You are on page 1of 12

‫الفصل الثاني‬

‫اإلطار النظري لعلم المعاني وأسلوب البالغة واألمر‬


‫يتناول هذا الفصل اإلطار النظري لعلم المعاني وأسلوب البالغة واألمر والذي يشمل‬
‫ثالثة مباحث‪ :‬البحث األول‪ :‬حقيقة البالغة ويحتوي خمسة مطالب‪ ،‬والبحث الثاني‪:‬‬
‫علم المعاني ويحتوي ثالثة مطالب والبحث الثالث‪ :‬حقيقة األمر ويحتوي ثالثة‬
‫مطالب‪.‬‬
‫البحث الثاني‪ :‬علم المعاني‬
‫ويحتوي هذا البحث على مطالبان‪ ،‬المطلب األول‪ :‬تعريف علم المعاني‪،‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موضوعات علم المعاني‪.‬‬
‫قال عبد العزيز عتيق في كتابه "أن علم المعاني من أحد علوم البالغة الثالثة‬
‫المعروفة‪ :‬المعاني والبيان والبديع‪ ،‬وقد كانت البالغة العربية في أول األمر وحدة‬
‫شاملة لباحث هذه العلوم بال تحديد وال تمييز‪ ،‬وكانت المتقدمين من العلماء العربية‬
‫خير شاهد على ذلك" )‪.(1‬‬
‫وأول من أطلق معاني الكالم على مباحث الخبر واإلنشاء‪ ،‬التي أصبحت في‬
‫(‪)2‬‬
‫ما بعد أهم أبواب علم المعاني هو ابن فارس‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف علم المعاني‬
‫قال ابن خلدون‪ :‬علم المعاني هو تتبع خواص التراكيب الكالم في اإلفادة‪ ،‬وما‬
‫يتصل بها من األستحسان وغيره‪ ،‬ليتحرز بالوقوف عليها من الخطأ في تطبيف الكالم‬
‫( ‪)3‬‬
‫على ما يقتضي الحال ذكره‬
‫ويرى جالل الدين أن علم المعاني‪" :‬وهو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي‬
‫التي بها يطابق مقتضى الحال‪ ،‬مع وفائه بغرض البالغي يفهم ضمنا من السياق‪ ،‬وما‬

‫‪(1‬عبد العزيز عتيق‪ ،‬علم المعاني‪ ،‬بيروت‪ :‬دار النحضة العرية‪،‬ط ‪2009 ،1‬م‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ )2‬انظر‪ ،‬د‪.‬أحمد مطبلوب‪ ،‬معجم المصطلحات البالغة تطويرها‪ ،‬المجمع العلمي العراقي ‪1987‬م‬
‫ج‪ ،3‬ص‪.277‬‬
‫‪( )3‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪)461‬‬
‫يحيط به من القرائن‪ ،‬أو هو علم يبحث في الجملة بحيث تأتي معبرة عن المعنى‬
‫( ‪)1‬‬
‫المقصود‪.‬‬
‫وقال السكاكي‪ :‬علم المعاني هو تتبع خواص تراكب الكالم في اإلفادة وما‬
‫يتصل بها من االستحسان وغيره‪ ،‬ليحترز بلوقوف عليها من الخطأ في تطبيق الكالم‬
‫(‪)2‬‬
‫على ما تقتضي الحال ذكره"‬
‫وهذا العلم يسمى علم النظم وهو من أشرف العلوم(‪.)3‬‬
‫يقول الزمخشري‪" :‬النظم هو أم إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬والقنون الذي وقع‬
‫(‪)4‬‬
‫عليه الحدي‪ ،‬ومراعاته أهم ما يجب عليه المفسر"‬
‫المطلب الثالث‪ :‬موضوعات علم المعاني‬
‫حصر موضوعات علم المعاني في كتاب (مفتاح العلوم) للسكاكي‪ ،‬ووزع‬
‫(‪)5‬‬
‫السكاكي في كتابه دراسة علم المعاني على ثمانية موضوعات وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الخبر والطلب‬
‫ثانيا‪ :‬اإلسناد الخبري باختالف السامع من حيث خلو الذهن‪ ،‬أو السك‪ ،‬أو اٌنكار‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلسناد‪ ،‬وبيان أحوال المسند إليه و المسند‪ ،‬من حيث‪ :‬الحذف والذكر‪ ،‬والتنكير‬
‫والتعريف‪ ،‬وتقديم والتأخير‪ ،‬والتخصيص والمقتضيات البالغة لذلك‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الفعل والمتعلقاته‪.‬‬
‫خامسا‪:‬الفصل والوصل‪.‬‬

