You are on page 1of 44

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫اس اتَّقُواْ َربَّ ُك ُم الَّذِي َخلَقَ ُكم ِمن نَّ ْف ٍس َو ِ‬


‫احدَةٍ} يقول تعالى‪ :‬آمرا خلقه‬ ‫{*يا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫بتقواه وهي عبادته وحده ال شريك له ومنبها لهم على قدرته التي خلقهم بها من‬
‫نفس واحدة‬

‫ساء‬ ‫ث ِم ْن ُه َما ِر َجاالً َكثِ ً‬


‫يرا َونِ َ‬ ‫{* َو َخلَقَ ِم ْن َها زَ ْو َج َها}وهي حواء عليها السالم { َوبَ َّ‬
‫}أي‪:‬وذرأ منهما أي‪ :‬من آدم وحواء رجاال كثيرا ونساء‬

‫ام } أي‪ :‬واتقوا هللا بطاعتكم إياه‪ ،‬تساءلون به‬ ‫َّللاَ الَّذِي ت َ َ‬
‫سا َءلُونَ ِب ِه َواأل َ ْر َح َ‬ ‫{* َواتَّقُواْ َّ‬
‫أي‪ :‬كما يقال "أسألك باهلل‪ :‬واتقوا األرحام أن تقطعوها‪.‬‬

‫َّللاَ َكانَ َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا} هو مراقب لجميع أحوالكم وأعمالكم‬


‫{*إِ َّن َّ‬

‫{* َوآتُواْ ْال َيتَا َمى أ َ ْم َوالَ ُه ْم} يأمر بدفع أموال اليتامى إليهم إذا بلغوا الحلم كاملة‬
‫موفرة‪ ،‬ونهى عن أكلها وضمها إلى أموالهم‬

‫ب} ال تعجل بالرزق الحرام قبل أن يأتيك الرزق‬ ‫يث بِ َّ‬


‫الط ِي ِ‬ ‫{* َوالَ تَتَبَدَّلُواْ ْال َخ ِب َ‬
‫الحالل الذي قُدر لك‪ ،‬وقيل‪ :‬ال تعط زائفا وتأخذ جيدا‬

‫{* َوالَ تَأ ْ ُكلُواْ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِإلَى أ َ ْم َوا ِل ُك ْم} ال تخالطوها فتأكلوها جميعا { ِإنَّهُ َكانَ‬
‫ُحوبًا}أي‪:‬إثما عظيما‬

‫طواْ فِي ْاليَتَا َمى فَان ِك ُحواْ} ‪ ......‬إذا كان تحت حجر أحدكم‬
‫{* َوإِ ْن ِخ ْفت ُ ْم أَالَّ ت ُ ْق ِس ُ‬
‫يتيمة وخاف أن ال يعطيها مهر مثلها فليعدل إلى ما سواها من النساء‬

‫ع} انكحوا ما شئتم من النساء سواهن إن شاء أحدكم اثنتين‬ ‫{* َمثْنَى َوث ُ َ‬
‫الث َو ُر َبا َ‬
‫وإن شاء ثالثا وإن شاء أربعا‬

‫{*فَإ ِ ْن ِخ ْفت ُ ْم أَالَّ ت َ ْع ِدلُواْ فَ َو ِ‬


‫احدَة ً} إن خفتم من تعدد النساء أن ال تعدلوا بينهن‪ ،‬فمن‬
‫خاف من ذلك فليقصر على واحدة أو على الجواري السواري‬

‫{*ذَ ِل َك أ َ ْدنَى أَالَّ تَعُولُواْ } ذلك أدنى أن ال تكثر عائلتكم والصحيح عند‬
‫الجمهور {أَالَّ تَعُولُواْ} أي‪ :‬ال تجوروا يقال‪ :‬عال في الحكم فظلم‬

‫صدُقَاتِ ِه َّن نِ ْحلَةً} نحلة‪:‬فريضة‪ ،‬فيجب على الرجل أن يدفع‬ ‫{ * َوآتُواْ النِ َ‬
‫ساء َ‬
‫الصداق إلى المرأة حت ًما وأن يكون طيب النفس بذلك‬

‫{*فَإِن ِطبْنَ لَ ُك ْم َعن َ‬


‫ش ْيءٍ ِم ْنهُ}‪...‬فإن طابت هي له به بعد تسميت ِه أو عن شيء منه‬
‫فليأكله حالالَ طيبًا‬

‫سفَ َهاء أ َ ْم َوالَ ُك ُم} ينهى تعالى عن تمكين السفهاء من التصرف في‬
‫{* َوالَ تُؤْ تُواْ ال ُّ‬
‫األموال التي جعلها هللا للناس قياما‪ ،‬أي‪ :‬تقوم بها معايشهم من التجارات‬

‫سو ُه ْم }قال ابن عباس‪ :‬أمسك مالك وأصلحه وكن أنت الذي‬ ‫ار ُزقُو ُه ْم ِفي َها َوا ْك ُ‬
‫*{ َو ْ‬
‫تنفق عليهم من كسوتهم ومؤونتهم { َوقُولُواْ لَ ُه ْم قَ ْوالً َّم ْع ُروفًا } قال مجاهد‪ :‬في البر‬
‫والصلة‬

‫{* َوا ْبتَلُواْ ْاليَتَا َمى} أي‪ :‬اختبروهم { َحت َّ َ‬


‫ى إِذَا بَلَغُواْ النِ َكا َح } أي‪:‬الحلم {فإن فَإ ِ ْن‬
‫آنَ ْستُم ِم ْن ُه ْم ُر ْشدًا‪}..‬يعني صالحا في دينهم وحفظا ألموالهم‬

‫قال الفقهاء"‪:‬متى بلغ الغالم ُمصلحا لدينه وماله انفك الحجر عنه فيسلم إليه ماله‬
‫الذي تحت يد وليه"‬

‫{* َوالَ تَأ ْ ُكلُوهَا ِإس َْرافًا َو ِبدَ ً‬


‫ارا} ينهى تعالى عن أكل أموال اليتامى من غير حاجة‬
‫ارا} مبادرة قبل بلوغهم‬ ‫ضرورية { ِإس َْرافًا َو ِبدَ ً‬

‫{* َو َمن َكانَ َغنِيًّا فَ ْليَ ْست َ ْع ِف ْ‬


‫ف}من كان في غنية عن مال اليتيم فليستعفف عنه وال‬
‫يأكل منه شيئا‬
‫يرا فَ ْليَأ ْ ُك ْل بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف} بقدر قيامه عليه {فَإِذَا دَفَ ْعت ُ ْم إِلَ ْي ِه ْم أ َ ْم َوالَ ُه ْم‬ ‫{* َو َمن َكانَ فَ ِق ً‬
‫}بعد بلوغهم الحلم وإيناسكم الرشد منهم‬

‫{*فَأ َ ْش ِهدُواْ َعلَ ْي ِه ْم} هذا أمر من هللا لألولياء أن يشهدوا على األيتام إذا بلغوا الحلم‬
‫وسلموا إليهم أموالهم لئال يقع من بعضهم جحود‬

‫{ * َو َكفَى ِب َّ‬
‫اَّللِ َحسِيبًا} وكفى باهلل محاسبا وشاهدا ورقيبا على األولياء‬

‫يب ِم َّما ت َ َر َك ْال َوا ِلدَ ِ‬


‫ان َواأل َ ْق َربُونَ }‪..‬الجميع فيه سواء في حكم هللا‬ ‫َص ٌ‬
‫{* ِل ِلر َجا ِل ن ِ‬
‫يستوون في أصل الوراثة وإن تفاوتوا بحسب ما فرض هللا لكل منهم‬

‫ض َر ْال ِق ْس َمةَ أ ُ ْولُواْ ْالقُ ْربَى} قيل‪ :‬المراد حضر قسمة الميراث ذووا القربى‬
‫{* َوإِذَا َح َ‬
‫ين} فليرضخ لهم من التركة نصيب‪ ،‬و كان‬ ‫ممن ليس ميراث { َو ْاليَتَا َمى َو ْال َم َ‬
‫سا ِك ُ‬
‫واجبا أول اإلسالم‬

‫ش الَّذِينَ لَ ْو ت َ َر ُكواْ ِم ْن خ َْل ِف ِه ْم} قيل‪ :‬هذا في الرجل يحضره الموت فيسمعه‬
‫{* َو ْليَ ْخ َ‬
‫رجل يوصي بوصية تضر بورثته‪ ،‬فأمر تعالى الذي يسمعه أن يتقي هللا ويسدده‬
‫للصواب وقيل‪ :‬أي في مباشرة أكل أموال اليتامى‬

‫إن الَّذِينَ يَأ ْ ُكلُونَ أ َ ْم َوا َل ْاليَتَا َمى ُ‬


‫ظ ْل ًما}‪..‬أي‪ :‬إذا أكلوا أموال اليتامى بال سبب‬ ‫{* َّ‬
‫فإنما يأكلون نارا تأجج في بطونهم يوم القيامة‬

‫َّللاُ فِي أ َ ْوال ِد ُك ْم ِللذَّ َك ِر ِمثْ ُل َح ِظ األُنثَيَي ِْن} أي‪ :‬يأمركم بالعدل فيهم فإن‬
‫يوصي ُك ُم َّ‬
‫{* ِ‬
‫أهل الجاهلية كانوا يجعلون جميع الميراث للذكور دون اإلناث‬

‫ساء فَ ْوقَ اثْنَتَي ِْن}‪َ ..‬حكم فيها لألختين بالثلثين وإذا ورث األختان الثلثين‬
‫{*فَإِن ُك َّن ِن َ‬
‫فألن يرث البنتان الثلثين بالطريق األولى‬

‫ُس}األبوان لهما في اإلرث‬


‫سد ُ‬ ‫{*وألبويه َوأل َ َب َو ْي ِه ِل ُك ِل َو ِ‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ال ُّ‬
‫أحواألحدها ‪:‬أن يجتمعا مع األوالد فيُفرض لكل واحد منهما السدس وأخذ األب‬
‫السدس اآلخر بالتعصيب فيجمع له بين الفرض والتعصيب‬

‫الحالة الثانية‪:‬أن ينفرد األبوان بالميراث فيفرض لألم الثلث ويأخذ الباقي األب‬
‫بالتعصيب المحض فلو كان معهما زوج أو زوجة يأخذ الزوج النصف والزوجة‬
‫الربع‬

‫الحالة الثالثة ‪:‬اجتماعهما مع اإلخوة سواء كانوا من األب أو األم أو األبوين فإنهم ال‬
‫يرثون مع األب شيئا ويحجبون األم عن الثلث إلى السدس‬

‫ُس}اضروا باألم وال يرثون وال يحجبها األخ‬ ‫{*فَإِن َكانَ لَهُ ِإ ْخ َوة ٌ فَأل ُ ِم ِه ال ُّ‬
‫سد ُ‬
‫الواحد عن الثلث ويحجبها ما فوق ذلك‬

‫ُوصي ِب َها أ َ ْو دَي ٍْن} أجمع العلماء من السلف والخلف على أن‬
‫صيَّ ٍة ي ِ‬
‫{* ِمن بَ ْع ِد َو ِ‬
‫الديْن مقدم على الوصية‬

‫{*آبَا ُؤ ُك ْم َوأ َ ْبنَا ُؤ ُك ْم}‪...‬إنما فرضنا لآلباء واألبناء وساوينا بين الكل في أصل‬
‫الميراث على خالف ما كان األمر عليه في الجاهلية‬

‫{*الَ ت َ ْد ُرونَ أَيُّ ُه ْم أ َ ْق َر ُ‬


‫ب لَ ُك ْم نَ ْفعًا} النفع متوقع ومرجوا من هذا كما هو متوقع‬
‫ومرجوا من اآلخر فلهذا فرضنا لهذا وهذا‬

‫ضةً ِمنَ َّ‬


‫َّللاِ} هذا الذي ذكرناه من تفصيل الميراث وإعطاء بعض الورثة‬ ‫{* َف ِري َ‬
‫أكثر من بعض هو فرض من هللا حكم به وقضاه ‪،‬وهللا عليم حكيم معطي ُكال ما‬
‫يستحقه بحسب ِه‬

‫ف َما ت َ َر َك أ َ ْز َوا ُج ُك ْم ِإن لَّ ْم َي ُكن لَّ ُه َّن َولَدٌ} يقول تعالى‪ :‬ولكم أيها‬ ‫{* َولَ ُك ْم نِ ْ‬
‫ص ُ‬
‫الرجال نصف ما ترك أزواجكم إذا ُمتن من غير ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع‬
‫مما تركن‬
‫وأجمع العلماء أن الدين مقدم على الوصية وبعده الوصية ثم الميراث ‪ ،‬و ُحكم أوالد‬
‫البنين وإن سفلوا حكم أوالد الصلب‬

‫الربُ ُع ِم َّما ت َ َر ْكت ُ ْم} وسواء في الربع أو الثمن الزوجة والزوجتان والثالث‬
‫{* َولَ ُه َّن ُّ‬
‫واألربع يشتركن فيه‬

‫ث َكاللَةً أ َو ا ْم َرأَة ٌ} الكاللة‪ :‬مشتقة من اإلكليل وهو الذي‬


‫ُور ُ‬
‫{* َو ِإن َكانَ َر ُج ٌل ي َ‬
‫يحيط بالرأس من جوانبه والمراد هنا من يرثه من حواشيه ال أصوله وال فروعه‬

‫*قال أهل العلم ‪:‬الكاللة من ال ولد له وال والد { َولَهُ أ َ ٌخ أ َ ْو أ ُ ْخ ٌ‬


‫ت }من ٍأم كما هو‬
‫في قرآءة بعض السلف‬

‫ُس فَإِن َكانُواْ أ َ ْكث َ َر ِمن ذَ ِل َك}‪ ...‬إخوة األم يخالفون بقية‬ ‫{ *فَ ِل ُك ِل َو ِ‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ال ُّ‬
‫سد ُ‬
‫الورثة من وجوه أحدها‪ :‬أنهم يرثون مع من أدلوا به وهي األم‬
‫الثاني ‪:‬أن ذكورهم وإناثهم في الميراث سواء‬
‫يورث كاللة‬ ‫الثالث ‪:‬أنهم ال يرثون إال إذا كان ميتُهم َ‬
‫الرابع ‪:‬أنهم ال يزدادون على الثلث‬

‫ار} لتكن وصيته على العدل ال على‬


‫ض ٍ‬ ‫صى ِب َها أ َ ْو دَي ٍْن َ‬
‫غي َْر ُم َ‬ ‫صيَّ ٍة يُو َ‬
‫{* ِمن بَ ْع ِد َو ِ‬
‫اإلضرار والجور والحيف‪ ،‬بأن يحرم بعض الورثة أو ينقصه أو يزيده على ما‬
‫فرض هللا‬

‫{* ِت ْل َك ُحدُود ُ َّ‬


‫َّللاِ} هذه الفرائض والمقادير التي جعلها هللا للورثة بحسب قربهم من‬
‫الميت واحتياجهم إليه وفقدهم له هي حدود هللا فال تعتدوها‬

‫سولَهُ }أي‪ :‬فيها فلم يزد بعض الورثة ولم ينقص بعضها بحيلة‬ ‫{* َو َمن ي ُِطعِ َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬
‫ووسيلة بل تركهم على حكم هللا وفريضته‬

‫سولَهُ َويَت َ َعدَّ ُحدُودَهُ} أي لكونه غير ما حكم هللا به وضاد هللا‬ ‫ص َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬ ‫{* َو َمن يَ ْع ِ‬
‫في حكمه وهذا إنما يصدر عن عدم الرضا بما قسم هللا وحكم به‬
‫ابتداء اإلسالم أن المرأة إذا‬
‫ِ‬ ‫شةَ ِمن نِ َ‬
‫سائِ ُك ْم} كان الحكم في‬ ‫{* َوالَّالتِي يَأْتِينَ ْالفَ ِ‬
‫اح َ‬
‫ثبت زناها بالبينة العادلة ُحبست في بيت فال تمكن من الخروج إلى أن تموت‬

‫سبِيالً}فالسبيل الذي جعله هللا هو الناسخ‬ ‫ى َيت َ َوفَّا ُه َّن ْال َم ْوتُ أ َ ْو َي ْج َع َل َّ‬
‫َّللاُ لَ ُه َّن َ‬ ‫{* َحت َّ َ‬
‫لذلك فكان الحكم كذلك حتى أنزل هللا سورة النور فنسخها بالجلد أو الرجم‬

‫{*واللَّذَانَ َيأْتِيَانِ َها ِمن ُك ْم فَآذُوهُ َما}‪ ...‬آذوهما بالشتم والتعيير والضرب بالنعال‬
‫وكان الحكم كذلك حتى نسخه هللا بالجلد أو الرجم‬

‫صلَ َحا }أقلعا ونزعا عما كانا عليه وحسنت أعمالهما { فَأَع ِْر ُ‬
‫ضواْ‬ ‫{*فَإِن تَابَا َوأ َ ْ‬
‫َع ْن ُه َما }ال تعنفوهما بكالم قبيح بعد ذلك‬

‫سو َء ِب َج َهالَ ٍة }إنما يقبل هللا التوبة ممن عمل‬ ‫َّللاِ ِللَّذِينَ يَ ْع َملُونَ ال ُّ‬
‫{* ِإنَّ َما الت َّ ْوبَةُ َعلَى َّ‬
‫َّللاُ َعلَ ْي ِه ْم } وأما متى وقع اإلياس من الحياة‬
‫وب َّ‬ ‫السوء بجاهلة ثم يتوب {فَأُولَئِ َك َيت ُ ُ‬
‫وعاين الملك وحشرجت الروح في الحلق فال توبة مقبولة حينئذ‬

‫ت الت َّ ْوبَةُ ِللَّذِينَ يَ ْع َملُونَ ال َّ‬


‫س ِيئَاتِ‪.. ..‬إنِي تُبْتُ اآلنَ } وكما حكم تعالى بعدم‬ ‫{* َولَ ْي َ‬
‫س ِ‬
‫توبة أهل األرض إذا عاينوا الشمس طالعة من مغربها‬

‫{* َوالَ الَّذِينَ يَ ُموتُونَ َو ُه ْم ُكفَّ ٌ‬


‫ار} يعني أن الكافر إذا مات على كفره وشركه ال‬
‫ينفعه ندمه وال توبته وال يُقبل منه فدية ولو بملء األرض‬

