Professional Documents
Culture Documents
المدخل الى الفقه الاسلامي 1
المدخل الى الفقه الاسلامي 1
المحاضرة الوألى
فضيلة الشيخ راشد بن عثمان الزهراني
بسم ال الرحنم الرحيم ٍ،المحد ل رب العاليم ٍ،وصلى ال وسلم وبارك على نبينا ممحددٍ،
وعلى آله وأصحابه أجعيم.ن
س منم مالس العلمٍ، أما بعد أيها الحبةم ٍ،السلما عليكم ورحةم ال وبركاته ٍ،أحييكم ف مل د
حيث نتمحع وإياكم على طاعةم ال َّ-علز وجلل ٍ،َّ-وعلى ذكره ومبته ٍ،ونشر هذه العقيدة العظيمحةمٍ،
الت ملنم ال َّ-علز وجلل َّ-به علينا ٍ،فلله المحد والنةم والفضل ٍ،أن جعلنا منم أهل اللتوَّحيد ٍ،وله
المحد والفضل والنةم أن جعلنا منم ينشر هذه الكلمحةم العظيمحةم.ن
أيها الحبةم ٍ،هذه إحدى اللقات الت تبثها لكم الكادييةم السلميةم الفتوَّحةم ٍ،عب البنامج
التعليمحي الديد ٍ،الذي تتابعوَّنه ٍ،وهوَّ برنامج "البناء العلمحي".ن
كمحا تعلمحوَّن أنن أتوَّل تدريس مادة "عمحدة الفقه" للماما الوَّفق ابنم قدامةم َّ-رحه ال
صا على التوَّاصل ٍ،وعلى الفادة ٍ،وعلى استثمحار الوَّقت الدد لنا ف البث الباشر تعال ٍ،َّ-وحر ص
لذه الدروس ٍ،فيمحا يصخ مت عمحدة الفقه ٍ،فسنطل عليكم منم فتدة لخرى ٍ،أنا وإخوَّان الشايخ
الشاركيم ف دورة البناء العلمحي؛ لتقدي بعض الفوَّائد ٍ،وبعض القدمات الهمحةم عنم الادة الت
أدرسها ٍ،وكذلك كل شي دخ ومادته الت يقدمها لكم ٍ،فجزى ال علمحاءنا ومشاينا الشاركيم خي
الزاء ٍ،وجزاكم ال أنتم كذلك خي الزاء ٍ،ونسأل ال َّ-جلل وعلل َّ-أن يعلنا وإياكم منم يستمحع
القوَّل فيتبع أحسنه ٍ،ومنم يتمحع ف هذه الياة على طاعته وطاعةم رسوَّله َّ-صلى ال عليه وسلم.ن
الفقه أيها الحبةم ٍ،منم أشرف العلوَّما ٍ،ومنم أجلها قدصرا ٍ،كيف ل وهوَّ يرتبط بكتاب ال وبسنةم
النب َّ-صلى ال عليه وسلم ٍ،َّ-وإذا بلغ العبد إل مرحلةم الفقه والستنباط منم الحكاما الشرعيةمٍ،
فإنه يبلغ مبلصغا عظي صمحا ٍ،وهوَّ البلغ الذي دعا به الؤممنيم ٍ،كمحا قال ال َّ-سبحانه وتعال:ى ﴿لوالجلعللنا
يم إلماصما﴾ ]الفرقان:ى .[74ن إ إ
للممحتلق ل
الفقه أيها الحبةم ٍ،كمحا يذكر ابنم الوَّزي َّ-رحه ال تعال َّ-منم أشرف العلوَّما ٍ،ولذا فإن
الوَّاجب على السلمحيم أن يرصوَّا على تعللم الفقه ٍ،وعلى معرفةم الحكاما ٍ،وعلى معرفةم مراد الٍ،
ومراد رسوَّله َّ-صلى ال عليه وسلم ٍ،َّ-ودائصمحا ما يظنم الناس أنه إذا قيل:ى إن بعض العلوَّما تعلمحها
فرض كفايدةم ٍ،فالبعض ينأى بنفسه عنم هذا المر ٍ،ويقوَّل:ى المر ليس بوَّاج د
ب ٍ،نقوَّل:ى ل ٍ،إن
فرض الكفايةم منم الموَّر العظيمحةم ٍ،الت يتقرب با العبد إل ال َّ-سبحانه وتعال ٍ،َّ-ولذا فإن
بعض العلمحاء ذكروا أن منم أعظم الجوَّر الت ينالا العبد ٍ،هوَّ أن يقوَّما بالوَّاجب الكفائي الذي