‫‪ )1‬جالل الدين محمد بن عبد الرحمان بن عمر بن أحمد بن محمد‪ ،‬اإلضاح في علوم البالغة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمي ‪2003‬م‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ )2‬عيس علي العاكوب‪ ،‬المفصل في علوم البالغة العربية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬جامعة‬
‫حلب ‪2000‬م‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ ) 3‬د‪.‬زحسين الدراويس في جامعة القدس ود‪.‬علي أبوراس في المعهد العربي‪ ،‬علوم البالغة العربية‬
‫في مقدمة ابن خلدون‪ ،‬تشرين ‪ ،2‬في جامعة النجاح الوطنية نابلس‪ ،‬القدس‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ ) 4‬أبو قاسم محمود بن عمرو بن أحمد زمخشري‪ ،‬تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،2009 ،‬ص‪.526‬‬
‫‪ (5‬انظر‪ ،‬د‪.‬عبد العزيز عتيق‪ ،‬علم المعاني‪ ،‬بيروت‪ :‬دار النضة العربية‪ ،‬ط ‪1430 ،1‬ه‪2009-‬م‪،‬‬
‫ص‪.29‬‬
‫سادسا‪:‬اإليجاز واإلطناب وبيان كيف أنهما نسبيان‬
‫سابعا‪ :‬القصر‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬وطرقه‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الطلب‪ ،‬وأنواع الطلب الخمسة‪ :‬التمني‪ ،‬والستفهام‪ ،‬واألمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬والنداء‪.‬‬
‫ولكن الدكتور بكري شيخ أمين في كتابه (البالغة العربية في ثوبها الجديد)‬
‫قال بأن البالغيـــين قسم علـــم اﳌعـــاﳌ إﳌ ﳌانيـــة أﳌـــاث بشكل آخر‬
‫لتســـهيل دراســـة مباحـــث هـــذا العلم‪ ،‬وهي‪ :‬الخبر‪ ،‬واإلنشاء‪ ،‬وأحوال المسند‬
‫إليه‪ ،‬وأحوال المسند‪ ،‬وأحوال المتعلقات الفعل‪ ،‬والقصر‪ ،‬والوقف والوصل‪،‬‬
‫واإليجاز اإلطناب والمساوة(‪.)1‬‬
‫ال نذكر في هذا البحث والنطيل كالمنا في األغراض علم المعاني كأحوال‬
‫المسند‪ ،‬وأحوال المسند إليه‪ ،‬وأحوال المتعلقات الفعل‪ ،‬والقصر‪ ،‬والوقف والوصل‪،‬‬
‫واإليجاز واإلطناب والمساوة وتعريفاتها وأنواعها وبيانها‪ ،‬وقال الخطيب القزين‪:‬‬
‫"أن كالم إما خبر أو إنشاء؛ إما أن يكون لنسبته خارج تطابقه أو ال تطابقه"(‪.)2‬‬
‫وقال العالمة ابن عثيمن‪" :‬صحيح‪ ،‬ال يخرج عن هذا‪ ،‬ليس هناك كالم ليس خبرا‬
‫وال إنشاء‪ ،‬بل كل كالم في الدنيا عربيا كان أو أعجاميا فإنه إما خبرا وإما‬
‫إنشاء"(‪.)3‬‬
‫أوال‪ :‬الخبر‬
‫الخبر هو قول يحتمل الصدق والكذب لذاته؛ ألنه صغةكالمية تحكي نسبة‬
‫حاصلة في الواقع أو غير حاصلة(‪.)4‬‬

‫‪ )1‬أنيل نار‪ ،‬الجوه البالغية(علم المعاني) في األشعار الواردة في السفر األول من كتاب "المخصص"‬
‫البن سيده‪ ،‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في اللخة العربية وآدابها في جامعة إسالمية كالج بشاور‪،‬‬
‫‪ ,2010‬ص‪.176‬‬
‫‪ )2‬جالل الدين محمد بن عبد الرحمان بن عمر بن أحمد بن محمد‪ ،‬اإلضاح في علوم البالغة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪ :‬دار الكتب العلمي ‪2003‬م‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ )3‬حنفي ناصب ومحمد دياب وأصحابه‪ ،‬دروس البالغة في شرح العالمة ابن عثيمن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫(‪ ) 4‬عيس علي العاكوب‪ ،‬المفصل في علوم البالغة العربية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬جامعة‬
‫حلب‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫إذا أردت أن ﳌــﳌ إنســانا بخبر مــا فــال ﳌلــو أن يكــون اﳌخاﻃــب‬
‫إمــا جاحال ﳌضمون اﳌﳌ أو غﳌ جاهل؛ فللخﳌ غرضان‪ :‬إما جاحال بالخبر أو‬
‫فائدة الخبر وإما عالما بالخبر أو الزم فائدة‪.‬‬
‫يقول البالغيون‪ :‬الخبر قد يخرج إلى أغراض أخرى ليست ما ذكرنا من‬
‫قبل‪ ،‬ولكن تفهم من سياق الكالم و قرائن األهوال‪ .‬ويعددون ذلك على نحو‬
‫التالية‪:‬االسترحام واالستعطاف‪ ،‬تحريق الهمة إلى ما يلزم تحصيله‪ ،‬إظهار الضعف‬
‫والخشوع‪ ،‬وإظهار التحسر والتحسن‪ ،‬وإظهار فرح بمقبل والشماتة بمدبر‪ ،‬التوبيخ‪،‬‬
‫التذكير بما بين المراتب من التفاوت(‪.)1‬‬