‫{*يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ الَ يَ ِح ُّل لَ ُك ْم أَن ت َ ِرثُواْ النِ َ‬
‫ساء}‪ ..‬كانوا إذا مات الرجل كان‬
‫أولياءه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا زوجوها فهم أحق بها من‬
‫أهلها‬

‫{*الَ يَ ِح ُّل لَ ُك ْم أَن ت َ ِرثُواْ النِ َ‬


‫ساء َك ْر ًها}‪ ..‬وذلك أن الرجل كان يرث امرأة ذي‬
‫قرابته فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه صداقها فنهى هللا عن ذلك‬
‫ضلُو ُه َّن ِلت َ ْذ َهبُواْ ِب َب ْع ِ‬
‫ض َما آت َ ْيت ُ ُمو ُه َّن}‪ ..‬ال تضاروهن في ال ِعشرة لتترك‬ ‫{* َوالَ ت َ ْع ُ‬
‫ما أصدقتها أو بعضه أو حقا من حقوقها عليك‬

‫ش ٍة ُّمبَ ِينَ ٍة} إذا زنت فلك أن تسترجع منها الصداق الذي‬ ‫{* ِإالَّ أَن يَأْتِينَ ِبفَ ِ‬
‫اح َ‬
‫أعطيتها وتُضاجرها حتى تتركه لك وتخالعها‬

‫{* َو َعا ِش ُروهُ َّن ِب ْال َم ْع ُر ِ‬


‫وف} طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب‬
‫قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت مثله‬

‫سى}‪..‬عسى أن يكون صبركم في إمساكهن مع الكراهة فيه‬ ‫{*فَإِن َك ِر ْهت ُ ُموهُ َّن فَعَ َ‬
‫خير كثير لكم في الدنيا واآلخرة‬

‫{* َوإِ ْن أ َ َردت ُّ ُم ا ْستِ ْبدَا َل زَ ْوجٍ َّم َكانَ زَ ْوجٍ}‪..‬إذا أراد أحدكم أن يفارق امرأة ويستبدل‬
‫مكانها غيرها فال يأخذ مما كان أصدق األولى شيئا‬

‫ض ُك ْم ِإلَى َب ْع ٍ‬
‫ض}‪..‬وكيف تأخذون الصداق من‬ ‫ْف تَأ ْ ُخذُونَهُ َوقَ ْد أ َ ْف َ‬
‫ضى َب ْع ُ‬ ‫{* َكي َ‬
‫المرأة وقد أفضت إليها وأفضت إليك‬

‫{* َوأ َ َخ ْذنَ ِمن ُكم ِميثَاقًا َغ ِلي ً‬


‫ظا}قيل‪ :‬المراد بذلك العقد { َوالَ تَن ِك ُحواْ َما نَ َك َح آ َبا ُؤ ُكم‬
‫ساء}‪..‬يحرم تعالى زوجات اآلباء تكرمة لهم وإعظاما واحتراما أن توطأ من‬ ‫ِمنَ النِ َ‬
‫بعده حتى إنها لتحرم على االبن بمجرد العقد عليها‬

‫شةً َو َم ْقتًا}أي وبغضا ‪ ،‬فيؤدي إلى مقت األب البنه { َو َ‬


‫ساء‬ ‫{*إنَّهُ َكانَ فَ ِ‬
‫اح َ‬
‫سبِيالً}وبئس طريقا لمن سلكه‬ ‫َ‬

‫ت َعلَ ْي ُك ْم أ ُ َّم َهات ُ ُك ْم َو َبنَات ُ ُك ْم َوأَخ ََوات ُ ُك ْم}‪...‬هذه اآلية الكريمة هي آية تحريم‬
‫{* ُح ِر َم ْ‬
‫المحارم من النسب وما يتبعه من الرضاع والمحارم بالصهر‬

‫{* َوأ ُ َّم َهات ُ ُك ُم الَّالتِي أ َ ْر َ‬


‫ض ْعنَ ُك ْم}‪..‬كما يحرم عليك أمك التي ولدتك كذلك يحرم عليك‬
‫أمك التي أرضعتك وقال العلماء‪ :‬ال يحرم أقل من خمس رضعات وان تكون قبل‬
‫الحولين‪.‬‬

‫{* َوأ ُ َّم َهاتُ نِ َ‬


‫سائِ ُك ْم َو َربَائِبُ ُك ُم الَّالتِي فِي ُح ُج ِ‬
‫ور ُكم}أما أم المرأة فإنها تحرم بمجرد‬
‫العقد على بنتها والربيبة ‪:‬هي بنت المرأة فال تحرم حتى يدخل بأمها وهو مذهب‬
‫األئمة األربعة‬

‫فالجمهور على أن الربيبة التي دخل بأمها حرام سواء كانت في حجره أم ال‬

‫{* َو َحالئِ ُل أ َ ْبنَائِ ُك ُم الَّذِينَ ِم ْن أ َ ْ‬


‫صالبِ ُك ْم} حرمت عليكم زوجات أبنائكم الذين‬
‫ولدتموهم من أصالبكم فتحرم بمجرد العقد‬

‫ف} حرم عليكم الجمع بين األختين معا‬ ‫{* َوأَن ت َ ْج َمعُواْ بَيْنَ األ ُ ْختَي ِْن ِإالَّ َما قَ ْد َ‬
‫سلَ َ‬
‫في التزويج إال ما كان في جاهليتكم فقد عفونا عنه‬

‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم}أي و ُحرم عليكم من األجنبيات‬ ‫ساء إِالَّ َما َملَ َك ْ‬ ‫{ َو ْال ُم ْح َ‬
‫صنَاتُ ِمنَ النِ َ‬
‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم} أي‪ :‬ما ملكتموهن بالسبي‬
‫ال ُمحصنات وهن المتزوجات { ِإالَّ َما َملَ َك ْ‬

‫َّللاِ َعلَ ْي ُك ْم }هذا التحريم كتاب كتبه هللا عليكم فالزموا شرعه وما‬ ‫اب َّ‬
‫{* ِكت َ َ‬
‫فرضه {أَن ت َ ْبتَغُواْ بِأ َ ْم َوا ِل ُكم}‪ ..‬أي تُحصلوا بأموالكم من الزوجات إلى أربع أو‬
‫السراري ما شئتم بالطريق الشرعي‬

‫{*فَ َما ا ْست َ ْمت َ ْعتُم ِب ِه ِم ْن ُه َّن فَآتُوهُ َّن} كما تستمتعون بهن فآتوهن مهورهن مقابل‬
‫ذلك { َوالَ ُجنَا َح َعلَ ْي ُك ْم فِي َما ت َ َرا َ‬
‫ض ْيتُم} قال السدي‪ :‬إذا انقضت تلك المدة فليس له‬
‫سبيل عليها وهي منه بريئة وعليها ان تستبرأ ما في رحمها وليس بينهما ميراث‬

‫ت ْال ُمؤْ ِمنَا ِ‬


‫ت‬ ‫ط ْوالً} أي سعة وقدرة { أَن يَن ِك َح ْال ُم ْح َ‬
‫صنَا ِ‬ ‫{* َو َمن لَّ ْم يَ ْست َ ِط ْع ِمن ُك ْم َ‬
‫ت} فتزوجوا‬ ‫ت أ َ ْي َمانُ ُكم ِمن فَتَيَاتِ ُك ُم ْال ُمؤْ ِمنَا ِ‬
‫}أي‪ :‬الحرائر العفائف {فَ ِمن َّما َملَ َك ْ‬
‫من اإليماء المؤمنات الالتي يملكهن المؤمنون‬

‫ض} هو العالم بحقائق األمور وسرائرها‬ ‫َّللاُ أ َ ْعلَ ُم بِإِي َمانِ ُك ْم بَ ْع ُ‬


‫ض ُكم ِمن بَ ْع ٍ‬ ‫{* َو َّ‬
‫وإنما لكم أيها الناس الظاهر من األمور {فَان ِك ُحو ُه َّن ِبإ ِ ْذ ِن أ َ ْه ِل ِه َّن} دل على أن‬
‫السيد هو ولي أ َمته‬

‫{* َوآتُو ُه َّن أ ُ ُج َ‬


‫ور ُه َّن ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف} ادفعوا مهورهن عن طيب نفس منكم وال‬
‫تبخسوا منه شيئا‬

‫ت} وهن‪ :‬الزواني‬‫سافِ َحا ٍ‬


‫ت} عفائف عن الزنا ال يتعاطينه { َغي َْر ُم َ‬ ‫صنَا ٍ‬
‫{* ُم ْح َ‬
‫ان} أي‪ :‬أخالء‬ ‫ت أ َ ْخدَ ٍ‬
‫الالتي ال يمنعن من أرادهن بالفاحشة{ َوالَ ُمت َّ ِخذَا ِ‬

‫ش ٍة} األظهر المراد باإلحصان هنا التزويج {ذَ ِل َك‬


‫اح َ‬ ‫{* َفإِذَا أ ُ ْح ِ‬
‫ص َّن َفإ ِ ْن أَتَيْنَ ِبفَ ِ‬
‫َت ِمن ُك ْم }إنما يباح نكاح اإلماء بالشروط المتقدمة لمن خاف على‬ ‫ِي ْالعَن َ‬
‫ِل َم ْن َخش َ‬
‫ع في الزنا‬ ‫نفسه الوقو َ‬

‫صبِ ُرواْ َخي ٌْر لَّ ُك ْم} إن ترك تزوجها وجاهد نفسه في الكف عن الزنا‪،‬‬
‫{* َوأَن ت َ ْ‬
‫فهو خير له ألنه إذا تزوجها جاء أوالده أرقاء لسيدها‬

‫َّللاُ ِليُ َبيِنَ لَ ُك ْم َو َي ْه ِد َي ُك ْم} يُخبر تعالى أنه يريد أن يبين لكم أيها المؤمنون‬
‫{*ي ُِريدُ َّ‬
‫سنَنَ }طرائقهم الحميدة واتباع شرائعه التي‬‫ما أحل لكم وحرم عليكم { َويَ ْه ِديَ ُك ْم ُ‬
‫يحبها‬

‫ع ِظي ًما }يريد أتباع الشياطين من‬ ‫وَّللاُ ي ُِريدُ أَن يَت ُ َ‬
‫وب َعلَ ْي ُك ْم َوي ُِريد ُ ‪َ ...‬م ْيالً َ‬ ‫{* َّ‬
‫اليهود والنصارى أن تميلوا عن الحق إلى الباطل ميال عظيما‬

‫ف َعن ُك ْم }في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يُقدر لكم ولهذا‬ ‫َّللاُ أَن يُ َخ ِف َ‬
‫{*ي ُِريدُ َّ‬
‫ض ِعيفًا}فناسبه التخفيف لضعفه‬ ‫س ُ‬
‫ان َ‬ ‫أباح اإلماء بشروط { َو ُخ ِلقَ ِ‬
‫اإلن َ‬

‫{* َيا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ الَ تَأ ْ ُكلُواْ أ َ ْم َوالَ ُك ْم}‪..‬ينهى عباده أن يأكلوا أموال بعضهم‬
‫بعضا بالباطل أي‪ :‬بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية‬

‫اض ِمن ُك ْم}‪.‬لكن المتاجر المشروعة التي تكون عن‬ ‫{* ِإالَّ أَن ت َ ُكونَ تِ َج َ‬
‫ارة ً َعن ت َ َر ٍ‬
‫تراض من البائع والمشتري فافعلوها‬

‫س ُك ْم} بارتكاب محارم هللا وتعاطي معاصيه وأكل أموالكم بينكم‬ ‫{* َوالَ ت َ ْقتُلُواْ أَنفُ َ‬
‫َّللاَ َكانَ بِ ُك ْم َر ِحي ًما}فيما أمركم به ونهاكم عنه‬
‫بالباطل{ ِإ َّن َّ‬

‫ظ ْل ًما}ومن يتعاطى ما نهاه هللا عنه متعديا ظالما في‬ ‫ع ْد َوانًا َو ُ‬


‫{*و َمن َي ْف َع ْل ذَ ِل َك ُ‬
‫َارا }تهديد ووعيد شديد فليحذر منه كل‬ ‫ف نُ ْ‬
‫ص ِلي ِه ن ً‬ ‫تعاطيه عالما بتحريمه{فَ َ‬
‫س ْو َ‬
‫عاقل‬

‫*{ ِإن ت َ ْجت َ ِنبُواْ َكبَا ِئ َر َما ت ُ ْن َه ْونَ َ‬


‫ع ْنهُ}إذا اجتنبتم كبائر اآلثام التي نهيتم عنها كفرنا‬
‫عنكم صغائر الذنوب وأدخلناكم الجنة‬

‫*وقيل الكبائر ‪:‬المعصية الموجبة للحد‪ ،‬وقيل ‪:‬المعصية التي يلحق صاحبها‬
‫الوعيد الشديد‪ ،‬وقيل ‪:‬كل جريمة تنبئ بقلة اكتراث مرتكبها بالدين ورقة الديانة‬

‫ض ُك ْم َعلَى بَ ْع ٍ‬
‫ض} وال يتمنى الرجل فيقول ليت‬ ‫{* َوالَ ت َت َ َمنَّ ْوا َما فَ َّ‬
‫ض َل َّ‬
‫َّللاُ ِب ِه َب ْع َ‬
‫لو أن لي مال فالن وأهلهُ فنهي عن ذلك ولكن يسأل هللا من فضله‬

‫يب}‪ .‬كل له جزاء على عمله بحسبه‬


‫َص ٌ‬ ‫سبُواْ َو ِللنِ َ‬
‫ساء ن ِ‬ ‫يب ِم َّما ا ْكت َ َ‬
‫َص ٌ‬
‫{* ِل ِلر َجا ِل ن ِ‬
‫إن خير فخير وإن شر فشر‬

‫ض ِل ِه} ال تتمنوا ما فضلنا لكم به بعضكم على بعض فإنه أمر‬ ‫َّللاَ ِمن فَ ْ‬ ‫{* َواسْأَلُواْ َّ‬
‫يءٍ َع ِلي ًما}هو عليم بمن يستحق الدنيا فيعطيه منها‬ ‫َّللاَ َكانَ ِب ُك ِل َ‬
‫ش ْ‬ ‫محتوم { ِإ َّن َّ‬

‫ي}أي ورثة وقيل‪ :‬عصبة { ِم َّما ت َ َر َك ْال َوا ِلدَ ِ‬


‫ان َواأل َ ْق َربُونَ }من‬ ‫{* َو ِل ُك ٍل َجعَ ْلنَا َم َوا ِل َ‬
‫تركة والديه وأقربائه من الميراث‬

‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم}والذين تحالفتم باأليمان المؤكدة أنتم وهم ‪،‬فآتوهم‬


‫{* َوالَّذِينَ َعقَدَ ْ‬
‫نصيبهم من الميراث كما وعدتموهم في األيمان المغلظة‬
‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم}عن ابن عباس قال‪ :‬كان المهاجرون لما قدموا المدينة‬ ‫{* َوالَّذِينَ َعقَدَ ْ‬
‫ت‬ ‫يرث المهاجر األنصاري دون ذوي رحمه ثم نسخت بقوله { َوالَّذِينَ َ‬
‫عقَدَ ْ‬
‫أ َ ْي َمانُ ُك ْم فَآتُو ُه ْم ن ِ‬
‫َصيبَ ُه ْم} من النصر والرفادة والنصيحة‬

‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم فَآتُو ُه ْم ن ِ‬
‫َصيبَ ُه ْم} من الميراث فأيما حلف عقد بعد ذلك‬ ‫{* َوالَّذِينَ َعقَدَ ْ‬
‫فال تأثير له‬

‫ساء‪}.‬أي‪:‬الرجل قي ٌم على المرأة أي‪ :‬وهو رئيسها‬ ‫{الر َجا ُل َق َّوا ُمونَ َعلَى النِ َ‬
‫* ِ‬
‫ض}ألن الرجال أفضل‬ ‫ض ُه ْم َعلَى بَ ْع ٍ‬ ‫وكبيرها والحاكم عليها { ِب َما فَ َّ‬
‫ض َل َّ‬
‫َّللاُ َب ْع َ‬
‫من النساء وخير‪..‬‬

‫{* َو ِب َما أَنفَقُواْ ِم ْن أ َ ْم َوا ِل ِه ْم} أي‪ :‬من المهور والنفقات {فَال َّ‬
‫صا ِل َحاتُ }من النساء {‬
‫َّللاُ}تحفظ زوجها في‬ ‫ظ َّ‬ ‫ات ِل ْلغَ ْي ِ‬
‫ب ِب َما َح ِف َ‬ ‫ظ ٌ‬‫ات}مطيعات ألزواجهن { َحافِ َ‬ ‫قَا ِنت َ ٌ‬
‫غيبته في نفسها وماله‬

‫{* َوالَّالتِي تَخَافُونَ نُ ُ‬


‫شوزَ ُه َّن}والنساء الالتي تخافون أن ينشزن على أزواجهن‬
‫‪،‬والنشوز ‪:‬اإلرتفاع فالناشز هي‪:‬المرتفعة على زوجها التاركة ألمره المعرضة‬
‫عنه المبغضة له‬

‫اجعِ}قيل‪ :‬الهجر هو أن ال يجامعها ويُضاجعها على‬


‫ض ِ‬‫{* َوا ْه ُج ُرو ُه َّن فِي ْال َم َ‬
‫فراشها ويوليها ظهره إن لم تقبل الوعظ‬

‫{* َواض ِْربُو ُه َّن}إذا لم يرتدعن بالموعظة وال بالهجران فلكم أن تضربوهن‬
‫ضربا غير مبرح {فَإ ِ ْن أ َ َ‬
‫ط ْعنَ ُك ْم فَالَ ت َ ْبغُواْ َعلَ ْي ِه َّن َ‬
‫سبِيالً}إن أطاعته فليس له‬
‫ضربها وال هجرها‪.‬‬

