You are on page 1of 13

‫االستفادة من مياه الصرف الزراعي‬

‫(مشروع المعالجة البيولوجية ببحيرة المنزلة)‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫قامت وزارة الدولة لشئون البيئة بتنفيذ مشروع المعالجة البيولوجية في بحيرة المنزلة بتمويل من مرفق البيئة العالمي‪،‬‬
‫يعالج المشروع ‪25‬الف متر مكعب من مياه مصرف بحر البقر يوميًا قبل صرفها إلى بحيرة المنزلة‪ ،‬وتستخدم المياه‬
‫المعالجة في زراعة األسماك التي يمكن من خاللها تنمية الثروة السمكية بالمنطقة‪ ،‬وأيًضا يستخدم جزء من المياه في‬
‫ري األراضي القريبة من موقع المشروع‪.‬‬

‫اقتباس!!‬
‫في السنوات العشرون األخيرة زاد معدل التلوث بدرجة كبيرة جدا وفى المدن الصناعية الكبرى بالذات يوجد العديد‬
‫من األنهار والبحيرات أصبحت بمعزل عن الحياة بسبب التلوث وواحدة من تلك البحيرات هي بحيرة المنزلة والتي‬
‫تعتبر من أكثر بحيراتنا تلوثا‪ ،‬عندما نتحدث عن مصادر تلوثيها فأننا نعنى هنا باألخص واحدا من أخطر وأكثر‬
‫المصارف تلويثا‪ ،‬وهو مصرف بحر البقر حيث يلقى يوميا حوالى‪ 2‬مليون م‪ 3‬من الصرف الصحى والصناعى‬
‫والزراعى‪.‬‬

‫د‪ .‬حسين الشافعي‬


‫‪1‬‬
‫تفاصيل المشروع‬

‫تم تنفيذ المشروع بالتنسيق مع وزارة البيئة‪ ،‬وبمشاركة برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ومحافظة‬
‫بورسعيد‪ ،‬على مساحة ‪50‬فدان‪ ،‬لمعالجة مشكلة مياه الصرف الملوثة التي تصب فى بحيرة المنزلة عن‬
‫طريق مصرف بحر البقر‪ ،‬حيث تقوم المحطة بمعالجة ‪25‬ألف متر مكعب من مياه الصرف يوميا‬
‫باستخدام نظام المعالجة البيولوجية كوسيلة طبيعية ومنخفضة التكاليف لمعالجة مياه الصرف‪.‬‬

‫المشروع يعتمد على نظام بسيط يبدأ بضخ المياه من مصرف بحر البقر إلى أحواض ضخمة يسمح‬
‫فيها بترسيب المواد العالقة‪ ،‬وبعدها تمر المياه فى مجموعه من خاليا المعالجة السطحية والمزروع بها‬
‫نبات البوص حيث يتم إزالة ‪75%‬على األقل من الملوثات‪ ،‬ثم يتم توجيه جزء من المياه المعالجة إلى‬
‫المزارع السمكية والباقى يستخدم فى الزراعة أو يتم إعادته إلى المصرف مرة أخرى‪.‬‬

‫تصل تكلفة هذه التكنولوجيا إلى ‪10%‬من تكلفة وسائل المعالجة التقليدية‪ ،‬خاصة أن األرض تتوفر‬
‫بسعر مناسب مما يجعلها وسيلة مناسبة لمعالجة تلوث المياه وفى نفس الوقت تعتبر تكنولوجيا صديقة‬
‫للبيئة حيث ال يستعمل فيها أى كيماويات وصيانتها بسيطة بالمقارنة بالتكنولوجيات األخرى‪.‬‬

‫ولفتت التقارير إلى أنه تم تسليم المحطة إلى المركز القومى لبحوث المياه لالستمرار فى تشغيل‬
‫المشروع وتحويله إلى محطة للبحوث المائية خاصة فى مجال معالجة مياه الصرف كمصدر غير‬
‫تقليدى للمياه وإعادة استخدامها فى مختلف المجاالت‪.‬‬

‫المحطة تتكون من منظومة معالجة بيولوجية باألراضى الرطبة المشيدة على مساحة ‪50‬فدان لتنقية‬
‫‪25‬الف متر مكعب يوميا من مياه مصرف بحر البقر شديدة التلوث‪ ،‬وتتلخص التقنية فى إمرار المياه‬
‫الملوثة بأحواض ترسيب تليها خاليا نباتية تقوم فيها النباتات المائية (كالبوص وذيل القط) وما تحمله‬
‫من بكتيريا نافعة بامتصاص وهضم الملوثات بأنواعها وتنقية المياه للحدود المسموحة بها قانونا‪،‬‬
‫وأسلوب المعالجة هذا منخفض التكاليف لإلنشاء والتشغيل والصيانة وعالى الكفاءة مقارنة بكل طرق‬
‫المعالجة التقليدية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الكائنات الدقيقة‪:‬‬

‫تلعب الكائنببات الحيببة الدقيقبة دورا فببي تحببوالت المييبباا والكبروبل والفسببفور والنتببرات فبكتروبا المييبباا تنببت ببا‬
‫الميياا في الظروف الهوائية والالهوائية وبكتروبا البتعفن تنبت انمو يبا التبي تتإ سبد لب تبرات والتبي تشبكل مبا‬
‫وعببرف باراببرار المبباه وتظهببر عل ب ضببكل نبقببة راببراه مببن انعشبباي عل ب سببات رزا ببات الميبباه والبحيببرات‬
‫وضوانئ البحار‪ ,‬وأ ير ما تكبوا فبي الميباه الرا بدة وتسبب فبي عاقبة تسبري انو سبجين لب المباه و ب ا وبادة‬
‫انعشاي الخاراه ل مرض رقة العيوا لدى اننفال‪.‬‬

‫ونحن األن بصدد تقديم تصور مقترح للمعالجة البيولوجية لهذا المصرف‪ ،‬وطالما طرحت عبارة المعالجةة البيولوجيةة‬
‫فسوف نفكر مباشرة فى الكائنات الحية الدقيقة وما لها من دور حيوى وفعال في القضاء على التلوث‪.‬‬