منم خلله يسقط الثإ عنم أمةم ممحدد َّ-صلى ال عليه وسلم.ن
الفقه السلمي منم الموَّر العظيمحةم الت شرفنا ال َّ-علز وجلل َّ-با ٍ،وعب التاريخ ند أن هذه
الشريعةم السلميةم ٍ،وهذا الفقه العظيم الذي جاء به النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-هوَّ صال لكل
زمادن ومكادن ٍ،بينمحا تد مثصل القوَّانيم الوَّضعيةم البشريةم تتلف منم دولدةم إل دولدةم ٍ،تتلف منم عصدر
إل عصدر ٍ،بينمحا القرآن والسنةم ها الوَّحيدان اللذان يصلحان لكل زمادن ٍ،وكل مكادن ٍ،فالحكاما
الشرعيةم الت نعمحل با ف هذا الزمان ٍ،هي ذات الحكاما الت عمحل با الصحابةم الكراما َّ-رضوَّان
ال عليهم ٍ،َّ-ولذا فإن منم الهم جددا لطالب العلم أن يقرأ كتصبا مثل كتاب "الوَّافقات" للماما
الشاطب َّ-رحه ال تعال ٍ،َّ-و"إعلما الوَّقعيم" للماما ابنم القيم َّ-رحه ال ٍ،َّ-حت يرى عدصدا كبصيا
منم هذه السرار العظيمحةم ٍ،الت جعلها ال َّ-علز وجلل َّ-ف هذه الشريعةم ٍ،ول غرابةم ٍ،فإن ال َّ-علز
وجلل َّ-قد تكفل بفظ هذا الدينم ٍ،كمحا قال َّ-سبحانه وتعال:ى ﴿إلنا للنمنم ننللزللنا الذذلكلر لوإلنا لهم
لافإمظوَّلن﴾ ]الجر:ى .[9ن
لل
ضا هذا الفقه وهذه الشريعةم ٍ،شريعةم إليةم منم ال َّ-سبحانه وتعال ٍ،َّ-ل تضع للهوَّاء ول
أي ص
للرغبات ٍ،ول تضع لراد الناس ٍ،وإنا يكمحها ما يريده ال تعال ٍ،ويريده رسوَّله الكري َّ-عليه
أفضل الصلة وأت السلما.ن
هذه الشريعةم العظيمحةم فيها رفع الرج ٍ،وفيها اليسر ٍ،وفيها السهوَّلةم ٍ،وهوَّ الدينم النيف
السمحح ٍ،الذي جاء به النب الكري َّ-عليه أفضل الصلة وأت السلما.ن
كل علدم يدرسه طالب العلم فلبد أن يرص على معرفةم مقدما د
ت تارييدةم عنم هذا العلمٍ،
حت يسهل عليه استيعاب هذا العلم ٍ،على سبيل الثال:ى منم يدرس ف علم العقيدة ٍ،ند أنه
يصطدما ف دراسته بصطلحات ليست شرعيصةم ٍ،مثل مصطلحات أهل الكلما منم العتزلةم والشاعرة
والاتريديةم والقوَّانيم الت قننوَّها منم خلل القانوَّن الكلي الذي أيده الرازي ونوَّ ذلك ٍ،إذا ل يكنم
عند طالب العلم خلفيصةم بعرفةم الفلسفةم اليوَّنانيةم ٍ،خلفيةمص تنبؤمه كيف وصل المر إل أن مأدخل علم
الكلما إل علم العقيدة ٍ،يعرف الفلسفةم اليوَّنانيةم ٍ،يعرف ربانا ٍ،ثإ بعد ذلك النهج السلمي ٍ،ثإ
بعد ذلك الفلسفةم النتسبيم للسلما ٍ،ثإ ف عهد الأموَّن ٍ،والتجةم الت حدثت لكتب الفلسفةمٍ،
ثإ تقدي العقل على النقل ٍ،ودخوَّل وظهوَّر مدارس علم الكلما بعد ذلك ٍ،هذه ضرورة جددا
لطالب العلم حت يستطيع أن يستوَّعب أقوَّال الخمالفيم ٍ،والرد عليهم ٍ،لبد أن يكوَّن لديه علمم
تارييي كيف نشأ علم الكلما.ن