‫يرا}تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب {‬ ‫{* ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َكانَ َع ِليًّا َك ِب ً‬
‫َو ِإ ْن ِخ ْفت ُ ْم ِشقَاقَ َب ْي ِن ِه َما}إذا وقع الشقاق بين الزوجين أسكنهما الحاكم إلى جنب ثقة‬
‫ينظر في أمرهما ويمنع الظالم منهما من الظلم ‪،‬فإن طالت خصومتهما بعث‬
‫الحاكم ثقة من أهل الرجل وثقة من أهل المرأة لينظرا في أمرهما ويفعال ما فيه‬
‫مصلحة مما يريانه من التفريق أو التوفيق‬

‫َّللاَ َوالَ ت ُ ْش ِر ُكواْ بِ ِه َ‬


‫ش ْيئًا}يأمر تعالى بعبادته وحده فإنه الخالق‬ ‫{* َوا ْعبُدُواْ َّ‬
‫سانًا} أوصى باإلحسان إلى الوالدين فإن هللا‬ ‫الرازق المنعم { َوبِ ْال َوا ِلدَي ِْن ِإ ْح َ‬
‫جعلهما سببا في خروجك من العدم إلى الوجود‬

‫ين}وهم المحاويج‬ ‫{* َو ْاليَتَا َمى} وذلك ألنهم فقدوا من يقوم بمصالحهم{ َو ْال َم َ‬
‫سا ِك ِ‬
‫من ذوي الحاجات الذين ال يجدون من يقوم بكفالتهم‬

‫ب}الجار ذي القربى‪ :‬يعني الذي بينك وبينه‬‫ار ْال ُجنُ ِ‬


‫ار ذِي ْالقُ ْر َبى َو ْال َج ِ‬
‫{* َو ْال َج ِ‬
‫قرابة ‪،‬والجار الجنب‪ :‬ليس بينك وبينه قرابة‬

‫س ِبي ِل}قيل‪:‬‬
‫ب}قيل‪ :‬المرأة وقيل‪ :‬الرفيق في السفر { َواب ِْن ال َّ‬
‫ب ِبال َجن ِ‬
‫اح ِ‬
‫ص ِ‬‫{* َوال َّ‬
‫هو الضيف وقيل الذي يمر عليك مجتازا في السفر‬

‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم}وصية باألرقاء الن الرقيق ضعيف الحيلة { ِإ َّن َّ‬


‫َّللاَ الَ ي ُِحبُّ‬ ‫{* َو َما َملَ َك ْ‬
‫ورا}مختاال في نفسه معجبا متكبرا فخورا على الناس‬ ‫َمن َكانَ ُم ْختَاالً فَ ُخ ً‬

‫اس ِب ْالب ُْخ ِل}يقول تعالى أما الذين يبخلون بأموالهم‬ ‫{*الَّذِينَ يَ ْب َخلُونَ َويَأ ْ ُم ُرونَ النَّ َ‬
‫أن ينفقوها فيما أمرهم هللا{ َو َي ْكت ُ ُمونَ َما آتَاهُ ُم َّ‬
‫َّللاُ ِمن فَ ْ‬
‫ض ِل ِه }فالبخيل َج ُحود لنعمة‬
‫هللا وال تظهر عليه وال تبين في مأكله وال ملبسه‬

‫{* َوأ َ ْعت َ ْدنَا ِل ْل َكافِ ِرينَ َ‬


‫عذَابًا ُّم ِهينًا}‪.‬الكفر هو‪ :‬الستر والتغطية‪ ،‬فالبخيل يستر نعمة‬
‫هللا ويكتمها ويجحدها فهو كافر بنعمة هللا‬

‫{* َوالَّذِينَ يُن ِفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِرئَاء النَّ ِ‬


‫اس}‪ .‬بعد أن ذكر البخالء ذكر الباذلين‬
‫المرائين الذين يقصدون بإعطائهم السمعة وأن يمدحوا‪.‬‬

‫اآلخ ِر}إنما حملهم صنيعهم القبيح وعدولهم عن‬ ‫اَّللِ َوالَ بِ ْاليَ ْو ِم ِ‬
‫{* َوالَ يُؤْ ِمنُونَ بِ َّ‬
‫ساء‬ ‫ش ْي َ‬
‫طا ُن لَهُ قَ ِرينًا فَ َ‬ ‫فعل الطاعة على وجهها الشيطان فإنه سول لهم{ َو َمن يَ ُك ِن ال َّ‬
‫قَ ِرينًا }‬

‫ي شيء يضرهم لو آمنوا باهلل وسلكوا‬ ‫*{ َماذَا َعلَ ْي ِه ْم لَ ْو آ َمنُواْ بِ َّ‬
‫اَّللِ ‪}..‬أي‪ :‬وأ ُ‬
‫الطريق الحميدة وعدلوا عن الرياء إلى اإلخالص‬

‫{* َو َكانَ َّ‬


‫َّللاُ ِب ِهم َع ِلي ًما}‪.‬عليم بنياتهم الصالحة والفاسدة‬

‫َّللاَ الَ يَ ْ‬
‫ظ ِل ُم ِمثْقَا َل ذَ َّرةٍ}‪ ..‬يخبر تعالى أنه ال يَظلم مثقال حبة خردل وال‬ ‫{* ِإ َّن َّ‬
‫مثقال ذرة بل يوفيها ويضاعفها له إن كانت حسنة‬

‫ْف إِذَا ِجئْنَا ِمن ُك ِل أ ُ َّم ٍة بِ َ‬


‫ش ِهي ٍد}‪ ...‬يخبر تعالى عن هول يوم القيامة وشدة‬ ‫{*ف َكي َ‬
‫أمره وشأنه فكيف يكون األمر والحال يوم القيامة حين يجيء بكل أمة بنبي‬

‫سو َل لو}‪ ...‬انشقت وبلعتهم مما يرون من‬ ‫الر ُ‬ ‫{*يَ ْو َمئِ ٍذ يَ َودُّ الَّذِينَ َكفَ ُرواْ َو َع َ‬
‫ص ُواْ َّ‬
‫أهوال الموقف وما يح ُل يهم من الخزي والفضيحة{ والَ يَ ْكت ُ ُمونَ َّ‬
‫َّللاَ‬
‫َحدِيثًا}‪.‬يعترفون بجميع ما فعلوه وال يكتمون منه شيئا‬

‫{*يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ الَ ت َ ْق َربُواْ ال َّ‬


‫صالة َ}ينهى تعالى عباده عن فعل الصالة في‬
‫حال السكر الذي ال يدري معه المصلي ما يقول‪ ،‬وعن قربان محلها التي هي‬
‫المساجد للجنب‬
‫والخطاب بالنسبة للسكران الذي يفهم الكالم دون السكران الذي ال يفهم الخطاب‬
‫الن ذاك في حكم المجنون‬

‫ى ت َ ْعلَ ُمواْ َما تَقُولُونَ }هذا أحسن ما يقال في حد السكران أنه ال يدري ما‬
‫{* َحت َّ َ‬
‫يقول‬

‫{* َوالَ ُجنُبًا ِإالَّ َعا ِب ِري َ‬


‫س ِبي ٍل}قال أهل العلم‪ :‬ال تدخلوا المسجد وأنتم جنب إال‬
‫عابري سبيل وعابر السبيل‪ :‬المجتاز مرا وقطعا يقال عبرت هذا الطريق فأنا‬
‫عبرته عبورا‬
‫ى ت َ ْغت َ ِسلُواْ} وهو دليل لما ذهب إليه مالك وأبو حنيفة والشافعي أنه َيحرم‬
‫{* َحت َّ َ‬
‫على الجنب المكث في المسجد حتى يغتسل أو يتيمم إن عدم وجود الماء‪ ،‬وذهب‬
‫أحمد انه متى توضأ الجنب فله المكوث‪.‬‬

‫ضى أ َ ْو َعلَى َ‬
‫سفَ ٍر } المرض المبيح للتيمم الذي يخاف معه من‬ ‫{* َو ِإن ُكنتُم َّم ْر َ‬
‫استعمال الماء فوات عضو أو تطويل البرء‬

‫{*أ َ ْو َجا َء أ َ َحدٌ ِمن ُكم ِمن ْالغَائِ ِط}الغائط‪ :‬المكان المطمئن من األرض وهو الحدث‬
‫ساء}قيل‪ :‬أنه كناية عن الجماع‬ ‫األصغر {أ َ ْو ال َم ْست ُ ُم النِ َ‬

‫{*فَلَ ْم ت َ ِجدُواْ َماء}‪.‬استنبط كثير من الفقهاء من هذه اآلية أنه ال يجوز التيمم لعادم‬
‫الماء إال بعد طلب الماء فمتى طلبه فلم يجده جاز له حينئذ التيمم‬

‫ص ِعيدًا َ‬
‫طيِبًا }الصعيد‪ :‬كل ما صعد على وجه األرض الطيب‪ :‬أي الحالل‬ ‫{* َ‬
‫وقيل الذي ليس بنجس‬

‫س ُحواْ ِب ُو ُجو ِه ُك ْم َوأ َ ْيدِي ُك ْم} التيمم بدل عن الوضوء { ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َكانَ َعفُ ًّوا‬ ‫{*فَا ْم َ‬
‫ورا}ومن عفوه عنكم وغفرانه أن شرع لكم التيمم وأباح لكم فعل الصالة به‬ ‫َغفُ ً‬

‫ب}يخبر تعالى عن اليهود أنهم يشترون‬ ‫{*أ َل ْم ت َ َر ِإ َلى الَّذِينَ أُوتُواْ ن ِ‬


‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫الضاللة بالهدى ويُعرضون عن ما أنزل هللا على رسوله ليشتروا به ثمنا قليال‬
‫من حطام الدنيا‬

‫س ِبي َل}يودون لو تكفروا بما أنزل عليكم أيها‬‫ضلُّواْ ال َّ‬ ‫{* َوي ُِريدُونَ أَن ت َ ِ‬
‫َّللاُ أ َ ْعلَ ُم بِأ َ ْعدَائِ ُك َم }هو أعلم بهم ومحذركم منهم { َو َكفَى بِ َّ‬
‫اَّللِ َو ِليًّا‬ ‫المؤمنون{ َو َّ‬
‫يرا}وليا لمن لجأ إليه ونصيرا لمن استنصره‬ ‫َص ً‬ ‫َو َكفَى بِ َّ‬
‫اَّللِ ن ِ‬

‫اض ِع ِه}يتأولون الكالم على غير تأويله‬ ‫{* ِمنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُ َح ِرفُونَ ْال َك ِل َم َ‬
‫عن َّم َو ِ‬
‫قصدا منهم وافتراء‬
‫ص ْينَا}سمعنا ما قلته يا محمد ولن نطيعك فيه { َوا ْس َم ْع‬ ‫{* َويَقُولُونَ َ‬
‫س ِم ْعنَا َو َع َ‬
‫َغي َْر ُم ْس َمعٍ}اسْمع ما نقول ال سمعت وهذا استهزاء منهم واستهتار‬

‫{* َو َرا ِعنَا لَيًّا ِبأ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم}يو ِهمون أنهم يقولون راعنا سمعك بقولهم راعنا وإنما‬
‫يريدون الرعونة بسبهم النبي‬

‫س ِم ْعنَا َوأ َ َ‬
‫ط ْعنَا َوا ْس َم ْع ‪ ..‬فَالَ يُؤْ ِمنُونَ إِالَّ قَ ِليالً} قلوبهم مطرودة‬ ‫{* َولَ ْو أَنَّ ُه ْم قَالُواْ َ‬
‫عن الخير ُمبعدة منه‬

‫اب ِآمنُواْ} يأمر تعالى أهل الكتاب باإليمان بما أنزل هللا‬ ‫{* َيا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُواْ ْال ِكت َ َ‬
‫س ُو ُجو ًها }‬ ‫يفعلوا{من قَ ْب ِل أَن نَّ ْ‬
‫ط ِم َ‬ ‫ِ‬ ‫على عبده ورسوله ومهددا لهم إن لم‬

‫*فطمسها هو ردها إلى األدبار وجعل أبصارهم من ورائهم وقيل‪ :‬من قبل أن‬
‫نطمس وجوها فال يبقى لها سمع وال بصر ونردها على أدبارها‬

‫ت }الذين اعتدوا في سبتهم بالحيلة على‬‫س ْب ِ‬


‫اب ال َّ‬
‫ص َح َ‬ ‫*{أ َ ْو ن َْل َعنَ ُه ْم َك َما لَ َعنَّا أ َ ْ‬
‫{و َكانَ أ َ ْم ُر َّ‬
‫َّللاِ َم ْفعُوالً }إذا أمر بأمر فإنه ال يخالف وال يمانع‬ ‫االصطياد َ‬

‫َّللاَ الَ يَ ْغ ِف ُر أَن يُ ْش َر َك ِب ِه}ال يغفر لعبد لقيه وهو مشرك ويغفر ما دون ذلك‬
‫{* ِإ َّن َّ‬
‫من الذنوب لمن يشاء من عباده {ومن يشرك باهلل فقد افترى}‪..‬‬

‫*{أَلَ ْم ت َ َر ِإلَى الَّذِينَ يُزَ ُّكونَ أَنفُ َ‬


‫س ُه ْم}المرجع في ذلك إلى هللا ألنه عالم بحقائق‬
‫ُظلَ ُمونَ فَتِيالً}وال يترك ألحد من األجر ما يوزن مقدار‬‫{والَ ي ْ‬‫األمور وغوامضها َ‬
‫الفتيل‪ :‬قيل ما يكون في شق النواة‬

‫َّللاِ ْال َكذ َ‬


‫ِب}في تزكيتهم أنفسهم ودعواهم أنهم أبناء‬ ‫ْف يَ ْفت َ ُرونَ َعلَى َّ‬ ‫{*ان ُ‬
‫ظ ْر َكي َ‬
‫هللا { َو َكفَى ِب ِه ِإثْ ًما ُّم ِبينًا}وكفى بصنيعهم هذا كبرا وافتراء ظاهرا‬

‫{*أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ ن ِ‬


‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب}قيل‪ :‬الجبت السحر والطاغوت‬
‫الشيطان وقال أبو نصر الجوهري الجبت‪:‬كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر‬
‫ونحو ذلك‬
‫__________________‬

‫حسابي في تويتر‬

‫‪#3‬‬
‫‪10-08-16, 09:34 AM‬‬

‫تاريخ التسجيل‪13-03-07 :‬‬


‫هـوازن العُتيبي‬
‫الدولة‪ :‬بـالد الشـام‪..‬‬
‫وفقه هللا‬
‫المشاركات‪277 :‬‬

‫رد‪ :‬اختصار تفسير سورة النساء من "صحيحِ تفسير ابن كثير"‬

‫{* َو َيقُولُونَ ِللَّذِينَ َكفَ ُرواْ َهؤُالء أ َ ْهدَى}‪ ..‬يُفضلون الكفار على المسلمين بجهلهم‬
‫َّللاُ َو َمن يَ ْلعَ ِن}‪..‬‬
‫وقلة دينهم { ْولَئِ َك الَّذِينَ لَعَنَ ُه ُم َّ‬

‫يب ِمنَ ْال ُم ْل ِك}هذا استفهام إنكار أي‪:‬ليس لهم نصيب من الملك ثم‬ ‫{*أ َ ْم لَ ُه ْم ن ِ‬
‫َص ٌ‬
‫وصفهم بالبخل {فَإِذًا الَّ يُؤْ تُونَ النَّ َ‬
‫اس نَ ِق ً‬
‫يرا } والنقير النقطة‪ :‬في النواة‬

‫{*أ َ ْم يَ ْح ُ‬
‫سدُونَ النَّ َ‬
‫اس}‪ ..‬يعني بذلك حسدهم النبي على ما رزقه هللا من النبوة‬
‫العظيمة ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم لكونه من العرب وليس من بني‬
‫إسرائيل‬
‫صدَّ َع ْنهُ}كفر به‬
‫{*فَ ِم ْن ُهم َّم ْن آ َمنَ بِ ِه} بهذا اإليتاء وهذا اإلنعام { َو ِم ْن ُهم َّمن َ‬
‫وأعرض عنه وهو منهم ومن جنسهم فكيف بك يا محمد ولست من بني إسرائيل‬

‫ع ْنهُ} فالكفرة منهم أشد‬ ‫*وقيل {فَ ِم ْن ُهم َّم ْن آ َمنَ بِ ِه} أي‪ :‬بمحمد { َو ِم ْن ُهم َّمن َ‬
‫صدَّ َ‬
‫يرا}‬ ‫تكذيبا وأبعد عن ما جئتهم فتوعدهم { َو َكفَى ِب َج َهنَّ َم َ‬
‫س ِع ً‬

‫َارا} ندخلهم فيها دخوال يُحيط بجميع‬ ‫ف نُ ْ‬


‫ص ِلي ِه ْم ن ً‬ ‫{* ِإ َّن الَّذِينَ َكفَ ُرواْ بِآ َيا ِتنَا َ‬
‫س ْو َ‬
‫ت ُجلُودُ ُه ْم}‪..‬يخبر عن دوام عقوبتهم ونكالهم‬ ‫َض َج ْ‬ ‫أجزائهم{ ُكلَّ َما ن ِ‬

‫ت}‪...‬إخبار عن مآل السعداء في جنات عدن‬ ‫{* َوالَّذِينَ آ َمنُواْ َو َع ِملُواْ ال َّ‬
‫صا ِل َحا ِ‬
‫التي تجري فيها األنهار في جميع فجاجها وأرجائها‬

‫ط َّه َرة ٌ}من الحيض والنفاس واألذى واألخالق‬ ‫{*لَّ ُه ْم فِي َها أ َ ْز َوا ٌج ُّم َ‬
‫الرذيلة{ َونُ ْد ِخلُ ُه ْم ِظالًّ َ‬
‫ظ ِليالً}ظال عميقا كثيرا طيبا أنيقا‬

‫َّللاَ يَأ ْ ُم ُر ُك ْم أَن ت ُ َؤدُّواْ األ َ َمانَا ِ‬


‫ت}يأمر تعالى بأداء األمانات إلى أهلها وهو‬ ‫{* ِإ َّن َّ‬
‫يعم جميع األمانات الواجبة على اإلنسان من حقوق هللا على عباده‬

