You are on page 1of 145

‫نظرة عامة عىل العهد‬

‫اجلديد‬

‫ديڤ فرميان‬

‫ترمجة‬
‫القس حنا جميل‬
‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫ديڤ فرميان‬

‫ترمجة‬
‫القس حنا جميل‬

‫احلق واحلياة للرتمجة والنرش‬


‫السنبالوين‪8102 ،‬م‬
‫© القس‪ :‬حنا جميل‪8102 ،‬م‬

‫احلق واحلياة للنرش والتوزيع‬

‫مجيع حقوق الرتمجة حمفوظة للمرتمج وحده‪،‬‬


‫ول جيوز اس تخدام أو اقتباس أي جزء من هذا الكتاب اإل ما‬
‫أ َّقرته املعايري الااكدميية‪،‬‬
‫وللمرتمج وحده حق اإعادة الطبع والنرش من خالل النسخ‬
‫املطبوعة أو أية وس يةل مسع َّية أو برصية أو عرب النرتنت يف أي‬
‫ماكن‬
‫العنوان‪:‬‬
‫السنبالوين‪ ،‬أرض ا َّمجلال‪ ،‬ش اجلامع‪ ،‬الكنيسة ا إلجنيلية‬
‫ت‪10808708111 :‬‬
‫الفهرس‬

‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪2‬‬ ‫أصل ومعىن مصطلح "العهد اجلديد"‬
‫‪3‬‬ ‫الإعداد الإلهي للعهد اجلديد‬
‫‪3‬‬ ‫الإعداد من خالل المة الهيودية‬
‫‪4‬‬ ‫الإعداد من خالل اللغة اليواننية‬
‫‪5‬‬ ‫اإعداد العامل من خالل الرومان‬
‫‪6‬‬ ‫العامل ادليين يف عرص العهد اجلديد‬
‫‪7‬‬ ‫ترتيب أسفار العهد اجلديد وتأليفها‬
‫‪9‬‬ ‫ترتيب أسفار العهد اجلديد‬
‫‪01‬‬ ‫مجع أسفار العهد اجلديد‬
‫‪02‬‬ ‫القسم الول‪ :‬السفار التارخيية‬
‫‪02‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪02‬‬ ‫الانجيل ا إلزائية‬
‫‪03‬‬ ‫هدف الانجيل الربعة واهامتهما املمزي‬
‫‪06‬‬ ‫اإجنيل مىت (مكل الهيود)‬
‫‪06‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪06‬‬ ‫اترخي كتابة الإجنيل‬
‫‪06‬‬ ‫موضوع السفر وغرضه‬
‫‪07‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف اإجنيل مىت‬
‫‪07‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪22‬‬ ‫اإجنيل مرقس (عبد الرب)‬
‫‪22‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪23‬‬ ‫اترخي كتابة الإجنيل‪ :‬مخسينات وس تينات القرن الول امليالدي‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫املوضوع وغرض الكتابة‬
‫‪24‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف اإجنيل مرقس‬
‫‪24‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫اإجنيل لوقا (ابن الإنسان)‬
‫‪27‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪22‬‬ ‫اترخي الكتابة‪61 :‬م‬
‫‪22‬‬ ‫موضوع السفر وغرض الكتابة‬
‫‪31‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف اإجنيل لوقا‬
‫‪31‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪32‬‬ ‫اإجنيل يوحنا (ابن هللا البدي)‬
‫‪32‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪33‬‬ ‫اترخي الكتابة‪91-25 :‬م‬
‫‪33‬‬ ‫موضوع الإجنيل وغرض الكتابة‬
‫‪35‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف اإجنيل يوحنا‬
‫‪37‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪41‬‬ ‫سفر أعامل الرسل (انتشار الإجنيل)‬
‫‪41‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪41‬‬ ‫اترخي كتابة السفر‪60 :‬م‬
‫‪42‬‬ ‫موضوع الإجنيل وغرض الكتابة‬
‫‪43‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف سفر أعامل الرسل‬
‫‪43‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪45‬‬ ‫القسم الثاين‪ :‬رسائل بولس الرسول‬
‫‪45‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪45‬‬ ‫خلفية بولس‬
‫‪46‬‬ ‫اهتداء بولس‬
‫‪47‬‬ ‫التشديد امل ز ِمتزي لرسائل بولس‬
‫‪47‬‬ ‫رسائل السجن‬
‫‪42‬‬ ‫الرسائل الرعوية‬
‫‪52‬‬ ‫الرساةل اإىل رومية (املس يح‪ :‬قوة هللا لنا)‬
‫‪52‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪53‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 52-57 :‬ميالدية‬
‫‪53‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪55‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل رومية‬
‫‪55‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪52‬‬ ‫رساةل كورنثوس الوىل (املس يح‪ :‬حمكة هللا لنا)‬
‫‪52‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪59‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ :‬س نة ‪ 55‬ميالدية‬
‫‪59‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪60‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل كورنثوس الوىل‬
‫‪60‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪64‬‬ ‫رساةل كورنثوس الثانية (املس يح‪ :‬عزاء هللا لنا)‬
‫‪64‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪64‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 56 :‬ميالدية‬
‫‪65‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪65‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل كورنثوس الثانية‬
‫‪66‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪62‬‬ ‫رساةل غالطية (املس يح‪ :‬بر هللا لنا)‬
‫‪62‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪62‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 49 :‬ميالدية‬
‫‪62‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪69‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل غالطية‬
‫‪69‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪70‬‬ ‫رساةل أفسس (املس يح‪ :‬غىن هللا لنا)‬
‫‪70‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪70‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 60-61 :‬ميالدية‬
‫‪72‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪73‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪75‬‬ ‫رساةل فيليب (املس يح‪ :‬كفاية هللا لنا)‬
‫‪75‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪75‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 60-61 :‬ميالدية‬
‫‪75‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪76‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل فيليب‬
‫‪76‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪72‬‬ ‫رساةل كولويس (املس يح‪ :‬ملء هللا لنا)‬
‫‪72‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪72‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 60-61 :‬ميالدية‬
‫‪72‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪79‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل كولويس‬
‫‪79‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪21‬‬ ‫الرساةل الوىل اإىل تسالونييك (املس يح‪ :‬وعد هللا لنا)‬
‫‪21‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪21‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 52-50 :‬ميالدية‬
‫‪21‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪20‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل تسالونييك الوىل‬
‫‪20‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪22‬‬ ‫رساةل تسالونييك الثانية (املس يح‪ :‬ماكفأة هللا لنا)‬
‫‪22‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪22‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 52-50 :‬ميالدية‬
‫‪22‬‬ ‫املوضوع وغرض الرساةل‬
‫‪23‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل تسالونييك الثانية‬
‫‪23‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪24‬‬ ‫رساةل تميواثوس الوىل (املس يح‪ :‬وس يط هللا لنا)‬
‫‪24‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪24‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 63 :‬ميالدية‬
‫‪26‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل تميواثوس الوىل‬
‫‪26‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫رساةل تميواثوس الثانية (املس يح‪ :‬قاض هللا ابلنس بة لنا)‬
‫‪27‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪27‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 66 :‬ميالدية‬
‫‪27‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪22‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل تميواثوس الثانية‬
‫‪22‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪91‬‬ ‫رساةل تيطس (املس يح‪ :‬عطف هللا لنا)‬
‫‪91‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪91‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 65 :‬ميالدية‬
‫‪90‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪92‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل تيطس‬
‫‪92‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫‪93‬‬ ‫رساةل فيلمون (املس يح‪ :‬ثقة هللا لنا)‬
‫‪93‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪93‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 60-61 :‬ميالدية‬
‫‪93‬‬ ‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫‪94‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل فيلمون‬
‫‪95‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫‪96‬‬ ‫القسم الثالث‪ :‬الرسائل العامة‬
‫‪96‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪92‬‬ ‫الرساةل اإىل العربانيني (املس يح‪ :‬الشخص الوحيد فوق امجليع)‬
‫‪92‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪99‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 62-64 :‬ميالدية‬
‫‪011‬‬ ‫املوضوع وغرض الكتاب‬
‫‪011‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف الرساةل اإىل العربانيني‬
‫‪010‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪013‬‬ ‫رساةل يعقوب (املس يح‪ :‬املثال والمنوذج)‬
‫‪013‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪014‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 45 :‬أو ‪ 46‬ميالدية‬
‫‪015‬‬ ‫املوضوع وغرض الرساةل‬
‫‪015‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل يعقوب‬
‫‪015‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪017‬‬ ‫رساةل بطرس الوىل (املس يح‪ :‬مثال للمل)‬
‫‪017‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪012‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 64-63 :‬ميالدية‬
‫‪012‬‬ ‫املوضوع وغرض الكتابة‬
‫‪019‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل بطرس الوىل‬
‫‪019‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪002‬‬ ‫رساةل بطرس الثانية (املس يح‪ :‬اللكمة الاكفية)‬
‫‪002‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪002‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 62-67 :‬ميالدية‪.‬‬
‫‪003‬‬ ‫املوضوع وغرض الكتابة‬
‫‪004‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل بطرس الثانية‬
‫‪004‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪006‬‬ ‫رساةل يوحنا الوىل (املس يح‪ :‬حمبة هللا)‬
‫‪006‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪006‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 91-25 :‬ميالدية‬
‫‪002‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪021‬‬ ‫رساةل يوحنا الثانية (املس يح‪ :‬هللا املُتجسد)‬
‫‪021‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪021‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 91-25 :‬ميالدية‬
‫‪020‬‬ ‫املوضوع وغرض الكتابة‬
‫‪020‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل يوحنا الثانية‬
‫‪020‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪022‬‬ ‫رساةل يوحنا الثالثة (املس يح‪ :‬الامس)‬
‫‪022‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪022‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 91-25 :‬ميالدية‪.‬‬
‫‪023‬‬ ‫املوضوع وغرض الرساةل‬
‫‪023‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل يوحنا الثالثة‬
‫‪023‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪025‬‬ ‫رساةل هيوذا (املس يح‪ :‬ضامن اجلنس البرشي)‬
‫‪025‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪026‬‬ ‫اترخي كتابة الرساةل‪ 21-71 :‬ميالدية‪.‬‬
‫‪026‬‬ ‫املوضوع وغرض الرساةل‬
‫‪027‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف رساةل هيوذا‬
‫‪027‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫‪022‬‬ ‫القسم الرابع‪ :‬السفر النبوي‬
‫‪022‬‬ ‫سفر الرؤاي (املس يح‪ :‬اذلي س يأيت اثنية)‬
‫‪022‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪029‬‬ ‫الاكتب وامس السفر‬
‫‪031‬‬ ‫اترخي كتابة السفر‪ 96 :‬ميالدية‪.‬‬
‫‪031‬‬ ‫املوضوع وغرض الكتابة‬
‫‪030‬‬ ‫املس يح كام يُرى يف سفر الرؤاي‬
‫‪030‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫‪1‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫مقدمة‬
‫خلصة لربنا يسوع‬ ‫العهد اجلديد هو جسل ل ألحداث التارخيية‪ ،‬أأحداث’’ ا ألخبار السارة‘‘ للحياة امل ُ ِّ‬
‫املس يح‪-‬حياة املس يح‪ ،‬وموته‪ ،‬قيامته‪ ،‬صعوده واس مترارية معهل يف العامل ـ اليت فرسوها وطبقوها الرسل‬
‫اذلين أأختارمه املس يح و أأرسلهم للعامل‪ .‬العهد اجلديد هو أأيضا حتقيق وامتام ل ألحداث الطويةل اليت انتظرهتا‬
‫وتنبأأت هبا أأسفار العهد القدمي‪ .‬ابلضافة اىل أأنه التارخي املقدس ـ خبالف التارخي العلامين ـ املكتوب حتت‬
‫الرشاد اللهيي للروح القدس‪ .‬وهذا يعين ـ مثل العهد القدمي ـ أأنه محمي من ا ألخطاء البرشية وميتكل‬
‫سلطة الهية من الكنيسة اليوم وطوال التارخي النساين حىت جميء الرب يسوع نفسه‪.‬‬

‫أأصل ومعىن مصطلح "العهد اجلديد"‬


‫ينقسم كتابنا املقدس اىل قسمني‪ ،‬نسمهيام’’ العهد القدمي‘‘‪ ،‬و’’ العهد اجلديد‘‘‪ .‬لكن ما اذلي يعنيه هذا‬
‫ابلضبط؟ تعين اللكمة اليواننية للكمة ’’عهد‘‘ ‪’’ testament‬وصية‪ ،‬عهد أأو ميثاق‘‘‪ .‬أأسفار العهد‬
‫القدمي‪ ،‬أأو ميثاق العهد القدمي هو يف املقام ا ألول جسل لتعامالت هللا مع الشعب الرسائييل عىل أأساس‬
‫امليثاق املوسوي اذلي قطعه هللا عىل جبل سيناء‪ .‬من انحية أأخرى‪ ،‬العهد اجلديد‪ ،‬أأو امليثاق اجلديد‬
‫(اذلي تنبأأ به ارميا يف "ار ‪ " 13:13‬وأأسسه الرب يسوع يف (‪3‬كو ‪ ،)11:33‬ويصف التدبري اجلديد هلل‬
‫مع البرش من لك قبيةل و أأمة وشعب ولسان اذلين يقبلون اخلالص عىل أأساس الميان يف املس يح‪.‬‬
‫يعلن العهد القدمي قداسة هللا عىل أأساس مقياس الرب اذلي يف الناموس‪ ،‬وي ِّعد مبجيء الفادي‪.‬‬
‫ي ُ ِّبني العهد اجلديد قداسة هللا يف ابنه البار‪ ،‬الفادي‪ ،‬اذلي أأىت اىل النسان‪ .‬ومن ث حيتوي العهد اجلديد‬
‫عىل تكل الكتاابت اليت ت ُِّعلن حمتوى هذا العهد اجلديد‪ .‬تمتركز رساةل العهد اجلديد يف (‪ )3‬الشخص‬

‫‪2‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اذلي أأعطى نفسه فدية عن اخلطااي (مت ‪ )12:12‬و (‪ )1‬الشعب (الكنيسة) اليت أأخذت خالصه‪.‬‬
‫وابلتايل فاملوضوع املركزي للعهد اجلديد هو اخلالص‪1.‬‬

‫وابلتايل ينطبق امسي ’’العهد القدمي‘‘‪ ،‬و ’’العهد اجلديد‘‘ عىل العالقتني اليت دخل فهيام هللا مع‬
‫النسان‪ ،‬ومن ث ينطبق عىل ا ألسفار اليت حتتوي جسل تكل العالقتني‪ .‬العهد اجلديد هو معاهدة الهية‬
‫ابملعىن اذلي أأخذانه من هللا وهو السالم معه‪2.‬‬

‫العداد اللهيي للعهد اجلديد‬


‫يف زمن العهد اجلديد‪ ،‬اكنت روما يه القوة املس يطرة واحلامكة ملعظم العامل القدمي‪ .‬اىل أأ ْن ُو ِِّل يف قرية‬
‫صغرية يف فلسطني‪ ،‬قرية بيت حلم الهيودية‪ ،‬الشخص الوحيد اذلي س ُي ِّغري العامل‪ .‬وكتب الرسول بولس‬
‫عن هذا الشخص‪" :‬وملا جاء ملء الزمان‪ ،‬أأرسل هللا ابنه‪ ،‬مولودا من امر أأة‪ ،‬مولودا حتت الناموس"‬
‫( أأي حتت العهد القدمي)‪ .‬أأعد هللا‪ ،‬بطرق عديدة وجعيبة‪ ،‬العامل جمليء املس يا‪ .‬وسامهت العديد من العوامل‬
‫يف مثل هذا العداد‪.‬‬
‫العداد من خالل ا ألمة الهيودية‬
‫العداد جمليء املس يح هو قصة العهد القدمي‪ .‬اختار هللا الهيود من بني لك ا ألمم ليكونوا هل خاصة‪ ،‬ومملكة‬
‫كهنة‪ ،‬أأمة مقدسة (خر ‪ .)2-1 :3‬يف هذا الصدد‪ ،‬البدء بوعود هللا اليت أأعطاها هللا للآابء‪ ،‬لبراهمي‪،‬‬
‫احسق‪ ،‬يعقوب (تك ‪1-3 :31‬؛ رو ‪ ،)9:4‬واكن الهيود مه حفظة لكمة هللا’’ العهد القدمي‘‘رو ‪ ،1:1‬وجاء‬

‫‪1‬‬
‫‪Charles C. Ryrie, Ryrie Study Bible, Expanded Edition, Moody, p. 1498‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J. Greshem Machen, The New Testament, An Introduction to Its Literature and History, edited by W. John Cook,‬‬
‫‪The Banner of Truth Trust, Edinburgh, 1976, p. 16‬‬

‫‪3‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫خلص الفادي حبسب اجلسد (تك ‪1:31‬؛ غال ‪2:1‬؛ رو ‪ .)1:4‬ومن ث‪ ،‬فان العهد القدمي ميلء‬ ‫مهنم امل ُ ِّ‬
‫ابملعلومات عن املس يح وتنبأأ مبجيء املس يح اكلعبد املتأأمل واملُمجد‪ .‬ول يوجد فيه فقط العديد من النبوات‪،‬‬
‫بل أأيضا يوجد يف العهد القدمي الكثري من التفاصيل اِلقيقة عن نسب املس يا‪ ،‬وماكن ميالده‪ ،‬والظرف‬
‫حول زمن ميالده‪ ،‬وحياته‪ ،‬موته‪ ،‬وقيامته‪.‬‬
‫عىل الرمغ من أأن ارسائيل اكنت أأمة عاصية هلل‪ ،‬و ُأخذت اىل الس يب كعقاب من هللا عىل قلهبا‬
‫القايس‪ ،‬ال أأن هللا أأبقى عىل بقية من الشعب و أأرجعها اىل موطهنم بعد س بعني س نة‪ ،‬كام أأنه قد وعد‬
‫بأأنه س ُيعد املشهد لقدوم املس يا‪ .‬مر ْت أأربعامئة عاما بعد كتابة أآخر سفر من أأسفار العهد القدمي‪ .‬اكن‬
‫املناخ اِليين عبارة عن الطقس ية الفريس ية والرايء‪ ،‬لكن اكنت روح النتظارات املس يانية منترشة يف‬
‫ا ألجواء‪ ،‬واكنت بقية الشعب يتوقون اىل جميء املس يا‪.‬‬
‫العداد من خالل اللغة اليواننية‬
‫من املهم للغاية أأنه عندما أأرسل املس يح تالميذه اىل أأقىص ا ألرض ليبرشوا ابلجنيل (مت ‪-34 :12‬‬
‫‪ ،)12‬اكنت ’’لغة العامل‘‘ يه اللغة اليواننية‪ .‬واكن هذا نتيجة فتوحات وطموح السكندر الأكربـ ابن‬
‫املكل فيليب املقدوين ـ اذلي اجتاح العامل القدمي أأمة بعد أأمة‪ ،‬لأكرث من ‪ 122‬س نة قبل ميالد املس يح‪.‬‬
‫اكنت رغبة السكندر الأكرب هو أأن يرى عامل واحد يسوده لغة واحدة‪ .‬يف عقب انتصاراته‪ ،‬أأقر اللغة‬
‫اليواننية لكغة مشرتكة والثقافة اليواننية كمنوذج للفكر واحلياة‪ .‬عاشت امرباطورية السكندر مدة قصرية‪،‬‬
‫لكن اس مترت ودامت نتاجئ نرش اللغة اليواننية‪.‬‬
‫واكنت الغاية يف أأن هللا اكن يعمل لعداد العامل بلغة مشرتكة تكون أأكرث وضوحا ودقة ولغة‬
‫خلص‪ .‬ونتيجة ذلكل‪ُ ،‬كتبت أأسفار العهد‬
‫معروفة لالنسان‪ .‬واس تخدمت اللغة اليواننية يف نرش رساةل امل ُ ِّ‬
‫اجلديد ابللغة املشرتكة يف عرصه‪ ،‬اللغة اليواننية العامية‪ ،‬كويين ‪ .Koine Greek‬ومل يُكتب ابلعربي أأو‬
‫‪4‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫ابلآرايم‪ ،‬حىت ابلرمغ من أأن لك كتبة العهد اجلديد اكنوا هيودا ماعدا لوقا‪ ،‬اكن أأمميا‪ .‬لقد أأصبحت اللغة‬
‫العامة اليواننية ‪ koine Greek‬اللغة الثانية للك خشص تقريبا يف العامل املعروف يف ذكل الوقت‪.‬‬
‫اعداد العامل من خالل الرومان‬
‫خلص‪ .‬عندما ُوِل املس يح يف فلسطني‪ ،‬اكنت روما تس يطر عىل‬ ‫مل ينهتيي هللا من اعداد العامل جمليء امل ُ ِّ‬
‫العامل وحتمكه‪ .‬واكنت فلسطني حتت احلمك الروماين‪ .‬وقبل لك يشء‪ ،‬متزيت روما بتشديدها عىل القانون‬
‫والنظام‪ .‬انهتت أأخريا احلرب ا ألهلية اِلموية الطويةل‪ ،‬حبمك أأغسطس قيرص‪ .‬ونتيجة ذلكل‪ ،‬انهتت أأكرث‬
‫من ‪ 322‬من احلرب ا ألهلية‪ ،‬وامتدت حدود روما اتساعا‪ .‬وبىن الرومان أأيضا نظاما للطرق ـ واكن‬
‫حتت حراسة جيوشهم ـ سامه كثريا يف سهوةل السفر و أأمان املسافرون رجوعا وااياب عرب المرباطورية‬
‫الرومانية‪.‬‬
‫اكن أأغسطس هو أأول روماين يرتدي اللبس ا ألرجواين المرباطوري ويتوج كحامك وحيد عىل‬
‫لك المرباطورية‪ .‬واكن حكميا ومراع ملشاعر شعبه‪ ،‬و أأسس عرصا عظميا يسوده السالم والرخاء‪ ،‬جاعال‬
‫من روما ماكان أأمنا للحياة والسفر‪ .‬و أأسفر ذكل عن فرتة يسودها السالم ُمسيت "ابلسالم الروماين"‬
‫‪ 1( Pax Romana‬ق‪.‬م ـ ‪ 322‬م)‪ .‬بسبب لك ما أأجنزه أأغسطس‪ ،‬قال كثريون‪" :‬انه يف اللحظة اليت‬
‫وِل فهيا أأغسطس؛ قد ُو ِِّل هللا"‪ .‬اكن يف مثل هذه الظروف أأن الشخص الوحيد اذلي ُوِل؛ اذلي اكن‬
‫ابحلقيقة هو مصدر السالم الشخيص وسالم العامل اِلامئ‪ .‬انه مل يكن سالما مؤقتا أأو مزيفا اكلسالم اذلي‬
‫ميكن أأن يعطيه البرش ـ وتعترب ل يشء‪ ،‬احلمكة وامجلال والروعة اليت رمبا يكونوا علهيا البرش‪ .‬اكن أأيضا‬
‫يسوع هو الهل احلق‪ ،‬هللا ـ النسان‪ ،‬بدل من النسان اذلي ي ُسمى الها‪ .‬ساعد وجود احلمك والقانون‬
‫الروماين يف اعداد العامل حلياة املس يح وخدمته؛ وذلكل انترشت رساةل الجنيل واملناداة به‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫العامل اِليين يف عرص العهد اجلديد‬


‫قبل معل مسح شامل عىل أأسفار العهد اجلديد‪ ،‬من ا ألفضل أأن نأأخذ فكرة عامة عن العامل اِليين يف‬
‫الزمن اذلي جاء فيه امل ُ ِّ‬
‫خلص‪ ،‬والزمن اذلي فيه ُأرسلت الكنيسة‪ ،‬بعد ذكل‪ ،‬اىل العامل‪ .‬بيامن تقر أأ تقاقتباس‬
‫الآيت من مرييل يس‪ .‬تيين ‪ ،Merrill C. Tenney‬لحظ التشابه الكبري لعاملنا اليوم‪:‬‬
‫"وِلت الكنيسة املس يحية يف عامل ميلء اب ألداين املنافسة اليت رمبا ختتلف بدرجة كبرية فامي بيهنا‬
‫ال أأن لك ا ألداين متتكل سامت واحدة مشرتكة ـ السعي للوصول هلل أأو لاللهة اذلين يصعب عىل البرش‬
‫الوصول الهيم‪ .‬بعيدا عن الهيودية‪ ،‬اليت علمت بأأن هللا أأعلن نفسه طوعا للآابء‪ ،‬و أأعلن نفسه ملوىس‪،‬‬
‫ول ألنبياء‪ ،‬فال توجد داينة ميكهنا أأن تتلكم بيقني عن العالن اللهيي ول عن أأي مفهوم حقيقي عن‬
‫اخلطية واخلالص‪ ،‬ول متتكل املعايري ا ألخالقية احلالية عالجا خلطية واحدة ول ديناميكية لعطاء‬
‫اخلالص‪.‬‬
‫حىت احلق املُعلن يف الهيودية اما ُحجب ابلتقاليد ‪ traditions‬أأو ابلهامل‪ ،‬واكنت الوثنية ولك‬
‫اِلايانت بعيدة عن معرفة لكمة هللا وعن الميان هبا‪ ،‬و أأنتجت دامئا تشويه لعالن هللا احلقيقي للبرش‪.‬‬
‫اكنت اِلايانت حتتفظ ابلكثري من العنارص ا ألساس ية للحق لكهنا حترفه يف املامرسات املزيفة‪ ،‬و أأصبحت‬
‫فهيا الس يادة اللهية س يادة جربية وقدرية‪ ،‬و أأصبحت النعمة تساهل‪ ،‬و أأصبح الرب تأأكيد للحمك‬
‫تقاستبدادي؛ وصارت العبادة عبارة عن طقوس جوفاء؛ والصالة حتولت اىل تسول أأانين؛ وحتولت‬
‫ا ألمور اخلارقة للطبيعة اىل خرافة‪ .‬وتغطى نور هللا بسحب ا ألساطري والهبتان‪ ،‬واكن الناجت عقائد‬
‫مشوشة‪ ،‬وقمي مربكة تركت النسان يرشد يف متاهة الشكوك‪ .‬و أأصبحت املُواءمة ابلنس بة للبعض يه‬
‫الفلسفة السائدة يف احلياة؛ ألنه اذا مل يوجد يقني مطلق‪ ،‬فال توجد مبادئ اثبتة لرشاد السلوك‪ ،‬واذا‬
‫مل توجد مبادئ اثبتة‪ ،‬فيجب أأن حييا النسان لكام أأمكنه أأن يس تفيد من هذه اللحظة‪ .‬انترش مذهب‬
‫‪6‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الشك؛ ألن الآلهة القدمية فقدت قوهتا ومل تظهر أآلهة جديدة‪ .‬الكثري من رواايت ا ألداين غزت‬
‫المرباطورية الرومانية من لك حدب وصوب و أأصبحت موضة ا ألغنياء الهاوين أأو ملجأأ للفقراء البائسني‪.‬‬
‫ولقد فقد البرش اىل حد بعيد الحساس ابلفرح ومعىن املصري اذلي جيعل احلياة النسانة لها معىن‪3.‬‬

‫ترتيب أأسفار العهد اجلديد وتأأليفها‬


‫يتكون العهد اجلديد من ‪ 12‬سفرا كتهبم ‪ُ 4‬كتاب خمتلفني‪ .‬يصنفوا غالبا اىل ثالث أأقسام كربى‪ ،‬بناء‬
‫عىل سامهتم ا ألدبية‪:‬‬
‫مخسة أأسفار اترخيية‪ :‬ا ألانجيل ا ألربعة وسفر ا ألعامل‬
‫واحد وعرشين رساةل‪ :‬من رساةل رومية اىل رساةل هيوذا‪.‬‬
‫سفر واحد نبوي‪ :‬سفر الرؤاي‬

‫‪3‬‬
‫‪Merrill C. Tenney, New Testament Times, Eerdmans, Grand Rapids, 1965, p. 107-108‬‬

‫‪7‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫‪4‬‬ ‫يوحض اجلدولني التاليني التقس مي وتقاهامتم للك ا ألقسام الثالثة ألسفار العهد اجلديد‪.‬‬

‫أسفار العهد الجديد‬

‫التاريخ‬
‫الرسائل‬ ‫النبوءة‬

‫البولسية‬ ‫العامة‬

‫المبكرة‬
‫متى‬ ‫أثناء الرحالت (‬ ‫المتأخرة‬ ‫يعقوب‬ ‫سفر‬
‫)التبشيرية‬ ‫)بعد القبض على بولس في أورشليم(‬ ‫الرؤيا‬
‫مرقس‬ ‫العبرانيين‬
‫سجنه األول‬ ‫سجنه الثاني‬
‫لوقا‬ ‫غالطية‬ ‫تحريره من‬ ‫يهوذا‬
‫كولوسي‬ ‫السجن‬ ‫تيموثاوس‬
‫يوحنا‬ ‫تسالونيكي‬ ‫الثانية‬ ‫بطرس‬
‫األولى‬ ‫أفسس‬ ‫تيموثاوس‬ ‫األولى‬
‫أعمال‬ ‫تسالونيكي‬ ‫األولى‬ ‫بطرس‬
‫الرسل‬ ‫الثانية‬ ‫فيلمون‬ ‫الثانية‬
‫تيطس‬ ‫يوحنا‬
‫كورنثوس‬ ‫فيلبي‬ ‫األولى‬
‫األولى‬ ‫يوحنا‬
‫كورنثوس الثانية‬ ‫الثانية‬
‫يوحنا‬
‫رومية‬ ‫الثالثة‬

‫‪4‬‬
‫‪Charles C. Ryrie, Ryrie Study Bible, Expanded Edition, by, Moody, p. 1500‬‬

‫‪8‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫نظرة عامة الهتمام أسفار العهد الجديد‬

‫األسفار التاريخية‬ ‫األناجيل‪:‬‬ ‫إظهار‪:‬‬


‫متى‪ ،‬مرقس‪ ،‬لوقا‪ ،‬يوحنا‬ ‫مجيء ال ُمخلِّص وشخصه وعمله‬

‫سفر أعمال الرسل‪:‬‬ ‫انتقال الرسالة‪:‬‬


‫عمل الروح القدس في‬ ‫المناداة برسالة ال ُمخلًّص الذي جاء‬
‫الرسل‬

‫الرسائل‬ ‫الرسائل‪:‬‬ ‫تفسير‪:‬‬


‫رسائل للكنائس واألفراد‬ ‫تطور الداللة الكاملة لشخص‬
‫من رسالة رومية إلى رسالة‬ ‫وعمل المسيح وكيف ينبغي أن‬
‫يهوذا‬ ‫يؤثر ذلك في سلوك المسيحي في‬
‫العالم‬

‫النبوءة‬ ‫سفر الرؤيا‪:‬‬ ‫اكتمال‪:‬‬


‫الرؤيا النبوية للرب يسوع‬ ‫التنبؤ بأحداث نهاية الزمان‪،‬‬
‫المسيح‬ ‫ومجيء الرب‪ ،‬وحكمه في نهاية‬
‫الزمن‪ ،‬والحياة األبدية‬

‫ترتيب أأسفار العهد اجلديد‬


‫ترتيب أأسفار العهد اجلديد هو ترتيب منطقي وليس ترتيبا زمنيا‪ .‬كام رشح ريري ‪:Ryrie‬‬
‫"تأأيت ا ألانجيل يف أأول أأسفار العهد اجلديد‪ ،‬اليت تسجل حياة املس يح؛ وبعد ذكل يأأيت سفر أأعامل‬
‫الرسل‪ ،‬اذلي يعطي اترخي انتشار املس يحية؛ ث الرسائل‪ ،‬اليت ت ُِّبني تطور عقائد الكنيسة جنبا اىل‬
‫جنب مع مشالك الكنيسة‪ ،‬وختاما رؤية اجمليء الثاين للمس يح يف سفر الرؤاي‪5".‬‬

‫‪5‬‬
‫‪Ibid., p. 1498‬‬
‫‪9‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫عىل الرمغ من أأن علامء الكتاب املقدس خيتلفون يف التوارخي اليت ُكتب فهيا أأسفار العهد اجلديد‪ .‬ال أأنه‬
‫يوجد اتفاق واسع للرتتيب الآيت‪:‬‬

‫السفر‬ ‫التاريخ (م)‬ ‫السفر‬ ‫التاريخ (م)‬

‫يعقوب‬ ‫‪45–46‬‬ ‫أعمال الرسل‬ ‫‪61‬‬


‫غالطية‬ ‫‪49‬‬ ‫بطرس األولى‬ ‫‪63–64‬‬
‫مرقس‬ ‫‪50s or 60s‬‬ ‫تيموثاوس األولى‬ ‫‪63‬‬
‫متى‬ ‫‪50s or 60s‬‬ ‫تيطس‬ ‫‪65‬‬
‫تسالونيكي االولى والثانية‬ ‫‪51–52‬‬ ‫الرسالة إلى العبرانيين‬ ‫‪64–68‬‬
‫كورنثوس األولى‬ ‫‪55‬‬ ‫بطرس الثانية‬ ‫‪67–68‬‬
‫كورنثوس الثانية‬ ‫‪56‬‬ ‫تيموثاوس الثانية‬ ‫‪66‬‬
‫رومية‬ ‫‪57–58‬‬ ‫يهوذا‬ ‫‪70–80‬‬
‫لوقا‬ ‫‪60‬‬ ‫يوحنا‬ ‫‪85–90‬‬
‫كلوسي‪ ،‬أفسس‬ ‫‪60–61‬‬ ‫يوحنا ‪3 ،2 ،1‬‬ ‫‪85–90‬‬
‫فيلبي‪ ،‬فيليمون‬ ‫‪60–61‬‬ ‫رؤيا‬ ‫‪96‬‬

‫مجع أأسفار العهد اجلديد‬


‫اكنت أأسفار العهد اجلديد منترشة يف صورة أأسفار منفردة وليس بصورة اكمةل‪ ،‬ث ُمجعت تدرجييا لتكون‬
‫ما نعرفه بأأسفار العهد اجلديد كجزء من الكتب املقدسة القانونية‪ .‬مت فرز أأسفار العهد اجلديد ـ من خالل‬
‫حفظ وحامية هللا ـ من بني كثري من الكتاابت ا ألخرى اابن الكنيسة ا ألوىل‪ .‬وحفظت أأسفار العهد‬
‫اجلديد كجزء من ا ألسفار القانونية للكتاب املقدس؛ ألهنا موىح هبا من هللا‪ ،‬ولها سلطة رسولية‪ .‬كتب‬
‫ريري ُملخص ممتاز عن هذه العملية‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫"بعد ما ُكتبت ا ألسفار‪ ،‬مل ُُتمع ا ألسفار الفردية مبارشة‪ ،‬أأو مل ُجيمع الـ ‪ 12‬سفر اذلي يتكون مهنم العهد‬
‫اجلديد‪ُ .‬حفظت ا ألانجيل ورسائل بولس أأول من خالل الكنائس ومن ُأرسلت الهيم الرسائل‪ ،‬ث ُمجعت‬
‫أأسفار العهد اجلديد (‪ 12‬سفر) تدرجييا‪ ،‬واعرتفت الكنيسة هبم رمسيا كوحدة واحدة‪.‬‬
‫اس تغرقت هذه العملية حوايل ‪ 112‬س نة‪ .‬أأدى انتشار وتداول الكتب املزيفة‪ ،‬يف القرن الثاين‬
‫امليالدي‪ ،‬للشعور ابحلاجة املُلحة لفرز الكتب املقدسة القانونية من الكتاابت املس يحية ا ألخرى‪ .‬تطورت‬
‫تقاختبارات اليت ُحت ِّدد ما يه الكتب اليت جيب أأن تضم اىل القانونية‪.‬‬
‫هل كتب السفر رسول أأو صدق عىل كتابته؟‬
‫هل حمتوى السفر هل طبيعة روحية؟‬
‫هل يوجد ابلسفر دليل عىل أأنه موىح به من هللا؟‬
‫هل قبلت الكنيسة السفر عىل حنو واسع؟‬
‫ليس لك أأسفار العهد اجلديد الس بعة والعرشين سفرا اليت ُأعرتف هبا يف الهناية عىل أأهنا أأسفار‬
‫قانونية‪ ،‬قُبلت من لك الكنائس يف القرون ا ألوىل‪ .‬الرسائل املوهجة اىل أأفراد (فيلميون‪ ،‬يوحنا ا ألوىل‬
‫والثانية) مل تكن متداوةل كتكل الرسائل اليت ُأرسلت اىل كنائس‪ .‬أأكرث ا ألسفار اليت اكن اجلدال حولها‬
‫يه‪ :‬رساةل يعقوب‪ ،‬ورساةل هيوذا‪ ،‬ورساةل بطرس الثانية‪ ،‬ورساةل يوحنا الثانية والثالثة‪ .‬ولكن يف الهناية‬
‫مت مضها اىل قانونية الكتاب املقدس‪ ،‬ووثقت قانونية الكتاب املقدس يف مجمع قرطاج يف س نة ‪ 142‬ق‪.‬م‬
‫وابلرمغ من عدم وجود نسخة أأصلية ألي من أأسفار العهد اجلديد‪ ،‬ال أأن يوجد أأكرث من ‪9122‬‬
‫خمطوطة يواننية حتوي لك النص أأو جزء من النص‪ ،‬ابلضافة اىل ‪ 2222‬خمطوطة لتينية وعىل ا ألقل‬