‫أهمية الكائنات الدقيقة‪:‬‬

‫تعتبر الكائنات الدقيقة عديمة النواة والتي وجدت منذ حوالي ‪2,7‬مليار سنه في أول بداية الخليقة وتتواجد هذه الكائنةات‬
‫فى كل بقاع األرض والجزء األكبر منهذه الكائنات تم عزلها بدون سبب علمى على أنها بكتيريا ذات صفات وخواص‬
‫مختلفة‪ .‬منهةا البكتيريةا الناجةة مةن عيةون البةراكين وتتحمةل درجةات حةرارة تصةل الةى أكثةر مةن ‪100‬مئويةة كمةا انهةا‬
‫تتواجد فى مناطق جليدية تصل بها درجة الحرارة الى – ‪60‬درجةة تحةت الصةفر‪ ،‬وهةذه الصةفات التةي تتميةز بهةا هةذه‬
‫الكائنات هى التى تساعد على انتشار البكتريا هذا االنتشار الكبير‪ ،‬باإلضافة الى مميزات أخرى منهةا حجمهةا الصةغير‬
‫جدا وسرعة تكاثرها وميكانيكية التبادل الوراثى العالى على مستوى الحمض النووى ‪ .DNA‬وعن طريق البالسميدى‬
‫والتراسبوسون وايضا على مستوىة الكروموسومات‪.‬‬
‫ويجب فهم كيقية حياة هةذه الكائنةات لفهةم الجةزء األكبةر مةن دورهةا فةي الطبيعةة فالكائنةات الدقيقةة (بكتيريةا وطحالةب‬
‫وفطريات) يكون اساس عملها هو التحكم والسيطرة بين كائنين مختلفين والبيئة التي يعيشون فيها‪ .‬والجزء األكبةر مةن‬
‫الخةةواص الطبيعيةةة والكيميائيةةة للبيئةةة مثةةل (تركيةةز األكسةةجين‪ -‬األس ال هيةةدروجينى‪ -PH‬قةةوة التأكسةةد بةةين األنةةواع‪-‬‬
‫وتحول ا لطاقة والتحلل‪ ....‬والعديد من اتغيرات الكيميائية التى تحدث فى البيئة)‪.‬‬
‫والهدف من ذلك هو فهم أهمية دور هذه الكائنات في التحكم والسيطرة الذي تقوم به في البيئة من أحداث‬
‫توازن فى البيئة لتقليل التلوث الناتج من بعض المواد وبعض الكائنةات األخةرى‪ .‬حيةث تعمةل علةى احةداث تةوازن بةين‬
‫المواد وبعضها والبيئة مثل البيئة المبيدات‪.‬‬

‫معالجة التلوث بالمعادا اليقيلة‪:‬‬

‫تبادل الااقة بين الكائنات الدقيقة والمعادا اليقيلة‪:‬‬

‫ان الكائنات الدقيقة منذ ظهورها علةى سةطح األرض وهةي لهةا القةدرة علةى الحيةاة مةع تركيةزات مرتفعةة مةن المعةادن‬
‫المنتشةةرة فةةي الطبيعةةة والتةةي تعةةرف بالمعةةادن األساسةةية مثةةل الحديةةد والمنجنيةةز والكالسةةيوم والبوتاسةةيوم وغيرهةةا‪...‬‬
‫وليست كل المعادن تكون اساسية اوضرورية ألن البعض منهةا يكةون سةام بدرجةة كبيةرة جةدا ولةه تةأتير عكسةى علةى‬
‫العناصر األسياسية ودرجة أستفادة الجسم منها ( الزئبق‪ -‬الرصاص – الكادميوم –الفضة‪ ,)...‬وقبل ان ينتشر اسةتخدام‬
‫هةذه العناصةةر فةةى الصةناعة كانةةت موجةةودة بنسةب قليلةةة مترسةةبة ‪ ,‬ولكةن اليةةوم بعةةد التطةور الصةةناعى الحةةادث وكثةةرة‬
‫استخدام هذه المواد وبالتالى زاد تركيزها فى البيئة وزاد معه اضرارها على األنسان والحيةوان ‪ ,‬ومازالةت النسةبة فةى‬
‫تزايد لبعض هذه المواد السامة فى البيئة ‪.‬وبعض هةذه المةواد ال تتحلةل مةع الةزمن بةل وتتحةول الةى مةواد اشةد خطةورة‬
‫وأكثر فتكا باليئة من المادة األم مثل مبيدات ال‪DDT‬التى تتحول مع الزمن الى مشتقات ‪ DDE&DDD,‬والتى تبقةى‬
‫فى التربة لمدة سنوات قد تتجاوز الستون عاما ‪ .‬وما زال يتم أكتشاف خواص جديدة كل يوم لهذه المركبات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تبادل المنفعة بين الكائنات الدقيقة والمعادا اليقيلة‪:‬‬

‫بعض المعادن مثل الزنك والمولبيةديوم والماغنيسةيوم والحديةد تكةون فةي غايةة األهميةة بالنسةبة للتلةوث ألن لكةل مةنهم‬
‫وظيفة داخل الخلية فعلى سبيل المثال المنجنيز الثنائى ‪ Mg2+‬يعتبر من أكثةر المعةادن انتشةارا فةى سةيتوبالزم الخليةة‬
‫البكتيرية وله وظيفة ثانية بالنسبة لليبوسومات‪.‬‬
‫ايضا يقوم بدور حيوى ومهم كحاجز اصم فى الغشاء الخلوى للخلية لمنةع دخةول ايةة كاتيونةات أخةرى‪ .‬ويعمةل كةذلك‬
‫على تنشيط انزيمات كثيرة مثل انزيم السفودوليز‪ ،‬والفسفو ترتسفيرازى) وكةذلك هةو عنصةر مهةم فةى بعةض الخمةائر‬
‫الهامة بالنسبة لألنقسام الخلوى‪.‬‬
‫ويعتبر كال من المولب يديوم‪ Mo‬والكوبلت ‪ Co‬عنصرا اساسية بالنسبة لعملية التحول لمجاميع البكتيريا المتخصصة‬
‫على سبيل المثال‪ Mo2+‬عنصر اساسى لتثبيةت النيتةروجين (ألزوت)‪ ..‬فةي حةين ان الكالسةيوم ضةرورى فةى عمليةة‬
‫انتاج الميثان البكتيري وكذلك الحديد يعتبر هام ضروري ألكسدة الكبريت الةى امةالح كبريتةات الحديةدوز والحديةديك‪.‬‬
‫وهناك حاالت اخرى تربط المعادن بالكائنات الدقيقة كما في (الثيوباسيالس فيةرو اكسةيديز)‪ .‬وهنةاك اخةتالف كبيةر مةا‬
‫بين ما تقوم به‬
‫البكتيريا الهوائية والال هوائية‪.‬‬

‫التبادل الدفاع ‪:‬‬

‫المعةةادن السةةامة مثةةل الزئبةةق – الرصةةاص‪ -‬الكةةادميوم‪ -‬النيكةةل ‪ ...‬تعتبةةر مصةةادر سةةامة جةةدا بالنسةةبة لةةبعض الكائنةةات‬
‫الدقيقة‪ ،‬ومعادن أخرى مثل (الزنك‪ -‬النحاس‪ -‬المولبينيوم) تعتبر معادن أساسية لبعض انواع من هةذه الكائنةات وسةامة‬
‫ألنواع أخرى‪.‬‬