‫االسترحام واالستعطاف( إني فقير إلى عفو ربي)‬


‫تحريق الهمة إلى ما يلزم تحصيله(ليس سواء عالم وجهول)‬
‫الرأْ ُ‬
‫س‬ ‫ظ ُم ِّمنِّي َوا ْشت َ َع َل َّ‬ ‫ب ِّإنِّي َوهَنَ ْال َع ْ‬ ‫إظهار الضعف والخشوع قَا َل َر ِّ‬
‫ش ِّقيًّا مريم ‪،4‬‬ ‫ب َ‬ ‫ش ْيبًا َولَ ْم أ َ ُك ْن ِّبد ُ َعا ِّئ َك َر ِّ‬
‫َ‬
‫ض ْعت ُ َها أ ُ ْنثَى َو َّ‬
‫ُهَّللاُ‬ ‫ب إِّنِّي َو َ‬ ‫ت َر ِّ‬ ‫ضعَتْ َها قَالَ ْ‬ ‫وإظهار التحسر والتحسن فَلَ َّما َو َ‬
‫س َّم ْيت ُ َها َم ْريَ َم َو ِّإنِّي أ ُ ِّعيذُهَا ِّب َك َوذُ ِّريَّت َ َها‬
‫ْس الذَّ َك ُر َك ْاأل ُ ْنثَى َو ِّإنِّي َ‬‫ت َولَي َ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫أ َ ْعلَ ُم ِّب َما َو َ‬
‫الر ِّج ِّيم (‪( )36‬عورن ‪)36‬‬ ‫ان َّ‬ ‫ط ِّ‬ ‫ش ْي َ‬‫ِّمنَ ال َّ‬
‫‪ ،‬وإظهار فرح بمقبل والشماتة بمدبر َوقُ ْل َجا َء ْال َح ُّق َوزَ َهقَ ْال َب ِّ‬
‫اط ُل ِّإ َّن‬
‫اط َل َكانَ زَ ُهوقًا (‪( )81‬السراء‪)81‬‬ ‫ْالبَ ِّ‬
‫‪ ،‬التوبيخ(كقولك للعاثر‪:‬الشمس طالعة‬
‫‪،‬التذكير بما بين المراتب من التفاوت(ال يستوي كسالن ونشيط)‬

‫ثانيا‪ :‬االنشاء‬
‫فاإلنشاء هو قول ال يحتمل الصدق والكذب لذاته؛ ألنه صغةكالمية ال تحكي‬
‫( ‪)2‬‬
‫نسبة خارجية‪ ،‬بل إنساء معنى بلفظ يقاربه في الوجود‪.‬‬

‫‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫(‪ ،)1‬السيد أحمد الهاشمي‪ ،‬جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع المكتبة الصرية‬
‫(‪)2‬عيس علي العاكوب‪ ،‬المفصل في علوم البالغة العربية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬جامعة‬
‫حلب ‪2000‬م‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫اإلنشاء إما أن يكون طلبي وغير طلبي‪ ،‬فالطلبي ما يستدعى مطلوبا غير‬
‫حاصل وقت الطلب‪ ،‬يتضمن األمر والنهي واالستفهام والتمني والنداء‪ .‬وغير طلبي‬
‫ما ليس كذلك‪،‬‬
‫واإلنشاء الطلبي يكون بخمسة أشياء‪ :‬األمر‪ ،‬النهي‪ ،‬االستفهام‪ ،‬والتمني‪،‬‬
‫والنداء‪.‬‬
‫صيغ"(‪.)1‬‬ ‫وأما األمر‪" :‬فهو طلب الفعل على وجه االستعالءوله أربعة‬
‫‪ .1‬فعل األمر الصريح‪ ،‬وهي الصيغة األصلية ألسلوب األمر وأكثر استعماال‪.‬‬
‫اس اتَّقُوا ربَّ ُك ُم الَّذِّي َخلَقَ ُك ْم ِّم ْن نَ ْف ٍس َو ِّ‬
‫احدَةٍ ﴾‬ ‫مثل قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ياأَيُّ َها النَّ ُ‬
‫(النساء‪.)1:‬‬
‫‪ .2‬المضارع المقرون بالم األمر كل فعل مضار يقترن بالالم يتحول إلى فعل‬
‫أمر‪.‬‬
‫يرا فَ ْليَأ ْ ُك ْل ِّب ْال َم ْع ُر ِّ‬
‫وف فَإِّذَا‬ ‫مثل قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َم ْن َكانَ َغنِّيًّا فَ ْل َي ْست َ ْع ِّف ْ‬
‫ف َو َم ْن َكانَ فَ ِّق ً‬
‫اَّللِّ َحسِّيبًا﴾ (النساء‪.)6 :‬‬ ‫دَفَ ْعت ُ ْم إِّلَ ْي ِّه ْم أ َ ْم َوالَ ُه ْم فَأ َ ْش ِّهدُوا َعلَ ْي ِّه ْم َو َكفَى بِّ َّ‬
‫‪ .3‬اسم فعل األمر‪.‬‬
‫ف َما َعلَى‬ ‫ش ٍة فَ َعلَ ْي ِّه َّن نِّ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫اح َ‬ ‫مثل قوله تعالى‪﴿:‬فَإِّذَا أ ُ ْح ِّ‬
‫ص َّن فَإ ِّ ْن أَتَيْنَ ِّبفَ ِّ‬
‫ب﴾ (النساء‪.)25 :‬‬ ‫ت ِّمنَ ْال َعذَا ِّ‬ ‫ْال ُم ْح َ‬
‫صنَا ِّ‬
‫‪ .4‬المصدر النائب عن فعل األمر‪.‬‬
‫ش ْيئًا َو ِّب ْال َوا ِّلدَي ِّْن ِّإ ْح َ‬
‫سانًا﴾ (النساء‪:‬‬ ‫ُهَّللاَ َو َال ت ُ ْش ِّر ُكوا ِّب ِّه َ‬
‫مثل قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وا ْعبُدُوا َّ‬
‫‪.)36‬‬
‫ولكن صيغ األمر قد تخرج عن معانيها األصلي إلى معان أخرى وتفهم ذلك من‬
‫سياك الكالم وقرائن األحوال‪ :‬كالدعاء‪ ،‬واللتماس‪ ،‬والتمني‪ ،‬والتهديد‪ ،‬والتعجيز‪،‬‬
‫والتسوية(‪.)2‬‬