‫‪11‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫‪ 3222‬من الرتجامت ا ألخرى اليت تُرمجت الهيا ا ألسفار ا ألصلية‪ .‬اِلراسة واملقارنة املتقنة لهذه النسخ‬
‫الكثرية تُعطينا عهدا جديدا دقيقا وموثوق فيه‪6".‬‬

‫القسم ا ألول‪ :‬ا ألسفار التارخيية‬


‫مقدمة‬
‫كام ُذكر سابقا‪ ،‬أأن العهد اجلديد يقع يف ثالثة أأقسام من حيث تكوينه ا ألديب ـ القسم التارخيي‪ ،‬والرسائل‪،‬‬
‫والقسم النبوي‪ .‬تُشلك ا ألربع أأانجيل حوايل ‪ %92‬من العهد اجلديد‪ .‬وا ألربع أأانجيل مع سفر ا ألعامل‬
‫تُشلك ‪ %22‬من العهد اجلديد وهذا يعين أأن ‪ %22‬من العهد اجلديد تتبع التطور التارخيي للمس يحية‪.‬‬
‫تُبىن املس يحية عىل حقائق اترخيية متأأصةل بطبيعهتا يف الجنيل‪ .‬الجنيل هو ا ألخبار السارة املس متدة من‬
‫شهادة الآخرين‪ .‬انه التارخي‪ ،‬وشهادة احلقيقة التارخيية‪.‬‬
‫بيامن تتحدث ا ألربع أأانجيل عن اترخي ميالد املس يح‪ ،‬وحياته‪ ،‬وموته وقيامته‪ ،‬فان سفر أأعامل‬
‫الرسل يُعطينا اخلالصة التارخيية خلدمة الرسل يف حياة الكنيسة ا ألوىل‪ .‬وابلتايل يصبح سفر أأعامل‬
‫الرسل هام لنفهم الكثري مما جنده يف الرسائل‪ .‬هذه الرسائل اكنت رسائل حقيقية ُكتبت لشعب يح يف‬
‫أأماكن معروفة‪ .‬وابلتايل‪ ،‬العهد اجلديد هو عبارة عن كتاب اترخيي عن ا ألخبار السارة لالهل احلي اذلي‬
‫يعمل يف التارخي البرشي‪ ،‬وليس فقط يف املايض‪ ،‬لكن يف احلارض واملس تقبل يف ضوء وعود هللا‪.‬‬
‫ا ألانجيل الزائية ‪the synoptic Gospels‬‬
‫قبل البدء يف مسح شامل للك ا ألانجيل‪ ،‬دعوان ندرس مصطلح "ا ألانجيل الزائية"‪ .‬برمغ من أأن لك‬
‫اجنيل هل غرضه واهامتمه املمزي‪ ،‬ال أأنه ي ُشار اىل اجنيل مىت ومرقس ولوقا بـ "ا ألانجيل الزائية" ألهنم‬
‫‪6‬‬
‫‪Ibid., p. 1499‬‬
‫‪12‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫"يفهموا معا" أأي أأن‪ ،‬هلم نفس وهجة النظر خبصوص حياة املس يح‪ ،‬ويتفقوا يف مادة وترتيب املواضيع‪.‬‬
‫عالوة عىل ذكل‪ ،‬فان ا ألانجيل الزائية تقدم حياة املس يح ابلطريقة اليت تُ ِّمكل الصورة املقدمة يف اجنيل‬
‫يوحنا‪ .‬ي ُ ِّبني الآيت عدد من املساحات اليت تشرتك فهيا أأول ثالث أأانجيل‪:‬‬
‫اعالن املس يح من خالل يوحنا املعمدان (مىت ‪ ،1‬مرقس ‪ ،3‬لوقا ‪)1‬‬
‫معمودية يسوع (مىت ‪ ،1‬مرقس ‪ ،3‬لوقا ‪)9‬‬
‫تعالمي ومعجزات يسوع (اجلزء الأكرب من لك اجنيل)‬
‫ُتيل يسوع (مت ‪ ،32‬مر ‪ ،4‬لو ‪)4‬‬
‫حمامكة املس يح وموته ودفنه (مت ‪ ،12-12‬مر ‪ ،31-39‬لو ‪)11-11‬‬
‫قيامة يسوع (مت ‪ ،12‬مر ‪ ،32‬لو ‪)19‬‬
‫هدف ا ألانجيل ا ألربعة واهامتهما املمزي‬
‫غرض ا ألانجيل ا ألربعة يه أأن ت ُِّعلن خشص يسوع املس يح‪ .‬يقول مت ‪:32-31 :32‬‬
‫ول الن ُاس ا ِّين َأان ا ْب ُن الن ْس ِّان؟»‬ ‫رصي ِّة ِّفيلُبُّس سأَل تال ِّميذ ُه ِّقائِّال‪« :‬م ْن ي ُق ُ‬
‫ولما جاء ي ُسو ُع اىل نو ِّايح ق ْي ِّ‬
‫‪ِ31‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫‪39‬فقالُوا‪« :‬ق ْو ٌم‪ :‬يُوحنا الم ْعمد ُان‪ ،‬وأآخ ُرون‪ :‬ايليا‪ ،‬وأآخ ُرون‪ :‬ا ْرميا َأ ْو واح ٌد من ا َلنْبِّياء»‪ .‬قال له ُْم‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«و َأن ُ ُْْت‪ ،‬م ْن ت ُقولُون ا ِّين َأان؟» ‪32‬فأَجاب ِّ ْمسع ُان ب ُ ْط ُر ُس وقال‪َ « :‬أنْت هُو الْم ِّس ُيح ا ْب ُن ِّ‬
‫هللا الْح ِّي!»‪.‬‬
‫ِ‬
‫ي ُ ِّقدم مت ‪ 39:32‬أأربع وهجات نظر للناس اذلين اكنوا يف عرص املس يح‪ .‬يف البداية أأدركت قةل قليةل جدا‬
‫أأن يسوع هو حقا ابن هللا‪ .‬وابلتايل‪ ،‬حتت ارشاد الروح القدس‪ ،‬بد أأ كتبة ا ألانجيل يف اعالن من هو‬
‫يسوع خبصوص خشصه ومعهل‪ .‬ابلطريقة الرابعية‪ ،‬لك مهنم اكن هل تركزيه املمزي‪ ،‬لكن ا ألربع ا ألانجيل‬
‫‪13‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫جياوبون عىل السؤال اذلي طرحه املس يح أأمام التالميذ‪ .‬أأعلنوا ابلضبط من هو يسوع‪ .‬وبرهنوا عىل أأن‬
‫يسوع هو املس يا اذلي تنبأأت به نبوات العهد القدمي‪ ،‬عبد الرب‪ ،‬ابن النسان‪ ،‬ابن هللا‪ ،‬والشخص‬
‫الوحيد اذلي ُخي ِّلص العامل‪ .‬تُعطينا ا ألانجيل اللوحة اليت رمسها هللا عن خشص ومعل املس يح من خالل‬
‫أأربع صور ممتزية‪.‬‬
‫مىت‪ :‬يف املقام ا ألول‪ ،‬يوجه مىت اجنيهل اىل الهيود ليك يقنعهم أأن يسوع النارصي هو مس هيم‪،‬‬
‫مكل الهيود‪ .‬من خالل سلسةل النسب (سلسةل النسب ا ألرضية) ليسوع‪ ،‬اس تخدم مىت أأيضا ‪32‬‬
‫اقتباسات من العهد القدمي حتققت ومن خاللها يبحث ألن يربهن أأن املس يح‪ ،‬برمغ من كونه مرفوض‬
‫ومصلوب‪ ،‬هو مس يا العهد القدمي اذلي انتظروه طويال (مت ‪11:3‬؛ ‪31:1‬؛ ‪32:1‬؛ ‪11:1‬؛ ‪31:9‬؛‬
‫‪31:2‬؛ ‪13-32 :31‬؛ ‪11:31‬؛ ‪1:13‬؛ ‪ .)32-4 :12‬برمغ أأن ا ألمة الهيودية رفضت املس يح كلك وصلبته‪،‬‬
‫ال أأن املس يح املكل قام من ا ألموات وترك القرب فارغا‪.‬‬
‫مرقس‪ :‬يبدو أأن مرقس اكن يوجه اجنيهل اىل الرومان‪ ،‬لكنه بلكامت قليةل قدم املس يح كعبد‬
‫الرب اذلي جاء "ليعطي حياته فدية عن كثريين"‪ .‬متش يا مع هذا‪ ،‬اجنيل مرقس هو أأقرص ا ألانجيل‪،‬‬
‫يقدم شهادة واحضة جدا‪ ،‬خاصة عن ا ألس بوع ا ألخري من حياة يسوع عىل‬ ‫لكنه اجنيل يح فعال‪ ،‬و ِّ‬
‫ا ألرض‪ .‬أأكرث من ثلث هذا الجنيل خمصص لآخر و أأكرث أأس بوع أأمهية يف حياة املس يح ’’‪7 .‬‬

‫لوقا‪ :‬الطبيب واملؤرخ‪ ،‬ي ُ ِّقدم املس يح بوصفه ابن النسان الاكمل اذلي جاء "ليك يطلب ُوخي ِّلص‬
‫ما قد هكل" (لو ‪ .)32:34‬ي ُ ِّنرب لوقا عىل النسانية احلقيقية للمس يح يف الوقت اذلي يُ ِّعلن فيه الوهيته‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Bruce Wilkinson and Kenneth Boa, Talk Thru The Bible, Thomas Nelson, Nashville, 1983, p. 305‬‬

‫‪14‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫يعتقد البعض أأن لوقا ـ عىل وجه اخلصوص ـ اكن يدور يف خدله اليواننيني بسبب اهامتهمم القوي ابلفلسفة‬
‫النسانية‪.‬‬
‫يوحنا‪ :‬يركز نظر القارئ عىل الوهية املس يح بتقدمي املس يح بوصفه ابن هللا ا ألبدي اذلي يعطي‬
‫احلياة ا ألبدية للك اذلين يقبلونه ويؤمنون به (يو ‪31 ،1-3 :3‬؛ ‪12 ،32-32 :1‬؛ ‪ .)32:32‬برمغ من أأن‬
‫يوحنا قد كتب للك اجلنس البرشي؛ ال أأن اجنيل يوحنا ُكتب خصيصا للكنيسة‪ .‬تسجل امخلسة‬
‫الحصاحات أأحاديث وداع يسوع لتالميذه ليعزهيم قبل ساعات قليةل من موته‪ .‬ابلضافة اىل الآايت‬
‫خلص وتشجع الناس يف لك ماكن أأن تُؤمن به‬ ‫الس بعة املعجزية اليت صنعها يسوع ت ُِّبني أأن يسوع هو امل ُ ِّ‬
‫ليك ينالوا احلياة (يو ‪.)13-12 :12‬‬

‫‪15‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اجنيل مىت‬
‫(مكل الهيود)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫لك اجنيل من ا ألانجيل ا ألربعة يأأخذ امسه من الاكتب اذلي كتبه‪ .‬برمغ من أأن هذا الجنيل هو أأول‬
‫اجنيل‪ ،‬حيث ل يذكر امس مؤلفه‪ ،‬كام هو احلال مع لك ا ألانجيل‪ ،‬ال أأن الشهادة اجلامعة للكنيسة ا ألوىل‬
‫أأن الرسول مىت هو اذلي كتبه‪ ،‬و أأقدم شهادات للنصوص تعزوه اىل مىت من خالل العنوان "الجنيل‬
‫حبسب مىت"‪ .‬اكن مىت تلميذا من تالميذ يسوع‪ ،‬واكن مىت هيوداي كتب اىل الهيود عن الشخص الوحيد‪،‬‬
‫املس يا اذلي انتظروه‪ .‬اكن امسه ا ألصيل "لوي‪ ،‬ابن حلفي"‪ .‬اكن مىت جابيا للرضائب يف فلسطني لصاحل‬
‫الرومان اىل أأن دعاه املس يح أل ْن يتبعه (مت ‪4:4‬؛ مر ‪ .)31-39 :1‬رمبا يويح ُتاوبه الرسيع بأأن قلبه‬
‫اكن خفاقا حنو خدمة يسوع‪.‬‬
‫اترخي كتابة الجنيل‪ :‬مخسينات أأو س تينات القرن ا ألول امليالدي‪.‬‬
‫هناك بعض تقاقرتاحات اليت ُتعل اترخي كتابة اجنيل مىت ترتاوح ما بني س نة ‪392-92‬م؛ لكن حقيقة‬
‫أأن خراب أأورشلمي اذلي حدث يف س نة ‪22‬م‪ ،‬املبينة يف اجنيل مىت كحدث سوف حيدث يف املس تقبل‬
‫(مت ‪ ،)1:19‬تتطلب أأن يكون اترخي كتابة الجنيل يف زمن سابق عن س نة ‪ 22‬ميالدية‪.‬‬
‫موضوع السفر وغرضه‬
‫كام هو واحض من السؤال اذلي سأأهل املس يح لتالميذه يف مت ‪ ،31-31 :32‬أأن مىت قد كتب اىل الهيود‬
‫ليجب عىل أأس ئلهتم عن يسوع النارصي‪ .‬أأعلن يسوع بوضوح أأنه املس يا‪ .‬وهل اكن يسوع ابلفعل املس يا‬
‫‪16‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اذلي تنبأأت به أأنبياء العهد القدمي؟ لو اكن املس يح هو ابلفعل املس يا اذلي تنبأأت به أأنبياء العهد القدمي؛‬
‫فلامذا فشل القادة اِلينيون يف أأن يقبلوه‪ ،‬وملاذا مل يؤسس امللكوت اذلي وعد به؟ أأم س يؤسس امللكوت‪،‬‬
‫واذا اكن ا ألمر كذكل‪ ،‬مىت س ُيؤسس امللكوت؟ وابلتايل‪ ،‬يوجه اجنيل مىت يف املقام ا ألول اىل امجلهور‬
‫الهيودي؛ ليربهن هلم أأن يسوع هذا هو املس يا اذلي انتظروه طويال‪ .‬ويُرى هذا يف سلسةل نسب يسوع‬
‫(مت ‪ ،32-3 :3‬وزايرة اجملوس (مت ‪ ،)31-3 :1‬ودخوهل تقانتصاري اىل أأورشلمي (مت ‪،)1 :13‬‬
‫وذكره ابس مترار لـ "ملكوت الساموات" والشائعة يف ا ألانجيل ا ألخرى‪ ،‬ويف نبوات العهد القدمي‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف اجنيل مىت‬
‫كام أأكدان سابقا‪ ،‬اكن هدف مىت أأن يربهن عىل أأن يسوع هو مس يا نبوات العهد القدمي‪ .‬يسوع ابن‬
‫ابراهمي‪ ،‬وداود‪ .‬وابلتايل‪ ،‬فهو املكل اذلي جاء ل ُي ِّقدم امللكوت‪ .‬ليك نربهن أأن يسوع هو امتام نبوات العهد‬
‫القدمي‪ ،‬يؤكد مىت ‪ 32‬مرات بأأن ما حدث يف حياة يسوع هو امتام لنبوات وانتظارات العهد القدمي‪.‬‬
‫اس تخدم مىت أأيضا الكثري من اقتباسات واشارات العهد القدمي أأكرث من أأي سفر يف العهد اجلديد‪،‬‬
‫حوايل ‪ 312‬مرة‪.‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫خشص املكل ومظهره (مت ‪)11 :9-3 :3‬‬
‫ميالده (مت ‪)11-3 :3‬‬
‫تقاعرتاف به (مت ‪)31-3 :1‬‬
‫امل ُ ِّبرش به (مت ‪)32 :1‬‬
‫ُتربته (مت ‪)33-3 :9‬‬
‫‪17‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫تالميذه ا ألولون (مت ‪)11-31 :9‬‬


‫تعالمي ووعظ املكل (مت ‪)14 :2-3 :1‬‬
‫خبصوص التقدم الشخيص (مت ‪)31-3 :1‬؛‬
‫خبصوص مسؤولية املؤمن (مت ‪)12-31 :1‬؛‬
‫خبصوص العالقات (مت ‪)92-13 :1‬؛‬
‫خبصوص العطاء‪ ،‬والصالة‪ ،‬والصوم (مت ‪)32-3 :2‬‬
‫خبصوص الكزن احلقيقي (مت ‪)19-34 :2‬‬
‫خبصوص امتام الناموس (مت ‪)14-3 :2‬‬
‫قوة املكل (مت ‪)3 :33-3 :2‬‬
‫شفائه (مت ‪31-3 :2( )32-3 :2‬؛ ‪)32-39 :2‬‬
‫دعوته للآخرين (مت ‪)11-32 :2‬‬
‫هتدئه العاصفة (مت ‪)12-11 :2‬‬
‫اخراجه للش ياطني (مت ‪)19-12 :2‬‬
‫معجزات شفاء كثرية (مت ‪2-3 :4( )12-3 :4‬؛ ‪31-4 :4‬؛ ‪32-39 :4‬؛ ‪)12-32 :4‬‬
‫عندما يوجه تالميذه (مت ‪)3 :33-3 :32‬‬

‫‪18‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫برانمج املكل والرفض املزتايد هل (مت ‪)31 :32-1 :33‬‬


‫مدح يسوع ليوحنا املعمدان (مت ‪)4-1 :33‬‬
‫اِلعوة للتوبة (مت ‪)12-12 :33‬‬
‫جهوم الفريس يني (مت ‪)12-3 :31‬‬
‫أأمثاهل (مت ‪)12-3 :31‬‬
‫قطع ر أأس يوحنا املعمدان (مت ‪)31-3 :39‬‬
‫اجراء الكثري من املعجزات (مت ‪)12-31 :39‬‬
‫التقليد والرايء (مت ‪)12-3 :31‬‬
‫املزيد من الشفاء (مت ‪)14-13 :31‬‬
‫املزيد من الهجوم (مت ‪)31-3 :32‬‬
‫اعداد تالميذ املكل (مت ‪)12 :12-31 :32‬‬
‫اعرتاف بطرس (مت ‪)12-31 :32‬‬
‫حادثة التجيل (مت ‪)31-3 :32‬‬
‫شفاء غالم به ش يطان (مت ‪)11-39 :32‬‬
‫الميان والرضائب (مت ‪)12-19 :32‬‬
‫الميان واحلب (مت ‪)31 :34-3 :32‬‬
‫‪19‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الميان وا ألطفال (مت ‪)31-31 :34‬‬


‫الميان والتلمذة (مت ‪)12-32 :34‬‬
‫احرتام التفاقيات (مت ‪)32-3 :12‬‬
‫السلطة أأم اخلدمة (‪)12-32 :12‬‬
‫تقدمي املكل (مت ‪)14 :11-14 :12‬‬
‫شفاء ا ألمعى (مت ‪)19-14 :12‬‬
‫دخول أأورشلمي (مت ‪)12-3 :13‬‬
‫التعلمي اب ألمثال (مت ‪)39 :11-12 :13‬‬
‫الهجوم عىل املس يح مرة اثنية (مت ‪)92-31 :11‬‬
‫فضح وكشف الفريس ية (مت ‪)14-3 :11‬‬
‫تنبؤات أأو نبوات املكل (مت ‪)92 :11-3 :19‬‬
‫العداد جمليئه (مت ‪)13-3 :19‬‬
‫أأمثال تقاس تعداد جمليء الرب (مت ‪)12-3 :11‬‬
‫اِلينونة (مت ‪)92-13 :11‬‬
‫أآلم أأو رفض املكل (مت ‪)22 :12-3 :12‬‬
‫خيانة املكل والقبض عليه (مت ‪)12-3 :12‬‬
‫‪20‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫حمامكة املكل واناكره (مت ‪)21-12 :12‬‬


‫الندم (مت ‪)32-3 :12‬‬
‫الصلب (مت ‪)12-33 :12‬‬
‫اِلفن (مت ‪)22-12 :12‬‬
‫أأدةل املكل (مت ‪)12-3 :12‬‬
‫قيامته (‪)32-3 :12‬‬
‫كفارته (مت ‪)31-33‬‬
‫املأأمورية العظمى (مت ‪)12-32 :12‬‬

‫‪21‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اجنيل مرقس‬
‫(عبد الرب)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫اجنيل مرقس هو ابلفعل جمهول املصدر ألنه مل يذكر امس اكتبه‪ .‬أأضيف مؤخرا عنوان الجنيل "الجنيل‬
‫حبسب مرقس" من خالل اكتب قبل س نة ‪ 311‬م؛ لكن هناك دليل قوي وواحض (دليل داخيل‬
‫وخاريج) أأن مرقس ـ رفيق الرسول بطرس ـ هو الاكتب‪ .‬بني ولرت م‪ .‬دونيت ‪Walter M. Dunnett‬‬
‫أأن‪" :‬مبقارنة عظات بطرس يف ( أأع ‪ )91-12 :32‬مع اجنيل مرقس‪ ،‬يتبني أأن عظات بطرس يه اخلطوط‬
‫العريضة حلياة املس يح‪ ،‬اليت رشهحا مرقس بأأكرث تفصيل"‪8 .‬‬

‫برمغ أأن مرقس مل يكن من تالميذ املس يح‪ ،‬ال أأنه اكن ابن امر أأة امسها مرمي‪ ،‬امر أأة ثرية ولها‬
‫مركز اجامتعي عايل يف أأورشلمي ( أأع ‪ ،)31:31‬واكن أأيضا رفيق بطرس (‪3‬بط ‪ ،)31:1‬وابن أأخت براناب‬
‫(كولويس ‪ .)32:9‬تكل الرفقة وخصوصا رفقته مع بطرس‪ ،‬اذلي اكن مصدر معلومات مرقس‪ ،‬أأعطت‬
‫السلطة الرسولية لجنيل مرقس‪ .‬مبا أأن بطرس قال عنه‪‘‘ :‬مرقس‪ ،‬ابين ’’ (‪3‬بط ‪ ،)31:1‬فرمبا يكون‬
‫بطرس هو الشخص اذلي قاد مرقس اىل املس يح‪.‬‬
‫ابلضافة اىل ذكل‪ ،‬اكن مرقس أأيضا الرفيق القريب من بولس‪ .‬كتب تشارلز ريري ‪:Charles Ryrie‬‬
‫" ُمنح مرقس امتياز اس تثنايئ مبرافقة بولس وبراناب يف الرحةل التبشريية ا ألوىل؛ لكنه فشل أأن‬
‫يبقى معهم طوال الرحةل‪ .‬وبسبب هذا؛ رفض بولس أأن يأأخذه معه يف الرحةل التبشريية الثانية؛ ذلكل‬

‫‪8‬‬
‫‪Walter M. Dunnett, New Testament Survey, Evangelical Teacher Training Association, Wheaton, 1967, p. 17‬‬
‫‪22‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫أأخذه براناب وذهبا اىل قربص ( أأع ‪ .)92-12 :31‬وبعد حوايل ‪ 31‬س نة رافق بولس مرة اثنية (كو ‪32:9‬؛‬
‫فيل ‪ ،)19‬اس تدعاه الرسول ‘‘بولس ’’ قبل اعدامه مبارشة (‪ 1‬يت ‪ .)33:9‬تربهن سريته اذلاتية عىل أأن‬
‫الفشل مرة يف احلياة ل يعين أأبدا هناية الطريق‪9 ".‬‬

‫اترخي كتابة الجنيل‪ :‬مخسينات وس تينات القرن ا ألول امليالدي‪.‬‬


‫يصعب حتديد اترخي اجنيل مرقس‪ ،‬برمغ من أأن الكثري من علامء الكتاب املقدس يعتقدون أأن اجنيل‬
‫مرقس هو أأول اجنيل ُكتب من ا ألانجيل ا ألربعة‪ ،‬حيث أأن لك ا ألعداد املوجودة يف مرقس اقتبس هتا‬
‫الثالث ا ألانجيل ا ألخرى‪ُ .‬كتب اجنيل مرقس قبل س نة ‪ 22‬م وقبل تدمري الهيلك يف أأورشلمي (مر‬
‫‪.)1:31‬‬
‫املوضوع وغرض الكتابة‬
‫موضوع اجنيل مرقس هو ‘‘يسوع اخلادم ’’‪ .‬يؤكد اجنيل مرقس عىل خدمة املس يح وذبيحته وهذا واحض‬
‫يف (مر ‪ ‘‘ )91:32‬ألن ابن النسان مل يأأ ِّت ل ُيخْدم بل ليخ ِّدم وليبذل نفسه فدية عن كثريين ’’‪ِّ .‬تبني‬
‫القراءة اِلقيقة لجنيل مرقس كيف أأن املوضوعان لتكل الآية ـ اخلدمة واذلبيحة ـ واحضة وجلية يف اجنيل‬
‫مرقس‪.‬‬
‫خياطب مرقس يف املقام ا ألول الرومان‪ ،‬أأو القارئ ا ألممي‪ .‬ومن ث‪ ،‬مل تدون سلسةل نسب‬
‫املس يح واملوعظة عىل اجلبل يف اجنيل مرقس‪ .‬كام أأن اداانت القادة اِلينني مل تالىق اهامتما كبريا يف اجنيل‬
‫مرقس‪ .‬مبا أأن مرقس ي ُ ِّقدم يسوع كعبد الرب‪ ،‬ذلا يُركز الجنيل عىل نشاط املس يح بوصفه اخلادم الآمني‬
‫اذلي ينجز معهل بفاعلية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Ryrie, p. 1574‬‬
‫‪23‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املس يح كام يُرى يف اجنيل مرقس‬


‫يمتركز ابلطبع اسهام اجنيل مرقس حول تقدمي املُخلص عىل أأنه اخلادم املُضحي اذلي يبذل حياته‬
‫طوعا فدية من أأجل الكثريين‪ .‬يركز اجنيل مرقس بوضوح عىل خدمة املس يح وتسديده لالحتياجات‬
‫الروحية واجلسدية للآخرين‪ ،‬ويضع تكل تقاحتياجات قبل تسديد احتياجاته اخلاصة‪ .‬وتأأكيد الجنيل‬
‫عىل نشاط اخلادم وامل ُ ِّ‬
‫خلص يُرى اكلتايل‪:‬‬
‫"يُوجد ‪ 32‬مثل من أأمثال املس يح الس بعني يف اجنيل مرقس ـ تتكون بعض هذه ا ألمثال من‬
‫مجةل واحدة يف الطول ـ لكن دون مرقس أأكرث من نصف معجزات املس يح امخلسة والثالثني معجزة‪،‬‬
‫وابلتايل جسل مرقس أأعىل قدر من املعجزات يف اجنيهل أأكرث من ابيق ا ألانجيل‪10 ".‬‬

‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬


‫اعداد اخلادم (يسوع املس يح) للخدمة (مر ‪)31-3 :3‬‬
‫يوحنا املعمدان السابق جمليئه (مر ‪)2-3 :3‬‬
‫معموديته (مر‪)33-4 :3‬‬
‫ُتربته (مر ‪)31-31 :3‬‬
‫وعظ اخلادم (يسوع املس يح) يف اجلليل (مر ‪)11 :4-39 :3‬‬
‫ارساليته (مر ‪)31 :1-39 :3‬‬

‫‪10‬‬
‫‪Wilkinson/Boa, p. 321‬‬

‫‪24‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املقاومة ا ألوىل (مر ‪)11 :1-31 :1‬‬


‫أأمثاهل (مر ‪)19-3 :9‬‬
‫معجزاته (مر ‪)91 :1-11 :9‬‬
‫ازدايد املقاومة (مر ‪)12 :2-3 :2‬‬
‫اعرتاف بطرس ابملس يح (مر ‪)11-12 :2‬‬
‫تلكُّفة التلمذة (مر ‪)3 :4-19 :2‬‬
‫حادثة التجيل (مر ‪)31-1 :4‬‬
‫شفاء غالم به روح جنس (مر ‪)14-39 :4‬‬
‫يسوع يُنئب مبوته (مر ‪)11-12 :4‬‬
‫وعظ اخلادم (يسوع املس يح) يف بريية (مر ‪)11 :32-11 :4‬‬
‫يسوع ي ُ ِّعّل ليك ي ُ ِّعد التالميذ (مر ‪)91 :32-11 :4‬‬
‫شفاء ابريت ماوس ا ألمعى (مر ‪)11-92 :32‬‬
‫أآلم اخلادم (يسوع املس يح) يف أأورشلمي (مر ‪)92 :31-3 :33‬‬
‫حضوره الرمسي (مر ‪)34-3 :33‬‬
‫تعالميه عن الصالة ـ (مر ‪)12-12 :33‬‬
‫مقاومة ومعارضة القادة هل (مر ‪)99 :31-12 :33‬‬
‫‪25‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫تعالميه عن املس تقبل (مر ‪)12-3 :31‬‬


‫أآلمه (مر ‪)92 :31-3 :39‬‬
‫قيامة اخلادم (مر ‪)12-3 :32‬‬
‫قيامته (مر ‪)2-3 :32‬‬
‫ظهوره (مر ‪ )32-4 :32‬النص املشكوك فيه‬
‫صعوده (مر ‪ )12-34 :32‬النص املشكوك فيه‬

‫‪26‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اجنيل لوقا‬
‫(ابن النسان)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫ُكتب لك من اجنيل لوقا وسفر أأعامل الرسل اىل ثيوفيلوس‪ ،‬ويُنسب السفرين اىل لوقا‪ ،‬يف حني أأن امس‬
‫لوقا مل يذكر يف أأي ماكن عىل أأنه اكتب السفرين‪ ،‬ال أأن اِلليل يشري اىل لوقا ‘‘الطبيب احلبيب ’’ (كو‬
‫‪ )39:9‬بوصفه اكتب السفرين‪.‬‬
‫ُشلك سفري لوقا و أأعامل الرسل أأكرث من ربع العهد اجلديد‪ .‬ا ألماكن الوحيدة اليت جند فهيا امس‬ ‫ي ِّ‬
‫‘‘لوقا ’’ يف العهد اجلديد يه (كو ‪39:9‬؛ ‪ 1‬يت ‪33:9‬؛ فيل ‪ .)19‬ويُعتقد أأيضا أأن لوقا أأشار اىل نفسه‬
‫يف القسم اذلي تغري فيه الضمري من املفرد الغائب اىل مضري املتلكم امجلع يف سفر ا ألعامل ( أأع ‪-32 :32‬‬
‫‪32‬؛ ‪32 :13-1 :12‬؛ ‪ .)32 :12-3 :21‬يربهن القسم يف سفر ا ألعامل اذلي تغري يف الضمري من املفرد‬
‫الغائب اىل مضري املتلكم امجلع عىل أأن لوقا املرافق القريب ورفيق السفر لبولس‪ .‬مبا أأن امجليع ماعدا أأثنني‬
‫من مرافقي بولس تسموا ابلضمري الثالث‪ ،‬ذلا ميكن أأن تكون القامئة قريبة من تيطس ولوقا‪ .‬ومن خالل‬
‫معلية احلذف‪‘‘ ،‬صديق بولس العزيز لوقا الطبيب’’ (كو ‪ ،)39:9‬و ‘‘رفيق اخلدمة’’ (فيل ‪ )19‬يصبح‬
‫تقاحامتل الأكرث ترجيحا‪.‬‬
‫يبدوا واحضا من (كو ‪ )39-32 :9‬أأن لوقا اكن أأمميا ألن بولس ي ُ ِّمزي بينه وبني الهيود‪ .‬وي ُ ِّقرر‬
‫الرسول بولس هنا رفقاء اخلدمة‪ ،‬ارسطوارخس‪ ،‬ومرقس‪ ،‬ويوحنا اذلين اكنوا هيودا‪ .‬وهذا يويح أأن‬
‫أأبيفراس‪ ،‬ولوقا‪ ،‬ودمياس املذكورين أأيضا يف تكل ا ألعداد اكنوا من ا ألمم‪ ،‬وليس من الهيود‪‘‘ .‬من الواحض‬

‫‪27‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫أأن لوقا اكن ابرعا يف اللغة اليواننية وعبارته ‘‘بلغاهتم اخلاصة ’’ يف ( أأع ‪ )34 :3‬يؤكد أأهنم مل يكونوا هيودا’’‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫حنن ل نعّل شيئا عن حياته املبكرة ول عن اهتدائه اىل املس يح؛ لكننا نعّل أأنه مل يكن شاهد‬
‫عيان حلياة املس يح (لو ‪ .)1 :3‬برمغ من كونه طبيب يف همنته؛ ال أأنه اكن ُم ِّبرشا يف املقام ا ألول‪ ،‬وكتب‬
‫هذا الجنيل وسفر أأعامل الرسل أأثناء مرافقته لبولس يف العّل التبشريي‪ .‬اكن لوقا مع الرسول بولس أأثناء‬
‫استشهاده (‪ 1‬يت ‪)33:9‬؛ لكننا ل نعرف شيئا عن حياته املتأأخرة‪12 .‬‬

‫اترخي الكتابة‪22 :‬م‬


‫هناك احامتلني لتارخي كتابة اجنيل لوقا‪ 21-14 )3( :‬م (‪ )1‬س بعينات أأو مثانينات القرن ا ألول امليالدي؛‬
‫ال أأن ختام سفر أأعامل الرسل ي ُ ِّبني أأن بولس اكن يف روما‪ ،‬ومبا أأن اجنيل لوقا ُكتب أأول قبل سفر‬
‫ا ألعامل ( أأع ‪ ،)3:3‬فيجب أأن يكون اجنيل لوقا قد ُكتب يف فرتة مبكرة‪ ،‬حوايل س نة ‪ 22‬ميالدية‪.‬‬
‫موضوع السفر وغرض الكتابة‬
‫غرض اجنيل لوقا ُمعلن بوضوح يف ا ألربع ا ألعداد ا ألوىل من اجنيهل‪" .‬ا ْذ اكن كثِّ ُريون ق ْد َأخ ُذوا ِّبتأ ِّل ِّيف‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ِّقصة ِّيف ا ُل ُمو ِّر الْ ُمتيقن ِّة ِّع ْندان‪1 ،‬مَك سلمها ال ْينا ِّاذلين اكن ُوا ُمنْ ُذ الْب ْد ِّء ُمعا ِّينني وخُداما لللكمة‪ ،‬ر َأيْ ُت َأان‬
‫‪1‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫يشء ِّمن ا َلو ِّل بِّت ْد ِّقيق‪َ ،‬أ ْن َأ ْك ُتب عىل التو ِّايل ال ْيك َأهيُّ ا الْع ِّزي ُز اث ُو ِّفيلُ ُس‪ِّ 9 ،‬لت ْع ِّرف‬‫ْ‬ ‫َأيْضا ا ْذ ق ْد تتب ْع ُت ُلك‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫حصة اللَك ِّم اذلي عُل ْمت ِّبه‪( ".‬لو ‪)9-3 :3‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪Ibid., p. 327‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Ryrie, p. 1614‬‬

‫‪28‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫حنتاج أأن نالحظ أأش ياء عديدة خبصوص أأسلوبه يف تقدمي اجنيهل‪:‬‬
‫قال لوقا أأن معهل اكن بتشجيع وحث الآخرين (لو ‪ ،)3:3‬حيث أأنه حصل عىل معلوماته من‬
‫شهود عيان (لو ‪ ،)1 :3‬و أأنه حفص ورتب املعلومات (لو ‪ ،)1 :3‬حتت ارشاد الروح القدس ل ُي ِّعّل‬
‫اثوفيلس ابملصداقية التارخيية لالميان (لو ‪ .)9 :3‬هذا الجنيل هو حبث دقيق كتابة موثقة‪13 .‬‬

‫بكونه رجال أأمميا‪ ،‬شعر لوقا ابملسؤولية أل ْن يكتب مرجعني عن حياة املس يح ليك تكون حياة‬
‫املس يح متاحة للقارئ ا ألممي‪ .‬وهذا ما يبدو واحضا من حقيقة أأن لوقا ‘‘ترمج املصطلحات الآرامية اىل‬
‫لكامت يواننية ورشح العادات واجلغرافية الهيودية ليجعل اجنيهل مفهوما وواحضا ل ُقراءه اليواننيني‪14 .‬‬