ضا ف الفقه السلمي ٍ،لبد لطالب العلم أن يعرف تدرج الفقه حت أصبح الن له مذاهبه أي ص
ب منم الذاهب ت ٍ،كل مذه د العروفةم ٍ،وله كتبه العتمحدة ٍ،وله مناهجه الدراسيةم ٍ،وله مصطلحا م
الفقهيةم تد أن له مصطلحاته الاصةم ٍ،إذا ل يكنم لدى طالب العلم معرفةمم بتاريخ هذا العلم ٍ،فإنه
قد ل يتمحكنم منم استيعاب كلما التقدميم بشكدل جيدد.ن
تاريخ العلوَّما منم العلوَّما الليلةم ٍ،جليلةم القدر ٍ،وهوَّ وإن كان ل يقننم بشكدل جيدد ٍ،بيث
يكوَّن له ضوَّابطه ٍ،وله أصوَّله ٍ،وله مبادئه الهمحةم ٍ،إل أن جصعا منم أهل العلم حاولوَّا أن يقدما كل
واحدد منهم ممحوَّعصةم منم الداخل ف العلم الذي يقدمه ٍ،فهناك مدخمل لدراسةم العتقاد ٍ،هناك
ضا َّ-وهوَّ موَّضوَّع بثنا َّ-مدخمل
مدخمل لدراسةم الديث ٍ،هناك مدخمل لدراسةم التفسي ٍ،وهناك أي ص
لدراسةم الفقه السلمي.ن
هذا الدخل اهتم به عدمد منم العلمحاء ٍ،وهناك عدمد منم الكتابات الت مكتبت ف هذا الالٍ،
منم أفضلها ٍ،وأنفسها ٍ،كتاب "الدخل الفقهي العاما" للشيخ الزرقى َّ-رحه ال تعال ٍ،َّ-كذلك
ضا كتاب "تاريخ الفقه السلمي" للدكتوَّر"تاريخ الذاهب السلميةم" لمحد أبوَّ زهرة ٍ،هناك أي ص
عمحر الشقر" ٍ،تاريخ الدارس والذاهب الفقهيةم" كذلك للدكتوَّر عمحر الشقر ٍ،وهي منم الكتب
الفيدة ٍ،الت أنصح طلب العلم باقتنائها وقراءتا؛ لنا تعطيك تصوَّر كيف نشأ الفقه ٍ،كيف
تكوَّنت مدرسةم أهل الرأي ٍ،كيف نشأت مدرسةم أهل الديث ٍ،كيف نشأت الذاهب الفقهيةم
الربعةم ٍ،أسباب نشوَّئها ٍ،كيف تكوَّنت ٍ،كيف نت إل أن وصلت إل عصرنا الاضر ٍ،كل هذه
مهمحةمم جددا لطالب العلم أن يعرفها ٍ،حت يستوَّعب الفقه السلمي.ن
العلمحاء َّ-رحهم ال َّ-حينمحا يتحدثوَّن عنم تاريخ الفقه السلمي ٍ،فهم يعلوَّنه على مراحل.ن
الرحلةم الول:ى مرحلةم عصر التشريع ٍ،وهي مرحلةم النبوَّة على صاحبها أفضل الصلة وأت
السلما.ن
الرحلةم الثانيةم:ى مرحلةم الفقه ف عهد الصحابةم َّ-رضوَّان ال عليهم.ن
الرحلةم الثالثةم:ى مرحلةم الفقه ف عصر التابعيم ٍ،وصغار الصحابةم.ن
ثإ الرحلةم الرابعةم:ى مرحلةم الذاهب الربعةم ٍ،ثإ مرحلةم التقليد والمحوَّد ٍ،مروصرا برحلةم الفقه
السلمي العاصر.ن
لنم نستطيع ف هذه الدقائق أن نستوَّعب كل هذا الكلما الذي ذكره العلمحاء َّ-رحهم ال
تعال ٍ،َّ-ولكنم ما ل ميدرك كله ٍ،ل ميتك جلله ٍ،ويكفي بالقلدة ما أحاط بالعنق ٍ،وسأحرص
َّ-بإذن ال علز وجلل َّ-على أن نقذدما مقدما د
ت سريعةمص وسهلصةم ٍ،تعطي طالب العلم إلاصما بنشوَّء الفقه
السلمي.ن
ف عهد النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-كان الصدر الساسي للتشريع هوَّ القرآن وسنةم النب
َّ-عليه الصلة والسلما ٍ،َّ-القرآن الكري َّ-كمحا تعلمحوَّن َّ-نزل ف شهر رمضان ٍ،وقد جاء ف ثلثا
