You are on page 1of 2

‫أندريه الالند‬

‫‪2‬‬

‫أندريه الالند‬

‫أندريه الالند ‪( André Lalande‬ع‪ 19 .‬يوليو ‪ 17 - 1867‬نوفمبر ‪ )1963‬فيلسوف فرنسي‪.‬‬


‫ولد أندريه الالند في ديجون‪ ،‬ودرس في عدة مدارس ريفية‪ ،‬إلى أن انتقل إلى مدرسة هنري الرابع‪ ،‬فدار المعلمين‬
‫العليا ما بين ‪ 1883‬و‪ .1888‬نال شهادة التبريز في الفلسفة عام ‪ ،1888‬وشهادة الدكتوراه في اآلداب عام ‪ .1899‬وفي‬
‫سنة ‪ 1909‬صار أستاذاً مساعدا ً في الفلسفة (السوربون)‪ ،‬وأستاذ كرسي عام ‪ ،1918‬ثم أستاذ زائر سنة ‪.1937‬‬
‫يعد أندريه الالند في أعماله الفلسفية أبرز ممثل للعقالنية الكانطية في ظل الجمهورية الثالثة‪ ،‬في فرنسا ومن موضوعاته‬
‫الرئيسة التي عالجها‪ :‬النوايا أو المقاصد الحرية‪ ،‬الحقيقة‪ ،‬ماهية العقل‪ ،‬في وجهية المكون والمتكون‪ ،‬قانون الطبيعة‬
‫وتمثله‪ ،‬أخالق العقل‪ ،‬االستيعاب واالجتماعيات والجماليات‪ .‬والحال‪ ،‬فما هي قصة الالند مع هذا المعجم الموسوعي؟‬