‫خلص‬ ‫أأسلوب كتابة لوقا الطبيب يه الأكرث فهام وا ألطول يف ا ألانجيل‪ .‬ي ُ ِّقدم اجنيل لوقا املس يح امل ُ ِّ‬
‫خلصه (لو ‪ .)32 :34‬نرى‬ ‫بوصفه ‘‘ابن النسان’’‪ ،‬النسان الاكمل اذلي جاء ليبحث عن الضال ل ُي ِّ‬
‫يسوع يف اجنيل مىت بوصفه ‘‘ابن داود’’‪‘‘ ،‬مكل ارسائيل ’’؛ ونراه يف مرقس بوصفه ‘‘عبد الرب ’’‬
‫اذلي خيدم الآخرين؛ ويف اجنيل لوقا نراه بوصفه ‘‘ابن النسان ’’ اذلي ي ُسدد احتياجات البرش‪ ،‬النسان‬
‫خلص ورئيس الكهنة‪.‬‬ ‫الاكمل بني البرش‪ُ ،‬مختار من البرش‪ُ ،‬مجرب بيهنم‪ ،‬ومؤهل بسمو ألن يكون امل ُ ِّ‬
‫نرى يف اجنيل مىت مجموعات من ا ألحداث الهامة‪ ،‬ويف اجنيل مرقس نرى ا ألحداث الهامة يف رواية‬
‫خمترصة؛ لكن يف اجنيل لوقا نرى تفصيال أأكرث لهذه ا ألحداث يؤرخها لنا الطبيب واملؤرخ لوقا‪.‬‬
‫طبيعته النسانية الاكمةل‪ ،‬بوصفه ‘‘ابن النسان ’’‪ ،‬الناُتة من حقيقة ميالده اجلسدي يف سلسةل‬
‫نس به اليت رجعت اىل أآدم‪ ،‬برمغ أأنه أأيضا ‘‘ابن هللا ’’ (لو ‪ ،12 :1‬لحظ أأن اجنيل مىت أأرجع سلسةل‬
‫النسب اىل ابراهمي)‪ .‬منوه العقيل املُسجل يف (لو ‪ ،)11-92 :1‬وكامهل الرويح وا ألخاليق املُربهن عنه‬
‫‪13‬‬ ‫‪Ibid., p. 1614‬‬

‫‪14‬‬
‫‪Wilkinson/Boa, p. 328‬‬

‫‪29‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫أأيضا يف معموديته من خالل صوت الآب من السامء ومن خالل مسحة الروح القدس (لو ‪-13 :1‬‬
‫‪ .)11‬ذلكل‪ ،‬يف يسوع املس يح منتكل النسان الوحيد اذلي هو النسانية الاكمةل جسداي وعقليا وروحيا‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف اجنيل لوقا‬
‫يؤكد اجنيل لوقا ابس مترار عىل انسانية وحنان يسوع‪ .‬يعطي اجنيل لوقا أأكرث رواية اكمةل عن نسب‬
‫املس يح وميالده‪ ،‬ومنوه‪ .‬املس يح هو ابن النسان الاكمل اذلي عاىن من ُحزن النسان اخلاطئ ليك حيمل‬
‫أأحزاننا ويعطينا عطية اخلالص اذلي ل يُمثن‪ .‬أأمت يسوع وحده املثل ا ألعىل اليوانين لكامل البرش‪15 .‬‬

‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬


‫مقدمة‪ :‬طريقة وغرض الكتابة (لو ‪)9-3 :3‬‬
‫متاثل ‘‘ابن النسان’’ مع البرش (لو ‪)31 :9-1 :3‬‬
‫ا ألحداث اليت س بقت ميالد املس يح (لو ‪)12-1 :3‬‬
‫ا ألحداث املُصاحبة مليالد املس يح (لو ‪)12 :1-12 :3‬‬
‫ا ألحداث أأثناء طفوةل املس يح (لو ‪)11-14 :1‬‬
‫ا ألحداث السابقة لظهور املس يح (لو ‪)31 :9-3 :1‬‬
‫خدمة ‘‘ابن النسان’’ للبرش (لو ‪)12 :4-39 :9‬‬
‫ظهور املس يح (لو ‪)12-39 :9‬‬

‫‪15‬‬
‫‪Ibid., p. 328‬‬

‫‪30‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الربهان عىل قوة املس يح (لو ‪)12 :1-13 :9‬‬


‫رشح برانمج املس يح (لو ‪)94 :2-14 :1‬‬
‫امتداد برانمج املس يح (لو ‪)12 :4-3 :2‬‬
‫رفض البرش لـ ‘‘ابن النسان ’’ (لو ‪)12 :34-13 :4‬‬
‫ازدايد مقاومة املس يح (لو ‪)19 :33-13 :4‬‬
‫تعالمي بسبب رفض املس يح (لو ‪)12 :34-3 :31‬‬
‫أآلم ‘‘ابن النسان ’’ ألجل البرش (لو ‪)12 :11-12 :34‬‬
‫مصداقية ‘‘ابن النسان ’’ أأمام البرش (لو ‪)11-3 :19‬‬

‫‪31‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اجنيل يوحنا‬
‫(ابن هللا ا ألبدي)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫نسب تقليد الكنيسة من أأوائل القرن الثاين امليالدي‪ ،‬الجنيل الرابع اىل الرسول يوحنا‪ ،‬ابن زبدي‪،‬‬
‫و أأخو يعقوب‪ .‬دعا يسوع يوحنا ويعقوب ‘‘ابين الرعد ’’ (مر ‪ .)32:1‬أأمه امسها ‘‘ساملي ’’‪ ،‬خدمت الرب‬
‫يسوع يف اجلليل واكنت حارضة عند الصلب (مر ‪ .)93-92 :31‬مل يكن يوحنا قريبا فقط اىل يسوع‬
‫كواحد من الثنا عرش؛ لكنه اكن يُعرف دوما بأأنه ‘‘التلميذ احلبيب ’’ (يو ‪11 :31‬؛ ‪32-31 :32‬؛ ‪:34‬‬
‫‪ .)12-12‬اكن يوحنا من دائرة التالميذ القريبة جدا اىل املس يح‪ ،‬واكن واحد من الثالثة تالميذ اذلين‬
‫أأخذمه يسوع معه عىل جبل التجيل (مت ‪ .)3:32‬واكن أأيضا الرفيق القريب جدا لبطرس‪ .‬بعد صعود‬
‫املس يح‪ ،‬أأصبح يوحنا واحد من اذلين دعامه بولس ‘‘ أأمعدة الكنيسة ’’ (غل ‪.)4:1‬‬
‫عندما نتلكم بدقة عن اجنيل يوحنا فهو اجنيل جمهول املصدر‪ .‬حيث أأن املؤلف مل يكتب امسه‬
‫يف النص‪ .‬وليس هذا غريبا؛ ألن الجنيل خيتلف يف الشلك ا ألديب عن الرساةل‪ .‬تبد أأ لك رساةل من‬
‫رسائل بولس ابمسه‪ ،‬واكنت هذه يه العادة املتبعة يف كتابة الرسائل يف العامل القدمي‪ .‬ول واحد من كتبة‬
‫ا ألانجيل عرف نفسه ابلمس‪ ،‬لكن الكتبة أأعلنوا عن أأنفسهم بطريقة غري مبارشة يف الكتابة‪ ،‬واكنوا‬
‫معروفني جيدا من خالل التقليد‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اترخي الكتابة‪42-21 :‬م‬


‫ُُعرف هذا الجنيل يف الكنيسة بأأنه الجنيل ‘‘الرابع’’‪ .‬وابلتايل‪ُ ،‬حيمتل أأن يكون اترخي كتابة‬
‫الجنيل ما بني ‪ 21‬و‪ 42‬ميالدية‪ .‬يتطلب النص يف (يو ‪ )11 ،32 :13‬مرور زمنا؛ ليك يُصبح بطرس‬
‫جعوزا ويوحنا يم ْن ِّط ُقه‪16.‬‬
‫ُ‬
‫موضوع الجنيل وغرض الكتابة‬
‫أأعلن يوحنا بوضوح موضوع وغرض اجنيهل أأكرث من أأي سفر أآخر يف الكتاب املقدس‪ .‬جاءت العبارة‬
‫اليت فهيا غرض الجنيل بعد مقابةل توما مع امل ُ ِّ‬
‫خلص املقام من ا ألموات‪ .‬لقد شك توما يف حقيقة القيامة‬
‫(يو ‪ )11-19 :12‬وبعد هذا تقاعرتاف ابلشك مبارشة ظهر الرب للتالميذ وخاطب توما بتكل اللكامت‪:‬‬
‫ات يدك وض ْعها ِّيف جنْ ِّيب‪ ،‬ول ت ُك ْن‬ ‫رص يدي‪ ،‬وه ِّ‬ ‫‪ُ 12‬ث قال ِّل ُتوما‪« :‬ه ِّ‬
‫ات ا ْصبِّعك اىل هُنا و َأبْ ِّ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ِ 12‬‬
‫غ ْري ُم ْؤ ِّمن ب ْل ُم ْؤ ِّمنا»‪َ .‬أجاب تُوما وقال هلُ‪« :‬ر ِّيب والهِّيي!»‪ .‬قال ُهل ي ُسوعُ‪« :‬لنك ر َأيْت ِّين اي تُوما‬
‫َ‬ ‫‪14‬‬
‫ِ‬
‫أآم ْنت! ُطوَب لِّ َِّّلين أآمنُوا ول ْم ير ْوا»‪( .‬يو ‪.)14-12 :12‬‬
‫ما يأأيت هو أأن يوحنا قال املوضوع والغرض لسفره ابلتبادل؛ ليك يُركز عىل احلاجة لالميان بيسوع‪:‬‬
‫وأآايت ُأخر كثِّرية صنع ي ُسو ُع قُدام تال ِّمي ِّذ ِّه ل ْم تُ ْكت ْب ِّيف هذا ْال ِّكت ِّاب‪13 .‬و َأما ه ِّذ ِّه فق ْد ُكتِّب ْت‬
‫يك ت ُكون ل ُ ْمك اذا أآمنْ ُ ُْت حيا ٌة ِّاب ْ ِّمس ِّه‪( .‬يو ‪.)13-12 :12‬‬ ‫ِّل ُت ْؤ ِّمنُوا َأن ي ُسوع هُو الْم ِّس ُيح ا ْب ُن ِّ‬
‫هللا‪ ،‬و ِّل ْ‬
‫ِ‬

‫‪16‬‬
‫‪Walvoord/Zuck, electronic media‬‬

‫‪33‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫طبقا لغرض الجنيل‪ ،‬انتقى يوحنا س بعة أآايت معجزية ل ُي ِّعلن خشص ومعل املس يح ليك جيعل‬
‫خلص‪ .‬تكل الآايت أأعلنت جمد يسوع (يو ‪39 :3‬؛ اش ‪1-3 :11‬؛ يؤ ‪32 :1‬؛‬ ‫الناس تؤمن بيسوع أأنه امل ُ ِّ‬
‫عا ‪ .)31 :4‬الس بع أآايت يه اكلآيت‪:‬‬
‫حتويل املاء اىل مخر (يو ‪)33-3 :1‬‬
‫شفاء ابن خادم املكل (يو ‪)19-92 :9‬‬
‫شفاء مريض بيت حسدا (يو ‪)32-3 :1‬‬
‫اطعام امجلوع (يو ‪)31-2 :2‬‬
‫امليش عىل املاء (يو ‪)13-32 :2‬‬
‫اعطاء البرص ل ألمعى ‘‘املولود أأمعى ’’ (يو ‪)2-3 :4‬‬
‫اقامة لعازر (يو ‪)91-3 :33‬‬
‫يُفهم موضوع وغرض اجنيل يوحنا بطبعته املمتزية عندما نقارنه مع اجنيل مىت ومرقس ولوقا‪.‬‬
‫عندما يقارن املرء اجنيل يوحنا مع الثالثة ا ألانجيل ا ألخرى‪ ،‬يتعجب من الطريقة الرائعة اليت ي ُ ِّقدم هبا‬
‫يوحنا اجنيهل‪ .‬ل حيتوي اجنيل يوحنا عىل سلسةل نسب املس يح‪ ،‬ول ميالده‪ ،‬ول معموديته‪ ،‬ول أأمثاهل‪،‬‬
‫ول حىت معجزات اخراج الش ياطني‪ ،‬ول حيتوي عىل حادثة التجيل ول تأأسيس الرب للعشاء الرابين‪،‬‬
‫ول أآلمه يف جثس اميين ول صعوده‪ .‬تقدمي يوحنا للمس يح يُركز عىل خدمته يف أأورشلمي‪ ،‬و أأعياد ا ألمة‬
‫الهيودية‪ ،‬ولقاء يسوع منفردا ببعض الشخصيات يف حماداثت خاصة (يو ‪12 :9-3 :1‬؛ ‪:34-12 :32‬‬
‫‪ ،)32‬وخدمته لتالميذه (يو ‪ .)12 :32-3 :31‬يوجد اجلزء الأكرب من اجنيهل يف ‘‘كتاب الآايت ’’ (يو‬
‫‪ ،)12 :31-3 :1‬اذلي يش متل س بع معجزات أأو ‘‘أآايت ’’ ت ُِّعلن أأن يسوع هو املس يا‪ ،‬ابن هللا‪ .‬حيتوي‬
‫‪34‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫‘‘كتاب الآايت ’’ هذا عىل أأحاديث يسوع اليت ترشح وت ُِّعلن أأمهية الآايت‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬ابتباع‬
‫اطعام امخلسة أآلف (يو ‪ ،)31-3 :2‬ي ُ ِّعلن يسوع هبا نفسه أأنه ‘‘خزب احلياة ’’ اذلي أأعطاه الآب الساموي‬
‫من أأجل حياة العامل (يو ‪ .)11-11 :2‬هناك مزية وملحوظة أأخرى يف اجنيل يوحنا ويه سلسةل مقولت‬
‫‘‘ أأان هو ’’ اليت قالها املس يح (يو ‪11 :2‬؛ ‪31 :2‬؛ ‪39 ،33 ،4 ،2 :32‬؛ ‪11 :33‬؛ ‪2 :39‬؛ ‪،3 :31‬‬
‫‪.)1‬‬
‫مل يكن القصد من الجنيل هو تدوين سري ذاتية‪ .‬ينتقي لك اكتب من كتبة ا ألانجيل من صندوق‬
‫املعلومات الكبري اليت ختدم غرضه‪ .‬لقد قُ ِّدر أأن لو أأن لك اللكامت اليت تفوه هبا يسوع املس يح يف اجنيل‬
‫مىت ومرقس ولوقا مت قراءهتا بصوت عايل‪ ،‬فاهنا ل تأأخذ أأكرث من ‪ 1‬ساعات‪17 .‬‬

‫املس يح كام يُرى يف اجنيل يوحنا‬


‫بيامن أألوهية املس يح يه املوضوع البارز يف أأماكن كثرية من الكتاب املقدس‪ ،‬فال يوجد سفر أآخر يقدم‬
‫موضوع الوهية املس يح بأأكرث قوة عىل أأنه ابن هللا املتجسد‪ .‬حقيقة أأن الشخص اذلي ُعرف بأأنه ‘‘انسان‬
‫يقال هل يسوع ’’ (يو ‪ )33:4‬هو اذلي دُعي أأيضا ‘‘تقابن الوحيد ’’ (يو ‪‘‘ ،)32 :3‬املس يح‪ ،‬ابن هللا‬
‫احلي ’’ (يو ‪ )24 :2‬و ‘‘قدوس هللا ’’ (يو ‪.)24 :2‬‬
‫تطور هذا العالن ابلوهية املس يح اىل حد بعيد من خالل العبارات الس بع اليت نطق هبا املس يح‬
‫‘‘ أأان هو ’’ واملُسجةل يف اجنيل يوحنا‪ .‬العبارات الس بعة يه‪:‬‬
‫أأان هو خزب احلياة (يو ‪)11 :2‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪Ibid‬‬

‫‪35‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫أأان هو نور العامل (يو ‪)31 :2‬‬


‫أأان هو الباب (يو ‪)4 ،2 :32‬‬
‫أأان هو الراعي الصاحل (يو ‪)39 ،33 :32‬‬
‫أأان هو القيامة واحلياة (يو ‪)11 :33‬‬
‫أأان هو الطريق واحلق واحلياة (يو ‪)2 :39‬‬
‫أأان هو الكرمة احلقيقية (يو ‪)1 ،3 :31‬‬
‫ومزية أأخرى ِّممزية لجنيل يوحنا‪ ،‬الرتكزي مرة اثنية عىل خشص املس يح‪ ،‬من خالل امخلس شهود‬
‫اذلي يشهدون ليسوع أأنه ابن هللا‪ .‬أأجاب يسوع عىل جمادلت معارضيه يف (يو ‪ .)92-13 :1‬اهتموا‬
‫املس يح بأأن دعواه تفتقر اىل الشهادة لتؤكد حصهتا؛ ذلا برهن هلم يسوع أأن اهتاماهتم ليس حصيحة بتقدمي‬
‫شهادة أأخرى تثبت حصة دعواه‪ .‬تشمل الشهادة ا ألخرى أأابه (يو ‪ ،)12 ،11 :1‬ويوحنا املعمدان (يو‬
‫‪ ،)11 :1‬ومعجزاته (يو ‪ ،)12 :1‬والكتب املقدسة (يو ‪ ،)14 :1‬وموىس (يو ‪ .)92 :1‬و أأعلن أأخريا يف‬
‫(يو ‪ )39 :2‬أأن شهادته يه حق‪ .‬يف مناس بات عديدة‪ ،‬عادل املس يح نفسه ‘‘ أأان‪ ،‬أأو هيوه ’’ يف العهد‬
‫القدمي (يو ‪9‬ك ‪12-11‬؛ ‪12 ،12 ،19 :2‬؛ ‪34 :31‬؛ ‪ .)2 ،2-1 :32‬و أأكرث التأأكيدات عىل الوهيته‬
‫موجودة يف (يو ‪3 :3‬؛ ‪12 :2‬؛ ‪12 :32‬؛ ‪4 :39‬؛ ‪18 .)12 :12‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪Wilkinson/Boa, p. 338‬‬

‫‪36‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫خمطط لدلراسة الشخصية‬


‫مقدمة‪ :‬ابن هللا املتجسد (يو ‪)32-3 :3‬‬
‫الوهية املس يح (يو ‪)1-3 :3‬‬
‫معل املس يح قبل التجسد (يو ‪)1-1 :3‬‬
‫اذلي يُعد طريق املس يح (يوحنا املعمدان) (يو ‪)2-2 :3‬‬
‫رفض املس يح (يو ‪)33-4 :3‬‬
‫قبول املس يح (يو ‪)31-31 :3‬‬
‫ُتسد املس يح (يو ‪)32-39 :3‬‬
‫تقدمي ابن هللا (يو ‪)19 :9-34 :3‬‬
‫من خالل يوحنا املعمدان (يو ‪)19-34 :3‬‬
‫اىل تالميذ يوحنا (يو ‪)13-11 :3‬‬
‫يف ُعرس قاان اجلليل (يو ‪)33-3 :1‬‬
‫يف الهيلك يف أأورشلمي (يو ‪)11-31 :1‬‬
‫اىل نيقودميوس (يو ‪)13-3 :1‬‬
‫من خالل يوحنا املعمدان (يو ‪)12-11 :1‬‬

‫‪37‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اىل املر أأة السامرية (يو ‪)91-3 :9‬‬


‫اىل خادم املكل يف كفر انحوم (يو ‪)19-91 :9‬‬
‫مقاومة ابن هللا (يو ‪)12 :31-3 :1‬‬
‫يف العيد يف أأورشلمي (يو ‪)92-3 :1‬‬
‫أأثناء الفصح يف اجلليل (يو ‪)23-3 :2‬‬
‫يف عيد املظال يف أأورشلمي (يو ‪)13 :32-3 :2‬‬
‫يف عيد التجديد يف أأورشلمي (يو ‪)91-11 :32‬‬
‫يف بيت عنيا (يو ‪)33 :31-3 :33‬‬
‫يف أأورشلمي (يو ‪)12-31 :31‬‬
‫تعالمي ابن هللا (يو ‪)11 :32-3 :31‬‬
‫خبصوص الغفران (يو ‪)12-3 :31‬‬
‫خبصوص خيانته (يو ‪)12-13 :31‬‬
‫خبصوص رحيهل (يو ‪)12-13 :31‬‬
‫خبصوص السامء (يو ‪)31-3 :39‬‬
‫خبصوص الروح القدس (يو ‪)12-32 :39‬‬
‫خبصوص السالم (يو ‪)13-12 :39‬‬
‫‪38‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫خبصوص المثر (يو ‪)32-3 :31‬‬


‫خبصوص اللكمة (يو ‪)9 :32-32 :31‬‬
‫خبصوص الروح القدس (يو ‪)31-1 :32‬‬
‫خبصوص جميئه الثاين (يو ‪)11-32 :32‬‬
‫شفاعة ابن هللا (يو ‪)12-3 :32‬‬
‫صلب ابن هللا (يو ‪)91 :34-3 :32‬‬
‫قيامة ابن هللا (يو ‪)13-3 :12‬‬
‫القرب الفارغ (يو ‪)32-3 :12‬‬
‫ظهورات الرب املقام من ا ألموات (يو ‪)13-33 :12‬‬
‫اخلتام‪ :‬ظهور املس يح عىل حبر طربية (يو ‪)11-3 :13‬‬
‫ظهوره للس بع تالميذ (يو ‪)39-3 :13‬‬
‫لكامته لبطرس (يو ‪)11-31 :13‬‬
‫خامتة الجنيل (يو ‪)11-19 :13‬‬

‫‪39‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫سفر أأعامل الرسل‬


‫(انتشار الجنيل)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫عىل الرمغ من أأن الاكتب مل يذكر امسه‪ ،‬ال أأن اِلليل يقود اىل اس تنتاج أأن الاكتب هو لوقا‪ .‬سفر‬
‫ا ألعامل هو اجملدل الثاين من ا ألحاديث اليت كتهبا لوقا الطبيب اىل اثوفيلُس‪ ،‬عن ‘‘لك ما ابتد أأ يسوع‬
‫يفعهل وي ُ ِّعّل به’’‪.‬‬
‫خبصوص العنوان‪ ،‬ي ُشار اىل سفر أأعامل الرسل يف لك اطخمطوطات اليواننية املتاحة ابلعنوان‬
‫‘‘ أأعامل ’’ أأو بعنوان ‘‘ أأعامل الرسل’’‪ .‬لكن كيف وملاذا أأخذ هذا العنوان‪ ،‬فهذا غري معروف‪ .‬رمبا يكون‬
‫عنوان ‘‘ أأعامل الرسل’’ ليس الأكرث دقة؛ ألنه ل حيتوي عىل ا ألعامل للك الرسل‪ .‬يؤكد فقط عىل أأعامل‬
‫بطرس وبولس‪ ،‬برمغ من الوعد حبلول الروح القدس عىل لك الرسل ( أأع ‪ )2-1 :3‬ث يذهبون اىل العامل‬
‫أأمجع ويكرزوا ابلجنيل بقوة الروح القدس‪ .‬يشعر الكثري بأأن الأكرث دقة أأن يُعنون السفر ‘‘ أأعامل الروح‬
‫القدس ’’؛ ألن السفر يصف انتشار املس يحية منذ حلول الروح القدس يف أأعامل ‪ .1‬الشخصيات‬
‫الرئيس ية يف سفر أأعامل الرسل يه‪ :‬بطرس‪ ،‬يوحنا‪ ،‬اس تفانوس‪ ،‬فيلبس‪ ،‬يعقوب‪ ،‬براناب‪ ،‬س يال‪ ،‬بولس‪.‬‬
‫اترخي كتابة السفر‪23 :‬م‬
‫يُم ِّكن أأن تُلخص املشالك خبصوص اترخيية سفر أأعامل الرسل كام خلصها س تانيل توس يانت ‪Stanley‬‬
‫‪ Toussaint‬اكلآيت‪:‬‬
‫‪40‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫‘‘جيب أأن تكون كتابة سفر أأعامل الرسل قبل تدمري أأورشلمي‪ .‬فبالتأأكيد ل ميكن أأن يُت ُتاهل‬
‫حدث هبذا احلجم‪ .‬يف ضوء احدى أأمه املواضيع الرئيس ية للسفر وهو‪ :‬حتول هللا من الهيود ل ألمم ألن‬
‫الهيود رفضوا يسوع املس يح‪.‬‬
‫من املمكن أأن يكون لوقا قد حذف رواية موت بولس‪ ،‬اليت حدثت يف س نة ‪ 22-22‬م‪ ،‬لو أأن‬
‫بولس استشهد قبل كتابة سفر ا ألعامل‪.‬‬
‫ومل يذكر لوقا تقاضطهاد اذلي حدث يف عرص المرباطور نريون واذلي بد أأ بعد حرق روما س نة‬
‫‪ 29‬م‪.‬‬
‫عالوة عىل ذكل‪ ،‬اِلفاع عن املس يحية قبل المرباطور نريون املس تخدمة يف سفر ا ألعامل‬
‫ليناشد من مه يف منصب خبصوص احلمك عىل بولس‪ ،‬س تكون غاية صغرية يف عرص تقاضطهادات اليت‬
‫حدثت يف عرص المرباطور نريون‪ .‬يف عرص المرباطور نريون اكن النية والعزم لتدمري الكنيسة؛ ذلكل‬
‫اِلفاع املُقدم يف سفر ا ألعامل س يكون هل تأأثريا ضئيال لثين المرباطور عن عزمه‪.‬‬
‫لقد قبِّل علامء الكتاب املقدس احملافظني أأن اترخي كتابة سفر ا ألعامل اكن حوايل س نة ‪21-22‬‬
‫م‪ .‬وفقا ذلكل؛ س يكون ماكن الكتابة هو روما أأو من احملمتل أأن يكون ماكن الكتابة يف لك من قيرصية‬
‫وروما‪ .‬يف زمن كتابة السفر اما أأن يكون حترير بولس من جسنه اكن وش ياك أأو قد حترر بولس للتو‬
‫’’‪19.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪Walvoord/Zuck, electronic media‬‬

‫‪41‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫موضوع الجنيل وغرض الكتابة‬


‫سفر أأعامل الرسل هو سفر فريد وسط أأسفار العهد اجلديد ألنه السفر حلقة الوصل بني لك أأسفار‬
‫العهد اجلديد‪ .‬بيامن يكون سفر ا ألعامل هو الكتاب الثاين للوقا‪ ،‬يس متر سفر ا ألعامل معا ‘‘بد أأ يسوع يفعهل‬
‫وي ُ ِّعّل به’’ ( أأع ‪ )3:3‬كام هو ُمسجل يف ا ألانجيل‪ .‬يبد أأ مع صعود املس يح ويس متر اىل فرتة رسائل العهد‬
‫اجلديد‪ .‬فيه جند اس مترارية خدمة الرب يسوع من خالل الروح القدس ومعهل يف الرسل اذلين ذهبوا‬
‫ليعظوا ويؤسسوا الكنيسة‪ ،‬جسد املس يح‪ .‬سفر ا ألعامل هو حلقة الوصل التارخيية بني ا ألانجيل‬
‫والرسائل‪.‬‬
‫وليس فقط أأن يكون سفر ا ألعامل حلقة الوصل ابلنس بة لنا؛ لكنه ميدان برواية عن حياة بولس‬
‫ويعطينا اخللفيات التارخيية لرسائهل‪ .‬يروي سفر أأعامل الرسل الثالثني س نة ا ألوىل من حياة الكنيسة‪.‬‬
‫بعد تلخيص وهجات النظر اطخمتلفة عن غرض سفر ا ألعامل‪ ،‬يكتب س تانيل توساينت ‪Stanley‬‬
‫‪:Toussaint‬‬
‫‘‘رمبا يكون الغرض من سفر ا ألعامل اكلآيت‪ :‬ليرشح مع اجنيل لوقا التقدم املُنظم اذلي يوجه‬
‫رساةل امللكوت من الهيود اىل ا ألمم‪ ،‬ومن أأورشلمي اىل روما‪ .‬يف اجنيل لوقا مت الجابة عىل سؤال‪‘‘ :‬اذا‬
‫اكنت جذور املس يحية يف العهد القدمي ويف الهيودية؛ فكيف س تصبح داينة عاملية؟ ’’‪ .‬يس متر سفر أأعامل‬
‫الرسل مع اجنيل لوقا ليجيب عىل نفس املشلكة’’‪20 .‬‬
‫ُ‬
‫ي ُ ِّبني ( أأع ‪ )2:3‬موضوع سفر أأعامل الرسل ـ حلول الروح القدس لتقوية شعب هللا ليكونوا‬
‫شهود امل ُ ِّ‬
‫خلص يف أأورشلمي ويف لك الهيودية ويف السامرة‪ ،‬واىل أأقىص ا ألرض‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪Ibid‬‬

‫‪42‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املس يح كام يُرى يف سفر أأعامل الرسل‬


‫خلُص املُقام من ا ألموات هو املوضوع املركزي لعظات املوجودة يف سفر ا ألعامل‪ .‬تشهد‬ ‫املس يح امل ُ ِّ‬
‫الكتب املقدسة‪ ،‬والقيامة التارخيية‪ ،‬وشهادة ُالرسل وبرهان قوة الروح القدس أأن يسوع هو املس يح‬
‫الرب ( أأع ‪12-11 :1‬؛ ‪‘‘ .)91-19 :32‬هل يشهد مجيع ا ألنبياء أأن لك من يؤمن به ينال ابمسه غُفران‬
‫اخلطااي ’’ ( أأع ‪‘‘ .)91 :32‬وليس بأأحد غريه اخلالص‪ .‬أل ْن ليس امس أآخر حتت السامء قد ُأعطي بني‬
‫الناس به ينبغي أأن خنلص’’ ( أأع ‪.)31 :9‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫الشهادة يف أأورشلمي ( أأع ‪)2 :2-3 :3‬‬
‫توقع وانتظارات اطخمتارون ( أأع ‪ )92 :1-3 :3‬التقرير ا ألول لتقدم رساةل الجنيل‬
‫امتداد الكنيسة يف أأورشلمي ( أأع ‪ )2 :2-3 :1‬التقرير الثاين لتقدم رساةل الجنيل‬
‫الشهادة يف لك الهيودية والسامرة ( أأع ‪)13 :4-2 :2‬‬
‫استشهاد اس تفانوس ( أأع ‪ 3 :2-2 :2‬أأ)‬
‫القبض عىل اس تفانوس ( أأع ‪)3 :2-2 :2‬‬
‫خطاب اس تفانوس ( أأع ‪)11-1 :2‬‬
‫الهجوم عىل اس تفانوس ( أأع ‪ 3 :2-19 :2‬أأ)‬
‫خدمة فيلبس ( أأع ‪3 :2‬ب ـ ‪)92‬‬

‫‪43‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل شاول ( أأع ‪ 34-3 :4‬أأ)‬


‫رصاعات شاول ( أأع ‪34 :4‬ب‪)13-‬‬
‫الشهادة اىل أأقىص ا ألرض ( أأع ‪ )13 :12-11 :4‬التقرير الثالث لتقدم رساةل الجنيل‬
‫امتداد الكنيسة اىل أأنطاكية ( أأع ‪ 11 :4‬ـ ‪ )19 :31‬التقرير الرابع لتقدم رساةل الجنيل‬
‫امتداد الكنيسة يف أآس يا الصغرى ( أأع ‪ )1 :32-11 :31‬التقرير اخلامس لتقدم رساةل الجنيل‬
‫امتداد الكنيسة يف منطقة حبر اجية ( أأع ‪ )12 :34-2 :32‬التقرير السادس لتقدم رساةل الجنيل‬
‫امتداد الكنيسة اىل روما ( أأع ‪ )13 :12-13 :34‬التقرير السابع لتقدم رساةل الجنيل‬

‫‪44‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫القسم الثاين‬
‫رسائل بولس الرسول‬

‫مقدمة‬
‫مبجرد ما أأهنينا النظرة العامة عىل ا ألسفار التارخيية (ا ألانجيل وسفر أأعامل الرسل)‪ ،‬نأأيت الآن اىل ‪13‬‬
‫رساةل من رسائل العهد اجلديد‪ ،‬ويصبحوا ‪ 11‬رساةل لو ُُض سفر الرؤاي اىل الرسائل‪ .‬ال أأننا ِّمنزيه بوصفه‬
‫سفر نبوي للعهد اجلديد؛ بسبب طبيعته الرؤيوية الفريدة‪ .‬تُقسم الرسائل ـ بوجه عام ـ اىل الرسائل‬
‫البولس ية (اليت كتهبا بولس الرسول)‪ ،‬والرسائل العامة (غري البولس ية)‪ .‬تقع الرسائل البولس ية يف فئتني‪:‬‬
‫تسع رسائل كتهبا اىل الكنائس و أأربع رسائل رعوية‪ .‬ث ييل الرسائل البولس ية مثاين رسائل‪ .‬مفن الطبيعي‬
‫أأ ْن تظهر الكثري من ا ألس ئةل خبصوص معىن وتطبيق الجنيل ابلنس بة للمس يحيني‪ .‬وابلتايل‪ ،‬فان الرسائل‬
‫ُُتيب هذه ا ألس ئةل وت ُِّقدم تفسري عن خشص ومعل املس يح‪ ،‬وتطبيق حق الجنيل ابلنس بة للمؤمنني‪.‬‬
‫خلفية بولس‬
‫لقد ُعرف بولس لس نوات عدة عىل أأنه شاول الطرسويس‪ .‬وِل شاول من أأبوين هيوديني يف مدينة‬
‫طرسوس كيليكية‪ .‬وهو مل يكن هيوداي فقط‪ ،‬بل من خالل شهادته الشخصية‪ ،‬فهو فرييس‪ ،‬ابن فرييس‬
‫( أأع ‪ ،)2 :11‬عرباين من العربانيني (يتلكم العربية أأو الآرامية)‪ ،‬من س بط بنيامني‪( ،‬يف ‪ ،)1-9 :1‬ومن‬
‫الواحض أأن قد تعّل ُتارة صناعة اخليام عندما اكن صغريا ( أأع ‪ .)1 :32‬ومن املؤكد أأنه ذهب اىل أأورشلمي‬
‫وهو يف سن الش باب‪ ،‬وتعّل حتت أأقدام غاملئيل‪ُ ،‬م ِّعّل ذو شأأن يف مدرسة هاليل ( أأع ‪ .)1 :11‬تقدم‬
‫شاول يف دراس ته يف اِلاينة الهيودية عىل أأترابه ألنه اكن الأكرث غرية عىل تقاليد الآابء (غل ‪.)39 :3‬‬
‫‪45‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫أأدت غريته كشخص هيودي متدين اىل سعيه يف اضطهاد الكنيسة ابفراط‪ .‬اكن شاول حارضا‬
‫وراضيا برمج اس تفانوس وقتهل ( أأع ‪ .)1 :2-12 :2‬يف محلته ضد املسحيني‪ ،‬محل رسائل من رؤساء‬
‫الكهنة وسعى وراء املسحيني رجال ونساء ليك يدمر كنيسة املس يح ( أأع ‪33-32 :12‬؛ غل ‪.)31 :3‬‬
‫ويف احدى تكل املهام (لتدمري الكنيسة) اهتدى بولس اىل املس يح وهو يف طريقه اىل دمشق ( أأع ‪.)4‬‬
‫اكن بولس يعرف الثقافة اليواننية معرفة اتمة ألنه تعّل ابلثقافة اليواننية ( أأع ‪12 :32‬؛ يت ‪:3‬‬
‫‪ .)31‬وهذا جعهل ُمطلع عىل الفكر اليوانين‪ .‬وكتلميذ‪ ،‬اكن يعرف الكثري من أأقوال ال ُكتاب اذلين عاشوا‬
‫قبهل والكتاب اذلين عاشوا يف نفس عرصه‪ .‬كام أأن بولس اكن مواطنا رومانيا ( أأع ‪ .)12 :11‬بسبب‬
‫هذا‪ ،‬اس تطاع أأن يرفع دعواه اىل قيرص بكونه مواطن روماين حيامن اكن مسجون يف فيليب (‪-12 :32‬‬
‫‪.)14‬‬
‫وابلتايل‪ ،‬اكن بولس هو الشخص املُختار ليك حيمل رساةل الجنيل اىل ا ألمم‪ .‬اس تطاع بولس أأن‬
‫رصت لللك لك يشء؛ ُل ِّخلص عىل لك حال قوما ’’ (‪3‬كو ‪.)11 :4‬‬
‫يقول‪ُ ‘‘ :‬‬
‫اهتداء بولس‬
‫بيامن يضطهد كنيسة املس يح ابفراط تقابل شاول مع املس يح وهو يف طريقه اىل دمشق‪ ،‬املس يح املمجد‬
‫املقام من ا ألموات‪ ،‬وهذه املقابةل اكنت لها تأأثري جوهري عىل لك حياته ( أأع ‪.)12-1 :4‬‬
‫أأنكر شاول دعوى املس يحي بأأن يسوع هو املس يا‪ ،‬ابن هللا‪ ،‬ابلضافة اىل أأنه مل يؤمن ابملس يح‬
‫املقام من ا ألموات كام أأعلن اس تفانوس عندما رصخ وقال‪‘‘ :‬ها َأان َأن ُْظ ُر السماو ِّات م ْف ُتوحة‪ ،‬وا ْبن‬
‫هللا»‪ ( .‬أأع ‪ .)12 :2‬وصاحوا ‘‘اكذب ’’ ث رمجوه‪ .‬واكن شاول واقفا وراضيا‬ ‫النْس ِّان قائِّما ع ْن ي ِّمنيِّ ِّ‬
‫ِ‬
‫بقتهل‪ .‬لكن حيامن تلكم الرب مع شاول يف يوم اختباره العظمي خارج دمشق‪ِّ ،‬عّل أأن اس تفانوس اكن ُمحقا‬
‫و أأنه هو اذلي اكن عىل خطأأ‪ .‬يسوع املس يح اكن حيا بعد لك هذا! أأنه ابحلقيقة ابن هللا‪ .‬وابلتايل‪ ،‬يف‬
‫‪46‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫خلص‪ .‬بيامن اكنت هذه اخلربة مؤثرة ودرامية؛ ال أأن‬‫مجمع دمشق‪ ،‬أأعلن شاول (بولس) أأن املس يح هو امل ُ ِّ‬
‫تأأثريها قد دام‪ .‬تأأثري تكل اخلربة سبب تعديل عقيل ونفيس‪ .‬رمبا تكون هذه القصة للفرتة اليت قُضيت يف‬
‫العربية ودمشق قبل زايرته ا ألوىل اىل أأورشلمي (غل ‪ .)34-32 :3‬وحينئذ رجع اىل وطنه (طرسوس)‬
‫وقىض ‪ 2‬س نوات مل نعرف شيئا عام فعهل يف تكل الفرتة‪21 .‬‬