ضالن د
آيات ف كتاب ال َّ-علز وجلل ٍ،َّ-أولا ف سوَّرة البقرة ٍ،قال َّ-سبحانه وتعال:ى ﴿لشلهمر لرلم ل
ت ذملنم اللملدى لوالمفلرلقاإن﴾ ]البقرة:ى ٍ،[185وجاء ف سوَّرة الإذي مأنإزلل إفيإه المقرآمن هصدى إلللناإس وبنيذنلنا د
لل ل م
الدخان:ى ﴿إلنا لأنلزللناهم إف لللينلدةم لملبالرلكدةم﴾ ]الدخان:ى ٍ،[3وجاء ف سوَّرة القدر:ى ﴿إلنا لأنلزللناهم إف لللينلإةم
اللقلدإر﴾ ]القدر:ى ٍ، [1وهنا اختلف العلمحاء َّ-رحهم ال َّ-ما الراد بإنزال القرآن ف ليلةم القدر ٍ،على
قوَّليم مشهوَّرينم:ى
القوَّل الول لبنم عباس َّ-رضي ال عنهمحا ٍ،َّ-بر المةم وإحبها ولحبها َّ-رضي ال عنهٍ،َّ-
قال:ى نزل القرآن جلةمص واحدصة إل بيت العزة ف السمحاء الدنيا ٍ،ف هذه الليلةم ٍ،ثإ نزل منجصمحا بسب
الوَّقائع والتوَّاريخ والحداثا ٍ،وهناك منم يتزعم القوَّل الخر الشعب ٍ،أن القرآن ابتدأ نزوله على
النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-ف ليلةم القدر ف شهر رمضان ٍ،ولعل القوَّل الول هوَّ الشهر ٍ،وهوَّ
القوَّل العروف.ن
أول آيدةم نزلت على فؤماد النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-هي قوَّله َّ-علز وجلل:ى ﴿اقلنلرأل إبالسإم لربذ ل
ك
الإذي لخللق﴾ ]العلق:ى ٍ،[1واختلف العلمحاء ف آخر ما نزل منم القرآن ٍ،فقيل:ى قوَّل ال َّ-علز وجللَّ-
ف سوَّرة البقرة:ى ﴿لواتلنمقوَّا ينللوَّصما تنملرلجمعوَّلن إفيإه إلل اللإه﴾ ]البقرة:ى ٍ،[281وقيل:ى قوَّل ال َّ-علز وجلل َّ-ف
سوَّرة البقرة:ى ﴿ليا ألينللها الإذيلنم آلمنموَّا اتلنمقوَّا اللهل لولذمروا لما بلإقلي إملنم الذرلبا﴾ ]البقرة:ى ٍ،[278وقيل:ى إن آخر
آيدةم نزلت هي آيةم الدلينم ٍ،ولعلي أجع هذه القوَّال الثلثةم ٍ،أن هذه اليات الثلثةم نزلت متتابعصةم.ن
صمر اللإه
القوَّل الخر ف آخر ما نزل منم القرآن ٍ،أنه قوَّل ال َّ-علز وجلل:ى ﴿إلذا لجاءل نل ل
لواللفلتمح﴾ ]النصر:ى .[1ن
إإ إ إ إ
يم
صخ لعلليمكم بالممحلؤممن لالقوَّل الثالث:ى ﴿للقلد لجاءلمكلم لرمسوَّمل ذملنم لأنمفسمكلم لعإزيمز لعلليه لما لعنتللم لحإري م
ف لرإحيمم﴾ ]التوَّبةم:ى .[128ن لرمءو م
ويطئ البعض حينمحا يظنم أن آخر آيدةم نزلت على فؤماد النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-هي
ت لمكمم ا لإللسلللما إ إ إ
ت لعلليمكلم نلعلمحإت لولرضي م ت لمكلم دينلمكلم لوأللتللمح م
قوَّل ال َّ-علز وجلل:ى ﴿الليلنلوَّلما أللكلمحل م
إديصنا﴾ ]الائدة:ى ٍ،[3هذا غي صحيدح ٍ،هذه اليةم نزلت على النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-حينمحا
ي إل عمحر بنم الطاب َّ-رضي ال عنه َّ-وقال:ى يا أمي الؤممنيم ٍ،آيةمم لوَّ نزلت علينا أتى يهوَّد ي
