Professional Documents
Culture Documents
Matn
Matn
التفسير
محمد بن صالح العثيمين
المقدمة
الحمد ل ،نحمده ونستعينه ،ونستغفره ونتوب إليه ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ،من يهده ال فهو فل مضل له ومن يضلل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل ال
وحده ل شريك له ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛ صلي ال عليه وسلم ،وعلى آله وأصحابه ،
ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما ،أما بعد :
فإن من المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه
على تلك الصول ،ليكون علمه مبنيا على أسس قوية ودعائم راسخة ً ،وقد قيل :من ححررم الصول
حرم الوصول .
ومن أجل فنون العلم ،بل هو أجلها وأشرفها ،علم التفسير الذي هو تبيين معاني كلم ال
ل.ل ،ولعلم الفقه أصو ً
ل ،كما وضعوا لعم الحديث أصو ًعز وجل وقد وضع أهل العلم له أصو ً
وقد كنت كتبت من هذا العلم ما تيسر لطلب المعاهد العلمية في جامعة المام محمد بن
سعود السلمية ،فطلب مني بعض الناس أن أفردها في رسالة ،ليكون ذلك أيسر وأجمع فأجبته إلى
ذلك .
-4القرآن مكي ومدني ،وبيان الحكمة من نزوله مفرقا .وترتيب القرآن .
التفسير :
-1معني التفسير لغة واصطلحا ،وبيان حكمه ،والغرض منه .
-2الواجب على المسلم في تفسير القرآن .
ب -سنة الرسول صلي ال عليه وسلم ؛ لنه مبلغ عن ال تعالى ،وهو أعلم الناس بمراد ال
تعالى في كتاب ال .
ج .كلم الصحابة رضي ال عنهم ل سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير ،لن القرآن
نزل بلغتهم وفي عصرهم .
د .كلم كبار التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي ال عنهم .
هـ .ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق ،فإن اختلف
الشرعي واللغوي ،أخذ بالمعني الشرعي بدليل يرجح اللغوي .
* -خمس تراجم مختصرة للمشهورين بالتفسير ثلث للصحابة واثنتان للتابعين .
* القصص :
تعريفها – الغرض منها – الحكمة من تكرارها واختلفها في الطول والقصر والسلوب .
* السرائيليات التي أقحمت في التفسير وموقف العلماء منها .
* الضمير :
تعريفه – مرجعه – الظهار موضع الضمار وفائدته – اللتفات وفائدته – ضمير الفصل وفائدته.
القرآن الكريم
القرآن في اللغة :مصدر قرأ بمعني تل ،أو بمعني جمع ،تقول قرأ قرءا وقرآنا ،كما تقول
:غفر غغففرا وحغفرانا ً ،فعلى المعني الول ) تل ( يكون مصدرا بمعني اسم المفعول ؛ أي بمعني
متلوو ،وعلى المعني الثاني ) :غجغمغع( يكون مصدرا بمعني اسم الفاعل ؛ أي بمعني جامع لجمعه
الخبار والحكام ). (1
والقرآن في الشرع :كلم ال تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلي ال عليه
وسلم ،المبدوء بسورة الفاتحة ،المختوم بسورة الناي .قال تعالى ) :إننا سنلحنن سننزلسنا سعسلليسك النقلرآسن
ل(ًا )النسانً(23:ا وقال ) :إإننا أسلنسزلسنانه نقلرآنا سعسرإبييا سلسعنلنكلم ستلعإقنلوسن(ًا )يوسفً(2:ا .وقد حمى ال
ستلنإزي ل
تعالى هذا القرآن العظيم من التغيير والزيادة والنقص والتبديل ،حيث تكفل عز وجل بحفظه فقال :
)إإننا سنلحنن سننز لسنا الذذلكسر سوإإننا سلنه سلسحاإفنظوسن(ًا )الحجرً(9:ا ولذلك مضت القرون الكثيرة ولم يحاول أحد من
أعدائه أن يغير فيه ،أو يزيد ،أو ينقص ،أو يبدل ،إل هتك ال ستره ،وفضح أمره .
وقد وصفه ال تعالى بأوصاف كثيرة ،تدل على عظمته وبركته وتأثيره وشموله ،وأنه حاكم
على ما قبله من الكتب .
) قال ال تعالى ) :سوسلسقلد آستليسناسك سسلبعا إمسن السمسثاإنيِ سوالنقلرآسن السعإظيسم(ًا )الحجرً(87:ا.
سوالنقلرآإن السمإجيإد(ًا)يق :من الية ً(1ا .وقال تعالى ) :إكستابب أسلنسزلسنانه إسلليسك نمسباسربك إلسيندنبنروا آسياإتإه سوإلسيستسذنكسر
صً(29:ا )سوسهسذا إكستابب أسلنسزلسنانه نمسباسربك سفانتإبنعونه سوانتنقوا سلسعنلنكلم نتلرسحنموسن(ًا )النعامً(155:ا نأونلو السألسباإب(ًا ) ي
)إإننه سلنقلرآبن سكإريبم(ًا )الواقعةً(77:ا )إإنن سهسذا النقلرآسن سيلهإديِ إلنلإتيِ إهسيِ أسلقسونم (ًا )السراء :من الية ً(9ا .
وقال تعالى ) :سللو أسلنسز لسنا سهسذا ا لنقلرآسن سعسلى سجسبلل سلسرأسليستنه سخاإشعا نمستسصذدعا إملن سخلشسيإة النلإه سوإت ل سك
س سلسعنلنهلم سيستسفنكنروسن(ًا )الحشرً(21:ا )سوإإسذا سما أنلنإزسللت نسوسربة سفإملننهلم سملن سينقونل أسينكلم السألمسثانل سنلضإرنبسها إللننا إ
سزاسدلتنه سهإذإه إإيسمانا سفسأنما انلإذيسن آسمننوا سفسزاسدلتنهلم إإيسمانا سونهلم سيلسستلبإشنروسن )ً(24ا سوأسنما انلإذيسن إفيِ نقنلوإبإهلم
ض سفسزاسدلتنهلم إرلجسا إإسلى إرلجإسإهلم سوسمانتوا سونهلم سكاإفنرون)سً(25ا )التوبةً(125-124 :ا ) سونأوإحسيِ إإسلنيِ سمسر ب
سهسذا النقلرآنن إلنألنإذسرنكلم إبإه سوسملن سبسلسغ(ًا)النعام :من الية ً(19ا )سفل نتإطإع السكاإفإريسن سوسجاإهلدنهلم إبإه إجسهادا
سكإبيرا(ًا )الفرقانً(52:ا .وقال تعالى ) :سوسننز لسنا سعسلليسك ا لإكستاسب إتلبسيانا إلنكذل سشليِلء سونهدلى سوسرلحسملة سونبلشسرى
إل لنملسإلإميسن(ًا)النحل :من الية ً(89ا )سوأسلنسز لسنا إسلليسك ا لإكستاسب إبا لسحذق نمسصذدقا إلسما سبليسن سيسدليإه إمسن ا لإكستاإب
سونمسهليإمنا سعسلليإه سفالحنكلم سبليسننهلم إبسما أسلنسزسل النلنه (ًا)المائدة :من الية ً(48ا .
والقرآن الكريم مصدر الشريعة السلمية التي بعث بها محمد صلي ال عليه وسلم إلى كافة
الناس ،قال ال تعالى ) :ستسباسرسك انلإذيِ سننزسل ا لنفلرسقاسن سعسلى سعلبإدإه إلسينكوسن إل لسعاسلإميسن سنإذيرا(ًا )الفرقانً(1:ا
س إمسن اليظنلسماإت إإسلى الينوإر إبإإلذإن سرذبإهلم إإسلى إصسراإط ا لسعإزيإز ا ل سحإميإد) )الر إكستابب أسلنسز لسنانه إإسلليسك إلنتلخإرسج الننا س
ض سوسوليبل إل لسكاإفإريسن إملن سعسذالب سشإديد)لً(2ا )ابراهيم-1 : ً( 1االنلإه انلإذيِ سلنه سما إفيِ النسسماسواإت سوسما إفيِ ا ل سألر إ
ً(2ا .
) (1ويمكن أن يكون بمعني اسم المفعول أيضاا ،أي بمعني مجموع ؛لنأه ججمع في المصاحف والصدور.
وسنة النبي صلي ال عليه وسلم مصدر تشريع أيضا كما قرره القرآن ،قال ال تعالى):سملن
ص النلسه نيإطإع النرنسوسل سفسقلد أسسطاسع النلسه سوسملن ستسونلى سفسما أسلرسس لسناسك سعسلليإهلم سحإفيظا(ًا )النساءً(80:ا )سوسملن سيلع إ
سوسرنسوسلنه سفسقلد سضنل سضللل نمإبينا(ًا)الحزاب:من الية ً(36ا)سوسما آستانكنم النرنسونل سفنخنذونه سوسما سنسهانكلم سعلننه
سفالنستنهوا سوانتنقوا النلسه إإنن النلسه سشإديند ا لإعسقاإب(ًا)الحشر:من الية ً(7ا )نقلل إإلن نكلننتلم نتإحيبوسن النلسه سفانتإبنعوإنيِ
نيلحإبلبنكنم النلنه سوسيلغإفلر سلنكلم نذننوسبنكلم سوالنلنه سغنفوبرسرإحيبم(ًا )آل عمرانً(31:ا
-1نزول القرآن
نزل القرآن أول ما نزل على الرسول صليِ ال عليه وسلم فيِ ليلة القدر فيِ رمضان ،قال
ال تعالى ) :إإننا أسلنسز لسنانه إفيِ سلليسلإة ا لسقلدإر(ًا )القدرً(1:ا )إإننا أسلنسز لسنانه إفيِ سلليسللة نمسباسرسكلة إإننا نكننا نملنإذإريسن)ً(3اإفيسها
نيلفسرنق نكيل أسلملر سحإكيلم)ً(4ا )الدخانً(4-3:ا ) .سشلهنر سرسمسضاسن انلإذيِ أنلنإزسل إفيإه النقلرآنن نهدلى إللننا إ
س سوسبذيسنالت
إمسن النهسدى سوالنفلرسقاإن(ًا)البقرة :من الية ً(185ا .
وكان عمر النبيِ صليِ ال عليه وسلم أول ما نزل عليه القرآن أربعين سنة على المشهور عند أهل
العلم ،وقد رويِ عن ابن عباس رضيِ ال عنهما وعطاء وسعيد بن المسذيب وغيرهم .وهذه
الذسن هيِ التيِ يكون بها بلوغ الرشد وكمال العقل وتمام الدراك .
والذيِ نزل القرآن من عند ال تعالى إلى النبيِ صليِ ال عليه وسلم ،جبريل أحد الملئكة المقربين
الكرام ،قال ال تعالى عن القرآن) :سوإإننه سلستلنإزينل سرذب ا لسعاسلإميسن )ً(192ا سنسزسل إبإه اليرونح ا ل سأإمينن)ً(193ا
سعسلى سق لإبسك إلستنكوسن إمسن ا لنملنإذإريسن)ً(194اإبإلسسالن سعسرإبييِ نمإبيلن)ً(195ا )الشعراءً(195 -192:ا .
وقد كان لجبريل عليه السلم من الصفات الحميدة العظيمة ،من الكرم والقوة والقرب من ال تعالى
ل لن يكون رسول ال والمكانة والحترام بين الملئكة والمانة والحسن والطهارة ؛ ما جعله أه ل
ش تعالى بوحيه إلى رسوله قال ال تعالى ) :إإننه سلسقلونل سرنسولل سكإريلم ")ً(19اإذيِ نقنولة إعلنسد إذيِ ا لسعلر إ
سمإكيلن )ً(20ا نمسطالع سثنم أسإمين)لً(21ا )التكويرً(21 -19:ا .وقال ) :سعنلسمنه سشإديند ا لنقسوى)ً(5ا نذو إمنرلة
سفالسستسوى)ً(6اسونهسو إبا ل نأنفإق ا ل سألعسلى)ً(7ا )لنجمً(7-5:ا .
وثمت آيات يقال فيها :أول ما نزل ،والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين ،فتكون أولية مقيدة
مثل :حديث جابر رضي ال عنه في ))الصحيحين (() . (2إن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله :أي
القرآن أنزل أول؟ قال جابر):سيا أسيسها النمندذثنر(ًا )المدثرً(1:ا قال أبو سلمة :أنبئت أنه
)القسرلأ إبالسإم سرذبسك انلإذيِ سخسلسق(ًا )العلقً(1:ا فقال جابر :ل أخبرك إل بما قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) :جاورت فيِ حراء فلما قضيت جواريِ هبطت ً(...ا
فذكر الحديث وفيه ) :فأتيت خديجة فقلت :دثرونيِ ،وصبوا عليِ ماء باردا ،وأنزل عليِ ) :سيا
أسيسها النمندذثنر(ًا )المدثرً(1:ا إلى قوله ):سواليرلجسز سفالهنجلر(ًا )المدثرً(5-1:ا (ًا.
فهذه الولية التيِ ذكرها جابر رضيِ ال عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحيِ ،أو أول ما نزل
فيِ شأن الرسالة ؛ لن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت نبوة النبيِ صلى ال عليه وسلم ،وما نزل من
سورة المدثر ثبتت به الرسالة فيِ قوله ) نقلم سفسألنإذلر(ًا )المدثرً(2:ا
ولهذا قال أهل العلم :إن النبي صلى ال عليه وسلم نبئ ب)القسرلأ(ًا )العلقً(1:ا وأرسل ب ا لنمندذثنر(ًا
)المدثرً(1:ا
) (1أخرجه البخاري ،كتاب ب دء الوحي ،باب : 1كيف كان بدء الوحي إلى رسول ا صلي ا عليه وسلم ، ...
أصول في التفسير ،حديث رقم 3؛ ومسلم كتاب اليمان باب :73بدء الوحي إلى رسول ا صلي ا عليه وسلم ،
حديث رقم . 160 {252 } 403
) (1أخرجه البخاري ،كتاب بدء الوحي ،باب : 1كيف كان بدء الوحي إلى رسول ا صلي ا عليه وسلم ،حديث
رقم 4؛ ومسلم كتاب اليمان باب :73بدء الوحي إلى رسول ا صلي ا عليه وسلم ،حديث رقم {255 } 406
. 161
) (2أخرجه البخاري ،كتاب التفسير ،باب 3قوله ) :هيا أهيَيهها اللرمددثثرر( حديث رقم 4924؛ ومسلم كتاب اليمان باب
:73بدء الوحي إلى رسول ا صلي ا عليه وسلم ،حديث رقم 161 {257 } 409
-3نزول القرآن ابتدائيِ وسببيِ
ينقسم نزول القران إلى قسمين :
الول :ابتدائيِ :ابتدائيِ :وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه ،وهو غالب آيات القران ،ومنه
قوله تعالى ) :سوإملننهلم سملن سعاسهسد النلسه سلإئلن آستاسنا إملن سفلضإلإه سلسننصندسقنن سوسلسننكوسننن إمسن النصاإلإحيسن(ًا )التوبة:
ً(75ا
اليات فإنها نزلت ابتداء فيِ بيان حال بعض المنافقين ،وأما ما اشتهر من أنها نزلت فيِ ثعلبة ابن
حاطب فيِ قصة طويلة ،ذكرها كثير من المفسرين ،وروجها كثير من الوعاظ ،فضعيف ل صحة
.