‫التشديد امل ِّمتزي لرسائل بولس‬


‫املمزية للك رساةل من‬
‫قبل النظرة العامة عىل لك رساةل من رسائل بولس‪ ،‬دعوان نالحظ اخلصائص ِّ‬
‫رسائل بولس‪22 .‬‬

‫رسائل السجن‬
‫كثريا ما ي ُشار اىل رسائل أأفسس‪ ،‬وفيليب‪ ،‬وكولويس‪ ،‬وفيلمون عىل أأهنا ‘‘رسائل السجن ’’؛ ألهنا ُكتب‬
‫يف السجن وبولس ُمقيد يف السجن‪ .‬لك من تكل الرسائل حيتوي عىل اشارات عن هذا ( أأف ‪3:1‬؛‬
‫‪3:9‬؛ يف ‪31 ،2:3‬؛ كو ‪32:9‬؛ فيل ‪.)32 ،4 ،3‬‬
‫حقيقة أأن هذه الرسائل العظمية قد ُكتبت وبولس يف السجن‪ ،‬سواء وهو مسجون يف الثكنات‬
‫الرومانية أأو وهو ُمقيد ابلسالسل يوميا مع جندي روماين يف بيته اذلي اس تأأجروه لنفسه ( أأع ‪،)12:12‬‬
‫جند أأن هذا مثال مدهش لكيف أأن هللا أأخذ أآلمنا واس تخدهمم جملده ولزايدة فرص اخلدمة (يف ‪-31 :3‬‬
‫‪ .)31‬وي ُ ِّبني كيف ميكننا أأن ن ُقيد ون ُعاق‪ ،‬لكن لكمة هللا ل تُقيد ول تُعاق (‪1‬يت ‪.)4:1‬‬

‫‪21‬‬
‫‪Walter M. Dunnett, New Testament Survey, Evangelical Teacher Training Association, Wheaton, 1967, p. 40‬‬
‫‪22‬‬
‫‪J. Sidlow Baxter, Explore the Book, p. 63-64‬‬

‫‪47‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الرسائل الرعوية‬
‫اجملموعة ا ألخرى من رسائل بولس الرسول يُطلق علهيا ‘‘الرسائل الرعوية ’’‪ ،‬ويس تخدم هذا املصطلح‬
‫ليشري اىل الثالث رسائل لتميواثوس وتيطس (تميواثوس ا ألوىل والثانية‪ ،‬وتيطس)‪ .‬تُعترب أأصال جمرد‬
‫رسائل خشصية وتصنف مع رساةل فيلمون‪ ،‬لكن بسبب أأهنا حتمل حياة الكنيسة بقوة؛ أأطلق علهيا‬
‫‘‘الرسائل الرعوية ’’‪ .‬توجه هذه الرسائل اىل أأشخاص‪ ،‬وحتتوي هذه الرسائل عىل تواصل خاص‬
‫وخشيص لكن املعلومات أأكرث رمسية يف طبيعهتا‪ .‬وجه بولس هذه الرسائل اىل تميواثوس وتيطس لريشدهام‬
‫يف املسائل املتعلقة برعاية الكنيسة‪ ،‬اليت يه بيت هللا (‪3‬يت ‪31-39 :1‬؛ ‪31-2 :9‬؛ قارن ‪1‬يت ‪.)1:1‬‬
‫تتعامل هذه الرسائل مع ادارة وس ياسة وممارسات الكنيسة‪ ،‬ولك مهنا يُعترب حيوي لرعاية الصحية‬
‫لكنيسة‪ .‬هذه الرسائل أأعدها هللا ل ُتعيننا يف مسؤولياتنا الرعوية ويف تمنية وارشاد الكنائس احمللية‪.‬‬
‫يف هذا اخلصوص‪ ،‬توجد ملحوظة هممة جيب أأن نضعها يف تقاعتبار‪ .‬من الثالث عرش رساةل‬
‫اليت كتهبا بولس الرسول‪ ،‬هذه الرسائل الرعوية يه أأخر ما كتب بولس‪ .‬وماذا يفيد ذكل؟ مبا أأن هذه‬
‫الرسائل تتعامل مع نظام الكنيسة وخدمهتا وادارهتا‪ ،‬ملاذا مل تُكتب أأول؟ لو أأنُت أأو أأان فعلنا ذكل (اليوم)‪،‬‬
‫ل ُكنا من احملمتل أأن نضع التنظمي الداري ث البناء‪ ،‬ث هنُت بعد ذكل ابلعقيدة‪.‬‬
‫ذلكل يوجد هنا بعض تقاقرتاحات خبصوص النظام الداري‪:‬‬
‫تقاقرتاح ا ألول‪ :‬ابلطبع التنظمي والرتتيب هامان‪ .‬الكنيسة يه كيان رويح ولك مؤمن هو عضو‬
‫هل وظائف وهمام معينة ليك ينجزها‪ .‬احلاجة ا ألساس ية الرضورية ألداء الكنيسة يه التعلمي الصحيح‬
‫(الالهوت) والفهم الصحيح للكمة هللا‪ ،‬جنبا اىل جنب مع التطبيق الشخيص ليك حنيا حياة مثل حياة‬
‫املس يح‪ ،‬وهذا ميد الكنيسة اب ألساس الرويح وا ألخاليق اذلي عليه تؤسس طرقنا واسرتاتيجياتنا وادارتنا‪.‬‬
‫وبرمغ من تنوع طرقنا‪ ،‬ال أأهنا جيب أأل تتناقض أأبدا مع املبادئ الروحية وا ألخالقية للكمة هللا‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫عىل سبيل املثال‪ ،‬العطاء لتدعمي الكنيسة هو مسؤولية مشرتكة ومسؤولية فردية‪ ،‬لكن العطاء‬
‫ومجع ا ألموال جيب أأن يُت دون أأن يكرس أأو ينهتك املبادئ الكتابية‪ .‬جيب أأن يعطي املؤمن بسخاء ول‬
‫يتالعب من خالل أأسالب تنهتك املبد أأ الكتايب (‪1‬كو ‪.)32-2 :4‬‬
‫تقاقرتاح الثاين‪ :‬جيب أأن يؤسس نظام الكنيسة عىل التعلمي الصحيح املبين عىل الفهم الصحيح‬
‫للكمة هللا (‪1‬يت ‪ .)31:1‬هدف حق هللا‪ ،‬جنبا اىل جنب مع التطبيق (‪3‬يت ‪ ،)32-3 :1‬رضوري لصحة‬
‫الكنيسة‪ .‬عندما حياول املؤمنون أأن يديروا الكنيسة عىل التقليد وحده‪ ،‬س ينهتون اىل نظام كنيس غري‬
‫كتايب ويفتقر اىل العاطفة الروحية والقدرة ألداء مقاصد هللا‪.‬‬
‫وابلتايل‪ ،‬تتعامل هذه الرسائل الرعوية مع أأمور نظام الكنيسة اليت مل تناقش سابقا‪ .‬قبل أأن‬
‫يُعطي هللا تعلاميت معينة عن نظام الكنيسة‪ ،‬أأعطاان رساةل رومية‪ ،‬وكورنثوس ا ألوىل والثانية‪ ،‬وغالطية‪،‬‬
‫و أأفسس‪ ،‬وفيليب وكولويس‪ .‬هذا ألجل أأن التنظمي الكنيس ليس همما؟ الك! ألن التنظمي الكنيس والدارة‬
‫الكنس ية ليس أأساس يا‪ ،‬لكنه اثنوي لمنو الكنيسة‪ .‬و أأنه أأيضا بسبب صوت التعلمي والروحانية اليت تنتج‬
‫يف الهناية اخلدمة املؤثرة وفقا ملعايري هللا و أأن هذا يظهر روح وخشص املس يح يف اخلدمة ويف اذلين مل‬
‫تصل الهيم رساةل الجنيل‪.‬‬
‫حمتوى لك رساةل متشابه‪ ،‬لكنه خمتلف‪ ،‬وتؤكد لك رساةل عىل الرب يسوع املس يح‪ ،‬ورساةل‬
‫الجنيل احتاد املؤمنني ابملس يح‪ .‬اجلدول التايل يوحض تقاختالفات‪:‬‬
‫التأكيد على الرب يسوع‬

‫المسيح قوة هللا لنا‬ ‫رومية‬

‫المسيح حكمة هللا لنا‬ ‫كورنثوس األولى‬

‫المسيح تعزية هللا لنا‬ ‫كورنثوس الثانية‬

‫المسيح بر هللا لنا‬ ‫غالطية‬

‫المسيح غنى هللا لنا‬ ‫أفسس‬

‫‪49‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫المسيح كفاية هللا لنا‬ ‫فيلبي‬

‫المسيح ملء هللا لنا‬ ‫كولوسي‬

‫المسيح وعد هللا لنا‬ ‫تسالونيكي األولى‬

‫المسيح مجازاة هللا لنا‬ ‫تسالونيكي الثانية‬

‫المسيح وسيط هللا لنا‬ ‫تيموثاوس األولى‬

‫المسيح ديان هللا لنا‬ ‫تيموثاوس الثانية‬

‫المسيح حنان هللا لنا‬ ‫تيطس‬

‫المسيح ثقة هللا لنا‬ ‫فيلمون‬

‫تأكيد اإلنجيل على وحدة المؤمنين‬

‫التبرير في المسيح‬ ‫رومية‬


‫التقديس في المسيح‬ ‫كورنثوس األولى‬
‫العزاء في المسيح‬ ‫كورنثوس الثانية‬
‫التحرير في المسيح‬ ‫غالطية‬
‫المجد في المسيح‬ ‫أفسس‬
‫االبتهاج في المسيح‬ ‫فيلبي‬
‫االكتمال في المسيح‬ ‫كولوسي‬
‫االفتتان في المسيح‬ ‫تسالونيكي األولى‬
‫التعويض في المسيح‬ ‫تسالونيكي الثانية‬
‫اإللهام في المسيح‬ ‫تيموثاوس األولى‬
‫اإلرادة والعزيمة في المسيح‬ ‫تيموثاوس الثانية‬
‫النشاط في المسيح‬ ‫تيطس‬
‫الحافز في المسيح‬ ‫فيلمون‬

‫‪50‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫التأكيد على رسالة اإلنجيل‬

‫اإلنجيل ورسالته‬ ‫رومية‬


‫اإلنجيل وخدمته‬ ‫كورنثوس األولى‬
‫اإلنجيل وخدامه‬ ‫كورنثوس الثانية‬
‫اإلنجيل والذين يشوهونه‬ ‫غالطية‬
‫اإلنجيل وعالقته بالسماء‬ ‫أفسس‬
‫اإلنجيل وعالقته باألرض‬ ‫فيلبي‬
‫اإلنجيل وفلسفته‬ ‫كولوسي‬
‫اإلنجيل ومستقبل الكنيسة‬ ‫تسالونيكي األولى‬
‫اإلنجيل وضد المسيح‬ ‫تسالونيكي الثانية‬
‫اإلنجيل ورعاته‬ ‫تيموثاوس األولى‬
‫اإلنجيل ومقاومته‬ ‫تيموثاوس الثانية‬
‫اإلنجيل وتطبيقه‬ ‫تيطس‬
‫اإلنجيل وعالقاته‬ ‫فيلمون‬

‫‪51‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الرساةل اىل رومية‬


‫(املس يح‪ :‬قوة هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫كام دونت الرساةل أأن بولس هو الاكتب (رو ‪ .)3:3‬تقريبا بدون اس تثناء‪ ،‬نُسبت هذه الرساةل اىل بولس‬
‫منذ عرص الكنيسة ا ألوىل‪ .‬حتتوي الرساةل عىل الكثري من الشارات التارخيية اليت تتفق مع احلقائق‬
‫املعروفة عن حياة بولس‪ .‬احملتوى العقائدي للرساةل هو أأيضا متسق مع كتاابت الرسول ا ألخرى‪ ،‬وهذه‬
‫احلقيقة تتضح عندما نقارن الرساةل برسائهل ا ألخرى‪.‬‬
‫أأطلق عىل رساةل رومية ‘‘العمل العظمي ’’‪ ،‬و أأخذت الرساةل امسها من الكنيسة اليت ُكتبت الهيا‬
‫(رو ‪ .)31 ،2 :3‬مل يؤسس الرسول بولس الكنيسة يف روما‪ ،‬لكن بكونه رسول ا ألمم‪ ،‬اش تاق لس نني‬
‫عدة أأن يزور املؤمنني يف روما (رو ‪ ،)11-11 :31‬ورمبا من انحية أأخرى أأسسهم عىل الميان وتعلمي‬
‫الجنيل هناك (رو ‪.)31-31 :3‬‬
‫اكنت ِلى الرسول الرغبة للخدمة يف روما؛ ذلا كتب رساةل رومية ليك ميهد الطريق لزايرته (رو‬
‫تبت رساةل رومية من كورنثوس‪ ،‬حيامن اكن جيمع للفقراء يف فلسطني‪ .‬من هناك ذهب‬ ‫‪ُ .)32-39 :31‬ك ْ‬
‫الرسول عىل أأورشلمي ليُ ِّ‬
‫سّل ا ألموال اليت مجعها‪ ،‬حيث اكن ينوي أأن يذهب اىل روما واس بانيا (رو ‪:31‬‬
‫‪ .)19‬ذهب الرسول بولس يف الهناية اىل روما‪ ،‬ولكنه ذهب وهو جسني‪ .‬من الواحض أأن فييب‪ ،‬امر أأة من‬
‫كنيسة سينكراي بقرب كورنثوس (رو ‪ ،)3 :32‬محلت الرساةل اىل روما‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اترخي كتابة الرساةل‪ 12-12 :‬ميالدية‬


‫ُكتبت الرساةل اىل رومية حوايل س نة ‪ 12-12‬ميالدية‪ ،‬والأكرث ترجيحا أأهنا ُكتبت بقرب هناية الرحةل‬
‫التبشريية الثالثة للرسول بولس ( أأع ‪39 :13-11 :32‬؛ رو ‪ .)34:31‬من وهجة نظر عبارة بولس اليت‬
‫جاءت يف رومية ‪ ،12 :31‬يتضح أأن بولس أأخذ تربعات من كنائس مكدونية و أأخائية‪ .‬وهذا يعين أأنه‬
‫اكن حيهنا يف كورنثوس‪ ،‬ومبا أأنه مل يكن هناك عندما ُكتبت الرساةل لتكل الكنيسة (قارن ‪3‬كو ‪-3 :32‬‬
‫‪1 ،9‬كو ‪ ،)4-2‬فَّلا جيب أأن تكون كتابة رساةل رومية اكنت بعد كتابة رساليت كورنثوس ا ألوىل والثانية‬
‫اليت ُكتبتا حوايل س نة ‪ 11‬ميالدية‪.‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫مل تُكتب رساةل رومية لتناقش مشالك معينة مثل بعض الرسائل ا ألخرى‪ .‬ينكشف ثالثة أأهداف واحضة‬
‫لكتابة الرساةل اىل رومية‪ .‬الهدف ا ألول أأن يُ ِّعلن الرسول بولس ببساطة خطته لزايرة روما بعد عودته‬
‫من أأورشلمي و أأن يعد الكنيسة جمليئه (رو ‪ 14-12 ،19:31‬قارن أأع ‪ .)13:34‬أأراد بولس أأن يبلغهم‬
‫خبططه و أأن جيعلهم يصلوا من أأجل امتاهما (رو ‪ .)11-12 :31‬الهدف الثاين‪ :‬اكن أأن ي ُ ِّقدم رساةل اجنيل‬
‫هللا الاكمةل كام دعاه هللا ألن ي ُ ِّعلهنا‪ .‬مل يكن الرسول مس تعدا فقط أل ْن ‘‘يعظ ابلجنيل لَّلين يف رومية‬
‫’’ (رو ‪)31 :3‬؛ بل أأرادمه أأن يكون ِلهيم فهم واحضا ملعناه وامتداده اىل لك نوايح احلياة شامال‪ :‬املايض‬
‫(التربير اذلي يعين أأن ي ُ ِّعلن الشخص ابرا) واحلارض (التقديس اذلي يعين العزل) واملس تقبل (المتجيد‬
‫اذلي يعين مشاركة جمد املس يح)‪ .‬الهدف الثالث‪ :‬يتعلق اب ألس ئةل اليت نشأأت بطريقة طبيعية بني‬
‫املس يحيني الهيود وا ألمميني يف روما‪ ،‬مثل‪ :‬ما موقف الجنيل من الناموس وشعائر العهد القدمي مثل‬
‫اخلتان؟ ماذا عن الهيود؟ هل ختىل هللا عن الهيود؟ هل هللا نىس وعوده اليت قطعها للهيود؟ أأجاب‬
‫بولس عىل هذه ا ألس ئةل ورشح خطة هللا للخالص للهيود وا ألمم‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫موضوع الرسول بولس يف رساةل رومية ِّقيل بوضوح يف (رو ‪ .)32-32 :3‬يف هذا ي ُ ِّبني الرسول‬
‫كيف خلص هللا اخلطاة‪ .‬يف تكل ا ألعداد‪ ،‬مجع الرسول املواضيع العظمية معا‪ :‬الجنيل‪ ،‬قوة هللا‪ ،‬اخلالص‪،‬‬
‫لك خشص يؤمن‪ ،‬الرب من هللا‪ ،‬الهيود وا ألمم‪ .‬كتب تشارلز ريري ‪ُ Charles Ryrie‬ملخص رائع عن‬
‫املوضوع واحملتوى لرساةل رومية‪:‬‬
‫‘‘تُس هتل رساةل رومية بعقيدة التربير ابلميان بطريقة منظمة أأكرث من رسائل بولس ا ألخرى‪.‬‬
‫موضوع الرساةل هو بر هللا (رو ‪ .)32-32 :3‬مت مناقشة العديد من العقائد املس يحية ا ألساس ية يف‬
‫رساةل رومية كـ‪ :‬العالن الطبيعي (رو ‪ ،)12-34 :3‬مشولية اخلطية (رو ‪ ،)11:1‬اخلطية ا ألصلية (رو‬
‫‪ ،)31:1‬تقاحتاد ابملس يح (رو ‪ ،)3:2‬اختيار ورفض ارسائيل (رو ‪ ،)33-4‬املواهب الروحية (رو ‪:31‬‬
‫‪ ،)2-1‬احرتام السلطات (رو ‪23 .)2-3 :31‬‬

‫تنقسم رساةل رومية بعيدا عن املقدمة (رو ‪ )32-3 :3‬وتعليقات بولس اخلتامية (رو ‪)12 :32-39 :31‬‬
‫اىل ثالثة أأقسام‪:‬‬
‫الحصاحات الامثين ا ألوىل عقائدية‪ ،‬تس تعرض اخلطوط العريضة للعقائد ا ألساس ية لجنيل بر هللا (التربير‬
‫والتقديس) من خالل الميان‪.‬‬
‫والصالحات من (‪ )33-4‬يه قومية يف طبيعهتا‪ ،‬تصف تعامالت هللا مع الهيود وا ألمم وعالقة لك مهنام‬
‫ابلجنيل‪.‬‬
‫ت ُِّقدم ابيق الحصاحات من (‪ )32-31‬التطبيقات العملية لالجنيل يف حياة املؤمن اليومية‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪Ryrie, p. 1786‬‬


‫‪54‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املس يح كام يُرى يف رساةل رومية‬


‫ي ُ ِّقدم الرسول بولس يسوع املس يح بوصفه أآدم الثاين اذلي بربه وموته النيايب أأعطى التربير للك خشص‬
‫يضع ثقته واميانه فيه‪ .‬قدم املس يح بره كعطية جمانية للبرش اخلطاة‪ ،‬وحتمل دينونة وغضب هللا ألجل‬
‫خطااي وأآاثم البرش‪ .‬موت املس يح وقيامته يه أأساس فداء املؤمن‪ ،‬وتربيره‪ ،‬ومصاحلته‪ ،‬وخالصه‪،‬‬
‫ومتجيده‪24 .‬‬

‫خمطط لدلراسة الشخصية‬


‫مقدمة (رو ‪)32-3 :3‬‬
‫اِلينونة‪ :‬احلاجة للرب بسبب خطية امجليع (رو ‪)12 :1-32 :3‬‬
‫دينونة النسان الفاسق (ا ألممي) (رو ‪)11-32 :3‬‬
‫دينونة النسان ذو اخلُلق (رو ‪)32-3 :1‬‬
‫دينونة النسان املتدين (الهيودي) (رو ‪)2 :1-32 :1‬‬
‫دينونة لك البرش (رو ‪)12-4 :1‬‬
‫التربير‪ :‬نسب (الصاق) بر هللا من خالل املس يح (رو ‪.)13 :1-13 :1‬‬
‫وصف الرب (رو ‪)13-13 :1‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪Wilkinson/Boa, p. 374‬‬

‫‪55‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫مثال الرب (رو ‪)11-3 :9‬‬


‫براكت الرب (رو ‪)33-3 :1‬‬
‫تضاد الرب واِلينونة (رو ‪)13-31 :1‬‬
‫التقديس‪ :‬الرب املمنوح وبرهانه (رو ‪)14 :2-3 :2‬‬
‫التقديس واخلطية (رو ‪)11-3 :2‬‬
‫التقديس والناموس ـ (رو ‪)11-3 :2‬‬
‫التقديس والروح القدس (رو ‪)14-3 :2‬‬
‫الثبات‪ :‬الهيود وا ألمم‪ ،‬جمال بر هللا (رو ‪)12 :33-3 :4‬‬
‫مايض ارسائيل‪ :‬اختارها هللا (رو ‪)14-3 :4‬‬
‫حارض ارسائيل‪ :‬رفضها هللا (رو ‪)13 :32-12 :4‬‬
‫مس تقبل ارسائيل‪ :‬احياءها وارجاعها (رو ‪)12-3 :33‬‬

‫التطبيق‪ :‬ممارسة الرب يف اخلدمة (رو ‪)31 :31-3 :31‬‬


‫يف العالقة مع هللا (رو ‪)1-3 :31‬‬
‫يف العالقة مع النفس (رو ‪)1:31‬‬
‫يف العالقة مع الكنيسة (رو ‪)2-9 :31‬‬
‫‪56‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫يف العالقة ابجملمتع (رو ‪)13-4 :31‬‬


‫يف العالقة ابلسلطة (رو ‪)39-3 :31‬‬
‫يف العالقة ابملس يحيني الآخرين (رو ‪)31 :31-3 :39‬‬
‫رسائل خشصية وصالة ختامية (رو ‪)12 :32-39 :31‬‬
‫خطط بولس (رو ‪)11-39 :31‬‬
‫حتيات بولس (رو ‪)32-3 :32‬‬
‫صالة ختامية لبولس (رو ‪)12-32 :32‬‬

‫‪57‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل كورنثوس ا ألوىل‬


‫(املس يح‪ :‬حمكة هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫بولس هو اكتب الرساةل اىل كورنثوس‪ .‬وهذا يؤيده لك من ا ألدةل اِلاخلية واخلارجية‪ .‬من القرن ا ألول‬
‫(‪ 42‬ميالدية) حىت الآن‪ ،‬توجد أأدةل مس مترة وكثرية عىل أأن بولس هو اكتب الرساةل اىل كورنثوس‪.‬‬
‫أألكميندس من روما (راعي من القرن الثاين) كتب عن رساةل كورنثوس ا ألوىل عىل أأهنا ‘‘رساةل الرسول‬
‫املطوب بولس ’’ يف رسالته اىل الكورنثوس يني واقتبس من رساةل كورنثوس ا ألوىل خبصوص انقساماهتم‬
‫املس مترة‪ .‬واِلليل اِلاخيل واحض‪ .‬الاكتب يدعو نفسه يف مرات عديدة بولس (‪3‬كو ‪3:3‬؛ ‪ 13:32‬قارن‬
‫‪32-31 :3‬؛ ‪.)11 ،2 ،9:1‬‬
‫تكشف اِلراسة املتأأنية لسفر أأعامل الرسل والرسائل العديدة الزتام بولس بكنيسة كورنثوس‪.‬‬
‫(‪ )3‬زايرته ا ألوىل لكورنثوس عقهبا (‪ )1‬الرساةل ا ألوىل اىل كورنثوس (فقدت الآن)‪ .‬وبعد ذكل تالها‬
‫(‪ )1‬رساةل الثانية اىل كورنثوس (رساةل كورنثوس ا ألوىل) ث (‪ )9‬زايرته الثانية لكورنثوس (‘‘الزايرة‬
‫املؤملة ’’‪1 ،‬كو ‪ .)3:1‬وبعد ذكل اكنت (‪ )1‬الرساةل الثالثة اىل كورنثوس (وفقدت الرساةل أأيضا)‪ .‬ث تالها‬
‫(‪ )2‬الرساةل الرابع اىل كورنثوس (رساةل كورنثوس الثانية‪ .‬ويف الهناية‪ ،‬زار كورنثوس للمرة الثالثة ( أأع‬
‫قدت ألن هللا مل يقصد أأن تكون‬
‫‪ .)1-1 :12‬من الواجب أأن يلفت تقانتباه اىل أأن الرسالتني املفقودتني فُ ْ‬
‫جزءا من قانونية الكتب املقدسة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اترخي كتابة الرساةل‪ :‬س نة ‪ 11‬ميالدية‬


‫وعظ بولس أأول ابلجنيل يف كورنثوس وهو يف رحلته التبشريية الثانية‪ ،‬واكن ذكل حوايل س نة ‪12‬‬
‫ميالدية‪ .‬وهو يف كورنثوس‪ ،‬عاش ومعل مع أأكيال وبريسكيال الَّلان اكان من نفس صنعته‪ ،‬صانعي خيام‬
‫( أأع ‪ .)1:32‬اكن بولس يعظ يف اجملمع الهيودي كعادته أأول؛ لكنه يف الهناية يطرد خارجا من خالل‬
‫املقاومة الهيودية‪ .‬توجه بولس ببساطة حنو البيت املالصق هو بيت تيطس يسطس حيث اس متر يف‬
‫خدمته ( أأع ‪ .)2 :32‬برمغ اهتام الهيود هل أأمام الوايل الروماين غاليون (الهتمة قد ُأسقطت)‪ ،‬ظل بولس‬
‫يف كورنثوس ‪ 32‬شهرا ( أأع ‪32-3 :32‬؛ ‪3‬كو ‪ُ .)1:1‬كتبت هذه الرساةل يف حوايل س نة ‪ 11‬ميالدية‪،‬‬
‫يف هناية اقامة بولس يف أأفسس ملدة ‪ 1‬س نوات (‪3‬كو ‪4-1 :32‬؛ أأع ‪ .)13 :12‬من اشارته أأنه مكث‬
‫يف أأفسس اىل يوم امخلسني (‪3‬كو ‪ ،)2 :32‬يظهر انه قصد أأن يبقى هناك قليال ملدة أأقل من س نة عندما‬
‫كتب هذه الرساةل‪.‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫ليك نفهم موضوع وغرض الرساةل‪ ،‬من الرضوري أأن نعرف قليال عن اخللفية التارخيية‪ .‬اكنت كورنثوس‬
‫مدينة كبرية (عدد ساكهنا حوايل ‪ ،222222‬وحوايل ‪ 1/1‬مهنم اكنوا عبيدا) تقع عىل برزخ ضيق (مساحة‬
‫من اليابس متتد يف املاء) بني حبر اجية والبحر ا ألدرايتييك اليت تربط بيلوبونزي ‪25 Peloponnesus‬‬

‫بشامل اليوانن‪ .‬برمغ أأن الكنيسة اكنت مزدهرة جدا من وهجة النظر البرشية‪ ،‬فان رمبا تساءل بولس‬
‫ورفقاءه عن نوع جناح بر هللا اذلي سوف حيرزه يف مدينة مثل كورنثوس‪ .‬مكدينة‪ ،‬اكن ساكن كورنثوس‬
‫عندمه املادية الصارخة والآاثم الرهيبة‪ .‬اكنت املدينة مملوءة ابملزارات واملعابد‪ ،‬واكن هبا معبد أأفروديت‬
‫اذلي مت انشاءه عىل مقة جبل عىل ارتفاع ‪ 3222‬قدم (‪ 112‬مرت) ُمسي أأكروكورنثوس‪ .‬يف ا ألدب اليوانين‬

‫‪ 25‬شبه جزيرة كبيرة تقع في جنوب اليونان‬


‫‪59‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املبكر‪ ،‬اكنت اللهة أأفروديت مرتبطة ابلرثوة واخللود‪ .‬تعبري ‘‘فتاة كورنثوسيية ’’ جاء مبعىن زانية‪ .‬وعبارة‬
‫‘‘ أأن تفعل مثل الكورنثوس يني ’’ جاء مبعىن ‘‘ أأن متارس الزان ’’‪ .‬متركز الكثري من الرثوة والرزيةل يف‬
‫كورنثوس حول معبد اللهة أأفروديت وزانيات املعبد ا أللف ‪ .3222‬من أأجل هذا السبب‪ ،‬حذر املثل‬
‫قائال‪‘‘ :‬ان الرحةل واذلهاب اىل كورنثوس ليست للك رجل ’’‪.‬‬
‫من رواية سفر ا ألعامل‪ ،‬يبدوا كام لو أأن بولس حصل عىل مؤمنني قليلني بني الهيود‪ ،‬واكن ابيق‬
‫املهتدين للمس يح من ا ألمم‪ .‬معظم هؤلء املهتدين للمس يح جاءوا من طبقات اجامتعية متواضعة‪ ،‬برمغ‬
‫وجود بعض املهتدين من الطبقات النبيةل (‪3‬كو ‪ .)13-12 :3‬تقاختالفات تقاجامتعية وتقاقتصادية املمتزية‬
‫وجدت بني املؤمنني اجلُدد (‪3‬كو ‪19-12 :2‬؛ ‪)19-13 :33‬؛ والبعض أأنغمس يف الفجور الوثين (‪3‬كو‬
‫‪ .)33-4 :2‬حىت الآن يفتخر الغريق بأأنفسهم من حيث عقالنيهتم‪ ،‬برمغ من أأن حالهتم اكنت منحةل‬
‫أأخالقيا‪26 .‬‬

‫ميكن ابلتأأكيد للمرء أأن يرى ا ألحوال اِلينية والال أأخالقية ملدينة كورنثوس اليت أأثرت سلبا عىل‬
‫حياة الكنيسة رويح و أأخالقيا‪ .‬املوضوع ا ألسايس للرساةل هو كيف أأن حياة املس يحي اجلديدة تقدست‬
‫يف املس يح و أأهنم دعوا قديسني‪ ،‬و أأن يطبقوا هذا يف لك منايح احلياة‪ .‬هذه احلياة اجلديدة يف املس يح‬
‫تتطلب طريقة جديدة للحياة من خالل الروح القدس (‪3‬كو ‪32 ،32 :1‬؛ ‪ .)12-34 ،33:2‬ظهرت‬
‫حمكة هللا لنا يف املس يح ويه اليت ت ُِّغري املؤمنني عىل املس تويني الشخيص وتقاجامتعي‪.‬‬
‫وابلتايل‪ُ ،‬كتبت رساةل كورنثوس ا ألوىل‪ ،‬كرساةل تصحيحية رعوية للمؤمنني بسبب ا ألخبار اليت‬
‫وصلته خبصوص املشالك الكثرية وتقاضطراابت يف الكنيسة هناك‪ .‬تتضمن املشالك‪ :‬تقانقسامات يف‬
‫الكنيسة (‪3‬كو ‪ ،)33:3‬الثقة يف احلمكة النسانية أأو الثقة يف حمكة العامل أأكرث من الثقة يف حمكة هللا‬

‫‪26‬‬
‫‪Henry Clarence Thiessen, Introduction to the New Testament, Eerdmans, Grand Rapids, 1943, pp. 202-03.‬‬

‫‪60‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫(‪3‬كو ‪ ،)12-13 :3‬الزان (‪3‬كو ‪31-3 :1‬؛ ‪ ،)12-4 :2‬عددا من ا ألس ئةل خبصوص الزواج والطالق‪،‬‬
‫وا ألطعمة‪ ،‬والعبادة‪ ،‬واملواهب الروحية والقيامة‪ .‬ابلتأأكيد‪ ،‬بسبب خلفيهتم اِلينية واخللفية الال أأخالقية‪،‬‬
‫وبسبب املعتقدات واملامرسات اليت متزيت هبا هذه الكنيسة‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل كورنثوس ا ألوىل‬
‫أأمهية املس يح بكونه جوهر ومصدر احلياة املس يحية كام قيل يف (‪3‬كو ‪‘‘ :)12 :3‬ومنه أأنُت ابملس يح‬
‫يسوع‪ ،‬اذلي صار لنا حمكة من هللا وبرا وفداء ’’‪.‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫مقدمة (‪3‬كو ‪)4-3 :3‬‬
‫التحية الرمسية (‪3‬كو ‪)1-3 :3‬‬
‫صالة ُشكر (‪3‬كو ‪)4-9 :3‬‬
‫تقانقسامات يف الكنيسة (‪3‬كو ‪)13 :9-32 :3‬‬
‫تقرير عن تقانقسامات (‪3‬كو ‪)32-32 :3‬‬
‫أأس باب تقانقسامات (‪3‬كو ‪)32 :1-32 :3‬‬
‫نتيجة تقانقسامات (‪3‬كو ‪)1 :9-3 :1‬‬
‫منوذج ومثال بولس (‪3‬كو ‪)13-2 :9‬‬
‫تقاضطراابت ا ألخالقية يف الكنيسة (‪3‬كو ‪)12 :2-3 :1‬‬
‫‪61‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫حاةل زان احملارم (‪3‬كو ‪)31-3 :1‬‬


‫مشلكة اقامة اِلعوى القضائية يف احملامك الوثنية (‪3‬كو ‪)2-3 :2‬‬
‫التحذير ضد تقاحنالل ا ألخاليق (‪3‬كو ‪)12-4 :2‬‬
‫وصااي خبصوص الزواج (‪3‬كو ‪)92-3 :2‬‬
‫الزواج والتبتل (‪3‬كو ‪)4-3 :2‬‬
‫الزواج والطالق (‪3‬كو ‪)19-32 :2‬‬
‫الزواج واخلدمة املس يحية (‪3‬كو ‪)12-11 :2‬‬
‫الزواج والزواج للمرة الثانية (‪3‬كو ‪)92-14 :2‬‬
‫تعالمي خبصوص ا ألطعمة املُقدمة ل ألواثن (‪3‬كو ‪)3 :33-3 :2‬‬
‫هل ي ُ ْم ِّكن للمس يحي أأن يأألك من طعام قُ ِّدس لهل وثين؟ (‪3‬كو ‪)31-3 :2‬‬
‫بولس مكثال (‪3‬كو ‪)12-3 :4‬‬
‫تعالمي ووصااي (‪3‬كو ‪)3 :33-3 :32‬‬
‫تعالمي خبصوص العبادة العامة (‪3‬كو ‪)92 :39-1 :33‬‬
‫غطاء املر أأة (‪3‬كو ‪)32-3 :33‬‬
‫عشاء الرب (‪3‬كو ‪)19-32 :33‬‬
‫اس تخدام املواهب الروحية (‪3‬كو ‪)92 :39-3 :31‬‬
‫‪62‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫عقيدة القيامة (‪3‬كو ‪)12-3 :31‬‬


‫أأمهية القيامة (‪3‬كو ‪)33-3 :31‬‬
‫نتاجئ اناكر القيامة (‪3‬كو ‪)34-31 :31‬‬
‫الرجاء املس يحي (‪3‬كو ‪)19-12 :31‬‬
‫جسد (جسم) القيامة (‪3‬كو ‪)12-11 :31‬‬
‫انتصار املس يحي من خالل املس يح (‪3‬كو ‪)12-13 :31‬‬
‫امجلع ألجل فقراء أأورشلمي (‪3‬كو ‪)9-3 :32‬‬
‫خامتة (‪3‬كو ‪)19-1 :32‬‬