إ د
ت لمكلم دينلمكلم لوأللتللمح م
ت معشر اليهوَّد لتذنا ذلك اليوَّما عيصدا ٍ،قال:ى وأي آيةم؟ٍ قال:ى ﴿الليلنلوَّلما أللكلمحل م
ت لمكمم ا لإللسلللما إديصنا﴾ ]الائدة:ى ٍ،[3قال:ى أما وال إن لعلم اليوَّما الذي نزلت إ إ
لعلليمكلم نلعلمحإت لولرضي م
فيه ٍ،والزمان الذي نزلت فيه ٍ،نزلت على رسوَّل ال َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-ف يوَّما عرفةم ٍ،فهذا
ضا يدل على أن هذه اليةم ليست هي آخر ما نزل منم القرآن ٍ،وإنا تدل على أن ال َّ-علز أي ص
وجلل َّ-أكمحل الدينم ٍ،وأت علينا النعمحةم َّ-سبحانه وتعال.ن
القرآن الكري كان ينزل على النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-منجصمحا ٍ،ولذا الفقهاء َّ-رحهم ال
تعال َّ-والعلمحاء ٍ،يقوَّلوَّن:ى إن القرآن على نوَّعيم ٍ،فهناك القرآن الكي ٍ،والقرآن الدن ٍ،وما الفرق
بينهمحا؟ٍ
قيل:ى إن الفرق يعوَّد إل زمان النزول ٍ،فمحا كان قبل الجرة ٍ،فهوَّ مكيي ٍ،وما كان بعد الجرة
نٍ،
ن ٍ،ما كان قبل الجرة فهوَّ مكيي ٍ،ولوَّ نزل ف غي مكةم ٍ،وما كان بعد الجرة فهوَّ مد ي فهوَّ مد ي
ولوَّ نزل ف تبوَّك ٍ،ولذا فهوَّ يعوَّد إل الزمان ٍ،ومنم العلمحاء منم قال:ى إنه يعوَّد إل الكان ٍ،فمحا نزل
ن ٍ،لكنم هذا القوَّلف مكةم وما جاورها فهوَّ مكيي ٍ،وما نزل ف الدينةم وما جاورها فهوَّ مد ي
ف؛ لنه ميشكل عليه اليات الت نزلت على النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-ف طريقه إل ضعي م
تبوَّك ونوَّ ذلك ٍ،ولذا القوَّل الصحيح:ى أن المر يتعلق بالزمان ٍ،فمحا نزل قبل الجرة فهوَّ مكييٍ،
ن ٍ،وإن نزل ف غي الدينةم.ن وإن كان نزل ف غي مكةم ٍ،وما نزل بعد الجرة فهوَّ مد ي
الكي والدن معرفتهمحا ف غايةم الهيةم ٍ،الماما الشاطب َّ-رحه ال َّ-ف الوَّافقات يقوَّل:ى اعلم
أن القوَّاعد الكليةم ٍ،هذا كلمما عظيمم ٍ،يقوَّل:ى اعلم أن القوَّاعد الكليةم ٍ،هي الوَّضوَّعةم أوصل ٍ،والت نزل
ضا ف الدن با القرآن على النب َّ-صلى ال عليه وسلم َّ-بكةم ٍ،ثإ تبعها أشياء بالدينةم ٍ،وقال أي ص
منم السوَّر ٍ،قال:ى ينبغي أن يكوَّن الدن منم السوَّر منزصل على فهم الكي ٍ،وكذلك فهم الكي منزمل
على بعضه ٍ،وفهم الدن منزمل على بعضه ٍ،وهذا يؤمخذ بالستقراء ٍ،ولاذا قال هذا الكلما؟ٍ لئل
يظنم ظاين أن الفتة الدنيةم لنا متأخرةم ناسخمةمم للفتة الكيةم ٍ،إذن القرآن الكري كان مصدر
التشريع العظيم ف عهد النب َّ-صلى ال عليه وسلم ٍ،َّ-إضافةمص إل سنةم النب الكري َّ-عليه أفضل
الصلة وأت السلما ،َّ-فقد كان الصحابة -رضوان ا عليهم -يأتون إلى النبي -عليه
الصلةا والسلما -فيصدرون عن رأيه ،ويأخذون بقوله ،ويستفتونه -عليه أفضل
الصلةا وأتم السلما.