له ً(3).ا
القسم الثانيِ :سببيِ :وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه .والسبب :
أ -إما سؤال يجيب ال عنه مثل )سيلسسألوسنسك سعإن السأإهنلإة نقلل إهسيِ سمسواإقينت إللننا إ
س سوالسحذج (ًا )البقرة:
من الية ً(189ا .
ضب -أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل ) :سوسلإئلن سسسأ لستنهلم سلسينقونلنن إإنسما نكننا سننخو ن
سوسن لسعنب(ًا)التوبة :من الية ً(65ا اليتين نزلتا فيِ رجل من المنافقين قال فيِ غزوة تبوك فيِ
مجلس :ما رأينا مثل قران هؤلء أقرب بطونا ،ول أكذب ألسنا ،ول أجبن عند اللقاء ،
يعنيِ رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه ،فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم
ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر النبيِ صلى ال عليه وسلم فيجيبه ) أسإبالنلإه سوآسياإتإه
سوسرنسوإلإه نكلننتلم ستلسستلهإزنئوسن(ًا)التوبة :من الية ً(65ا )ً(4ا.
ج -أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل ):سقلد سسإمسع النلنه سقلوسل انلإتيِ نتسجاإدنلسك إفيِ سزلوإجسها سوستلشستإكيِ
إسلى النلإه سوالنلنه سيلسسمنع ستسحانوسرنكسما إنن النلسه سسإميبع سبإصيبر( )المجادلة(1:
) (3رواه الطبرانأي ،وفيه على بن يزيد اللهانأي وهو متروك .
) (4ذكر هذه الحادثة ابن كثير في تفسيره ) ،(2/368والطبري أيضا ا )(10/172
فوائد معرفة أسباب النزول :
-1معرفة أسباب النزول مهمة جدا ،لنها تؤدي على فوائد كثيرة منها :
بيان أن القران نزل من ال تعالى ،وذلك لن النبيِ صلى ال عليه وسلم يسأل عن الشيِء ،
فيتوقف عن الجواب أحيانا ،حتى ينزل عليه الوحيِ ،أو يخفيِ المر الواقع ،فينزل الوحيِ مبينا له
.مثال الول :قوله تعالى ) :سوسيلسسألوسنسك سعإن اليروإح نقإل اليرونح إملن أسلمإر سرذبيِ سوسما نأوإتينتلم إمسن الإعلإم إنلا
ل(ًا )السراء ً(85:ا .ففيِ صحيح البخاريِ ")ً(1ا عن عبد ال ابن مسعود رضيِ ال عنه :أن سقإلي ل
رجل من اليهود قال :يا أبا القاسم ما الروح ؟ فسكت ،وفيِ لفظ :فأمسك النبيِ صلى ال عليه
وسلم ،فلم يرد عليهم شيئا ،فعلمت أنه يوحى إليه ،فقمت مقاميِ ،فلما نزل الوحيِ قال )سوسيلسسألوسنكس
ل(ًا )السراء ً(85:ا الية مثال الثانيِ سعإن اليروإح نقإل اليرونح إملن أسلمإر سرذبيِ سوسما نأوإتينتلم إمسن ا لإع لإم إنلا سقإلي ل
قوله تعالى )سينقونلوسن سلإئلن سرسجلعسنا إسلى السمإديسنإة سلنيلخإرسجنن السأسعيز إملنسها السأسذيل(ًا)المنافقون :من الية ً(8ا
وفيِ صحيح البخاريِ ) (2أن زيد ابن أرقم رضيِ ال عنه سمع عبد ال ابن أبى رأس المنافقين
يقول ذلك ،يريد أنه العز ورسوله ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه الزل ،فأخبر زيد عمه بذلك
،فأخبر به النبيِ صلى ال عليه وسلم ،فدعا النبيِ صلى ال عليه وسلم زيدا فأخبره بما سمع ثم
أرسل إلى عبد ال ابن أبيه وأصحابه ،فحلفوا ما قالوا ،فصدقهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،
فأنزل ال تصديق زيد فيِ هذه الية ؛ فاستبان المر رسول ال صلى ال عليه وسلم .
-2بيان عناية ال تعالى برسوله صلى ال عليه وسلم فيِ الدفاع عنه مثال ذلك قوله تعالى :
)سوسقاسل انلإذيسن سكسفنروا سللول نذزسل سعسلليإه النقلرآنن نجلمسللة سواإحسدلة سكسذإلسك إلنسثذبست إبإه نفسؤاسدسك سوسرنتلسنانه ستلرإتي ل
ل(ًا
)الفرقانً(32:ا وكذلك آيات الفك ؛ فإنها دفاع عن فراش النبيِ صلى ال عليه وسلم وتطهير له عن
ما دنسه به الفاكون .
-3بيان عناية ال تعالى بعباده فيِ تفريج كرباتهم وإزالة غموضهم .مثال ذلك آية التيمم ،ففيِ "
صحيح البخاريِ " ) (3أنه ضاع عقد لعائشة رضيِ ال عنها ،وهيِ مع النبيِ صلى ال عليه وسلم
فيِ بعض أسفاره فأقام النبيِ صلى ال عليه وسلم لطلبه ،وأقام الناس على غير ماء ،فشكوا ذلك
إلى أبيِ بكر ،فذكر الحديث وفيه :فأنزل ال أية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير :ما هيِ بأول
بركتكم يا آل أبيِ بكر .والحديث فيِ البخاريِ مطولل .
-4فهم الية على الوجه الصحيح .مثال ذلك قوله تعالى ) :إنن النصسفا سوالسملرسوسة إملن سشسعاإئإر النلإه
سفسملن سحنج السبليست أسإو العستسمسر سفل نجسناسح سعسلليإه أسلن سينطنوسف إبإهسما(ًا)البقرة :من الية ً(158ا أيِ يسعى بينهما
) (1أخرجه البخاري كتاب العلم باب قوله تعالي )وما أؤتيتم من العلم إل قليل(حديث رقم ) (125ومسلم كتاب
صفات المنافقين وأحكامهم باب سؤال اليهود النبي صلى ا عليه وسلم عن الروح ،وقوله )ويسألونأك عن الروح (...
الية .حديث رقم ).(2794
( 2)2أخرجه البخاري كتاب التفسير سورة المنافقون باب قوله )إذا جاءك المنافقون قالوا إنأك لرسول ا ( الية .
حديث رقم ) (4900ومسلم كتاب صفات المنافقين وأحكامهم باب صفات المنافقين وأحكامهم .حديث رقم ).(367
( 3)3أخرجه البخاري كتاب التيمم قوله تعالي )فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداا طيبا ا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه
حديث رقم ) (334ومسلم كتاب الحيض باب التيمم حديث رقم )(367
،فإن ظاهر قوله ) :سفل نجسناسح سعسلليهإ(ًا )البقرة :من الية ً( 158ا أن غاية أمر السعيِ بينهما ،أن
يكون من قسم المباح ،وفيِ صحيح البخاريِ " ) (4عن عاصم بن سليمان قال :سألت أنس بن
مالك رضيِ ال عنه عن الصفا والمروة ،قال :كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية ،فلما كان السلم
أمسكنا عنهما ،فأنزل ال تعالى ) :إإنن النصسفا سوا لسملرسوسة إملن سشسعاإئإر النلإه )البقرة :من الية ً(158ا
إلى قوله ) :أسلن سينطنوسف إبإهسما(ًا )البقرة :من الية ً(158ا وبهذا عرف أن نفيِ الجناح ليس المراد به
بيان أصل السعيِ ،وإنما المراد نفيِ تحرجهم بإمساكهم عنه ،حيث كانوا يرون أنهما من أمر
الجاهلية ،أما أصل حكم السعيِ فقد تبين بقوله):إملن سشسعاإئإر النلإه (ًا)البقرة:من الية ً(158ا
إذا نزلت الية لسبب خاص ،ولفظها عام كان حكمها شامل لسببها ،ولكل ما يتناوله
لفظها ،لن القران كان نزل تشريعا عاما لجميع المة فكانت العبرة بعموم لفظه ل بخصوص سببه
.
مثال ذلك :آيات اللعان ،وهيِ قوله تعالى ) :سوانلإذيسن سيلرنموسن أسلزسواسجنهلم سوسللم سينكلن سلنهلم نشسهسدانء إإنلا
أسلننفنسنهلم(ًا)النور :من الية ً(6ا ) إإلن سكاسن إمسن النصاإدإقيسن(ًا)النور :من الية ً(9ا إلى قوله تعالى :
)سوانلإذيسن سيلرنموسن أسلزسواسجنهلم (ًا)النور :من الية ً(6ا ففيِ صحيح البخاريِ " )ً(1امن حيث ابن عباس
رضيِ ال عنهما :أن هلل بن أمية قذف امرأته عند النبيِ صلى ال عليه وسلم :البينة أو حد فيِ
ظهرك ،فقال من الحد ،فنزل جبريل ،وأنزل عليه ) :إإلن سكاسن إمسن النصاإدإقيسن (ًا)النور :من الية ً(6ا
فهذه اليات نزلت بسبب قذف هلل بن أمية لمرأته ،لكن حكمها شامل له ولغيره ،بدليل ما رواه
البخاريِ من حديث سهل بن سعد رضيِ ال عنه ،أن عويمر العجلنيِ جاء إلى النبيِ صلى ال
عليه وسلم فقال :يا رسول ال ،رجل وجد مع امرأته رجل أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع ؟ فقال
النبيِ صلى ال عليه وسلم :قد أنزل ال القرآن فيك وفيِ صاحبتك .فأمرهما رسول ال صلى ال
عليه وسلم بالملعنه بما سميِ ال فيِ كتابه ،فلعنها .الحديث )ً(2ا .
فجعل البنيِ صلى ال عليه وسلم حكم هذه اليات شامل لهلل بن أمية وغيره .
المكيِ والمدنيِ
نزل القران على النبيِ صلى ال عليه وسلم مفرقا فيِ خلل ثلث وعشرين سنة ،قضيِ رسول
ال صلى ال عليه وسلم أكثرها بمكة ،قال ال تعالى )سونقلرآنا سفسرلقسنانه إلستلقسرأسنه سعسلى الننا إ
س سعسلى نملكلث
( 4)4أحرجه البخاري كتاب الحج باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة ،ومسلم كتاب الحج باب بيان أن السعي
بين الصفا والمروة ركن ل يصح الحج إل به حديث رقم )(1278
) (1أخرجه البخاري كتاب الشهادات باب إذا دعي أو قذف فله أن يلتمس البينة وينطلق لطلب البينة .حديث رقم )
.(2671
) (2أخرجه البخاري كتاب التفسير سورة النور باب قوله عز وجل )هوالدذذيهن يهلررموهن أهلزهواهجهرلم هولهلم يهركلن لههرلم رشهههدارء(
) (423ومسلم كتاب اللعان حديث رقم ).(1492 الية .حديث رقم
سوسننزلسنانه ستلنإزي ل
ل(ًا )السراء ً(106:ا ولذلك قسم العلماء رحمهم ال تعالى القرآن إلى قسمين :مكيِ
ومدنيِ :
فالمكيِ :ما نزل على النبيِ صلى ال عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة .
والمدنيِ :ما نزل على النبيِ صلى ال عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة .
وعلى هذا فقوله تعالى :السيلوسم أسلكسملنت سلنكلم إديسننكلم سوأسلتسملمنت سعسللينكلم إنلعسمإتيِ سوسرإضينت سلنكنم السلم إدينا (ًا
)المائدة :من الية ً(3ا من القسم المدنيِ وإن كانت قد نزلت على النبيِ صلى ال عليه وسلم فيِ
حجة الوداع بعرفة ،ففيِ الصحيح البخاريِ )ً(3اعن عمر رضيِ ال عنه أنه قال :قد عرفنا ذلك
اليوم ،والمكان الذيِ نزلت فيه على النبيِ صلى ال عليه وسلم ،نزلت وهو قائم بعرفة يوم جمعة
.
-1الغالب في المكي قوة السلوب ،وشدة الخطاب ،لن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون ،
ول يليق بهم إل ذلك ،أقرأ سورتي المدثر ،والقمر .
أما المدني :فالغالب في أسلوبه البين ،وسهولة الخطاب ،لن غالب المخاطبين مقبلون منقادون ،
أقرا سورة المائدة .
-2الغالب في المكي قصر اليات ،وقوة المحاجة ،لن غالب المخاطبين معادون مشاقون ،
فخوطبوا بما تقتضيه حالهم ،أقرا سورة الطور .
أما المدني :فالغالب فيه طول اليات ،وذكر الحكام ،مرسلة بدون محاجة ،لن حالهم تقتضي ذلك
،أقرأ الدين في سورة البقرة .
الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة ،خصوصا ما يتعلق بتوحيد اللوهية واليمان
بالبعث ،لن غالب المخاطبين ينكرون ذلك .
-1أما المدني :فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملت ،لن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم
التوحيد والعقيدة السليمة ،فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملت.
-2الفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لقتضاء الحال ،ذلك
حيث شرع الجهاد ،وظهر النفاق بخلف القسم المكي .
) ) (3أخرجه البخاري كتاب اليمان باب زيادة اليمان ونأقصانأه حديث رقم ) (45ومسلم كتاب التفسير باب في
تفسير آيات متفرقة حديث رقم ) . (3015
فوائد معرفة المدنيِ والمكيِ :
معرفة المكي والمدني نوع من أنواع علوم القرآن المهمة ،وذلك أن فيها فوائد منها :
-1ظهور بلغة القران في أعلى مراتبها ،حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم من قوة وشدة ،
أو لين وسهولة .
-2ظهور حكمه التشريع في أسمى غاياته حيث يتدرج شيئا فشيئا بحسب الهم على ما تقتضيه حال
المخاطبين واستعدادهم للقبول والتنفيذ .
-3تربية الدعاة إلى ال تعالى ،وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القران في السلوب والموضوع ،
من حيث المخاطبين ،بحيث يبدأ بالهم فالهم ،وستعمل الشدة في موضعها والسهولة في موضعها
.