‫‪63‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل كورنثوس الثانية‬


‫(املس يح‪ :‬عزاء هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫بولس هو اكتب هذه الرساةل‪ ،‬كام هو ُمبني يف التحية تقافتتاحية‪ .‬لك من ا ألدةل اخلارجية واِلاخلية يه‬
‫أأدةل قوية جدا تؤيد أأن بولس هو املؤلف‪ .‬يف احلقيقة‪‘‘ :‬اهنا مدموغة بأأسلوبه‪ ،‬و أأهنا حتتوي عىل أأكرث‬
‫ا ألش ياء اليت كتهبا بولس عن نفسه أأكرث من أأي كتاابت أأخرى هل’’‪27 .‬‬

‫اترخي كتابة الرساةل‪ 12 :‬ميالدية‬


‫بسبب الشغب اذلي سببوا صاغة الفضة ( أأع ‪ ،)93-11 :34‬رحل بولس من أأفسس اىل مكدونية ( أأع‬
‫‪ )3:12‬يف ربيع س نة ‪ 12‬ميالدية‪ .‬ونتيجة ذلكل‪ ،‬مكث قليال يف ترواس أآمال أأن يقابل تيطس (‪ 1‬كو‬
‫‪ )31:1‬وأآمال أأن يس تقبل أأخبارا عن ا ألوضاع وا ألحوال يف كورنثوس‪ .‬ومل جيد تيطس هناك‪ ،‬وواصل‬
‫بولس السفر اىل مكدونية‪ ،‬وهو قلق عىل سالمة تيطس (‪1‬كو ‪ .)2-1 :2‬وهناك تقابل مع تيطس‪،‬‬
‫اذلي جاء بأأخبار سعيدة عن كنيسة كورنثوس لكنه أأبلغه بأأخبار سيئة عن اجملموعة اليت وقفت ضده‬
‫لتقاومه وتقاوم رسوليته‪ .‬كتب من مكدونية الرساةل الرابعة‪ ،‬أأي الرساةل الثانية اىل كورنثوس‪ .‬وابلتايل قد‬
‫زار بولس كورنثوس للمرة الثالثة أأثناء ش تاء س نة ‪ 12-12‬ميالدية ( أأع ‪.)1-1 :12‬‬

‫‪27‬‬
‫‪Gaebelein, electronic media‬‬

‫‪64‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫موضوع وغرض الرساةل‬


‫من لك رسائل بولس‪ ،‬الرساةل الثانية اىل كورنثوس يه أأكرث الرسائل محميية و أأكرث الرسائل اليت‬
‫تتحدث عن ا ألمور الشخصية للرسول‪ .‬فهيا فتح الرسول قلبه و أأعلن عن حبه املُخ ِّلص ملؤمين كورنثوس‬
‫حىت برمغ من أأن البعض انتقده بشدة وتغريت حمبهتم هل‪ .‬املوضوع ا ألسايس كام وصفه جميس ك‪ .‬لوري‬
‫‪ James K. Lowery‬يف كتاب تفسري املعرفة الكتابية ‪:Bible Knowledge commentary‬‬
‫‘‘اذلي أأقلق الرسول بولس يف املقام ا ألول اكن وجود املعلمني الكذبة‪ ،‬اذلين أأدعوا بأأهنم ُرسل‪،‬‬
‫ودخلوا الكنيسة‪ ،‬وروجوا ألفاكرمه اخلاصة ويف نفس الوقت سعوا أل ْن يشوهوا ويضعفوا الثقة يف خشص‬
‫ورساةل الرسول بولس‪ .‬لقد ُكتبت الرساةل الثانية اىل كورنثوس ل ُتدافع عن رسولية ورساةل الرسول بولس‪.‬‬
‫ومل يفعل الرسول بولس هذا بروح اِلفاع عن اذلات‪ ،‬لكنه بسبب أأن بولس اكن يعرف أأن قبول‬
‫خدمته ورسالته مرتبطني خبري وحصة الكنيسة روحيا ’’‪28 .‬‬

‫ونتيجة ِلفاع بولس‪ ،‬انبثقت ثالثة أأهداف و أأغراض رئيس ية‪ )3( :‬عرب بولس عن فرحه ابس تجابة‬
‫الكنيسة املُرضية خلدمته (‪1‬كو ‪)32 :2-3 :3‬؛ (‪ )1‬سعى أل ْن يُذ ِّكر املؤمنني بتعهدمه بتقدمي تقدمة‬
‫للمس يحيني يف الهيودية (‪1‬كو ‪)31 :4-3 :2‬؛ (‪ )1‬سعى ألن يُدافع عن سلطته الرسولية (‪1‬كو ‪-3 :32‬‬
‫‪.)39 :31‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل كورنثوس الثانية‬
‫نرى املس يح ‘‘العزاء لنا ’’ يف هذه الرساةل (‪1‬كو ‪ )1:3‬و ‘‘تقانتصار ’’ (‪1‬كو ‪ ،)39:1‬و ‘‘الرب‬
‫’’ (‪1‬كو ‪ ،)9:1‬و ‘‘احلرية ابلنس بة للحياة اجلديدة (‪1‬كو ‪ ،)32:1‬و ‘‘النور ’’ (‪1‬كو ‪ ،)2:9‬و ‘‘القايض‬

‫‪28‬‬
‫‪Walvoord/Zuck, electronic media‬‬

‫‪65‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫’’ (‪1‬كو ‪ ،)32:1‬و ‘‘املُصاحلة ’’ (‪1‬كو ‪ ،)34:1‬و ‘‘العطية ’’ (‪1‬كو ‪ ،)31:4‬و‘‘املاكل ’’ (‪1‬كو ‪،)2:32‬‬
‫و ‘‘القوة ’’ (‪1‬كو ‪.)4:31‬‬
‫‪29‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫تفسري قيادة بولس وخدمته الرسولية (‪1‬كو ‪)32 :2-3 :3‬‬
‫التحية تقافتتاحية (‪1‬كو ‪)1-3 :3‬‬
‫شكر من أأجل التعزية اللهية يف ا ألمل (‪1‬كو ‪)33-1 :3‬‬
‫نزاهة قيادة ودوافع الرسول بولس (‪1‬كو ‪)9 :1-31 :3‬‬
‫مساحمة املذنب يف كورنثوس (‪1‬كو ‪)33-1 :1‬‬
‫توجيه وقيادة هللا يف اخلدمة (‪1‬كو ‪)32-31 :1‬‬
‫مؤمين كورنثوس ـ رساةل من املس يح (‪1‬كو ‪)33-3 :1‬‬
‫السعي جملد الرب بوجه مكشوف (‪1‬كو ‪)2 :9-31 :1‬‬
‫كزن يف أأواين خزفية (‪1‬كو ‪)31-2 :9‬‬
‫مشهد املوت وماذا يُعين للمس يحي (‪1‬كو ‪)32 :1-32 :9‬‬
‫خدمة املصاحلة (‪1‬كو ‪)32 :2-33 :1‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Frank E. Gaebelein, General Editor, The Expositor’s Bible Commentary, New Testament, Zondervan, Grand‬‬
‫‪Rapids, 1976-1992, electronic media‬‬

‫‪66‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫ا ألب الرويح يُناشد أأولده (‪1‬كو ‪)9 :2-33 :2‬‬


‫املقابةل مع تيطس (‪1‬كو ‪)32-1 :2‬‬
‫القسم التشجيعي (الوعظني)‪ :‬امجلع من أأجل املس يحيني يف أأورشلمي (‪1‬كو ‪)31 :4-3 :2‬‬
‫تشجيع الكرم والعطاء بسخاء (‪1‬كو ‪)31-3 :2‬‬
‫تيطس ورفقاءه يذهبون لكورنثوس (‪1‬كو ‪)1 :4-32 :2‬‬
‫براكت العطاء بسخاء (‪1‬كو ‪)31-2 :4‬‬
‫برهان بولس عىل سلطانه الرسويل (‪1‬كو ‪)39 :31-3 :32‬‬
‫دفاع بولس عن سلطانه الرسويل (‪1‬كو ‪)32-3 :32‬‬
‫اضطرار بولس اىل غباوة تقافتخار (‪1‬كو ‪)13 :31-3 :33‬‬
‫حتذيرات ختامية (‪1‬كو ‪)32-3 :31‬‬
‫خامتة (‪1‬كو ‪)39-33 :31‬‬

‫‪67‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل غالطية‬
‫(املس يح‪ :‬بر هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫يُعرف بولس نفسه عىل أأنه اكتب هذه الرساةل هبذه اللكامت ‘‘بولس رسول ’’‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 94 :‬ميالدية‬
‫ُكتبت الرساةل اىل املس يحيني يف جنوب غالطية‪ .‬تأأسست تكل الكنائس يف الرحةل التبشريية ا ألوىل‬
‫للرسول بولس‪ُ .‬كتبت رساةل غالطية بعد هناية الرحةل (من احملمتل أأن تكون ُكتبت الرساةل من أأنطاكية‬
‫س نة ‪ 94‬ميالده‪ ،‬وهذا جيعلها أأوىل رسائهل) قبل مجمع أأورشلمي مبارشة ( أأع ‪.)31‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫أأطلق العديد من الالهوتيني عىل الرساةل اىل غالطية ‘‘ع ْق ْد احلرية املس يحية ’’‪ .‬تقف رساةل غالطية‬
‫كتحدي قوي أأمام الهتويدين (اذلي يريدون أأن يهتود املس يحي أأول) وتعالميهم احلرفية الناموس ية (احلياة‬
‫حتت الناموس بدل من احلياة حتت النعمة)‪ .‬لقد علموا بعدد من املامرسات الطقس ية للعهد القدمي اليت‬
‫جيب أأن تلزتم هبا الكنيسة‪ .‬وابلتايل‪ ،‬كتب الرسول يدحض اجنيلهم الاكذب ‘‘اجنيل ا ألعامل ’’ وي ُ ِّبني‬
‫مسو التربير ابلميان والتقديس ابلروح القدس‪.‬‬
‫ابلضافة اىل أأن الهتويدين مل ينادوا فقط ابجنيل اكذب مزيف‪ ،‬بل أأيضا سعوا أل ْن يشككوا يف‬
‫رسولية الرسول بولس‪ .‬يدافع الرسول بولس يف أأول احصاحني عن رسوليته ورسالته اليت أأخذها ابعالن‬
‫من املس يح املقام من ا ألموات‪ .‬ث حياجج بعد ذكل يف احصاحات ‪1‬و‪ 9‬عن عقيدة النعمة‪ ،‬والتربير‬
‫‪68‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫ابلميان وحده‪ .‬رمبا يدعي البعض أأن مثل هذه العقيدة تقود اىل التساهل مع اخلطية‪ .‬وذلكل ي ُ ِّبني‬
‫احصاحات ‪ 1‬و‪ 2‬أأنه جيب عىل املس يحي أأن حييا بقوة الروح‪ ،‬و أأن السري حتت ارشاد وقيادة الروح‬
‫سوف ل يُظهر أأعامل اجلسد بل ابحلري يُظهر مثار الروح‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل غالطية‬
‫من خالل موت املس يح مات املؤمنني للناموس‪ ،‬ومن خالل احلياة الطائعة للمس يح (غل ‪ ،)12:1‬ذلا‬
‫يتحرر املؤمنني من العبودية (غل ‪ 3 :1‬ـ اىل هناية الحصاح)‪ ،‬وحيرضوه املس يح اىل وضع وماكنة احلرية‪.‬‬
‫تعطي قوة الصليب حتريرا من لعنة الناموس‪ ،‬ومن قوة اخلطية ويعطي حتريرا من اذلات (غل ‪9:3‬؛‬
‫‪12:1‬؛ ‪1:9‬؛ ‪19 ،32:1‬؛ ‪.)39:2‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫خشصيا‪ :‬اِلفاع عن اجنيل النعمة‪ ،‬والتربير ابلميان وحده (غل ‪)13 :1-3 :3‬‬
‫مقدمة (غل ‪)32-3 :3‬‬
‫أأخذ الرسول بولس اجنيل النعمة ابعالن (غل ‪)19-33 :3‬‬
‫صدقت الكنيسة يف أأورشلمي عىل اجنيل النعمة (اذلي يكرز به بولس) (غل ‪)32-3 :1‬‬
‫دافع بولس عن اجنيل النعمة عندما انهتر بطرس (غل ‪)13-33 :1‬‬
‫عقائداي‪ :‬رشح اجنيل النعمة‪ ،‬والتربير ابلميان وحده (غل ‪)13 :9-3 :1‬‬
‫اختبار املؤمنني يف غالطية‪ :‬مت منح الروح القدس ابلميان (غل ‪)1-3 :1‬‬
‫مثال ابراهمي‪ :‬لقد بُ ِّرر ابراهمي ابلميان ل اب ألعامل (غل ‪)4-2 :1‬‬
‫‪69‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫التربير ابلميان وليس بأأعامل الناموس (غل ‪)33 :9-32 :1‬‬


‫قبِّل املؤمنني يف غالطية الرباكت ابلميان وليس بأأعامل الناموس (غل ‪)12-31 :9‬‬
‫النعمة والناموس (غل ‪)13-13 :9‬‬
‫معليا‪ :‬تطبيقات اجنيل النعمة‪ ،‬والتربير ابلميان (غل ‪)32 :2-3 :1‬‬
‫وضع احلرية‪ :‬اثبتوا (غل ‪)31-3 :1‬‬
‫ممارسة احلرية‪ :‬خدمة وحمبة لك واحد للآخر (غل ‪)31-31 :1‬‬
‫قوة احلرية‪ :‬السلوك ابلروح (غل ‪)12-32 :1‬‬
‫معل احلرية‪ :‬افعلوا اخلري للجميع (غل ‪)32-3 :2‬‬
‫خامتة (غل ‪)32-33 :2‬‬

‫‪70‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل أأفسس‬
‫(املس يح‪ :‬غىن هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫كام هو ُم ِّبني بوضوح يف افتتاحية لك رساةل من رسائل السجن‪ ،‬أأعلن بولس أأنه املؤلف‪ .‬العنوان التقليدي‬
‫هو ‘‘اىل املؤمنني يف أأفسس ’’‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 23-22 :‬ميالدية‬
‫اكن بولس جسينا عندما كتب الرساةل اىل أأفسس ( أأف ‪3:1‬؛ ‪3:9‬؛ ‪ .)12:2‬برمغ أأن علامء الكتاب‬
‫املقدس اختلفوا يف املاكن اذلي كتب فيه بولس رسالته اىل أأفسس هل وهو جسني يف قيرصية ( أأع‬
‫‪ )12:19‬يف س نة ‪ 14-12‬ميالدية أأم وهو يف جسن روما ( أأع ‪ )12:12‬يف س نة ‪ 21-22‬ميالدية‪،‬‬
‫واِلليل يؤيد أأنه كتب الرساةل اىل أأفسس وهو يف جسن روما‪ .‬من املعتقد أأن رساةل أأفسس‪ ،‬وفيليب‪،‬‬
‫وكولويس‪ ،‬وفيلمون ُكتبت يف نفس الفرتة (يف ‪2:3‬؛ كو ‪32:9‬؛ فيل ‪ .)4‬بسبب أأن رساةل أأفسس ل‬
‫تُعطي أأي تلميح عن اطالق رساح بولس من السجن‪ ،‬كام يف فيليب (يف ‪ )12-34 :3‬وفيلمون (فيل‬
‫‪ ،)11 :3‬اعتقد الكثري أأن رساةل أأفسس قد ُكتبت يف وقت مبكر من جسن الرسول بولس يف روما‬
‫حوايل س نة ‪ 22‬ميالدية‪ ،‬عندما اكن ُحيرس حبارس يف مزنل اس تأأجره لنفسه ( أأع ‪ .)12:12‬بعد اطالق‬
‫رساح بولس‪ ،‬كتب رساةل تميواثوس ا ألول ورساةل تيطس‪ ،‬ث مت القبض عليه مرة أأخرى‪ ،‬وكتب رساةل‬
‫تميواثوس الثانية وبعد ذكل استشهد يف روما‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫موضوع وغرض الرساةل‬


‫يس هتل بولس يف رسالته اىل أأفسس ابلرس اجمليد ‘‘ أأن الكنيسة يه جسد املس يح ’’‪ ،‬واملس يح هو‬
‫ر أأس الكنيسة ( أأف ‪ )11 ،11:3‬واملؤمنني أأعضاء تشارك بعضها البعض‪ ،‬و أأن املؤمنني قد تباركوا بلك‬
‫بركة روحية يف املس يح ( أأف ‪1:3‬؛ ‪ .)11-33 :1‬اكن غرض بولس واحضا هو أأن متتد أآفاق املؤمن‬
‫خبصوص الغىن اذلي ل ُحيد للرباكت يف املس يح اذلي هو ر أأس الكنيسة‪ ،‬جسد املس يح‪ .‬وبعيدا عن‬
‫هذا‪ ،‬ينبثق غرضني عظميني لهذه الرساةل‪ .‬الغرض ا ألول هو أأن الرساةل تصف بعض الرباكت الغنية اليت‬
‫أأخذها املؤمن يف املس يح‪ ،‬وكيف أأن القصد ا ألبدي هلل ـ من خالل تكل الرباكت الغنية ـ أأن جيمع لك‬
‫يشء يف خشص املس يح‪ ،‬ا ألش ياء اليت يف السامء وا ألش ياء اليت عىل ا ألرض ( أأف ‪ .)31-1 :3‬الغرض‬
‫درك‪ ،‬ويسكل ابلطريقة اليت تناسب‬ ‫الثاين للرساةل ينبثق من ا ألول‪ ،‬أأي‪ ،‬مسؤولية املؤمن ألن يعرف‪ ،‬وي ِّ‬
‫وضعه الساموي ودعوته يف املس يح ( أأف ‪11-32 :3‬؛ ‪13-39 :1‬؛ ‪.)3:9‬‬
‫بيامن جند أأن الرساةل مل تُ ْكتب ل ُتصحح أأخطاء معينة؛ ذلا قصد بولس من هذه الرساةل أأن تكون‬
‫وقاية ضد تكل املشالك اليت غالبا ما حتدث كثريا بسبب نقص النضج أأو الفشل يف فهم وتطبيق املؤمنني‬
‫ملا أأخذه يف املس يح‪ .‬ويصاحب هذا أأيضا قسم قصري عن حرب املؤمن مع الش يطان ( أأف ‪.)32-32 :2‬‬
‫وابلتايل‪ ،‬كتب بولس عن غىن املؤمن وسلوكه وحربه مع الش يطان‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل أأفسس‪ :‬تظهر بعض العبارات يف رساةل أأفسس مثل ‘‘يف املس يح ’’‬
‫أأو مع املس يح حوايل ‪ 11‬مرة‪ .‬هذه العبارات يه عبارات بولس اليت توجد يف معظم الرسائل‪ ،‬لكهنا‬
‫تظهر يف هذه الرساةل أأكرث من أأي رساةل أأخرى كتهبا بولس‪ .‬من خالل ذكل‪ ،‬نرى الكثري مما ميتلكه‬
‫املؤمنني من خالل ماكنهتم يف املس يح‪ ،‬فاملؤمنني يف املس يح ( أأف ‪ ) 3:3‬مباركني بلك بركة يف املس يح‬
‫( أأف ‪ ،) 1:3‬خمتارين يف املس يح ( أأف ‪ ،) 9:3‬متبنيني يف املس يح ( أأف ‪ ،) 1:3‬يف احملبوب ( أأف‬
‫‪ ،) 2:3‬مفديني يف املس يح ( أأف ‪ ،) 2:3‬نلنا املرياث يف املس يح ( أأف ‪ ،) 33:3‬رجاؤان هو يف مدح‬
‫‪72‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫جمده يف املس يح ( أأف ‪ ) 31:3‬خمتومني ابلروح يف املس يح‪ ،‬اذلي هو عربون مرياثنا‪ ،‬لفداء املقتىن (‬
‫أأف ‪ ،) 39-31 :3‬أأحياان و أأقامنا‪ ،‬أأجلس نا معه يف الساموايت ( أأف ‪ ،) 2-1 :1‬خملوقني يف املس يح‬
‫ألعامل صاحلة ( أأف ‪ ) 32:1‬مشاركني الوعد يف املس يح ( أأف ‪ ،) 2:1‬ولنا ثقة لدلخول اىل هللا من‬
‫خالل الميان ابملس يح ( أأف ‪.) 31:1‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫التحية تقافتتاحية أأو التحيات ( أأف ‪)1-3 :3‬‬
‫اجلزء العقائدي من الرساةل‪ :‬دعوة الكنيسة ( أأف ‪)13 :1-1 :3‬‬
‫مدح من أأجل الفداء ( أأف ‪)39-1 :3‬‬
‫صالة من أأجل احلمكة والعالن ( أأف ‪)11-31 :3‬‬
‫معلية تغيري املاكنة والوضع ( أأف ‪)11-3 :1‬‬
‫تفسري اعرتايض ( أأف ‪)31-3 :1‬‬
‫صالة ألجل الدراك ( أأف ‪)13-39 :1‬‬
‫اجلزء العميل من الرساةل‪ :‬مسرية الكنيسة (أأف ‪)19 :2-3 :9‬‬
‫مسرية املؤمن يف وحدة ( أأف ‪)32-3 :9‬‬
‫مسرية املؤمن يف الرب ( أأف ‪)13 :1-32 :9‬‬
‫مسرية املؤمن يف العامل ( أأف ‪)4 :2-11 :1‬‬

‫‪73‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫مسرية املؤمن يف احلرب مع الش يطان ( أأف ‪)12-32 :2‬‬


‫خامتة (أأف ‪)19-13 :2‬‬

‫‪74‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل فيليب‬
‫(املس يح‪ :‬كفاية هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫بولس هو اذلي كتب رساةل فيليب‪ُ .‬كتبت الرساةل اىل الكنيسة يف فيليب‪ ،‬ويه أأول كنيسة أأسسها بولس‬
‫يف مكدونية وعنوان الرساةل ‘‘اىل املؤمنني يف فيليب ’’‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 23-22 :‬ميالدية‬
‫مثل رساةل أأفسس‪ُ ،‬كتبت الرساةل اىل فيليب وبولس الرسول يف السجن‪ .‬اشارته اىل اجلندي احلارس‬
‫(يف ‪ )31:3‬جنبا اىل جنب مع احامتلية موته (‪ )12-12 :3‬تويح أأنه كتب الرساةل من روما‪ .‬برمغ من‬
‫شعور بولس ابقرتاب املوت‪ ،‬ال أأنه اكن واثقا من اطالق رساحه‪ .‬وهذا يويح بأأن رساةل فيليب ُكتبت‬
‫بعد رساةل أأفسس يف أأواخر س نة ‪ 22‬أأو يف س نة ‪ 23‬ميالدية‪.‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫من حيث أأن رساةل فيليب تُس هتل ابلرس اجمليد ‘‘الكنيسة اليت يه جسد املس يح ’’‪ ،‬واملس يح بوصفه‬
‫ر أأس الكنيسة (يف ‪ )11-11 :3‬واملؤمنني بوصفهم أأعضاء تعاون بعضها البعض‪ ،‬و أأن املؤمنني مباركني‬
‫بلك بركة روحية يف املس يح (يف ‪1:3‬؛ ‪ ،)11-33 :1‬رساةل فيليب تتطابق مع ما جاء يف رساةل أأفسس‪.‬‬
‫حتذر رساةل فيليب ضد الفشل يف أأن منارس صفات املس يح اذلي يُعطي وحدة الكنيسة‪ ،‬وحتذر الرساةل‬
‫ضد فشل املؤمنني أأن يبهتجوا ويفرحوا برباكهتم ومباكهنم يف املس يح (يف ‪12:3‬؛ ‪1:1‬؛ ‪3 :9‬ـ اىل هناية‬
‫الحصاح)‪ .‬موضوع رساةل فيليب هو ‘‘الفرح والوحدة يف املس يح ’’‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اكن ِلى الرسول بولس أأهداف عدة وهو يكتب الرساةل اىل فيليب‪ )3( :‬سعى الرسول أأ ْن ي ُ ِّعرب‬
‫عن حبه وامتنانه من أأجل التقدمة اليت أأرسلوها هل ( يف ‪ 1:3‬؛ ‪) 34-32 :9‬؛ (‪ )1‬ليك يعطي تقريرا‬
‫عن ظروفه اخلاصة ( يف ‪ 12-31 :3‬؛ ‪) 34-32 :9‬؛ (‪ )1‬ليشجع مؤمين فيليب أل ْن يثبتوا يف مواهجة‬
‫تقاضطهاد ويفرحوا بغض النظر عن الظروف ( يف ‪ 12-12 :3‬؛ ‪ ) 9:9‬؛ (‪ )9‬ل ُيعلمهم أأ ْن حييوا بتواضع‬
‫ويف وحدة ( يف ‪ 33-3 :1‬؛ ‪ ) 1-1 :9‬؛ (‪ )1‬و أأن يويص كنيسة فيليب عىل تميواثوس و أأبفردوتس ( يف‬
‫‪ ) 12-34 :1‬؛ (‪ )2‬وليحذر مؤمين فيليب ضد حرفية وانموس ية الهتويدين وحرية اذلين ل يعرتفون بأأي‬
‫قانون أأخاليق اذلين اندسوا بيهنم ( احصاح ‪.)1‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل فيليب‬
‫ل توجد فقرة يف الكتاب املقدس خبصوص طبيعة املس يح وقصد ُتسده أأكرث من الفقرة املوجودة يف‬
‫رساةل فيليب (يف ‪ .)2-1 :1‬بسبب أأن لك ما فعهل املس يح و أأمكهل اكن من أأجل املؤمنني‪ ،‬ذلا أأعلن بولس‬
‫أأن املس يح مثل املؤمن يف‪ )3( :‬احلياة (يف ‪)13 :3‬؛ (‪ )1‬المنوذج الاكمل يف التواضع واحملبة املضحية‬
‫(يف ‪)1-9 :1‬؛ (‪ )1‬الشخص الوحيد اذلي ي ُ ِّغري أأجسادان املتواضعة اىل ش به جسده املمجد يف القيامة‬
‫(يف ‪)13:1‬؛ (‪ )9‬وس يةل قوتنا يف لك ظروف احلياة (يف ‪.)31:9‬‬
‫‪30‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫التحية تقافتتاحية والشكر من أأجل مؤمين فيليب (يف ‪)33-3 :3‬‬
‫ا ألحوال والظروف الشخصية للرسول بولس يف روما‪ :‬الوعظ ابملس يح (يف ‪)12-31 :3‬‬
‫منوذج احلياة املس يحية‪ :‬أأن تضع املس يح أأمامك ويف عقكل (يف ‪)12-3 :1‬‬

‫‪30‬‬
‫‪Ryrie, p. 1886-1887‬‬
‫‪76‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫ماكفأأة احلياة املس يحية‪ :‬أأن متتكل معرفة املس يح (يف ‪)13-3 :1‬‬
‫سالم احلياة املس يحية‪ :‬معرفة واختبار حضور املس يح (يف ‪)11-3 :9‬‬

‫‪77‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل كولويس‬
‫(املس يح‪ :‬ملء هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫بسبب حتيات الرسول بولس يف (كو ‪ ،)1:3‬أأصبحت رساةل كولويس معروفة بأأهنا ‘‘الرساةل اىل‬
‫الكولوس يني ’’‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 23-22 :‬ميالدية‬
‫كتب الرسول بولس أأربع رسائل أأثناء جسنه ا ألول‪ .‬وهذا يعين أأنه كتهبم يف حوايل س نة ‪ 23-22‬ميالدية‬
‫(انظر اجلزء اخلاص مبناقشة اترخي كتابة رساليت أأفسس وفيليب)‪.‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫موضوع الرساةل هو القوة املمثرة لرساةل الجنيل اليت ت ُِّعلن س يادة ورايسة وكفاية املس يح اللكية للكنيسة‬
‫اليت يه جسده‪ .‬نرى يف هذه الرساةل المنوذج الاكمل اذلي قدمه بولس عن املس يح‪ 31.‬ت ُِّبني رساةل‬
‫كولويس أأنه بسبب لك ما أأمته املس يح يف خشصه ويف معهل‪ ،‬فيكون ابلتايل موضوع الميان ابلنس بة‬
‫للمؤمن‪ ،‬ويكون املس يح هو لك ما حنتاج اليه‪ ،‬وفيه نكمتل (كو ‪ .)32:1‬ت ُِّقدم رساةل كولويس لك الس يادة‬
‫والكفاية والفرادة وامللء لشخص ومعل املس يح بوصفه النسان املتحد ابهلل‪ ،‬اخلالق واملعتين ابلكون‬

‫‪31‬‬
‫‪A.T. Robertson, Paul and the Intellectuals, Revelation. and ed. W. C. Strickland (Nashville: Broadman, 1959), p.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪78‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫واحلل الاكمل للك احتياجات النسان‪ .‬اهنا ت ُِّقدم املس يح بوصفه اخلالق ‪ /‬املعتين والفادي ‪ /‬املصاحل‬
‫لالنسان مع لك الكون‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل كولويس‬
‫أأشار ويكنسون وبوا‪:‬‬
‫‘‘تنفرد هذه الرساةل بأأهنا تمتركز حول املس يح ‘‘ر أأس لك س يادة وسلطان ’’ (كو ‪ ،)32:1‬رب اخلليقة‬
‫(كو ‪ ،)32-32 :3‬مؤسس ومؤلف املصاحلة (كو ‪11-12 :3‬؛ ‪ .)31-31 :1‬رجاء املؤمن (كو ‪،11 ،1:3‬‬
‫‪ ،)12‬مصدر قوة احلياة اجلديدة للمؤمن (كو ‪ ،)14 ،33 :3‬الفادي واملصاحل (كو ‪11-12 ،39:3‬؛ ‪:1‬‬
‫‪ُ ،)31-33‬تسد لك ملء الالهوت (كو ‪34 ،31:3‬؛ ‪ ،)4:1‬واخلالق واملعتين بلك ا ألش ياء (كو ‪-32 :3‬‬
‫خلص‬‫‪ ،)32‬ر أأس الكنيسة (كو ‪ ،)32:3‬النسان ـ الهل املقام من ا ألموات (كو ‪32:3‬؛ ‪ ،)3:1‬واملس يح امل ُ ِّ‬
‫اذلي فيه لك الكفاية (كو ‪12:3‬؛ ‪12 ،1:1‬؛ ‪32 .)9-3 :1‬‬

‫‪33‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬


‫القسم العقائدي‪ :‬خشص ومعل املس يح (كو ‪)1 :1-3 :3‬‬
‫القسم اجلديل (التحلييل)‪ :‬املشالك الهرطوقية يف ضوء تقاحتاد ابملس يح (كو ‪)9 :1-2 :1‬‬
‫اجلزء العميل‪ :‬سلوك املؤمن يف املس يح (كو ‪)2 :9-1 :1‬‬
‫اجلزء الشخيص‪ :‬الشؤون واخلطط اخلاصة ابلرسول (كو ‪)32-2 :9‬‬

‫‪32‬‬
‫‪Wilkinson/Boa, p. 413‬‬

‫‪33‬‬
‫‪Dr. S. Lewis Johnson in Bibliotheca Sacra, Studies in the Epistle to the Colossians, beginning Vol. 118, #471‬‬

‫‪79‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الرساةل ا ألوىل اىل تسالونييك‬


‫(املس يح‪ :‬وعد هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫كام هو مؤكد يف (‪3‬تس ‪ )32:1 ،3:3‬أأن بولس هو اكتب الرساةل ا ألوىل اىل تسالونييك‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 11-13 :‬ميالدية‬
‫لقد ُكتبت الرساةل ا ألوىل والثانية اىل تسالونييك أأثناء اقامة بولس ملدة ‪ 32‬شهر يف هذه املدينة ( أأع ‪:32‬‬
‫‪ .)33-3‬لقد كتبت الرساةل ا ألوىل يف الفرتة ا ألوىل بعد عودة تميواثوس مبارشة حامال أأخبار تقدم‬
‫الكنيسة‪ .‬و أأرسل الرسول بولس رسالته الثانية بعد ا ألوىل بأأسابيع قليةل ( أأو عىل الأكرث بأأشهر قليةل)‪.‬‬
‫لك التوارخي س تكون تقريبية‪ ،‬ومن احملمتل أأن تكون ُكتبت الرساةل ا ألوىل اىل تسالونييك س نة ‪11-13‬‬
‫ميالدية‪.‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫مكث بولس يف تسالونييك ملدة ثالثة أأسابيع فقط ( أأع ‪ ،)1:32‬ذلا مل يكن قادرا أأن يُعطي‬
‫الكنيسة الوليدة تعلمي اكف‪ .‬ومن ث‪ ،‬فميكن أأن يُلخص الغرض من كتابة هذه الرساةل اكلتايل‪ :‬ليك ي ُ ِّعرب‬
‫عن شكره ملا علمه الرب يف حياة مؤمين تسالونييك (‪3‬تس ‪)1-1 :3‬؛ وليك يدافع عن نفسه ضد امحلةل‬
‫تشويه خدمته (‪3‬تس ‪)31-3 :1‬؛ وليك يشجعهم أأن يثبتوا يف وجه تقاضطهاد و أأل يعودوا اىل أأساليب‬
‫حياهتم الوثنية السابقة (‪3‬تس ‪)31-3 :9( 1-1 :1‬؛ وليك جييب ا ألس ئةل خبصوص ‘‘يوم الرب ’’ (‪3‬‬

‫‪80‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫تس ‪)33-3 :1‬؛ وليك يتناول بعض املشالك املعينة اليت منت يف حياهتم ككنيسة (‪3‬تس ‪31-31 :1‬؛‬
‫‪.)12-34‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل تسالونييك ا ألوىل‬
‫مع جميء الرب املذكور يف لك احصاح‪ ،‬يُقدم املس يح بكونه رجاء خالص املؤمن‪ ،‬رجاء املؤمن الآن ويف‬
‫جميئه‪ .‬عندما جييء‪ ،‬س يخلصنا من الغضب اللهيي (بال شك يشري اىل الضيقة العظمية) (‪ 3‬تس ‪32:3‬؛‬
‫‪ ،)33-9 :1‬وجيازي (‪3‬تس ‪ ،)34:1‬ويُ ِّمكلنا (‪3‬تس ‪ ،)31:1‬ويُقمينا (‪3‬تس ‪ )39-31 :9‬ويقدس لك‬
‫اذلين أآمنوا به (‪3‬تس ‪.)11:1‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫املايض‪ :‬معل الميان (‪3‬تس ‪)31 :1-3 :3‬‬
‫احلارض‪ :‬معل احملبة (‪3‬تس ‪)31-3 :9‬‬
‫املس تقبل‪ :‬ثبات الرجاء (‪3‬تس ‪)12 :1-31 :9‬‬

‫‪81‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل تسالونييك الثانية‬


‫(املس يح‪ :‬ماكفأأة هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫كام هو ُم ِّبني يف رساةل تسالونييك ا ألوىل‪ ،‬بولس هو أأيضا اكتب الرساةل الثانية اىل تسالونييك (‪1‬تس‬
‫‪3:3‬؛ ‪.)32:1‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 11-13 :‬ميالدية‬
‫بسبب أأن الظروف التارخيية مشاهبة مع الظروف التارخيية لرساةل تسالونييك ا ألوىل‪ ،‬اعتقد الكثريين‬
‫أأهنا كتبت مبارشة بعد كتابة الرساةل ا ألوىل اىل تسالونييك حبوايل ‪ 2‬شهور‪ .‬يف حني أأن الظروف يف‬
‫الكنيسة اكنت مشاهبة‪ ،‬وازدايد تقاضطهاد (‪1‬تس ‪ ،)1-9 :3‬هذا مع العوامل ا ألخرى‪ ،‬قاد بولس أل ْن‬
‫يكتب هذه الرساةل اىل كورنثوس يف حوايل س نة ‪ 13‬أأو س نة ‪ 11‬ميالدية بعد عودة س يال وتميواثوس‪،‬‬
‫الَّلان محال الرساةل‪ ،‬ومعهم أأخبار التطورات اجلديدة‪.‬‬
‫املوضوع وغرض الرساةل‬
‫ثالثة تطورات أأساس ية مسع عهنم بولس دفعته أل ْن يكتب الرساةل الثانية اىل تسالونييك يه‪ )3( :‬ا ألخبار‬
‫عن زايدة تقاضطهاد اذلي اكنت تواهجه كنيسة تسالونييك (‪1‬تس ‪)1-9 :3‬؛ (‪ )1‬التقارير عن الرسائل‬
‫الزائفة املنسوبة لبولس وبعض تقاحنرافات ا ألخرى خبصوص تعلميه عن يوم الرب (‪1‬تس ‪ :1‬اىل هناية‬
‫الحصاح)؛ (‪ )1‬الطريقة اليت اس تقبل هبا البعض عقيدة جميء الرب الثاين‪ .‬هذه املعتقد اكن يس تخدم‬