‫‪ ) 1‬حنفي ناصب ومحمد دياب وأصحابه‪ ،‬دروس البالغة شرح العالمة ابن عثيمن‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م‪،‬‬
‫ص‪.42‬‬
‫‪ )2‬حنفي ناصب ومحمد دياب وأصحابه‪ ،‬دروس البالغة شرح العالمة ابن عثيمن‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م‪،‬‬
‫ص‪.44‬‬
‫أوال‪ :‬الدعاء هو الطلب على سبيل العون والتضرع والعفو والرحمة ومنه قوله‬
‫ي‬ ‫ب أ َ ْو ِّز ْعنِّي أ َ ْن أ َ ْش ُك َر نِّ ْع َمت َ َك الَّتِّي أ َ ْنعَ ْم َ‬
‫ت َعلَ َّ‬ ‫اح ًكا ِّم ْن قَ ْو ِّل َها َوقَا َل َر ِّ‬
‫ض ِّ‬
‫س َم َ‬ ‫تعالى‪ : :‬فَتَبَ َّ‬
‫صا ِّل ِّحينَ (‪)19‬‬ ‫ِّك ال َّ‬‫ضاهُ َوأ َ ْد ِّخ ْلنِّي ِّب َر ْح َمتِّ َك فِّي ِّعبَاد َ‬ ‫صا ِّل ًحا ت َ ْر َ‬ ‫ي َوأ َ ْن أ َ ْع َم َل َ‬ ‫َو َعلَى َوا ِّلدَ َّ‬
‫النمل ‪19‬‬
‫ثانيا‪ :‬واللتماس هو طلب األمر على سبيل التلطف ويكون بين األنداد والنظراء‬
‫مالمتقاربين قدرا ومنزلة ومنه ‪:‬أعطني القلم أيها األخ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬والتمني هو طلب األمر المحبوب الذي يرجى وقوعه إما لكونه مستحيال‬
‫وغما لكونه ممكناغير مطموع فيه نيله ومنه قوله تعالى‪:‬‬
‫رابعا‪ :‬والتهديد هو طلب فيه قوة وتهديد ووعيد للمخاطب ومنه قوله تعالى‪ِّ :‬إ َّن‬
‫ار َخي ٌْر أ َ ْم َم ْن يَأْتِّي ِّآمنًا يَ ْو َم‬
‫الَّذِّينَ ي ُْل ِّحدُونَ فِّي آيَاتِّنَا َال يَ ْخفَ ْونَ َعلَ ْينَا أَفَ َم ْن ي ُْلقَى فِّي النَّ ِّ‬
‫ير (‪)40‬فصلت ‪40‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫ْال ِّقيَا َم ِّة ا ْع َملُوا َما ِّشئْت ُ ْم إِّنَّهُ ِّب َما ت َ ْع َملُونَ بَ ِّ‬
‫خامسا‪ :‬والتعجيز هو أمر المخاطب نما يعجز عنه إظهارا لضعفه عند القيام به‬
‫ورةٍ ِّم ْن ِّمثْ ِّل ِّه‬
‫س َ‬‫ب ِّم َّما ن ََّز ْلنَا َعلَى َع ْب ِّدنَا فَأْتُوا بِّ ُ‬
‫ومنه قوله تعالى‪َ :‬وإِّ ْن ُك ْنت ُ ْم فِّي َر ْي ٍ‬
‫صا ِّدقِّينَ (‪)23‬‬ ‫ُهَّللاِّ ِّإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫ُون َّ‬‫ش َهدَا َء ُك ْم ِّم ْن د ِّ‬
‫عوا ُ‬
‫َوا ْد ُ‬

‫القرة ‪.23‬‬
‫س َوا ٌء َعلَ ْي ُك ْم ِّإنَّ َما ت ُ ْجزَ ْونَ َما‬ ‫صبِّ ُروا أ َ ْو َال ت َ ْ‬
‫صبِّ ُروا َ‬ ‫ص َل ْوهَا فَا ْ‬
‫سادسا‪ :‬والتسوية‪ :‬ا ْ‬
‫ُك ْنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ (‪ )16‬الطور ‪16‬‬
‫وأما النهي هو طلب الكف عن الفعل على وجه االستعالء وإلزام‪ ،‬وله صغة‬
‫واحدة‪ :‬هي المضارع مع (ال) الناهية الجازمة(‪ ،)1‬كقوله تعالى األعرف ‪.56‬‬
‫لما كان لهذه الصيغة داللة طلب الكف عن الفعل‪ ،‬فال يتبين فيها التحريم أو‬
‫الكراههة إال مع وجود القرينة تدل على ذلك‪ ،‬ولذلك قد تخرج صيغ النهي عن‬