-4تمييز الناسخ من المنسوخ فيما لو وردت آيتان مكية ومدنية ،يتحقق فيهما شروط النسخ ،فإن
المدنية ناسخة للمكية ،لتأخر المدنية عنها .
الحكمة من نزول القرآن الكريم
من تقسيم القرآن إلى مكيِ ومدنيِ ،يتبين أنه نزل على النبيِ صلى ال عليه وسلم مفرقا .ولنزوله
على هذا الوجه حكم كثيرة منها :
-1تثبيت قلب النبيِ صلى ال عليه وسلم ،لقوله تعالى ) :سوسقاسل انلإذيسن سكسفنروا سللول نذزسل سعسلليإه ا لنقلرآنن
نجلمسللة سواإحسدلة سكسذإلسك إلنسثذبست إبإه نفسؤاسدسك سوسرنتلسنانه ستلرإتي ل
ل)ً(32ا سول سيلأنتوسنسك إبسمسثلل إنلا إجلئسناسك إبالسحذق سوأسلحسسسن
ستلفإسيرا)ً(33ا )الفرقانً(33-32:ا
-2أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به ،حيث يقرأ عليهم شيئا فشيئا ،لقوله تعالى ) :
سونقلرآنا سفسرلقسنانه إلستلقسرأسنه سعسلى الننا إ
س سعسلى نملكلث سوسننز لسنانه ستلنإزي ل
ل(ًا )السراء ً( 106:ا
-3تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القران وتنفيذه ،حيث يتشوق الناس بلهف وشوق إلى نزول
الية ،ل سيما عند اشتداد الحاجة إليها كما فيِ آيات الفك واللعان .
-4التدرج فيِ التشريع حتى يصل إلى درجة الكمال ،كما فيِ آيات الخمر الذيِ نشأ الناس عليه ،
ألفوه ،وكان من الصعب عليهم أن يجابهوا بالمنع منه منعا باتا ،فنزل فيِ شأنه أول قوله تعالى :
س سوإإلثنمنهسما أسلكسبنر إملن سنلفإعإهسما(ًا)البقرة:
)سيلسسألوسنسك سعإن السخلمإر سوالسمليإسإر نقلل إفيإهسما إإلثبم سكإبيبر سوسمسناإفنع إللننا إ
من الية ً(219ا فكان فيِ هذه الية تهيئة للنفوس لقبول تحريمه حيث إن العقل يقتضيِ أن ل
يمارس شيئا إثمه أكبر من نفعه .
ثم نزل ثانيا قوله تعالى ) :سيا أسيسها انلإذيسن آسمننوا ل ستلقسرنبوا النصلسة سوأسلننتلم نسسكاسرى سحنتى ستلعسلنموا سما
ستنقونلوسن(ًا)النساء :من الية ً(43ا فكان فيِ هذه الية تمرين على تركه فيِ بعض الوقات وهيِ
أوقات الصلوات ،ثم نزل ثالثا قوله تعالى ) :سيا أسيسها انلإذيسن آسمننوا إإنسما السخلمنر سوالسمليإسنر سوالسألنسصانب
س إملن سعسمإل النشليسطاإن سفالجستإننبونه سلسعنلنكلم نتلفإلنحوسن(ًا )المائدةً(90:ا ) إإنسما نيإريند النشليسطانن أسلن سوا ل سألزلنم إرلج ب
نيوإقسع سبليسننكنم ا لسعسداسوسة سوا لسبلغسضاسء إفيِ ا لسخلمإر سوا لسمليإسإر سوسينصندنكلم سعلن إذلكإر النلإه سوسعإن النصلإة سفسهلل أسلننتلم
نملنستنهوسن(ًا )المائدةً(91:ا )سوأسإطينعوا النلسه سوأسإطينعوا النرنسوسل سوالحسذنروا سفإإلن ستسونللينتلم سفالعسلنموا أسنسما سعسلى
سرنسوإلسنا ا لسبلنغ ا لنمإبينن(ًا )المائدةً(92:ا فكان فيِ هذه اليات المنع من الخمر منها باتا فيِ جميع
الوقات ،بعد أن هيئت النفوس ،ثم مرنت على المنع منه فيِ بعض الوقات .
ترتيب القران :
ترتيب القرآن :تلوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب فيِ المصاحف ومحفوظ فيِ الصدور .
النوع الول :ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة فيِ موضعها من الية ،وهذا ثابت بالنص
والجماع ،ول نعلم مخالفا فيِ وجوبه وتحريم مخالفته ،فل يجوز أن يقرأ :ال الحمد رب
العالمين بدل من )ا لسحلمند إلنلإه سرذب ا لسعاسلإميسن(ًا )الفاتحةً(2:ا
النوع الثانيِ :ترتيب اليات بحيث تكون كل آية فيِ موضعها من السورة ،وهذا ثابت بالنص
والجماع ،وهو واجب على القول الراجح ،وتحرم مخالفته ول يجوز أن يقرأ :مالك يوم الدين
الرحمن الرحيم بدل من ) :النرلحسمإن النرإحيإم(ًا )الفاتحةً(3:ا )سماإلإك سيلوإم الذديإن(ًا )الفاتحةً(4:ا ففيِ
صحيح البخاريِ )ً(1اأن عبد ال بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضيِ ال عنهم فيِ قوله تعالى :
)سوانلإذيسن نيستسونفلوسن إملننكلم سوسيسذنروسن أسلزسواجا سوإصنيلة إلسألزسواإجإهلم سمستاعا إإسلى ا لسحلوإل سغليسر إإلخسرالج (ًا)البقرة :من
الية ً(240ا قد نسخها الية الخرى يعنيِ قوله تعالى ) :سوانلإذيسن نيستسونفلوسن إملننكلم سوسيسذنروسن أسلزسواجا
سيستسرنبلصسن إبسألننفإسإهنن أسلرسبسعسة أسلشنهلر سوسعلشرا (ًا)البقرة :من الية ً(234ا وهذه قبلها فيِ التلوة قال :فلم
تكتبها ؟ فقال عثمان رضيِ ال عنه :يا ابن أخيِ ل أغير شيئا منه من مكانه .
ورويِ المام أحمد وأبو داود والنسائيِ والتزمذيِ 0من حديث عثمان رضيِ ال عنه :أن النبيِ
صلى ال عليه وسلم كان ينزل عليه السور ذوات العدد ،فكان إذا نزل عليه الشيِء ،دعا بعض
من كان يكتب،فيقول ،ضعوا هذه اليات فيِ السورة التيِ يذكر فيها كذا وكذا )ً(2ا النوع الثالث :
ترتيب السور بحيث تكون كل سورة فيِ موضعها من المصحف ،وهذا ثابت بالجتهاد فل يكون
واجبا وفيِ " صحيح المسلم " )ً(3اعن حذيفة بن اليمان رضيِ ال عنه :أنه صلى ال صلى ال
عليه وسلم ذات ليلة ،فقرأ النبيِ صلى ال عليه وسلم البقرة ،ثم النساء ،ثم آل عمران ،ورويِ
البخاريِ )ً(4اتعليقا عن الحنف :أنه قرأ فيِ الولى بالكهف ،وفيِ الثانية بيوسف أ ويوسف أو
يونس ،وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما .
قال شيخ السلم ابن تيميه " :تجور قراءة هذه قبل هذه ،وكذا فيِ الكتابة .ولهذا تنوعت
مصاحف الصحابة رضيِ ال عنهم فيِ كتابتها ،لكن لما اتفقوا على المصحف فيِ زمن عثمان
رضيِ ال عنه ،صار هذا مما سنة ا\لخلفاء الراشدون ،وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب
أتباعها " أهـ .
صهن بذأ هلنأفرذسذهدن أهلربههعةه أهلشهررر
) (1أخرجه البخاري كتاب التفسير باب )هوالدذذيهن يرتههوفدلوهن ذملنركلم هويههذرروهن أهلزهواجا ا يهتههربد ل
هوهعلشراا (...الية حديث رقم ).(4530
) (3أخرجه مسلم كتاب الصلة المسافرين باب استحباب تطويل القراءة في صلة الليل حديث رقم ).(772
) (4أخرجه البخاري كتاب الذان باب الجمع بين السورتين في الركعة ..
كتابة القرآن وجمعه
لكتابة القرآن وجمعه ثلث مراحل :
المرحلة الولى :فيِ عهد النبيِ صلى ال عليه وسلم ،وكان العتماد فيِ هذه المرحلة على الحفظ
أكثر من العتماد على الكتابة ،لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة ،ولذلك
لم يجمع فيِ مصحف بل كان من سمع آية حفظها ،أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل ،ورقاع
الجلود ،ولخاف الحجارة ،وكسر الكتاف وكان القراء عددا كبيرا.
ففيِ " صحيح البخاريِ ") ([1]1عن أنس بن مالك رضيِ ال عنه :أن البنيِ صلى ال عليه وسلم
بعث سبعين رجل يقال لهم :القراءة ،فعرض لهم حيان من بنيِ سليم رعل وذكوان عند بئر معونة
فقتلوهم ،وفيِ الصحابة غيرهم كثير كالخلفاء الربعة ،وعبد ال بن مسعود ،وسالم مولى أبيِ
خليفة ،وأبيِ بن كعب ،ومعاذ بن جبل ،وزيد بن ثابت ،وأبيِ الدرداء رضيِ ال عنهم .
المرحلة الثانية :فيِ عهد أبيِ بكر رضيِ ال عنه فيِ السنة الثانية عشرة من الهجرة .وسببه أنه
قتل فيِ وقعة اليمامة عدد كبير من القراء منهم ،سالم مولى أبيِ حذيفة ،أحد من أمر النبيِ صلى
ال عليه وسلم بأخذ القرآن منهم .
فأمر أبو بكر رضيِ ال عنه بجمعه لئل يضيع ،ففيِ صحيح البخاريِ" )ً(2اأن عمر بن الخطاب
أشار على أبيِ بكر رضيِ ال عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة ،فتوقف تورعا ،فلم يزل عمر
يراجعه حتى شرح ال صدر أبيِ بكر لذلك ،فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه ،وعنده عمر فقال له أبو
بكر :إنك رجل شاب عاقل ل نتهمك ،وقد كنت تكتب الوحيِ لرسول ال صلى ال عليه وسلم فتتبع
القرآن فاجمعه ،قال :فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ،فكانت الصحف
عند أبيِ بكر حتى توفاه ال ،ثم عند عمر حياته ،ثم عند حفصة بنت عمر رضيِ ال عنهما .رواه
البخاريِ مول .
وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدوه من حسناته ،حتى قال على رضيِ ال عنه :أعظم
الناس فيِ المصاحف أجرا أبو بكر ،رحمه ال على أبيِ بكر هو أول من جمع كتاب ال .
المرحلة الثالثة :فيِ عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضيِ ال عنه فيِ السنة الخامسة
والعشرين ،وسببه اختلف الناس فيِ القراءة بحسب اختلف الصحف التيِ فيِ أيديِ الصحابة
رضيِ ال عنهم فخيفت الفتنة ،فأمر عثمان رضيِ ال عنه أن تجمع هذه الصحف فيِ مصحف
واحد ؛ لئل يختلف الناس ،فيتنازعوا فيِ كتاب ال تعالى ويتفرقوا.
( [1])1أخرجه البخاري كتاب الجهاد باب العون بالمدد حديث رقم ).(3064
) (2أخرجه البخاري كتاب التفسير باب قوله ) لقد جاءكم رسول من أنأفسكم عزيز عليه ما عنتم ( الية .
ففيِ " صحيح البخاريِ " )ً(3اأن حذيفة بن اليمان قد على عثمان من فتح أرمينية وأذربيجان ،وقد
أفزعه اختلفهم فيِ القراءة ،فقال :أمير المؤمنين أدرك هذه المة قبل أن يختلفوا فيِ الكتاب
اختلف اليهود والنصارى ،فأرسل عثمان إلى حفصة ،ففعلت ،فأمر زيد بن ثابت ،وعبد ال بن
الزبير ،وسعيد بن العاص ،وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها فيِ المصاحف .وكان
زيد بن ثابت أنصاريا والثلثة قرشييت – وقال عثمان للرهط الثلثة القرشيين :إذا اختلفتم أنتم
وزيد بن ثابت فيِ شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ؛ فإنما نزل بلسانهم ،ففعلوا حتى إذا
نسخوا الصحف فيِ المصاحف ،رد عثمان الصحف إلى حفصة ،وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما
نسخوا ،وأمر بما سواه من القرآن فيِ كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .
وقد فعل عثمان رضيِ ال عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضيِ ال عنهم ،لما رويِ أبن أبيِ
داود )ً(1اعن على رضيِ ال عنه أنه قال :وال ما فعل فيِ المصاحف إل عن ملء منا ،قال :أرى
أن نجمع الناس على مصحف واحد ،فل تكون فرقة ول اختلف ،قلنا ،فنعم ما رأيت .
وقال مصعب بن سعد :أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك ،أو قال
:لم ينكر ذلك منهم أحد ،وهو من حسنان أمير المؤمنين عثمان رضيِ ال عنه التيِ وافقه
المسلمون عليها ،وكانت مكملة لجمع خليفة رسول ال صلى ال عليه وسلم أبيِ بكر رضيِ ال
عنه .
والفرق بين جمعه وجمع أبيِ بكر رضيِ ال عنهما أن الغرض من جمعه فيِ عهد أبيِ بكر ال عنه
تقييد القرآن كله مجموعا فيِ مصحف ،حتى ل يضيع منه شئ دون أن يحمل الناس على الجتماع
على مصحف واحد ؛ وذلك أنه لم يظهر أثر لختلف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الجتماع على
مصحف واحد .
وأم الغرض من جمعه فيِ عهد عثمان رضيِ ال عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا فيِ مصحف
واحد ،يحمل الناس على الجتماع عليه لظهور الثر المخيف باختلف القراءات.
وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع المة ،
واتفاق الكلمة ،وحلول اللفة ،واندفعت به مفسدة كبرى من تفرق المة ،واختلف الكلمة ،تفشو
البغضاء ،والعداوة .
وقد بقيِ على ما كان عليه حتى الن متفقا عليه بين المسلمين متواترا بينهم ،يتلقاه الصغير عن
الكبير ،لم تعبث به أيديِ المفسدين ،ولم تطمسه أهواء الزائغين .فلله الحمد ل رب السماوات
ورب الرض رب العالمين .