‫‪82‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫أكساس جعلهم ل يس تغلون أأعامهلم اليومية‪ ،‬ذلكل كتب هلم الرسول ليعاتهبم عىل كسلهم وارتباكهم اذلي‬
‫منا وزاد (‪1‬تس ‪.)31-1 :1‬‬
‫ليسدد تقاحتياجات اليت تس ببت يف كتابة هذه الرساةل‪ ،‬كتب بولس هذه الرساةل ل ُيعزي‬
‫ويصحح‪ .‬للقيام بذكل‪ ،‬واصل الكتابة من أأجل ثالثة أأهداف‪ .‬كتب بولس‪ )3( :‬ليك يلهم مؤمين‬
‫تسالونييك أأن يصمدوا عن طريق وصف املاكفأأة والعقاب اذلي سوف حيدث يف املس تقبل يف دينونة‬
‫الرب (‪1‬تس ‪)32-1 :3‬؛ (‪ )1‬ليوحض ا ألحداث املتعلقة بيوم الرب ليك يربهن زيف اِلعوى اليت تقول‬
‫بأأن يوم الرب قد حرض (‪1‬تس ‪)1-3 :1‬؛ (‪ )1‬ليك يعطي تعالمي ابلتفصيل تغطي اخلطوات اليت جيب‬
‫أأن تأأخذها الكنيسة لتصحيح هؤلء اذلين يرفضون العمل (‪1‬تس ‪.)31-2 :1‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل تسالونييك الثانية‬
‫املوضوع ا ألسايس يف هذه الرساةل‪ ،‬خصوصا يف احصاحات ‪ ،1-3‬هو جميء املس يح الثاين يف يوم اِلينونة‬
‫عندما يسحق لك املعاندين ويدين امجليع‪ .‬تنتظر رساةل تسالونييك الثانية املس يح بوصفه اِلاين القادم‪.‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫التحية تقافتتاحية أأو املقدمة (‪1‬تس ‪)1-3 :3‬‬
‫بولس ميدح ويعزي يف ا ألمور املتعلقة ابلضطهاد (‪1‬تس ‪)31-1 :3‬‬
‫بولس يصحح ا ألمور املتعلقة بيوم الرب (‪1‬تس ‪)32-3 :1‬‬
‫بولس يأأمر ويدين ا ألمور املتعلقة ابلكسل (‪1‬تس ‪)31-3 :1‬‬
‫خيتُت ابلربكة الرسولية والتحيات (‪1‬تس ‪)32-32 :1‬‬

‫‪83‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل تميواثوس ا ألوىل‬


‫(املس يح‪ :‬وس يط هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫اكن تميواثوس خادم شاب يف مدينة أأفسس‪ ،‬واكن يواجه رصاعات وحتدايت يف الكنيسة واجملمتع اذلي‬
‫يعيش فيه‪ .‬كتب بولس‪ ،‬بوصفه ُم ِّعّل تميواثوس‪ ،‬رسالتني خشصيتني لينصحوه ويشري عليه‪ .‬من أأجل‬
‫نفس ا ألس باب‪ ،‬كتب الرسول بولس أأيضا اىل تيطس يف كريت‪ .‬هذه يه الثالث رسائل اليت نطلق‬
‫علهيا رسائل رعوية‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 21 :‬ميالدية‬
‫عىل ما يبدوا واحضا من خالل مقارنة سفر أأعامل الرسل مع رسائل تميواثوس ا ألول وتيطس أأهنام ينمتيان‬
‫للفرتة الزمنية بعد اطالق رساح بولس من جسنه ا ألول وتربئته (اسقاط الهتم من عليه) يف روما‪ .‬بسبب‬
‫هذا‪ ،‬جيب أأن تؤرخ رساةل تميواثوس ا ألوىل بعد اطالق رساح بولس من جسنه ا ألول‪ ،‬يف ربيع س نة‬
‫‪ 21‬ميالدية لكن قبل بداية تقاضطهاد اذلي حدث يف عهد المرباطور الروماين نريون يف س نة ‪29‬‬
‫ميالدية‪ .‬من احملمتل أأن تكون ُكتبت هذه الرساةل يف ‪ 21‬ميالدية بعد اطالق رساحه من جسنه ا ألول‪.‬‬
‫و أأن رساةل تيطس قد ُكتبت يف حوايل س نة ‪ 21‬ميالدية‪ ،‬و ُكتبت رساةل تميواثوس الثانية يف س نة ‪22‬‬
‫ميالدية‪ .‬واستشهد بولس يف س نة ‪ 22‬ميالدية‪ ،‬وفقا ليوسابيوس‪ ،‬أأحد أأابء الكنيسة ا ألول‪ .‬و ألن بولس‬
‫اكن مواطنا رومانيا‪ ،‬مات بولس بقطع الر أأس بدل من الصلب مثلام ُصلب بطرس‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫متت رحالت بولس التبشريية خالل الس نوات من ‪ 12-92‬ميالدية‪ ،‬ومن ‪ 22-12‬ميالدية‪ .‬ث‬
‫تأأخر بولس وهو يف طريقه اىل احملامك الرومانية‪ ،‬ث وصل يف الهناية اىل روما‪ .‬منذ سنيت ‪ ،21-23‬اكن‬
‫يسكن يف مزنل يف روما وهو مقبوض عليه‪ ،‬ويف هناية هذا التارخي (‪ 21‬ميالدية) أأطلق رساحه‪ .‬من‬
‫س نة ‪ 22-21‬ميالدية رحل بولس حبرية‪ ،‬اتراك تميواثوس يف أأفسس وتيطس يف كريت‪ ،‬وبعد ذكل كتب‬
‫للك مهنام رساةل‪ .‬وابلتايل رمبا تكون التوارخي التقريبية لرساليت تميواثوس ا ألوىل وتيطس يف س نة ‪-21‬‬
‫‪ 21‬ميالدية‪ .‬بعد أأن أأعتقل وجسن للمرة الثانية‪ ،‬كتب بولس لتميواثوس رساةل اثنية ‘‘رساةل تميواثوس‬
‫الثانية ’’‪ .‬وابلتايل يكون التارخي التقرييب لرساةل تميواثوس الثانية يف س نة ‪ 22‬ميالدية‪ ،‬ويه متثل أآخر‬
‫رسائل بولس‪34.‬‬

‫املوضوع وغرض الرساةل‪ :‬عىل ا ألقل ثالث أأغراض واحضة ميكن أأن نرامه يف رساةل تميواثوس‬
‫ا ألوىل‪ .‬كتب بولس‪ )3( :‬ليشجع ويدمع روح وجشاعة تميواثوس بتذكريه مبسؤوليته وواجبه ( ‪3‬يت ‪1:3‬‬
‫) ‪ ،‬وموهبته الروحية ( ‪3‬يت ‪ ،) 39:9‬واعرتافه احلسن ( ‪3‬يت ‪ ) 31:2‬ووديعة التعلمي اليت أأؤمتن علهيا‬
‫( ‪3‬يت ‪) 12:2‬؛ (‪ )1‬ليك يعطي تميواثوس بصرية كتابية يف التعامل مع ا ألخطاء واملعلمني الكذبة ويشجع‬
‫تميواثوس نفسه يف أأن يس متر يف رشح التعلمي الصحيح ( ‪3‬يت ‪12-32 ،33-1 :3‬؛ ‪ 32-3 :9‬؛ ‪-1 :2‬‬
‫‪) 32‬؛ (‪ )1‬ليك يعطي توجهيات خبصوص سلوك الكنيسة يف العبادة ( ‪3‬يت ‪) 31-3 :1‬؛ (‪ )9‬أأن يعطي‬
‫ارشاد خبصوص املشالك العديدة اليت نشأأت وي ُ ِّبني كيف جيب أأن يتعاملوا معها‪ ،‬شامةل أأش ياء مثل‬
‫مؤهالت الش يوخ والشاممسة ( ‪3‬يت ‪) 32-3 :1‬؛ والترصف الصحيح حنو اجملموعات املتنوعة ( ‪3‬يت ‪:1‬‬
‫‪ ) 12-3‬؛ (‪ )1‬وليك حيذر ضد رشور املادية ( ‪3‬يت ‪.) 34-33 :2‬‬

‫‪34‬‬
‫‪Walvoord/Zuck, electronic media‬‬

‫‪85‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫يتضمن موضوع رساةل تميواثوس ا ألوىل مع رساةل تيطس وتميواثوس الثانية‪ ،‬الفرد والكنيسة‪.‬‬
‫ابلنس بة للفرد ‘‘حارب احملاربة احلس نة ’’ (‪3‬يت ‪ .)32 :3‬وابلنس بة للكنيسة‪ ،‬املوضوع هو كيف أأن تعمل‬
‫يف الكنيسة‪ ،‬بيت هللا (‪3‬يت ‪.)31:1‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل تميواثوس ا ألوىل‬
‫خلص‪ .‬املس يح هو‬ ‫تلفت انتباهنا فقرات عديدة يف رساةل تميواثوس ا ألوىل اىل خشص وخدمة املس يح امل ُ ِّ‬
‫مصدر دعوتنا‪ ،‬وقوتنا‪ ،‬وامياننا‪ ،‬وحمبتنا اليت حنتاهجا ألجل اخلدمة (‪3‬يت ‪ ،)39-31 :3‬املس يح هو‬
‫خلص اخلطاة (‪3‬يت ‪)31:3‬؛ ‘‘الوس يط الواحد بني هللا والناس ’’ (‪3‬يت ‪)1:1‬؛‬ ‫الشخص اذلي جاء ل ُي ِّ‬
‫هللا ظهر ِّيف الْجس ِّد‪ ،‬تربر ِّيف ُّالروحِّ‪ ،‬تراءى ِّلمالئِّكة‪ُ ،‬ك ِّرز ِّب ِّه ب ْني ا ُلم ِّم‪ُ ،‬أو ِّمن ِّب ِّه ِّيف الْعال ِّم‪ُ ،‬رِّفع ِّيف‬
‫‘‘ ُ‬
‫الْم ْج ِّد’’ (‪3‬يت ‪)32:1‬؛ ِّاذلي هُو ُمخ ِّل ُص ِّمجيع ِّ الن ِّاس‪ ،‬ول ِّس يما الْ ُم ْؤ ِّم ِّنني‪3( .‬يت ‪.)32:9‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫التحية تقافتتاحية (‪3‬يت ‪)1-3 :3‬‬
‫تعالمي عقائدية (‪3‬يت ‪)12-1 :3‬‬
‫تعالمي خبصوص العبادة (‪3‬يت ‪)31-3 :1‬‬
‫تعالمي خبصوص القادة (‪3‬يت ‪)32-3 :1‬‬
‫تعالمي خبصوص ا ألخطار (‪3‬يت ‪)32-3 :9‬‬
‫تعالمي خبصوص املسؤوليات املتنوعة (‪3‬يت ‪)32 :2-3 :1‬‬
‫التعالمي اخلتامية لتميواثوس (‪3‬يت ‪)13-33 :2‬‬
‫‪86‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل تميواثوس الثانية‬


‫(املس يح‪ :‬قاض هللا ابلنس بة لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫انظر رساةل تميواثوس ا ألوىل‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 22 :‬ميالدية‬
‫انظر الرساةل ا ألوىل اىل تميواثوس‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫عندما نرجع اىل رساةل تميواثوس الثانية‪ ،‬س نجد أأجواء خمتلفة جدا‪ .‬يف رساةل تميواثوس ا ألوىل وتيطس‪،‬‬
‫اكن بولس حرا وقادرا عىل الرتحال‪ ،‬لكن هنا بولس جسني يواجه املوت‪ .‬يف هذه الرساةل‪ ،‬اكن ِلى‬
‫بولس غرضني يف عقهل‪ )3( :‬أأن حيث تميواثوس للمجيء اىل روما لكام أأمكنه نظرا ملوته الوش يك (قارن‬
‫‪1‬يت ‪ 13 ،4 :9‬مع ‪)2-2 :9‬؛ (‪ )1‬ليك ينصح تميواثوس ابلمتسك ابلتعلمي الصحيح‪ ،‬و أأن يدافع عنه ضد‬
‫لك ا ألخطاء‪ ،‬و أأن يتحمل املعاانة كجندي صاحل و أأن ِّ‬
‫يدرك أأننا حنيا يف أأوقات منو تقارتداد‪.‬‬
‫كام هو احلال يف رساةل تميواثوس ا ألوىل‪ ،‬يوجد جانب خشيص وجانب مشرتك ابلنس بة ملوضوعات‬
‫الرساةل‪ :‬ابلنس بة للجانب الشخيص‪ ،‬املوضوع هو ‘‘ أأرضم املوهبة اليت فيك ’’ (‪1‬يت ‪ ،)2:3‬برمغ من‬
‫وجود أآايت أأخرى عديدة ميكن أأن تشلك املوضوع عىل اجلانب الفردي واجلانب العام (‪1‬يت ‪39:3‬؛ ‪:1‬‬
‫‪1-3‬؛ ‪31:1‬؛ ‪ .)1:9‬ابلنس بة للكنيسة‪ ،‬ميكن أأن يكون املوضوع هو ائامتن التعلمي الصحيح اىل أأانس‬

‫‪87‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫أأمناء يكونوا قادرين أأن ي ُ ِّعلموا أآخرين من خالل ا ألمل واخلدمة كجندي صاحل للمس يح (‪1‬يت ‪،)9-1 :1‬‬
‫أأو أأن حياربوا احملاربة احلس نة و أأن يُ ِّمكل السعي (‪1‬يت ‪.)2-2 :9‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل تميواثوس الثانية‬
‫يف قلب لك خدمة ومقدرة ألن نتحمل اخلدمة هو العقدية والميان يف خشص ومعل املس يح‪ .‬فليس من‬
‫الغريب‪ ،‬أأنه حىت يف رساةل التأأكيد عىل حتمل معاانة اخلدمة‪ ،‬جند أأن عقيدة املس يح يه ا ألساس‪ .‬هنا‬
‫(يف هذه الرساةل)‪ ،‬يُوصف املس يح عىل أأنه هو الشخص الوحيد اذلي ‘‘ أأبطل املوت و أأانر احلياة واخللود‬
‫بواسطة الجنيل ’’ (‪1‬يت ‪ ،)32:3‬أأنه الشخص الوحيد اذلي قام من ا ألموات (‪1‬يت ‪ ،)2:1‬وهو الشخص‬
‫الوحيد اذلي يعطي اخلالص واجملد ا ألبدي (‪1‬يت ‪ ،)32:1‬وهو الشخص الوحيد اذلي ماتت معه لك‬
‫املؤمنني ومعه س يحيون‪ ،‬وسينالون اجملازات منه من أأجل خدمهتم ا ألمينة (اتج الرب) وامتياز احلمك معه‬
‫(‪1‬يت ‪31-33‬؛ ‪.)2:9‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫التحية تقافتتاحية (‪1‬يت ‪)1-3 :3‬‬
‫تعبري عن الشكر لتميواثوس (‪1‬يت ‪)2-1 :3‬‬
‫دعوة تميواثوس ألن يتذكر مسؤولياته (‪1‬يت ‪)32-2 :3‬‬
‫صفات اخلادم ا ألمني (‪1‬يت ‪)12-3 :1‬‬
‫حتذير للخادم ا ألمني (‪1‬يت ‪)32-3 :1‬‬
‫مسؤولية الوعظ ابللكمة (‪1‬يت ‪)1-3 :9‬‬

‫‪88‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫تعزية اخلادم ا ألمني (‪1‬يت ‪)32-2 :9‬‬


‫حتيات ختامية (‪1‬يت ‪)11-34 :9‬‬

‫‪89‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل تيطس‬
‫(املس يح‪ :‬عطف هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫مبا أأن الرسائل الرعوية قد مت مناقش هتا سابقا فامي يتعلق مبسأأةل املؤلف‪ .‬اذن انظر رساةل تميواثوس ا ألوىل‪.‬‬
‫مل يُذكر امس تيطس ابدا يف سفر أأعامل الرسل‪ ،‬لكن توجد اشارات كثرية عنه يف رسائل بولس‬
‫(‪ 31‬مرة)‪ .‬هذه الفقرات ت ُِّبني أأن تيطس اكن واحد من أأقرب و أأخلص رفقاء الرسول بولس والعاملني‬
‫معه يف نرش الجنيل‪ .‬عندما ترك بولس أأنطاكية ذاهبا اىل أأورشلمي ليناقش اجنيل النعمة ( أأع ‪ )31‬مع‬
‫القادة هناك‪ ،‬أأخذ تيطس (وهو خشص أأممي) معه (غل ‪ )1-3 :1‬مكثال لشخص قُبل ابلنعمة بدون‬
‫ختان‪ .‬وهذا يربر موقف بولس يف هذه املسأأةل (غل ‪ .)1-1 :1‬ويتضح أأيضا أأن تيطس معل مع بولس‬
‫يف أأفسس أأثناء رحلته التبشريية الثالثة‪ .‬ومن هناك أأرسهل الرسول بولس اىل كورنثوس حيث ساعد‬
‫الكنيسة هناك يف معلها (‪1‬كو ‪31-31 :1‬؛ ‪2-1 :2‬؛ ‪.)2 :2‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 21 :‬ميالدية‬
‫برمغ أأن التارخي ل يعرف ابلضبط‪ ،‬ال أأن ملخص ا ألحداث الهامة لهذه الرساةل سوف يساعد‬
‫أل ْن يُعطي بعض ا ألفاكر عن التارخي احملمتل لكتابة رساةل تيطس‪ .‬أأطلق رساح بولس من جسنه يف املزنل‬
‫اذلي اس تأأجره لنفسه يف روما (حيث جنده يف هناية سفر أأعامل الرسل)‪ .‬رمبا بسبب أأن بولس اكن‬
‫مواطنا رومانيا‪ ،‬و ألن مهتميه مل يمتكنوا من أأن يثبتوا الهتم عليه‪ ،‬ذلا اختاروا أأن حيشدوا ضده الهتم أأمام‬
‫قيرص ( أأع ‪11-19‬؛ ‪ .)12:12‬لقد خرسوا قضيهتم وبولس مت اطالق رساحه‪ .‬وبعد ذكل زار الرسول‬

‫‪90‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫بولس أأفسس‪ ،‬حيث ترك تميواثوس ليرشف عىل الكنيسة واس متر يف ذهابه اىل مكدونية‪ .‬ومن مكدونية‬
‫(شامل اليوانن)‪ ،‬كتب رساةل تميواثوس ا ألوىل (‪3‬يت ‪ .)1:3‬وبعد ذكل زار كريت‪ ،‬ث تبع ذكل‪ ،‬ذهاب‬
‫بولس اىل نيكوبوليس يف أأخائية (جنوب اليوانن‪ ،‬يت ‪ .)31:1‬وبعد ذكل‪ ،‬كتب بولس الرساةل اىل‬
‫تيطس اما من مكدونية أأو نيكوبوليس ليشجعه ويعلمه‪ .‬ث بعد ذكل‪ ،‬زار ترواس (‪1‬يت ‪ )31:9‬حيث‬
‫قُبض عليه هناك‪ ،‬و ُأخذ اىل روما‪ ،‬ومت جسنه ويف الهناية قطعت ر أأسه‪ .‬كام ُذكر سابقا‪ ،‬انه من روما أأثناء‬
‫جسنه الثاين كتب رسالته الثانية اىل تميواثوس وهو يف الزنزانة‪ .‬لقد حدثت تكل ا ألحداث يف حوايل‬
‫س نة ‪ 22-21‬ميالدية‪.‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫توجد مواضيع و أأهداف كثرية تُرى يف هذه الرساةل‪ .‬كتب بولس‪ )3( :‬ل ُي ِّعّل تيطس عام جيب أأن يفعهل‬
‫ل ُيصحح ا ألمور الناقصة لتأأسيس الكنيسة بطريقة حصيحة يف كريت (‪ )1‬ليك ي ُعطي تيطس تفويض‬
‫خشيص نظرا للمقاومة اليت يواهجا (يت ‪31:1‬؛ ‪)31-3 :1‬؛ (‪ )1‬ل ُي ِّعلمه كيف يواجه هذه املقاومة ويعطيه‬
‫وصااي وتعالمي خاصة تتعلق ابلميان والسلوك؛ (‪ )9‬ليحذره من املعلمني الكذبة (يت ‪33-32 ،1:3‬؛ ‪:1‬‬
‫‪31 ،2-3‬؛ ‪)33-3 :1‬؛ (‪ )1‬ل ُي ِّعرب خطته أل ْن ينضم ال تيطس اثنية يف نيكوبوليس يف الش تاء (يت‬
‫‪ .)31:1‬حنن ل نعرف اذا اكن قد حدث هذا اللقاء أأو مل حيدث‪ .‬يقول التقليد أأن تيطس عاد فامي بعد‬
‫اىل كريت وخدم هناك طيةل حياته‪.‬‬
‫موضوع الرساةل هو أأن ي ُ ِّبني الرسول بولس كيف ظهرت نعمة هللا لنا يف حياة وموت املس يح‬
‫اذلي خلصنا‪ ،‬و أأن ي ُ ِّعلمن أأن ن ُنكر الفجور وحنيا ابلرب والتقوى ُكانس مملوئني أأعامل صاحلة (يت ‪-32 :1‬‬
‫‪.)4 :1‬‬

‫‪91‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫لقد انقش الرسول بولس مسائل و أأمور عدة يف هذه الرساةل مهنا مؤهالت الش يخ (يت ‪-1 :3‬‬
‫‪ ،)4‬ووصااي جملموعات ا ألعامر اطخمتلفة (يت ‪ ،)2-3 :1‬والعالقة ابِلوةل (يت ‪ ،)1-3 :1‬وعالقة احياء‬
‫ا ألعامل البرشية ابلروح (يت ‪ ،)1:1‬ودور النعمة يف تقوية ا ألعامل الصاحلة بني شعب هللا (يت ‪-33 :1‬‬
‫‪.)2 :1‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل تيطس‬
‫ابلتساق مع تعالمي بولس ا ألخرى‪ ،‬نرى كيفية ارتباط السلوك املس يحي مع خشص ومعل املس يح يف‬
‫املايض واحلارض واملس تقبل‪ .‬يف هذه الرساةل‪ ،‬نرى الوهية املس يح (يت ‪ ،)31 :1‬معل املس يح الفدايئ‬
‫(يت ‪ .)31:1‬هنا يُوصف املس يح عىل انه ‘‘‪ُ 31‬م ْنت ِّظ ِّرين الرجاء الْ ُمبارك و ُظهُور م ْج ِّد ِّ‬
‫هللا الْع ِّظ ِّمي و ُمخ ِّل ِّصنا‬
‫لك ا ْث‪ ،‬ويُطهِّر ِّلن ْف ِّس ِّه ش ْعبا خ ًّاصا غ ُيورا ِّيف‬ ‫ي ُسوع الْم ِّس ي ِّح‪ِّ 39 ،‬اذلي بذل ن ْفس ُه َل ْج ِّلنا‪ِّ ،‬ل ْ‬
‫يك ي ْف ِّدينا ِّم ْن ُ ِّ‬
‫ِ‬
‫َأ ْمعال حس نة ’’ (يت ‪)39-31 :1‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫التحية تقافتتاحية (يت ‪)9-3 :3‬‬
‫مؤهالت الش يخ يف الكنيسة (يت ‪)4-1 :3‬‬
‫املعتدين عىل الكنيسة (يت ‪)32-32 :3‬‬
‫ادارة الكنيسة (يت ‪)33 :1-3 :1‬‬
‫تعلاميت ختامية والتحيات (يت ‪)31-31 :1‬‬

‫‪92‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل فيلمون‬
‫(املس يح‪ :‬ثقة هللا لنا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫كام هو احلال مع رسائل السجن ا ألخرى ( أأفسس‪ ،‬فيليب‪ ،‬وكولويس)‪ ،‬كتب رساةل فيلمون الرسول‬
‫تبت الرساةل اىل فيلمون‪ ،‬س يد وماكل أأنس ميس‪ ،‬وهو واحد من‬ ‫بولس أأثناء جسنه ا ألول يف روما‪ُ .‬ك ْ‬
‫ماليني العبيد يف المرباطورية الرومانية‪ ،‬اذلي رسق س يده وهرب‪ .‬شق أأنس ميس طريقه اىل روما‬
‫حيث جاء والتصق ابلرسول بولس اذلي قاده اىل الميان ابملس يح (فل ‪ .)32 :3‬ذلا الآن يطلب من‬
‫لك من أأنس ميس وفيلمون أأن يعمال واجهبام املس يحي حنو بعضهام للآخر‪ .‬أأنس ميس يرجع اىل س يده‬
‫وفيلمون يس تقبهل ابلغفران أكخ مس يحي‪ .‬اكن املوت هو العقوبة الطبيعية لهروب العبد‪ ،‬لكن تشفع‬
‫وتوسط بولس ألجل أأنس ميس‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 23-22 :‬ميالدية‬
‫مبا أأن هذه الرساةل ُكتبت أأثناء جسن بولس ا ألول يف روما‪ ،‬ذلا فاهنا كتبت حوايل س نة ‪ 23-22‬ميالدية‪.‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‬
‫اكن الغرض ا ألسايس لهذه الرساةل ـ ويه أأكرث رساةل خشصية من رسائل بولس ـ أأن يطلب بولس من‬
‫فيلمون أأن يسامح أأنس ميس ويقبل رجوعه اليه أكخ حمبوب وخادم رفيق يف نرش الجنيل (فل ‪-32 :3‬‬
‫‪ .)32‬يطلب بولس من فيلمون أأن يسقط أأي دين ألنس ميس عىل حسابه الشخيص‪ .‬تعترب الرساةل يف‬
‫حد ذاهتا مثال مناسب للمس يح اذلي أأخذ ماكننا كبديل (فل ‪ .)32:3‬الغرض الثانوي للرساةل هو أأن‬
‫‪93‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫ي ُ ِّعّل معليا عن حمبة املس يح عندما نسعى ألن ِّنعرب عن نتاجئ حياة املس يح فينا امل ُ ِّغرية للحياة‪ .‬اهنا ت ُِّغري‬
‫عالقتنا مع الآخرين‪ ،‬سواء اكنت يف املزنل أأو بني السادة والعبيد أأو بني صاحب العمل وا ألجري‪ .‬تلكم‬
‫بولس يف رسائل السجن ا ألخرى عن العالقات اجلديدة ( أأف ‪4-1 :2‬؛ كو ‪11:1‬؛ ‪ .)3:9‬اكن الغرض‬
‫ا ألخري يف هذه الرساةل ليك ِّيعرب بولس عن شكره لفيلمون وليك يطلب منه أأن هيئي اقامته عندما يُطلق‬
‫رساحه من السجن (فل ‪ .)11 ،2-9 :3‬موضوع الرساةل اذا‪ ،‬هو قوة احلياة امل ُ ِّغرية لالجنيل ألن يصل‬
‫اىل الظروف تقاجامتعية املتنوعة للمجمتع ويُ ِّغري عالقتنا من حاةل العبودية اىل ال ِّخ ُّوة‪.‬‬
‫مل يكن فيلمون وحده مالاك للعبيد يف كنيسة كولويس (كو ‪ ،)3:9‬ذلا تُعطي هذه الرساةل تعالمي‬
‫موهجة للسادة يف عالقاهتم بأأخوهتم العبيد‪ .‬مل ينكر بولس حقوق فيلمون عىل عبده‪ ،‬لكن طلب من‬
‫فيلمون يربط مبد أأ الخوة املس يحية ابملوقف مع أأنس ميس (فل ‪ .)32:3‬يف نفس الوقت‪ ،‬عرض بولس‬
‫أأن يدفع خشصيا لك ما ُأدين به أأنس ميس‪ .‬مل تكن هذه الرساةل رساةل جهوم عىل العبودية يف حد ذاهتا‪،‬‬
‫لكن عرض لكيف يُم ِّكن أأن حييا السادة والعبيد ابمياهنم يف داخل هذا النظام‪ .‬من احملمتل أأن يكون‬
‫فيلمون قد حرر أأنس ميس ورده اىل بوليس (فل ‪ .)39:3‬ولقد أأصبح أأنس ميس خادما ومن ث أأسقف‬
‫كنيسة أأفسس‪35.‬‬

‫املس يح كام يُرى يف رساةل فيلمون‬


‫الغفران اذلي جيده املؤمن يف املس يح يُصور بصورة مجيةل يف مثال فيلمون‪ .‬أأنس ميس‪ ،‬املذنب‬
‫جبرمية كبرية (فل ‪ ،)32 ،33 :3‬وحمبة بولس اليت دفعته ألن يتشفع هل (فل ‪ .)32-32 :3‬لقد حنى بولس‬
‫جانبا حقوقه (فل ‪ ،)2:3‬و أأصبح بديل أأنس ميس ألنه أأخذ عىل عاتقه دينه (فل ‪ .)34:3‬من خالل معل‬
‫فيلمون الكرمي‪ ،‬مت اسرتداد أأنس ميس ووضعه يف عالقة جديدة (فل ‪ .)32-31 :3‬يف هذا املثال‪ ،‬حنن‬

‫‪35‬‬
‫‪Ryrie, p. 1939‬‬
‫‪94‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫مثل أأنس ميس‪ .‬ودفاع بولس عن أأنس ميس أأمام فيلمون موازي لعمل املس يح الشفاعي أأمام الآب‪ .‬لقد‬
‫أأدان أأنس ميس القانون ولكن النعمة خلصته‪36 .‬‬

‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬


‫صالة شكر من أأجل فيلمون (فل‪)2-3 :3 :‬‬
‫توسل بولس من أأجل أأنس ميس (فل ‪)32-2 :3‬‬
‫وعد بولس لفيلمون (فل ‪)13-34 :3‬‬
‫أأمور خشصية (فل ‪)11-11 :3‬‬

‫‪36‬‬
‫‪Wilkinson/Boa, p. 444‬‬

‫‪95‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫القسم الثالث‬
‫الرسائل العامة‬
‫مقدمة‬
‫نأأيت الآن اىل أآخر ‪ 2‬رسائل يف العهد اجلديد‪ ،‬س بعة مهنا يُطلق علهيا ‘‘الرسائل العامة أأو الرسائل‬
‫الاكثوليكية ’’‪ ،‬عىل الرمغ من أأن رساةل العربانيني تُستبعد من هذا الوصف‪ .‬ي ُس تخدم مصطلح ‘‘اكثوليك‬
‫’’ مبعىن عام أأو عاملي وذكل ليك ِّمنزيمه عن رسائل بولس الرسول اليت اكنت ختاطب كنائس أأو أأشخاص‪.‬‬
‫‪ 37‬مل تقترص عنوانهيم (ابس تثناء رساةل الرسول يوحنا ا ألوىل والثانية) عىل ماكن واحد‪ .‬عىل سبيل املثال‪،‬‬
‫خياطب الرسول يعقوب ‘‘الثين عرش س بطا اذلين يف الش تات ’’ وهذه تسمية ولقب للمؤمنني يف لك‬
‫ماكن (رمبا لك الهيود املس يحيني يف هذا التارخي املبكر)‪ .‬وختاطب رساةل بطرس ا ألوىل ‘‘اىل املتغربني‬
‫من ش تات ب ُ ُنتس وغالطية وكبدوكية وأأس يا وبيثينية ’’‪ ،‬وهذه تسمية للمؤمنني يف هذه ا ألماكن املتنوعة‪.‬‬
‫وتُضم رساليت يوحنا ا ألوىل والثانية اىل هذه اجملموعة‪ ،‬حىت برمغ كوهنام يوهجان اىل أأشخاص معينة‪.‬‬
‫وبسبب هذه تقاختالفات‪ ،‬يُطلق عىل الامثنية رسائل يف هذه اِلراسة ‘‘الرسائل العامة ’’‪ .‬وجيب أأن‬
‫يُالحظ أأن رسائل بولس الرسول مل تُعنون حبسب ا ألشخاص املُرسةل الهيم‪ ،‬بل ـ ماعدا رساةل العربانيني‬
‫ـ تُعنون لك هذه الرسائل حبسب أأسامء مؤلفهيا‪.‬‬
‫ومعوما‪ ،‬رمبا نطلق عىل رساليت يعقوب وبطرس ا ألوىل أأهنام رسائل أأخالقية (وفقا للمبادئ اللهية‬
‫خلص‪ .‬رساةل‬‫للصواب واخلطأأ)‪ ،‬وهذه السائل تدعو املؤمنني أل ْن يسلكوا بقداسة يف طريق املس يح امل ُ ِّ‬
‫بطرس الثانية ورساةل هيوذا عبارة عن رسائل اخساتولوجية (نبوية)‪ُ ،‬حتذر املؤمنني من املعلمني الكذبة‬
‫‪37‬‬
‫‪Thiessen, p. 271‬‬

‫‪96‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫وتدعومه للكفاح والنضال من أأجل امياهنم‪ .‬رساةل العربانيني ورسائل يوحنا رسائل كريس تولوجية و أأخالقية‬
‫يف املقام ا ألول‪ ،‬تدعو املس يحيني ألن يثبتوا يف املس يح ألن املس يح هو اعالن هللا الاكمل وهو اذلي‬
‫يتحقق فيه لك نبوات العهد القدمي‪ ،‬وتدعو املؤمنني أل ْن خيتربوا حياته (املس يح) ول يتجاوزه حق‬
‫الجنيل‪.‬‬
‫تُ ِّمكل هذه الرسائل الامثنية رسائل بولس الرسول الـ ‪ 31‬بتقدمي منظور خمتلف عن غىن احلقيقة‬
‫املس يحية‪ .‬لك من املؤلفون امخلسة (يعقوب‪ ،‬بطرس‪ ،‬يوحنا‪ ،‬واكتب الرساةل اىل العربانيني) هل اسهام‬
‫م ِّمتزي يضيفه من خالل ر أأيه‪ .‬هذه الرسائل يه رسائل عظمية كرسائل بولس الرسول‪ ،‬فاذا مل حيتوي العهد‬
‫اجلديد عىل كتاابت امخلس مؤلفني (كتبة الرسائل العامة)‪ ،‬لاكن اعالن العهد اجلديد من بعد سفر‬
‫ا ألعامل مقصور عىل منظور رسويل واحد (وهو منظور الرسول بولس)‪38 .‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪Wilkinson/Boa, p. 450‬‬

‫‪97‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الرساةل اىل العربانيني‬


‫(املس يح‪ :‬الشخص الوحيد فوق امجليع)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫منذ ‪ 3122‬س نة (من س نة ‪ 922‬اىل ‪ 3222‬ميالدية)‪ ،‬وتُعنون هذه الرساةل ابلعنوان ‘‘رساةل بولس‬
‫الرسول اىل العربانيني ’’؛ لكن ل يوجد اتفاق منذ القرون ا ألوىل من املس يحية خبصوص مؤلف الرساةل‪.‬‬
‫العنوان ا ألقدم لهذه الرساةل هو ‘‘اىل العربانيني ’’‪.‬‬
‫هناك الكثري من الآراء والرباهني املفصةل جدا اليت نرشها وروج لها علامء الكتاب املقدس‪ ،‬لكن‬
‫يف احلقيقة أأن املؤلف مل يضع امسه يف السفر‪ ،‬وحىت أأن ماكن كتابة الرساةل واترخيها ومن ُأرسلت هلم‬
‫الرساةل‪ ،‬غري معروفني‪.‬‬
‫مل يكن السفر جمهول ابلنس بة اىل القارئ ا ألصيل‪ ،‬ألهنم من الواحض أأهنم اكنوا يعرفون املؤلف‬
‫(عب ‪ .)19-32 :31‬ألس باب كثرية‪ ،‬انقسم تقليد الكنيسة املبكر خبصوص هوية املؤلف‪ .‬نسب جزء‬
‫من الكنيسة الرساةل اىل بولس؛ والآخرون نس بوا الرساةل اىل براناب‪ ،‬ولوقا‪ ،‬أأو أألكميندس؛ والبعض اختار‬
‫اخفاء تقامس ( أأن يكون تقامس غري معروف)‪ .‬العمق الرويح يف الرساةل اىل العربانيني يشهد بصدق‬
‫وحهيا؛ برمغ جمهولية مؤلفها‪.‬‬
‫ومبا أأن املُرسل الهيم الرساةل مل يذكروا كام يف رساةل بولس‪ ،‬مفن احملمتل أأن نقول لكمة عهنم‪ .‬طبيعة‬
‫السفر اخلاصة‪ ،‬ابقتباسها الكثري من العهد القدمي وتركزيها عىل نظام اذلابحئ‪ ،‬تفرتض بقوة أأن املرسل الهيم‬
‫الرساةل اكنوا من العربانيني‪ .‬يقول زان هودجيس ‪:Zane. C. Hodges‬‬