‫‪)1‬أساليب المعاني في القرآن‪ ،‬السيد جعفر السيد باقر الحسيني‪،‬ط‪ ،1‬الناشر‪ :‬مركز النشر التابع لمكتب اإلعالم اإليالمية‪،‬ص‪.107‬‬
‫معانيها األصلي إلى معان أخرى وتفهم ذلك من سياق الكالم‪ ،‬كالدعاء‪،‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫واالتماس‪،‬المني‪ ،‬و النصح واإلرشاد‪ ،‬التوبيخ‪ ،‬والتيئيس‪ ،‬والتحقير‪ ،‬والتحديد‪،‬‬
‫الدعاء طلب الكف عن فعل حين يكون الطلب صادرا ممن هو أدنى منزلة‬
‫وأقل شأن‬
‫ت َو َعلَ ْي َها َما‬ ‫سا ِّإ َّال ُو ْس َع َها لَ َها َما َك َ‬
‫س َب ْ‬ ‫ُهَّللاُ نَ ْف ً‬
‫ف َّ‬ ‫مثل قوله تعالى‪َ : :‬ال يُ َك ِّل ُ‬
‫ص ًرا َك َما َح َم ْلتَهُ‬ ‫طأْنَا َربَّنَا َو َال ت َ ْح ِّم ْل َعلَ ْينَا إِّ ْ‬
‫اخ ْذنَا إِّ ْن نَسِّينَا أ َ ْو أ َ ْخ َ‬
‫ت َربَّنَا َال ت ُ َؤ ِّ‬‫سبَ ْ‬ ‫ا ْكت َ َ‬
‫ار َح ْمنَا‬ ‫ْف َعنَّا َوا ْغ ِّف ْر لَنَا َو ْ‬ ‫طاقَةَ لَنَا ِّب ِّه َواع ُ‬ ‫َعلَى الَّذِّينَ ِّم ْن قَ ْب ِّلنَا َربَّنَا َو َال ت ُ َح ِّم ْلنَا َما َال َ‬
‫ص ْرنَا َعلَى ْالقَ ْو ِّم ْال َكافِّ ِّرينَ (‪)286‬القرة ‪84،286‬‬ ‫ت َم ْو َالنَا فَا ْن ُ‬ ‫أ َ ْن َ‬
‫واالتماس يكون بطلب الكف عن أمر حين حين يكون هذا الطلب من شخص‬
‫اآلخر يساويه قادرا و منزلة مثل قوليك‪ : :‬قَا َل فَ َم ْن َربُّ ُك َما يَا ُمو َ‬
‫سى (‪ )49‬طه ‪49‬‬
‫التمني يكون بطلب الكف عن أمر ال يستعي الكف عنه‪ ،‬ويغلب في نهي ما‬
‫ال يعقل (في قوله مجزوء الرجاء‪ :‬يا ليل طل‪ ،‬يا نوم زل يا صبح قف‪ ،‬ال تطلع)‬
‫و النصح واإلرشاد يكون حين يراد النهي توجيحا من ذوي البصر والجبر‬
‫ع ْن أ َ ْشيَا َء ِّإ ْن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم‬‫بالعمور إلى من هم في حاجة إليه يَا أَيُّ َها الَّذِّينَ آ َمنُوا َال ت َسْأَلُوا َ‬
‫ور َح ِّلي ٌم‬ ‫ُهَّللاُ َغفُ ٌ‬
‫ُهَّللاُ َع ْن َها َو َّ‬ ‫ع ْن َها ِّحينَ يُن ََّز ُل ْالقُ ْر ُ‬
‫آن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم َعفَا َّ‬ ‫سؤْ ُك ْم َو ِّإ ْن تَسْأَلُوا َ‬
‫تَ ُ‬
‫(‪)101‬المادة ‪101‬‬
‫التوبيخ يكون حين يراد النهي كف المخاطب عن أمر ال يليق أن يصدر عنه‬
‫ال سخر قوم من قوم‪.......‬‬
‫والتيئيس يكون حين يراد النهي كف المخاطب عن محاولة فعل ليس في‬
‫ع ْن َ‬
‫طائِّفَ ٍة ِّم ْن ُك ْم‬ ‫وسعه وال في طاقته ‪َ :‬ال ت َ ْعتَذ ُِّروا قَ ْد َكفَ ْرت ُ ْم بَ ْعدَ إِّي َمانِّ ُك ْم إِّ ْن نَ ْع ُ‬
‫ف َ‬
‫طائِّفَةً بِّأَنَّ ُه ْم َكانُوا ُم ْج ِّر ِّمينَ (‪)66‬التوبة ‪66‬‬ ‫نُ َعذِّبْ َ‬
‫لتحقير يكون حين يراد النهي اإلزدراء بالمخاطب‪ ،‬والغض من قدره وقدوته‬