‫أمر منه تعالى بال ُحكم بالعدل بين‬ ‫اس أَن ت َ ْح ُك ُمواْ بِ ْالعَ ْد ِل} ٌ‬‫{* َوإِذَا َح َك ْمتُم بَيْنَ النَّ ِ‬
‫يرا}سميع‬
‫ص ً‬ ‫ظ ُكم ِب ِه}أي‪ :‬يأمركم به { ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َكانَ َ‬
‫س ِميعًا بَ ِ‬ ‫َّللاَ نِ ِع َّما يَ ِع ُ‬
‫الناس { ِإ َّن َّ‬
‫بأقوالكم‪ ،‬بصير بأفعالكم‬

‫َّللاَ َوأ َ ِطيعُواْ}‪ ..‬عن ابن عباس‪ :‬قال نزلت في عبد‬


‫{*يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ أ َ ِطيعُواْ َّ‬
‫هللا بن حذافة إذ بعثه النبي في سرية‬

‫{* َوأُو ِلي األ َ ْم ِر ِمن ُك ْم}يعني‪ :‬أهل الفقه والدين واآلية تعم أولي األمر من األمراء‬
‫والعلماء‬

‫سو َل}خذوا بسنته { َوأُو ِلي األ َ ْم ِر‬ ‫َّللاَ}اتبعوا كتابه{ َوأ َ ِطيعُواْ َّ‬
‫الر ُ‬ ‫*وقوله {أ َ ِطيعُواْ َّ‬
‫ِمن ُك ْم}فيما أمروكم به من طاعة هللا ال في معصيته‬
‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ}‪ ..‬أي‪ :‬إلى كتاب هللا وسنة رسوله { ِإن ُكنت ُ ْم‬
‫{*فَإِن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫اآلخ ِر}ردوا الخصومات إلى كتاب هللا وسنة رسوله‬ ‫اَّللِ َو ْال َي ْو ِم ِ‬
‫تُؤْ ِمنُونَ بِ َّ‬
‫فتحاكموا إليها فيما شجر بينكم‬

‫س ُن تَأ ْ ِويالً}وأحسن عاقبة ومآال ‪،‬وقيل‪ :‬أحسن جزاء‬


‫{*ذَ ِل َك َخي ٌْر َوأ َ ْح َ‬

‫ع ُمونَ أَنَّ ُه ْم آ َمنُواْ بِ َما أ ُ ِ‬


‫نز َل إِلَي َْك}‪..‬هذا إنكار على من يَدعي‬ ‫{*أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذِينَ يَ ْز ُ‬
‫اإليمان بما أنزل هللا على رسوله وعلى األنبياء األقدمين ومع ذلك يريدون أن‬
‫يفصلوا الخصومات إلى غير ما أنزل هللا‬ ‫ِ‬

‫صدُودًا}يُعرضون عنك إعراضا كالمستكبرين عن ذلك ‪ ،‬ثم‬


‫نك ُ‬‫ع َ‬‫صدُّونَ َ‬
‫{*يَ ُ‬
‫قال في ذم المنافقين‬

‫صيبَةٌ}‪..‬فكيف بهم إذا ساقتهم المقادير إليك في مصائب‬ ‫ْف إِذَا أ َ َ‬


‫صابَتْ ُهم ُّم ِ‬ ‫{*فَ َكي َ‬
‫تطرقهم بسبب ذنوبهم واحتاجوا إليك في ذلك {ث ُ َّم َجاؤ َ‬
‫ُوك يَ ْح ِلفُونَ ِب َّ‬
‫اَّللِ}‪..‬‬

‫*فيحلفون ويعترفون إليك ما أردنا بذهابنا غيرك وتحاكمنا إلى أعدائك إال‬
‫اإلحسان والتوفيق‪ ،‬أي المدارة والمصانعة ال اعتقادا منا صحة تلك الحكومة‬

‫{* ْو َلئِ َك الَّذِينَ َي ْعلَ ُم َّ‬


‫َّللاُ َما فِي قُلُو ِب ِه ْم}هذا الضرب من الناس هم المنافقون وهللا‬
‫يعلم ما في قلوبهم وسيجازيهم {فَأَع ِْر ْ‬
‫ض َع ْن ُه ْم} ال تُعنفهم على ما في قلوبهم‬

‫ظ ُه ْم} وانههم عما في قلوبهم من النفاق وسرائر الشر { َوقُل لَّ ُه ْم فِي‬ ‫{* َو ِع ْ‬
‫أَنفُ ِس ِه ْم قَ ْوالً َب ِليغًا} انصحهم في ما بينك وبينهم بكالم بليغ رادع لهم‬

‫ع} فرضت طاعته على من أرسله إليهم{ ِبإِذْ ِن‬ ‫س ْلنَا ِمن َّر ُ‬
‫سو ٍل ِإالَّ ِليُ َ‬
‫طا َ‬ ‫{* َو َما أ َ ْر َ‬
‫َّللاِ} فال يطيعهم إال من وفقته لذلك‬ ‫َّ‬

‫ُوك}‪ ..‬يرشد تعالى العصاة أن يأتوا إلى رسول‬


‫س ُه ْم َجاؤ َ‬ ‫{* َولَ ْو أَنَّ ُه ْم إِذ َّ‬
‫ظلَ ُمواْ أَنفُ َ‬
‫هللا فيستغفروا هللا عنده ويسألوه أن يستغفر لهم {لَ َو َجدُواْ َّ‬
‫َّللاَ ت َ َّوابًا َّر ِحي ًما}‬

‫{*فَالَ َو َر ِب َك الَ يُؤْ ِمنُونَ }‪..‬يقسم تعالى بنفسه أنهم ال يؤمنون حتى يحكموا‬
‫الرسول في جميع األمور‬

‫ْت}‪..‬إذا حك ُموك يطيعونك في بواطنهم‬ ‫{*ث ُ َّم الَ يَ ِجدُواْ فِي أَنفُ ِس ِه ْم َح َر ًجا ِم َّما قَ َ‬
‫ضي َ‬
‫فال يجدون حرجا مما حكمت به وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلموا لذلك‬
‫تسليما كليا من غير ممانعة وال منازعة‬

‫{* َولَ ْو أَنَّا َكت َ ْبنَا َعلَ ْي ِه ْم أ َ ِن ا ْقتُلُواْ أَنفُ َ‬


‫س ُك ْم}‪..‬يخبر تعالى أنهم لو أمروا أن يفعلوا ما‬
‫فطباعهم الرديئة مجبولة على مخالفة األمر‬ ‫هم مرتكبون من المناهي لما فعلوه ِ‬

‫{* َولَ ْو أَنَّ ُه ْم فَ َعلُواْ َما يُو َع ُ‬


‫ظونَ ِب ِه} ولو أنهم فعلوا ما يؤمرون به وتركوا ما‬
‫ينهون عنه {لَ َكانَ َخي ًْرا لَّ ُه ْم}أي‪ :‬من مخالفة األمر وارتكاب النهي‬

‫شدَّ تَثْبِيتًا}وأشد تصديقا { َو ِإذًا َّآلت َ ْينَا ُهم ِمن لَّدُنَّا}من عندنا {أ َ ْج ًرا‬ ‫{* َوأ َ َ‬
‫طا ُّم ْست َ ِقي ًما }في الدنيا واآلخرة‬ ‫ص َرا ً‬ ‫َع ِظي ًما}أي‪ :‬الجنة { َولَ َهدَ ْينَا ُه ْم ِ‬

‫سو َل}‪...‬يخبر تعالى أن من عمل بما أمره هللا ورسوله‬ ‫الر ُ‬ ‫{* َو َمن ي ُِطعِ َّ‬
‫َّللاَ َو َّ‬
‫وترك ما نهاه هللا عنه ورسوله فإنه يسكنه دار كرامته مع األنبياء والصديقين‬
‫سنَ أ ُ ْولَ ِئ َك َرفِيقًا}‬
‫والشهداء وعموم المؤمنين { َو َح ُ‬

‫َّللاِ} من عند هللا برحمته{و َكفَى بِ َّ‬


‫اَّللِ َع ِلي ًما }هو عليم بمن‬ ‫{*ذَ ِل َك ْالفَ ْ‬
‫ض ُل ِمنَ َّ‬
‫يستحق الهداية والتوفيق‬

‫{*يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ُخذُواْ ِح ْذ َر ُك ْم}‪..‬يأمر تعالى عباده المؤمنين بأخذ الحذر من‬
‫ت أ َ ِو ان ِف ُرواْ َج ِميعًا}جماعة بعد جماعة ‪،‬وسرية بعد‬
‫عدوهم{ فانفروا فَان ِف ُرواْ ثُبَا ٍ‬
‫سرية وقيل‪ :‬أي عصبا يعني‪ :‬سرايا متفرقين‬
‫{* َوإِ َّن ِمن ُك ْم لَ َمن لَّيُبَ ِطئ َ َّن} قيل‪ :‬نزلت في المنافق ليتخلفن عن الجهاد {فَإ ِ ْن‬
‫صيبَةٌ} قتل وشهادة و ُ‬
‫غلب العدو لكم‪ ،‬قال‪ :‬قد أنعم هللا علي إذ لم‬ ‫صابَتْ ُكم ُّم ِ‬‫أَ َ‬
‫يدر ما فاته من األجر‬
‫أحضر معهم وقعة القتال ولم ِ‬

‫َّللا}نصر وظفر{ لَيَقُولَ َّن َكأَن لَّ ْم ت َ ُكن بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَهُ‬ ‫{* َولَئِ ْن أ َ َ‬
‫صابَ ُك ْم فَ ْ‬
‫ض ٌل ِمنَ َّ‬
‫ع ِظي ًما}‬ ‫َم َودَّة ٌ}‪..‬كأنه ليس من أهل دينكم {يَا لَ ْيتَنِي ُكنتُ َم َع ُه ْم فَأَفُوزَ فَ ْو ًزا َ‬

‫َّللاِ الَّذِينَ يَ ْش ُرونَ ْال َحيَاة َ الدُّ ْنيَا‬ ‫{*فَ ْليُقَاتِ ْل}أي المؤمن النافر{فِي َ‬
‫سبِي ِل َّ‬
‫اآلخ َرةِ}‪..‬يبيعون دينهم بعرض قليل من الدنيا وما ذلك إال لكفرهم وعدم إيمانهم‬ ‫ِب ِ‬

‫َّللاِ فَيُ ْقت َ ْل أَو يَ ْغلِبْ }‪..‬كل من قاتل في سبيل هللا سواء قتل‬ ‫{* َو َمن يُقَاتِ ْل فِي َ‬
‫سبِي ِل َّ‬
‫أو غلب فله عند هللا مثوبة عظيمة وأجر جزيل‬

‫{* َو َما لَ ُك ْم الَ تُقَا ِتلُونَ فِي َ‬


‫سبِي ِل َّ‬
‫َّللاِ}‪ ..‬يحرض تعالى المؤمنين على الجهاد في‬
‫سبيله والسعي في استنفاذ المستضعفين بمكة‬

‫{*الَّذِينَ يَقُولُونَ َربَّنَا أ َ ْخ ِر ْجنَا ِم ْن َه ِذ ِه ْالقَ ْريَ ِة َّ‬


‫الظا ِل ِم أ َ ْهلُ َها}‪..‬يعني‪ :‬مكة ثم‬
‫ُنك َو ِليًّا }‪ ..‬سخر من عندك وليا نصيرا‬ ‫اج َعل لَّنَا ِمن لَّد َ‬ ‫وصفها { َّ‬
‫الظا ِل ِم أ َ ْهلُ َها َو ْ‬

‫{*الَّذِينَ آ َمنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي َ‬


‫س ِبي ِل َّ‬
‫َّللا}‪..‬المؤمنون يقاتلون في سبيل طاعة هللا‬
‫والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان‬

‫ان‪}..‬يهيج تعالى المؤمنين على قتال أعدائه‬


‫ط ِ‬ ‫*{ فَقَاتِلُواْ أ َ ْو ِليَاء ال َّ‬
‫ش ْي َ‬

‫{*أ َ َل ْم ت َ َر ِإ َلى الَّذِينَ قِي َل لَ ُه ْم ُكفُّواْ أ َ ْي ِد َي ُك ْم}‪ ..‬كان المؤمنون ابتداء اإلسالم‬
‫مأمورين بالصالة والزكاة وإن لم تكن ذات النصب لكن كانوا مأمورين بمواساة‬
‫الفقراء منهم‬

‫*وكانوا مأمورين بالصفح عن المشركين وكانوا يودون لو أمروا بالقتال ولكن لم‬
‫يكن الحال مناسبا لقلة عددهم وكونهم كانوا في بلد حرام‬
‫ْت َعلَ ْينَا ْال ِقتَا َل}‪ ..‬لو ما‬
‫ومع هذا لما أ ُمروا جزع بعضهم فقالوا{ َوقَالُواْ َربَّنَا ِل َم َكت َب َ‬
‫أخرت فريضته لمدة أخرى لما فيه من سفك الدماء ويُتم األوالد وتأيم النساء‬

‫{*قُ ْل َمتَاعُ الدُّ ْنيَا قَ ِلي ٌل}‪..‬آخرة ال ُمتقي خير له من دنياه { َوالَ ت ُ ْ‬
‫ظلَ ُمونَ فَتِيالً}من‬
‫أعمالكم بل توفون أتم الجزاء‬

‫{*أ َ ْينَ َما ت َ ُكونُواْ يُ ْد ِرك ُّك ُم ْال َم ْوتُ }أنتم صائرون إلى الموت ال محالة { َولَ ْو ُكنت ُ ْم فِي‬
‫شيَّدَةٍ }حصينة منيعة رفيعة‬ ‫ب ُُروجٍ ُّم َ‬

‫سنَةٌ} ِخصب ورزق من ثمار وغير ذلك {يَقُولُواْ َه ِذ ِه ِم ْن ِعن ِد‬ ‫ص ْب ُه ْم َح َ‬‫{* َوإِن ت ُ ِ‬
‫ِك}من قبَلك‬ ‫سيِئَةٌ} قحط وجدب وغير ذلك {يَقُولُواْ َه ِذ ِه ِم ْن ِعند َ‬ ‫َّللاِ َوإِن ت ُ ِ‬
‫ص ْب ُه ْم َ‬ ‫َّ‬
‫وبسبب إتباعنا لك‬

‫*فكان هذا قول المنافقين الذين دخلوا لإلسالم وهم كارهون له {قُ ْل ُك ٌّل ِم ْن ِعن ِد‬
‫َّللاِ}الجميع بقضاء هللا وقدره {فَ َما ِل َهؤُالء ْالقَ ْو ِم الَ يَ َكادُونَ يَ ْفقَ ُهونَ َحدِيثًا}ينكر‬
‫َّ‬
‫عليهم مقالتهم الصادرة عن الشك والريب‬

‫سيِئ َ ٍة فَ ِمن‬ ‫َّللاِ}من فضل هللا ومنه { َو َما أ َ َ‬


‫صابَ َك ِمن َ‬ ‫صابَ َك ِم ْن َح َ‬
‫سنَ ٍة فَ ِمنَ َّ‬ ‫{* َّما أ َ َ‬
‫ِك}فمن قبلك ومن عملك أنت‪ ،‬والخطاب للرسول والمراد جنس اإلنسان‬ ‫نَّ ْفس َ‬
‫سوالً }تبلغهم شرائع هللا‬ ‫س ْلن َ‬
‫َاك ِللنَّ ِ‬
‫اس َر ُ‬ ‫ِك}أي بذنبك{ َوأ َ ْر َ‬ ‫وقيل{ ‪:‬فَ ِمن نَّ ْفس َ‬
‫ش ِهيدًا}على أنه أرسلك وهو شهيد أيضا بينك وبينهم‪ ،‬وعالم بما‬ ‫{ َو َكفَى بِ َّ‬
‫اَّللِ َ‬
‫تبلغهم إياه‬

‫ع َّ‬
‫َّللاَ} يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد بأن من‬ ‫سو َل فَقَدْ أ َ َ‬
‫طا َ‬ ‫{* َّم ْن ي ُِطعِ َّ‬
‫الر ُ‬
‫أطاعه فقد أطاع هللا ومن عصاه فقد عصى هللا‬

‫س ْلن َ‬
‫َاك َعلَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬
‫ظا}ال عليك منه إن عليك إال البالغ فقد‬ ‫{* َو َمن ت َ َولَّى فَ َما أ َ ْر َ‬
‫طا َعةٌ}يخبر تعالى عن المنافقين أنهم يُظهروا الموافقة‬ ‫خاب وخسر{ َو َيقُولُونَ َ‬
‫والطاعة‬
‫طائِفَةٌ ِم ْن ُه ْم َ‬
‫غي َْر‬ ‫َّت َ‬
‫ِك}خرجوا من عندك وتواروا عنك {بَي َ‬ ‫{*فَإِذَا بَ َر ُزواْ ِم ْن ِعند َ‬
‫الَّذِي تَقُو ُل}استسروا ليال بما أظهروه لك{ َو َّ‬
‫َّللاُ َي ْكت ُ ُ‬
‫ب َما يُبَ ِيتُونَ }‬

‫ع ْن ُه ْم}اصفح عنهم واحلم عليهم { َوت َ َو َّك ْل َعلَى َّ‬


‫َّللاِ َو َكفَى بِ َّ‬
‫اَّللِ‬ ‫{*فَأَع ِْر ْ‬
‫ض َ‬
‫َو ِكيالً}كفى به وليا وناصرا‬

‫{*أَفَالَ يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآنَ } يقول تعالى آمرا عباده بتدبر القرآن وناهيا لهم عن‬
‫َّللاِ}لو كان مفتعال مختلقا {لَ َو َجدُواْ فِي ِه‬
‫{ولَ ْو َكانَ ِم ْن ِعن ِد َغي ِْر َّ‬
‫اإلعراض عنه َ‬
‫اختِالفًا َكثِ ً‬
‫يرا}‬ ‫ْ‬

‫{* َوإِذَا َجا َء ُه ْم أ َ ْم ٌر ِمنَ األ َ ْم ِن أ َ ِو ْالخ َْو ِ‬


‫ف أَذَا ُ‬
‫عواْ بِ ِه}‪ ..‬إنكار على من يبادر إلى‬
‫األمور قبل تحققها فيفشيها وقد ال يكون لها صحة‬

‫طانَ إِالَّ‬
‫ش ْي َ‬ ‫{*لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَنبِ ُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم} يستخرجونه من معادينه {الَتَّبَ ْعت ُ ُم ال َّ‬
‫قَ ِليالً}قيل‪ :‬يعني المؤمنين وقيل‪ :‬يعني كلكم‬