‫مقاومة التسسم‪:‬‬

‫ولمقاومة التسمم تقوم هذه الكائنات بتطوير نفسةها وعمةل بعةض العوامةل الميكانيكيةة للحةد مةن سةمية هةذه المةواد مثةل‬
‫القيام بعملية التحويل للمادة السامة لحعلها في صورة غير سامة‪ ،‬وذلك بالقيام بأكسدة هذه المواد وتحويلها من الصورة‬
‫األيونية السامة ‪ M2+‬وتحويلها الى مادة أخرى أقل ضررا بعةل التفةاعالت الكيميائيةة والمةواد الةت تنتجهةا‪ ،‬أو بإنتةاج‬
‫نوع معين من األنزيمات المتخصصة للحد من ضرروسمية هذه المواد‪.‬‬

‫هذا باالضافة الى ان خاليا البكتيريا تكون محاطة بغشاء يمنع نفاذ المواد الغريبة الضارة فةى حةين يسةمح بنفةاذ المةواد‬
‫الضرورية لحياة الخلية‪ ،‬ولكن هذه المواد السامة تدخل جسم الخلية فى صورة غير متعةارف عليهةا وتترسةب وتتةراكم‬
‫بةداخلها‪ ،‬ويمكةةن ان تترسةةب هةةذه المةةواد داخةل الخليةةة فةةى صةةورة متعةةارف عليهةا بعةةد ان تسةةتطيع النفةةاذ مةةن األغشةةية‬
‫الخارجية إذا تواجدت بتركيزات مرتفعة فى البيئة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫معالجة التلوث بالمبيدات‪:‬‬

‫التبادل بين المبيدات العاووة والكائنات الحية الدقيقة‬

‫‪5‬‬
‫من أكثر المبيدات المعروفة لمقاومة األلفات والحشرات والتي يبلغ عددها‪ 209‬مبيد‪ ،‬حوالي الثلةث منهةا شةديد الضةرر‬
‫بالبيئة مثل ‪ ،DDT‬ومشتقاته – التكوسفين‪ -‬مركبات الكلور العضوية – مركبات الفوسفور العضوية‪.‬‬
‫حيث ان كل هذه المبيدات العضوية الحشرية عادة تتكون من مركبات كيميائية باالضافة للعناصر الثقيلةة مثةل الزئبةق‬
‫الزربيخ والرصاص مما يكون لها من أثار ضارة بالنسبة للكائنات الحية وفى نفس الوقت األنسان‪.‬‬
‫ولكن تم استخدامها لمقاومة أمراض ضارة باالنسان والحيوان‪.‬‬
‫ولو نظرنا للمبيدات العضوية الحشرية نجد انها أكثر سمية بالنسبة للحشرات او فى نفةس الوقةت تكةون سةامة لكائنةات‬
‫أخةةرى‪ .‬وهةةذه المركبةةات الكيميائيةةة يمكةةن أن تضةةر مجموع ةة كبيةةرة مةةن االكائنةةات النافعةةة والضةةارة كةةل علةةى حسةةب‬
‫مقاومته‪.‬‬
‫من كل هذه العوامل تأتى أهمية الفزع والقلق من المبيدات وتأتيرها على الكائنات الدقيقة النافعة الموجةودة فةي البيئةة‪،‬‬
‫والتةي تعمةةل علةى أحةد اث التةوازن البيئةةى وتبةادل الطاقةةة بينهةا وبةةين كائنةات اخةةرى لتكتمةل السلسةةلة الغذائيةة ألن هةةذه‬
‫الكائنات الدقيقة هى اساس وقاعدة السلسلة‪.‬‬
‫وتستخدم هذه المركبات فى التربة او فةى البيئةات المائيةة فةى شةكل رزاز أو اى صةورة صةلبة بةودرة أو بةالر علةى‬
‫األسطح ومن المعروف أن هذه المركبات بعضها اليذوب فى الماء وغير قابلة للتحلل مما يعنى تراكمها وتواجدها فةى‬
‫التربة والمياه لسنوات طويلة‪ ،‬باإلضافة الى انهةا مركبةات محبةة للةدهون فتترسةب فةي األسةماك الدهنيةة مثةل الحنشةان‬
‫والقراميط بدرجة كبيرة‪ .‬مركبات الكلور الفينولية )‪( (PCBs‬بى سى بى اس) مركبات خطيةرة علةى البيئةة واالنسةان‪،‬‬
‫وهذه الخطورة ترجع الى انها محبة للدهون ومقاومةة للتحلةل ممةا يسةمح لهةا بةالتراكم داخةل االنسةجة الدهنيةة للكائنةات‬
‫الحية‪ ،‬ومن بينها االنسان‪.‬‬

‫ترا م المبيدات العاووة ف الكائنات الحية‪:‬‬

‫يعتمد تراكم المبيدات فى الكائنات الحية على حسب صورتها الموجودة في البيئة‪ .‬وتختلف نسبة التراكم داخل الكائنات‬
‫على حسب نوع الكائن‪ ،‬ولم يعرف السبب حتةى اليةوم فةى ذلةك فمةثال بعةض الكائنةات يتةراكم فيهةا المبيةد عنةدما يكةون‬
‫موجود بتركيزات عالية‪ ،‬وبعض الطحالب بعد ابعة ساعات من التحضةين يتةراكم بةداخلها حةوالي مةن ‪ %83 -60‬مةن‬
‫مةةادة ‪ ,DDT‬و‪%75‬مةةن مةةادة الديالةةدرين‪ ،‬وانةةواع اخةةرى مةةن البكتيريةةا يتةةراكم فيهةةا ‪ %100‬مةةن ‪ ,DDT‬و‪ %90‬مةةن‬
‫اليالدرين كذلك الخمائر تتراكم فيه هذه المبيدات العضوية بنسبة عالية تتراوح من‪%97-94‬من ‪.DDT‬‬

‫مكا يكية الترا م دارل الكائن الحي‪:‬‬

‫تراكم المبيدات العضوية داخل الكائن الحي يتم بسرعة كبير جدا تصل فى بعةض األحيةان الةى عةدة دقةائق يةتم التةراكم‬
‫بأعلى تركيز ويختلف من كائن الى أخر‪ ..‬فالبكتيريا ها هنا مهارة غير عادية في تراكم المبيدات بداخله وبسرعة علةى‬
‫سبيل المثال (باسيالس اورو با تر او سيجنيز) يلزمهم فقط ‪ 30‬ثانية لتتراكم فيهم ‪ 90-80‬من ال‪ DDT‬في حين ان‬
‫بعض الطحالب يلزمها من ‪ 3-1‬ساعات ليتراكم بةداخلهم ال ‪DDT‬بةأعلى تركيةز‪ .‬وتتوقةف سةرعة التةراكم علةى عةدد‬
‫الخاليا فى المليلتر فى بيئة المزرعة وأيضا على مساحة السطح للكائن‪.‬‬
‫ووجد أيضا ان بعض األنواع من البكتيريا تمتص المبيدات وتتراكم بداخلها وهي ميتة أعلى بدرجة كبيرة من الكائنات‬
‫الحية مثل (اورو با تر اورو جنيز)‪.‬‬
‫وحتى اليوم اليعرف كيف يتم تراكم المبيد العضةوي داخةل الخليةة‪ ،‬وكةل مةا يعةرف ان هةذه المةواد السةامة تنفةذ داخةل‬
‫الخلية من خالل األغشية الخارجية الى اداخل ولكن ميكانبكية التراكم نفسه التعرف‪.‬‬