) (3أخرجه البخاري كتاب فضاءل القرءان باب جمع القرءان حديث رقم ).(4987
) (1أخرجه الخطيب في كتاب فضائل القرءان للوصل المدرج 954 / 2؛ وفي السناد المحفوظ )محمد بن أبان
الجعفلي ( علل الدار قطني ،230 – 229/ 3قال ابن معين )ضعيف 9الجرح والتعديل للرازي 200/ 7أخرجه أبي
داود في كتاب المصاحف صـ 22أخرجه أبي داود في كتاب المصاحف صـ . 12
التفسير
التفسير لغة :من الفسر ،وهو :الكشف عن المغطى .
وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى ) :إكستابب أسلنسزلسنانه إسلليسك نمسباسربك إلسيندنبنروا آسياإتإه سوإلسيستسذنكسر نأونلو السألسباإب(ًا
صً(29:ا ولقوله تعالى ) :أسسفل سيستسدنبنروسن ا لنقلرآسن أسلم سعسلى نقنلولب أسلقسفانلسها(ًا )محمدً(24:ا )ي
وجه الدللة من الية الولى أن ال تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك ؛
أن يتدبر الناس آياته ،ويتعظوا بما فيها .
والتدبر هو التأمل فيِ اللفاظ للوصول إلى معانيها ،فإذا لم يكن ذلك ،فاتت الحكمة من إنزال
القرآن ،وصار مجرد ألفاظ ل تأثير لها .
ولنه ل يمكن التعاظ بما فيِ القرآن بدون فهم معانيه .
ووجه الدللة من الية الثانية أن ال تعالى وبخ أولئك الذين ل يتدبرون القرآن ،وأشار إلى أن
ذلك من القفال على قلوبهم ،وعدم وصول الخير إليها .
وكان سلف المة على تلك الطريقة الواجبة ،يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه ؛ لنهم بذلك يتمكنون
من العمل بالقرآن على مراد ال به فإن العمل بما ل يعرف معناه غير ممكن .
وقال أبو عبد الرحمن السلميِ :حدثنا الذيِ كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد ال بن
مسعود وغيرهما ،أنهم كانوا إذا تعلموا من النبيِ صلى ال عليه وسلم عشر آيات ،لم يجاوزوها ،
حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ،قالوا :فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .
قال الشيخ السلم ابن تيميه :والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا فيِ فن من العلم كالطب والحساب ،
ول يستشرحوه فكيف بكلم ال تعالى الذيِ هو عصمتهم ،وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم
ودنياهم .ويجب على أهل العلم ،أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى ) :
سوإإلذ أسسخسذ النلنه إميسثاسق انلإذيسن نأونتوا ا لإكستاسب سلنتسبذي ن ننه إللننا إ
س سول ستلكنتنموسننه (ًا)آل عمران :من الية ً(187ا
وتبين الكتاب للناس شامل لتبين ألفاظه ومعانيه ،فيكون تفسير القرآن ،مما أخذ ال العهد على
أهل العلم ببيانه .
والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة ،وهيِ التصديق
بأخباره والنتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذيِ أراده ال ؛ ليعبد ال بها على بصيره .
الواجب على المسلم فيِ تفسير القرآن
الواجب على المسلم فيِ تفسير القرآن أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن ال تعالى
،شاهد عليه بما أريِ بد من كلمه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على ال بل علم
ش سمــا ،فيقع فيما حرم ال ،فيخزيِ بذلك يوم القيامة ،قال ال تعالى ) :نقلل إنسما سحنرسم سرذبسيِ السفسواإح س
سظسهسر إملنسها سوسما سبسطسن سوالإألثسم سوالسبلغسيِ إبسغليإر السحذق سوأسلن نتلشإرنكوا إبالنلإه سما سللم نيسنذزلل إبإه نسلسطانا سوأسلن ستنقونلــوا
سعسلى النلإه سما ل ستلعسلنموسن(ًا )لعرافً(33:اــ وقال تعالى ) :سوسيلوسم الإقسياسمإة ستسرى انلإذيسن سكسذنبوا سعسلى النلــإه
س إفيِ سجسهنسم سملثولى إللنمستسكذبإريسن(ًا )الزمرً(60:ا نونجونهنهلم نملسسوندبة أسسللي س
أ -كلم ال تعالى :فيفسر القرآن بالقرآن ،لن ال تعالى هو الذيِ أنزله ،وهو أعلم بما
أراد به .وذلك أمثلة منها :
-1قوله تعالى ) :سأل إإنن أسلوإلسياسء النلإه ل سخلوبف سعسلليإهلم سول نهلم سيلحسزننوسن(ًا )يونسً(62:ا
فقد فسر أولياء ال بقوله فيِ الية التيِ تليها ) :انلإذيسن آسمننوا سوسكاننوا سينتنقوسن(ًا )يونسً(63:ا
-2قوله تعالى ) :سوسما سألدسراسك سما النطاإرنق(ًا )الطارقً(2:ا فقد فسر الطارق بقوله فيِ الية الثانية :
)النلجنم النثاإقنب(ًا )الطارقً(3:ا .
ض سبلعسد سذإلسك سدسحاسها(ًا )النازعـاتً(30:ا فقد فسر دحاها بقوله فيِ اليتين -3قوله تعالى ) :سوالسألر س
بعدها ) :أسلخسرسج إملنسها سماسءسها سوسملرسعاسها(ًا )النازعـاتً(31:ا)سوالإجسباسل أسلرسساسها(ًا )النازعـاتً(32:ا.
ب -كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فيفسر القرآن بالسنة ،لن رسول ال صلى
ال عليه وسلم مبلغ عن ال تعالى ،فهو أعلم الناس بمراد ال تعالى كلمه .
-1قوله تعالى ) :إلنلإذيسن أسلحسسننوا النحلسسنى سوإزسياسدبة (ًا)يونس :من الية ً(26ا ففسر النبيِ صلى ال
عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه ال تعالى ،فيما رواه ابن جرير وابن أبيِ حام صريحا من
حديث أبيِ موسى )ً(1ا وأبيِ بن كعب )ً(2ا .ورواه جرير من حديث كعب بن عجرة )ً(3ا فيِ "
صحيح مسلم " )ً(4اعن صهيب بن سنان عن النبيِ صلى ال عليه وسلم فيِ حديث قال فيه " :
فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل " ،ثم تل هذه الية )
) (1أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ، 6/1945حديث رقم ، 10341وأخرجه الللكائي في شرح العتقاد المجلد
الثانأي ، 459-3/458حديث رقم 785
) (2أخرجه الطبري في تفسيره ، 15/69حديث رقم ،17633واللكائي في شرح أصول العتقاد ،والمجلد
الثانأي .3/456
إلنلإذيسن أسلحسسننوا النحلسسنى سوإزسياسدبة سول سيلرسهنق نونجوسهنهلم سقستبر سول إذنلبة نأوسلإئسك أسلصسحانب السجننإة نهلم إفيسها
سخاإلندوسن(ًا )يونسً(26:ا
-2قوله تعالى ) :سوأسإعيدوا سلنهلم سما السستسطلعنتلم إملن نقنولة (ًا)لنفال :من الية ً(60ا فقد فسر النبيِ صلى
ال عليه وسلم القوة بالرميِ .رواه مسلم )ً(4ا ،وغيره من حديث عقبة نب عامر رضيِ ال عنه .
ج -كلم الصحابة رضيِ ال عنهم ل سيما وو العلم منهم والعناية بالتفسير ،لن القرآن
نزل بلغتهم وفيِ عصرهم ،ولنهم بعد النبياء أصدق الناس فيِ طلب الحق ،وأسلمهم من الهواء
،وأطهرهم من المخالفة التيِ تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب .ولذلك أمثلة كثيرة جدا
منها :
-1قوله تعالى ):سوإلن نكلننتلم سملرسضى أسلو سعسلى سسسفلر أسلو سجاسء أسسحبد إملننكلم إمسن ا لسغاإئإط أسلو لسملسنتنم الذنسساسء (ًا
)النساء :من الية ً(43ا فقد صح عن ابن عباس رضيِ ال عنهما :أنه فسر الملمسة بالجماع)ً(6ا.
) (3أخرجه الطبري في تفسيره ، 1568حديث رقم ،17633واللكائي في شرح أصول العتقاد ،والمجلد الثانأي
457-.3/456
) (4أخرجه مسلم ص ، 709كتب اليمان باب : 80إثبات روية المؤمنين في الخرة ربهم سبحانأه وتعالى ،حديث
رقم . 181 (298) 450 ، 181 (297)449
) (5أخرجه مسلم ص ، 1020كتاب المارة ،باب : 52فضل الرمي والحث عليه ، ...حديث رقم (167 ) 4946
،1917والترمذي ص ،1963كتاب تفسير القرآن ،باب : 8ومن سورة النأفال ،حديث رقم ، 30832باب : 23
سند الترمذي مبهم ،وأخرجه أبو داؤد ص ، 1409كتاب الجهاد ،باب 19الرمي في سبيل ا ،حديث رقم ،2813
وأخرجه غيرهم أيضا
) (6أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ) ، (1/134وابن أبي شيبة في مصنفه )(1/192
)
)
د -كلم التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضيِ ال عنهم ،لن التابعين
خير الناس بعد الصحابة ،وأسلم من الهواء ممن بعدهم .ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا فيِ
عصرهم ،فكانوا أقرب إلى الصواب فيِ فهم القرآن ممن بعدهم .
قال شيخ السلم ابن تيميه )ً(1ا :إذا أجمعوا – يعنيِ التابعين – على الشيِء فل يرتاب فيِ كونه
حجة ،فإن اختلفوا فل يكون قول بعضهم حجة على بعض ول على من بعدهم ،ويرجع فيِ ذلك إلى
لغة القرآن ،أو ألسنة ،أو عموم لغة العرب ،أو أقوال الصحابة فيِ ذلك .
وقال أيضا :من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك ،كان مخطئا فيِ
ذلك ،بل مبتدعا ،وإن كان مجتهدا مغفورا له خطوة ،ثم قال :فمن خالف قولهم وفسر القرآن
بخلف تفسيرهم ،فقد أخطأ فيِ الدليل والمدلول جميعا .
هـ -ما تقتضيه الكلمات من المعانيِ الشرعية أو اللغوية حسب السياق لوله تعالى ) :إإننا
س إبسما أسسراسك النلنه (ًا)النساء :من الية ً(105ا وقوله ) :إننا أسلنسز لسنا إسلليسك ا لإكستاسب إبا لسحذق إلستلحنكسم سبليسن الننا إ
سجسعلسنانه نقلرآنا سعسرإبييا سلسعنلنكلم ستلعإقنلوسن(ًا )الزخرفً(3:ا وقوله ) :سوسما أسلرسسلسنا إملن سرنسولل إنلا إبإلسساإن سقلوإمإه
إلنيسبذيسن سلنهلم (ًا)ابراهيم :من الية ً(4ا .
فإن اختلف المعنى الشرعيِ واللغويِ ،أخذ بما يقتضيه الشرعيِ ،لن القرآن نزل لبيان الشرع ،ل
لبيان اللغة إل أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغويِ فيؤخذ به .
مثال ما اختلف فيه المعنيان ،وقدم الشرعيِ :قوله تعالى فيِ المنافقين ) :سول نتسصذل سعسلى أسسحلد إملننهلم
سماست أسسبدا (ًا)التوبة :من الية ً(84ا فالصلة فيِ اللغة الدعاء ،وفيِ الشرع هنا الوقوف على الميت
للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعيِ ،لنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب ،
وأما منع الدعاء لهم على وه الطلق فمن دليل آخر .
ومثال ما اختلف فيه المعنيان ،وقدم فيه اللغويِ بالدليل :قوله تعالى )نخلذ إملن أسلمسواإلإهلم سصسدسقلة
نتسطذهنرنهلم سونتسزذكيإهلم إبسها سوسصذل سعسلليإهلم(ًا)التوبة :من الية ً(103ا فالمراد بالصلة هنا الدعاء ،وبدليل
ما رواه مسلم )ً(2ا عن عبد ال بن أبيِ أوفيِ ،قال :كان النبيِ صلى ال عليه وسلم إذا أتى
بصدقة قوم ،صلى عليهم ،فأتاه أبيِ بصدقته فقال " :اللهم صل على آل أبيِ أوفيِ " .
وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعيِ واللغويِ كثيرة :كالسماء والرض والصدق والكذب والحجر
والنسان .
) (2أخرجه البخاري ص ، 342كتاب المغازي ،باب : 36غزوة الحديبية ،حديث رقمن ،4166ومسلم ص
،849كتاب الزكاة ،باب : 54الدعاء لمن أتى بصدقة ،حديث رقم . 1078 (176 ) 2492
الختلف الوارد فيِ التفسير المأثور
الختلف الوارد فيِ التفسير المأثور على ثلثة أقسام :
الول :اختلف فيِ اللفظ دون المعنى ،فهذا ل تأثير له فيِ معنى الية ،مثاله قوله تعالى :
)سوسقسضى سريبسك أسنلا ستلعنبندوا إنلا إنيانه(ًا )السراء ً(23:ا قال ابن عباس :قضيِ :أمر ،وقال مجاهد :
وصيِ ،وقال الربيع بن انس :أوجب ،وهذه التفسيرات معناها واحد ،او متقارب فل تأثير لهذا
الختلف فيِ معنى الية .
الثانيِ :اختلف فيِ اللفظ والمعنى ،والية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما ،فتحمل الية
عليهما ،وتفسر بهما ،ويكون الجمع بين هذا الختلف أن كل واحد من القولين ذك على وجه
التمثيل ،لما تعنيه الية أو التنويع ،مثاله قوله تعالى ) :سوالتنل سعسلليإهلم سنسبسأ انلإذيِ آستليسنانه آسياإتسنا سفالنسسلسخ
س
إملنسها سفسألتسبسعنه النشليسطانن سفسكاسن إمسن السغاإويسن(ًا )لعرافً(175:ا )سوسللو إشلئسنا سلسرسفلعسنانه إبسها سوسلإكننه أسلخسلسد إإسلى
ض سوانتسبسع سهسوانه )لعرافً(176:ا قال ابن مسعود :هو رجل من بنيِ إسرائيل ،وعن ابن السألر إ
عباس أنه :رجل من أهل اليمن ،وقيل :رجل من أهل لبلقاء.
والجمع بين هذه القوال :أن تحمل الية عليها كلها ،لنها تحتملها من غير تضاد ،ويكون كل
قول ذكر على وجه التمثيل .
ومثال آخر قوله تعالى (ًاسسكلأسا إدسهاقا(ًا )النبأً(34:ا قال ابن عباس :دهاقا مملوءة ،وقال مجاهد :
متتابعة ،وقال عكرمة :صافية .ول منافاة بين هذه القوال ،والية تحتملها فتحمل عليها جميعا
ويكون كل قول لنوع من المعنى .