‫َّللاِ} يأمر تعالى رسوله بأن يباشر القتال بنفسه ومن نكل عنه‬ ‫{*فَقَا ِت ْل ِفي َ‬
‫سبِي ِل َّ‬
‫ض ْال ُمؤْ ِمنِينَ } على القتال ورغبهم فيه وشجعهم عنده‬
‫فال عليه منه { َو َح ِر ِ‬

‫س الَّذِينَ َكفَ ُرواْ}بتحريضك إياهم على القتال ليدافعوا عن‬ ‫ف بَأ ْ َ‬ ‫َّللاُ أَن َي ُك َّ‬
‫سى َّ‬‫{* َع َ‬
‫سا}‪..‬هو قادر عليهم بالدنيا واآلخرة‬ ‫شدُّ بَأ ْ ً‬
‫َّللاُ أ َ َ‬
‫حوزة اإلسالم{ َو َّ‬

‫سنَةً}‪..‬من سعى في أمر فيترتب عليه نصيب خير من‬ ‫شفَا َعةً َح َ‬ ‫{* َّمن يَ ْشفَ ْع َ‬
‫س ِيئَةً }يكون عليه وزر من ذلك األمر الذي ترتب على‬
‫عةً َ‬ ‫ذلك { َو َمن َي ْشفَ ْع َ‬
‫شفَا َ‬
‫سعيه ونيته‬

‫َّللاُ َعلَى ُك ِل َ‬
‫ش ْيءٍ ُّم ِقيتًا}أي‪ :‬حفيظا وقيل شهيدا { ِإذَا ُح ِييتُم ِبت َ ِحيَّ ٍة ‪}..‬إذا‬ ‫{و َكانَ َّ‬
‫* َ‬
‫سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم‪ ،‬والزيادة مندوبة والمماثلة‬
‫مفروضة‬
‫يتبع إن شاء هللا‬
‫__________________‬

‫حسابي في تويتر‬

‫‪#4‬‬
‫‪11-08-16, 11:27 AM‬‬

‫تاريخ التسجيل‪13-03-07 :‬‬


‫هـوازن العُتيبي‬
‫الدولة‪ :‬بـالد الشـام‪..‬‬
‫وفقه هللا‬
‫المشاركات‪277 :‬‬

‫رد‪ :‬اختصار تفسير سورة النساء من "صحيحِ تفسير ابن كثير"‬

‫َّللاُ ال إِلَهَ إِالَّ ُه َو}إخبار بتوحيده وتفرده باإللهية لجميع المخلوقات وتضمن‬ ‫{* َّ‬
‫قس ًما{لَيَ ْج َم َعنَّ ُك ْم ِإلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة}‪..‬هذه الالم مواطئة في القسم ‪،‬فقسم أنه سيجمع‬
‫بين األولين واآلخرين‬

‫َّللاِ َحدِيثًا} ال أحد أصدق منه في حديثه ووعده‬ ‫{* َو َم ْن أ َ ْ‬


‫صدَ ُق ِمنَ َّ‬

‫{*فَ َما لَ ُك ْم فِي ْال ُمنَافِ ِقينَ فِئَتَي ِْن}يقول تعالى منكرا على المؤمنين الذين اختلفوا في‬
‫شأن من رجع من الناس يوم أحد فرقة تقول نقتلهم‪ ،‬وفرقة تقول هم المؤمنون‬

‫سبُواْ}بسبب عصيانهم‬ ‫س ُهم } ردهم وأوقعهم في الخطأ{ بِ َما َك َ‬ ‫َّللاُ أ َ ْر َك َ‬


‫{* َو َّ‬
‫ومخالفتهم الرسول {أَت ُ ِريدُونَ أَن ت َ ْهدُواْ َم ْن أ َ َ‬
‫ض َّل َّ‬
‫َّللاُ َو َمن }‪..‬ال طريق له إلى‬
‫الهدى‬

‫{* َودُّواْ َل ْو ت َ ْكفُ ُرونَ َك َما َكفَ ُرواْ} هم يودون لكم الضاللة لتستووا أنتم وإياهم‬
‫ى}‪ ..‬أي‪ :‬تركوا الهجرة وقيل‪ :‬أظهروا كفرهم‬ ‫فيها {فَالَ تَت َّ ِخذُواْ ِم ْن ُه ْم أ َ ْو ِليَاء َحت َّ َ‬

‫{*فَإِن ت َ َولَّ ْوا فَ ُخذُو ُه ْم َوا ْقتُلُو ُه ْم}‪..‬أي ال توالوهم وال تستنصروا بهم على أعداء‬
‫ى قَ ْو ٍم بَ ْينَ ُك ْم َوبَ ْينَ ُهم ِميث َ ٌ‬
‫اق}‪..‬أي الذين التجئوا‬ ‫هللا ثم استثنى {الَّ الَّذِينَ يَ ِ‬
‫صلُونَ إِلَ َ‬
‫وتحيزوا إلى قوم بينكم وبينهم مهادنة فاجعلوا حكمهم كحكمهم‬

‫ُور ُه ْم}‪..‬هؤالء قوم آخرون من المستثنين من األمر‬


‫صد ُ‬‫ت ُ‬ ‫{*أ َ ْو َجاؤُو ُك ْم َح ِ‬
‫ص َر ْ‬
‫بقتالهم وهم الذين يجيئون إلى المصاف وصدورهم ضيقة‬

‫ط ُه ْم َعلَ ْي ُك ْم}‪ ..‬من لطفه بكم أن كفهم عنكم {فَإ ِ ِن ا ْعت َزَ لُو ُك ْم فَلَ ْم‬ ‫سلَّ َ‬‫َّللاُ لَ َ‬
‫شاء َّ‬ ‫{* َولَ ْو َ‬
‫سبِيالً}فليس‬ ‫َّللاُ لَ ُك ْم َعلَ ْي ِه ْم َ‬ ‫يُقَا ِتلُو ُك ْم َوأ َ ْلقَ ْوا ِإلَ ْي ُك ُم ال َّ‬
‫سلَ َم}أي‪ :‬المسالمة {فَ َما َج َع َل َّ‬
‫لكم أن تقاتلوهم ما دامت حالهم كذلك‬

‫ست َ ِجدُونَ آخ َِرينَ ي ُِريدُونَ أَن يَأ ْ َمنُو ُك ْم َويَأ ْ َمنُواْ قَ ْو َم ُه ْم}‪.‬هؤالء في الصورة‬
‫{* َ‬
‫الظاهرة كمن تقدمهم ونية هؤالء غير نية أولئك‪ ،‬فإن هؤالء قوم منافقون‬
‫يظهرون اإلسالم ليأمنوا على دمائهم وأموالهم وذراريهم ويصانعون الكفار في‬
‫الباطن ليأمنوا عندهم و في الباطن أولئك‬

‫سواْ}‪..‬أي‪ :‬انهمكوا فيها {فَإِن لَّ ْم يَ ْعت َ ِزلُو ُك ْم}‪..‬أي‪:‬‬ ‫{* ُك َّل َما ُردُّواْ إِلَى ْال ِفتْنَ ِة أ ُ ْر ِك ُ‬
‫بالمهادنة والصلح { َويَ ُكفُّواْ أ َ ْي ِديَ ُه ْم}عن القتال {فَ ُخذُو ُه ْم} أسرى{ َوا ْقتُلُو ُه ْم َحي ُ‬
‫ْث‬
‫طانًا ُّم ِبينًا }بينا واضحا‬ ‫ث َ ِق ْفت ُ ُمو ُه ْم}أين لقيتموهم { َوأ ُ ْولَئِ ُك ْم َج َع ْلنَا لَ ُك ْم َعلَ ْي ِه ْم ُ‬
‫س ْل َ‬

‫{* َو َما َكانَ ِل ُمؤْ ِم ٍن أَن يَ ْقت ُ َل ُمؤْ ِمنًا إِالَّ َخ َ‬


‫طئًا}يقول تعالى‪ :‬ليس لمؤمن أن يقتل‬
‫أخاه المؤمن بوجه من الوجوه {إِالَّ َخ َ‬
‫طئًا} وهو استثناء منقطع‬

‫{* َو َمن قَت َ َل ُمؤْ ِمنًا َخ َ‬


‫طئًا فَت َ ْح ِر ُ‬
‫ير َرقَ َب ٍة ُّمؤْ ِمنَ ٍة}‪ ...‬هذان واجبان في قتل الخطأ‬
‫‪:1‬الكفارة لما ارتكبه من الذنب العظيم وإن كان خطأ ومن شرطها أن تكون عتق‬
‫رقبة مؤمنة‬

‫سلَّ َمةٌ ِإلَى أ َ ْه ِل ِه} هو الواجب فيها بين القاتل وأهل القتيل‪ ،‬عوضا لهم‬
‫{‪َ *2:‬و ِد َيةٌ ُّم َ‬
‫عما فاتهم من قتيلهم وهذه الدية إنما تجب على عاقلة القاتل ال في ماله‬

‫صدَّقُواْ }فتجب فيه الدية المسلمة إلى أهله إال أن يتصدقوا بها فال‬ ‫{* ِإالَّ أَن َي َّ‬
‫تجب {فإنفَإِن َكانَ ِمن قَ ْو ٍم َعد ٍُو لَّ ُك ْم}‪..‬إذا كان القتيل مؤمنا ولكن أولياؤه من‬
‫الكفار أهل حرب فال دية لهم وعلى القاتل تحرير رقبة ال غير‬

‫{* َو ِإن َكانَ ِمن قَ ْو ٍم َب ْينَ ُك ْم َو َب ْينَ ُه ْم ِميث َ ٌ‬


‫اق}‪..‬فإن كان القتيل أولياؤه أهل ذمة أو‬
‫هدنه فلهم ذمة قتيلهم فإن كان مؤمنا فدية كاملة وكذا إن كان كافرا عند طائفة من‬
‫العلماء‬

‫*وقيل‪:‬يجب في الكافر نصف دية ويجب على القاتل أيضا تحرير رقبة‬
‫ش ْه َري ِْن}‪..‬ال إفطار بينهما‬ ‫مؤمنة{فَ َمن لَّ ْم يَ ِج ْد فَ ِ‬
‫صيَا ُم َ‬

‫{*ت َ ْو َبةً ِمنَ َّ‬


‫َّللاِ}‪ ..‬هذه توبة القاتل خطأ واختلفوا فيمن ال يستطيع الصيام على‬
‫قولين قيل‪ :‬يجب عليه إطعام ستين مسكينا كما في كفارة الظهار وقيل‪ :‬ال يعدل‬
‫إلى الطعام ألنه لو كان واجبا لما أخر بيانه‬

‫{* َو َمن َي ْقت ُ ْل ُمؤْ ِمنًا ُّمتَعَ ِمدًا}هذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب‬
‫العظيم والذي عليه الجمهور أن القاتل له توبة إن أناب وخضع وعمل عمال‬
‫صالحا‬

‫*ولقاتل العمد أحكام في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ففي الدنيا ألهل القتيل أن يقتلوه أو يعفوا‬
‫عنه أو يأخذوا دية مغلظة كما هو مقرر في كتاب األحكام‬
‫*وذهب الشافعي وأصحابه وطائفة من العلماء أن على قاتل العمد كفارة عتق‬
‫رقبة أو صيام شهرين‪ ،‬وقال أصحاب أحمد قتل العمد أعظم من أن يكفر عنه‬

‫َّللاِ فَتَبَيَّنُواْ}‪..‬قال ابن عباس كان رجل‬ ‫{*يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ِإذَا َ‬
‫ض َر ْبت ُ ْم فِي َ‬
‫سبِي ِل َّ‬
‫غنيمته فلحقه المسلمون فقال السالم عليكم فقتلوه وأخذوا ُ‬
‫غنيمته فأنزل هللا‬ ‫في ُ‬
‫اآلية‬

‫ض ْال َحيَاةِ}قال‪ :‬ابن‬


‫ْت ُمؤْ ِمنًا ت َ ْبتَغُونَ َع َر َ‬‫الم لَس َ‬
‫س َ‬ ‫{* َوالَ تَقُولُواْ ِل َم ْن أ َ ْل َقى ِإلَ ْي ُك ُم ال َّ‬
‫يرة ٌ}خير مما رغبتم فيه من‬ ‫عباس عرض الدنيا تلك الغنيمة{ فَ ِعندَ َّ‬
‫َّللاِ َمغَانِ ُم َكثِ َ‬
‫عرض الحياة الدنيا‬

‫َّللاُ َعلَ ْي ُك ْم}‪ .‬قد كنتم من قبل هذه الحال كهذا الذي يُسر‬ ‫{*كذَ ِل َك ُكنتُم ِمن قَ ْب ُل فَ َم َّن َّ‬
‫َّللاَ َكانَ ِب َما ت َ ْع َملُونَ‬
‫َّللاُ َعلَ ْي ُك ْم }تاب عليكم {إِ َّن َّ‬
‫إيمانه ويخفيه من قومه{فَ َم َّن َّ‬
‫يرا}‬ ‫َخبِ ً‬

‫{*الَّ يَ ْست َ ِوي ْال َقا ِعدُونَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ }‪..‬كان مطلقا { َغي ُْر أُو ِلي الض ََّر ِر} صار‬
‫ذلك مخرجا لذوي األعراض المبيحة لترك الجهاد من العُمي والعرج والمرض‬

‫َّللاُ ْال ُح ْسنَى } الجنة والجزاء الجزيل وفيه داللة أن الجهاد فرض‬ ‫عدَ َّ‬ ‫{*و ُكالًّ َو َ‬
‫َّللاُ ْال ُم َجا ِهدِينَ َعلَى ْالقَا ِعدِينَ أ َ ْج ًرا َع ِظي ًما } ثم أخبر بما فضلهم‬
‫ض َل َّ‬‫كفاية { َوفَ َّ‬
‫به‬

‫ت ِم ْنهُ َو َم ْغ ِف َرة ً َو َر ْح َمةً} فضلهم به من الدرجات في غرف الجنان‬


‫{*دَ َر َجا ٍ‬
‫العاليات ومغفرة الذنوب‬

‫{* ِإ َّن الَّ ِذينَ ت َ َوفَّا ُه ُم ْال َمالئِ َكةُ َ‬


‫ظا ِل ِمي أَنفُ ِس ِه ْم}عن ابن عباس قال‪ :‬كان قوم من أهل‬
‫مكة أسلموا وكانوا يستخفُون باإلسالم فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر‬
‫فأصيب بعضهم فقال‪ :‬المسلمون أصحابنا كانوا مسلمين وأُكرهوا فنزلت هذه‬
‫اآلية ف ُكتب إلى من بقي منهم بهذه اآلية فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم‬
‫الفتنة‬

‫ساء‪}...‬هذا عذر من هللا لهؤالء في ترك‬


‫الر َجا ِل َوالنِ َ‬ ‫*{ ِإالَّ ْال ُم ْست َ ْ‬
‫ض َع ِفينَ ِمنَ ِ‬
‫الهجرة ألنهم ال يقدرون على التخلص من أيدي المشركين ولو قدروا ما عرفوا‬
‫سلك الطريق‬

‫َّللاُ َعفُ ًّوا‬ ‫َّللاُ أَن َي ْعفُ َو َ‬


‫ع ْن ُه ْم}‪..‬يتجاوز عنهم بترك الهجرة {و َكانَ َّ‬ ‫سى َّ‬‫{*فَأُولَ ِئ َك َع َ‬
‫ورا}‬ ‫َغفُ ً‬

‫َّللاِ َي ِج ْد فِي األ َ ْر ِ‬


‫ض ُم َرا َغ ًما}‪..‬هذا تحريض على‬ ‫س ِبي ِل َّ‬
‫اج ْر فِي َ‬
‫{* َو َمن يُ َه ِ‬
‫أرض إلى‬
‫ٍ‬ ‫الهجرة وترغيب في مفارقة المشركين قيل (المراغم)التحول من‬
‫أرض‪ ،‬والظاهر‪ :‬أن المراغم التمنع الذي يُتخلص به‬

‫س َعةً} يعني الرزق { َو َمن َي ْخ ُرجْ ِمن َب ْي ِت ِه ُم َه ِ‬


‫اج ًرا}‪..‬من خرج من منزله‬ ‫{* َو َ‬
‫بنية الهجرة فمات بالطريق حصل له الثواب‬

‫ْس َعلَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أَن ت َ ْق ُ‬


‫ص ُرواْ‬ ‫ض}سافرتم في البالد {فَلَي َ‬ ‫ض َر ْبت ُ ْم فِي األ َ ْر ِ‬
‫{* َو ِإذَا َ‬
‫}تخففوا من كميتها { ِإ ْن ِخ ْفت ُ ْم أَن َي ْف ِتنَ ُك ُم الَّذِينَ َكفَ ُرواْ }‪ ..‬وكان هذا أول اإلسالم ثم‬
‫جاءت األحاديث على أن القصر ليس من شروطه وجود الخوف‬

‫صالة َ}‪..‬إذا صليت بهم إماما في صالة الخوف‪،‬‬ ‫نت فِي ِه ْم فَأَقَ ْم َ‬
‫ت لَ ُه ُم ال َّ‬ ‫{* َو ِإذَا ُك َ‬
‫ومن أحسن ما استدل به بوجوب الجماع هذه اآلية حيث اغتُفرت أفعال كثيرة من‬
‫أجل الجماعة‬

‫*واألمر بحمل السالح في صالة الخوف محمول على الوجوب عند طائفة من‬
‫العلماء لظاهر اآلية‬

‫ط ٍر}‪...‬بحيث تكونون‬ ‫*ويدل عليه قوله { َوالَ ُجنَا َح َع َل ْي ُك ْم ِإن َكانَ ِب ُك ْم أَذًى ِمن َّم َ‬
‫َّللاَ أ َ َعدَّ ِل ْل َكا ِف ِرينَ َعذَابًا ُّم ِهينًا}‬
‫على أهبة إذا احتجتم إليها لبستموها بال كلفة { ِإ َّن َّ‬
‫صالة َ فَا ْذ ُك ُرواْ َّ‬
‫َّللاَ }يأمر هللا تعالى بكثرة الذكر عقيب صالة‬ ‫{*فَإِذَا قَ َ‬
‫ض ْيت ُ ُم ال َّ‬
‫الخوف وإن كان مرغبا فيه أيضا بعد غيرها‪ ،‬وهنا آكد ِلما وقع من تخفيف‬
‫أركانها‬