‫التحول الغ ائ ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫تلعب الكائنةات الدقيقةة دورا هامةا فةى عمليةة تحةول المبيةدات العضةوية الكلوريةة‪ ،‬وزيةادة مقاومةة وعةدد المبيةدات فةى‬
‫التربة او المياة يقلل من دور الكائنات فى عملية التحول‪ .‬فمثال الكائنات الحيةة الدقيقةة (خاليةا البكتريةا) تحلةل المبيةدات‬
‫العضوية والسامة عن طريق األكسدة أو عن طريق التغيير في الجزيئات والذرات مثل تحول ‪DDT‬الى ‪.DDD‬‬

‫أستغالل الكائنات الحية ف البيئة‪:‬‬

‫تستغل الكائنات الدقيقة الحية ألحداث توازن طبيعي فةي البيئةة‪ ،‬ويحةب توافرهةا فةي البيئةة للعمةل علةى حةدوث التلةوث‬
‫الطبيعي وتوازن بحيث ال تزيد عن حد معين‪ .‬حيث يتم اسةتغالل هةذه الكائنةات فةى الةتخلص مةن بعةض المشةاكل التةي‬
‫تحدثها األمطار الحمضية‪ ،‬والتحلل الخاص بالمواد البالستيكية ومخلفات الصرف الصحى ومخلفات المصانع‪.‬‬

‫ان كسار البيولوج للفوسفات‪:‬‬

‫وجةةود الفوسةةفات وكةةذلك بقيةةة العناصةةر المغذيةةة فةةي البيئةةة بنسةةب عاليةةة يعمةةل علةةى تلةةوث البيئةةة وللسةةيطرة علةةى هةةذه‬
‫العناصر في البيئة يكون من العوامل الهامة التي يجةب الةتحكم فيهةا حتةى ال أؤدي الةى حةدوث تلةوث للبيئةة وحيةث انةه‬
‫يوجةةةد بعةةةض األنةةةواع مةةةن البكتيريةةةا يتةةةراكم بةةةداخلها الفوسةةةفات سةةةواء فةةةي الظةةةروف الهوائيةةةة او الالهوائيةةةة فةةةي‬
‫صورة ‪Polyphosphate‬الفوسفات المتعدد في حالة في حالة حدوث اي ضغط ‪Stress‬الهوائي او حدوث توازن في‬
‫درجة ال‪ PH‬داخل الخلية‪.‬‬
‫ويمكن استخدام ذلك فى محطات التنقية للتخلص من الفوسفات والمخلفةات العضةوية بوضةع الخاليةا الالهوائيةة ثةم فةى‬
‫النهاية يتم وضعها فى الصورة الهوائيةة لتكةون داخةل الخاليةا أيونةات كليةة مةن الفوسةفات ‪ P3O4‬حيةث يكةون صةافي‬
‫التنقية أكبر من ‪ %90‬من العناصر المغذية‪.‬‬
‫ويمكن استخدام هذا النوع من التنقية البيولوجية بجانب التنقية من الكيميائي والفيزيائي في تنقية مخلفات الصرف‪.‬‬

‫التحلل الحيوى للبالستيك‪:‬‬

‫سببت ال مواد البالستيكية اضرارا وصلت الى موت بعةض الكائنةات المائيةة نتيجةة لصةعوبة عمليةات التةنفس او نتيجةة‬
‫تراكمها داخ جسم الكائنات المائية (خاصة داخل الجهاز الهضمي)‪.‬‬
‫وظاهرة احتراق المواد البالستيكية تكون شديدة الضرر على البيئة وذلك تطاير جزيئاتة فى الجو وهى شديدة السمية‬
‫‪ ,‬ويمكن التغلب علةى مشةكلة تلةوث البيئةة بةالمواد البالسةتيكية باسةتخدام الكائنةات الدقيقةة حيةث انهةا يمكةن انتحلةل هةذه‬
‫المواد ببطء شديد مثل البكتيريا( ا نتوببا تر لو بوو يتكي ) والتةى لهةا القةدرة علةى تحلةل المةواد البالسةتيكية خاصةة‬
‫البولى اثيلين عالى الكثافة (‪ ,)HDPE‬ووجود امالح وحديد مع العناصر المغذية يمكن ان تكون هامةة لعمليةة األكسةدة‬
‫للمثيلةةين النهةةائى حيةةث ان يفقةةد ‪ %8,9‬مةةن وزنةةه فةةى المرحلةةة األولةةى‪ ,‬حيةةث ان عمليةةة التحلةةل الحيةةوى للجزيئةةات‬
‫البيولوجيةةة معروفةةة منةةذ زمةةن بعيةةد مثةةل عمةةل األلفةةا اميليةةز ‪ ,‬والبتةةا اميليةةز علةةى النشةةويات والجليكوجينةةات و وعمةةل‬
‫السليليز على السيليلوز وعمل الببتيديز على البروتين‪ ...‬والذى يقةوم بةذلك هةى انزيمةات متخصصةة والهةدف الحقيقةى‬
‫لعملية التحلل الحيوى المباشر المقصود وبها تكوين جزيئات ى سلسلة متكاملة سهلة من الكربون يةربط بيةنهم روابةط‬
‫أمينية من نوع سترات او فى ظروف خاصة تكون روابط من نوع األثير‪.‬‬

‫المعاملة البيولوجية للمخلفات الصناعية‪:‬‬

‫ويستخدم فى ذلك طحلب (ميكرو الج ) والتى اعداد كبيةرة منهةا لهةا القةدلرة علةى ربةط األيونةات المعدنيةة التةى تمثةل‬
‫جزء من الخلية الميكروبية‪.‬‬
‫الكلببوروال فبباجلرو نحل ب اخضةةر منتشةةر لةةه اسةةتحكمات خلويةةة مةةع قةةدرة كبيةةرة علةةى امتصةةاص المعةةادن وهةةذه‬
‫االستحكامات الخلوية تحتوي على سكريات – جلوكوز أمين بروتين‪ -‬احماض وهذه الجزيئات توفر اماكن نشطة ذات‬
‫قوة ارتباط على مجاميع (كربوكسيلك‪ -‬كربو نيلك‪ -‬ايدروسيلك‪ -‬امينك‪ -‬اميديك‪ -‬فوسفوتديك‪ -‬اثيرك)‬