‫‪ )1‬دهلية موتياري ساري‪،‬دراسة بالغية عن أسلوب اإلنشاء في فلسفة الحياة إليليا أبو ماضي‪ ،‬قسم‬
‫اللغة العربية وآداب‪ ،‬والعلوم اإلنسانية بجامعة شريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا للحصول‬
‫الدرجة الجامعة األولى ‪2010‬م‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫والتحديد هو يتحقق إذا قصد المتكلم تخويفا المخاطب‪ ،‬وتحزبره من مغبة‬
‫تصرفه الخاطئ‬
‫أما االستفهام‪ :‬فهو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل(‪.)1‬‬
‫"وأدوات االستفهام هي ‪ :‬الهمزة‪ ،‬وهل‪ ،‬وما‪ ،‬من‪ ،‬ومتى‪ ،‬وأيان‪ ،‬وكيف‪،‬‬
‫وأين‪ ،‬وأتى‪ ،‬وكم‪ ،‬وأي‪ ،‬وتنقسم تللك أدوات بحسب التصور والتصديق ثالثة‬
‫أقسام"‪:2‬‬
‫‪ .1‬ما يطلب به التصور تارة و التصديق تارة أخرى‪ :‬هو الهمزة‪.‬‬
‫‪ .2‬ما يطلب به التصديق فقط‪ :‬هو هل‪.‬‬
‫‪ .3‬ما يطلب به التصور فقط‪ ،‬وهوبقية أدوات اإلستفهام‪.‬‬
‫قد تخرج صيغ االستفهام عن معانيها األصلي إلى معان أخرى وتفهم ذلك من‬
‫سياق الكالم ‪:‬ااألمر‪ ،‬والنهي ‪ ،13‬والسويةالبقرة‪ ،6‬والنفيالرحمن ‪،10‬‬
‫واإلنكاراألعراف‪ ،80‬والتشويقالصف‪ ،10‬واإلستئناسطه ‪ ،17‬والتقرير‬
‫اإلنشراح‪ ،1‬والتهويل الحاقة‪ ،3-1‬واإلستبعاد الدخان‪ ،13‬والتعظيم البقرة‬
‫‪ ،255‬والتحقير األنبياء‪ ،52‬والتعجب النمل ‪ ،20‬والتحكم األنبياء‪ ،36‬والوعيد‬
‫الفجر‪ ،6‬والتنبه على الخطاءالبقرة ‪ ،61‬والتنبيح على الباطل الزخرف ‪،40‬‬
‫‪3‬‬
‫والتنبيه غلى ضاللة الطريق‪ ،‬والتكثير‬

‫األمرالمائدة‪91‬‬
‫‪ ،‬والنهيالتوية ‪13‬‬
‫س َوا ٌء َعلَ ْي ِّه ْم أ َأ َ ْنذَ ْرت َ ُه ْم أ َ ْم لَ ْم ت ُ ْنذ ِّْر ُه ْم َال يُؤْ ِّمنُونَ‬
‫‪ ،‬والسويةالبقرة‪ 6‬إِّ َّن الَّذِّينَ َكفَ ُروا َ‬
‫(‪)6‬‬

