنْك ُْم َكرِ ٌب ‪َ ،‬أ ْو َب اَل ٌء ِم ْن َب اَل َيا الدُّ ْن َيا َد َعا بِ ِه ُي َف َّر ُج َعنْ ُه؟»‬
‫ْت ِم َن‬ ‫َك إِنِّي ُكن ُ‬ ‫ْت ُس ْب َحان َ‬ ‫َف ِق َيل َل ُه ‪َ :‬ب َلى ‪َ ،‬ف َق َال‪ُ « :‬د َعا ُء ِذي الن ِ‬
‫ُّون‪ :‬لاَ إِ َل َه إِلاَّ َأن َ‬
‫ِِ‬
‫ين»‪.‬‬‫ال َّظالم َ‬
‫وكنت ناسيًا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وقلت لشيخي‪ :‬ذكرتني الطع َن‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬فتهلل وجهي بشر ًا‬
‫‪5‬‬
‫جتربيت مع الكرب‬

‫نعم هذا هو مال ُذ املكروب‪ ،‬وسلو ُة احملزون‬

‫﴿ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾‬

‫وألححت هبا يف سري وجهاري‬


‫ُ‬ ‫أل ّظ ُ‬
‫يت هبا يف صباحي ومس��ائي‬

‫‪ ‬فما هي إال أيا ٌم قالئل وجاءين الفرج يسعى‪ ،‬ور ّد اهلل الذين كادوا‬
‫لي بغيظهم لم ينالوا خير ًا وكفاين اهلل مكرهم وكان اهلل قويًا عزيز ًا‪.‬‬

‫أيها املكروب ‪:‬‬


‫ٍ‬
‫وافتقار وإلحاحٍ مستحضر ًا عظمة الخالق‬ ‫ٍ‬
‫بيقين‬ ‫‪ ‬فقط ر ّد ْد هذا الدعاء‬
‫وكرمه‪ ،‬وضعف المخلوق وذله وسرتى من فرجِ اهلل ونصره ما يمألُ فؤا َدك‬
‫روحك أمنًا‪.‬‬
‫طمأنينةً‪ ،‬ويسقي َ‬

‫كرب‪،‬‬
‫هم أو ٌ‬
‫عجبت لمن أصابه ٌ‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬يقول علي بن أبي طالب ‪:‬‬
‫كيف ال يقول ‪:‬‬
‫﴿ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾‬

‫‪ ‬فقد قالها يونس ‪ ،‬وقال اهلل بعدها ‪:‬‬


‫﴿ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﴾‬
‫‪6‬‬
‫جتربيت مع الكرب‬

‫عليك ديو ٌن أثقلتك‪،‬‬


‫وأصابتك ضائق ٌة مالي ٌة ْ‬
‫أزرت بك‪ ...‬ر ّد ْد‪:‬‬
‫﴿ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾‬

‫‪‬‬
‫تشتكي البطالة‪،‬‬
‫وحتلم بالوظيفة وتريد واسط ًة ال ُترد‪ ...‬ك ّرر‪:‬‬
‫﴿ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾‬

‫‪‬‬
‫تتمنى الزواج‪،‬‬
‫وترنو للعفاف‪ ،‬وال متلك من حطام الدنيا نقرياً‪ ...‬تض ّرع بـ‪:‬‬
‫﴿ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾‬

‫‪‬‬
‫‪7‬‬
‫جتربيت مع الكرب‬

‫يكي ُد لك األعداء‪ ،‬ويرتبص بك اخلصوم‬


‫وال متلك جمابهتهم‪ ،‬وتعجز عن دفع شرهم‪ ..‬اجأ ْر بـ‪:‬‬
‫﴿ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾‬

‫‪‬‬
‫أقعدك املرض‪ ،‬واحتوشتك األدواء‬
‫توسل إىل اهلل بـ‪:‬‬
‫وعجزت فنون الطب عن شفائك‪ّ ،‬‬
‫﴿ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾‬

‫‪‬‬
‫إنها طوق النجاة وسفينة الفرج وغيث الرمحة‬
‫تصديق ما قد ذكرناه‬
‫َ‬ ‫فجرب تجدْ‬
‫ْ‬ ‫يعرف قدره‬
‫ُ‬ ‫يجرب ليس‬
‫ْ‬ ‫وم ْن لم‬

‫بقلم‬
‫عبداهلل بن أمحد احلويل‬

‫‪ 18‬مجاد أول ‪ 1436‬هـ‬

You might also like