‫‪7‬‬
‫والقدرة على األختصاص واألختيار لهذه المجاميع فى ترك الكاتوينات يمكن ان تكون مةع درجةة ‪ PH‬مثلةى او اضةافة‬
‫كاتيونات كاية بتجربته في عمود يحتوي على طحالب متحركة‪.‬‬
‫هناك انواع اخرى من المعاملة عن طريق استخدام كائنات دقيقة بغرض التخلص من المعةادن الموجةودة فةى الصةرف‬
‫الصحى ‪ ,‬وهذه الكائنات الحية الدقيقة تتبع نظم المقدرة على انتقال الطاقة وذلك يتوق علةى تةراكم المعةادن فةى الخاليةا‬
‫الداخلية لعناصر اساسية‪ ,‬على سبيل المثال الزنك‪ -‬المولبيدنيوم‪ -‬المغنيسيوم وفى حالت اخةرى االنةواع الكيميائيةة مةن‬
‫المعادن يمكن ان تكون متحوله بفعل االنزيمات وهةذا مايحةدث داخةل الخليةة وتشةمل علةى ميكةانيزم المقاومةة للمعةادن‬
‫مثل األكسدة وانتاج انزيمات ‪ ,‬على سبيل المثال طحلب ( سيا يدووم) يلقةى حبيبةات كريسةتلية مةن كبريةات النيكةل فةى‬
‫المسافة الخالية من الخلية والتى يمكن استخدامها فى معاملة الصرف الصحى الناتج من اماكن استخراج المعادن‪.‬‬
‫ايضا بكتيريا باسديو مونس بها القدرة على مقاومة الزئبق حيث انها تحلل الزئبق الموجود فى صورة عضوية او غير‬
‫عضوية ويتم استخدامهم فى تنقية مياة الصرف الصحى‪.‬‬

‫معالجة تلوث المياة بالمواد البترولية‪:‬‬

‫يعتبر البترول الملوث األساسي للبيئة البحرية نتيجة لعمليات التنقيب واسةتخراج البتةرول والغةاز الطبيعةي أو مصةبات‬
‫تعبئة أو نقل هذه المنتجات في المناطق البحرية أو المحاذية لها‪ ،‬كما أن حوادث ناقالت البترول العمالقة قد تؤدي إلةى‬
‫تلةةوث المسةةطحات المائيةةة باإلضةةافة إلةةى مةةا يسةةمى بميةةاه التةةوازن والتةةي تقةةوم نةةاقالت البتةةرول بضةةخ ميةةاه البحةةر فةةي‬
‫صهاريجها لكي تقوم هذه الميةاه بعمليةة تةوازن الناقلةة حتةى تةأتي إلةى مصةدر شةحن البتةرول فتقةوم بتفريةغ هةذه الميةاه‬
‫الملوثة في البحر مما يؤدي إلى تلوثها بمواد هيدروكربونية أو كيميائية ويكون لهذا النوع من التلوث آثار بيئية ضةارة‬
‫وقاتلة لمكونات النظام البيئي حيث تقضي على الكائنات النباتية والحيوانية وتؤثر بشكل واضةح علةى السلسةلة الغذائيةة‬
‫كما أن هذه الملوثات خصوصا ً العضوية منها تعمل على استهالك جزء كبيةر مةن األكسةجين الةذائب فةي المةاء كمةا أن‬
‫البقع الزيتية الطافية على سطح الماء تعيق دخول األكسجين وأشعة الشمس والتي تعتبر ضرورية للعمليات الحية التي‬
‫تقوم بها الكائنات الحية‪ ,‬ونظرا ً النتشار ظةاهرة التلةوث وتنةوع طبيعتهةا ومصةادرها وأسةبابها مةن مكةان إلةى آخةر فقةد‬
‫أطلق العلماء على هذا العصر اسم عصر التلوث البيئي‪.‬‬
‫يعتبةر التلةوث البتةةرول أشةد أنةةواع التلةوث خطةةورة علةى البيئةةة البحريةة‪ ،‬ألنةةه يتعةدى البيئةةة البحريةة ليصةةل إلةى الهةةواء‬
‫واليابسة‪ ،‬حيث أن البخار يتصاعد نتيجة أشعة الشمس‪ ،‬وتتساقط األبخرة بصورة مطر إلى األرض‪.‬‬
‫إن تلوث الماء بالمركبات البترولية يؤثر على الخواص الهيدرولوجية للماء من جهة‪ ،‬وعلى الخواص الحيوية من جهةة‬
‫أخرى(يؤدي ذلك إلةى خلةل فةي ميةاه البحةر والعالقةات البيئيةة فيةه‪ ،‬وبالتةالي يةؤدي فةي المسةتقبل إلةى تخريةب اإلنتاجيةة‬
‫الحيوية للمحيط العةالمي‪ ،‬حيةث تتةراكم المركبةات البتروليةة علةى امتةداد السلسةلة الغذائيةة مةن حيةث تجمعهةا فةي بعةض‬
‫أنسجة الكثير من الكائنات البحرية المختلفة ووصولها لإلنسان المستهلك النهائي)‪.‬‬

‫مصادر التلوث بالمشتقات البترولية‪:‬‬

‫تعتبر الهيدروكربونات المكون األساسي في تكوين البترول و مصادر التلوث البحري بالهيةدروكربونات عديةدة و مةن‬
‫أهمها ‪:‬‬
‫أوالً‪ .‬النشان البشري‪ :‬وشمل عل ‪:‬‬
‫‪-1‬تسرب البترول‪ :‬تتسرب كميات الحصر لها من البترول عبر ناقالت البترول وخطوط أنابيب نقل البترول كل عام‪.‬‬
‫‪-2‬حرق النفايات البترول في البحر أثناء عملية التحميل عند مصبات البترول‪.‬‬
‫‪-3‬انسكاب الوقود من السفن أثناء االبحار و تحميل البضائع دون اتخاذ تدابير كافية للرقابة‪.‬‬
‫‪ -4‬احتماالت انفجار آبار البترول والذي اليمكن السيطرة عليه إال بعد تسرب كميات هائلة من البترول‪.‬‬
‫‪-5‬عمليات التنظيف الدوري لناقالت البترول وإزالة الترسبات فيها حيث تةتم هةذه العمليةة علةى البحةر مباشةرة وترمةى‬
‫النفايات فيه‪.‬‬
‫‪ -6‬تسرب البترول من موانئ تحميل وتفريغ النفط الخام وكذلك ورشات تصليح السفن في الموانئ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -7‬المواد البترول والدهنية المقذوفة مع المياه الصناعية من وحدات تكرير البتةرول والمؤسسةات الصةناعية المختلفةة‪,‬‬
‫كما و يمكن أن تصل مشتقات البتةرول إلةى البحةار مةن خةالل وقةود السةيارات‪ ،‬ومةداخل ومصةافي البتةرول ومحطةات‬
‫الوقود‪ ,‬حيث تنتقل عبر الهواء ومياه الصرف الصحي المختلط (منزلي و صناعي) إلى المياه البحرية‪.‬‬