‫‪98‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫‘‘هوية القارئ ا ألول لرساةل العربانيني‪ ،‬مثل املؤلف‪ ،‬تعترب غري معروفة‪ .‬ومع ذكل‪ ،‬اكنوا من‬
‫الواحض جزء من جممتع معني‪ .‬وهذا يظهر من تقاعتبارات الكثرية‪ .‬اكن ِلى القراء اترخي معروف و أأشار‬
‫اكتب الرساةل اىل ‘‘ أأايهمم ا ألوىل ’’ (عب ‪)19-11 :32‬؛ واكن الاكتب يعرف عن ماضهيم وحارضمه‬
‫و أأهنم أأعطوا بسخاء للمس يحيني الآخرين (عب ‪ .)32:2‬وعالوة عىل ذكل‪ ،‬اكن ِلى املؤلف روابط‬
‫وثيقة هبم وعرب عن نيته لزايرهتم‪ ،‬رمبا مع تميواثوس (عب ‪ .)11-34 :31‬وطلب مهنم أأيضا أأن يصلوا‬
‫ألجهل (عب ‪.’’ )32 :31‬‬
‫اكن القارئ ا ألول من خلفية هيودية‪ .‬ابلطبع ُحيمتل أأن يكون العنوان القدمي ‘‘اىل العربانيني ’’‬
‫احلدس الوحيد؛ لكنه احلدس الطبيعي‪ .‬عندما يُقال لك يشء للقارئ ا ألممي كام يُم ِّكن أأن ي ُقال‪ ،‬يظل‬
‫تأأكيد املؤلف عىل المنوذج الهيودي وجهومه عىل اس مترار الكهنوت الالوي تعترب أأقوى تفسري اذا اكن‬
‫امجلهور اذلي تس هتدفه الرساةل ذات أأغلبية هيودية ومييل اىل تقارتداد عن امياهنم القدمي‪ .‬الثبات القوي‬
‫واملكثف ألصاةل الكتب املقدسة يف العهد القدمي تكون مناس بة أأكرث اىل ال ُقراء اذلين قد تربوا علهيا‪39 .‬‬

‫اترخي كتابة الرساةل‪ 22-29 :‬ميالدية‬


‫تشري حقائق كثرية اىل أأن التارخي ُحيمتل أأن يكون بني س نة ‪ 22-29‬ميالدية‪ .‬احلقيقة ا ألوىل‪ :‬أأن أألكميندس‬
‫أأسقف روما اقتبس من الرساةل اىل العربانيني يف س نة ‪ 41‬ميالدية‪ ،‬فَّلا جيب أأن تكون قد ُكتبت يف‬
‫اترخي سابق عىل هذا التارخي‪ .‬احلقيقة الثانية‪ :‬من الواحض جدا أأن الرساةل قد ُكتبت قبل خراب أأورشلمي‬
‫يف س نة ‪ 22‬ميالدية ل ألس باب التالية‪ )3( :‬اكن املؤلف س يذكر تدمري الهيلك جنبا اىل جنب مع هناية‬
‫نظام اذلابحئ الهيودي لو حدث مبثل هذه ا ألمهية (‪ )1‬تلكم املؤلف عن الهيلك وا ألنشطة الكهنوتية بطريقة‬
‫تدل عىل أأهنا مازالت مس مترة ( عب ‪ 1-3 :1‬؛ ‪ 12 ،11 :2‬؛ ‪ 1-1 :2‬؛ ‪ 11 ،31 ،4-2 :4‬؛ ‪،3 :32‬‬

‫‪39‬‬
‫‪Walvoord/Zuck, electronic media‬‬

‫‪99‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫‪ 33 ،2 ، 9-1‬؛ ‪ )1( ،) 33-32 :31‬أأشار الاكتب اىل تميواثوس يف عب ‪ 11 :31‬ولو اكن هذا‬
‫يرتبط خبدمة بولس يف روما‪ ،‬فان ذكل يتطلب اترخي يف أأواخر العقد السادس من القرن ا ألول امليالدي‪.‬‬
‫املوضوع وغرض الكتاب‬
‫من الواحض أأن موضوع الرساةل اىل العربانيني هو مسو عظمة املس يح‪ .‬اس تخدمت الرساةل اىل العربانيني‬
‫لكامت كثرية مثل أأفضل ـ اكمل ـ ساموي لتربهن عىل ذكل‪ .‬بيامن الغرض ا ألساس للاكتب هو أأن يسعى‬
‫أل ْن ل ُي ِّبني خبمس طرق أأن املس يح هو أأفضل و أأمسى‪ .‬املس يح أأمسى و أأعىل من‪ )3( :‬أأنبياء العهد القدمي‬
‫(عب ‪ )1( ،)1-3 :3‬املالئكة (عب ‪ )1( ،)32 :1-9 :3‬موىس (عب ‪ )9( ،)2-3 :1‬يشوع (عب‬
‫‪ )32 :9-2 :1‬و (‪ )1‬كهنوت هارون (عب ‪ .)32 :32-3 :1‬وغاية هذا املوضوع أأن حيذر قراءه من‬
‫خطورة التخيل عن جوهر ما أأخذوه يف املس يح من أأجل ظالل مؤقتة لنظام العهد القدمي (عب ‪:32‬‬
‫‪ .)3‬وابلتايل‪ ،‬تشجع الرساةل اىل العربانيني قراءها أأن يس متر يف نضجهم ومنومه وجمازاهتم مكؤمنني أأمناء‪،‬‬
‫ممتمني دعوهتم الساموية‪ .‬وليفعل ذكل‪ ،‬كتب مخس فقرات حتذيرية ليشجعهم أأن يتقدموا يف امياهنم‬
‫املس يحي‪( .‬عب ‪9-3 :1‬؛ ‪31 :9-3 :1‬؛ ‪12 :2-33 :1‬؛ ‪14-12 :32‬؛ ‪.)14-39 :31‬‬
‫املس يح كام يُرى يف الرساةل اىل العربانيني‬
‫لمتام الغرض وهو أأن يعرض الاكتب مسو املس يح؛ تصبح رساةل العربانيني السفر الكرس تولويج الوحيد‬
‫يف العهد اجلديد‪ .‬فهيا يع ِّلن الاكتب أأنه ‘‘تقابن ’’ املتأألق ورمس جوهر هللا (عب ‪ ،)31 ،1 :3‬والشخص‬
‫الوحيد اجلالس عن ميني هللا (عب ‪ ،)1 :3‬والشخص الوحيد اذلي أأعلنه هللا ا ألب بأأنه هللا (عب ‪:3‬‬
‫‪ ،)4-2‬واخلالق ا ألزيل (عب ‪ ،)31-32 :3‬والاكهن ا ألزيل عىل نظام كهنوت مليك صادق (الحصاح‬
‫السابع)‪ .‬وفهيا يُقدم املس يح بكونه النيب النساين ـ اللهيي‪ ،‬واملكل‪ ،‬والاكهن‪ .‬ويُرى بوصفه الفادي اذلي‬
‫تشابه مع أأخوته‪ ،‬واذلي قدم نفسه مرة واحدة ومن أأجل امجليع فدية عن خطاايان و أأمت وفعل لك ما مل‬
‫‪100‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫تس تطع اذلابحئ املؤقتة أأن تفعهل‪ .‬وابلتايل‪ ،‬فهو اجتاز الساموات بوصفه الاكهن العظمي ا ألعىل بوصفه‬
‫الشخص الوحيد اذلي تعاطف مع ضعفنا‪.‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫مسو املس يح عىل لك قادة العهد القدمي (عب ‪)12 :2-3 :3‬‬
‫املس يح أأمسى من لك أأنبياء العهد القدمي (عب ‪)1-3 :3‬‬
‫املس يح أأمسى من املالئكة (عب ‪)32 :1-9 :3‬‬
‫املس يح أأمسى من موىس (عب ‪)2-3 :1‬‬
‫املس يح أأمسى من يشوع (عب ‪)31 :9-2 :1‬‬
‫املس يح أأمسى من الكهنوت الالوي (عب ‪)12 :2-39 :9‬‬
‫وصااي من أأجل الثبات والصمود (عب ‪)32-39 :9‬‬
‫مؤهالت الاكهن (عب ‪)32-3 :1‬‬
‫وصااي للتخيل عن الكسل الرويح (عب ‪)31 :2-33 :1‬‬
‫يقني وعد هللا (عب ‪)12-31 :2‬‬
‫املس يح أأمسى من النظام الكهنويت (عب ‪)12-3 :2‬‬
‫مسو معهل الكفاري بوصفه اكهننا رئيس كهنتنا (عب ‪)14 :32-3 :2‬‬
‫عهدا أأفضل (عب ‪)31-3 :2‬‬
‫‪101‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫مسكن مقدس أأفضل (عب ‪)32-3 :4‬‬


‫ذبيحة أأفضل (عب ‪)32 :32-33 :4‬‬
‫ارشادات (عب ‪)14-34 :32‬‬
‫تقالامتس ا ألخري حلفظ الميان (عب ‪)14 :31-3 :33‬‬
‫مناذج أأبطال الميان يف القدمي (عب ‪)92-3 :33‬‬
‫التشجيع ألجل حفظ الميان (عب ‪)33-3 :31‬‬
‫ارشادات ووصااي من أأجل حفظ الميان (عب ‪31‬ك ‪)32-31‬‬
‫اِلافع واحلافز ألجل حفظ الميان (عب ‪)14-32 :31‬‬
‫ختام (عب ‪)11-3 :31‬‬
‫مبادئ معلية للحياة املس يحية (عب ‪)32-3 :31‬‬
‫طلب للصالة من أأجل اكتب الرساةل اىل العربانيني (عب ‪)34-32 :31‬‬
‫الربكة الرسولية (عب ‪)13-12 :31‬‬
‫مالحظات خشصية (عب ‪)11-11 :31‬‬
‫التحيات والربكة اخلتامية (عب ‪)11-19 :31‬‬

‫‪102‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل يعقوب‬
‫(املس يح‪ :‬املثال والمنوذج)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫هللا والر ِّب ي ُسوع الْم ِّس ي ِّح‪ ،‬هيُ ْ ِّدي السالم اىل الثْ ْين عرش ِّس ْبطا‬
‫وب‪ ،‬ع ْبدُ ِّ‬
‫تبد أأ هذه الرساةل بـ ‘‘ي ْع ُق ُ‬
‫ِ‬
‫ات‪( ’’.‬يع ‪ .)3:3‬يوجد أأربعة رجال يف العهد اجلديد ابمس ‘‘يعقوب ’’‪ .‬هؤلء مه‪)3( :‬‬ ‫ِّاذلين ِّيف الش ت ِّ‬
‫يعقوب ابن زبدي أأخو يوحنا (مر ‪ )1( ،)34:3‬يعقوب بن حلفى (مر ‪ )1( ،)32:1‬يعقوب أأخا هيوذا‬
‫(ليس هيوذا الخسريوطي‪ ،‬لو ‪ )32:2‬و (‪ )9‬ويعقوب أأخا الرب (غال ‪ .)34:3‬وخبصوص هذا كتب‬
‫ريري ‪:Ryrie‬‬
‫‘‘عن ا ألربع رجال اذلي حيملون امس يعقوب يف العهد اجلديد‪ ،‬من احملمتل أأن يكون اثنني مهنم‬
‫هام اكتب هذه الرساةل ـ يعقوب بن زبدي ( أأخو يوحنا) ويعقوب أأخا الرب يسوع‪ .‬مفن غري احملمتل أأن‬
‫يكون يعقوب بن زبدي هو الاكتب؛ ألنه استشهد يف س نة ‪ 99‬ميالدية ( أأع ‪ .)1:31‬النغمة املوثوق فهيا‬
‫ل تلغي فقط اليعقوبني ا ألقل شهرة يف العهد اجلديد (‘‘يعقوب ا ألصغر ’’ ويعقوب املوجود يف لوقا ‪:2‬‬
‫‪ )32‬لكهنا تشري اىل ا ألخ الغري شقيق اذلي أأصبح قائدا معروفا يف كنيسة أأورشلمي ( أأع ‪32:31‬؛‬
‫‪31:31‬؛ ‪ .)32:13‬ويدمع هذا تقاس تنتاج تشابه اللَكم يف رساةل يعقوب مع الكم يعقوب يف مجمع‬
‫أأورشلمي (يع ‪ 3:3‬و أأع ‪11:31‬؛ يع ‪ 12:3‬و أأع ‪39:31‬؛ يع ‪ 1:1‬و أأع ‪40 ’’ .)31:31‬‬

‫‪40‬‬
‫‪Ryrie, p. 1966‬‬

‫‪103‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الطريقة اليت خياطب هبا يعقوب مس تقبيل الرساةل حتتاج اىل أأن تُفرس‪ .‬خياطهبم يعقوب قائال‪:‬‬
‫‘‘اىل الثنا عرش س بطا اذلين يف الش تات ’’ (يع ‪ .3:3‬كام هو واحض من ‘‘اخويت ’’ يف (يع ‪ )34:3‬و‬
‫(يع ‪ ،)2 ،3 :1‬هذه اشارة ليست للتشتت اذلي حدث ما بني س نة ‪ 22-22‬ميالدية‪ ،‬لكهنا اشارة اىل‬
‫املس يحيني الهيود اذلين تشتتوا من وطهنم خالل التشتت اذلي حدث يف املايض (مت ‪،31 ،33 :3‬‬
‫‪ .)32‬يف الحصاحات ا ألوىل من سفر أأعامل الرسل‪ ،‬اكن الهيود يف أأورشلمي يف يوم امخلسني من لك‬
‫أأحناء العامل ( أأع ‪ .)31 :3‬الكثري من هؤلء ر أأوا ومسعوا عن املعجزات اليت حدثت يف يوم امخلسني وجاءوا‬
‫ليك يؤمنوا بيسوع املس يح‪ .‬ويف الهناية‪ ،‬عاد الكثريون مهنم اىل أأوطاهنم يف لك أأحناء العامل‪ .‬اىل هؤلء‬
‫كتب الرسول يعقوب رسالته‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 91 :‬أأو ‪ 92‬ميالدية‬
‫من احملمتل أأن تكون رساةل يعقوب يه أأول رساةل ُكتبت‪ ،‬ويُؤرخ معظم علامء الكتاب املقدس الرساةل‬
‫عىل أأهنا ُكتبت حوايل س نة ‪ 91‬ميالدية‪ .‬وذكل ل ألس باب التالية‪ )3( :‬توجد يف الرساةل السمة الهيودية‬
‫املمزية جدا اليت تشري اىل أأن الرساةل ُكتبت عندما اكنت الكنيسة مازالت حتت الس يادة الهيودية‪)1( .‬‬
‫ل توجد اشارة خبصوص الزناع حول ختان ا ألمم‪ )1( .‬اس تخدم املصطلح ‘‘مجمع ’’ ليشري اىل ‘‘تقاجامتع‬
‫’’ أأو ‘‘ماكن تقاجامتع ’’ بدل من لكمة ‘‘كنيسة ’’ (يع ‪ )9( .)1:1‬قةل ونقص الشارات اىل املشالك‬
‫املوجودة يف مجمع أأورشلمي‪ ،‬مثل العالقة بني املس يحيني من ا ألمم واملس يحيني من الهيود ( أأع ‪31‬؛ س نة‬
‫‪ 94‬ميالدية)‪ ،‬تشري أأيضا اىل أأهنا ُكتبت يف اترخي ُمبكر (‪‘‘ )1‬الشارات اىل تعالمي املس يح اكن لها‬
‫توافق لفظي مع ا ألانجيل‪ ،‬ذلا من احملمتل أأن تكون كتبت قبل ا ألانجيل’’‪41 .‬‬

‫‪41‬‬
‫‪Wilkinson/Boa, p. 465‬‬

‫‪104‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املوضوع وغرض الرساةل‬


‫من الواحض أأن يعقوب اكن همامت ابقتناء الميان الفاعل‪ ،‬اذلي هو حيوي وقوي‪ ،‬وعامل‪ .‬يكتب الرسول‬
‫يعقوب ل ُيحذر املؤمنني عن عواقب الميان امليت‪ ،‬الغري فعال‪ ،‬وكتب ليك ُحيرض املؤمنني عىل المنو‬
‫والنضج الرويح احلقيقي‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل يعقوب‬
‫يشري الرسول يعقوب يف (يع ‪3:3‬؛ ‪ )3:1‬ـ حتديدا ـ اىل ‘‘الرب يسوع املس يح ’’ ومن ث ينتظر جميئه‬
‫(يع ‪ .)2-2 :1‬يف أأعداد الرساةل الـ ‪ ،322‬توجد اشارات ودللت من ‪ 11‬سفر من العهد القدمي وعىل‬
‫ا ألقل ‪ 31‬تلميح واشارة عن تعالمي املس يح من املوعظة عىل اجلبل‪42 .‬‬

‫‪43‬‬ ‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬


‫قف واثقا (يع ‪)12-3 :3‬‬
‫التحية تقافتتاحية والتحيات (يع ‪)3:3‬‬
‫افرحوا يف التجارب املتنوعة (يع ‪)31-1 :3‬‬
‫قاوم يف التجربة (يع ‪)32-31 :3‬‬
‫استند اىل احلق اللهيي (يع ‪)12-34 :3‬‬

‫‪42‬‬
‫‪Ryrie, p. 1966‬‬

‫‪43‬‬
‫‪Ron Blue, The Bible Knowledge Commentary‬‬

‫‪105‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اخدم مبحبة (يع ‪)12-3 :1‬‬


‫اقبل ْ الآخرين (يع ‪)31-3 :1‬‬
‫ساعد الآخرين (يع ‪)12-39 :1‬‬
‫تلكم حبرص (يع ‪)32-3 :1‬‬
‫اضبطْ اللَكم (يع ‪)31-3 :1‬‬
‫هذب الفكر (يع ‪)32-31 :1‬‬
‫ْ‬
‫اخضع بتوبة (يع ‪)32-3 :9‬‬
‫ْ‬
‫حول الكراهية اىل اتضاع (يع ‪)2-3 :9‬‬
‫حول اِلينونة اىل عداةل (يع ‪)31-2 :9‬‬
‫حول التفاخر اىل الميان (يع ‪)32-31 :9‬‬
‫شاركْ ابهامتم (يع ‪)12-3 :1‬‬
‫شاركْ ابملمتلاكت (يع ‪)2-3 :1‬‬
‫شارك بصرب (يع ‪)31-2 :1‬‬
‫شارك ابلصالة (يع ‪)12-31 :1‬‬

‫‪106‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل بطرس ا ألوىل‬


‫(املس يح‪ :‬مثال ل ألمل)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫يُرصح العدد تقافتتايح بوضوح أأن الرسول بطرس هو اكتب الرساةل‪ُ .‬عرفت رساةل بطرس ا ألوىل عامليا‬
‫بأأهنا معل الرسول بطرس من خالل الكنيسة ا ألوىل‪.‬‬
‫تُوجه الرساةل اىل هؤلء اذلين يسكنون كغرابء (يف بنطس‪ ،‬وغالطية‪ ،‬وكبدوكية‪ ،‬أأس يا‪،‬‬
‫وبيثينية) اطخمتارين (املؤمنني) (‪3‬بط ‪ .)3:3‬ويشري هذا اىل املؤمنني من الهيود وا ألمم الزنلء مؤقتا عىل‬
‫ا ألرض‪ ،‬واىل الهيود اذلين قد تأأثروا من الش تات‪ .‬غالبا ما تشري لكمة ‘‘املتش تتني ’’ اىل الهيود اذلين ل‬
‫يعيشون يف فلسطني لكهنم تشتتوا يف لك أأحناء حوض البحر املتوسط‪ .‬ومن احملمتل أأن تُس تخدم لكمة‬
‫‘‘ا ألمم ’’ يف الرساةل عن املس يحيني من ا ألمم املوجودين كشعب هللا يف وسط عامل رشير‪ 44 .‬اكن‬
‫الرسول بطرس يضع لك من ا ألمم والهيود يف عقهل عندما كتب رسالته‪.‬‬
‫توجه الرساةل بطرس ا ألوىل اىل املس يحيني املش تتني يف لك أأحناء املقاطعات الرومانية يف ش به‬
‫جزيرة أأس يا ُالصغرى‪ .‬وهذا املاكن هو يف شامل تُركيا حاليا‪ .‬اكنت تتكون الكنائس يف تكل املقاطعات‬
‫من لك من الهيود وا ألمم‪ .‬وهذه الرساةل يه رساةل غنية يف الشارات وتقاقتباسات من العهد القدمي‪.‬‬
‫وجد املس يحيني الهيود معىن خاصا يف مصطلح ‘‘‪ ’’ DIASPORA‬املرتمج ‘‘املش تتني ’’ واملس تخدم‬

‫‪44‬‬
‫‪The NET Bible, The Biblical Studies Press‬‬

‫‪107‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫يف العدد ا ألول يف التحية تقافتتاحية (‪3‬بط ‪ .)3:3‬اكن ي ُشار اىل الهيود اذلين يعيشون خارج أأورشلمي‬
‫‘‘ابلهيود اذلين يعيشون يف الش تات ’’‪.‬‬
‫لقد لحظ القارئ ا ألممي تعلمي بطرس عن احلياة املقدسة يف ضوء خلفيهتم اليت اكنت ُتهل هجال‬
‫اتما لكمة هللا (‪3‬بط ‪ .)39 :3‬ولقد تشجع أأيضا املس يحيون ا ألمم كثريا بتكل احلقيقة‪ ،‬برمغ أأهنم اكنوا‬
‫يعيشون يف اجلهل‪ ،‬ال أأهنم أأصبحوا الآن ‘‘شعب هللا ’’ (‪1‬بط ‪ .)32:1‬ومشل بطرس حبرص لك من‬
‫املس يحيني الهيود وا ألمم يف رسالته لتشجيع الكنيسة يف أآس يا الصغرى‪45 .‬‬

‫اترخي كتابة الرساةل‪ 29-21 :‬ميالدية‬


‫ربط تقليد الكنيسة بطرس يف س نواته ا ألخرية مبدينة روما‪ .‬لو اكنت الشارة عن اببل يف (‪3‬بط ‪)31 :1‬‬
‫يه اشارة مشفرة عن روما‪ ،‬فان هذه الرساةل قد ُك ْ‬
‫تبت بيامن اكن بطرس يف روما خالل العقد ا ألخري‬
‫من حياته‪ ،‬يف حوايل س نة ‪ 21‬ميالدية‪ ،‬قبل اندلع اضطهاد المرباطور نريون مبارشة اذلي حدث يف‬
‫س نة ‪ 29‬ميالدية‪ .‬حيث أأن بطرس مل يعترب روما كعدو للمس يحية (‪3‬بط ‪ .)32-31 :1‬ومن الصعب‬
‫أأن ُتعل هذا الترصحي (‪3‬بط ‪ )32-31 :1‬بعد اندلع تقاضطهاد اذلي حدث يف عرص نريون‪.‬‬
‫املوضوع وغرض الكتابة‬
‫بيامن تتناول رساةل بطرس ا ألوىل عقائد متنوعة ويف حني أأهنا ِلهيا الكثري لتقوهل عن احلياة واملسؤوليات‬
‫املس يحية‪ ،‬ال أأن موضوع وغرض رساةل بطرس ا ألوىل يمتركز حلو مشلكة ا ألمل‪ ،‬وخصوصا ا ألمل من‬
‫أأجل اميان املرء‪ .‬تُصف الرساةل بأأهنا مرجع أأو كتيب ل ُي ِّبني كيف جيب أأن حييا املس يحي كزنيل وسفري‬

‫‪45‬‬
‫‪Walvoord/Zuck, electronic media‬‬
‫‪108‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫عن املس يح يف وسط عامل معادي (‪3‬بط ‪13-31 ،3:3‬؛ ‪31-33 :1‬؛ ‪32 ،39 :1‬؛ ‪،31 ،31 ،3 :9‬‬
‫‪.)34 ،32‬‬
‫توجد أأهداف و أأغراض كثرية لهذه الرساةل‪ .‬تقصد الرساةل أأن تعطي توجهيات للمؤمنني الواقعني‬
‫حتت تقاضطهاد‪ )3( :‬من خالل الرتكزي عىل اعالن جميء املس يح وخالصه (‪3‬بط ‪ )1( ،)31-1‬من‬
‫خالل اتباع املس يح بوصفه املثال الاكمل يف املعاانة وا ألمل (‪1‬بط ‪ )19-13 :1‬و (‪ )1‬من خالل احلياة‬
‫يف العامل وفقا ِلعوهتم كشعب هللا ابحملافظة عىل مسعة صاحلة وسط العامل ا ألممي (‪3‬بط ‪31-9 :1‬؛ ‪:9‬‬
‫‪ .)34-3‬وتشمل ا ألغراض ا ألخرى رشح التصال اجلوهري بني العقيدة واملامرسة (‪3‬بط ‪ )31:1‬وتشجيع‬
‫القادة ا ألتقياء بأأن يرعوا رعية هللا (‪3‬بط ‪ ،)9-3 :1‬وهذا هو العنرص ا ألسايس والرضوري لقدرة الكنيسة‬
‫عىل التأأثري بفاعلية يف وسط عامل معادي‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل بطرس ا ألوىل‬
‫الرساةل ممتلئة بشخص ومعل املس يح‪ .‬من خالل قيامة املس يح‪ ،‬حصل املس يحي عىل ‘‘رجاء يح ’’ و‬
‫‘‘‘‘مرياث ل يُفىن ’’ (‪3‬بط ‪ .)9-1 :3‬تلكم بطرس يف مواضع عدة عن جميء املس يح مبجد (‪3‬بط ‪،2 :3‬‬
‫‪31‬؛ ‪31:9‬؛ ‪ .)3:1‬وتلكم أأيضا عن خشص ومعل املس يح كحمل هللا اذلي يفدينا حبمل خطاايان عىل‬
‫الصليب (‪3‬بط ‪34-32 :3‬؛ ‪ ،)19 :1‬وتلكم عن املس يح بوصفه املثال الاكمل يف ا ألمل (‪3‬بط ‪-13 :1‬‬
‫‪ ،)19‬وتلكم عن املس يح بوصفه الراعي العظمي وحايم املؤمنني (‪3‬بط ‪11 :1‬؛ ‪.)9:1‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫خالص املؤمنني (‪3‬بط ‪)31-3 :3‬‬
‫التحية تقافتتاحية (‪3‬بط ‪)1-3 :3‬‬

‫‪109‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الرجاء احلي يف املس تقبل والتجارب احلالية (‪3‬بط ‪)4-1 :3‬‬


‫اعالن اخلالص احلايل واعالن اخلالص يف املايض (‪3‬بط ‪)31-32 :3‬‬
‫تقديس املؤمنني (‪3‬بط ‪)31 :1-31 :3‬‬
‫اِلعوة للقداسة (‪3‬بط ‪)13-31 :3‬‬
‫اِلعوة من أأجل حمبة بعضنا بعض حبرارة (‪3‬بط ‪)11-11 :3‬‬
‫اِلعوة لش هتاء اللنب العدمي الغش لللكمة (‪3‬بط ‪)1-3 :1‬‬
‫اِلعوة من أأجل تقدمي ذابحئ روحية (‪3‬بط ‪)32-9 :1‬‬
‫اِلعوة من أأجل تقامتناع عن الشهوات اجلسدية (‪3‬بط ‪)31-33 :1‬‬
‫خضوع املؤمنني (‪3‬بط ‪)31 :1-31 :1‬‬
‫اخلضوع للحكومات (‪3‬بط ‪)32-31 :1‬‬
‫اخلضوع يف العمل (‪3‬بط ‪)12-32 :1‬‬
‫مثال املس يح (‪3‬بط ‪)11-13 :1‬‬
‫اخلضوع يف الزواج (‪3‬بط ‪)2-3 :1‬‬
‫اخلضوع يف لك منايح احلياة (‪3‬بط ‪)31-4 :1‬‬
‫أآلم املؤمنني (‪3‬بط ‪)39 :1-31 :1‬‬
‫السلوك اذلي نسلكه يف ا ألمل (‪3‬بط ‪)32-31 :1‬‬
‫‪110‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫مثال املس يح ابلنس بة ل ألمل (‪3‬بط ‪)2 :9-32 :1‬‬


‫وصااي خبصوص ا ألمل (‪3‬بط ‪)34-2 :9‬‬
‫الرعاة (النظار) يف ا ألمل (‪3‬بط ‪)33-3 :1‬‬
‫اخلتام أأو الربكة الرسولية (‪3‬بط ‪)39-31 :1‬‬

‫‪111‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل بطرس الثانية‬


‫(املس يح‪ :‬اللكمة الاكفية)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫يعرف الاكتب نفسه بأأنه مسعان بطرس (‪1‬بط ‪ .)3:3‬تشري عدد من ا ألدةل اِلاخلية ا ألخرى اىل أأن‬
‫بطرس هو الاكتب‪ .‬اس تخدم بطرس الضمري ا ألول املفرد ـ يف القسم الشخيص‪ ،‬وتقريبا يف العهد اخلتايم‬
‫ملوت الآب ـ ُمشريا اىل نفسه‪ .‬و أأكد أأيضا أأن هذه الرساةل يه رسالته الثانية اىل قراءه (‪1‬بط ‪ )3:1‬وبني‬
‫معرفته الشخصية ببولص الرسول حيث دعاه ‘‘ أأخوان العزيز ’’ (‪1‬بط ‪ .)31:1‬عنوان هذه الرساةل هو‬
‫‘‘رساةل بطرس الثانية ’’ وذكل للمتيزي بيهنا وبني الرساةل ا ألوىل اليت كتهبا بطرس‪.‬‬
‫كتب بطرس هذه الرساةل اىل نفس اجملموعة من املؤمنني (‪1‬بط ‪ )3:1‬اليت كتب الهيم رسالته‬
‫ا ألوىل‪ .‬اهنا رساةل العهد ا ألخري‪ ،‬رساةل حتذيرية لـ ‘‘اليوم ا ألخري ’’ (‪1‬بط ‪39:3‬؛ ‪11-3 :1‬؛ ‪ .)1:1‬كتب‬
‫بطرس اىل املس يحيني اذلين أأخذوا امياان مثينا مساواي‪ ،‬وكتب بال شك اىل الكنائس الهيودية وا ألممية‬
‫اليت يف ‘‘بنتس‪ ،‬وغالطية‪ ،‬وكبدوكية‪ ،‬وأأس يا‪ ،‬وبينية ’’ (‪3‬بط ‪.)3:3‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 22-22 :‬ميالدية‪.‬‬
‫بوصفها نوع من أأنواع الرسائل الوداعية‪ ،‬كتب بطرس هذه الرساةل يف هناية خدمته (‪1‬بط ‪.)39-31 :3‬‬
‫ووفقا ملؤرخ الكنيسة ا ألوىل‪ ،‬يوسابيوس‪ ،‬فان بطرس أأستشهد أأثناء تقاضطهاد اذلي حدث يف عرص‬
‫نريون (حوايل س نة ‪ 22-22‬ميالدية)‪ .‬من احملمتل أأن تكون الرساةل قد ُك ْ‬
‫تبت يف س نة من هاتني‬
‫الس نتني‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املوضوع وغرض الكتابة‬


‫كام حذر الرسول بولس من جميء أأخاطر تقارتداد يف الس نوات ا ألخرية من حياته وخدمته (‪1‬يت)‪،‬‬
‫كذكل أأيضا حذر بطرس من أأخطار املعلمني الكذبة كام تنبأأت عهنم ا ألنبياء‪ ،‬وكام تنبأأ عهنم الرب نفسه‬
‫ورسهل (‪1‬بط ‪3:1‬؛ ‪ .)1-3 :1‬ان غرض هذه الرساةل القصرية هو التحذير ضد ا ألخطار اليت تواجه‬
‫الكنيسة‪ ،‬وخصوصا قيام املعلمني الكذبة‪.‬‬
‫رساةل بطرس الثانية يه الامتس حاين حنو مجهوره ليك يمنو وينضجوا يف املس يح‪ ،‬ولكيال يكون‬
‫املس يحي كسول أأو غري ممثر (‪1‬بط ‪ )2 :3‬وهذا هو ا ألساس محلايهتم من قيام املعلمني الكذبة‪ .‬وهذا‬
‫ألن بطرس اكن يعرف أأن حياته عىل ا ألرض أأوشكت عىل تقانهتاء (‪1‬بط ‪ )31-31 :3‬و أأن جسد‬
‫املس يح يواجه خطر حايل (‪1‬بط ‪ .)1-3 :1‬وابلتايل رغب بطرس يف أأن ينعش ذاكرهتم ويرضم تفكريمه‬
‫(‪1‬بط ‪31 :3‬؛ ‪ )1-3 :1‬ليك يضعوا تعالميه يف عقوهلم (‪1‬بط ‪ .)31 :3‬وليك يفعل ذكل‪ ،‬وصف بدقة‬
‫املؤمنني البالغني الناجضني‪ ،‬ليشجعهم يف المنو يف النعمة ومعرفة خملصنا يسوع املس يح (‪1‬بط ‪33-1 :3‬؛‬
‫‪.)32 :1‬‬
‫وبسبب ا ألساس ا ألخر اذلي تناولته املعلمني الكذبة‪ ،‬وصف بطرس طبيعة لكمة هللا أكساس‬
‫يقيهنم (‪ 1‬بط ‪ )13-31 :3‬ومن ث حذرمه من التعرض ألخطار املعلمني الكذبة اذلي وصفهم بدقة جنبا‬
‫اىل جنبا مع دينونهتم (‪ 1‬بط ‪ .)11-3 :1‬ويف الهناية‪ ،‬يشجع بطرس قراءه بيقينية جميء املس يح الثاين‬
‫(‪1‬بط ‪ .)32-3 :1‬مع هذا التأأكيد اخلتايم عىل جميء الرب‪ ،‬قدم بطرس التحدي الهنايئ‪،‬‬
‫ِّذل ِّكل َأهيُّ ا ا َل ِّحبا ُء‪ ،‬ا ْذ َأن ُ ُْْت ُمنْت ِّظ ُرون ه ِّذ ِّه‪ْ ،‬اج ِّهتدُ وا ِّل ُتوجدُ وا ِّع ْند ُه بِّال دنس ول ع ْيب‪ِّ ،‬يف سالم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وا ْح ِّس ُبوا َأانة ربِّنا خالصا‪ ،‬مَك كتب ال ْيمك َأخُوان الحب ُ‬
‫ِّيب بُول ُس َأيْضا حبس ِّب الحمكة ال ُم ْعطاة هلُ‪ ،‬ما ِّيف‬ ‫ْ‬
‫ِ‬

‫‪113‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫الرسائِّ ِّل ُ ِّلكها َأيْضا‪ُ ،‬مت ِّلكما ِّفهيا ع ْن ه ِّذ ِّه ا ُل ُمو ِّر‪ ،‬ال ِّيت ِّفهيا َأ ْش يا ُء ع ِّرس ُة الْفهْ ِّم‪ُ ،‬حي ِّرفُها غ ْ ُري الْ ُعلما ِّء وغ ْ ُري‬
‫الثا ِّبتِّني‪ ،‬كب ِّايق ْال ُك ُت ِّب َأيْضا‪ِّ ،‬لهال ِّك َأنْ ُف ِّسه ِّْم‪.‬‬
‫فأَن ُ ُْْت َأهيُّ ا ا َل ِّحبا ُء‪ ،‬ا ْذ ق ْد س ب ْق ُ ُْت فعرفْ ُ ُُت‪ ،‬ا ْح ِّرت ُسوا ِّم ْن َأ ْن ت ْنقا ُدوا بِّضال ِّل ا ألرضياء‪ ،‬فت ْس ُق ُطوا ِّم ْن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫آ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ثبا ِّت ُ ْمك‪ .‬ول ِّك ِّن انْ ُموا ِّيف النِّ ْعمة و ِّيف م ْع ِّرفة ربِّنا و ُمخلصنا ي ُسوع المس ي ِّح‪ُ .‬هل الم ْجدُ الن واىل ي ْو ِّم اِل ْه ِّر‪.‬‬
‫ِ‬
‫أ آ ِّمني‪’’ .‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل بطرس الثانية‬
‫يتلكم بطرس عن املس يح بوصفه مصدر احلياة والتقوى‪ ،‬ومتش يا مع هذا الرتكزي ‪ ،focus‬يتلكم بطرس‬
‫عن املس يح بوصه ‘‘الرب واملُخ ِّلص ’’ أأربع مرات‪ ،‬ويتلكم عن بوصف ‘‘الرب ’’ أأربعة عرش مرة‪.‬‬
‫ابلضافة اىل ذكل‪ ،‬أأشار بطرس اىل حادثة التجيل اجمليدة عىل اجلبل املُقدس وتطلع اىل اجمليء الثاين‬
‫للمس يح املُخلص‪ .‬يف هذا الوقت‪ ،‬فان العامل لكه سوف يرى سوف يرى العامل ما رأآه بطرس والتلميذين‬
‫الآخرين عىل جبل التجيل‪.‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫التحيات (‪1‬بط ‪)1-3 :3‬‬
‫منو أأو هتذيب الشخصية املس يحية (‪1‬بط ‪)13-1 :3‬‬
‫المنو يف الميان (‪1‬بط ‪)33-1 :3‬‬
‫أأساس الميان (‪1‬بط ‪)13-31 :3‬‬
‫هناية أأو دينونة املعلمني الكذبة (‪1‬بط ‪)11-3 :1‬‬

‫‪114‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫خطورهتم وسلوكهم (‪1‬بط ‪)1-3 :1‬‬


‫تدمريمه وادانهتم (‪1‬بط ‪)4-9 :1‬‬
‫وصفهم وسامهتم (‪1‬بط ‪)11-32 :1‬‬
‫تصوير املس تقبل والثقة فيه (‪1‬بط ‪)32-3 :1‬‬
‫السخرية من املعلمني الكذبة (‪)2-3 :1‬‬
‫بطء يوم الرب (‪1‬بط ‪)4-2 :1‬‬
‫تقاحنالل اذلي يعقب يوم الرب (‪1‬بط ‪)31-32 :1‬‬
‫احلذر الالزم نظرا اىل ا ألخطار (‪1‬بط ‪)32-39 :1‬‬