سنة النبي -صلى ا عليه وسلم -هي حجةة في ذاتها؛ لن ا -علز وجلل -قال
ي ييوححى﴾ ]النجم ،[4 ،3 :لماذا ق حعإن احلهححوىَ * إإحن هيحو إإلل حوحح ة
عن نبيه﴿ :حوحما حينإط ي
أقول هذا؟ لنه ظهر في المة عدددا ممن ينكر سنة النبي -صلى ا عليه وسلم،-
فهناك العقلنيين ،الذين يردون سنة النبي -عليه الصلةا والسلما ،-أو بعض
الحاديث ،أو يسخرون من بعض الصحابة ،الذين يرون أن أحاديث النبي
-صلى ا عليه وسلم -كما كان هذا المر عن الصحابي الجليل أبي هريرةا
-رضي ا عنه وأرضاه ،-فقد لمز فيه اللمزون ،وخاصةد مطاعن في السنة
النبوية لبي رية ،الذي طعن في أحاديث أبي هريرةا -رضي ا عنه وأرضاه.
وهناك من يسمى بالقرآنيين ،وهذه الطائفة أخبرنا النبي -صلى ا عليه
ت به،ئ على أريكته ،يأتيه المر مما أمر ي وسلم -فقال» :يوشك رجةل شبعان متك ة
فيقول :بيننا وبينكم كتاب ا ،فما كان فيه من حللل أحللناه ،وما كان فيه من
ت القرآن ومثله حرالما حرمناه« ،قال -صلى ا عليه وسلم» :أل وإني قد أوتي ي
معه« ،الكلما الذي يذكره هذا القائل ،كلةما صحيةح ،أن القرآن هو حجةة ،لكن هو
يريد من هذا الحق باطدل ،وهو أن ينفي سنة النبي -عليه الصلةا والسلما ،-ل
نستطيع أن ينغُفل سنة النبي -صلى ا عليه وسلم ،-لن ا -علز وجلل -قال:
﴿حوحما آحتايكيم اللريسويل فحيخيذوهي حوحما نححهايكحم حعحنهي حفانتحيهوا﴾ ]الحشر ،[7 :وقال -علز وجلل:
ب أحإليةم﴾ ]النور: صيبحهيحم فإحتنحةة أححو يي إ
صيبحهيحم حعحذا ة ﴿فححليححححذإر اللإذيحن ييحخالإيفوحن حعحن أححمإرإه حأن تي إ
.[63
ثم ييقال لمن يينكر سنة النبي -صلى ا عليه وسلم :أرأيت الصلةا؟ من أين
في القرآن أن الفجر ركعتان؟ وأن الظهر أربع؟ وأن العصر أربع؟ وأن المغُرب
ث؟ كل هذا في سنة النبي -صلى ا عليه وسلم ،-الزكاةا أتى المر بها في ثل ة
القرآن ،لكن عن صفتها ،وأحكامها ،وشروطها ،وما يتعلق بها ،كل ذلك جاء في
سنة النبي -عليه أفضل الصلةا وأتم السلما.