‫اط َمأْنَنت ُ ْم فَأَقِي ُمواْ‬


‫{*قِيَا ًما َوقُعُودًا َو َعلَى ُجنُو ِب ُك ْم}في سائر أحوالكم{ فَإِذَا ْ‬
‫صالة َ}‪.‬إذا أمنتم وذهب الخوف وحصلت الطمأنينة‬ ‫ال َّ‬

‫َت َعلَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ‬ ‫{*فَأَقِي ُمواْ ال َّ‬


‫صالة َ}أتموها وأقيموها كما أمرتم {إِ َّن ال َّ‬
‫صالة َ َكان ْ‬
‫ِكتَابًا َّم ْوقُوتًا}قال ابن عباس أي‪ :‬مفروضا‬

‫{* َوالَ ت َ ِهنُواْ فِي ا ْبتِغَاء ْالقَ ْو ِم}ال تضعفوا في طلب عدوكم بل قاتلوهم واقعدوا لهم‬
‫كل مرصد{ إن ت َ ُكونُواْ تَأْلَ ُمونَ فَإِنَّ ُه ْم يَأْلَ ُمونَ َك َما تَأْلَ ُمونَ }‪ ..‬كما يصبيكم الجراح‬
‫والقتل كذلك يحصل لهم‬

‫َّللاِ َما الَ يَ ْر ُجونَ }أنتم سواء فيما يصيبكم من اآلالم ولكن أنتم‬
‫{* َوت َ ْر ُجونَ ِمنَ َّ‬
‫ترجون من هللا المثوبة والنصر وهم ال يرجون شيئا{ َو َكانَ َّ‬
‫َّللاُ َع ِلي ًما َح ِكي ًما}‬

‫اب ِب ْال َح ِ‬
‫ق}هو حق من هللا ‪،‬وهو يتضمن الحق في خبر ِه‬ ‫{* ِإنَّا أَنزَ ْلنَا ِإلَي َْك ْال ِكت َ َ‬
‫وطلبه‬

‫اك َّ‬
‫َّللاُ }‪ ..‬احتج به من ذهب أنه كان صلى هللا عليه‬ ‫{* ِلت َ ْح ُك َم بَيْنَ النَّا ِس ِب َما أ َ َر َ‬
‫وسلم له أن يحكم باالجتهاد بهذه اآلية‬

‫اس َوالَ يَ ْست َ ْخفُونَ ِمنَ َّ‬


‫َّللاِ}إنكار على المنافقين في كونهم‬ ‫{*يَ ْست َ ْخفُونَ ِمنَ النَّ ِ‬
‫يستخفون بقبائحهم من الناس لئال ينكروا عليهم ويجاهرون هللا بها‬

‫ضى ِمنَ ْالقَ ْو ِل}تهديد لهم ووعيد {هَاأَنت ُ ْم َهؤُالء‬ ‫{* َو ُه َو َم َع ُه ْم ِإ ْذ يُبَيِتُونَ َما الَ يَ ْر َ‬
‫ع ْن ُه ْم َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة }أي‪ :‬هب أن هؤالء‬ ‫َجادَ ْلت ُ ْم َع ْن ُه ْم فِي ‪ ...‬فَ َمن يُ َجا ِد ُل َّ‬
‫َّللاَ َ‬
‫انتصروا في الدنيا بما أبدوه فماذا يكون صنيعهم يوم القيامة بين يدي هللا تعالى‬
‫فال أحدا يكون لهم وكيال‬
‫سهُ‪}..‬يخبر تعالى عن كرم ِه وجوده أن كل من‬ ‫سو ًءا أ َ ْو َي ْ‬
‫ظ ِل ْم نَ ْف َ‬ ‫{و َمن َي ْع َم ْل ُ‬
‫* َ‬
‫تاب إليه تاب عليه من أي ذنب كان‬

‫{و َمن يَ ْكسِبْ ِإثْ ًما فَإِنَّ َما يَ ْك ِسبُهُ َعلَى نَ ْف ِس ِه‪ }..‬أي‪ :‬أنه ال يُغني أحدٌ عن أحد وإنما‬
‫* َ‬
‫على كل نفس ما عملت ال يحمل عنها غيرها { َو َكانَ َّ‬
‫َّللاُ َع ِلي ًما َح ِكي ًما}كل ذلك‬
‫من علمه وحكمته‬

‫َطيئَةً أ َ ْو ِإثْ ًما ث ُ َّم َي ْر ِم ِب ِه َب ِريئًا }كما اتهم بنو أبيرق بصنيعهم‬
‫{* َو َمن َي ْكسِبْ خ ِ‬
‫القبيح ذلك الرجل الصالح وهو‪ :‬لبيد بن سهل وهذا التوبيخ فيهم وفي غيرهم ممن‬
‫اتصف بصفتهم فارتكب مثل خطيئتهم فعليه مثل عقوبتهم‬

‫َّللاِ َعلَي َْك َو َر ْح َمتُهُ}امتن عليه بتأييده إياه في جميع األحوال‬ ‫{* َولَ ْوالَ فَ ْ‬
‫ض ُل َّ‬
‫وعصمته له وما أنزل عليه من الكتاب والحكمة‬

‫{* َو َعلَّ َم َك َما لَ ْم ت َ ُك ْن ت َ ْعلَ ُم}‪..‬قبل نزول ذلك عليه ولهذا قال‪ :‬وكان فضل هللا‬
‫عليك عظيما‬

‫يتبع إن شاء هللا‬


‫__________________‬

‫حسابي في تويتر‬

‫‪#5‬‬
‫‪13-08-16, 12:28 PM‬‬

‫تاريخ التسجيل‪13-03-07 :‬‬


‫هـوازن العُتيبي‬
‫الدولة‪ :‬بـالد الشـام‪..‬‬
‫وفقه هللا‬
‫المشاركات‪277 :‬‬

‫رد‪ :‬اختصار تفسير سورة النساء من "صحيحِ تفسير ابن كثير"‬

‫صدَقَ ٍة أ َ ْو‬
‫ير ِمن نَّ ْج َوا ُه ْم}يعني كالم الناس { ِإالَّ َم ْن أ َ َم َر ِب َ‬
‫{*الَّ َخي َْر فِي َكثِ ٍ‬
‫َم ْع ُروفٍ }‪..‬إال نجوى من قال ذلك‬

‫ت َّ‬
‫َّللاِ}‪..‬مخلصا إلى هللا ُمحتسبا ثواب ذلك عند‬ ‫{* َو َمن َي ْف َع ْل ذَ ِل َك ا ْب ِتغَاء َم ْر َ‬
‫ضا ِ‬
‫ع ِظي ًما}ثوابا جزيال كثيرا واسعا‬ ‫ف نُؤْ تِي ِه أ َ ْج ًرا َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫هللا {فَ َ‬

‫سو َل ِمن َب ْع ِد}‪..‬ومن سلك غير طريق الشريعة فصار في شق‬


‫الر ُ‬
‫ق َّ‬‫{* َو َمن يُشَاقِ ِ‬
‫والشريعة في شق وذلك عن عمد منه بعدما ظهر له الحق وتبين له‬

‫س ِبي ِل ْال ُمؤْ ِمنِينَ }‪..‬هذا مالزم للصفة األولى ولكن قد تكون المخالفة‬
‫{* َويَت َّ ِب ْع َغي َْر َ‬
‫لنص الشارع وقد تكون لما اجتمعت عليه األمة المحمدية‬

‫*فتوعد على ذلك بقوله{ نُ َو ِل ِه َما ت َ َولَّى َونُ ْ‬


‫ص ِل ِه َج َهنَّ َم}إذا سلك هذه الطريق‬
‫جازيناه بأن نحسنها في صدره‬

‫{* َو َمن يُ ْش ِر ْك بِ َّ‬


‫اَّللِ فَقَدْ َ‬
‫ض َّل}‪ ..‬فقد سلك غير طريق الحق وضل عن الهدى وبعُد‬
‫عن الصواب‬

‫{*ن َي ْدعُونَ ِمن دُو ِن ِه إِالَّ ِإنَاثًا}قيل‪ :‬يعني موتى وقيل‪ :‬قال المشركون إن‬
‫المالئكة بنات هللا وإنما نعبدهم ليقربونا إلى هللا زلفى‬
‫طانًا َّم ِريدًا}هو الذي أمرهم بذلك وحسنه وزينه {لَّعَنَهُ‬ ‫{* َوإِن يَ ْدعُونَ إِالَّ َ‬
‫ش ْي َ‬
‫َّللاُ }أي طرده وأبعده من رحمته‬ ‫َّ‬

‫َصيبًا َّم ْف ُرو ً‬


‫ضا}‪ُ .‬معينا مقدرا‬ ‫{* َوقَا َل َألَت َّ ِخذَ َّن ِم ْن ِعبَاد َ‬
‫ِك ن ِ‬
‫ضلَّنَّ ُه ْم }عن الحق { َوأل ُ َمنِيَنَّ ُه ْم} أزين لهم ترك التوبة‬ ‫معلوما { َوأل ُ ِ‬

‫{ *وآل ُم َرنَّ ُه ْم فَلَيُبَ ِت ُك َّن آذَانَ األ َ ْنعَ ِام}قيل ‪:‬يعني تشققها وجعلها سمة وعالمة‬
‫للبحيرة والسائبة والوصيلة‬

‫{* َوآل ُم َرنَّ ُه ْم فَلَيُغ َِي ُر َّن خ َْلقَ َّ‬


‫َّللاِ}قيل‪ :‬يعني بذلك خصي الدواب وقيل‪ :‬يعني‬
‫الوشم‬

‫ُون َّ‬
‫َّللاِ}فقد خسر الدنيا واآلخرة وتلك خسارة ال‬ ‫ش ْي َ‬
‫طانَ َو ِليًّا ِمن د ِ‬ ‫{* َو َمن يَت َّ ِخ ِذ ال َّ‬
‫جبر لها‬

‫{*ي ِعدُ ُه ْم َويُ َمنِي ِه ْم }فالشيطان يعد ُ أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا‬
‫ورا}‬ ‫ان ِإالَّ ُ‬
‫غ ُر ً‬ ‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬
‫واآلخرة { َو َما يَ ِعد ُ ُه ُم ال َّ‬

‫*{أ ُ ْولَئِ َك}أي‪ :‬المستحسنون له فيما وعدهم ومناهم { َمأ ْ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم}مصيرهم‬
‫صا}ال يجدون عنها مصرفا‬ ‫ع ْن َها َم ِحي ً‬
‫ومآلهم يوم القيامة { َوالَ يَ ِجدُونَ َ‬

‫ت}‪..‬صدقت قلوبهم وعملت‬


‫صا ِل َحا ِ‬ ‫*ثم ذكر حال السعداء{ َوالَّذِينَ آ َمنُواْ َو َ‬
‫ع ِملُواْ ال َّ‬
‫جوارحهم بما أمروا‬
‫من الخيرات‬

‫ت ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْحتِ َها األ َ ْن َه ُ‬


‫ار‪}..‬أي يصرفونها حيث شاءوا وأين‬ ‫سنُ ْد ِخلُ ُه ْم َجنَّا ٍ‬
‫*{ َ‬
‫شاءوا‬

‫{*خَا ِلدِينَ ِفي َها أ َ َبدًا} بال زوال وال انتقال { َو ْعدَ َّ‬
‫َّللاِ َحقًّا}هذا وعد من هللا وو ْعدُ‬
‫هللا معلوم حقيقة أنه واقع ال محالة‬
‫َّللاِ قِيالً}ال أحد أصدق منه قوال أي‪ :‬خبرا‬ ‫{* َو َم ْن أ َ ْ‬
‫صدَ ُق ِمنَ َّ‬

‫ب}ليس لكم وال لهم النجاة بمجرد التمني ‪،‬بل‬‫ْس بِأ َ َمانِيِ ُك ْم َوال أ َ َمانِي ِ أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫{*لَّي َ‬
‫سو ًءا ي ُْجزَ ِب ِه }وفسر بعضهم السوء هنا بالشرط‬ ‫العبرة بطاعة هللا { َمن يَ ْع َم ْل ُ‬
‫والصحيح أن ذلك عام في جميع األعمال‬

‫ات ِمن ذَ َك ٍر أ َ ْو أُنثَى}‪..‬لما ذكر الجزاء على السيئات‬ ‫{* َو َمن يَ ْع َم ْل ِمنَ ال َّ‬
‫صا ِل َح َ‬
‫وأنه ال بد أن تأخذ مستحقها من العبد ‪،‬شرع في بيان إحسانه وكرمه في قبول‬
‫األعمال الصالحة من عباده‬

‫{* َوالَ ي ْ‬
‫ُظلَ ُمونَ نَ ِق ً‬
‫يرا}فال يظلمهم من حسناتهم وال مقدار النقير وهو النقرة‪:‬التي‬
‫في ظهر النواة‬

‫س ُن دِينًا ِم َّم ْن أ َ ْسلَ َم}‪..‬أخلص العمل لربه فعمل إيمانا واحتسابا { َو ُه َو‬
‫{* َو َم ْن أ َ ْح َ‬
‫ِن}متبعا في عمله ما شرعه هللا له وما أرسل به رسوله‬ ‫ُم ْحس ٌ‬

‫{* َوات َّ َب َع ِملَّةَ ِإب َْرا ِه َ‬


‫يم َح ِنيفًا}وهو محمد وأتباعه إلى يوم القيامة والمائل عن‬
‫الشرك قصدا أي تارك له عن بصيرة‬

‫يم َخ ِليالً }هذا من باب الترغيب في إتباعه { َو ِ ََّّللِ َما فِي‬ ‫{* َوات َّ َخذَ َّ‬
‫َّللاُ ِإب َْرا ِه َ‬
‫ض }الجميع ملكه وعبيده ال راد لما قضى وال معقب لما‬ ‫ت َو َما فِي األ َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬‫ال َّ‬
‫حكم‬

‫يءٍ ُّم ِحي ً‬


‫طا }علمه نافذ في جميع ذلك ال تخفى عليه خافية من‬ ‫َّللاُ ِب ُك ِل َ‬
‫ش ْ‬ ‫{* َو َكانَ َّ‬
‫عباده‬

‫ساء‪َ ..‬وت َ ْر َغبُونَ أَن تَن ِك ُحوهُ َّن}الرجل تكون‬


‫*عن عائشة قالت { َويَ ْست َ ْفتُون ََك فِي النِ َ‬
‫عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في مالها فيرغب أن ينكحها ويكره أن‬
‫يزوجها رجال فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها‬
‫*والمقصود أن الرجل إذا كان في حجره يتيمة يحل له تزويجها فأمره هللا أن‬
‫يمهرها أسوة أمثالها من النساء فإن لم يفعل فليعدل إلى غيرها‬

‫*وإذا لم يكن للرجل رغبة فيها لدمامتها عنده فنهاه هللا أن يعضلها عن األزواج‬
‫خشية أن يشركوه في ماله الذي بينه وبينها‬

‫{* َو َما ت َ ْفعَلُواْ ِم ْن َخي ٍْر}‪ ..‬تهييجا على فعل الخيرات وامتثال األوامر وأن هللا‬
‫عالم بجميع ذلك‬

‫{* َوإِ ِن ا ْم َرأَة ٌ خَافَ ْ‬


‫ت ِمن بَ ْع ِل َها}‪..‬يقول تعالى مخبِرا ومشرعا فإذا خافت المرأة من‬
‫زوجها أن ينفر أو يعرض عنها فلها أن تُسقط عنه حقها أو بعضه‬

‫ص ْل ُح َخي ٌْر} أي‪ :‬من‬ ‫{*فَالَ ُجنَا َح َعلَ ْي ِه َما أَن يُ ْ‬


‫ص ِل َحا َب ْينَ ُه َما}ثم قال{ َوال ُّ‬
‫ش َّح}أي‪ :‬الصلح عند المشاحاة خير من الفراق‬ ‫س ال ُّ‬ ‫ت األَنفُ ُ‬
‫ض َر ِ‬ ‫{وأ ُ ْح ِ‬
‫الفراق َ‬

‫{* َو ِإن ت ُ ْح ِسنُواْ َوتَتَّقُواْ}‪..‬وإن تتجشموا مشقة الصبر على ما تكرهون منهن‬
‫وتقسموا لهن أسوة أمثالهن فإن هللا عليم بذلك وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء‬

‫{* َولَن ت َ ْست َ ِطيعُواْ أَن ت َ ْع ِدلُواْ بَيْنَ النِ َ‬


‫ساء}‪...‬لن تستطيعوا أيها الناس أن تساووا بين‬
‫النساء من جميع الوجوه فال بد من التفاوت في المحبة‬

‫{*فَالَ ت َ ِميلُواْ ُك َّل ْال َم ْي ِل}‪..‬فإذا ملتم إلى واحدة منهن فال تبالغوا في الميل‬
‫بالكلية {فَتَذَ ُروهَا َك ْال ُم َعلَّقَ ِة }فتبقى هذه األخرى معلقه ال ذات زوج وال مطلقة‬

‫ورا َّر ِحي ًما }وإن أصلحتم في أموركم‬ ‫ص ِل ُحواْ َوتَتَّقُواْ فَإ ِ َّن َّ‬
‫َّللاَ َكانَ َغفُ ً‬ ‫{* َوإِن ت ُ ْ‬
‫وقسمتم بالعدل فيما تملكون غفر هللا لكم‬

‫َّللاُ ُكالًّ ِمن َ‬


‫س َع ِت ِه}‪...‬وهذه هي الحالة الثالثة وهي الفراق فأخبر‬ ‫{* ِإن يَتَفَ َّرقَا يُ ْغ ِن َّ‬
‫تعالى إن تفرقا فإن هللا يغنيه عنها ويغنيها عنه بأن يعوضهما خيرا { َو َكانَ َّ‬
‫َّللاُ‬
‫َوا ِسعًا َح ِكي ًما }‬

‫ت َو َما فِي األ َ ْر ِ‬


‫ض}‪..‬يخبر تعالى أنه مالك السموات‬ ‫{* َو ِ ََّّللِ َما فِي ال َّ‬
‫س َم َاوا ِ‬
‫واألرض والحاكم فيها‬