القسم الثالث :اختلف اللفظ والمعنى ،والية ل تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما ،فتحمل الية
على الرجح منهما بدلله السياق أو غيره .
مثال ذلك :قوله تعالى ) :إإنسما سحنرسم سعسللينكنم السمليستسة سوالندسم سوسللحسم الإخلنإزيإر سوسما أنإهنل إبإه إلسغليإر النلإه سفسمإن
الضنطنر سغليسر سبالغ سول سعالد سفل إإلثسم سعسلليإه إإنن النلسه سغنفوبر سرإحيبم(ًا )البقرةً(173:ا قال ابن عباس :غير باع
فيِ الميتة ول عاد من أكله ،وقيل :غير خارج على المام الثانيِ ،ولن المقصود بحل ما ذكر دفع
الضرورة ،وهيِ واقعة فيِ حال الخروج على المام ،وفيِ حال الفسر المحرم وغير ذلك .
ومثال آخر قوله تعالى ) :سوإلن سطنللقنتنمونهنن إملن سقلبإل أسلن ستسميسونهنن سوسقلد سفسرلضنتلم سلنهنن سفإريسضلة سفإنلصنف سما
سفسرلضنتلم إنلا أسلن سيلعنفوسن أسلو سيلعنفسو انلإذيِ إبسيإدإه نعلقسدنة الذنسكاإح(ًا)البقرة :من الية ً(237ا قال على بن أبيِ
طالب رضيِ ال عنه فيِ الذيِ بيده عقدة النكاح :هو الزوج ،وقال ابن عباس :هو الوليِ ،
والراجح الول لدللة المعنى عليه ،ولنه قد رويِ فيه حديث عن النيِ صلى ال عليه وسلم .
ترجمه القرآن
الترجمة لغة :تطلق على معالن ترجع إلى البيان واليضاح .وفيِ الصطلح :التعبير عن الكلم
بلغة أخرى .وترجمة القران :التعبير عن معناه بلغة أخرى والترجمة نوعان :
أحدهما :ترجمة حرفية ،وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بازائها .
الثانيِ :ترجمة معنوية ،أو تفسيرية ،وذلك بأن يعبر عن معنى الكلم بلغة أخرى من غير مراعاة
المفردات والترتيب .
مثال ذلك :قوله تعالى ) :إإننا سجسع لسنانه نقلرآنا سعسرإبييا سلسعنلنكلم ستلعإقنلوسن(ًا )الزخرفً(3:ا فالترجمة الحرفية :
أن يترجم كلمات هذه الية كلملة كلمة فيترحم )إنا (ًا ثم )جعلناه(ًا ثم )قرآنا(ًا ثم ) عربيا(ًا وهكذا .
والترجمة المعنوية :أن يترجم معنى الية كلها بقطع النظر عن معنى كل لكمة وترتيبها ،وهيِ
قريبة من معنى التفسير الجماليِ .
أ -وجود مفردات فيِ اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها .
ب -وجود أدوات للمعانيِ فيِ اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للدوات فيِ اللغة المترجم
منها .
ج -تماثل اللغتين المترجم منها وإليها فيِ ترتيب الكلمات حين تركيبها فيِ الجمل والصفات
والضافات وقال بعض العلماء :إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها فيِ بعض آية ،أو نحوها،
ولكنها وغن أمكن تحققها فيِ نحو ذلك – محرمة لنها ل يمكن أن تؤديِ المعنى بكماله ،ول أن
تؤثر فيِ النفوس تأثير القرآن المبين ،ول ضرورة تدعو إليها؛ للستغناء عنها بالترجمة المعنوية
.
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنة حسا فيِ بعض الكلمات فهيِ ممنوعة شرعا ،اللهم إل أن
يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها ،من غير أن يترجم كله فل بأس .
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهيِ جائزة فيِ الصل لنه ل محذور فيها ،وقد تجب حين تكون
وسيلة إلى إبلغ القرآن والسلم لغير الناطقين باللغة العربية ،لن إبلغ ذلك واجب ،وما ل يتم
الواجب إل به فهو واجب .
الول :أن ل تجعل بديل عن القرآن بحيث يستغنيِ بها عنه ،وعلى هذا فل بد أن يكتب القرآن
باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة ،لتكون كالتفسير له .
الثانيِ :أن يكون المترجم عالميا بمدلولت اللفاظ فيِ اللغتين المترجم منها وإليها ،وما تقتضيه
حسب السياق .
الثالث :أن يكون عالما بمعانيِ اللفاظ الشرعية فيِ القرآن .ول تقبل الترجمة للقرآن الكريم إل
من مأمون عليها ،بحيث يكون مسلما مستقيما فيِ دينه .
أشتهر بالتسفير جماعة من الصحابة ،ذكر السيوطي منهم :الخلفاء الربعة أبا بكر وعمر وعثمان
وعليا رضي ال عنهم ،إل أن الرواية عن الثلثة الولين لم تكن كثيرة ،لنشالغهم بالخلفة ،وقلة
الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير .
ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا :عبد ال بن مسعود وعبد ال بن عباس ،فلنترجم
لحياة على بن أبيِ طالب مع هذين رضيِ ال عنهم .
ولد قبل بعثة النبيِ صلى ال عليه وسلم بعشر سنين ،وتربيِ فيِ حجر النبيِ صلى ال عليه وسلم ،
وشهد معه المشاهد كلها ،وكان صاحب اللواء فيِ معظمها ،ولم يتخلف إل عن غزوة تبوك ،
خلفه النبيِ صلى ال عليه وسلم فيِ أهله ،وقال له " :أما ترضى أن تكون منيِ بمنزلة هارون من
موسى ،إل أنه ل نبيِ بعديِ " )ً(1ا ،نقل له من المناقب والفضائل ما لم ينقل لغيره ،وهلك به
(1أخرجه البخاري ،كتاب المغازي ،باب غزوة تبوك ،حديث رقم ) ، (4416ومسلم كتاب فضائل )
الصحابة ،باب فضائل على بن أبي طالب .حديث رقم ). (6218
) (2وذلك لن أباه مات في الجاهلية ،وأدركت أمه السلما فأسلمت .
طائفتان :النواصب الذين نصبوا له العداوة ،وحاولوا إخفاء مناقبة ،والروافض الذيِ بالغوا فيما
زعموه من حبه ،وأحدثوا له من المناقب التيِ وضعوها ما هو فيِ غنى عنه ،بل هو عند التأمل
من المثالب .
اشتهر رضيِ ال عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والذكاء من معضلة ليس لها أبو حسن ،ومن
أمثلة النحويين :قضية ول أبا حسن لها ،ورويِ عن عليِ أنه كان يقول :سلونيِ سلونيِ وسلونيِ
عن كتاب ال تعالى ،فوال ما من آية إل وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار ،وقال ابن عباس رضيِ ال
عنهما :إذا جاءنا الثبت عن عليِ لم نعدل به ،ورويِ عنه أنه قال :ما أخذت من تفسير القرآن
فعن عليِ بن أبيِ طالب .كان أحد أهل الشورى الذيِ رشحهم عمر رضيِ ال عنه لتعيين الخليفة ،
فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف فأبيِ إل بشروط لم يقبل بعضها ،ثم بايع عثمان فبايعه عليِ
والناس ،ثم بويع بالخلفة بعد عثمان حتى قتل شهيدا فيِ الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان ،
سنة أربعين من الهجرة رضيِ ال عنه .
تلقى من النبيِ صلى ال عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن ،وقال له النبيِ صلى ال
عليه وسلم فيِ أول السلم " :إنك لغلم معلم " )ً(3ا ،وقال " :من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما
أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ")ً(4ا ،وفيِ " صحيح البخاريِ " ) ً(5ا أن ابن مسعود رضيِ
ال عنه قال :لقد علم أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنيِ من أعلمهم بكتاب ال ،وقال:
وال الذيِ ل إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب ال إل وأنا أعلم أين نزلت ،ول أنزلت آية من
كتاب ال إل ,أنا أعلم فيمن أنزلت ،ولو أعلم أحدا أعلم منى بكتاب
(5أخرجه البخاري ص ، 434 – 433كتاب فضائل القرآن ،باب : 8القراء من أصحاب رسول ا )
صلى ا عليه وسلم ،حديث رقم . 5000
)
ال تبلغه البل لركبت إليه ،وكان ممن خدم النبيِ صلى ال عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره
ووسادة حتى قال أبو موسى الشعريِ :قدمت أنا وأخيِ من اليمن فمكثنا حينا ما نرى من دخوله
ودخول أمه على النبيِ صلى ال عليه وسلم )ً(1ا ،ومن أجل ملزمته تأثر به وبهديه ،حتى قال
فيه حذيفة :ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودل بالنبيِ صلى ال عليه وسلم من ابن أم عبد)
ً(2ا .
بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة ،ليعلمهم أمور دينهم ،وبعث عمارا أمير وقال :إنهما من
النجباء من أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم ،فأقتدوا بهما ،ثم أمره عثمان على الكوفة ،ثم
عزله ،وأمره بالرجوع إلى المدينة ،فتوفيِ فيها سنة اثنتين وثلثين ،ودفن بالبقيع وهو ابن بضع
وسبعين سنة .
) (2أخرجه البخاري ،كتاب فضائل أصحاب النبي ،باب فضل عائشة حديث رقم ). (2762
) (3أخرجه البخاري ن كتاب فضائل أصحاب النبي ،باب ذكر ابن عباس رضي ا عنهما .حديث رقم )
. (3756
) (4أخرجه البخاري ،كتاب الوضوء ،باب وضع الماء عند الخلء .حديث رقم ). (143
وقال ابن عمر لسائل سأله بما أنزل عن آية :انطلق إلى ابن عبسا فا سأله فإنه اعلم من بقيِ بما
أنزل على محمد صلى ال عليه وسلم ،وقال عطاء :ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها
وأعظم خشية ،إن أصحاب الفقه عنده ،وأصحاب القرآن عنده ،وأصحاب الشعر عنده ،يصدرهم
كلهم من واد واسع .
وقال أبو وائل :خطبنا ابن عباس وهو على الموسم ) أيِ وال على موسم الحج من عثمان رضيِ
ال عنه (ًا فافتتح سورة النور لجعل يقرأ ويفسر ،فجعلت أقول ما رأيت ،ول سمعت كلم رجل مثله
،ولو سمعته فارس والروم والترك لسلمت ،وله البصرة فلما قبل مضى إلى الحجاز ،فأقام فيِ
مكة ،ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة .
أ -أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبيِ رباح .
ب -أهل المدينة وهم اتباع أبيِ بن كعب ،كزيد بن أسلم وأبيِ العالية ومحمد بن كعب القرطبيِ .
ج -أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود ،كقتادة وعلقمة ،والشعبيِ .فلنترجم لحياة اثنين من
هؤلء :مجاهد وقتادة .
-1مجاهد :
هو مجاهد بن جبر المكيِ مولى السائب بن أبى السائب المخزوميِ ولد سنة إحدى وعشرين من
الهجرة ،وأخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضيِ ال عنهما ،رويِ ابن إسحاق عنه أنه قال :
عرضت المصحف على ابن عباس ثلث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله
عنها ،وكان سفيان الثوريِ يقول :إذا جاءت التفسير عن مجاهد فحسبك به ،واعتمد تفسيره
الشافعيِ والبخاريِ وكان كثيرا ما ينقل عنه فيِ " صحيحه" وقال الذهبيِ فيِ آخر ترجمته :أجمعت
المة على إمامة مجاهد والحتجاج به ،توفيِ فيِ مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة ،عن ثلث
وثمانين سنة .
قتادة :
هو قتادة بن دعامة السدوسيِ البصريِ ولد أكمة أيِ أعميِ سنة إحدى وستين ،وجد فيِ طلب العلم
،وكان له حافظة قوية حتى قال فيِ نفسه :ما قلت لمحدث قط أعد ليِ ،وما سمعت أذنايِ شيئا قط
إل وعاه قلبيِ ،وذكره المام أحمد فأطنب فيِ ذكره فجعل ينشر من علمه وفقه ومعرفته بالختلف
والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه ،وقال :قلما تجد من يتقدمه أما المثل لعل ،وقال :هو أحفظ أهل
البصرة ،لم يسمع شيئا إل حفظه ،وتوفيِ ف واسط سنة سبع عشرة ومائة ،عن ستة وخمسين
سنة .
القرآن محكم ومتشابه
يتنوع القرآن الكريم باعتبار الحكام والتشابه إلى ثلثة أنواع :
النوع الول :الحكام العام الذيِ وصف به القرآن كله ،مثل قوله تعالى ) :إكستابب أنلحإكسملت آسيانتنه نثنم
نفذصسللت إملن سلندلن سحإكيلم سخإبيلر(ًا)هود :من الية ً(1ا وقوله )الر إت لسك آسيانت ا لإكستاإب ا لسحإكيإم(ًا )يونسً(1:ا
وقوله )سوإننه إفيِ أنذم الإكستاإب سلسدليسنا سلسعإلييِ سحإكيبم(ًا )الزخرفً(4:ا .
ومعنى هذا الحكام التقان والجودة فيِ ألفاظه ومعانيه فهو فيِ غاية الفصاحة والبلغة ،أخباره
كلها صدق نافعة ،ليس فيها كذب ،ول تناقض ،ول لغو ل خير فيه ،وأحكامه لكها عدل ،وحكمه
ليس فيها جور ول تعارض ول حكم سفيه .
النوع الثانيِ :التشابه العام الذيِ وصف به القرآن كله ،مثل قوله تعالى ) :النلنه سننزسل أسلحسسسن السحإديإث
إكستابا نمستسشاإبها سمسثاإنسيِ ستلقسشإعير إملننه نجنلوند انلإذيسن سيلخسشلوسن سرنبنهلم نثنم ستإلينن نجنلوندنهلم سونقنلونبنهلم إإسلى إذلكإر النلإه(ًا
)الزمرً(23:ا ومعنى هذا التشابه ،أن القرآن كله يشبه بعضه بعضا فيِ الكمال والجودة والغايات
الحميدة ) سوسللو سكاسن إملن إعلنإد سغليإر النلإه سلسوسجندوا إفيإه الخإتلفا سكإثيرا(ًا)النساء :من الية ً(82ا
النوع الثالث :الحكام الخاص ببعضه ،والتشابه الخاص ببعضه ،مثل قوله تعالى ) :نهسو انلإذيِ
أسلنسزسل سعسلليسك ا لإكستاسب إملننه آسيابت نملحسكسمابت نهنن أنيم ا لإكستاإب سوأنسخنر نمستسشاإبسهابت سفسأنما انلإذيسن إفيِ نقنلوإبإهلم سزليبغ
سفسينتإبنعوسن سما ستسشاسبسه إملننه البإتسغاسء ا لإفلتسنإة سوالبإتسغاسء ستلأإويإلإه سوسما سيلعسلنم ستلأإويسلنه إنلا النلنه سوالنراإسنخوسن إفيِ ا لإع لإم
سينقونلوسن آسمننا إبإه نكيل إملن إعلنإد سرذبسنا سوسما سينذنكنر إإنلا نأونلو ا ل سأ لسباإب(ًا )آل عمرانً(7:ا .