‫نرائق معالجة التلوث البترول ‪:‬‬

‫تتعةدد طةرق معالجةةة البيئةة المائيةة البتةةرول (طةرق ميكانيكيةة‪ ,‬طةةرق كيميائيةة‪ ,‬طةرق حيويةةة) وتعتبةر طةرق المعالجةةة‬
‫الحيوية أقل الطرق ضررا ً على البيئة المائية وأقل كلفة إقتصادية‪.‬‬

‫‪ .1‬الارق الميكا يكية‪ :‬وتتامن‪:‬‬

‫‪-1‬الحةةواجز العائمةةة‪ :‬تعتمةةد علةةى اسةةتخدام أجهةةزة خاصةةة مثةةل (جرافةةات‪ ,‬كانسةةات لحصةةر بقةةع الزيةةت العائمةةة ومنةةع‬
‫انتشارها) وهذه التقنية تستغرق وقت طويل تتعرض من خاللها البقعة البترولية لعوامل عديدة ‪/‬تيارات بحرية‪ ,‬أمواج‪,‬‬
‫رياح‪ ,‬وعوامل مناخية‪ ...,‬حيث تتشتت وتتحطم بفعل الضوء مما يزيد صعوبة مكافحة البقعة البترولية ميكانيكياً‪.‬‬
‫‪-2‬طريقةةة إحةةراق طبقةةة البتةةرول‪ :‬بعةةد حصةةر طبقةةة الةةنفط وإضةةرام النيةةران فيهةةا‪ .‬طبع ةا ً هةةذه الطريقةةة غيةةر مسةةتحبة‬
‫اإلستخدام بسبب خطورتها على البيئة فهي تلو ث الهواء وتسبب ضرر بالغ لكثير من الكائنات الحية‪.‬‬
‫ً‪-3‬ر مواد ماصة‪ :‬يتم ر بعض المواد الماصة على البقعة البترولية حتى تشبع بالنفط ثم استعادته منها‪.‬‬

‫‪ .2‬الارق الكيميائية‪:‬‬

‫تتم بر أنةواع مةن المةذيبات والمنظفةات والمسةاحيق ذات الكثافةة العاليةة أوبعةض الرمةال الناعمةة علةى سةطح البقعةة‬
‫البترولية في البحار الملوثة لإللتصاق بها وتحويلها بعد تفتيتها إلى مةا يشةبه المسةتحلب فينتشةر فةي المةاء ويةذوب فيةه‬
‫أويتسرب إلى القاع نتيجة ارتفاع كثافته‪.‬‬
‫إن إستخدام قدر كبير من المتظفات والمواد الكيميائية يضيف الكثير من التلةوث العةام إلةى قةاع البحةر ممةا يسةبب إبةادة‬
‫األحياء البحرية كاألسماك والديدان والقواقع وغيرها‪ ,‬وهذه الطريقة تزيد من تعقيد مشكلة التلوث‪.‬‬

‫‪ -3‬الارق الحيووة‪:‬‬

‫تعتمةةد طريقةةة المعالجةةة البيولوجيةةة علةةى اسةةتخدام أنةةواع مةةن األحيةةاء القةةادرة عل ةى إسةةتخالص أو تفكيةةك الكثيةةر مةةن‬
‫الملوثات المتواجدة بالتربة أوبالماء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إن البكتريا لها القدرة على تفكيك الكثير من الملوثات والمركبةات البتروليةة إلةى جزيئةات أقةل وزنةا وتركيبةا وخطةورة‬
‫لتسهل عملية ذوبانها في الماء مما يحولها من مواد خطيرة ذات ضرر إلى مواد أقل خطورة وأقةل ضةرر حيةث تعتمةد‬
‫البكتريا على هذه المركبات كمصدر للكربون والطاقة‪.‬‬
‫ً‬
‫ويختلةةف تةةأثير البكتريةةا حسةةب بنيةةة الفحةةم الهيةةدروجيني إذا المركبةةات البتروليةةة ال تتحلةةل بةةنفس الدرج ةة فاأللكانةةات‬
‫النظامية تتفكك بسهولة كبيرة بالمقارنة مع الفحوم الهيدروجينيةة األخةرى وترتةب الفحةوم الهيدروجينيةة حسةب سةهولة‬
‫تفككها بالبكتريا كما يلي ‪:‬‬
‫فحوم هيدروجينية عطرية< فحوم هيدروجينية حلقية< ألكانات متفرعة < ألكانات نظامية‪.‬‬
‫تكون األحياء الدقيقة قادرة على تفكيك الفحوم الهيدروجينية في الطبقات السطحية أعلى من ‪ /100-10/‬مرة عنهةا فةي‬
‫األعماق ‪.‬‬
‫يحفز وصةول المركبةات البتروليةة إلةى ميةاه البحةر تكةاثر األحيةاء الدقيقةة القةادرة علةى النمةو علةى أوسةاط مةن الفحةوم‬
‫الهيدروجينية ونواتج تخربها مما يزيد عددها بشكل كبير في المناطق الملوثة‪.‬‬
‫عوامل متعددة تؤثر على األحياء الدقيقة المهاجمه للمركبات البترولية منها ‪/‬حركة الريةاح‪ ,‬حركةة األمةواج‪ ,‬التيةارات‬
‫البحرية‪ ,‬الظروف الجوية‪ ,‬التغيرات الفصلية‪ ,‬مصدر البترول‪ ,‬بنية الفحم الهيدروجيني‪./......‬‬

‫‪9‬‬
‫يعتبةةر اسةةتخدام األحيةةاء الدقيقةةة أهةةم طةةرق المعالجةةة فةةي التقانةةات الحيويةةة الحديثةةة كمةةا تعتبةةر طريقةةة واعةةدة باسةةتخدام‬
‫األنزيمات والطرق اإلستقالبية في األحياء الدقيقة التي تسلك التفكك الحيوي‪.‬‬