‫اب}‪..‬وصيناكم بما وصيناهم به من تقوى هللا‬ ‫ص ْينَا الَّذِينَ أُوتُواْ ْال ِكت َ َ‬ ‫{* َولَقَ ْد َو َّ‬
‫ض}‪..‬‬‫ت َو َما فِي األ َ ْر ِ‬ ‫بعبادته وحده { َو ِإن ت َ ْكفُ ُرواْ فَإ ِ َّن ِ ََّّللِ َما فِي ال َّ‬
‫س َم َاوا ِ‬

‫اَّللِ َو ِكيالً}هو القائم على كل‬ ‫ت َو َما فِي األ َ ْر ِ‬


‫ض َو َكفَى ِب َّ‬ ‫{* َو ِ ََّّللِ َما فِي ال َّ‬
‫س َم َاوا ِ‬
‫نفس بما كسبت والرقيب الشهيد على كل شيء‬

‫اس َويَأ ْ ِ‬
‫ت ِبآخ َِرينَ }هو قادر على إذهابكم وتبديلكم‬ ‫{* ِإن يَشَأ ْ يُ ْذ ِه ْب ُك ْم أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫بغيركم إن عصيتموه‬

‫{* َّمن َكانَ ي ُِريدُ ث َ َو َ‬


‫اب الدُّ ْنيَا}‪ ..‬يا من ليس همته إال الدنيا اعلم أن عند هللا ثواب‬
‫الدنيا واآلخرة‬

‫ْط}يأمر تعالى عباده المؤمنين أن‬‫{ *يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ُكونُواْ قَ َّو ِامينَ بِ ْال ِقس ِ‬
‫يكونوا قوامين بالقسط أي‪:‬العدل‪ ،‬فال يعدلوا عنه يمينا وال شماال‬

‫{* ُ‬
‫ش َهدَاء ِ ََّّللِ} أدوها ابتغاء وجه هللا‪ ،‬لتكون صحيحة عادلة خالية من التحريف‬
‫والكتمان { َولَ ْو َعلَى أَنفُ ِس ُك ْم}اشهد بالحق ولو عاد ضررها عليك‬

‫{*أ َ ِو ْال َوا ِلدَي ِْن َواأل َ ْق َر ِبينَ } وإن كانت الشهادة على والديك وأقاربك فال تراعهم‬
‫فيها بل اشهد بالحق‬

‫يرا}‪..‬أي ال تراعه لغناه وال تشفق عليه لفقره وهللا‬ ‫{* ِإن َي ُك ْن َغنِيًّا أ َ ْو فَ ِق ً‬
‫يتوالهما {فَالَ تَت َّ ِبعُواْ ْال َه َوى أَن ت َ ْع ِدلُواْ }ال يحملنكم الهوى والعصية على ترك‬
‫العدل في أموركم‬
‫ضواْ}‪..‬اللي هو‪ :‬التحريف أي تحرفوا الشهادة وتغيروها‪،‬‬ ‫{* َو ِإن ت َ ْل ُوواْ أ َ ْو ت ُ ْع ِر ُ‬
‫َّللاَ َكانَ بِ َما ت َ ْع َملُونَ‬
‫واإلعراض هو‪ :‬كتمان الشهادة وتركها فتواعدهم بقوله{فَإ ِ َّن َّ‬
‫يرا}‬‫َخبِ ً‬

‫سو ِل ِه}يأمر تعالى عباده بالدخول في جميع‬ ‫{*يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ِآمنُواْ ِب َّ‬
‫اَّللِ َو َر ُ‬
‫شرائع اإليمان وشعبه وأركانه فأمرهم باإليمان به وبرسوله‬

‫ِي أَنزَ َل ِمن قَ ْب ُل‬ ‫سو ِل ِه}أي‪ :‬القرآن { َو ْال ِكتَا ِ‬


‫ب الَّذ َ‬ ‫{* َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ب الَّذِي ن ََّز َل َعلَى َر ُ‬
‫}وهذا جنس يشمل جميع الكتب المتقدمة‬

‫{* َو َمن يَ ْكفُ ْر بِ َّ‬


‫اَّللِ َو َمالئِ َكتِ ِه}خرج عن طريق الهدى وبعد عن القصد كل البعد‬

‫{* ِإ َّن الَّذِينَ آ َمنُواْ ث ُ َّم َكفَ ُرواْ ث ُ َّم آ َمنُواْ ث ُ َّم َكفَ ُرواْ ث ُ َّم ْ‬
‫ازدَادُواْ ُك ْف ًرا}‪ .‬يخبر تعالى عن‬
‫من دخل في اإليمان ثم رجع عنه ثم عاد فيه ثم رجع واستمر على ضالله وازداد‬
‫حتى مات فإنه ال توبة بعد موته وال يغفر هللا له وال يجعل ال مخرجا وال فرجا‬

‫{* َبش ِِر ْال ُمنَا ِف ِقينَ ِبأ َ َّن لَ ُه ْم َعذَابًا أ َ ِلي ًما }يعني أن المنافقين في هذه الصفة فإنهم‬
‫آمنوا ثم كفروا فطبع هللا على قلوبهم وهم ‪:‬‬

‫{*الَّذِينَ َيت َّ ِخذُونَ ْال َكافِ ِرينَ أ َ ْو ِل َياء}‪..‬بمعنى أنهم معهم في الحقيقة يوالونهم‬
‫ويسرون إليهم بالمودة‬

‫*{أَيَ ْبتَغُونَ ِعندَهُ ُم ْال ِع َّزة َ فَإ ِ َّن ْال ِع َّزة َ ِ ََّّللِ }يخبر أن العزة كلها هلل والمقصود التهييج‬
‫على طلب العزة من جانب هللا‬

‫َّللاِ يُ ْكفَ ُر}إنكم إذا ارتكبتم‬


‫ت َّ‬ ‫س ِم ْعت ُ ْم آيَا ِ‬ ‫{*وقد َوقَ ْد ن ََّز َل َعلَ ْي ُك ْم فِي ْال ِكتَا ِ‬
‫ب أ َ ْن ِإذَا َ‬
‫النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات‬
‫هللا ويستهزأ وينتقص بها وأقررتموهم على ذلك { ِإنَّ ُك ْم ِإذًا ِمثْلُ ُه ْم}في المأثم‬
‫*وقال مقاتل بن حيان في قوله {إِنَّ ُك ْم إِذًا ِمثْلُ ُه ْم }أنها نسخت في قوله {وما على‬
‫الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون}‬

‫ام ُع ْال ُمنَافِ ِقينَ َو ْال َكافِ ِرينَ }‪..‬كما اشتركوا في الكفر كذلك شارك هللا‬ ‫{*إِ َّن َّ‬
‫َّللاَ َج ِ‬
‫بينهم في الخلود في نار جهنم أبدا‬

‫صونَ ِب ُك ْم}‪ ..‬يخبر تعالى عن المنافقين أنهم يتربصون بالمؤمنين‬ ‫{*الَّذِينَ َيت َ َربَّ ُ‬
‫دوائر السوء{فَإِن َكانَ لَ ُك ْم فَتْ ٌح ِمنَ َّ‬
‫َّللاِ}نصر وتأييد وظفر وغنيمة‬

‫{*قَالُواْ أَلَ ْم نَ ُكن َّمعَ ُك ْم}يتوددون إلى المؤمنين بهذه المقالة { َو ِإن َكانَ ِل ْل َكافِ ِرينَ‬
‫يب}‪..‬إدالة على المؤمنين في بعض األحيان‬ ‫َص ٌ‬ ‫ن ِ‬

‫{*قَالُواْ أَلَ ْم نَ ْست َ ْح ِوذْ َعلَ ْي ُك ْم َونَ ْمنَ ْع ُكم ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ }‪..‬ساعدناكم في الباطن وما‬
‫ألوناهم خباال حتى انتصرتم عليهم‬

‫اَّللُ يَ ْح ُك ُم بَ ْينَ ُك ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة}بما يعلمه منكم أيها المنافقون من البواطن‬
‫{*فَ َّ‬
‫َّللاُ ِل ْل َكافِ ِرينَ َعلَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ‬
‫س ِبيالً}فال يستأصلوا عليهم بالدنيا‬ ‫الرديئة { َولَن يَ ْج َع َل َّ‬
‫استيالء استئصال بالكلية فالعاقبة للمتقين‬

‫{* ِإ َّن ْال ُمنَافِ ِقينَ يُخَا ِدعُونَ َّ‬


‫َّللاَ}‪..‬ال شك أن هللا ال يخادع ولكن المنافقين يظنون أنه‬
‫كما راج أمرهم عند الناس أنه يروج عنده كما يحلفون عنده يوم القيامة أنهم كانوا‬
‫مستقيمين‬

‫{* َو ُه َو خَا ِد ُ‬
‫ع ُه ْم} هو الذي يستدرجهم في طغيانهم ويخذلهم عن الحق والوصول‬
‫إليه في الدنيا‬

‫سالَى}‪..‬هذه صفة المنافقين في أشرف األعمال‬ ‫صالةِ قَا ُمواْ ُك َ‬


‫{* َو ِإذَا قَا ُمواْ ِإلَى ال َّ‬
‫إذا قاموا إلى صالة قاموا كسالى عنها ألنهم ال نية لهم فيها‬

‫{*ي َُراؤُونَ النَّ َ‬


‫اس}هذه صفة بواطنهم الفاسدة فال إخالص لهم وال معاملة مع‬
‫هللا{ َوالَ يَ ْذ ُك ُرونَ َّ‬
‫َّللاَ إِالَّ قَ ِليالً}ففي صالتهم ساهون ال يدرون ما يقولون‬

‫{*مذَ ْبذَ ِبينَ بَيْنَ ذَ ِل َك الَ ِإلَى َهؤُالء َوالَ ِإلَى َهؤُالء}يعني المنافقين محيرين بين‬
‫اإليمان والكفر فال هم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا وال مع الكافرين ظاهرا وباطنا‬

‫س ِبيالً}أي‪ :‬من صرفه عن طريق الهدى لن تجد له‬


‫َّللاُ فَلَن ت َ ِجدَ لَهُ َ‬
‫ض ِل ِل َّ‬
‫{* َو َمن يُ ْ‬
‫طريقا‬

‫{*يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ الَ تَت َّ ِخذُواْ ْال َكافِ ِرينَ أ َ ْو ِليَاء}‪..‬ينهى تعالى عباده عن اتخاذ‬
‫الكافرين أولياء من دون المؤمنين يعني مصاحبتهم ومصادقتهم‬

‫{*أَت ُ ِريدُونَ أَن ت َ ْجعَلُواْ ِ ََّّللِ}‪..‬حجة عليكم في عقوبته إياكم قال ابن عباس‪:‬كل‬
‫سلطان في القرآن حجة‬

‫{* َّن ْال ُمنَافِ ِقينَ فِي الد َّْر ِك األ َ ْسفَ ِل ِمنَ النَّ ِ‬
‫ار}‪..‬أي‪ :‬يوم القيامة جزاء على كفرهم‬
‫الغليظ وعن أبي هريرة قال‪ :‬الدرك األسفل بيوت لها أبواب تطبق عليهم فتوقد‬
‫من تحتهم ومن خلفهم‬

‫ص ُمواْ‬
‫صلَ ُحواْ َوا ْعت َ َ‬‫يرا }ينقذهم مما هم فيه {إِالَّ الَّذِينَ تَابُواْ َوأ َ ْ‬ ‫{* َولَن ت َ ِجدَ لَ ُه ْم ن ِ‬
‫َص ً‬
‫اَّللِ}‪..‬أي بدلوا الرياء باإلخالص فينفعهم العمل الصالح {فَأُولَئِ َك َم َع‬ ‫ِب َّ‬
‫ع ِظي ًما}‬ ‫َّللاُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ أ َ ْج ًرا َ‬
‫ت َّ‬ ‫ف يُؤْ ِ‬ ‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ }في زمرتهم يوم القيامة { َو َ‬
‫س ْو َ‬

‫{* َّما يَ ْفعَ ُل َّ‬


‫َّللاُ بِعَذَابِ ُك ْم}‪ ..‬يخبر عن غناه عما سواه وإنما يعذب العباد بذنوبهم{ ِإن‬
‫ش َك ْرت ُ ْم َوآ َمنت ُ ْم} أصلحتم العمل وآمنتم باهلل ورسوله {و َكانَ َّ‬
‫َّللاُ شَا ِك ًرا َع ِلي ًما }من‬ ‫َ‬
‫شكر شكر له‬
‫__________________‬

‫حسابي في تويتر‬
‫‪#6‬‬
‫‪15-08-16, 09:27 AM‬‬

‫تاريخ التسجيل‪13-03-07 :‬‬


‫هـوازن العُتيبي‬
‫الدولة‪ :‬بـالد الشـام‪..‬‬
‫وفقه هللا‬
‫المشاركات‪277 :‬‬

‫رد‪ :‬اختصار تفسير سورة النساء من "صحيحِ تفسير ابن كثير"‬

‫يدعو أحد على‬


‫َ‬ ‫وء ِمنَ ْالقَ ْو ِل}‪...‬قيل‪ :‬ال يحب هللا أن‬
‫س ِ‬‫َّللاُ ْال َج ْه َر ِبال ُّ‬
‫{*الَّ ي ُِحبُّ َّ‬
‫أحد إال أن يكون مظلوما فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه‬

‫{*إِن ت ُ ْبدُواْ َخي ًْرا أ َ ْو ت ُ ْخفُوهُ}‪..‬إن أظهرتم أيها الناس خيرا أو أخفيتموه أو عفوتم‬
‫عمن أساء إليكم فإن ذلك مما يقربكم إلى هللا‬

‫س ِل ِه}‪..‬يتوعد‬ ‫س ِل ِه َوي ُِريدُونَ أَن يُفَ ِرقُواْ بَيْنَ َّ‬


‫َّللاِ َو ُر ُ‬ ‫{*إِ َّن الَّذِينَ يَ ْكفُ ُرونَ بِ َّ‬
‫اَّللِ َو ُر ُ‬
‫تبارك وتعالى الكافرين به وبرسله من اليهود والنصارى حيث فرقوا بين هللا‬
‫ورسله في اإليمان فوسمهم أنهم كفار‬

‫سبِيالً}أي طريقا ومسلكا {أ ُ ْولَئِ َك ُه ُم ْال َكافِ ُرونَ‬


‫{* َوي ُِريدُونَ أَن يَت َّ ِخذُواْ بَيْنَ ذَ ِل َك َ‬
‫َحقًّا}كفرهم محقق ال محالة بمن ادعوا اإليمان به ألنه ليس شرعيا‬

‫{* َوأ َ ْعتَدْنَا ِل ْل َكافِ ِرينَ َ‬


‫عذَابًا ُّم ِهينًا}كما استهانوا بما كفروا به { َوالَّذِينَ آ َمنُواْ بِ َّ‬
‫اَّللِ‬
‫س ِل ِه}‪ ..‬يعني بذلك امة محمد فإنهم يؤمنون بكل كتاب أنزله هللا وبكل نبي بعثه‬
‫َو ُر ُ‬
‫هللا‬

‫ف يُؤْ تِي ِه ْم أ ُ ُج َ‬
‫ور ُه ْم}أعد لهم الجزاء الجزيل والثواب الجليل { َو َكانَ‬ ‫{*أ ُ ْولَئِ َك َ‬
‫س ْو َ‬
‫ورا َّر ِحي ًما }لذنوبهم إن كان لبعضهم ذنوب‬ ‫َّللاُ َغفُ ً‬ ‫َّ‬

‫{* َيسْأَلُ َك أ َ ْه ُل ْال ِكتَا ِ‬


‫ب أَن تُن َِز َل َعلَ ْي ِه ْم ِكتَابًا ِمنَ ال َّ‬
‫س َماء}قيل‪:‬سأل اليهود رسول هللا‬
‫أن ينزل عليهم كتابا من السماء كما نزلت التوراة على موسى‬

‫صحفا من هللا مكتوبة إلى فالن وفالن بتصديقه فيما‬ ‫*وقيل‪ :‬سألوه أن ينزل عليهم ُ‬
‫َّللاَ َج ْه َرة ً فَأ َ َخذَتْ ُه ُم ال َّ‬
‫صا ِعقَةُ‬ ‫سى أ َ ْكبَ َر ِمن ذَ ِل َك فَقَالُواْ أ َ ِرنَا َّ‬
‫سأَلُواْ ُمو َ‬
‫جاءهم{فَقَدْ َ‬
‫ظ ْل ِم ِه ْم }بطغيانهم وبغيهم‬
‫بِ ُ‬

‫{*ث ُ َّم ات َّ َخذُواْ ْال ِع ْج َل ِمن َب ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَ ِينَاتُ } من بعد ما رأوا من اآليات‬
‫س ْل َ‬
‫طانًا‬ ‫الباهرة واألدلة القاهرة على يد موسى{فَعَفَ ْونَا َعن ذَ ِل َك َوآت َ ْينَا ُمو َ‬
‫سى ُ‬
‫ُّم ِبينًا}‬

‫ور ِب ِميثَا ِق ِه ْم}‪..‬وذلك حين امتنعوا من االلتزام بأحكام التوراة‬ ‫{* َو َرفَ ْعنَا فَ ْوقَ ُه ُم ُّ‬
‫الط َ‬
‫وظهر منهم إباء عما جاءهم موسى‬

‫س َّجدًا} فخالفوا ما أمروا به من القول والفعل{ َوقُ ْلنَا لَ ُه ْم‬ ‫{* َوقُ ْلنَا لَ ُه ُم ا ْد ُخلُواْ ْال َب َ‬
‫اب ُ‬
‫ت} وصيناهم بحفظ السبت والتزام ما حرم هللا عليهم{ َوأ َ َخ ْذنَا‬ ‫الَ ت َ ْعدُواْ فِي ال َّ‬
‫س ْب ِ‬
‫ظا}شديدا فخالفوا وعصوا وتحيلوا‬ ‫ِم ْن ُهم ِميثَاقًا َغ ِلي ً‬