‫‪ )1‬عبد العزيز قلقيلة‪ ،‬أساليب البالغة الفصحة‪-‬البالغة‪-‬المعاني‪،‬الكويت‪ :‬شارع فهد السالم ‪1980‬م‪،‬‬
‫ص ‪.119‬‬
‫‪ )2‬جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع‪ ،‬السيد أحمد الهاشمي‪ ،‬المكتبة الصرية‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ )3‬دهلية موتياري ساري‪،‬دراسة بالغية عن أسلوب اإلنشاء في فلسفة الحياة إليليا أبو ماضي‪ ،‬قسم‬
‫اللغة العربية وآداب‪ ،‬والعلوم اإلنسانية بجامعة شريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا للحصول‬
‫الدرجة الجامعة األولى ‪2010‬م‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫ض َع َها ِّل ْْلَن َِّام (‪)10‬‬ ‫ض َو َ‬ ‫‪ ،‬والنفي الرحمن ‪َ ،10‬و ْاأل َ ْر َ‬
‫شةَ َما َ‬
‫سبَقَ ُك ْم بِّ َها ِّم ْن‬ ‫طا إِّ ْذ قَا َل ِّلقَ ْو ِّم ِّه أَتَأْتُونَ ْالفَ ِّ‬
‫اح َ‬ ‫واإلنكاراألعراف‪َ ،80‬ولُو ً‬
‫أ َ َح ٍد ِّمنَ ْال َعالَ ِّمينَ (‪)80‬‬
‫والتشويقالصف‪َ ،10‬يا أَيُّ َها الَّذِّينَ آ َمنُوا ه َْل أَدُلُّ ُك ْم َعلَى تِّ َج َ‬
‫ارةٍ ت ُ ْن ِّجي ُك ْم ِّم ْن َعذَا ٍ‬
‫ب‬
‫أ َ ِّل ٍيم (‪)10‬‬
‫سى (‪)17‬‬ ‫واإلستئناسطه ‪َ 17‬و َما تِّ ْل َك بِّيَ ِّمينِّ َك يَا ُمو َ‬
‫‪ ،‬والتقرير اإلنشراح‪ِّ ،1‬إ ْذ قَا َل ِّأل َ ِّبي ِّه َوقَ ْو ِّم ِّه َما َه ِّذ ِّه الت َّ َماثِّي ُل الَّتِّي أ َ ْنت ُ ْم لَ َها‬
‫َعا ِّكفُونَ (‪)52‬‬
‫والتهويل الحاقة‪،3-1‬‬
‫واإلستبعاد الدخان‪،13‬‬
‫والتعظيم البقرة ‪255‬‬
‫‪ ،‬والتحقير األنبياء‪،52‬‬
‫ي َال أ َ َرى ْال ُه ْد ُهدَ أ َ ْم َكانَ ِّمنَ‬ ‫والتعجب النمل ‪َ ،20‬وتَفَقَّدَ َّ‬
‫الطي َْر فَقَا َل َما ِّل َ‬
‫ْالغَائِّ ِّبينَ (‪)20‬‬
‫آك الَّذِّينَ َكفَ ُروا ِّإ ْن َيت َّ ِّخذُون ََك ِّإ َّال ُه ُز ًوا أ َ َهذَا الَّذِّي‬ ‫والتحكم األنبياء‪َ ،36‬و ِّإذَا َر َ‬
‫َي ْذ ُك ُر آ ِّل َهت َ ُك ْم َو ُه ْم ِّب ِّذ ْك ِّر َّ‬
‫الر ْح َم ِّن ُه ْم َكا ِّف ُرونَ‬
‫ْف فَعَ َل َرب َُّك بِّعَا ٍد (‪)6‬‬ ‫والوعيد الفجر‪ ،6‬أَلَ ْم ت َ َر َكي َ‬
‫اح ٍد‬‫طعَ ٍام َو ِّ‬ ‫ص ِّب َر َعلَى َ‬ ‫سى لَ ْن نَ ْ‬ ‫والتنبه على الخطاءالبقرة ‪َ ،61‬و ِّإ ْذ قُ ْلت ُ ْم يَا ُمو َ‬
‫عدَ ِّس َها‬ ‫وم َها َو َ‬ ‫ض ِّم ْن بَ ْق ِّل َها َوقِّثَّائِّ َها َوفُ ِّ‬ ‫ع لَنَا َرب ََّك ي ُْخ ِّر ْج لَنَا ِّم َّما ت ُ ْن ِّبتُ ْاأل َ ْر ُ‬‫فَا ْد ُ‬
‫ص ًرا فَإ ِّ َّن لَ ُك ْم َما‬ ‫طوا ِّم ْ‬ ‫ص ِّل َها قَا َل أَت َ ْست َ ْب ِّدلُونَ الَّذِّي ُه َو أَدْنَى بِّالَّذِّي ُه َو َخي ٌْر ا ْهبِّ ُ‬ ‫َوبَ َ‬
‫ُهَّللاِّ ذَ ِّل َك ِّبأَنَّ ُه ْم َكانُوا‬
‫ب ِّمنَ َّ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ت َعلَ ْي ِّه ُم الذِّلَّةُ َو ْال َم ْس َكنَةُ َوبَا ُءوا ِّبغَ َ‬ ‫سأ َ ْلت ُ ْم َو ُ‬
‫ض ِّربَ ْ‬ ‫َ‬
‫ص ْوا َو َكانُوا يَ ْعتَدُونَ‬ ‫ق ذَ ِّل َك ِّب َما َع َ‬ ‫ُهَّللاِّ َويَ ْقتُلُونَ النَّ ِّبيِّينَ ِّبغَي ِّْر ْال َح ِّ‬
‫ت َّ‬ ‫يَ ْكفُ ُرونَ بِّآيَا ِّ‬
‫(‪)61‬‬
‫ي َو َم ْن‬ ‫ص َّم أ َ ْو ت َ ْهدِّي ْالعُ ْم َ‬ ‫ت تُس ِّْم ُع ال ُّ‬ ‫والتنبيح على الباطل الزخرف ‪ : ،40‬أَفَأ َ ْن َ‬
‫ين (‪)40‬‬ ‫ض َال ٍل ُمبِّ ٍ‬ ‫َكانَ فِّي َ‬
‫والتنبيه غلى ضاللة الطريق التكوير‪َ ،26‬أَيْنَ ت َ ْذ َهبُونَ (‪)26‬‬
‫والتكثير‬
‫أما التمني‪ :‬فهو طلب شيء محبوب ال يرجى حصوله ‪.1‬‬
‫ولكن البالغيين يميزون بين نوعين في التمني‪ :‬إما لكونه مستحيال (ياليتني‬
‫مت قبل هذا) وإما لكونه ممكنا ولكونه بعيد الحصول وغير مقطوع في نيله (يليتنا‬
‫‪2‬‬
‫مثل ما أوتي قارون)‬
‫وللتمني أربع أدوات‪ :3‬واحدة أصلية هي‪ :‬ليت‪ ،‬وثالثة غير أصلية هي‪ :‬هل‪،‬‬
‫لو‪ ،‬لعل‪.‬‬
‫ليت‬
‫هل(األعراف ‪ )53‬هذا اإلستفها يراد به التمني‪ ،‬أي يتمنون أن يكون لهم‬
‫شفعاء يشفعون لهم‪.‬‬
‫لو الشعراء ‪)102‬معنى ليت لنا كرة فهي للتمني‬
‫لعلى إلى من قد هويت‬ ‫لعلى قول الشاعر‪ :‬أسرب القطا هل يعير جناحه‬
‫أطير‪ ،‬فهذا إنسان مشتاق إلى أهله مر به شرب من القطا‪ ،‬فنظم البيت السابق‬
‫يخاطبه به ‪.‬‬
‫والنداء‪ :‬فهو طلب اإلقبال بحرف نائب مناب( أدعو) أو (أنادي) أو (اطلب)‪.‬‬
‫وزكروا أن طلب اإلقبال إما أنيكون حقيقة مثل‪ :‬يا صديقي‪ ،‬يا طالب‪ ،‬أو حكما مثل‬
‫‪ :‬يا جبال أوبي معه‪ 4‬أدواته ثمان‪ :‬يا‪ ،‬الهمزلة‪ ،‬أي‪ ،‬آ‪ ،‬آي‪ ،‬أيا‪ ،‬هيا‪ ،‬ووا‪ ،‬واالهزة و‬
‫‪5‬‬
‫أي للقريب وغيرها للبعيد‪.‬‬