‫غالف معجم تقنيات ونقد الفلسفة‪.‬‬

‫لقد عاش أندريه الالند فيلسوفاً‪ ،‬مع الفالسفة وطالبها‪ ،‬وألجل الفلسفة‪ ،‬فهي عنده مفتاح كل علم‪ ،‬فمن ال يسأل ويتسائل‬
‫ويندهش‪ ،‬ماذا يمكنه أن يعرف وأن يعلم؟ وحين ظن الكثيرون أن الفلسفة قد هرمت وشاخت‪ ،‬وأن أوالدها‪ ،‬العلوم‬
‫والتقنيات‪ ،‬شارفوا على االنتهاء من أكلها‪ ،‬وقف الالند في مطلع القرن‪ ،‬تحديداً عام ‪ ،1901‬مؤسسا ً جمعية فرنسية‪،‬‬
‫تنهض بالفلسفة إلى العصر‪ ،‬فاستغرق عمله مع أعضاء الجمعية ومراسليها نحو ربع قرن‪ ،‬وكانت في أثناء ذلك‪ ،‬تصدرا ً‬
‫أجزاء المعجم تباعا ً في كراريس فلسفية‪ ،‬تجريبية‪ ،‬يمتحنها الفيلسوف والقارئ والدارس الناقد في آن‪.‬‬
‫وال بد لنا هنا من التعريف بهذا المعجم الموسوعي الذي تفوق مواده األلفي مادة‪ ،‬المرتبة بالفرنسية‪ ،‬ثم باليونانية والالتينية‬
‫(عند توافر المصطلح)‪ ،‬ثم باأللمانية واإلنكليزية واإليطالية‪ ،‬على اختالف المعاني واالستعماالت‪ .‬ثم أخيراً بالعربية‪ .‬هذا‬
‫في مستوى ترويسة المصطلح‪ .‬أما في مستوى متن المصطلح وهوامشه‪ ،‬ومستوى التعليقات عليه‪ ،‬والتذييالت في آخر‬
‫المعجم (فضالً عن تعريب النصوص الالتينية واليونانية‪ ،‬عن الفرنسية‪ ،‬كما هي في الالند أصالً)‪ ،‬فهو مبني أساسا ً على‬
‫الفرنسية وفلسفتها‪ ،‬مستفيد باالقتباس‪ ،‬من شواهد وأمثلة‪ ،‬بنصوص ألمانية وإنكليزية‪( ،‬أثبتناها في مواضعها وعربناها‪،‬‬
‫باستثناء عناوين الكتب غير المتوافرة بالعربية)‪ ،‬وكذلك بنصوص يونانية والتينية‪ ،‬يجد القارئ العربي تعريبها في آخر‬
‫المعجم‪ ،‬حيث هناك إحاالت إلى الصفحة والسطر‪ ،‬في كل مادة معنية‪.‬‬
‫هذا على صعيد بناء المعجم‪ ،‬أما على صعيد مضمونه‪ ،‬فسوف يكتشف القارئ العربي مدى دقة العقول العلمية وتفانيها في‬
‫استخراج الحقيقة من مصادرها‪ ،‬مما يؤشر‪ ،‬مجددا ً على أن الفلسفة هي من نتاج العقول الصابرة حتى آخر رمق‪ ،‬وأن‬
‫الذين ينفد صيرهم إنما يحرمون أنفسهم من حكمة العقل وفلسفته وعلومه وتقنياته‪ ،‬من هنا تبدأ‪ ،‬إذاً مأثرة هذا العمل الجليل‬
‫في مؤاده ومحتواه‪ .‬وثمالة أن ما فيه من تعريفات وأمثلة وشواهد‪ ،‬كانت موضع نقاش وسجال واحتجاج‪ ،‬تمادى بها‬
‫الزمان‪ ،‬وقد استعرض عمر فالسفة من عدة أجيال‪ .‬إال أنهم فالسفة مستنيرون‪ ،‬مصممون على العمل معا ً بمنهجية‬
‫ومثابرة‪ ،‬إلى أن نجح هذا المشروع الفريد الذي كرس له أندريه الالند وصحبه معظم حياتهم‪ ،‬إلى ذلك بذل الفالسفة جهوداً‬
‫قصوى حتى تمكنوا من تقديم تحليل جليل للغة الفلسفة‪ ،‬ال سيما في المالحظ والتعليقات المصاحبة للمنون‪ .‬والجديد في هذا‬
‫العمل هو البرهان‪ ،‬بالملموس‪ ،‬على أن التحليل العلمي للغة‪ ،‬وال سيما لغة الفلسفة‪ ،‬هو من صميم الصنعة الفلسفية‪ ،‬وبذلك‬
‫توافر للباحث المتفلسف نموذج جديد من عمل مرموق‪ ،‬يستفاد منه في كل حقل‪ ،‬حيث يعبر عن العلم بلغة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن‬
‫السجال الدائر حول كل لفظ وممايزاته وتعارض معانيه‪ ،‬يحيلنا إلى تمايزات المذاهب الفلسفية ومسائلها واختباراتها‪ .‬وهذا‬
‫السجال يقدم لنا‪ ،‬بدوره أول فحص عيادي‪ ،‬عياني للفكر الفلسفي‪.‬‬
‫إن وظيفة هذا المعجم الموسوعي في الفلسفة‪ ،‬تتحدد بحاجة الدارسين إليه‪ ،‬وبقدرة الفالسفة على إحيائه جيالً بعد جيل‪،‬‬
‫شيمة أي عمل ال يستمر إال بالعمل عليه‪ ،‬أي باإلضافة والتصويب والتحديث مع كل طبعة‪.‬‬
‫إن هذا المعجم يخاطب الطالب الجامعيين‪ ،‬خصوصا ً بتحليله اللغة الفلسفية الذي يشكل جانبه الثابت‪ ،‬كما يخاطب الدارسين‬
‫والباحثين في الفلسفة وعلومها‪ ،‬من خالل الجانب المتحول أو المتطور‪ ،‬جانب النقد والتعليق والمقارنة والمقابسة‪.‬‬
‫يبقى أن نشير إلى أن الهدف الرئيس من وضع هذا المعجم الموسوعي‪ ،‬المقرر في جلسة الجمعية الفلسفية الفرنسية‪ ،‬يوم‬
‫‪ ،1901/5/23‬كان التوفيق بين الفالسفة ‪-‬قدر اإلمكان‪ -‬بخصوص ما يعنون بالكلمات‪ ،‬ال سيما كلمات الفالسفة‬
‫المحترفين‪.‬‬
‫كما ويهدف للكشف عن الوجود الطبيعي للمطابقات القائمة‪ ،‬بانتظام‪ ،‬بين الكلمات واألشياء‪ ،‬وبما أن لكل كلمة عدة معان‬
‫واستعماالت‪ ،‬فإنها مع ذلك تملك دوماً‪ ،‬على األقل‪ ،‬معنى مركزياً‪ ،‬نوعياً‪ ،‬ال تكون المعاني األخرى سوى وجه من وجوه‬
‫تطبيقه‪ ،‬تملك معنى مميزاً‪ ،‬يتعين على النقد الفلسفي اكتشافه‪.‬‬

‫ويقدم "أندريه الالند" تعريفا ً لإلبستمولوجيا يرى فيه أن هذه الكلمة تعني فلسفة العلوم‪ ،‬والتي تعني في أساسها دراسة نقدية‬
‫لمبادئ العلوم وفروضها ونتائجها بغية تحديد أيها المنطقي (ال النفساني) وقيمتها ومداها الموضوعي‪.‬‬

You might also like