You are on page 1of 2

‫قصيدة وطنى لو شغلت بالخلد عنه (فى حب مصر)‬

‫اذكرا لي الصبا‪ ،‬وأيام أنسي‬ ‫اختالف النهار والليل ينسي‬


‫صورت من تصورات ومس‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫الوة من شباب‬ ‫وصفا لي ُم‬
‫ً‬
‫حلوة ولذة خلس‬ ‫ً‬
‫سنة‬ ‫ومرت‬ ‫عصفت كالصبا اللعوب‬
‫حه الزمان المؤسي؟‬‫أو أسا جر َ‬ ‫وسال مص َر‪:‬هل سال القلب عنها‬ ‫َ‬
‫والعهد في الليالي تقسي‬ ‫كلما مرت الليالي عليه رق‬
‫أول الليل أو عوت بعد جرس‬ ‫ٌ‬
‫مستطار إذا البواخر رنت‬
‫كلما ثرن شاعهن بنقس‬ ‫راهب في الضلوع للسفن فطن‬
‫ً‬
‫مولعا بمنع وحبس؟‬ ‫ما له‬ ‫ٌ‬
‫بخيل‬ ‫يا ابنة اليم‪ ،‬ما أبوك‬
‫حالل للطير من كل جنس؟‬ ‫أحرام على بالبله الدوح‬

‫الشرح‬
‫يبدأ أمير الشعراء النص بحكمة صادقة مخاطبا ً صاحبيه على عادة القدماء فيقول لهما ‪ :‬إن‬
‫تعاقب األيام يُ ْنسِى اإلنسان األحداث الماضية و الذكريات الجميلة ‪ ،‬لذا أرجو منكما (صاحبيه)‬
‫أن تعيدا علي مسامعي ذكريات الصبا وأيام السعادة التي عشتها في مصر ‪.‬‬
‫و يطلب منهما أن يعيدا على مسامعه و صف هذه الفترة فترة الشباب الرائعة التي مازالت‬
‫بخياالتها و صورها ماثلة أمام عينيه ال تريد أن تفارق خياله ‪.‬‬
‫لقد مضت سريعة كأنها النسيم الرقيق العابر ‪ ،‬أو كأنها لحظة نوم قصيرة أو لذة خاطفة‬
‫مختلسة من الزمن ‪.‬‬
‫يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسأال مصر سؤاالً غرضه النفي‪ :‬هل نسيها قلبه‬
‫العاشق لها ؟! وهل يستطيع الزمان المعالج أن يداوي جراح قلبه التي سببها نفيه‬
‫بعيدا ً عن مصر ؟‬
‫و من المعروف أنه كلما مرت الليالي على اإلنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا و تنسيه‬
‫أحبابه ‪ ،‬إال أن تتابع األيام في الغربة يزيده شوقا ً و حبا ً وحنينا ً لمصر ‪.‬‬
‫و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و‬
‫يضطرب ‪ .‬يكاد أن يطير من بين جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن ‪.‬‬
‫و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ‪ ،‬ولكنه مدرك لحركات السفن التي‬
‫تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة التي ستصل به إلى الوطن الغالي‬
‫يخاطب شوقي السفينة مستدرا ً عطفها قائالً لها ‪ :‬إن أباك البحر مشهور عنه الكرم ‪ ،‬فَ ِل َم يبخل‬
‫على و يبقيني حبيسا ً في أسبانيا و يمنعني من العودة إلى الوطن ؟!‬
‫ّ‬
‫ثم يستنكر قسوة االستعمار الذي ي ِ ّحرم األوطان على أبنائها المخلصين و تباح للغرباء من‬
‫كل جنس ليستمتعوا بخيراته ‪ ،‬تماما ً كما يباح الدوح و الشجر لكل أنواع الطيور الغريبة ‪،‬‬
‫وي ِ ّحرم على بالبله التي تعيش فيه ‪.‬‬
‫تعريف الشاعر و هو احمد شوقى‬
‫هو أمير الشعراء أحمد شوقي ولد بالقاهرة في ‪ 16‬من أكتوبر سنة ‪1869‬م ‪ ،‬و ينحدر‬
‫من أصول أربعة‪ ،‬عربية‪ ،‬وتركية‪ ،‬ويونانية‪ ،‬وجركسية ‪ ..‬و درس في مدرسة الحقوق‬
‫‪ ،‬و بُعث إلى فرنسا لدراسة الحقوق و اآلداب ‪ ،‬و لما عاد صار شاعر الخديو و القصر‬
‫‪ -‬ولما قامت الحرب العالمية األولى سنة ‪1914‬م نفي إلى إسبانيا سنة ‪ 1915‬م لصلته‬
‫بالخديو عباس حلمي الثاني الذي عزله اإلنجليز ؛ لتأييده تركيا ضدهم ‪ ..‬و بعد الحرب عاد‬
‫أميرا‬
‫ً‬ ‫إلى مصر سنة ‪ 1920‬م‪ ،‬فاتصل بالشعب و صار لسان العروبة و اإلسالم وبويع‬
‫للشعر سنة ‪1927‬م ‪ .‬توفى سنة ‪1932‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬آثاره األدبية ‪ :‬له ديوان شعر ضخم جمعت فيه أعماله يسمى (الشوقيات) هذا باإلضافة‬
‫إلى مسرحياته الشعرية‪.‬‬

‫موضعات الجمال‬
‫النهار والليل‪:‬تضاد يقوى المعنى ويوضحه‬
‫وسال مص َر‪:‬هل سال القلب عنها‪ :‬صور الشاعر الوطن انسان يوسءل‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫مستطار إذا البواخر رنت‪:‬صور الشاعر قلبة بطاءر يطير متجها الى‬
‫الحنين الذى فى وطنه‪.‬‬

You might also like