ومعنى هذا الحكام أن يكون معنى الية واضحا جليا ،ل خفاء فيه ،مثل قوله تعالى ) :سيا أسيسها
س إإننا سخسللقسنانكلم إملن سذسكلر سوأنلنسثى سوسجسعلسنانكلم نشنعوبا سوسقسباإئسل إلستسعاسرنفوا(ًا )الحجراتً(13:ا ،وقوله) :سيا الننا ن
س العنبندوا سرنبنكنم انلإذيِ سخسلسقنكلم سوانلإذيسن إملن سقلبإلنكلم سلسعنلنكلم ستنتنقوسن(ًا )البقرةً(21:ا وقوله ) :سوأسسحنل
أسيسها الننا ن
النلنه ا لسبليسع(ًا)البقرة :من الية ً(275ا وقوله )نحذرسملت سعسللينكنم ا لسمليستنة سوالندنم سوسللحنم ا لإخلنإزيإر سوسما أنإهنل إلسغليإر
النلإه إبإه (ًا)المائدة :من الية ً(3ا وأمثال ذلك كثيرة .
ومعنى هذا التشابه :أن يكون معنى الية مشتبها خفيا بحيث يتوهم منه الواهم ما ل يليق بال
تعالى ،أو كتابه أو رسوله ،ويفهم منه العالم الراسخ فيِ العلم خلف ذلك .
مثاله :فيما يتعلق بال تعالى ،أن يتوهم واهم من قوله تعالى ) :سبلل سيسدانه سملبنسوسطستاإن(ًا)المائدة :من
الية ً(64ا أن ل يدين مماثلتين ليديِ المخلوقين .
ومثاله فيما يتعلق بكتاب ال تعالى ،أن يتوهم واهم تناقض القرآن وتكذيب بعضه بعضا حين يقول
) :سما أسسصاسبسك إملن سحسسسنلة سفإمسن النلإه سوسما أسسصاسبسك إملن سسذيسئلة سفإملن سنلفإسسك (ًا)النساء :من الية ً(79ا ويقول
فيِ موضع آخر ) :سوإإلن نتإصلبنهلم سحسسسنبة سينقونلوا سهإذإه إملن إعلنإد النلإه سوإإلن نتإصلبنهلم سسذيسئبة سينقونلوا سهإذإه إملن
إعلنإدسك نقل نكيل إملن إعلنإد النلإه(ًا)النساء :من الية ً(78ا
ومثاله فيما يتعلق برسول ال ،أن يتوهم واهم من قوله تعالى )سفإإلن نكلنست إفيِ سشيك إمنما أسلنسزلسنا إإسلليسك
سفالسسأإل انلإذيسن سيلقسرنأوسن ا لإكستاسب إملن سقلبإلسك سلسقلد سجاسءسك ا لسحيق إملن سرذبسك سفل ستنكوسننن إمسن ا لنملمستإريسن(ًا )يونس:
ً(94ا ظاهره أن النبيِ صلى ال عليه وسلم كان شاكا فيما أنزل إليه .
والزائغين من المتشابه
إن موقف الراسخين فيِ العلم من المتشابه وموقف الزائغين منه بينه ال تعالى فقال فيِ الزائغين :
)سفسأنما انلإذيسن إفيِ نقنلوإبإهلم سزليبغ سفسينتإبنعوسن سما ستسشاسبسه إملننه البإتسغاسء الإفلتسنإة سوالبإتسغاسء ستلأإويإلإه(ًا)آل عمران :من
الية ً(7ا وقال فيِ الراسخين فيِ العلم ) :سوالنراإسنخوسن إفيِ ا لإع لإم سينقونلوسن آسمننا إبإه نكيل إملن إعلنإد سرذبسنا(ًا
)آل عمران :من الية ً(7ا فالزائغين يتخذون من هذه اليات المشتبهات وسيلة للطعن فيِ كتاب ال
،وفتنة الناس عنه ،وتأويله لغير ما أراد ال تعالى به ،فيضلون ،ويضلون .
ويقولون فيِ المثال الول :إن ال تعالى يدين حقيقتين على ما يليق بجلله وعظمته ،ل تماثلن
أيديِ المخلوقين ،كما أن له ذات ل تماثل ذوات المخلوقين ،لن ال تعالى يقول ) :ليس سكإملثإلإه
سشليِبء سونهسو النسإمينع ا لسبإصينر(ًا)الشورى :من الية ً(11ا .
ويقولون فيِ المثال الثانيِ :إن الحسنة والسيئة كلتاهما يتقدير ال عز وجل ،لكن الحسنة سببها
التفضل من ال تعالى على عباه ،أما السيئة فعل العبد كما قال تعالى)سوسما أسسصاسبنكلم إملن نمإصيسبلة سفإبسما
سكسسسبلت أسليإدينكلم سوسيلعنفو سعلن سكإثيلر(ًا )الشورىً(30:ا فإضافة السيئة إلى العبد من إضافة الشيِء إلى
سببه ،ل من إضافته إلى مقدرة ،أما إضافة الحسنة والسيئة إلى ال تعالى فمن باب إضافة الشيِء
إلى مقدرة ،وبهذا يزول ما يوهم الختلف بين اليتين لنفكاك الجهة .
ويوقون فيِ المثال الثالث :أن النبيِ صلى ال عليه وسلم لم يقع منه شك فيما أنزل إليه ،بل هو
أعلم الناس به ،وأقواهم يقينا كما قال ال تعالى فيِ نفس السورة ) :نقلل سيا أسيسها الننا ن
س إلن نكلننتلم إفيِ
سشيك إملن إديإنيِ سفل أسلعنبند انلإذيسن ستلعنبندوسن إملن ندوإن النلإه (ًا)يونس :من الية ً(104ا المعنى إن كنت فيِ
شك منه فأنا على يقين منه ،ولهذا ل أعبد الذين تعبدون من دون ال ،بل أكفر بهم وأعبد ال .
ول يلزم من قوله ) :سفإلن نكلنست إفيِ سشيك إمنما أسلنسزلسنا إسلليسك(ًا)يونس :من الية ً(94ا أن يكون الشك جائزا
على الرسول صلى ال عليه وسلم ،أو واقعا منه .أل ترى قوله تعالى ) :نقلل إإلن سكاسن إللنرلحسمإن سوسلبد
سفسأسنا أسنونل السعاإبإديسن(ًا )الزخرفً(81:ا هل يلزم منه أن يكون الولد جائزا على ال تعالى أو حاصل ؟ كل
،فهذا لم يكن حاصل ،ول جائزا على ال تعالى ،قال ال تعالى ) :سوسما سيلنسبإغيِ إللنرلحسمإن أسلن سينتإخسذ
سوسلدا(ًا )مريمً(92:ا )إإلن نكيل سملن إفيِ النسسماسواإت سوا ل سألر إ
ض إإنلا آإتيِ النرلحسمإن سعلبدا(ًا )مريمً(93:ا
ول يلزم من قوله تعالى ) :سفل ستنكوسننن إمسن النملمستإريسن(ًا)البقرة :من الية ً(147ا ) السحيق إملن سرذبسك سفل
ستنكوسننن إمسن النملمستإريسن(ًا )البقرةً(147:ا أن يكون المتراء واقعا من الرسول صلى ال عليه وسلم ،
لن النهيِ عن الشيِء قد يوجه إلى من لم يقع منه ،أل ترى قوله تعالى ) :سول سينصيد ن سك سعلن آسياإت
النلإه سبلعسد إإلذ أنلنإزسللت إإسلليسك سوالدنع إإسلى سرذبسك سول ستنكوسننن إمسن النملشإرإكيسن(ًا )القصصً(87:ا ومن المعلوم أنهم
لم يصدون النبيِ صلى ال عليه وسلم عن آيات ال ،وأن النبيِ صلى ال عليه وسلم لم يقع منه
شرك.والغرض من توجيه النهيِ إلى من ل يقع منه :التنديد بمن وقع منهم والتحذير من منهاجهم
،وبهذا يزول الشتباه ،وظن ما ل يليق بالرسول صلى ال عليه وسلم .
أحدهما :حقيقيِ وهو ما ل يمكن أن يعلمه البشر كحقائق صفات ال عز وجل ،فإننا وإن كنا نعلم
معانيِ هذه الصفات ،لكننا ل ندرك حقائقها ،وكيفيتها لقوله تعالى ) :سول نيإحينطوسن إبإه إعللما(ًا
)طـه :من الية ً(110ا وقوله تعالى ) :ل نتلدإرنكنه السألبسصانر سونهسو نيلدإرنك السألبسصاسر سونهسو النلإطينف السخإبينر(ًا
ش )النعامً(103:ا ولهذا لما سئل المام مالك رحمه ال تعالى عن قوله تعالى ) :النرلحسمنن سعسلى السعلر إ
السستسوى(ًا )طـهً(5:ا كيف استوى قال :الستواء غير مجهول ،والكيف غير معقول ،واليمان به
واجب ،والسؤال عنه بدعة ،وهذا النوع ل يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه .
النوع الثانيِ :نسبيِ وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض ،فيكون معلوما
للراسخين فيِ العلم دون غيرهم ،وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه ؛ لمكان الوصول إليه ،
س سونهدلىإذ ل يوجد فيِ القرآن شئ ل يتبين معناه لحد من الناس ،قال ال تعالى ) :سهسذا سبسيابن إللننا إ
سوسملوإعسظبة إللنمنتإقيسن(ًا )آل عمرانً(138:ا وقال ) :سوسننزلسنا سعسلليسك الإكستاسب إتلبسيانا إلنكذل سشليِلء(ًا)النحل :من
الية ً(89ا وقال ) :سفإإسذا سقسرلأسنانه سفانتإبلع نقلرآسننه(ًا )القيامةً(18:ا وقال ) :نثنم إإنن سعسلليسنا سبسياسننه(ًا )القيامةً(19:ا
س سقلد سجاسءنكلم نبلرسهابن إملن سرذبنكلم سوأسلنسز لسنا إإسللينكلم ننورا نمإبينا(ًا )النساءً(174:ا . وقال ) :سيا أسيسها الننا ن
ومنها قوله تعالى ) سوسملن سيلقنتلل نملؤإمنا نمستسعذمدا سفسجسزانؤنه سجسهننم سخاإلدا إفيسها سوسغإضسب النلنه سعسلليإه سوسلسعسننه سوأسسعند
سلنه سعسذابا سعإظيما(ًا )النساءً(93:ا حيث اشبته على الوعيدية ،ففهموا منه أن قابل المؤمن عمدا مخلد
فيِ النار ،وطردوا ذلك فيِ جميع أصحاب الكبائر ،واعرضوا عن اليات الدالة على أن كل ذنب
دون الشرك فهو تحت مشيئة ال تعالى .
ومنها قوله تعالى ) :أسسللم ستلعسللم أسنن النلسه سيلعسلنم سما إفيِ النسسماإء سوالسألر إ
ض إإنن سذإلسك إفيِ إكستالب إإنن سذإلسك سعسلى النلإه
سيإسيبر(ًا )الحجً(70:ا حيث اشتبه على الجبرية ،ففهموا منه أن العبد مجبور على عمله ،وادعوا أنه
ليس له إرادة ول قدرة عليه ،وأعرضوا عن اليات الدالة على أن للعبد إرادة وقدرة ،وأن فعل
العبد نوعان :اختياريِ ،وغير اختياريِ .
والراسخون فيِ العلم أصحاب العقول ،يعرفون كيف يخرجون هذه اليات المتشابهة إلى معنى
يتلءم مع اليات الخرى ،فيبقى القرآن كله محكما ل اشتباه فيه .
وقوله تعالى )سللو سكاسن إملن إعلنإد سغليإر النلإه سلسوسجندوا إفيإه الخإتلفا سكإثيرا(ًا)النساء :من الية ً(82ا .
وأما من فيِ قلبه زيغ ،فيتخذ من المتشابه سبيل إلى تحريف المحكم واتباع الهوى فيِ التشكيك فيِ
الخبار والستكبار عن الحكام ،ولهذا تجد كثيرا من المنحرفين فيِ العقائد والعمال ،يحتجون
على انحرافهم بهذه اليات المتشابهة .
ول يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبريِ ،لنه يلزم كون إحداهما كذبا ،وهو مستحيل
فيِ أخبار ال تعالى ،قال ال تعالى ) :سوسملن أسلصسدنق إمسن النلإه سحإديثا(ًا)النساء :من الية ً(87ا )سوسملن
ل(ًا)النساء :من الية ً(122ا (ًا ول يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما أسلصسدنق إمسن النلإه إقي ل
حكميِ ؛ لن الخيرة منهما ناسخة للولى قال ال تعالى )سما سنلنسسلخ إملن آسيلة أسلو ن لنإسسها سنلأإت إبسخليلر إملنسها
أسلو إملثإلسها(ًا)البقرة :من الية ً(106ا وإذا ثبت النسخ كان حكم الولى غير قائم ول معارض للخيرة .
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك ،فحاول الجمع بينهما ،فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف
،وتكل المر إلى عالمه .
وقد ذكر العلماء رحمهم ال أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض ،بينوا الجمع فيِ ذلك .ومن أجمع ما
رأيت فيِ هذا الموضوع كتاب " دفع إيهام الضطراب عن أيِ الكتاب " للشيخ محمد المين
الشنقيطيِ رحمه ال تعالى .
فمن أمثلة ذلك قوله تعالى فيِ القرآن ) :نهدلى إللنمنتإقيسن(ًا)البقرة :من الية ً(2ا وقوله فيه ) :سشلهنر
سرسمسضاسن انلإذيِ أنلنإزسل إفيإه ا لنقلرآنن نهدلى إللنناس(ًا)البقرة :من الية ً(185ا فجعل هداية القرآن فيِ الية
الولى خاصة بالمتقين ،وفيِ الثانية عامة للناس ،والجمع بينهما أن الهداية فيِ الولى هداية
التوفيق والنتفاع ،والهداية فيِ الثانية هداية التبيان والرشاد .
