Professional Documents
Culture Documents
ها هو ذا تشيخوف يتألق بين الجمع الغفير ،ها هو يمسك القلم بأنامله ليرقصنا على نغمة الحياة ،تبعية وقدر القصة
.القصيرة والمسرحيات لم يك لهما وجود قبل أدب تشيخوف
.شعور االنسان المتمثل في القصة ،التحول الملموس في ذكريات البطل
لم يكن ذاك األديب الحالم بالمادة لكن شغفه بالقصة القصيرة يظهر جليا في رحالته ورساالته إلى أخته وأمه والملخصة في
.قصة عجيبة مر بها أنطون
فقد امتاز هذا الطبيب االنسان عن سابقيه من ُكتّاب روسيا ببراعة طرح األسئلة وليس الرد عليها ،وكأن امتيازه غير قابل
.التيان العقل دون القلب ،فحقا رواياته تبلورت بالشعور االنساني المح
قال الروائي (توماس مان) عن رواية ( حكاية ُمملّه) النطون بافل تشيخوف :إنها شي ٌء غير عادي ،،شي ٌء ساحر لن تجد
ال في األدب كلّه ،فقوة تأثيرها وميزتها في نبرتها الخافتة الحزينة إنها حكاية تثير الدهشة على االقل لتسميتها
له مثي ً
تهزك بقوة وعالوةً على ذلك فقد كتبها شاب لم يبلغ الثالثين من عمره و ُرويت بأقصى نفاذ بصيرة
ُ ".مملّه" في حين انها ّ
فرواية "حكاية مملة" تمثل صخرة من جبل المعرفة ألنطون وكأن الشهرة والعلم الوفير لن يكونا أبدا بديلي الوجود أو
االحساس بالحضور ،كذا العالم فرغم تواجده ضمن حلقة االسرة والقرابة فهو يعلن الوحشة وألم العزلة ،أن تروي قصة
قصيرة عن عجوز ومعاناته ليس بالصعب ،لكن أن تعيش رحلته من الوحدة إلى الموت وكأنك تتعمق ضمن شخصية وهمية
.لكن تظل بشرية ،فهذا من فعل تشيخوف ال غير