‫إن استخدام اإلستقالب الميكروبي وفر خيار آمن لمعالجة التلوث بالمركبات النفطية مما يؤكد أهمية األحياء الدقيقة في‬
‫الحفةةاظ علةةى البيوسةةفير مةةن التلةةوث وإ مكانيةةة الةةتخلص مةةن الملوثةةات المكدسةةة فةةي البيئةةة وبالتةةالي تعتبةةر النشةةاطات‬
‫الميكروبية الطبيعية نقطة البداية لكل التقانات الحديثة‪.‬‬
‫يتم عزل األحياء الدقيقة من معظم البيئات واألوساط المغذية الغنية بشكل مباشر بتنميتها علةى أوسةاط تحةوي مركبةات‬
‫محددة تقوم بتفكيكها ومعالجتها حيوياً‪.‬‬
‫يوجد الكثير من األحياء الدقيقة (بكتريا‪ ،‬خمائر‪ ،‬فطريات‪ ,‬طحالب دقيقة) تستهلك المركبات النفطية كمصدر للكربون‬
‫والطاقة‪.‬‬
‫من بعض انجناس البكتيروة ‪:‬‬
‫‪PSEUDOMONAS, ACHROMOBALCTER, NOCARIDA, ACINOBACTER,‬‬
‫‪ARTHROBACTER‬‬
‫من الخمائر ‪:‬‬
‫‪CANDIDA – RHODOTOULA – TROPICALES‬‬

‫من الفاروات ‪:‬‬


‫‪PENCIELIUM – ASPERGILLUS‬‬
‫يعتمد تنوع هذه المجموعة الميكروبية حاليا ً على الطةرق المعتمةدة كالتعةديل الةوراثى وعةزل عةدد كبيةر مةن السةالالت‬
‫البكتيرية باستخدام األوساط المغذية النوعية‪.‬‬
‫تبةةةةةةين أن المجموعةةةةةةة البكتيريةةةةةةة السةةةةةةالبة جةةةةةةرام هةةةةةةي األكثةةةةةةر انتشةةةةةةارا ً وأهمهةةةةةةا األنةةةةةةواع التابعةةةةةةة ألجنةةةةةةاس‬
‫الـ( ‪) PSEUDOMONAS- ACINOBACTER.................‬‬
‫حيث استطاعت السالالت التابعة لهذين الجنسين تفكيك الهيدروكربونات البترولية بنسبة تراوحت من (‪ )%80 -30‬و‬
‫ذلك باستخدام تقانةات الةـ(‪ )DNA‬المتنوعةة مثةل الةـ(‪ )DNA.F.P-.PCR‬حيةث نقلةت المورثةات المسةؤولة عةن تلةك‬

‫‪10‬‬
‫الوظيفة الى أنواع وسالالت أخرى مثل(األشرشي والى ا ‪) E .coli‬والموجودة بدرجة بيرة بالبحيرة عند مصرف‬
‫بحر البقر ‪ ،‬كما أن األنواع الحاوية على البالسميدات هي األكثر قدرة على القيام بذلك‪.‬‬
‫كما وأن أنواع من الـ (‪ ) P. putida‬مثالً قةادرة علةى تفكيةك مخلفةات زيتيةة مثةل الفينةول واالتيلةين جليسةرول بنسةبة‬
‫‪ %85‬باالضافة الى تخفيض نسبة الـ(‪ )COD‬ألكثر من ‪.%75‬‬

‫إن ان زومات هي مةن أهةم المركبةات المسةؤولة عةن التفةاعالت االسةتقالبية المختلفةة والتةي يتةأثر نشةاطها بةالكثير مةن‬
‫العوامةل الفيزيائيةة والكيميائيةة مثةل (تركيةز األنةزيم‪ ،‬درجةة الحةرارة‪ ،‬درجةة الةـ ‪ ,pH‬الضةوء‪ ,‬الرطوبةة‪ ,‬المثبطةات‪,‬‬
‫المنشطات‪ ,‬الضغط الجوي‪.)......,‬‬
‫إن لتركيب وميكانيكية عمل األنزيمات دور هام في تفكيك الملوثات البيئية‪ ،‬كما وأنها تستخدم فةي التكنولوجيةا الحديثةة‬
‫ككواشف تحليلية أو دالئل بيئية‪.‬‬
‫تعتبر األحيا ء الدقيقة من المصادر المفضةلة للحصةول علةى األنزيمةات بسةبب سةهولة استخالصةها وفعاليتهةا التفكيكيةة‬
‫وزيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫ويعتقد المختصون أن التركيب وميكانيكية األنزيمات سيكون لها دور مرتقب فةي تحليةل الملوثةات البيئيةة نتيجةة للتقةدم‬
‫في هندسة البروتين وتحميل األنزيمات‪.‬‬

‫يع تبةةر نشةةاط األنزيمةةات المفتةةاح والخطةةوة األهةةم فةةي تفكيةةك وتحليةةل المركبةةات العضةةوية‪ ,‬وذلةةك باسةةتخدام األنزيمةةات‬
‫الخارج خلوية )‪ (Extra cellular enzymes‬وتفكيكها للهيدروكربونات باستخدام مختلف األحياء الدقيقة باإلضافة‬
‫لعملية التفكك للمركبات الهيدروكربونية المسببة للتلوث وبالتالي التحكم به‪.‬‬

‫بينت الدراسات واألبحاث التي أجريت‪ ,‬وجود أنواع متعددة ومختلفة تابعةة ألجنةاس مختلفةة مةن األحيةاء الدقيقةة قةادرة‬
‫على تفكيك المركبات البترولية باعتبارها مصةدر للكربةون والطاقةة‪ ،‬اعتمةادا ً علةى أنزيمةات (مؤكسةدة– مرجعةة) يةتم‬
‫بوساطتها تفكيك مختلف المرك بات األروماتية الضارة (بنزين‪ ,‬تولوين‪ ,‬كزايلين‪ ,‬نفتالين‪ ,‬فينةول‪ )......,‬كمةا أن بعضةها‬
‫يملك جينات متمركزة في البالسةميدات ذات البنيةة الحلقيةة مةن الب((‪ )DNA‬والتةي تحةدد اصةطناع مختلةف األنزيمةات‬
‫المسةةةتخدمة فةةةي تفكيةةةك المركبةةةات البتروليةةةة ‪ ،‬فمةةةثالً‪ :‬بعةةةض السةةةالالت التابعةةةة لةةةـ(‪ )PSEUDOMONAS‬تملةةةك‬
‫أنزيم(‪ )Oxygenase‬الذي يستطيع في حال وجوده في الخاليا الحيةة أكسةدة (‪ CO2‬و‪ ) CO‬الموجةودة فةي مركبةات‬
‫مثل التولةوين‪ ,‬دي كلوروفينةول انةدوفينول وذلةك فةي الظةروف الالهوائيةة وانتةاج مركبةات ذات أهميةة اقتصةادية مثةل‬
‫التولوين‪ ,‬كما يعتبر أنزيم ‪ Dioxygenase‬مفتاح التحلل الحيوي للمركبات البترولية وهةو مةن أهةم األنزيمةات التةي‬
‫تقوم باألكسدة‪.‬‬
‫كما تم استخدام أنزيمات موجودة عند أحياء دقيقة مختلفة‪ ،‬حيث تم تطبيق تقنية تسةمح بنقةل البالسةميد الحامةل للجينةات‬
‫المسؤولة عن تلك األنزيمات ألنواع بكتيرية اعتبارا ً من أنواع تابعة لـ(‪.)PSEUDOMONAS‬‬