‫ت َّ‬
‫َّللاِ}‪..‬هذه من الذنوب التي ارتكبوها مما‬ ‫{*فَ ِب َما نَ ْق ِ‬
‫ض ِهم ِميثَاقَ ُه ْم َو ُك ْف ِر ِهم ِبآ َيا ِ‬
‫أوجب لعنتهم وطردهم وإبعادهم عم الهدى وهو نقضهم المواثيق والعهود‬

‫ق}وذلك‬ ‫َّللاِ}أي حججه وبراهينه { َوقَتْ ِل ِه ُم األَنبِ َياء ِبغَي ِْر َح ٍ‬


‫ت َّ‬ ‫{* َو ُك ْف ِر ِهم ِبآ َيا ِ‬
‫لكثرة إجرامهم واجترائهم على األنبياء فإنهم قتلوا جما غفيرا من األنبياء‬
‫ف}أي‪:‬في غطاء وقيل‪:‬معناه قلوبنا غلف للعلم حوته‬ ‫غ ْل ٌ‬
‫{* َوقَ ْو ِل ِه ْم قُلُوبُنَا ُ‬
‫علَ ْي َها ِب ُك ْف ِر ِه ْم}فعلى القول األول قلوبهم ال تعي بل هي‬ ‫وحصلته{بَ ْل َ‬
‫طبَ َع َّ‬
‫َّللاُ َ‬
‫مطبوع عليها بكفرهم‬
‫عكس عليهم ما ادعوه من كل وجه {فَالَ يُؤْ ِمنُونَ إِالَّ قَ ِليالً‬ ‫وعلى القول الثاني ‪ُ :‬‬
‫}تمردت قلوبهم على الكفر والطغيان‬

‫{* َو ِب ُك ْف ِر ِه ْم َوقَ ْو ِل ِه ْم َعلَى َم ْر َي َم }يعني أنهم رموها بالزنا‪ ،‬ورموها وابنها‬


‫بالعظائم‬

‫َّللاِ} أي‪ :‬قتلنا الذي يدعي‬ ‫سو َل َّ‬


‫سى ابْنَ َم ْر َي َم َر ُ‬‫{* َو َق ْو ِل ِه ْم ِإنَّا َقت َ ْلنَا ْال َمسِي َح ِعي َ‬
‫شبِهَ لَ ُه ْم}رأوا شبههُ فظنوه إياه‬
‫صلَبُوهُ َولَ ِكن ُ‬ ‫{و َما قَتَلُوهُ َو َما َ‬
‫لنفسه هذا المنصب َ‬

‫{* َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬


‫اختَلَفُواْ فِي ِه لَ ِفي ش ٍَك ِم ْنهُ}‪..‬يعني بذلك من ادعى أنه قتله من اليهود‬
‫ومن سلمه إليهم من ُجهال النصارى كلهم في شك من ذلك وحيرة‬

‫{* َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا}وما قتلوه متيقنين أنه هو بل شاكين {بَل َّرفَ َعهُ َّ‬
‫َّللاُ‬
‫ِإلَ ْي ِه}أي‪:‬منيع الجناب ال يرام جنابه وال يضام من الذ به‬

‫{* َح ِكي ًما} في جميع ما يقدره ويقضيه{وإِن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬


‫ب إِالَّ لَيُؤْ ِمن ََّن‬
‫ِب ِه}‪..‬قيل‪ :‬معنى ذلك قبل موت عيسى يوجه ذلك إلى أن جميعهم يصدقون به إذا‬
‫نزل لقتل الدجال فتصير الملل كلها واحدة‬

‫ب إِالَّ لَيُؤْ ِمن ََّن بِ ِه }قبل موت عيسى الذي زعمت اليهود‬ ‫{*وإِن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ومن وافقهم من النصارى أنه قتل وصلب { َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُكو ُن َعلَ ْي ِه ْم‬
‫ش ِهيدًا}بأعمالهم التي شاهدها منهم قبل رفعه إلى السماء وبعد نزوله إلى األرض‬ ‫َ‬

‫ي ال يموت حتى يؤمن بعيسى أو محمد فعند‬ ‫*ومنهم من فسرها أن كل كتاب ْ‬


‫اإلحتضار ينجلي له ما كان جاهال به فيؤمن به ولكن ال يكون ذلك إيمانا نافعا له‬
‫إذا كان قد شاهد الملك‬
‫ظ ْل ٍم ِمنَ الَّذِينَ هَاد ُواْ َح َّر ْمنَا َعلَ ْي ِه ْم َ‬
‫طيِبَاتٍ‪}..‬قد يكون التحريم قدريا بمعنى‬ ‫*{فَبِ ُ‬
‫أنه تعالى قيضهم ألنهم تأولوا في كتابهم وحرفوا وبدلوا أشياء كانت حالال‬
‫فحرموها على أنفسهم تضييقا وتنعطا‬
‫ويُحتمل أن يكون شرعيا ‪،‬أنه تعالى حرم عليهم في التوراة أشياء كانت حالال لهم‬
‫قبل ذلك‬

‫يرا}صدوا الناس وصدوا أنفسهم عن إتباع‬ ‫َّللاِ َكثِ ً‬


‫سبِي ِل َّ‬ ‫عن َ‬ ‫ص ِد ِه ْم َ‬ ‫{* َو ِب َ‬
‫الحق{ َوأ َ ْخ ِذ ِه ُم ِ‬
‫الر َبا َوقَدْ نُ ُهواْ َع ْنهُ} نهناهم عن الربا فتناولوه وأخذوه وأكلوا‬
‫أموال الناس بالباطل‬

‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم}الثابتون في الدين لهم قدم راسخة في العلم‬
‫{*لَّ ِك ِن َّ‬
‫النافع{ َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ } عطف على الراسخين‬

‫صالة َ}المراد بهم‬ ‫نز َل ِإلَي َْك َو َما أ ُ ِ‬


‫نز َل ِمن قَ ْب ِل َك َو ْال ُم ِق ِ‬
‫يمينَ ال َّ‬ ‫{*يُؤْ ِمنُونَ ِب َما أ ُ ِ‬
‫المالئكة كما قال ابن جرير‪ ،‬قيل‪ :‬يعني يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبل‬
‫وبالمالئكة‬

‫الز َكاة َ }يحتمل أن يكون المراد زكاة األموال ويحتمل زكاة‬ ‫{* َو ْال ُمؤْ تُونَ َّ‬
‫اآلخ ِر}يصدقون بال إله إال هللا ويؤمنون بالبعث‬‫اَّللِ َو ْال َي ْو ِم ِ‬
‫النفوس{ َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِب َّ‬
‫بعد الموت{أ ُ ْولَئِ َك َ‬
‫سنُؤْ تِي ِه ْم أ َ ْج ًرا َ‬
‫ع ِظي ًما}أي‪ :‬الجنة‬

‫{* ِإنَّا أ َ ْو َح ْينَا ِإلَي َْك َك َما أ َ ْو َح ْينَا ِإلَى نُوحٍ}ثم ذكر تعالى أنه أوحى لنبيه كما أوحى‬
‫لغيره من األنبياء المتقدمين { َوآت َ ْينَا دَ ُاوودَ زَ ب ً‬
‫ُورا }الزبور‪ :‬اسم الكتاب الذي‬
‫أوحاه هللا إلى داود‬

‫صنَاهُ ْم َعلَي َْك ِمن قَ ْب ُل}‪..‬أي‪:‬قبل هذه اآلية يعني في السور‬‫ص ْ‬ ‫سالً قَ ْد قَ َ‬
‫{* َو ُر ُ‬
‫سى ت َ ْك ِلي ًما }وهذا تشريف لموسى بهذه الصفة‬
‫َّللاُ ُمو َ‬ ‫المكية وغيرها{ َو َكلَّ َم َّ‬

‫سالً ُّم َبش ِِرينَ َو ُمنذ ِِرينَ }يبشرون من أطاع هللا وينذرون من خالف أمره‬ ‫{* ُّر ُ‬
‫س ِل}أي أنه أنزل كتبه وأرسل‬ ‫َّللاِ ُح َّجةٌ بَ ْعدَ ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫بالعقاب { ِلئَالَّ يَ ُكونَ ِللنَّ ِ‬
‫اس َعلَى َّ‬
‫رسله بالبشارة والنذارة وبين للناس ما يحبه ويرضاه لئال يبقى لمعتذر عذر‬

‫َّللاُ َي ْش َهدُ ِب َما أَنزَ َل ِإلَي َْك}وإن كفر من كفر به ممن كذبك وخالفك فاهلل‬
‫{*لَّ ِك ِن َّ‬
‫يشهد بأنك رسوله الذي أنزل عليه الكتاب{أَنزَ لَهُ بِ ِع ْل ِم ِه}فيه علمه الذي أراد أن‬
‫يطلع العباد عليه من البينات والهدى‬

‫{* َو ْال َمال ِئ َكةُ َي ْش َهدُونَ }بصدق ما جاءك وأوحى إليك وأنزل عليك ‪،‬مع شهادة هللا‬
‫ش ِهيدًا}‬ ‫لك بذلك { َو َكفَى بِ َّ‬
‫اَّللِ َ‬

‫َّللاِ}أي‪ :‬كفروا في أنفسهم فلم يتبعوا الحق‬ ‫س ِبي ِل َّ‬ ‫{* ِإ َّن الَّذِينَ َكفَ ُرواْ َو َ‬
‫صدُّواْ َعن َ‬
‫وسعوا في صد الناس عن إتباعه قد خرجوا عن الحق وضلوا عنه { َوالَ ِليَ ْه ِديَ ُه ْم‬
‫ط ِريقًا}سبيال للخير {إِالَّ َ‬
‫ط ِريقَ َج َهنَّ َم}وهذا استثناء منقطع‬ ‫َ‬

‫ق }قد جاءكم محمد بالهدى ودين الحق‬ ‫سو ُل ِب ْال َح ِ‬ ‫{* َيا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس قَ ْد َجا َء ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬
‫ض}فهو‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫من هللا فآمنوا بما جاءكم به { َوإِن ت َ ْكفُ ُرواْ فَإ ِ َّن ِ ََّّللِ َما فِي ال َّ‬
‫س َم َاوا ِ‬
‫َّللاُ َع ِلي ًما َح ِكي ًما}بمن يستحق الهداية‬ ‫غني عنكم وال يتضرر بكفركم { َو َكانَ َّ‬
‫فيهديه والغواية فيغويه‬

‫{*يَا أ َ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬


‫ب الَ ت َ ْغلُواْ فِي دِينِ ُك ْم}ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو واإلطراء‬
‫وهذا كثير في النصارى فإنهم تجاوزوا حد التصديق بعيسى فاتخذوه إلها يعبد‬

‫َّللاِ إِالَّ ْال َح َّق}‪ ..‬ال تفتروا عليه فتجعلوا له صاحبة وولدا تعالى‬
‫{* َوالَ تَقُولُواْ َعلَى َّ‬
‫وتنزه عن هذا‬

‫سو ُل َّ‬
‫َّللاِ}‪.‬إنما هو من عباد هللا وخلق من‬ ‫{*إِنَّ َما ْال َمسِي ُح ِعي َ‬
‫سى اب ُْن َم ْريَ َم َر ُ‬
‫خلقه {و َك ِل َمتُهُ أ َ ْلقَاهَا ِإلَى َم ْريَ َم َو ُرو ٌح ِم ْنهُ}خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى‬
‫مريم فنفخ فيها من روحه بإذن ربه فهو ناشئ عن الكلمة التي قال بها "كن" فكان‬

‫*وقوله"وروح منه"من خلقه ومن عنده وليس "من"للتبعيض كما تقوله‬


‫النصارى فهو مخلوق من روح مخلوقة وأضيفت الروح هلل على وجه التشريف‬
‫س ِل ِه}فصدقوا بأن هللا واحد أحد { َوالَ تَقُولُواْ‬ ‫آمنُواْ بِ َّ‬
‫اَّللِ َو ُر ُ‬ ‫كقوله"هذه ناقة هللا{"فَ ِ‬
‫ثَالثَةٌ انت َ ُهواْ َخي ًْرا لَّ ُك ْم}ال تجعلوا عيسى وأمه شريكين مع هللا تعالى هللا عن ذلك‬
‫علوا كبيرا‬

‫س ْب َحانَهُ أَن يَ ُكونَ لَهُ‬ ‫{*انت َ ُهواْ َخي ًْرا لَّ ُك ْم }أي‪:‬يكن خير لكم { ِإنَّ َما َّ‬
‫َّللاُ ِإلَهٌ َو ِ‬
‫احدٌ ُ‬
‫ض َو َكفَى ِب َّ‬
‫اَّللِ‬ ‫س َم َاوات َو َما ِفي األ َ ْر ِ‬ ‫َولَدٌ}‪..‬تقدس عن ذلك علوا كبيرا{لَّهُ َما ِفي ال َّ‬
‫َو ِكيالً}الجميع ِملكه وخلقه وجميع ما فيهما عبيده‬

‫ف ْال َمسِي ُح أَن َي ُكونَ َع ْبدًا ِ ََّّللِ}‪ ..‬لن يستكبر وقيل‪:‬االستنكاف هو‪:‬‬ ‫{*لَّن َي ْستَن ِك َ‬
‫ع ْن ِعبَادَتِ ِه‬ ‫اإلقناع وقيل ذكر المالئكة ألنهم اتُخذوا آلهة مع هللا { َو َمن يَ ْستَن ِك ْ‬
‫ف َ‬
‫ش ُر ُه ْم إِلَ ْي ِه َج ِميعًا}فيجمعهم إليه يوم القيامة ويفصل بينهم‬ ‫َويَ ْست َ ْكبِ ْر فَ َ‬
‫سيَ ْح ُ‬

‫ت}‪..‬فيعطيهم من الثواب على قدر أعمالهم‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫{* َفأ َ َّما الَّذِينَ آ َمنُواْ َو َع ِملُواْ ال َّ‬
‫الصالحة ويزيدهم من فضله بإحسانه{ َوأ َ َّما الَّذِينَ ا ْستَن َكفُواْ َوا ْست َ ْكبَ ُرواْ}امتنعوا من‬
‫طاعة هللا وعبادته واستكبروا {فَيُ َع ِذبُ ُه ْم َعذَابًا أ َ ِلي ًما}‬

‫{*يا أَيُّ َها النَّ ُ‬


‫اس قَ ْد َجا َء ُكم ب ُْرهَا ٌن ِمن َّر ِب ُك ْم}يخاطب تعالى جميع الناس بأنه قد‬
‫جاءهم منه برهان عظيم وهو الدليل القاطع للحجة‬

‫{* َوأَنزَ ْلنَا ِإلَ ْي ُك ْم نُ ً‬


‫ورا ُّمبِينًا}ضياء واضحا على الحق وهو القرآن{فَأ َ َّما الَّذِينَ‬
‫ص ُمواْ بِ ِه}‪.‬جمعوا بين مقامي العبادة والتوكل على هللا في جميع‬ ‫اَّللِ َوا ْعت َ َ‬ ‫آ َمنُواْ ِب َّ‬
‫أمورهم‬

‫سيُ ْد ِخلُ ُه ْم فِي َر ْح َم ٍة ِم ْنهُ} يرحمهم فيدخلهم الجنة ويزيدهم ثوابا‬ ‫{*فَ َ‬
‫ص َرا ً‬
‫طا ُّم ْست َ ِقي ًما }طريقا واضحا ال اعوجاج فيه فهم في‬ ‫ومضاعفة{ َويَ ْهدِي ِه ْم إِلَ ْي ِه ِ‬
‫الدنيا على منهاج اإلستقامة وطريق السالمة‪ ،‬وفي اآلخرة على صراط هللا‬
‫المستقيم‬

‫{*يَ ْست َ ْفتُون ََك قُ ِل َّ‬


‫َّللاُ يُ ْفتِي ُك ْم}‪..‬عن البراء قال‪ :‬آخر سورة نزلت براءة وآخر آية‬
‫نزلت {يستفتونك}وقيل‪ :‬الكاللة" من يموت ليس له ولد وال والد"‬

‫ْس لَهُ َولَدٌ}تمسك به من ذهب إلى أنه ليس من‬


‫{* ِإ ِن ا ْم ُر ٌؤ َهلَ َك }أي‪:‬مات {لَي َ‬
‫شرط الكاللة انتفاء الوالد بل يكفي في وجود الكاللة انتفاء الولد وهو رواية عن‬
‫عمر والذي عليه الجمهور وقضى به الصديق أنه الذي ال ولد له وال والد‬

‫ف َما ت َ َر َك}عن ابن عباس وابن الزبير‪ :‬كانا‬


‫ص ُ‬ ‫ْس لَهُ َولَدٌ َولَهُ أ ُ ْخ ٌ‬
‫ت فَلَ َها ِن ْ‬ ‫{*لَي َ‬
‫يقوالن في الميت إن ترك بنتا وأختا فال شيء لألخت وخالفهما الجمهور فقالوا‪:‬‬
‫للبنت النصف بالفرض ولألخت النصف اآلخر بالتعصيب‬

‫{* َو ُه َو يَ ِرث ُ َها إِن لَّ ْم يَ ُكن لَّ َها َولَدٌ} واألخ يرث جميع مالها إذا ماتت كاللة ليس لها‬
‫ولد وال والد‬

‫{*فَإِن َكانَتَا اثْنَتَي ِْن فَلَ ُه َما الث ُّلُث َ ِ‬


‫ان} فإن كان لمن يموت كاللة أختان فُرض لهما‬
‫الثلثان وكذا ما زاد عن األختين في حكمهما‬

‫ساء} هذا حكم العصبات في البنين وبني البنين‬‫{* َو ِإن َكانُواْ ِإ ْخ َوة ً ِر َجاالً َونِ َ‬
‫واإلخوة إذا اجتمع ذكورهم وإناثهم أعطي الذكر مثل حظ األنثيين‬

‫َّللاُ لَ ُك ْم}يفرض لكم فرائضه ويحد لكم حدوده ويوضح لكم شرائعه{أَن‬
‫{*يُبَيِ ُن َّ‬
‫ضلُّواْ }لئال تضلوا عن الحق بعد البيان‬ ‫تَ ِ‬

‫َّللاُ بِ ُك ِل َ‬
‫ش ْيءٍ َع ِلي ٌم}هو عالم بعواقب األمور ومصالحها وما فيها من الخير‬ ‫{* َو َّ‬
‫لعباده‬

You might also like