‫‪ )1‬عيس علي العاكوب‪ ،‬المفصل في علوم البالغة العربية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬جامعة‬
‫حلب ‪2000‬م‪ ،‬ص ‪278‬‬
‫‪ )2‬أساليب البالغية ص‪126‬‬
‫‪)3‬محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬شرح البالغة ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪133‬‬
‫‪ )4‬حسين البندري‪ ،‬في البالغة العربية‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪ )5‬توفيق الفيل‪ ،‬بالغة التراقيب دراسة في علم المعاني‪ ،‬مكتبة اآلداب القاهر‪ ،‬ص‪.213‬‬
‫وقد تخرج ألفاظ النداء عن معانيها أصلي –وهو طلب اإلقبال‪ -‬إلى معان أخرى‬
‫مجازية‪ ،‬تفهم من السياق بمعرفة القرائن‪ ،‬أشهرها‪ :1‬اإلغراء (يا مظلوم) والتحذير‬
‫الشمس ‪ ،13‬الندبة(قول أبي العالء المعري‪ :‬فوا عجباكم يدعي الفضل ناقص ووا‬
‫اسفاكم يظهر الننقص فاضل) ‪ ،‬االستغاثة(يا ناصر العدل)‪ ،‬التعجب(يا لجمال‬
‫الطبيعة)‪ ،‬التحسر والتوجع النباء ‪ ،40‬الزجر والمالمة (قول الشاعر‪ :‬يا قلب ويحك‬
‫ما سمعت لناصح لما ارتميت مال اتقيت مالما)‪ ،‬االختصاص(أنا أكرم الضيف أيها‬
‫الرجل‪ ،‬التنبيه النمل ‪ ،25‬االستهزاء الحجر ‪ ،6‬التشهير بالشيء النمل ‪ ،16‬التكريم‬
‫والتنويه بمنزل ما يراد ابالغه األحزاب‪ ،1‬التحير والذكر‪ ،‬التهديد‪ ،‬المدح‪ ،‬الندم‬
‫والجزع الكف ‪،42‬‬
‫اإلغراء (يا مظلوم)‬
‫والتحذير الشمس ‪،13‬‬
‫الندبة(قول أبي العالء المعري‪ :‬فوا عجباكم يدعي الفضل ناقص ووا اسفاكم‬
‫يظهر الننقص فاضل)‬
‫‪ ،‬االستغاثة(يا ناصر العدل)‬
‫‪ ،‬التعجب(يا لجمال الطبيعة)‬
‫‪ ،‬التحسر والتوجع النباء ‪،40‬‬
‫الزجر والمالمة (قول الشاعر‪ :‬يا قلب ويحك ما سمعت لناصح لما ارتميت مال‬
‫اتقيت مالما)‪،‬‬
‫االختصاص(أنا أكرم الضيف أيها الرجل‪،‬‬
‫التنبيه النمل ‪،25‬‬
‫االستهزاء الحجر ‪،6‬‬
‫التشهير بالشيء النمل ‪،16‬‬
‫التكريم والتنويه بمنزل ما يراد ابالغه األحزاب‪،1‬‬

‫‪ )1‬السيد جعفر السيد باقر الحسيني أساليب المعاني في القرآن‪، ،‬ط‪ ،1‬الناشر‪ :‬مركز النشر التابع‬
‫لمكتب اإلعالم اإليالمية‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫التحير والذكر‪،‬‬
‫التهديد‪،‬‬
‫المدح‪،‬‬
‫الندم والجزع الكف ‪،42‬‬

‫و اإلنشاء غير الطلبي‪ :‬ما ال يستدعي مطلوبت غير حاصل وقت الكلب‬
‫يكون بصيغ المدح‪ ،‬والذم‪ ،‬وصيغ العقود‪ ،‬والقسم‪ ،‬والتعجب والرجاء‪ ،1‬وهذا نوع‬
‫أي اإلنشاء غير الطلبي ليست من مباحثنا؛ فلذا ضربنا صفحا هنا‪.‬‬

‫‪1‬‬

You might also like