‫إن الكثير من األحياء الدقيقة التابعةة ألجنةاس مختلفةة تكةون قةادرة علةى تفكيةك صةف معةين فقةط مةن الهيةدروكربونات‬
‫البترولية‪ ،‬وبالتالي تكون فعاليتها في مكافحة التلوث ضعيفة‪.‬‬

‫إال أن البتةرول يحةةوي مةزيج متنةةوع مةن الهيةةدروكربونات‪ ،‬ومةن أجةةل تةأمين فعاليةةة عاليةة لهةةذه األحيةاء الدقيقةةة قامةةت‬
‫مجموعة من الباحثين من جامعة (‪ )ILLINOIS‬األمريكية باستخدام التقانات الحيوية بهةدف الوصةول إلةى سةالالت‬
‫معدلة وراثيا ً في المختبر والقادرة على تحليل مختلف المركبات البتروليةة ‪ ،‬لهةذا الهةدف اسةتخدمت أربةع سةالالت مةن‬
‫البكتريا تملك أربعة نماذج من البالسميدات كما تحوي جينات تحدد اصةطناع األنزيمةات التةي تةدخل فةي تحليةل بعةض‬
‫أنواع المركبات البترولية ‪ ,‬ومن خالل إعادة التركيب الوراثي تم الحصول على سةالالت رباعيةة البالسةميدات تحتةوي‬
‫على كل الجينات التي تتدخل في إستقالب مختلف مكونات البترول وتكون أكثر فعالية من كل سلسلة على حدة‪.‬‬
‫تنمو هذه البكتريا متعددة البالسميدات بسرعة في وسةط يحةوي البتةرول ووتحلةل وبةزمن قصةير وبشةكل كامةل كميةات‬
‫كبيرة منةه وبنةاء علةى ذلةك أجةازت المحكمةة العليةا بأمريكةا وألول مةرة فةي العةالم اصةطناع األحيةاء الدقيقةة بالتقانةات‬
‫الحيوية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تتمتع األحياء الدقيقة بصةفات تسةمح لهةا بتفكيةك عناصةر ومركبةات محةددة (لمةا تحويةه مةن أنزيمةات الزمةة لةذلك) قةد‬
‫تجعل التقانات الحيوية بدورها الهام تعمل على نقل تلك الصفات ألنواع أخةرى ممةا يسةاعد علةى الةتخلص مةن التلةوث‬
‫في كثير من األماكن وخاصة التلوث الناجم عن المركبات النفطية‪.‬‬
‫تعتبةةر التكنولوجيةةا الحيويةةة مةةن أحةةدث األسةةاليب المتبعةةة السةةتخدامها األحيةةاء الدقيقةةة التةةي تعمةةل علةةى القضةةاء علةةى‬
‫الملوثات البترولية للمياه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تائ المشروع‬

‫تم إنشاء مزرعة تجريبية وإرشادية مساحتها أربعة أفدنة داخل المحطة بغرض استغالل المياه المعالجة الناتجة‬
‫الستصالح أرض المزرعة وغسيل أمالحها وإنتاج محاصيل تقليدية تناسب نوعية المياه (تركيز ملوحة المياه‬
‫المعالجة تتراوح من ‪2500‬إلى ‪3200‬جزء فى المليون)‪ ،‬والتربة (تركيز ملوحة التربة تتراوح من ‪100‬ألف إلى‬
‫‪125‬ألف جزء فى المليون) نظرا ً ألن أراضى المحطة المعالجة تقع فى زمام بحيرة المنزلة التى توصف بأنها شديدة‬
‫الملوحة والقلوية وتتجاوز تركيز‬
‫أمالح التربة ثالثة أمثال ملوحة مياه البحر كما تعانى التربة من القلوية الزائدة التي تعيق الصرف الطبيعى للمياه‪.‬‬

‫وأشارت التقارير إلى أن ملوحة التربة انخفضت إلى ‪16‬ألف جزء فى المليون أي بنسبة معالجة قدرها ‪84%،‬مما‬
‫أدى أى التحول الختيار زراعة محاصيل أقل حساسية للملوحة مثل بنجر السكر والدنيبة‪ ،‬حيث تم زراعة بنجر السكر‬
‫خالل شتاء ‪2014 – 2015‬والذى كان إنتاجه مبشرا ً بالنسبة لحالة التربة وملوحتها‪ ،‬حيث كان إنتاج الفدان حوالى‬
‫‪7‬أطنان من البنجر وهو إنتاج يضارع مثيله باألراضى المستصلحة غير المالحة‪ ،‬التى تروى بمياه النيل العذبة‪ ،‬ولكن‬
‫تميز انتاج المزرعة‬
‫التجريبية من البنجر بارتفاع نسبة السكر بالدرنات والتى تجاوز ‪22%‬مقارنة بحوالى ‪17%‬فى انتاج أراضى الدلتا‬
‫القديمة وحديثة االستصالح‪ ،‬وقد تم توريد إنتاج المزرعة إلى أحد مصانع انتاج السكر‪ ،‬وخالل صيف ‪2015‬تم‬
‫زراعة نبات الدنيبة والذى يتناسب مع درجة ملوحة التربة والمياه وذلك والذى يستخدم كغذاء لطيور الزينة مما يزيد‬
‫من قيمته المادية عن قيمة محصول األرز‪.‬‬

‫كما تم انتخاب أنواع من شتالت الطماطم والباذنجان والفلفل تناسب درجة ملوحة المياه المعالجة ( ‪2500‬إلى‬
‫‪3200‬جزء فى المليون) وزراعة الشتالت على باالت القش مع الرى بالتنقيط‪ ،‬ولم يتم اضافة أى أسمدة كيماوية أو‬
‫ر مبيدات حشرية وذلك إلنتاج خضروات عضوية‪ ،‬وقد بلغت انتاجية الفدان من محاصيل الطماطم والباذنجان‬
‫والفلفل ما يعادل ‪20‬و ‪22‬و ‪12‬طنًا على التوالى وهى إنتاجية اقتصادية وتمثل مشروعا ناجحا ً إذا أقبل عليه سكان‬
‫أراضى زمام بحيرة المنزلة وصيادوها‪ ،‬حيث تكون لهم مصدر دخل جيد جدا يمكن أن يساعدهم على تحسين مستوى‬
‫معيشتهم ببيع اإلنتاج الزائد عن حاجاتهم الشخصية‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like