ونظير هاتين اليتين ،قوله تعالى فيِ الرسول صلى ال عليه وسلم ) :إنسك ل ستلهإديِ سملن أسلحسبلبست
سوسلإكنن النلسه سيلهإديِ سملن سيسشانء(ًا )القصصً(56:ا وقوله فيه ) سوإن سك سلستلهإديِ إسلى إصسرالط نملسستإقيلم(ًا)الشورى:
من الية ً(52ا فالولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى ) :سشإهسد النلنه أسننه ل إسلسه إنلا نهسو سوالسملإئسكنة سونأونلو الإعلإم(ًا )آل عمران :من
الية ً(18ا وقوله )سوسما إملن إسلله إنلا النله(ًا)آل عمران :من الية ً(62ا وقوله ):سفل ستلدنع سمسع النلإه إسلها
آسخسر سفستنكوسن إمسن ا لنمسعنذإبيسن(ًا )الشعراءً(213:ا وقوله ) :سفسما أسلغسنلت سعلننهلم آإلسهنتنهنم انلإتيِ سيلدنعوسن إملن ندوإن
النلإه إملن سشليِلء سلنما سجاسء أسلمنر سرذبسك سوسما سزاندونهلم سغليسر ستلتإبيلب(ًا)هود :من الية ً(101ا ففيِ اليتين
الوليين نفيِ اللوهية عما سوى ال تعالى وفيِ الخريين إثبات اللوهية لغيره .
والجمع بين ذلك أن اللوهية الخاصة بال عز وجل هيِ اللوهية الحق ،وأن المثبتة لغيره هيِ
اللوهية الباطلة ؛ لقوله تعالى ) :سذإلسك إبسأنن النلسه نهسو السحيق سوأسنن سما سيلدنعوسن إملن ندوإنإه نهسو السباإطنل سوأسنن
النلسه نهسو ا لسعإلييِ ا لسكإبينر(ًا )الحجً(62:ا .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى ) :نقلل إإنن النلسه ل سيلأنمنر إبالسفلحسشاإء(ًا)لعراف :من الية ً(28ا وقوله )سوإإسذا
أسسرلدسنا أسلن نلهإلسك سقلرسيلة أسسملرسنا نملتسرإفيسها سفسفسسنقوا إفيسها سفسحنق سعسلليسها السقلونل سفسدنملرسناسها ستلدإميرا(ًا )السراء ً(16:ا
ففيِ الية الولى نفيِ أن يأمر ال تعالى بالفحشاء ،وظاهر الثانية أن ال تعالى يأمر بما هو فسق
.والجمع بينهما أن المر فيِ الية الولى هو المر الشرعيِ ،وال تعالى ل يأمر شرعا بالفحشاء
لقوله تعالى ) :إإنن النلسه سيلأنمنر إبا لسعلدإل سوا ل إألحسساإن سوإإيستاإء إذيِ ا لنقلرسبى سوسيلنسهى سعإن ا لسفلحسشاإء سوا لنملنسكإر
سوا لسبلغإيِ سيإعنظنكلم سلسعنلنكلم ستسذنكنروسن(ًا )النحلً(90:ا والمر فيِ الية الثانية هو المر الكونيِ ،وال تعالى
يأمر كونا بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته قلوه تعالى ) :إإنسما أسلمنرنه إإسذا أسسراسد سشليئا أسلن سينقوسل سلنه نكلن
سفسينكونن(ًا )ييـسً(82:ا .
ومن رام زيادة أمثلة فليرجع إلى كتاب الشيخ الشنقيطيِ المشار إليه آنفا .
ول يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبريِ ،لنه يلزم كون إحداهما كذبا ،وهو مستحيل
فيِ أخبار ال تعالى ،قال ال تعالى ) :سوسملن أسلصسدنق إمسن النلإه سحإديثا(ًا)النساء :من الية ً(87ا )سوسملن
ل(ًا)النساء :من الية ً(122ا (ًا ول يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما أسلصسدنق إمسن النلإه إقي ل
حكميِ ؛ لن الخيرة منهما ناسخة للولى قال ال تعالى )سما سنلنسسلخ إملن آسيلة أسلو ن لنإسسها سنلأإت إبسخليلر إملنسها
أسلو إملثإلسها(ًا)البقرة :من الية ً(106ا وإذا ثبت النسخ كان حكم الولى غير قائم ول معارض للخيرة .
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك ،فحاول الجمع بينهما ،فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف
،وتكل المر إلى عالمه .
وقد ذكر العلماء رحمهم ال أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض ،بينوا الجمع فيِ ذلك .ومن أجمع ما
رأيت فيِ هذا الموضوع كتاب " دفع إيهام الضطراب عن أيِ الكتاب " للشيخ محمد المين
الشنقيطيِ رحمه ال تعالى .
فمن أمثلة ذلك قوله تعالى فيِ القرآن ) :نهدلى إل لنمنتإقيسن(ًا)البقرة :من الية ً(2ا وقوله فيه ) :سشلهنر
سرسمسضاسن انلإذيِ أنلنإزسل إفيإه النقلرآنن نهدلى إللنناس(ًا)البقرة :من الية ً(185ا فجعل هداية القرآن فيِ الية
الولى خاصة بالمتقين ،وفيِ الثانية عامة للناس ،والجمع بينهما أن الهداية فيِ الولى هداية
التوفيق والنتفاع ،والهداية فيِ الثانية هداية التبيان والرشاد .
ونظير هاتين اليتين ،قوله تعالى فيِ الرسول صلى ال عليه وسلم ) :إإن سك ل ستلهإديِ سملن أسلحسبلبست
سوسلإكنن النلسه سيلهإديِ سملن سيسشانء(ًا )القصصً(56:ا وقوله فيه ) سوإإنسك سلستلهإديِ إإسلى إصسرالط نملسستإقيلم(ًا)الشورى:
من الية ً(52ا فالولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى ) :سشإهسد النلنه أسننه ل إإسلسه إإنلا نهسو سوا لسملإئسكنة سونأونلو ا لإع لإم(ًا )آل عمران :من
الية ً(18ا وقوله )سوسما إملن إسلله إنلا النله(ًا)آل عمران :من الية ً(62ا وقوله ):سفل ستلدنع سمسع النلإه إسلها
آسخسر سفستنكوسن إمسن ا لنمسعنذإبيسن(ًا )الشعراءً(213:ا وقوله ) :سفسما أسلغسنلت سعلننهلم آإلسهنتنهنم انلإتيِ سيلدنعوسن إملن ندوإن
النلإه إملن سشليِلء سلنما سجاسء أسلمنر سرذبسك سوسما سزاندونهلم سغليسر ستلتإبيلب(ًا)هود :من الية ً(101ا ففيِ اليتين
الوليين نفيِ اللوهية عما سوى ال تعالى وفيِ الخريين إثبات اللوهية لغيره .
والجمع بين ذلك أن اللوهية الخاصة بال عز وجل هيِ اللوهية الحق ،وأن المثبتة لغيره هيِ
اللوهية الباطلة ؛ لقوله تعالى ) :سذإلسك إبسأنن النلسه نهسو ا لسحيق سوأسنن سما سيلدنعوسن إملن ندوإنإه نهسو ا ل سباإطنل سوأسنن
النلسه نهسو ا لسعإلييِ ا لسكإبينر(ًا )الحجً(62:ا .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى ) :نقلل إإنن النلسه ل سيلأنمنر إبا لسفلحسشاإء(ًا)لعراف :من الية ً(28ا وقوله )سوإإسذا
أسسرلدسنا أسلن نلهإلسك سقلرسيلة أسسملرسنا نملتسرإفيسها سفسفسسنقوا إفيسها سفسحنق سعسلليسها ا لسقلونل سفسدنملرسناسها ستلدإميرا(ًا )السراء ً(16:ا
ففيِ الية الولى نفيِ أن يأمر ال تعالى بالفحشاء ،وظاهر الثانية أن ال تعالى يأمر بما هو فسق
.والجمع بينهما أن المر فيِ الية الولى هو المر الشرعيِ ،وال تعالى ل يأمر شرعا بالفحشاء
لقوله تعالى ) :إنن النلسه سيلأنمنر إبالسعلدإل سوالإألحسساإن سوإإيستاإء إذيِ النقلرسبى سوسيلنسهى سعإن السفلحسشاإء سوالنملنسكإر
سوالسبلغإيِ سيإعنظنكلم سلسعنلنكلم ستسذنكنروسن(ًا )النحلً(90:ا والمر فيِ الية الثانية هو المر الكونيِ ،وال تعالى
يأمر كونا بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته قلوه تعالى ) :إنسما أسلمنرنه إسذا أسسراسد سشليئا أسلن سينقوسل سلنه نكلن
سفسينكونن(ًا )ييـسً(82:ا .
ومن رام زيادة أمثلة فليرجع إلى كتاب الشيخ الشنقيطيِ المشار إليه آنفا .
القسم
القسم الثانيِ :بفتح القاف والسين ،اليمين ،وهو :تأكيد الشيِء بذكر معظم بالواو ،أو إحدى
أخواتها ،وأدواته ثلث :
والباء – مثل قوله تعالى )ل أنلقإسنم إبسيلوإم الإقسياسمإة(ًا )القيامةً(1:ا ويجوز معها ذكر العامل كما فيِ هذا
صً(82:ا ويجوز المثال ،ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس ) :سقاسل سفإبإعنزإتسك سلنألغإوسيننهلم أسلجسمإعيسن(ًا ) ي
أن يليها اسم ظاهر كما مثلنا ،وأن يليها ضمير كما فيِ قولك :ال ربيِ وبه أحلف لينصرن
المؤمنين .
والتاء – مثل قوله تعالى ) :النلإه سلنتلسسأنلنن سعنما نكلننتلم ستلفستنروسن(ًا)النحل :من الية ً(56ا ويحذف معها
العامل وجوبا ،ول يليها إل اسم ال ،أو رب مثل :ترب الكعبة لحجن إن شاء ال .
والصل ذكر المقسم به ،وهو كثير كما فيِ المثل السابقة .وقد يحذف وحده مثل قولك :أحلف
عليك لتجتهدن .
وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى ) :نثنم سلنتلسسأنلنن سيلوسمإئلذ سعإن النإعيإم(ًا )التكاثرً(8:ا
والصل ذكر المقسم عليه ،وهو كثير مثل قوله تعالى :ن)لل سبسلى سوسرذبيِ سلنتلبسعنثن(ًا)التغابن :من الية
ً(7ا وقد يحذف جوازا مثل قوله تعالى ) :ق سوا لنقلرآإن ا لسمإجيإد(ًا )يقً(1:ا وتقديره ليهلكن .
وقد يحذف وجوبا إذا تقدمه ،أو اكتنفه ما يغنيِ عنه ،قاله ابن هشام فيِ المغنيِ ومثل له بنحو :
زيد قائم وال ،وزيد وال قائم .
والثانية :بيان أهمية المقسم عليه ،وإرادة توكيده ،ولذا ل يحسن القسم إل فيِ الحوال التالية :
القصص
القصص والقص لغة :تتبع الثر .
وفيِ الصطلح :الخبار عن قضية ذات مراحل ،يتبع بعضها بعضا .
أنفع القصص ،لقوله تعالى ) :سلسقلد سكاسن إفيِ سقسصإصإهلم إعلبسربة إلنأوإليِ ا ل سأ ل سباب(ًا)يوسف :من الية
ً(111ا .وذلك لقوة تأثيرها فيِ إصلح القلوب والعمال والخلق .
* -قسم عن النبياء والرسل ،وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين .
* -وقسم عن أفراد وطوائف ،جرى لهم ما فيه عبرة ،فنقلة ال تعالى عنهم ،كقصة مريم ،
ولقمان ،والذيِ مر على قرية وهيِ خاوية على عروشها ،وذيِ القرنين ،وقارون ،وأصحاب
الكهف ،وأصحاب الفيل ،وأصحاب الخدود وغير ذلك .
* -وقسم عن حوادث وأقوام فيِ عهد النبيِ صلى ال عليه وسلم ،كقصة غزوة بدر ،وأحد ،
والحزاب ،وبنيِ قريظة ،وبنيِ النضير ،وزيد بن حارثة ،وأبيِ لهب ،وغير ذلك .
-1بيان حكمة ال تعالى فيما تضمنته هذه القصص ؛ قوله تعالى ) :سوسلسقلد سجاسءنهلم إمسن ا ل سألنسباإء سما إفيإه
نملزسدسجبر(ًا )القمرً(4:ا )إحلكسمبة سباإلسغبة سفسما نتلغإن اليننذنر(ًا )القمرً(5:ا
-2بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين ؛ لقوله تعالى عن المكذبين ) :سوسما سظسللمسنانهلم سوسلإكلن سظسلنموا
أسلننفسسنهلم سفسما أسلغسنلت سعلننهلم آإلسهنتنهنم انلإتيِ سيلدنعوسن إملن ندوإن النلإه إملن سشليِلء سلنما سجاسء أسلمنر سرذبك(ًا)هود :من
الية ً(101ا
-3بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين ؛ لقوله تعالى ) :إإنلا آسل نلولط سننجليسنانهلم إبسسسحر نعمة من عندنا
كذلك نجزيِ من شكر ل(ًا )القمرً(34:ا
-4تسلية النبيِ صلى ال عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له ؛ لقوله تعالى ) :سوإإلن نيسكذذنبوسك
سفسقلد سكنذسب انلإذيسن إملن سقلبإلإهلم سجاسءلتنهلم نرنسنلنهلم إبالسبذيسناإت سوإباليزنبإر سوإبالإكستاإب النمإنيإر(ًا )فاطرً(25:ا )نثنم أسسخلذنت
انلإذيسن سكسفنروا سفسكليسف سكاسن سنإكيإر(ًا )فاطرً(26:ا .
-5ترغيب المؤمنين فيِ اليمان بالثبات عليه والزدياد منه ،إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين،
وانتصار من أمروا بالجهاد ،لقوله تعالى ) :سفالسستسجلبسنا سلنه سوسننجليسنانه إمسن ا لسغذم سوسكسذإلسك نلنإجيِ ا لنملؤإمإنيسن(ًا
)النبياءً(88:ا وقوله ) :سوسلسقلد أسلرسسلسنا إملن سقلبإلسك نرنس ل
ل إإسلى سقلوإمإهلم سفسجانءونهلم إبالسبذيسناإت سفالنستسقلمسنا إمسن انلإذيسن
أسلجسرنموا سوسكاسن سحيقا سعسلليسنا سنلصنر ا لنملؤإمإنيسن(ًا )الرومً(47:ا
-6تحذير الكافرين من الستمرار فيِ كفرهم ،لقوله تعالى ) :أسسفسللم سيإسينروا إفيِ السألر إ
ض سفسيلننظنروا
سكليسف سكاسن سعاإقسبنة انلإذيسن إملن سقلبإلإهلم سدنمسر النلنه سعسلليإهلم سوإللسكاإفإريسن أسلمسثانلسها(ًا )محمدً(10:ا .