‫‪115‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل يوحنا ا ألوىل‬


‫(املس يح‪ :‬حمبة هللا)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫بينا يوجد امس املؤلف يف الرساةل‪ ،‬ال أأن التقليد عزا رساةل يوحنا اىل يوحنا الرسول‪ .‬اكن الاكتب من‬
‫الشهود ا ألصلني للمس يح واذلي عرف املس يح عن كثب (‪3‬يو ‪.)1-3 :3‬‬
‫يف لك الرساةل‪ ،‬توجد أآايت تُبني أأن يوحنا اكن يكتب اىل املؤمنني (‪3‬يو ‪39-31 ،3 :1‬؛ ‪3:1‬؛‬
‫‪ ،)31:1‬ومل ي ُ ِّبني يوحنا م ْن املكتوب الهيم أأو يف أأي ماكن يعيشوا‪ .‬هذه احلقيقة رمبا تويح بأأن الرساةل‬
‫قد ُكتبت ليك تكون رساةل دورية بني العديد من الكنائس‪ .‬رمبا اكنت الكنائس حول مدينة أأفسس‪ ،‬مبا‬
‫أأن ال ُكتاب املس يحيني ا ُلول أأقروا بأأن اقامة يوحنا اكنت يف أأفسس يف أأايمه ا ألخرية‪.‬‬
‫تقاس تخدام املؤكد لرساةل يوحنا ا ألوىل اكن يف مقاطعة أآس يا (يف تركيا حاليا) حيث تقع مدينة‬
‫أأفسس‪ .‬أأشار أألكميندس السكندري ( أأسقف من القرن ا ألول امليالدي) أأن يوحنا خدم يف كنائس‬
‫عديدة حول هذه املقاطعة‪ .‬رمبا يفرتض أأن رساةل يوحنا ا ألوىل ُأرسلت اىل الكنائس يف مقاطعة أآس يا‪46.‬‬
‫ُ‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 42-21 :‬ميالدية‬
‫من الصعب أأن ُحن ِّدج اترخي هذه الرساةل والرسائل ا ألخرى ليوحنا الرسول‪ ،‬ولكن مبا أأن الكثري من هذه‬
‫موضوعات ولكامت هذه الرساةل متشاهبة جدا ملوضوعات ولكامت اجنيل يوحنا‪ ،‬مفن املنطقي أأن نفرتض‬

‫‪46‬‬
‫‪NIV Study Bible, electronic Library‬‬

‫‪116‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫أأهنا ُكتبت بعد اترخي كتابة اجنيل يوحنا ولكن قبل اضطهاد دواميتينا اذلي حدث يف س نة ‪ 41‬ميالدية‪.‬‬
‫وبناء عىل ذكل‪ ،‬فان التارخي املنطقي هو تقريبا بني س نة ‪ 42-21‬ميالدية‪.‬‬
‫موضوع وغرض الرساةل‪:‬‬
‫موضوع الرساةل هو الرشكة مع هللا من خالل الرب يسوع املس يح (‪3‬يو ‪ .)2-1 :3‬بسبب‬
‫الهرطقة اليت اكنت تواجه املؤمنني هناك‪ ،‬رمبا الشلك ا ألول من الغنوصية (املعتقد بأأن لك املادة رش و أأن‬
‫احلرية نكتس هبا من املعرفة وحدها)‪ ،‬ذلا كتب يوحنا ل ُي ِّعرف طبيعة الرشكة مع هللا اذلي وصفه بأأنه نور‪،‬‬
‫وحمبة وحياة‪ .‬هللا نور (‪3‬يو ‪ ،)1:3‬وهللا حمبة (‪3‬يو ‪ ،)32 ،2 :9‬وهللا هو حياة (‪3‬يو ‪1-3 :3‬؛ ‪:1‬‬
‫‪ .)31-33‬لتسري يف الرشكة مع هللا‪ ،‬فان هذا يعين أأن تسري يف النور اذلي يقود اىل اختبار احلياة اليت‬
‫يعطهيا‪ ،‬وحمبته للآخرين وبره‪ .‬هذه الرساةل تُعطي عددا من تقاختبارات أأو أأدةل الرشكة‪ ،‬برمغ من أأن‬
‫البعض يرى ذكل اكختبارات للخالص‪ .‬ولكن متش يا مع املوضوع‪ ،‬تعالمي املعلمني الكذبة وطبيعة مجهوره‬
‫بكوهنم مؤمنني‪ ،‬مفن ا ألفضل أأن نرى هذه اكختبارات أأو أأدةل الرشكة‪ ،‬اختبارات ُسكىن ومعرفة اطخم ِّلص‬
‫يف عالقة حية ختترب تغري احلياة يف املؤمنني‪.‬‬
‫من الصعب أأن ُحن ِّدد الشلك اِلقيق للهرطقة اليت واهجت هؤلء املس يحيني‪ ،‬لكن من حمتوى‬
‫رساةل يوحنا ا ألوىل‪ ،‬اليت تضمنت اناكر حلقيقة التجسد وادعاء أأن السلوك الآث ل مينع الرشكة مع هللا‪.‬‬
‫وابلتايل‪ ،‬كتب يوحنا اىل ‘‘ أأطفاهل ’’ (‪3‬يو ‪12 ،32 ،3 :1‬؛ ‪32 ،2 :1‬؛ ‪ )13 :1‬وذكل بسبب مخسة‬
‫أأس باب عىل ا ألقل‪ )3( :‬ليُشجع الرشكة مع هللا (‪3‬يو ‪1 :3‬ـ ‪ )1( )...‬لنخترب الفرح الاكمل (‪3‬يو ‪:3‬‬
‫‪ )1( ،)9‬ليُشجع القداسة من خالل الرشكة احلقيقية (‪3‬يو ‪ )9( ،)1 :1-2 :3‬لمينعهم وحيمهيم من الهرطقة‬
‫(‪3‬يو ‪ )12-32 :1‬و (‪ )1‬ليعطهيم الثقة والضامن (‪3‬يو ‪.)31-33 :1‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل يوحنا ا ألوىل‪:‬‬

‫‪117‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫تركز هذه الرساةل عىل اخلدمة احلالية لل ُمخ ِّلص (املس يح) يف حياة املؤمنني وتتوقع جميئه الثاين‪.‬‬
‫ما زال دمه يطهر املؤمنني من لك خطية (‪3‬يو ‪ )2 :3‬ومن اخلطااي الشخصية ولك الآاثم من خال‬
‫تقاعرتاف ابخلطية (‪3‬يو ‪ .)4 :3‬ابلفعل‪ ،‬الرساةل تع ِّلن أأن‪ :‬املس يح هو بران والشفيع أأمام الآب (‪3‬يو ‪:1‬‬
‫‪ )3‬و أأن املس يح هو اذلبيحة ليس فقط عن املؤمنني بل أأيضا عن لك العامل (‪3‬يو ‪ ،)1:1‬يسوع هو‬
‫املس يح اذلي جاء يف اجلسد (‪3‬يو ‪11 :1‬؛ ‪ ،)1-1 :9‬جاء ابملاء واِلم‪ :‬اشارة اىل معموديته وصليبه‬
‫(‪3‬يو ‪ )2 :1‬وس يأأيت اثنية وعندما نراه اثنية س نكون مثهل (‪3‬يو ‪.)1 :1-12 :1‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫املقدمة والغرض من الرساةل (‪3‬يو ‪)9-3 :3‬‬
‫رشوط رضورية للرشكة (‪3‬يو ‪)1 :1-1 :3‬‬
‫السلوك يف النور (‪3‬يو ‪)2-1 :3‬‬
‫تقاعرتاف ابخلطية (‪3‬يو ‪)1 :1-2 :3‬‬
‫السلوك اذلي يتناسب مع الرشكة (‪3‬يو ‪)12-1 :1‬‬
‫ما ميزي الرشكة ـ أأن نكون مثل املس يح (‪3‬يو ‪)33-1 :1‬‬
‫وصية الرشكة ـ أأل حتبوا العامل (‪3‬يو ‪)32-31 :1‬‬
‫حتذير الرشكة ـ احرتسوا من ضد املس يح (‪3‬يو ‪)12-32 :1‬‬
‫سامت الرشكة (‪3‬يو ‪)1 :1-12 :1‬‬
‫النقاء بسبب رجاءان (‪3‬يو ‪)1:1-12 :1‬‬
‫‪118‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫ممارسة الرب بسبب موت املس يح (‪3‬يو ‪)19-9 :1‬‬


‫برهان الروح (‪3‬يو ‪)2-3 :9‬‬
‫مناذج الرشكة‪ ،‬احملبة كام أأحب املس يح (‪3‬يو ‪)1 :1-2 :9‬‬
‫نتاجئ الرشكة (‪3‬يو ‪)13-9 :1‬‬
‫تقانتصار عىل العامل (‪3‬يو ‪)1-9 :1‬‬
‫تأأكيد شهادات املس يح (‪3‬يو ‪)31-2 :1‬‬
‫ضامن خالص املؤمن (‪3‬يو ‪)31 :1‬‬
‫تأأكيد اجابة الصالة (‪3‬يو ‪)32-39 :1‬‬
‫تقانتصار عىل اخلطية احلالية (‪3‬يو ‪)13-32 :1‬‬

‫‪119‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل يوحنا الثانية‬


‫(املس يح‪ :‬هللا املُتجسد)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫عىل الرمغ من عدم ذكر امس الاكتب‪ ،‬ال أأن يوحنا الرسول هو اكتب الرساةل‪ .‬أأشار يوحنا اىل نفسه‬
‫بكونه ‘‘الش يخ ’’ اليت تمتىش مع مصت املؤلف يف لك من الجنيل (يوحنا) ورساةل يوحنا ا ألوىل‪ .‬هذه‬
‫يه نفس املقدمة اليت اس تخدهما يف رساةل يوحنا الثالثة‪ .‬مبا أأنه عرف نفسه بأأنه ‘‘الش يخ ’’‪ ،‬فذكل يويح‬
‫بأأنه اكن معروفا جيدا من مس تقبيل الرساةل‪ .‬اكن هذا اللقب الرمسي ابلنس بة ملاكن الش يخ‪ ،‬لكن يُرحج‬
‫أأن اكن يس تخدم هذا اللقب اكشارة خشصية هبا ي ُ ِّعرف نفسه اىل قراءه‪.‬‬
‫مبا أأن الرساةل ارتبط ابلرسول يوحنا كاكتب لها‪ ،‬ذلا عنونة ‘‘برساةل يوحنا الثانية ’’‪.‬‬
‫توجه الرساةل اىل ‘‘الس يدة اطخمتارة و أأولدها ’’ (‪3‬يو ‪)1-9 ،3:3‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 42-21 :‬ميالدية‬
‫من الصعب أأن ُحن ِّدد اترخي الرساةل‪ ،‬لكن الظروف واملوضوعات املوجودة يف الرساةل تويح بأأهنا من‬
‫احملمتل أأن تكون قد ُكتبت يف نفس الزمن اليت ُكتبت فيه رساةل يوحنا ا ألوىل (‪ 42-21‬ميالدية)‪ ( .‬أأنظر‬
‫اترخي كتابة رساةل يوحنا ا ألوىل)‬

‫‪120‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املوضوع وغرض الكتابة‬


‫موضوع رساةل يوحنا الثانية هو قلق الرسول بأأن قراءه يس متروا يف السري يف احلق الرسويل وفقا‬
‫للوصية (‪1‬يو ‪ ‘‘ .)2-9 :3‬ألنه قد دخل اىل العامل مضلون كثريون‪ ،‬ل يعرتفون بيسوع املس يح أآتيا يف‬
‫الضد للمس يح ’’‪1( .‬يو ‪ ،)2 :3‬كتب الرسول يوحنا ليحمهيم من رش خداع‬ ‫اجلسد‪ .‬هذا هو امل ُ ِّضل‪ ،‬و ِّ‬
‫هؤلء اذلين رفضوا أأن يبقوا يف تعالمي املس يح واحنرفوا عن احلق (‪1‬يو ‪ .)4 :3‬ومتش يا مع ذكل‪ ،‬نرى‬
‫غرضني‪ )3( :‬كتب الرسول يوحنا ليحمي قراءه من أأن خيرسوا جمازاهتم (‪1‬يو ‪ )4 :3‬و (‪ )1‬ليعطهيم‬
‫تعالمي واحض عن عدم قبول هؤلء املعلمني الكذبة يف بيوهتم ويف كنائسهم ول حىت أأن يردوا علهيم التحية‪.‬‬
‫مل يشأأ الرسول يوحنا أأن يسمحوا هلم أأن يدخلوا اىل بيوهتم ول اىل كنائسهم‪.‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل يوحنا الثانية‬
‫كام هو احلال يف رساةل يوحنا الرسول ا ألوىل‪ ،‬فان رساةل يوحنا الثانية هتُت حبامية احلق الكتايب لعقدية‬
‫التجسد‪ .‬كتب الرسول يوحنا ليربهن هلم زيف اذلين ينكرون أأن املس يح يسوع مل يأأ ِّت يف اجلسد‪.‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫اِليباجة والتحيات (‪1‬يو ‪)1-3 :3‬‬
‫التوصية ابلسلوك يف احلق (‪1‬يو ‪)9 :3‬‬
‫التوصية ابس مترار حمبهتم بعضهم لبعض (‪1‬يو ‪)2-1 :3‬‬
‫التحذير والوصااي ضد املعلمني الكذبة (‪1‬يو ‪)33-2 :3‬‬
‫مالحظات وحتيات ختامية (‪1‬يو ‪)31-31 :3‬‬
‫‪121‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل يوحنا الثالثة‬


‫(املس يح‪ :‬تقامس)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫الرسول يوحنا هو أأيضا اكتب هذه الرساةل‪ .‬يف لك من رساليت يوحنا ا ألوىل والثانية يعرف املؤلف نفسه‬
‫بـ ‘‘الش يخ ’’‪ .‬ولوحظ أأيضا وجود عبارات مشاهبة يف لك من رسالتيه‪‘‘ :‬حمبة احلق ’’ (‪ 3:3‬يف لك من‬
‫رسالتيه) و ‘‘السري يف احلق ’’ (‪ 9 :3‬يف لك من رسالتيه)‪.‬‬
‫هذه الرساةل بوضوح يه أأكرث الرسائل الشخصية للرسول يوحنا‪ .‬اهنا موهجة اىل ‘‘احلبيب غايس‬
‫’’ (‪1‬يو ‪ )3 :3‬خبصوص املشالك اليت اكنت تواهجه يف الكنيسة‪ .‬ل ُحيدد مس تقبِّل الرساةل أأكرث من‬
‫الوصف السابق‪ ،‬اذلي يشري اىل أأن الرسول يوحنا اكن معروفا جيدا من تكل الكنائس املوجودة يف‬
‫أآس يا الصغرى حيث خدم الرسول اىل أأخر أأايم حياته‪ .‬غايس هو امس مأألوف ِلى العهد اجلديد‪ .‬هذا‬
‫تقامس يظهر يف رساةل رومية (رو ‪‘‘ )11:32‬غايس من كورنثوس ’’‪ ،‬ويظهر يف سفر ا ألعامل ( أأع‬
‫‪‘‘ )14:34‬غايس من مكدونية ’’‪ ،‬ويظهر تقامس يف ( أأع ‪‘‘ )9:12‬غايس من دريب ’’‪ ،‬لكن مل توجد‬
‫عالقة بني يوحنا وهؤلء الرجال‪.‬‬
‫اترخي كتابة الرساةل‪ 42-21 :‬ميالدية‪.‬‬
‫مرة أأخرى‪ ،‬التشابه بني رساليت يوحنا ا ألوىل والثانية يشري اىل نفس التارخي أأي يف حوايل س نة ‪-21‬‬
‫‪ 42‬ميالدية‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املوضوع وغرض الرساةل‬


‫كتب الرسول يوحنا اىل غايس خبصوص مسأأةل الضيافة واِلمع املادي للمرسلني‪ ،‬خاصة عندما يكونوا‬
‫غرابء‪ .‬يمتركز املوضوع حول التباين بني خدمة غايس واظهار احملبة املس يحية الكرمية كشخص يسكل‬
‫ابحلق والسلوك ا ألانين ِلميرتيوس اذلي بدل من أأن يسكل ابحلق‪ ،‬رفض ما عّل به الرسول يوحنا وسعى‬
‫حنو رفعته الشخصية (‪1‬يو ‪.)4:3‬‬
‫تنبثق من الرساةل الكثري من ا ألغراض اطخمتلفة‪ )3( :‬ليك يويص غايس (‪1‬يو ‪ )1( )2-3 :3‬ليك‬
‫ي ُ ِّعّل ويشجع تقاس مترارية يف دمع املرسلني اذلين أأرسلهم يوحنا (‪1‬يو ‪2 :3‬ب ـ ‪ )1( ،)2‬ليك ينهتر‬
‫ديوتريفوس عىل سلوك املمتركز حول ذاته (‪1‬يو ‪ )9( ،)33-4 :3‬ليعطي تعالمي ووصااي اىل دميرتيوس‬
‫(‪1‬يو ‪ )31 :3‬و (‪ )1‬ليؤكد لغايس رغبته (الرسول يوحنا) ونيته يف الزايرة والتعامل مع هذه الصعاب‬
‫(‪1‬يو ‪ 32 :3‬أأ‪.)39-31 ،‬‬
‫املس يح كام يُرى يف رساةل يوحنا الثالثة‬
‫بيامن ل يُذكر امس املس يح بصورة مبارشة يف رساةل يوحنا الثالثة‪ ،‬ال أأن الرسول يوحنا أأشار اليه‬
‫يف العبارة‪‘‘ :‬اذلين من أأجل امسه خرجوا ’’‪ .‬هذه بال شك اشارة اىل اخلدمة من أأجل الرب يسوع ( أأع‬
‫‪ 93-92 :1‬حيث جند نفس الرتكيب اللغوي للغة اليواننية يف ‪ .)93 :1‬اس تخدم بولس نفس العبارة يف‬
‫رومية ‪ .1 :3‬وكتب الرسول يف ‪3‬يو ‪‘‘ 31 :1‬وخطاايمك غُفرت من أأجل امسه ’’‪ .‬أأشار اجنيل يوحنا أأيضا‬
‫اىل الميان ‘‘ابمس يسوع ’’ (يو ‪31 :3‬؛ ‪.)32 :1‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‬
‫التحيات أأو املقدمة (‪1‬يو ‪)3:3‬‬
‫‪123‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫وصااي لغايس (‪1‬يو ‪)2-1 :3‬‬


‫تقواه (‪1‬يو ‪)9-1 :3‬‬
‫كرمه (‪1‬يو ‪)2-1 :3‬‬
‫توصية ديوتريفوس (‪1‬يو ‪)33-4 :3‬‬
‫طموحه ا ألانين (‪1‬يو ‪)4 :3‬‬
‫نشاطه ا ألانين (‪1‬يو ‪)33-32 :3‬‬
‫توصية ديوتريفوس (‪1‬يو ‪)31 :3‬‬
‫مالحظات ختامية (‪1‬يو ‪)31-31 :3‬‬

‫‪124‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل هيوذا‬
‫(املس يح‪ :‬ضامن اجلنس البرشي)‬
‫الاكتب وامس السفر‬
‫يُع ِّرف الاكتب نفسه ابمس ‘‘هيوذا ’’‪ .‬تقامس يف اللغة اليواننية هو ‪ .Judas‬لقد اس تخدمت الرتجامت‬
‫الجنلزيية امس ‘‘‪ ’’ Jude‬لتفريق بينه وبني هيوذا ‪ Judas‬اذلي خان املس يح‪ .‬الاكتب ي ُ ِّعرف نفسه أأيضا‬
‫بأأنه ا ألخ الغري شقيق للرب يسوع يف مت ‪ 11 :31‬ومر ‪.1 :2‬‬
‫من املفيد أأن نالحظ الآيت‬
‫"برمغ أأن هيوذا ‪ Jude‬اكن ا ألخ الغري شقيق ليسوع املس يح‪ ،‬ال أأنه رفق امسه بتواضع مع أأخيه‬
‫الشقيق يعقوب‪ .‬من خالل تسمية نفسه بعبد يسوع املس يح‪ ،‬مفن الواحض أأنه أأراد أأن أأل يضع أأحدا‬
‫اعتبارا لرتباطه اجلسدي بأأرسة املس يح‪ .‬ويف نفس الوقت‪ ،‬جيب أأن ي ُ ِّعرف نفسه من انحية أأخرى‪ .‬مبا‬
‫أأن هيوذا اكن امسا شائعا يف القرن ا ألول امليالدي (اثنان من تالميذ املس يح اكان يسميان بنفس تقامس‪،‬‬
‫مبا فهيم هيوذا اذلي خان املس يح)‪ ،‬ذلا فكنا حنتاج معلومات أأكرث‪ ،‬ذلا قال‪ ،‬هيوذا أأخو يعقوب‪47 ".‬‬

‫يبدوا أأن هيوذا اكن خياطب لك املس يحيني‪ ،‬ومل خياطب فقط مجموعة معينة‪ .‬ابلضافة اىل أأن‬
‫الرساةل ختاطب ببساطة ‘‘اىل املدعوين املقدسني يف هللا الآب‪ ،‬واحملفوظني ليسوع املس يح ’’ (يه ‪.)3:3‬‬
‫وخياطب اثنية بـ ‘‘ا ألحباء ’’ أأو ‘‘ا ألصدقاء ا ألعزاء’’ (يه ‪.)1 :3‬‬

‫‪47‬‬
‫‪NET Bible, electronic media‬‬

‫‪125‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اترخي كتابة الرساةل‪ 22-22 :‬ميالدية‪.‬‬


‫برمغ أأن موضوع الرساةل مشابه جدا لرساةل بطرس الثانية‪ ،‬ال أأن احدى تقاختالفات الرئيس ية بني‬
‫رساةل هيوذا ورساةل بطرس الثانية يه أأن‪ :‬بيامن حيذر بطرس من ‘‘س يكون معلمني كذبة ’’ (‪1‬بط ‪:1‬‬
‫رصح بأأن ‘‘دخل خلسة أأانسا قد ُكتبوا منذ القدمي لهذه اِلينونة‪ ،‬جفار ’’ (يه ‪.)9 :3‬‬
‫‪ ،)3‬ال أأن هيوذا ي ُ ِّ‬
‫مبا أأن رساةل بطرس الثانية تتوقع املشلكة‪ ،‬ال أأن رساةل هيوذا تتلكم عهنا كحاةل حارضة‪ ،‬ومن الواحض أأن‬
‫هيوذا قد كتب يف زمن متأأخر عن زمن كتابة رساةل بطرس الثانية‪ .‬فلو أأن اترخي كتابة رساةل بطرس‬
‫الثانية هو ‪ 22-22‬ميالدية‪ ،‬حفينئذ يرتاوح اترخي كتابة رساةل هيوذا ما بني ‪ 22-22‬ميالدية‪.‬‬
‫املوضوع وغرض الرساةل‬
‫قصد هيوذا أأن يكتب عن خالصنا املشرتك‪ ،‬لكن بسبب منو هرطقات كثرية واخلطر اذلي اكن هيدد‬
‫الكنيسة‪ ،‬فاضطر عوضا أأن ي ُشجع املؤمنني اىل أأن يدافع عن الميان ضد التعلمي الاكذب اذلي دخل‬
‫خلسة اىل الكنيسة بواسطة الغنوصية‪ .‬ر أأت الغنوصية لك يشء مادي رشا ولك يشء رويح خريا‪ .‬وبناء‬
‫عىل ذكل‪ ،‬هذبوا حياهتم الروحية ومسحوا ألجسادمه أأن تفعل أأي يشء ترغب فيه‪ ،‬واكنت النتيجة أأهنم‬
‫ارتكبوا لك أأنواع الآاثم‪48 .‬‬

‫من هذا‪ ،‬ميكن أأن نرى هدفني رئيسني يف رساةل هيوذا‪ )3( :‬لتدين املامرسات الال أأخالقية ُلانس‬
‫أأزجعوا الكنيسة و أأفسدوا املؤمنني (‪ )1‬لينصحوا املؤمنني أأن يثبتوا‪ ،‬ويمنوا يف الميان ومه يدافعون عن‬
‫احلق الكتايب اذلي ُس ِّّل اىل الكنيسة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪Ryrie, p. 2005‬‬

‫‪126‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املس يح كام يُرى يف رساةل هيوذا‬


‫رساةل هيوذا تلفت انتباهنا عىل الضامن يف املس يح (يه ‪ ،)9 :3‬وعىل احلياة ا ألبدية اليت أأعطاها (يه ‪:3‬‬
‫‪ )13‬وعىل يقني جميئه الثاين (يه ‪ .)19 :3‬انه يسوع املس يح اذلي أأعطاان حق اِلخول اىل حمرض هللا‬
‫(يه ‪)11 :3‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫التحيات والغرض من الرساةل (يه ‪)9-3 :3‬‬
‫وصف وفضح املعلمني الكذبة (يه ‪)32-1 :3‬‬
‫دينونهتم يف املايض (يه ‪)2-1 :3‬‬
‫صفاهتم يف احلارض (يه ‪)31-2 :3‬‬
‫دينونهتم يف املس تقبل (يه ‪)32-39 :3‬‬
‫حامية املؤمنني وبعض الوصااي الهيم (يه ‪)11-32 :3‬‬
‫الربكة الرسولية (يه ‪)11-19 :3‬‬

‫‪127‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫القسم الرابع‪ :‬السفر النبوي‬


‫سفر الرؤاي‬
‫(املس يح‪ :‬اذلي س يأأيت اثنية)‬
‫مقدمة‬
‫مع سفر الرؤاي‪ ،‬خنتُت ويكمتل الكتاب املقدس‪ ،‬اعالن هللا لالنسان‪ .‬يف حني يكون سفر التكوين هو‬
‫سفر البداايت‪ ،‬يكون سفر الرؤاي هو سفر الهناية‪ .‬يصف سفر الرؤاي أأحداث هناية الزمن‪ ،‬وجمي الرب‬
‫اثنية‪ ،‬وحمكه يف هناية الزمن واحلاةل ا ألبدية‪ .‬وبيامن يتنقل املرء خالل الكتاب املقدس‪ ،‬تعرض املوضوعات‬
‫العظمية ث تتطور‪ ،‬مثل‪ :‬السامء وا ألرض؛ اخلطية‪ ،‬ولعنة ا ألرض‪ ،‬والنسان واخلالص؛ الش يطان‪،‬‬
‫سقوطه ودينونته؛ ارسائيل‪ :‬اختيارها وبراكهتا وتأأديهبا؛ ا ألمم‪ :‬اببل والبلبةل وامللوك واملامكل‪ .‬ويف الهناية‪،‬‬
‫ولك هذا جيد اكامهل وحهل يف سفر الرؤاي‪ .‬تبد أأ ا ألانجيل والرسائل يف رمس لك هذا معا‪ ،‬اىل أأن نأأيت اىل‬
‫سفر الرؤاي فان لك هذا يتالىق‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫نضع هذا يف خريطة اكلآيت‪:‬‬


‫سفر الرؤاي‪ :‬هو اكامتل الكتاب املقدس‬
‫العهد القديم والعهد الجديد‬
‫←‬
‫←‬
‫سفر الرؤيا‬ ‫السماء والجحيم ←‬
‫خلق اإلنسان‪ ،‬السقوط‪ ،‬والخالص ←‬
‫الخطية ـ السبب‪ ،‬اللعنة‪ ،‬الندم والكآبة ←‬
‫الشيطان ـ شخصيته‪ ،‬سقوطه وهالكه ←‬
‫األمم ـ عصيانها‪ ،‬والديانات‬
‫إسرائيل ـ اختيارها‪ ،‬وتأديبها‬
‫الوعد بال ُمخلِّص ـ عمله وحكمه‬
‫الملكوت ـ الوعود‪ ،‬والبرنامج‬

‫الاكتب وامس السفر‬


‫الاكتب هو يوحنا وفقا للسفر نفسه (رؤ ‪4 ،9 :3‬؛ ‪ .)2 :11‬اكن نيب (رؤ ‪ )4:11‬وقائد اكن معروف‬
‫يف كنائس أآس يا الصغرى اذلي ُكتب الهيا سفر الرؤاي (رؤ ‪.)9:3‬‬
‫لقد ُع ِّرف يوحنا يف التقليد بأأنه يوحنا الرسول‪ ،‬واحد من تالميذ الرب يسوع‪ .‬أأسلوب الكتابة‬
‫يف سفر الرؤاي خمتلف عن أأسلوب كتابة اجنيل يوحنا وهذا ينشأأ من الطبيعة النبوية للسفر‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اترخي كتابة السفر‪ 42 :‬ميالدية‪.‬‬


‫ُكتب هذا السفر أأثناء حمك دوميتيان‪ ،‬وحيث مت تأأكيد هذا من ُكتاب الكنيسة الآخرون يف العصور‬
‫ا ألول‪ ،‬مثل أألكميندس السكندري ويوسابيوس‪ ،‬ويعتقد معظم الباحثني أأن السفر قد ُكتب خالل الفرتة‬
‫‪ 42-23‬ميالدية‪ .‬وهذا ما جيعل السفر أأخر سفر يف العهد اجلديد‪ ،‬ويف فرتة قريبة من اجنيل يوحنا‬
‫ورسائهل (رسائل يوحنا الثالثة)‪.‬‬
‫املوضوع وغرض الكتابة‬
‫يتعلق املوضوع الرئييس يف سفر الرؤاي ابلرصاع بني الرش يف شلك من الشخصيات البرشية‪ ،‬اليت تعمل‬
‫بنشاط من خالل الش يطان يف نظامه العاملي املتسع‪ ،‬وانتصار الرب عىل ا ألعداء وتأأسيس مملكته يف‬
‫املكل ا أللفي (ا أللف س نة يف سفر الرؤاي أأحصاح ‪ )12‬ويف ا ألبدية‪.‬‬
‫وهذا سيُت يف بأأخذ القارئ والسامع (رؤ ‪ )1:3‬خلف مشاهد الرؤاي املعطاة ليوحنا ل ُيظهر و ِّيبني‬
‫الطبيعة الش يطانية ومصدر الرش يف العامل‪ .‬يوحض أأيضا سفر الرؤاي القوة الغالبة اليت تمكن يف ا ألسد‬
‫اخلارج من س بط هيوذا‪ ،‬أأصل داود‪ .‬وهو أأيضا امحلل اذلي يقف أكنه مذبوح لكنه يح‪ ،‬وغاضب‬
‫وس يجلب دينونة هللا املهيبة ضد العامل الآث املمترد‪.‬‬
‫هناك عددا من ا ألشخاص الهامة يف هذا السفر وذكل بسبب اِلور اذلي يلعبوه‪ .‬يوجد‪ :‬أأول‬
‫لك يشء‪ ،‬الرب يسوع‪ ،‬ويوحنا الرايئ‪ ،‬ويوجد أأيضا الشاهدين‪ ،‬والوحش اخلارج من البحر والنيب‬
‫الكذاب و أأخريا العروس‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫املس يح كام يُرى يف سفر الرؤاي‬


‫مبا أأن سفر الرؤاي هو ابحلق ‘‘اعالن يسوع املس يح ’’‪ ،‬ذلا يُظهر السفر جمده‪ ،‬وحمكته وقوته‬
‫(رؤ ‪ ،)12-3 :3‬ابلضافة اىل سلطانه عىل الكنيسة (رؤ ‪ )11 :1-3 :1‬وقوته وحقه يف أأن يدين العامل‬
‫(رؤ ‪ .)13 :34-3 :1‬واكن اعالن املس يح مليئا اب أللقاب الوصفية‪ .‬خاصة‪ ،‬انه يصف يسوع املس يح بأأنه‪:‬‬
‫الشاهد الآمني‪ ،‬والبكر من ا ألموات‪ ،‬مكل ملوك ا ألرض ( رؤ ‪ ،) 1:3‬ا ألول والآخر ( رؤ ‪، ) 32:3‬‬
‫احلي ( رؤ ‪ ،) 32:3‬ابن هللا ( رؤ ‪ ،) 32:1‬القدوس احلق ( رؤ ‪ ،) 2:1‬الآمني‪ ،‬الشاهد ا ألمني‪،‬‬
‫والشاهد احلق ‪ ،‬بداءة خليقة هللا ( رؤ ‪ ،) 39:1‬ا ألسد اخلارج من س بط هيوذا‪ ،‬أأصل داود ( رؤ ‪1:1‬‬
‫)‪ ،‬امحلل ( رؤ ‪ ،) 2:1‬وا ألمني واحلق ( ( رؤ ‪ ،) 33 :34‬لكمة هللا ( رؤ ‪ ،) 31:34‬مكل امللوك ورب‬
‫ا ألرابب ( رؤ ‪ ،) 32 :34‬وا أللف والياء ( رؤ ‪ ،) 31:11‬كوكب الصبح املُنري ( رؤ ‪ ،) 32 :11‬والرب‬
‫يسوع املس يح ( رؤ ‪.) 13:11‬‬
‫خمطط لدلراسة الشخصية‪:‬‬
‫مقدمة (رؤ ‪)2-3 :3‬‬
‫ا ألش ياء اليت مضت (رؤ ‪)12-4 :3‬‬
‫ا ألش ياء احلارضة (رؤ ‪)11 :1-3 :1‬‬
‫رساةل اىل كنيسة أأفسس (رؤ ‪)2-3 :1‬‬
‫رساةل اىل كنيسة مسريان (رؤ ‪)33-2 :1‬‬
‫رساةل اىل كنيسة برغامس (رؤ ‪)32-31 :1‬‬

‫‪131‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫رساةل اىل كنيسة ثياتريا (رؤ ‪)14-32 :1‬‬


‫رساةل اىل كنيسة ساردس (رؤ ‪)2-3 :1‬‬
‫رساةل اىل كنيسة فيالدلفيا (رؤ ‪)31-2 :1‬‬
‫رساةل اىل كنيسة لودكية (رؤ ‪)11-39 :1‬‬
‫ا ألش ياء الآتية (رؤ ‪)1 :11-3 :9‬‬
‫فرتة الضيفة العظمية (رؤ ‪)13 :34-3 :9‬‬
‫العرش اذلي يف السامء (رؤ ‪)33-3 :9‬‬
‫الس بعة أأسفار اطخمتومة واخلروف (رؤ ‪)39-3 :1‬‬
‫اخلتوم الس بعة (ختوم اِلينونة) (رؤ ‪)32-3 :2‬‬
‫فرتة فاصةل‪ :‬اخلالص من فرتة الضيقة العظمية (رؤ ‪)32-3 :2‬‬
‫ا ألربعة ا ألبواق ا ألوىل‪ :‬أأبواق اِلينونة (رؤ ‪)31-3 :2‬‬
‫البوق اخلامس والسادس وبداية الويالت (رؤ ‪)13-3 :4‬‬
‫املالك والسفر الصغري (رؤ ‪)33-3 :32‬‬
‫الهيلك‪ ،‬والشاهدان‪ ،‬ا ألبواق الس بعة (رؤ ‪)34-3 :33‬‬
‫حرب يف السامء (رؤ ‪)32-3 :31‬‬
‫الوحش والنيب الكذاب (رؤ ‪)32-3 :31‬‬
‫‪132‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اعالانت خاصة (رؤ ‪)12-3 :39‬‬


‫املقدمة لس بعة رضابت ا ألخرية (رؤ ‪)2-3 :31‬‬
‫س بعة جامات غضب هللا (‪)13-3 :32‬‬
‫دينونة اببل اِلينية (رؤ ‪)32-3 :32‬‬
‫دينونة اببل التجارية (رؤ ‪)19-3 :32‬‬
‫اجمليء الثاين للمس يح (رؤ ‪)13-3 :34‬‬
‫حمك املس يح (احلمك ا أللفي) والعرش العظمي ا ألبيض (رؤ ‪)31-3 :12‬‬
‫تقييد الش يطان (رؤ ‪)1-3 :12‬‬
‫قيامة القديسني (رؤ ‪)2-9 :12‬‬
‫مترد اخلطاة (رؤ ‪)4-2 :12‬‬
‫هالك الش يطان (رؤ ‪)32 :12‬‬
‫ادانة اخلطاة (رؤ ‪)31-33 :12‬‬
‫احلاةل ا ألبدية (رؤ ‪)1 :11-3 :13‬‬
‫نزول أأورشلمي اجلديدة من السامء (رؤ ‪)2-3 :13‬‬
‫وصف أأورشلمي اجلديدة (رؤ ‪)12-4 :13‬‬
‫الهبجة والرسور يف أأورشلمي اجلديدة (رؤ ‪)1-3 :11‬‬
‫‪133‬‬
‫ترمجة القس‪ :‬حنا جميل‬ ‫نظرة عامة عىل العهد اجلديد‬

‫اخلامتة (رؤ ‪)13-2 :11‬‬

‫‪134‬‬

You might also like