ضاسنة النبي -صلى ا عليه وسلم -كما يقول ابن القيم -رحمه ا -وأي د
ت :إما أنالماما الشافعي في كتابه "الرسالة" يقول :للسنة مع القرآن ثلث حال ل
تكون موافقدة ،أمر جاء في القرآن فيأتي في السنة ،نهي جاء في القرآن فيأتي في
السنة ،مثل المر بالتوحيد ،جاء في القرآن وفي السنة ،النهي عن عقوق
الوالدين ،جاء في القرآن ،وجاء في السنة ،قال :وإما أن تكون السنة مبيندة ،كما
في أحكاما الصلةا ،المر بالصلةا ﴿حوأحإقييموا ال ل
صحلةاح حوآيتوا اللزحكاحةا﴾ ]النور ،[56 :لكن
مواقيت الصلةا ،وشروطها ،وما يتعلق بها ،كل ذلك دلت عليه سنة النبي -صلى
ا عليه وسلم ،-قال :وإما أن تكون منشئدة ،يعني تأتي بحكلم ل يوجد في القرآن،
فيجب علينا أن نتبع هذا الحكم الذي جاء به النبي -صلى ا عليه وسلم-؛ لن
ت القرآن ومثله معه« ،وا النبي -عليه الصلةا والسلما -قال» :أل وإني قد أوتي ي
ق حعإن احلهححوىَ * إإحن هيحو إإلل حوحح ة
ي ييوححى﴾ -علز وجلل -قال في كتابه﴿ :حوحما حينإط ي
]النجم.[4 ،3 :
ضا من المسائل المهمة ،مسألة :أن العلماء يقسمون السنة المسألة الخيرةا أي د
إلى قسمين :متواتلر وآحالد ،والمتواتر هناك المتواتر اللفظي ،ما تواتر لفظه،
ي متعمددا فليتبوأ مقعده من
مثل :قول النبي -صلى ا عليه وسلم» :من كذب عل ل
النار« ،وهناك المتواتر المعنوي ،وهو الذي دل على معناه أحاديث كثيرةةا ،مثل
أحاديث الحوض ،ونحو ذلك ،وأحاديث المسح على الخفين.
المتواتر :هو ما نقله عدةد كبيةر يستحيل تواطؤهم على الكذب ،واعتمدوا في
س ،فهذا المتواتر يعمل به الجميع.
أمرهم على أملر محسو ل
المر الخر :وهو الحاد ،والحاد :إما أن يرويه أكثر من اثنين ،ويسمى
المشهور ،أو يرويه اثنان فقط ،وهو الغُريب ،أو المشهور ،إما أن يرويه اثنان
فأكثر ،وهو المشهور ،أو يرويه اثنان وهو الغُريب ،أو يرويه واحد ..عفدوا هذا
فيه خطأ.
المشهور :ما رواه اثنان فأكثر ،والعزيز :ما يروي من طريقين ،والغُريب :ما
تفرد به رالو واحةد في أي طبقلة من طبقات السند.
ف كبيةر بين أهل العلم في قبول خبر الحاد ،لكن الصحيح من وهنا خل ة
أقوال أهل العلم ،أن خبر الواحد ،إذا صح عن النبي -صلى ا عليه وسلم -فإنه
ييعمل به في العقائد ،وييعمل به في الحكاما ،وييعمل به في السلوك ،والنبي -صلى
ا عليه وسلم -كان ييرسل إلى الملوك الشخص الواحد؛ ليبلغُهم برسالته -عليهم
الصلةا والسلما ،-والنبي -عليه الصلةا والسلما -بلين أحكاما الحلل والحراما،
ولم يكن الصحابة -رضوان ا عليهم -ينظرون ،هل هذا روي بخبلر واحلد ،أو
أنه رواه جماعةة ،والدليل على ذلك :الحديث الذي فيه إعطاء الجدةا السدس ،رواه
صحابيي واحةد ،فتلقته المة بالقبول ،وهذا يدل على قبول خبر الواحد ،وا -علز
طائإفحةة لليحتحفحقليهوا إفي الدديإن﴾ ]التوبة،[122 :
وجلل -قال﴿ :فحلححوحل نحفححر إمن يكدل فإحرقحلة دمحنهيحم ح
واسم الطائفة في اللغُة العربية يقع على الواحد فأكثر.
إذن الصحيح من أقوال أهل العلم :أننا ل ننظر إلى أن الحديث آحاةد أو غير
آحالد ،بل ننظر هل صح الحديث عن النبي -صلى ا عليه وسلم -أو ل ،فإن
صح عن النبي -عليه الصلةا والسلما -فيجب العمل به ،وضمه إلى ما صح من
الحاديث عن النبي -صلى ا عليه وسلم.
هذا أميز ما جاء في سنة النبي -صلى ا عليه وسلم ،-أو ما جاء في عصر
التشريع ،العتماد على القرآن ،والعتماد على السنة ،كيف كان المر في عهد
الصحابة -رضوان ا عليهم ،-إن شاء ا في لقالء قادلما نتحدث لكم عن دور
الفقه في حياةا الصحابة -رضوان ا عليهم.
إلى لقالء قادلما ،السلما عليكم ورحمة ا وبركاته.