-7إثبات رسالة النبيِ صلى ال عليه وسلم فإن أخبار المم السابقة ل يعلمها إل ال عز وجل ،
لقوله تعالى) :إتلسك إملن أسلنسباإء السغليإب ننوإحيسها إسلليسك سما نكلنست ستلعسلنمسها أسلنست سول سقلونمسك إملن سقلبإل سهسذا سفالصإبلر إنن
السعاإقسبسة إللنمنتإقيسن(ًا )هودً(49:ا وقوله) :أسسللم سيلأإتنكلم سنسبنأ انلإذيسن إملن سقلبإلنكلم سقلوإم ننولح سوسعالد سوسثنموسد سوانلإذيسن إملن
سبلعإدإهلم ل سيلعسلنمنهلم إنلا النلنه (ًا)إبراهيم :من الية ً(9ا .
تكرار القصص
من القصص القرآنية ما ل يأتيِ إل مرة واحدة ،مثل قصة لقمان ،وأصحاب الكهف ،ومنها ما
يأتيِ متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة ،وتقتضيه المصلحة ،ول يكون هذا المتكرر على وجه
واحد ،بل يختلف فيِ الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة فيِ موضع دون آخر
.
-1بيان أهمية تلك القصة لن تكرارها يدل على العناية بها .
-3مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها ،ولهذا تجد اليجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص فيِ
السور المكية والعكس فيما أتى فيِ السور المدنية .
-4بيان بلغة القرآن فيِ ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال
-5ظهور صدق القرآن ،وأنه من عند ال تعالى ،حيث تأتيِ هذه القصص متنوعة بدو تناقص .
السرائيليات
السرائيليات :الخبار المنقولة عن بنيِ إسرائيل من اليهود وهو الكثر ،أو من النصارى .وتنقسم هذه
الخبار إلى ثلثة أنواع :
مثاله :ما رواه البخاريِ وغيره عن ابن مسعود رضيِ ال عنه قال :جاء حبر من الحبار إلى رسول ال
صلى ال عليه وسلم فقال :يا محمد ،إنا نجد أن ال يجعل السماوات على إصبع ،وسائر الخلئق على إصبع
فيقول :أنا الملك ،فضحك النبيِ صلى ال عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ،ثم قرأ رسول
ال صلى ال عليه وسلم ) :سوسما سقسدنروا النلسه سحنق سقلدإرإه سوا ل سألر ن
ض سجإميعا سقلبسضنتنه سيلوسم ا لإقسياسمإة سوالنسسماسوانت سملطإونيابت
إبسيإميإنإه نسلبسحاسننه سوستسعاسلى سعنما نيلشإرنكوسن(ًا )الزمرً(67:ا )ً(1ا
اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ،جاء الولد أحول ؛ فنزلت ) :إنسسانؤنكلم سحلربث سلنكلم سفلأنتوا سحلرسثنكلم أسننى إشلئنتلم (ًا
)البقرة :من الية ً(223ا )ً(2ا
الثالث :ما لم يقره السلم ،ولم ينكره ،فيجب التوقف فيه ،لما رواه البخاريِ )ً(3ا عن أبيِ هريرة رضيِ ال
عنه قال :كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ،ويفسرونها بالعربية لهل السلم ،فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :ل تصدقوا أهل الكتاب ول تكذبوهم ،وقولوا ) :آسمننا إبانلإذيِ أنلنإزسل إسلليسنا سوأنلنإزسل إسللينكلم(ًا
)العنكبوت :من الية ً(46ا الية ،ولكن التحدث بهذا النوع جائز ،إذا لم يخش محذور ؛ لقول النبيِ صلى ال
عليه وسلم " :بلغوا عنيِ ولو آية ،وحدثوا عن بنيِ إسرائيل ول حرج ،ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده
م النار " رواه البخاريِ ). (4
وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذيِ فائدة فيِ الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه .
وأما سؤال أهل الكتاب عن شئ من أمور الدين ،فإنه حرام لما رواه المام أحمد عن جابر بن عبد ال رضيِ
ال عنهما قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ل تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ،
وقد ضلوا ،فإنكم إما أن تصدقوا بباطل ،أو تكذبوا بحق ،وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إل أن
يتبعنيِ " )ً(5ا.
) (1أخرجه البخاري ،كتب التفسير ،باب قوله ) :وما قدروا ا حق قدره ( حديث رقم ) ، (4811ومسلم ،كتاب صفات
المنافقين وأحكامهم ،باب صفة القيامة والجنة والنار .حديث رقم ). (2786
) (2أخرجه البخاري ،كتاب التفسير ،باب ) نأساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنأى شئتم ( حديث رقم ) ، (4528ومسلم ،كتاب
النكاح ،باب جواز جماعة امرأته في قبلها ،من قدامها أو من ورائها ،من غير تعرض للدبر .حديث رقم (. (1435
) (3أخرجه البخاري ،كتاب التفسير ،ببا ) : 11قولو آمنا بال وما أنأزل إلينا ( ،حديث رقم . 4485
) 4أخرجه البخاري ،كتاب أحاديث النأبياء ،باب : 50ما ذكر عن بني إسرائيل ،حديث رقم . 3461
اختلفت موافق العلماء ،ول سيما المفسرون من هذه السرائيليات على ثلثة أنحاء :
أ -فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها ،ورأيِ أنه بذكر أسانيدها خرج من عهدتها ،مثل ابن جرير
الطبريِ.
ب -ومنهم من أكثر منها ،وجردها من السانيد غالبا ،فكان حاطب ليل مثل البغويِ الذيِ قال شيخ السلم
ابن تيميه )ً(1ا عن تفسيره :إنه مختصر من الثعلبيِ ،لكنه خاصته عن الحاديث الموضوعية والراء
المبتدعة ،وقال عن الثعلبيِ :إنه حاطب ليل ينقل ما وجد فيِ كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع .
ج -ومنهم من ذكر كثيرا منها ،وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو النكار مثل ابن كثير .
د -ومنهم من بالغ فيِ ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رضا .
) (6أخرجه البخاري ،كتاب الشهادات ،باب ل يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها .حديث رقم ). (6929) ، (2685
وفيِ الصطلح :ما كنيِ به عن الظاهر اختصارا وقيل :ما دل على حضور ،أو غيبة ل من مادتهما.
الثانيِ :ما وضع للمخاطب مثل ) :إصسراسط انلإذيسن أسلنسعلمست سعسلليإهلم (ًا)الفاتحة :من الية ً(7ا .
وهذان ل يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلله الحضور عنه .والدال على الغائب ،ما وضع للغائب .ولبد له من
مرجع يعود عليه .
والصل فيِ المرجع أن يكون سابقا على الضمير لفظا ورتبه مطابقا له لفظا ومعنى مثل ) :سوسناسدى ننوبح سرنبنه (ًا
)هود :من الية ً(45ا .
وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل ) :العإدنلوا نهسو أسلقسرنب إللنتلقسوى (ًا)المائدة :من الية ً(8ا .
وقد يسبق رتبة ل لفظا مثل : وقد يسبق لفظا ل رتبة مثل ) :سوإإإذ البستسلى إلبسراإهيسم (ًا)البقرة :من الية ً(124ا
)حمل كتابه الطالب (ًا .
س إمنما ستسرسك إإلن سكاسن سلنه سوسلد(ًا)النساء :منوقد يكون مفهوما من السياق مثل ) :سوإلسأسبسوليإه إلنكذل سواإحلد إملننهسما اليسند ن
الية ً(11ا فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله ) :مما ترك (ًا .
وقد ل يطابق الضمير معنى مثل ) :ولقد خلقنا النسان من سلسلة من طين (ًا ثم جعلناه نطفة (ًافالضمير يعود
على النسان باعتبار اللفظ ،لن المجعول نطفة ليس النسان الول .
وإذا كان المرجع صالحا للمفرد والجمع جاز عود الضمير عليه بأحدهما مثل ) :سوسملن نيلؤإملن إبالنلإه سوسيلعسملل
سصاإلحا نيلدإخ لنه سجننالت ستلجإريِ إملن ستلحإتسها ا ل سألنسهانر سخاإلإديسن إفيسها أسسبدا سقلد أسلحسسسن النلنه سلنه إرلزقا(ًا)الطلق :من الية ً(11ا
والصل اتحاد مرجع الضمائر إذا تعددت مثل ) :سعنلسمنه سشإديند ا لنقسوى)ً(5ا نذو إمنرلة سفالسستسوى)ً(6ا وهو بالفق العليِ
)ً(7انثنم سدسنا سفستسدنلى)ً(8ا سفسكاسن سقاسب سقلوسسليإن أسلو سألدسنى)ً(9ا سفسألوسحى إسلى سعلبإدإه سما أسلوسحى)ً(10ا)لنجمً(10-7:ا فضمائر
الرفع فيِ هذه اليات تعود إلى شديد القوى وهو جبريل .
والصل عود الضمير على أقرب مذكور إل فيِ المتضايفين فيعود على المضاف ؛ لنه المتحدث عنه مثال أول
) :سوآستليسنا نموسسى ا لإكستاسب سوسجسع لسنانه نهدلى إلسبإنيِ إلسرائيل(ًا)السراء :من الية ً(2ا .
ومثال الثانيِ ) سوإلن ستنعيدوا إنلعسمست النلإه ل نتلحنصوسها (ًا)إبراهيم :من الية ً(34ا .
وقد يأتيِ على خلف الصل فيما سبق بدليل يدل عليه .
الظهار فيِ موقع الضمار
الصل أن يؤتى فيِ مكان الضمير بالضمير لنه أبين للمعنى وأخصب للفظ ،ولهذا ناب الضمير بقوله تعالى
) أعد ال لهم مغفرة وأجرا عظيما (ًا عن عشرين كلمة المذكورة قبله ،وربما يؤتى مكان الضمير بالسم
الظاهر وهو ما يسمى ) الظهار فيِ موضع الضمار (ًا .وله فوائد كثيرة ،تظهر بحسب السياق منها :
مثال ذلك قوله تعالى ) :سكاسن سعنديوا إلنلإه سوسملإئسكإتإه سونرنسإلإه سوإجلبإريسل سوإميسكاسل سفإإنن النلسه سعنديو إللسكاإفإريسن(ًا)البقرة :من
الية ً(98ا ولم يقل فإن ال عدو له ،فأد هذا الظهار :
الحكم بالكفر على من كان عدوا ل وملئكته ورسله وجبريل وميكائيل .
مثل آخر :قوله تعالى ) :سوانلإذيسن نيسمذسنكوسن إبالإكستاإب سوأسسقانموا النصلسة إإننا ل نإضينع أسلجسر النملصإلإحيسن(ًا )لعراف:
ً(170ا ولم يقل أنا ل نضيع أجرهم ،ثلثة أمور :
وقد يتعين الظهار ،كما لو تقدم الضمير مرجعان ،يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل :اللهم
أصلح المسلمين ولة أمورهم وبطانة ولة أمورهم ،إذ لو قيل :وبطانتهم ،لوهم أن يكون المراد بطانة
المسلمين .
ضمير الفصل
ضمير الفصل :حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل يقع بين المبتدأ والخبر إذا كان معرفتين
ويكون بضمير المتكلم كقوله تعالى ) :إ نإنيِ أسسنا النلنه ل إسلسه إنلا أسسنا (ًا)طـه :من الية ً(14ا وقوله )سوإننا سلسنلحنن
النصايفوسن(ًا )الصافاتً(165:ا وبضمير المخاطب كقوله تعالى ) :نكلنست أسلنست النرإقيسب سعسلليإهم(ًا)المائدة :من الية
ً(117ا وضمير الغائب كقوله تعالى :وأولئك هم المفلحون وله ثلثة فوائد :
الولى :التوكيد ،فإن قولك :زيد هو أخوك أوكد من قولك :زيد أخوك .
الثانية :الحصر ،وهو اختصاص ما قبله لما بعده ،فإن قولك المجتهد هو الناجح يفيد اختصاص المجتهد
بالنجاح .
ثالثا :الفصل :أيِ التمييز بين كونه ما بعده خبرا ،أو تابعا ،فإن قولك :زيد الفاضل يحتمل أن تكون الفاضل
صفة لزيد ،والخبر منتظر ،ويحتمل أن تكون الفاضل خبرا ،وإذا قلت :زيد هو الفاضل ،تعين أن تكون
الفاضل خبرا ،لوجود ضمير الفصل .
اللتفات
اللتفات :تحويل أسلوب الكلم من وجه إلى آخر ،وله صور منها :
اللتفات من الغيبة إلى الخطاب كقوله تعالى ) :السحلمند إلنلإه سرذب السعاسلإميسن*النرلحسمإن النرإحيإم*سماإلإك سيلوإم الذديإن* إنياسك
سنلعنبند سوإنياسك سنلسستإعينن(ًا فحول الكلم من الغيبة إلى الخطاب فيِ قوله :إياك .
اللتفات من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى ) :سحنتى إسذا نكلننتلم إفيِ ا لنف ل إك سوسجسرليسن إبإهلم (ًا)يونس :من الية ً(22ا
فحول الكلم من الخطاب إلى الغيبة بقوله وجرينا بهم .
اللتفات من الغيبة إلى التكلم ،كقوله تعالى )سوسلسقلد أسسخسذ النلنه إميسثاسق سبإنيِ إإلسرائيسل سوسبسعلثسنا إملننهنم الثسنليِ سعسشسر سنإقيبا(ًا
)المائدة :من الية ً(12ا فحول الكلم من الغيبة إلى التكلم فيِ قوله وعينا .
اللتفات من التكلم إلى الغيبة ،كقوله تعالى ) :إإننا أسلعسطليسناسك السكلوسثسر)ً(1اسفسصذل إلسرذبسك سوالنسحر)لً(2ا فحول الكلم من
التكلم إلى الغيبة بقوله :لربك .
حمله على التفكير فيِ المعنى ،لن تغيير وجه السلوب ،يؤديِ إلى التفكير فيِ السبب .
دفع السآمة والملل عنه ،لن بقاء السلوب على وجه واحد ،يؤديِ إلى الممل غالبا .
وهذه الفوائد عامة لللتفاتات فيِ جميع صوره أم الفوائد الخاصة فتتعين فيِ كل صورة ،حسب ما يقتضيه
المقام .
وال أعلم .وصليِ ال وسلم على بينا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين .تم ل الحمد رب العالمين .